آخر 10 مشاركات
استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-18, 05:48 PM   #31

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (1) القسم الثاني




صرخة عنفوان انثى
القسم الثاني
1





لكل شيء في هذ الكون وجهان .. حتى القمر .. لديه جانبان .. احدهما مضيء يظهر للناس .. والاخر .. مظلم .. لا يظهر الا لمن يبحث عنه جيدا .. وهكذا البشر .. لديهما تلك الصورة التي يظهرونها للجميع بالنور .. اما سرائرهم فلا احد يعلم ما تخفيه من ظلمة .. ولكن .. بقدر اقترابك من النور .. فانت تختزل العتمة بداخلك .. وبقدر خوفك من اذية الناس .. ستجد انك ستؤذي نفسك .. او احب شخص اليك .. بدعوى انك ستحتمل .. ولكنك في النهاية .. تضيع بلا هدف .. فنحن من بيدنا ان نحدد .. على اي جانب نريد ان نكون .. الضوء ام الظلام .. قرارنا هذا .. اما يجعلنا .. طيبين .. او اناس اشرار .. ولكن .. ماذا ان وقفنا بالمنتصف .. في المنطقة الرمادية .. عندها هل سيرانا احد .. ام اننا ببساطة .. سنختفي .....

_________________

كانت تنظر حولها وقد اختنقت انفاسها .. فهي لا تاتي هنا الا عندما تفيض روحها .. فلا تجد متنفس الا ببراءته .. ببراءة علي .. الطفل .. تحركت بخطواتها التي دوما ما تقربها اليه رغم العذاب الذي تستشعره بمرآه .. وقفت امامه وانحنت .. وجهه المضيء يخطف انفاسها .. بارتجاف مدت يدها الى راسه لتتلمس شعره الاسود الناعم .. كم كانت حياتها ستتغير لو ان لها طفل مثله .. كانت ستختفي عن الوجود معه لتخرجه من كل هذا المستنقع .. ولكن .. شاء القدر ان يكون الطفل الذي امامها .. الذي تربيه الان .. والذي تحاول ان تتم عملية تنظيف شركاتهم من كل ما فعله اياد لتكون له كاملة وقانونية .. هو نفسه ابن زوجها و غريمتها .. ابن اكثر شخصين اذوها في هذه الحياة .. ومع ذلك .. كيف من الممكن ان تكون مشاعرها نحوه بهذا التعقيد .. بهذه القوة .. وكانه حقا من صلبها هي .. ام ان احاسيسها ما هي الا انعكاس لذنب اقترفته بحقه .. وتحاول التعويض عنه .. بانفاسها المتهدجة تعبا همست في مناجاة اعتادتها معه يوميا ويدها تداعب شعره ( علي .. صغيري .. كيف حالك .. هل .. اشتقت الي )
سؤالها انطلق بنبرة امتلأت الما وعينيها تحيدان عنه بخزي .. وبروح تشتاق الراحة اكملت ( انا اطلب الكثير منك بهذا .. اليس كذلك يا صغيري .. لا تقلق .. لن اثقل عليك عندما تكبر .. فخالك سيخلصك مني كما وعد )
اضافت جملتها الاخيرة بابتسامة ساخرة وهي تشرد بحالها .. منذ ثلاثة اشهر .. تغير كل شيء .. عندما دخل أحمد الى حياتها بشكل رسمي .. كزوج .. اجل .. زوج مع وقف التنفيذ .. او ك مسمى اصح .. زوج شريك بالتخطيط .. هدف واحد .. ونتيجة واحدة .. وشخص واحد .. وعدو واحد .. وماضي مشترك ..هذا ما جمعهما .. كصفقة عمل بشروط واضحة .. و في النهاية .. وعد بالثأر .. وهذا فقط ما جعلها تحتمل ما هي مقدمة عليه .. ان تحتمل كل هذا التخطيط .. كل هذا التلاعب .. كل هذا السواد الذي يغرقها اكثر واكثر .. والذي يوقظ فيها ذلك الكيان المشوه .. كم تكره نفسها بهذا الكيان .. المتعطش للدماء .. اجل .. انها تعلمه جيدا .. تلعم شعور اللذة والاثارة التي تسري بدمائها ما ان يبدأ بالتململ بداخلها .. فكيف اذا انجرفت بالكامل له .. مالذي ستفعله اذا تشعب مرة اخرى واستولى عليها .. خاصة بعدما ملت ضعفها .. وسيطرة من حولها عليها .. بعدما ملت سلبيتها .. وشعورها بانها ضحية .. استيقاظ ظلمتها في الخطر الشديد الذي تعرضت له في الفترة الماضية نتج عنه طفل يتيم ساهمت بقتل امه بعد ان قتلت اباه .. دموع التمعت بعينيها دون ان تتمكن من ذرفها .. وكان تلك الراحة التي ستنتج منها هي راحة محرمة عليها .. فضميرها يتفنن بذر الملح على جروحها لتزيد رؤيتها لعلي ونظرات احمد الحاقدة لها من السموم التي تجري بداخلها فتقتلها ببطء ووجع .. ابتسامة ارتسمت على شففاهها وهي ترى علي يحرك فمه بطريقة امتصاصية وكانه يرضع رغم انه نائم ..وبصوت تهدج بين الضحك والبكاء غمغمت ( ما اجملك .. هل انت جائع يا صغيري )
صمتت قليلا وهي تراقبه قبل اكمالها ( اتعلم .. اليوم خالك من المفترض ان يمنحني البشرة الاولى .. بشرى الضربة التي انتظرتها طويلا .. في ذلك العش المظلم المخيف .. طبعا .. هذا ان تلطف خالك علي وتحدث معي دون ان يثير جنوني ويصيبني بحالة من الغضب الثلجي .. )
كانت تتكلم بنبرة تسلل اليها بعض من غضبها .. فهذا الكائن المسمى زوجها هو اكثر كائن مستفز تعاملت معه .. قلبه الثلجي الذي يقطر برودة من عيناه وكلماته .. كلماته الساخرة التي تكون كانصال السكاكين وكانه يتعمد صفعها بها دون حتى ان يرفع يده .. وتلك النظرة القاتلة التي يرمقها بها كلما حاولت ان تهرب من عيناه .. بتوتر رفعت يدها الى رقبتها لتتحسسها وهي تبتسم بمرارة مغمغة ( اتعلم .. لقد علق رصاصة ثاري على رقبته .. بل حتى .. نقش اسمي عليها .. واهداني اياها كمهر في ليلة زفافنا .. والمضحك ان مؤخر صداقي ما هو الا المسدس الذي سيطلقها منه .. على قلبي ..)
واشارت الى صدرها بموضع قلبها الذي انتفض بلا ارادة منها .. وبالم تابعت ( ولكني .. استحق .. اجل .. فهذا فقط ما سيريحني .. بعد ان اطمئن عليك .. لاني .. لاني .. لن .. احتمل .. ما ستراه .. انت بي .. عندما تعلم )
كانت كلماتها الاخيرة مبعثرة كبعثرة كوابيسها التي ترى نفسها فيها تقف امام هذا الطفل وهو يقتلها وقد امتلات نظراته بالكره العميق .. شهقت مختنقة وهي تقف بسرعة لتغادر الحجرة وقد شعرت بجدرانها تطبق على صدرها .. ولكنها ما ان خطت الى الخارج حتى ترنحت وكادت ان تقع .. يدين امسكتا فيها لوهلة ورائحة تعرفها جيدا اخترقت عقلها .. كان دفء لحظي سرى كصاعقة الكهرباء في اواصلها لثانية قبل ان تشعر بتلك اليدين تتخليان عنها لتكمل هي سقوطها المؤلم مع صوت تمقته يجلجل بضحكة قائلا من بين انفاسه ( هل هناك شبح يلحقك يا زوجتي .. ام ان نوبات جنونك اصبحت متزايدة )
كلماته عاكست نظرته المتفحصة بعيناه على كل جسدها باهتمام لا تفهم كهنه سوى انه ضبع لا يود لفريسته ان يمسها غيره .. اجابته بصوت مبحوح كان كل ما استطاعت اخراجه في تلك اللحظة ( هل حقا تجد نفسك ظريفا بهذه المزحات السمجة )
رفع احمد حاجبيه وعيناه تعودان لتفحص علا ولكن هذه المرة تعد جعل نظراته مهينة وهو يجيب ( بل اعلم انك تغارين من خفة ظلي .. ثم اعتبري الامر منحة كي نتمكن من احتمال وضعنا .. ام .. )
وانحنى نحوها قائلا بصوت منخفض خطير و بايحاء ويده تتعمد المرور على ذراعها بلمسات مغوية قبل وصلوها الى كفها وهو يجذبها بقوة لتقف وقد اصطدمت بصدره من قوة حركته ( هل تقصدين بمزحاتي .. انك اصطدمت بي .. لا..حت.. ضن.. ك )
قالها بتقطع مشدد على الحروف وانفاسه تلفح وجنتها بنار هبت مستعرة بداخلها وهي تدفعه بكل قوتها هاتفة ( كفى .. تلاعبك هذا خارج عن اتفاقنا .. لماذا تفعل بي هذا )
عادت نظراته الساخرة وعيناه تمران عليها ببطء متفحص مرة اخرى وهو يجيب ( اووه يا زوجتي .. جسدك يظهر ذبذبات الاستجابة رغم كل شيء .. هل هو الحرمان .. هل اشتقت .. لما كان اياد يمارسه معك من حقارة .. ارجوك ساصدق الان .. انك تجديني جذابا )
كانت عيناها تتسعان بصدمة من قسوة كلماته التي مهما ظنت انها اعتادتها تتفاجئ به وهو يرفع الاهانة لدرجة اعمق وبصرخات اخترقت روحها قبل خروجها من فمها ( حقاارة .. اتقول ان مكوثي مع زوجي .. بقائي بعصمته . اخذه لحقه الشرعي مني .. كان حقارة .. بينما لا تتهم اختك .. التي كانت تمارس نفس الحقوق وهي ليست لها .. ثم هل .. تصدق اذناك ما يلقيه فمك من تفاهة .. انت .. جذااب )
غضب لحظي التمع بعيناه وهو يقترب منها تلك الخطوة التي كانت قد تراجعتها عنه وهي تتحدث فهالها النار التي تنبثق منه ويده تقبض على معصمها بقسوة ( وانا زوجك الان .. فهل هذا يعني انك مستعدة لممارسة تلك الحقوق فقط لان هذا الاسم يمنحك هذا الحق .. رغم من تكونيه .. ومن اكونه .. ما رايك .. لما لا نحاول )
وجذبها نحوه مرة اخرى ولكنها هذه المرة انتفضت بقوة مبتعدة وهي تصرخ ( مالذي تهذيه هذا .. هل جننت .. انت بالذات .. تعرف عني .. ما كنت امنحه لاياد .. لانه .. كان يخبرك .. بل كان يتباهى امامك .. وكنت انت .. تراقبني .. وتسخر مني لتمنعني .. هل .. هل فعلت هذا مع اختك ياترى )
رفرفت عينا احمد وقد صمت لوهلة كمن يتجمع سيطرته على نفسه .. شعرها الذي انحل ليسقط كشلال حرير اسود يغطي وجهها .. انفاسها المتسارعة والتي يرتفع صدرها وينخفض بسرعة كدلالة عنها مثيرا بمظهره الناهض كافة الصور .. بياض بشرتها الذي تشرب باحمرار وجنتيها .. وعينيها اللتان بلون الغابة اشتعالا وبكثافة الاوراق التماعا .. بدت كساحرة بقميصها الابيض المفتوح القبة ليظهر عنقها المرمري وبنطالها الاسود الرسمي الذي يحد جسدها الشديد التناسق والجمال .. اي جنون يجمعهما هو نفسه لا يعلم .. ولكن .. ثلاثة اشهر وهو بجانبها بدت له كالجحيم كلما اقترب منها .. فسيطرته التي يتغنى بها تتزعزع ما ان يقترب منها .. غضه الجهنمي يتفاعل لعدة امور .. ومع الاسف ليس فقط لثاره .. ولكن .. حتى لفكرة كون هذه الفتاة زوجة لذلك الحقير اياد .. وهذا مالم يعد يفهمه في نفسه .. بغموض اجابها وقد سيطر على انفعلاته بصعوبة ( لانك كنت تملكين الخيار بينما هي لا .. والان .. مالذي حدث بالداخل لتخرجي من حجرة الصغير بهذه النظرة المرتعبة )
لوهلة رفرفت بعينيها دون ن تفهم اسلوبه الغريب بالانقلاب من الغضب للثلجية وهو يبدا الحديث بامور اخرى في ثواني معدودة .. اجابته الدائمة على اي تساؤل يخص اخته بانها كانت مجبرة اصبحت تستفزها اكثر لانها تثير الذنب اكثر بروحها .. حتى واحمد لا يوضح اي شيء من اسباب اضطرارها للزواج بهذه الطريقة .. وبانفاس متقطعة سالت باول ما خطر على ذهنها ( هل .. نجحنا )
بدورها رات انعكاسة الصدمة لجزء من الثانية في عيني احمد قبل ان ترتسم على شفتيه ابتسامة عابثة وهو يلوح بيده ( اذن هكذا .. حسنا لا باس .. كما تريدن .. )
ورفع اكتافه وهو يلتفت عنها في نية واضحة لمغادرته .. بعنف هتفت ويدها تمسك ذراعه بتلقائية ( الى اين .. لماذا تهرب .. اجبني )
توقف عن الحركة وضحكته تجلجل في المكان وهو يجذب يده مجتذبا اياها في نفس اللحظة حتى كادت ان تصطدم به مرة اخرى لولا تماسكها في اخر لحظة وهي تفلت يده وصوته الهازئ يطرق عقلها ( صدقا يا زوجتي ساصدق انك تعانين من جفاف وانك تجدينني جذابا )
انتفضت متائلة بجنون ( كيف .. لماذا تقوول هذا .. انت .. انت اخر رجلا .. قد انظر اليه يوما و .. )
انقطعت كلمتها عندما اقترب وجه احمد منها بشكل فجائي وشفاهه تقترب من شفاهها حتى لم يكد يفصلهم سوى انفاسهما وهو يجيبها بخطورة هامسة ( عندما .. تريدين مناقشتي .. بموضوع العمل .. فالمفترض .. ان نكون .. بالمكتب .. وليس .. امام حجرات النوم .. وانت .. تقتربين هكذا مني .. وتتعمدين .. لمسي )
هل حقا يقول لها هي هذا .. هل يتهمها انها تحاول غوايته .. ارادت ان تصرخ به وتدفعه كما فعلت سابقا ولكن .. كالمعتاد ايضا .. كانت تتشنج دون اي سيطرة على جسدها .. لماذا يفعل هذا بها .. لا تعلم .. لماذا تناقضه بين الجليد والبركان .. ايضا لا تعلم .. كل ما تعلمه .. انه يتلاعب بها كدمية ... يتلاعب بطريقة حسية حقيرة مهاجما كل نقاط ضعفها .. ابتسامته العابثة زادت قهرها وتخبطها وحقدها وهي تراه يبتعد عنها ببطء ويلتفت مبتعدا قائلا بثلجية ( ستسمعين اخبارا سارة .. غدا )
اعلان اكتسح روحها بعنف اكبر ضاربا بكل تماسكها عرض الحائط .. انه يتعمد اشعارها بانها هي من تحتاجه ولا تتحرك دونه .. يتعمد غرس احساس الحاجة اليه كالادمان .. ورغم معرفتها هذا .. رغم رؤيتها لجحيمه .. خطت قدماها خلفه وهي تسال بارتجاف جبان ( حقا .. هل نجحنا .. حقا سقبض عليه )
تبعت خطواته التي تسارعت وهو يلتزم الصمت بتعمد اثناء توجهه الى المكتب الذي ما ان دخلته حتى اغلق بابه بعنف ارعبها وهو يهتف بهمس حانق واصبعه يلوح امام وجهها ( كم مرة اخبرتك الا تتكلمي بحرية الا هنا .. هل تثقين بكل من حولك .. لقد اخبرتك ان العيون علينا وان الجدران لها اذان )
الان فهمت .. فهمت ذلك المشهد المثير الذي تعمد تمثيله معها دون معرفتها .. فمن يراهما من بعيد يظن ان شجارهما شجار زوجين عاشقين .. خطواته التي ابتعدت اكثر عنها وقد حطت نظراته المحتقرة عليها وهو يجلس خلف المكتب مشيرا لها لتجلس بدوره مقابله وهو يقول ( اجلسي فانت تبدين كمن سيفقد وعيه خلال لحظات )
لم تكن بحاجة الى دعوته فقدماها كالمعتاد لم تكن تحملانها بعد مواجهته .. عاد مرة اخرى ليقول بسرعة وثلجية وعيناه تبتعدان عنها باحتقار يعاكس كل نظراته المحرقة لها قبل قليل ( لما تسالين .. الا تثقين بي )
صمتت قليلا لتستجمع افكارها قبل اجابتها ( بلى .. اثق بانك ستفعل اللازم .. ولكن .. من حقي ان اسال .. طوال الفترة الماضية وانا انفذ تعليماتك دون ان افهم أسبابها .. وعندما كنت اسالك كنت تخبرني بانه كلما قلت معرفتي بما سيحدث كلما جعلت من حولي يصدقني اكثر .. وهذا هو المطلوب )
رفع احمد اكتافه بلامبالاة وهو يجيب ( الموضوع بسيط .. لقد تعمدت جعلكي تتشاجرين مع مدير شركة فامكو السيد مصطفى قبل شهرين حتى طالب هو بفسخ العقد الذي يربط الشركتين .. ومن ثم تعاقدنا مع شركة اخرى وفي نفس الوقت بعثت من سرب له اخبار عدم رضانا الكامل عن الشركة التي تعاقدنا معها وندمنا على قطع علاقاتنا معه .. وبالطبع هذا نفخ اوداجه وجعله يظن انه يعاقبنا بتاخير عرض الصفقة علينا .. وهكذا انتشر في السوق رغبتنا بالتعامل مع شركة فامكو وابتعدنا عن خانة الشك التي كانت ستتطالنا )
بتساؤل مذهول قالت ( اي شك )
مط أحمد شفتيه بسئم وهو يقول ( هل يجب ان اشرح كل شيء بالتفصيل .. دعي عقلك يعمل قليلا .. عندما قدمت الادلة وابلغنا الشرطة بطبيعة عمل فامكو السرية وضعنا في خانة الشك مع الشركات المشبوهة التي لازلنا نتعامل معها ولاننا لم نخرج بارادتنا واثرنا شائعات رغبتنا بالعودة فهذا يبعدنا عن هذه الخانة وفي نفس الوقت فان بحثت الشرطة في ملفات الشركات التي تعاقدت مع فامكو لن يتواجد ملف شركتنا لذا لن نخضع للرقابة الصارمة التي ستكشف كل تلاعب اياد دون ان يكون لنا فرصة لاصلاحه كما نفعل الان )
بسخرية اعقبت على كلامه ( اذن هكذا .. معك حق ماكان يجب علي ان اسال .. فما يحدث الان هو نفسه ما حدث عندما اوقعت بشركتنا انا وعلي .. )
التمعت عينا احمد بخطورة وهو يضم كفيه امام وجهه وقد ركز نظراته على علا التي اضافت بتحدي اكبر ورغبتها الطفولية بالانتقام لما فعله بها قبل لحظات تتفاعل بداخلها ( يبدو انك فقدت ابداعك الاجرامي يا .. زوجي .. يعني ان تكررت نفس الخطة مع المتبقين فبالتاكيد سننكشف ولن ننجح )
كانت قد شددت على كلمة زوجي بنفس طريقته .. ببطء وقف احمد وعيناه تعودان للتلكأ عليها خصوصا بعدما رفعت قدما لتضعها فوق الاخرى بثقة .. وبخطواته الشبيهة بالصياد المنقض اقترب منها بشكل بعث بروحها اضطرابا متناقضا بين الخوف منه والاثارة والترقب لما سيفعله .. ثم انحنى نحوها مقتربا بعد ان وضع كفيه على مساند الكرسي الذي تجلس عليه فقيدها بجسده ساحبا كل الهواء من حولها بهيبة حضوره .. وبصمت وتركيز التحم بعينيه مع عينيها حى شعرت انه يعري اعماق روحها وكيانها في جلسة استجوابه الصامتة .. لم تعلم كم بقيا على هذه الحالة كما لم تفهم طبيعة الذبذبات التي تقافزت بينهما .. صوته الاجش كان اول ما قطع تلك اللحظات وهو يتسائل ( هل لازلت تذكرين هذا الشخص )
رفرفت بعينيها في محاولة عقيمة لاستجماع نفسها وهي تجيبه ( وهل تعتقد انه بتهديدك وكلامك هذا ستتمكن من مسح ذكرياته )
ضاقت عيناه وهو يقترب اكثر منها مجيبا بتهديد واضح ( بل سازيله .. من عقلك وقلبك كليا )
لم تعلم من اين جاءت شجاعتها وقد اشتعل غضب حرمانها الذي يثور كلما تذكرت علي فاجابته بتحدي هامس ( قد تنجح .. في ازالته من عقلي .. ولكن .. هل انت واثق بانك ستنجح .. من ازالة ذكراه في قلبي .. صدقني .. لا اعتقد انك تملك هذه القوة )
صمتت لثانية لتكمل بتحدي اكبر امتزج بعمق مع المها ( ان تمسح خيالي الذي راودني يوما بحياة نظيفة مع رجل بالتاكيد انا لا استحقه )
كان تحديها كقنبلة القتها بوجهه مسببة ارتعاشة في عيناه .. فقط اسمه يثير كافة غرائز جنونه .. الا يكفيه انه يحتمل تكرار هذا الاسم الذي التصق بابن اخته .. كيف تواجهه بهذا دون ان تتوقع زلزال حنقه المستعر الذي سيضرب كل سيطرة قد يحاول استدعاءها .. كيف لدمائه الصعيدية ان تصمت على هذه المهزلة حتى لو كان زواجهما مسرحية .. ولكن .. هل حقا هذا فقط ما يثير جنونه لهذه الدرجة .. كبريائه التي تصيبها بشظايا انتفاضة ثوراتها اليتيمة .. بهمسة تحذيرية مرعبة اجابها واصبعه يضرب راسها بموضع العقل (اسمعيني جيدا .. انت .. منذ تزوجتيني .. واصبح اسمك بجانب اسمي .. قد حكمت على نفسك بالحرمان من اي رجل وكل الرجال .. سمعتي .. ستظل كالالماس طالما انت على ذمتي .. ولا يوجد اي تلاعب بالكلمات قد ينقذك مني .. افهمت .. )
ثم اعتدل بشكل فجائي وهو يتابع بتحذير اكبر ( هذا تحذيري الاخير يا علا .. والا .. لن تلومي نفسك ان جاءك خبر موته .. ترى هل انت قادرة على تحمل هذا الذنب ياترى بالاضافة لبقية ذنوبك )
بارتجاف غمر كل خلايا جسدها تساءلت ( مالذي تقصده بتهديدك هذا .. انت .. لن تتمكن من الوصول لعلي )
عاد لينحني عليها بسرعة مفاجئة بنفس الطريقة وهو يصرخ كفحيح الافعى ( قلت لك لا تنطقي اسمه .. ثم .. يبدو انك لا تعلمين بان حبيب قلبك قد رجع الى مصر واخيرا .. اي انه ليس بعيدا عني )
كان يضيف جملته الاخيرة بسخرية امتزجت بنبراته الهادرة .. نظراته الصقرية التي راقبت تفاصيل ردة فعلها اخافتها ولكن .. في تلك اللحظة استغربت من نفسها .. فهي لم تفكر بعلي او بتهديد احمد او باي شيء قاله .. سؤال واحد الح عليها .. لماذا يتعامل معها بهذا التمكلك حتى وهما ليسا زوجين حقيقين .. سؤال جعلها تهرب بعينيها من تحديقه بسرعة الا انها تفاجات بيده التي امسكت ذقنها لتعيد وجهها اليه وهو يهتف بغموض ( لا تبعدي عينيك عني الا بعد ان انهي كلامي معك .. و .. بالنسبة لاجرامي الابداعي )
وصمت بايحاء مذكرا اياها ببداية حوارهما وبتحديها وقد شعرت بجسدها مسلوب الارادة تحت وطأة نظراته وانفاسه التي لفحت وجهها وقد اقتربت شفتاه بشكل خطير من ثغرها مثيرة احاسيس كانت دوما جائعة وخانعة لم تجد من يشبعها .. وبهمسة نارية اكمل ( لا تقلقي .. فانا ساغير الخطة بالتاكيد .. وساهجم على كل عدو لي من اعمق نقاط ضعفه)
لم تدري لما شعرت بكلماته وكانه يهددها هي .. وبارادة ضعيفة اهتزت مع قوة هجومه الحسي عليها سألته بخفوت ( مالذي تريده مني حقا ؟ )
ابتسامته التي اتسعت بغموض اكبر كانت جوابه قبل انتصابه مرة اخرى وابتعاده عنها هذه المرة وهو يشير اليها لتخرج من المكتب قائلا بعملية ثلجية مغايرة لبركان النار الذي واجته قبل ثواني ( حاليا .. لا اريد منك سوى الانتباه لتصرفاتك امام خدم المنزل .. فنحن زوجين امام الجميع وعلى هذا الاساس تصرفي .. وايضا .. اياك .. ثم اياك .. ان تحاولي الاقتراب من علي )
تهديد حمل العشرات من المعاني بين طياته .. بضعف وقفت علا لتنسحب وقد هالها ما تعرضت له للتو .. فمهما حاولت المقاومة والظهور بنفس مظهره او التعامل بنفس اسلوبه تجد نفسها مهزومة وضعيفة وقد عادت ثقتها للوراء .. وبلا وعي عاد تفكيرها لعي .. ترى .. هل حقا عاد الى مصر .. وهل سيحاول مقابلتها بعد كل ما جرى بينهم ؟ هل علم بزواجها من احمد ؟ .. اسئلة كثيرة طرقت اعتاب ذهنها الغائب بتعب من معاركه الضارية مع زوجها .
يتبع 2




noor elhuda and Narimano like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 05:52 PM   #32

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (1) القسم الثاني



صرخة عنفوان انثى
القسم الثاني
2


.



لم يكن تفكير علي في هذه اللحظات اصلا يدور حول اي شيء سوى سما .. منذ وطأت قدماه ارض مصر وهو يشعر بالاختناق .. بل حتى انه لا ينكر بانه هرب منها و تعمد الالتصاق بمرام وممارسة دوره كخطيب لها .. ولكن احساسه الذي طغى عليه بمسؤوليته عن سما جعله في النهاية يستسلم لاحاسيس قلقه ويذهب ليراها قبل دخولها للاجتماع .. ليطمئن بانها بخير .. ليحاول ان يجعلها ترى فخره بها في عينيه رغم عدم تصريحه بالامر امامها .. هو لا يعلم مالذي حدث ليبنى هذا الجدار بينهما .. حاجز غريب من المشاعر المتناقضة والتخبطات .. خوف مدقع عليها دوما ما يشل اطرافه .. ان تصاب باذى خاصة بعد كل التغيرات التي مرت عليها .. في البدء لم يستطع ان يحدد ما يخيفه عليها .. الا انه ما ان دخل الاجتماع حتى انفجر وحش الرعب بصدره مع مراى سراج ونظراته لسما .. غضبه الذي تضاعف ما ان علم بمعرفتها بمجيئه اكد له كم هو محق نحوها .. فان كان هناك من يفقد سما اي منطق بالتعامل فهو سراج .. والد طفلها .. ذلك الذي دوما ما كان مصدر التهديد لها بنظره .. والذي رغم تظاهرها بالقوة امامه الا انه يرى انعكاسة ضعفها التي تحاول اخفائها مع قوتها الجديدة التي اكتسبتها مع كل ما مرت به من محن .. حدس نما بداخله كهاجس بانها لازالت تحب سراج وستعود له وستسمح له بان يؤذيها مرة اخرى .. هذا الشعور احرق كيانه بغضب هادر جعله يتجه بخطواته نحو مكتبها ما ان انتهى الاجتماع .. وهناك .. راى مرة اخرى سراج يجلس امامها بتملك وكانه من حقه هذا .. نظرة عينيها المرتجفة وهي تساله عن سبب مجيئه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة اليه .. وبصوت خرج اجشا من عمق حرائق الغضب الذي يحملها بين طياته قال ( سما .. هل لي ان افهم تحديدا مالذي يفعله مدير البنك الالماني العالمي هنا .. اليس غريبا ان ياتي بنفسه مع انه من المفترض ان يبعث مندوب عنه ممن يعملون في فرع البنك الذي في مصر)
وقف سراج ببطء وعيناه تتركزان على علي بالتماعة حذر وهو يجيب ( معك حق .. ولكن بما انني كنت اقوم ببعض العمل هنا فاخذت على عاتقي الاجتماع الخاص بكم ايضا ففي النهاية بيننا عشرة طويلة تجعلني اهتم بهذا العمل بشكل شخصي وانهيه على اكمل وجه ودقة )
رفع علي حاجبيه بسخرية وهو يجيب ( ااه اجل .. تهتم به بشكل شخصي طبعا .. عفوا هل يمكنني سؤالك انا بشكل اخر .. مادمت قادما اليوم الى هنا لما لم توصل عماد معك بدل ان تبعثه مع عمته .. ام انك ياترى لم تخبر زوجتك انك قادما الى هنا وحتى لا تثير شكها قمت بابتعاثه مع عمته كما هو مخطط )
امتقع وجه سراج مع اتهام علي الواضح له في نفس اللحظة التي تكلمت بها سما بحدة حازمة ( انا من يرفض تنقل عماد الا تحت اشراف عمته يا علي )
لوهلة تجمدت الاجواء في الحجرة وقد خيم الصمت على المكان قبل التفاتة علي نحو سما وعيناه تبرقان بطريقة خطيرة ( هل حقا تدافعين عنه الان .. مالذي يحدث هنا .. هل قاطعت موعدا غرامي ياترى ؟)
كانت شهقة سما المصعوقة هي ما اوقظت علي على كلماته القاسية التي صرح بها في لحظة غصب .. وبنبرة مستنكرة تساءل سراج وهو يشير نحوه ( انت .. ما دخلك .. هل انت ولي عليها لتبرر لك تصرفاتها )
مط علي شفاهه بتحدي وقح لسراج اخفي به وجع قلبه مع نظرة الانكسار التي راها في عيني سما بسبب كلامه وهو يجيب بحزم تاكيدي ( انا بالفعل وليها .. زوجها .. ام انك نسيت )
كانت اجابة سما عليه بمثابة صفعة تلقاها غرور علي وهي تهتف بحنق بالغ ( زوجي المؤقت الى حين انتهائك من اجراءات الطلاق .. و .. ياللهي مالذي حدث لوجهك )
شهقتها التي رافقت تساؤلها المذعور بعد ان اتم علي التفافه نحوها لتنتبه في تلك اللحظة على وجنته المكدومة وجانب شفاهه المشقوق .. بلحظة كانت تقف الى جانبه ويديها المرتجفتان تمتدان الى وجهه لتحيطه وهي تعيد سؤالها ( مالذي حدث .. هل انت بخير .. ياللهي .. انت تنزف )
لذة انتصار انتشرت بروحه وعيناه تحطان على سراج الذي كان يقف خلفها وقد فغر فاهه بغيظ مذهول وهو يراقب ما تقوم به سما .. وبنبرة ارادها مطمئنة فتسلل فيها شيء من احاسيسه اجابها ( لا تقلقي .. انني بخير .. انه .. اثار غضب ادهم فقط )
اضاف كلمته الاخيرة كتاكيد لما ارتسم بعينيها من ادراك .. اصابعها التي مست شفاهه والالم يغضن جبينها استجابة لاجفاله المؤلم بدوره جعله يعيد كلماته بتاكيد اكبر ويده ترتفع لتبعد يدها بلطف عن فمه ( انها بسيطة .. لا تقلقي )
عيناها بثتاه الرسائل وهي تسال باضطراب ( هل .. كان غاضب .. بشدة )
تنهد علي بعجز ( مثلما توقعنا .. جاءت ردة فعله عنيفة على اخبار مرضها )
زفرة حيرة خرجت من بين حروفها المتسائلة ( وهي .. هل هي .. بخير )
رفع علي يده بتلقائية ومواساة ليربت على اكتافها ما ان راى قلقها المضاعف على اسيل وهو يجيبها ( لقد .. غادرت الشركة .. ما ان انهت الاجتماع ... يبدو انها .. استنفذت طاقتها لهذا اليوم باعلانها )
تراجعت سما خطوة وهي تقول ( ربما يجب ان الحقها لاطمئن انها بخير )
حرك علي رأسه رافضا ( كلااا بالطبع .. اتركيها لتستعيد نفسها .. اما تذكرين وصايا مراد لنا باعطائها ما تحتاجه من مساحة للاتزان بعد كل مواجهة )
بخوف ورجاء وامل رفعت سما نفسها لتستند على صدر علي وقواها تخور هي الاخرى من المواجهات المتتالية التي تعرضت لها .. كانت تبحث عن امانها الدائم بداخله .. امانها الذي لم يبخل بيه عليها يوما او يستغني عنها رغم كل الظروف .. وبحنان محتوي اخذ علي يربت على ظهرها وراسها وهو يقول ( و .. انت ايضا كنت مذهلة .. وواحهت الجميع .. كم افتخر بك حقا .. هيا .. تعالي لاوصلك الى المنزل .. وايضا لارى عماد )
كلاهما غرقا بعالم خاص بهما لا يفهمه سواهما بعد ان كانا يتشاجران .. ذهول طغى على سراج وهو يرى مدى التكامل الذي يمتد بينهما في علاقة خاصة غريبة من نوعها .. كان انسحابه في تلك اللحظات هو خير علاج لخنجر الالم الذي غرس عميقا جدا جدا بروحه وقد راى بعينيه عشق سما اللامحدود لعلي رغم تكذيبه للامر في السابق .. الهذه الدرجة خسرها .. الهذه الدرجة تناسته بالكامل لمجرد ان رات ان علي مصاب اصابة طفيفة .. استئذن بهمسة غير مسموعة وقلبه ينتفض بالم وامل دوما ما كان يروتده لاجلها .. نظراته الاخيرة شيعتهما قبل اغلاقه الباب وهو يرى علي يبعدها قليلا عنه مغمغما ( هل .. هناك ما تودين القيام به قبل ذهبانا )
كانت كلماته كجرس ايقاظ جعلها تعتدل بوقفتها وعيناها تدوران حولها بتساؤل ( اين سراج .. هل ذهب حقا )
بغضب عاد ليتفاعل بداخله اجاب ( سما .. مالذي تفعلينه حقا .. اتدركين ان من تسالين عنه الان هو نفسه سبب كل مشاكلك في السابق)
عقدت سما حاجبيها مجيبة بتوتر ( اجل .. اعلم .. ولكني اعلم ايضا بانه والد ابني )
رفع علي حاجبيه بدهشة ممزوجة بالحنق وهو يلوح باصبعه ( سما .. دعيني اسألك سؤال .. اذا جاءك سراج بعد ان يكون قد طلق زوجته وهو مستعد للزواج بك .. هل تقبلين )
اجابته ببديهية سريعة ( ولكني .. متزوجة بك .. الا طبعا .. ان كانت عندها قد طلقتني )
كانت قد استدركت الجملة الاخيرة مع نظرة الاستهجان التي انبعثت من عيني علي في تلك اللحظة .. والتي ترجمها بسؤاله الهازئ بنبرته الجارحة ( أتعنين ان مانعك الوحيد عن سراج ليس كرامتك التي اهانها وليس تقليله من شأنك عندما كنتي فقيرة .. وليس عدم اعترافه بك اصلا كانسانة قد احبها وتزوجها .. وليس كل ما سببه لك من الم وخذلان وخيبة حتى اضطررت على فرض نفسك علي كزوجة كي لا تفضحي نفسك .. كل هذا بنظرك لا قيمة له وفقط يمنعك انك زوجتي .. مانع سينتهي ما ان أطلقك لتصبحي حرة .. اليس كذلك ؟ )
اهانته الجارحة لها اصابتها بالصدمة التي اصمتتها .. نظرته لها بهذه الطريقة وتقيمه المنخفض لكينونتها تغلغل عميقا بروحها كسم زعاف قاتل .. لوهلة بدت غير قادرة على الكلام ونظرات علي المستهجنة تزيد من احاسيسها المتصارعة .. جنون تمرد عاد ليتحكم بها وهي تلتفت عن علي قائلة بكل ما استطاعته من برود (لاجل ابني .. انا مستعدة لعمل كل شيء .. يكفي ان تعرف هذه الحقيقة يا علي .. والان .. عن اذنك)
كانت قد تحركت بالفعل باتجاه باب المكتب الا ان يده امسكت بذراعها بقوة وهو يجذبها نحوه بلهفة قائلا ( الى اين .. هل تسمعين نفسك وما تقوليه)
نفضت يدها بقوة ( اجل .. ادرك ما دار بيننا .. ثم .. الم نتفق للتو على الذهاب سويا لترى عماد ام انك تراجعت عن الامر وفكرت بمرام )
رفرف علي بجفناه وقد غاظه برود كلماتها الذي لم يعتده منها ابدا .. وعندما اراد ان يجيبها قاطع كلامه صوت هاتفه الذي علا ليرج صمت المكان .. والذي ما ان رفعه امام عيناه ليعلم من المتصل حتى اجاب بسرعة وعملية (أجل يا مرام .. كلا بالطبع انا متذكر للموعد الذي بيننا .. اجل .. تنتظريني الان في بهو الشركة ؟ اه حسنا لا عليكي ساتي اليك .. انتظري فقط قليلا .. اجل انا بخير وصوتي بخير .. حسنا .. لا تقلقي .. انا قادم وسترين بنفسك اني بخير)
كانت مكالمته كصفعة ادراك جعلت سما تنسحب بدورها من امامه بهدوء وغيوم الغيرة تلبد سماء روحها بالاحزان .. وبخطواتها المتعثرة سارت باتجاه باب الشركة ولكن .. يد فولاذية عادت لتقبض على ذراعها وعلي يتساءل ( الى اين .. تظنين نفسك ذاهبة .. لما خرجت هكذا)
بسرعة ثلجية اخفت ما يجيش بصدرها متظاهرة بالهدوء ( نحن الان في مكان عملنا .. لذا اترك يدي .. واعتقد ان مرام تتنظرك فهيا اذهب اليها )
ازدرد علي لعابه وتوتره يتضاعف ( ولكن .. لقد .. اتفقت معك ..و .. كنت امل ان تنتظريني ليلا انت وعماد .. فلقد نسيت وعدي لمرام في خضم تلك المشاكل التي تصدمينني بها منذ الصباح )
طفح الكيل بسما وتناقض علي الواضح يثير اسوء خصالها .. وبغضب هادر همست ( انا .. انا اصدمك .. انااا .. حسنا .. اتركني اذن واذهب الى قطتك الوديعة )
بتحدي اجابها ( اجل .. ساذهب .. فعلى الاقل معها اكون مدركا لمشاعري الحقيقة )
رنين هاتف علا في تلك اللحظة محطما تلك الذبذبات النارية بينهما .. بسرعة اجابت سما على هاتفها ( اسيل .. حبيبتي .. كنت ساتصل بك .. اين انت .. ما بك ؟ )
سيل من الاسئلة الذي اندفع من فمها ت قف بفجائية مع شهقتها المصعوقة وهي تستمع الى جواب اسيل .. خوف استولى على قلب علي وهو يراقب تبدل ملامح سما .. خوف جعله يسال سما التي اقفلت الهاتف دون ان يصدر عنها اي كلمة وقد تشنجت ملامحها ( مالذي حدث لاسيل)
هامت نظرة سما بملامحه فكانت كالتائهة التي تبحث عن مرفأها .. وصوت بالكاد خرج منها وهي تقول ( لقد فعلت اكثر امر خاطئ في حالتها .. لقد استسلمت لاحاسيسها معه و .. يالهي .. اسيل الان .. شبه منهارة .. فادهم .. قد احرق كل الاوراق .. وتركها .. و .. ربما يجب ان نتصل بمراد .. لنعلم ما نفعله معها )
كانت كلماتها مبعثرة .. وغير مفهومة .. ولكن علي ادرك معناها مع نظرة الهلع التي سكنت مقلتي سما .. خوف من نوع اخر اكتسحه وهو يفكر باسيل وحالتها .. فيبدو .. ان الامور بدأت تخرج عن طورها .. لابعد الحدود .. وبشرود اكد ويده تجذب سما لتتحرك ( هيا .. سنذهب اليها الان .. وفي الطريق سنتحدث مع مراد .. فنحن الان في اشد حاجتنا اليه ) .
انتهى الفصل الاول بحمد الله اتمنى ان يعجبكم وان تفيدوني بارائكم
موعد الفصل الثاني بقسميه يوم 30 اكتوبر




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 07:17 PM   #33

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك بداية الرواية
ادهم عمل ايه مش كفاية الي شافته اسيل في حياتها


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 08:36 PM   #34

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

تااااني يا ادهم ده احنا ما صدقنا أن اسيل تعيش حياتها وتتقبل فكره مرضها بشكل كويس
سراج خرج بره اللعبه والا ايه 🤔 شكله كده 😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 10:30 PM   #35

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه بجد.. الجزء التاني بدأ بقوه
وكانت الاحداث جميله جدا .. وممتعه..
هل ما فهمته من بين السطور صحيح.. ان هناك عاطفه وحب اكثر اخوي بين علي وسما
بانتظار الفصل القادم عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 03:00 AM   #36

عاشقةالسماء

? العضوٌ??? » 414608
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » عاشقةالسماء is on a distinguished road
افتراضي

وحشتنا ابداعاتك وقلمك حورية

عاشقةالسماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 04:31 PM   #37

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 4 والزوار 7)

‏موضى و راكان, ‏ضياء عبدي, ‏دينا اسماعيل, ‏شمس الصحراء





فصل جامد يحتاج لقراءة متأنية للتعليق عليه

إن شاء الله التعليق بعد القراءة

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 09:53 PM   #38

انتصارات

? العضوٌ??? » 410473
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 141
?  نُقآطِيْ » انتصارات is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداك حور .. كتيرررر حلو الجزء الأول ... بس ليش الأبطال مقسيين قلوبهم شوي على البنات ...

انتصارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-18, 12:53 PM   #39

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

بدايه رائعة تسلم ايدك ياعسل❤
سما بتحب علي والغيرة شعلانه وشكله علي بحبها طيب ليش بدهم يطلقو
هاد الي فمهتو مابين السطور 🤔
سما ممكن ترجع لسراج ولا كلام عشان علي يغار
سراج انسحب لانه حس بحبهم ياترى رح يستسلم
ادهم ااااخ منك يامزززز ماتروقها ماصدقنا اسيل ترجع وتحط عقلها براسها رحت قلبت الدنيا
تامر واااااه منك وشكلنا رح نشوف العجب معك 😂


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-18, 02:09 PM   #40

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

بداية رائعة
سلمت يداك
على يشعر بالغيرة على سما و يحاول الهروب
من مشاعرة طريق خطبتة ل مرام .....
سما عاشقة ل على ومن الواضح انها سوف تتعذب
كثير ا
علا و احمد بالرغم من العداوة التى تجمعهم الا
ان كل منهما يشعر بالانسحاب للآخر ...
اسيل لقد تركها أدهم و رحل بعد ما حدث
بينهم و هذا ليس سهل عليها....
فصل ملىء بالأحداث المشوقة
😍😍😍😍😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.