آخر 10 مشاركات
لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )* (الكاتـب : أناناسة - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          10-حب وكبرياء - عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-19, 06:22 PM   #491

rihab91

? العضوٌ??? » 331046
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,250
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » rihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور من هلا

rihab91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:41 AM   #492

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي



مساء الخير غالياتي .. سامحوني على التاخير والله مو بايدي وكنت بالفعل ناوية اعتذر عن الفصل بس لما شفت لهفتكم عليه حاولت اكتب القسم الاول منه على ان اتم القسم الثاني منه باذن الله الاسبوع القادم .. صدقا اعتذر عن الاخطاء فيه واعتذر ان شعرتم ببعض الخلل فيه ولكن كان هذا ما استطعت القيام فيه في ظل ظروفي
اتمنى ان ينال اعجابكم .. القسم الثاني سيكون عن علي وسما و ادهم واسيل و احمد وعلا باذن الله وساحاول ان اتمه يوم الخميس القادم ليتم تنزليله في نفس هذا الوقت


صرخة عنفوان انثى
الفصل 5
الجزء الاول
مشاركة 1




الخوف ....
شعور عميق يحرك الانسان بشتى الاتجاهات .. شعور يتملكه فيغير معتقداته وافكاره وحتى مبادئه .. الخوف شعور قاتل فهو اسوء مستشار للانسان في الازمات .. رغم انه ضروري في الكثير من الاحيان لكي نتجنب الوقوع بالمشاكل و الاخطار .. ولكن .. عندما يتحكم بنا ويصبح زائد عن حده ينقلب الى لعنة قد تصل الى حد الهلوسة وتقودنا الى فقدان السيطرة على مجريات حياتنا لنغدو اكثر سلبية وعبودية ونفقد حريتنا في اطلاق العنان لخيالنا ولارائنا وللعظمة والابداع الكامن في موروثاتنا او حتى ولممارسة حياتنا بشكل طبيعي فهو سجن عالي القضبان سميك الجدران منبع للذل والهوان والضلال .. وكم من الامم حكمها جبابرتها فقط بفرض الخوف على ابنائها لتتحرر عندما تتخلص من رهاب الهزيمة والعذاب ..
الخوف انواع .. خوف من الموت .. خوف من العقاب .. خوف من الالم .. خوف من الفقد .. خوف من الفشل .. من الخطأ .. من الفضيحة .. من الحكم المسبق .. ومن .. ومن .. ومن .................


( كم هو صعب شعوري بالخوف منك وعليك .. كم هو صعب شعوري بالخوف من الخسارة اذا أخطأت في حقك .. خسارتك هاجسي وسجني الذي قيد روحي حتى ذبلت )
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفاه يارا وهي تراقب التجهيزات التي يعدونها للمؤتمر الصحفي الذي سيعقده ادهم للبت بتلك القضية .. افكار متفاوتة طرقت ذهنها وهي تحاول استنتاج ردة فعل اسيل بعدما ترى بعينها نتائج تهورها وتسرعها باتخاذ قراراتها .. لقد حاولت اقناع ادهم باتباع طريقة اخرى لحل الامر الا انه ابى حتى الاستماع لها لذا اثرت ان تبقى بموقع المراقب كما اصبحت تفعل كثيرا هذه الايام .. فقط تراقب .. تراقب كل شيء يجري حولها دون اي محاولة للتدخل او التغير .. وكيف ستدخل في منافسة الطرف الاخر فيها .. اختها .. صراع ضميرها مع عقلها اتعبها ولكن .. في النهاية هي اقتنعت بفعلتها .. اجل .. حبها لا يحتاج الى دليل او اثبات .. مراد يعلم جيدا مشاعرها لذا لا حاجة لها للدخول بتلك التراهات التي تحاول اختها جذبها اليها .. وكانها تحاول اثبات تفوقها عليها امام مراد كي يشعر بقيمتها وبتفوقها عليها .. والمشكلة انها مهما حاولت ايصال طبيعة علاقتها مع مراد لاختها تواجه فشلا ذريعا .. فالاخيرة مصرة على التعامل مع الامر وكانه حرب يجب ان تفوز فيها والثمن .. قلب مراد .. ذلك القلب الغالي عليها لدرجة ان لا تستسيغ ان تضعه في اي موضع للمنافسة .. وكان الانسحاب خيارها .. الانسحاب من الحياة التي اعتادت عليها معه .. والاكتفاء بالانشغال بعملها كتعويض عما تمر به من احباط واكتئاب .. حتى وهي تشعر بالنزيف يقتلها وبروحها تستنزف ببطء وهي تراقبهما سويا الا انها لازالت صامدة بابتسامتها الباردة وموقفها المحايد .. موقف كان السبب باندلاع العديد من المشاكل بينها وبين مراد الذي سيجن من تصرفاتها معه .. ولكن ... ما معنى غضبه هذا وهي ترى التماعة عيناه العاشقة وانظاره تراقب اختها .. ترى ابتسامته المشرقة وتعليقاته على حركاتها الانثوية ودلالها الذي تتعمد فرضها عليه حتى لتكاد ان تسلبه عقله .. امور وياللغرابة تثير الغثيان بنفسها وتزيد من ابتعادها .. خوفها من تغير مراد نحوها حفز لديها احساس الابتعاد المسبق .. كمن يستبق الالم قبل وقوعه كي لا يفاجئه .. كلمات قالتها لنفسها في تلك الرحلة .. عندما خرجت مع زملائها في رحلة تحفيزية الى شاطئ البحر .. رحلة انضم لها مراد وليلى بشكل فجائي بعدما تحججت بها كي لا تجيب دعوته لها لكي تنضم لهما في رحلة مشابهة ارادت فيها ليلا ان تتعرف على بعض المناطق المشهورة سياحيا في القاهرة .. نظرات شقيقتها المتهمة لها اصابتها بالسقم وذكرتها بمواجهتهما عندما اتهمتها ليلا بانها تستغل طيبة مراد وتعلقه بها كجزء من العائلة لتجبره على تقبلها كحبيبة .. تحدي اطلقته اختها عندها بشكل متهور طالبتها فيه ان تترك مراد فقط لشهر واحد دون ان تتقرب منه او تسمح باقترابه منها .. وبعدها سترى بعينيها انتعاش قصة حبهما مرة اخرى دون ان يكون لها هي أي مكان .. جنون تحكم بها وحرر شيطان الخوف بقلبها .. كيف يمكنها ان تعيش دونه وهو بالنسبة لها الهواء الذي تستنشقه .. وبمشاعرها الهائجة تكلمت مع رفقائها بالرحلة .. اخذت تحدثهم بحماسها الجنوني العكسي الذي استبد بها كرد فعل غير متوقع .. ولم تكتفي بذلك بل اخذت تراقصهم بجراة وتسابقهم بالعاب ذكورية كالكرة .. تصرفات لم تعتدها صدرت منها لتطغى على أي تفكير قد يذكرها بما هي مقبلة عليه .. تصرفات اثارت جنون وغضب مراد الذي امسكها وهي تراقص احد رفاقها على شاطئ البحر ليجذبها الى احد حجرات المصيف الذي كانو يستاجرونه .. وهناك .. انفجر غضبه الذي لم تره الا مرة واحدة عندما تعرضت للتحرش .. صوته الذي هدر بها وهو يهزها بكل عنف اخافها ( مالذي تفعليينه ... مالذي تريدين اثباته بتصرفاتك هذه .. هل حقا تريدين ان تجذبي اهتمام من حولك بطريقتك هذه .. مع الاسف .. كل ما تجذبينه الان من اهتمام ما هو الا شفقة واستهزاء بكيانك وشخصيتك التي جهدت وتعبت في بنائها )
دموع لم تعرف مصدرها ولكنها ذاقت ملوحتها على وجنتها وكلماته تطعن مكامن روحها المعذبة بعشقه .. دموع تسببت بتلاحق انفاس مراد الذي ضمها عندها الى صدره وهو يتسائل بنبرة معذبة ( يارا .. ما بك.. ما الذي يعذبك هكذا .. لما تتعاملين معي بهذه الطريقة .. هذه ليست انت ؟؟؟ )
بصوت بحت نبراته اجابته ( بل .. هذه انا .. هذه يارا التي تريد تجربة كل شيء .. يارا التي تكره ان يتحكم بها حزنها فتغلبه بضحكتها .. اليست هذه نصيحتك التي تنصحها دوما لمرضاك .. واجه واقعك بخيالك .. وواجه مشكلتك بنقيضها .. وواجه همومك بابتسامتك ... وواجه خوفك بشجاعتك واقدامك )
بحيرة معذبة ابعدها عنه وعيناه تلتحم بعينيها وهو يرجوها بصوته ( مالذي يعذبك او يخيفك او يحزنك .. اخبريني يا صغيرتي .. لنتمكن من حل همومك ونحن يدا بيد )
ببطء امسكت يده وعيناها تطبعان تفاصيل التناقض بين كفه الضخمة وكفها الرقيقة السمراء .. وبتهدج غالب صوتها همست ( هذه المرة يا مراد لن نتمكن من حل مشكلاتنا يد بيد .. ابنتك الصغيرة كبرت وان لها ان تطلق جناحيها لتطير عن عش امانك )
ببطء تسائل مراد وقد التمعت عيناه بتحذير مخيف ( مالذي يعنيه كلامك هذا يا يارا )
تنهدت وعيناها ترقبان ملامحه ببطء نهم متلكئ ( يعني .. انني اريد ان اجرب حظي يا مراد .. اريد ان اتعلم واقع واقف .. لوحدي ... كي استمر في هذه الحياة .. الم تعتد دوما على القول لي بانك ستعلمني كيف اصطاد لا ستطعمني السمك جاهزا حتى مع مقدرتك على جلب لبن العصفور لي ان طلبته منك فقط لكي تطمئن علي )
اقترب منها وهو ينحني عليها لتلتصق جبهته بجبهتها وعيناه تحترقان باتون عينيها النازفتان بعذابهما .. وبصوت بالكاد ظهرت ملامحه هتف ( ولكني .. لازلت موجودا الى الان .. وان .. لم تكوني تحتاجيني فانا لازلت احتاجك )
توسل اصابها بمقتل فارتفعت يدها لتتموضع على وجنته وتتخلل لحيته وانفاسها تختلط مع انفاسه بعدما زادت من اقترابها منه .. عيناه اللتان اغمضهما وهو يستكين براسه على كفها ليستمد حنانها من بين لمساتها .. طفل يتمرغ بيد يدي امه التي لا يرى في الدنيا سواها .. طفل يبحث عن امانه الضائع الا من وجودها .. بعشق تدله وغرام تجمر همست بحشرجة ( وانا .. لازلت عندك هنا )
لحظة انقطعت فيها عن كل الدنيا لتعود بعدها بقسوة على صوت اختها الهازئ في تلك اللحظة والذي قطع انفرادهما ( اوووه .. لم يخبرني احد عن وجود اشخاص هنا .. اتمنى الا اكون قد قاطعت لحظة مهمة .. هل حقا كنتما تقبلان بعضكما )
اضافت تساءلها الاخير بطريقة استهجانية مشمئزة متعمدة انتفض على اثرها مراد مبتعدا وهو يجيبها بسرعة مدافعا ( بالتاكيد كلا .. نحن هنا عائلة ويارا اختي .. كيف تظنين اني اقبلها .. ثم انها امانة والديك )
نظرة انتصار رمقتها بها بشكل خفي قبل اجابتها بضحكة سمجة مدلله ( انا ايضا واثقة من اخوتكما وعلاقتكما .. وواثقة انك لن تخون عهدك لوالدي .. كل ما في الامر اني اردت ان امازحكما .. كما اني جئت الى هنا لابحث عنك يا مراد فهمناك امر ضروري احتاجك فيه )
امر رفضت ان تفصح به امامها رغم طلب مراد ذلك مما اضطره للخروج معها ليختفي باقي اليوم ولا يظهر الى وهم يجهزون انفسهم للرحيل .. ظهور اثار بقلبها حزن الدنيا وهي ترى ابتسامته التي ترتسم من الاذن الى الاذن وقد ظهر استمتاعه الواضح بما كان يفعله مع ليلا .. ظهور جعلها تقسم على عدم اجتماعها معهما مرة اخرى مهما كانت طبيعة الظروف .. ظهور نبع على اثره قرارها بالانسحاب الفعلي وبعدم سؤال مراد او اختها عن أي شيء يخص تقدم علاقتهما .. وقد التزمت بوعدها لنفسها .. التزمت بحياديتها بالكامل معهما وبالبرود الذي تسلحت به .. رغم مسرحيات اختها التمثيلية امام مراد والتي تعمدت فيها اظهارها بمظهر المقصرة في حقها كما تعمدت دعوتها بشكل دائم لكي تشاركهما خاصة وهي واثقة من الرفض الذي كانت تتبناه يارا فقط لتزيد من حجم غضب مراد عليها .. رنين هاتفها قطع غرقها بدوامة تفكيرها اللامتناهية ..رقم لم يعد يثير في نفسها السعادة كما اعتادت .. ازدردت بعابها وهي تجيب بصوت لم يحمل أي ملامح ( اجل يا مراد كيف حالك .. انا بخير .. هل هناك شيء تريده مني )
صمت ساد الطرف الأخر قبل إجابة مراد بنبرة غامضة غاضبة ( هكذا اذن .. هذا ما سيؤول اليه حالك في النهاية .. ان يكون تواصلنا فقط لاجل امور نحتاجها من بعضنا )
سحبت يارا انفاسها ببطء لتهدئ من انتفاضة قلبها التي لازالت تخادعها كلما سمعت صوته او استنشقت رائحته او راته والشوق يكتسح خلايا جسدها له قبل قولها ببطء ( كلا .. بالتاكيد .. زلكن .. لاننا الان في مقر عملنا .. ظننت ان اتصالك له علاقة فيه )
عاد الصمت ليسود هذه المرة وقد تخالط مع صوت انفاسه التي تعلو بتعبير واضح عن محاولته السيطرة على نفسه وغضبه بصعوبة قبل قوله بهجومية فجائية ( اين انت ؟؟ )
تنحنحت لتجلي صوتها وتضيف عليه بعض من البرود كي لا يهتز ويعبر عما يجيش بصدرها نحوه من عشق ( انا مع ادهم .. اننا نجهز للمؤتمر الذي يود عقده الان )
بتهور سريع عاجلها ( انت لم تتناولي غذاءك بالتاكيد لذا ساتي لاصطحبك كي نتناوله سويا في مطعم القناة وبعدها يمكنك اتمام عملك )
واقفل الهاتف دون ان ينتظر اعتراضها المتوقع .. اقفله بوجهها تاركا اياها وهي تنظر بحسرة الى الهاتف وقد توقعت حدوث مواجهة ومشكلة جديدة معه بعدما تستمر على عنادها ورفضها لكافة عروضه .. مواجهة لم تتاخر كثيرا وهو يقتحم مكتب ادهم الذي توجهت اليه لتراجع مع ادهم كلمته للمرة الاخيرة .. وبنبرة انذرت بالشر سالها بهدوء يكمن بداخله غضبه ( لما لا تردين على هاتفك )
سؤال تبرع ادهم باجابته بتحدي بعدما التزمت الصمت وعيناها تراقبان ملامحه بحذر (لان كلانا مشغول بامر هام .. اجابة كان من الممكن ان تدركها ان امعنت النظر حولك )
عيناه ابتا مغادرة عيناها وهو يتكلم بتحذير هادر ( جواب لسؤال لم يوجه اليك ولم يطالبك احد اصلا بالتدخل )
شرارات غضب لم يخطئها ادهم جعلته يتحرك بحذر نحو مراد وهو يحاول توجيه انتباهه اليه لينقل غضبه له ( سؤال تم توجيهه في مكتبي لاحدى العاملات معي فبالتاكيد لي حرية الاجابة خصوصا بعدما فقدت حقك بالاحترام عندما اقتحمت مكتبي بهذه الطريقة الهمجية )
لوهلة انتقلت نظرة مراد لادهم محررا عيني يارا التي تنفست بصعوبة عندها قبل عودة نظراته اليها مع تقدمه البطيء منها وهو يقول بحروف متشدقة ( هل عينت الان وسيطا بيننا ليجيب عنك يا يارا )
سارع ادهم بالاجابة مرة اخرى ( كف يا رجل عن تعذيب هذه الفتاة .. الا تلاحظ ما تفعله اسئلتك بها .. ان وجهها يبدو كما لو غادرته الدماء )
غضب انفجر بصرخته التي هزت اركان روحه المنفضة لاجلها ( لا احتاج لكلامك يا ادهم فانا ارى بعيني ما الت اليه حالها امامي .. ولكن .. ما يثير جنوني هو عجزي عن الفهم او المساعدة )
كان يوجه كلامه الاخير لها بينما عيناه ترجوانها الرضوخ .. رجاء قابلته بعنفوان تصدعت بين جدرانه نفسها العاشقة ( انا بخير .. لا احتاج منك او منه أي مساعدة .. اما عدم ردي على الهاتف فالامر بسيط .. انظر )
ورفعت يديها لتظهر خلوهما من الهاتف وهي تستدرك ( انا لا احمل هاتفي معي .. لقد نسيته في حجرتي )
رمقها مراد بعد تصديق وهو يضيق عينيه بشك قبل رفعه لاحد حاجبيه وهو يقول ببطء متحدي ( حسنا .. لنتغاضى عن الامر .. هيا بنا الان .. ليلا سبقتنا الى المطعم )
حركت راسها بالرفض وهي تغمغم ( وانا لا اريد اللحاق بليلا )
اقترب بشكل فجائي غاضب وهو يجلجل بصوته ( انها اختك .. كفي عن التصرف بطفولية وقفي معي بجانبها لكي تستعيد نفسها وتتمكن من حل مشكلتها مع زوجها )
مطت يارا شفتيها باستهزاء وهي تجيبه بسخرية ( اووه .. لم اكن اعلم ان هذا ما تفعلانه ففما يبدو لي فان ليلا قد حسمت قرارها بالانفصال )
ضيق مراد عيناه وهو يقترب منها هاتفا ( مالذي تعنيه يا يارا ؟؟ لما لا تتكلمين بوضوح )
رفعت يارا كتفيها بلامبالاة تمثيلة تخفي بها حرائق فؤادها ( انا واضحة يا مراد .. ليلا تريدك انت ان ترافقها .. هي لا تريدني .. وانا .. لا اريد سوى مصلحتكما العامة .. حتى لو عنى هذا تراجعي )
رفرف مراد بجفنيه بصدمة وصوته يعبر عن غيظه ( تراااجعك ؟؟ هكذا بكل سهولة تعلنين الامر وكان لا راي لي انا .. الى متى ستستمرين باتهاماتك الطفولية هذا )
لوحت يارا باصبعها بتحذير وهي تقترب منه خطوة ( انا لا اتهمك ولست طفولية .. صدقا يا مراد .. انا تعبت .. ارجوك .. كف عن محاولة عدل كفة الميزان فانا علمت مسبقا الى اين تتجه )
صمت ساد للحظة ومراد يحاول استيعاب كل ما تقوله وقد شعر بروحه تستنزف لاجلها .. انقباضة بكف ثلجية اعتصرت قلبه وتركته مرتجفا وهو يتراجع خطوة الى الخلف ... خوف من المجهول وظل الوحدة يلوح امامه ليشل كل تفكيره .. جنون استبد به فهدر بكل ما يعتمل بداخله من صراع طالت مدته حتى انهكته وهو يهزها بعنف بعدما اعتصر ذراعيها بقسوة ( هل انت حقا مثلما قالت عنك .. هل الى هذه الدرجة تعمي الغيرة قلبك حتى لم تعودي ترين سوى المك .. اهذا ما ربيتك عليه . اهذا ما تعاهدنا عليه .. كل تلك الاحلام التي عشناها سويا وكل تلك المصائب التي حللناها سويا تناثرت مع ذرات الريح امام حقيقة جشعك للحب من قبلي .. هل هذا حقا ما تسعين اليه و ... ياللهي )
انهى كلامه بصرخة معذبة وهو ينفض يديه عنها وقد اخذ يتراجع الى الخلف وعيناه ترمقانها بانكسار وخيبة كادت ان توقف قلبها عن النبض وهي تقف بصعوبة وقد بدات بالترنح .. يدان اسندتاها وصوت غاضب ايقظها من دوامة سواد كادت تبتلعها ( يكفي يا مراد .. انت تظلمها .. لقد صمت طوال الوقت لانها طلبت ان لا اتدخل ولكن .. ما تفعله الان بها ينفي كل منطق كما انه يفسد كل ادعاءاتك بخوفك عليها وحبك لها ووعدك بعدم اذيتها )
كلمات لم تلقى ردا من مراد وهو يستمر بنظراته القاتلة نحوها وعيناه تجلدانها بعتابها الواضح .. عتاب لاقى صداه بعقلها الرافض لاستسلامها .. مراد لها .. لما يجب ان تنسحب هي .. لم يجب ان تحترم مشاعرهما وتتعذب هي .. كلمة واحدة منها قادرة على انهاء هذه الحرب .. كلمة على قدر ما ستمنحها كافة الحقوق فهي ستسلب منها كافة المشاعر التي تتمنى يوما ان تستشعرها منه .. كلمة هي داءها ودواءها .. ان .. يتزوجها .. وهو .. لن يرد طلبها .. انها واثقة .. قدماه اوصلتاه الى باب المكتب قبل حسمها لقرارها .. ومن بين دموعها التي شوشت رؤيتها راته يلتف عنها ويعطيها ظهره للمرة الاولى وهو .. يغادرها .. ليتوجه لها .. صاعقة وجع شقت قلبها فمدت يدها وهي تصرخ صرخة مكتومة قبل ان يغيب عنها كل شيء الا احساسها لوهلة بيدي ادهم اللتان احاطتاها في تلك اللحظة وصرخته الفزعة ترتفع بنداء باسم هو نفسه جلادها .. مراد .

هل ما يحدث الان امامه كابوس .. ان يراها تسقط بسببه وبين يدي رجل اخر غيره .. ان يرى عذابها الواضح ويعجز عن علاجها رغم كل ما توصل اليه من علم ورغم مقدرته على علاج اصعب المشاكل المتعلقة بالحب .. انفاسه التي احتبست بداخل رئتيه انباته بضرورة التنفس كي يستمر بالحياة .. هل حقا وصل به الحال الى هذه الدرجة .. خوف كان يسيطر عليه مانعا اياه من التحرك وذكريات بعيدة تعود لتهاجمه مرة اخرى .. مشفى كبير .. جثة مستلقية على سرير .. وشخص غالي عليه يرقد دون حياة .. وهو .. يجلس عند طرف قدميه متقوقعا على نفسه وقد اخذ يترنح بظهره بشكل افقي بين الامام والخلف .. عيناه اللتان ابتا ان تغادرا وجهها في بحث نهم عن أي مظهر من مظاهر الحياة .. يا رب الاكوان احفظها لي .. دعاء ظل لسانه المتشنج يردده حتى دون ان يتحرك في جوف فمه .. كيف يفعل هذا بها وكيف يكون هو السبب بمرضها .. هل جن ليتهمها بما يشق عليه حتى ان يصدقه .. هذه يارا صغيرته .. كيف يظلمها هكذا .. كيف ؟؟ كيف ؟؟ هل يستحق أي شخص في هذا العالم او أي شيء حتى ان تنزل دمعة من مقلتيها بسببه .. ازدادت وتيرة حركته المتارجحة بين الامام والخلف وقلبه يتشقق بالام والندم .. لقد تغيب عن دوره ثم طالبها هي بان لا تتغير .. لقد تخلى عنها ثم اتهمها هي بهذا .. لقد انساق وراء ذكريات عقيمة ثم غضب عندما واجهته بالحقيقة دون مواربة .. الهذه الدرجة كان مغيبا عن حقيقة افعاله ومضلل بوجود ليلا في حياته .. معادلة بسيطة ظهرت امام عينيه من العدم .. معادلة تحمل متغيرين .. ليلا .. و .. يارا .. من فيهما يضمن التوازن في حياته .. ببساطة .. ودون أي تعقيد او التفاف او دوارن .. انها هي .. هي فقط من .. تمتلك مفاتيح روحه .. مفاتيح كيانه .. مفاتيح عقله .. هي وحدهها من تمتلك كل خيوط حياته .. انها هي من تجعل لحياته قيمة .. فهو دونها لا شيء .. هو دونها لا احد ... فهي من معها يمكنه الاستغناء حتى عن حياته .. انها .. ببساطة .. تمثل نفسه .. منظرها وهي مستلقية بهذه الطريقة فتح عيناه على الكثير من الحقائق .. تنهيدة طويلة خرجت من فمه لتؤجج النيران التي تحرق صدره .. لتفتح عينيها فقط .. لتستيقظ فقط .. وسيفعل كل شيء تريده منه .. سيكون أي شخص ترغب فيه .. فقط لتستيقظ وتكون بخير .. مالذي قاله الطبيب .. سوء تغذية .. ارهاق عام .. ضعف في الصحة العامة .. كيف وصلت الى هنا دون ان ينتبه .. ندم تشقق له عقله الهائج وروحه الثائرة .. اهذه هي الامانة التي يتغنى بحفظها دائما امام والديها .. انه لا يستحقها .. انين خرج خافتا من بين شفاهها ارتعش له كل خلية في جسده باستجابة ملهوفة لكل ما يصدر عنها .. بخوف حنون امسك يدها وهو يراقب رفرفة جفنيها .. واخيرا .. واخيرا .. لقد .. استيقظت .
فتحت عيناها لوهلة ولكنها اعادت اغلاقها بسرعة وقد انتفض جسدها بشتى المشاعر المتناقضة .. هو وحده فقط من يستطيع جمع كل هذه الاحاسيس لتلتمع بعينيه بهذا الوضوح .. بتلك الشفافية .. الخوف .. الخيبة .. الحب .. القلق .. الاشتياق .. الرجاء .. الندم .. الغضب الهادر .. الحنان الدافق .. نظرة واحدة منه مثلت بين طياتها طبيعة كل شيء جمعهم .. طبيعة علاقة لم تعد تعرف لها مسمى .. بصوت هامس حمل بين نبراته انفاسه اللاهثة التي اخترقت مسامعها (افتحي عينيك .. ارجوكي )
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفاهها حاولت فيها استمداد شجاعتها لتواجه عيناه مرة ثانية قبل ان تفتح عينيها ببطء .. حيث كان يقف .. بمظهره المشعث القلق . بالتماعة دموع تحمل كلمات كثيرة .. كلمات خافت اكثر ان تسمعها منه .. كلمات ابتداها وهو يخرج اهة طويلة جدا قبل انهياره بجانبها على ركبتيه ويديه تحتضن كفها وقد انهزمت جفونه امام سيل دموعه وهو يقبل باطن كفها بعمق راجي وبندم تشبعت فيه حروفه ( انا .. اسسسف .. انا .. ياللهي .. ارجووووكي .. لا تفعلي هذا بي .. لا تفعلي هذا بي مرة اخرى )
بدا كطفل صغير تائه يبحث عن وطنه ودنياه وعالمه في صورتها التي اخذت عيناه تلتهمان فيها ادق تفاصيلها ... بتلقائية ملهوفة حركت يدها لتتموضع على وجنته وهي تهتف برجاء ( مراد .. انا .. بخير .. لا تقلق .. انا .. )
قاطعها بصرخة مخنوقة ويده تضغط على يدها بقوة ليستشعر دفئها على وجنته بينما يده الاخرى تمتد لخصلات شعرها متخللة اياها ( لا تفعلي .. لا تقولي لي مرة اخرى .. بانك بخير .. انت ك .. انتي كاذذذبة )
رفرفت يارا بعينيها وقد صدمت بعمق تلك المشاعر التي افصح عنها بكل هذا الوضوح للمرة الاولى .. احاسيس ظهرت بتعاقب على ملامحه وهو يكمل بصوت لم تكد ان تتعرف عليه لشدة ثقله وبحته ( انتي لم تكوني بخير .. لما .. لما تفعلين هذا بي .. يالللهي .. لمااااااا ... اتعلمين .. ساكون ما تريدين منذ هذه اللحظة ولكن .. اياكي ان تفعلي هذا بي مرة ثانية )
كلماته زادت من تشوشها خصوصا مع عمق الالم الظاهر فيها والذي انخلع بسببه قلبها القافز بنبضاته المتسارعة .. وبنبرة حاولت فيها بثه كل الامان والهدوء ( مراد .. انا .. بخير .. اقسم لك .. كان الامر مجرد دوار بسيط .. لا تفعل انت بي هذا .. انت تعلم بانك قوتي )
كان هذا فقط ما استطاعت قوله امام فيض المشاعر الغريبة التي كانت تواجهها .. مشاعر تراها ترتسم على صفحة وجهه وهو يحرك راسه بالرفض على كل كلمة كانت تقولها .. وبنبرة جمعت سخريته الذاتية مع ندمه المتفاقم .. وغضبه المسستر غمغم ( انا لا شيء لك على ما يبدو .. لا شيء .. والا .. كيف تمكنت من الابتعاد عني هكذا .. .. ارجوكي كفي عما تفعلينه فانا ... تعععبت .. انا لا استطيع العيش بدونك .. انا .. )
وتنهد عميقا قبل وقوفه ببطء ثم جلوسه على طرف السرير الذي كانت تستلقي عليه ويداه تساندانها لتجلس في مقابلته بدورها قبل اتمامه كلامه بجدية غامضة يائسة مخيفة ( يارا لقد فهمت .. لقد فهمت ما تحاولين ايصاله لي .. لذا .. ساكون ما تريدينه حتى لو لم اكن مقتنعا بالامر .. ساكون حبيبك ان اردت .. زوجك ان رغبتي .. طفلك ان حلمتي .. شقيقك ان طلبتي .. والدكي ان تعبتي .. ساكون اي شيء وكل شيء تريدينه ولكن فقط .. فقط .. كل ما اطلبه منك ان لا تفعلي ما فعلتيه معي في الفترة السابقة .. فقط ابقي بداخل حياتي لانك كل حياتي )
كلمات كان المفترض ان تجعلها تطير الى سابع سماء فلما تشعر بانها سقطت بسببها الى سابع جحيم .. كلمات تمثل انتصارها وامنيتها وحلمها فلم ترى فيها الان كابوسها الذي يرعبها لحد الهلاك .. كلمات كانت دوما تعني لها الحياة فلما تراها الان كصك مكتوب لموتها .. بصعوبة ازدردت لعابها لترطب حلقها الذي جف علها تتمكن من اخراج ذاك الكلام العالق بداخلها .. وبصوت بالكاد سمع همست ( انا .. انا لم .. مراد .. انا لم اعني هذا .. لم .. )
صرخ بشكل فجائي وهو يجذبها معتصرا اياها بين احضانه بقوة كاسحة كادت ان تحطم اضلعها ( كفففففى .. قلت لك كفففى .. لقدد تعععبت ... انا .. ياللهي .. ارجوكي كفي عما تفعلينه بي )
حاولت ان تتماسك امام قوة هجومه وهي تهمس باختناق بالكاد سمع منها ( مممالللذي افعله .. انا لم ا.. لم افعل .. شيء )
ابعدها مرة اخرى بشكل فجائي عنه وعيناه تهيمان على ملامحها بتعابير مخيفة طبعت على صفحة وجهه وصوته الهازئ يظهر مدى ما يعتمل في صدره من وجع ( هل حقا لم تفعلي .. لم اتوقع يوما انك بهذا المكر يا يارا .. ولكن .. ليكن ما تريدين .. لقد صدقت ليلا بما قالته .. وفي النهاية انتي انتصرتي )
بذهول همست وعيناها تناجيانه وقد ارتفعت يديها لتحيطا وجهه وهي تقربه اكثر من وجهها ( هل حقا .. هل حقا تصدق انني .. اخوض حربا .. الهذه الدرجة .. قلبت ليلا افكارك و .. )
بجنون .. بانفعال .. وبتهور طائش قبض بدوره على وجهها بيديه وهو يقرب ثغرها من فمه هامسا بلهيب اوجعها كلسعات النيران ( كككففى .. قلت كففى فانا لست العوبة بين يديكما .. كل ما .. كل ما اريده هو انتي .. افهمتي .. انتي فقط .. مهما كانت شروطك .. مهما كان ما تريدينه .. مهما كان ما تطلينه مني .. فقط اريدك انتي .. فهل يا ترى ستقبيلن بحطام الرجل الذي انا عليه )
برعب استبد بها وعيناها تترقرقان بدموعها التي حجزتها طويلا همست برجاء اخير ذاهل ( حطااام رجل ؟؟؟ اهذا ما انت عليه الان بسببي ؟؟ الهذه الدرجة تعتبر حبي مؤذيا ؟؟ ال ..)
قطع كلامها هذه المرة بعنف قبلته التي طبعها على شفاهها بشكل اخرق بدا كعذاب وعقاب اكثر من كونه تعبير عن وعد بحب كانت تتمناه .. قبلة كان يبثها فيها غضبه .. خوفه .. جنونه .. عدم قبوله ... واشمئزازه .. قبلة اشعلت بروحها نيران جنون ماثل جنونه وهي تستمع لحروفه التي قالها بعد ان ابتعد عنها قليلا وعيناه ترمقان ذلك الانتفاخ الاحمر الذي اظهر قسوة ما فعله بها ( انا لم يعد يهمني غير وجودك .. والان هل ياترى كنت على قدر توقعات لما ما تطلبينه مني و .. )
دفعته عنها بكل خيبتها وهي تمسح فمها بظاهر يدها هاتفة بغضب ( انا لم اعد اطلب منك اي شيء .. ولا اريد اي شيء .. انا اصلا لم اخض حربا مع اختي تكون انت فيها الثمن كما حاولت اختي افهامك وتقليب افكارك .. لقد تنحيت فقط لاترك لها الفرصة التي طلبتها .. تنحيت وكلي امل ان اراك تعيش حياتك مع من تحب .. )
وصمتت وعيناها تمتلئان بعتاب مثل طلقات رصاص اخترقت اعماق روحه قبل اتمامها بخفوت ويداها ترتاحان على كتفيه باستنجاد غريب ( مالذي يدور بذهنك يا مراد .. اخبرني )
مالذي تفعله به هذه الفتاة .. انها تجرده من كل شيء .. امامها .. وحدها فقط .. يتعرى من كل اقنعته ليظهر باطنه .. امامها ولها هي فقط .. يلقي كل ما في جوفه من افكار ومخاوف .. وبصوت حائر متعب من طول الصراع ويده تمتد بندم لتتلمس اثار فعلته بحنان معتذر غمغم بنداء استنجاد لها وحدها وهو يتجرد من كل شيء الا كيانها ( انا .. لم اعد قادرا .. على احتمال .. هذه الازدواجية .. لقد قالت ليلا .. انك .. ستحاولين ممارسة . ضغوطك علي .. لكي .. اتركها .. واعود اليك .. ستحاولين اظهار انني دمية .. بدونك .. ستتلاعبين بي .. كما يحلو لك .. وذلك لانك تعلمين جيدا .. انني اعتبرك .. ابنتي وامي وعائلتي وكل مالي في هذه الدنيا .. لقد اخبرتني انك ستنسحبين من حياتي وتتركيني .. وبانك لن تقبلي ان تنهزمي امامها هي للمرة الثانية و .. )
قاطعته وقد اختنقت من كمية النفاق و السموم التي تسمعها على لسانه من افكار اختها ( وهل .. صدقتها ؟؟ )
وضع يديه فوق يديها اللتان تحتضنان وجهه وهو يحرك راسه بحيرة بين الرفض والايجاب ( انا لم اعد اعلم شيئا .. ولم اعد افهم شيئا .. فقط كان خوفي يتزايد مع كل دقيقة كنت استشعر بها بعدك وتخليكي عني و .. لا اعلم حتى ان كان هذا تخليا منك ام .. ياللهي يا يارا .. انه شعور قاتل ومخيف .. ان اتنفس هواءا لا تتنفسيه انتي .. يارا .. انا لم يعد بعنيني ان اكون اي شيء بين يديك .. حتى انني مستعد عن التخلي عن كل كرامتي ومبادئي وافكاري .. مستعد ان اتخلى عن الدنيا فقط .. لا تتركيني وحيدا دونك )
هذا هو مراد .. الطفل الذي فقد عائلته فجأة ليتخذها هي كعوض عن هذا الفقد .. الطفل الذي تبناها كي يشعر بالانتماء لشخص يخصه .. انه الان يقف امامها بكل هذا العجز .. وبكل هذا اليأس .. وبكل هذا الرجاء .. تنهدت يارا بتعب وهي ترى انكساره وضياعه .. ذلك الضغط الذي تعمدت اختها ان تضعه فيه لتضعضعه وهي بكل غباء انساقت ايضا لنفس الفخ بشكل معاكس .. وبصوت خرج كاهة عذاب همست ( حبيبي .. اقسم لك اني لم ابتعد عنك الا لاني اردت فقط ان لا اعرضك لاي ضغط من قبلي .. مراد .. ربما ان الاوان لما ساقوله .. وكم اتمنى ان تفهم مغزى كلامي بشكل جيد انا الان ساضعك امام خيارين .. اما ان تتزوجني .. او ان تتزوجها .. ) وامام نظرة ذهوله اتمت كلماتها باستدراك ( ولكن في البدء ثق باني مهما كان خيارك فاني سابقى موجودة في حياتك سواء .. كزوجة .. او كابنة وشقيقة .. فما قولك ؟؟ )
كان رهان يجب ان تخوضه .. رهان سيوضح كل ما تصبو اليه اختها .. رهان صعب الثمن فيه روحها .. الا انه لم يعد امامها اي خيار اخر .

طلب لم يكن ينتظران يسمعه في هذا اللحظة .. ان .. يتزوجها هي .. ولماذا .. فقط .. بسبب ليلا .. رفض فوري زلزل عقله وروحه وكيانه .. ان كان سيتزوجها يوما فلن يكون سبب هذا الزواج ان يكون دليلا على عدم خضوعه وحبه لليلا .. لن يكون سبب زواجه منها فقط اثبات لطبيعة علاقتهما وترسيخ لاركان هذه العلاقة .. لن يهينها بهذه الطريقة فهي تستحق ان تمتلك كنوز العالم بين يديها وان يركع لها اعتى الرجال بعشق لا متناهي .. افكار استوطنت عقله الذي صال وجال ببحث مضني عن حل يرضي الجميع دون ان يخسر فيه احد .. حل لمع بشكل فجائي بعدما خرج من حجرتها عندما دخل الطبيب ليعاينها ويطمئن عليها .. لقد التزم الصمت امام خيارها وراى لهفتها المنهكة لجوابه .. جواب سيتاخر قليلا على ما يبدو .. بتصميم رفع هاتفه ليجري اتصاله بشخص واحد قادر على موازنة القوى .. شخص ان الاوان لعودته ولظهوره مرة اخرى الى العلن .

يتبع 2


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:46 AM   #493

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

صرخة عنفوان انثى
الفصل 15
القسم الاول
المشاركة 2




( هل تعلم ما هو شعوري عندما افكر فيك .. ببساطة .. الخوف .. اجل الخوف .. دوما ما كانت عيناك هما ميزاني .. هما طوق نجاتي في خضم امواج الحياة العاتية ... دوما عندما يمر امام عيناي شريط حياتي اجدك انت مركزها .. لذا اصبحت اخافك .. اخاف ان ارى نظرة الخيبة .. اخاف ان تكتشف حقيقتي فتتركني .. اخاف ان اعتاد عليك وعلى وجودك فانهار بغيابك .. اخاف ان احبك لاني اعشق كل تفاصيلك )

اختناق غريب استشعره بصدره وهو يجول في ارجاء الشقة كالتائه .. يوم اخر بدونها .. يوم حاول فيه ان يتجاهل كل قلقه ورعبه المستوطن بصدره وان يشغل وقته بقصي .. قصي الذي اصبح رفيقه وونيسه .. يستنشق رائحته كالمدمن ليقتفي اثر رائحتها من خلاله .. يدقق بتفاصيله بنهم عله يرى انعكاس وجهها فيه .. طفل كان يعامله طوال الوقت بعنف طفولي كاره ثم ... اصبح فجاة كلاهما ملجأ للاخر بطريقة غريبة .. كلاهما اجتمعا بشعور افتقادها .. هدوء ساد علاقتهما ونظرات تائهة يتبادلانها وكلاهما يبحثان في ارجاء الشقة عنها .. سؤال يتردد على لسانه الطفولي دون ان يتمكن من الجواب عليه .. ودموع طفولية محتجزة بلمعتها المنعكسة بدموعه هو وقد منعها خجله الرجولي .. قدماه ساقتاه بتلقائية الى شرفة منزله وقد اخذ يسحب انفاسه العميقة ليحتجزها بداخل رئتيه وعيناه تتنقلان في رحاب السماء بدعاء خفي ومناجاة لله بان يحفظها ويسلمها له لكي تعود اليهما وتنير حياتهما .. تنهيدات حارقة تخرج من بين زفراته معبرة عن ذلك الالم الذي يكاد ان يشق صدره .. هنا .. هنا كانت مواجهتهما القاتلة الاخيرة .. هنا سمع تلك الكلمة التي اوصلته لسابع سماء .. في هذه الشرفة ملك بين يديه العالم كله ثم .. فقده مرة اخرى بسبب تهوره .. حبها الذي اعترفت به جعله يتسرع ويتحدى مصطفي .. لقد اراد ان يجتمع بها وان ينهي كل شيء كي يتمكن من امتلاكها بشكل قانوني وشرعي كما يحلم .. لم يكن يعلم بان كل الامور ستنقلب على راسه .. زفرة اخرى خرجت مع اهة طويلة وعقله يسترجع تفاصيل ما حدث .. خيالها زاره في تلك اللحظة ليراها تقف امامه وهي ممسكة الهاتف حيث كانت تتحدث مع خالد .. غيرة حارقة اثارت جنونه وهو يرى راحتها المرتسمة بوجهها وهي تسارره بصوتها .. بصعوبة سيطر على نفسه وشيطان رغبته بمعاقبتها يتضاعف .. ثم .. دمعة التمعت على وجهها افقدته كل تحكمه ليجد نفسه يقف امامها قائلا بسخرية لاذعة ( خيرا ان شاء الله هل لي ان اعرف سبب هذه الدموع )
نظرتها المستغربة لسؤاله تحدت كل تعقله الذي يتمسك به بصعوبة امامها وهي تجيبه ببطء مستفسر ( انها دموع عادية لماذا تتساءل عنها )
اجابة بديهية استنفرته بها وقد اظهرته كمتطفل فضيق عيناه موضحا بتلكا ( لانك فتاة لم ارها تبكي وهي تمر باحلك المواقف اليس غريبا ان ارى دموعها الان وبعد مجرد مكالمة )
بحيرة ظهرت جلية على ملامحها وهي تراقبه بدقة قائلة بتاني توضيحي ( انه امر عادي غير مهم فقط شعرت بالامتنان لخالد عندما رايت مدى لهفته وخوفه علي رغم انه لا تجمعني به اي صلة مباشرة )
اعترافها البسيط والسلس وكانها تقوم بحق من حقوقها اثار عصبيته التي ظهرت واضحة بنبرة صوته ( حقا .. اذا في النهاية الموضوع هو خالد )
كلمات ما ان قالها حتى اكتست صفحة وجهها بغموض مرتبك وهي تتساءل باستهجان ( مالذي تقصده بكلامك هذا .. اسمع بصوتك نبرة غير مريحة )
كان يعلم بانه يخطئ بحقها .. كان يعلم بانه يتهمها بامر لا تقصده .. كان يعلم بان طبيعة علاقتها مع خالد مختلفة بالكلية عن اي طبيعة حب عادية .. ولكن .. غيرته التي شبت في صدره انسته كل افكاره ومبادئه .. غيرة رجولية بحتة اندلعت بروحه وهو يرى امنيته تتحقق مع غيره .. وبصوت حاقد هازئ غمغم وهو ينظر امامه الى المباني المنتصبة بجانب مبناه ( ارجوكي .. اي راحة تلك التي تتكلمين عنها.. فمن انا حتى اعلق على موضوع خالد .. فهو فعليا اكثر قيمة بقلب زوجتي مني )
انتفضت بقوة لم يتوقعها وهي تعتصر بقبضتها ذراعه جاذبة اياها بشكل فجائي وكانها تتاكد من جذب انتباهه وانظاره اليها وصدمتها تتجلى بوضوح على قسماتها المتالمة بخيبة ( تامر .. كلامك هذا فيه اهانة واضحة لي .. ثم لقد اخبرتك سابقا بانك انت وخالد مختلفان)
احساسه بالمها الخائب زاد من توتره فحاول التوضيح بكلماته العشوائية وعيناه تضيقان وهو ينحني باتجاهها ليقترب وجهه منها ( اجل .. مختلفان .. لا تقلقي لقد فهمت مقصدك )
لوهلة ضاع بعمق عينيها المرتجتان وهي تبحث في عيناه عن ظل الامان الذي اعتادته قبل ان تنفض يدها التي تمسك ذراعه باشمئزاز تمثيلي وهي تتراجع بخطوة خلفية هامسة من بين اسنانها بغيظ ( فلتفكر كما يحلو لك انا لن اتجادل معك بهذا الموضوع السخيف .. اساسا انا لست مخطئة لاحاول تبرير نفسي لك او لغيرك )
طريقتها المتراجعة وبرودها الذي تحصنت به مع كلماتها التي اظهرت فيها بوضوح عدم اهتمامها به جعلته يبتعد بدوره عنها بخطوة خلفية وهو يصدر صوتا ساخرا قائلا ( هكذا اذن .. انا بنظرك كاي شخص اخر ..) كلمات مثلت خناجر انغرست بروحه وهو يتشرب حقيقتها قبل اتمامه بكل وجعه الذي ظهر بكلماته الخارجة مع تنهيدته النادمة الطويلة ( ياللهي مالذي فعلته بنفسي عندما ارتبطت بك )
الم شق روحها فظهر جليا في ذلك الستار الذي اسدلته على مشاعرها وهي تتسلح ببرودها التمثيلي (ان كنت نادما فلا مانع لدي ان تتراجع .. معك حق فانا صفقة خاسرة .)
كانت هذه الكلمات اقصى ما يمكنها تحمله قبل ان تتغلب دموعها على اسر جفنيها .. صوتها الذي اهتز في اخر كلماتها انباه بمدى عذابها الذي لم تتمكن من اخفائه رغم كل عذابها .. تراجعها المشتت الى الخلف وهي تلتفت عنه جعله يمسك ذراعها ليجذبها اليه لافا اياها كي تواجهه وعيناه تراقبان كافة تفاصيلها المعذبة رغم استمرار تسلحها بقناع برودها الثلجي الذي جعله يتساءل بحدة مقصودة وهو يهزها مستنكرا (الى اين تذهبين الان .. هل حقا ترين نفسك بعيوني صفقة )
انفاسها المتلاحقة مع مقاومتها له خبت مع ذلك الجمود الذي اكتسح اوصالها وهي تجيبه بكل ما اوتيت من قوة وبصرامة اخفت فيها نزيف قلبها المتاكل وجعا عليه ( انا لا ارى شيئا .. لذلك انا ذاهبة للنوم )
اضافت جملتها الاخيرة بعدما نفضت ذراعها من بين قبضته وهي ترمقه بازدراء تحذيري كي لا يلمسها وقدماها تتقهقران نحو الخارج امام انظاره المصوبة عليها بصدمة ابكت كيانه الصامد بغباء في عشقها .. على ما يبدو انه لا فائدة من كل ما يقوم به .. هي لن تلين .. ولن تثق .. هي لن تستسلم له ولن تفضي بمكنونات قلبها امامه .. هي لن تحبه ولن تحاول حتى ان تسلم قلبها اليه .. افكار مشتتة ومؤلمة استوطنت مخيلته المجهدة بذكراها .. صوت رنين هاتفه ايقظه من هوة احاسيسه المبعثرة .. رفع هاتفه لينظر باستغراب على اسم المتصلة قبل اجابته عليها .. محادثة عملية دارت بينهما وقاربت على الانتهاء بلحظات معدودة لولا لمحة واحدة راى فيها انعكاس صورة تسنيم على زجاج الشرفة .. لمحة احيت امل مشع بقلقبه الذي انتفض بتسارع مع نظرتها الملتهبة .. وبجنون طفولي تظاهر باستمرار محادثته مع زميلته سارة رغم انتهاء المكالمة من طرفها خصوصا وهو يرى اقتراب تسنيم منه لدرجة تمكنها من الاستماع لما يقوله .. و بأسلوب مغناج غمغم وعيناه تراقبانها خلسة ( اجل يا سوسو .. انت تعليمين حجم اشتياقي لك .. اقصد لعملك المنظم معي ) واطلق بعدها ضحكة مجلجلة وهو يتعمد الالتفاف عن انعكاس صورتها وقد اخفض صوته فبدا وكانه يسارر محادثته بشكل حميمي مثير .. خطة ادرك نجاحها ما ان راى مظهرها المشتعل وهي تدخل بجلبة واضحة الى الشرفة وعيناها تضيقان بنظراتهما الاستكشافية المتانية باحتقار غلبته خيبة امل وشغف متقد جعله يقول بثلجية وهو يتظاهر بانهاء المكالمة ( هل هناك امر تريدينه مني .. لما ترمقيني هكذا )
اجابتها المحتدة التي كانت تقف على طرف لسانها ضاعفت من اماله خصوصا مع حركتها المتسارعة وهي تمشط الشرفة بخطواتها المتوترة وبارتباكها الذير حاولت اخفاءه (انا .. لا اريد شيء فقط خرجت لاني شعرت بالحر في حجرتي )
حاول التحكم بابتسامته التي تخادعه لتظهر وهو يتمسك بقناع اللامبالاة مجيبا باستغراب تمثيلي ( ان اردتي يمكنك استعارة مروحتي الموجودة بالحجرة فانا ساظل هنا )
ولهلة اخافه صمتها ونظراتها التي اخذت تمشط فيها جسده من راسه الى اخمص قدميه قبل قولها ببطء موحي ( لما.. هل لازال هناك نساء اخريات تنوي التغزل بهن )
اجابة لم يتوقعها منها .. هل حقا بدات واجهة برودها بالتصدع .. هل حقا اصبح ينجح بالتسلل الى تلك القوقعة التي تصر على احاطة نفسها بها .. بحذر اجابها وهو يتظاهر بالصدمة ( عفوا .. وهل رايتيني اتغزل باحداهن سابقا لاتغزل الان )
الغيرة .. ان كانت حقا هذه غيرتها فهو سيصل الى سابع سماء من سعادته .. انتفاضتها الغاضبة التي اجابته من خلالها تغلغلت عميقا بخلاياه ( اجل .. للتو كنت تتغزل )
انفاسه تسارعت رغم كل محاولته للسيطرة عليها وهو يستشعر اقترابه الفعلي منها .. ربما يجب عليه ان يضغط عليها من هذا الباب .. ربما سينجح بجعلها تعترف له .. ابتسامة عابثة ارتسمت على محياه وهو يقول بتمايع يعلم بانه سيثير اشمئزازها ( اااه .. اتقصدين سوسو .. كلا هذه مختلفة بالطبع عن غيرها )
حاجبيها اللذان كادا ان يصلا الى منابت شعرها وعيناها تطلقان سهام غضبها نحوه وهي تصدر صوتا ساخرا من فمها قبل قولها ( سوسو ... تناديها ايضا بلقب تدليل .. فيما مختلفة يا ترى . )
اقترب منها هذه المرة وعيناه تتحديانها وهو يسالها منتظرا منها صراحة مماثلة ( هل حقا اسمع نبرة غيرة بصوتك )
صدمة قلبت ملامحها بسرعة اخافته وهي تجيب باستهجان ادرك معه استعجاله وتهوره بالضغط عليها (عن اي غيرة تتحدث .. انت فقط تهذي .. الامر فقط استهجان .. فانت تسرح وتمرح براحتك ثم تشعرني بالذنب والتقصير عندما اتحدث مع شخص محترم كخالد )
انقلب الدور عليه اذن .. بكل مكر حولت فوهة مسدس الغيرة لتصيب منتصف قلبه الذي هدر بغضبه وهو يتساءل (هل حقا تقارنين الان بيننا .. هل انت بكامل عقلك .. الا تعلمين مالذي تفعلينه بي )
ابتسامتها الهازئة وطعنات اجوبتها المسمومة زلزل روحه (هل ستظل تلقي علي كافة ذنوبك واثامك وكاني اتعمد قتلك واغرس سكيني بقلبك وانا اضحك .. انا اصلا لا اعرف لما عدت للتو مرة اخرى الى هنا )
اجل .. هذا بالفعل ما تفعله .. انها تتعمد قتله .. تتعمد جعله يتذوق رشفة من عسلها وهي تحلق به لسابع سماء وامله بعشقها يتفجر بروحه لتسلبه بشكل فجائي كل سعادته بتعمدها الابتعاد عنه بكل قسوة تاركة اياه وهو يلهث ببحث مدمن عنها .. راها تتحرك في محاولة منها للخروج فوقف امامها بتلقائية وهو يسالها ورغبة بايذائها تتعاظم بداخله علها تشعر بالقليل من المه ( صحيح لما خرجت مرة اخرى .. هل اردتي ان تشهدي بعينيك اثار كلامك المسموم علي .. هل كنت تتوقعين ان تريني ابكي على اطلالك ولكنك تفاجأتي باني اضحك مع غيرك دون ان اهتم لك .. الهذا انت غاضبة .. هل شعرتي بالاهانة بكرامتك الغالية )
صدمتها التي انعكست على وجهها اربكته خصوصا وهي تتعمد اصدار ضحكة كان صوتها كصدئ الحديد المتلاقي (اجل .. معك حق .. اردت ان اتاكد باني امتصصت دماءك بما يكفي لاقتلك فانا اصلا دراكولا )
في البدء لم يفهمها .ز لم يفهم اجابتها .. ولكن ... كلماتها التي تسللت بخبث الى تلافيف مخه واخيرا جعلته يهتف بثورة مصدومة ( هل تسخرررييين .. الهذه الدرجة لا تهتمي براي فيكي .. لا تهتمي بتصرفاتي .. وانا المجنون المثير للشفقة لدرجة اني امثل عليكي بمكالمة مع فتاة فقط لاشعر بالقليل من غيرتك )
صراحة انتبه لها ما ان خرجت من بين فمه .. صراحة راى انعكاسة جنونها بعينيها وهي تصرخ بصدمة مماثلة لصدمته ( تمثيييل .. هل كنت تكذب للتو .. هل جننت لتتصرف هكذا .. ثم .. عن اي غيرة تتكلم وانا لا احمل اك اي مشاعر .. هل حقا هذه تصرفات انسان طبيعي .. ام انه مجرد عرض تداوي به غرورك الجريحة لان زوجتك لا تركع عند قدميك كباقي النساء )
على الاقل فهي معها حق .. اجل ..هو انسان غير طبيعي .. لقد مثل عليها بمكالمة لم تحدث فقط ليداوي جروحه .. جروح عشقه المهمل وليس جروجح كبرياء لم يعد يبحث عنه منذ تعرف عليها وعشقها .. جروح لا تحتاج منها للركوع او للرضوخ .. فقط .. تحتاج الى .. حبها .. حبها الذي يراه بعيدا عنه الان .. بياس .. بخيبة .. بوجع وصدمة ذاتية لما وصل اليه حاله اجابها باعتراف اخر ( لا تهمني كل النساء .. مع الاسف انها انت فقط من اهتم لها .. ثم .. هل حقا تحاولين محاكمتي على كذبة وانتي اكبر كاذبة تتعمد اخفاء احاسيسها )
انها كاذبة متمرسة .. فليست فقط احاسيسها هي ما تصر على اخفائها .. بل حقيقة اصبحت كالكابوس الذي يرج اركان حياته .. بفجائية دفعته بصدره بكل قوتها وهي تقول بثورة دفاعية ( انا كاذبة ... انااا .. انظر الى نفسك في البدء .. انظر الى تصرفاتك الطفولية .. انظر الى طريقة مشيتك التي تجذب عيون النساء لك وكانك طاووس يتفاخر بقيمة كاذبة .. انظر الى محاولاتك الفاشلة معي لكي استسلم لك رغم معرفتك باني لا اريد اقترابك .. انظر الى تساهلك في التعامل مع النساء في العمل .. انظر الى رفضك وجودي معك لانك واثق باني سارى كذب مشاعرك التي تحاول اغراقي فيها بينما تستمتع بكلمات المديح التي يلقونها عليك )
مالذي تقوله هذه المجنونة .. هل هو حقا هذه صورته في عينيها .. بذهول غمغم معبرا عن صدمته وهو يتمسك بيديها ليمنعها من دفعه مقوضا مقاومتها الضعيفة (هل جننتي .. مالذي تهذين به .. الهذه الدرجة انا سيء بنظرك .. انت تتطاولين علي وتلصقين بي تهم باطلة )
قاومته كلبؤة جريحة وهي تمنع دموعها التي غافلتها لتسيل على وجهها وهي تعترف بصوت انهارت حروفه ( ليست باطلة فقد اخبرتني دلال اليوم عما تفعله بالعمل )
هكذا اذن .. لقد بدا الان يفهم سبب احجامها عن الاقتراب منه منذ عودته من العمل .. فهم سبب محادثتها مع خالد .. فهعم سبب دموعها الذي فسرته على انه امتنان لخالد .. فهو السبب اذن .. لقد .. لقد .. لقد هز مشاعرها على ما يبدو وخيالات خيانته لها ترتسم في مخيلتها التي مالت لتصديق تلك المدعوة بدلال .. وبنبرة ثائرة حملت شغفه وجنونه بها هدر ( وانتي صدقتيها بكل سهولة ولم تفكري للحظة بانها تتجنى علي فقط لتثير بيننا المشاكل )
كان قد تعمد تقريبها منه اكثر وهو يجذبها نحوه وعيناه تثبتان عينيها لتستشعر صدقه وتلتقط مشاعره المتطايرة كذبذبات الكهرباء .. وبثورة دفاعية تساءلت وهي تحاول تحرير معصميها من بين قبضتيه الممسكتان بهما ( ولما تفعل هذا )
ببديهية متحذلقة اجابها وهو يتعمد اظهار حقيقة التلاعب الذي وقعت بفخه (لانها كانت ترسم علي لاكون من نصيبها وانت خطفتيني منها .. والان بالتاكيد انت لن تصدقيني كعادتك .. وستصدقين الامور السيئة عني )
صاد الصمت اخيرا بينهما .. صمت حذر فجائي وكلاهما يرمق الاخر بشكل استكشافي .. وبصوت تاكيدي خافت همست تسنيم وقد بدات تستكين لاسر ذراعيه لها (انا اصدق ما اعرفه)
لم يكفيه هذا الاعتراف الضمني بين نظراتها .. الاعتراف بانها قد تكون اخطات وتهورت وظلمته .. اراد منها اعلان اعتذارها له ..بوضوح ..اراد منها ان تخضع لفكرة ظلمها له .. و بنبرة تاكيدية هازئة ( ما تعرفينه ؟؟ غريبة .. فانا لم اتصرف امامك باي شيء يؤخذ كدليل ضدي )
سؤال تحذيري حمل في طياته غضبها الذي توقعه ( انت فقط تحاول الضحك علي والاستخفاف بي ظاننا اني ساصدق تصرفاتك )
اجابة جعلت شياطين غضبه تتقافز بلونها الاحمر القرمزي امام عيناه لتستثيره لاقصى الدرجات .. لقد تعب بالفعل .. تعب من مقاومتها .. تعب من تشكيكها .. تعب من سخريتها .. تعب من اتهامتها .. تعب من ظلمها .. وبثورة اشار الى صدره وهو ينفض يداه عنها مبتعدا قليلا ( تصرفاااتي ... )
كلمة ارتجف لها جسده بشتى انواع المشاعر وهو يصدر من فمه صوت ساخر وعيناه تلتمعان كاتون جحيم وهو يعاود الاقتراب منها بخطوتين عشوائيتين قبل قوله بنبرة امتلأت باستهزاء مرير (صدقا مالذي تريدنه مني .. صدقا .. مالذي تبحثين عنه في تصرفاتي .. صددددقا فقط لمرة واااحدة تحدثي بشكل واضح ودون مواربة وكفي عن الكذب بتفسير تصرفاتك )
كان صوته يرتفع مع كل كلمة صدقا يقولها حتى غدا مدويا مما جعلها تنتفض وهي تتراجع بخطوة للخلف لم تتمكن من تكرارها بعدما شعرت ببرودة سور الشرفة من خلفها مما جعلها تغمغم بتوتر مبحوح ويداها ترتفعان امامه كحاجز تلقائي دفاعي ( مالذي تقصده باسئلتك الغريبة هذه .. ثم متى تحدثت بغموض معك او كذبت بتفسير نفسي و تصرفاتي )
حركتها الدفاعية امامه استفزته بشكل اكبر فابعد يديها بطريقة قاسية وهو يقلص المسافة اكثر بينهما مغمغما بحرقة ( لما لا تعترفين وتريحي قلبي .. لما تتعاملين مع الامر بكل هذا التشتت والتناقض .. فتارة تقتربين وتارة تبتعدين .. ثم تارة تمسكين يدي وتبتسمين بشكل يذيب قلبي قبل ان تنقلب ملامحك للغموض فتغضبين وتقصيني عنك وكاني مذنب بجرم استمالة قلبك .. ثم تارة تظهرين برودة ملكة جليد سيبيريا لتحرقيني بعدها بنيران عينيك ولسعات لسانك مظهرة غيرتك علي )
تلاحقت انفاسها بتسارع امام عيناه المراقبتان ووجهها يصطبغ بحمرة وقد تشتت نظراتها من حولها في بحث عن مهرب منه قرر ان يمنعه وهو يقاوم حركة دفعها له مع كلمتها الثائرة ( لقد جننت بالتاكيد .. انت تبالغ في ردات فعلك مع ان الامر واضح ولا يحتاج لتفسير )
قيد مقامتها وقد احتواها بجسده الضخم لتشتعل كل غرائزه بجنون جعله يجيبها بحرقة هادرة وقد تعب من نقاشه معها ( اتقصدين حبك لي بالامر الواضح الذي يفسر كل شيء )
انتفضت بدورها بجنون لحظي معاكس وهي تصرخ نافية (كلااا .. بالتاكيد لا احبك .. انا .. انا احب زوجي السابق و .. )
قطع كلامها صارخا وقد نفذ صبره وهو يهزها معيدا اتهامها بالكذب ( كااذبة .. انتي كاذبة .. لما تستكثرين علي كلمة واحدة قد ترفعني الى سابع السماء .. لما لا تصرخين بحبك لي بشجاعة وجرأة .. للتو اخذت تحاسبيني كعشيقة تغار على حبيبها و .. )
قاطعت كلامه هذه المرة بصرختها النافية الهازئة بشكل مهين وهي تنفض يديه اللتان تحيطانها لتدفعه بكل قوتها في صدره ( هذه المرة الثانية التي تتهمني بها بالكذب وانا لن اسمح لك .. انت هكذا تتطاول علي .. ثم .هل هذا حقا هو سبب جنونك .. كلماتي التي من الممكن ان تفسر باي شيء عدا الغيرة .. لقد كانت تساؤلاتي وكلماتي مجرد فضول ولكن يبدو)
وصمتت قليلا وهي تنظر نحوه بازدراء وقد دفعته عنها للمرة الثانية قبل قولها (يبدو انك في النهاية رجل يبرر رغبته الحقيرة بامرأة ليتقرب منها ويخلف العهد بينهما .. انت تكذب على نفسك بتحليل مشاعري وتصرفاتي نحوك و .. ااااه )
ااهة الم خرجت من بين شفاهها مع امساك تامر لمعصميها اللذان اعتصرهما بقسوة وهو يلصق جسدها به وقد فقد كل سيطرة على نفسه وصوته يخرج عميقا مشبعا بالمشاعر وكانه قادم من وادي سحيق ( هل حقا .. هذا ما تفسرين به تصرفاتي .. هل حقا .. تظنين ان رغبتي بك هي من تجعلني افسر تحركاتك على انها حب يستوطن قلبك .. لما لا يا تسنيم .. لما لا .. ليكن تفسيرك هو الاصح ولنرى ان كنت احتاج لهذا الكذب كي اتقرب منك (
واقترب اكثر ويداه تثبتانها على صدره سامحا ليديها ان تستندان حيث موضع قلبه القافز بنبضاته وقد اقترب اكثر واكثر منها اسرا عينيها بنظرته وقد غزت انفاسه العاصفة قسمات وجهها الحائرة الخائفة المستسلمة بشكل اكد له قلة خبرتها مع صنف الرجال وضحالة تجربتها مع احاسيسها التي تستولي على تعقلها وتحكم تصرفاتها الخانعة نحوه .. كان يعلم انه يخطئ .. كان يعلم بان ما يفعله سيحرق روحه .. كم هو سهلا عليه الان ان يستسلم لشياطينه ويطبق كل احلامه التي تقض مضجعه ليروي ظمأه العاشق اليها فقد كان واثقا من مقدرته على تجريدها من كل شيء ان اراد فقط ليثبت لها وجهة نظره .. كما كان واثقا من ردة فعلها على تصرفه المناقض لكلامه .. وبصوت بالكاد وجده ليخرج بحشرجة حاول فيها ان يعبر عن احاسيسه ويسترجع القليل من نفسه وسيطرته ( استغفر الله العظيم .. مالذي تفعلينه بي بجنون تحدياتك التي لست على قدرها .. هل تظنين حقا انه بمجرد اعترافك لي بحبك فاني ساقفز عليكي لاخذ حقوقي منك .. هل حقا تصدقين اني احتاج اصلا لاعتراف حبك كي احصل على مبتغاي منك .. الا ترين استسلام جسدك الخائن لعقلك كلما اقتربت منك .. جسدك الذي يعترف بما تجبنين انت على الاعتراف به (
فتحت فمها لتصرخ واهانته تنعكس في التماعة عينيها الا انه كتم فمها بباطن كفه وجبهته تلتصق بجبهتها وقد انحنى نحوها واهة طويلة تخرج بعلو صوته بشكل افزعها وارتجف لها جسدها المثبت بجسده المحترق بنارها قبل قوله ببحة مستسلمة عاشقة وقد شعر انه لم يعد امامه أي طريق اخر سوى الاعتراف بما يشك به ( انت لا تعرفين حقا كم اشتاق اليك .. كم احلم في اليوم الذي ستكونين فيه بين ذراعي بارادتك .. انت مجرد جبانة تقاوم حقيقة تسطع كالشمس .. لما .. لما لا تثقين في مرة واحدة فقط .. لما لا تمنحيني فرصة واحدة لاخترق روحك المترددة .. لما تحيطين نفسك بمئة قيد فقط لتبتعدي عني وانت متاكدة بان في اقترابك مني نجاتك وخلاصك (
بتوهان لاهث استبد بها وقد اكتسحت خلاياها قشعريرة استسلمت لها اوصالها التائقة اليه بجنون همست برجاء متوسل متلعثم ( ا .. ابتعد عني .. ار .. ارجوك .. اتركني .. انا .. انا .. لا .. لاا .. احبك (
تنهد بحزن خائب ويده ترتفع لتتلمس خصلات شعرها المتناثر باغراء يقتله وصوته يخرج من بين اهة وجعه الحزين ( لما .. لما تصرين على الكذب .. فقط .. اعترفي .. فقط قوليها .. انت تعلمين كم اعشقك بجنون .. فقط .. اريحي قلبك وقلبي واسمعيني اياها .. الا استحق هذا منك )
سؤال واجهته بحركة راسها الرافضة التي اخترقت صميم فؤاده بخنجر قتل عزة نفسه الذائبة في محراب غرامها .. وبانكسار اخفض راسه وفي نيته الابتعاد عنها بيأس الا انه تفاجأ بحركة راسها الموافقة ويديها ترفعان راسه بقسوة تائهة متقدة بغضب جنونها ( لاااتفعل .. لاااتنكسر بسببي .. لاتحني راسك امامي .. انا .. انا لا .. استحقك .. انا .. انا .. ياللهي .. ابتعد عني فانا مستنقع من الوحل (
امل غريب داعب قلبه كما اعتاد في الفترة الاخيرة كلما لاح له شيء من احاسيسها .. املمتكرر لم ينفذ رغم تكرار صدماته فيها خصوصا وهو يرى بريق روحها الظاهرة في تينك عينيها المعبرتين بصدق دوما ما اكتسح قلبه حتى وهو يتهمها بالكذب بتناقض هو نفسه يستغربه فيها ( انت .. انت تطلبين المستحيل مني .. فانا ) واخفض راسه لتصل شفاهه الى باطن كفها الممسك بذقنه ليقبلها بقوة واشما عليها ملكيته لها قبل اتمامه بحنان اغدقه عليها وقد ترافق مع بحة عبرت عن جنون عشقه لها ( لا اعلم لما انت تحديدا .. لا اعلم كيف انت .. ولا افهم سبب نبضات قلبي التي تهتف باسمك رغم ان كل المنطق والعقل يبعداني عنك كما ان كل صفاتك تعاكس كل ما حلمت به في زوجتي .. ولكن .. ما انا متاكد منه هو انك تمتلكين روحي .. وهذه هي الحقيقة الوحيدة التي فهمتها بعد طول مقاومة .. انا .. احببببك .. افهمتي .. اناااا احبك .. وكلما سارعت بتقبل هذا الامر ستفهمين اسباب تصرفاتي وغيرتي وجنوني معك (
انهى كلامه وقد لاحظ ترقرق دموعها الصامتة على وجهها وهي تشير براسها علامة الرفض وجسدها يختض بجنون بين ذراعيه وقد زاغت عينيها ببحث مضني سافر على ملامح وجهه التائقة اليها .. وبعفوية ولدتها سيطرة مشاعره عليه وبثقة لم يعلم منبعها حتى ..همس بالحاح مشتاق اجش وعينيه تناجيانها ( قوليها .. اررجووكي قوليييها .. انا استشعرها منك .. من رجفة جسدك .. من مراة عينيك .. من هدير انفاسك .. قوووليها يا حبيبتي .. فقط .. فقط اسمعيني اياها .. لمرة واحدة .. لمرة اقسم اني لن اطالب بغيرها وساحرق الكون لاجلها .. قووووليييههههاااا (
صرخ وهو يجذبها نحوه محتضنا جسدها الضئيل بقوة قاسية متمالكة وقد الغى كل اصوات عقله التي تحذره من مغبة ما يفعله معها .. فليس هكذا تربى ولم يكن يوما شخصا من هواة النساء .. اجل كل مبادئه تنافي استسلامه لشيطان عشقها خصوصا وهو يعرف حرمانية تصرفاته معها .. ولكن .. كيف يقاومها وهو بقرارة نفسه متاكدا من انها ستكون زوجه وملكه .. متاكد بان موته فقط هو من سيبعده عن تحقيق هذا .. اجل انها ذنبه وتوبته .. انها جرحه ودواءه .. انها خيبته وفرحته .. انها زوجته وحبيبته حتى وان لم يوثق هذا الامر بعد .. فالله تعالى وحده يعلم بنيته عندما عقد قرانه عليها .. يعلم انها هي من كان يقصدها .. لا يهمه ان كان اسمها تسنيم او نسيم فهو لا يعترف الا بكيانها الذي استحضره بذهنه وهو يعقد قرانه عليها .. اما الباقي فمجرد شكليات لم تعد تهمه .. شكليات سيقوم بها فقط ليجاهر امام الجميع بحقه فيها .. بكونه زوجها .. وبانه المسؤول الاوحد عنها وعن حمايتها .. قوة كانت تتعاظم بداخله وهو يجذبها اكثر واكثر واكثر بضمته لهاوقد تمنى لو يتمكن من اخفاءها بداخل صدره ليحميها .. انفاسها المكتومة على صدره مع شهقتها المتخاذلة انبأته بضرورة تخفيف قبضته على جسدها الخائر باستسلام بين يديه .. وبنبرة استجمعها بصعوبة همس لاذنها باخر رجاء ( قوليييها .. قولي انك تحبينني و .. )
انقطعت كلماته مع صوتها الهامس باغلى احلامه وامنياته وهي تنهج بصعوبة بتلك الحروف الغائرة ( ا ...اح.. احببببك )
اعتراف لم تصدقه اذناه .. اعتراف تحطم فيه كل عالمه الذي كان يظن انه يسيطر عليه .. اعتراف ذاب فيه كيانه كالهلام الذي فقد قوام تماسكه .. حلاوة اغرقته حتى الثمالة .. حلاوة قطعت انفاسه حتى ظن بانه سيموت بالفعل من تسارع دقات قلبه الضارب وكانه سيذهب الى معركة سيقضي فيها اجله .. مالذي يحدث له .. ومالذي تفعله له .. بصرخة ارتجت لها اركان الشرفة ( واخييييرا .. واخييرا قلللتيييها .. ياااللهي .. واخخخييرا يا تسنننيم )
سعادة تحطمت ما ان راى شظايا روحها التي كانت تحاول جمعها بعد اعترافها هذا .. كانت ترتجف وكانها عصفور وقع في مهب ريح .. صدمة ظهرت جليا على ملامحها وهي تهرب بعينيها عنه لتدفن وجهها في صدره .. مالذي يحدث حقا .. لم يفهم .. لم .. بل انه يفهم .. انه يفهمها حتى وهو يحاول ان يتناسى حقيقتها .. فاعتراف للحب يصدر عن انسانة كنسيم لهو بالنسبة لها حكم بالاعدام .. حكم سيجبرها على الاختفاء والتخلي عن حياتها .. حكم يجب ان يوقف تنفيذه بكل ما اوتي من قوة .. بهدوء استعان به بصعوبة ليتقنع فيه ويخفي حقيقة نواياه ابعدها عنه قليلا قبل حمله لها وهو يتشرب لذة شعوره بخضوعها له واستسلامها لافعاله .. احاسيس كان عليه ان يخفيها عنها بصعوبة كي لا يخيفها .. حركته تسارعت وهو يحملها ليضعها على فراشها بجانب ابنها في سريرها .. لانه ببساطة لا يضمن الحفاظ على احتماله بابتعاده عنها .. ببطء تراجع بخطواته وهو يهمس لها وقد لاحظ تقوقعها وهي تحتضن قصي مخفية وجهها في صدره .. انها حقا طفلة بثوب امراة .. وبهمسة عاشقة خرجت من بين تنهيدته ودعها ( اشكرك يا حبيبتي .. اشكرك لانك واخيرا .. ارحتيني .. والان .. نامي .. نامي واحلمي بنا .. وبسعادتنا المقبلة باذن الله عندما ننتهي من خطر مصطفى )
اسم تعمد ذكره لكي يتغلب على الضعف الذي كان يشل اطرافه وعلى رغبته بنسيان العالم والانضمام لها في سريرها ليعبر عن فرحته باعترافها .. اسم ولد بقلبه طاقة صافية للتحدي والغضب وقد تضاعف خوفه من خسارتها مع تذوقه لحلاوة عشقها البريئة .. اسم جعله يتهور ليتخلص منه دون ان يحسب تاثير الامر عليها بشكل صحيح .. فما ان خرج من عندها حتى حصل على رقم مصطفى من جمال رضوان قريب ادهم .. رقم استخدمه ليلقى على مسامع صاحبه تحديه الهازئ .. ( انت بالتاكيد خائف الان .. بما ان نسيم لم تظهر الى الان .. فمن المحتمل انها ميتة .. اليس هذا ما تفكر به .. حقيقة تعني امرا واحدا .. تعني انني ساحصل على كامل ميراث تسنيم زوجتي وانتزعه من بين يديك وامام عينيك وانت ستكون عاجزا حتى عن ايذائي .. لانك اجبن من ان تقف امامي وتنافسني )
تحدي تعمد اطلاقه ليجبره على التحرك .. تحدي نجح بجلب مصطفى ورجاله ليقفو عند باب المبنى الذي يسكن فيه وهم ينتظرونه .. تحدي واجهه مصطفى بنفسه وهو يتعرض له ويضربه بكل ما اوتي من قوة مطلقا تهديده بجراة واندفاع ( هل تعتقد انك قادرا على الوقوف بوجهي .ز انت ايها الصرصار الذي سحقت من هم اقوى منك .. هل تظن نفسك قادرا على انتزاع ملكي .. وكما حطمت نسيم وقتلتها وهي حية فهربت فقط لتنفذ بجلدها فصدقني انا قادر على اخضاع اختها لكي توقع على تنازل كامل عن كل ممتلكاتها .. اختها التي تملك نقاط ضعف تفوق شعرراسها )
وصمت وهو يضحك بتشفي وهو يسمع انين تامر المتصاعد مع ضرباته المتتالية له قبل اخراجه لسكينه بشكل فجائي ليطعن خاصرته بلمحة من البصر وهو يهمس له باذنه بحقد ( وانت اكبر نقاط ضعفها .. يا .. حبيبها .ز لاجل حياتك .. ستبيع نفسها .. صدقني )
حركة باغتت الفرق الامنية المخصصة لحمايته والتي عينها جمال .. فرق لم تتدخل في البدء بناءا على طلبه الشخصي لكي يحصل على الاعتراف الكامل .. تطورات وتعاقبات كل ما حدث فاجات الجميع وباغتته وكان الثمن هو .. اصابته .. اصابة كادت تودي بحياته بالفعل .
ذكريات وذكريات وذكريات .. لحظات لا يتمكن من اقصائها عن عقله .. صوت رنين هاتف اوقف استغراقه بتلك الذكريات .. ببطء رفع هاتفه النقال ليرى رقما غريبا يظهر على شاشته .. انتفاضة روحه انباته بتواصل عجيب بين فؤاده وكيانه بانها هي .. اجل انها هي .. حدس اصبح يستوطنه بكل ما يتعلق فيها .. حدس يمتاز به العاشق الصادق الذي تترابط روحه مع معشوقه فتنقبض مع كل خطر قد يتعرض له حبيبه .. باصبع مرتجف فتح على زر الاجابة ليسمع صوتها بالفعل .. صوت انفاس اصبح يحفظها رغم بعد صاحبتها .. كلام انتقل بين ذرات الصمت الذي امتد بينهما دون ان يحتاجا لقوله .. وبنبرة راجية تساءل ( ا.. اين انت )
بهمسة راجفة اجابته ( انا .. قريبة منك .. فقط .. انتظرني قليلا بعد .. ارجوك )
تسارعت انفاسه بلهثات اخرجت حروفه متلعثمة ( ق .. قصي .. بخير .. لا .. لا تقلقي )
ضحكة انبعثت من بين اثير المسافات التي تفصل بينهما وصوتها المتهدج يخدش تماسكه الظاهري ( الحمد الله .. ا.. انكما .. بخير )
وعاد الصمت ليكون سيد الموقف بينهما .. كل الكلام الذي اراد قوله لها نسيه .. كل الغضب الذي حمله بقلبه لاختفائها تبعثر .. كل الخوف الذي شل دقائق حياته تبخر .. فقط .. بقي .. شوقه الهائل لها .. شوق يفيض حتى ليكاد ان يرأب كل الصدوع التي تفصل بينهما .. وبنبرة هامسة عادت لتقول في النهاية ( ارجوك .. فقط اصبر قليلا و .. ساعود )
رجاء انهت على اثره المحادثة التي خطفت قلبه وروحه وعقله وكيانه .. محادثة كان واثقا ايضا انها لن تتكرر بعد ذلك الا لو نجحت بما تنوي القيام به .. خوف عصف بكل اتزانه فسقط مفترشا الارض وهو يجاهد ليلتقط انفاسه .. انها بخطر .. بسببه .. انها تفتديه بالفعل .. كما قال مصطفى له .

انتهى القسم 1
باذن الله القسم 2 الاسبوع القادم واعتذر مرة اخرى على التاخير فهو خارج عن ارادتي

noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 02:22 AM   #494

نرمو15

? العضوٌ??? » 438845
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » نرمو15 is on a distinguished road
افتراضي

وينه مشاركة رقم 3

نرمو15 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 06:02 AM   #495

Iraqi1989

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية Iraqi1989

? العضوٌ??? » 333582
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 718
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Iraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مراد اتووقع اتصل بزوج ليلا حتى يجي وياخذها ونخلص كلنا منها ...واظن ليلا وزوجها هم من شخصيات الجزء القادم والله اعلم
نصيحة ليارا ( ان احببت شيئا اطلق سراحه فان عاد فهو لك وان لم يعد فهم لم يكن من نصيبك ) ..
او اذا عاد هم اطلق سراحه لان مراد ما يستحق يارا برأيي ⁦:-[⁩




تامر ونسيم او تسنيم :الي فهمته من ذكريات تامر انه قبضو على مصطفى...فليش او لماذا تسنيم تضحي بنفسها لتنقذ تامر ! ؟؟؟


Iraqi1989 غير متواجد حالياً  
التوقيع
#نظرت الى عيوب الناس فوجدتها تبلغ الجبال ولكني بفضل الله توقفت لحظة انظر الى عيوبي فوجدتها بلغت عنان السماء**!!
رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 10:57 AM   #496

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
فصل ملىء بالأحداث المشوقة
اسيل وضعت مراد امام الأمر الواقع
ولا مفر امامة ....
اعتقد سوف يتزوجها لكى لا تبتعد عنة .....
اما نسيم و تامر فهى رحلت لكى تحصل
على انتقامها وتستعيد حقها....
ولكى تحمية من الخطر ....
تسلم ايدك ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 12:05 PM   #497

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

جميلة جدا وممتعة كل العادة

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 03:31 PM   #498

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 02:57 PM   #499

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

الله الله عليكى الفصل رائع جدا جدا جدا
أنت بتعزفى مش بتكتبى الحوار و السرد 👏👏👏👏👏👏👏👏👏وتعاقب المشاعر لكل شخصية من خوف حب ألم غيره غضب كل ده بيظهر فى مشهد مراد و يارا أو نسيم و تامر تفاقم الأحداث بين مراد و يارا بسبب ليلا أختها و انانيتها و مواجهة يارا لمراد و حطته قدام اختيارين هى أو ليلا و ازاي مراد بيواجه كل المشاعر دى و هو جواه حالة من التخبط و عدم الاتزان بسبب فقده لعائلته و يارا هى التعويض بالنسبة له عن كل المشاعر اللي افتقدها و مش قادر يتصور نفسه زوج و حبيب ليها على رغم حبه الكبير لكن حيرته و ظهور ليلا شتتوه و أعتقد اتصاله الأخير كان بزوج ليلا
تامر و يارا قدر أخيرا ينزع منها اعتراف بحبها له في مشهد بيوضح حالة نسيم من الخوف من كل حاجة و شايفه نفسها وحل زى ما شبهت نفسها و تامر يستحق الأفضل لكن حب تامر و إصراره خلوها تعترف و تعرى روحها قدامه يارا عانت كتييير اووووووى و حبيت وصف تامر ليها إنها طفلة بثوب امرأة
الفصل كان عنوانه النهارده هو الخوف و حبيت أوى وصفك الخوف هو سجن عالى القضبان سميك الجدران منبع للذل و الهوان يمنعنا من الحرية و إطلاق العنان لاحلامنا و إبداعنا و كم من الأمم حكمها جبابره لخوف أبنائها 👍👍👍👍بحب السلاسه و العمق اللي بتستخدميه في رسمك بالكلمات دمتى دايما تبدعى💖💖💖💖💖💖💖💖


Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-19, 02:10 AM   #500

sara*ahmad

? العضوٌ??? » 419533
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » sara*ahmad is on a distinguished road
افتراضي

روعه روعه روعه يا مبدعه ❤️ ❤️ 💞 💞 مشتاقه للقادم

sara*ahmad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.