آخر 10 مشاركات
نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سجينة قسمه للكاتبة/ ميرا جبر " مصرية" (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          لعبــ الشيطان ــة (1) "الجزء الأول من سلسلة الصديقات" للكاتبة: فرح *كاملة & مميزة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عِشْقت - الجزء 1 من الحب الملعون - للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          نرجس الوادى _ جلوريا بيفان _ مكتوبة * كاملة (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-19, 09:17 PM   #551

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي


روعة شكرا لك على هذه المقطتفات تصبرنا الى يوم القاء

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-19, 11:16 PM   #552

حياة55

? العضوٌ??? » 438552
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » حياة55 is on a distinguished road
افتراضي

الف حمد الله على السلامة
فصل رائع بالتوفيق


حياة55 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:04 AM   #553

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف حمد لله على السلامه يا قمر 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘
الاقتباس جميل جدا تسلم أناملك 😘😘😘😘
نسيم اعترفت لتامر بحبها و عرفت إنه عارف حقيقتها و بيحبها هو كمان 😍😍😍😍
على و سما اتجوزوا 💃💃💃💃💃💃💃
علا فاقت بس فقدت الذاكرة أحمد هيتصرف ازاى 😮😮😮😮


Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-19, 03:38 PM   #554

Omnya2014

? العضوٌ??? » 425863
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » Omnya2014 is on a distinguished road
افتراضي

تصبيرة مشوقه جداااا ومستنين الفصل
دومتي مبدعة


Omnya2014 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-19, 03:39 PM   #555

عاشق الكتب 1
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 433015
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,194
?  نُقآطِيْ » عاشق الكتب 1 is on a distinguished road
افتراضي

تصبيرة مشوقه جداااا ومستنين الفصل
دومتي مبدعة


عاشق الكتب 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 09:14 AM   #556

aneleegnaayla

? العضوٌ??? » 437889
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » aneleegnaayla is on a distinguished road
افتراضي لل

شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااا

aneleegnaayla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 10:28 AM   #557

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 10:40 AM   #558

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,076
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

لفصل اكثر من راااائعا تسلم يدك على ما خطت وكتبت وأبدعت👍👌👍👌👍👏👏👏 الاسلوب الممتع المبهر السرد و الحوار رائع تصاعد الأحداث وحل كل عقدها عقدة عقدة بجمال لا يوصف ...
كل ثنائي في الاحداث الممتعة ...
يقف في مواجهة طرفه الاخر بالاضافة لمواجهة نفسه تمت المصارحة وازيلت الحواجز وكل منهم مسؤول عن قراره المصيري بسعادة كل منهم آثر الاخر على نفسه ...


على و سما ...
تم عقد قران سما وعلي للمرة الثانية ..بعد ان اخذت براي ابنها عماد ..وعادت من منتصف الطريق لتبقى مع على ...وعلى كان اكثر من يعيد بان ينهي زواجهم قبل العودة لمصر ..

احمد وعلا ..
علا في غيبوبة بعد ازالة الجنين من خارج رحمها واحمد ينتظر عودتها من الغيبوبة بعد ان تاكد وتيقن من حبه لها ..
(في الاقتباس تفيق علا من غيبوتها ويعترف احمد لها بانها فتكت قلبه .. لقد اطاحت به صريعا لهواها بين قدميه ..)


يارا ومراد ...
واعطاء فرصة لعلاقتهم وخبهم ان يرى النور وتاكدت من حب مراد بعد ان اختارها بدلا من شقيقتها الا انه مصر على انها مسؤولية له وليس حبيبة ...الا ان يارا ستبقى ذات نفس طويل حتى يعترف بحبها وعشقها ولن تتخلى عنه ...

تسنيم ...
حبها لتامر وما فعله من اجلها وقصي جعلها تشتري تامر وقصي متنازلة عن ثروتها ليبتعد مصطفى عن طريقهم بعد ان طعنه ..
( كان يجب علي ان احبك لأعلم بأن هذا هو ما يجلب السعادة والامان الحقيقي .. فحبك هو ما مدني بالشجاعة لاستغني واتنازل عن كل اموالي .. فان قابلتك يوما فهذا يعني بان الحياة لا تزال بخير .. وبانه من الممكن لي ان اتامل بمقابلة شخص مثلك )..


اسيل وادهم ...
قرار مشترك بالعودة مع تلافي والابتعاد عن اي خطأ مما سبق لتسير حياتهم باستقرتر ويعادة في المستقبل ..

تسلم ايدك على الفصل الممتع ..فكل كابل عرف طريقه ...
يعطيكي العافية ❤❤🌹🌹❤🌹❤🌹
بانتظارك في القادم ان شاء الله ..✋✋


منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 10:14 PM   #559

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الفصل 17



صرخة عنفوان انثى
الفصل 17
المشاركة 1
) في البدء اود ان انوه بان الفصل طويل جدا وانني انهيت المشهد الاخير قبل تتمته لذا اعدكم ان اتمه مع بداية الفصل القادم
واشكر جمييع المشجعين لي من اعماق قلبي واتمنى ان يعجبكم الفصل باذن الله (






قدري ... أنت ..
القدر .. كلمة تحمل في طياتها الغموض .. وبين ثناياها يكمن مصائر البشر .. اقدارنا كتبت في اللوح المحفوظ .. وايامنا التي نعيشها ما هي الا دليل يشهد على تحقق هذه الاقدار .. دوما ما نتساؤل .. عما هو مخبأ عنا في هذه الاقدار.. الغنى ؟؟ الفقر ؟؟ الحب ؟؟ الكره ؟؟ النجاح ؟؟ الفشل ؟؟ الحياة ؟؟ الموت ؟؟ .. نقابل بشر .. ونودع اخرين .. نقيم علاقات .. وننهي اخرى .. نوطد صداقاتنا مع اشخاص .. لنودع في نفس الوقت اشخاص اخرين .. حتى يأتي اليوم الذي نشعر به باننا نتقابل مع نصفنا الاخر .. توأم ارواحنا .. وعندها يستصرخ قلبنا بما تحاول عقولنا مقاومته .. عندها فقط تردد الستنا .. قدري .. انت ...
__________
سؤال قد يغير الكثير في حياته ما ان يجيبه ... سؤال لم يفكر كثيرا به ولكنه الان يستشعر كما لو انه جبل هائل من الهموم التي يرزخ هو اسفلها .. هل كان يعرف .. بانها نسيم ؟؟؟؟ بنظرة واحدة منها حاصرت عيناه لتدرك هي بنفسها الحقيقة الكامنة واخيرا .. فهو لم يعتد الهرب من عينيها الا ان كان يخفي امرا .. دليل جعله يسقط في فخ الانكار والاقرار واعتراف تنطق به كل خلاياه .. اجل .. لقد كان يعرف من هي .. على ما يبدو .. وحتى دون ان ينطق بهذا الاعتراف .. لقد فهمته .. حقيقة لا يمكنهما انكارها ابدا .. حقيقة بثت بروحها طوفان من المشاعر المتناقضة .. الالم .. الراحة .. الخوف .. الامان .. السعادة .. الحزن ... الخيبة .... الامل .... تمازج رهيب جعل صوتها يرتعش وهي تقر بما هو مؤكد امامها وراسها يومئ بالموافقة ( اجل .. لقد كنت تعرف على ما يبدو .. كنت تعرف بانني لست .. تسنيم .. ) اضافت الكلمة الاخيرة ببطء مرتجف وهي تشيح براسها عنه كي لا يستشف مدى تزلزل كيانها وهي تقر بما كانت تخفيه عتن الجميع .. وبسخرية ذالتية لم تتحكم بها لوحت بيدها هامسة ( لا اعلم .. لما لم اتوقع هذا الامر منك .. فانت ذكي وبديهي التفكير .. ولقد بحثت في امري طويلا كما يظهر امامي )
خيبة ظهرت جلية بصوتها اهتز تامر على اثرها عميقا وقد استصرخت خلاياه بثورة معارضة مدافعة اراد ترجمتها وهو يقترب بخطوة نحوها ولكن .. بحركة بسيطة رافضة من راسها تراجعت خطوة وهي تضم قصي لها كدرع تحاول الاختفاء خلفه وقد التفتت عنه واتجهت بترنح بسيط نحو الارائك وهي تتابع بهمسة معذبة ضاحكة بتمثيل يتخلله الالم الرهيب في صوتها ( هل اشتقت لي يا بني ؟؟ لقد كان فراقك هو الاصعب بالنسبة لي ولكن .. كنت مضطرة .. ومع ذلك .. فاني اعدك ان تكون هذه المرة هي الاخيرة .. فانا وانت لن نفترق عن بعضنا بعد اليوم ان شاء الله )
نخزة غيرة مست قلبه وهو يستمع لكلماتها التي اقصته بشكل واضح عن حياتهما .. هل حقا تعي ما تفعله به بمجرد كلمة واحدة تقولها .. بخطوات مترنحة بعض الشيء لحقها ثم جلس مقابل لها على الارائك وقد ظهر تردده جليا مع ارتجافة قبضتيه المضمومتين فوق ساقيه .. وبنظرة شملته فيها سريعا احست بتلك الهالة الواهية من سيطرة النفس و التي يحيط نفسه بها بصعوبة لكي يتمكن من السيطرة على اعصابه فيكبح انفعالاته حتى يعطيها وقتا تستوعب فيه حقيقة ما جرى بينهما .. وقتا هي في امس الحاجة له ومع ذلك .. فانها لن تستخدمه كي لا تتورط اكثر .. لانها تدرك جيدا تاثير هذا الوقت على رجل مثله خاطر لاجلها بالكثير .. وبنبرة حاولت ارساء اركانها بهدوء زائف همست بتساؤلاتها البديهية ( كيف عرفت بالامر ؟؟ ومنذ متى ؟؟ )
صمت ساد لدقيقة قبل اجابته بصوت بدا لاذنيها معاتبا خائبا ( انت .. من اخبرني بالحقيقة .. دون ان تقصدي طبعا .. فلقد اشرت سابقا في احد الحوارات بيننا عن الجرح الذي كنت تحملينه على وجهك كندبة ثم تخلصتي من تلك الاثار بعد حادثة القطار .. وعندما اوغلت بمعرفة قصتك علمت حينها بان من كانت تحمل هذا الجرح هي نسيم .. وليست تسنيم .. وبعدها .. كان ربط الامور ببعضها امر سهل ومنطقي فتلك الحقيقة ملات الثغرات والغموض الذي كان يحيط بك )
رفعت راسها ببطء لتنظر اليه بتمعن من يبحث عن الحقيقة المستترة في روحه قبل غمغمتها بحروف ممطوطة ( كم انت حقا رجل مميز .. هل تذكر كل ما يقال امامك .. لم اذن لم تخبرني ؟؟)
هدوؤها ارعبه فهو معتاد على هجومها وعصبيتها وتهورها .. هدوء حاول تحطيمه باستفزازها بعتابه لكي يمتص صدمة معرفتها ( لقد حاولت اخبارك .. كما حاولت اجبارك على الاعتراف .. بالترغيب .. وبالترهيب .. ولكن .. كنت كالحائط مصرة على عدم الاستجابة .. وعندها .. ادركت .. بان هذه الحقيقة .. تمثل عبأ عليك .. عبأ يمنعك من الاعتراف بها حتى لؤلئك الاشخاص الذين تثقين بهم )
رفعت حاجبيها باستيعاب محركة راسها بالموافقة المستهينة (حائط !! معك حق لقد كنت كالحائط بالفعل .. وهذه الحقيقة هي كابوسي وعبئي كما قلت .. )
وصمتت وهي تلهي نفسها بوضع قصي على ارض الحجرة ليلعب بالعابه قبل غمغمتها بمرارة مثلت خناجر مسمومة انغرست بصدر تامر عميقا ( فمن ذا الذي يرضى بامراة لها ذلك الماضي الدموي ... وتلك العائلة المخزية الاجرامية )
بانتفاضة غاضبة بحريق غيرته هتف ( ولكنك مع ذلك .. كنت صريحة مع خالد )
رفعت عيناها اليه ونظرتها تسمر اواصله بما تحمله من لجة من العواطف المتضاربة وهي ترد عليه ( وقد رايت بنفسك اثار هذه الصراحة على حياته .. رغم اني لم اتعمدها .. ولكن هذا لا ينفي ذنبي الواضح باستغلالي لطيبة قلبه ووفائه ومحبته لاختي المرحومة )
دفاعها عنه كان كالوقود الذي تلقيه على مرجل نيران غيرته وغضبه المتقد والمتصاعد .. وبثورة حادة تساءل ( هل انت حزينة عليه ؟؟ هل انت نادمة لما سببتيه له من مصاعب ؟؟ )
ابتسمت بمرارتها الجريحة وبنبرتها المشبعة بحرجها وخزيها اجابت دون ان تنتبه حتى لتلك الغيرة التي تشتعل امامها بعيونه ( اجل .. حزينة عليه .. اجل .. نادمة بسبب كل تلك الصعاب التي واجهها بسببي .. و ) وصمتت وعيناها ترمقانه بغموض موجوع زلزل تامر وهي تشير نحوه بيدها قبل قولها باقرار ( وحزينة عليك اكثر .. فمعرفتكما لي لم تجلب لكما سوى المصائب .. يكفي ان تنظر الى نفسك لتعلم حجم الخسارة التي منيت بها بسببي .. رغم ان الحل كان بيدي دوما .. ولكني تجاهلته بطمعي )
لم يفهم كلماتها ومغزى جملتها بسبب ذلك الاحساس بالفقد الذي بدا يستشعره ومرارة صوتها تترك في حلقه طعم العلقم .. وبضب جاد غمغم بالرفض ( لا تتكلمين على لساني وتحللين ما اصابني على هواكي ثم تحملين نفسك ذنبا ليس لك ادنى علاقة به .. ثم عن اي حل تتكلمين عنه وقد كانت كل السبل والطرق مغلقة امامك .. انا لا اعاتبك على معرفتي لك بل فقط .. كل ما اردته منك هو ثقتك بي .. لقد تمنيت ان تتركي الامور لي لكي اتمكن من حلها عنك ومن تحمل مسؤوليتك .. لوكن ما كان يحزنني منك هو اصرارك على الانكار )
بتهور متالم اجابت بثورة فجائية ( انكاااري ؟؟ مالذي كنت تنتظره مني .. ان اخبرك بما لا افخر به .. ان اخبرك اني مجنونة عاشت حياتها في مصح عقلي رماها به اهلها .. امراة ادمنت جميع انواع المسكنات وعقاقير الهلوسة ملأت دمها حتى النخاع .. هذا دون ذكر تجربتي بالتحرش والاغتصاب الذي تعرضت لها و .. )
وقف بدوره هذه المرة وكلامها يصفعه بانين المها المتقافز من بين حروفها وبحركة فجائية جذبها لتقف امامه بدورها وهو يقاطعها ( يكفففي .. يكففي لا تكملي حديثك .. فما حدث ليس ذنبك .. افهههمتتتي .. ليس ذنبك انك سقطي بوحل من البشر عديمي النخوة والمروءة وقد باعو ذممهم وضمائرهم بتراب الاموال .. انت كنت مجرد ضحية لم يكن امامها اي خيار و .. )
صمت امام شهقتها المزلزلة بوجعها وهي تسخر بحروفها المرتجفة ويدها تضربه على صدره لتبعده عنها ( ضحححية ؟؟ هل حقا كنت ضحححيية .. ارايت كيف لم تحتمل حتى مجرد سماع هذا الامر مني .. فكيف كان بامكاني اخبارك به يا تامر .. كككييف .. عن اي ضحية تتكلم وقد كان بامكاني دوما التصرف )
بوجل مدرك لحالتها المنهارة همس بتساؤل ( التصرف ؟؟ كيف ؟؟ كيف كان بامكانك التصرف والجميع كان ضدك )
لوهلة تجمدت عيناها بتينك عيناه الزرقاوتان اللتان جرفتاها باعاصير عاطفته وشفقته عليها .. وبهمسة مؤكدة قالت ( اجل .. كان بامكاني التصرف .. كان بامكاني النجاة بنفسي .. ولكني لم ادرك هذا الا بعد ان قابلتك .. فعلى ما يبدو كان علي ان اراى اشخاص مثلك لادرك خطأ تلك الاسس التي تربيت عليها )
ازدرد تامر لعابه بتوتر مدركا بانه يمشي في حقل الغام تراكمات مشاعرها وخيباتهاعلى طول تلك السنين وحاول فهم ما تريد قوله بسؤاله ( مالذي يعنيه كلامك ؟؟ مالذي فعلته انا ؟؟ )
بنظرة متلكئة شملت فيها المكان وعيناها تتعمدان الهرب منه بعار لم يفهمه قبل تركيزها لنظراتها على قصي وهي تجيب بانهيار كان النتيجة المتوقعة لكل ما تعرضت له من ضغوطات طوال اليومين السابقين ( كنت دوما اظن ان الامان والحقوق مرتبطة بحفاظي على اموالي واراضي التي ورثتها من ابي .. ذلك المال الملعون الذي لم استفد منه اي شيء .. ومع ذلك تمسكت به كالحمقاء .. وتحملت في سبيله الكثير من التعذيب وامتهان الكرامة .. اسفل مفاهيم بالية عن الميراث الذي يجب ان تحرم منه الفتاة لانها ستضيعه اوستمنحه لرجل غريب لا يستحقه .. ) وصمتت وهي تخفي وجهها بيديها كي لا يرى احد دموع قهرها وضعفها وقد اخذت تغرق اكثر واكثر بعالم من تانيب الضمير وجلد الذات وهي تهمس بخفوت متلعثم ( لم اكن اعلم بان الامان الحقيقي يكمن في الحب الحقيقي والتضحية .. الامان الحقيقي يتمثل باشخاص يتقاسمون معك مصائبك .. اشخاص تثق بانهم لن يستغلونك .. لن يؤذوك .. حتى لو ضحو بحياتهم من اجل تحقيق الخير لاجلك .. اشخاص سيبذلون كل غالي ونفيس دون ان ينتظرو منك اي مقابل .. وهذه القيم .. هذه المعاني .. كلها تخالف ما تربيت انا عليه )
وصمتت مرة اخرى وهي تلهث من عنف ما يجيش بصدرها وقد زاد احساسها بالاختناق .. وبشكل فجائي وقفت واخذت تتوجه نحو الشرفة وكانها تبحث عن هواء نقي يساعدها على التقاط انفاسها قبل قولها ببطء وحالتها تهز تامر الذي كان يراقبها بوجع رافض التدخل كي تخرج كل همومها وتسكبها امامه حتى يتمكن من معالجتها ومقاسمتها ما تعانيه (لقد تربيت بوسط اناني .. قاسي .. وسط لم اسمع فيه سوى .. مالك هو قيمتك .. ارضك هي عزوتك .. املاكك هي مكانتك بين البشر .. فاياك ان تستغني عن اي شيء .. يجب عليك توريثها لاطفالك .. فقط مهمتك ان تنجبي ذلك الطفل الذي سيكون من صلبي وحفيدي .. مهمة فشل هو في تنفيذها فمررها لي .. طفل يجمع دماءه بدماء مصطفى وهكذا يكون قد جمع المجد من طرفيه .. السلطة المهيبة .. والمال المتعاظم .. )
وعادت لصمتها لدقيقة قبل التفافها الى تامر وعيناها ترمقان وقوفه القلق خلفها بامتنان .. نظرات نقلتها بينه وبين قصي قبل همستها بعذاب يحرق كيانها .. وتبرير خجول متلعثم ( لا اعلم .. كيف صدقته .. كيف تبنيت مبادئه وافكاره .. كيف احتملت كل هذا فقط لاثبت له باني وريث يستحق الاحترام .. باني سانفذ ما يامرني به ولن اتنازل عن ميراثي الا لاطفالي .. ربما اردت فقط ان يراني كابنة مستحقة له .. ابنة تستحق نظرة فخر واجلال لا نظرة حسرة وندم لانها تمثل كل ذريته .. وعندما حصلت على قصي .. فكرت .. بانني يمكنني ان اجعله بالفعل وريثه .. طالما اني لم اتمكن من الزواج من مصطفى بعد كل ما سمعته عن مصائبه ومخالفاته القانونية .. فهو مجرم حيوان متخفي بهيئة البشر )
كانت تتكلم بلهثات متعبة وحركات يديها الملوحة تدل على تخبطاتها التي عاشتها طويلا .. تخبط جعل تامر يتقدم نحوها بحذر وهو يمسك كفيها بدعم محتوي .. دعم تلألأت بسببه دموعها في عينيها دون ان تسمح لهم بالهطول وهي تقول بهتاف ( لقد تعذبت كثيييرا .. وهربت طويييلا .. وبحماقتي كنت سامرر هذا العذاب لقصي .. تحت تلك المفاهيم البالية .. وكنت فقط اظن باني ساحصل له على الامان الزائف والمكانة العالية وانا اعتقد بان تلك الثروة الملعونة التي حرمتني من امي .. ومن اختي .. ومن محبة ابي واعترافه بي كابنة .. كنت اظن بانني هكذا سامنحه السعادة .. سعادة ملطخة بالدماء والعذاب .. ولكن .. حياتي السوداء انقلبت واخيرا .. عندما .. قابلتك )
اضافت الكلمة الاخيرة بارتجاف مس قلب تامر الذي انتفض بعنف مع نظرتها العاشقة التي رمقته بها للمرة الاولى ويدها ترتفع من كفه لتستقر على صدره وهي تتابع بهمس متقطع ( عندما قابلتك .. وقابلت عائلتك .. تذوقت الطعم الحقيقي للحياة .. السعادة المتمثلة بلقمة هنية نتشاركها حتى لو كانت مغمسة بالجبن القديم .. وبان طعم تلك اللقمة اشد لذة من طعم خروف مشوي اتناوله وانا خائفة او ظالمة او مظلومة ويداي ملوثة باموال لا اعلم مصيرها او مصدرها .. بعدما رايتك .. علمت بان والدي كان مخطئ ) كلمة قالتها باهة طويلة متنهدة ويدها الاخرى ترتفع نحو وجنة تامر وهي تضيف بحسرة وعيناها تضيعان ببحور عيناه المظلمة بعواطفه المستجيبة لها ( هو لا حق له عندي فلقد كان اناني ولا يريد مني سوى حفيد ذكر يرث الاموال والسلطة .. ولاجل ذلك سلم رقبتي وامانتي لرجل كان يعلم مدى ظلمه وحقده .. ولهذا .. انا غير مطالبة ان احافظ على تلك الاموال الملعونة .. فلتذذهب لمصطفى وليفعل بها ما يريد .. فما احتاجه ليس مال .. بل سعادة وامان وعائلة تحبني .. امور بسيطة ساسعى لتحقيقها منذ اليوم .. امور ساحقق فيها نفسي وانوثتي .)
ازدرد تامر لعابه وهو يحاول التماسك امام عواطفها الجياشة كي لا يخيفها منه .. وبصوت مبحوح تساءل ( هل .. اشتريت حريتك .. بميراثك اذن )
اخفضت نسيم راسها وانزلت يديها بتعب الى جانبها قبل تراجعها لخطوة خلفية وهي تقول ( اجل .. لقد قدمت تنازلا كاملا عن كل شيء في مقابل حصولي على اوراق تثبت سلامتي العقلية كنسيم وتثبت ايضا عدم مقدرة مصطفى على الاقتراب مني او من قصي او منك ووعده بعدم ايذاءنا او التعرض لنا ولكل من يقربنا باي اذى .. لقد قمت بتفويض كامل له .. تفويض مقدم من كل ورثة ابي مع عدم مقدرتنا على المطالبة مرة اخرى بذلك الارث .. ارث لم اعد اريده واخيرا وكان يجب علي ان .. )
وصمتت وهي ترفع عينيها باتجاهه مما جعله يقترب منها وهو يضع يديه على كتفيها مستحثا اياها على الاتمام ( كان يجب عليك ماذا ؟؟ )
نظرت نحوه لدقيقة قبل ان تلتفت عنه مبعدة يديه عنها وهي تهمس ( كان يجب علي ان احبك لأعلم بأن هذا هو الاحساس الذي يجلب السعادة والامان الحقيقي .. فحبك هو ما مدني بالشجاعة لاستغني واتنازل عن كل اموالي .. فان قابلتك يوما فهذا يعني بان الحياة لا تزال بخير .. وبانه من الممكن لي ان اتامل بمقابلة شخص مثلك )
صدمة رجته بقوتها وهو يتلقى اروع كلماتها ملطخة باصعب قراراتها .. قرار كارثي كابوسي جعله يهتف بحدة استنكارية من مجرد التخيل ( مقابلة شخص مثلي ؟؟ لما ستبحثين عمن هو مثلي وانا موجود .. كيف تصلين بي الى السماء وبكلمة واحدة تلقيني الى سابع ارض )
تراجعت قليلا قبل التفافها اليه وشرودها بلامحه الحانقة الجزعة وهي تغمغم بوله تسلل بلا ارادة منها الى طيات حروفها ( تامر .. انت تستحق من هي اعظم مني ..تستحق انسانة لها قيمتها ومكانتها العظيمة في المجتمع ولا تملك ماضي الاسود و.. )
قاطعها بثورة فجائية نافذة الصبر وهو يتقدم نحوها ممسكا بذراعيها بقوة وقد اخذ يهزها ( لا تبدأين الان يا نسيم .. ارجوكي لا تبدأي .. ليس بعد ان قدمتي ادلتك على حبي واستغنيتي عن ثروتك لاجلي ... عن اي قيمة تتحدثين وانتي لا ترين نفسك في عيني ؟؟ )
كانت كلماته تخرج كنيران ينفثها بلهثاته المتسارعة .. عندها تحدته عيناها وهي تجيبه ( انا لا اريد ان ارى نفسي بعيناك او بعيني اي شخص .ز بل اريد ان ارى قيمتي واستشعرها بعيني انا حتى اصدق من اكون وما استحقه .. اما انت يا تامر .. فوجودي معك دوما ما سيشعرني بالنقص )
بذهول صرخ ( النقققص .. هل ساشعرك انا بالنقصصص ؟؟ لمااا ؟؟ الست للتو كنت تقولين بانك تعلمتي مني بان قيمة الانسان لا تكمن بالمال وبان الامور المهمة هي الحب الحقيقي والسعادة .. مالذي تغير اذن ؟؟ )
بتهدج اجابته ويداها ترتفعاان بتلقائية لتحتضنا وجنتيه علها تحتوي بذلك الوجع الذي تستنطقه كل ملامحه ( لم يتغير شيء يا تامر .. ولكن .. لا استطيع تقبل هذا .. ارجوك افهمني .. لا استطيع النظر اليك دون ان افكر بانك تعرف حقا عني كل شيء سيء .. شعور بطعم العلقم باني اقل منك .. وبانك تستحق من هي افضل .. انت .. حتى تعرف تجربتي وموضوع اغتصاـــ)
لم تتم كلماتها وهو يهزها بقوة مزلزلا بهتافه ( لااا تكملي .. فهذا لا يفرق معي .. لا يهمني ما كنتي وما حدث لك في السابق .. لما لا تحاولين فهم حبي لك .. حبي الذي سيجعلني اسمو عن كل ما تعرضتي له و ..)
بثورة مقابلة هتفت ( لااا اريد .. لااا اريد ان تتغاضى عن اي شيء ولا ان تتنازل عن اي حق من حقوقك .. تامر لقد تعرضت في السابق لتجربة مماثلة وقدمتت نفسك كقربان لقريبتك التي ظننت انه تم اغتصابها لذا .. فانا اعلم لاي مدى يمكنك ان تكون شهما ولكن . فلتسميه طمعا .. فلتسميه جحودا .. فلتسميه ما تريد .. الا انني اريد ممن يتزوجني الا يفعل هذا كشفقة او كشهامة او كمروءة .. اريد ان اكون معه متساوية وهذا ما .. هذا ما فشلت بالشعور به معك .. فما ان اراك حتى ارى نفسي ملوثة وعديمة الشرف .. رغم اني .. رغم اني .. لازلت عذراء )
اعتراف زلزله بقوة وسحب كل مقاومته تاركا اعصابه مرتجفة وكانها اصيبت بمس كهربائي .. اعترف شحب له وجهه وهو يهمس ببطء ( ع .. عذراء .. ولكن .. كيف .. انك تخافين دوما من اي اقتراب و .. و .. )
تراجعت عنه وهي تزفر نفس طويلا مترافقا مع صرخة اجفل لها قصي الذي كان يلهو بالعابه بعيدا عنهما .. وبهمة طفل مرعوب وقف ليركض باتجاه نسيم قبل ضمه لقدميها بقوة وهو يهتف بطفولة ( ماما .. ماما لا تذهبي .. ارجوكي )
رجاء مثل صدى احاسيس تامر .. تمسك الطفل بنسيم بهذه الطريقة وكان حياته معتمدة عليها وانحناءها نحوه وهي تضمه بكل حبها الامومي وهي تهمس بوجع ( لن اذهب يا حبيبي .. لن اذهب الا معك يا صغيري .. يا كل دنيتي )
ورفعت راسها نحو تامر بشكل فجائي قبل قولها ( ساذهب الى الحجرة كي اجعله ينام فلقد كان اليوم منهكا له بالتاكيد .. و .. اريد منك ان تفكر بامر واحد يا تامر .. ان تفكر بمعنى ان تتعرض امراة للاغتصاب .. هل بنظرك التجربة هي المخيفة ام واقع التعرض للامر هو المخيف اكثر .. لقد عشت التجربة بخيالي وواقعي وقد اختلطا بسبب تلك العقاقير التي كانو يملاوني بها ويتعمدون فعل هذا بي كي اعيش ذلك الرعب والالم حتى وان لم يكن حقيقيا او ان لم يتم لاخر مراحله .. لك فقط ان تتخيل مقدار الاهانة المترسبة بروحي بعد كل هذا .. ربما عندها ستتفهم قراري الذي ساخبرك به عندما اعود )
وصمتت وهي تتجه الى حجرتها امام عيناه وكلماتها تزلزله .. ياللهي .. الهذه الدرجة كانت تعيش بوحل مرعب .. فعلى قدر سعادته الغريبة بكونها عذراء الا ان معرفته بانها كانت تعيش تجربة الاغتصاب والتحرش دون ان يكون الامر حقيقيا .. يبدو ان مصطفى كان يرفض ان تنكشف من ستكون زوجته على شخص اخر سواه ولكن .. هذا لم يمنعه من تلويث عقلها وزرع الرعب فيه .. خيالات بالتاكيد هي بنفس سوء الحقيقة .. ارتجاف شمل خلاياه فتركه حائرا مرتبكا لا يعلم حقا مالذي عليه فعله معها .. هل هو قادر على المضي الى النهاية دون ان يجرحها يوما .. ام ان مطلبها فيه شيء من الواقع .. ان تتعرف على رجل دون ان يعرف شيء عما عانته في السابق وتعيش معه ببداية جديدة .. مجرد تخيل الامر انفجر بصدره كقنبلة زلزلته بنيرانها فوقف في نفس اللحظة التي كانت هي بدورها تخرج من الحجرة وعيناها تبحثان عنه .. وبنظرة واحدة نحوه ادركت مدى ما تسببه له من عذاب .. عذاب جعلها تصر اكثر على ما تنتويه فهو لا يستحق هذا منها .. ليس بعد كل ما عاناه بسببها .. وبصوت هادئ قالت وهي تجلس على الاريكة مشيرة اليه لكي يجلس مقابلا لها ( تامر .. اريد ان اطلب منك اخر معروف .. اريد ان ننفصل منذ هذه اللحظة .. وانا بدوري سالملم حاجياتي وساغادر لاسكن في شقتي و .. )
قاطعها وهو ينظر اليها بنظرة تجمع ما بين ذهوله واستهجانه وخوفه وتخبطه ( انت بالتاكيد تمزحين .. هل لي ان افهم تحديدا لما انت مستعجلة هكذا .. لما ترفضين حتى مناقشة الامر وتطلبين مني هذا بهذه الطريقة )
اجابته بسرعة عصبية وتعب استبد بها وعيناها تهربان من عيناه كي لا تضعف امامهما ( طلبي واستعجالي امر طبيعي ومنطقي في حالتنا هذه .. فلقد انتهى الخطر الان .. ولقد تناقشنا بما يكفي )
بنبرة امتلأت بسخريته المريرة لوح بيده بتهور ( تناقشننا .. اتسمين ما دار بيننا للتو بالنقاش .. انت فقط القيت علي تساءل وتركتيني .. انت حتى لم تستمعي لما توصلت اليه بتفكيري .. انت تطلبين مني امور ببساطة تقولينها وكاننا لم نحب بعضنا يوما )
باعتراض زمجرت وهي تقف قبل التفافها عنه لتوليه ظهرها ( الحب امر وما بيننا امر اخر.. لقد تعبت وانا احاول ان اجعلك تفهم وترى باننا لسنا بالثنائي اللائق .. ثم .. بربك .. وامام نظرة مجتمعنا .. الا ترى بان الجميع سيتساءل عما يجبرك على القبول بارملة )
بعدم تصديق اقترب منها وهو يجذبها بقسوة لتلتف نحوه وهو يهتف ( تتكلمين عن مشاعرنا بهذا الاستخفاف وكان حبنا امر تذروه الرياح بهبوبها دون ترك اي اثر .. تتكلمين عما تعرضتي له بنبرة واقعية وكان مجرد قبولك لهذا يحتم علي ايضا القبول و .. )
وقطع كلامه صارخا بدوي معبر عن حيرته وحنقه .. صرخة ارتجف لها جسدها تحت وطأة نظراته النارية المتالمة مما جعلها تهمس ببطء ويديها تستقران على كتفيه برجاء محتوي (افهمني يا تامر.. انت تستحق الافضل بعيدا عن اي شيء تعرضت انا له .. كما ان عائلتك تستحق زوجة افضل لك .. لما لا ترى مصلحتك فيما اقوله .. يارجل انا لا اليق بمثلك .. تخيل فقط لو ان ما حدث لي قد عرفته عائلتك .. حتى وان انت تقبلت هذا الم تفكر.. عما ستعانيه عائلتك وهي ترى .. بان زوجة ابنهم بهذا السوء .. وبان حماقتي هي السبب لتعرضك للموت )
هزها دون سيطرة واحساسه بالاختناق يتضاعف ويختلط مع المه الناجم من اعتصار قلبه بقبضة ثلجية ( هل حقا تتساءلين عن عائلتي التي لاتزال تعتقد بانك تسنيم زوجتي .. اذن هل انتي مستعدة لاخبارهم بالحقيقة وبالكذب الذي غرقت فيه .. ما رايك ان نكشف الاوراق ونرى كيف سيتصرفون )
بلهفة خائفة رجته برفض ويداها تتموضعان على صدره بتلقائية لتزيد من حرائقه المتقدة بسببها ( كلا ارجوك .. لا اريد لاحد ان يعرف عما مررت به في السابق .. اريد ان اطوي هذه الصفحة بلا ادنى اثر فانا لن احتمل نظرة الخيبة والكره بعينيهم بعد محبتهم السابقة لي.. ثم انهم يعرفون بان زواجنا كان مؤقتا الى ان تحل مشكلتي .. لذا .. لا اعتقد انهم سيعترضون على طلاقنا و )
بثورة اكتسحت ترويه وتعقله صرخ وهو يضمها نحوه بقسوة وقد فقد كل تحكمه تحت وطاة تناقض وحيرة عواطفه الرافضة والمؤيدة لمنطقها ( كلااااا .. لم تكن نيتي ابدا ان اتركك اثناء عقدي لقرانك .. ربما يجب ان القي بكافة المحاذير والاخلاق جانبا لاريكي نيتي الحقيقية من الزواج منك .. ربما بهذه الطريقة ستفهمين لاي درجة ساحتمل لاجلك وساتغاضى عن اي شيء لتكوني معي .. اجل انا اريد هذا .. اريد ان نتم زواجنا حتى مع خداعك لي )
كلمات قالها وهو يرفعها بقسوة بين ذراعيه محتويا مقاومتها قبل متابعته بجنون خالطته هستيرية اعصابه المضغوطة بسببها ( يبدو انني احترمتك واعطيتك حرية جعلتك تخطئين فهمي .. ربما يجبان اثبت لك انني اراكي زوجتي حتى لو اختلف اسمك بالواقع عن اسمك بالعقد .. حتى وان لم اكن اعرف من انتي حقيقة عندما تزوجتك )
تهديدات كان يكلها دون تفكير وقد جرحته كلماتها والمته كبرياءه لرفضها .. كلمات انقطعت ما ان شعر بتشنجها بين يديه وبنظرة الرعب التي كانت ترمقه بها .. نظرة مثلت صفعة ايقظته على واقع ذكرياتها الاليمة في المصح .. ذكريات كانت للتو تواجهه بها وتساله عنها ولكن خوفه من تركها جعله يتناساها ويركز فقط على حقيقة تركها له .. ذكريات غرقت فيها امام عينه لتريه بالتجربة ما تعنيه حقا من كونها عاشت الامر بهلوستها مرارا حتى غدا كهاجس يحتاج الى وقت طويل كي يتمكن من التعامل معه .. ذكريات غامت لها عيناها وتسارعت انفاسها وشلت اطرافها وانهمرت دموعها كشلال .. دموع ارعبته وخنقته وقد شعر بانه قد قتلها مرة اخرى باسوء طريقة بتصرفه هكذا فتوقف عن الحركة وهو يخاطبها بجزع حاني ( نسييم .. حبيبتي .. قلبي .. انا .. ياللهي انا اسف .. انا اسف )
وانهار ارضا وهي بين ذراعيه وقد اخذ يضمها بقوة اكبر ولسانه يكرر اسفه النادم وقد احتوت كفتاه راسها المرتخية على كتفه .. وبوعد قطعه على نفسه في تلك اللحظة همس لعينيها الغائرتين وشفتيها المزرقتين المرتجفتين ( اعدك .. يا حبيبتي .. ان انفذ .. كل طلباتك . اعدك .. ان .. امنحك ما تطلبينه مني .. حتى لو عنى ذلك .. حياتي معك )
انها حقا نقطة ضعفه .. حبها العاصف الذي يسكن فؤاده يتعبه ويضعفه ويقهقر كل قراراته .. ولكن .. لا خيار له سوى هذا .. لا خيار له سوى الاستسلام لمشيئتها .. كي لا يفقدها .. ام انه حقا فقدها .. قبل ان يحصل عليها .. وبعد ان ذاق حلاوة حبها العاصف الذي اثبتته بتخليها عن كامل حقوقها لاجله فقط .. هو فقط .

بعد مرور اسبوعين ....
يرمقها بنظراته الغاضبة ويده تسحق سماعة الهاتف المتموضعة على اذنه دون ان يسمع ما يقوله الطرف الاخر فيها .. تلك المجنونة تتعمد فعل هذا .. اليس كذلك .. تتعمد ان تكون في كل يوم اجمل بعينيه من اليوم السبق .. تتعمد ان تزيد شوقه الذي لا ينتهي اليها .. انها تمشي امامه في مكان عمله لتشتت ما تبقى من تركيزه وهو يتابعها بعيناه .. يراقب تحركاتها ويراقب اي شخص ينظر اليها او يقترب منها .. غيرة جنونية كانت تعصف به ما ان يرى اي رجل يقترب منها .. غيرة تجعله دوما ما يردد في نفسه 0 لا تبتسمي هكذا .. لا تاكلي بهذه الطريقة .. لا ترفعي شعرك هكذا .. لا ترتدي هذه الملابس فهي مثيرة حتى وان لم تظهر منها اي شيء ..غيرة تجعله يلعن نفسه الف مرة لانه ضعف امامها واستسلم لطلبها واخيرا .. ان ينفصلا بشكل هادئ تدريجي .. ولكن .. ربما حصل على ميزة واحدة في كل هذه الصفقة .. لقد حصل على وعدها بان تحاول بدورها ان تبدا معه ايضا بصفحة جديدة .. وكانهما يتعرفان من جديد على بعضهما.. اجل لقد رجاها كي تضعه في حساباتها كعريس محتمل من الممكن ان تقبل به بعدما تهدأ وترتاح وتتعالج نفسيا من كل ما مرت به في السابق .. خخيار اخذ يعززه بضغطه المستمر عليها واستغلاله لمحبتها الواضحة له في عينيها رغم مقاومتها .. بالطبع دون ذكر استغلال قصي وشوقه له كحجة يزورها فيها بشكل يومي في شقتها .. حيث يتحدثون طويلا .. عن كل شيء وبكل شيء .. حديث زاد من حبه لها اضعافا وقد اكتشف انه لم يكن يعرفها جيدا في السابق .. فزوجته تملك ثقافة اكتسبتها من تلك الكتب العديدة التي قراتها عندما كانت محتجزة في ذلك المصح العقلي .. كتب كانو يعطوها اياها كمكافاة لكي تهدا وتخفف من حدة مقاومتها وتهذب من سلوكها المقاوم لهم .. كتب جعلتها اشبه بموسوعة علمية يستمتع الشخص وهو يتحاورها ويتحدث معها ويناقش خيالاتها ومفاهيمها وافكارها .. وكم كانت لياليهم تطول ويختلط فيها الضحك مع الجدال والمشاكسة مع المداعبة .. نقيضان تمثلا بحوراتهما بطريقة اكملت ما بينهما بشكل غريب محبب الى روحيهما .. فكلاهما عنيد وكلاهما مقاوم وكلاهما فخور وكلاهما مثقف .. حياة بدا يعتاد عليها ويرسمها اكثر بخياله حتى وهاجس خوفه من تركها له يعتم لياليه ويزيد من كوابيسه .. عائلة شعر فيها بانه سيدها ومالكها حتى وهي ترفض هذه الحقيقة الى الان .. ولكن .. كلاهما يحتاج بالفعل الى الوقت ليتقبل الاخر .. فهو ايضا يحتاج الى الوقت كي يتمكن من استيعاب عائلته وايصال الامور المهمة التي يعرفها عن نسيم بطريقة مقبولة لهم .. هذا دون ذكر حقيقة الامور الاخرى المتعلقة بشخصيتها القانونية وعودتها لكونها نسيم وليست تسنيم .. امور قانونية في الغالب سيتخطونها ولكنهم ايضا سيطبقون قرارها فيها والمتعلق برغبتها بالابقاء على شخصية اختها على قيد الحياة كاحتياط مخافة ان يغدر فيها مصطفى في اي لحظة .. قرارات هو مقتنع بها ولا تهمه اصلا طالما انها ستكون معه سواء باسم تسنيم اونسيم كما انه يدرك بانها تحتاج الى التروي والتمهل منهما ولكن.. مالذي عليه ان يفعله وغيرته عليها تحطم اعصابه خاصة وهو يحاول التحكم بها دوما كي لا يخيفها ويغضبها منه .. و ... كلا لن يصبر اكثر فلقد فاض الامر هذه المرة عن حده .. انها تتحدث بالفة شديدة مع خالد وتبتسم له بطريقة تهلكه وتثير جنونه .. وبخطوات نارية تقدم نحوها وهو ينهي تلك المكالمة مع اخيه نادر واعدا اياه دون تركيز منه بالحضور الى ذلك الحفل الذي سيقيمونه لعلي بمناسبة زواجه من سما .. حفل سيتخذه الان كذريعة ليجادلها ويعاتبها .. وبنظرة واحدة منها نحوه تجهمت ملامحها المترقبة لملامحه العاصفة وهو يتساءل بسخرية كامنة ما ان وصل اليها ( سيدة تسنيم .. يا ترى .. هل انهيت ما طلبته منك قبل ان تضيعي وقتك بهذه الطريقة )
رفعت تسنيم حاجبيها وهي تنقل عينيها بين خالد المحرج وتامر الغاضب قبل قولها بهدوء تمثيلي ( استاذ تامر .. اعذرني ان بدوت لك وكاني اضيع وقتي ولكن .. اعدك ان انهي كل اعمالي قبل ان اذهب الى المنزل )
كلمات تظهرها بمظهر الموظفة المطيعة كما تظهرها بمظهر الزوجة المحترمة .. مظهر حاولت الحفاظ عليه امام جميع العاملين معهم كي تبقى سمعتها جيدة بعدما يعلنون انفصالهما فلا تكثر الاشاعات التي سيطلقونها عليهما .. ولكن .. اصرار تامر على تحديها في تلك اللحظة استفزها خاصة مع قوله ( بالتاكيد ستنهين اعمالك قبل الذهاب الى منزلنا ولكني نسيت ان اخبرك باننا سننصرف مبكرا اليوم لاننا مدعون الى حفل زفاف ولذا .. من الافضل ان تحاولي الاستعجال بتلك الاعمال كي تتمكني من انهائها قبل ذهابنا )
بحيرة غاضبة تساءلت ( حفل زفاف ؟؟ لم افهم .. لمن هذا الحفل ؟؟ )
بتحدي انحنى نحوها وهو يهمس لها بطريقة متعمدة احرجت خالد الذي استاذن وانصرف بشكل مبهم ( بالتاكيد هو ليس حفل زفافنا .. صحيح لم اسالك .. ان تزوجت يوما هل ستحضرين حفل زفافي كصديقة كما تدعين في الفترة الاخيرة )
كان يتعمد اثارة غيرتها التي يستعذبها ويعشقها .. كان يتعمد رؤية حريق عينيها وهي ترمقه بثورة تنافي ادعاءاتها الدائمة له بكونها صديقة وفية ستبحث له عن فتاة يستحقها كزوجة .. وبنبرتها الثلجية جابته بصفعة مماثلة لما قاله ( قد احضره ان وعدتني ان تحضر حفل زفافي عندما اجد رجل اخر يمكنني اتمام حياتي معه )
تسارعت انفاسه بغضب جعله يسحبها بشكل فجائي من يدها محبطا محاولتها للمقاومة قبل ان يدخلها الى مكتبه وقد اقفل الباب بالمفتاح مسندا اياها عليه ويداه تحتجزانها بتموضعها على الباب بجانب راسها وقد استثارت كل مشاعره التائقة اليها مع احساسه بجسدها القريب منه .. وبصوت خرج كالحمم هتف ( في احلامك .. وعلى جثتي يا نسيم .. حتى وان بدوت لك مرنا ومتقبلا لما تقومين به ولما تقررينه ولكن .. ان تكوني لرجل اخر غيري فهذا يعني حكمك بالموت علي افهمتي )
ودون وعي منه ارتفعت يده لتتلمس خصلات شعرها السوداء المنفلتة من عقالها وقد فقد كامل تحكمه باشتياقه .. حركة سلبت نسيم كل قوة مقاومتها واعصابها ترتخي مع حركته المحتوية المتملكة .. وكالمعتاد .. فهو الوحيد القادر على الاقتراب منها لهذه الدرجة دون ان تجفل او تخاف منه .. ودون ان يرتد جسدها بعيدا عنه بخوفها التلقائي مما عاشته .. وكان روحها هي من تتحكم بمصير عشقها له فتكبل كل كوابيسها لتحل مكانها ذكرياتها وعشقها لتامر .. نظرته الولهى سرقت انفاسها خصوصا وقد بدا بالانحناء ليقبلها .. قبلة متملكة عنت له الكثير هذه المرة وقد حملها رجاءه والمه وشوقه وعشقه المتقد الجديد.. اختبار تلقائي منه لعواطفها كي يستشعر من خلاله مدى عمق احاسيسها نحوه في هذه اللحظة وهل بالفعل نجحت في التخلص من بعض حبه ام ان حبها تضاعف له في الفترة الماضية كما حدث معه هو .. قبلة تعمقت باستجابتها التلقائية له ويداها ترتفعان لتجذبا راسه اكثر نحوها وبتملك احرق كيانه .. وكالمعتاد .. افعالها الراغبة به مخالفة لاقوالها المعارضة له .. وبنفس قوة اقترابها منه واستجابتها لقبلته ابتعدت عنه وهي تدفعه هامسة بوحشية ( لا تفعل هذا مرة اخرى .. هل نسيت .. باني .. لست زوجتك .. ترى ما سيكون راي والديك عندما يعلمان ما تقوم به معي وانا لست حلالك )
رفع حاجبيه وعيناه ترمقانها باحتواء متفهم .. خجلها اللذيذ كان كالشعلة التي يتلظى غرامه فيها .. وبهمسة نارية غمغم ويده تعود لتتلمس خصلات شعرها التي يعشقها بجنون ( عندها سادافع عن نفسي واخبرهم بانك السبب الاساسي بانحرافي وخروجي عن الطريق القويم فقبل ان اعرفك لم المس امراة ابدا .. ثم .. )
تسارعت انفاسها وهي ترى غمزته واشارته براسه لحالتها المسترخية و لاستكانتها بين يديه دون ان يتمكن من احتواء سعادته ومشاعره المتلظية بسببها فارتسمت على شفاهه ضحكة مستفزة وهو يجيبها (رغم عنك وبارادتك فانت زوجتي مهما طال زمن استجابتك لهذه الحقيقة .. وكما رايت للتو فان لا وعيك يتقبل هذا الامر .. فلقد قبلتني كما فعلت انا فلا تنكري وتظهري تذمرا غير صحيح .. والان .. لنكتفي بهذا قبل ان ينقلب الامر بيننا لما لا تحمد عقباه .. واعتبري ما حدث انذار لك كي لا تتبسطي مع الرجال .. افهمتي .. و .. استعدي للحفل .. سنذهب اليه كلانا .. كزوجين سعيدين ... هل لديك مانع )
بثورة جنونية صرخت بهسيس رافض خرج من بين اسنانها ( انت مجنون .. تقول بانك ستتركني اجرب حظي وفرصي ثم تسحب كلامك وتعود للتدخل باموري .. وتتعمد التقرب مني واستثارة احاسيسي التي تكون متاكدا بانها ستستجيب لك بحماقة .. وبعد كل شيء تطالبني الان بالذهاب الى زفاف لا اعلم عنه شيء وكزوجين ايضا )
رفع اكتافه وهو يبتسم بتكلف متحدي وقد استعذب غضبها وتخبطها وحيرتها ( اجل .. ساتركك لتجربي فرصك ولكن .. معي اولا يا نسيم .. حتى وان وعدتك في السابق بعكس هذا .. ولكن .. هذا انا .. وهذا جنوني .. وانت تعشقيني بكل نواقضي وعيوبي فلا تنكري .. اما حفل الزفاف .. فهو لسما وعلي .. اصدقاء اخي نادر .. هل انتهينا الان .. عن اذنك )
وابعدها عن الباب قبل ان يفتحه ويغادر من امامها تاركا اياها متشنجة وقد احترقت بنيران ثورتها وحيرتها وجنون تصرفاته التي تغرقها اكثر واكثر بدوامة حبه العاصفة رغم كل شيء .. زفاف علي وسما .. من هؤلاء حتى الذين ستحضر زفافهم الان ياترى ؟؟ سؤال استقر بمخيلتها وهي ترمق ظهر تامر المبتعد عنها باحاسيسها المتشعبة والحائرة دون اي مرسى يمكنها ان تلجأ اليه لتهدا وتستقروتفهم .. ما يجب عليها ان تفعله بعد الان .. مع تامر .
يتبع 2


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 10:17 PM   #560

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الفصل 17



المشاركة 2

زفاف علي وسما ... حقيقة غريبة حتى وهي تنطقها ولكنها تثير بنفسها سعادة جمة .. واخيرا علي وسما قد تزوجا وبشكل صحيح هذه المرة .. وهي .. واخيرا ايضا قد وصلت الى بر امانها وشاطئ حياتها .. كلمات لم تتوقع ابدا ان تقولها بهذه القناعة .. وكنها الان هكذا .. تنظر الى عوض الله لها .. عوض كانت دوما ما تخبرها عنه امها .. وهي تعاني في لحظات علاجها عندما كانت صغيرة .. كانت دوما ما تحثها على الصبر بقولها ( اصبري يا صغيرتي لتري عوض الله لك .. لتري رحمته وعطفه بما خباه لك .. صدقيني سياتي يوم ستنظرين فيه الى ما وصلتي اليه بهناء وسعادة وشعور بالرضا لما تملكينه وما منحك اياه الله .. وستعلمين وقتها بان الله ما ابتلاك الا ليرحمك ويجزيكي خير الجزاء )
اجل .. فهذا ما تشعر به الان .. رحمة الله التي غمرها بها وعوضه الكبير لها .. عوض متمثل بتلك الطفلة الصغيرة المستقرة بين احضانها .. وذلك الرجل العظيم الذي تزوجته ورغم كل عيوبها فانه احبها بصدق .. وابناءه الرائعين اللذين يعاملونها الان بالفعل وكانها امهم .. وام كانت تفتقد حنانها لتجده واخيرا يغمرها بعد زوال سوء التفاهم الذي كان بينهما .. ما اعظم كرمك يا الله .. فتلك السعادة التي تشعر بها لا تبدلها بكل كنوز العالم ولا بكل طموحها السابق ولا افكارها ورغبتها الغريبة بترك اثر لها في هذا العالم قبل رحيلها .. فما اروع الاثر الذي ستتركه بنفوس اولادها حتى وهم ليسو من صلبها وهذا فقط هو المهم .. هذا هو قدرها المخبأ لها .. قدرها المتمثل .. بادهم .. صوت تململ الطفلة ايقظها من شرودها خصوصا وقد ترافق مع صوت ادهم المعاتب ( اسيل .. انت تقلقين منامها هكذا.. لما تقرصين وجنتها بهذه الطريقة وتتعمدين لمس قسمات وجهها وكانها ستختفي باية لحظة .. هل تعلمين ان خوفك الهوسي عليها لا يعد امر صحيح )
مطت اسيل شفتيها باعتراض وهي تغمغم بصوت منخفض ويدها تربت على صدر ابنتها ياسمين ( خوفي ليس هوسي انا فقط اخاف ان اقصر باي حق من حقوقها .. ثم .. هي لم تشتكي لك فلما توبخني هكذا . الا يكفي ما تفعله امي بي )
ضحك ادهم بشكل مفاجئ على نبرتها الاعتراضية قبل قوله ( امي .. ستصيبينها بجلطة ثلاثية وانت تتعلمين منها طريقة التربية الصحيحة لياسمين )
رفعت اسيل كتفيها وهي تحجب ضحكتها عنه متصنعة الجدية والغضب ( وما ذنبي ان كنت جاهلة بعض الشيء بالاساليب الصحيحة للتربية .. رغم اني قد شاركت بتربية عماد الا ان الامر كان مختلف صدقني .. فعلى ما يبدو كانت والدتي وسما يقومون بالمهام الصعبة ويتركون لي المهام السهلة المتعلقة بتدليل عماد .. اما بالنسبة لياسمين .. فلا اعلم متى تحديدا سينتظم نومها فانا الان اتوق لساعة نوم كاملة لا يتخللها ململتها وبكاءها المطالب للرضاعة )
حرك ادهم راسه بالموافقة المستفزة وهو يقول ( وهل تظنين الامومة كلمة سهلة .. انها ثمن صعب ندفعه ولكن بنفس راضية وابتسامة متسعة رغم ذلك .. اتعلمين اكثر ما يعجبني بتلك الامور .. هو ان قلة معرفتك اجبرت والدتي على تقبل ياسمين كحفيدة لها بعد ان كانت تتعامل معها بحذر وتباعد في البدء رغم عدم معارضتها لقرارنا في السابق )
التفتت اسيل اليه معقبة بلهفة ( اذن... هل شعرت بهذا مثلي .. لقد كنت خائفة ان اواجهك بالامر في البدء كي لا افسد ذلك الود المنتشر بيني وبين امك ولكن .. في تلك الليلة التي خرجت فيها من الحجرة وانا ابكي مع ياسمين لاني لم اعلم ما تعانيه ويسبب بكاءها بهذه الطريقة بعد ان ابدلت حفاضها وارضعتها .. في تلك اللحظة عندما تدخلت والدتك وان كان على مضض في البدء واخذت مني الطفلة وهي تخبرني بضرورة عمل مساج لبطنها كي تتخلص من الغازات المترافقة مع الرضاعة الصناعية .. وعندهاوهي تمسكها بين يديها وتمارس امومتها شعرت بتبدل احاسيسها وشفقتها وعطفها على الفتاة .. ومنذ ذلك الوقت وانا .. )
وصمتت وهي تستوعب انها تفضح مخططاتها التي وعدت روحها بان تخفيها الا ان ابتسامة ادهم ونظرته المتفهمة باتجاهها جعلتاها تدرك بانه كان يفهمها خصوصا مع تعقيبه ( لقد تعمدت اظهار جهلك وحيرتك الاصطناعية امام امي لتجبريها على التدخل والتعامل مع الطفلة كي تولدي احاسيس الانتماء بداخلها .. اليس كذلك )
اومات براسها ودموعها تلتمع بعينيها وقد ارتجف قلبها بعشقه وهي ترى الى اي مدى اصبح يفهمها ويتعامل معها بناءا على ذلك دون ان يحاول تغيرها لتوافق مزاجه ومتطلباته .. وبحنان مد يده ليربت على وجنتها ثم على راس ياسمين هامسا لها بمحبة وفخر ( ولقد نجحتي يا اسيل .. نجحتي بجعل امي تتعلق بياسمين بشكل مبداي وتتقبلها كحفيدة لها .. لقد نجحت باستثارة عطفها وحنانها وشفقتها وادراكها بان ياسمين طفلة صغيرة في هذا العالم تحتاج لمن يرعاها وبان الله قد ساقنا اليها ووضع امانتها برقابنا )
ابتسمت بوله عاشق جعله يتابع وقد استشعر ارتجافة بروحه تهدد استقراره ( كفي عن النظر الي بتلك الطريقة خصوصا وانا محروم منك منذ فترة بسبب هذه الكائنة المشاغبة الصغيرة .. كفي والا ساركن السيارة على جانب الطريق لاقدم على فعل خادش للحياء دون ان اهتم بالنتيجة )
انفجرت ضحكتها اثر كلماته وهي ترى تهديده المشاكس وعيناه تلتمعان بذكرى جنون ما حدث بينهما في الليلة السابقة عندما تذمر من ياسمين وبكاءها كلما حاول هو الاقتراب من اسيل لتقاطعهما وهو في اوج عاطفته .. وعندما وصل به الامر الى الحد الفائض عن تحمله قام بحمل الصغيرة ووضعها بين احضان والدته وهو ينظر اليها بشكل يحمل الف معنى فهمت منه والدته ما يحدث معه فانفجرت بدورها ضاحكة وهي ترمي بتعليقاتها المبطنة نحوهما مما تسبب باحتباس دماء الحرج في وجه اسيل الذي بدا كالطماطم ومعارضتها الظاهرية لاقترابه والتي تغلب عليها بكل سهولة ليغرقها بزلزال عواطفه المكتسحة لروحها وكيانها والمخدرة لعقلها .. لجة من اللذة والهناء يغرقان فيهما وكانهما بعالم لا يحوي سواهما ووقت يمر عليهما يشعران فيه بانهما روح واحدة انقسمت الى جسدين متحدين .. طريق طويلة ترتسم امامها متمثلة بعائلة كاملة هي لهما .. وبصوت اهتز وبح بما يحمله من امتنان همست اسيل ( اشكرك يا ادهم .. اشكرك لانك وثقت بحبك ولحقت بي .. اشكرك لانك منحتني ما كنت اظن باني لا احتاجه .. اشكرك لاصرارك وعنادك وقوتك وقسوتك واحتواءك لي .. اشكرك لانك لم تياس مني ولم تصر على الافتراق عني )
كلمات زلزلت ادهم الذي امسك بيدها ورفعها مقبلا باطنها وهو يهمس بدوره ( وانا اشكرك .. لانك تحملتي جنوني وغيرتي وثورتي وقسوتي .. لانك قبلتي ان تشركيني بحايتك رغم كل ما فعلته بك ورغم الطريقة التي كنت اجرحك فيها دوما .. اشكرك لانك لم تجعلي خيبة املك بي تتحكم بعلاقتنا .. يكفي صبرك علي عندما تزوجت صديقتك فقط نكاية بك .. اشكرك يا حبيبتي )
كلمات هزتها بدورها فابتسمت بسعادة وعيناها تنتقلان بين ادهم وياسمين قبل سماعها لصوته وهو يتابع ( ولكن .. لما اصرتي على جلب ياسمين معنا الان ونحن ذاهبان لاستقبال علي وسما في المطار . كان من الافضل لو بقيت مع يارا ومع اخوتها )
ابتسمت اسيل بعشق ويدها تتلمس الصغيرة بفضولية قبل قولها ( اولا لاني اشتاق اليها كثيييرا ويكفي مدة فراقي عنها وانا في العمل .. ثم لاني اريد ان اعرفها على عمتها وعمها .. سما وعلي ..عائلتي التي وقفت معي في الصغيرة قبل الكبيرة .. ثم .. يكفي يارا مسؤولية ايهم واية ومسؤولية التحضير للحفل الذي نقوم به بشكل فجائي كهدية لسما وعلي .. رغم ان اية بامكانها الاعتناء بشكل جيد بالصغيرة وحبها لها مضاعف .. الا انها لا تزال طفلة من المفترض عليها ان تلعب وتلهو كثيرا ويكفي ما تتحمله معي من مسؤوليات )
ابتسم ادهم بتفهم وهو يقول ( اية .. الفتاة الصغيرة الكبيرة .. طوال عمرها تحتمل بطريقة اكبر من سنوات عمرها .. واثناء مرض اخيها كانت تقف معي وتعتني به ايضا .. كم انا سعيد بفرحتها وتقبلها لاختها ياسمين وكانها كنز من السماء .. حتى ايهم .. فانه قد تقبل اخته بشكل جيد ويستمتع بممارسة حقوقه الاخوية عليها )
هزت اسيل راسها بالموافقة وهي تغمغم ( اجل .. اية وايهم .. كم هما طفلين رائعين يا ادهم ؟؟ طفلين تعبت انت ووالدك ليصلو الى هذه المرحلة من اعمارهما دون ان يعانيا من النقص او الحاجة للعاطفة الامومية التي فقدوها بفقدان والدتهم .. صدقا كم افخر بكوني انتمي لهم الان وانتمي لعائلتك )
رفع ادهم حاجبيه بتاثر وعيناه ترمقان اسيل بمحبة قبل قوله بمشاكسة ( يبدو ان اسيل اليوم بمزاج رائق لتمدحني بهذه الطريقة .. اكل هذا يحدث لانك سترين اليوم علي وسما ؟؟ )
غمزته باستجابة لمشاكسته وهي تستفزه بنبرتها ( بالتاااكيد .. فرؤية علي وسما عبارة عن دواء فوري لتحسين مزاجي .. انت حقا لا تعلم ولا تدرك مدى عمق ما بيننا .. في السابق كانو يطلقون علينا مثلث برمودا )
ابتسم ادهم وهو يعقب ( اجل اذكر جيدا مدى تفاهمكم الذي كان سببا لغيرتي النارية من علي وانا اظنه حبيبك .. والان .. انتهى الامر وهو يحب سما .. من كان ليتخيل هذا )
حركت اسيل راسها بطريقة متعجبة وهي تتنهد بسعادة حائرة ( معك حق .. عندما افكر فيهما الان .. اتساءل .. منذ متى نمت مشاعرهما بهذه الطريقة .. منذ متى اصبحت سما عاشقة لعلي .. ولكن .. في نفس الوقت فان القدر الذي جمع بينهما دوما ما كان يوحدهما .. فمنذ البدء .. كان كلاهما سند وعائلة للاخر .. وممنذ البدء وهما يجتازان مصائبهما بكفين متشابكين . حتى اعمالهما السابقة عندما كانا يخدمان في المطاعم والشركات فقد كانت مع بعضهما .. )
وصمتت شاردة لوهلة قبل متبعتها وهي تلوح بيدها ( ما اقصده .. بان كلاهما قد عاشا مع بعضهما وهما في اسوء حالاتهما .. وقد توحدا في تلك اللحظات ككيان قوي داعم يبث الطاقة الايجابية لكل من يراهما .. وحتى بعد كل سوء الفهم الذي فرقهما لفترة الا انهما .. كانا يقتربان اكثر واكثر من بعضهما دون ان يشعرا .. علاقة غريبة لا يمكننا ان نطلق عليها سوى .. القدر .. قدرهما .. توحدهما )
وعادت لصمتها وشرودها وابتسامة حالمة ترتسم على شفاهها وهي تتذكر لحظاتهم سويا .. لحظات جمعت ثلاثتهم كعائلة .. تساؤل مشاكس برز عندها بمخيلتها .. حقا .. ترى كيف تعامل علي وسما مع حقيقة اجتماعهما كزوجين .. وهل كانا على قدر ما تمنيانه ؟؟ فضول متعطش كانت تدرك انها سترويه ما ان ترى سما وتستجوبها بالتفصيل .. عما جرى بينهما .. وعن زفافهما المفاجئ هذا ..

زفاف مفاجئ غير متوقع النتائج والاثار ... اجل هذا ما حدث بينهما تحديدا .. من كان ليصدق .. من كان ليصدق بانه قد مر عليهما كزوجين اسبوعين .. اسبوعين طويلان بالفعل .. اسبوعين حدث فيهما الكثير والكثير والكثيروكانهما مجرد حلم .. ولكن لمعة في اصبعها مع ملمس المعدن البارد كانت خير دليل حي على واقع كونها الان زوجته ..اجل هي زوجته .. فالسعادة التي يتضخم لها قلبها ايضا دليل حي بما حدث بينهما .. نظرة واحدة شملت فيها منظر علي الذي يجلس بجانب ابنها وهو يمسك يده ويشاكسه تاكيد اخر على ذلك الحلم الذي كانت تعيشه في الفترة الماضية .. حلم ابتدا من اللحظة التي اصدرت فيها موافقتها للزواج بعلي امام القاضي .. حلم رغم اختلاطه بالالم الا انه كان في غاية الروعة .. الم ناجم عما حدث بعد عقد القران .. فما ان انتهى عليي من توثيق زواجهما والتوقع على القسيمة حتى فقد وعيه وانهار من الاجهاد الناجم عن عدم راحته بعد ما تعرض له من اصابات سابقة .. كم كان ذلك الوقت صعب عليها .. لا يمكنها ان تنسى ابدا شعورها وهي تراه يسقط بين يديها مغشيا عليه .. خوف انفجر كقنبلة بداخل صدرها فتركها في حالة من الهستيرية والبكاء .. لا يمكنها ان تعيش بدونه ... هذا ما تاكدت منه للمرة التي لم تعد تحصيها .. انه بالفعل كل حياتها .. ولاجله هي مستعدة لعمل المستحيل .. وبنظرة واحدة رمقته فيها وجدته يستجيب لها بشكل تلقائي وكان ما بينهما خيط رفيع يربط بينهما ولا يراه احد سواهما .. ببطء ابتسم لها بابتسامته المشرقة وهو يحرك راسه بتساؤل غير منطوق اجابته بغمغمة متلعثمة ( لقد كنت اتذكر .. لحظة عقد قراننا .. وما حدث لك )
عض علي على طرف شفهه بحسرة وهو يهتف ( ياللهي .. الازلتي تتذكرين تلك اللحظة المجنونة .. الن تسامحيني على ارعابي لك )
شعر بقبضة عماد التي ضربت على كفه وهو يتمتم ( انا لن اسامحك يا عمي .. فلقد ارتعبت ايضا عندما رايتك تسقط هكذا وبهذه الطريقة .. يجب ان تفهم الان بانك رجل مسؤول من عائلة .. افهمت يا عمي )
نظر اليه علي دون تصديق وهو يرفع حاجبيه بدهشة ( اووه سيد عماد .. يبدو اننا كبرنا لدرجة نفهم فيها ما هي مسؤوليات الرجل )
ابتسم عماد بفخر مجيبا ( بالتاكيد كبرنا .. وانا الان الشخص الذي سيشارك بتحمل مسؤولية امي .. فلقد سمعت هذا من جدي والد سلمى .. لقد اخبرني باني ساكون مسؤول عنها منها .. وبانك ستشاركني هذه المسؤولية .. وبان هدفنا يجب ان يكون اسعاد امي )
حرك علي راسه بالموافقة وهو يتبادل النظرات مع سما وقد اتسعت ابتسامته قبل قوله ( بالتاكيد انت رجل كبير وستحتمل مسؤولية والدتك .. وانا يسعدني وسيشعرني بالفخر ان تسمح لي بمشاركتك هذه المسؤولية بالاضافة لتحملي مسؤوليتك يا ابني الحبيب )
حرك عماد راسه موافقا وهو يبتسم بسعادة قبل عودته لمتابعة الفيلم التلفزيوني الذي يعرضونه في الطائرة فاسحا المجال لعلي وسما كي يتبادلا النظرات المتفهمة .. نظرات ترافقت مع تمتمة علي ويده تمتد بشكل مختلس لتضم قبضتها بعشق ( اذن .. هل تذكرين يا ترى وعدك لي ما ان فتحت عيني بعدما فقدت وعيي )
رفعت سما حاجبيها بتاثر واضح وتلك الذكرى تهز اعماقها ( اجل .. اذكر .. لقد وعدتك في ذلك الوقت باني سافني حياتي وانا احاول اسعادك وارضائك وبان هذا اقل شيء يمكنني ان اقدمه لك .. وعد قمت انت بمثيله ايضا ونحن نقف امام قبور عائلتك )
ذكرى احتلت المساحة التي بينهما وكلاهما يغرق فيها .. اجل .. فما ان تمكن من المشي مرة اخرى بعد انهياره حتى طلب منها مرافقته ليزور قبور عائلته .. وهناك .. قام بتقديمها لعائلته .. وكم كان فخورا بها وهو يشير لوالدته عليها هامسا ( هذه كنتك يا والدتي .. هذه من انتظرتها طويلا .. ما رايك بابنك .. بالتاكيد نجح باختيار جوهرة مكنونة .. اليس كذلك )
تساؤل كان واثق من اجابته .. فيكفي ان ينظر اليه الرائي ليشعر بسعادته التي تنطق بها كل خلاياه .. فلقد عوضه الله عن كل لحظات تعبه بسما وابنها .. عوضه عن فقدانه لعائلته بعائلتها هي .. انه الان لا يذكر لحظة من حياته صعبة كانت او سهلة لم تكن فيها سما شريكة وسند له فيها .. ببطء رفع يده ليلمس جبهتها حيث يتواجد ذلك الندب الصغير وهو يهمس ( يالهي .. من كان يعلم بان هذا الندب سيكون اول خيط يربط بيننا .. كم اعشقه حقا فهو دليل اول لقاء جمع بيننا )
رفعت عينيها نحو جبهتها قبل ابتسامتها التي ترافقت مع كلماتها المشاكسة ( هل تذكره يا علي .. منذ اللحظة الاولى التي رايتك فيها تسببت بسقوطي واصابتي .. سقوط جسدي تبعه سقوط قلبي كصريع لهواك )
بندم غمغم علي ( اعتذر .. منذ تعرفت عليك سببت لك الالم .. اليس كذلك )
كان قد بدا يسحب يده من على جبهتها الا انها امسكتها بقوة ضامة اياها على صدرها وهي تجيبه بلهفة شغوفة ( مالذي تقوله يا علي .. الا تعلم تلك النقلة التي حدثت لي بسببك .. لقد كنت انت دوما ذلك الشخص الذي اجده بجانبي في كل لحظة وفي كل الم ومصيبة مرت بي .. هل تعلم كم تمنيت لو تعرفت عليك منذ ان فتحت عيني على هذه الحياة .. لكنت قد حميتني من كل مامررت به قبل ان اقابلك .. تجربة السجن .. معاناتي مع عائلتي وظلمهم لي .. معناتي مع سراج ثم معاناتي بتربية عماد لوحدي .. هل تصدق .. باني الان .. لا اتذكر سوى .. وجودك في حياتي .. كالقدر الذي يجمع بين الشمس والقمر بعلاقة متطاردة ومترافقة ومتوافقة)
تمتم مرددا بعدها ( كالقدر الذي يجمع الشمس بالقمر .. معك حق .. فكلاهما لا يستمر بدورانه دون الاخر .. وكلاهما رغم تناقضهما فانهما يتمان بعضهما .. كم هم جميل تشبيهك يا حبيبتي الفيلسوفة )
مطت شفتيها بمزاح متظاهرة بالغضب وهي تنفض يده من يدها ( ااااممم .. هل تسخر مني اذن )
ضحك علي من اسلوبها وهو يقلد صوتها ( اااممم .. وهل استطيع السخرية من اجمل جميلات الكون )
كشرت سما ملامحها واثر ندبة جرح صغيرة تحز بروحها ولا تزال تؤثر فيها ( جمييلة ؟؟ انت حقا تسخر مني .. فكلانا يعلم باني لست جميلة .. يكفي ان تنظر لاي امراة من حولنا لتتاكد مما اقو.. )
لم تكمل كلامها وهو يرفع اصبعه ليصمتها وقد فهم حقيقة ما ينخر بثقتها وتلك الاثار التي لا تزال تترك مخالبها في تكوين شخصيتها .. وبوله عاشق اخذت يده تتلمس خصلات شعرها وهو يهمس ( بنظري .. وفي عيني انا .. فانك اجمل الجميلات .. فهذا هو الجمال الذي يكفيني ويغويني .. شعرك الذي يحيط بي كغيمة ليل تذيبني .. قسمات وجهك التي تسلبني راحتي ومنامي وتثير غيرتي من كل رجل ينظر اليك لمرتين .. جسدك المنحني بشكل يثير اعتى الصخور فيحطمها .. يبدو انك تتعمدين التقليل من نفسك لكي تستمعي لتغزلي بك ولما تفعلينه بي يا امراة )
حرارة كلماته وحروفه المترافقة مع نظراته تسللت كلفحات نارية الهبت كيانها واشعرتها بانها بالفعل ملكة جمال الكون .. وبهمسة تائقة راجية انحنت نحو اذنه ( هل .. انت سعيد حقا .. يا علي .. معي )
لوهلة نظر اليها باتقاد قبل تنهده بصوت عالي محبط وهو يعتدل بمجلسه مبتعدا عنها وقد اسند ظهره على اريكة مقعد الطائرة التي يحتلونها اثناء عودتهم الى مصر وهو يغمغم بخفوت لتسمعه هي فقط ( سعييد ؟؟ انه وصف بسيط لما احمله من احاسيس ومشاعر في تلك اللحظة لك .. متى ستكفين عن هذا السؤال يا سما .. متى ستشعرين بسعادتي .. يامراة انني امسك نفسي عنك بصعوبة في هذه اللحظة ولولا الحياء والخجل لاخذتك الى مكان منزوي لاريك الى اي مدى تبلغ سعادتي بك والى اي درجة اعشقك واعشق تفاصيلك واريدك مرارا وتكرارا ولا اشبع منك ابدا .. ترى )
وصمت قليلا قبل اعتداله في مجلسه والتفافه نحوها وهو يضيق عيناه متسائلا بجدية ( هل قصرت بحقك يا سما في اي شيء .. هل هناك ما افعله ويشعرك بالخوف او بالنقص او يهينك .. ان كان الامر هكذا .. فسامحيني ارجوكي . لاني فاشل في ايصال محبتي اليك .. فاشل في ارساء الامان بروحك والتاكيد على حقيقة كونك قدري .. اجل يا سما .. انت .. قدري الذي عوضني الله به )
كلماته اثرت بها كثيرا فانتفضت بسرعة وهي تمسك كفه وتقبل باطنها بندم مغمغمة ( كلا .. كلا .. انت لم تفعل اي شيء خاطئ يا علي .. بل على العكس انا من تخاف ان تخطئ في حقك كي لا تفقد تلك السعادة التي تحصل عليها بمجرد حقيقة كونك الى جانبي .. ان ذكريات ما مر بيننا في الاسبوع الماضي لهو قمة احلامي واماني .. وقد كنت اريد فقط .. ان اتاكد باني ايضا كنت على قدر امالك يا حبيبي )
خوفها العفوي عصف به فضغط على كفها بقوة وهو يجيبها بحريق شغفه ( بل فقت كل توقعاتي يا حبيباتي .. فقت كل امالي واحلامي يا قلبي .. لقد اخبرتك باني اشتاقك حتى وانا معك واشتاق كونك ملتحمة معي حتى وانت بين ذراعي وفي احضاني .. هل تفهمين الان يا امراة .. لاي درجة تؤثرين في .. كرجل )
التماعة عيناه سحقتها تحت وطأة ذكريات تلك الليالي التي جمعتهما سويا .. ذكريات جعلتها تهرب بعينيها بحرج من اتقاد عيناه الناري وهي تتذوق طعم شغفه العاصف بين ثنايا انفاسه ونظراته لها .. اعتدلت بمجلسها مغمضة عينيها بدورها وهي تتشارك معه في تلك اللحظة على ما يبدو ذكريات ما مر عليهما .. ذكريات غريبة كانت تتسابق في التقافز الى مخيلتيهما .. ذكريات رسمت هذه المرة الابتسامة على وجهها وهي تعود معه الى تلك اللحظات التي كانت بينهما .. لحظات على قدر خوفها وشكها منها في السابق على قدر انقلاب الامور بتناقض عندما عاشتها معه .. ان تكون زوجة لعلي فهذا بحد ذاته استثناء غريب الوقع على مسامعها .. فكيف اذا تأججت العاطفة بينهما .. عاطفة كبحتها طويلا في السابق لانه كان محرم عليها .. لن تنكر بانها كانت خائفة .. بل مرعوبة .. ان يكون نسخة عن سراج .. ذلك الرجل الذي اشعرها بانه في سباق مع نفسه ليثبت لها بانه الافضل من بين كل الرجال اللذين اقتربو منها .. وكانه لا يعلم بانه الوحيد الذي سمحت له في السابق ان يقترب منها .. والان .. ان تقع بنفس المشكلة لهو امر مثل لها هاجس من الرعب .. ماذا لو شعر علي وكانه بمنافسة يريد من خلالها اثبات نفسه امامها .. ماذا لو فسر ردات فعلها بشكل خاطئ واخذ يطالبها بالنسيان او المقارنة مع كل تجربة مرت فيها .. في النهاية .. انها زوجته الاولى .. اما هو .. فزوجها الثاني .. ترى هل سيشكل هذا عقدة حياتها كما حدث لها في السابق .. اسئلة واسئلة كانت تتزاحك بعقلها وتثير في روحها اسوء كوابيسها .. نظراتها المختلجة والهاربة من عيناه كلما حاول اسر عينيها مثلتا اقرار بذنب لم ترتكبه ورغم ذلك تعترف به .. لقد اضحيا وحيدين واخيرا .. (لقد تحقق حلمنا ) .. كلمة ما ان نطقها حتى ارتفعت عينيها لتواجه عيناه المبتسمتان مع احساسها بيده التي تسللت الى يدها لتقبض على كفها بحنان وهو يتابع ( ما رايك اننبتدأ حياتنا بالصلاة ليوفقنا الله فيما بيننا )
اقتراح سارعت لتنفيذه هذه المرة كي تتمكن من الهرب منه لتلتقط انفاسها المتسارعة .. لما حجرة الفندق بهذا الصغر رغم انه جناح كبير .. لا يوجد مكان تختفي به طويلا لتمر هذه الليلة على خير .. هل جنت لتتصرف وكانها عذراء خجولة غير مجربة .. مالذي سيظنه بها ياترى .. تانيب عقلي اوقظ كيانها فسارعت للتوضأ كي تكمل مهمتها فليس من حقها التردد .. اليوم القرار له .. اليوم ستتمكن من الاحساس بامكانية استمرار حياتهما او بوجود عقبة ستوقف تقدم عواطفهما .. طرقاته على الباب رافقت صوته القلق وهو يتساءل ( سما .. هل انت بخير .. لقد اطلت المكوث وطعام العشاء سيبرد )
معه حق .. لقد اطالت المكوث والتفكير .. نظرت للمرة الاخيرة الى وجهها في المراة ليطالعها بدون أي اثر لاي مساحيق تجميلة .. لم تعلم لما رادت ان تكون هي فقط امامه .. هي دوناي زينة تخفي بها معالمها او تتزين وتتجمل من خلالها ( تنهيدة اخيرة اطلقتها واستعانت بها لتحرك قدماها المرتجفتان كي تخرج من الحمام .. وهناك راته يقف بجانب طاولة الطعام المتحركة وبيده مئزر الصلاة لمتتعرف عليه في البدء .. ابتسامة لطيفة حرجة ارتسمت على وجهه وهو يجيب تساؤلها الغير منطوق وقد حرك يده الممسكة بالمئزر بحرج (انت بالتاكيد تستحقين الذهب والالماس كاقل هدية اقدمها لك بمناسبة زواجنا ولكن .. لا اعلم لما اردت ان تكون اولى الهدايا مني لك بعد زواجنا هي مئزر صلاة .. ربما هي دعوة خالصة مني لربنا كي يوفقنا في تلك الحياة التي سنعيشها سويا )
راحة وسكون غريبين عما روحها ونفسها المضطربة مع كلماته .. وبخطوات بطيئة تقدمت منه لتاخذ المئزر وهي تهمس ( هذه المئزر عندي بكل كنوز الدنيا يا علي .. يكفيني دعوتك الخالصة فيه لربنا بان يوفقنا )
اتسعت ابتسامة علي وانعكست فرحته بالتماعة عيناه ويده ترتفع لتربت على كتفها متمتما بنبرة اجشة محملة بعواطفه ( بارك الله لي فيكي وبارك لك في وجمع بيننا على خير دائم )
كلمات قالها واتجه بعدها الى الحمام ليتوضأ تاركا اياها شاردة في غفلة وعيناها ترمقان ظهره المبتعد .. انه مختلف .. اجل انه مختلف عن كل ما عاشته وراته وسايرته في السابق .. ومن حقه عليها ان تزيل كل تجاربها السابقة وتعيش معه تلك اللحظات وكانها الاولى بحياتها .. وكانها لم تعرف رجل غيره .. فهي بالفعل على ما يبدو لم تعرف رجل غيره او مثله ابدا .. رجل يزيل كل قلقها بابتسامته الحانية ويستبدل اضطراب نفسها بالراحة والسكون من مجرد هدية بسيطة عبارة عن مئزر صلاة .. بهدوء مرتعش ارتدت المئزر وفرشت سجادة الصلاة لتستعد لها وهي تنتظر خروجه بدوره ليلحقها ويؤمها في الصلاة .. انتظار لم يطل وعيناها ترقبان اقترابه الهادئ منها وابتسامته الحانية التي لم تغادر ثغره من بداية خلوتهما .. صوته الدافئ في الصلاة وهو يتلو ايات القران زاد من احساسها بالامان والراحة و.. السعادة .. سعادة جلبت الدموع لعينيها خصوصا وهو ينهي الصلاة ويضع يده فوق راسها ليدعو بالدعاء الماثور في اول ليلة بينهما كزوجين ( اللهم اني اسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه واعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه ) .. وانهى كلامه بقلبة اعزاز وفخر على جبينها وبهمسة اهتزلها قلبها المنتفض بتسارع ( الحمد والشكر لله يا سما لانه عوضني بك عن كل عائلتي )
وبابتسامة اختلج لها قلبها للمرة التي لم تعلم عددها وقف ومد يده لتقف بدورها وهو يتابع بمشاكسة ( هيا بنا لناكل لاني بالفعل جاااائع )
هل حقا هي تحلم ام ان علي اوحى لها بكلامه عن رغبته المتقدة بها خصوصا مع تلك الغمزة التي رافقت اخر جملته .. وقاحته المشاكسة اللذيذة غمرتها مرة اخرى وهو يقرص خدها هامسا بعتاب جميل ( سما .. كفي بالله عليك من النظر الي وكاني انسان قادم من الفضاء .. او حيوان ينوي افتراسك )
وبنبرة خرجت ذاهلة همست بلا ادراك ( اولست كذلك )
لوهلة نظر اليها بصدمة قبل ان يستوعب كلماتها التي جعلته يشرق ويدخل في نوبة سعال متمازجة مع ضحكه المحرج خصوصا مع مظهرها ووجهها المصطبغ بحمرة الخجل والاحراج .. وبصوت بالكاد فهمته همس من بين سعاله الضاحك مكررا تساؤلها بنبرة استنكار عاتبة ( اولست كذلك ؟؟ اولست كذلك ؟؟ ياللهي هل حقا انا كذلك ؟؟؟ يبدو انني كذلك )
ثم بشكل فجائي مال عليها لتميل بدورها الى الخلف بتلقائية مبتعدة عنه بشكل كادت معه ان تقع لولا دعم يده التي اسندتها في اللحظة الاخيرة قبل همسه لها بحرارة اقشعر لها جسدها بشدة ( معك حق .. انا جائع .. ولكني بصراحة جائع للطعام اكثر في هذه اللحظة فلا تنسي اني انسان مريض يحاول استجماع قوته مرة اخرى .. وايضا انا اتصرف بطريقة غريبة ربما ولكن .. بصراحة انا انفذ تعليمات والدتي المرحومة والتي كانت دوما ما تطرب اسماعي بها في السابق )
كلملت انستها كل ما قاله في السابق وهي تعتدل بوقفتها متسائلة وقد ثار فضولها بجنون ( والدتك .. كيف كانت تقول لك هذا .. المفترض انك لم تتزوج في السابق ..او .. هل فعلت واخفيت عني يا علي )
سؤال استنكاري عالي اللهجة وحاد النبرات وجهته له وهي تجلس على احد الكراسي بجانب طاولة الطعام المتحركة وقد امتدت يدها بتلقائية لتتناول اول ما وقع فيها وقد كان حبة من البطاطس المحمرة .. نظرة علي المتمعنة نحوها سبقت تنهيدته اليائسة منها وهو يجلس بدوره على الكرسي الاخر حيث تتوسطهما طاولة الطعام مجيبا وقد امتدت يده ليتناول اصبع من الكباب المشوي ( يال ثقتك العالية بزوجك يا سما .. هل حقا تساليني الان ان كنت قد تزوجت قبلك في السابق .. حسنا بصراحة ينتابني الفضول .. ماذا ان اكتشفت حقا في هذه اللحظة بان الرجل الذي كنت تعرفينه منذ زمن بعيييد جدا ليس هو نفسه الذي تعرفينه .. وبانه يخفي عنك حقائق مدهشة مثل كونه متزوجا قبلك ..هل كنت ستتركيني )
عادت لتتناول اصبع كباب بدورها وهي تتناوله بنهم متوتر مجيبة بارتعاش ( انت تمازحني اليس كذلك .. ياللهي هل تجدني حقا بمزاج يسمح لي بتحمل مزاجك الثقيل .. ثم لمعلوماتك .. انا لن اتركك حتى لو اردت انت هذا فلقد التصقت بك كالعلقة وانتهى الامر .. ولكن هذا لا يمنع ان اعاقبلك لو بالفعل اكتشفت كذبك علي )
كانت قد اضافت الجملة الاخيرة بلؤم رفع له علي حاجبيه وهو يضرب كفه بالاخرى متحوقلا قبل غمغمته بعدم تصديق ضاحك ( انت تمزحين اليس كذلك يا سما .. ارجوكي اخبريني بانك تمزحين كي يتمكن عقلي من استيعاب جنونك )
ببطء مستفز تناولت قطعة من الدجاج المشوي وقد اخذت تقضمها باستفزازقبل قولها بنبرة لم تتمكن من السيطرة عليها وقد ظهر فيها ارتعاشة ضحكها ( انا لا امزح .. ارد ان اعرف الان .. كيف لوالدتك ان تقول لك عما ستفعله في ليلة زواجك وانت لم تتزوج في السابق .. هيا اخبرني ولا تتهرب من الجواب )
نظر اليها بعدم تصديق قبل ملاحظته لالتماعة الضحك بعينيها والتي جعلته يهز راسه بدوره ضاحكا وهو يتناول قطعة دجاج اخرى مقلدا اياها وقد اخذ يستفزها بطريقة تناولها البطيئة وهو يغمغم ( يا سيدتي يجب ان تعلمي بان والدتي كانت امراة استثنائية وخيالية .. وقد كانت تعيش دوما بخيالها حتى لحظة انجابي للاطفال ومناداتهم لها بجدتي )
شجن خالط صوته وهو يعتدل بجلسته وعيناه تغيمان بذكريات ايام مضى عليها وقت طويل قبل متابعته ( لقد كانت سيدة رائعة ودافئة وعاطفية بشكل مضحك في الكثير من الاحيان .. فلقد كانت تقول لي كلما عدنا من حضور مناسبة زفاف لاحد اقربائنا .. اااه يا علي .. متى ياتي ذلك اليوم الذي اغلق فيه الباب عليكما انت وزوجتك .. ذلك اليوم الذي ساهدي فيه كنتي مئزر صلاة واخبرها بانها قد حصلت على اجمل كنز لدي وهو ابني .. ذلك اليوم الذي ساوصيها عليك واوصيك عليها كي لا تخيفها ولا تتعامل معها وكانها طعام لذيذ يجب ان تتناوله مرة واحدة بشكل كامل )
دهشة خالطت تاثرها من ذكرى هذه السيدة الطيبة وهي تردد باستغراب ( طعام لذيذ تتناوله مرة واحدة بشكل كامل ؟؟ )
ضحك علي بصخب اخفي فيه دموعه وهو يجيبها (هذا هو نفس سؤالي لها في كل مرة .. مالذي تقصده بالطعام اللذيذ ولكنها دوما ما كانت تضحك بخجل وتغمزني حتى تجرات في احد الايام وقلت لها .. هل نظر اليك والدي يوم زفافكما على انك طعام لذيذ وتناوله مرة واحدة بشكل كامل .. وعندها .. ضربتني على كتفي صارخة بمزاح ان اتادب واتكلم عن والدي بشكل محترم ثم غمزت لي وحركت فمها بحسرة تمثيلية قبل قولها بتنهيدة بائسة مضحكة ..) وصمت وهو يحاول تقليدها راسما على ملامحه تكشيرة تمثيلية مضحكة اتسعت لها ابتسامة سما الضاحكة وهو يتابع وقد غرق بذكرياته ولم تشا هي ان تقاطع استرساله في الحديث ( والدك ..يا حسرة على والدك .. في ذلك اليوم المشؤوم نفذنا انا وهو حرفيا معنى الليلة المشتعلة .. فلقد كان التيار الكهربائي مقطوعا واضطررنا ان نشعل الشموع .. وفي غمرة تخبطات ابوك وخجلي انا منه وحيرته ايبدا بي ام يبدا بتناول الطعام خصوصا وامه وامي ينتظرون البشرى عند باب الحجرة .. وبين كل هذه الفوضى ابعد طاولة الطعام نحو الحائط و قال لي بانه سيتناولني في البدء ثم سنتناول الطعام وكلانا مرتاح بعد ان ننتهي من هذا الواجب الذي من المفترض ان نقوم به ..و .. هوووب اشتعلت النيران بالحجرة ما ان اقترب مني فلقد التقطت نيران الشمعة الستائر .. وبدلا من ان يغمرني باحضانه وكلماته غمرني بالماء الذي تم رشه في الحجرة كي يطفئ النيران فيها )
قصة كان علي يرويها بدموع وضحكات مست قلبها لتشاركه نفس شعوره .. ضحكاتها التي تعالت مع دموعها انقلبت الى شهقة متعاطفة بعدما اخفض علي راسه وهو ينظر الى كفيه مبتسما بحزن ( رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته . كم كنت اتمنى ان يشاركاني بزواجي وزفافي .. بالتاكيد كانت امي ستعجب بك يا سما وستحبك كابنتها )
ببطء ابعدت طاولة الطعام من بينهما وهي تجلس القرفصاء امام قدميه ويديها تحتضنان قبضتيه المضمومتين ( حبيبي .. هم الان معك .. هم يشاركونك سعادتك بالتاكيد .. يشاركونك بارواحهم .. وانا واثقة .. بانهم سعيدون بنجاتك وبعيشك لهذه الحياة .. فالحي احق بالحياة من الميت .. اليس هكذا يقول اجدادنا القدماء بامثلتهم .. ثم ان هذا هو قدرهم ونهاية اعمالرهم التي خطها ربنا في لوحه المحفوظ .. اليس كذلك )
ابتسم علي وهو يتنهد هامسا ( والنعم بالله .. والنعم بالله .. اللهم لا اعتراض على قضائك وقدرك .. فالخير فيما اخترت لي بالتاكيد .. والرحمة فيما قدرت لي في هذه الدنيا )
بمشاكسة ارادت ان تنتشله من همومه فغمزته معقبة ( ثم ان مقابلتك لي لم تكن لتتم فانت لم تكن لتاتي الى مصر لولا ما حدث لك )
رفع علي حاجبيه وهو يهتف بمداعبة مماثلة اختلطت مع حرارة عواطفه ( اعتقد ان قدر لقائنا كان سيتم مهما كانت الحواجز .. فانا اشعر بانك انت توام روحي الذي كنت ابحث عنه طويلا )
كلمة قالها ويده تمتد لترفع راسها نحوه وهو ينحني نحوها متبعا بحرارة ( وكم بحثت عنك يا سما وانت امام عيني .. ياللهي .. لا اعلم كيف صبرت الى الان عليك وانت تثيرين كل هذه الفوضى بداخلي )
بتيه مسحور تساءلت وهي تغوص بعينيها في عينيه منصهرة مع ما يظهر فيهما من حرائق شغفه المتقد ( وهل .. افعل )
رفع حاجبيه باستهجان مستنكر قبل همسه وهو يقف بشكل فجائي حاملا اياها ( وهل تسالين ؟؟ ياللهي .. يكفينا كلام فانا لم اعد اطيق صبرا )
قاطعته وهي تحاول النزول من بين ذراعيه ( علللي .. انننزلني .. انت متعب .. انت لا تستطيع .. ألست بصحة جيدة ؟؟ و ..)
هذه المرة اصمتها بقبلته الحارقة المكتسحة التي غزا فيها ثغرها منهيا كل اعتراضاتها وثورتها وهو يحتويها بين ذراعيه بقوة كانت الجواب على تساؤلها .. فلقد صبر طويلا بالفعل .. اسبوع ونصف قضاه بعد انهياره بعد عقد القران وهي تتعمد الابتعاد عنه وهو يصبر نفسه بقرب اللقاء بعدما يشفى .. اسبوع ونصف من تراكمات عشقه ورغبته المتضاعفة بها وقد اضحت حلاله .. اسبوع ترجمه باحاسيسه التي تبادلها معها وهو يضعها على السرير ويلتحق فيها ليتم اندماجهما الذي طال انتظاره .. اندماج وانصهار مثل تتويجا لحبهما وعلاقتهما وكل منهما يبذل ويظهر حبه ويترجمه بتعلقه وبتملكه للاخر .. وكم كانت مذهلة بنظره ومتقدة وتفوق كل التوقعات التي بمخيلته عنها .. وكانها له .. وكانها خلقت من ضلعه الاعوج هو .. وكان كل ما مرت به في السابق كان لتتهيأ له ولتكون معه .. وبالفعل .. شعر معها وكانه هو رجلها الاول .. رغم انه لم يقارن .. ولم يحاول حتى التفكير في هذا الباب المغلق بالنسبة له .. فبمجرد عقده لقرانه عليها نسي كليا كل من سبقه واعتبرها عذراءه هو وزوجته الاولى والاخيرة .. امراته التي سيعلمها حبه وسيتعلم معها ابجديات الغرام للمرة الاولى لكليهما .. اجل .. كليهما فلقد كان يعتبر ما حدث بينهماعلى انه التجربة الاولى لهما .. عفوية لم يتعمدها ولكنها كانت نتاج طبيعي لكل ما مر عليهما من تجارب زادت من تفاهمهما وعلاقتهما المشتركة حتى اصبحت بينهما جسور متينة لا يقطعها اي شيء .

لم تتوقع يوما ان تكون ليلتها هكذا مع علي .. لم تتوقع ان تشعر بان ما يحدث بينهما وكانه يحدث لها للمرة الاولى .. لقد ازال باسلوبه ورقته وحنانه كل ذكرياتها السابقة عن الزواج .. لقد كان يتعامل بفطرته التي غذت انوثتها وبعفويته التي اشبعت روحها بعشقه وغرامه .. ببطء مررت اصابعها على ملامح وجهه المرتخية في نومه .. هل حقا اسعدته .. هل حقا كانت على قدر احلامه .. صوت قطع انغماسها بتساؤلاتها ( هل حل الصباح حقا .. اشعر وكان الوقت مر كالطير .. مالذي تفعلينه بي كي لا استشعر بمرور الوقت معك )
كان قد فتح عيناه بتعب ورسم ابتسامته المتكاسلة ويده ترتفع نحو قسمات وجهها لتمر عليها بحنان ارتعش له جسدها بلذة وانتماء اتخمت روحها فتضخم له صدرها وضج قلبها بنبضاته المتسارعة .. وبمشاكسة غير مقصودة همست ( انا اقوم بسحرك .. )
رفع نفسه قليلا على مرفقه وهو يعقد حاجبيه مغمغا ( سحررري .. يبدو انك ساحرة قوية يا سيدتي فلقد اثملني حبك فما عدت اعلم ليلي من نهاري )
تنحنحنت بخجل وهي تهرب بعينيها هامسة بوجل خالط ضحكتها ( ولكن .. في النهاية .. سيزول السحر .. و .. ستكتشف انك مخدوع .. فهل يا ترى ستكون سعيدا )
بتمعن اعاد النظر اليها وهو يحاول استشفاف مكنونات صدرها ومخاوفها المختبئة بين ثنايا كلماتها .. وبمشاكسة تعمد فيها مخالطة الهزال بالجد همس وهو ينحني نحو اذنها بحميمية ( وعندما يزول السحر فساكتشف اني سعيد اكثر .. فمن ذا الذي يحصل على سما العوضي ولا يشعر بانه ملك الكون .. ام انك نسيتي من تكونين )
بمرارة لم تتحكم فيها غمغمت وهي تبتعد عنه معتدلة بجلستها وقد استشعرت خطورة اقترابه على انظمتها الحيوية وروتين عمل قلبها المتقافز بصخب ( ومن اكون .. سما العوضي .. مديرة الشركة .. اهذا ما تقصده ؟؟ )
اعتدل بدوره وقد استشف مدى خطورة ما وصلت اليه افكارها مما جعله يجيبها بهدوء متدارك ( حسنا .. ان اردتي ان اجيبك بالمنطق فساقول لك يا سما بان الامور لو تقاس بمقياس المال فبالتاكيد انت بالفعل سما العوضي .. قوة اقتصادية لا يمكن الاستهانة بها ابدا .. اما لو قست الامور من وجهة نظري فانا مجرد علي الشامي .. ذلك الشاب الذي جاء الى مصر وهو لا يملك حتى شهادة تخرجه .. ولبقيت اعمل بكل تلك الاعمال اليدوية .. برايك .. هل مثلك ستنظر لمثلي ..)
انتفضت بقوة معارضة وهي تمس ذراعه بمعارضة ( انت مالذي تقوله .. انك اروع من ان تنال امراة مثلي يا علي .. فانا ارملة ومطلقة وانت لازلت اعزب .. بصراحة لا استطيع منع نفسي من الشعور باني استغلك .. افهمت ما عنيت بكلامي ؟)
همهم بصوت غير واضح وهو يمط بشفتيه قبل نظره اليها بقوة اختلجت معها كافة خلايا روحها وهو يقول ( لما لا تسالي اذن بشكل مباشر يا سما .. لما لا تقولي بان زواجي بك سيفسربين الناس على انه طمع مني بك .. ارايت .. اذن انا من يستغلك ان قسنا الامور من هذا المنظور ولكن .. )
كانت قد فتحت فمها لتدافع عنه ولكنه وضع اصبعه على شفاهها وهو يقترب منها حتى كادت شفاهه ان تمس شفاهها وهو يقول بحرارة اخترقتها فاحرقتها ( كلانا يعلم ويثق بان ما يظنه الناس امر يخالف الحقيقة لذا .. لننهي هذا الحوار بيننا بحقيقة كوننا نستغل بعضنا بشكل متساوي .. مارايك .. الا يجلب لك هذا السعادة )
لم تكن بوضع يمكنها من فهم ما يقوله فقد تاقت روحها اليه وسلمت مفاتيح كيانها له وحده .. وبعشق الغى المسافة الفاصلة وهو يقبلها بوله متتابع هامسا من بين حروفه المتقطعة بانفاسه اللاهثة بجنون ( يا مجنونة .. يكفيني حبك لاثمل بسعادة .. هل تتعمدين فعل هذا لاظل اكرر اعترافات حبي لك )
لم تتمكن من الاجابة فقد كانت بدنيا اخرى .. دنيا لا يوجد بها سوى علي .. دنيا خلقت لكليهما فقط على ما يبدو .. تنهيدة اخرجتها من بين اسنانها ببطء وهي تعود الى واقعها مستشعرة قبضة علي التي اشتدت على قبضتها المتموضعة فوق اقدامها .. يبدو انه هو ايضا قد وصل بذكرياته الى تلك اللحظات التي جمعتهما فحرارته تصل اليها من يده .. ابتسامة مداعبة رسمتها على ثغرها بدلال وهي تغلق عينيها وكانها نائمة الا ان رد مبادرتها تمثل بهمسة علي المتحشرجة بجانب اذنها ( كفي عن فعل هذا .. فالدلال لا يليق الا بك ومعك ولكن .. ارحميني يا سما .. فما تفعلينه بي يؤذي اعصابي وانا لازلت عريس جديد لم يهنا ويشبع من عروسه بعد )
عضت على طرف شفتها باغراء انثوي وهي تهمس وقد فتحت عيناها لترمقانه بدلعها الفطري ( وهل .. ستشبع منها يوما )
رفع علي حاجبيه باستجابة مندهشة لجراتها التي تتعمدها الان وهي واثقة بانه لن يتمكن من الاستجابة لها فهما في الطائرة .. وبصوت متحدي غمغم ( ما رايك ان تساليني هذا السؤال وبنفس الطريقة عندما نكون لوحدنا .. لاجيب عليك بطريقتي .. فلقد انسيتني كل النساء يا امراتي المتطلبة المجنونة )
شهقت بصدمة وهي تعتدل معترضة ( انا متطلبة .. انك انت الذي لا يكاد ينتهي حتى يبدا معي من جديد دون ان يرتوي نهمك و ..اوووه )
بحرج اخفت وجهها بيديها وقد اظهرت بكلامها ما لا يجب عليها .. وبضحكة خجولة همس بدوره ( وهل تمانعين يا ترى .. في النهاية دوما ما اجدك مرحبة لتقرباتي ام .. هل تمثلين تقبلك لي يا سما )
كان تساؤله الاخير جديا رغم انه كان يقصد به المزاح والاستفزاز ولكنها انتفضت مجيبة بالنفي ( ابدا والله لا امثل .. فانا اتوق لك باضعاف ما تتوق لي و .. ياللهي يا علي .. انت .. ياللهي )
وعادت لتخفي وجهها بخجل بعد ان اكتشفت سهولة حصوله على اعترافها برغبتها به بشكل دائم وبشكل يماثل رغبته هو فيها وبمداعبة حنونة ابعد يديها عن وجهها وهو يبتسم لها باحتواء متمتما ( لبؤتي الوحشية الراغبة انا ..هل تخجلين حقا من مشاعرك نحوي لهذه الدرجة .. ما رايك لو اخبرتك بان هذا يضاعف حبي لك بجنون اكبر .. فمالذي يريده الرجل من المراة اكثر من هذا .. انها لنعمة عظيمة ان يكون الرجل متزوج من امراة تطلب تقربه وتستمتع به وتظهر هذا له .. الا تعرفين هذا )
تنحنحت سما بحرج وهي تحاول افلات يديها من بين يداه لتهرب منه ولكنه كان مصرا على احتواء حرجها والامساك بها بقوة اكبر الى ان رفعت عينيها نحوه في نهاية الامر وهي ترمقه بغضب مختلط بعشقها ففاجاها بهمسته المتقدة ( احححبببك .. كثيييرا جداااا )
همسة ازالت كل عصبيتها وتركتها غارقة في عيناه .. وبصوت مرتج سالته باخر ما كان يقض مضجعها .. ( علي .. هل .. حقا .. تشعر باني توام روحك .. كما قلت في السابق .. الم تشعر بمثل هذه الاحاسيس من قبل .. حتى مع .. علا )
علا .. ياللهي .. هل حقا كان هذا الهاجس بقلبها ولم يشعر به في السابق .. علا .. ان مجرد تذكره لاسمها لهو امر غريب عليه فلقد ازالها منذ زمن طويلا من حياته .. وبنبرة هدئة ردد وراءها ( علا .. هل حقا تساليني عن ..علا .. والان .. مالذي جعل ذكراها تطرق ابواب عقلك يا ترى )
مجرد ذكره لاسمها بهذه الالفة احرق كيانها بغيرتها .. وبنبرة تسلل اليها ققها وتخبطها تساءلت ( علا .. اجل علا .. ترى .. ما هي احاسيسك الحقيقية نحوها .. فكما اعلم .. فانها كانت حبك الاول ... ولولا استغناءها عنك .. لكنت تزوجتها .. اليس كذلك )
الم ضاعف من حدة صوتها وقلقها يظهر بين طيات حروفها وقد تسللت غيرتها بشكل واضح مع كلامها .. حالة تفهمها علي بالكامل فهو ايضا دوما ما كان قلقا من ذكرياتها مع سراج ولكنه كان يتعمد اقصاء هذا القلق وابعاد ظله عن علاقتهما كي يتم زواجهما بشكل صحيح ففي النهاية فانها اختارته هو ورفضت الذهاب لسراج .. وهدوء محتوي غمغم ( علا حسنا لنتكلم عن علا ولكن للمرة الاخيرة وبعدها سنقفل صفحتها هي .. وسراج .. هل هذا واضح )
اومات سما بالموافقة وخوفها يجثم كجبل فوق صدرها قاطعا انفاسها خصوصا مع تلك الرقة التي غشيت عيني علي وهو يقول ببطء ( علا .. بالنسبة لي يا سما لم تكن حبا ابدا .. كانت مجرد حالة من التوهان والضياع .. صراع مارسه قلبي على عقلي وضميري على كياني .. فلقد كانت امراة ضعيفة تعرضت لجميع اصناف وانواع الظلم .. امراة كانت تستنطق حاجتها لي لكي ادافع عنها وانتشلها من ظلم نفسها قبل ظلم من حولها .. ما اقصده بانها فقط استنهضت جانبي الشهم وهذا ما انشا تلك العلاقة بيننا .. ولكن .. كامراة .. وكرجل .. صدقيني .. لم اتمكن يوما من التفكير بها بهذه الطريقة فقد كانت متزوجة وكان بالنسبة لي هذا امر محرم علي .. افهمتيني يا سما )
ازدردت سما لعابها بتوتر وهي تغمغم ( اعتقد .. اني فهمتك .. فانت تخبرني بانك .. لم تفكر فيها كرجل .. لم يكن هناك اصلا وقتا لتفكر بها بهذه الطريقة .. فلقد انتهت علاقتكما مبكيرا قبل ان تبتدا .. عندما استغنت عنك .. ولكنك .. لم تجب عن سؤالي يا علي .. لو انك قابلت علا بظروف اخرى .. لو انها كانت مطلقة او حتى عزباء عندما رايتها .. فهل .. كنت ستحبها )
رفرف علي بجفنيه وهو يحاول فهم ما تمر به سما وما تريد الوصول اليه .. وبصوت متلكئ حذر اجاب ( بصراحة .. لم افكر يوما بهذا الاحتمال .. فما جذبني نحو علا في السابق كان هو ضعفها وذلك الظلم الذي تعرضت له .. اي ان ما جمع بيننا هو نفسه ما تنفيه الان .. وهذا يعني باني لو قابلتها تحت اي ظروف ومسمى اخر في علاقتنا فاعتقد باني لم اكن ساعيد النظر اليها مرة اخرى .. وهذا مختلف عما جرى لي معك يا سما ..)
وصمت وهو يظر اليها قبل متابعته بكل صدق (فكل مشكلة كانت تحدث بيننا كانت تقربنا من بعضنا وتزيد من تلاحم اقدارنا .. بينما مع علا فلقد كنا نبتعد عن بعضنا اكثر واكثر .. ثم .. انا لا يمكنني ان اتخيل حياتي منذ البدء من دونك يا سما فلقد تشاركنا الكثير والكثير من الامور بحلوها ومرها .. بينما مع علا فاني لم اتشارك الا القليل من الذكريات فقط .. بالمختصر يا سما )
وصمت وهو ينظر اليها باقرار وثقة ومحبة قبل متابعته ويده ترتفع لتمس وجنتها باحتواء وتملك ( الان .. دوما ما اشعر بانك انتي هي قدري يا سما .. وهذا مالم احسه مع علا .. فهي لم تكن يوما امراة تخصني او اشعر معها بالانتماء والتملك .. بينما معك فلقد وصلت الى مرحلة شعوري بانك موطني ومالي ومقصدي ومينائي .. انت عوضي وقدري يا حبيبتي .. انت لي وملكي منذ الازل .. هل تفهمينني )
اومات براسها ودموعها تتالق بعينيها وهي تهمس بدورها بحشرجة ( انا التي افهمك يا علي فهذا هو نفس احساسي نحوك بالنسبة لموضوع سراج .. فلم اشعر يوما بانني ملكه وبانه قدري .. بعكس احساسي وشعوري معك .. كيف كانت دوما الصعاب تجمع بيننا بينما تباعد بيني وبين سراج .. وهذا ما جعلني اتاكد .. بانه ... انت قدري .. يا حبيبي )
تنهد علي طويلا وكان اخر همومه قد ازيحت عن صدره وهو يرفع يدها ليقبلها .. وبتفهم تبادل معها النظرات قبل اعتدال كليهما بمجلسهما .. وعندها سؤال بفضول طفيف راوده .. ترى .. كيف هي احوال علا .. وكيف تتاقلم بمعيشتها مع رجل بعنف احمد .. رجل على ما يبدو بانه متطرف في كل شيء .. متطرف بحبه .. متطرف بغيرته .. ومتطرف بجنونه .. اذن .. كيف هي احوالها يا ترى معه ؟؟

يتبع 3




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.