آخر 10 مشاركات
الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-18, 05:58 PM   #51

Sama66

? العضوٌ??? » 415048
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » Sama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond reputeSama66 has a reputation beyond repute
افتراضي


مبروووووك ومنتظرين الروايه على شوووووووووووق شكرااااا لك

Sama66 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 03:01 PM   #52

ذهب
 
الصورة الرمزية ذهب

? العضوٌ??? » 63328
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 493
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بداية جزء ثاني قوية وجميلة
بداية من تامر الغاضب وقزمته
الغموض يلف هذا الثنائي الجديد فسأترك التعليق عنهما حتى حين

علي وأسما
المشاعر المتناقضة التي تسكن قلب علي هي نتاج سنين
فهو قبل هذا لم يحب سراج في حين أنه أحب أدهم و أظن لأن سما لم تكن يومًا في منطقة الأخت بالنسبة له حتى ولو أوهم نفسه بذلك قديمًا

أما أسما فهي لطالما كان علي بالنسبة لها مصدر أمان وقوة وحماية وقد وضعته في خانة الأخ الحامي وعند أول اختبار لها وتهديد وغيرة علمت بأنه لم يكن يومًا مجرد أخ

علا وأحمد
أحمد كان قادر على اختراق علا وزعزعتها وملامسة داخلها في الوقت الذي كانت تظن بأنها تحب علي ومتزوجة
ولكنها أحبت براءة علي واستقامته ولم تحبه كرجل ، هو لم يجعلها ترتعش وتتزعزع وتخاف من كمّ المشاعر كما فعل أحمد من نظرة واحدة سابقًا لذلك خافت منه وتمسكت بوهم علي
أما أحمد فنظراته لعلا واهتمامه بها منذ البداية لم تكن فقط انتقامًا فهي جذبته رغمًا عنه كامرأة والغيرة التي تحرق قلبه وتكاد تجعله يقتل علي لا دخل لها بما يظهره من كره وانتقام

أدهم وأسيل
الثنائي المتعب فهما لن يرتاحا حتى يقتلا بعضهما
في الجزء الأول كنت أقول بأن أسيل أخطئت خطأ لا يُغتفر
أدهم لا يُلام فالابن هو الروح وهي خانة الأمانة فشعر بأن من طعنه بروحه هي أقرب الناس لقلبه …حب عمره
ولكني مع ذلك بهذا الفصل شعرت بأن ما حصل لأسيل كثير ومحزن
فالابتلاء في المرض الذي عاد إليها هو أشد من أي عقاب أو انتقام
ومشاعرها بأنها خذلت حبيبها وزوجها في ابنه ستجعلها في مرارة طول عمرها ولن تنسى
وهو لن ينسى وقد يتجاهل اصابتها للمرض مرة أخرى وينتقم بقسوة منها حتى يفرغ تلك المشاعر
وأمه ستكون المحرك الاساسي لتغذية هذا الانتقام
أدهم سيندم وربما يفوت وقت الندم عندما تنتهي موجة الانتقام ويشعر بالخواء داخله والفراغ ويعود ليرى بوضوح
بالنسبة لي شخصيًا أنا أرى بأن أدهم تخلى عن أسيل مرتين بتسرع ودون أن يبحث أو يعاتب
كلا المرتين كانت أسيل في أضعف حالاتها وتحتاجه ليمسك يدها ولكنها وجدت الكل إلا يده
المرة الأولى طعنها في صديقتها وتزوجها ورحل ببساطة دون أن يرف له جفن وانجب وعاش كما يريد ليعود عندما أصبح حرًا ويطالب بأسيل كأنها حقه وعندما حصل عليها وهو يعلم بحالتها ووعد والدتها بأنه سيكون بجانب ابنتها نراه تخلى عنها ولم يمسك يدها للمرة الثانية واهتم للمرة الثانية بغضبه ومشاعره فقط
مشكلة أدهم بأنه يدور حول نفسه وعائلته هو لم يضع أسيل داخل تلك الدائرة أبدًا مهما أحبها
لم يمتزج معها لذلك استطاع التخلي عنها لمرتين
هو لن ينسى ما حصل له لأنه نسي ما قد فعله هو
ولكن أسيل عليها أن لا تنسى وتتذمر كيف أنه يتخلى عنها بسرعة حين أنه ترك كل النساء لم يذهب سوى لصديقتها ليعيش معها ويطعن أسيل طعنة نجلاء !
كلاهما أخطأ خطأ فادح في حق بعضهما فلا تجب محاسبة أسيل وحدها يا أدهم !
الفصل جميل وثري بانتظار الفصل القادم ❤


ذهب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 12:01 PM   #53

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد 🌷🌷
تسجيل حضور
بانتظار الفصل الثانى
❤❤❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 03:07 PM   #54

وفاء خطاب

? العضوٌ??? » 419742
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » وفاء خطاب is on a distinguished road
افتراضي

مساء الفل .. في انتظار الفصل الثاني🌹

وفاء خطاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 06:36 PM   #55

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميين جاهز للفصل الثاني ؟؟


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 06:41 PM   #56

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (2) القسم الاول


صرخة عنفوان انثى
الفصل 2
القسم الاول
يتبعه المشاركة الثانية




كم هو صعب على الانسان ان يدرك انه قد قاد نفسه الى هاوية عميقة من الاحاسيس دون ان يجد فرجة ضوء بسيط فيها .. مشاعر يعلم جيدا انها تقوده لان يهلك نفسه ويفسد اي ذكرى جميلة قد يكون محتفظا بها .. ومع ذلك يضعف بحماقة ويتخلى عن روحه في سبيل لمحة تملك واحدة .. او في سبيل تاكيد حقيقة توقف ذلك الخوف المرعب الذي بدا يستولى عليه .. بانه يخسر .. اجل .. هو يخسر كل ما ظن انه ثابت بحياته .. يخسر قناعاته .. مبادئه .. احلامه .. وحتى يخسر سببه الذي يعيش بسعادة من اجله .. الذي ينتظر ان يبزغ فجر كل يوم ليراه .. فوضى خلاقة تعيث بالروح يمنة ويسرة حتى لا يعود هناك حتى قيمة للحياة .. بل ربما يصبح تمني الموت غاية يسعى المرء لها ...
صرخة عنفوان أنثى ...
********************
تجلس بهدوء غريب وهي تنظر حولها في اركان شقتها .. تحاول بكل قوتها ان تعود لواقعها .. ان تصدق ما حدث معها .. هل يعقل حقا انها فعلت هذا .. انها بكل بساطة تخلت عن كل شيء تحاول الحفاظ عليه .. ولما .. هل بالفعل مقابل هذا الضعف الغريب الذي كان قد استولى عليها عليها منذ راته .. الهذه الدرجة ارادت فقط انتحس به .. بانه حقيقة .. وبانها زوجته فعلا .. هل حقا ارادت ان تؤكد لنفسها بان هذا الرجل بالفعل كان في يوم من الايام زوجها .. وبانه كان يعشقها بجنون .. نظراته التي اصطدمت بها في الاجتماع هزتها عميقا جدا .. حتى وان لم تعترف لاحد بذلك وهربت .. بالطبع هي لن تكذب على نفسها .. لقد كانت تعلم .. بل كانت واثقة بانها عندما تلقي قنبلتها بهذه الطريقة فهذا تحديد سيكون نتيجة كلامها .. بالنهاية .. يبدو انها تعمدت استثارة ادهم بكل الطرق امامها .. وبجبن وخبث .. ولما .. لانها ببساطة جبنت .. تالمت .. تذكرت .. واستسلمت .. وهكذا .. وبكل ضعف لجات لجره اليها .. كانت تعلم بانه سيكون تحت تاثير رعبه من فكرة خوفها .. كانت تعلم انها لو تكلمت فقط لاسقطت سحر اللحظة ولتوقف ادهم عما يفعله .. كانت تعلم بانه ماكان ليكمل معها الامر لو فقط ابدت قليلا من الاعتراض او العتاب .. ولكنها .. لم تفعل .. اجل لم تفعل .. فقط .. نهلت ونهلت ونهلت بجوع من تلك الاحاسيس التي اشتاقتها بجنون .. من رائحته .. من نبضات قلبه .. من جنون لحظات اندماجهما .. من تملكه القوي لكل جسدها .. من استسلامها لفيضان عواطفه الحارقة .. تشربت تفاصيله بنهم من يود نحت كل صغيرة بكيانه خوفا من الا تتمكن من تكرار الامر .. ان ياتي ذلك اليوم الذي ستصبح محرمة عليه وسيصبح هو ليس لها .. هذا الهاجس الذي كان يؤلمها ويقتلها ببطء حتى وهي تقاومه بكل قوتها .. منذ علمت انها بنت حياتها فعليا عليه وعلى نظرته لها فهمت ما خسرته بعنادها وصمتها الغبي وعدم ثقتها به .. ورغم كل شيء .. ورغم تلك النظرة التي رمقها بها ما ان استوعب ما قاما به .. ورغم انتفاضته السريعة بعيدا عنها وقد رات التماعة دموعه في عيناه وهو يردد ( مالذي فعلته .. مالذي فعلته ) .. ذلك الاحساس بالذنب الذي سطر ملامحه وظلال صورة ابنه المسجى بين يديه تظهر في كل تحركاته التي اخذت تبعده عنها .. رغم كل شيء .. ورغم كل الحزن الذي يشيع في داخلها .. الا انها .. لم تكن نادمة .. لم تكن تشعر بانها اخطات بحق نفسها كما يخبرها عقلها .. قلبها الذي اخذ يردد بقوة صارخة بانه زوجها .. اجل زوجها .. ان ما فعلاه اقل شيء من الممكن ان يحدث بين اي متزوجين .. تعلم انها استثنت كل الحقائق بينهما .. واستثنت حتى كبريائها الذي تمرغ بالتراب .. الا انها ومرة اخرى تعود للحظة شعورها بانها ستموت .. وهي على فراش المرض .. وقد احاطتها الاجهزة .. تلك الالام التي ما كانت تتحملها الا عندما كانت تتذكر ذكرياتهما سويا .. عندما يشعر المرء بانه فقد كل شيء مهم في الحياة ولم يبقى الا لمحات ذكريات من يحب تطرق ذهنه .. كم من مرة تمنت فيها في تلك الاثناء لو انه معها .. لو انها تشعر بلمساته .. بقبلاته .. بكل ما تقاسماه من عشق وعواطف .. هل حقا كانت تحتاج لهذا الان كي تتمكن من البدء من جديد .. كي تتمكن من الاقدام على كل ما تنتويه .. كي تغامر وتفوز وتتحرك وتحارب .. هل كانت بحاجة لنقطة وارضية ثابتة كخط احمر تجعلها تفهم الى اي مدى تود الفوز به مرة اخرى .. ببطء وقفت وابتسامة مرتجفة تزين ثغرها .. يبدو ان طريقها طويلة جدا .. وحتى نتيجتها ونهايتها مظلمة .. تنهيدة حارقة شقت صدرها وادراك يستوطن عقلها .. ادهم .. في مقابل ما قامت به هي للتو لتستعيد نفسها .. سيكرهها اكثر .. لانها سيعتبر انها جعلته يخون كل مبادئه بدوره .. ببساطه جعلته يرى كم هو ضعيف حتى امام الم ابنه .. بخطواتها التائهة بدأت بترتيب الشقة عل افكارها تترتب بدورها .. حركاتها الرتيبة في الترتيب و التي تعمدتها مع تمارين الانفاس العميقة التي علمها اياها مراد كي تقوم بها لتصل الى مرحلة الاتزان كلما احست بالسواد يغرقها بدأت تحدث فرقا .. نبضات قلبها بدات تهدأ .. وروحها بدأت تستكين .. وعقلها بدأ بالاكتفاء من رسم اسوء سيناريوهات الطلاق بينها وبين ادهم .. صوت جرس الباب اوقفها عما كانت تفعله وامل صغير يداعب تفكيرها .. ايعقل ان يكون رجع اليها .. ايعقل ان يفسر حركاتها هذه المرة بشكل صحيح ولا يتمسك بكبريائه العنيدة .. امل تبدد ما ان رات سما وعلي امام الباب وقد كانا بقمة القلق .. ابتسامة ياس رسمتها وهي تلقي بنفسها في احضان سما وكفها يستقربين يدي علي اللتان اخذتا تربتان عليه بحنان تحتاجه رغماً عنها .. وبنبرة تاكيدية همست ( حقيقة يجب ان افهمها .. حقيقة يجب ان اؤمن بها .. لارتاح )
ابتعدت سما قليلا عنها وهي تسالها بقلق اكبر ( م .. مالذي تعنيه .. اي حقيقة )
رفعت اسيل يدها لتستقر على وجنة سمها بحب ثم نقلت عيناها لعلي بامتنان وهي تجيبهما ( بانكما عائلتي .. بانكما من ستفهماني دوما .. بكل زمان .. بكل مكان .. بانكما .. سندي الحقيقي بحربي )
رفع علي حاجبيه بتاثر وهو يضم كفها بقوة اكبر مجيبا ( لا تقولي هذا يا اسيل .. ارجوكي لا تفعلي هذا وتعودي لذلك الياس مرة اخرى .. بالطبع نحن عائلتك فنحن جميعا ليس لنا سوى بعضنا .. ولكن .. ايضا انت .. تملكين .. ادهم .. رغم كل شيء )
اتسعت ابتسامة اسيل حتى شملت وجهها وهي تطلق صوت تنهد عالي اشبه بالصراخ قبل اجابتها ( ااه .. اجل .. ادهم .. زوجي ... الذي ساحتاج لكل حظ العالم .. كي اعيده الي دون ان يكرهني )
تحركت سما الى الداخل وهي تجذب اسيل خلفها قائلة بحزم ( كفى .. اعتقد انه يجب عليك ان تكفي الان عن التفكير باي شيء .. هل هذا واضح )
توقفت اسيل عن الحركة وهي تجذب يدها من قبضة سما مجيبة بدورها ( ولكني لا افكر .. اصلا لقد فعلت كل هذا لاني لا افكر .. ولكن .. رغم هذا .. انا بخير يا سما .. لاني لا افكر ولا اريد ان افكر فانا بخير .. لا اعلم ان كنتي تفهمين ما اقصده )
كانت كلماتها مشتتة .. رغبت ان تنفجر بالجميع ليفهموها دون ان تحتاج ان تبرر نفسها في كل مرة .. صوت علي انتشلها من تخبطها وهو يربت على كتفها متسائلا بمرح لطيف ( اسيل .. مالذي كنتي تفعلينه تحديدا قبل مجيئنا .. فشعرك يبدو كمقشة نفض الغبار وقد علق به جميع انواع بيوت العنكبوت )
لوهلة نظرت سما اليه بعدم تصديق دون ان تفهم ما علاقة ما يساله بما تعانيه اسيل .. ولكن .. نظراته المتركزة مع اسيل واستجابة اسيل الفورية له وقد تجاهلتها كليا وهي تقول ( كنت احاول تنظيف الشقة .. وبدل سخريتك مني لما لا تساعدني )
حرك علي راسه بمشاكسة وهو يجيبها ( ساساعدك .. ولكن .. مالثمن المدفوع ياترى لهذه المساعدة .. بالنهاية تعلمين اني مهندس ماهر اعمل في اكبر الشركات كرئيس قسم وليس لدي اي وقت لهذا )
ضحكت اسيل بانفعال مخرجة كل توترها وهي تلوح باصبعها امام وجهه ( يالك من طماع .. حسنا ساعد لك الذ معكرونة كعشاء .. ما رايك .. او .. انتظر جائتني فكرة افضل .. ساعزمك على اي مكان تطلبه لنتناول العشاء بعد ان ننتهي من ترتيب المكان )
ثم التفت نحو سما مصفقة بطريقة جذلى ( مارايك سوسو .. هل تنضمين الينا )
فتحت سما فمها بذهول محاولة استيعاب الحوار الذي يدور امامها .. ارادت ان تسالهما عما اصابهما من جنون ولكن .. حركة يد علي من خلف اسيل التي اشار بها اليها لتكمل الحوار وتجاريه جعلتها تجيب بتلعثم ( مم اجل .. لما لا .. لنرتب المكان هنا .. وكفي عن مناداتي سوسو لانه لا يليق بي .. ثم .. لحظة واحدة )
كانت سما قد اوقفت حركة اسيل المندفعة من امامها لتجلب ادوات التنظيف وهي تهتف باستهجان ( فقط دعيني افهم .. لما ترتبين هذه الشقة طالما انك ستسكنين عندي )
صمت عم المكان لدقيقة واسيل تولي علي وسما ظهرها دون ان تبدي اي رد على تساؤل سما .. وعندما فتح علي فمه ليحاول مرة اخرى تلطيف الاجواء وتهدئة اعصاب اسيل تفاجئ بالتفاتتها نحوهما وقد فاضت دموعها مع ابتسامتها المشرقة وهي تلوح بيدها على ما حولها قائلة بتهدج ( لان هذا منزلي مهما ذهبت او جئت .. هنا ذكرياتي مع امي ومع ادهم .. وحتى لو انتقلت من هنا فسيبقى هذا المكان نظيفا مرحبا بي لاجده عندما تضيق بي الدنيا .. والان .. هل ستساعداني )
كانت ترجوهما وقد اوحى سؤالها على العديد من المعاني .. طلبها منهما ان يساعداها كان في نفس الوقت مناجاتها لهما كي ينتشلانها من ذلك التخبط الذي لازالت تعاني منه .. بابتسامة مشجعة اشار علي اليها قائلا ( بالطبببع .. فهذا منزلنا كلنا وليس انت فقط .. والان .. هيا اجلبي ادوات التنظيف قبل ان اتراجع )
وما ان تحركت مبتعدة وارادت سما ان تلحقها حتى امسكها علي وهو يهمس لها بتحذير ( لا تعاتبيها او تراجعيها الان .. فقط لنحاول تشتيت ذكرى ما حدث كي لا تراجع نفسها وتغرق بتفسيرات وتحليلات تصرفات ادهم .. افهمتيني سما .. على الاقل ريثما يصل مراد .. فهو الوحيد الذي سيكون قادرا على جعلها تصل لحقيقة ما حدث معها )
حركت سما راسها موافقة قبل سؤالها بتردد ( وانت .. هل ستبقى حقا .. انسيت موعد مرام .. يعني يمكنك الذهاب وانا ساعتني بها )
رفرفت عينا علي وقد ظهر التفاجئ عليه وكانه نسي الامر كليا في خضم ما حدث لاسيل .. الم خز عميقا بداخل سما وهي ترى معزة اسيل لدى علي وكيف انه في سبيل سعادتها ينسى كل العالم .. احاسيس تعلمها جيدا لانها في فترة سابقة كانت لها مثلها .. عندما كان علي يضعها في الاولوية .. قبل ان تخسر هذه المكانة بحماقتها واستغلالها البشع لشهامته .. بتوتر رفع هاتفه وهو يجيبها ( لقد نسيت الامر.. ربما يجب ان اعتذر لمرام و .. )
بسرعة قاطعته سما وهي تمسك يده الممسكة بالهاتف ( لا تفعل .. بالتاكيد هي متشوقة للخروج معك .. وهذا حقها .. لا تقلق على اسيل .. انا كفيلة بها )
رفع علي عيناه نحوها وهو يرمقها باستنكار متسائل (هل حقا تريدين مني الخروج مع مرام واسيل بهذه الحالة) ثم صمت قليلا وهو يراقبها باتهام قبل متابعته بنبرة مستفزة (هل كنت لتفعليها مع سراج ان اتصل بك وطلب منك ان يلاقيك مع عماد على العشاء )
بذهول غاضب اجابت سما وهي تشير لنفسها ( انا .. افعلها ؟ .. علي .. مالذي تقصده تحديدا هنا .. هلا كففت عن الايحاء وقلت مقصدك بشكل واضح .. يعني ماعلاقة سراج بما نقوله.. ام انك تبحث عن الشجار معي فقط)
أضافت جملتها باستنكار رد عليه علي بشكل فوري ( انا اتكلم بوضوح ولكنك من تختاري عدم الفهم .. وسراج هنا هو اصل الموضوع )
اكد علي على كلماته الاخيرة ملوحا باصبعه امام وجهها بطريقة استفزتها فقالت بغضب ساخر (الا تلاحظ انك علقت على موضوع سراج بما يكفي .. لست صغيرة يا علي لتعاملني كواحدة )
مط علي شفاهه باستخفاف ( اذن على الاقل اوزني تصرفاتك وكفي عن اذية نفسك )
رده اثار اعصاب سما التي صرخت بتحذير (علييي لقد اطلت الامر دون اي وجه حق .. ثم اعتقد انه لا علاقة لك بي بعد الان)
كانت كلماتها المتهورة سببا بصدمة علي الذي انتفض بدوره غاضبا وقد فقد تحكمه على نفسه ( بل لي كل العلاقة .. فعندما يسوء الامر بينكما .. وبالتاكيد سيسوء لانه اصلا لا يحترمك ويحتقرك .. عندها ستلجأين الي لاغطي حقاراته .. واخطائك .. )
كلمات كانت كالخناجر بقسوتها وهي تمزق روحها وقد رات بعيناه تلك النظرة التي يشعرها فيها بخيبة امله العميقة منها فهمست بالم ( هل .. هل .. ياللهي .. الهذه الدرجة اصبحت بلا قيمة عندك )
لوهلة صمت علي وقد اختلجت مقلتيه وظهر الالم على صفحة وجهه .. ثم بلهفة حرك راسه رافضا برجاء غاضب ( مادخل قيمتك لدي فيما قلته .. فالقيمة مفقودة من قبل سراج وليس انا )
ازدردت سما لعابها والتفتت بشكل جانبي عنه في محاولة خرقاء منها لتعطي نفسها بعض الوقت كي تلهي دموعها فلا تتساقط وهي تقول بعتاب (هل حقا تصدق ما تقوله .. هل تصدق اني ساخطئ ثم ساعود اليك)
عاد الصمت ليسود بينهما وعلي يهرب بدوره بنظراته منها قبل قوله بنبرة مستسلمة كمن يقر واقع يعلمه جيدا (اجل .. طالما انك تسيرين في ذلك الطريق .. ولكن .. صدقيني انا لن اكون موجودا عندها .. فلن اخرب حياتي لاجلك مرة اخرى )
كان يضيف كلامه الاخير بغضب فجائي تحذيري خاصة مع انقلاب ملامحها الى الغضب الجنوني مع رده .. لهثات بركانٍ عصفت بصدر سما وجوابه يطرق كل حصون تماسكها وقد هالها ما يقوله فصرخت بسخرية عنيفة وهي تلوح امام وجهه (هذه هي .. كل صراخك لانك خائف ان افسد علاقتك مع مرام .. اليس كذلك ؟ )
نظر علي اليها بذهول وقد شعر بان ما قالته صفعه بحقيقة غابت عنه .. مرام .. وبذهول جنوني سالها ( ما دخل مرام بالامر .. ارجوكي لا تدخليها بيننا .. انا خائف عليك انت من سراج )
واجهت غضبه بغضب متصاعد وقلة ثقته بها تفقدها كل تفكير (ومن قال لك اني ساستسلم لسراج .. ثم لما تدخل انت سراج بيننا )
تساؤلها المتالم جعله يرد بتاكيد فوري ( لانك مصرة ان تجعليه بيننا)
نظرات نارية تبادلاها كلاهما واحساس بالاختناق يطغى على كليهما .. صرخة متفاجئة قطعت شرارات النار التي كانا يتبادلانها وصوت اسيل يعلو ( هييي علللي .. سماا .. ما بكما .. لقد جئت على صراخكما)
كانت سما اول من كسر جسر تراشق النظرات بقولها بسخرية مريرة وهي تلوح بيدها بياس (لا شيء .. علي فقط يمارس عادته التي اعتاد عليها مؤخرا باهانتي)
انتفض علي وقد ضاق ذرعا من اتهامتها المتكررة واشار الى صدره متسائلا (اناا انا اهينك .. اهذا جزائي لاني خائف عليك من ان تعودي وتضعفي لسراج )
ولكنه ما ان انهى كلامه حتى عادت سما لتصرخ بجنون هذه المرة ( تعود مرة اخرى لتدخل سراج بيننا .. كفففى .. حقا اصبح الامر جارحا )
توجهت اسيل بشكل فوري لتربت على ظهر سما وهي تسال بذهول (علي .. حقا لما تقول هذا لسما .. كلانا يعلم بانها من المستحيل ان تسامحه )
اتهام اسيل كان كالقشة التي قسمت ظهر علي فانتفض وهو يرد بصوت تحشرج من شدة غضبه ( بل فعلت يا اسيل .. فعلت وقالتلي بوضوح انه لا مانع لديها من العودة لسراج ان طلق زوجته وحجتها ابنها )
التفتت اسيل نحو سما وقد ازداد ذهولها فلوحت بيدها امام وجه سما وكانها تود التاكد بانها حقيقية ( غير معقول .. انت قلت هذا يا سما )
تلاحقت انفاس سما بسرعة مهولة وهي تجيب باستنكار موضحة ( كلااا .. لم اقله بهذه الطريقة .. لقد سالني ان كان لدي المقدرة على الموافقة على سراج ان جائني نادما بعد ان يطلق زوجته وانا اجبته كيف وانا متزوجة منك ام انك ستكون قد طلقتني )
ضحكة ساخرة اطلقها علي وهو يشير االى سما ( ارايت .. مانعها الوحيد انها متزوجة مني )
كانت سما قد وصلت لقمة تحملها وهي ترى اسلوب علي المجادل معها واهانته لها وفهمه الخاطئ لكل ما تتفوه به فاجابته بمرارة (اذن لا تطلقني ان كنت تعتقد انك بهذا تحميني ..) وصمتت وهي تلاحظ اجفال علي الكامل مما تقوله .. ياس ملا كيانها في تلك الثانية وهي تتابع بالم مدقع تسرب من بين حروفها فملاها بكره غير مقصود ( ارايت كيف ارتبكت .. ماذا .. الن تقبل مرام )
ضرب علي راسه بكفه وما يحدث امامه يشعره كم اصبحت علاقته بسما مهتزة .. وبرغبة باذيتها مع احساسه بذلك الندب الذي نزف بكينونته ودوامة حيرة تغرقه (كفي عن غيرتك على هذه الانسانة فهي لا تستحق هذا منك)
كانت كلمات جنونية اطلقها بلا وعي وهو يركز انظاره على اسيل التي ارتسمت على شفاهها ابتسامة جذلى وقد التزمت الصمت وعيناها تتنقلان بينهما .. وبتشدق حمل اثار عصبيتها اشارت سما لصدرها ( اناا انا اغار منها .. اصلا للتو كنت اخبرك ان تذهب اليها وتترك اسيل معي كي لا تخلف وعدك معها )
عندها انتفضت اسيل مصفقة بحزم وقد شعرت ان الامور تخرج من مسارها الطبيعي (كفففى .. ما بكما .. كانكما عدوين.. حسنا علي .. يمكنك الذهاب الى مرام فاعتقد ان الجو متوتر بما يكفي وايضا لا يحق لنا ان نحرمها من التواجد معك )
التفت علي نحو اسيل وهو يعتذر بلهفة نادمة متجاهلا سما بكلية ( اسيل .. انا لم اقصد .. اعتقد انها ستقدر الظرف و .. )
تجاهله اصاب سما برصاصة وجع جعلها تشير الى اسيل وهي تقول ( اررجووك يا علي لا تبدأ .. اذهب اليها كي لا تتهم اسيل فيما بعد كما تتهمني الان باني اتعمد افساد علاقتك معها )
بنفاذ صبر انتفض علي قائلا بتحذير مخيف (سمااا .. لقد تجاوزت حدودك باسلوبك هذا )
بلا مبالاة رفعت اكتافها (ومالذي تفعله انت .. الا ترى اسلوبك معي )
كانت تشير الى صدره الا انها تفاجات بعلي يمسك اصبعها بقوة مؤلمة متحدية اذهلتها .. اعاصير مزلزلة اكتسحتهما وكلاهما ينتفض بغضب اهانته للاخر .. بسرعة متالمة دفعت اسيل كليهما بعيدا عن الاخر وهي تحاول انتشالهما بهتافها من موجة الجنون الغاضب التي اغرقتهما بسوء (هيييي صددقا .. كفففى .. علي .. ارجوك اذهب لمرام .. وانا سابقى مع سما .. ثم اعتقد انها لها كافة الحرية باختيار من تريد طالما انك ستطلقها .. يكفي ما قلتماه وفعلتماه لبعضكما )
عاد الصمت ليخيم على المكان وقد طغت صدمة علي على كل خلاياه فشلت حركته وحقيقة اخرى تنغرس بروحه .. الطلاق .. الفراق .. بلا وعي منه التفت نحو اسيل وهو يشيراليها مغمغا بالم هامس ( حتى انت يا اسيل .. ولكن لما استغرب فانت ايضا ستعودين الان لادهم وترجينه ان ينسى كل شيء رغم انه فعليا اهانك )
احرف ما ان نطقها حتى ندم فوريا مع انتفاضة اسيل العنيفة التي اجتاحتها وهي تترنح امامه بانصعاق .. بلهفة مد يده ليسندها وهو يعتذر ( اعتذر .. لم اقصد ان اكون وقحا هكذا )
التحمت عيناه النادمة بعيني اسيل التي كانت مراة لالام لا حصر لها ولصراع يشيع فيهما غابات عاصفة .. وامتدت يده بسرعة لتسندها وهو يرى ابتسامتها المستسلمة وهي تجيب بتاكيد خانع (ولكنك معك حق .. انا ساعود لادهم بل سافعل كل شيء اقدر عليه ليسامحني .. وبالتاكيد لن ادخل الكرامة بيننا .. فان كنت نسيت فهي سبب ما نحن فيه الان من فراق )
جواب اذهل كلا علي وسما التي انتفضت بشكل فوري معاتبة ( ارايت .. هاهو انقلب عليك ايضا .. انت حتى لم تنتظر ان تخيرك مرام بيننا )
لم تكن تعلم لما قالت هذا او لما كانت تتعمد اذيته بكل ما تملك من حروفها السامة التي اطلقتها بمرارة .. تزايدت حركة صدر علي المرتفعة والمنخفضة بعلامة واضحة لذلك الجنون الكاسح الذي يتسبب بازدياد انفاسه .. وبهدوء مرعب لوح باصبعه امام وجهها وقد اقترب بخطواته التملكية منها حتى لم يكد يفصل بينهما شيء (سمااااا .. انت حقا تجاوزتي كل العقل و .. هل تعتقدين للحظة اني ساتخلى عنكما بسبب اي كان .. ثم هل ترين ان مرام سيئة لهذه الدرجة .. انت تثيرين جنوني لدرجة انك جعلتني احزن اسيل بكلامي واخطئ بحقها )
لوهلة كان الامل يداعبها ويرفعها لسابع سماء سعادة لتصطدم بتفسيره فتشعر بوقعها لسابع درك .. وباستسلام متلم همست (بالطبع .. اسيل فقط ما همك احزانها اما انا فلاشرب من البحر )
بنظرات متفاجئة راقب علي ادق تفاصيل وجهها وقد لفحت انفاسه الساخنة ملامحها .. خفقة قلب غريبة هربت من فؤاده وهو يرى التماعة دموعها الحبيسة .. لوهلة شعر بيده ترتفع بلا ارادة كي تستقر على وجنتها ولكن .. اسم واحد تردد بذهنه فجعله ينتفض مبتعدا عنها وهو يجيبها ( انت .. انت ... اوووف .. اتعلمين اجل .. اشربي من البحر لانك ايضا لم تهتمي باحزاني )
كان قد التفت عنها وقد اختنقت روحه بالكامل ورغبة بالهرب تتملك منه .. وبالفعل كان قد بدا بالتحرك مبتعدا الا انه تفاجئ باجابتها الساخرة (لا تقل انك تنتظر مني بعد كل هذا اعتذارا )
توقف الزمن في تلك اللحظة له .. هل حقا تتعمد استفزازه .. هل حقا تتعمد عدم فهم حوراه .. لنصف ساعة وهما يتجادلان بدائرة مغلقة كلما ابتعدو فيها عادو اليها كالمغناطيس .. هل حقا هو وهي يحاولان اذية بعضهما لهذه الدرجة .. تشوش مخيف اصاب ادراكه فالتفت نحوها مغمغما ( اتعلمين شيئا .. اعتقد اني سالتزم بنصيحة اسيل و ساذهب .. اصلا لن اطيق التواجد في مكان لا تحترمني به انسانة تدعى زوجتي )
لازال يفعلها بسهولة .. لازال يتعمد اشعارها بانها قتلته بدم بارد .. لازال يثير كل احاسيس ذنبها .. فهتفت بهمسة دفاع راجية ( علللي .. انا احترمك اكثر مما تظن )
التقت عيناه بعينها هذه المرة بعتاب واضح وهو يجيبها (اجل واضح)
لم يكن يعلم حقا مالذي يريده من وراء كل هذا ولكن .. دغدغة احاسيسه التي اصبح يشعر بها مؤخرا زادت من صراعه .. وفي كل مرة احس بهذا وجد نفسه يحاول تحميلها اثم ما يصيبه من تخبط تنهد وعاد ليلتفت ناويا المغادرة ولكن .. شعر بيدها التي حطت على ساعده برقة وهي تقول بصوت مختنق غريب عليه (علي .. هل ستاتي بالليل )
دون وعي منه وجد روحه تستجيب لسؤالها وهو يعود بانظاره اليها وتملك عنيف ماعاد يستغربه مع احساسه بالانتماء الذي يمتد بينهما من عشرتهما الطويلة (اجل فلن تمنعيني عن ابني و .. عنك )
كلمة اضافها بحروف متعثرة تغلغلت في فؤادها كبلسم ازال كل جروحها بثانية واحدة واحساس نقي فياض من العشق يكتسح روحها .. وبابتسامتها التي اشرقت اجابت مشاكسة برجاء (انت لست غاضبا اذن )
لوهلة صمت علي وعيناه تسافران في رحلة تمحيص لحنايا وجهها الجميل .. نزاع نشب بين اوصاله وروحه ظهرت اثاره على ملامحه .. وبتنهيدة مستسلمة ابتسم بمشاكسة واصبعه يضرب ارنبة انفها بمداعبة (بلى سانفجر منك مثلما ستنفجرين مني وهذا الحوار على ما يبدو لن يكون الاخير بيننا ولكن .. لا اعتقد اني ساغضب منك يوما لدرجة ان ابتعد عنك .. هذا الخيار غير وارد اصلا )
اعتراف استنفزه ورغبته بالهرب منها تتضاعف .. بمناجاة روح سمع حروف اسمه كسمفونية تخرج من فمها (عللي ..)
ثورة غضب على ضعفه بدأت تبزغ بداخله (ماذا الان )
بخنوع لذيذ اخفضت عينيها قائلة (اعتذر )
بمشاكسة تولدت من اعماقه اجابها (غير مقبول )
برجاء طفلة رفرفت بعينيها (ساعدك ان لا اقابل سراج الا عندما استشيرك )
باستغراب ضاحك ربت على وجنتها ( ممم سافكر بالامر اذن .. ولكن .. اعتقد اني غالبا لن اقبل )
كشرت بانفها كقطة (لا تقل انك تغار )
حرك راسه باستخفاف ضاحك (سما كفاك سخافة )
مطت شفتيها بدلال (حسنا اعتذر كانت حماقة )
خفقات قلبه تضاعفت وشعور غريب يتسلل كما في كل مرة ليصيب فؤاده بسهم ادراك كم تبدو غاية في الجمال .. وبحنق حارق اقترب منها وانحنى نحو اذنها هامسا بعنف وقد نسي كليا تلك الواقفة بصمت تراقبهما وبجذل تسجل احاسيسهما المتناثرة ( ليست حماقة فلاجل كل جحيم الدنيا اجل اغار عليك )
وصمت لثانية قبل هتافه بتاكيد مخيف (حتى لو كان زواجنا كذبة فانت بالنهاية زوجتي وتحملين اسمي )
بهمسة مماثلة انصهرت عيناها اللامعة بترقب وهي تجيب (حسنا لا تقلق ساحترم هذا اللقب .. اعدك )
راحة اثلجت صدره فاجابها بمشاكسة وهو يبتعد عنها بسرعة واحساس الخدر الذي اصاب اواصله يقلقه .. (اجل هكذا اعقلي .. كما كنت دائما )
ابتسامة خجولة زينت ثغرها .. رفرف بعيناه وهو يتراجع وحدسه ينبؤه بخطئ ما يدور بينهما خاصة مع صوتها الهامس بامل (انت ذاهب الان )
حقيقة اراد ان يذكر نفسه بها كي ينتشل نفسه من تخبطها ( لا وقت لدي للتراجع واعتقد اني ساقصر بحق مرام ان اعتذرت ثم ان اسيل الان تضحك بعد ان رات عرضنا المجنون لذا ساعتمد عليكي لتقومي بالبقية .. الى اللقاء ليلا )
كان قد اضاف جملته الاخيرة بعد ان انتبه لاسيل فطغى خجله على فورته واراد الانسحاب مع ما بقي من كرامته التي تتشوش ما ان يقترب من سما
بدورها كانت تراقب مكان خروجه بشرود جعلها تنتفض ما ان صفقت اسيل بجذل قائلة ( ياللهي .. انتما .. حقا عااشقين )
التفتت بسرعة نحوها وهي تجيب بسخرية ( لا تهذي يا اسيل .. اهذا ما استنتجه من حوارنا الاحمق للتو )
رفعت اسيل حاجبيها بتحدي وهي تلوح بيدها (بشرفك يا سما .. انت تغارين عليه وهو يكاد ان يموت من غيرته عليكي كما انه لم يكف عن ترديد كلمة زوجتي .. وابني .. يتشاجر معك ولا يطيق البعد عنك او فراقك .. انه حتى لا يطيق احزانك رغم جرحه العميق بكلماته التي تجرحه معك .. ثم .. انه لم يهتم بمرام سوى بانها لن تؤذيك حتى انه مستعد عن التخلي عنها لو فعلت ولكنه لن يتخلى عنك )
اطرقت سما براسها وهي تتنهد ( وعنك يا اسيل .. اي انه يرانا كاختيه .. حتى غيرته فهي اشبه بغيرة رجل على اخته فهو ايضا اعترض على عودتك لادهم .. وعماد دوما ما عده ابن له اما كلمة زوجتي فكررها مترافقة مع كلمة الكذبة او المسرحية ليؤكد هذه الحقيقة لي فلا انسى نفسي واتعامل كواحدة )
ضربت اسيل جبهتها بياس مجيبة ( انت .. اووف اتعلمين انك مثل ايقونة الكابة تثيرين في النفس بكلامك كافة انواع الياس)
مطت سما شفتيها باستسلام ( هذا لاني لم اعد احلم مثلك واصبحت قدماي الان على ارض الواقع و .. )
قاطع كلامهما وصول رسالة على هاتف اسيل الذي كان بيدها .. وما ان رأت المرسل حتى هتفت بسرور وهي تفتحها ( انها من مرااد انه ... اوووه يبلغني انه سيصل الى مصر غدا .. هل يعقل )
اضافت تساؤلها الاخير بدهشة وهي تنظر الى سما التي ابتسمت بدورها بغموض وهي تغمغم ( اذن فقد قبل عرضي واخيرا بفضلك يا اسيل )
نظرت اسيل اليها بتساؤل لم تنطقه .. فغمزتها سما بمشاكسة وهي تتابع ( لقد اخبرته انك تحتاجينه .. فلم يتردد .. يمكنك اعتباري مستغلة ولكن .. وجود مراد في الشركة معنا في هذا الوقت كنز مهم جدا .. فانت تعلمين كم هو ناجح في عمله وخصوصا في تنسيق الفرق والمهام القيادية )
ضحكت اسيل بصفاء مغمغمة ( ياللهي .. لديه تاثير مريح حتى بمجرد معرفتي بقدومه اشعر بان الهواء اصبح اكثر نقاءا .. انه حقا شخص غريب جدا .. ورغم كل شيء يقدمه للجميع الا انه .. )
رفعت اسيل حاجبيها بايحاء ردت عليه سما بتاكيد ( تقصدين يارا .. بصراحة .. لا اعتقد اني ساجد في حياتي شخصين متناسقين ومتفاهمين كما هما .. بالاضافة الا اني ورغم كل نماذج الحب التي عاصرتها في حياتي لن اجد ابدا امراة تحب رجلا بلا مقابل كما تفعل يارا)
تنهدت اسيل وهي تشرد بانظارها مغمغمة ( معك حق .. حبها .. غير مشروط .. غير متكم .. بلا ثمن .. بلا اي حسابات .. او حتى تفكير .. هي فقط تفرش له روحها ليطأ باقدامه طريق نجاحه رغم تاكدها بانه لن ... اووووف هو حقا مجنون)
لوحت سما باصبعها مؤكدة ( اجل مجنووون .. كما انتي مجنوونة .. ويارا اكثر جنونا منكما وعلى فكرة .. انا واثقة انها ستلتحق به بعد ان ترتب امور مكتبه هناك .. فهي لا تبتعد عنه كثيرا .. لذا .. سابقي لها وظيفة سكرتيرته شاغرة فكليهما .. حقا كليهما سويا .. ثنائي مدددهش )
شددت على حروف كلمتها الاخيرة باعجاب جعل اسيل تضحك قبل صمتها الفجاائي مع ترقرق عينيها بالدموع وهي تهمس بالم ( اجل .. ثنائي مدهش .. كما كنا .. انا و .. ادهم .. حبيبي .. ياللهي يا سما كم اشتقت له .. )
ثم التفتت حولها باختناق وهي تلوح بيدها امام وجهها كالمروحة قائلة بصوت متحشرج ( ما رايك ان نخرج من هنا فما عدت قادرة على احتمال ذكرلايات ما حدث .. هيا لنذهب الى عماد ونرتب منزلنا الجديد .. بالنهاية منزل جديد يعني حياة جديدة وحظ جديد اليس كذلك )
وافقتها سما وهي تحتوي كتفيها برقة داعمة وقد اخذت تحثها لتتحرك باتجاه الباب ( اجل .. كل شيء جديد .. لا تقلقي .. سابعث احدا يهتم بنظافة الشقة هنا لتكون جاهزة لك متى اردت .. هيا بنا الان .. فالانتقال الى منزل جديد ليس امرا سهلا ووراءنا الكثير من العمل .. اليس كذلك . )
((((يتبع موقف تسنيم وتامر))))



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 06:46 PM   #57

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (2) القسم الاول



صرخة عنفوان انثى
الفصل 2
القسم الاول
2



كانت تسنيم تفكر بهذا الامر في نفس اللحظة وهي تنظر باتجاه شاحنة النقل التي تنقل قطع اثاثها القليلة الى شقتها الجديدة التي وفرتها الشركة بمكان لا يبعد كثيرا عن المطار حيث تعمل .. غضب عارم استوطن صدرها مع احساسها بالتوهان من منظر العاملين اللذان كانا ينزلا قطع الاثاث بكل عنف واهمال .. وبصعوبة نقلت ابنها الذي تحمله الى يدها الاخرى ولوحت لهما بيدها الحرة صارخة بعنف ( حقا . مالذي تفعلانه .. ساقوم بالمطالبة بتعويض كل قطعة اثاث مخدوشة .. الا تفهمان كم تعبت في جمع ثمنهما .. هيي .. انتظر .. لا ترمي الطاولة هكذا .. ستكسر )
كانت تهذي بلا توقف وقد ثارت اعصابها اكثر مع تجاهل العاملين لها وكانهما لا يرونها .. احساس بالقهر ملا روحها مع رؤيتها لاهانتهم الواضحة بتجاهلها لانها انثى ضعيفة بنظرهم .. نظرت حولها في محاولة لتجد اي شخص يساعدها ولو على الاقل يمسك طفلها المتململ بين ذراعيها بعد ان اعتذرت جارتها القديمة عن ابقائه عندها لوجود ظرف طارئ .. صوت لم تتوقع سماعه مرة اخرى انطلق بتحية فاترة ليكسر ظلمة الجو من حولها ( ليعطكم الله العافية والهمة يا شباب .. هل هناك ساكن جديد قادم )
بفورية وقف احد الشباب وهو يجيب باحترام مبالغ اشعل حنق تسنيم التي كانت ترجو منهم التفاقة قبل قليل ( اجل يا (بشمهندس ) .. انها ساكنة جديدة .. سنحاول الا نثير ضجة كبيرة كي لا نزعج القاطنين هنا )
تبرير لم يطالبه به احد ولكن العامل تبرع بقوله في اشارة واضحة للمهادنة .. وبنبرة ملاتها بكل ما تستطيع من احتقار قالت ( يعني .. ها انت تسمع وتتكلم كما ارى .. اذن .. لما لم تكن ترد علي قبل قليل وانا اناديكم .. يبدو انك نسيت انني انا من سيدفع لكم .. لا هذا الذي تحاول مهادنته )
شهقة مصعوقة جعلتها ترفع عينيها باتجاه مصدرها لتجد تامر يبحلق بها بذهول قبل حركته البطيئة نحوها وهو يغمغم (.. انت .. حقا .. انت الساكنة الجديدة .. لماذا .. اقصد كيف حصلتي عليها و .. )
وصمت بشكل فوري مع ملاحظته لهذيانه الغير مفهوم ولنظراتها المبهمة .. صوت بكاء قطع تلك اللحظة فانتبه الى ذلك الطفل الجميل ذو الثلاثة اعوام والذي كان يتموضع بين يديها .. ذهول كبير اصابه مع مراها وهي تحمل هذا الطفل الذي بدت هي اكثر طفولة ورقة منه بملابسها الواسعة الطويلة وشعرها المرفوع بعشوائية وقد غطته بمنديل خلفي زادها فوضاوية لذيذة وجسدها الصغير جدا بطوله القزم الذي يجعلها لا تصل حتى لخط كتفيه .. هل حقا هي هنا .. تلك التي هرب منها باقي وقت عمله كي لا يعتذر بشكل فوري لها .. فتح فمه ينوي ان يسالها عن ما تفعله هنا في هذا المبنى الذي يقطنه دون عن كل مباني الشركة ولكن انحناءة راسها باتجاه طفلها وذلك الحنان الذي طغى عليها وهي تحادثه ببراءة مس قلبه بطريقة غريبة اخافته فعاد لنيته الاولى بالهرب في تلك اللحظة وهو يتراجع بفورية قائلا ( حسنا .. اهلا بك .. بالتاكيد انت مشغولة الان .. سنتحث في العمل غدا )
ارتفعت نظراتها نحوه بذهول وهي تراقب حركته المبتعدة عنها بتجاهل كامل لابسط حقوق الجيرة والذوق بسؤالها عما ان كانت تحتاج الى مساعدة .. صرخة حنق خرجت بلا سيطرة منها وهي تهتف بغضب ( هكذا اذن .. اهذا قمة ما يمكنك فعله .. يا ندبي على االمروؤة والشهامة اندثرت من الرجال )
رفرف تامر بعينيه بلا تصديق وصوته يعلو ( انا .. احقا تقصديني انا بكلامك .. اتعلمين .. لست مطالبا باثبات اي شيء لك .. ولكن من باب الفضول .. لما هذا الاتهام ياترى )
ضحكت بسخرية وهي تشير بيدها الحرة حولها قائلة ( الا ترى من حولك .. على الاقل الم يؤنبك ضميرك على مظهري وانا اقف في الليل مع طفلي في هذا البرد واتعامل مع رجال لا يلتفتون حتى لما اقوله او اطلبه منهم وقد افسدو كل قطع الاثاث الذي تعبت فيه كثيرا كي اتمكن من توفيره و .. )
باستهزاء حانق صفق تامر بعصبية دون ان ينتبه على لمعة دموعها التي كانت تبدو في مقلتيها ( كفففى .. يكفيك تذمرا انا لست بمزاج يسمح لي بان اسمع نواح امراة تهذي .. مشكلتك انت الوحيدة الحرة فيها .. اعتبري نفسك لم تريني وتعاملي بقوتك وحدك كما فعلتي قبل مجيئي .. لا تتخيلي ان يحثني ضميري على مساعدة فتاة لا اذكر حتى اسمها بل ولا اذكر سوى وقاحة ردودها وعدم احترامها لي.. ان اردتي فلتستدعي احد معارفك .. في النهاية .. كما دنتي تداني .. عن اذنك )
وتحرك مبتعدا وقد لاحظ وقوف العاملين عن العمل وكلاهما يرسم ابتسامة خبث واستخفاف وعينهما تراقبان منظر تسنيم التي فتحت فمها بذهول وقد ازدادت التماعة عينيها وظهر بشكل واضح ارتجاف جسدها .. صورتها التي غابت للحظة مع اغلاق باب المصعد عليه ضربته بزلزال جنون غاضب من نفسه وهو يضرب ارض المصعد بحنق جنوني ( اللعنة .. لقد اخطات مرة اخرى بحقها .. انها .. انها .. مستفزة .. حتى لو يتيمة .. الا يوجد احد .. يمكنها الاستعانة به .. ثم كيف تقبل على نفسها الوقوف مع رجال في هذا الوقت .. و .. لما تحمل ابنها الشبه نائم بين ذراعيها وكأنه سيقطم ظهرها من ثقله .. و .. اراد حقا ان يتجاهلها ويتجاهل الامر ويلتزم بكلامه ويتركها .. اراد ان يرسم علاقة رسمية كاملة معها خصوصا انها تقطن نفس مبناه .. اراد ان يعلمها درسا ويشهد على فشلها في التعامل مع ابسط الامور .. اراد اكثر من هذا بكثير .. الا ان .. لمحة من ذاكرته لصورتها الاخيرة جعلته يضرب ازرار المصعد بغضب عنيف معيدا اياه الى الطابق الارضي وقد اخذ يتنفس بعمق في محاولة عقيمة للسيطرة على نفسه والعودة لقناع بروده .. خطواته العسكرية التي اتجه بها نحوها ترددت قليلا مع رؤيته لراسها الذي كان منخفضا وقد اخفته تقريبا في جسد ابنها الذي زادت من ضمه وشم رائحته .. الم حز بعمق روحه وفكرة انه اذاها وذكرها بزوجها المتوفي على ما يبدو تثير فيه احساسه بانه نذل بجدارة يستقوي على امراة ارملة .. ياترى .. مالذي سيقوله والده او نادر لو علما الى اي مدى وصل بهروبه من كل النساء بعد ما حدث له .. تنهد بعمق وترك لنفسه العنان وهو يقول بحنان تسلل رغم عنه لصوته ويده ترتفع لتمس كتفها ( ربما .. يمكنك الذهاب الى شقتي ريثما ينتهي الرجال من عملهم وانا .. ساقف عندهم .. هيا .. صغيرك لن يحتمل هذا البرد )
لدقيقة لم يبدو عليها انها سمعته وهي لا تستجيب لتربيتته .. ثم .. رفعت راسها ببطء وهي تغمغم بنبرة حملت بين طياتها بركان غضب ( يبدو ان بقايا احساسك الانساني لازال موجودا لتعطف على الصغير الذي لا ذنب له )
عقد تامر حاجبيه وقد عاد الغضب يتسلل الى روحه بشكل غريب ( لا تستفزيني يا هاري بوتر كي لا اتخلى عن هذا الباقي ايضا .. هيا تحركي من امامي .. هاك مفتاح شقتي انها في الطابق الرابع رقم خمسة في الجناح الغربي للمبنى )
عينيها اللتان اشتعلتا هذه المرة باتون حرائق غيظها بدتا له ممتعتين بشكل جذاب خصوصا مع كلماتها المستنكرة ( انا .. انا هاري بوتر .. انت .. انت .. كيف تجرء على مناداتي هكذا .. انا لي اسم .. وواثقة انك قراته في ملفي )
رفع تامر كتفيه وهو يتراجع للوراء مبتعدا عنها ومجيبا بلا مبالاة في محاولة لانهاء هذا الحوار الذي اصبح ياخذ منحنى لا يريده ( انت حقا تبدين مثله بشعرك الذي يغطي وجهك وخاصة ندبتك التي تظهر على جانب وجنتك .. وبهذه العينتين الكبيرتين مع تلك النظارات الدائرية بلون اطارها الاسود .. ثم بكونك يتيمة مثله ايضا .. صدقيني .. تبدين كانعكاس له على ارض الواقع .. و .. بالمناسبة .. اعتبري وقفتي هذه كرد على كلامي عن عائلتك فانا لم اكن اعلم انك لا تملكين واحدة )
رفرفت تسنيم بعينيها بذهول وهي تركز نظراتها على عينيه لاول مرة منذ مجيئه .. لقد تعمدت عدم النظر اليهما في السابق لانها لاحظت منذ لقائهما الاول مدى تأثيرهما على كيانها الذي ارتجف باستغراب من هذا اللون الذي تراه لاول مرة بحياتها من شدة نقائه وازرقاقه بجمال ابدع فيه الله ومنحه لرجل مستفز جدا لا يفهم ولا يقدر ما يمتلكه من نعم منها الله عليه .. حتى انه لا ييعتذر بل فقط يشير لوقاحته في كلامه عن العائلة وكأن ما حدث امرا عاديا .. ابتسامته المترقبة بسماجة لتحركها كي تستجيب لاوامرة احرقت كل تعقلها وافكار شيطانية تفور براسها .. ارادت ان ترفض حتى وقوفه بجانبها في تلك اللحظة وان تتمسك بكبريائها ولكن .. تململ ابنها للمرة التي لا تعرف عددها اخرس اعتراضها وتركها لاهثة تحاول اخراج نار احتراقها مع زفراتها الثائرة .. بعنف التقطت المفتاح من بين يديه وهي تقول بسخرية ( اذن ربما يجب ان لا تغضبني كل لا اعيدك الى اصلك الواضح فاخوتك الثعابين مشتاقون لك )
رد اصابه بالخرس الفجائي ودغدغة ضحكة عميقة تكاد تشق كل روحه لتجلجل عالية منه وعيناه تراقبان تحركها الاهوج باتجاه المصعد وهي تكمل كلامها بتحذير ( انتبه على الاثاث الخاص بي وضعوه في اماكن مناسبة والا والله ساجعلك تنقله بنفسك ان لم يعجبني شيء )
هذه المرة لم يتمكن من منع ضحكته التي حملها سخريته وهو يلوح بيده بشكل دائري ( وماذا بعد يا سيادة الملكة .. فلتحمدي الله انك وجدت احمقا يساعدك ولتصمتي كي لا يتراجع و ..على فكرة ان كنت ثعبان فانت حية رقطاء لذا من الافضل ان تكفي عن كيل الشتائم لان كونك انثى لن يشفع لك عندي وسارد لك كل اهانة باضعافها )
حركت تسنيم راسها بعدم تصديق واسلوبه يثير جنونها اكثر ومن بين اسنانها هست بطريقة موحية وهي تجيبه ( معك حق .. حية .. ولكن على الاقل .. نحن الافاعي لسنا مثلكم نبدل جلودنا كل فترة ومعتادين على الغدر واعتصار المرء حتى يموت ببطء معذب تدريجي و .. ياللهي .. مالذي اهذيه انا )
كانت قد انتبهت لطريقة كلامها فذهلت خاصة مع منظر تامر الذي جمع بدوره بين الاستهجان والضحك والانصدام . صمتها الفوري جعله يلوح بيده وهو يقول بمشاكسة ( مابك .. هيا اكملي الدرس العلمي بالفرق بين الافاعي والثعابين .. تبدين على معرفة وثيقة بهم .. يبدو انك بالفعل تعتبري نفسك منهم .. وهذا كلامك انت بالنص .. الم تقولي .. نحن الافاعي .. و )
كان مستمتعا .. وبشدة .. حتى وهو يعلم انها تهينه ويهنها .. ولكن .. ذلك الحوار الغريب الذي لم يتخيل ان يدور بينه وبين انسان يستنفر جميع خلاياه بمتعة فقدها طويلا جدا .. قاطعته وهي ترفع قبضة يدها وكانها تلكم الهواء وقد ارتفعت زمجرتها المغتاظة ( كففى .. صدقا .. كفففى .. اووف .. وكانك ما صدققت ووجدت امرا سخيفا لتتمسك به .. انا .. ساذهب )
والتفتت بسرعة لتدخل المصعد ولكن .. وجد نفسه يغمزها بطريقة تثير غيظ اي احد وهو يشير بيده نحوها محذرا ( صحيح .. نسيت ان اقول لك امرا .. لا تفسدي شيء في شقتي والا سترتبيه وانتظر منك ان تعدي طعام العشاء لي بما انك ستشغلي ذلك الوقت الذي كنت ساعده فيه .. هل هذا واضح )
فغرت تسنيم فمها بذهول كجواب وهي ترى باب المصعد يقفل عليها ليمنعها من الاجابة بما كان يجيش بصدرها من صراخ سيملا بالتاكيد المبنى بعد سماعه .. انه حقا وقح بارد متعجرف يجيد فن الاهانة واثارة غضب من حوله .. هذا ما استنتجته وما جعلها واثقة مما ستفعله كي تؤدبه وتجازيه على تصرفاته وكلماته معها .
لم تكن شقته غريبة على شخصيته .. كان هذا ما شعرت به تسنيم وهي تنتقل بين غرفها بفضول اصابها .. لا تنكر بان هذا الشخص ليس عاديا .. وبانها الى الان لم تفهم ما هي طبيعة شخصيته .. وهذا يخيفها وبنفس الوقت عيناه تصيبانها بتوتر واحساس بامان غريب .. كلما نظرت اليهما تشعر بالتوهان الغريب كمن يغرق بدوامة محيط ولكن باحساس لذة وراحة بان لا شيء سيؤذيه .. تناقض غريب بالفعل لم تفهمه .. تنهدت وهي تنفض راسها من هذه الافكار مغمغة ( اووف تسنيم .. انت في غنى عن اي تعقيد في حياتك .. فقط .. سالتزم بتعاملنا في العمل .. ولكن .. كي يكف عن مناداتي بتلك الاسماء الغريبة .. هاري بوتر .. و القزمة بعد الان سالقنه درسا بالفعل)
كانت نظرة شيطانية هي ما اشتعل بمقلتيها وهي تعيد الانظار حولها في المكان وتحذيره الاخير يرسم ابتسامة جهنمية على شفاهها وعيناها تنظران الى الاعلى حيث تسمع صوت الاقدام والاثاث المتحرك في شقتها .. فلقد اكتشفت انه ليس فقط جارها ولكن ايضا هو ايضا يقطن بالشقة التي تقع اسفل منها مباشرة .. اي ان اي حركة تتحركها يظهر صداها عنده .. ثانية اخذتها تخطط فيها بما ستفعله قبل بدئها بالتنفيذ .. في الاول اعدت طعاما بسيطا مكونا من طبق فول تناولته هي وابنها وقد اكتشفت كم هي جائعة .. ثم نيمت ابنها الذي لم يستغرق وقتا لانه كان نائم تقريبا وبعدها .. بدات باثارة الفوضى في الشقة المرتبة بشكل مبالغ فيه وبطريقة اظهرت هوس صاحبها بالنظافة على ما يبدو .. ثم قامت باعداد طبق من المعكرونة سريعة التحضير واضافت عليها فلفل حارق حتى اصبحت مؤذية رغم رائحتها المثيرة للشهية .. ثم اعدت طبقا من البسطرمة مع البيض بدا كتحفة فنية بمنظره ورائحته ولكنها اضافت عليه الكثير من الملح حتى اصبح غير قابل للاكل باي شكل كان .. وبعدما انتهت تركت كل الاطباق التي استخدمتها في حوض التغسيل بفوضى مثيرة للغضب هذا دون ذكر بقايا الطعام التي تركتها متعمدة على الطاولات الخاصة بالمطبخ.. وبنظرة رضى اخيرة حملت ابنها وغادرت الشقة متجهة لشقتها بعدما انتبهت بان صوت الحركة خف مما يدل على انهم تقريبا انتهو على ما يبدو..ولكنها ما ان خطت نحو شقتها حتى غمرها احساس الم ممتزج بخوف ووحدة وترقب ومشاعر شتى تغزوها .. هل ستنجح .. لوحدها .. هل ستهرب .. من ماضيها .. الن يجدها احد هنا .. الن يعرفها احد .. بلا وعي زادت ضم ابنها اليها ودموعها تترقرق وخطوة اخرى من مستقبلها تجدها تتحقق .. لم تنتبه الى تلك العينان اللتان راقبتا تبدل ملامحها على صفحة وجهها منذ دخولها .. ولا على ذلك الحنان الحزين الذي تسلل اليهما وهو يرى دموعها ووحدتها وصراعها الظاهر بتشبثها بابنها .. كم بدت له كطفلة تائهة غامضة .. بلا ماضي .. بلا مستقبل ..بلا اهل .. لم يعلم لما احس انها تشبهه .. نفس احساسه بالوحدة والضياع والخوف من الاقتراب من اي شخصكي لا ينصدم به .. تسارع في فؤاده ايقظه من الشرود فنفض راسه بسرعة وهو يؤنب نفسه التي انطلقت بلا حسيب بافكارها المحرمة عليه وطعم مرارة يملا جوفه وقد تذكر تلك اللحظة السوداء بحياته .. لحظة انجرف وراء احاسيسه وحاول انقاذ انثى من مصيبتها .. لتنقلب الامور وتصبح قيود جرته لهاوية اجحيم .. بسرعة توجه نحو تسنيم وهو يقول بعملية وحزم بدا صوته فيهما خشنا غاضبا ( لقد تم ادخال الاثاث الى الحجرات كما تم توزيع الصناديق بناءا على ما كتب عليها .. صناديق المطبخ في المطبخ .. وصناديق الصالة فيها وحجرة النوم ايضا وضعنا صناديقها فيها .. كما تم تركيب السرير والدولاب .. ولقد غادر العاملين للتو وانا ايضا ساذهب لارتاح .. )
وتحرك كمن يهرب بسرعة الا انه توقف مع هتافها المشدوه ( فقط .. هذا ما ستقوله لي و )
بنبرة علت بسخرية حانقة قاطعها ( هل هناك شيء اخر تنتظرينه مني .. ربما تريدين ان تشكريني )
اضاف الجملة الاخيرة باستهزاء اثار تسنيم ففتحت فمها لتجيب ولكن .. عيناها اللتان اخطأتا مرة اخرى ونظرتا لعينيه تاهتا بذلك الالم الذي انبثق يستصرخ فيهما .. بذهول حائر رددت ( اجل .. اشكرك .. فلقد وقفت معي بشهامة )
شكرها اصابه بصعقة تشوش وطريقة نطقها للامر ضربت صدره بعمق .. لوهلة بدا التردد في حروفه المتناثرة وهو يفتح ويغلق فمه دون ان يعلم ما عليه قوله لها .. منظرها المشوش ايضا خنقه فالتفت متحركا بسرعة دون ان ينبس باي شيء حتى وصل لباب الشقة فوجد نفسه يقول بغمغمة غير واضحة ( ان احتجت شيئا .. فاطلبيه غدا مني ) وغادرمغلقا الباب خلفه بقوة مع امل ورجاء ناشد فيه عقله قلبه كي لا يبدا بالحماقة والتدخل فيما لا يعنيه كل لا يموت مرة اخرى .
يوم جديد لها في الحياة .. يوما تتنفس فيه رغم حكم موتها الذي صدر قبل ثلاثة اعوام تقريبا .. يوما تضيفه لمدة هروبها التي طالت .. كما انه يوم تجني فيه ثمار تعبها لتحصل على وظيفة ثابتة .. بمعنويات مرتفعة تحركت نحو باب منزلها مع ابنها الذي امسكت يده ليمشي بخطواته المتعثرة اللذيذة .. لقد خرجت مبكرة جدا كي تتمكن من المرور على الحضانة التي سجلت ابنها فيها والتي لا تبعد كثيرا عن المبنى الذي تقطن فيه في المدينة السكنية .. كما انها بداخلها تمنت حقا ان تؤخر لقائها به .. فهي واثقة بانه سيكون كالقنبلة بعدما تناول الطعام .. ان ترى شيئا لذيذا وانت متعب وجائع ولكن لا تستطيع الاكل منه فهو قمة العذاب .. وبالفعل كان الحظ هذه المرة معها .. فهي لم تراه .. ونجحت في الوصول الى الحضانة ثم الى المطار حيث توجهت نحو منطقة مكاتب ورش التصليح في المعاد المحدد .. وبهمة متحمسة وضعت حقيبتها على مكتبها ثم توجهت نحو المكتب المقابل لها وسحبت انفاسها العميقة وهي تزين ثغرها بابتسامة رسمية قبل طرقها لباب مكتب تامر وهي تعد نفسها كي تتقبل هجومه بتلك الابتسامة كما هو مطلوب في شروط عملها .. دقيقة .. اثنتان .. لم يرد احد .. فعادت لتطرق الباب مرة اخرى باستغراب وبقوة اكبر الا انه للمرة الثانية لم تكن هناك اي استجابة .. بحذر فتحت الباب فوجدت المكتب فارغا .. ايعقل ان يكون قد بدأ العمل فورا في الورش التصليحية دون ان يمر على مكتبه .. ولكن .. نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى التاسعة تماما اي ان العمل الان بدا فقط فمتى جاء ومتى ذهب .. بخطوات سريعة حملت دفترها وقلمها واتجهت هي الاخرى نحو الورش وهي تتذمر بسرها فعلى ما يبدو انه سيوبخها ويتهمها بالتاخير دون ان ينتبه انه هو من جاء على ما يبدو مبكرا جدا .. كانت تتحرك دون ان تتنبه لموضع اقدامها في مكان متسع كبير جدا لم تعتد عليه وعيناها تنظران حولها في محاولة منها لتحديد مكانه وقد تاهت مع الحركة الدؤوبة في المكان والمعدات الضخمة التي تنتقل دون ذكر السلالم واجسام الطائرات المتوقفة .. ازداد توترها وهي لا تعلم مالذي عليها فعله وقد تسارعت خطواتها اكثر حتى غدت شبه راكضة .. وفي احدى الزوايا بجانب لوح معدني يخرج منه العديد من الاسلاك الكهربائية راته يقف وهو يمسك اداة لحم معادن صغيرة جدا ودقيقة .. تنفست بارتياح وهي تذهب اليه وقد زادت من سرعتها اكثر .. راته وهو يرفع راسها ويراها فابتسمت وهي تلهث ولكن .. ارتفعت يده باشارة تأمرها بالتوقف وقد سمعت صرخته ايضا بنفس الامر الا ان استجابتها التي جاءت بطيئة كلفتها ثمنا غاليا .. فبأقل من جزء من الدقيقة حدث كل شيء .. قدمها التي علقت باحد الاسلاك فافقدتها توازنها ويديها اللتان طارتا لتستندا على امتداد اللوح المعدني الذي كان تامر يعمل عليه كي تحميانها من السقوط ثم .. لسعة حارقة مؤلمة نفضت جسدها بقوة زلزلتها بعنف تركها صارخة وهي تبعد يدها لتسقط ارضا وقد اظلمت الدنيا بسواد كامل وهي تفقد الوعي .
((يتبع في المشاركة التالية باقي موقف تامر )))


noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 06:50 PM   #58

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (2) القسم الاول



صرخة عنفوان انثى
الفصل 2
القسم الاول
3





اشخاص ظنت انها لن تراهم مرة اخرى يحيطون بها .. واماكن اعتقدت انها هربت منها .. اصوات صراخ مخيفة تضج من حولها وشخص يقف امامها بكامل جبروته شخص دوما ما ظنته امانها وسندها .. شخص اصدر الحكم بقتلها بابتسامته الظافرة التي تراها الان مرة اخرى تزين فمه وهو يوجه نحوها فوهة المسدس وقد سقطت امامه على الارض ورفعت يديها في محاولة عقيمة لتحمي نفسها وهي تصرخ ( لااا .. لاا تقتلني .. ارجووووك .. لاااا )
واستيقظت بصرختها التي خرجت مكتومة كانين وهي تنتفض في محاولة للجلوس منعتها عنها يدين حطتا على كتفيها مع صوت امتلا قلقا ( اهدئي .. اهدئي .. انت بخير )
عيناه البحريتين ثبتتاها وراحة تملا روحها وهي تدرك انها كانت تحلم فقط .. برعب .. بامل .. برجاء .. وبضعف هش تعلقت بانظارها في عيناه كمن يناشده ان يوضح لها ما جرى .. انفاسه التي نسيها في صدره استصرخت لتنبهه بانه قد شرد هو الاخر بعينيها السوداوتين الكبيرتين جدا .. والعميقنتين جدا جدا .. بهمسته التي استغرب فيها صوته الرقيق قال ( لقد .. تعرضت لصاعقة كهربائية .. فاللوح اللذي امسكتيه كان موصولا بالكهربا و )
قوله لما جرى بدا يثيير بصدره عواصف الغضب التي جعلت صوته يعلو بحرقة لاهثة ( ياللهي .. لو لم افصل اللوح في نفس لحظة سقوطك لكنت الان جثة هامدة .. ياللهي .. كيف تفعلين هذا .. هل انت حمقاء .. لم لم تقفي .. لم كنتي تركضين .. لم لم تنتبهي للاشارة الموضوعة على جانب الحائط بان هذه المنطقة محظورة الاقتراب .. ولم .. و .. ياللهي لقد ظننت انك .. )
انتفض واقفا وهو يوليها ظهره ويده تتحرك بعشوائية في خصلات شعره وقد انتبه انه بالفعل يفقد اعصابه وذكرى ما حدث تستولي عليه .. منظرها وهي تسقط ارضا .. لقد .. ظنها ماتت .. لم يعلم كيف تحرك ولا كيف وصل عندها ولا كيف امسك معصمها ليتاكد من نبضها .. لم يعلم حتى كيف حملها وكيف صرخ بهم ليستدعو الطبيب وكيف جلبها الى مكتبه .. لم يعلم كيف كان يتصرف وقد كان عقله يصرخ به بانه قتلها .. لم يفهم حتى ما علاقته بهذا الاتهام ولا لم كانت صورتها مع ابنها تخنقه وهو يراها ممدة والطبيب يعاينها .. اعصار احاسيس استنزفه في النصف ساعة السابقة حتى احس انه قد كبر عشرة اعوام مما شعر به من خوف في تلك اللحظات .. زفر بقوة وهو يصدر صوت احتجاج غاضب وقد شعر بجسده لازال يرتجف من تاثير الصدمة التي عانها ومن تاثير نظرتها للتو وكانه هو كل عالمها .. سمع همستها الرقيقة التي حملت دموع ضعفها ( انا اسفة .. لم اقصد ان .. )
التفتت وهو يصرخ ( لم تقصدددي ان تقتلي نفففسك بحماااقتك .. اين دربوكي الم تكوني تتشدقين بمهارتك و .. )
صمت بكلية ما ان راها وقد جلست على الاريكة التي كانت مستلقية عليها وهي تخفض راسها لينسدل شعرها الاسود الذي يراه للمرة الاولى منفلتا بالكامل من حولها كغلالة طويلة جدا جدا .. لوهلة ضاعت كل حروفه وعيناه تتوهان على هذا الليل الطويل والذي بدا كانه اطول منها هي .. ارتجافة جسدها وصوتها المكتوم وهي تعيد اعتذارها اعلمتاه بانها تبكي بصمت في محاولة منها كي لا تجعله ينتبه عليها .. قدماه تحركتا لوحدهما وقد نسي كل الدنيا وما حوله وهو يقترب منها ليجلس بجانب الاريكة على ركبتيه ويمسك كفيها المضمدتين برقة متسائلا ( هل تؤلماك )
حركت راسها موافقة كطفلة فابتسم بلا ارادة وهو يتابع ( اتعترفين انك حمقاء )
حركت راسها مرة اخرى بموافقة فعاد ليكمل ( ربما يجب ان تحسني نيتك فالله يعاقبك على ما فعلته بي البارحة )
كان يود اضحاكها وقد نجح فقد اصدرت صوت ضحكة مكتومة وهي تهز راسها بلا مما جعله يقول بمشاكسة ( لا يعاقبك لهذا .. لماذا .. هل لديك اثام اكبر ايضا )
غمغمت بكلمة لم يسمعها فاقترب قليلا منها وهو يقول ( ماذا قلتي ) .. لتجيبه هذه المرة بتحدي لطيف وبصوت علا قليلا ( انت تستحق ما فعلته )
عقد تامر حاجبيه وهو يجاريها بالحوار ممثلا صدمته وهو يهتف ( انا .. حرام عليك .. اهذا جزائي لاني ساعدتك يا افعتي المؤذية .. تلدغين من اواكي في منزله ..لقد كدت ان اموت وانا اتذوق طعامك )
اهتزاز كتفيها اعلمه انها تضحك بصمت قبل رفعها لراسها ببطء وهي تنظر اليه مجيبة ( انا اعتذر .. لم اقاوم فعل هذا بعد ما قلته لي .. ثم لقد ارادت تحذيرك ولكنك هربت بسرعة )
رفرف تامر بعيناه بدهشة وهو يجيبها ( اردتي تحذيري و انا هربت .. متى كان هذا .. الم تلاحظي نفسك ما ان دخلتي الشقة .. لقد كنتي خائفة و حزينة جدا .. واردت ان اتركك لمشاعرك )
صدمة ارتسمت على صفحة وجهها وهي تسال بتلعثم ( حزينة ..خائفة .. انا .. كيف عرفت .. انا .. )
انتفاضة احس بها في جسدها زادت من دهشته خاصة وهو يراها تهرب بعينيها منه وهي تحاول ابعاد يديها عنه ولكنه تجاهل محاولتها وهو يتمسك بيدها متابعا بفضول ( ما بك .. من الطبيعي ان تكوني حزينة وخائفة في هكذا موقف يعني .. بالتاكيد تذكرتي زوجك .. يبدو انك كنتي تحبينه كثيرا )
تساؤل اغضبه من نفسه .. ما علاقته اصلا ليسالها هكذا او ليحاول جعلها تتكلم عن زواجها . لم اراد ان يسمع اعلان اعترافها بحب زوجها كي يكف عن .. عن ماذا .. عقد حاجبيه بقوة وجرس الانذار يطرق عاليا ليصم عقله .. تنهدت بارتياح وهي تغمغم ( اجل زوجي .. بالطبع احبه كثيرا .. وافتقده كثيرا جدا جدا و بالتاكيد ساشعر بالوحدة فانا لن اجد اي شخص يعوضني عنه .. )
هذا اذن ما كان يود سماعه اليس كذلك .. بهدوء وقف مبتعدا عنها وقد راى تساؤلها فغمغم بطريقة عملية حازمة ( حمد لله على سلامتك .. يجب ان نتحدث طويلا جدا بعدما ترتاحي .. فهناك الكثير من الامور التي يجب عليك فهمها جيدا والذي يبدو انك لم تتدربي عليها كثيرلا نظرا لانك كما فهمت كنت تتدربين لشغل وظيفة اخرى .. ساعتبر ما حدث غلط مشترك مني ومنك ولكني ساكون المسؤول عنه في الادارة وذلك لانه كان علي اخذك في جولة تفقدية لتتعرفي على المكان ورغم اني كنت انوي هذا بالفعل اليوم الا انني تفاجات بقدومك بهذه السرعة )
كان قد ابتعد بخطواته المتراجعة عن الاريكة .. وقفت هي بدورها بسرعة لترد عليه ولكن .. دوار عنيف اصاب راسها مع حركتها المفاجئة جعلها تترنح بقوة .. يداه اللتان دعمتاها بسرعة وراسها مع يديها تستقران على صدره .. صوت نبضاته تسلل عميقا الى روحها وهي ترفع راسها لتنصهر بعيناه المشوشتي المشاعر في تلك اللحظة .. همستها التي خرجت كانت بلا وعي وهي تقول ( عيناك .. صادقتين )
رفرف تامر باجفانه وهو يجيبها بتساؤله ( كيف ؟؟ يعني ماذا ؟ )
تنحنحت تسنيم ويدها ترتفع لتشير الى تينك عيناه وقد ظهر فرق الطول بينهما مهولا في تلك اللحظة ( عيناك .. كمراة لروحك .. فمن يراهما جيدا يعرف ما تفكر به )
نفس كلام والدته ووالده ونادر واخواته .. دوما ماكانو يشاكسونه بانهم يعرفون ما يفكر به من عيناه .. ازدرد تامر لعابه بتشنج ويداه تبعدانها ببطء وهو يتجاهل صوت قلبه الذي يقصف باذنيه .. وبنبراته المتحشرجة قال ( يجب ان تنتبهي في حركتك فلقد اخبرني الطبيب انك ستعاني من صداع ومن زغللة بالرؤية مع بعض الغثيان والدوار ولكن لبعض الوقت فقط ريثما يزول تاثير الصاعقة الكهربائية .. لذا يمكنك البقاء هنا في المكتب والاستلقاء براحة على الاريكة والافضل ان تنامي .. انا لن ادخل هنا فعملي اليوم كله في ورش التصليح .. وعندما تشعرين انك اصبحتي افضل يمكنك المجيء الى الورش لاعرفك عليها .. او ان اردتي يمكنك الذهاب الى منزلك )
حركت تسنيم راسها رافضة وهي تجيب وقد تسلل لون احمر قاني ليغزو وجنتيها بخجل حاولت مداراته ( كلا .. سارتاح هنا قليلا ثم .. ساحاول مباشرة عملي .. انا .. اسفة .. لم اقصد التعليق على .. )
ولم تتمكن من اكمال كلمتها وقد استبد الخجل بها .. منظرها وهي هكذا اثار حنقه لانه السبب .. وللمرة التي لا يعلم عددها وجد نفسه يتباسط معها بابتسامة مشاكسة وهو يقول ( فقط اتمنى ان تجمعي شعرك قبل مجيئك الى الورش فهو يبدو كاسلاك الكهرباء المحروقة والمتنافرة بسبب الصاعقة )
بتلقائية هزته رفعت يدها الى شعرها لتمسده وهي تسال بهلع بسيط ( حقا .. هل احترق .. هل .. ياللهي انت تضحك علي )
كانت ضحكته تملا وجهه وهو يرفع ابهامه وسبابته كاشارة مسدس قائلا بغمزته المشاكسة ( واحدة بواحدة .. هكذا افضل .. اليس كذلك )
لم تعلم ما هو الرد المناسب امام ما قاله وما فعله .. لقد فهمت انه يحاول كسر حاجز الخجل الذي اختبات خلفه ما ان استوعبت غزلها الفاضح لعيناه .. رات الترقب يرتسم على محياه وهو ينتظر ردها وبالفعل فتحت فمها لتتابع نقاشهما ولكن .. طرقة على الباب قطعت مشادتهما وجعلتهما ينتبهان الى المكان اللذان يتواجدا فيه .. وبسرعة اتجه تامر نحو باب مكتبه ليفتحه وهو يشير اليها لتجلس كي تكمل راحتها .. وهناك كان يقف رجل تعرف عليه تامر بسرعة فلقد راه عدة مرات في مبنى الشركة .. مدير العلاقات العامة الاستاذ خالد .. وبتساؤل رحب به ( استاذ خالد .. اهلا وسهلا بك .. اي ريح طيبة جلبتك الينا )
كان قد افسح المجال له ليدخله الا انه تفاجئ بحركة خلفه مع شهقة فرحة صدمته مما تحمله من لهفة عميقة ( استااذ خاالد .. لقد جئت كما وعدتني حقا )
التفت تامر نحو تسنيم ليجدها وقد وقفت ومشت بخطواتها المرتجفة نحو خالد الذي تقدم بدوره ليستقبل كفيها بسرعة وهو يهتف ( تسنييم .. ياللهي انت بخير اذن والحمد الله .. عندما ابلغونا في الشركة عن الحادث جئت سريعا جدا وقد اختض قلبي عليك .. الحمد الله .. الحمد الله على سلامتك )
منظر لم يفهم تامر منه اي شيء وقد انعقد حاجبيه والغضب يعود باعنف درجاته .. لهفتها ولهفته .. استقبالهما الذي اوضح معرفتهما العميقة ببعضهما .. مجيئه كل هذه المسافة ليطمئن عليها بعد ان سمع خبر اصابتها في الشركة .. احساس بالاشمئزاز ملا روحه وهو يتذكر كلماتها التي قالتها للتو عن محبتها لزوجها واعلانها بانها لن تقبل بدلا عنه .. نبرتها الصدقة وقتها والتي اثرت به مع تذكره لمظهرها الحزين بالامس .. كل هذا الذي يناقض ما يراه الان امامه مع رجل هو يعلم بانه متزوج ولديه ابن ايضا .. ذكريات سوداء عصفت بقلبه مع صورة لانثى اخرى كانت على ذمته في ذلك الوقت ولكنها لم تخجل وهي تعلن امامه انها تحب اخاه المتزوج وبانها قد اختلقت حادثة اغتصابها كي يتزوجها .. مرارة الخيانة عادت لتغزو كيانه وهو يرى ما حوله بلون الدم .. وباعصار جنون خرج من الحجرة ليهرب من كل هذا بسرعة قبل ان يقوم بما لا يحمد عقباه .
((( انتهى القسم الاول وجاري تنزيل القسم الثاني )))



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 06:55 PM   #59

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (2) القسم الثاني


صرخة عنفوان انثى
الفصل 2
القسم 2
1
يتبعه 2 موقف لادهم




عندما نفكر بتلك الفرص الغريبة التي تكون امامنا .. تلك الثواني التي نقف فيها ما بين طرفين .. ان مددنا ايدينا لنحصل عليها واغتنمنا الفرصة سنفقد ضمائرنا .. وان تركناها سنفقد كرامتنا .. لمحات تلمع كالالماس من بعيد ولكنها كلما اقتربنا منها اكتشفنا انها اقرب للكربون الاسود .. صراع يصيبنا بشروخ في منظومة قيمنا .. من حولنا يعتبرونها منحة يقدمها القدر له .. مهما كانت سيئة تلك المنحة فهي في النهاية هدية لا يمكن رفضها .. ربما معهم حق .. ولكن .. ذلك الصوت الصغير الذي يستصرخ بداخلنا محذرا لنا باننا نفقد انفسنا .. نفقد مبادئنا .. نفقد ما يجعلنا في النهاية ما نحن عليه .. صراع ازلي بين المبادئ والمفاسد .. بين السهل والصعب .. بين طريق صواب وطريق اكثر صوابا منه .. فماذا سنختار ياترى ؟؟

اعمال متراكمة امامها تجد نفسها دوما تغرق فيها .. كيف بامكانها ان تخرج من كل تلك المصائب التي وضعها فيها اياد .. كيف كانت حمقاء لهذه الدرجة لتثق برجل مثله .. وعائلتها التي الى الان ترى فيه ملاكها كيف ياترى سيظنون عندما يعلمون ما كان يقوم به في ثروتهم .. تهريب .. بضائع خطيرة .. مخدرات .. رشوات .. عصابات .. عالم مرعب وجدت نفسها فيه دون ان يكون لها اي مصلحة سوى انها تتمنى لو تعيد كل الامور الى طبيعتها .. كم واجهت من لحظات كادت فيها ان تهرب تاركة كل شيء لتنتشل نفسها من هذا الظلام .. كم احست برغبة دائمة بانهاء حياتها التي تجدها في بعض الاوقات تافهة وبلا قيمة .. كم اهتزت كل افكارها وهي ترى امامها الطريق الاسهل للاستسلام والمضي قدما دون الوقوف ضد التيار .. ولكن .. في كل لحظة كانت تصل لهذه القناعة كانت تجده ينتظرها .. بابتسامته الساخرة .. بنظرته المحفزة .. كمن ينتظرها لتقع وفي نظراته تاكيد انه كان يعلم انها ضعيفة وليست على قدر المواجهة .. انها جبانة لا امل منها .. عندها .. وفي عيناه .. كانت تجد مداد حقدها على كل ماحدث .. لتجدد عزيمتها على الانتصار .. لمرة واحدة بحياتها .. ارادت ان تعاند ضعفها للنهاية حتى لو انها داست على كل شيء تؤمن به .. و ان تصل لهدفها الذي يبدو بعيدا جدا .. ارادت ان تثبت لنفسها انها تستحق المغفرة والتوبة .. عن ذنبها بحق علي .. الكبير والصغير .. كلما رات احمد امامها رات فيه طريق مغفرتها لنفسها وخلاصها من كل اثامها على يديه .. اليس هو من قال لها .. عندما تعود كل الامور الى طبيعتها .. عندها فقط سامنحك الخلاص.. وساثار لنفسي بدمائك .. واريحك من هذا الصراع الذي اتعبك .. ما بين الظلام والنور .. ابتسامة يائسة ارتسمت على ثغرها وهي ترجع ظهرها على كرسي مكتبها مغمضة عينيها لتريح راسها قليلا .. اذن .. لقد عاد علي فعلا .. عاد رئيسا لفرع في شركة عملاقة .. انه يستحق هذا النجاح .. يبدو ان الحظ ابتسم له ما ان ابتعد عنها .. كما انه تزوج سما كما فهمت .. نخزة الم انغرست بروحها وهي تتخيل نفسها معه متذكرة تلك الايام التي قضتها برفقته .. ايام رات فيها نفسها ملاك سعيد ناجح لا يحد طموحه احد .. دمعة يتيمة تعلقت برموشها خجلة من النزول على خدها كي لا تمنحها احساس الراحة من ضميرها المعذب .. صوت مفاجئ انتفض له كيانها مع انفتاح باب مكتبها بعنف .. همجية تعلم صاحبها جيدا فلقد اعتاد فعل هذا بين الفترة و الاخرى .. وكانه يداهم المكان .. التقت عيناها بعيناه لترى تحول نظرته من الساخرة الى المترقبة بتفحص اشعرها بانه يعلم انها كانت تفكر بعلي .. هربت بعينيها سريعا وهي تهتف بحدة ( مالذي تفعله هنا .. كم مرة اخبرتك ان تستاذن قبل دخولك هكذا )
ابتسامة مستفزة زينت فمه وهو يرفرف بعينيه باسلوب تمثيلي مضحك مغمغا بصوت امتلات لهجته بالاستخفاف ( اووه حقا لم اطرق الباب .. يالي من سيء .. انتظري قليلا )
وبخطوات متباهية اعاد الخروج من المكتب وقد ضرب بابه مغلقا اياه بعنف اكبر قبل سماعها لطرقتين مرعبتين كادتا ان يخرجا الباب من مفاصله.. ثم .. دخل مرة اخرى امام عينيها المنذهلتين منحنيا بشكل مبالغ به وهو يقول بصوت هازئ بشدة ( هل تسمح ملكتي لي بالدخول ياترى )
بهمسة ذاهلة اشارت اليه متسائلة ( انت .. مالذي تفعله .. نحن في الشركة .. اي عرض تقدم بهذه الطريقة )
مط احمد شفاهه وهو يعتدل وعيناه تعودان لتمشيطها بدقة قبل اقترابه منها ببطء استفز كامل اعصابها .. حاولت الثبات قدر استطاعتها ولكن .. نظراته التي تركزت على فتحت بلوزتها المتسعة قليلا وعلى ذراعيها المكشوفتين سحبتا كامل انفاسها واحساس غريب يشتعل بداخلها .. تلك الجاذبية الشيطانية التي تنبعث من كل تفصيل فيه تثير كامل جنونها وتوقظ انوثة لم تفهمها ولم تعرف انها تملكها الا كلما اقترب منها بهذه الوقاحة التي تقتحم كامل ثباتها .. بلا سيطرة على نفسها عادت لترتجف وقد استبد الجنون بها خاصة مع تلك الابتسامة التي راتها ترتسم بعبث على صفحة وجهه .. هل حقا يعلم ما يشيعه من توتر في كل كيانها .. ارادت ان تتراجع ولكن .. كرسي مكتبها اوقف حركتها فترنحت بطريقة هوجاء وقد كادت ان تقع لولا يدي احمد اللتان امتدتا بسرعة لتمسكا ذراعيها بقوة مثبتة وهو يجذبها نحوه قائلا بقسوة ثائرة ( تمهلي .. مابك مستفزة هكذا .. اهدئي كي لا يفسر احد تصرفاتك بطريقة .. صحيحة )
ونظر اليها بايحاء اشعل غضبها من ضعفها ومن كل شيء .. حاولت ابعاد يديه عنها وهي تقول بعصبية ظاهرة ( انت سخيف .. مالذي تفعله هنا .. هكذا .. ابتعد عني و .. اااه )
صرخت بالم مع شعورها بيده اللتان هزتاها بقوة وقد ارتسم على وجهه غضب عنيف اخافها فصمتت وهي تتوه بعيناه وصوته يهدر بهمسات حارقة اختلطت بانفاسه التي شعرت بها كزفرات الجحيم ( احترمي نفسك وانت تكلمي زوجك .. فاياك وان اسمعك تشتميني هكذا .. ثم .. ما هذا )
وامتدت يده بلمسة شعرت بها كوصمة نار لتحط على فتحة صدرها ثم تمتد على طول ذراعها وهو يتابع ( كيف تلبسين هكذا .. انسيت انك زوجتي .. زوجة صعيدي .. ما هو لي حتى لو بالاسم لا يسمح لغيري ان يراه .. لقد حذرتك سابقا )
كان يتكلم ببطء مشدد غاضب وبنبرة تملك مرعبة ملأت تهديده لها .. تشنج استولى عليها وهي تتوه فيه رغم كل شيء .. زوجتي .. ايعقل ان تفجر هذه الكلمة بداخلها كل هذه الاحاسيس من الحرمان .. لم تكن قادرة على الاستجابة وهي تلتحم بعيناه باستنجاد هش انثوي ..فهي ببساطة لم يشعرها احد من قبل باحساس الانتماء له .. ان تكون ملك لشخص يهتم بها وحدها .. لمعة انعكست في قعر مقلتيه بدوره وقد انقلبت ملامحه ليطغى عليها جوع مخيف ملا الاجواء بينهم بشرارات مبهمة .. لوهلة ظنت ان الكون كله توقف ليحجزهما .. فقط لجزء من الثانية رات صورتها بداخل قزحتيه قبل انتفاضه مبتعدا عنها مسقطا اياها على كرسيها وهو يهتف من بين اسنانه ( اعتبري هذا تحذيرك الاخير .. في المرة القادمة سامزق كل هذه الملابس .. والان ارتدي سترتك ولا تخلعينها الا بالمنزل .. هل هذا واضح )
كانت واثقة بانه الان غاضب من نفسه وضعفه الذي تشعر به للمرة الاولى نحوها .. لا تدري من اين جاءها هذا الحدس ولكن .. ربما تلك اللمحة اليتيمة التي رات نفسها بداخل عيناه كانت دليلها .. باستسلام غريب ارتدت سترتها وعيناها تتابعان حركته المتوترة وهو يبتعد عنها ليجلس على طرف المكتب وقد امسك اداة التحكم بالتلفاز ليفتحه .. بهدوء وقفت وتحركت لتقترب منه وهي تسال بنبرة حاولت جعلها عادية ( هل لي ان افهم سبب قدومك.. يا زوجي العزيز )
اضافت الكلمة الاخيرة باستفزاز تمثيلي موحي .. رفع حاجبيه وقد ادرك انها تستهزء من طلبه الذي طلبه منها فاجابها بابتسامته الثلجية متجاهلا الامر وهو يلوح بيده نحو التلفاز ( بما انك سألتني البارحة عن الامر .. اردت ان اريك ما فعلناه بالدليل القاطع .. الا تريدين )
رفرفت علا بعينيها وكلامه يجذب انتباهها خاصة مع الصور التي ظهرت امامها في التلفاز لمنظر شرطة تحيط بمبنى شركة هي تعرفه جيدا وقد قرات الخبر المكتوب اسفل الصور ( الشرطة تحيط مبنى شركة فامكو وتفرض اغلاقه ومصادرة كافة الملفات فيه بعد نجاحها بالامساك بشحنة اسلحة مهربة الى داخل الوطن تابعة لهذه الشركة و .. )
شهقة خرجت من اعماق صدرها ويديها ترتفعان لتغطيا فمها وقد فاضت دموعها بشكل فجائي وهي تهتف بسعادة ( ياللهي . لقد نجحنا .. واخيرا .. الضربة الاولى )
سمعت همسة احمد المعقبة على كلامها وهو يقول ( بل الثانية .. انها الضربة الثانية .. فالاولى كانت قبل وفاة اياد وقد نفذتها لوحدي .. والان هذه .. ثاني اكبر مهرب اسلحة يستخدمه عمي سقط .. اتعلمين مالذي يعنيه هذا )
كان يتكلم بحيادية تسلل اليها القليل من السعادة .. حركت راسها رافضة فتابع شارحا بهدوء ( لقد اسقطنا هكذا اول عمود في الامبراطورية .. فالتهريب عنصر مهم بتلك الانشطة الاجرامية الذي يقومون بها .. كما ان عمي الان سيضطر لايقاف بعض نشاطاته لفترة يجب ان نستغلها جيدا .. ولكن ايضا )
اضاف الكلمة الاخيرة واصبعه يلوح بتحذير صامت جعلها تهز راسها معقبة ( عمك سيجن بالتاكيد )
حرك راسه موافقا وهو يقول ( اتعلمين ان اخطر الضباع هي تلك الضباع المصابة .. فهي تهجم بطريقة سعرانة لتؤذي كل من حولها بتخبطها .. ظنا منها انها هكذا تحمي نفسها .. وعمي .. الان .. سيتعامل بعنف مخيف .. وبالتاكيد .. سيبدا بادخالنا بخططه .. حتى اني لا استبعد ان ياتي لزيارتنا قريبا جدا .. او ربما يستغل فرح قريبي ليدعونا الى البلد .. وهناك .. سيستفرد بك )
اشار اليها ببطء فهزت راسها موافقة وهي تزدرد لعابها متخيلة اسوء السينايوهات .. انفاسها التي تسارعت بلا ارادة اثارت شفقته وهي تحاول الظهور بمظهر الشجاعة .. لم يعلم ما تفعله به تحديدا ولكنها بالتاكيد تجعله يحيد كثيرا عن خططه .. وجد نفسه يقف ويضع يديه على اكتافها مربتا عليها باحتواء مطمئن ( انا موجود .. لا تقلقي .. لن يلمسك احد بسوء )
بابتسامة مرتعشة غريبة سالته ( حقا .. اجل ارجوك .. ساثق بك .. لا تجعلهم يمسوني بسوء .. فانا لا اود الموت سوى على يديك )
اعتراف اصابه بصدمة مضاعفة .. طريقة نطقها لتلك الكلمات بدت كمن تراه هو ملجاها .. هو امانها .. هو كل من لديها .. حتى وهو يحمل ذلك المسدس الموجه لراسها .. ارتعاشة هزت فؤاده بجنون لحظي وشعور بالحماية يستفر كل رجولته .. مالذي تفعله به .. كيف يكون كرهها يجري بعروقه في نفس الوقت مع هذا التملك الهوسي لها .. انتماء نسي طعمه منذ زمن بعيد يعود ليستولي على زمام عقله .. كلماتها التي استحضرت صورة اخته لذهنه وهي تبتسم بتعاسة وتشتكي له حبها لاياد الذي لا يفكر سوى بعلا .. وعده لها بان يتخلص منها ويجعلها زوجة لاياد امام الجميع .. هل كان يحق له ان يفعل هذا واخته هي الدخيلة .. لماذا الان بدات هذه الحجج تعشش براسه كاسباب يبررها لذلك الضعف الذي يتسلل اليه كلما راى توهان علا بعيدا عنه .. بتساؤل حاول جعله مستهزئ قاسي ( لماذا .. مالذي يضر الشاة سلخها بعد ذبحها .. ان كنت ستموتين .. فلما تشترطين ان يكون على يدي ياترى )
رفعت علا كتفيها باستسلام مجيبة ( لكي امنحك خلاصك مع خلاصي وهكذا .. ساطمئن بان علي سيعيش في كنفك وانت قد تخلصت من بركان الظلام الذي بداخلك )
اجابة هزته بعمق .. اجابة سحبت كل انفاسه وجعلته يتراجع مبتعدا عنها بسرعة وهو يهرب مما قالته .. اجابة تركته يقف امام زجاج النافذة الضخم الذي في مكتبها وهو يشرد بكلمة اخرى سمعها يوما .. كلمة خرجت من زوجته الاولى وهي ترى فوهة مسدسه امام راسها وهو يهددها ثائرا بجنون .. كلمة قالتها ولم يفهمها الا فيما بعد .. ( اقتلني يا احمد .. اقتلني ان كان تصديقك للتهمة التي ترى كل ادلتها امام عينيك سيريح الاسد الجريح بداخلك .. اقتلني لتتخلص من ذلك السواد الذي اراه يفيض من داخلك .. انا .. احبك )
اعتراف اثار جنونه وقتها لتنطلق تلك الرصاصة بكل جبروتها وتنهي حياتها .. تنهي حياة من ضحت بنفسها لاجله دون ان يعرف ذلك الا متاخرا ..صوتها المتسائل قطع غرقه في ذكريات الماضي وقد اقتربت منه قليلا ( لماذا تكره عمك هكذا .. هل حقا له يد في قتل زوجتك )
سؤال لو سالته في اي لحظة اخرى لما اجابها .. ولكن .. رحلته للتو في ماضيه وصورة زوجته الاخيرة قبل موتها جعله يقول بنبرة بالكاد ظهرت وقد تشبعت بندم ووجع وضياع ( لانه من سحر عيناي لارى الثوب الابيض وقد غدا ملطخا بسواد الخيانة فملأ روحي بذلك الغضب الذي جعلني اغرقه باللون الاحمر كعقاب فكان الدم هو من غسل السحر فظهر اللون الابيض ناصعا دون لطخة سواد الا بتلك اليد التي اطلقت الرصاص )
شيفرة لم تفهم منها شيئا ولكن .. كانت المرة الاولى التي تسمع صوت قد امتلا هكذا بالعذاب والالم و الندم .. كم تمنت ساعتها لو انها عرفته سابقا قبل حادثة زوجته .. رغم انها لا تعلم جيدا كيف كان .. او هل هو مثل عائلته مجرما بالفطرة .. حدسها فقط هو ما كان يؤكد لها بانه لم يكن .. وبان سر غريب يكمن في تفاصيل ما حدث له وجعله بهذه الطريقة .. كم تمنت في تلك اللحظة لو يخبرها عما فجر بروحه كل هذا الظلام والقسوة .. لم تكن تعرفه .. رغم كل ما جمعته عنه من معلومات فلقد اكتشفت انها حقا لا تعرفه .. لا تعرف زوجها وشريكها و .. قاتلها .. راته يلتفت نحوها وقد اكتسى وجهه بقناع من الفولاذ وهو يقول ببرود سحيق ( اعتقد انه يكفينا اضاعة للوقت فوراءنا الكثير من العمل و .. )
قطع كلامه طرقات على الباب جعلته يلتفت اليها بتساؤل حاد وهو يغمغم ( هل تنتظرين احدا .. لقد اخبرت سكرتيرتك بان لا تقاطعنا ابدا )
عقدت علا حاجبيها وهي تلتفت نحو الباب محركة راسها بالنفي قبل قولها بهدوء لم يعبر عما بداخلها ( تفضل )
ما ان انهت كلمتها حتى فتح الباب وظهرت سكرتيرتها الشاحبة والتي بدات الكلام بارتجاف ( سيدتي هناك .. )
ولكنها لم تكمل كلمتها مع ذلك الصوت الجهوري الذي قطعها بامر مخيف ( ابتعدي ) واحد يقف خلفها يزيحها جانبا ليدخل رجلين يلبسان اثواب بنية اللون وضع عليها عباءات سوداء وقد غطت رؤسهم عمامات سوداء ايضا تلاهم رجل كبير في العمر بشكل نسبي وقد ارتدى بدوره ثوبا ابيضا غطاه بعباءة مزخرفة بنية اللون وعمامة بيضاء تناقض ذلك السواد المرعب التي نطقت به ملامحه الثعلبية اللئيمة ويده ترتفع نحو لحيته الكثة البيضاء الطويلة لتتلاعب بخصلاتها وهو يقول بنبرة هازئة ماكرة ( يبدو ان سكرتيرتك لم تفهم اننا عائلة واحدة فاصرت على اعلامك بمجيئنا قبل دخولنا )
لوهلة تدلى فم علا بعدم فهم وقد ارتج قلبها بعنف ومنظر الرجال امامها يثير بداخلها كل مخاوفها .. ارتفع صوت زوجها من خلفها مع احساسها بيده التي قبضت على كفها وهو يرحب بنبرة اشد ثلجية مما سمعت يوما ( اووه عمي .. لقد انرت الشركة .. للتو كنت اخبر علا باننا يجب ان نذهب لزيارتك خاصة مع حلول موعد زفاف عباس ابن اخ زوجتك الاسبوع المقبل )
مسرحية هزلية تدور امامها بالكامل .. كان هذا احساسها وهي ترى ذلك الرجل الذي ناداه احمد بعمه يقترب منهما وقد تدفق الشر الخانق من عيناه وهو ينظر بدقة اليها وبطريقة جعلت انفاسها ترفض الخروج من صدرها وهي تسمعه يجيبه بقوة مرعبة ( حقا يابن اخي .. كم هذا رائع .. ولكني سبقتك بمفاجاتك خاصة فقد كان لدي بعض الاعمال هنا .. فانت تعلم بان الامور على ما يبدو تحتاج الى رباط .. خاصة بعد ما حدث .. ثم انني اردت ان ارحب بعروستنا الجديدة بنفسي .. طالما انك لم تجلبها للتعرف علينا )
ارادت ان تهرب من كل ما يحدث امامها .. وارادت ايضا بشكل مناقض ان تمد يدها وتقتل هذا الرجل خاصة مع ادراكها بكينونته وبانه السبب الاخر لكل ما حدث لها .. ارادت ان تتخلص من هذا الاحساس المخيف بالخدر والذي يشل اطرافها ويجعلها تستند بلا وعي على يد احمد التي تحيط بكفها .. نظرة تسللت الى اعماقها بكل خباثتها وجهها اليها ذلك الواقف امامها وهو يتابع بتعمد متلكئ ( كما .. اننا لم نرى علي .. الوريث الشرعي )
نار انفجرت كالف قنبلة بداخلها وزمجرة لم تعلم تحديدا من اين خرجت مع حركتها المنقضة نحوه بلا اي تحكم لولا يد احمد التي اعادتها لتقف خلفه وقد غطاها بجسده وهو يجيب بكل ثلجية مرعبة هادرة مع تلك الابتسامة القاسية الواثقة التي جعلته يبدو كاسد يتربص بفريسته ويلاعبها ( بالطبع حقك ياعمي .. حقك ان ترى وريث كل الامبراطوريات .. كما حقك ان ترى عروسي وام ابني .. علي .. لو انتظرت قليلا لكنت جلبتهم الى عندك لتستقبلهم بما يليق بهم )
هل حقا ما استشعرته من ايحاء في حروف احمد .. هل هذه بالفعل قوة خالصة ملات كل ما حولها بثها بتهديده المباشر لعمه .. بانه لا يهابه ولا يخفيهما متعمد عنه .. هل رات بالفعل تراجع عمه لخطوة والحذر يملا ملامحه وهو يقول بتملق ( بالتاكيد نستقبلهم .. ولكني استعجلت رؤيتكم لاني موجود هنا كما اردت ان تشاركني بما سنقوم به الان )
لوهلة لم تفهم حقا ما يدور بين هذين الرجلين وعيناها تصطدمان بظهر احمد الذي كان يقف امامها مخفيا اياها عن الجميع .. حمائية اشعرتها بامان ملا روحها مع عودة احساسها بالانتماء لهذا الرجل الغريب الذي يقف امامها كالطود .. عاد صوت احمد ليرتفع وهو يجيب عمه بسخرية ( وياترى .. مالذي يجعل عمي العزيز يغادر مملكته وياتي الى هنا خاصة مع تلك الاخبار التي سمعتها من الصباح .. عن فامكو .. لم لم تتواصل معي ان اردت شيئا كما انت معتاد )
صمت ساد المكان لدقيقة قبل كلمات عمه البطيئة التي هزت كل ذرات الهواء من حولهما لشدة ما تحمله من خباثة وشر ( لان ما حدث افقدني ثقتي حتى في ابني .. ويجب ايجاد الفاعل مهما كلفني الامر لاحاسبه على تلك الخسارة .. فيبدو ان احد قريب مني هو من يتلاعب بذيله .. )
ارتجافة سرت بجسدها بلا قصد حاولت ان تخفيها خاصة مع زيادة ضغط كف احمد عليها بشكل تحذيري وهو يسال بفضول هازئ ( وهل يجرؤ احد على خيانتك ياعمي .. لا اعتقد فانت .. الكبير )
بنبرته التي امتلات بزهو وغرور مقيت اجابه بدوره ( اجل لن يجرؤ على خيانتي سوى شخص خسيس لا يحفظ نعمتي .. وعلى العموم سينكشف الامر الان .. فلقد امسكنا بالواشي الذي بلغ الشرطة عن الحملة .. وسنستجوبه .. ليدفع الخائن ثمن الخسارة الفادحة التي كبدنا اياها .. ما رايك بهذه المفاجاة .. )
وبنبرة امتلات غموضا تابع بعد ان صمت لوهلة وعيناه تتابعان كل التفاصيل من حوله بثعلبية مقيتة ( هيا .. سترافقني انت .. و .. زوجتك .. لنرى الواشي .. ما رايك )
بدت كلماته كتهديد مرعب .. هل حقا انكشف كل شيء .. هل حقا هو يخبئ مفاجاة لها ولاحمد .. هل سيغدر بهما .. هل ابلغهما الواشي عن احمد .. مئة سؤال تلاحق بذهنها وجسدها يرتج بعنف تلك الكلمات المهددة التي سمعتها .. حمدت الله على ذلك الدرع المتمثل باحمد والذي كانت تختفي خلفه دون ان يهتز ... رغم صمته لدقيقة والذي اثار رعبها اكثر الا انها سمعته اخيرا وهو يجيب عمه بهدوء هازئ ( لما لا .. كم هي حلوة مفاجاتك ياعمي .. هيا بنا .. لنستجوب ذلك الواشي .. بالطبع لا يجوز ان يدوس احد على طرفك دون ان نفرمه .. اليس كذلك ؟ )
رد لم تتوقعه اخرسها من عمق صدمتها وهي تنتظر ما سيؤول اليه الامر الذي تفجر كاعنف مفاجاة لها .
((( يتبعه 2 موقف لادهم )))




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-18, 07:00 PM   #60

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (2) القسم الثاني



صرخة عنفوان انثى
الفصل 2
القسم 2
المشاركة 2 والاخيرة
موعد الفصل القاادم باذن الله في 10 نوفمبر





مفاجأة اخرى في مكان اخر كانت من نصيب ادهم الذي كان يطرق باب مكتب اسيل مضطرا بعد ان استدعته لاجتماع عمل خاص بالقناة .. خطواته المترددة وعيناه اللتان تمنتا لو انها تختفي من امامه .. لو انه يتمكن من النظر اليها دون ان يتذكر ما حدث بينهما .. ان يرى خصلات شعرها القصيرة دون ان يتذكر مرضها وبانها كانت على وشك ان تموت .. ان يقترب منها دون ان تظهر له صورة ابنه وهو على سرير المرض .. احاسيسه المشوشة كانت تجعله في حالة غضب مضاعف من كل شيء .. احساسه بانه بين هاويتين احلاهما اكثر مرارا من العلقم .. لقد هرب منها بعد ان راى ضعفه وما فعله به .. بجبن هرب وهو يرى الى اي حد مازالت تؤثر عليه .. و نفسه لا يعلم كيف فعل هذا .. لا يعلم كيف تجرا على حضنها بنفس اليدين اللتان كانتا تحملا ابنه المتعب لينتقل من مكان الى اخر وهو يصارع ليبقى على قيد الحياة .. لا يعلم اي احاسيس تلك التي فاضت بقلبه وجعلته يود لو يطبعها عميقا بادق تفاصيلها على كل جزء من كيانه .. عندما ذهبت سكرة خوفه وعواطفه الجياشة التي استولت عليه بعدما عرف بمرضها لم يجد امامه سبيلا سوى الهرب مهما بدا نذل وعديم للاحساس واان مطلوب منه ان يتعامل معها وكان شيئا لم يكن .. يتعامل وكانها انسانة غريبة عنه .. بسور خلف سور خلف سور اخفى روحه التي تان بعطش للقاء بها ولحف ملامحه بثلجية فولاذ لاتخترق وقد اعتنق قسوته مبدا ليتعامل معها .. صوتها الذي دعاه للدخول تسلل بغدر لقلبه فسرق نبضة من نبضاته .. تنحنح ليجلي صوته وهو يدخل بخطواته الحازمة وعيناه تلتفان حول كل شيء الاهي .. القى التحية ببرود وهو يجلس على الكرسي المخصص امام مكتبها .. لحظة صمت واجهته كاد فيها ان يرفع عيناه النهمة لصورتها باستفسار ولكن .. رائحتها التي غزت خلايا راسه ترافقت مع ظل جسدها الذي اقترب منه ليجلس امامه تاركة كرسيها الذي يتواجد خلف مكتبها فارغا .. وبصوت لطيف هادئ سمعها تقول (كيف حالك اليوم )
كان هذا فقط ما تمكنت من قوله في تلك اللحظة بعد ان شعرت بدوار بسيط اثر احاسيسها التي غمرتها ما ان راته يقف منتصبا امام مكتبها .. وبنبرة ثلجية مخيفة اجابها ( انا بخير اشكر سؤالك )
ارادت ان تكسر ذلك الجمود الذي كان ادهم يحيط نفسه به بمهارة فغمغمت برقة (صحيح نسيت ان ابارك لك منصبك الجديد انت اكثر من تستحقه على فكرة )
محاولة علمت انها فشلت بجدارة ما ان سمعت اجابته المستفزة ( حسنا .. انها اوامر شركتكم التي تقدمتم بها ليتم تجديد فريق الادارة بالكامل .. لذا .. توليت المنصب بالتزكية .. و .. ايضا ابارك لك منصبك الجديد)
نبرته الموحية جرحتها ومع ذلك حاولت اخفاء هذا بضحكة هادئة وهي تلوح بيدها امام صدرها ( افهم انك تشير الى اني لا استحق هذا المنصب اليس كذلك )
كانت محاولة اخرى لتستفزه عله يكسر جليده ولكنه ببساطة مط شفتيه ورفع اكتافه مجيبا بلامبالاة ( لا علاقة لي لاحكم في هكذا امور فصاحب المال هو المتحكم الاول وطالما ان هذا لا يؤثر على عملي فلا اهمية لمن يمسك اي منصب طالما يقوم بالعمل بشكل صحيح )
لاحظت انه يتعمد اظهار بروده لها .. يتعمد عدم النظر نحوها .. بنبرة تسلل فيه المها تساءلت (ادهم .. هل ستظل تكلمني وكاني لست موجودة .. هل تخاف لهذه الدرجة ان تنظر الي)
لحظة صمت ملات المكتب كضباب كثيف .. لحظة امتدت للحظة اخرى وادهم ينظر الى حيث موضع اقدامها محاولا استجماع كامل قوته ليواجهها ... استحضر في تلك اللحظة صرخة ايهم من الوجع عندما كان يمشي على قدميه لاول مرة بعد الاصابة .. وبكل المه وكرهه الذي تولد في تلك اللحظات والذي عاد ليملا قلبه رفع عيناه اليها مجيبا بحدة قاتلة ( كلا لست خائفا ولكني لا اريد ان اتذكر ما حدث بيننا )
اجل .. لم يعد يريد ان يتذكر اي شيء كان بينهما .. لم يعد يود ان يتذكر جسدها الذي ارتجف بين يده استجابة له وحده .. لم يعد يود ان يتذكر همساتها المغرمة وهي تبثه شوقها المحرم عليه .. نظرة عيناها التي حكت قصة المها اجابته مع صوتها الخافت ( انت تعلم بانك زوجي لازلت .. اي ان ما حدث هو حقنا .. اليس كذلك )
انها تتعمد ان تعيده الى تلك اللحظات .. تتعمد اشعال روحه التي تسطلي بندم تهور ما فعله .. وبنبرة هازئة من شدة الالم اجابها وهو يشير لصدره ( حقنا .. صدقا تقولين .. ثم .. معك حق .. لازلت زوجتي كما تقولين ولكن اتعلمين لماذا؟ )
كان يود ايذائها ليجبرها على الهروب منه كما اعتادت سابقا .. كان يود جرحها لتنسى ما حدث فينسى هو بدوره حلاوة ضمها التي ذاقها بعد طول حرمان .. كان يود ان يحقر ما حدث بينهما كي لا يتذكره ابدا فيضعف .. بصوتها الراجي وبثقتها التي نطقت بها ملامحها اجابت ( لانك تعلم بقرارة نفسك باننا لبعضنا مهما طالت بيننا المسافات)
جواب سحب كل انفاسه منه .. جواب اخرس كل حروفه وعيناه تتوهان لوهلة في تينك عينيها العاشقة .. عينيها التي تعمدت اظهار كل احاسيسها فيها بجرأة لم يعدها فيها .. لماذا الان .. لماذا تفعل هذا به وهي تعلم .. اجل تعلم انها لم تعد من حقه .. بانفاسه اللاهثة بغضبه وبضعفه وبصراعه الذي اتعبه اجاب ( هل حقا تسمعين ما تقولينه .. ارجو ان تعذريني لاني ساخيب املك .. فالسبب الوحيد الذي من اجله ابقيكي على ذمتي هو .. انني اريد عندما اطلقك ان انظر الى عينيك فترين فيهما كرهي فقط لك .. ترين عدم مبالاتي لشخصك .. ترين استخفافي بكل ما حملته لك يوما من مشاعر)
كان انفجاره مزلزلا .. كقنبلة تعمد وضعها في منتصف صدرها وهو يشاهد تلك الشظايا الناجمة من اثار انفجارها .. الم نطق بكل حرف قالته مع ابتسامتها اليائسة باستسلام جرحه اكثر واكثر ( انت تعلم انك تقسو الان علي .. ولكن لم استغرب قسوتك هذه رغم اني نسيتها لفترة عندما رايت حنانك معي )
المها اصبح مداد له ليؤلمها اكثر .. لم يعلم لماذا اراد الانتقام من نفسه التي اخذت تتعذب بجنون وهو يرى ما تفعله كلماته بها .. وبنبرة لاهثة هازئة حادة مط شقتيه مجيبا (اتمنى الا تنسي شيئا كهذا .. فقسوتي ماهي الا جزء بسيط مما تستحقيه مني بعد كل ما فعلتيه بي )
اراد ان تصمت وتكف عن جداله كي لا يجرحها اكثر .. تمنى لو تهرب وتتخذ الرسمية منهج للتعامل معه وتكف عن عتابه وعتاب نفسها.. ذلك الاستسلام الخانع الذي ظهر بكلماتها كان يثير جنونه وهي تجيبه (معك حق .. فانت نفسك الشخص الذي عندما ياس مني تزوج امامي اعز صديقاتي فقط ليقهرني )
رفرفت عيناه وذكريات سحيقة تبزغ بقلبه .. هل حقا كان دوما قاسي هكذا معها .. تنحنح وقد تعب حقا من مواجهتها ومواجهة الماضي فاجابها ببرود (من الجيد ان تبقى ذاكرتك نشطة كي يسهل عليك كرهي )
اضاف الكلمة الاخيرة ببطء وايحاء وفؤاده ينقبض بكفة يد مؤلمة جدا .. ارتفعت عيناها باستنكار وهي تجيب بهتاف سريع حارق مستهجن ( هل تعتقد حقا اني في يوم ساتمكن من كرهك )
كلا .. لم يكن يود ان تكرهه .. لم يكن يحتمل ان يرى يوما في عينيها تلك الاحاسيس .ز ليس بعد اناى حبه فيهما .. اجل .. يود لو هو كرهها .. لو هو نسيها .. تشوش اصابه بجنون اراد اخفائه خلف حاجز من الصقيع الذي اجابها به ( هذا شانك صدقيني فاخر ما ابحث عنه الان هو ما تشعرين به )
كل كلمة يقولها كانت كرصاصة حقد تتفشى بجسدها الغض المتعب من الفراق .. كل قسوته التي اظهرها بالكامل امامها تسللت عميقا الى داخل كيانها المتيم به .. بابتسامة ادراك وبنبرة هادئة اخفت بها كل عذابها اجابته بقوة متعمدة تذكيره بما بينهما (انت تتعمد اذيتي الان فقط لتجعلني انسى ما حدث بيننا .. انسى لحظات ضعفك التي انصهرت فيها معي بكل عشقك .. بكل ما تحمله من حب لي .. ان انسى نبضات قلبك التي كانت تعزف لحن هواي تحت اذني عندما وضعت راسي على صدرك حيث مرساه الابدي )
واخيرا نجحت .. واخيرا رات تخبطه واهتزاز مقلتيه وقد التعت عيناه .. واخيرا رات ضعفه الذي كان يتعمد اخفائه باهانتها .. وبارتجاف تراجع في مجلسه مجيبا بتلعثم ( انت .. تهذين فقط .. ماحدث .. مجرد خطا .. مجرد ذنب اضيفه لذنوبي الكثيرة في حق ابني )
كانت كلماته الاخيرة كاعتراف لتذكيره هو قبلها بذنبها .. بقوة اكبر واجهته بما يعتمل في صدرها من احساس بالظلم (انت تعلم اني لم اكن اقصد ما حدث )
راته يلهث بعنف .. رات صراعه وراسه يتحرك برفض من اليمين الى اليسار .. رات عذابه بانقباض كفي يديه بقوة كادت تدميهما .. رات ارتفاع راسه نحوها وهو يجيبها برجاء امتزج بعنف مرعب ( ارجوكي لنتكلم بالعمل فقط .. فمهما قلتي لن اتمكن يوما من نسيان منظرك وقد غطتك دماء ابني )
صورة تعمد رسمها امامهما ليتذكر كلاهما ضحية العشق الذي تبادلاه .. ابنه الذي اصيب بسبب حماقتهما .. اقتربت منه بسرعة وهي تقرفص بجلوسها واضعة يديها فوق يديه وهي تجيبه برجاء ملهوف (اتعلم ما تفعله الان .. انت تحاول ان تقصي روحك العاشقة عني ولكنها غصبا عنك تاتيني معلنة خضوعها)
بنداء استنجاد اجابها وجسده يختض ( اسيييل .. مالذي يعنيه كلامك يا اسيل )
كان سؤاله استنكاري واستهجاني .. كان كصرخة رجاء لتبتعد عنه بعد ان وقف بدوره بسرعة ليبتعد عنها وقد اظهر كرهه الخائف لملمسها .. لم تهتم .. ارادت ان تجعله يفهم ما يكاد ان يخسره كليهما .. بتحدي استمدته من ضعفه اللحظي امامها اجابته (يعني انني لن اتخلى عنك يا ادهم حتى لو انت تخليت عني .. يعني انني اؤمن باننا لبعضنا وهذا بسببك انت .. فانت من جعلني اؤمن عندما ظللت تلحقني بكل اصرار رغم رفضي السابق لك .. هل تذكر ؟ )
بصدمة ظهرت على كل ملامحه وروحه تئن بدورها مع وقع كلماتها عليه هتف بوجع وهو يشير على صدره ( اذن فقط ستزيدين من عذاب كلينا .. من تاذى هنا هو ابني يا اسيل .. افهميني ..) وصمت ولهاثه يرتفع وقد كان يلتقط انفاسه بصعوبة اكبر وهو يستنجد بيأس مضيفا ( كيف ساذوق سعادة معك وانا اشتم رائحة دمائه تفوح من يداكي .. هل تظنين اني سعيد بما يحدث بيننا .. انت .. لقد كنتي .. ياللهي انت اكثر واحدة تعلم ان قلبي كان دوما وطن لعشقك .. ولكن .. ولكن ) تنهيدة طويلة خرجت مصاحبة لآهة من اعماق قلبه .. رفع راسه الى السماء وهو يحاول استعادة ولو القليل فقط من سيطرته التي تبعثرت بسببها .. كان صمتها في تلك اللحظات دليل على انهاكها هي الاخرى من كل ما يدور .. اعاد انظاره اليها ليجدها واقفة وعيناها تراقبانه بخوف ورجاء .. كانت المرة الاولى التي تراه هكذا وقد قارب على الانهيار بشكل فعلي تحت وطأت كل ما تعرض له من هموم .. حرك راسه باستسلام وهو يقول بهمسة خافتة ( ارجوكي .. لنعد الى عملنا .. فهذا نقاش عقيم )
تساؤل خافت خرج من بين شفاهها وقد امتلأ بالمها الحائر ( الهذه الدرجة انت حاقد علي )
التحمت عيناه بعينيها وهو يعترف لها بالقليل من تخبطه الذي يفتك بروحه ( ليتني افعل .. ليتني ابدا بكرهك .. ولكن .. لا اعلم كيف بامكاني ان اشرح لك ما اشعره نحوكي .. فعندما انظر لعينيكي اكره نفسي اكثر .. اكره ضعفي .. اكره ابوتي .. اكره رجولتي ... ارى صورتي المشوهة .. لذا .. ارجوكي .. ابقي على الحياد .. ما حدث البارحة كان مجرد ردة فعل خاطئة )
كانت محاولته الاخيرة لتتراجع عما تفعله به بحوارها هذا الذي هرب منه طويلا جدا .. ولكنها اقتربت منه ببطء وهي تشير على صدرها بتأكيد ( لانك ظننت انك ستخسرني .. اني كنت ساموت .. اليس كذلك )
كانت تتعمد الضغط عليه ليخرج كل ما بداخله .. كي تتمكن من البدء من جديد معه .. كانت تعلم انه يجب ان يفجر كل صراعه ليبدأ بمسامحة نفسه .. بعتاب متألم سالها ( انت .. انت .. هل تتعمدين فعل هذا الان )
ببتسامة الم عاشقة اجابته ( ادهم انا بدونك لا حياة لي .. اجل ساعيش .. ولكن .. دون قلب ينبض .. وانت هكذا .. لا تنكر ..انت ايضا لا حياة لك الا معي .. فقط .. اقبل مساعدتي لنتخطى هذا الامر سويا (
عادت نظرة القسوة تستوطن عيناه وهي تذكره بحبهما المنقوص .. اراد ان يقتل كل امالها واحلامها بكلماته التي خرجت بحقده على كل تلك الظروف التي تجبرهما على الفراق (منذ متى كان القاتل يساعد القتيل بتقبله لجريمته .. انت ندبة ذنب تقيح فتعفن بداخلي والحل الامثل هو بالبتر يا اسيل .. لذا .. ارجوكي .. توقفي فقط ودعينا نتخطى ماكان بيننا )
صمتت هذه المرة وعيناها تنخفضان الى حيث مواضع اقدامه .. لوهلة بدت كصورة لاسيل القديمة الخائفة التائهة .. لوهلة تعاطفت روحه مع ضياعها .. دقيقة واحدة فقط كانت الفيصل قبل رفعها لراسها بعنفوان وقد عصفت بعينيها قوة لم يعلم مصدرها .. ابتسامتها المتحدية اعادت لملامحها صلابة عشق نضرة .. وبتصميم اجابته ( لن افعل يا ادهم ولكن .. ساترك الزمن يعزيك ويسلب مقاومتك .. مهما حاربتني يا ادهم ستعود لتنهار بين يدي .. اتعلم لماذا .. لاني .. روحك يا ادهم .. ان كنت تحاول اقناع نفسك بكرهي الان .. فسياتي اليوم الذي ستكره فيه ابنك لانه ابعدك عني .. كما حدث مع اية )
اضافت جملتها الاخيرة ببطء متعمد استفز روحه اكثر فهتف بعنف ( انا لم اكره اية .. بل تمنيت كثيرا لو انها بقيت على قيد الحياة .. وهكذا لم اكن ساتزوجك )
ابتسامتها الواثقة التي اتسعت وتسللت بغدر لقلبه وصورتها المشرقة تسرق نبضات اخرى من فؤاده بلا ارادة منه وهي تجيب بحزم ( حقا .. انت تهذي الان .. فانا يا ادهم هي كل النساء لك .. ام انك نسيت .. انا يا ادهم انفاسك المسروقة ونبضاتك الهاربة.. انت دوني لا تكون سوى بقايا رجل يحاول النضال ..)
صمتت وهي تراقب تاثير كلماتها عليه .. نظراته التي امتلأت بتحدي موازي وقد تاكدت انها نجحت بهز اعماقه .. وبتساؤل ملأته بحبها همست وهي تقترب منه اكثر ( بصدق ساسالك .. هل حقا كنت لتطيق ان تكون لامراة غيري وانا .. لرجل غيرك )
تتابع عاصف غير كل ملامحه وهو يجيب بغضب لا شعوري متحدي وهو يتعمد اظهار دكتاتوريته القاسية وقد اغاظه ثقتها بتحكمها به ( ماكنتي لتكوني لرجل اخر .. و .. اجل ساكون لامراة غيرك كما كنت قبلك لاية .. وساريكي كيف ساتخطى كل ما اكنه لك حتى لو قتلت قلبي والقيته عند بابك )
كان يلقي كلامه جزافا وهو واثق بانه يهذي .. حتى نظرتها التي لم تهتز اعلمته انها اصبحت تفهمه .. بجنون تهوره الذي لا يعرفه الا بسببها وعد نفسه ان يفعل كل ما بيده لينساها خاصة عندما اجابته بثقة اكبر ( اذن .. انت ستتخلى وانا ساتمسك .. ولنرى .. من منا الاقوى للمواجهة .. اما الان .. ما رايك ان تجلس لنناقش الخطة الاسبوعية لبرامج القناة الجديدة )
اضافت جملتها الاخيرة ببرود وبثقة من لم يكن للتو يناقش مصير حياته بكل شجن .. اذن هي تحاول اظهار انها عمليه .. ليكن .. سيريها كم ستندم على تمسكها وتحديها له بهذه الصفاقة .. تنفس بعمق وهو يجيبها بصقيع محتد ( اجل .. من الافضل ان نلتفت لعملنا )
ولساعتين كاملة غرق كليهما بنقاشات محتدة وهما يحاولان اثبات ما اعلناه .. كانت تستمع له وهو يشرح وهي تحاول الالتزام بالعمل فقط ولكنها لم تكن قادرة على منع اعجابها به .. فلازال ادهم هو ادهم رضوان .. المذيع المتالق .. ومهما حاولت مجاراته يتخطاها .. هو ايضا كان يحاول اخفاء احاسيسه خلف قناع غطرسته وتباهيه بمهاراته المتعددة .. صولات وجولات اتعبتاهما دون ان يعترفا .. صوت طرقات على باب مكتب اسيل قطع نقاشهما المتعب على احد النقاط .. تراجعت لتسند ظهرها على كرسيها باجهاد وهي ترفع صوتها هاتفة ( تفضل )
ولكن .. ما ان رات من من ظهر خلف الباب حتى وقفت بذهول وهي تشهق قائلة بلهفة وانظارها تتجه نحوه للتاكد من القادم ( ياللهي .. انه انت حقا ... غيير معقوول .. لقد جئت بالفعل )
كلماتها جعلت ادهم بلا شعور ينتفض ملتفتا هو الاخر نحو باب المكتب ليرى ذلك الشاب الذي يقف عنده وقد اتسعت ابتسامته لتشمل وجهه .. وبنظرة سريعة اشتعلت غضبا لا اراديا اخذت عيناه تسجلان تفاصيل هذا الرجل .. شعره الطويل النحاسي اللون والذي تنساب بعض خصله على جانب وجهه وقد ربط بعضه بشكل عشوائي .. عيناه السوداوتان اللتان تلمعان بمكر غامض مثير .. لحيته الكثيفة المنمقة والمتكاملة مع شاربه .. جسده الرياضي الممشوق برجولة حية وضخامة توحي بالامان مع كامل هيئته بتلك الملابس الغير تقليدية من بنطال جنيز ملتصق على قدميه وقميص شبابي مفتوح ظهر منه بلوزة سوداء رياضية متسعة اظهرت رقبته التي تدلى منها قلادة غامضة الملامح لتكمل اعطاءه مظهرا بوهيميا جذابا بشكل لافت للنظر .. رفرف ادهم بعينياه بسرعة ليبتعد بانظاره وقد احس بفوران الغضب الجنوني بداخله خاصة بعدما راى نظرة الشاب لاسيل وهو يتقدم باتجاهها بلهفة مجيبا بنبرة اختلطت بالمزاح وقد ظهر تكسر حروفه العربية باشارة واضحة الى انه من جنسية غريبة (وهل تعتقدين اني ساترك فرصة اجتماعي بك وقد جاءت الى عند قدماي .. ولكن انتظري هنا .. )
كان قد اضاف كلمته الاخيرة بعد ان امسك يديها الاثنتين في كفيه بسلام حار وعيناه تمشطانها بتدقيق قبل التفافه حولها بشكل كامل متفحص وهو يتابع باهتمام خفي( توقفي دعيني ارى ) و امام نظراتها المتسائلة اعاد الالتفاف مرة اخرى بطريقة مستفزة ضاحكة بعد ان ابتعد قليلا عنها ثم اضاف بمشاكسة عندما سمع زفرتها النافذة ( لقد ظننت اني ساجد قطعة ناقصة منك او نهر تعاسة يفيض هنا او هناك بعدما اتصلت بي سما ولكن .. هذا جيد .. لازلت قطعة واحدة )
شهقت اسيل مرة اخرى بذهول قبل ان تنتبه على ابتسامته المستفزة التي استثارت شياطينها فلوحت بيدها على قدها بطريقة مسرحية وهي ترفع احد حاجبيها بتحدي ساخر ( بالطبع قطعة واحدة هل تشك بقوتي بعد ان جعلتني تلميذتك )
اطلق مراد ضحكة صافية مستمتعة وهو يلوح باصبعه امام وجهها مغمغما ( تعجبني .. ثقتك ) ثم انتقلت نظراته لخلفها ليرى ادهم الذي يقف مصدوما والغضب ينطق من ملامحه فقال ( واعتقد ان ذاك الشخص هو مصدر التعاسة ؟ اليس كذلك )
كلماته المتحدية استفزت ادهم الذي احترق باتون غيرته المرعبة على اسيل .. غضب عارم استوطن صدره فتركه لاهثا ولون احمر كالدم يرتسم امامه .. خاصة مع ضحكة اسيل الخجولة وهي ترد عليه برجاء لطيف (مرراد .. مممم ربما من الأفضل ان .. )
هذه المرة قاطعها مراد وهو يقترب من ادهم متفحصا اياه وقد لاحظ شرارات اللهب بعينيه رغم صمته وتظاهره الثلجي بالهدوء فمط شفتيه وهو يتعمد جعل نظراته تحط على ادهم باستفزاز مستخف قائلا ( ان اسكت .. لا اعتقد .. فانا بشوق لتعرف على من جعلك كالجثة في السابق .. لا باس به .. ولا يختلف عن صورته التي تحملينها)
كانت كلماته غامضة وقد لاحظ ادهم امتقاع وجه اسيل وخجلها وعيناها تعودان له قبل هروبها بانظارها منه بشكل اثار كل مكامن جنونه وطعم غريب بالمرارة يتزايد في روحه مع ادراكه لحجم الهوة التي تفصله عن اسيل ومدى تقاربها من هذا الشاب بالمقابل بعد ان كان هو وحده فقط من لديه هذا الحق كما انبأه حدسه بان هذا التقارب ناجم عن وجوده معها في اصعب حالات مرضها مما زاد من الغصة التي انغرست بروحه قبل حلقه.. شعر بان حوارهما السابق وكانه لم يحدث .. وكان اصرارها على حبه قد اختفى ما ان رات هذا الشاب .. راقبها وهي تجيب بنبرتها المتضايقة مع حركة قبضتها التي ضربت كتف مراد وهي تقول بحدة صريحة لم يعتدها منها معه (مرراااد انت تفضحني.)
غمزة لطيفة غمزها مراد لاسيل ليكسر حدة كلماته وعيناه تبثانها برسائله الخاصة وهو يجيبها بهدوء موحي غامض ويده تمسك بقبضتها التي ضربته بها ( حقا .. مالغريب ان تحمل زوجة صورة زوجها الذي تحبه .. المفترض ان يحمل هو الاخر صورتك .. اليس كذلك ..)
واشار بعينيه اليه بايحاء كان اكثر من ان تحتمله اعصاب ادهم الذي قرر الابتعاد واخيرا قبل تهوره مرة اخرى بما لا يريده مع اسيل والم يحز قلبه ورئتيه اللتان تعبتا من احتباس انفاسه الملتهبة فيهما وكل نقاشاتهما تعود لتطفو بذاكرته طارقة نواقيس الخطر وهي تنبهه بضرورة تراجعه في هذه اللحظة .. فقال بنبرة تسلل اليها غضبه الجامح رغم ارادته فبدت كاوتاد الجليد القاتل متحشرجة ( اعتقد انك مشغولة .. ساعود لاكمل اجتماعنا عندما تتفرغين للعمل بجدية بعدما تنهين استقبالك لهذا الشاب )
وشدد على احرف كلمة الشاب وهو يتجه نحو الباب محاولا الالتفاف من امام مراد بشكل مهين .. ثانية واحدة فصلتهما قبل تحرك مراد هو الاخر ليقف مقابلا له بتحدي غامض ويده ترتفع بحركة السلام وهو يقول ( ربما يجب ان اعرفك بنفسي بما انني ساعمل هنا وبالتاكيد ساتقابل معك ... انا ادعى مراد كالي .. المستشار النفسي والتسويقي و التنفيذي للتنمية في هذه الشركة و ... )
وصمت هذه المرة وهو يبتسم بتحدي مخيف قبل اضافته بقوة وحزم ( ومن سيجعل زوجتك تنساك لانك لا تستحقها )
لوهلة اكتست الدنيا بالسواد الناري امام عيني ادهم وقد تزلزلت خلايا كيانه بعمق جنون بركان غضبه المتفجر الذي اخرس كل صرخات عقله المستنجدة .. وبصوت هدر بسخرية ثلجية عنيفة بقدر ما حملته من استهجان ( حقققا ... ومن تكون .. لا يعقل ان تكون انت ضحيتها التالية التي تنوي الزواج بها )
ذهول عارم اصاب اسيل وهي تتابع المشهد امامها دون ان تتمكن من فهم اي حوار يدور فيه والالم يتشبث بادق اعماقها محدثا ندوب جروح ذر ادهم فيها ملح قسوته فالتهبت وتقيحت حتى ما عادت قادرة على التنفس .. بكل سهولة نطق حكمه على مراد على انه ضحيتها التالية ومن ينوي الزواج بها .. وكانه لا يعنيه حتى وجودها مع رجل غيره رغم اعلانه السابق بانها لن تكون لغيره .. بل حتى كان يسخر بانه سيكون ضحية لها .. للحظات فقدت نطقها وغلالة دمع تغلف عينيها وروحها تابى تصديق الى اي مدى انقلب ادهم ضدها وحوارهما السابق يثبت عدم فائدته رغم انها ظنت انها قد بدات بهز قناعاته .. وبدون وعي فتحت فمها لتعاتبه الا انها تفاجأت بضحكة مراد العالية وبقوله بنبرة امتلأت غموضا وتحديا ومشاكسة ( اووه .. يبدو انه رغم كل ما تحاول اظهاره الا انك بداخلك لازلت كما انت .. ولكن .. بما انك واثق من عشق اسيل الذي تكنه نحوك لهذه الدرجة التي تجعلك تتحداني بها فاعلم جيدا ما اقصده )
ولوح باصبعه بتحدي اكبر وهو يشير اليها متابعا ( اجل اسيل لن تحب احدا بعدك ولكني لن ادخل كمنافس لك في مضمار الحب الذي تثق بنتائجه .. ومع ذلك ساجعلها تنساك وتزيل اثارك من قلبها وهي تبتعد عنك دون ان تلتفت للوراء لكي تتمكن من العيش بسلام دون ان تحتمل اذيتك وقسوتك )
للمرة الثانية تتشنج اسيل من الذهول ولكن هذه المرة بعدم فهم لاطراف الحديث الذي يتبادله الاثنان بتحدي واضح هي هدفه على ما يبدو .. فتفسير مراد لكلام ادهم قلب الحقائق بروحها .. هل يعقل حقا ان ما يقوله مراد امر واقع وبان ادهم من الداخل لازال كما هو وانه يتصرف فقط بقشرة خارجية خادعة كما ظهر ايضا للتو عندما ظهر تخبطه وصراعه .. امل بزغ بقلبها مرة اخرى ولكن بقوة اكبر من السابق وتحدي مثير يملأه جعلها تبتسم باشراق وهي تقترب من مراد متمايلة بدلال مقصود وبغمغمة تغنجت فيها همست له بصوت تعمدت اسماعه لادهم بعد ان وقفت بجانب مراد ووضعت يدها على ساعده ( مرااااد .. اشكرررك حقا ... و .. )
التفتت نحو ادهم ناظرة بعنفوان وشغف حارق رسمت فيه عشقها وهي تتابع ( اجل اعشقه بجنون ولكن .. ساكون سعيدة ان تخلصت من هذا الاحساس الذي يضايق ادهم على ما يبدو )
وتعمدت تذكيره بما طلبه منها قبل دخول مراد .. ان تكف عن عشقه .. وهو ما رفضته وقتها .. نظراته التي اظهرت انصدامه بتغير موقفها وتخبطه الذي ظهر واضحا وهو يبحث عن اجابة لكلامها .. صمت غلف المكان ورجاء روحها يرتفع اكثر وهي تتمنى ان يظهر رفضه لاي رجل مرة اخرى ويظهر تماكه لها .. صمت انقلب فجاة الى عاصفة مع ضحكة ادهم التي خرجت كصرير الحديد الصدا وهو يشير اليها مصفقا باستهزاء ( من الجيد .. ان تستعيني بمن تريدي .. لنتخلص كلينا من ذلك العذاب المسمى حب .. في النهاية .. ربما معك حق .. لقد اخبرتك باني ساتخطاكي وساكون مع غيرك .. وانت لن تفعلي .. لذا .. ربما يجب ان تستعيني به كي لا تنهاري وتمرضي وهكذا تثيرين شفقتي عليكي.. منذ الان يا اسيل .. اعدك .. لن تؤثري بي ابدا .. وبعيناكي ستريني وانا اعرفك على خطيبتي .. كما عرفتك على اية )
قال كلمته الاخيرة بتشفي منتقم وقد فقد كل صبره وجنون غيرته يعميه اكثر .. ان تكون هكذا مع رجل حتى لو لم تكن تحبه .. هذا ذنب لن يغفره ابدا .

انتهى الفصل الثاني بحمد الله اشكركم على دعمكم واتمنى ان تشرفوني بارائكم
موعد الفصل القادم في 10 نوفمبر





حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.