آخر 10 مشاركات
خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-19, 08:34 AM   #591

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي


تسلم ايدك تشويقات جميلة سعيدة ومفرحة ❤❤❤
بانتظار الفصل الاخير ان شاء الله ❤❤❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 02:44 PM   #592

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الانامل وبانتظار ابداعك بالفصل الاخير دمتي بخير وراحة بال

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 10:12 PM   #593

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم .. اعتذر عن التاخير من قلبي ولكن الفصل الاخير قد استطال مني كثييرا والحمد لله تمكنت من انهائه بصعوبة ولكني لم اتمكن من انهاء الخاتمة التي ستجيب عن جميع تساؤلاتكم عن مصير ثنائياتنا النهائية لذا ساستميحكم عذار لتاجيلها على ان اقوم بتنزيلها باذن الله يوم الخميس مع المشهد الافتتاحي للجزء الثالث من السلسلة والذي سنتحدث فيه باذن الله عن ابناء ابطالنا وسنعيش قصصهم ان شاء الله
الفصل طويييل اعانكم الله على القراءة واتمنى من قلبي ان اسمع ارائكم في القصة بعدما خطت نهايتها تقريبا



صرخة عنفوان انثى .. الفصل الثامن عشر والاخير ..




المشاركة 1

اذا وقعنا .. ولم ننكسر .. فيجب ان يكون قيامنا .. اقوى من السابق .. فالبلاء ان لم يكسر الانسان .. فالمفترض ان يقويه ويجعله اكثر خبرة ........والا .. فهنا ستكون خسارتنا الحقيقية .. عندما لا نتعلم من اخطائنا .. ( انما الذهب يزيد صلابة مع كثرة الطرق عليه ) .. اما من يحبنا بصدق فهو من ياخذ بيدنا ويساعدنا على النهوض بعد كل سقوط لنواجه الحياة سويا ومعا .. يد بيد ... حيث تكشف معادن البشر مع الابتلاءات .
___________________

ان تسير في هذه الحياة دون ان تحدد لك هدف تسعى اليه فذلك هو اكبر المصائب التي ستقودك بالتاكيد الى الفشل .. وان تكون مصرا على السير والتخبط والحيرة فاذن انت تحكم على نفسك بالاعدام والكابة والموت حتى لو كنت تعيش وقد توفرت لك كل وسائل السعادة التي تعرفها .. مبدا بسيط كان مراد دوما ما يردده امام جميع من قام بعلاجهم .. وكم كان يستغرب عندما يجد ان تنفيذهم لهذا المبدا هو امر بغاية الصعوبة بالنسبة لهم فلطالما كان هدفه واضح وطريقه مرسومة بدقة امام ناظريه .. ولكن .. الان .. وفي هذه اللحظة .. وهو يرى يارا تتحرك امامه بكل هذا البهاء .. وبتلك الابتسامة الحالمة السعيدة والتي هو واثق بانها قناع تخفي بها حزنها فانه يشعر بالتوهان .. يشعر بانه يكاد ان يصطدم بحادث يغير كل مجريات حياته ومبادئه التي لطالما عاش تحت مظلتها .. ان تكون صادقا مع نفسك .. ان تكون مراة لعيوبك واخطائك .. امر .. ليس سهلا .. بل هو شبه مستحيل بالنسبة اليه الان .. فصورته بنظره مشوهة ومتخبطة .. هل ما يفعله صحيح .. هل حقا من حقه ان يستاثر بكل هذا الاهتمام والعشق منها وهو لا يستطيع تحديد ماهية احاسيسه التي يحملها لها . تساؤلات وتساؤلات انقطعت به سبل اجابتها حتى وقع ما يخشى منه .. ذلك الحوار الذي عرى امامه كل افكاره ومخاوفه .. حوارتمثل وياللغرابة على لسان علي .. اخر شخص قد يظن بانه قد عانى مثله في يوم من الايام .. بنظرة واحدة منه اليه اتبعها بنظرة اخرى ليارا همس له بلطف والسعادة تطغى على ملامحه وعيناه تتبع عروسه التي تتنقل بين معازيم الاحتفال المقام على شرفهما بوله ظهرت اثاره واضحة بالتماعة عيناه وانفراجة شفتاه بانفاسه المتلاحقة المتخفية بابتسامته (هل .. انت بخير .. تبدو كمن يحضر فيلم رعب ويحاول ان يتظاهر بانه كوميدي )
نظرة مستهجنة بادلها اياه قبل تساؤله ( مالذي تعنيه .. هل ابدو احمق امامك )
مط علي شفتاه وهو يرفع كتفيه بلامبالاة مشيرا اليه بكفه بطريقة مستهترة ( انت احمق .. وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنين )
اهانة فتح مراد فمه ليدافع عن نفسه ضدها ويردها ولكن .. كف علي التي ارتفعت امام عيناه باشارة للتوقف عن الكلام اخرسته وجعلته ينصت لما سيقوله بنبرة جادة عميقة ( استطيع التاكيد لك بانك احمق لانني كنت مثلك بنفس الطريقة والاسلوب)
ضيق مراد عيناه وهو يبتلع الاهانة بشكل مؤقت مع تساؤله ( وكيف من المفترض ان افسر كلامك ؟ )
رفع علي زاوية فمه بشبه ابتسامة وهو يشير بعيناه نحو يارا مغمغما بخفوت خبيث ( المسؤولية .. اليست هذه الكلمة هي هاجسك ومضمار خوفك الذي تتسابق فيه مع نبضات فؤادك المعترضة لصرخات عقلك المتباطئة )
اصدر مراد صوت ساخرا وهو يهتف بعصبية حاول السيطرة عليها ( هل نتكلم هنا باللغة العربية .. ام انك تحاول ترتيب بعض المحادثات الغير مجدية كتجربة تقيمها على نفسك وتعممها على غيرك )
اطرق علي براسه للحظة وقد ظهر عليه التردد البسيط بين الاقدام على الاعتراف والاحجام عنه قبل ان يحسم قراره وهو يرفع راسه ليثبت عيناه بعيني مراد مغمغا ( كنت في احد الايام بمثل موقفك .. كنت قد قيدت نفسي بنفس تلك القيود التي تقيدها انت لنفسك .. نفس طريقة التفكير والاحساس .. ونفس تانيب الضمير وذلك الحاجز الذي يمنعنا ببساطة من تقيم مشاعرنا بشكل صحيح .. )
تسارعت وتيرة انفاس مراد بشكل بسيط وهو يحاول الوصول الى معنى كلمات علي من خلال سؤاله المستهجن ( مالذي تعنيه .. لما لا تخبرني بمقصدك بشكل واضح )
زم علي شفتاه بنفاذ صبر وعيناه تتبعان سما التي كانت تنتقل بين الضيوف ببهجة لا يمكن ان تخطئها عين احد .. وبحركة داعمة رفع يده ليربت على كتف مراد وقد قرر اختصار كلماته ومواجهته بالحقيقة بجل صورها ( عندما تكون مسؤولا عن انسانة وكانها اخت او ابنة لك فانك تقدم لها كل فروض الطاعة الملائمة لكونها من عائلتك .. وبشكل حتمي فانت تغلق عينيك عن اي احاسيس قد تشوه ثقتها وثقة من حولها بامانتك وشهامتك .. ولكن .. نمو المشاعر بقلوبنا امر لا تتحكم به عقولنا ولا ظروفنا .. وبسبب هذا نقع بتخبطات ترفضها مبادئنا وقيمنا ونتجه الى طرق متهورة فقط لنهرب من واقعنا واقدارنا ولنثبت لانفسنا باننا كنا هلا للمسؤولية ولم نتعدى حدودنا بل على العكس تمسكنا بشهامتنا ومروؤتنا وغضضنا الطرف عن انوثة قد تكون هي مطلبنا الوحيد في هذه الحياة .. وهكذا نقبل بانصاف الحلول ونتمسك باول خيط قد نراه امامنا لينقذنا ولكن .. )
وصمت وهو يتعمق بانظاره نحو مراد الذي كان قد تشنج غارقا بكلمات علي المطابقة لافكاره المتخبطة وكان اقل حركة منه ستفسد كل شيء .. حالة اشفق علي عليه بسببها فانحنى نحوه بشكل اخوي وهو يهمس باذنه بتعاطف ( ولكن .. هذا الخيط يا صديقي لا يكون الا حبل غليظ يشنقنا ويخنقنا .. خطأ سبق ووقعت انا فيه واتمنى ان تتلافاه انت )
ببطء التفت مراد نحو يارا وعيناه تلحقانها وشفتاه ترددان بلا وعي ( خطيبتك .. السابقة ؟؟ )
ابتسم علي بمرارة وهو يومئ براسه موافقا ( اجل .. خطيبتي السابقة كانت خطأي كما انها كانت خطة هروبي من بذور الاحاسيس التي كانت قد تحركت بداخلي نحو سما .. سما التي اعتبرتها اخت لي وكل عائلتي .. سما التي زوجتها لسراج بيدي دون ان ترف عيني بطرف جفن رغم اختناقي تحت وطأة احاسيس اسميتها فقط مسؤوليتي نحوها .. مسؤولية واسعة تناسيت من خلالها اهم ركن )
التفت مراد اليه هذه المرة وهو لا يجرؤ على النطق بذلك السؤال المعلق في الهواء والذي اجابه علي بايمائة من راسه ويده تشير نحو يارا ( ان تكون مسؤولا عن شخص يعني ان تكون متاكدا من انه سيكون سعيد ومرتاحا .. فهل ترى في ابتعادك عن يارا سعادة لها .. او هل ترى بان هناك رجل يمكنه ان يحقق الامان والمحبة والسعادة ليارا ان تركتها انت .. هل لديك هذه الثقة في هذا العالم وهذه الدنيا بانها ستنسى حبك وستستعيض بحب اكبر منه لغيرك .. هل تضمن انك ستجد رجلا غيرك يكون لينا معها وعاشقا لها ووليفا وانيسا لوحدتها ومتفهما لكل طلباتها ؟؟ هل تجد هذا حقا مخبأ لها ؟؟ وفي المقابل .. في الكفة الاخرى من الميزان .. )
وصمت هذه الرة علي ليترك المجال لمراد ليفكر بتعمق بكل تلك الاسئلة التي طرحها قبل اتمامه ببطئ متلكئ ( من انت خائف منهم اوليسو هم من منحوك الثقة لتتولى مسؤليتها .. برايك .. الن يكونو واثقين ايضا من انك ان احتويتها كرجل فانك ستسعدها .. اوليسو هم من يفهمون طبيعة علاقتكم بطريقة اخوية وبنفس الوقت يتفهمون بانكم رجل وامراة قد تنفصلون يوما او قد تقعون في بحر العشق دهرا .. ان تتحرك مشاعرك نحو ابنتهم لا يعني ابدا بانك خنت ثقتهم او ثقة يارا نفسها باقترابها منك بل العكس .. لقد توليت كافة امورها واندمجت معها لدرجة انها اصبحت كل عالمك فلا توجد انثى في الكون قد تملا مكانها نحوك .. الم تفكر بهذا ) وصمت هذه المرة وهو يرفع يده ليدير راس مراد مرة اخرى نحو يارا موجها انظاره اليها وهو يتابع بتاكيد ( ان تراها انثى .. انثى بعيونك الرجولية .. اوليس هذا قمة امالها واحلامها ومراد سعادتها .. من برايك الافضل .. ان تسلمها للمجهول الذي قد يحمل لها التعاسة ام ان تتسلمها بيدك وتهدم ذلك الخوف والتردد وتغامر باحاسيسك لانك واثق بانك لن تتعسها ابدا ولو على جثتك .. صدقني .. ان هدمت جدار التردد بداخلك وبحر الحيرة فكل احاسيسك ستتغير وستتمكن بالفعل من التحرك نحوها كرجل عاشق وستراها كانثى كاملة .. و لكن )
وصمت هذه المرة وهو يدير راس مراد نحوه مربتا على كلتا كتفيه بقوة ( يجب ان تتحلى بالشجاعة وتكف عن التردد وتزيل كل العوائق امام انظارك .. فاما ستتمكن من النجاح او فلتطلقها بعيدا عنك ولترحمها فما ترددك الا عذاب سيزيد من وجعها وتعاستها .. لذا .. فلتقطع عرقا ولتنزف الدماء مهما كانت نتيجة قرارك فلتكن نهائية فهذا .. افضل من التارجح بين الامل والتراجع .. لانك عندها ستخسرها حقا .. كاخت . وكعائلة .. وكسند .. وكصديقة .. والاهم .. كحبيبة )
وكانت هذه اخر كلماته التي قالها قبل تركه لمراد الذي شعر بنفسه يغوص اكثر واكثر بين طيات تلك الحروف ومعانيها .. علي معه حق .. فهو تردد وكاد ان يفقد سما بالفعل وبالكامل عندما تخلت عنه .. لقد كان شاهدا على ذلك الموقف الذي وقفت به سما في صف احمد ضد علي .. فهل سيحتمل هو يوما موقف مماثل .. ان يرى يارا في صف معادي له .. ان يفقدها بالكامل حتى كصديقة ... ومالمقابل .. ثمن بخس ..ان يهدم خوفه وتردده ويفكر بشكل صحيح بعيدا عن عواطفه .. ببساطة .. مالذي يمنعه عن حب يارا كانثى .. انها غاية في الجمال .. وهي تفهمه وتتفهمه .. كما انه لا يرتاح الا لها فانها من تستطيع احتواءه مهما كانت حالبته .. مالذي يريده غير هذا في المراة التي يحبها .. اصلا طوال تلك السنين لم يجد من يمكنها ان تزيل يارا من تفكيره بينما هي وحدها من بامكانها ازالة كل النساء عن تفكيره ليكتفي بوجودها الى جانبه حدها .. والان هو بعينه يرى نموذج مشابه لما مر به .. لقد نجحا ووجدا السعادة رغم كل العوائق التي تعرضا لها .. سعادة هو ايضا يستحقها معها .. افلا يكفيه نظرة الفرح التي يراها بعينيها كلما حاول ممارسة دور الحبيب معها .. ثم انها كانثى ليست سيئة .. ليست سيئة ابدا ابدا .. فبلمسة منها على ما يبدو تثير فيه جنونه عندما يتناسى كينونتها .. وقد تذوق هذا الجنون بالفعل .. مرة واحدة تذوقه واستمتع به ويتمنى ان يعيده .. لذا .. وبينما كل حججه للرفض تضمحلفانه يجد نفسه ميالا للتهور والجنون . ليفعلها وينتهي وليخض غمار الحرب و .. لينتصر .. فان تكون له يارا بكليتها امر يستحق منه كل معاناته وحربه مع نفسه .. عيناه لحقتاها لتجدانها تقف في تجمهر مع العروسين .. قدماه قادتاه بتلقائية نحوها وابتسامته المتحفزة تستثير كل مخاوفه .. وكانه يناديها بروحه وهي .. استجابت لندائه بتكامل عجيب فعيناها بحثتا لثانية فيما حولها قبل ان تستقرا عليه ليرتسم فيهما راحة تامة ثم تساؤل وجل .. يبدو انها شعرت بحالته واقدامه العاصف مما اثار رجفتها وقلقها .. تنهيدة خرجت من اعماقه ما ان وقف قبالتها وهو يستدعي كل شجاعته ويتجاهل كل من حوله دون ان يهتم بذلك الصخب المحيط به فطنين اذنيه يطغى على جميع الاصوات من حوله .. وبحركة بطيئة مرتجفة رفع يداه ليمسك بيديها ويرفعهما قليلا وهو يهمس لها ( يارا .. هناك ما اريد ان اعرضه عليك واستشيرك به ) وصمت قليلا وهو يسحب انفاسه بقوة ليستجمع باقي كلماته دون ان يعي الصمت الذي احاط به في تلك اللحظة وعيون الجميع معلقة بهما .. وبتساؤل مرتجف غمغمت يارا ( مراد .. ما بك .. هل هناك شيئ خطير او .. )
هز راسه نافيا بسرعة وهو يهتف مقاطعا ( كلا كلا كلا .. لا تخافي او تقلقي .. اعذري ارتباكي ولكن .. بما انها مرتي الاولى فانا لا اعلم جيدا الطريقة الصحيحة لفعل هذا )
ازدردت يارا لعابها وتوترها يتضاعف وهي تردد خلفه بحيرة متوجسة ( مرتك الاولى لما .. ومالذي لا تستطيع معرفته .. لم افهم .. عن اي طريقة صحيحة تتكلم )
هز يديها بتوتر وهو يهتف ( عن طريقة عرضي للزواج .. اقصد .. ببساطة .. انا ..حسنا ) وصمت وهو يعيد سحب انفاسه بقوة هذه المرة وعيناه تتعلقان بعيني يارا المصعوقتين والمرتجتين بعدم تصديق قبل غرقه في تينكهما بحنان وابتسامته تحتوي ذلك النور الذي التمعت فيه عيناها وصوته يخرج بتدارك واثق قوي وكانه وجد ضالته واخير ووضع قدمه على اول خطوات الطريق الصحيحة ( عندما بحثت بكل قواميس حياتي لم اجد سواكي فيها كعنصر ثابت يشاركني كل تفاصيلي .. سعادتي .. حزني .. فشلي .. نجاحي .. خسارتي .. فوزي .. لقد كنت انت دوما حولي ومعي .. دون ان تنتظري حتى مني اي مقابل .. كنت دوما تمنحيني وتعطيني وتحيطيني بانفاسك التي تحرسني من نفسي قبل ان تحميني من العالم .. كنت الشخص الذي يعينني على الوقوف بشكل اقوى بعد كل وقعة كنت اقعها ولا تكسرني .. ببساطة يا يارا ) وصمت وهو يقترب منه اكثر وقد وضع يدها على صدره في موضع القلب ويده الاخرى تمسح وجنتها التي تبللت بدموعها المتهمرة قبل اتمامه بعشه الحنون ( لا وجود لمراد دونك .. ولا عالم له لا تتواجدين فيه .. ولا حياة له الا معك .. حتى يلفظ اخر انفاسه في هذه الارض فانه يريد فقط ان يتشارك معك باقي لحظات هذه الحياة .. بحلوها .. وبمرها .. انت فقط من تستحق مني ان ابذل كل انفاسي لاجلها وان امنحها الكثير لاعوضها بنقطة من بحر عطاياها وكرمها نحوي .. ) وصمت وهو يزفر انفاسه التي كان يحبسها طويلا بصدره قبل اتمامه برقة ويده هذه المرة تتسلل الى خصلات شعرها المحيطة بوجهها ( لقد قلتي لي بانك خائفة من ان ياتي اليوم الذي ستسرقني منك فيه انثى يمكنها ان تقدم كل شيء لي وفي نفس الوقت ان انجذب لها كانثى واعشقها .. ولكن يايارا .. خوفك لا معنى له .. لانه .. من المستحيل ان يتواجد في كل هذا الكون شخص يماثلك في قلبي .. من اين لي ان اجد امراة قد تشاركت معي كل دقائقي ولحظاتي وتفهمني حتى من رمشة عيوني .. من اين لي ان اجد امراة يرتج لها قلبي كزلزال عندما فقط اسمع منها اهة الم عابرة .. صدقيني.. لن يوجد . فانت الوحيدة التي لها هذه السلطة علي وعلى قلبي .. انت تملكيني يا .. حبيبتي )
هذه المرة ساد الصمت بشكل تام وكل العيون معلقة تتابع هذه المشهد بفضول وحماس وترقب .. جميع العيون كانت مركزة عليها هي بينما هي لم يرف جفناها خوفا من ان تغمضهما فتفتحهما لتكتشف ان كل هذا هو احد احلامها او اوهامها .. وبهمسة مرتجة غير مصدقة تلعثمت حروفها من بين انفاسها المتلاحقة بلهثاتها ( م .. مال.. مالذي تعنيه ؟؟ )
رفع مراد يديه واحتضن وجهها بين كفيه وهو يهمس لها بتاكيد مرتج ( هل .. تقبلين الزواج مني .. يا .. يارا )
في البدء لم تستطع ان تجيب .. هي حتى لم تتمكن من التنفس .. خصوصا عندما اعقب مراد طلبه بهمسة قالها بالغة التركية كي لا يفهمها شخص سواهما ( انا احبك .. كثيرا جدا .. جدا .. جدا )
همسة جعلتها تشهق بعمق قبل تحريكها لراسها بموافقة عشوائية وهي تجيب ايضا بلغتها التركية بخفوت مبحوح ( اجل .. اجل ) ثم تحولت كلماتها لصرخة قالتها بفرحة باللغة العربية ( ننعععم .. نعععم اقققبل )
وانهت قولها بالارتماء بين احضانه التي ضمتها بقوة حتى كادت ان تستشعر بعظام صدرها وكانهم سيتحطمون من ضغطة ذراعيه من حولها .. ضمة تحولت الى رفعة رفعها اياها وهو يلف بها حول نفسه صارخا بسعادة غريبة شملته واحتوته وراحة تنتشر بداخل صدره وكانه ازاح عن كاهله ثقل بوزن الجبال .. تصفيق حاد احاط بهما من الاشخاص المحيطين بهم مع صرخات التهنئة التي ارتفعت من الجميع والكل يقترب ليحيط بهما مباركا .. نظرة واحدة هي فقط ما كان ينشدها .. نظرة التايد التي راها بعيني علي وهو يومئ براسه موافقا ومشجعا له وقد اظهر له بانه قد اختار طريقه الصحيح بالتاكيد .. ايماءة لم تخفى عن سما التي التفتت نحو علي هامسة له باستغراب ( هل .. هل لك يد فيما حدث للتو )
رفع علي حاجبيه بلؤم وهو يتظاهر بالجهل قائلا ( مالذي حدث لتو .. لم افهم ؟؟ )
اشارت سما بيدها نحو مراد ويارا اللذان كانا يتلقيان التهنئات من حولهما قبل قولها ( هيا علي .. لا تتخابث علي هكذا .. هل لك يد فيما فعله مراد للتو مع يارا )
غمزها علي بمشاكسة قبل ارتفاع صوته مخاطبا الجميه ( حسنا ايها الاصدقاء .. اليوم المفترض انه حفل زفافي المتاخر .. يكفي مراد ما سرقه من الاضواء ولنعود لاجوائنا .. اين هي الموسيقى )
واشار الى الفرقة العازفة التي اكملت العزف وهو يمد يده امام سما قائلا ( هل تشاركني اميرتي هذه الرقصة )
تبعته سما الى حلبة الرقص ببطء وعيناها تراقبانه باستهجان معاتب جعل علي يبتسم وهو يقضم طرف شفاهه بخبث مشاكس قائلا ( حسنا .. لا يد لي ولكن يمكنك القول بانه لي ذراع فيما حدث )
رفعت سما حاجبيها باستنكار غاضب ( هل تسخر مني يا علي )
حرك راسه بالرفض الفوري وهو ينساب بحركاته الراقصة معها ( حاشا لله .. فلينقطع لسان من يجرؤ على السخرية منكي يا اميرتي )
ضيقت سما عينيها وقد بدا غضبها ينجلي امام كلمته التحبيبية ( حسنا .. هل تتهرب اذن من الاجابة علي .. يمكنك ببساطة اخباري بهذا وانا لن الح عليك لاعرف )
عاد علي ليحرك راسه بالرفض وهو يقول ( لم اقصد هذا ايضا بالتاكيد فقط كنت اشاكسك .. حسنا كل ما هنالك يتلخص في كون مراد رجل عملي .. ولا يؤمن الا بالوقائع الملموسة او بالمنطقية المتسلسلة لعقله الباطن .. لذا كان يحتاج لمثال واقعي حي يمكنه من خلاله ضحض جميع اصوات معارضته واجتياز جميع حواجزه التي كان يستشعر بالغموض من نتائج تحطمها مما تسبب له بتولد الخوف والحيرة والتشتت لافكاره . وانا .. قدمت له هذا الدليل من خلال عراقتنا )
بحيرة اشارت سما اليهما ( نحن ؟؟ هل حقا علاقتنا تمثل نفس نمط علاقة مراد ويارا )
اومأ علي براسه موافقا وهو ينقل يده الى وسط سما رافعا يدها لترتكز على صدره وقد ادارها بحركته الراقصة هذه قبل اجابته ( اجل نفسها .. ولكن .. بمنظور اخر .. فانا ايضا وقعت تحت طائلة الفعهم الخاطئ لمعنى المسؤولية عندما تعلق الامر بك في السابق )
توقفت قدما سما عن الحركة وهي تنظر لعلي بتمعن مكتشف ( هل .. كنت تبتعد عني .. في السابق .. من واقع مسؤوليتك )
حرك علي راسه بالموافقة وهو يستحثها على التحرك والتماشي معه بالرقص ( اجل .. لقد اخبرتك فيما سبق .. باني كنت اعتبر ان اي نظرة مني لك تحتمل اي معنى اخر غير الاخوة فسيكون فيها اهانة لك ولثقتك ولمعنى العائلة التي تبنيته معكما انت واسيل )
تحركت سما ببطء وهي تطرق براسها شاردة قليلا ( اجل .. لقد فهمتك الان .. وبناءا على هذا التفسير يمكنني القول بانك كنت افلاطونيا فلقد صبرت على وجودي ضمن حيز اختصاصاتك كزوجة مع وقف التنفيذ لعام كامل )
رفع علي راس سما ليغرق ببحيرة عينيها وهو يهمس بوله وقد قربها كثيرا منه بحجة رقصتهما البطيئة ( صدقيني . . لم يكن الامر سهلا ابدا .. لم يكن سهلا البتة )
ابتسمت سما ببطء وهربت بعينيها منه وقد ارتج جسدها مع نبرة حبه التي اقشعرت لها وحاولت مداراة تاثرها بقولها ( حسنا .. وما النتيجة التي توصل اليها مراد من خلال حواركما )
ابتسم علي وقد فهم محاولة تهربها بعد ان فضحها اختضاضها بين ذراعيه فاشفق عليها من اقدامه مما جعله يبتعد قليلا عنها وهو يجيب ( بان كل شيء في هذه الحياة يجب ان يخضع لمبدا الميزان .. اي كان عليه المراجحة بين تفسيره لمعنى المسؤولية وبين تحقيقه لحلم يارا بالاستقرار واجتماعها معه .. في المحصلة كان من الضروري ان يكسر بوتقة التردد .. وبرؤيته للطبيعة تطور العلاقة فيما بيننا وتقبلنا لبعضنا كعشاق متفاهمين بذات الوقت فان كفة يارا قد رجحت بالنسبة اليه فاقدم على خطوته هذه من مبدا .. كم من حب عظيم كانت بدايته صداقة بين شخصين )
عضت سما على شفتيها بتاثر وعيناها تعودان لعيني علي وهي تهمس ( ولكن .. ارجوك ..لا تقلب هذه المعادلة والمبدا مرة اخرى )
ضرب علي مقدمة راسه براسها بعتاب وهو يغمغم ( مستحيل يا اميرتي ان اعود مرة اخرى لارض الصداقة التي كانت بيننا في السابق .. لقد كان هذا مجرد جنون سابق مني ولن اعيده مرة اخرى .. فاحضانك بالتاكيد اكثر جمالا ومتعة و .. اثااارررة .. )
ولم يكمل كلامه وهي تضربه على كتفه بقبضتها مغمغمة وقد انتشر الاحمرار على صفحة وجهها كانتشار النار في الهشيم وقد فهمت مغزى كلماته التي رافقها بغمزته الموحية ( هل تتعمد ان تكون وقحا هكذا .. مالعيب فيما فعلته البارحة .. قط طلبت منك ان .. )
وعضت مرة اخرى على شفاهها وهي تطرق بوجهها هربا منه وهي تهمس بغيظ وقد بدات بمحاولتها للابتعاد عنه ( ما الخطا في التحرش بزوجي .. هل تريد ان اتحرش بغيرك مثلا و .. )
جذبها علي نحوه هذه المرة بقوة وهو يهتف لها بتحذير مراعي ( ااابببدا .. اياك والاعتقاد للحظة بان هذا الامر خاطئ بل هو على العكس .. سبب لوصولي الى قمة السعادة والعشق والفخر .. يا حياتي .. لقد اخبرتك في السابق ان الرجل يعشق حقا ان تظهر زوجته رغبتها واشتياقها له .. فلم تخجلين وتحاولين الان الانقلاب علي و .. احم ..اهلا استاذ مرجان لقد تشرفنا بمجيئك اليوم هنا )
كان علي قد قطع حواره مع سما عندما لاحظ تقدم احد رجال الاعمال من حلبة الرقص واتجاهه نحوهما .. وبحركة غير ملحوظة ارجع سما خلفه لتتمكن من تدارك نفسها بعد حوارهما الجريء السابق وهو يمد يده ليصافح رجل الاعمال الذي غمزه بشكل مقيت وهو يقول بمزاح موحي ( الشرف لنا بالتاكيد استاذ علي .. فكيف نفوت لحظة احتفالك هذه بحصولك على اغنى كنوز بلادنا واستغلالها لصالحك )
رفع علي حاجباه ووهو يلتفت نحو سما ببطء قبل اعادته لنظراته الى الرجل وهو يرسم ابتسامة دبلوماسية وقد فهم مقصده فاجابه بنبرة واثقة فخورة ( معك حق .. يجب ان احتفل طوال عمري وان اشكر الله مئة مرة لانه منحني اغلى كنوز حياتي )
رده بهذه الطريقة المحترمة احرج الرجل الذي اومأ براسه قبل انسحابه السريع المتلكلك بابتسامته السمجة .. وبهمسة غاضبة ضغطة سما بكفها على كف علي الممسكة بها ( يستحق ضربة على راسه ذلك الوغد .. هل كان ينتظر ان ارتبط به مثلا ليستغل كنوز بلاده بشكل صحيح .. اعتذر يا علي ارجوك س .. )
لم تتم كلماتها وعلي يلتف نحوها ويرفع يديه ليحيطها مرة اخرى معيدا اياها لوضعية الرقص وهو يقول ( لا تعتذري فهذا ليس ذنبك كما انني كنت اعلم انني ساسمع مثل هذا الكلام كثيرا جدا في الفترة القادمة .. وصدقيني .. الامر ليس مهما ابدا )
تنهدت سما بعمق وهي تحاول تدارك الوضع بقولها ( صدقني .. فقط تجاهلهم .. بل ان اردت يمكنني انا ان ارد عليهم وافحمهم و .. )
قاطعها بابتسامته الحنونة وهو يقرص وجنتها مغمغا ( مهلك علي يا سما مهلك علي الامر لا يستحق كل هذا الغضب منك ثم .. انا لم اعد اغضب من هذا الكلام كما كنت في السابق ولا يهمني ابدا ما سيقولونه عني فهم سيعتادون في النهاية على واقعنا .. كما ان رضا الناس غاية لا تدرك )
ايدته بلهفة راجية ( معك حق هم لا علاقة لهم بنا فقط .. تجاهلهم.. لما نبرر لهم ما نفعله .. نحن حرين )
رفع علي يده ليتلمس خصرات شعرها الفاحمة السواد وهو يقول بعمق شارد (اسمعيني يا سما .. الناس بطبيعة الحال تهاجم كل ما هو غير معتاد لها .. فمن وجهة نظرهم الغني يجب ان يتزوج من غنية والفقير من فقيرة والمتعلم من متعلمة والجاهل من جاهلة وذلك على مبدا تساوي الفرص والعقول .. ) وربت بيده على كتفها وهو ينحني نحوها مقربا راسه منها وقد ثبت عينيها بعيناه متمما كلامه ( اما من يخالف هذه المنظومة فهو بالتاكيد بنظرهم طامع او مستغل يبحث عن مصالحه ليحققها وسيفشل .. وقد يكون معهم حق بالمجمل ولكن .. هناك الكثير من الاستثناءات التي تثبت خطا هذه القاعدة لان مقياس التفاضل هنا خطأ .. فالمفترض ان يقوم هذا المقياس بناءا على التقوى والعمل الصالح كما قال ربنا .. فالتوفيق امر الهي يبثه في قلوبنا فاما ان ننسجم مع بعضنا او ان تختلف وهذا هو الامر الصحيح .. ) وتنهد بعدها وهو يبتسم بتدارك ملوحا بيده بحركة موحية نحوهما ( في النهاية الناس ستعتاد على تواجدنا طالما رات انسجامنا وبما اننا لا نخفي شيئا ولا نخاف من احد ولا نتهرب من المواجهة او نتجاهلها فهذا يعني انني نمشي بالطريق الصحيح وهنا فقط هم سيتراجعون .. كما فعل هذا الرجل للتو .. فاعترافي امامه بصدق كلامه وجرأتي على التحدث امامك بثقة نفت كل الاتهامات الموحية بكلامه وتركته يتخبط بمبدئه الخاطئ ويتراجع عنه )
رفعت سما حاجبيها بحب متاثر وهي ترى الى اي مدى يمس قلبها بتفهمه وكلامه الموزون وتفكيره المتعمق .. وبمشاكسة ارادت فيها كسر تلك الجدية التي يتحدث بها غمزته بدلال تمثيلي قائلة ( اذن انت لن تغضب مما سيقولونه عنك من امامك اوخلفك عن حقيقة زواجنا وذلك من منطلق ان الامر مجرد زوبعة في فنجان )
شعر علي بذلك الفخ الذي تحاول احاكته عليه فسايرها بحذر متمتما ( يعني .. يمكنك تفسير هذا بهذه الطريقة طالما انك انت لا تعومين على نفس عومهم )
عندها ضحكت بخبث ماكر وهي تقول ( اتقصد طالما انني لن اقول لك يوما بانك قد استغليتني واستغفلتني لتصل الى مرادك .. هيا انت لن تغضب مني ان قلتها يوما وانا غاضبة و .. )
بتحذير رفع اصبعه امام وجهها ( سما .. لا تضغطي على ميزان حظك ففي النهاية انا رجل لديه كرامة .. ثم من الذي استغل الاخر .. اولست انت من طلب الزواج مني في اللحظة التي علمت فيها عن اخذك لهذا الارث وذلك لكي تحصلي على الحماية )
ادركت من جديته صدق حروفه وتحذيره حتى لو تم طرح الامر بشكل ساخر فيما بينهما .. وبنبرة عاشقة نفت كلامها السابق بتاكيدها لكلامه الحالي ( اجل انا .. اقر واعترف سيدي القاضي .. انا استغليتك عن سابق اصرار وترصد .. وتهمتي هي اجمل تهمة في الكون .. فمن هي سعيدة الحظ التي دعت امها لها في ليلة القدرلتكون انت يا علي زوجها .. انت لا تعرف حقا من انت يا رجل )
كلمات هزت علي بقوة وهو يراها تتدلل اليه وتتقرب منه وتستسلم امامه بهذه الطريقة رافعة من كرامته فوق راسها فهمس بتيه مغرم ( ومن انا يا امراة )
كان قد قربها اليه بشكل فاضح فابعدت نفسها عنه قسرا وهي تجيبه ضاحكة وقد اسعدتها مدى سطوتها عليه وانعشت لهفته انوثتها ( انت .. اااه منك انت .. هل تنتظر مني غزلا الان ونحن في وسط عرسنا وبين المعازيم .. ما رايك ان تنتظر قليلا ريثما انفرد بك لاريك تحديدا من انت )
كان كلامها تهديديا ضاحكا ولكنه اختار اساءة فهمه بطريقة موحية وهو يضحك لها باثارة مشاكسة متنهدا بحرارة تمثيلية ( فلامت مئة مرة فداء لزوجتي اللبؤة .. هل تنتظرني اذن ليلة حمراء يا ترى )
صرخت هذه المرة دون قصد وهي تضربه على كتفه بقوة ( علللي .. )
حرك راسه باستكانة مضحكة مقربا اياها اليه وهو ينظر لمن حولهم في حلبة الرقص وقد التفتو نحوهم هامسا لها بخفوت ( وااه يا علي .. لقد ضعت يا علي )
ابعدت راسها عنه وعيناها تطلقان شرارات تحذيرها محركة راسها بالرفض الذي قابله علي بمطه لشفتيه وقد اصدر ضحكة عابثة ( حسنا حسنا اعتذر منك يا صاحبة الجلالة .. هل من اوامر اخرى تلقينها لهذا العبد الفقير )
حركت راسها بالرفض وهي تشيح عنه متظاهرة بالخصام .. منظرها براسها الملتف عنه ونظرتها المتفحصة لمن حولها ذكرته بحادثة اخرى .. حادثة لا تزال كالغصة بقلبه .. وبدون ادراك عاد ليردد ( ياللهي .. كم كنت احمقا في ذلك اليوم .. كيف تمكنت من تطليقك بهذه الطريقة .. الا ليت الزمان يعود يوما لتلك اللحظة )
التفتت نحووه سما وقد فهمت مغزى كلامه وذكرى اخر رقصة تشاركاها في السابق تعود لتغزو تلافيف دماغها .. رقصة انتهت يومها بطلاقهما وانقطاع كل سبل رجوعهما وتفاهمها .. وبصوت مرتج حركت راسها بالرفض قائلة ( لا تندم .. فلولا ما عشناه لاحقا لما علمنا حقيقة قيمة كل منا لدى الاخر ..فدوما ما كنت بجانبي بعد كل وقعة كنت اقعها ولا تكسرني لاجد نفسي معك اقوى من السابق ..كما اننا يجب علينا ان نتعلم من دروسنا ووقعاتنا .. .. ومن .. ذكرياتنا )
حرك راسه موافقا وهو يردد من خلفها ( ذكرياتنا .. اجل انها ما يجمعنا دوما .. ذكرياتنا )

يتبع 2

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-10-19 الساعة 01:18 AM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 10:15 PM   #594

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي



المشاركة 2

صوت قاطع انسجامهما بنبراته المضحكة ( ذكرياتنا .. هل يا ترى اقاطع لحظة استجماع للماضي .. اذن ايها الاشرار لما لا تشاركوني بها اولست معكم في كل لحظاتنا السابقة ) وصمتت وهي تنظر اليهما بحب قبل قولها وهي تشير اليهما ( والان وانا اراكما هكذا وبهذه الطريقة .. وانت ترتدين ثوب زفافك الابيض البسيط هذا يا سما .. وانت يا علي تشاكسها وتناغمها بهذه الطريقة وقد نسيتما انكما وسط كل هؤلاء البشر الذين يراقبونكما .. ههههييي الا تخافان من الحسد .. عيون الناس تكاد ان تاكلكما )
ابعتد علي عن سما ضاحكا وهو يقول ( اسيل تبقى اسيل مهما مضى عليها من زمن .. يا رجل لما لا تراقصها فيبدو انها تغار منا )
كان قد وجه كلامه الاخير لادهم الذي لحق باسيل وهو يحمل ياسمين بين احضانه .. وباسى تمثيلي ضاحك اشار براسه لياسمين هاتفا ( وكم اتمنى مراقصتها ولكنها ترفض ترك ابنتها مع اي شخص اخر .. فعلى حد قولها هي لا تثق الا بنفسها معها )
اشارت اسيل اليهما بتسلط مغمغة بعتاب ضاحك ( انتما الاثنين لا تتفقا علي الان .. هل تتهرب يا علي من كلامي .. يا رجل حتى لو انه زفافكما فلقد رقصتما طووويييلا جدا ولم تتركا المجال لغيركما .. كما انكما تتبادلا الغزل بطريقة فاضحة )
ضربتها سما بشكل خفي وهي تغمغم ( انظر من التي تتكلم .. ام انك نسيتي زفافك من ادهم وما فعلتماه فيه .. هل كل هذه الزوبعة لكي امسك انا ياسمين واترك الساحة لك لتراقصي ادهم )
تظاهرت اسيل بالبراءة وهي تلتفت نحوها هامسة بصوت مسموع ضحك له كل من علي وادهم ( ياللهي هل كشفتي مخططتاني بهذه السهولة .. يعني من الجيد ان تشعري بصديقتك قليلا وتشاركيها بعض من مهامها الامومية .. هيا احملي ابنة اختك فورا واعتني بها جيدا افهمتي .. )
كانت تلوح باصبعها بتحذير امام وجه سما التي فتحت فمها في حركة تمثيلية وكانها ستعضه فهربت اسيل من امامها لتقف خلف ادهم مستنجدة ( انقذني من تلك المتوحشة يا حبيبي )
حرك ادهم راسه بالرفض وهو يقول من بين ضحكاته ( اخرجوني انا من مثلث برمودا الخاص بكم )
اسم ما ان قاله ادهم حتنى نظرت اليه ثلاثة ازواج من العيون وابتسامة حمقاء ترتسم على ثغرهم .. وبنبرة ساهمة غمغم علي ( مثلث برمودا .. يااااه .. كم مضى على سماعي لهذا الاسم )
اشارت اسيل نحوهما وهي تعقب ( هل تذكرون .. عندما كنت اقول لك يا سما بانك ان متي فاني ساتزوج علي واربي عماد . لقد خدعتيني .. تزوجتي انت من علي وكسرتي مثلث برمودا و .. اووبس )
انتبهت عندها بانها اخطات مع نظرات ادهم اليائسة ونظرات علي الضاحكة بخيبة ونظرات سما الغاضبة فرفعت يديها بعجز مشيرة الى لسانها بعجز مما جعل علي يغمغم بمزاح ( انت لن تتعلمي ابدا وتربطي لسانك وتخففي من تهورك اليس كذلك ... ثم عن اي مثلث تتكلمين وانت قد سقطت في مضلع سداسي النقاط لدرجة تلهيكي عنا جميعا )
بعشق معتذر همست اسيل وهي تناجي ادهم ( بل واجمل سداسي نقاط .. من ذا الذي يبادل حبيبي واروع عائلة منحني اياها بكل املاك الدنيا )
عندها اشار علي نحوهما معاتبا بضحك وهو يرى نظرة ادهم الحنونة التي رمق فيها اسيل ( انظر يا عم لقد نسيتنا بثواني وباعتنا .. وتتكلم الان عن الولاء والاخلاص .. ارايت انها تفضل المضلع على المثلث )
مطت اسيل شفتيها متصنعة الغرور ( بالتاكيد افضل المضلع .. فانا لم اكتفي بادهم فقط .. بل اخذت معه ابن وابنتين وام .. عائلة كاملة انا مسؤولة عنها .. ارايتما كم انا جبارة )
حركت سما راسها بياس مقهقهة ( ياللهي انك تتفاخرين علينا بما ليس من صنعك .. كم اتمنى فقط ان تقدري هذه النعمة التي تتحدثين عنها وتحافظي عليها )
رفعت اسيل كتفيها بتحدي مؤكدة ( حسنا يا امي .. ساحافظ عليها )
نهرها علي بابتسامة ممازحة ( كفي يا فتاة وارفعي بلائك عن سما الحق عليها انها تنصحك من خوفها عليك )
اشارت اسيل نحوهما بضيق باكي تمثيلي وهي تربت على كتف ادهم الصامت منذ بدء حورهما بمداعبة ضاحكة (اووف يا حبيبيي هذا كثير علي .. انهما يجتمعان ضدي الان ويتكاثران علي .. هل رايت خيانتهما لي .. ساقاطعهما الان وابقى معك يا زوجي العزيز فانت الوحيد المتبقي لي )
فتح علي عيناه بدهشة وهو يغمغم باستنكار ضاحك ( اوه .. اوه .. اووه .. انها تطبق مثل ضربني وبكى ثم سبقني واشتكى .. هل تقلبين الطاولة علينا الان )
رفعت اسيل عينيها باستنجاد كاذب نحو ادهم الذي امسك ضحكه بصعوبة وهو يقول ( كفا عنهما انتما الاثنين .. هاقد جاء زوجك وحبيبك يا صغيرتي فلا تلقي بالا لكلامهما ولا تغضبي مما يقولانه )
اخرجت اسيل لسانها بمشاكسة مضحكة جعلت سما تهتف ( الحق علينا .. لقد كنا ندافع عنك ونطالبها ان تحافظ عليك )
بشكل فوري ايدها ادهم مشيرا براسه اليها ( حقا .. هل هذا ما كنتما تفعلانه .. اذن .. اسحب كلامي وانضم لكما .. استمرا بنصحها وتعقيلها كي تحافظ علينا فكما تعرفان انها متهووورة جدا )
بصدمة اشارت اسيل الى صدرها ( انا متهورة .. هل تتخلى عني بهذه السهولة .. ايها الشرير )
بدهشة مصطنعة هتف ادهم ( وهل اتخلى عنك الان ؟؟ متى فعلت هذا .. انا فقط اطلب منهم ان ينصحوكي بالتعقل والتروي .. اوليسو هم عائلتك على حد قولك اذن فهم خير من يعرفوكي)
ضيقت اسيل عينيها واجابته باستفزاز ( في البدء ورغم انهم عائلتي ولكن اعترف بانك انت من اصبحت تعرفني الان بشكل كامل ودون مواربة و اكثر من اي شخص اخر .. وايضا انت تعلم جيدا انني في طور محاولاتي للتعقل ولكن هذا لا يمنع ان لجينات الشعر الاحمر بعض الاثار الجانبية ومنها التهور والاندفاع .. فهل تعلن اعتراضك الان يا سيد ادهم )
كانت جملتها الاخيرة تجمع ما بين التهديد والدلال بطريقة طفولية تميزها فابتسم لها ادهم بتفهم متوعد قبل قوله بهدوء وهو ينقل انظاره باتجاه سما وعلي اللذان كانا يحاولان السيطرة على ضحكاتهما ( وهل اجرؤ على الاعتراض .. والان ما رايك بما اننا افسدنا يوم العروسين وانتهى الامر فلنجعلهما يمسكان طفلتنا المدللة كامها ولاعلن لك بنفسي فروض الطاعة عن طريق دعوتك للرقص .. اعتقد انك لن تمانعي ان يتوليا زمام ياسمين فهما عمها وعمتها كما ان هذا فأل خير لتكون العقبى لهما )
بسرعة تحرك علي وهو يمد يده مسميا بالله ليمسك ياسمين وهو يغمغم بسعادة ( بالتاااكيد عمها وعمتها سيكونان اكثر من سعيدين ليتوليا امر تلك الطفلة الغالية )
مشهد تابعته اسيل بترقب واثارة وقد التمعت عيناها بدموعها الحبيسة واهة مختلطة الشاعر تحتبس بصدرها لتخرج كانة بعد ان انفرد ادهم فيها بحلبة الرقص .. عيناها اللتان تتبعتا ابنتها جعلتاه يفهم ما تعانيه فهمس لها بحنان مراعي ( هل انت سعيدة )
التفتت اسيل اليه وهي تتشبث باطراف قميصه فوق اكتافه لتنحني بوجهها وتخفي دموعها هامسة ( اشكرك يا ادهم .. اشكرك على منحي مثل هذه الهبة وتشجيعي على تحملها وتقبلها .. ان مجرد رؤيتي اليها في كل صباح واشتمامي لرائحتها العطرة يجعلني اعلم كم هي نعمة عظيمة هذه النعمة .. نعمة الذرية والخلف .. لا ادري كيف بامكان اي من الاهل الاستغناء عن فلذات اكبادهن ورميهن في الشارع .. هن لم يذقن حقا معنى الحرمان الحقيقي .. ان تكون ام .. ان تكون كيان ومحور وكون هذا الطفل الذي بين يديك .. ان يعتمد عليك بشكل كلي . ان ينام بحضنك ويتعرف على رائحتك ويناغيك ويغرد لك وحدك .. ياللهي .. ياللهي ما اعظم هذه المشاعر .. وما اصعب الحرمان منها .. دوما كنت اتعامل مع الامر على انه منتهي واني لا احتاج اليه وفقط احتاج لتفوقي المهني ولكن ..)
وصمتت في سيل اعترافاتها المتتالية امامه والتي استقبلها برحابة صدر وصمت كي تفرغ ما في جعبتها من مشاعر كان يعلم انها تحملها وتكبتها في الايام السابقة وبهزة من راسه اكملت اعترافاتها ( الان .. عندما اضم ياسمين الى صدري .. اشعر بان كل شيء في هذا الكون تافه ودون معنى .. وان كل ما يهمني هو فقط سعادتها وتوفير الراحة لها .. حتى عملي فانا الان افكر بانه فرصة جيدة لاوفر لها كافة احتياجاته ولا اجعلها تحتاج اي شيء من اي احد .. ان تكون ام يعني ان تفني حياتك فقط لاجل اطفالك فيصبح لكل تحركاتك مغزى واحد يصب في خانة مصلحتهم .. حتى على صعيد نجاحك الشخصي .. فانت تقوم به وانت تنظر الى عين طفلك لترى فخره بك وتراه يرفع راسه امام اقرانه بنجاحك وتفوقك .. احاسيس لم اشعر بها الا الان رغم ادعائي امومة عماد وحتى رغم محاولتي ان اكون ام لاية وايهم ولكني لم افهم هذا الا عندما توليت امر ياسمين لوحدي كام كاملة لها .. والان اصبحت اتفهم موقفك مني مع ازمة ايهم بشكل اعمق واشمل )
حرك ادهم راسه نافيا بضيق ( ارجوكي .. لا تذكري تلك الايام و .. )
قاطعته وهي تضع اصبعها على فمه محركة راسها بالرفض ( كلا يا ادهم .. لا ظن بان كلامي معاتبة لك .. فالان اصبحت اعي ذلك الصراع الذي وقعت بين براثينه .. ان تشعر بانك مقصر بحق طفلك وانك مذنب وبانك لم تتمكن من حمايته او حمايتي او النجاح في معرفة ما نعاني منه من مشاكل كاسرة تتبعك .. ان ترى فشلك في تحقيق التوازن بين اطراف قلبك .. ان تخاف من لحظة معاتبة ولوم قد تتواجه فيها مع ايهم ليحملك من خلالها ذنب ما حدث له .. في البدء ظننتك تحملني انا هذا الذنب ولكن .. وبعدما شعرت بمعنى ان تكون والدا فهمت انك كنت تحمل نفسك هذا الذنب من خلالي .. وانك لم تكن تستسيغ شعورك بالسعادة وابنك يعاني )
مس اعترافها روح ادهم فانتفضت لتزيل اخر اثار السواد بقلبه وهو يستشعر تفهمها .. وبهزة من راسه وافقها ويده تضمها اليه اكثر .. وبعينيها الدامعتين مدت كفها لتضعه على وجنته مغمغة باستدراك معترف ( في الكثير من الاحيان كنت اتساءل عما فعلته بحياتي ليعاقبني الله بكل تلك الابتلاءات ولكني اكتشفت فيما بعد بان الله قد منحني مخرجا من بعد كل عسرا ومصيبة كنت اقع فيها وبان رحمته كانت تشملني دوما وبانه .. لولا كل ما حدث معي لما وصلت الان الى هذه اللحظة ) واشارت اليهما وهي تتم بثقة ( اللحظة التي اشعر فيها بالسعادة التامة والرضا الكامل بسببك يا ادهم .. فلولا مرضي ثم علاجي ثم زواجك من اية وموتها ومن ثم لقاءنا فزواجنا وما عانيناه وفراقنا وبعدها لقاءنا وما مررنا به من مشاكل تمخضت حتى وصلنا الى تلك اللحظة وذلك القرار بتولي وتبني ياسمين لما فهمنا وعلمنا قيمة بعضنا وقيمة ما نملكه من نعم كدنا ان نفقدها بسبب حماقتنا .. ) وصمتت هذه المرة وهي تقترب منه بشكل خفي لتقبل وجنته بسرعة سارقة قبل قولها بتهدج ( فلا يقدر المرء النعمة الا عندما يفقدها ..وانا لم اعرف قيمتك يا ادهم ولم اعرف قيمة امومتي وانوثتي الا بعدما مررت بكل هذا لاصل معك الى هذا الكمال )
كلام نزل كالبلسم على صدر ادهم الذي اخذ ينظر اليها بشمول عاشق وهو يحرك راسه بالموافقة دون ان يتمكن حتى من قولها بلسانه كي لا يفضحه تهدج صوته .. لقد اصبحت هي تفهمه ايضا بعمق يوازي فهمه لها .. لقد تمكنو واخيرا من الوصول الى ان يكونا كيان منفصل بروح واحدة متشابكة .. شعور بالتكامل والانتماء جعله يهمس بصوت بالكاد خرج من فمه ( احبك .. )
حروف نشرت اللون الاحمر على صفحة وجه اسيل بما تحمله من عواطف متاججة مست روحها فاستجابت لها بهمسة مماثلة محترقة ( وانا احبك .. كثيرا .. جدا جدا .. ولا ابدلك انت وعائلتي منك بكل الدنيا وكنوزها )
اعتراف اخر زلزله فتمنى لو كانا لوحدهما ليريها مقدار هذا الحب ولكن .. ذلك الصخب من حولهما جعله يتنهد بنفاذ صبر خائب ( اااوووفف .. الان تفعلين هذا بي .. كيف بامكاني الصبر ريثما ننفرد لوحدنا .. هذا ان سمحت لنا الاستاذة ياسمين بذلك .. في الكثير من المرات اشعر بانها تتعمد منافستي عليكي وتتفنن باظهار سطوتها على الوقت الذي يجمعنا سويا )
كانت جملته الاخيرة كيدية محملة بالعتاب التمثيلي الذي اضحك اسيل بشكل فجائي وبصوت عالي وبطريقة جعلت ادهم يرجوها وهو يضع اصبعه فوق فمها مراقبا بحرج الانظار التي اتجهت اليهما ( كفى يا مجنونة .. كفى لقد فضحتينا .. الان سيعرف الجميع ما كنا نتحدث به تحديدا )
حاولت اسيل السيطرة على ضحكتها ولكن كلامه زاد من هستيريتها فشرقت بانفاسها وضحكها ينقلب الى سعال جعل ادهم يسحبها من حلبة الرقص متجها نحو علي وسما اللذان تظاهرا بانشغالهما بملاعبة ياسمين وقد حاولا اخفاء ابتسامتهما الشامتة مما جعل ادهم يغمغم بتحذيره ( اياكما والتكلم باي كلمة فانا اعلم تحديدا ما ستقولانه وصدقاني معكما كامل الحق فيه .. فهذه المجنونة عبارة عن كارثة متحركة تفضح كل شيء ومن الافضل لنا المغادرة الان الى منزلنا قبل ان اقوم بامر ساندم عليه فيما بعد )
تهديد قابله علي وسما بضحك انفجر واخيرا ليتنهد ادهم بدوره بياس قبل مشاركته لهم بالضحك .. سعادة كاملة طغت عليهم فازالت ذكريات كانت قد مثلت صفحة سوداء بما تحتويه من الم ولكنهم اجتازوها ليتعلمو منها في النهاية فيتمكنو من الوقوف على اقدامهم ومواجهة مشاكلهم القادمة بقلب وكيان متحد وكلهم ثقة بان مالم يكسرهم فانه يقويهم وبان من بين كل ابتلاء فان رحمة الله تظهر واسعة وبعد كل عسر يسروفرج .
سعادة اكتملت مع انضمام نادر ونسمة اليهم في تلك اللحظة وقد ظهر الارهاق على نسمة ويدها تتموضع على بطنها الذي يظهر كبيرا ومشيرا الى كونها في المرحلة الاخيرة قبل الوضع .. وبحركة لطيفة امسكت اسيل ببطن نسمة مغمغة بفضول ( هل تتحرك كثيرا .. )
رفعت نسمة حاجبيها مشيرة الى نادر ( اسالوه فهو اكثر من يشعر بضرباتها فالمشاغبة تتعمد ضربي خصوصا وانا نائمة لتوقظني وتمنعني من النوم بركلاتها المتتالية .. وهو بدوره يستيقظ على صراخي المفاجئ )
ابتسم نادر بهدوء وهو يرفع حاجبيه بتفهم مغمغا ( حسنا .. يبدو انها منذ الان تحاول فرض نفسها بيننا ككيان مستقل له وجود لا يمكننا نسيانه للحظة )
كلام وافقه كل من علي وادهم وسما بينما رفعت اسيل كتفيها هامسة وهي تتداعب ياسمين بيدها مقربة انفها من رقبتها لتشتم رائحتها بعشق ( فليفرضو كيانهم كما يحبون فهم يحق لهم مالا يحق لغيرهم )
كلام ابتسمت له نسمة باشفاق انتقل الى الجميع وهم يراقبون احتضان اسيل لابنتها وتعلقها بها بحنان مس ارواحهم فساد صمت لحظي فيما بينهم قطعه صوت رجولي ( مرحبا .. كيف حالكم جميعا .. مبارك يا استاذ علي ويا سيدة سما .. اعذروني على التاخر فهناك من تسبب به بعناده )


يتبع 3

noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 10:19 PM   #595

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي



المشاركة 3

واشار تامر الى نسيم التي كانت تقف وراءه بثوبها الاسود المنسدل على جسدها بشكل اظهر تناسق قوامها ليترافق مع شعرها المتحرر من رباطه كسابقة لم يعتدها تامر ولكنها اثارت حفيظته فهو يظهرها بمظهر فاتن خصوصا مع انسيابه على اكتافها البيضاء التي ظهرت من الثوب ذو الاكمام المنخفضة قليلا .. صورة تسببت باحتقان دمائه واستيقاظ شيطان غيرته ما ان راها فرفض ان تخرج معه بهذا الشكل مطالبا اياها ان تبدل ملابسها ولكنها بدورها رفضت بشكل قاطع متعللة بكونه لا دخل له بها ولا سلطة له ولا يد في اي قرار تتخذه .. كلام علم فيه بانها تظهر له تحديها من خلاله وترد على ما قام به نحوها كعقاب ملزم تجبره فيه ان يلتزم حدوده معها .. فهذه هي نسيم التي يعرفها .. تلك الفتاة القوية طويلة اللسان وقصيرة القوام .. فتاة هو واثق بانه لن يهنأ معها بيوم دون مشاكل ومع ذلك فهو يعشق كل مشاكلها وجنونها لانه يعشق استكانتها من بعدها واعتذارها وتذللها عند اكتشافها لخطئها .. تناقض يستغربه في نفسه وقد كان طوال عمره يؤمن بضرورة طاعة المراة وتبعيتها للرجل بحكم تربيته .. وهذا مالم يتماشى معه في النهاية ليختار انسانة تجادله وتحاوره وتناقشه لدرجة قد تثير جنونه ولكنه ايضا بنفس الوقت سيكون واثقا من حكمتها وقوتها وحسن تصرفها في هذه الحياة ان حدث له اي مكروه واضطرت ان تكمل من دونه دروب عمرها .. بالنهاية هو بحاجة لامراة يثق بحسن تدبيرها وتفكيرها وبحسن تصرفها وشجاعتها .. امراة لم يجدها الا فيها هي وهذا ما سيحاول اقناعها به .. افكار كانت تتضارب براسه وهو يرمقها بعنينه بشكل خفي ويراقب طريقة ترحيبها باصدقاء اخيه ومجاملتها لهم بلطافة كادت ان تصيبه بغصة والغيرة تعود لتحرقه .. يجب ان يجد حلا فعليا وقاطعا له مع تلك الغيرة المجنونة التي تصيبه بنوبات متتابعة مع كل التفافة تقوم بها نسيم نحو اي رجل او كل لمحة لرجل يرمقها بها .. انه يغار حتى من قصي وهذا امر مخيف بالنسبة له .. انغماسة في افكار قاطعها عليه اخوه نادر وهو يهمس له باذنه ( ربما يجب عليك ان تخفف من عبوسك قليلا فانت في زفاف وليس في ميتم .. ملامح وجهك تفضح كل المشاكل التي بينك وبين نسيم وبطريقة غير محببة .. هون عليك يا رجل فانت تكاد ان تاكله بعينيك )
ملاحظة زادت من غضب تامر من نفسه ومنها فغمغم لاخيه بصوت منخفض ( وبرايك هل الامر بيدي .. لقد فاق جنونها كل حد واصبح الامر متعب لدرجة اني اتوقع ان انتهي بقيامي بجريمة قتل بسببها )
ابتسم نادر باشفاق ونظراته تنتقل بين تامر ونسيم بتقيم شامل للوضع وقد غرق اكثر بتفكيره في نفس اللحظة التي هتف فيها ادهم بحماسة مهنية ( اجل صحيح يا نادر لقد كدت ان انسى .. ذلك لموضوع الذي طرحته علي كفكرة لاناقشها في برنامجي فانا ساختاره في الحلقة الافتتاحية له بعد تلك الغيبة التي مارستها لفترة من الزمن .. واعتقد انه سيلقى اهتمام يليق باهميته فهو حقا موضوع حساس )
غموض لف كلام ادهم مما جعل علي يتساءل بفضول (عن اي موضوع تتكلم .. هل ستناقشون قضية جوهرية عن اوضاع البلاد مثلا )
حرك ادهم راسه بالنفي وهو يوضح ( بل انه موضوع خطير يقع فيه الكثير من البشر وفي العديد من البلاد العربية .. اقصد موضوع الارث الخاص بالفتيات .. وما يمارسه الاهل عليهمن من ضغوطات في موضوع الزواج او ما يقومون به من تلاعب ليحرموهن من حقهن الشرعي والطبيعي بالميراث )
ارتجافة اصابت نسيم بشكل لحظي انتهى ما ان شعرت بيد تامر التي امسكت بكفها بدعم معنوي لا محدود وهو يقول بهدوء ( انه امر جوهري كما قلت وقد يصل الى حد القتل والتعذيب لبعض الفتيات كي لا يحصلون على حقهم الشرعي دون ذكر ايقاف تعليمهن او تزويجهن الاجباري باعمار مبكرة فقط لينجبو احفاد ذكور يمكن ان يتولو ادارة الارث بشكل منطقي )
فرقع ادهم باصبعه بتايد فوري وهو يعقب ( اجل معك حق .. الموضوع متشعب بشكل خطير وقد حدث الكثير من الجرائم تحت طائلة نفس الذريعة .. الارث )
بصوت خفيض لم يتوقعه احد همست نسيم بتهدج شبه شارد ويدها تضغط على كف تامر تستمد منه القوة والشجاعة ( اعتقد انني ساكون سعيدة وانا اشاركك مثل هذا الموضوع فلي تجربتي الشخصية معه .. فانا ضحية لهذا الامر .. انا واختي التوام تعرضنا للكثير وكدنا ان نقتل مئة مرة وفي النهاية .. لم نحصل على راحة البال الا بعدما تنازلنا عن ذلك الارث رغم احتياجنا له .. وصدقني كان الثمن باهظا جدا )
جملتها الاخيرة قيلت بنبرة بالكاد استجمعت حروفها وقد ارتجت بعنف وهي تحاول السيطرة على نفسها لتتجرا وتتحدث عما فعلته كي تتمكن واخيرا من المواجهة التي اخرتها طويلا .. يجب عليها ان تقر بكينونتها وبذنبها و .. نظرة واحدة اغرقتها بطوفان ازرقاقها واحتوت كل رعبها وهو يلتحم بعينيها اللتان ما ان فتحتهما حتى بحثت حدقتاها بتلقائية عن خاصتيه العاصفتين بلونهما الازرق المميز .. وبالفعل رات انعكاس دعمه وقوته كنهر فائض يغسل روحها ويسهل حركة لسانها .. ولكنها ما ان فتحت فمها لتتم كلامها حتى سمعت صوت نادر الهادئ وهو يقول ( ما رايكم يا جماعة ان نؤخر التحدث في مواضيع العمل فاليوم يوم احتفال .. هيا يا ايها العروسين .. لما تقفان هنا ولا تنيران حلبة الرقص بتواجدكما .. وعلى فكرة يا علي .. انت مدين لنا بدبكة شامية خالصة كتلك التي تشاركناها .. صحيح اين مراد .. ذلك الشاب التركي الذي تعرفنا عليه في ذلك اليوم )
تشتت متعمد مارسه نادر وفكرة تبزغ بمخيلته عليه ان يناقشها مع صاحبة الشان ومن خلالها يمكنها ان تستغني عن كافة تلك المحاولات الصعبة للاعتراف بكينونتها امام الجميع .. سؤال تبرع علي باجابته وهو يضحك مشيرا نحو المبنى السكني الخاص بهم والذي اقامو الحفلة في حديقته ( بالنسبة لمراد فلقد اختفى هو ويارا بعدما عرض عليها الزواج فعلى ما يبدو فهناك الكثير مما يحتاجان ان يناقشاه ويتفقا عليه .. اما بالنسبة للدبكة الشامية فلعيونك يا نادر تهون ومن اجلك تقوم اجمل دبكة شامية .. هيا يا رجال مالذي تنتظرونه )
وتحرك بحماس باتجاه مشغل الموسيقى ليطلب منه اغنية خاصة فانجذبت كافة الانظار اليه بترقب متلهف استغله نادر ليقترب من نسيم هامسا لها ( لا تخبري احد اي شيء الان فهناك امر ضروري احتاج ان اخبرك به .. فقط انتظري قليلا ساحاول خلق فرصة تشتت لكي اتمكن من التحدث معك .. ثقي بي )
وما ان انهى كلامه حتى اتجه بدوه للحلبة المخصصة للرقص ليلحق بكل من ادهم وتامر وقد بدأو يصطفون بشكل احادي فيما بدات اغنية ( على العين موليتين ) بالعزف لتثير حماس المتواجدين اللذين تجمهرو حول الحلبة وهم يصفقون بتشجيع لكل من ادهم وتامر وعلي ونادر وقد تراصو واخذو يتقافزون بشكل بسيط في البدء متماشين مع ايقاع الاغنية ومع الحركات الخاصة بالدبكة .. جلبة نشات مع تزايد وتيرة الايقاع والذي رافقه تبرع سباب اخرين لينضمو الى المتراقصين على الحلبة ويحاولو مجاراتهم بحركات الدبكة وسط صخب المصفقين والمهللين بسعادة .. جلبة استغلتها نسيم لتختلي بنفسها قليلا وتتمكن من استجماع سيطرتها مرة اخرى على نفسها بعد ان كانت قاب قوسين او ادنى من الاعتراف للمرة الاولى امام جمع من الناس بحقيقتها .. اعتراف كانت ستقوم به لاجل عيون تامر .. فهي تدرك جيدا مدى ما يعانيه بسبب قرارها بالابتعاد .. قرار لم يعترف بصحته لذا ارادت ان تظهر له بشكل عملي معنى ان يكون زوجا لامراة مثلها تحمل كل هذا الماضي الاسود . ولقد اختارت هذا اليوم تحديدا لان هؤلاء هم اصدقاء اخيه واصدقاءه وبالتاكيد سيقفون الى جانبه وسيحاولن افهامه صعوبة ما ينوي عليه بل واستحالته ايضا .. قرارات كلها توقفت مع كلمة نادر وطلبه منها الانتظار ريثما يتحدث معها .. وهي تثق به حقا .. ولكن .. ترى ما هو الحل الذي سيطرحه عليها .. تساؤل جاءت اجابته على لسان نادر الذي قاطع تاملاتها وهو يشير لها لتلحقه الى مكان يعد منزويا بشكل نسبي قبل ان يبداها الحديث بقوله ( لقد كنت تنوين الاعتراف للتو بحقيقة كونك نسيم اوليس كذلك )
اومات نسيم براسها موافقة فرفع نادر حاجبيه بتفهم قبل تساؤله ببطء حذر ( هل حقا انت مقتنعة بذلك الاعتراف .. هل هذا ما تريدينه حقا .. ان تعودي لكونك نسيم امام هذا المجتمع بالكامل )
بتلقائية بديهية هتفت نسيم ( كلا .. لا اريد .. بل اتمنى ان اظل تسنيم .. ولكن .. ) وصمتت هذه المرة وهي تطرق براسها للاسفل هامسة بوجع ( تامر يستحق مني هذا الاعتراف .. انه مصر على الزواج مني كنسيم .. وهو مصر على اظهار حقيقتي بالكامل .. وانا .. لا اريد ان اؤذيه او ان اخيب امله .. ليس بعد ان ضحى بروحه وحياته من اجلي .. ان اقل ما يمكنني تقديمه له هو الاعتراف بكوني نسيم ولست تسنيم )
ابتسم نادر بتؤدة وعيناه تتابعان تحركات اخيه الحماسية وهو يراقص علي قبل قوله ( وتامر يود ان تعترفي لكي يتمكن من الزواج منك امام الجميع .. بينما انت واثقة ان اعترافك سيزيد من المسافة بينكما وسيظهر كم الفروقات والصعوبات التي في النهاية ستحبط تامر وستظهر صحة وجهة نظرك .. بانك لا تستحقينه .. كزوجة .. اليس كذلك )
بدهشة نظرت اليه وقد عجز لسانها عن النطق وهي تدرك مدى تفهم نادر وذكائه وقياسه الشامل لشخصيات كل من حوله .. وبصوت مبحوح غمغمت ( من حقه ان يتزوج امراة سجلها ابيض وترفع الراس )
تعندها نظر اليها نادر وقد التمعت عيناه وهو يشير نحوها ( وهذه المراة هي انت في نظره ولكن .. حقيقة كونك نسيم تمنع رؤيتك لطبيعة جوهرك .. او بمعنى اصح تمنع اعترافك بنقاء سريرتك وبالظلم الذي تعرضت له فتسبب بتلطيخ صفحة ماضيك بسجلات مغرضة تتضمن تجارب مخزية قد مررت بها بسبب قلة شهامة ومروؤة واجرام بعض الاشخاص المحيطين بك )
كلماته كانت كالقبضة الخانقة التي احاطت بقلبها فتسببت بخروج اهة الالم من فمها وهي ترفع كتفيها بعجز ( اااه يا استاذ نادر .. وهل بيدي اي حيلة قد اعملها لاتخلص من هذا .. ان هذا هو قدري وثمن عقاب صمتي الذي يجب ان اتقبله )
حرك نادر راسه بالرفض هامسا بتايد ماكر ( او لا .. لقد ظلمت في السابق بسبب هذا الماضي ولا يوجد اي ضرورة لتعيدي هذا الظلم وتقعي مرة اخرى تحت طائلته او طائلة السن البشر الذين سيحاكمونك فيما لا يفقهون به .. وصدقيني .ز لا احد يملك عليكي سلطة تجبرك على الاعتراف بماضي مات مع موت اختك رحمها الله .. لقد ستر الله عليك ومنحك فرصة من السماء فلما كشف الذنوب اذن )
بعدم فهم تساءلت نسيم ( م .. مالذي .. يعنيه قولك .. يا استاذ نادر .. هل تعني .. ان اتخلى عن الاعتراف .. وان ارفض تامر بالقطع دون ابداء اي سبب )
حرك راسه مرة اخرى بالرفض وهو يربت على كتفها بشفقة اخوية هامسا ( كلا بالتاكيد .. فاخي يعشقك بجنون .. والحل ابسط حتى من تسبب كل هذا الالم لكما .. فحقيقة كونك نسيم لا يجب ان يعرفها اي شخص سواه هو .. ام طبيعة زواجك منه كنسيم فالامر اسهل بكثير ايضا )
بتوهان نظرت اليه وهي تشير بيدها بعدم فهم اتسعت له ابتسامته وهو يقول ( انت الان تحملين اثباتات لكونك نسيم وتسنيم .. ولكنك لا تحملين اي اثبات على كونكما شقيقتين .. وكما ان كل واحدة منكما تحمل اسم عائلة مختلف عن الاخرى .. وايضا بالورقة التي حصلت عليها من مصطفى بكونك لا تعانين من اي مرض نفسي او عقلي وبانه يمنحك صلاحية مسؤوليتك بالكامل ويرفع عنك الوصاية فهكذا يكون الحل اكتمل .. )
قاطعته نسيم بحدة متهورة ( مالذي تعنيه بان الحل اكتمل .. فاما اني جننت او اني غبية بالكامل ولكني .. لم افهم عن اي حل تتكلم )
عاد نادر ليربت على كتفها باخوة حازمة كي تسيطر على هستيريتها وهو يوضح مغزى قوله ( افهميني يا نسيم .. انت يمكنك الزواج من تامر في اي مكان خارج مصرللاحتياط فقط كي لا يفتضح الامر لاي من اقاربنا ولو عن طريق الصدفة .. يمكنك الزواج باسم نسيم بشكل رسمي .. وهكذا ستكونين زوجته الثانية .. ولن تتواجد اي قسيمة تمنعه من الزواج بك ففي الاوراق الرسمية تسنيم ليست اختك بل هي انسانة غريبة عنك بالكامل .. ولا يوجد اي قانون يمنع تامر من الزواج مرتين .. وبعدها .. يمكنك اخفاء هذه القسيمة وعدم اظهارها والعودة الى مصر لتمارسي حياتك معه باسم تسنيم .. وهكذا .. تصبحين زوجته بكلا الاسمين كما يمكنك اضافة اطفالك على اي من هذه الاسماء كما ترتئن وتحبين .. هل فهمتيني )
بذهول رددت نسيم وهي تحاول تجميع كافة الخيوط بعقلها ( ولكن .. الا يعتبر هذا .. تزوير بالاوراق الرسمية )
مط نادر شفتيه بعدم اهتمام وهو يجيب ( التزوير قد وقع في السابق عندما احتتلت اسم اختك وحياتها ولكن .. بما انه تزوير لن يضر احدا ولن يضيع حق احد بل سيحميكي ويحمي حقوقك فلا ضير فيه ففي النهاية فان الاشخاص المعنين بحقيقتك يعلمون بالامر وانت لم تخدعي احدا ولا يوجد دين عليك لاي احد وحتى اختك لا اعتقد انها ستغضب من انتحالك لشخصيتها فانت تربين ابنها وتعتنين به وهذا بالتاكيد هو ما سيهمها فلقد انتقلت عند من هو ارحم مني ومنك بها )
عادت نسيم لتسال ولازال الذهول يتملكها ( وعائلتك .. الا يحق لها ان تعلم .. من انا و .. )
صمتت هذه المرة مع حركة راسه الرافضة وهو يجيبها بحزم ( هناك امور يجب قضاءها بالسر والكتمان .. وكلما قل من يعرف سرك فسيكون الامر اكثر امانا كي لا يكشف امرك اي احد ويؤذيكي .. ثم هل تعتقدين ان الجميع يخبر الاخرين باسرارهم .. دوما ما كان هناك حياة واسرار بين الزوجين تشكل جسورا لا يفهمها سواهما .. اما عائلتي فبالتاكيد لن يهتمو سوى بسعادة ابنهم الذي يراها بتواجدك معه .. فلما تحملين الامر الم وفراقا والاجتماع اسهل وارحم .. فالاسماء والاوراق وكل هذه الامور ما هي الا حاجيات رمزية فرضت علينا فقط لتنظيم قوانين الكون ولكن الله يعلم جيدا ما بسرائرنا وهو وحده من يمنحنا الحلول ويرحمنا بابتلائه لنا )
اعادت نسيم تساؤلها بطريقة اخرى وهي تحرك راسها بالرفض المشكك ( هل .. هل حقا .. تعتقد .. ان من حقي .. ان .. اخفي مثل هذا الامر .. الكبير .. والمخيف .. عن عائلتك .. الن نكون هكذا .. في حكم الكاذبين و .. )
ابتسم هذه المرة نادر بتلطف وهو يقاطعها ( ارافي بنفسك يا اختي فالامر اهون من هذا .. صدقيني لقد فهمته بالطريقة الصعبة .. ان يستر الله عليكي لهو امر جلل يجب ان نقدره ونعظم هذه النعمة .. هل تظنين ان عائلتي تعلم بكل اسراري انا ونسمة .. حسنا اذن لاخبرك بامر .. فبيني وبين نسمة سر خطير جمعنا في اليوم الاول لزواجنا .. سر لو انتشر لقلب الدنيا كلها راسا على عقب .. ومع ذلك .. فستره كان انجع وافضل حتى وان لم اقتنع انا في البدء واعتبرت الامر مجرد خداع وكذب .. الا اني بعدها رايت بعيني فائدة هذا الستر واهميته في حصولنا على السعادة والكمال .. فلا احد يقدرك ويفهمك ويفهم ظروفك بقدر اقرب الناس اليك فهو وحده الذي يمكنه ويحق له محاكمتك ومراجعتك .. لانه يهتم لامرك بالفعل .. اما الباقين فهم مجرد السنة ستقول بما لا تفقه وستحاكم بما لا تملك من ادلة .. وستنشر الاشاعات بتشمت بما لا تدري من حقائق تحيط بك وتجبرك على التصرف بتلك الطريقة )
منطق غريب ولكنه صحيح .. صحيح لدرجة اطمان له قلبها للمرة الاولى .. اجل معه حق .. فلا احد سيحاكمها وسيعرف حجم ما عانته بشكل عادل .. الجميع سيتسابق لاصدار كافة الاحكام عليها وسيوجهون اصابع الاتهام لها .. ومنهم من سيصدق انها بريئة ومنهم من سيلمز وينظر اليها بشك وخياله يصور له كافة السيناريوهات الممكنة وغير الممكنة .. وقد يصدقون انها اغتصبت او انها مدمنة او انها مزورة ويجب عليها ان تعاقب وتسجن كما انهم سيتهمونها بالكذب البحت على الجميع واولهم عائلة تامر اللذين استقبلوها بالحب فهل هي مستعدة لفقدانه وفقدان الاحترام الذي حصلت عليه بصعوبة .. قناعة التمعت لها عينيها وهي تومئ لنادر بالموافقة وقد خرجت تنهيدة طويلة من اعماق صدرها وهي تغمغم بامتنان ( اشكرك .. انا حقا .. اشكرك )
حرك نادر راسه بالرفض وهو يقول ( لا تشكريني فانا لم اقم باي شيء .. بصراحة لقد خطر هذا الحل على تفكيري للتو .. بعد ان علمت من بعض مدراء الشركة قبل مجيئي عن توفيرهم لمنحة عملية وعلمية الى امريكا لبعض المهندسين العاملين عندهم بالصيانة كي يتعلمو ويتدربو على صيانة بعض انواع الطائرات الحديثة التي تنوي الشركة استيرادها .. وقد تم طرح اسم تامر من ضمنهم لينتدبوه لمدة عام كامل الى الخارج .. وساكون انا مسؤول عن هذا البرنامج بعد ان تمت ترقيتي الى منصب مدير مساعد لبرنامج الطيران في الشركة )
فرحة عامرة بدات تطغى على روحها المكللة بالهموم فامسكت يد نادر بتلقائية وهي تضمها بين كفيها مغمغة بسعادة منطلقة وقد انهمرت دموعها واخيرا واحساسها بقرب الفرج ينشر بداخلها السكينة والامان اللذان افتقدتهما طويلا جدا ( اشكرك .. اشكرك من قلبي .. و .. مبارك .. مبارك لك الترقية .. انت تستحقها و .. )
هذه المرة قاطعها صوت تامر الغاضب ويده التي امتدت ليدها لتنزع يد نادر من بين اكفها ( مالذي يحدث هنا .. هل يمكنني ان افهم )
بحركة مستسلمة رفع نادر كفيه بعجز وهو يبتسم بتحدي مستفز ( اووه يا اخي الصغير انت الان امسكتنا بالجرم المشهود .. هل تعلم انك حقا مجنون بالفطرة .. يا رجل مالذي من الممكن ان نكون قد فعلناه برايك .. ان غيرتك حقا لامر خارج عن السيطرة .. فليعينك الله يا تسنيم على تحملها )
وجه كلماته الاخيرة نحو تسنيم التي شعرت بالغيظ بدورها وهي تنفض يده من يدها هاتفة ( بالفعل فليعينني الله عليه .. صدقا يا رجل الم تفكر للحظة واحدة باننا نتكلم بامر فيه مصلحتنا .. اقصد انا وانت كي لا تسيء الفهم كعادتك )
كانت تشير اليه واليها في نفس اللحظة التي ضيق فيها تامر عينيه وهو يهس بصوته بغضب خالطه بعض ندمه على تسرعه ( وان كان الامر يخصنا انا وانت .. فياترى لما ارى الطاولة تنقص كرسيا .. فالمفترض ان اكون معكما ..اليس كذلك )
بغيظ ضربته نسيم على عضده وهي تقول من بين اسنانها ( لو انتظرت قليلا وصبرت على رزقك لوجدت نفسك وقد جلست على هذه الطاولة ولكنا نناقشك الان بكل هدوء ... ولكنك تصر دوما على التهور واثارة غضبي لكي ابتعد عنك واريح اعصابي من تحكماتك الغريبة )
اشار تامر الى صدره وهو يردد بذهول ( هل تحكماتي غريبة .. هل حقا تعنيني بهذا الكلام .. لما لا تواجهيني بالدليل اذن وتخبريني عما تفتق عليه ذهنك العبقري يا عبقرية زمانك )
سخريته استفزتها فالتفتت وهي تشير الى المكان الذي كان يقف فيه نادر لتفاجئ بعدم وجوده وانسحابه من بينهما في اللحظة التي انشغلا فيها بالجدال فغمغمت بقهر ( هل رايت .. هاقد تركك اخوك وهو غاضب منك رغم محاولته الدائمة لمساعدتك )
بغيرة بدات تثير جنونه واثار ذكرى لا زالت تجرحه وتقتله وان تناساها عن امراة اخرى كاد ان يعقد قرانه عليها ليكتشف انها تحب شقيقه هتف بغضب ويده تمسك يدها بقوة قابضا على معصمها بخشونة ( هل يؤلمك ابتعاد اخي عنك الان .. لما .. هل تنظرين اليه كحليف ومنجد وبطل هو فقط من سيجد كافة الحلول لك .. اذن .. من ساكون انا بنظرك .. من .. هل انا الرجل الذي تصرين على تركه لانه لا يملئ عينيك بحجة انك لا تستحقينه و .. )
كلماته اثارت ما تبقى من جنونها فدفعته بكل قوتها بيديها اللتان ارتطمتا بصدره وهي تهتف بكل غضب الدنيا ( اااجججل اصر على تركه لانه احمق ولكن اخاه بالفعل بطل لدرجة اوجد فيها كل الحلول التي ستسمح باجتماعنا ..) وصمتت وهي تعيد دفعه مرة اخرى لتهتف بعدها ( انت متهور واحمق وغبي وبسبب كل هذا وقعنا بالكثير من المشاكل منذ البدء ومهما اعتقدت انك قد تعلمت الا انك تعود وتقوم بامور تخيفني اكثر واكثر منك .. لذا ربما خيار الانفصال افضل و .. )
لم تتم كلامها وهو يعيدها الى احضانه بعدما كانت قد التفت عنه وبدات بالسير بشكل معاكس .. ضمة اسند فيها ذقنه على راسها واحاطها بالكامل بجسده حيث التصق ظهرها بصدره وهو يهمس بجزع وغضب والم ( كفى .. ارجوكي كفي عن ترداد كلمة الانفصال كتميمة تتمسكين بها وتصرين عليها .. الا ترين كم تقتليني وترعبيني بهذه الامور .. الم تفهمي بعد بان سبب غيرتي عليكي بهذه الطريقة هو خوفي الدائم من تركك لي .. فانت دوما ما تهدديني بهذا حتى غدا الامر كهاجس يحركني بكل جنون .. انا حقا اخاف ان تريني بعينيك كرجل لا يستحقك ولا يحقق اي امان لك .. اخاف ان يكون اعترافك بالحب لي مجرد تاثر بسبب وقوفي الى جانبك في ازمتك )
وصمت قليلا وقد بدا جسده بالاختضاض بنفس وتيرة اختضاض جسدها وارتجافه ودموعها تغرق وجهها ويديها تتمسكان بيديه اللتان تضمانها .. عذابه الذي سمعته جليا في صوته اثر عميقا فيها خصوصا وهو يكمل بتهدج ( لا اعلم لما احبتتك او متى احببتك بهذا العمق او كيف تعلقت بك هكذا ولكني حقا لا اذكر كيف كانت حياتي قبل تعرفي عليكي .. ولا استطيع الشعور بيومي دون ان اسمع صوتك او حتى ان تقصفي جبهتي وتوبخيني على تهوري .. قبلك كنت كيانا مغرورا منعزلا لا اسمح لاحد بالاقتراب او التعدي على ما يخصني ولكن ... معك اصبحت استمتع حتى بمشاكستك وبكلامك المتهور وردودك المجنونة المشابهة لردودي .. انت بكل مشاكلك لونت حياتي وكسرتي بوتقة الملل فيها وجعلتي لها قيمة ومعنى .. لقد فهمت كل هذا عندما تركتيني وشعرت باني قد فقدتك لذا .. لا تلوميني على غضبي وقلة ثقتي بك فانتي باحجامك عني كنتي السبب به )
كان اعترافا مسترسلا تغلغل عميقا بكيانها فتنهدت بقوة وهي تزيل دموعها من على وجهها وتحاول استجماع انفاسها وسيطرتها قائلة له ببطء عاشق وقد التفت لتواجهه ( انا اعتذر .. بصدق اعتذر عن كل ما بدر مني اتجاهك وآلمك فانت لا تستحق هذا .. وبالفعل للتو كان نادر يعرض علي حله ليحصل على موافقتي في البدء بما انني صاحبة الشان كي يتمكن بعدها من مناقشتك به .. حل اجد فيه بالفعل xxxxxx وامننا يا تامر )
كلماتها تسللت الى روحه ببطء لتروي عطش جنونه وتطفئ ثورة تهوره تحت طائلة تعقله الذي بدا بالامساك بزمام تصرفاته .. وبحذر شديد استجاب لحركتها التي ابعدت فيها نفسها عنه وهي تنظر في عينيه بثقة متابعة ما كانت تقوله بايضاح وحسم ( انا لا اريد العودة الى كوني نسيم الا لاجلك انت .. وهذا بصراحة سيسبب لي الكثير من الالم والمشاكل وقد املت من خلاله ان اجعلك تتراجع عن فكرة ارتباطك بي عندما ترى كل المعارضة التي ستواجهك بعدما يعرف الجميع بحقيقتي ولكن .. نادر يرى بان هذه الحقيقة يجب ان تبقى حكرا علينا وحدنا فلا يعرفها احد وبانه بامكاني الزواج منك بشكل سري كنسيم دون ان اعلن هذه الحقيقة على احد )
كلمات لم يفهمها في البدء واراد ان يخالفها ويقاطعها ولكنها اشارت اليه بالصمت والصبر لتوضح كامل مقصدها دون ان يقاطعها .. وبعبارات متتالية شرحت له الصورة كاملة وبكل تفاصيلها قبل ان تنهي كلامها بقولها ( وهذا فقط ما يمكنه ان يحل مشكلتي معك يا تامر .. فسامحني انا لا اجد نفسي فخورة بكوني نسيم ولا اريد ان اعترف بها ابدا كحقيقة فهل انت مستعد لتقبل هذا الامر والاشتراك معي بهذه التهمة الكبيرة واللعبة الاكبر )
كان تفكيره يتطاير بجميع الاتجاهات وهو يحاول لملمة خطوط الامر وتدارك كافة اثاره .. وبتساؤل اراد فيه حسم امره غمغم ( الهذه الدرجة تكرهين فكرة كونك نسيم .. ولماذا .. فانت مظلومة في اخر الامر )
حركت نسيم راسها ببطء رافض وعينيها تعودان لتلتمعا بدموعها الحبيسة وهي تجيب ( اجل اكرهها كثيرا .. ومهما حاولت تقبل ماضيها واعطاء الاعذار لها فاني لا استطيع .. خصوصا ) وصمتت وهي تقترب منه خطوة مشيرة الى صدره وهي تتابع ( بعدما رايت اناس مثلك وبمثل نقائك وسريرتك البيضاء التي تجعلني اشعر بالخجل من نفسي ومن تاخري في فهم ابسط امور هذه الدنيا .. ماضي اسود تسببت به كوصمة عار في حياتي بسبب عنادي .. ماضي اريد ان انساه وان لا ابرره لاحد لاني اخجل منه اصلا واؤمن بان الاخرين لن يتفهموني مثلك انت ولن يروني بعيونهم المحبة مثل عينيك .. ) وعادت لتصمت وقد ارتجت حدقتاها بمشاعرها المتدفقة نحوه والتي استجاب هو لها باقترابه منها ليمسك بيديها بقوة داعمة وقد اراد ان يتحدث ولكنها اصمتته بحركة راسها الرافضة وهي تكمل بتهدج ( ذنبي مهما تجاهلته الا انه واضح وصريح .. ذنب الخضوع والرضوخ لتلك العادات البالية وتصديق حقيقة الميراث الملعون .. برايك .. مالذي سيقوله ابنائي لي عندما يعلمون ما تعرضت له فقط لاجل حصولي على المال .. كرامتي التي بعتها واهدرتها فقط لاثبت لاناس لا يستحقون بانني على قدر المسؤولية .. هل سيسامحني ابنائي عندما يعايرونهم من حولهم بكون امهم مجنونة ومدمنة ومزيفة .. ما سيكون رد قصي على من سيخبرونه بانني احتلت وتقمست شخصية اختي وقد تركتها تدفن بشخصية مجهولة فقط لاحصل على اماني وسعادتي .. دون ان نتناسى فكرة سجني بسبب انتحالي لشخصية اختي .. )
قاطعها بفورية حادة ( انت لن تسجني فلقد كنتي مجبورة لتحافظي على حياتك و )
قاطعته بدورها ( ولكن .. اتفاقي مع مصطفى يخليه من اي مسؤولية نحوي لذا لن استطيع اتهامه كي لا اعيده الى دائرة تهديد حياتنا .. وايضا عندما افكر في المستقبل فاني اخاف على ابنائي من رد فعلهم على ما حدث لي من ظلم .. لما ابلي ابنائي بانتقام وكره قد يشعرو به نحو ذلك المصطفى لانه سرق حقهم الملعون وظلم امهم .. براي هذا المستنقع يجب ان يقفل وكل ما علي فعله هو ان انسى اسمي الحقيقي ونسبي وابقى كتسنيم امام الجميع ولكني في عينيك انت وحدك ولك فقط ساكون نسيم .. افلا يكفيك هذا .. الن تساعدني وتكون معي )
رجاء اطلقته فخلع قلبه اهتزازا وهو يضرب بدقاته كطبول الحرب .. كيف لا يكفيه .. بل يكفيه ويزيد .. انه فقط يريدها هي .. مهما كان اسمها .. او مهما كان لقبها .. ومهما غامر من اجلها او اقدم بالقيام بالمئات من الحيل واتهم الف مرة بالتزوير فانه لن يهتم ابدا في مقابل نظرة واحدة من عينيها تنظر بها اليه كما الان .. وكانه بطلها .. وكانه عالمها .. وكانه سندها وقوتها وحامي اسرارها .. وبلهفة شغوفة باطرف اصابعه رفع راسها الذي كانت قد اخفضته بحياء حرج ورجاء خجول بعدما اطال عليها قليلا بالرد وعيناه ترمقان تفاصيلها بجوع لا يشبع وهو يهمس ( بل معك يا قلبي حتى الموت والى اخر الكون .. ساظل مرافقا لك .. لنواجه ابتلاءاتنا ومصائبنا سويا ومهما وقعنا فسنستند على بعذنا لنقف اقوى من السابق .. ) وصمت قليلا وهو يراقب ترقرق دمعتها اليتيمة على وجنتها وقد جمعت فيها امتنانها وشكرها ومحبتها .. وبابهامه لمس اثار تلك الدمعة على وجهها وهو يقول ببحة لم يتحكم بها ولكنه اراد ايضا من خلالها مشاكستها كي يخفي عمق اثرها على روحه وقد شرد بهيام في عينيها ( احبك كثيرا .. ولا اعلم كيف احبك هكذا وانت فيكي كل العبر والعوائق التي كنت ارفضها سابقا .. ولكني مع كل عائق كنت اراه فيكي اجد نفسي اقع بحبك اعمق واعمق .. وفي كل دقيقة توغلت فيها بداخل حياتك ومشاكلك رغم اعتراضك كنت اجد نفسي اكبل بقيود غرامك الملتهب الذي ربطني بك ومد جسوري نحوك رغم رفضك الدائم لي )
وانحنى نحوها بفقدان سيطرة كامل ليقبلها برقة مبدئية قبل توغله وتعمقه اكثر واكثر وهو يذوب بنعومة ثغرها واستجابتها الخجولة لفيضان عشقه الناري .. ودون ارادة منه ابتعد عنها بصعوبة وهو يهمس بغيظ ( حتى هذا .. اعلم انه لا يجوز لي .. ولم اتربى على هذا . ولكني معك انسى اصلا اسمي وفصلي وكل ما تعلمته حتى يومي هذا .. لذا ارجوكي .. لنتزوج سريعا فلا اضمن نفسي الى متى ساصبر وانا بعيدا عنك )
حركت راسها بموافقة خجولة وهي تهرب بعينيها من زرقة عيناه الخاطفتين وقد شعرت بالحرج من استجابتها بدورها له بكل هذا الاندفاع .. وبارتجاج همست بنبرة بالكاد ظهرت ( ممم اعتقد ان اجراءات سفرك الى الخارج لن تاخذ وقتا طويلا .. وبعدها يمكننا ان نتزوج مرة اخرى بالخارج كما اقترح علينا نادر )
رفع تامر حاجبيه وعيناه تتجاوزان نسيم لينظر خلفها متجاوزا تلك الشجرة التي كانا يقفان خلفها ( صحيح .. اين ذهب نادر .. المفترض ان اشكره واعتذر منه بسبب ما قلته له .. ولكنه مستفز بطبعه هذا .. فلم لم يخبرني او حتى يلمح لي بما يحمله بجعبته .. لقد كنت اتلظى واتعذب امامه من نيران فراقك وشكي بنواياكي للابتعاد عني )
التفتت بدورها نسيم وهي تغمغم ( اعتقد اننا اختفينا لوقت كافي وهذا عيب في حق من جئنا لتهنئتهم )
اشار تامر براسه نحو حلبة الرقص حيث كان يرقص علي وسما فوقها متناسين كل من حولهم هامسا بحسد ( برايك هل يعون اصلا وجودنا .. انظري اليهما .. وكانهما عصفورين مغردين .. ياللهي متى سياتي دوري لتكوني انتي بين يدي بهذه الطريقة )
وكزته نسيم بغيظ وهي تحمحم بحرج وقد بدات بالتحرك نحو الحفل ( هل جننت .. اتحسد اصدقاءك .. انت بنفسك قلت لي بانهما قد عانيا كثيرا قبل اجتماعهما سويا .. رغم انني اجد هذا غريبا فهما يبدوان كعاشقين مولهين منذ الازل ببعضهما )
ابتسم تامر عندها بتكلف وهو يشير الى نفسه بتفاخر مزيف وقد بدا يجاريها بحركتها ( هل تعتقدين ان الجميع مثل حبيبك مقدام وشجاع وياخذ حبيبته من بين براثن وانياب الاسود دون ان يهمه اي شيء .. يامراة انت لا تعرفين من هو زوجك المستقبلي تامر ..)
رفعت نسيم حاجبيها هاتفة بسخرية مبطنة موحية ( لا تتباهى كثيرا فانت الذي لم يخض بعد غمار السباق الجدي .. ثم ان مهارة الفرس من فارسها .. ونصيب الخيل يظهر مع مقدمه .. ولكل خيل خيال يفهم عليها ويروضها .. فالامر ليس حكرا عليك فقط )
توقف عن التقدم وهو ينظر اليها بعدم تصديق ضاحك قبل امساكه لذراعها ليوقف تقدمها وقد اقترب منها وانحنى نحوها هامسا في اذنها بايحاء ( لحظة قليلا فقط لاضع النقاط على الحروف .. هل حقا شبهتينا للتو بالفرس والفارس .. اذن ارجوكي ارضي فضولي واخبريني .. من هي الفرس ومن هو الفارس الذي سيركبها ويخضعها)
نظرت اليه بانصعاق وهي تعيد ما قالته بذهنها لتفهم كيف وصل اليه معناه قبل سؤالها له بتحذير متوجس ( انتظر لحظة .. مالذي تعنيه تحديدا بكلامك .. هل تمزح ام تتواقح .. لقد كنت اعني بكلامي العلاقة الزوجية بشكل عام )
رفع حاجبيه بمشاكسة وهو يغمزها بوقاحة ( اااه .. وانا الذي ذهب تفكيري للبعييييد .. بصراحة استغربت عندما سمعتك .. فكيف من الممكن ان تكون نسيم التي اعرفها هي من تتكلم حول هذه المواضيع التي تعتبرها من المحرمات المقدسة )
شهقت وعيناها تتسعان بذهول مغمغمة وقد اشارت الى صدره باستنكار ( فقط اريد ان افهم كيف انتهى بنا الحوار عند هذه النقطة .. هل حقا هذا هو كل ما يهمك يا وقح )
طرقع بفمه مصدرا صوت قبلة هوائية غزلية تسببت بانتشار الاحمرار بوجه نسيم حتى بدا كلون حبة الطماطم فجذبت ذراعها من بين يديه محاولة الفرار من امامه ولكنه منعها بجذبه لها نحوه مديرا اياها خلفه ليغطي جسده جسدها عن الحضور فلا يظهر ما يقومان به وهو ينحني نحوها هامسا بحرقة ساخرة ( انظرو من يتكلم هل نسيتي للتو كيف انسجمتي معي اثناء ما كنت اقبلك )
كلماته زلزلتها فسحبت انفاسها بصوت مرتفع وهي تضرب صدره هامسة باستنكار مستهجن ( هل تضحك علي الان لهذا .. انت .. مما صنعت بالتحديد .. ثم انك انت من قبلتني .. و .. حتى وان استجبت .. فكيف تقول لي هذا بوجهي ايها .. ايها .. )
لم تجد كلمة تعبر فيها عما تصفه به ولكن ضحكته كانت تستفزها اكثر خصوصا عندما امسك بقبضتيها اللتان كانتا تضربان صدره بتتابع مغتاظ قبل همسه بايحاء متما ما اراد قوله ( بصراحة .. اجل .. هذا يهمني ولكن ليس هو فقط بالتاكيد .. والمفترض ان ترافي بحالي فانا شاب عمره 32 عاما وقد عاش راهبا ومحافظ على نفسه فلم يمس امراة سواكي ولاجلك فقط )
شهقت مرة اخرى باستهجان وهي تحاول التحرر من اسره مغمغمة بغيظ وقد بدا قلبها يرفرف بلا ارادة منها متاثرا من قربه الناعم والمثير والذي يذيب مقاومتها وينسيها اي الم وظلم تعرضت له في السابق حتى محاولات اغتصابها التي كانو يوهمونها بها .. فباسلوبه المهادن هذا يسلب كل خوفها من هذه الامور ( لاجلي اننناااا !!!!! .. ومالذي ساستفيده من هذا يا ترى .. لما تمننني بهذا الان )
ضيق تامر عيناه وهو يدرس ردة فعلها الحادة وقد بدا يستوعب تاثرها من مقارنتها لنفسها به ومن كونها تعرضت للكثير من التحرش قبله .. وبصوت اراد فيه ازالة كل شكوكها ومخاوفها ومقارناتها السخيفة غمغم بانفاس نارية خرجت كالحمم تلفح وجهها ( على فكرة .. انا احبك وساحبك انت فقط وساكون لك كما ستكونين لي فقط .. وهذا هو ما يهمني بشكل فعلي على فكرة )
لوهلة تاهت من بين كلماته ولم تفهم مغزى ومسرى الحوار فيما بينهما والذي غيره تامر بطريقة ذكية شوشتها .. وبنبرة متسائلة غمغمت بحيرة ( اي شكل فعلي هذا الذي يهمك .. لم افهم بعد )
ابتسم بلطف وقد عاد لاسلوبه الوقح وهو يهمس لها مستمتعا باشرافه عليها وقد استغل قصرها بالمقارنة بطوله ليبدو وكانه يحتوي جسدها الصغير بالكامل بحضوره وجسده ( اقصد انه بالاضافة للعلاقة فيما بيننا والتي تهمني ايضا فما يهمني هو اني احبك كثيرا )
اخفضت راسها بشكل فوري هارب وهي تغرق اكثر في حرجها وسعادتها قبل قولها ( ممم .. حسنا )
رفع تامر حاجبيه بتسلية قبل رفعه لراسها مرة اخرى ليثبت عينيها بتينك عيناه ( ممم حسنا ماذا .. لا يجب ان تكون اجابتك على كلامي بهذه الطريقة على فكرة .. يعني المفترض ان تقولي لي بانك تحبيني ايضا .. ايتها القزمة)
لاحظت الضحكة التي يمسكها تامر بصعوبة فادركت انه يتلاعب بها ويتعمد احراجها ومشاكستها بكلامه وهذا ما استفزها وجعلها تدفعه بعيدا عنها بشكل مفاجئ وهي تضع يديها على وسطها هاتفة ( في البدء انا لست قزمة ولكنك انت الطويل بشكل زائد عن الحد .. ثم انا لن اقولها لك ولن يحدث ما تتمناه .. ما رايك .. هذه انا وان لم يكن يعجبك شكلي وقصر قامتي او ما افعله فلازلنا على البر ويمكنك الانسحاب والتراجع )
هذه المرة كان دوره ليوكزها بغيظ وهو يهس من بين اسنانه بعدما تعمدت اساءة فهمه وتحوير كلامه بطريقة تظهر وكانه يهينها ( بعينيك يا نسيم لن اتراجع .. ثم ان شكلك يعجبني بل ويطير النوم من عيني خصوصا قصر قامتك التي تسمح لي باحتوائك بالكامل وكانك تنتمين الي ومكانك بداخل صدري .. اما بالنسبة لاعترافك لي بالحب فلا يهمني ان اسمعه صريحا بفمك على فكرة فانا اعلم بانك تموتين عشقا بي وذلك بالدليل القاطع .. فلقد استغنيتي عن ثروة بالملايين فقط لتحميني .. )
مطت شفتيها بتجاهل تمثيلي لكي لا تظهر تدغدغ عواطفها بكلامه المعسول الذي يسلب لبها واخذت تبتعد عنه وهي تكمل مسيرها باتجاه الحضور مغمغة ( كلا لم افعل .. انا استغنيت عن الثروة لاجل نفسي فقط . فكف عن حساب الامور بطريقة خاطئة )
ضحك تامر بشكل مستفز وهو يمشي مرة اخرى بجانبها متعمدا مسك يدها رغم مقاومتها ووضعها فوق مرفقه ليبدوان كزوجين فعليين ( بل ساظل احسب الامور بطريقة خاطئة يا هاري بوتر .. فمهما حاولت التهرب والتخفي خلف حججك فان سبب استغنائك عن كل شيء هو انا ولقد اعترفت بهذا فكفي عن المجاكرة والمواقحة .. ثم لما لا تعترفي يا هاري بوتر بانك قد مارستي علي سحر ( الابراكدابرا ) – كلمة سحرية –لاقع بغرامك ..او ربما اسقيتني xxxx الحب يا فتاة )
زفرت نسيم انفاسها بغيظ وهي تهمس ( انت .. غير معقول ابدا .. كم انت طفولي . هلا كففت عن مناداتي بهذا الاسم .. ثم اليس من المفترض انك تريد شكر اخيك .. هيا بنا اليه وكف عن حوارك السخيف معي فلولاه لما اقتنعت اصلا بما اتفقنا عليه .. )
رفع حاجبيه بغيرة مبطنة مختلطة بامتنانه الذي لا يمكنه ان ينكره وهو يشير بيده نحو اخيه ( تفضلي يا قسمتي ونصيبي الاحمر .. بركاتك يا عم نادر .. فانك قادر على اقناع الطيور لكي تغادر عشها الامن حتى )
نظرت اليه بعدم تصديق وهي تكتم ضحكتها هامسة باستغراب ( هل تغار حقا منه .. يالك من مجنون .. ثم مالذي تعنيه بقسمتك ونصيبك الاحمر )
عض على شفاهه بايحاء ( هل حقا تريدين ان تعرفي معنى هذه الكلمة ..لا انصحك بهذا ف ... )
قاطع كلامه هذه المرة صرخة صدرت من نسمة التي لم تكن بعيدة عنهما حيث كانا يتجهان نحو نادر الذي يقف بجانب زوجته .. صرخة ترافقت مع امساكها لبطنها وهي تترنح وتتشبث بزوجها هاتفة بجزع ( نااادر .. الححقني .. يبدو انني .. ااالللد .. انا الد الان ياارجل )
يتبع 4


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 10:27 PM   #596

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي



المشاركة 4

وكانت هذه الصرخة ايذانا ببدء مرحلة جديدة في هذا اليوم المميز والغريب والذي ابتدا بزفاف علي وسما وانتهى بميلاد نسمة لطفلها .. ميلاد لم يكن سهلا ابدا فلقد اجتمع الجميع في المشفى حول حجرة عمليات الولادة حيث نقلو نسمة الى هناك لصعوبة حالتها وخصوصا بانها كانت في شهرها الثامن فقط .. صمت ساد بين الجميع وعيونهم معلقة نحو باب حجرة العمليات وهم ينتظرون خروج اي طبيب منها ليطمئنهم على حالة نسمة وطفلها .. وبتوتر وقف نادر وقد اخذ يذرع رواق المشفى امام الحجرة ليفرغ قليلا من توتره بتلك الحركة ولسانه يلهج بالدعاء لزوجته .. يد ربتت على كتفه فالتفت نحو صاحبها الذي لم يكن سوى تامر وقد اخذ ينظر اليه بدعم ومحبة هامسا ( ستكون بخير باذن الله .. لا تقلق .. لقد اخبرت والدي ووالدتي وهما في الطريق الينا الا انك تعرف بان المسافة بين منزلهما وهذا المشفى بعيدة نسبيا ولكن والدتي ووالدي لم يكفا عن دعائهما لزوجتك وطفلك .. فتفاءل بالخير يا اخي )
حرك نادر راسه بالموافقة مربتا على كتف اخيه قبل سماعه لهمسة نسيم الرقيقة ( ستكون بخير .. انا واثقة .. انت انسان مؤمن وصابر ولن يظلمك الله ابدا ومهما كان ابتلاءك فهو خير لك فلا تقلق .. اوليس انت من كنت دوما تقول لي بان ما لم يكسرني فانه يجب ن يقويني )
ابتسم نادر بتفهم وهو يشير بدوره براسه لها بامتنان قبل عودته للمشي في الرواق بلا سيطرة على نفسه وخوفه على نسمة رغم ثقته بالله وبتصاريف اقدر وتوكله التام عليه .. نظرات من حوله كانت تمده بالقوة والصبر ومظهرهم بملابسهم الاحتفالية جعله يبتسم برافة قبل وقوفه امامهم قائلا ( اشكركم جميعا لمجيئكم معي .. ولكن .. ربما من الافضل لكم لو ذهبتم الى منازلكم لتبدلو ملابسكم وترتاحو قليلا فلقد كان يوما حافلا .. وانا ساتصل بكم ما ان يصلني اي خبر عن نسمة والجنين باذن الله .. خصوصا انت يا علي .. فاليوم قد وصلتما انت وسما من السفر وبعدها بداتما بالتجهز للزفاف المفاجئ ثم حصل هذا و .. )
قاطعه علي بحركة رافضة من راسه مغمغا ( مالذي تقوله يا رجل .. هل يعقل ان نتركك في هذه اللحظات .. نحن اخوة يا نادر .. اان لم يكن بالدم فنحن اخوة بالله يا رجل .. ودوما ما كنت سباقا بمساعدتنا .. افلا نقف معك الان يا رجل بفرحتك ان شاء الله وانت تستقبل طفلتك .. انها فتاة اليس كذلك )
اومأ نادر براسه زافرا انفاسه براحة فهو بالفعل يحتاج لوجودهم معه ليستمد القوة منهم وهو يقول ( لقد قيل لنا بانها بالاغلب فتاة .. ولكن الله اعلم بالتاكيد فهذا في علم الغيب .. ممم سما على الاقل لتذهبي انتي لتبدلي ثوب زفافك هذا )
حركت سما راسها بالرفض وهي تعتدل بمجلسها بعدما كانت قد اسندت راسها على الحائط لتريحه قليلا وقالت وهي تشير الى نفسها ( انا بخير يا نادر لا تقلق .. ثم ان ثوبي بسيط التفصيل ولا يعيقني .. وكيف تطلب مني ترك نسمة وقد كانت اقرب الي من اختي في الفترة السابقة ووقفت الى جانبي حتى ضد اخيها سراج .. انت لا تعلم معزتها بقلبي .. فليقيمها الله بالسلامة ويرفع عنها الوجع ولاطمئن عليها وبعدها يمكنني ان اذهب لتبديل ملابسي )
حرك نادر راسه بالموافقة قبل انتقال عينيه باتجاه ادهم واسيل وياسمين الرابضة باحضان امها بالفة وقد فتح فمه ليتكلم ولكن يد ادهم ارتفعت امام وجهه وهو يغمغم بنبرة رافضة ( لا تحاول فلن نتركك هنا لوحدك .. وفر انفاسك وادعي الله لسلامة لزوجتك فقط .. وعندما نطمئن عليها يمكننا المغادرة ان شاء الله )
ابتسم عندها نادر بمحبة وعيناه تنتقل بينهم جميعا وقد شعر بالفخر لصحبته لهذه المجموعة الرائعة والمخلصة بمشاعرها .. فهذه الصداقة نادرة حقا في هذا الزمن .. فحتى مراد ويارا اللذان لا يعرفهما جيدا قد اتيا وبقيا في المشفى ليطمئنا على زوجته رغم حداثة مقابلته لهما .. اثنان يبدوان وكانهما في عالم اخر من السعادة وكلاهما ينظر باتجاه الاخر بتفهم واحتواء تاكد معه نادر بانهما سيكونان زوجين متكاملين رغم كل الصعاب التي على ما يبدو قد مرا بها .. حتى اخاه واخيرا اصبحت عيناه تلمعان براحة وهو ينظر نحو نسيم باحتواء وتملك يدل على موافقته على الاقتراح الذي اخبرها هو به .. علاقات وطرق تتقاطع بين البشر بتصريف الهي لا يعلم احد مغزاه ولكن رحمة الله دوما ما تظهر من خلاله .. افكار قاطعها خروج الطبيب من الحجرة وقد ظهرت عليه علامات الراحة والسعادة وهو يقول لهم ما ان تحلق الرجال حوله ليسمعو منه البشرى ( الحمد الله .. رغم حدوث بعض التطورات والمصاعب التي واجهتنا الا اننا قد تمكنا من اتمام عملية الميلاد .. مبروك استاذ نادر فابنك مناضل وتمكن من المقاومة والنجاة وهو بصحة جيدة مع والدته .. يمكنكم رؤيتهما بعد ساعة بعدما تفيق من تاثير التخدير )
خبر نزل كالصاعقة على نادر الذي همس بتاثر وقد اخفض راسه واخفاه بيديه ليخفي دمعته الشاكرة لربه ( الحمد الله .. الحمد الله الذي وهبني ذلك الثائر والمقاوم .. هو ولد اذن .. انه ولد اذن .. انه ... ثائر .. ثائر نادر الشامسي )
اسم اطلقه بسعادة مطلقة ظهرت بين طيات صوته وهو ينظر الى اصدقائه من حوله قبل ان يتقدم منه اخاه تامر ويحتضنه هامسا بتاثر سعيد ( مبارك يا ابا ثائر .. مبارك لك يا اخي الحبيب )
احتضان تبعه احتضان علي وادهم وحتى مراد له ليباركو له مظهرين سعادتهم بقدوم ذلك الصبي المشاغب الذي اعلن عن جنسه في اللحظات الاخيرة بعدما ظن الجميع بانه انثى .. ثائر بدا حياته بشكل درامي وخط فيها اول اسطره معارضا لكل القوانين فلا هو اتم فترة حمله ولا هو اعلن عن نفسه الا اثناء الميلاد .

بعد مرور بضع ساعات على الحدث كانت سما تخرج برفقة علي من حجرة نسمة بعدما اطمانا عليها وعلى الصغير الجديد ليقابلا اسيل التي كانت تتجه بدورها ناحية حجرة نسمة وعلى وجهها امارات الاثارة .. وبنبرة خافتة غمغمت ما ان راتهما ( اهلا بكما .. هل وصلتما للتو مثلي )
حركت سما راسها بالموافقة وهي تغمغم ( لقد وصلنا قبل قليل بعدما ذهبنا الى المنزل لنبدل ثيابنا .. الحمد الله نسمة بخير .. وانتي .. اين ياسمين عنك .. )
رفعت اسيل كتفيها باقرار ( بصراحة خفت عليها من اجواء المشفى كي لا تلتقط اي عدوى مرضية فهي لا تزال صغيرة ومناعتها ضعيفة لذا بعدما ابدلت ملابسي انا وادهم وبما انني كنت قد منحت المربية اجازة مسبقة بسبب زفافك لذا تركتها عند امي والدة ادهم واستاذنت منها لتعتني بها ريثما ازور نسمة وطفلها واطمئن عليهما .. وهي فليجزها الله خيرا لم ترفض بل رحبت بالعناية بها رغم ارهاقها الدائم بسبب اصابة يديها اثناء الحريق السابق للشقة )
حرك علي راسه بتاثر وهو يغمغم ( فليجزها الله خيرا وليجزيكما انتما على عنايتكما بهذه اليتيمة وعلى تكفلها واعتبارها جزء من عائلتكما الحقيقية )
بثقة ردت اسيل وهي تشير الى صدرها ( لانها اصلا من عائلتنا الحقيقية .. فياسمين الان ابنتي انا .. فالام ليست فقط من تنجب .. ولكنها ايضا من تربي وتعتني بالاطفال وتبذل من اجلهم كل غالي ورخيص )
ابتسمت سما بتاثر وهي تربت على كتف صديقتها (اجل يا حبيبتي انت بالتاكيد امها فعلي قصد فقط ان يشير الى جزائكما العظيم عند ربنا يوم القيامة ) ثم حاولت تغير الموضوع بتساؤلها ( صحيح لما كنت مستثارة للتو عندما رايناكي وكانك شاهدتي الملكة ديانا وهي تبعث حية من جديد )
ابتسمت اسيل وهي تعود لحماسها مغمغمة وقد فرقعت باصبعها ( لانني رايت الملكة ديانا بالفعل .. الا تذكرين يا سما باننا كنا نسمي علا بهذا الاسم .. وللتو رايتها وانا قادمة هنا .. ولقد بدت وكانها لا تعرفني .. يبدو انها مصابة وتقيم في المشفى ولكني لم اعلم ما هي علتها وان بدا وكان الامر خطير فهناك رجلان يبدوان كحارسين شخصيين يحيطان بها اثناء تحركها في اورقة المستشفى وهي تستند على عكاز يعينها على المشي )
انقباضة في صدر سما بطعم علقم الغيرة جعلتها تغمغم بغيظ وعينيها تراقبان علي الذي ظهر عليه الاهتمام القلق ( ولما تخبرينا الان بهذا )
هذه المرة جاء الجواب على لسان علي الذي غمغم بتلقائية ( لانه من الواجب علينا زيارتها يا سما .. لا اعتقد انك ستعترضين على هذا اليس كذلك)
كان يتحدث بثقة جعلتها تهتف من بين اسنانها متظاهرة بالابتسام ( كلا لما الاعتراض فالجميع يعلم كم يتسع قلبك من الاحباب الفا لشدة حنانه )
نقل علي نظراته بينها وبين اسيل التي حاولت النظر باي اتجاه الا عليهما كي لا تحرجهما وقد تظاهرت بانها لم تسمع رد سما قبل قوله الذي خرج مع تنهيدته النافذة ( ساتجاهل نبرة السخرية وساعتبر كلامك اطراءا واما بالنسبة للزيارة فهذا من اقل الواجبات علينا فالفتاة كانت يوما صديقة لنا ولم نرى منها الا كل خير )
كان يحاول التحدث معها بمنطقية ولكنها نظرت اليه بغضب وهي تهس من بين اسنانها ( صحيح لذلك سجنت بسببها )
جادلها عنجها بمنطقها المعوج وبنبرة تحذيرية ( وخرجت بسببها ثم اننا تناقشنا بموضوع علا ولقد ظننت انك فهمت الامر برمته.. وان كنت تستعرين ان زيارتك ثقيلة عليكي فيمكنني ان ازورها مع اسيل )
كلمته جعلت اسيل ترفع يديها بالرفض الحرج وقد شعرت بانها سبب بحدوث شجار بين علي وسما مما اثقل ضميرها بالذنب ( انا استثنوني من الامر برمته فهي لم تكن يوما صديقتي ثم ان ابنتي تنتظرني ولا اريد ان اتاخر بزيارتي لنسمة لذا بلغاها سلامي غيبيا )
والتفتت تريد الدخول الى حجرة نسمة وقد حمدت الله على نجحها بالهرب ولكن صوت سما لحقها وهي تغمغم باستنكار (اهربي يا اسيل كم انت جبانة اوقعتني في هذا الموقف وتركتيني فيه بغدر)
رفعت اسيل كتفيها بعجز مغمغمة باعتذار خافت قبل تركها لهما .. وبنظرة انتقامية ضيقت سما عينيها وهي تنوي تكرار اعتراضها ولكن يد علي ارتفعت بسرعة وهو يقول بلطف حاول جعله مقنعا ومتفهم لغيرتها (الامر لا يحتمل كل هذا التفسير .. ان كنت تمانعين فساذهب لوحديلاريحك )
وقود القاه على نيران غيرتها دون ان يقصد فاحترق كيانها وهي تجيبه برفض فوري وقد تمسكت بذراعه بتحكم متملك (بالتاكيد كلا لن اتركك وحيدا معها )
حركتها هذه اضحكت علي بشكل خارج عن ارادته مما اثار غيظها اكثر خصوصا عندما لمس وجنتها بتحبب وهو يهمس لها (هل تغارين علي لهذه الدرجة )
كرامتها استصرخت مستنجدة بعقلها لتجد حجة تبرر بها تراجعها عن عدم زيارتها فاجابته بتجاهل بارد تمثيلي وهي تشيح براسها عنه ( من قال انها غيرة .. الامر فقط يتلخص بكونكقلت باننا كنا اصدقاء يوما ولقد اقتنعت بوجهة نظرك واجد انه من الضروري ان اطمئن على صحتها وازورها معك )
سعل علي عندها ليخفي ضحكته خصوصا عندما جذبت يده لتحثه على الحركة باتجاه مكتب الاستعلامات ليسالا عن مكان علا وغمغم بتقطع ابح (حسنا هيا بنا )

صمت يسود المكان .. لما تشعر بان الحياة لا تكتمل وتتلون الا عندما يكون هو موجودا .. لما الملل يقتلها وطعم الاشتيياق الغريب لتواجده من حولها يثير جنونها .. رغم انه لا يتركها طويلا .. فقط بضع ساعات خلال النهار بحجة قيامه بالاعمال المترتبة عليه .. في الفترة السابقة .. حاولت بشتى الطرق ان تجعله يعترف بما بينهما او ان تفهم طبيعة الاحاسيس المتناقضة التي تكتسحها بوجوده ولكنه كان صامت كالحجارة .. خصوصا بعد ما حدث معها في تلك المرة عندما انهارت امامه .. عودته الى بوتقة البرود استثارت عصبيتها ولكنها مهما حاولت التاثير عليه وحتى بالاقتراب منه صدها واوقفها ولم يظهر اي تاثر او اشتياق لها كما فعل في المرات السابقة .. احاسيسها التي شعرت بيها وهي بين يديه لا يمكنها نسيانها .. كيف فقدت ذاكرتها وهي تحتي على رجل مثله قادر على بث القشعريرة بروحها وكيانها وجسدها من نظرة واحدة منه .. قاطع شرودها دخول الممرضة المسؤولة عنها وهي تخبرها عن وجود زائرين لها قد عرفت عنهما بانهما زميليها بالعمل .. اثارة مترقبة غزتها فاخيرا .. شخص غريب يزورها فلقد ملت من نفس الوجوه الصامتة لعائلتها او للاطباء والممرضين الذين تقابلهم يوميا ومن اعراضهم الدائم عن اخبارها بالحقيقة بحجة خوفهم عليها وعلى صحتها رغم انها تعرف بانه هو وحده السبب بهذا الصمت فهذه ارادته .. بترقب شاهدت تلك المراة والرجل اللذان دلفا الى الحجرة وقد تمسكت الفتاة بذراع الرجل بتملك ونظرتها تنتقل منه اليها مما ايقظ جنون فضولها ولكنها حاولت التحكم بنفسها وهي تشير لهما بالترحاب ( اهلا تفضلا .. الممرضة اخبرتني بانكما اصدقائي في العمل )
نظرتها الفضولية جعلت علي يغمغم بتساؤل وقد المحت امامهما الممرضة بحالتها واخبرتهما عن فقدانها للذاكرة ( الا تتذكريننا )
باعتذار اظهرته ملامحها الرقيقة حركت راسها بعلامة الرفض وهي تغمغم باسف (اه سامحاني فلقد فقدت ذاكرتي بعدما تعرضت لوعكة صحية اثناء قيامهم برفع المرارة عندي مما تسبب بوقوعي في غيبوبة )
شرحها المبسط الغير مترابط مع حالتها اثار الاستغراب بنفس علي ولكنه اثر الصمت خصوصا مع تقدم سما باتجاهها وهي تمد يدها نحوها بلطف ظاهري وشفقة يبدو انها بدات تشعر بها نحوها ( ااه الف سلامة عليكي .. حسنا انا سما العوضي وهذا هو المهندس علي )
اسم ما ان قالته سما حتى عقدت علا حاجبيها وهي تقول بلهفة مستغربة متفائلة ( اسمه على ؟؟ انه على اسم ابني )
بغيرة ابت الا تظهر في صوت سما هتفت وهي ترسم على ثغرها ابتسامة كاذبة (هذا طبيعي لانك سميت ابنك تيمنابه )
في هذه اللحظة اعتلى وجه علا حيرة متالمة وهي تنقل انظارها بين علي وسما وقد ظهر عليها تاثرها من سخرية الاخيرة منها مما جعل علي يهتف بتحذير وهو يمسك ذراع سما مبتسما لعلا بتكلف معتذر وقد شعر بخطئ زيارته من الاساس (سما .. انا اعتذر عنها هي لم تقصد .. ربما يجب ان نغادر )
والتفت لينفذ كلامه ولكن . يد علا امتدت بتلقائية لتمسك بكمه مانعة اياه وهي تتسائل بحيرة راجية (هل حقا سميت ابني باسمك تيمنا بك )
نظر اليها بشفقة قبل نظره نحو سما بعتاب حاولت هي تجاهله وقد شعرت بخطئها رغم ارادتها بسبب غيرتها .. وبنبرة لطيفة حرك راسه بحيرة وهو يجيب بصدق امن به منذ فترة طويلة ( لا اعلم ولكني لا اعتقد .. انه مجرد اسم شائع وجميل )
كانت هذه المرة نظرتها غير مصدقة وهي تساله بلهفة رافضة تفسيره وقد حاولت تجاهل سما التي صمتت بصعوبة كي لا تزيد الطين بلة وتغضب علي منها اكثر (كيف كانت طبيعة علاقتنا .. ارجوك اخبرني عن اول لقاء جمعنا .. انت لن تحرم شخصا من ذكرياته فالامر صعب .. ان تعيش وكان مخيلتك صفحة بيضاء .. ارجوك ساعدني لاتذكر)
رجاؤها الحار لاقى تعاطف علي الفوري الذي كان يشعر هذه المرة بذنبه نحوها لتركه اياها في الظلام دون ان يحاول حتى مساعدتها رغم انها ساعدته في السابق واخبرته عن شركتها ونشاطاتهم المزعومة ( بالتاكيد لا تقولي هذا ساساعدك دون حتى ترجي منك .. لقاءنا الاول كان على سطح مبنى )
كلمته اثارت استغراب علا التي تساءلت بفضول ( كيف يعني مالذي كنت افعله هناك )
مط علي شفتيه وهو ينظر برجاء مشفق باتجاه سما المغتاظة بصمتها قبل اجابته بتردد بسيط ( كانت حياتك تعيسة بعض الشيء واردتي انهاءها بطريقتك )
صدمها اعترافه لها بهذا الوضوح وقد بدات تشعر بقلبها ينتفض بخوف مما ستكشفه من بين طيات كلماته ولكن هذا لم يمنعها من القول ( هل حقا كنت انوي الانتحار .. الهذه الدرجة كنت معذبة )
حرك علي راسه بالموافقة وعيناه تنتقلان بين سما باستعطاف وبين علا بلطف قبل اجابته وهو يمسك بيد سما مستمدا منها دعمه ومؤكدا لها على حسن نيته فيم يقول ( اجل ولكنك لم تتمي ما اردتي القيام به وبعدها.. اصبحنا اصدقاء وساعدتيني كثير واقمنا شركة سويا )
كان يحاول اختصار الحوار وقد بدا يشعر بالحرج خصوصا مع اطالة فترة صمت سما ونظرتها الغامضة التي اخافته قليلا من غضبها اللاحق عليه ولكن ضميره لم يسمح له بالانسحاب قبل ان يرضي فضول علا عله ينهي عذابها خصوصا مع نظراتها الفضولية الراجية التي كانت ترمقه بها وهي تساله مرة اخرى ( حقا .. هل كنت جيدة .. كشريكة لك )
اعتراف وجب عليه ان يخبرها اياه ليجبر بخاطرها خاصة مع نظرتها المشككة لنفسها فهتف ( اجل كنتي باهرة ولولا تلك الخدعة التي حفرت لك لكنتي وصلتي الى مكان مرموق جدا )
كانت كلماته كالقشة التي استنفذت فيها سما كل طاقتها على التحمل فارادت التراجع ولكن نظرته المستعطفة المعتذرة لها وضغطة يده اوقفتها .. وحركة خفية تتبعت اشارته لها لترى بعينها ذلك الضياع الظاهر على ملامح علا وقد بدت كطفلة تبحث عن الامان بين كلام الاغراب ليزذد هذا من استغرابها ومن تساؤلاتها الداخلية عن سبب اخفاء حقيقة بعض الامور عنها .. وبنبرة شاردة همست علا في تلك اللحظة ( كم هذا مطمئن .. ان تشعر انك قمت بعمل جيد لمرة واحدة .. فعلى الاقل انا اعرف هذا الشخص الذي تخبرني عنه الان .. فهذا اقرب لنفسي ولاحلامي مما يخبرونني به )
كان كلامها محيرا ومؤلم خصوصا مع نبرتها المتوجعة والخائبة مما جعل علي يتساءل ( لما تقولين هذا .. لم افهم تحديدا مقصدك )
عندها نظرت اليه بخيبة وهي تشير الى صدرها بتوهان (منذ استيقظت وهم يخبروني عن امور قد قمت بها .. امور سيئة لا تقترب من كينونتي كعلا ولا ادري اصلا كيف وافقت على القيام بها .. ولكن ما تخبرني به الان .. )
عندها قاطعها علي بتعاطف مشفق وهو يهتف بتاكيد حازم ( كلا يا علا .. لا تسمحي لاحد بتلويث ذكرياتك .. فحتى تلك الامور لقد اخبرتيني بان لك اسبابك المقنعة للقيام بها .. لذا لا تحكمي على نفسك من خلالها وانت لا تتذكرين الظروف التي احاطت بك عندما قمتي بها فلتقفي بموقف محايد ومتفرج فقط واتركي التقيم لوقت لاحق )
كان كلامه كالبلسم الذي نزل على ندوب قلبها فداواها .. وكانه بالفعل يفهم علتها دون حتى ان تخبره بها .. وكانه يلمس ذلك الجانب المضيء والمريح بداخلها وينشره في كيانها .. وبلا سيطرة على نفسها همست ( لماذا انفصلت عنك .. انت انسان عظيم )
كلمتها هذه فجرت كل براكين جنون سما التي ظلت صامتة فقط احتراما لزوجها بالاضافة الى تعاطف بسيط منها نحو ما تعاني منه علا .. وبتحذير حاد امسكت بيد علي بتملك وهي تهتف (سيدة علا هذا الرجل هو زوجي الان
بفورية تلقائية اجابت علا بتوضيح ( اعتذر يا سيدة سما لم اقصد اي اساءة فقط اردت ان اعلم طريقة تفكيري التي قادتني للانفصال عن انسان مثله )
كان هذه المرة تدخل علي امر واجب فلقد شعر بمسؤوليته نحوها وبضرورة ايصال المعلومات صحيحة لها كي لا يضللها اي شخص ممن حولها ممن كانو دوما يقومون بهذا لها ( لقد كنتي مجبرة .. فلقد تم تهديدك بين ان يتم سجني او ان تتركيني وتتخلي عن الشركة )
كان اعترافه هذا بمثابة نقاط وضعها على حروف تساؤلاتها فقالت بتدارك ( ما كانت طبيعة علاقتنا تحديدا ليهددوني بواسطتك )
عندها انتبه علي لخطئ فهمها للامور فاراد ايضاحها اكثر خصوصا مع ازدياد غيظ سما بجانبه ( لقد خافو لانهم شعرو باني ادعمك واحثك على الاستمرار بطريق النجاح بعيدا عنهم )
كانت اجابتها عليه فورية ولا تسمح له بالتراجع كما كان ينوي لينهي هذا اللقاء المزعج .. فلقد تساءلت بسرعة شاردة وهي تشير اليه ( انت امنت بي اذن .. وامنت باني انسانة جيدة )
احساسه بذلك النقص بداخلها ماثل نفس احساسه الذي شعر به عندما تعرف عليها .. فهذه الفتاة واقعة بمستنقع عائلتها التي لا تعرف قيمتها .. وكما يظهر فان احمد لم يعزز ايضا ثقتها بنفسها .. وبصوت وضع فيه كل ايمانه السابق بها غمغم (انت انسانة جيدة يا علا.. بل انت انسانة عظيمة فلقد حذرتني مرة اخرى مما سيقومون به معي رغم ان هذا وان انكشف فسيضر بحياتك الشخصية ولكنك مع ذلك لم تهتمي )
نظرة لامتنان التي بادلته اياها كانت خير جزاء على شهادته في حقها .. وبنبرة متفهمة لطيفة همست باستدراك وهي تربط الامكور التي قيلت لها ببعضها ( لقد فهمت الان .. ان اهدد كل ما وصلت اليه لاحميك .. ان اسمي ذلك الطفل الذي ينتمي الي باسمك .. ان اخالف طريق عائلتي وارسم معك طريقا مستقلا .. كل هذا يعني بانه انت هو )
لم يكن كلامها واضحا مما جعله يتساءل ( انا .. ماذا ؟؟ )
بتحدي هذه المرة نظرت الى سما والى يدها الممسكة بعلي بتملك قبل قولها ( الشخص الوحيد الذي اخبروني هو بانه قد راني من الداخل على حقيقتي وراى باني انسانة جيدة.. انه انت الشخص الذي .. احببتك)
اضافت الكلمة الاخيرة ببطء وعيناها ترصدان بتركيز ردة فعل من حولها لتستشف الحقيقة المخية كاملة .. وكما توقعت .. ظهرت غيرة سما باوضح صورها وهي تنتفض مجيبة لتؤكد تلك الحقيقة التي ظنتها باعتراضها (سيدتي انت تتجاوزين هنا كل الحدود)
ان تغار هذه السيدة منها فهذا يعني انه بالفعل كانت علاقتها بعلي مميزة ومختلفة .. وهي لا تعلم الى الان سبب استسلامها لغيره بهذه الطريقة .. وبمنطقية جدلية غمغمت بتحدي (وهل ترين هنا اي حدود اعرفها لاتجاوزها .. لقد اخبرتك بان عقلي صفحة بيضاء ولكن قلبي الان اصبح واثقا.. لا اعلم كيف استغنيت عنك بهذه السهولة )
كان هذه الاهانة اقسى ما يمكن ان تحتملها سما التي انتفضت بغضب تاركة يد علي وهي تتجه نحو الباب الذي فتحته وهي تقول (اعتقد ان هذا اللقاء قد طال واتخذ منحنى مخزي )
تبع حركتها حركة علي الذي امسك بها بقوة مانعا اياها من المغادرة وهو يلفها باتجاهه موليا ظهرهما للباب المفتوح وقد اخذ ينظر نحوها برجاء معاتب راجي وباعتذار ضمني وبحب ظهر جليا على همسة شفتيه الرقيقة لها بكلمة احبك قبل قوله وهو يرفع عيناه باتجاه علا ( سما.. اهدئي واتركيني فقط لافسر الامر لها ..سيدة علا .. تلك المشاعر التي تتكلمين عنها لم تكن ضمن رفاهية اختياراتنا .. لقد كنت سيدة متزوجة .. وانا كنت انسان اقل بكثير منك .. انسان قد قابلتيه وهو يعمل باعمال دنيوية ثم علمتي بقصته فساعدتيه ليحصل على شهادته ويعود لمكانته الاصلية .. في النهاية انت لم تكوني سيدة خائنة وقد افترقنا كاصدقاء فقط )
تراجعت علا بمجلسها على الاريكة التي كانت تحتلها منذ دخولهما قبل قولها باستفزاز غريب عنها ولكنه بنظرها مفيدا لتكتشف كل ما يحاول الاخرون اخفاءه عنها تحت طائلة المجاملة الكاذبة (في كل كلمة تقولها يا سيدي اكتشف اكثر واكثر لما احببتك )
صوت هدر هذه المرة من خلف الباب المفتوح بتساؤل شبه صارخ ( مالذي يجري هنا تحديدا .. انت باي صفة تتواجد هنا )
كانت اشارة احمد لله بهذه الطريقة الغاضبة المهينة اخر دليل ارادته علا لتتاكد من الاستنتاج الذي توصلت اليه .. وبصوت مستفز بارد تعلمته منه هو اجابت احمد وهي تقف على قدميها ببطء ( انا من دعوتهم )
للحظة واحدة نظر اليها وكانه سيقتلها قبل عودة نظرته الى علي بتحدي عاصف غاضب وهو يجيب بسخرية (اجل صحيح دعوتيهم وانتي لا تتذكرينهم اصلا )
كان كلامه واضحا واتهاميا مما جعل علي يقول بهدوء نادم ( اعذرني استاذ احمد لقد سمعنا عن طريق المصادفة عن وجود السيدة علا هنا فاتينا لنزورها ونطمئن عليها .. وعندها علمنا عن فقدانها للذاكرة وقد كانت تسالنا عن ما حدث في الماضي بيننا كاصدقاء )
سبب تفسيره هذا بازدياد الغضب الذي يشعر به احمد نحوه اضعافا مضاعفة وقد ترجمه على شكل صوت ضحكة هازئة مهينة وهو يشير نحو صدر علي باتهام (وانت تبرعت بحشو راسها بالاكاذيب اليس كذلك .. اسمع يا هذا .. ما حدث للتو اهانة كبيرة و ليست من حقك افهمت .. انت يجب ان تنسى حتى اسمها .. )
نطق كلامه الاخير بتحذير مهدد وعيناه تبعثان برسائل حنقه وغضبه الجنوني له وبطريقة لم يحتملها علي وقد شعر بذلك الاتهام المبطن الذي قد وجهه احمد نحوه فدافع عن نفسه وهو يرفع اصبعه بتحذير نحوه وقد تشربت وجنتاه حمرة ناجمة عن غضبه (لم اقصد اي اهانة ايها الاستاذ.. انا فقط جئت لاقوم بواجب الزيارة لانسانة انا ممتن لها حتى الان.. وحتى انني جئت مع زوجتي )
كلام اراد به الخير فانقلب نحوه بشكل عكسي جعل احمد يهجم عليه ليمسك بتلابيب قميصه وهو يهزه مهددا ( يال وقاحتك يا اخي .. هل جئت لتتباهى امامنا بزواجك .. هل تستغل ايضا سما باهدافك الدنيئة )
كان ما حدث هو فقط ما حرك سما التي كانت متشنجة بانصعاق بسبب تدهور الامور ووصول الحوار فيما بينهما لهذه النقطة .. وبسرعة فطرية امسكت بيدي احمد لتحاول دفعه عن زوجها وهي تهتف بحدة ( كفى ..لا تتم كلامك استاذ احمد فانت هكذا تهينني وتهين زوجي .. ناسف على قيامنا بواجبنا نحو زوجتك ولكن .. هي من كانت تسالنا ونحن كنا نجيب فقط ولم نتعدى على شيء .. عن اذنك )
وحاولت جذب علي الذي نظر باشفاق نحو علا وهو يستغرب كيف لانسانة رقيقة ان تتعايش مع شخص هجومي مثل احمد وباخر ما تبقى لضميره من انفاس اراد ان يتم واجبه نحوها وهو يقول بتاكيد ويداه تنفضان قميصه الذي تكرمش من قبضة احمد (اعتني بها هي لا تستحق هذا من .. )
لم يتم كلامه مع صرخة احمد الجنونية وهو يدفعه الى خارج الحجرة ليلحق بسما (اصمت الان او ساقتلك )
ثم ضرب الباب بقوة ليقفله مزلزلا المكان قبل التفافه نحو علا التي كانت تراقب كل ما يحدث بحيرة وفضول وترقب خصوصا ردات فعل احمد الجنونية وهو يسالها وقد اخذ يتقدم نحوها بتهديد ( انت .. انت كيف تسمحين لهم بالمجيء الى هنا )
ارتعاش داخلي اصاب جسدها الذي تسلل اليه الخوف بلا ارادة منه فهذه هي المرة الاولى لها والتي تتعرض فيها منه لهذا الهجوم ولكن .. بإصرار ولده فضولها وحيرتها غمغمت بتحدي ( ولما لا اسمح لهم .. فانا لم اتذكرهم في البدء )
توقف احمد عن الحركة وقد انتفض بقوة وعيناه تقداحان بشرر نابع من النيران التي تحرق روحه وهو يهس من بين اسنانه مشيرا الى الباب المقفل اثر خروج علي وسما ( هذا الانسان ستبتعدين عنه يا علا ان اردتي ان يعيش )
تظاهرت بالابتسام بغموض لا مبالي وهي تضيق فتحتي عينيها مغمغمة باستفزاز (هل هكذا اجبرتني .. اهكذا ابعدتني عنه .. بتهديدي بحياته )
كلامها افقده اخر معاقل سيطرته فتحشرج صوته بوحشية ( هذا النكرة لا يعني شيئا لك افهههمممت )
مطت علا شفتيها بتحدي وهي تعي بان هذه هي فرصتها الوحيدة لتميط اللثام عن كل ما يخفيه عنها ببروده (اذن لما انت خائف منه .. لم تهددني لابتعد عنه .. )
عاد احمد ليقترب منها بخطواته التهديدية وهو يشير الى صدره بتملك (لانك زوجتي انا )
تلاحقت انفاس علا وقد بدا قلبها يضرب بجنون خائف مختلط باثارة وترقب وامل مرعوب مما ستكشفه من خلال كلماته التهديدية ومع ذلك تماسكت بقوة تمثيلية وهي تجيبه بتهديد مماثل ( وهل تزوجتك حقا بارادتي .. هل احببتك في يوم ما .. لما انت خائف من تذكيري بعلاقتنا .. هل لانك واثق باني ساكتشف يوما باني لم اكن احبك .. وبانك السبب في ابتعادي عن ذلك الرجل الذي احببته على ما يبدو)
اضافت جملتها الاخيرة بارتجاف متردد خاصة مع احساسها برفض تلقائي لتلك الحقيقة التي اعلنتها وكان قلبها يستنكر حتى مجرد تفكيرها بها كما ان التماعة عيني احمد هزتها وقد رات ظلال سوداء تسيطر على وجهه ونظرة جنون قاتلة تطغى عليه ترجمها بامساكه بذراعها بقسوة اجفلتها والمتها وهو ينحني نحوها مقربا وجهه من وجهها حتى ما كادت تفصلهما مسافة تذكر وهو يهتف بصوت اقرب للصراخ كاد ان يصم اذنيها ( اصصصمتتتييي .. اصمممتتتي .. انت لم تحبيه ابدا .. لا تتهربي من نفسك بهذه الحجج .. انت من طلبتي الزواج مني )
ارادت صدقا ان تتراجع .. ارادت ان تمد يدها لتمسح على وجهه وتزيل ذلك السواد الذي اوجعها بشكل يفوق الوصف وكانه صدى لوجع اخر مختزل بذكرياتها المفقودة .. ارادت ان تتراجع بالفعل وان تطمئنه بانها فقط تتلاعب به لتحصل منه على كامل الحقيقة وذلك من خلال افقاده زمام سيطرته الحديدية التي تراها للمرة الاولى محطمة بهذه الطريقة .. صوت كرامتها الوحيد هو ما منعها .. صوت شعورها بالاهانة من خلال تلميحه لعرضها بنفسها الزواج عليه .. فضول كاد ان يودي بعقلها لتعرف باي شكل او اي حالة اواي عقل او اي مرحلة من الياس وصلت اليها لتتقرب من هذا الانسان الوحشي بهذه الحميمية .. وبغمرة جنون فقدت من خلالها اتزانها وترابط افكارها هتفت بقسوة متعمدة لا تعبر عما بداخلها من تشوش ( هل ما تقوله صدق .. ام انك تحاول التاكيد على سوئي لكي تجعلني اصدق باني اماثلك سوادا وباني بالفعل كنت احبك يوما )
لوهلة لم يرد عليها وعيناه تتعمقان اكثر واكثر من خلال نافذة حدقتيها المرتعشتين .. لمحة الم راتها بقعر سواد عينيه وهو ينقل نظراته لتشمل كامل وجهها بشوق سافر غريب سيطر على كامل ملامحه بفجائية مناقضة لغضبه السابق .. وبحرقة ندت مع اهة الم خرجت من اعماقه وهو يضغط بقوة اكبر واكبر على ذراعها وعيناه تستقران واخيرا على شفاهها برغبة الهبت كيانها ( كلا .. انت لا تماثلينني سوء .. لا تقلقي .. لقد كنتي دوما تطلبين التوبة .. ويبدو ان الله قد منحك اياها .. عندما نسيتي كل شيء .. وتركتني اتلظى بحميم ذكريتنا المخادعة سويا )
ذكريات على ما يبدو استولت عليه في تلك اللحظة وهو يعود لتفحص وجهها بنهم واشتياق وكانه يودعها .. او وكانه يطوي صفحة اصبحت بالنسبة اليه محترقة .. صفحة رمادها لم يعد يمثل له الا احساس بالالم والفقدان والمهانة التي تغلغلت عميقا بصدره .. الى متى سيقاوم .. كل الادلة تعطيه الضوء الاخضر ليقوم بالقرار الوحيد الصحيح الذي امامه .. اجتماعهما كارثي .. هذا فقط هو الاساس الراسخ طوال فترة علاقتهما .. كلاهما سيسبب على ما يبدو الموت للاخر .. وعلى احدهما التنازل عن الاخر .. وهي .. قد قامت بخطوتها وتخلت عنه من خلال ذكرياتها المفقودة .. اذن .. الان دوره .. الان فقط سيقدم على ما سيقتله ويلف حبل مشنقته على رقبته ولكنه .. سيريحها .. بجنون نابع من صخب ذلك الالم الذي قبض على قلبه بقبضة ثلجية موجعة قبلها .. قبلها وروحه تودعها قبل قلبه .. روحه التي رفرفت الان بسجن ارتعابه من تلك الايام القادمة الموحشة التي سيقضيها معها .. وهي .. استجابت له .. استجابت بكل انوثتها وثورتها ووقوتها .. استجابت وكانها تكتشف واخيرا سر وجودها من بين طعم ثغره الذي تذكرته حتى وقد فقدت كل ذكرياتها .. قبلة تعمقت قبل ان تنتفض واخيرا باحساس مؤلم بالرفض وقد تقلص جسدها بتلقائية ما ان تعمقت لمساته الى اسفل قميصها .. كان ابتعادها عنه مدويا وهي تدفعه بعيدا وتنحني حول نفسها متخذة وضع القرفصاء لتخفي وجهها بين قدميها وهي تلهث بجنون .. لا يجب عليها ان تستسلم له هكذا وبهذه الطريقة المخزية .. اين هي كرامتها .. ولكن .. اوليس هو زوجها كما يقول هو وكما يقول الجميع .. وهل هذه حقيقة حقا ام انها اصبحت حلم تريده رغم احساسها بغرابته .. وبصوت معذب همست برجائها له وقد احست بالاشمئزاز من نفسها ( لما فعلت هذا .. لما تصر على اقحام احاسيسي في وسط حوارنا وانت تحرمني ابسط حقوقي .. ان اعرف حقا سبب ما انا فيه .. ان افهم طبيعة حياتي .. حتى ذلك الغريب الذي انتفضت بسببه وكانك ستقتلني من غيرتك لم يحرمني من هذا الحق وبدا يخبرني عن ما كان بيننا رغم اعتراض زوجته التي يظهر عليه عشقها و .. )
كان دوره هذه المرة ليتقدم منها ويرفعها لتقف بقسوة امامه وهو يخرج حروفه ببحة بالكاد اظهرت كلماته من بين اسنانه وقد اقترب براسه من راسها ( كفى .. هل تتعمدين فعل هذا .. هل تعشقين احساسك بانك ضحية لي .. هل تظنين حقا انني ظلمتك بالاخفاء .. اذن ليكن لك ما تريدين يا امراة .. ساخبرك بكل شيء كان بيننا ودون ان اخفي أي شيء .. ولكن .. سيكون الثمن باهظا )
خوف غريب من نوع لم تشعر به ابدا طوال حياتها كما تذكر بدا يشل اطرافها وجمود كاد ان يوقف نبضات قلبها وهي ترى بعينيه ذلك الثمن الذي سيطالبه بها .. وبارتباك متردد تساءلت بخفوت وعيناها تضيقان وهما تنتقلان على صفحة وجهه في رحلة بحثها عن الحقيقة ( ما هو ذلك الثمن يا ترى )
لوهلة صمت وقد بدا امل احمق يدغدغ قلبه .. هل حقا من الممكن ان يحصل على ثقتها ويطالبها بنسيان كل شيء في مقابل فتحهما لصفحة جديدة يعيشان فيها دون سواد ذكرياتهما .. هل هذا من حقه اصلا .. سؤال حوره بطريقته وهو يطرحه عليها بنبرة امتلات بسخريته الذاتية من نفسه و ادراك موقن يغزو قلبه بنتيجة تلك المنافسة الغير عادلة ( ان تعرفي الحقيقة يعني ان تلتزمي بالقرار الذي اتخذتيه قبل حدوث وعكتك الصحية يا صغيرتي .. ويبدو من التماعة عينيك بانك تعرفين حقا هذا القرار رغم فقدانك لكل ذكرياتك )
توجس هزها خصوصا مع تلك الظلمة التي غزت وجهه وعيناه تلتحمان بعينيها في بحث اشعرها بانها عارية امامه وبانه يعرف كل خباياها .. ببطء ابتعدت عنه وقد بدات توقن بان معرفتها لتلك الذكريات يشبه فتحها لصندوق باندورا الاسطوري للكوارث السوداء .. فهل هي قادرة على هذا وقادرة على تلك النتيجة التي سينفذها .. ببطء ابعدت يده عن ذراعها لتتراجع بخطوتين عنه وعناد غبي يسيطر عليها وهي تهرب بعينيها من عينيه مجيبة بمراوغة ( مهما كان قراري الذي اتخذته في السابق فمن العدل بالنسبة لي ان تواجهني بحقيقته لاعرف صورتي الطبيعية كما فعل علي للتو معي وقد ترك لي حرية تفسير وتحليل كلماته .. وبالنتيجة فتلك الصورة التي رسمها لي كانت الاقرب لنفسي مما تخبرني انت به عن حقيقتي )
كلماتها عادت لتثير جنونه فاراد الانسحاب من امامها قبل ان يقتلها دون ان يدرك في فورة جنون غيرته .. التفافه عنها بهذه الطريقة المتجاهلة جعلها تستشعر طعم الرعب الفجائي فتحركت بتلقائية لتمسك بذراعه مانعة اياه من المغادرة بتساؤلها الملهوف له (الى اين تحسب نفسك ذاهبا دون ان ننهي نقاشنا )
نظر الى يدها المرتجفة قبل نظره نحوها وهو يجيبها بسخرية مؤلمة نجمت عن خيبة امله لتمسكها الزائف به (لاريحك من وجودي . الم تثبتي للتو بانك تكرهين كل ما اخبرك به عن نفسك معي .. بينما احببت نفسك التي رايت انعكاسها في كلام علي .. اليس كذلك )
اعتراها ذهول جنوني تسبب بتراجعها وهي تنتفض بحيرة هاتفة وقد صدمتها عمق معرفته لما يدور بخلدها (انت .. كيف عرفت ما افكر به )
رفع احمد كتفيه بلا مبالاة وهو يجيبها ببرود عاد ليحاول التمسك به ( الامر لا يحتاج الى كاهن ليمارس معك العاب الخفة والسحر ويقرا ما يظهر واضحا من خلال مراة عينيك ياعلا فانا اعرفك جيدا ورغم رفضك لهذه الحقيقة بعقلك .. الا انه لا يمكنك الانكار بان قلبك يصر على مخالفتك لهذا الرفض .. والان عن اذنك )
والتفت مرة اخرى ليغادر ولكنها تخلت مرة ثانية عن كرامتها وهي تعيد تشبثها به وقد شعرت بقبضة ثلجية تحكم اغلاقها على ذلك القلب الذي كان للتو يتحدث عنه ... وبرجاء متوسل همست (الى اين انت ذاهب حقا .. ارجوك انتظر .. لا تتركني .. اشعر بالخوف من دونك )
استنفذ اعترافها هذا كل مخزون طاقتها فاحست بجرح يصيب فؤادها وبطعم صدا يشابه طعم دمائها النازفة بداخلها بمعنوية .. نظراته التي انتقلت اليها هذه المرة وهو يتفحصها المتها وقد ظهر تساؤله اللامنطوق بداخلها .. كيف تفعل هذا بنفسها وهي قد طلبت منه للتو ان يخبرها الحقيقة ثم يتركها ويفترق عنها .. اوليس هذا هو القرار الذي اتخذته على ما يبدو قبل فقدانها للذاكرة .. ترى هل تالمت بسببه ولذا فقدت ذكرياتها عندما شعرت باستحالة عيشها دونه .. احساسها بالمهانة والضعف تزايد مع احجامه عن الرد عليها ومراقبته الصامتة لردات فعلها دون ان يظهر أي شيء من خلف قناع بروده الذي عاد وارتداه مرة اخرى .. ببطء ابعدت نفسها عنه وهيتترك يده مغمغة بخفوت ( لا عليك .. انسى ما قلته واتركني وحدي .. فيبدو انني احصل على المركز الاخير في قائمة اولوياتك )
رفع احمد حاجبيه وقلبه ينتفض بلوعة وقد المه صوتها المرتج وخيبتها الظاهرة عليها .. كم هي مجنونة لتظن للحظة بانها تحتل المركز الاخير حقا ولكن .. هل يمكنه الاعتراف بهذا .. جدار كبريائه المتصدع بما يكفي بسببها منعه هذه المرة من الخضوع لها خصوصا بعد تحديها السافر له بخصوص علاقتها بعلي ومقارنتها المجحفة بينهما .. وبخشونة لم يتمكن من التحكم بها غمغم ( فلتثبتي يامراة على راي واحد .. هل تظنين اني العوبة بين يديك .. فتارة تطرديني وتارة تتشبثين بي ..)
لمحة الالم التي شقت خضرة عينيها كانت كنصل السكين الذي انغرس حتى مقبضه بقلبه الملتاع على فراقها .. وبخشونة ترققت هذه المرة قليلا عاد ليتابع ( بما انك تريدين معرفة كل شيء فساخبرك بنفسي ولا داعي لبحثك المستميت هذا .. لقد اخبرني الطبيب انه يمكنك المغادرة اليوم من المشفى لذا .. انا ذاهب للقيام باجراءات خروجك وعندما نصل الى منزلنا ساجري معك ذلك الحوار الذي تاخر كثيرا على ما يبدو فأساتي تفسيره في النهاية )
بوجل هتفت ودرجة ترقبها تتضاعف هذه المرة واحساس غريب بالفقد يسيطر عليها ( وهل .. ستنفذ .. ذلك الثمن .. الذي اخبرتني به )
هذه المرة لم يمنع نفسه من اظهار قسوته بسخريته التي عبرت عن حجم المه والنهاية تلوح له قريبا وهي تهرول باتجاهه دون ان تمنحه لحظة تفكير يراجع بها جنون قراره الذي اتخذه واخيرا وبعد طول مقاومة من قبله ( لقد كان الامر في البدء قرارك ولكنه الان اصبح قراري .. وبصراحة .. لم اتراجع يوما عن أي قرار قد اتخذته .. كما انني لست من النوع الذي يندم مهما كانت عواقب ذلك القرار الذي سانفذه هذه المرة بكل قوتي )
وانهى كلامه وهو يغادر الحجرة وقلبه يكذب عقله .. فلقد ندم حقا .. ندم على قرار زواجه منها .. كما ندم على كل شيء فعله بها .. والاهم انه ندم على اصراره على الانتقام الذي لوث حياته وقد اتخذها كشماعة يعلق بها اخطاءه ويخفي حقيقة احاسيسه التي تظهر جليا الان .. فهو قد احبها منذ اللحظة الاولى على ما يبدو التي تعرف بها عليها .. رغم انها كانت غريمة اخته وزوجة ذلك الاياد الذي يكرهه الان باعمق اعماقه .. وبما ان بدايتهما كانت خاطئة فليس غريبا ان تكون هذه هي النهاية التي ستريحهما رغم كل ما ستسببه لهما من الم .

قرار اتخذه بلحظة غضب وغيرة رغم المه ولكنه التزم به حتى النهاية لصحته .. فها هو الان يجلس امامها على الطاولة وقد وضع عليها مسدسه وتلك الرصاصة التي لبسها طويلا حول رقبته وقد بدا بسرد كل ما جمع بينهما منذ البدء .. وبامانة تحتمها عليه محبته لها وصدق نيته نحوها بانه يريد الافضل لها .. ذلك الافضل الذي اصبح واثقا بانه يجب ان يكون بعيدا عنه هو .. مواقف وذكريات و ايام وابتلاءات و وقعات تليها وقوف وكل منهما يمارس لعبته من خلالها .. وجهة نظره التي طرحها بكل صراحة وطريقة رؤيته لتلك الامور التي جمعتهما ثم فصلتهما .. وعندما وصل الى حملها لاحظ ارتعاشها فاراد ان يتوقف ولكنها رجته ان يستمر ووعدته بالصمود رغم كل تلك الفوضى التي اشاعها بمشاعرها وهو يخبرها عن طبيعة علاقتهما المعقدة ..هي لا تزال في طور الذهول اصلا وما تسمعه من فمه يظهر وكانه اسطورة قد حدثت مع غيرها .. احساس اكتسحها وكان روحها قد انفصلت عن جسدها وطارت بين تلك الذكريات لترقب تلك اللحظات وهي تراها من خلال عينيه .. نبرة صوته التي اختلفت مع كل موقف وذلك الحنان الذي كان يتسلل من بين حروفه تارة ثم ينقلب لغضب تارة اخرى وبعدها يعود للعشق اطوارا خصوصا وهو يروي لها تفاصيل اتحادهما .. لم تتخيل يوما ان تحب رجلا بهذا التعقيد ولكنها واخيرا قد فهمت نفسها وفهمت سبب عشقها الجنوني له .. كما فهمت كارثية ما مرا بهما وما فعلاه ببعضهما وسبب اتخاذها لقرار الانفصال والاستسلام في تلك اللحظات الصعبة التي مرت بها .. ذلك الغموض الذي حاولت ان تتمسك به كي لا تظهر حقيقة ما يثيره من فياضانات عاطفية بداخلها تصدع واخيرا عندما انهى كلامه وهو يمسك بالمسدس ويضع فيه الرصاصة ثم يطلقها نحو النافذة في الهواء قائلا بخفوت متنهد ( وهذه هي الرصاصة التي جمعتنا في البدء والان خطت رحلة نهايتها .. فعلى ما يبدو لقد كان الامر مجرد كذبة اخفيت فيها حقيقة رغبتي بالاقتراب منك حتى وانا اقنع نفسي بكوني انتقم منك يا علا )
كلمات اوجعتها كثيرا وصوت الرصاصة يصم اذنيها مسببا الم تصاعد بروحها وكانه قتلها هو في تلك الرصاصة .. وبهمسة ذائبة خافتة تلعثمت فيها حروفها ( اذن .. مالذي يعنيه هذا يا احمد .. ابعد كل ما مررنا به الان سنستسلم .. هل هذا حقا كان قرارا صحيح )
ابتسم احمد بسخرية ذاتية من نفسه وهو يجيبها وقد شردت عيناه في الافق حيث اطلق تلك الرصاصة التي كانت اقرب الى قلبه من نبض فؤاده المتقافز ( لقد قرات في احد المرات مقولة سخرت منها في ذلك الوقت ولكني لم اعلم اني ساصدقها بل وساستشهد بها الان امامك .. (( يكفي ان يكون القدر قد اتخذ قراره .. والحياة تجرك مثل حبة الرمل في السيل .. وانت تعتقد انها صدفة .. عندها يقف زمن الحياة ويبدا زمن الحب .. وكل حب له قدره الخاص به .. فالبعض يولد ويكبر ويموت دونه .. والبعض يعيش في هذا الحب )) .. وعلى ما يبدو يا علا فان قدرنا ان نعيش دونه فبسببه قد اذينا بعضنا .. وبعد وفاة زوجتي صدقت باني قادر على العيش دونه ولكنك حطمتي هذه الحقيقة وتسللت الى داخلي بلا ارادة مني .. ولكن .. اعتقد انه يكفي الى هذه النقطة فانا رجل لم اخلق يوما لاحب احدا )
اعتراف غمرها بجنون لحظي وطعم الفقدان والخوف يزداد بداخلها ضراوة .. هل حقا يعترف احمد لها بكل هذه السهولة بمشاعره وهي التي صدقت من خلال كلماته صعوبة اعترافه لها بما يعتمر بصدره .. وهل لهذا الاعتراف والتنازل ثمن باهظ ايضا .. ثمن ظهر بانكساره الذي تراه للمرة الاولى مخطوطا على وجهه وهو يقف امامها هامسا بتعب ( سابدا يا علا باتخاذ الاجراءات الضرورية لطلاقنا .. ولكن .. لا تخافي فانا لن اتركك تائهة في امور ادارة الشركة بل ساساعدك حتى تصلين الى اللحظة التي سارى فيها انك اصبحت قادرة على ادارة كل شيء وعندها سانسحب من كل شيء يخصك .. اما بالنسبة لعلي فيمكنك رؤيته في الوقت الذي تريدينه وساعدك الا اخبره باي شيء يخصك فمعنى تنازلي انا واخي عن الثار هو انه قد طوينا تلك الصفحة الى الابد ولن يذكرها له أي مخلوق فيما بعد )
كلماته الوداعية زلزلتها بجنون فوقفت بدورها وهي تلهث برعب هامسة بصوت اجش ( هل .. هل حقا .. ستتركني .. هل هذه حقا .. هي النهاية الافضل )
تنهيدة طويلة اطلقها من اعماقه وهو يهمس لها بوجع ( اااه ياعلا .. لقد تعبت حقا .. تعبت من كل ما يتعلق بك .. ولم تعد كرامتي كرجل تتحمل أي صفعات اخرى .. وعلى ما يبدو فهذا هو الافضل لنا )
والتفت وفي نيته المغادرة ولكنها وقفت بسرعة لتتشبث به وقد ضمت ظهره مسندة راسها عليه ودموعها تحكي قصة كل ما تشعر به في تلك اللحظة .. لقد ندمت حقا على طلبها معرفة الحقيقة .. الم يكن من الافضل لها ان تترك الماضي مدفونا وتتمسك به كما تفعل الان .. صراع اخذ يدور بين عقلها وقلبها وكل منهما يصر على انها قد اتخذت القرار الصحيح باصرارها على المعرفة .. فلو لم تعلم ما جرى بينهما لما صدقت اصلا حبها لهذا الرجل ولما فهمته كما تفهمه الان .. ولكن هل كانت تحتاج حقا لكلامه كي تصدق احاسيسها التي اعترف بها جشدها الخائن في كل مرة كان يقترب منها فيها .. لحظة سكون وجمود تلت حركتها ونشيج بكائها يمزق ذرات الصمت المتثاقلة من حولهما .. وبصوت متهدج نطقت اخيرا بامنيتها ( مالذي فعلته انا .. مالذي استفدته من كل هذا .. بينما انت تخفي بداخلك كل هذا الالم لتحافظ علي وتحميني من الحزن اصر انا بطفولية لاعرف منك كل شيء دون ان اهتم بذلك الثمن الذي يساوي روحي الان .. مالذي بامكاني فعله لاصلح الامور فيما بيننا يا احمد )
عندها حاول احمد فك ذراعيها من حوله ليلتفت نحوها ولكنه رفضت وهي تتمسك به بقوة اكبر مغمغة بثورة باكية فجائية ( مالذي بامكاني فعله لاريحك واداوي كرامتك )
تنهيدة اخرى خرجت هذه المرة مع اهة المه وهويربت على يديها مطمئننا اياها قبل فكه لعقدتهما والتفافه نحوها ليرفع راسها المنحني نحو الارض بخزي ووجع ارهقه وزلزله اكثر من قراره هو بالانفصال .. وبنبرة حانية همس ويداه تحتضنان وجهها ( لا تبكي يا حبيبتي .. انت لم تخطئي بشيء بل حاولتي دوما تحمل نتائج قراراتك واثمك .. وانا لن اكون اقل شجاعة منك يا علا .. ولن اسمح لنفسي بتلويثك بعدما قرر لا وعيك منحك طريق الخلاص فازال كل ذلك السواد و اهداكي صفحة بيضاء تخطين فيها حروف حياتك من جديد .. لقد كنت انانيا مرة ولا اريد ان اكررها للمرة الثانية .. فسامحيني ارجوكي )
بجنون لحظي نفضت راسها من بين يديه وهي تبتعد عنه بغضب عاشق ملتفتة عنه بكبرياء حاولت التمسك به بفشل من خلال صراخها ( لن اسامحك ابدا .. فانت جبان وتهرب مني ومن مساعدتي بحجة تعبك .. لن اساااامحك يااا احمد ) وانهت صراخها بمحاولتها المغادرة بهروب جبان لتمنعه من قول ما ادركه حدسها ولكنه كان هو هذه المرة التي امسك بها وضم ظهرها مسندا ذقنه على راسها ومحتويا كل ثورتها ليخضعها فتستكين بدورها بين دائرة ذراعيه وقد سلبها اخر معاقل مقاومتها .. وبصوت تهدج بقوة همس في اذنها بعدما صمت لخمس دقائق متنعم بقربها منه ( لا تفعلي هذا بي ولا تجعلي اخر لحظاتي معك وانا ارى اعراضك عني وهروبك مني .. ارجوكي .. اريني قوتك وتمسكي معي بذلك القرار الذي اتخذته يوما .. و )
قاطعته وهي تلتف لتواجهه هامسة برجاء وكفها يرتفع لتصمته وهي تتموضع على فمه ( لقد كنت مخطئة حينها .. لقد كنت جبانة .. انت قلتها للتو .. البعض يولد ويعيش ويموت دون حب والبعض يجد هذا الحب .. ولقد وجدته معك حتى وان لم اتذكر تلك اللحظات .. فيكفيني ان تتذكرها انت وتشاركني فيها من خلال عينيك .. ارجوك يا احمد .. امنحني فرصة واحدة للمرة الاخيرة .. لنمسك كلانا بيد بعضنا )
ظهر التردد واضحا في قعر عيناه وهو ينظر الى ملامحها بنهم واشتياق لا ينتهي وكلامها يمثل اغلى امانيه بالفعل ولكن .. طعم المرارة الذي ملا قلبه بخوف من مجهول قد يفقده ذلك الاحساس اللحظي الذي تفاعلت بسببه علا معه اعاد اليه واقعه الاليم .. فعلا رغم كل تاكيداتها لا تتذكره ولم تتذكره وعلى ما يبدو فانها لن تتذكره ابدا .. رجولته الجريحة ابت عليه هذه المرة ان يتنازل حتى ولو على حساب عشقه فقد امن بان بدايتهما الخاطئة هي سبب نهايتهما هذه وانه لو اراد يوما الرجوع اليها فعليه ان يصبح مثلها ويؤمن بما كانت تؤمن به .. عليه ان يخط حروف توبته مثلها فلعله عندها ينعم بهبة فقدانه للذاكرة فينسى كل السواد الذي مارسه عليها وانتقم من خلاله منها .. دمعة خانته واخيرا وهاجرت من سجون اجفانه لتسيل على وجنته كاجابة واضحة لرجائها .. دمعة مثلت بالنسبة لها تلك القشة التي قسمت ظهرها فتهاوت بين ذراعيه بعجز وهي تسمعه يقول لها بهمسة مشجعة ( علا .. ما يوقنا ولا يكسرنا فانه يقوينا .. وانت دوما ما كنتي الطرف الاقوى بعلاقتنا لذا .. ارجوكي .. استمري بهذه الطريقة لاتمكن يوما من مسامحة نفسي على ما بدر مني اتجاهك .. )
ثم صمت وعيناه تسافران للمرة الاخيرة على صفحة وجهها الباكي بوداع قبل انحناءه على جبهتها ليقبلها بكل ما يعتمل بصدره من غرام لها لن ينتهي ابدا ولكنه قد يتجدد بالامل يوما قبل حمله لها ليمددها على السرير الذي جمعهما يوما وقد خارت كل قواها فلم تعد قادرة على الاستمرار بالمقاومة .. وبصوت ظهر الالم جليا مع كل حرف نطق به همس ( انت .. طالق .. يا اجمل .. واروع .. واطهر امراة .. عرفها قلبي .. انت طالق يا حبيبتي .. طالق لان هذا هو الثمن الوحيد الذي بامكاني تقديمه لك كدليل على صدق حبي لك )
واعتدل بوقوفه وقد اراد الهروب والمغادرة سريعا كي لا يسقط صريعا عند قدميها وقد وعى هول الكلمة بعدما نطقها وهول نتائجها المترتبة عليها .. فعلا .. لم تعد له .. ولم تعد ملك ليمينه .. علا على ما يبدو لم تكن قسمته ابدا .. وبخطواته المترنحة وصل الى الباب ولكنه سمع صوتها الجهوري هذه المرة وهي تعده بايمان ترسخ عميقا بداخله كسوط جلاد يصيب ندوبه بالتقيح ( اشكرك يا حبيبي .. لانك تركت يدي الان ونفذت رغبتي السابقة .. ولكني اعدك ايضا بانك ستعود يا احمد يوما .. بل ستعود قريبا لتطالبني بالرجوع اليك .. فانت لن تستطيع العيش بدوني ابدا .. وعندها .. ساخط هذه المرة انا احرف البداية .. وساضع شروطي التي ساكبلك فيها واضمن من خلالها انك لن تتخلى عني يوما .. اعدك .. ان اغدوا قوى بقيامي الان بعدما تسببت بسقوطي المدوي هذا .. عدك )
وعد زلزله وقد راى بعينيها صدق كلامها وهي ترسم المستقبل فيما بينهما .. مستقبل لا يعلم مالذي سيخطه لهما ولكنه واثق انه للمرة الاولى قد تصرف بحكمة بعيدا عن انانيته ونفذ قراره رغم كل الوجع الذي يكاد ان يفتك به .. فان عاد يوما كما تقول فستكون البداية صحيحة هذه المرة .. وستكون اسباب زوجهما منطقية ومبنية على الاحترام والمحبة والكرامة التي يجب ان يحافظ عليها ليتمكن من العيش كما اعتاد .. ورغم تحديها السافر له والذي اوضحت من خلاله ضعفه نحوها الا ان كرامته هذه المرة لم تنتفض بالرفض فقد اقرت اخيرا بانه فيما بينه وبين علا لا يوجد كيانان منفصلان .. بل كيان واحد كرامته متحدة ولكنه فقط طريقه في فوضى ما جمعهما وعليه ان يعيده الى الطريق الصحيح ليتمكن من تاسيس حياة قد يستحقها .. وان فشل في هذا فسيكون الفراق هو عقابه الابدي الذي سيتعايش معه حتى النهاية .
... النهاية واخييرااااا ...
عارفة انكم هتقتلوني على النهاية خصوصا واني لم اوضح ما حدث لمراد ويارا او نتيجة شجار علي وسما بسبب علا او نهاية علاقة احمد مع علا ولكن .. لقد وضعت في هذا الفصل حجر الاساس للبداية وبقي ان تتخيلو انتم النهاية كما انني في الخاتمة بالتاااكيد ساسلط الضوء على الجميع لنراهم بعد تلك القرارات التي اتخذوها
اتمنى ان تكون القصة قد نالت اعجابكم واشكركم على صبركم علي حتى النهاية وصدقوني لقد كتبت الفصل وانا اعاني من الحمى ولكني لم احب ان اؤجله اكثر كي لا اصدق بوعدي معكم
الخاتمة باذن الله ستكون يوم الخميس او ساحاول ان انهيها بوقت ابدر من هذا وشكرا شكرا من قلبي لجميع المعلقات وبالفعل اتمنى ان اسمع جميع ارائكم وانتقااتكم لاتعلم من اخطائي


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 12:45 AM   #597

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... اعتقد ان ترقيم الفصل الاخير هو الفصل الثامن عشر انا اشرت انه الفصل الأخير عندما وضعت الرابط لكن لتأكد حتى تتم تعديل مشاركة بدل الفصل التاسع عشر الاخير ب الثامن عشر الاخير....

بانتظار ردك....

موفقة بإذن الله تعالى.... في حفظ الله ورعايته....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 12:51 AM   #598

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة.... اعتقد ان ترقيم الفصل الاخير هو الفصل الثامن عشر انا اشرت انه الفصل الأخير عندما وضعت الرابط لكن لتأكد حتى تتم تعديل مشاركة بدل الفصل التاسع عشر الاخير ب الثامن عشر الاخير....

بانتظار ردك....

موفقة بإذن الله تعالى.... في حفظ الله ورعايته....
سامحيني غاليتي و اشكركم على اهتمامكم انه بالفعل الفصل الثامن عشر والاخير وبقي فقط الخاتمة وباذن الله ستكون يوم الحميس


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 06:12 AM   #599

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف سلامة عليكي يا حور 😘😘😘😘😘😘😘😘
الفصل روعه جدا جدا تسلم أناملك أبدعت في وصفك لمشاعر الشخصيات و الأحداث بدقة متناهية رحلة طويلة لأبطال عشنا معاهم صراعاتهم الداخلية و حروبهم اللى خاضوها عشان يجتازوا معارك الحياة بكل التحديات اللى واجهتهم و مشاعرهم و تخبطاتهم إلى أن وصلوا لبر الأمان و حددوا أهدافهم و مشاعرهم و قدروا يمسكوا في ايدين بعض و يرسموا مستقبلهم سوا ببداية جديده لحياة أفضل بالحب والعطاء و الأمل في أن وصلوا لنهاية الطريق و عرفوا أن الضربة اللى ما تموتش بتقوى و كل اللي مروا بيه عشان يتمسكوا ببعض و كل واحد فيهم يقدر قيمة الطرف الآخر في حياته و ازاى يحافظ عليه
على و سما
أدهم و أسيل
أحمد و علا
مراد و يارا
تامر و نسيم
نادر و بسمة
أبطال نقليتهم من الورق لعالم موازى شافناهم بعين الخيال و اتأثرنا بيهم و كأنهم من لحم ودم
بحييكى على أسلوبك السلسل و الراقي و بتمنالك التوفيق والنجاح الدائم و عقبال الروايه الألف يا رب 😘😘😘😘😘😘🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 01:59 PM   #600

اسماء كامل
 
الصورة الرمزية اسماء كامل

? العضوٌ??? » 401444
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 298
?  نُقآطِيْ » اسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عارفه المستفز في الروايه ايه ؟؟
أحمد .. طول الوقت ويمكن من بداية لقاؤه ب إياد وزواج إياد من اخت أحمد وهو بيقول ان علا غريمة اخته مع ان أخت أحمد اتجوزت إياد وعلا على ذمته يعني المفروض ان اخت احمد هي اللي كانت غريمة علا واخت احمد هي اللي خطفت إياد من علا
احمد كان عارف ان إياد بيعامل علا وحش وعارف طبيعة علاقة إياد ب علا لكن احمد اعتبر ان علا مذنبه في كل شئ .. لكن من خلال الاحداث احمد هو اللي مذنب هو وأخته وعمه وعيلته كلها
صحيح علا أذنبت هي كمان لما نسبت طفل أخت احمد لنفسها وساهمت ولو بجزء بسيط في موت اخت احمد لكن هي كانت بتحاول تتوب وواعترفت بخطئها لكن احمد زاد في وحشيته مع علا وكان وحش جدا معاها هو واهل علا
أكبر شخصية مستفزه في الروايه هو أحمد واكبر شخصية اتظلمت في الروايه كانت علا
منتظره الخاتمه بلاش تتأخري 🌹


اسماء كامل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.