آخر 10 مشاركات
117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-19, 09:05 PM   #601

عبد الرحمن على1

? العضوٌ??? » 447727
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » عبد الرحمن على1 is on a distinguished road
Rewitysmile1 عبد الرحمن على1


روايه رائعه شكرا لكل المجهود المبذول من الكاتبه والأشخاص الذين يعملون في المنتدى بجد عمل رائعه كالعادة ومش جديد علي الروائع من منتدى.

عبد الرحمن على1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-19, 08:08 PM   #602

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي



سامحوني غالياتي لانو هنزل الخاتمة يوم السبت بس الانفلونزا ما تركتلي مجال اخلص كتابة ..
ودمتم على خيير 😍😍😍😍😍😍😍



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 02:21 AM   #603

sosa mahdy

? العضوٌ??? » 382249
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » sosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond repute
افتراضي

اوووووه رووووعة فصل رائع بمعنى الكلمة من اروع الروايات وصف مبدع بياخد لعالم تانى واهم هدف للرواية هو الايمان بالله وبالصبر هتتحسن الامور وهتفرج...بانتظار الخاتمة

sosa mahdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 11:10 PM   #604

seham26
 
الصورة الرمزية seham26

? العضوٌ??? » 106537
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,064
?  نُقآطِيْ » seham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond repute
افتراضي

الف سلامة عليكي وربنا يشفيكي ويعفاكي براحتك حبيبتي المهم صحتك في الانتظار

seham26 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-19, 11:57 PM   #605

black love

? العضوٌ??? » 456021
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » black love is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق و النجاح دايما يا قمر

black love غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-19, 12:09 AM   #606

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الخاتمة


سامحوني اخر جزء في الخاتمة والمتعلق بيارا ومراد لم اتمكن من انهائه ولكن باذن الله ساحاول كتابته خلال يومين بالاضافة الى المشهد الافتتاحي للجزء الثالث



صرخة عنفوان انثى
الخاتمة

لكل شيء اذا ما تم نقصان .. وكل نهاية تعتبر بداية لحياة جديدة .. صفحة نطويها لنفتتح غيرها .. ومع ابطالنا ستكون نهايتنا عبارة عن لمحات من الذكريات على السنتهم .. مواقفهم واحاسيسهم المميزة .. ورسالة اتمنى ان تصل من خلال اسطري على السنتهم .. وبهذا اخط كلمات نهاية المرحلة الاولى من سلسلة انوثة تحت مجهر الرجال .. مرحلة الاباء .. اما المرحلة الثانية فسنلتقي مع ابناءهم وقصصهم الجديدة التي اتمنى ان تعجبكم .. وخاتمتنا هذه المرة سنربطها من خلال تلاثة اغاني سيكونون افتتاحية كل فقرة بما يعبر عن الثنائي المذكور فيها .. الاغنية الاولى ( ماحلاكي ) اما الاغنية الثانية فهي ( الرقصة الاولى ) والثالثة ( كرمالك انت )
_________________

// (( ما تنسيني اتحبي الله .. مافي بلاكي والله .... عن هواكي ما بتخلى .. ما بتخلا عن هواكي .. ضفرك بهالدنيا كلها .. روحي حطيتك محلا ... عحلاكي يا ماشاء الله .. يا مشاء الله عحلاكي .. وماحلاكي انا محلاكي .. عمري وروحي فداكي .. لولاكي انا لولاكي .. والله كنت بجن بموت )) //
(
في هذا العالم .. يوجد شخصا بالتاكيد يعرف قيمتك الحقيقية .. ولا يستبدلك حتى لو بكل كنوز العالم .. )

سمـــــــــــــا

ان تشعر بانك واخيرا قد حصلت على الاستقرار الذي كنت تنشده طويلا لهو امر صعب جدا .. ذلك الامان الذي لم اتذوقه حتى في طفولتي .. فاهلي لم يستوعبو كوني انثى ناقصة بنظرهم .. وغرسو بداخلي هذا الشعور .. فغدوت بلا ثقة .. وكان زواجي الاول كارثيا لدرجة حطمت ما بقي من شخصيتي وتركني كدمية في غياهب السجن لا تتمسك في هذه الحياة الا بسبب ابنها .. ثم خرجت لاقابله هو .. هو فقط من راني باسوء حالتي وتقبلني .. هو فقط من اعتبر وجودي في حياته كافيا وتعويضا من الله له عن كل عائلته .. هو من عرف قيمتي وايقظ بداخلي ثقتي وانوثتي وتمسك بي وبيدي وقد كان مستعد ليفديني حتى لو بروحه ... ومرت بنا الايام لنكون في النهاية سويا رغم كل الصعاب التي واجهتنا ..
اكثر اللحظات التي اتذكرها معه هي صور زفافنا .. فرحته التي اراها مرتسمة بعينيه كلما راها وتذكر احداث ذلك اليوم الغريبة .. اجل لقد كانت غريبة جدا .. فطعم غيرتي من علا بذلك اليوم لن انساه ما حييت رغم ثقتي بانه لا يحب سواي في هذه الدنيا .. لا يمكنني ان انسى ذلك الشجار الذي دار بيننا في ذلك اليوم .. لقد عاتبته على تمسكه بها .. ولكنه افحمني بجملة واحدة .. من لم يكن له خير بقديمه فليس له خير بجديده .. اجل معه حق .. فعلا مهما كانت هي جزء من ماضي علي يجب علي تقبله .. كما هو سراج جزء من ماضي كان على علي تعلم طريقة تقبله بشكل حضاري .. وهكذا كنت امام خياران .. فاما ان اثق به او ان ارفض وجهة نظره وأخوّنه .. وهذا كان من سابع المستحيلات بالنسبة لي فهو علي .. علي الذي اعرفه اكثر مما اعرف واحفظ خطوط وتعرجات كف يدي ..لذا .. اخترت ان اثق واقبل الصلح .. وصلحه لي كان الاجمل خصوصا وقد مارست دلالي عليه وانا بين يديه .. قبلاته التملكية واحتضانه لي وكانه يملك العالم بكنوزه شعور لم اشعره الا معه .. ان اكون فقط سما .. دون اي اضافة .. ان يحبني بكل عيوبيونواقضي .. ان يعترف بقيمتي رغم كل ما يدور من حولي من شائعات ..
اغار عليه كثيرا .. بل اجن عندما اراه يبتسم لغيري .. فهو وسيم .. بل انه وسيم جدا . لاكون عادلة هو بنظري اجمل والطف وارق واشجع و.. و .. و.. رجل في هذه الدنيا .. لن اعدد صفاته اكثر لاني اغار عليه حتى ممن سيسمعون كلماتي هذه اوسيقرؤنها ..
ممممم .. من الطف مواقفنا التي واجهتنا تلك اللحظة التي اكتشفت فيها باني حامل بتوام .. قد لا تتخيلون مقدار فرحته المختلطة بخوفه علي .. شجاراتنا المتتالية على شرب كاس الحليب الذي اكرهه او على ممارسته لسلطاته الذكورية علي ومنعي من الذهاب الى العمل في الايام التي كنت اعاني فيها من التعب والارهاق اثناء الحمل .. حتى انني كنت اوقظه في الليل عندما تصر احدى طفلتيه على ركلي من الاعلى والاخرى تعاندها بركلي في الاسفل .. معاناة ظلت ترافقني اثناء انجابهما حيث كدت ان افقد حياتي وعانيت من بعض الاثار الجانبية التي منعتني من الانجاب مرة اخرى .. ومع ذلك تقبل الامر واكتفى بتقى وبيسان .. توامتي الغاليتين .. واعتبر عماد هو ابنه الاكبر ووريثه وحامل اسمه المعنوي .. ففي نظره حتى لو لم انجب احدا لكان اكتفي بوجودي بحياته مع عماد .. وهذا ليس قولا من اقوال الاحلام التي يتغزل فيها الرجل بالمراة ولكنه واقع عايشته عندما طلب من الطبيب اجهاض الطفلتين بمجرد سماعه لاحتمالية تعرضي للخطر بسببهما .. ومع ذلك قاومت وقاوم معي .. وصبرت وصبر معي .. وقد استمدينا قوتنا من قوة عماد وتشجيعه ودعمه الدائم لنا .. ذلك الطفل الملاك الذي وهبني اياه الله كمنارة تدلني على الطريق الصحيح ما ان احيد عنه ..
هل عانيت من مشاكل معه ؟؟؟ ممممم ... اجل .. كثيرا ما كنا نتشاجر .. فنحن زوجين في النهاية .. واسباب شجاراتنا متنوعة .. تارة الغيرة .. تارة التسلط .. او ضغط عصبي مع العمل في الشركة .. وايضا العتاب .. او الاطفال .. ممم اااه .. لقد تذكرت .. اكبر مشكلاتي مع علي هو نسيانه الدائم لتاريخ ميلادي وتاريخ زواجنا .. لذا اصبح حصولي على هدية خاصة منه في تلك المناسبات ضرب من ضروب المستحيل .. فدوما ما ينشغل في الاعمال لدرجة قد تنسيه اسمه .. ولكن .. ومع ذلك . فانه يحاول دوما الا يقصر بحقي او بحق ابنائه .. وهذا هو ما يهمني بشكل فعلي اما الامور الاخرى فهي مجرد شكليات ساخرة نتمسك بها فقط لنستشعر مقدار محبتنا في قلب الشخص الاخر .. وبالتاكيد فان هذا مقياس خاطئ ولكنه تفصيل صغير مهما حاولنا تناسيه الا انه يثير باروحنا نحن النساء تلك الفرحة الكاملة .. فرحة يمكننا الاستعاضة عنها بالتاكيد بادلة اخرى نراها يوميا باعين ازواجنا ...
بالنسبة للشركة فلقد نجحت بالتاكيد .. وتطورت واصبحت من الشركات الرائدة بتعاوننا الجماعي فيها ... ولا اعتقد ان ما يحدث فيها مهم فهو مجرد امور تقنية تعيننا على استمرار حياتنا ونجاحنا في الحصول على متطلباتنا المعنوية والمادية .
والان ناتي للتساؤل الاخير .. ما هي اصعب المواقف التي تعرضت اليها معه اليس كذلك .. حسنا لقد كان عندما تعرضت الشركة لاهتزاز وضعها المالي بسبب ضائقة تعرضنا فيها للخسارة اثناء تنفيذنا لاحد المشروعات السكنية .. مشروع كان فكرة علي الذي تحمس له واقنعني به رغم معارضة الجميع من حولي وتحذيري المسبق بالخسارة .. تلك اللحظات التي عشتها تحت ضغط الاحساس بالذنب الذي كان علي يعاني منه .. ابتعاده عنا وبناءه لالف حصن يحط به نفسه من خلال شعوره بانه السبب بخسارتي للاموال التي من المفترض انها من حق ابنائي .. انهيار كل مقاومته وحصانته التي كونها ضد تعليقات من حوله عن كونه زوج السيدة وعن انه يستغل هذا المنصب بتنفيذ مشروعات خاطئة يعد نجاحها وهم لا يتحقق .. ياله من شعور سيء طعمه كالعلقم .. خوفي من فقدانه تعدى كل المجرات والاكوان .. خوف جعلني اكثر عصبية معه فلم اتمكن من احتواءه او احتواء مخاوفه او الامه او شعوره بالذنب .. شجارات متتالية كانت تشتعل من اقل لمحة قد تحدث بيننا .. كنت اعايره بانه قد مل منا ويحاول ايجاد اي عذر ليتركنا .. وكان يعايرني بكوني احمله ذنب فقداني للامان المالي الذي بحثت عنه طويلا في السابق .. ازمة لم ارى لها حل في تلك الايام وقد شعرت بها كالجبال التي ينوء عن حملها اعتى واقسى الرجال .. والان عندما اتذكرها ارى كم كنا سخيفين وكم كنا نتعمد اساءة فهم بعضنا ونحن نهرب من رؤية الصورة الكاملة للمشكلة والطريقة الانسب لحلها والتعامل معها بحكمة . ولكننا بشر .. وكل البشر خطاؤون .. وخير الخطائين التوابون .. ولولا شجاراتنا واحساسنا بالفقد من فترة لاخرى لما شعرنا بقيمة النعمة التي بين يدينا ... قد تتساءلون عن الحل الذي اعاد الجمع بيننا .. الجواب بسيط .. الزمن .. مرور الوقت .. العشرة .. المحبة .. الالفة .. التفاهم .. الاطفال كل هذا كفيل بمداواة اصعب الجروح خصوصا اذا كان كلانا واثق من محبة الاخر له .. اجل .. كان الوقت خير بلسم انسانا ظلمة الاتهامات التي رمينا بعضنا فيها .. والاهم .. عودة احساسنا بقيمة كلانا في حياة الاخر مع سقوط ابنتنا تقى اسفل طائلة المرض .. ابتلاء انسانا كل شيء وجعلنا نركز على دعمنا لبعضنا سويا كعائلة يمكنها ان تتخطى اصعب المواقف .. بالنسبة لي كان مرض تقى هو الغصة التي اعاني منها الى الان ولكن .. بالمقابل .. فقد كان ايضا الرباط الذي يعيد لنا صوابنا عندما ننسى انفسنا في سجلات الايام التي تمر بنا تباعا .. تقى .. ملاك عائلتنا .. وبيسان .. طبيبتنا ومفتاح تلاحمنا . وعماد .. اليد التي تلمنا سويا بقبضتها .. ابنائي انا وعلي .. افضل ما حصلنا عليه في هذه الدنيا .. فلا المال ولا الشركة ولا القيمة ولا المكانة الاجتماعية بذات الاهمية امام حقيقة واحدة .. فخرنا انا وهو بابناءنا .. انجح مشروع دخلناه سويا كان زواجنا وثمن نجاحنا كان اؤلئك الزهرات اللواتي اضأن ايامنا بوجودهن .. وايضا يجب علي اخباركم بان علي قد عوضنا بالكامل عن خطئه الذي اصر بانه ذنبه لوحده رغم اصراري بدوري بانه ذنبنا جميعا ومصيبتنا التي يجب ان نتخطاها سويا .. وبالفعل .. واثناء انشغالي مع تقى في المنزل في فترة مرضها انشغل هو بدوره القيادي بالشركة وكلانا قد اعتمد على الاخر في مجالات تخصصنا .. وكان لتوزيعنا للمهاموثقتنا ببعضنا على حسن تاديتها خير الاثر الذي وصل بنا الى بر الامان فاجتزنا جميع الاعاصير التي كادت ان تعصف بعائلتنا .. لقد عمل علي كثيرا وطويلا واجتهد حتى اعاد لنا كل شيء فقدناه بسبب تلك الخسارة .. وعادت شركتنا بقوتها عندما اتحدنا سويا وازلنا عامل الخوف من الفشل من بين اسطر امكانياتنا .. اما تقى فقد مرت مرحلة الخطر واستقرت حالتها بحمد الله وبرعايتي الدائمة لها .. وهكذا .. الحياة بنظري دون علي لا معنى ولا لون ولا طعم لها .. فهي جميلة حتى بكل مميازاتنا او عيوبنا .. هل ندمت يوم على اي قرار اتخذته .. لا اعتقد .. فلولا قراراتي لما وصلت الى هنا .. وانا راضية ومقتنعة بما حققته بحياتي .. ربما فقط اتمنى لو اني لم اتزوج سراج مرة اخرى ولو اني اكتشفت احاسيس محبتي لعلي في السابق لكنت عندها اختصرت على نفسي الكثير من الالام التي تعرضت لها .. ولكن .. للقدر تصاريف اخرى تنتهي بها جميع قصصنا .. فالحمد الله على حالنا .

//(( ايدي عراسك حبيني .. ليل انهار اتذكريني ... من جواكي لا تشيليني .. لا تشيليني من جواكي .. حبك ماشي بشرايني .. وهي بعيوني حلفتيني .. شو مغلاكي شايفتيني .. شايفتيني شو مغلاكي ... وماحلاكي انا محلاكي .. عمري وروحي فداكي .. لولاكي انا لولاكي .. والله كنت بجن بموت ))//
(
ان تعرف شخصا لا يغيرك كما يريد بل يتقبلك كما انت فقط ويتعامل مع نواقضك على انها مميزت من اجلها عشقك اصلا)
تســـــنيم __ نســــــيم

( ان وقعت يا قصي فلن يرحمك احد من عقابي .. الى متى ستظل مختفيا يا ترى .. ها .. الى متى ؟؟ )
قاطع صوت نسيم الذي تردد بين جدران الشقة صوت رنين هاتفها بالنغمة الخاصة بالرسائل المميزة .. وبنظرة ادارتها لتشمل ارجاء الشقة اعادت عينيها بياس نافذ الصبر الى هاتفها الذي تمسكه لتفتح تلك الرسالة الواردة اليها من نسمة كما ظهر على شاشتها وهي تتمتم بغضب متقد ( حسنا يا قصي ساريك .. أنت ووالدك الذي تتحامى به .. فهو ايضا لن ينجو من عقابي )
وما ان انهت كلامها حتى ارتفع بنفس الوقت صوت تامر المحتج ( وما ذنبي انا ؟ هل تعاقبينني لاني اقف بصف قصي ؟؟ هل هذا جزائي لاني اقف بموقف الوسيط واحاول تقريب وجهات النظر بينكما انتما الاثنين ؟ )
نظرت باستغراب الى فحوى الرسالة لتجدها عنوان لمقالة الكترونية ضغطت عليها وهي ترد بحنق ( ذنبك انك دوما ما تساعده وتشفع له .. وتعاونه على الاختباء مني قبل حتى ان تعلم سبب غضبي منه .. او ما هي المصيبة التي اقترفها وكانت السبب باستثارة غضبي عليه .. وهكذا .. تظهر انت وكانك الملاك الحارس له .. اما انا فابدو كزوجة اب ساندريلا الساحرة لشريرة )
قاطعتها ضحكة تامر المختلطة بضحكة طفولية استفزتها اكثر فتمتمت بتهديد وعيدي وعيناها تقعان على عنوان المقالة الالكترونية ( حسنا .. ساريكما نجوم الليل في وسط الظهيرة .. لتعرفا كيف تضحكان علي وتهزان بكلامي .. اووف يا نسمة ماهذه المقالة ؟؟ )
اضافت الجملة الاخيرة باسى متمازج مع سخرية ذاتية من نفسها ثم تمتمت بخفوت وعيناها تتجولان في ارجاء حجرتي الضيوف والمعيشة واللتان بدتا وكان صاروخ يدعى قصي ثلاثي التدمير قد انفجر بوسطهما فلم يبقى اي منطقة سليمة لم تتناثر فيها الفوضى .. وليتم امر التدمير كان ابنها اياس يجلس في منتصف حجرة المعيشة وبيده علبة المحارم التي كان يتلذذ بنثر وريقاتها وتقطيعها في المكان ( - قيمي بواسطة بضعة اسئلة حياتك الزوجية ومدى نجاحك واخفاقك بادارتها - .. ياله من مقال لن يحتاج مني لاي مجهود كي اعرف نتيجته فيكفي ان القي نظرة على ما حولي لارى النتيجة واضحة وتلمع بحروفها .. رررااااسببة )
اجفلها صوت تامروهو يقاطعها و الذي لم تعلم متى تحديدا متى قد اقترب منها وكيف وقف خلفها دون ان تشعر بحركته ( عن اي نتيجة تتحدثين .. زمالذي رسبتي فيه .. دعيني ارى )
وبحركة سريعة اختطف الهاتف من بين يديها دون ان ينتظر موافقتها وعيناه تقعان على عنوان المقالة السابق الذي قراته نسيم .. قبل ان يعود بانظاره اليها وهو يقول باستثارة حماسية اختلطت بنبرته الاستهجانية ( هل حقا تحكمين على نفسك بالرسوب قبل حتى ان تقومي بهذا الاختبار .. يبدو اختبار موثوق طالما ان نسمة هي من ابتعثته لك فهي ستكون واثقة من نتيجته بالتاكيد )
كشرت نسيم ملامحها وهي تحاول اخذ الهاتف منه ولكن .. كل محاولاتها باءت بافشل بعدما رفعه قليلا ليبعده عن متناول يديها وهو يعقب بتحدي ( هيا يا نسيم .. ما رايك ان نقيم كلانا حياتنا من خلال هذا الاختبار .. انت لن تنسحبي الان اليس كذلك .. الا ان كنتي واثقة بان نتيجتك ستتعدى المئة وبانك ناجحة بامتياز في حياتنا طالما انني اتواجد فيها )
اضاف الجملة الاخيرة باستفزاز غروري واضح وهو يشير الى صدره وبطريقة كان واثق بانها ستحفز نسيم لتستجيب لما يريده )
حاولت نسيم الحصول على هاتفها مرة اخرى وهي تقفز وتجذب ذراعه الى الاسفل ولكن دون فائدة فغمغمت بغضب ( اجل بالطبع انا ناجحة بفضلك يا رجل .. فنحن نعيش بكوكب زمردة الخاص بالرسوم الكرتونية والحياة هنا في منتهى الروعة و. هذا هو الدليل .. اليس كذلك )
واشارت بيدها الى ارجاء المكان الذي تعيث فيها الفوضى .. لم يكن جوابها من قبله سوى شهقة صدمة تلتها ضحكة عابثة مع حركة حاجبي تامر المتراقصة بتحدي قبل حمله لها رغم مقاومتها ليجلسها على الاريكة ثم تبعها بالجلوس بجانبها وقد قيد حركتها ليمنعها من الوقوف قائلا ( حسنا لنقم بتحدي بيننا .. ستقومين بالاختبار وان كانت النتيجة هي ما قلته فستفوزين وساقوم انا وقصي بترتيب المكان اما ان نجحتي فستقومين انتي بفعل هذا .. ما رايك ؟؟ )
رهان اعجبها خصوصا مع احساسها الكامل بالتعب .. ونظرة اخرى للمكان مدتها بالتشجيع الكامل لتقبل تحديه .. وبنبرة ساخرة غمغمت وهي ترفع اكتافها باستسلام ظاهري ( حسنا .. لما لا .. ساقوم بهذا الاختبار .. يكفيني ان اراك وانت تنظف المكان ليكون هذا ترضية كافية لي فانا واثقة بانك بعدها ستنقلب الى وحش على قصي )
كانت تعني وسواسه الخاص بالنظافة والترتيب .. والذي قلت حدته كثيرا مع زواجه لنسيم وانجابه لاياس وهذا درءا للمشاكل التي كانت تقع بينهما بسببه .. ولكن هذا لم يعني اختفاء نزعته الفردية للتنظيم بالكامل والتي في اغلب الاوقات تكون في اوجها وهذا ما مثل بحد ذاته عامل ضغط على نسيم .. فهي في غالب الاوقات تحاول تجنب الفوضى كي لا تثير غضب تامر وتزيد من معدل توتره .. حركة راسه الموافقة والتماعة الترقب بعينيه حمستها فرفعت الهاتف لتبدا بالاختبار ولكنها سمعته يقول وهو يمسك يدها بتحذير ( ولكن يجب ان تكوني صادقة باجاباتك ودون تحيز )
حينها رفعت كفها وهي ترمش بعينيها متصنعة البراءة ( اعدك )
كلمة نطقتها بطريقة اثارت الشك في نفس تامر الا انه اثر التصديق والسلامة وهو يحرك راسه بالموافقة مشيرا اليها لكي تبدا الاختبار .. وبصوت رتيب حازم قرات سؤالها الاول .. ( كيف تصفين زوجك ؟؟ وكم تعطينه نسبة في المائة )
جواب شردت في حروفه قليلا وقد انتوت في البدء ان تشاكسه باوصاف خيالية ولكن .. نزعة عناد مؤمنة تحركت بداخلها وفضولها يششتعل في تلك اللحظة لتعرف بشكل فعلي حقا .. ما هو تقيمها لحياتها .. وهذا ما جعلها تنظر اليه بتقيم وهي تجيب بخفوت ( رجل .. لطيف .. حلو المعشر .. ولكنه عنيد .. حنون .. ولكنه تهور .. منضبط .. ولكنه عصبي .. ممم يمكنني القول بان نسبة 75 بالمئة تكفيك او .. )
صمتت قليلا وهي تتراجع عن قولها بتردد خصوصا مع نظرة تامر المنصعقةوالتي تسببت برسم ابتسامتها العابثة على شفتيها وهي تصحح اجابتها ( كان من الممكن ان اعطيك نسبة 60 بالمئة ولكني تذكرت دعوتك الاخيرة لي على العشاء وتلك الازهار الحمراء التي اشتريتها لي و .. )
قاطعها عندها وهو يهمهم بغضب ( والتي نظرتي اليها بازدراء ووبختيني مطالبة اياي بالتعقل واستخدام المال الخاص بها في امر يفيد مستقبلنا و .. )
قاطعته هذه المرة بدورها بدفاع عاتب ( وهذا امر طبيعي فكلانا يعلم كم هي صعبة الحياة وكم توفير الاموال يعد من اعقد الامور .. وانت لا تزال تقوم بامور طفولية و .. )
رفع اصبعه بتحذير وهو يهس ( بل امور رومانسية .. امور احب ان اقوم بها مع زوجتي وانا انتظر منها مراعاة لعواطفي ولكن .. من سوء حظي ان زوجتي امراة عملية كلوح جليدي تكره المشاعر و .. )
قاطعته حينها بثورة وهي تشير الى صدرها ( هل انا كذلك يا تامر .. هل انا لوح ثلجي بالنسبة لك .. ثم عن اي رومانسية تتكلم .. هل نسيت مفاجأتك الاخيرة لي .. عندما استاجرت طائرة خاصة وجذبتني الى هناك بحجة فارغة وعندما دخلت الى الطائرة الفارغة والمظلمة اغلقت علي الباب وما هي الا ثواني حتى شعرت باقلاع الطائرة بي وقد اوحيت الي انني مختطفة وان الخاطفين سياخذوني الى مكان نائي ليستفيدو من اعضائي و .. )
قاطعها وهو يمسك بيدها التي كانت تلوحها امامه ويجذبها لتقترب بوجهها منه ( ولا تنكري بان المفاجاة في النهاية اعجبتك .. وبانك كافئتني بقبلة نارية وشكرتني من قلبك وقلتي لي بالحرف الواحد بانك لا تعلمين ماهو الخير الذي قمت به في حياتك لاكون انا زوجك وليهبك الله نعمة محبتي .. هل اصبح الامر الان مجرد عيب تستخدمينه كمثال على تهوري)
بحرقة وعيناها تتوهان بعيناه همست بحشرجة ( بالتاكيد كلا .. بالتاكيد عشقك لي جنة اتنعم بها .ز انا لم اقصد ما فهمته ولكني عنيت بانه في الكثير من الامور اشعر بانك تبذر الاموال لتحصل على لمحة رومانسية مني بينما انا في الاساس غارقة دون اي مجهود بعشقك وحتى الجنون يكفيك ان تقبلني لتعلم لاي درجة استسلم لك بين يديك وانا اذوب)
كلمتها النارية ابهجته فابتسم بعبث ويده ترتفع لتداعب وجنتها ( هل انت هكذا حقا .. اوه يا نسمتي الصغيرة .. وانا الذي اتعب نفسي واقوم بمجهودات جبارة لاحصل على الكلام الجميل منك .. والان تخبرينني بان الامر سهل وبان قبلة تكفيكي .. يالي من مقصر )
قالها بايحاء وهو ينحني نحوها ليسرق قبلة سريعة قاطعتها بثورة محرجة وهي تعتدل بمجلسها هامسة بحنق ( بالتاكيد لا اعلم كيف وصل الحوار كالمعتاد معك الى هذه النقطة المحرجة ولكن .. لن تنال الان مني وساتم الاختبار لكي اجبرك على ترتيب المكان .. ولكن لاكون منصفة معك فسامنحك درجة 85 بالمئة لانك بالفعل .. جيد جدا .. كزوج اقصد .. يعني .. اووف لقد اصبح تفكيري منحرفا بسببك انت الان)
كانت قد بدات بالتلعثم بسبب نظراته المستثارة والتي تعمد رمقها بها فاثر عليها وتسبب باحمرار وجنتيها وعينيها تهربان من عيناه الضاحكتين .. وبنبرة مستنفرة قرات السؤال الثاني ( ما هي اصعب المواقف التي مرت عليك اثناء زواجك وكم تعطين زوجك درجة في كيفية تعامله مع ذلك الموقف )
بسرعة بديهية اجابت وهي تنظر بامتنان نحو تامر ( اصعب موقف هو اول ليلة زوجية قضيناها سويا .. اما كم اعطيك من نسبة فبصراحة اعطيك مئة من مئة .. فلا اعتقد انه هناك رجل كان بامكانه علاجي واحتواء مخاوفي والاقتراب مني بشكل تدريجي كما فعلت انت في تلك الليلة .. وكما صبرت ايضا حتى وصلت الى مرادك بكامل ارادتي انا )
برقة محببة رفع تامر يده ليمررها على شعر نسيم وهو يذوب في تينك عينيها اللتان غامتا بذكريات تلك الليلة ( انا لم افعل شئيا خارقا .ز فما حدث كان اقل حقوقي نحوك )
اومأت براسها وشريط تلك الليلة يمر سريعا بمخيلتها .. ذلك الزفاف الذي قاما فيه بالخارج ولم يكن معهما اي شخص سوى نادر ورجل اخر يدعى سراج علمت انه اخ نسمة زوجة نادر .. والذي سهل عليهم بعض اجراءات الزواج بواسطة معارفه المهمين في المانيا .. حيث كان المكان الذي استقرت فيه مع تامر في بداية زواجهما عندما ابتعثته الشركة ليتم اخذ بعض الدورات التدريبية في صيانة بعض الطائرات الحديثة .. ذلك الثوب الابيض بسيط التفصيل الذي كنت ترتديه في ذلك اليوم والذي كان هدية من نسمة لها في مشاركة وجدانية منها لهم .. دعوة العشاء المميزة والمقدمة من قبل سراج كهدية للعروسين .. ورحلة السياحة الاسبوعية في ارجاء المانيا ومناطقها السياحية كهدية من نادر لهما بمناسبة هذ الزفاف .. امور ابهرتها وانستها معاناتها الحقيقية حتى اختلت في ذلك اليوم بتامر .. وبمجرد انفرادها معه بالحجرة بدا جسدها بالارتجاف وبدات بالهذيان بكلمات عشوائية وهي تحاول اختلاق اي عذر لتمنع اقتراب تامر منها وقد استبد الخوف بها بعدما تذكرت تلك المحاولات التحرشية التي تعرضت لها والتي عالجتها عند طبيبة نفسية بشكل جزئي ولكنها على ما يبدو لم تتخلص بالكامل من هاجس الخوف والرعب الذي يستبد بها في تلك اللحظات .. هاجس ربما غذته هي بعدما شعرت بلهفة تامر للاختلاء بها وبشغفه الجنوني لاتمام زفافهما وتلك الملاحظات الموحية التي كان يلقيها على مسامعها عما سيفعله ما ان تصبح ملكه بالكامل .. هاجس انقلب مئة وثمانون درجة ما ان رات تعامله اللطيف معها .. تعمده عدم الاقتراب منها .. مشاكساته لها وضحكاته معها واستفزازه لاعصابها .. ليلة قضياها وكانهما صديقين لا زوج وزوجته ... وبشكل تدريجي ومع نمو الحور بينهما بدات هي بالتحدث عن معاناتها في المصح ... ثم بدات باخباره عن طريقة تغلبها على ادمانها ومعالجتها النفسية من قبل مختصين .. كانت دموعها تنهمر وكانها لوحدها وتتكلم مع نفسها في حوار منفتح تلقي به كل همومها الى خارجها .. اما هو فقد احتواها بين ذراعيه وهو يقبل مقدمة راسها وباطن كفها .. دعم ومراعاة تطورت بشكل تدريجي الى احتواء بالنظرات تلاه لمساته الخفيفة التي سلبتها اي تفكير وهي تراه هو فقط امامها .. تراه كحقيقة لغت من خلالها كل الحقائق الاخرى .. قلبها الذي سلم له مفاتيحه خر صريع عشقه ونثر براعم السلام بداخلها .. لم تعلم كيف تمكن من فعل كل هذا فقط بنظراته التي ثبت فيها عينيها .. وكيف لم تشعر بالخوف بل بالانتماء والامان وهو يضمها اكثر واكثر بداخله .. وكيف في النهاية اتم زفافه منها بكل هدوء ورقة ودون ان يثير اي خوف او اشمئزاز بداخلها .. تجربة لغت كل تجاربها السابقة التي كرهت من خلالها الجنس الاخر وكرهت تقرباته منها .. فما مارسه تامر معها كان عبارة عن سمفونية عشق عزفها على جسدها معلنا ملكيته التامة عليها .. امور هو وحده القادر على فعلها معه وهو وحده القادر على اتمامها وبطريقته الخاصة ..طريقة لازال يتبعها معها الى الان فلا يقترب منها بشكل فجائي يخيفها انما يبدا دوما بطريقة استفزازية تغضبها ثم يتسلل بلمساته الناعمة اليها فينتزع جنون غضبها ليحول فتيل انفجار قنبلة عصبيتها الى فيضان عشقها الذي يعشق الغرق فيه والنهل من مياءه بظمأ دون ان يشبع .. ذكريات حاولت انتشال نفسها منها وهي تقرا السؤال الثالث بصوت مهتز ووعي تام بيد تامر التي بدات رحلتها الستكشافية لجسدها بطريقة خفية تثير بداخلها الغضب و .. شتى المشاعر الاخرى التي يقشعر لها كل خلية في جسدها النابض بغرامه ( هل تعتقدين ان حياتك قبل زواجك افضل ام بعدها .. وكم تمنحين هذه الحياة عندما تقارنينها بما كنت تحلمين به ؟ )
لم تتردد هذه المرة وهي تجيب بصدق ( امنحها مئة وخمسون بالمئة .. ففي كل احلامي السابقة التي عشتها برعب وخوف من مصطفى ومن اكتشافه لحقيقة هويتي لم اتخيل او احلم ان اتمكن يوما من العيش بطريقة طبيعية في كنف زوج يحبني لذاتي وان املك ولدين اعشقهما اكثر من خيالي كما ان عائلتي التي حرمت منها قد عوضني الله بدلا عنها بعائلة زوجي وبمحبتهم الكاملة لي ومعاملتي على انني ابنتهم الحقيقة .. اتعلم )
مطت نسيم شفتيها وهي تلقي هاتفها على الاريكة باسى ونظراتها تغرق في عيني تامر بعدما التفتت اليه ووضعت يديها حول رقبته مقربة وجهها منه قبل اتمامها بخيبة ضاحكة ولكنها قانعة وراضية ( اعتقد انه لا داعي لاتمامي للاختبار فالنتيجة واضحة .. لقد كسبت انت رهانك وبالتاكيد حياتي الزوجية بسببك وبفضلك انت وهذان العفريتين ابنائي تامة وكاملة .. لنستغل الوقت بشيء اكثر جمالا قبل ان استيقظ من غمامتي الوردية الرومانسية التي سببها غرقي بذكرياتنا القديمة )
وعضت على شفاهها بايحاء وقح وهي تغمزه بطريقة ضحك على اثرها تامر بعلو صوته وهو يهتف من بين ضحكاته ( ياللهول .. هل هذه نسيم حقا التي تطالبني بهذا .. اووف اووف يال نعيمي انا )
ولم يتاخر وهو يحملها بين ذراعيه في استجابة واضحة لنيته وقد اشتدت الحرارة بصوته وهو يهمس لها ( هل حقا تريدين مني هذا الان وفي وضح النهار وقصي واياس مستييقظان وكل هذه الفوضى من حولنا و .. )
مطت شفتيها بوقاحة اكبر واصبعها يتموضع على ثغر تامر لتصمته وهي تقاطعه ( لا تظهر نفسك بريء فانت من استثارني للتو بما تقوم به من مداعبات تعلم جيدا انها تفرقع صمام اماني الثلجي على حد قولك .ز ثم ان لفعلتي هذه ثمن فساجبرك انت وقصي على ترتيب المكان معي )
حينها سرق تامر قبلة سريعة من فمها وهو يومئ براسه موافقا قبل قوله بنبرة اجشة حاول السيطرة على ارتجافها قدر استطاعته وقدماه تاخذانه نحو حجرتهما ( قصي .. ابقى مختفيا مكانك فوالدتك ستقتلك ان راتك قبل نصف ساعة من الان .. و .. اياس .. اعتقد ان علبة المحارم الموجودة في حجرة الضيوف تحتاج الى بعثرة فما رايك ان تمسك بها ما ان تنهي تلك العلبة التي بيدك )
وانهى كلامه بهمسة متاججة لها وقد لاحظ صدمتها من اوامره العبثية لابنائه ( هيا الان .. لن يبعثرو المكان اكثر مما هو مبعثر فلا تقلقي .. ولنستغل الوقت كما قلتي للتو )
ولم ينتظر اجابتها وقد احتوى معارضتها مرة اخرى بزلزال عواطفه المشتاقة دوما لها .. زلزال استقبلته نسيم عن طيب خاطر وان اظهرت اعتراض تمثيلي ارادت من خلاله فرض دلالها المعتاد على تامر .. والذي من خلاله دوما ما تشعر بحجم عشقه المتجدد لها .. فهي دوما ما تعيش هاجس خوفها من شعوره بالندم لانه تزوجها هي بكل مشاكلها وعيوبها .. ودوما ما تشعر بالخوف من احساسه بالملل من جمودها الفطري والذي تحاول التغلب عليه قدر استطاعتها .. ولكنها بالمقابل دوما ما تشعر بتقبله التام لها .. وبتعامله وتكيفه مع كل عوائقها التي تفرضها .. وبتصرفه بشكل تبعي وردت فعل تناسب حجم مخاوفها .. فلم تسمع منه يوما عتاب على ماضيها .. ولم يذكر امامها ابدا اي امر يتعلق بمصطفى او بتخليها عن ميراثها مهما كانت صعوباتهما المادية التي قد مرا فيها في بعض الاوقات .. وعندما انجبت اياس لم تشعر ابدا بان قصي ليس ابنه او بان محبته لاياس تفوق محبته لقصي بل العكس .. فلقد تضاعفت محبة قصي في قلبه واصبح كشريك ثاني له وكلاهما يتفقان عليها ويتفننان في ابراز مشاكساتهما لها .. تفاصيل دقيقة مرت فيها بالكثير من لحظات التامل لما تحولت اليه حياتها بعدما دخل فيها تامر .. تفاصيل مثلت ايقونة عشقها المتزايد نحوه خصوصا مع مقدرته المتناقضة على احتوائها وبنفس الوقت استفزازها لتقدم افضل ما لديها .. فدوما معه امنت انها قادرة على فعل المستحيل وعلى الحلم .. لقد اتمت تعليمها وعملت بوظيفة وتزوجت وانجبت .. امور تعد من ابسط حقوقها الا انها حرمت منها لفترة ثم اصبحت تعتبرها من المستحيلات لتتحول الى وقائع تعيشها بفضل معونته لها .. كل هذا كان كالمداد الذي مكنها ايضا من تقبله بكل عيوبه .. من تحمل تهوره ولسانه الحاد الوقح .. من بحثه عن المثالية في بعض الامور المغيظة كترتيب سفرة الطعام التي يثور ان لم تقدمها كما يحب هو .. من ميله الرومانسي وطلباته الملحة في اصعب واكثر الاوقات تعبا لها وبعد يوم شاق تكون فيه قد انهكت في دوامها العملي وبعدها في العناية بالمنزل والطعام وابنائها .. حتى انها قامت بتعلم الرقص من اجله بل وبشراء بدلة للرقص فقط لترضي ميوله المجنونة وطلباته العفوية المضحكة لتكون هذه هي هديتها له في احد اعياد ميلاده بعدما سمعته يتمناها بشكل ضاحك في احد الايام عندما طلب منها ان ترقص له وهي اخبرته انها لا تعلم حقا كيف ترقص .. دقائق ولحظات وثواني وايام تمر بينهما سجالا وبمناقشات وشجارات حامية الوطيس تارة ولينة العريكة تارات اخرى .. حياة عاشت فيها بحلوها ومرها معه هو فقط كنصف اخر لروحها وكتوام متناقض لها ومتم لكل نواقصها .. كالين .. واليان .
* الين واليان لعبة صينية من قطعتين سوداء وبيضاء تتشكلان بشكل متماوج وتتمان بعضهما في اشارة على العلاقة المتناقضة التي تتم بعضها بعضا*


// (( ياللهي شو بتنحبي .. بخلص وما بيخلص حبي .. وراكي لاخر دربي .. لاخر دربي وراكي .. عيني غيرك ما بيعبي .. بيكفيني انك جمبي .. بتحداكي متلي تحبي .. متلي تحبي بتحداكي ... وماحلاكي انا محلاكي .. عمري وروحي فداكي .. لولاكي انا لولاكي .. والله كنت بجن بموت )) //
( دوما ما تمنحنا الحياة فرصة اخرى من خلال ابتلائاتها لنحقق كل احلامنا .. وفي وسط مشاكلنا نجد انفسنا امام خيارين .. فاما ان نستغل هذا الابتلاء وننجح او ان نفشل ونخسر كل شيء )

أسيــــــــــــــل


المصدر - مقالة كتبت بواسطة : ساجد بن متعب العبدلي
بتاريخ – 28 ديسمبر 2011
(أكون أو لا أكون، هذا هو السؤال ). هكذا بدأت واحدة من أشهر عبارات المناجاة في دنيا الأدب العالمي، كتبها الكاتب والشاعر الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير منذ أكثر من 400 عام مضت، وأجراها على لسان شخصية من أكثر شخصياته إبهاراً وروعة. شخصية هاملت، أمير الدنمارك، في المسرحية التي حملت اسمه.
هذه العبارة التي جرت إلى يومنا هذا على ألسنة الآلاف ممن لا يعرفون، وربما لن يعرفوا أبداً، مصدرها، جاءت في الأصل على لسان هاملت، عندما كان يرزح تحت وطأة ما إذا كان من الأفضل له أن يعيش مثقلاً بعبء التزامه بالانتقام لوالده الذي قتله أخوه كلوديوس، أو الانتحار وإنهاء حياته بقتل نفسه!
من حسن حظ الأدب وعشاقه، أن هاملت لم يتخذ قراره في الموضوع، واستمرت المسرحية على مدى فصلين آخرين بعد مواجهته لهذا المفترق العسير. وعلى الرغم من أن شخصية هاملت كانت على قدر بالغ من الذكاء والحكمة، الا أن شكسبير جعلها أيضاً على درجة عالية من عدم القدرة على اتخاذ القرار وحسم الأمور، فجمع فيها بين أمرين يسيران في اتجاهين متعاكسين تماماً. وكان هاملت يرى السلبيات والايجابيات في كلا الخيارين، لكنه لم يستطع أن يحسم أمره فيختار!
أعتقد بأن في الكثير منا يقبع هاملت خاص بهم بصورة من الصور، وبشكل من الأشكال، وحتى أستبق أفكاركم، سأقول إنني لا أعني أن في الكثير منا شخصاً يرغب في الانتقام أو الانتحار، وإنما أقصد أن فينا شخصاً يواجه اتخاذ القرارات الحاسمة بشكل متكرر وربما بشكل يومي، ويتمكن كثيراً من رؤية الحكمة كلها في كل الخيارات المتاحة، ويتمكن كثيراً كذلك من رؤية كل المثالب والسلبيات أيضاً، لكنه في النهاية يستمر بلا قدرة على الاختيار والحسم باتخاذ القرار .
المفارقة التي قد لا تتبين للغالبية منا هي أن عدم القدرة على اتخاذ القرار هي قرار بحد ذاته، نعم، فمن لا يتخذ قراراً يكون قد قرر بشكل تلقائي ألاّ يتخذ قراراً. وقرر بلا وعي أو إدراك ربما، أن يترك الأمور تجري على عواهنها. وقرر أن يترك الأمور للتصاريف وتحكم العوامل الخارجية لتلعب بها كيف تشاء!
والبعض منا كذلك يسيئون تفسير مقولة «الخيرة في ما اختاره الله»، ويعتقدون بأن ترك الأمور تجري من دون تدخل منهم، هو ترك لها بيد الله، وأنه عز وجل سيختار الأصلح والأفضل لهم، وهذا، في تصوري، فهم مضحك للأمور، بل «لخبطة» اعتقادية كبيرة!
نعم، إن الله عز وجل يختار الأصلح دائماً للمؤمن، وأن في كل أمر يجري على المؤمن، هنالك خير، وإن لم يكن ظاهراً أو لم يكن عاجلاً. لكن هذا الخير يحتاج في نهاية المطاف أن يتخذ المرء قراره ويعمل بمقتضى هذا القرار ليتحمل توابعه، فالسماء لا تمطر ذهباً، والخيرات لا تنبت في قارعة الطريق ....... (لم ينتهي المقال ) .

توقفت اسيل عن القراءة وهي تشرد ببصرها نحو سقف حجرة نومها وعقلها يحلل تلك الكلمات التي شعرت بانها تمثل ملخصا لكل ما مرت به الى تلك اللحظة .. وبهمهمة ذاتية عضت على شفاهها ( هنا تكمن المشكلة .. خوفي الدائم من اتخاذ القرار.. و )
قاطع مناجاتها الفكرية صوت ادهم في تلك اللحظة وهو يتساءل ( هل تتحدثين معي يا اسيل )
نظرت اسيل الى جهة السرير الاخرى حيث يستلقي ادهم قبل هزها لراسها بالنفي وهي تغمغم ( كلا .. كنت فقط اقرا مقالة عن عبارة ان اكو ناو لا اكون .. وقد انتبهت اثناء قراءتي بان مشكلتي الاساسية تكمن في حيرتي الدائمة في اتخاذ القرارات )
اعتدل ادهم بمجلسه ليستند بظهره على ظهر السرير وهو ينظر اليها عاقدا لحاجبيه بتفكر ( اتقصدين ان خوفك الدائم من الخطأ يؤخر اتخاذك للقرار ثم .. تتهورين مرة واحدة في حسم الامر واعتناق الخيار الاقرب اليك )
مطت اسيل شفاهها وهي تغمغم بضيق بسيط وبشكل مسترسل ( يمكنك تلخيص الامر بهذه الطريقة .. فلقد وضعت دوما في مفترق طرق .. عندما كنت في السابعة عشر خيروني الاطباء بين االاستئصال التام للرحم وما يتبعه من نقص كامل في هرمونات الانوثة او الاستئصال الجزئي مع معاناتي فيما بعد من الخوف من رجوع المرض .. فاخترت الخيار الثاني لخوفي من الخيار الاول ولكن .. ظللت دوما اراجع نفسي واحاسبها وانا افكر .. هل كان علي اختيار الخيار الاول من البدء .. ثم بعدما دخلت الجامعة وتعرفت عليك وضعت امام خيارين .. فاما ان اخبرك بحقيقة مرضي واحتمل شكي بشفقتك علي او تركك لي .. ا وان اختار ان ارفض حبك دون ابداء أي سبب مقنع .. ولقد اخترت الخيار الثاني ولكني دوما ما اتساءل .. ماذا لو اخترت الخيار الاول .. ثم بعدها رايتك مرة اخرى وعرضت علي الزواج .. فوقعت للمرة الثالثة في مفترق الطرق .. هل اخبرك بمرضي او اصر على اختيار الطريق الاولى لي بالاهتمام بنجاح المهني .. وعندما حاولت امساك العصا من المنتصف وقبلت الزواج منك دون ان اتخلى عن عملي وقعت في تشوش تسبب في مصيبة كادت ان تودي بحياة ايهم .. وبعدها كان عودة المرض لي فوقعت في خيار اخبارك او الاخفاء عنك .. فاخترت الاخفاء ولكن هذا جرحك اكثر وجرحني ايضا لاني لم اجدك بجانبي اثناء مصيبتي ومرضي و .. )
لم تتم كلامها عندما قاطعها ادهم ببطء حذر ( مالذي يعنيه تلخيصك للامور بهذه الطريقة .. هل يوجد قرار عليك اختياره يا اسيل )
صمتت اسيل للحظة وهي تخفض عينيها وتثبتهما على يديها قبل تجرؤها بالقول ( لقد عرض علي الاستاذ مدحت الصاوي ان يبتعثني لعام الى الخارج كي اتدرب على تقنيات حديثة في الادارة الصحفية وبهذه الطريقة يمكنني التطوير من نفسي ومن ادارتي للقناة .. ولكن )
وصمتت امام تجهم ملامح ادهم وسؤاله الغير منطوق والذي اجابت عليه بسرعة وهي تهز راسها بالرفض ( انا لم اتخذ أي قرار ولم اخفي عنك أي شيء وليس في نيتي ان افعل .. كل ما هنالك انني كنت احاول دراسة الامر بعقلي لاعلم ان كان يستحق ان افاتحك ب هاو ان ارفض الامر بجملته )
بنبرة حملت الهدوء والغموض تساءل ادهم ( والى ماذا توصلتي بتفكيرك .. هل تجدين الامر يستحق ما سيتبعه من نتائج )
ازدردت اسيل لعابها وهي تحاول موازنة قراراتها قبل قولها ببطء ( حسنا .. انا فقط اتناقش معك الان ولست افرض عليك أي من ارائي .. ببساطة .. اية وايهم قد وصلا الى عمر يمكنهما من الاعتماد الكامل على نفسيهما .. اما ياسمين فيمكنني ان اخذها معي لانها لا تزال صغيرة ولا يمكنني تركها ابدا .. وبالنسبة اليك فانا اعلم انك في وضع حرج وقد بدات بتطوير سلسلة برامجك الثقافية وهذا يمنعك من المغادرة معي ولكن .. بما ان مدة الدورة لا تتعدى الستة اشهر .. ومسافة السفر بين البلدين في الطائرة هي ثلاث ساعات ونصف ووسائل الاتصال المرئية على شبكة الانترنت تمكننا من الاتصال ببعضنا في أي وقت .. يعني ما اقصده انني ان اخترت الذهاب فهذا لن يشكل اامرا جللا او مصيبة كارثية .. اليس كذلك )
صمت ادهم لبضع دقائق وعيناه تشردان في سقف الحجرة قبل التفافه نحو اسيل وهو يسالها بحذر ( هل تعدين ما ستكسبينه من علم في هذه الدورة امرا ضروريا بالنسبة اليك ويكافئ قرار تاثيرك على استقرار عائلتك وافتراقها لمدة ستو اشهر )
كلماته زادت من توتر اسيل وهي تشعر بالتردد وقرارها للتراجع اقرب من قرارها للاقدام .. وبحيرة همست ( اجل الثمن باهظ .. يكفي انني سافترق عنك وعن ابنائي كل هذه المدة وانا التي لا استطيع الافتراق عنكم ليوم واحد ولكن .. في نفس الوقت افكر بانني قد اندم ان لم احاول تطوير نفسي ومهاراتي الادارية فهناك الكثير من الامور التي لازلت اجد صعوبة في التعامل معها وتمثل بالنسبة لي الكثير من العوائق اثناء ممارستي لعملي .. ما اقصده باني اشعر ان هذه الدورة ستنفعني كثيرا ولكني غير قادرة على تحديد مدى نفعها او اهميتها مقارنة بما ساقدمه في المقابل ان نويت الخوض فيها )
تنهد ادهم بعمق قبل اغماضه لعينيه للحظات وعقله يسافر بعدة احتماليات ونتائج قبل همسه بتلكؤ ( اذن .. لتقومي بها .. فالثمن الذي تتكلمين عنه محتمل في مقابل شعورك الكامل بالرضا على نفسك وعدم ندمك في المستقبل ان واجهتي مشكلة ولم تستطيعي التعامل معها )*
بلهفة سعيدة لم تتمكن من حجمها هتفت اسيل ( هل حقا توافق على هذا .. ياللهي لقد كنت خائفة من معارضتك او من اتهامك لي بانني انانية واقامر باستقرار اسرتي لتنفيذ امجادي الشخصية )
ابتسم ادهم بعتاب وهو يجذب اسيل ليضع راسها على قدميه ويده تداعب خصلات شعرها النارية ( لا انكر ان الامر غاية في الصعوبة ولكن .. من المستحيل ان اقف الان في وجه أي من طموحاتك لتطوير ذاتك .. فلكي تسعدي من حولك يجب عليكي انتي ان تكوني سعيدة ولكي تصل عائلتك للقناعة والرضا فمن المفترض ان ينبع هذا الاحساس منك في البدء .. ثم انني لن اتركك طويلا .. ففي كل شهر ساطالبك بزيارة لنا او ساقوم انا بزيارتك وهكذا .. يمكننا ان نروي عطشنا المتجدد لبعضنا )
انهى كلامه بشكل فجائي امام انتفاضتها السريعة وهجومها عليه لتحتضنه بقوة وهي تهمس بثورة شغوفة ( احبك احبك احبك احححبببك كثثثيييررراااا جدا )
ضمها ادهم الى صدره وهو يهمس لها بتاثر ( وانا احبك كثيرا ايضا يا اسيل .. ولكن .. براي ا نايهم واية سيعترضان قليلا على فراق ياسمين )
ابعدت اسيل نفسها عنه ببطء وهي تغمغم ( اجل .. معك حق .. فهما يعشقانها كثيرا .. اية تتعامل معها وكانها ابنتها .. وايهم يحيط بها وكانه حارسها الشخصي .. قبل يومين تشاجر مع عماد لانه تجرا وداعبها دون ان يخبره عن الامر )
بشرود تمتم ادهم ويده تنقبض بتلقائية ودون ارادته على كف اسيل ( عماد .. اجل ايهم يتضايق من محبة ياسمين المضاعفة له .. هذا دون ذكر ... انسي الامر )
بفضول ملح تساءلت اسيل ( مالذي علي ان انساه .. هل انت خائف من امر ما )
تنهيدة قلقة خرجت من صدر ادهم قبل التفافه نحو اسيل وهو يرسم على ثغره ابتسامة لطيفة ( لا تقلقي هو مجرد حدس نفسي خائب واعتقد انه خاطئ .. يمكنك اعتبار الامر مجرد قلق والد مبالغ به )
كانت اسيل ترغب بمتابعة الحوار لتعلم تحديدا مالذي يعنيه ولكن .. لقد اصبحت على دراية كافية بطبيعة ادهم وعدم قبوله على قول ما لا يريده ولو وقف كل العالم فوق راسه فاثرت الصمت وقد احتفظت في ذاكرتها بفحوى هذا الحوار لتراجع ادهم به في وقت لاحق .. وبصوت حاولت جعله بسيطا ولطيفا اكثر هتفت ( حسنا .. انا لن اذهب قبل ان اقنع ايهم واية بموضوع سفري فهذا من حقهم فكلاهما عضو مهم في العائلة )
ابتسم ادهم وهو يهز راسه موافقا ولكن تفكيره كان يتجه نحو منعطف اخر .. عماد .. ذلك الشاب الصغير والكبير في نفس الوقت .. ذلك الشاب المراهق الذي راى بعينيه محبته لاية وان حاول هو اخفاءها .. وراى انعكاس هذه المحبة بعيني ابنته .. وحتى هذه النقطة لا يوجد أي خلاف بالنسبة اليه ولكن .. لهفة اخرى ومحبة طفولية اخرى قاطعت هذه الصورة الجميلة .. لهفة ابنته ياسمين وتعلقها الجنوني بعماد .. وكانه هو وحده عائلتها وليس هم .. افكار وافكار تمنى من الله ان تكون خاطئة ولكن هذا لم يمنعه من اختزالها في جزء جانبي بعقله وعدم التصرف على وفقها ريثما يتاكد من هذا الامر في المستقبل .. فلا ضير من بعض التسامح طالما ان الفتاتان الى الان تعدان طفلتين ومشاعر عماد قد لا تكون اكيده فهو في عمر تثور فيه هرموناته الذكورية مما قد يجعل الحكم في مسائل الحب بالنسبة اليه ضربا من ضروب التجربة والفكاهة .. لمسة على جبينه من يد اسيل اعلمته انه قد عقد حاجبيه دون قصد فابتسم مزيلا انعكاسة قلقه على ملامحه وهو يهمس لها ( انا اسف .. فقط كنت افكر في ترتيبات سفرك التي علينا اجراءها لكي نتمكن من دراسة هذا القرار بشكل تفصيلي )
حركت راسها موافقة قبل ان تحشره بتجويف عنقه وهي تحركه بمداعبة كالقطة وبشكل استثار ادهم الذي جذبها معدلا وضعها وهو ينحني نحوها ليقبلها ولكن .. همستها التالية اوقفته للحظة .. ( لا تقلق .. فمهما كان البلاء فسنواجه سويا وسنحله وسيكون الامر باذن الله خيرا لنا .. فما تكون الابتلاءات سوى فرصة ثانية من الله لنا لنقيم حياتنا ونعدلها .. اليس كذلك )
شعور تاكيدي نبع بداخله وعيناها تناجيانه من انها بقرارة نفسها تعلم جيدا ما يقلقه ولكنها في نفس الوقت تتفاءل خيرا بالمستقبل .. تناقض تعلمته منه ليتعلمه الان منها .. فهو من طلب منها ان تواجه المستقبل دون خوف .. وهذا ما يجب عليه فعله فاتخاذه لاي خطوة احترازية و تحذيرية قد يقلب الطاولة عليه وينشئ مشكلة قد لا تكون واردة .. فاية ابنته الكبرى وفلذة كبده .. وياسمين ابنته الصغرى وفلذة كبده .. ولا ضير من المشاهدة من بعد دون أي تحرك في الوقت الحالي .. فاخطاء المرء وسقطاته هي خير معلم له .. وقصته هو واسيل خير برهان على كلامه معها .. بحركة موافقة هز راسه وهو يبتسم برقة هامسا لها ( على فكرة .. ساجعلك تدفعين ثمن موافقتي مضاعفا منذ هذه اللحظة .. فعلي ان اعوض غيابك بدورة تكثيفية امارسها معك هنا .. فما رايك )
ارتفعت ابتسامة اسيل العابثة كجواب كتمه هو بفمه مقبلا اياها وروحه تندمج معها بعشق ابدي .. وبنفس الغرام بادلته احاسيسه وهي تفكر بدورها بذلك القرار الذي قد ساعدها ادهم على اختياره .. قرار سيحتاج منها لمجهود كبير كي تثبت نجاعته وتستفيد من كل لحظة في هذه الدورة لكي يكون هذا ثمن عادل لما ستعانيه من اثر الفراق .. ولكن كما قال ادهم .. فالامر بينهما الان مبنيا على التوافق والتفاهم والتضحية المتبادلة .. نضوج اصبح يلازمها في اتخاذ قراراتها وتريث اصبح يتخذه في التعامل معها .. مناقشات دائمة تخلق حورات متتالية بينهما تزيد من جسور ترابطهما خصوصا مع وجود كل تلك العوامل المشتركة التي تجمعهما .. امور لا تعلم كيف تغاضوا عنها اثناء اندلاع تلك المشاكل السابقة بينهما وكيف تناسياها واستبدلاها بخيار الصمت وعدم الثقة .. امور تقتل أي علاقة كما تنشئ الكثير من الحواجز فيها .. الروتين اليومي وعدم وجود لغة حوار بين الزوجين ايضا امور تقتل أي محبة وعلاقة .. امور حاولت تلافيها هي وهو وكلاهما يصران على مناقشة كل تفاصيل حياتهما ومواجهة ادق اللحظات سويا وكأنهما كيان واحد .. خيار قد يرفضه البعض بحجة تكوين شخصية مستقلة لكلا الزوجين ولكنها لم تجد أي امتهان لنفسها وهي تنصهر في بوتقة تفكير ادهم وتندمج معه وتستشيره بل على العكس وجدت فيه بوصلية امان توقف تهور قراراتها الذي كانت تعاني منه في السابق .. والان .. وهي تنظر الى عيناه ... اصبحت تفهم كل ما يخفيه عنها حتى وان لم يقله .. وتدرك ان سبب تجاهله للحديث عما يداعب مخيلته هو امر منطقي طالما انه يمس أبناءه ويعتمد على مجرد حدس لحظي .. فالحب امر بديهي ولا يظهر بهذه السن المبكرة في اغلب الاوقات .. وعماد لازال مراهقا كما ان اية وياسمين لا تزالان جاهلتين للمعنى الحقيقي للحب .. ولكن .. هذا ايضا لا يعني ان تتجاهل الامر بالكامل بل بدورها ستراقب وتترقب مثل ادهم وستحاول توجيه الامور الى مسارها الصحيح كي لا تتفاقم .. خطط مستقبلية ترسمها بمخيلتها لحياة كاملة ستعيشها يد بيد مع ادهم ومحبة واثقة و ايمان عميق بالاخر وصبر تام على المصاعب سيمكنها من الصمود والاستمرار معه حتى يؤديا مهمتهما بالكامل بعون من الله وبتوفيقه .




// (( انت .. انت اللي اخترتك من هالدنيا كلها انت .. وقبلتها كرمالك وحدك قسوة كل الدنيا قبلتها .. وعشقتها لانك انت فيها بمرها وحلوها عشقتها .. عشقتها كرمالك انت .. فيك دمعة مزروعة .. فيك .. ضحكة وممنوعة علي .. فيك حبك عم يوعى فيك ....صرخة موجوعة صرختها وسميتها انت .. انت .. لو مهما اقوى بتبقى نقطة ضعفي انت .. واحلمتها احلامي الجاية كلها انت فيها حلمتها .. وانطرتك بعتمات الليل وناطر طلة صبح انتظرتها .. انطرتها تاشوفك انت فيك دمعة مزروعة .. فيك .. ضحكة وممنوعة علي .. فيك حبك عم يوعى فيك ....صرخة موجوعة صرختها وسميتها انت..))//
(
ان تبدأ اي شيء في حياتك بشكل خاطئ يعني ان تحكم عليه بالفشل فاساس الامور هو ما يحدد نصابها وقوتها .. ولكن هذا لا يعني ان تياس .. انما يعني ان تجد الطريق الصحيح الذي سيمكنك من تقويم ذلك الخطأ والبدء مرة اخرى ولكن هذه المرة بطريق من نور )
عــــــــــــــــــــــــ ـــــلا

من اصعب الامور ان تجد نفسك عند نقطة الصفر وانت لا تملك اي شيء يعينك على الاستمرار ..وحتى قوتك قد نفذت ولم يعد جسدك يحتمل اي صدمات اخرى .. ولكن .. من نعمة الله علينا انه يمنحنا تلك الانفراجة من الامل .. كطاقة ضوء تنير عتمة نفوسنا المكتئبة .. بالنسبة لي كانت هذه الانفراجة هي .. فقداني للذاكرة . ذلك الابتلاء الذي ظننته مصيبة فوجدته كنز عظيم اعانني على ايجاد نفسي التي فقدتها طويلا جدا جدا .. فقدتها منذ اليوم الذي وافقت فيه على الزواج من اياد وصدقت قصة حبه السخيفة لي لافاجأ بعدها بكمية الحقارة التي كان يحملها بداخله .. فمنذ ذلك اليوم وهو يهدم بنفسي وشخصيتي وثقتي حتى غدوت من الداخل اكثر تشوها منه .. ولكن .. عندما ذهبت تلك اللحظات المخزية من حياتي وجدت نفسي وكانني قد عدت لتلك العلا الشابة النشيطة التي لا تملك اي هم وترى الدنيا بمنظارها الوردي .. علا التي لا تزال تؤمن بالخير بداخلها ولا يزال قلبها الاحمق يصدق قصص الحب الاسطورية التي سمعت عنها .. الا انني في هذه المرة كنت احمل شيئا مختلفا .. كنت احمل عشق وشغف رجل يهز اعتى الجبال بهيبته .. ويرتجف قلبي فقط من مجرد رؤيته .. حتى وانا لا اذكره .. ولكني اصدقه .. مع كل انتفاضة قلب اصدقه .. مع كل ارتعاشة جسد اصدقه .. مع تلك الحرقة التي تذوقت طعمها عندما تركني اصدقه .. مع قصة حبه الدموية التي رواها لي . اصدقه .. ولاني اصدقه فلقد قررت ان استعيده .. ليس بتلك العلا الضعيفة المشوشة التي استسلمت للفراق وابتعدت عنه .. ولكن بعلا الجديدة التي تصدق بانها قادرة على تحقيق المستحيل .. قادرة على اكتساب حب ذلك الرجل مرة اخرى واخرى واخرى .. قادرة على جعله يحبها بشخصها الجديد .. وليس بذكرياتها التي اختفت .. وبالتاكيد .. كان اكتساب عشقه صعبا جدا .. ولكنه لم يكن مستحيلا ... وقد عتمدت فيه على ثلاثة امور جوهرية .. استنبطها من خلال قصته التي رواها لي ومن خلال تعامله معي او عن طريق الصدفة .
ابتدا كل شيء من نهاية قصتنا الماساوية . ابتدا عندما استعدت عزمي وذهبت بنفسي الى الشركة بحجة متابعة العمل .. حجة اخترعتها ولكني هذه المرة حصنتها بكرامتي .. فبحدسي وثقت .. بان مثل هذا الرجل يعشق التحدي .. ويعشق المراة الضعيفة .. ولا يحب الاستسلام .. ولذلك هو افترق عني في السابق . لاني استسلمت .. وهكذا .. قررت ان اكون تلك المهرة العنيدة التي سيستمتع هو وهو يحاول فرض شروطه عليها ليرضخها .. وهناك رايته .. وببرود استعنت به بتقليدي له هو شخصيا اخبرته باني فقط اريد ان اتعلم منه اصول العمل وباني لا اريد ان اثقل عليه .. نظرته الساخرة كادت ان تخدعني ولكن .. ارتعاشة يده اعلمتني .. باني قد جرحته .. فمظهري كان كقناع فولاذ لم يظهر هشاشتي وتاثري الداخلي به .. وهذا على ما يبدو امر لم يعتده مني .. ترى هل حقا كان ينتظر مني الانهيار عند قدميه ؟ .. ام هل صدق باني لم اكن متاثرة بطلاقي منه ؟.. ربما اعتقد ان عدم تذكري له سيعني بالتبعية عدم احساسي بالالم لفراقه وبالتالي فان تاثري ووعدي السابق كان مجرد اهتزازة لحظية من تاثير ما رواه وتغلبت عليها بشكل فوري ؟ .. اسئلة وجهتها لنفسي كثيرا ولكني في النهاية .. لم اعلم اجابتها .. لذا استمريت بنيتي .. ان استفزه لاخر رمق ..
كان عاملي الاول في التاثير عليه هو .. غيرته الشديدة علي .. لازلت اذكر غضبه عندما ارتديت ثوب يصل الى اعلى ركبتي وتظهر منه ذراعي اما عن فتحة عنقه فقد كانت سخية بما تظهره منه ومن مقدمة صدري .. تلك النيران التي احرقتني بنظراته ما ان راني اسعدتني .. قبضة يده التملكية التي امسك بها ذراعي وهو يجرني خلفه حتى وصلنا الى مكتبه حيث اختلى بي واغلق الباب علينا وهو يصرخ بوجهي ( انت .. كيف تجرؤين على ارتداء مثل هذه الملابس هنا .. وامام الجميع .. هل جننتي )
اخفيت ابتسامتي لنجاح خطتي التي لعبت فيها بنيرانه مغامرة بخطر غضبه العاصف .. وبابتسامة متحدية مستفزة اجبته وانا اشير الى ثوبي ( ما به ثوبي .. انه جميل جدا .. اليس كذلك .. عفوا .. لم انت معترض عليه )
كنت كمن اسعر الجحيم بوقود كلماتي .. وبصوت هدر في اذني امسك بذراعي وهو يهزني كدمية بمهب الريح ( لما انا معترررض ؟؟ هل تسمعين حقا الكلام الذي يخرج من فمك .. الا ترين نفسك وانتي تبدين كعاهرة )
كلمة جرحتني بعمق ومع ذلك .. لم اظهر له اي من مشاعري وانا اجيبه باستخفاف وقد بدات بجذب يدي من بين يديه ( وحتى وان بدوت كعاهرة .. فلما انت متضايق .. من انت لي تحديدا ليهمك مظهري الي اظهر به )
رفع اصبعه يحذرني بنبرته المخيفة ( لا تلعبي معي هذه الالعاب يا علا والا .. لن تحمدي عاقبة ونتائج افعالك )
تهديد رجني حقا خصوصا مع نظرته القاتلة .. اوليس هو رجل قد قتل زوجته من شدة غيرته وظنه الخاطئ لها بالخيانة .. اذن ليكن له ما يريد وليرني كيف بامكانه فرض رايه علي .. بهذه الحجج بررت لنفسي ونفضت عنفواني وانا اجيبه بتحدي ( نتائج افعالي عانيت منها وانتهت .. والان .. كل منا يخط طريقه الجديدة بعيدا عن الاخر .. لذا .. من الافضل لك ولمصلحة عقلك ان تفرض على نفسك سيطرة تخرجني بها من حياتك .. كما اخرجت كلمة الطلاق من فمك بكل سهولة )
صدمته بقوتي ترجمها من خلال ضحكته الهازئة التي علت حتى جرحت حلقه فخرج صوته اجشا وهو يشير الى صدره ( هل تتحديني يا علا .. هل تظنين انك بهذه لطريقة السخيفة ستنفذين وعدك لي بارجاعي راكعا عند قدميك .. هذا بعدا عنك وعن انفك )
اجل .. انه يخطو حقا بخطواته نحو فخي انا .. انه ينفذ كل ما رايته بعيني وانا اخطط لهذا .. لا اعلم كيف كنت افهمه لهذه الدرجة ولكن .. ردات فعله المشابهة لما تخيلته زادتني قوة وانا ارفع كتفي امامه مغمغمة ( وعد نسيته ما ان خرجت انت بصراحة انت لم تعد تهمني .. فعندما استعدت كلامك عن قصة حبنا ادركت صحة ما فعلته معي .. فانا كعلا الجديدة التي لا تذكر شيئا ولا تشعر باي احاسيس نحوك لاني ببساطة نسيتك قادرة على البدء من جديد .. مع شخص اقل تعقيدا وظلاما منك .. شخص يحبني ولا يستطيع العيش من دوني .. شخص يراني على حقيقتي .. كما راني في احد الايام ع .. )
ولم اتم الاسم مع هجومه الساحق على شفتي بقبلة عقابية مهلكة تذوقت من خلالها طعم دمائي .. قاومته ولكني استسلمت له في النهاية تحت وطاة احاسيس اشعرها معه فقط .. احاسيس تتملكني فيسلم من خلالها جسدي كل مفاتيح ثورته له هو ليسيطر عليه .. ولكنه .ز ما ان شعر بتوقف مقاومتي وانسجامي وانصهاري ببوتقة نيران عواطفه حتى جذبني مبعدا نفسه عني .. وبوحشيته التي لا تنتهي بدات يداه بتمزيق ثوبي باهانة شنجنتي فلم اتمكن من التحرك تحت نيران يديه اللاسعتين كسياط الجحيم .. وبجنون استولى عليه همس لي باذني وهو يضمني ليستر جسدي بجسده من اي عين قد تراه حتى لو كانت عيني ( هذا عقابك ان حاولتي يوما التطاول على مشاعري .. هذا عقابك ان اظهرت نفسك لاي رجل وارتديتي مثل هذه الثياب السخيفة .. هذا عقابك ان ذكر على لسانك اسم رجل اخر .. هذا عقابك لاني احببتك يوما فلا يمكنك ان تنسيني وتستمري بحياتك ريثما اتمكن انا فقط من نسيانك .. هل فهمتي )
وبنفس الوحشية ابعدني عنه ولكن ليس قبل شعوري بتاثره الحسي بي كرجل يذوب شوقا لامراة يعشقها .. والتفت عني هاربا وهو يتحجج بقوله ( ابقي هنا واقفلي الباب خلفي بالمفتاح .. ساجلب لك ملابس جديدة الان .. واعلمي ان اي ملابس اخرى سترتديها من هذا النوع سيكون مصيرها مشابها .. هل فهمتي )
لا انكر .. بان ما فعله اغاظني .. ولكن .. لهفته واحتراقه وتاثره بي كان خير دواء لاهانته لي .. فلقد ادركت انه عندما يغضب فانه يجرح بشدة . وبكلام لا يعنيه .. ولكنه من خلاله يدافع به عن نفسه كي لا يرى احد المه وجرحه .. كالاسد الذي يصاب فيصبح خطيرا بهجومه الفوري على اي شخص يقترب منه فقط ليتمكن من حماية نفسه واخفاء جرح روحه .. فلسفة غريبة بعض الشيء ولكنها تعبر عن حالة احمد الذي رغم كل ما يحمله بداخله من برود الا ان هذا مجرد قناع يخفي حقيقة بركانه الداخليالجاهز للتفجر بشكل مرعب قاتل في اية لحظة .. وكان هذا الموقف بداية لسلسلة من المواقف التي اثار فيها جنوني من مراقبته لي .. فلا ضحك كان يستسيغه مني امام اي رجل .. ولا ملابس كانت تعجبه لدرجة انه طلب مني في احد المرات ارتداء شوال من البطاطس ليرتاح قلبه وعقله من جمالي .. ولا نظرة لاي رجل اخر كان يسمح بها دون ان يظهر هو في طريقها ليكذرني بوجوده الدائم من حولي .. مراقبة خانقة ولكنها مع ذلك كانت لذيذة جدا .. فهو يعتقد بانه يحاصرني كصياد ماهر الا انه لا يعلم بان امهر الصيادين هم من يقلبون الطاولة في اللحظة المناسبة لينقلبو من فريسة الى صياد يوقعهم بنفس فخاخهم التي نصبوها له .. فعندما راقبني بهذه الطريقة عن كثب وهو يحاول نسياني كما يقول ويحاول التاكد من افعالي كان يقع في حبال هيامي وتعوده الجديد الدائم ايضا على وجودي في حياته مرة اخرى ... ومن هذا المنطلق .. وجدت عاملي الاخر وخطتي الثانية .. عامل اخفاه بمهارة من خلال غيرته الظاهرية علي ..

لقد كان اكثر ما يخشاه احمد بالفعل في علاقته معي هو خوفه منخسارتي ان اكتشف يوما باني لم اعد اريده وبان حياتي افضل من غيره .. فرغم انه طلقني الا ان هذا لم يكن يعني ابدا انه تخلى عن وجودي بحياته او انه يريد مني ان اتخلى عن دوره في حياتي واعتمد على غيره وهذه حقيقة اكتشفتها بالطريقة الصعبة .. وقد ساعدني فيها .. سكرتيري النشيط عمر.. انه ذلك الشاب الرائع الذي وظفته كمساعد لي فوجدته عبارة عن كتلة من النشاط والعمل .. واصبح يلازمني كظلي ويعرف ادق تفاصيل عملي .. وهذا كان بالنسبة لاحمد كالكارثة التي انفجرت بداخل كيانه .. انسحابي من يومه واعتمادي بشكل تدريجي على مساعدة عمر لي .. عدم سؤالي له كالسابق في كل صغيرة وكبيرة نفاذ الحجج التي كانت تبقيني اطول وقت بجانبه مثّل عامل ضغط حارق على كتلة اعصابه الحسية .. وهنا تعمدت عدم اثارة غيرته بتصرفاتي فلقد كنت اتعامل مع عمر بشكل رسمي وبالنسبة لملابسي فلقد كانت كما طلبها هو .. وهكذا .. لم يعد هناك اي مبرر حقيقي لغضبه سوى ظهور السبب الرئيسي به .. والذي انفجر في ذلك اليوم .. يوم ابتدا بشكل عادي مثل اي يوم جمعنا .. في الصباح رايته والقيت تحيتي عليه وقمت باجتماعي الصباحي معه لاعلم خطة العمل التي من المفترض ان اتماشى معها .. ولكن .. مشكلة حدثت في احد المواقع البنائية واضطررت ان اتعامل معها .. هذه المرة لوحدي .. دون ان اعتمد على وجوده او دون ان اخبره .. تصرفت مع عمر بكل قوتي حتى اوجدت الحل الذي مكنني من ايجاد ثغرة في عقدنا المبدئي مع احدى الشركات .. حيث خالفو بند صغيرا من بنود التسليم لنا ومن خلال تفصيل صغير جدا اكتشفه عمر اثناء مراجعته للعقود تمكنت من قلب خسارتي بمهارة لمكسب وتكبدت الشركة الاخرى كافة الخسائر التي تسببت بها لوحدها .. نصر وصلت اخباره لاحمد ولعائلتي ايضا .. نصر كان دليل واضح على كوني اصبحت الان قادرة على تولي شؤوني واموري دونه .. نصر رايت وقع وصدى المه في انعكاسة عيناه وهو يدخل الى حجرة مكتبي ليجدني اضحك مع عمر وانا احتسي مشروبا من العصير الطبيعي وامامنا قطعتي شيكولاته كانت هديتي البسيطة لنفسيي وله بمناسبة نصرنا .. تلك الانعكاسة التي تردد صداها بقلبي المستصرخ لروحه .. اجل يجب ان يفهم بان طلبي له ان يعود لي لا يرتبط هذه المرة لمصلحتي الشخصية او لخوفي من الفشل بادارة شركتي او لحاجة عائلتي لوجوده وايمانهم به .. يجب ان يعلم بانه عندما ساطلب منه يوما ان يعود لي فكل اسبابي السابقة التي طرحتها امامه لاتزوجه اول مرة ستختفي .. تلك الاسباب التي استخدمها دوما ضدي كاتهامات التصقت بي وشوهتني اكثر واكثر .. عندما خرج عمر في ذلك الوقت من الحجرة ليتركنا سويا .. ابتسم احمد بجمود وهو يسالني ( لما لم تخبريني بما حدث معك في السابق )
هل ينتظر حقا مني تبريرا .. ام انه اصدر على نفسه ونفسي حكمه .. بنبرة واثقة اجبته بما ينتظر مني سماعه ( لانني قادرة على الاعتماد على نفسي يا احمد .. فانا لست ضعيفة .. اولست انت الذي قلت لي يوما بانني اقوى مما اتخيل .. ثم .. باي صفة تطلب مني اخبارك )
رفع عندها احمد حاجبيه وهو يتساءل بخفوت ( وهل تنتظرين صفة لي لتدخليني بشؤونك يا علا .. يبدو انني اتحول الى عبء عليكي مع مرور الوقت )
عندها وقفت من مكاني والتفت بعيدا عنه كي لا تكشف اهتزازة حدقتي انغماسة مقبض سكين كلمته الى اعمق اعماق صدري .. وبصوت ارتج رغم كل محاولاتي على الصمود هتفت بعتاب ( انت تدرك جيدا من الذي يعتبر كعبء في حياتنا .. لا اعلم كيف احتملت مني كل هذا الضعف الذي كنت اصر على التمسك به في كل لحظة ووقت )
صمت ساد فخيل الي لوهلة انه قد غادر .. التفتت عندها لاراه شاردا بحملقته بظهري وقتامة ذكرياته تظهر في عتمة عيناه .. وبصوت لم اتعرف عليه غمغم ( لقد احببت ضعفك هذا .. رغم اقتناعي بانه تمثيلي الا ان .. تمسكك بتلابيب قميصي عند كل مشكلة وعند اي صعوبة تواجهينها مثل لي حافز لاحتويكي .. ولكن .. الان وانا اراكي بهذا الكمال اتساءل .. هل حقا احتجتني يوما .. ام انني كنت احاول خلق الفرص للاقتراب منك بطريقة اداوي بها كرامتي واصمت صوت عقلي الرافض لهذا .)
عندها لم استطع كتم ارتعاشاتي بداخلي لوقت اطول .. وبخطوات مهتزة اقتربت منه وانا انتقل بعيني في رحلة بحث عن الحقيقة التي تخطها ملامحه وسؤالي يترجم حيرتي ( مالذي يعنيه كلامك ؟؟ )
وقف حينها فكاد ان يصطدم بي لشدة اقترابي منه .. وعندما تراجعت نصف خطوة الى الخلف ابتسم بتهكم وعيناه تثبتان عيني ولسانه يعبر عما يثير جنوني ( هل تريدين مني الرحيل الان يا علا ؟؟ هل سيريحك هذا القرار ويرضي غرورك الجريح بطلاقي )
اردت الاعتراض بصراخي ( انت لا تهمني وطلاقك لم يهزني ) ولكن .. صرختي التالية كانت عبارة عن صرخة نواح عاتبة وانا اضرب فيها صدره ( لما .. لما دوما ما كنت تتهمني بانني ظلمت اختك .. وبانني استحق الانتقام .. ثم بانني لا استحق البقاء كزوجة لك .. لما دوما ما تحملني ثمن اخطائك والان .. تحاول اظهار حجة جديدة لك لتبتعد .. هل تعتقد بان هذا سيريحني حقا .. هل تظن بان سبب تمسكي بك هو لمجرد اني لا اريد منك الرحيل ارضاء لغروري .. الم تفكر للحظة بانني احاول اثبات استقلاليتي عنك لتراني على حقيقتي لترى علا التي اصبحتها حتى دون ذكرياتك .. علا التي تحبك رغم انها لا تملك اي ذكرى عنك .. بينما انت .. يامن تتذكر كل شيء تبتعد بهذه السهولة )
كنت قد وصلت الى حد الانهيار ودموعي المنهمرة خير دليل على اقتراب فقداني للسيطرة التي كنت اتمسك بها طويلا .. اردت ان يصمت فمي عن النطق فوضعت كفي عليه كي لا يخرج صوت نحابي وانا اهمس له بتعثر ( لا تبحث عن حجة لتتركني .. يمكنك فعل هذا بضمير مرتاح ودون ان تنظر لمرة واحدة الى الخلف .. فقط اردت ان ارى ليوم واحد دليل منك على انك تغيرت .. او على انك تحاول تنفيذ وعدك لي اثناء الطلاق .. بانك ستقوم بما يجعلك تستحقني .. ولكن عبث .. انتظاري كله عبث )
صمته زاد من استفزاز روحي وغموض وجهه حفز كل حواسي التي تاهبت فابتعدت عنه وانا انتصب بوقوفي واتم كلامي له ( هذه انا يا احمد .. هذه هي علا التي ستراها فيما بعد .. علا التي تقترب منك لانها تريد عشقك .. لا لشيء اخر .. وتتهمك صراحة بانك ظلمتها وتنتظر منك فرصة لتعوضها ظلمك .. تنتظر ان ترى محاولاتك الحثيثة التي تمارسها لتعيدها الى عصمتك و .. )
ارتفاعة حاجبيه عندها اصمتتني خصوصا مع اقترابه مني في تلك اللحظة وجذبه لذراعي بقسوة حتى لواها الى خلف ظهري مقوضا بذلك مقاومتي وجسده يشرف على جسدي ويقيده بالتصاقه به .. وبنبرة نارية لن انساها ما حييت همس ( هل تعلمين بان طلاقي لك هو مجرد طلقة واحدة وبانه بكلمة واحدة مني يمكنني ان اعيدك الى عصمتي .. فانتي لازلتي بشهور العدة و .. )
عندها قاطعته بثورة كرامة متاخرة ( بقي يومين فقط وتخسر هذه الفرصة .. تخسر فرصة اعادتي على ذمتك واصبح حرة منك و .. )
بالتاكيد لم اتم كلمتي وشفاهه تختم فمي .. فهذا هو احمد .. عندما اريد قول ما لا يحبه فانه يسكتني بما يحبه هو .. بتقبيلي .. وهذه المرة كنت انا المتطلبة التي تبحث عن استجابته بقبلتي .. عن انوثتي وتاثيري بداخله .. يده التي ارتخت عن يدي سمحت لي بضمه لي اكثر ويداه تتغلغلان بخصلات شعري باشتياق .. وبنفس ثورة اقترابي منه ابتعدت عنه وانا احرمه هذه المرة من انسياقي خلف عواطفي هامسة بحرقة ( مالذي تنتظره لتفعل اذن .. وهل تعتقد انك هكذا ستعيدني اليك يا احمد )
عندها رفع راسي بقسوة حتى كاد ان يخلعه وقبضة يده تضم ذقني بقوة مؤلمة وهو يهس من بين اسنانه ( اياكي .. اياكي ان تجرؤي مرة اخرى على التحدث معي بهذه الطريقة .. اياكي ان تجرؤي على رفضي يا علا .. اعادتي لك على عصمتي لا تحتاج مني الا الى ذهابنا الان الى حجرة منزلنا فلقد نسينا اننا في مكتبتك .. وهناك ساعلمك مرة اخرى معنى كونك زوجتي فلقد نسيت انكي فقدتي هذا الدرس مع فقدانك لذاكرتك .. ولكني لاجلك يا حمقاء امنع نفسي بصعوبة .. لاجلك احاول السيطرة والابتعاد .. فلا تتهميني باني لا احاول كسبك مرة اخرى )
اردت الدفاع عن نفسي ولكن قبضته على ذقني منعتني عن الكلام وهو يحرك راسه بالرفض واصبعه يتموضع على شفتي المنتفختين من تاثير عقاب ثغره السابق لهما .. وبلمسات ذائبة مرره عليهما وعيناه تشردان عليهما وهو يهمس بثورة ( مجرد تقبلي لممارستك حياتك بشكل طبيعي دوني يعد بالنسبة لي تنازلا .. مجرد سماحي لك ان تحققي ذاتك وكيانك بعيدا عني هو بذاته تنازلا من قبلي .. مجرد شعوري بخطواتك التي تبعدك عني فهكذا انا امارس اكبر تنازلاتي .. لكي تكوني علا التي تحبينها والتي تتغني بها الان .. علا القوية الواثقة .. فمشكلتك السابقة كانت ناجمة من قمع اياد لشخصيتك النارية .. وهذا .. هذا ما اردت علاجك منه .. حتى لو عنى .. ان .. افقد نفسي من خلاله .. ) وصمت وهو يبتعد خطوة دون ان يتركني وعيناه تثبتان عيني هذه المرة وهو يغمغم بخفوت حازم ( ففي خضم مشاكلنا نسيتي يا سيدة باني صعيدي .. والصعيدي عندنا يعشق ان تكون انثاه له وحده وملك ليمنه .. ان تتبعه وتعتمد عليه هو فقط ... ولكن لا تفهمي كلامي على انه احجام لنجاحك فانا اشجع هذا النجاح .. الا انه نجاح ثمنه باهظ صدقيني )
قوله خلط كل اوراقي وشوش كل افكاري .. وبهمسة ذابلة تساءلت بعد ان ارخى ذراعه عن ذقني ليسمح لي بالتحدث ( لما .. لما تفعل هذا معي .. الهذه الدرجة تريد ابعادي عنك )
ابتسم عندها بمرارة واصبعه يعود مرة اخرى ليصمت كلماتي ( كلا يا علا .. بل اريد ان اعوضك عن اتهاماتي السابقة بحقك .. رصاصة الانتقام المجحفة التي قيدتك بها في السابق اصبحت اثارها عليكي واضحة .. فرغم كل قناعاتي السابقة بانك سبب ما حدث لختي الا انني ايقنت في النهاية بان اختي هي سبب ما حدث لك .. بضعفها واستسلامها .. كما ان لتخلينا انا واخي عنها في اصعب اوقات حياتها وتركنا لمسؤوليتها بين يدي عمي عظيم الاثر والذنب الذي من الرجولة ان نحاسب انفسنا عليه قبل ان نحاسب غيرنا ونعلق اخطائنا على شماعة شخص بريء اخر )
رغم انني لا اتذكر شيء الا ما قاله لي ولكن .. طعم الراحة الثلجي الذي ضرب صدري جعلني ابكي بدموع حارقة وانا اهمس له ( لقد سامحتني اذن .. لقد علمت بان ما حدث لم يكن ذنبي اذن .. لقد .. )
ولم استطع اتمام كلماتي وانا اترنح وقد بدات هوة سوداء مخيفة تجذني الى اطرافها .. وبضعف تلقائي استندت عليه فضمني الى صدره بقوة وهو يهذي برعب حقيقي ( علا .. حبيبتي هل انت بخير .. ياللهي هل انتي بخير .. اجيبيني .. اقسم انني سامحتك .. اصلا انتي لم تخطئي لاسامحك بل العكس .. انا من يجب ان يطلب منك السماح .. علا اجيبيني )
كان قد بدا برفعها بين ذراعيه وهو يتجه نحو باب المكتب ولكن قدماه توقفتا ما ان ضمت بكفها وجنته وهي تهمس بارهاق ( هل حقا .. تنوي ان تتركني .. رغم لهفتك هذه علي الان )
لوهلة صمت ولم يجب .. لوهلة نظر الي بالتماعة عينين قرات فيهما دموع حبيسة وعجز اراه للمرة الاولى بعيني هذا الرجل العظيم .. اجل انه عظيم بنظري حقا .. بل هو اعظم من عرفت رغم سواد روحه واثامه .. ولكنه لم يخجل يوما من الاعتراف بذنبه .. او من تحمل اثمه .. لم يهرب ابدا من مسؤولياته .. قاوم وصمد حتى وهو وحيد .. حتى بعدما تخلى اخاه عنه وتركه لوحدهم .. وحتى عندما ماتت اخته تاركة ابنها في عهدته .. وحتى عندما تحمل مسؤوليات قرية كاملة وخلصها من الظلم الواقع عليها بسبب جبروت عمه .. حتى وهو ينفذ انتقامه لياخخذ حق زوجته وشرفها المهدور بسبب الخداع .. ظل صامد وقوي في مواجهة اعتى واصعب المشاكل .. واحتمل حتى محبته لها رغم قناعته بانها من قتل اخته .. احتمل صراع عقله مع قلبه وظل يحاول حتى وصل الى ارض الثبات معها .. والان .. وبسببها هي تراه بهذا الضعف الذي لن تقبله هي يوما عليه .. وبصوت متقطع خرج من بين لهاثه الخائف عليها ( لا تتكلمي الان بما لا يهم .. فقط دعينا نهتم بحالتك الصحية .. ففي المرة الماضية عندما اصابك امر مشابه دخلتي بعدها بنوبة تشنج .. لذا .. ساخذك الان الى الطبيب كي يعالجج توترك ووجعك ويريح اعصابك )
اذن هذه هي . نقطة ضعفه الحقيقة وعاملي الثالث الذي استخدمته لاعيده لي .. خوفه على صحتي ونفسيتي .. لقد كان خوفه علي مرضيا بشكل جنوني ملتهب .. فتذوقه لحظات خسارتي اثناء وقوعي بالغيبوبة على ما يبدو لا تزال تلقي بظلالها على كل كيانه وروحه الجزع علي .. ومن هنا تمسكت برقبته وانا اسند راسي على كتفه هامسة ( انت قد افهمتني معنى كلمة ان تكون دائي ودوائي بنفس الوقت .. لا تقلق .. لقد اصبحت بخير الان .ز لا داعي لاي حقنة مهدئة قد يعطيها لي الطبيب )
نظر الي للحظة بتردد حينها قبل قوله بحزم حسم فيه قراره ( كلا .. سنذهب الى الطبيب فلا ضير من التاكد من انك بخير )
وبالفعل خرجت معه امام كل الشركة وهو يحملني بين ذراعيه وقد اغمضت عيني وتركته ليبرر للجميع سبب هذا المشهد ويشرح لهم حالتي المتعبة بكلماته المقتضبة وقد بدا بتوزيع المهام العملية بعشوائية سريعة ..وما ان اختليت به في السيارة التي بدا بقيادتها بمهارة وسرعة حتى غمغمت ( ان كنت خائفا علي الان وانا لا ازال تحت عصمتك وظلك فكيف ستثق باني ساصبح بخير وانت بعيدا عني كما تنتوي ان تفعل .. اولست ان خير من يعرف اهمال عائلتي لي )
كان الصمت جوابها .. فابتسمت بمرارة وانا اتم كلامي وعيناي تشردان على ملامحه المشدودة وانتباهه الزائف المركز على الطريق وقد اخذت السيارة تقطع الطريق بسرعة جنونية وقبضته تضغط على مقودها وكانه سيكسره ( اذن انت لهذا السبب تريد ان تتاكد باني ساصبح قوية واستغني عنك .. لانك تريد ان تطمئن علي وانت تتركني لوحدي .. كما قلت لي عندما طلقتني .. حسنا يا احمد .. لا تقلق انا قوية بما يكفي لاجابه الجميع .. الا انت )
عندها التفت الي وقدمه تضغط على دواسة الفرامل وهو يوقف السيارة على قارعة الطريق وعيناه ترمقاني بنظراته النارية وانفاسه تخرج كلفحات نارية وقد بدا صدره بالارتفاع والانخفاض بسرعة .. وبصوت رغم برودته الا انه الهب كياني ( مالذي تريدينه تحديدا يا علا مني الان ؟؟ )
مالذي اريده انا .. ببساطة .. ( اريدك انت .. حتى وان لم اناسب مبادئك الصعيدية كما تقول .. حتى وانا لوحدي قوية دون مساعدتك .. حتى وقد كنت سببا غير مباشر لقتل اختك .. حتى وقد فقدت ذكرياتي الخاصة بك .. اريدك انت حتى وانت واثق بان علاقتنا ستفشل وستكون كارثية .. حتى وكلانا يسبب جرحا عميقا للاخر بقصد او من دون قصد .. اريدك انت .. لانك تريدني انا .. دون اي سبب .. دون اي حجة .. دون اي قناعة .. دون اي خطط .. كاثنين يبدان بفرصة جديدة وبصفحة بيضاء )
وصمت قليلا وانا احاول الاعتدال بصعوبة لاجد يده تسندني وقد اقترب مني فاثر على وتيرة نبضات قلبي المهتز بسببه .. وبارتجاف استغليت الامر ويدي ترتفع لتتموضع على وجنته وترفع راسه وعيناه تلتحمان بعيني وانا اتابع ( اريد ان اجرب من جديد معنى ان اكون زوجتك .. كما قلت في السابق .. ان تعلمني ابجديات الزواج بنظرك .. اريد ان اجرب تملكك الكامل لي واتملكي الحتمي والتبعي لك .. اريد ان افهم سر شغفي المحترق بجنونك وغضبك المتفجر بسببي .. اريد ان اقع بحبك مرارا في كل لحظة كما ان تقع انت في حبي بجميع حالاتي واشكالي ... فهل انت .. قادر على منحي هذه الهدية كتعويض على ظلمك لي كما قلت فيالسابق )
رفرف احمد بجفنيه والكلمات تخرج من داخله بصعوبة وهو يهمس بضعف عاجز هذه المرة امام اصراري ( سنفشل يا علا .. فكلانا يتقن فقط فن جرح الاخر .. وكلانا لا تتماشى مفاهيمه مع الاخر .. ما اريده بحبيبتي مختلفا عما اراه فيكي الان و .. )
قاطعته عندها بثورة غيرة وانا اقرب فمي من اذنه ( انا هي حبيبتك الوحيدة .. وما تريده في امر نسبي يمكننا ان نتوصل فيه الى حلول وسطية تناسب كلانا .. فكما يوجد ما تعترض عليه بداخلي فهناك ما اعترض عليه بداخلك ولا اريده في حبيبي .. فهل تقبل ان ابحث عن هذه الصفات برجل اخر كما رايتني افعل في الايام السابقة )
ضيق عيناه باتهام واضح ( انت تتعمدين اللعب بعدادات غيرتي .. وهذا لا يعد نجاح يا علا .. ولا يعد دليلا على العشق )
رفعت كتفي بعجز وانا اهمس له بضعف ( لم يكن امامي خيار اخر يا احمد .. فانا اشعر باني وحيدة .. اشعر بانني طفلة تائهة دونك .. اشعر بانني لن اتذوق طعم السعادة بعيدا عنك .. وصدقني .. حاولت ان ارضخ لرغبتك وان ابتعد لاداوي كرامتك المجروحة بسببي وان اريحك بعدما اخبرتني بانني اتعبتك .. ولكني .. لم استتطع .. لم استطع ان ارى رجل اخر غيرك )
عض احمد على شفاهه بقوة كي لا يفرغ جنون غيرته عليها وهو يهس باسنانه ( اذن .. حاولتي التخلص من اثري باحلال رجل اخر مكاني في قلبك ؟؟ )
حركت راسي بالرفض وانا احاول كتم ضحكتي كي لا اثير غضه اكثر وانا اجيبه بثقة ( لم يكن امامي خيار اخر .. اردت ان اثبت لك فشل ما خططت له لي .. اردت ان اجرب واثبت لك باني لا استطيع الشعور بالامان والثقة والقوة الا بجانبك انت .. كما ان صحتي ستتدهور بعيدا عنك .. قد اموت و .. )
قاطعها صارخا وهويرفع يديه ليمسك وجنتيها بقوة ( لا تقولي هذا .. لا تجلبي سيرة الموت على فمك و .. هل تتلاعبين بي يا علا )
كانت جملته الاخيرة ردا على ابتسامتي التي اتسعت كرد على خوفه .. وبلهفة سريعة اجبته ( لا اتلاعب .. ولكني حقا استمتع بخوفك علي .. استمتع بتذوق رجولتك الناضخة منك وانت تفرضها علي .. انا حقا قد اموت بعيدا عنك لانك لن تكون موجودا لتحميني من مصائب هذه الدنيا .. فمهما اظهرت لك خوفي فاني من داخلي مجرد قطيطة تبحث عينيها عنك لتستمد هذه القوة .. افهمتني يا احمد )
انفاسه المتسارعة تارة والمتباطئة تارة اخرى كانت هذه المرة هي الاجابة التي سادت للحظات في السيارة وعيناه تغوصان بعيني وقد بدا يبحث عن بر الامان الذي سينجده من دوامة التشوش الذي يعاني منها .. وبرقة رفعت نفسي لاقبل جبهته فشعرت بانكماشه الفوري ولكنه لم يتراجع .. وهذا ما شجعني لاتم قبلتي على وجنته اليمنى ثم تلتها اليسرى قبل ابتعادي عنه قليلا وقد بدات اشعر بارتعاشته المخفية وظلال عذابه وصراعه تظهر واضحة في قعر عيناه ( انا اعتذر لاني اتعبتك واوجعتك .. والان .. ساترك لك حرية القرار يا احمد .. لتختار معي ان نبدا من جديد بصفحات طوت الماضي .. او ان تتركني بالكامل فلا تسال عني .. فالمريض يقطعون قدمه المصابة ليخلصوه من المرض .. وهذا فقط هو دواء ادماننا على بعضنا ان اردنا الافتراق والنجاح به .. واعدك .. اني سابقى عندها بخير فقط لاجلك ولاجل الا اجبرك على العودة الي دون ان تكون هذه اراتك الخالصة )
مفترق طرق وضعته امامه فتوقف عنده طويلا جدا .. مفترق طرق شوشني قبله وقد اختفى بعده لشهرين كاملين دون ان اسمع عنه اي خبر وقبل ان يرد علي .. اختفى طويلا حتى كاد املي بلقائه ان ينعدم .. ولكن .. وعندما وصلت الى الحضيض وجدته امامي .. وجدته يطلبني للزواج من جديد .. كرجل جديد .. كعلاقة نخط صفحاتها من جديد .. لقد اختفى ليتمكن من ارساء عواطفه بيعدا عني وليجرب الخيار الثاني قبل ان يخطو بثقة في خياره الاول وهو يعلم ان افتراقه عني امرا لم يعد مطروحا بالنسبة له .. فلقد تاكد انه لن ينجح ابدا بالابتعاد عني حتى ان اراد ذلك .. وان حياته واحلامه وخططه المستقبلية يجب ان يؤسسها معي انا .. وقد كان لنا ما اردنا .. نجحنا بالفعل .. وانجبنا ابننا في النهاية .. سيف الدين .. وقمنا بتربية علي معه كاخ اكبر له .. حياة لم تخلو من المشاكل والعناد ولكنها امور سطحية وجدنا لها حلول طالما اننا سويا ومعا يدا بيد .. طالما اننا تغلبنا على عوائق فراقنا فما عاد لاي عائق يواجهنا اي صعوبة لنتخطاه .



يتبع القسم الثاني من الخاتمة بعد يومين باذن الله والخاص بمراد ويارا

noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-19, 04:26 AM   #607

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم أناملك يا أستاذة رحلة طويلة مروا بيها على و سما أدهم و أسيل نسيم و تامر أحمد و علا عانوا من الحروب و الصراعات و تخبط مشاعرهم إلى أن وصلوا لنقطة التقاء و حددوا طريقهم و كل واحد فيهم إيديه في إيد شريك حياته و تؤام روحه عارفين انه مهما واجهتهم أزمات و مشاكل الحياة هيعرفوا يواجهوها و يتخطوها سوا بحبهم و دعمهم و مشاركتهم لبعض في كافة تفاصيل حياتهم و اتعلموا ده بأصعب الطرق
حياة أبطال شاركتينا بقلمك و تجسيدك ليهم برؤيتك و نقلتينا لعالم خيالى نشوفهم و نتفاعل معاهم و كأنهم من لحم ودم أبدعتى و بتمنالك التوفيق والنجاح دايما و عقبال الرواية الألف أن شاء الله👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-19, 02:53 PM   #608

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
Rewitysmile7 صرخة عنفوان انثى الخاتمة قسم 2




حابة اشكر جميع القارئات والمعلقات من قلبي ولي رجاء بسيط ان اسمع اراءكم ولو بكلمة واحدة لادرك من خلالها ان كانت الرواية تعاني من اي مشكلة فاتعلم من اخطائي وان كانت تستحق ان اتمها كسلسلة
وشكرا لكم جميعا




صرخة عنفوان انثى
الخاتمة 2


(( هلا عمري .. اتزين فيكي .. اهلي واهلك .. فرحو فيي .. وفرحو فيكي .. اسمحيلي من الرقصة الاولى .. وصلك احساسي فيكي .. تسلميلي ما احلاكي .. الثوب الابيض شو محلاكي .. راح كمل حياتي معاكي .. وقضي عمري غنج فيكي .. راح بتصيري ام ولادي .. ونعمر بيت السعادة .. من فرحة قلبي راح نادي .. خليكي بعمري خليكي .. زينتي عمري وايامي .. صارت حقيقة احلامي .. بدي اهنيكي بغرامي .. بدي تتهني بغرامي .. واعمل كل اللي بيرضيكي .. اسمحيلي من الرقصة الاولى .. اسمحيلي من الرقصة الاولى .. وصلك احساسي فيكي )) يارا
( أن تعرف قيمة ما تملك وتقدره قبل ان تفقده .. فالقلب من اسمه متقلب .. والحب الصادق يحتاج منا الى الكثير من المجهود ليبقى صامد )
يـــــــــــــــارا

( في هذه الحياة .. يوجد شخص واحد لن اتمكن ابدا من شكره بما يكفي او من ايفاءه جزء من حقوقه .. هذا الشخص مهما قدمت له فسيكون ذلك كنقطة ماء في محيط هائل الاتساع .. انها زوجتي .. يارا .. من لها الفضل الكامل وراء نجاحي وحصولي على هذه الجائزة .. لذا .. فاقل ما يمكنني ان افعله هو ان امنحها هذه الجائزة )
انهى مراد كلامه الذي كان يلقيه على منصة التكريم التي تم استدعاءه اليها ليستلم جائزة التنمية العالمية بهذه الكلمات ونظرته تتجه نحو يارا الجالسة في الصفوف الاولى .. والتي كانت تخفض راسها وقد اخفت عينيها خلف كفيها وانخرطت ببكاء يحمل السعادة والفخر بين طياته .. منظر تسبب باتساع ابتسامة مراد الذي تحرك متجها نحوها بعدما ترجل من على المنصة وهو يحمل بيده تلك الجائزة الفخرية .. وما ان وصلها حتى جذبها لتقف وهو يحتضنها بقوة هامسا لها باذنها بكل ما يحمله بقلبه من امتنان عاشق ( اشكرك .. اشكرك يا حبيبتي .. فلك كل الفضل بما وصلت اليه من نجاح )
مشهد التمع على اثره عدسات التصوير من حولهما وهم يلتقطون تلك اللحظات الثمينة ليسجلوها بتقاريرهم الصحفية .. تلك التقارير التي سيقراها الناس وقد يتاثرون بها قليلا ثم سينسونها .. ولكن .. هو لن ينسى .. هو لن يفعل .. هو سيظل طوال عمره يتذكر .. كيف لهذه المخلوقة عليه من فضل يغرقه من الاذن حتى النخاع .. فان ظن يوما بان حياته في السابق كانت جميلة .. فبعد زواجه منها اصبحت اكثر جمالا واشراقا .. بفضلها .. وبفضل صبرها .. وحبها .. وتضحيتها .. جمال مشاعرها التي لفتهما سويا .. كيف ظن يوما انه يمكن ان يحب امراة غيرها .. او انه من الممكن ان يسلمها لرجل اخر تكون زوجة له .. كم كان احمقا .. كم كان احمقا عندما وضع كل تلك الحواجز بينهما .. حواجز حطمتها بفطنتها وذكائها واحتوائها .. فكما عرفته كعائلة لها وعرفها كعائلة له فهي ايضا عرفته كرجل تحبه وتعشق كافة تفاصيله .. وعلمته بدورها كيف يحبها كانثى ويعشق كافة تفاصيلها .. لم يكن الامر سهلا عليهما .. فحتى بعدما عرض عليها الزواج بقي لتردده ظلال صغيرة تنغص عليه لحظاته التي يقضيها معها .. ظلال جعلته يفشل فشلا ذريعا في ليلة زفافه .. لم يستطع ببساطة ان يقترب منها او ان يقوم باي شيء .. وهي .. تفهمته .. بل واحتوته .. وبذكائها حولت الامر الى فكاهة يتذكرانها الى الان ويضحكان .. ببساطة ما حدث كان انه ما ان بدا بالاقتراب منها وحاول تقبيلها شعر بالاشمئزاز من نفسه وابتعد عنها .. وعندما حاول ايجاد اي عذر لابتعاده انهار جالسا على الارض وهو يهمس لها بانه لا يستطيع .. لا يستطيع الاقتراب منها .. موقف لا يحسد عليه اي احد .. موقف قد يسبب انهيار اي امراة خصوصا وان يارا تحبه بجنون .. ولكنها لم تفعل .. ولم تنهار .. ولم تشعره بجرح كرامتها .. بل جلست بجانبه مبتسمة وهي تقول بكل بساطة انها هي ايضا متعبة وغير قادرة على تقبل اي عاطفة منه .. بل انها تحدته بقولها انها هي من لم تسمح له بالاقتراب . وعندما حاول معارضتها بقوله انه هو السبب قبلته ثم ابتعدت عنه بشكل مهين مضحك وهي تحرك راسها بالرفض وقد كشرت بملامحها مظهرة اشمئزازها .. وعندما اتهمها بانها تحاول تقليده رفعت اكتافها بتجاهل واخرجت من دولاب الملابس اوراق لعبة الشدة متحدية اياه فيها .. وبطفولة فرضت شروط لعبتها . فالخاسر عليه تنفيذ طلب للفائز .. في البدء جاراها فقط ليحاول احتواء الموقف .. ولكن .. اللعبة انقلبت الى سلسلة من الاعمال المضحكة التي تفنن كلاهما في طلبها من الاخر .. والتحدي انقلب ليصبح جادا بينهما .. ورغم انها لم تخلع عنها ثوب زفافها البسيط التفصيل ولكنها لم تعترض .. بل تعمدت البقاء به .. لتطلب بعد مرور الوقت منه ان يساعدها بخلعه .. طلب جاء في وقته المناسب وبشكل تدريجي لم ينتبه معه هو الى تكتيكها المتبع .. فبالفعل ساعدها في فك ازرار ثوبها دون ان ينتبه لما يقوم به وقد انشغل بالحديث معها عن شروط لعبة اخرى يمكنهما لعبها باوراق الشدة .. وعندما بدات بالتجرد من ملابسها بدا هو باستيعاب ما يحدث بينهما .. وبدا توتره يتضاعف .. ولكنها عادت لتشغله بالحديث عن لعبة اخرى وهي تتحرك بعفوية امامه وقد تجردت من ملابسها لتبقى شبه عارية امامه .. والادهى انهى عمدت الى الاقتراب والابتعاد عنه بحركات بدت طبيعية ولكنها كانت ايضا مقصودة منها .. حركات استثارته دون ارادة منه حتى فلقد كانت جميلة بشكل لا يصدق .. ولكن برودها في التعامل معه في تلك اللحظة وعدم اهتمامها بتاثره بها اثار رد فعل جنوني بداخله .. هل حقا لا يهمها ان تظهر امامه هكذا .. هل تعتقد انه رجل ثلجي لهذه الدرجة .. دماءه التي تحولت الى حمم نار بدات بحرق كل جدران اعتراضاته التي اكتشف انها واهية بالفعل وانه هو من عظمها بداخله .. وبحركة واحدة بعدها اشتعلت كل الاجواء .. هزمته بلعبتها مع انشغاله بافكاره فكان طلبها عبارة عن .. قبلة .. ولكنها قبلة هي من بداتها هذه المرة .. قبلة فجائية لم تسمح له بالتفكير بل فقط اشعلت جسده المستثار اصلا والجاهز للاستجابة لاي حركة منها . قبلة تبعتها قبل نثرتها على وجهه سالبة اخر معاقل تفكيره لتتولى بعدها غريزته التحرك والسيطرة على الموقف .. غريزة ذكورية بحتة كان يشكك بوجودها ورغبة كان يظن انها منعدمة ليكتشف انها فقط كانت تحتاج لانتزاع فتيلها بشكل صحيح وفجائي .. شكل يفاجئ عقله ويوقفه عن التفكير ليتولى قلبه المتدله اصلا بحبها امورهما سويا .. وقد كان لها ما ارادت .. جنة اذاقته اياها ببراعة جعلته مدمنا عليها ولا يشبع منها ابدا .. جنة لم يذقها ابدا مع غيرها ولن يتذوقها اصلا الا معها .. جنة عرف انها فقط ستكون له بين يديها .. وهذا كان جرس الانذار الذي اوقف عمل عقله المتعب وحوله لمحفز يطالب مرة تلو المرة الاقتراب منها .. فذلك الاحتواء والانتماء الذي شعر به معها .. طريقتها بتملكه وفهمها لادق تفاصيله كرجل .. تمكنها الدائم من اغراءه واغوائه حتى لا يعود قادرا على التنفس بعيدا عنها .. لقد منحته وطنا يسكنه بجسدها وقلبها وهو منحها عالما يحتويها بغرامه الذي اكتمل بعدما تزوجا .. انها جزء منه .. انها له .. انها ملكه .. وكم كان طعم هذا الرضا والكمال بلسانه رائعا .. رائعا لدرجة انه لم يعد يرى اي امراة سواها .. رائعا لدرجة انه اصبح كالخاتم بين اصابعها رغم انه صلب العريكة مع غيرها .. فلقد كانت بالفعل قادرة على ادارته وتحريكه لانها ملكت كافة مفاتيحه .. جبه كرجل .. حبه كاب .. حبه كابن .. حبه كطفل .. حيه كشخص .. حبه كعائلة .. ومنحته ايضا كافة مفاتيحها .. منحته تلك العائلة التي كان يحلم بها وحرم منها .. منحته طفل وطفلة يذوب عند اقدمهما .. وفي اثناء حصولها على كل هذا لم تقم باي خدعة تقوم بها اي سيدة لتلفت انتباه الرجل الذي تحبه .. فهي لم تحاول يوما استثارة غيرته .. ولم تحاول ابدا الاهتمام برجل وهو موجود .. كما لم تضغط عليه بالابتعاد والافتراق عنه .. كانت ببساطة مستعدة ان تعطيه كل شيء دون ان تنتظر منه مقابل .. او دون ان تضع كرامتها ونفسها في اولولياتها .. بل جمعت كرامتها بكرامته لانها كانت تعلم انه لن يؤذيها ابدا .. وان اعراضه السابق عنها لم يكن بيده بل كان بسبب طبيعته وبسبب فكرته الخاطئة عن مسؤوليته .. وهكذا .. وصل بسببها الى بر الامان معها .. وصل الى حيث يريد البقاء دوما طوال حياته .. الى احضانها .. كما هي الان بين يديه .. بعدما ساعدته في بحثه الاخير الذي حصل فيه على هذه الجائزة .. وبهمسة داعبها فيها قبل ابتعاده عنها ( احبك يا صغيرة )
عضت يارا على طرف شفاهها باثارة قبل اجابتها له بخفوت كي لا يسمعها احد ( وانا احبك يا عجوز )
رفع مراد حاجبيه بتفكه متحدي وهو يشير الى صدره مغمغا بحركات شفاهه دون اصدار اي صوت ( انا عجووز !!! حسنا ساريك )
غمزته بايحاء وهي تهمس بدورها انها سترى ما يمكنه فعله بعد الاحتفال .. فاشار لها باشارة وعد بانه سينتزع منها اعتارفها بانه ليس عجوزا .. كلام كان يدور بحركات ونظرات لا يفهمها سواهما .. ووعد اضطر الى تاخيره بسبب ذهابهما الى بيت عائلتها ليحتفلو بجائزته ولكي يجلبو طفليهما من هناك .. دنيز واركان .. اروع طفلين من الممكن ان يحصل عليهما احد .. فاركان ابنهما البكر.. هادئ وانطوائي ولكنه عبقري بشكل مخيف ... ودنيز الفتاة الصغرى ومنافسة والدتها على قلب ابيها فهي كتلة من المشاغبة والنشاط والضحك بشعرها الكثيف والكثير الالتفافات حتى ليظن المرء انها كرة من الشعر متحركة هنا وهناك .. وقد هجمت عليهما بالفعل ما ان فتحت لهما باب المنزل الخاص بجديها وهي تهتف بعتاب ( لما لم تاخذاني معكما .. انا غاضبة منك يا ابي ولن اكلمك مرة اخرى )
ضمها مراد بقوة اليه وهو يعلل بطفولة لها ( اووه اعتذر .. اعتتذر يا جلالة الملكة ... فانت تعلمين ان اجراءات استقبال ملكة مثلك في الاحتفالات تحتاج الى الكثير من الاستعداد .. وهم لم يتمكنو من تجهيز المكان لك .. ولكنهم وعدوني ان يفعلو في المرة التالية فمارايك .. ثم انني سمعت من جدتك انها كانت تحتاج مساعدتك لتقومو بعمل مفاجاة لي )
بطفولة صفقت دنيز وقد تمكن والدها من استرعاء انتباهها لامر اخر ( اجل .. لقد اعددنا لك حفلة كبيرة وجدتي قالت باننا لا يجب ان نخبرك لان هذا سر.. و ..)
قاطع استرسالها الطفولي صوت اخيها اركان الهادئ ( وبما انه سر ايتها الغبية كان يجب عليك ان لا تفصحي به لوالدك )
كشرت دنيز بملامحها الطفولية وهي تقفل فمها بيدها بتدارك وقد بدات عينيها بالالتماع في اشارة واضحة لبداية بكاءها مما جعل يارا تدخل بسرعة لتحتوي الموقف وهي تقترب من ابنها معاتبة ( عيب عليك يا اركان ان تشتم اختك هكذا .. انها طفلة )
حركت دنيز راسها معترضة وهي تصرخ ( لست طفلة )
قبل ضمها لوالدها وهي تخفي وجهها بتتجويف رقبته متمة شكواها ( ابي .. ان اركان وامي يعاملونني كطفلة .. اخبرهم انني ملكة )
رفع مراد حاجبيه بتاثر ضاحك وهو يعقب ( واحلى ملكة ايضا يا صغيرتي الجميلة .. اتعلمين .. ما رايك ان تسبقيني انت ووالدتك واركان الى حيث جدك وجدتك ينتظروننا وانا سادخل واتفاجئ بالحفلة التي اعدتها لي احلى والطف وارق ملكة لابيها )
ثم انزلها لتمسك بيد يارا المبتسمة بحنان واشار اليهم ليسبقوه دون ان ينسى رفع اصبعه بتلويح تحذيري نحو اراكان وهو يهمس ( اياك ان تشتم اختك مرة اخرى والا ساغضب منك يا بطلي .. هل اتفقنا )
حرك اركان راسه بالموافقة الصامتة قبل اتباعه لخطوات اخته وامه اللتان سبقتاه الى الداخل .. اما مراد فلقد اعتدل بوقفته وتنهد عميقا وهو يستعد للدخول ولكن .. صوت نسائي مرحب به ارتفع عند تلك اللحظة واوقف تقدمه .. صوت ما ان سمعه حتى سحب انفاسه بضيق وهو يلتفت نحوه قائلا بنبرة مجاملة ( اهلا ليلا .. لم اعلم انك موجودة )
رفعت ليلا حاجبيها بخبث وهي تغمغم ( بالتاكيد انت تعلم اني لن افوت مثل هذه الفرصة لاتي واهنئك على نجاحك )
مط مراد شفتيه هاتفا بلامبالاة وهو يعود ليلتفت عنها كي يتبع زوجته وابنيه ( اشكرك ليلا .. انت بالتاكيد لا تقصرين .. اسمحي لي )
ولكنها امسكت بيده لتمنعه من التقدم وهي تشير براسها نحو المكان الذي دخلت منه يارا ( هل حقا تعتبر ان يارا هي الوحيدة التي تستحق منك الشكر في هذه الحياة كما قلت في السابق .. لا اصدقك يامراد .. مهما حاولت التظاهر بانك تحبها فانا لا اصدقك )
جذب مراد يده من كفها بسرعة وبرود وهو يرفع عيناه نحوها مغمغا ( لا يهمني ان تصدقي او تكذبي .. ففي النهاية كلانا له حياته التي يعشيها بعيدا عن الاخر و .. )
قاطعته بلهفة وهي تقف امامه لتمنع تقدمه ( وانت السبب بابتعادنا عن بعضنا .. انت من تسببت بعودتي في المرة السابقة لذلك الاحمق .. ثم .. بعدها قمت بمهزلة زفافك من يارا و .. )
رفع عندها مراد اصبعه ملوحا بتحذير وهو يقاطعها ( اياكي يا ليلا..اياكي ان تهيني حبيبتي امامي فهي عندي بكل الدنيا )
امسكت باصبعه هامسة بتوجع تمثيلي ( الى متى ستظل تقاومني .. انت تعلم انك تحبني .. كما انني تطلقت واخيرا من ذلك الاحمق واصبحت قادرة على البقاء معك و .. )
ضحكته الساخرة اوقفت سيل كلماتها قبل اجابته عليها باستهانة هازئة ( البقاء معك ؟؟ هل جننتي يا ليلا .. هل تعتقدين حقا باني لازلت احبك .. صدقيني ان ظفر يارا وابنائي افديهما بروحي )

بغضب ضربته بقبضتها على كتفه هاتفة ( هل تسمي هذه العائلة عائلة حقا .. زوجتك التي سرقتك مني .. ابنك الغريب الاطوار . وابنتك الحمقاء و .. )
هذه المرة امسك مراد بذراعيها بقسوة وهو يرجها هادرا ( احترمي نفسك يا ليلا فما يجعلني اتحدث معك الان هو احترام الصداقة التي كانت بيننا يوما واحترام عائلتك التي ربتني والاهم .. انك اخت يارا .. حبيبتي التي لا ابدلها ولو بكنوز العالم .. لذا افهمي هذه الحقيقة وتصرفي على اثرها والا .. اقسم ان اجعلك تندمين ان تطاولت مرة اخرى عليهم وساقطع اي علاقة قد تجمع بيننا يوما .. افهمتي )
وابعدها عنه دافعا اياها بقوة اوقعتها على الارض فتاوهت بالم ولكنه لم يهتم وهو يعدل من قميصه ويتحرك باتجاه المدخل ليتبع زوجته الا ان صوت ليلا علا بنبرتها المنهارة ( انت لا تحبها كانثى .. انت لا تنجذب لها .. انت مغرم بي وترغب بي وتشتاق للمساتي انا .. فقط لو تركت مبادئك جانبا واستسلمت لي ساريك معنى ان تكون بين يديك امراة حقيقية مثلي .. ارجوك دعنا نعيد تلك الايام التي كنا فيها حبيبين )
كلماتها اثارت اشمئزازه واستغرابه الكامل من نفسه لانه قد كان اعمى وقد احبها يوما وتالم لاجلها .. وبحركة خائبة من راسه هتف وهو ينظر اليها بطرف عينه ( انا لي حبيبة واحدة وهي يارا .. وانا ارغب بها دوما وابدا حتى لو لبست شوال بشع وغطت نفسها من راسها الى اظفر قدمها .. وبالمقابل لو وقفن اجمل نساء الارض امامي عاريات وحتى انتي فلن تتحرك شعرة مني لان قلبي وروحي وكياني ملك ليارا وحدها .. ) ثم صمت وهو يشير الى داخل قبل اتمامه ( ولكي تصدقيني فقط انظري لنا مرة واحدة دون ان تملاي عقلك باوهامك الكاذبة التي صدقتيها عن قصة حب زائفة جمعتنا يوما وسترين كيف انني انا من لا استطيع رفع يدي من حولها وانني انا من الاحقها واتبعها كظلي .. اتمنى ان تفهمي هذا وتكفي عن اهانة نفسك فانا ملكا ليارا منذ الازل ولكني تاخرت قليلا بادراك هذا في السابق .. ) وصمت مرة ثانية قبل اتمامه ببرود غير مبالي بصوت نحيبها الذي اصبح يصير قرفه ( وداعا يا ليلا .. وثقي انه مهما فعلتي فانا لن احمل لك اي مشاعر سوى الشفقة .. اما بالنسبة لطلاقك فانا اهنئ زوجك الذي تخلص منك واخيرا بعد كل العذاب الذي عاناه بسبب تجبرك وعنادك وغرورك واتمنى ان تتلقي علاجا نفسيا لكي تعالجي تشوهات شخصيتك الواضحة)
وانهى كلامه وهو يتركها دون ان يلتفت نحوها حتى ليلحق بشعلة النور التي اضاءت حياته .. ليلحق بيارا التي اصبحت اصلا كل روحه وقلبه وعقله .. ليلحق بمن استحقت بجدارة حبه بالكامل دون ان ينتبه الى نظرة الحقد التي تبعته فيها ليلا ولا همسة الغل المهددة التي همستها .. همسة هددته فيها وهددت اختها وهددت ابناءه حتى .. همسة الله وحده يعلم ان كانت مجرد وعيد تافه من امراة مقهورة ام انها .................


تمت بحمد الله وتوفيقه


المشهد التعريفي والتشويقي للجزء الثالث من سلسلة انوثة تحت مجهر الرجال ..

( كان هناك ارنب سحري صغير .. احب فتاة صغيرة كثيرا .. اصبحا صديقين لا يفترقان ..وكان مستعدا لفعل اي شيء من اجلها .. ولكن .. تلك الفتاة الصغيرة مرضت .. ولم يتمكن هو بكل سحره وقوته من ايجاد علاج لها .. وماتت بين يديه .. فقرر ان لا يحب مرة اخرى لانه تالم كثيرا بفراقها .. ومرت السنين .. وكبر الارنب .. وازداد قوة وقسوة . والتزم بعده فلم يسمح ان يقترب من قلبه احد .. حتى .. عارضه القدر وفاجأه بواسطتها .. فتاة مختلفة تماما عن اي شخص عرفه .. فتاة قلبت حياته . وغيرت مفاهيمها .. و .. اوقعته مرة اخرى بغرامها .. رغم كل خوفه السابق وحذره من الحب الا انه دخل فخه مرة ثانية بارادته .. ومن اوسع ابوابه .. ليسلم مفاتيح روحه اليها .. وفي اوج ضعفه بسببها اكتشف انها تحب شخص اخر .. شخص طبيعي يختلف عنه تماما .. وكان هذا هو السكين الذي قتل قلبه فقرر الانتقام .. وعندما اراد ان يجعلها تموت بين يديه ابتسمت له .. فاهتزت يده وانحرفت لتنغرس سكينه بداخل قلبه .. وتحول انتقامه منها لانتحاره بسببها .. وعندما غرق بدمائه بين يديها اعترف لها بمشاعره .. فبكت الفتاة .. وصرخت بندم .. لانها تخلت عن حب اسطوري من اجل ان تحصل على حب عادي .. ثم ادركت متاخرة انه ليس من نصيبها .. فحبيبها العادي استغنى عنها .. وهكذا .. بقيت هي لوحدها تتعذب فراق ارنبها .. وبقي طيف ارنبها ينير حياتها رغم اختفاءه منها .. فهل يا ترى احب الارنب فتاته الصغيرة اكثر .. ام انه عشف فتاته الخائنة التي قتلته .. وهل احبت الفتاة الارنب فقط لانه مات بسببها .. ام انها احبت الحب فبحثت عنه في شخص عادي خذلها ؟؟ .. و )
( اووف هل حقا تقراين للاطفال مثل هذه القصة المأساوية .. لا عجب ان مناظرهم تبدو كمن تعرضو للعقاب ) صوت رجولي قاطع استرسال اية في قراءة القصة للاطفال في الفصل الدراسي الخاص بها .. صوت تعرفت عليه فاهتز قلبها بعنف لمسمعه واخذت بعض الوقت وهي تلهي نفسها في النظر الى الكتاب الموضوع بين يديها قبل رفعها لعينيها لتراه واقفا في اخر الفصل ومستندا على جداره بتراخي يدل على انه يتواجد في المكان منذ بعض الوقت وابتسامته تملأ وجهه .. ابتسامته المنيرة التي تخطف صوابها وتسبب ارتعاشة في جسدها .. وبنبرة حاولت التحكم ببحتها غمغمت ( عماد .. مالذي تفعله هنا .. وكيف تدخل الى الفصل هكذا ودون استئذان )
رفع عماد حاجبيه بتحدي وطرف شفته يرتفع بشكل جانبي رسم شبه ابتسامة هازئة وبنبرة غير مصدقة غمغم وقد بدا بالاعتدال بوقفته ( هل حقا تحاسبيني على تواجدي في المدرسة التي اكون انا ممولها الفعلي ومدير مجلسها الاداري )
غروره اللحظي استفزها ولكن حركته المتكاسلة المقتربة منها جعلتها تهتف بتوتر بسيط وهي تنظر الى الاطفال من حولها كحجة ابعدت فيها عينيها عن تينك عينيه الفيروزيتي اللون ( هذا لا يجيب تساؤلي عن سبب تواجدك هنا يا .. سيادة المدير الفعلي )
اضافت الكلمة الاخيرة بحزم ساخر كشر على اثره عماد قبل وقوفه امامها وهو يضع يده بشكل تمثيلي على قلبه متظاهرا بالالم ( ااااخ .. لقد اوجعتني حقا .. سيادة المدير مرة واحدة .. هل هنت عليكي هكذا )
كلماته تسببت بانتشار اللون الاحمر على كافة صفحة وجهها خصوصا مع علو صوت ضحك الاطفال من حولها .. وبحركة فجائية وقفت بدورها امامه فكادت ان تصطدم به ولكنها تراجعت نصف خطوة في اللحظة الاخيرة ورفعت راسها لتنظر نحوه بحزم وهي تلوح بيدها الممسكة بالقصة التي كانت تقراها ( اتبعني الان .. ايها الاطفال .. الليل قد حل .. هيا الى النوم .. والطفل الذي ساراه مستيقظا سيكون مهرجنا الجديد )
كلمات ما ان القتها بصوتها الجهوري الحنون حتى وضع الاطفال رؤوسهم على المكتب فوق ايديهم وكانهم نائمين اما هي فجذبت يد عماد بقوة ليتبعها وهي تخرج الى خارج فصلها لتدخل الى حجرتها الجانبية التابعة له .. حجرة صغيرة جدا بحجمها خصوصا مع ضخامة جسد عماد وطوله الفارع الذي ملا المكان .. وبنبرة حاولت جعلها هادئة حركت راسها بتساؤل ( مالذي اتى بك اليوم الى هنا يا ترى ؟ )
نظر عماد اليها ببطء وعيناه تتلكئان على ملامح وجهها التي تذيب روحه بهواها قبل ان تسافر الى هيكل جسدها الطويل البنية والعريض العظام بشكل يعطيها مظهر ضخما بعض الشيء ولكنها رغم ذلك تبدو رشيقة وصاحبة قوام خلاب ومغري .. وبحركة فجائية اختطف القصة من يديها قبل قوله بصوت رغم عنه خرج اجشا بما يحمله من احاسيس فيه ( هذه القصة لن تقرايها مرة اخرى .. افهمتي .. لماذا دوما نظرتك ماساوية للحب .. هل حقا تصدقين ما تقراينه )
ضيقت اية عينيها وهي تجيبه بتحدي مشيرة باصبعها نحو القصة ( في البدء هذه مجرد قصة طفولية لتعلم الاطفال انه ليس كل ما يريدونه ويحبونه سيحصلون عليه .. ثم ان نظرتي للحب امر لا يعينيك يا عماد .. ولا اعتقد انك قد جئت اليوم الى هنا فقط لتناقشني في نظرتي للحب .. اليس كذلك )
بدوره ضيق عماد عينيه وهو يغمغم (اووف كم انت عنيدة وقاسية .. احقا لا تعلمين سبب زيارتي اليوم .. بالتاكيد تدركين اني قد اشتقت لصديقتي التي تتعمد الهرب مني منذ قدمت من السفر قبل اسبوعين .. مالذي تحاولين فعله معي يا اية بهربك هذا من مواجهتي او من التواجد معي .. صدقا ما هو هدفك من قول كل تلك الحجج في الايام الماضية كي لا تريني على انفراد كلما جئت لازوركم .. لما هذا التغير في تعاملك معي )
ضمت اية شفتيها بقوة ويدها ترتفع كردة فعل معتادة منها عندما تتوتر لتلمس خصلات شعرها المنسدلة حول وجهها وتعيدها خلف اذنها .. حركاتها التي يحفظها كما يحفظ تعرجات كف يده كانت تودي بكل تعقل يملكه وتحطم كل سيطرة يحاول ممارستها على عواطفه المتاججة بسببها .. ودون تخطيط رفع يده ليلمس تلك الخصلات الهاربة وهو يعيد ما قاله بصوت ابح مثقل بالعواطف ( صدقا .. لقد اشتقت لك يا ... ما بك )
كانت قد انتفضت مبتعدة عنه ما ان لمس شعرها ورفعت راسها بوحشية نحوه واصبعها يلوح امام وجهه بثورة غريبة عليه ( لا تفعل يا عماد .. اياك .. افهمت .. حسنا بما انك هنا اليوم وسالت هذا السؤال لي عن سبب تغيري .. فساخبرك .. لقد تقدم لخطبتي زميل لي وانا انوي الموافقة عليه )
صدمة اعجزت لسانه عن النطق وهو ينظر اليها بذهول وكانه قد نبت لها ذيل خلفي.. صدمة رجته بقسوة وكلماتها تتدفق كالسم في شراينه .. وبصرخة هدر بتساؤله الجنوني ويداه ترتفعان لتمسكا ذراعيها وهو يهزها بعنف ( مالذي تقولينه ؟؟ هل جننتتتي .. هل هذا مقلب من مقالبك )
اضاف الجملة الاخيرة بعدم تصديق وهو يضحك بشكل هستيري .. حالة كانت تدرك انها ستتضاعف بجنون اكبر لذا تعمدت ان تواجهه في مكان عام كي لا يختلي بها .. حالة اوجعت قلبها بجنون يفوق جنونه ولكن ما بيدها اي حيلة اخرى لتحمي عائلتها من التفكك والضياع سوى ان تقدم على هذا .. التضحية امر صعب جدا وهي خير من تدرك الثمن الذي ستقدمه بنفسها .. ولكن في المقابل .. فسعادة اقرب الناس الى روحها مرتبطة بهذا الانسان .. سعادة اخت تعشقه بجنون وقد اعترفت لها بهذا الحب وطلبت منها ان تساعدها لتحصل على حبه في المقابل لانها اقرب صديقة له .. طلب لا تدرك حقا كيف ستنفذه بيدها وهي التي تحبه بدورها وبجنون يفوق جنون اختها .. ولكنها اكتشفت انه غرام مستحيل .. فحبهما هي وهو مجرد خطأ ستقوم بتصحيحه ليكون من نصيب تلك الولهى به .. وقد بدات بالفعل باولى خطواتها نحو التصحيح .. وما هذه الخطوبة سوى بداية الطريق الذي ستسلكه منذ الان فصاعدا لتجمع بين .. ياسمين . وعماد .. اكثر شخصين تحبهما على وجه الارض .
________________________________________

(ابي .. انا بخير .. صدقني انا بخير .. ارجوك افهم قلقك ولكن .. لا داعي له ..................اجل .. اجل .. اجل .. حسنا .. كلا لن افعل .. ابببي .. الن تنتهي وصاياك هذه .. المفترض ان تراعي مجهودي الذي قدمته في هذا المشروع فلقد عملت عليه طويلا ومن الطبيعي ان احرص على الحصول عليه وتقديمه في احسن صورة .. انا ...................... حسنا .. افهــ ................ابي فقط اسمعني وكف عن مقاطعتي .............. حسنا .... اعدك ان افعل هذا .. ثم انني لست ذاهبة للقتال على جبهة العدو لتقلق بهذه الدرجة علي .......... كلاااا ارررجوك لا تخبر امي الان .. اعتذر اعتذر اعتذر .. اقسم اني سانفذ كل اوامرك فقط اتح لي هذه الفرصة ارررجوووك ............................. حقققاااا اشششكرررك .. احببببك .. اعدك ان احصل عليه بالتاكيد .. لن يتغلب علي احد .. فانا تقى ابنة علي المناضلة اليس كذلك) وصوت قبلة على الهواء ثم .. صمت صاحبه زفرة طويلة مع همهمة حمد لله .. حوار سمعه سيف الدين عن طريق الصدفة البحتة وهو ينتظر في احد اورقة شركته قدوم سكرتيره مع بعض الاوراق التي نسيها .. حوار استثار فضوله فتحرك خطوتين ليشاهد تلك التي اجرت حوار المكالمة الهاتفية على الجانب الاخر من الرواق .. وهناك راها .. وهي تستند على حافة الجدار وقد اغلقت عينيها ووضعت يدها على صدرها المرتفع والمنخفض بسرعة دلت على اثارتها وحماسها .. منظر لم يتمكن من تجاهله فغمغم بسخرية ( ياللهي انك حقا كبيرة في العمر ولست طفلة كما يوحي صوتك وفحوى كلماتك )
اجفلت تقى وانتفضت معتدلة بوقفتها مع ذلك الصوت الرجولي الذي باغتها .. وبنبرة حائرة نظرت حولها تبحث عمن يتحدث معها بهذه الطريقة قبل اشارتها لصدرها وهي تنظر نحو ذلك الرجل الذي يقف امامها بهيبة مخيفة بعض الشيء .. ( هل تتحدث معي انا ايها السيد ؟؟ هل اعرفك ؟؟ )
نظر سيف اليها نظرة تقيمية من راسها حتى اخمص قدمها فاستفزه مظهرها الرجولي بعض الشيء ببدلتها السوداء الرسمية وشعرها المحكم الربط بكعكة خلف راسها وملامحها الخالية من اي ادوات زينة ونظارتها الطبية التي تخفي نصف وجهها وعينيها .. وبنبرة مشمئزة اجاب ( بصراحة .. انت لا تعرفيني ولكن .. انا بالتاكيد كنت اقصدك بهذا الكلام .. فبصراحة بعدما سمعت كلامك للتو على الهاتف ظننت اني سارى فتاة لا تكاد تبلغ العاشرة من عمرها واهلها قلقون عليها من الخروج لتشتري بمصروفها الشهري )
بذهول اعادت تقى النظر اليه لتحاول معرفة كينونته فاصطدمت بالتماعة عينيه العسليتين المرعبتين بعض الشيء وبنظرته الوقحة المستكشفة والتي اشعرتها انها عارية امامه فضمت يديها اللتان تحملان اوراق المشروع على صدرها قبل تنحنحها لتجلو صوتها وهي تتساءل بخبث ( الم يعلمك والديك ان الانصات لحديث الاخرين دون ارادتهم امر سيء وغير محبب )
اجابتها اضحكته ولكنه لم يظهر هذا بل نظر نحوها باستخفاف وهو يقارعها برد مفحم واثق ( معك حق التنصت على الاخرين امر سيء ولكنك انت من تقفين الان في مكان عام وتتحدثين بصوت عالي وتزعجيننا بتفاصيل حياتك حتى وان لم نرد ان نسمعها .. اذن من برايك هنا هو قليل الادب والتربية )
شهقت بذهول امام جراته واهانته لها ..صدمتها انعكست على فتحها لفمها واغلاقها له عدة مرات وهي تبحث عن رد مناسب توبخه به ولكن .. فعلتها هذه زادت من تسليته فغمغم باستهجان تمثيلي وهو يشير اليها ( هل اكلت القطة لسانك )
انهى كلامه بضحكة انقطعت ما ان اخرجت تقى لسانها امامه بشكل مهين قبل قولها بلؤم ( كلا لساني لا يزال موجودا )
ياللهي انها طفلة حقا .. كان هذا اول خاطر طرا على ذهنه كردة فعل على اخراجها للسانها بهذه الطريقة التي تعمدتها لترد على اهانته .. وبذهول حرك راسه وهو يسالها بنبرة تهدجت بسبب حجزها لضحكته ( انت !!! مالذي تفعلينه هنا حقا .. في هذه الشركة العالمية والمخصصة للاشخاص البالغين .. يبدو انك اخطئت العنوان .. فبدل ذهابك الى المدرسة جئتي الى هنا .. هيا يا صغيرة اركضي بعيدا قبل ان ياكلك الوحش .. ليس غريبا ان يقلق اهلك عليك هكذا )
شهقه اعلى من شهقتها الاولى خرجت من فمها قبل هتافها بنبرة متشنجة ( انت ؟؟؟ كيف تجرؤ على قول هذا لي .. هل تعلمت ان تهين الشخص الذي امامك هكذا بكل هذا الوضوح ودون مواربة .. ثم انني هنا في عمل وليس مثلك الهو كما يبدو عليك )
عقد سيف حاجبيه باستدراك وهو يشير خلفه متمتما بلا تصديق ( هيا .. لا تقولي انك قادمة اليوم الى هنا للتقدم الى المشروع الهندسي الذي تعرضه الشركة )
عدلت تقى من وقفتها بشموخ وهي تشير براسها موافقة ( بلى .. انا هنا لهذا السبب .. فعلى غير استنتاجك فاني مهندسة ولست طفلة كما تقول ..)
قاطعها سيف مشيرا اليها وقد ضيق عيناه متفحصا اياها ( مهندسة ؟؟ هل انت حقا مهندسة ؟؟ المفترض ان من سيتقدم لهذا المشروع هم اصحاب العقول النابغة في هذا البلد )
ابتسمت عندها تقى بثقة وهي تشير الى صدرها ( اجل .. وانا من اصحاب هذه العقول .. انا المهندسة تقى علي الشامي )
اسم ما ان تردد في امامه وسمع صداه بين تلافيف دماغه حتى انتفض الغبار عن ذكريات قديمة جدا .. ذكريات جعلته يحدق بها بصدمة وهو يردد الاسم مرة اخرى ( علي الشامي ... تقى .. علي .. الشامي )
حركت تقى راسها بالموافقة وهي تشير اليه براسها بتحدي ( يبدو من هيأتك انك انت ايضا مهندس قادم لنفس الغرض .. وان كلانا سيكون في منافسة للاخر .. وهناك .. سترى كم انا طفلة وسارد لك اهانتك بفوزي الساحق عليك )
تحدي اطلقته قبل ان تلتفت عنه في نفس اللحظة التي رن فيها هاتفها فاجابته بسرعة ما ان وقعت عينيها على الرقم الذي يطلبها وصوتها ينقلب الى نبع متفجر من الحنان المحب ( حبيبي عماد .. اجل .. لا تقلق اقسم لك انت وابي اني ساكون بخير .. ولكن يا حبيبي انت اكثر شخص تعلم اهمية هذا الامر لي لذا ارجوك .. الا يمكنك ان تدعمني هذه المرة فقط .. و .. )
انقطع صوتها بعدما ابتعدت عنه بمسافة كافية منعته من متابعة محادثتها .. كلماتها المتحدية التي القتها على مسامعه قبل مغادرتها كانت لا تزال تتردد في كيانه باستفزاز رسم على وجهه ابتسامة غامضة وهو يتمتم ( اذن .. انت ابنة علي الشامي .. ممم .. ياللاثارة ) وقطع كلامه وابتسامته تتسع بتفكه مستمتع قبل همسته الذاتية لنفسه بقسوة متعمدة ( وتظنين انك ستنتصرين علي .. لا تعلمين انني جئت الى هنا ليس لكي انافسك انت وغيرك .. بل لاكون المتحكم بمصائركم جميعا .. ولن اكون سيف الدين احمد الراجحي ان لم ادفعك الثمن يابنة علي الشامي )
------------------
سكون يعم المكان .. ويثير في نفسه السكينة التي يعشقها ودوما ما يبحث عنها .. سكينة يحتاجها لكي يتمكن من تنظيم افكاره بعد يوم متعب من العمل مع الحيوانات في المزرعة .. فان تكون طبيبا بيطريا لهو امر صعب بحد ذاته .. فكيف ان اندمج هذا مع شهادته الاخرى بعلم هندسة الجينات النباتية .. ليصبح بنظر اهل القرية الطبيب المعجزة الذين يلجئون اليه بمشاكلهم البسيطة او المعقدة .. ابتسامة هانئة ارتسمت على ثغره وهو يرفع عيناه لينظر الى السماء التي تختلط فيها بهذه اللحظة جميع الالوان .. لحظة الغروب .. الاصفر والبنفسجي والاحمر والازرق بجميع درجاتهم .. تمازج رهيب بديع الصنع بيد الله عز وجل .. صوت حركة جذب انتباهه فوقف من مجلسه عند جذع احد الاشجار ليرى من القادم .. خيال انسان ميزه قبل ان يميز صاحبه والذي كان لفتاة تلتفت من حولها وقد شابت نظراتها رعب دله على كونها تائهة .. فتاة كان واثقا انها ليست من اهل البلد فهو يراها للمرة الاولى .. شعر منسدل ناعم عسلي اللون يشابه بلونه سنابل القمح المنتشرة في المكان .. وجسد جمع بين الامتلاء في بعض الاماكن والنحافة في الاماكن الاخرى ليبدو متناسقا بعض الشيء .. و .. عينان عسليتان استقرتا عليه للحظة وقد راته صاحبتهما واخيرا .. عينان اتسعتا برعب مهول وهما تراقبان تقدمه نحوها قبل صرختها التي علت بشكل فجائي وهي تتراجع بخطوات متقهقرة ومترنحة مستنجدة بانفاس متقطعة ( انننت .. يااللهي اننه انننت .. ككييف .. كيييف )
هو .. من هو .. ومن هي .. لم يفهم شيئا ولكنه في تلك اللحظة لم يكن لديه اي وقت ليحلل ما قيل .. فالفتاة التفتت عنه لتركض مبتعدة في طريق يعلم جيدا ان نهايته وعرة ستتسبب لها بكارثة ان لم تتوقف عن التقدم به .. وبصوت تمنى ان يصلها صرخ وهو يلحق بها ( انتظريي .. قففي .. قفففي .. ستقعيين في الواادي .. قققفففي )
كان بالفعل قد قرب المسافة الفاصلة بينهما بركضه السريع مقارنة بخطواتها المترنحة .. وبحركة سريعة جذب كتفها وهو يحاول تلافي سقوطها ارضا عن طريق اسنادها ولكن .. ضربة من يدها على صدغه صعقته واوقفت حركته فلم يتمكن من تلقيها وهي تسقط ارضا ليصطدم راسها باحدى الحجارة المتناثرة على الارض في نفس اللحظة التي علا فيها صوت رجولي ينادي وقد ترافق مع نباح كلب ( ممرررريييم ... مررررييم اين انت )
مريم .. هل هذا اسمها .. انحنى بسرعة ليتفقدها وقد اكتشف انها قد فقدت الوعي .. يده بدات بازالة خصلات شعرها عن وجهها وقد بدا بجس نبضاتها من خلال وريدها العنقي وعيناه تتفحصانها بسرعة ليتاكد من سلامتها .. هل يعرفها .. لا يمكن .. لا يعقل ان يكون قد راها في السابق والا بالتاكيد كان سيتذكرها .. ولكن .. مالذي حدث للتو ولم هربت منه .. ومن هي هذه الفتاة و .. هجمة من كلب اوقعته ارضا في تلك اللحظة وصوت غاضب هدر من حوله ( ايها الحقيير .. كيف تجرؤ على لمسها .. ايها .. ياللهي انننت ؟؟؟ مالذي تفعله هنا )
كان الرجل الذي سمع صوته في السابق والذي قد رفعه بلحظة من على الارض ليلكمه هو نفسه قصي .. قصي محمد .. وبنبرة ذهولية تساءل بينما قصي ينظر مرة اخرى له تارة ثم لتلك الملقاة ارضا تارة اخرى ( قصصي ؟؟ مالذي تفعله هنا ؟؟ مالذي يحدث )
لم يجبه قصي وهو يترك تلابيب قميصه التي كان يقبض عليها في السابق ويلتفت نحو الفتاة الملقاة ارضا وقد جلس بجانبها وبدا برفعها هامسا بجزع ( صو .. مريم .. اجيبي .. هل .. انت بخيير اجييبي .. مالذي حدث هنا ؟؟ )
كان سؤال عليه ان يجيبه فاعتدل بمجلسه وهو ينظر نحوالكلب الواقف بتحفز ونيته للهجوم عليه واضحة وبغمغمة حائرة تحدث ( لا اعلم يا قصي .. فلقد كانت هذه الفتاة تركض خائفة وعندما رايتها ووجدت انها تتجه نحو الوادي لحقت بها لانبهها ولكن .. واثناء محاولتي ايقافها يبدو انني قد اخفتها . وهكذا سقطت على الارض عندما جذبتها وارتطم راسها بالحجارة .. لم اقصد حقا اذيتها )
رفرف قصي بعينيه في محاولة استدراكية تفهمية وهو يشير الى الكلب ليجلس مغمغا وعيناه تعودان لتراقبان الفتاة التي وضع راسها على فخذيه وبدا بالضرب البسيط على وجنتها لينبهها ( هل هي بخير يا علي ؟؟ انت طبيب .. اليس كذلك .. هل هي بخير .. انا لا اريد تحريكها مخافة ان لا يكون قد كسر اي شيء في جسدها فازيد الطين بلة )
حرك علي راسه متفهما قبل اقترابه البطيء وعيناه تمران عليها بسرعة تفحصية ويده تعود الى عنقها لتفحص نبضها مرة اخرى ( اعتقد انها بخير ولكن .. يجب ان يتم نقلها الى المشفى وتصوير راسها مخافة ان يكون هناك اي نزيف داخلي .. ثم انني طبيب بيطري يا قصي ولست طبيب بشري .. ومن هذه )
تساءل سؤاله الاخير وهو يتناول هاتفه من جيب بنطاله ليطلب سيارة الاسعاف .. توتر ظهر جليا على قصي الذي تهرب للحظة من الاجابة وهو يشغل نفسه بالفتاة الغائبة عن الوعي قبل قوله بهمسة خافتة ( هذه .. خطيبتي .. تدعى مريم .. وقد جئنا الى هنا بناءا على رغبة خالك الذي يعلم بوجودنا وقد قدم الينا منزل نقيم فيه في الفترة القادمة ولكن .. المفترض الا يعلم احد بوجودنا بصراحة .. فكيف سنذهب الان الى المشفى .. فحياة مريم في خطر )
جرس ضرب بعقل علي الذي عادت عيناه لتتفقدان وجه الفتاة واحساس غريب بدا ينمو بداخله بانه يعرفها .. اجل هو يعرفها ولكن .. لا يعلم كيف ولا اين ولا متى .. ثم .. ما هي حكاية الاختباء التي يتكلم عنها قصي .. وما علاقة خاله بها .. ولم خافت هذه الفتاة عندما راته .. حيرة ضج بها راسه وعيناه تراقبان قصي هذه المرة عله يفهم شيئا من الغموض المحيط بالامر .. قصي .. ذلك الشاب الذي تعرف عليه عن طريق المصادفة ومن خلال خاله الذي يقوم ببعض الاعمال مع الشركة التي يديرها عماد سراج وعلي الشامي .. تشابك غريب للاقدار يبدو انه يجمعه مع هذه العائلة .. تشابك بالتاكيد ان بحث بين طياته فانه سيصل الى الحقيقة الكامنة خلف هذه الفتاة .. الفتاة اللغز .. مريم .. خطيبة قصي على ما يبدو .
-----------------
نظرة خبيرة واحدة شمل فيها المكان قبل عودة عيناه الى الجثة الملقاة امامه وقد ظهر على جانب صدغها الايمن ثقب رصاصة كان السبب الاكيد للموت .. وبتلكئ مرر نظراته على طول الجثة دون ان يلمسها وعيناه تسجلان كافة المتغيرات فيها قبل ثبات نظراته على المسدس المتواجد في يد الجثة اليمنى وبطريقة توحي للمشاهد بان ما حدث هو انتحار .. ابتسامة عبثية ارتسمت على شفتيه وهو يمد طرف عود خشبي كان بيده نحو اليد اليسرى للضحية ليقلب جانبها متفحصا اياها بدقة وقد بدات الامور تنكشف له .. نحنحة قاطعت غرقه في التحليل والتدقيق فرفع عيناه بتحذير مخيف نحو ضابط الشرطة الذي بدا عليه الارتباك للحظة وهو يبرر بسرعة سبب مقاطعته التي يكرهها اثناء تفحصه لموقع الجريمة ( سيدي .. النائب ثاثر الشامسي في طريقه الى هنا .. ويطلب منك الا تبدا بلهو قبل وصوله )
ابتسامة عبثية جذلى ارتسمت على شفاه ايهم وهو يعتدل من تقرفصه ارضا ليقف مادا جسده ببطئ وعيناه تعودان لتشملان المكان بسرعة تفقدية وهو يتمتم ( اذن .. ثائر يصر كالمعتاد على دس انفه في تحقيقنا .. الم يتعلم الدرس من المرة السابقة )
قاطع كلامه صوت نبراته هادئة بطريقة مخيفة ( عن اي درس تتحدث يا ترى .. سيادة المحقق ايهم رضوان )
التفت ايهم نحو ثائر رافعا حاجبيه بتلاعب وهو يمد يده للمصافحة ( ارجو عفوك سيادة النائب .. فنحن من نتعلم منكم بالتاكيد .. تفضل .. مسرح الجريمة تحت اشرافك )
ضيق ثائر عيناه وهو يثبت نظراته المتحدية نحو ايهم قبل انقالها لتشمل المكان بسرعة ثم عودتها مرة اخرى اليه وهو يتساءل بفضول حذر ( جريمة ؟؟ لقد وصلني معلومات اولية بان الامر مجرد انتحار )
مط ايهم شفتيه بلامبالاة وهو يشير نحو الجثة ( اجل .. هذه هي المعلومات الاولية فالقتيل رجل اعمال لديه بعض المشاكل في السوق وقد تعرض لخسارة كبيرة في الاونة الاخيرة تركته على اثرها زوجته .. ثم ان كل ما في الشقة يوحي بان الامر انتحار خصوصا الباب المقفل من الداخل والسلاح المتواجد بين يدي الضحية والسواد المحيط بثقب الرصاصة مع احتراق حواف الثقب باشارة واضحة على ان الشخص الذي اطلق الرصاصة كان قد الصق فوهة المسدس بصدغ الضحية دون ذكر عدم وجود اي اشارة واضحة على المقاومة من قبل القتيل .. ولكن .. ربما لو نظرت نظرة واحدة الى الجثة سترى ما رايته وما جعلني اقول بان الامر عبارة عن جريمة قتل )
رفع ثارئر حاجبيه بتفهم وهو يتجه نحو الجثة ليلقي نظرة عليها بسرعة وخبرة وعيناه تسجلان كل ما تمران عليه ليقوم عقله بتحليله بمنطقية معتادة منه وقد تجاهل نظرات الانبهار التي كان يراقبه فيها رجال الشرطة الاخرين والمحيطون بالمكان والذين كانو يتابعون الحوار المتناقل بينه وبين ادهم بذهول دل على انصدامهم من سرعة ربطه هو وايهم للمعلومات التي رفع راسه ليؤكدها بنظرة واحدة تبادلها مع ايهم قبل قوله بصوت جهوري مصدر قراره ( هذه جريمة قتل بالتاكيد وليست انتحارا .. فالقتيل اعسر .. ومن المستحيل ان يستخدم يده اليمنى بالانتحار كما هو واضح هنا .. و .. )
قاطع كلامه سؤال احد ضباط الشرطة بذهول ( اعسر ؟؟ ولكن .. كيف علمت بهذا الامر )
هنا تبرع ايهم بالاجابة وهو يشير نحو المقتول ( لانه ببساطة الاصبع الاوسط في اليد اليسرى للمقتول تحمل اشارة الكتابة الواضحة والتي تظهر كانتفاخ بسيط في مقدمة الاصبع كما ان كل ما حولنا يدل على ان هذا الرجل يستخدم يده اليسرى .. لنبدا بطاولة القهوة التي قد وضعت باتجاه اليد اليسرى وقد توجه مقبض الفنجان الموضوع عليها والذي قد شربه القتيل في وقت سبق موته نحو اليسار .. وايضا الخبز المقطع في المطبخ على لوح التقطيع يتجه فتاته نحو اليسار بينما يتواجد بقاياه نحو اليمين مما يعني بان القتيل كان يمسك رغيف الخبز بيده اليمنى ليثبته بينما تقطعه بالسكين يده اليسرى التي توجه الخبز المقطع نحوها . . كما انه يمكنك ملاحظة ان الجانب الذي قد وضع عليه دفتر الملاحظات المتواجد بجانب هاتف المنزل هو الجانب الايسر .. وذلك لانه يمسك سماعة الهاتف باليمين ويكتب بيده اليسرى في ذلك الدفتر .. هل تحب ان اكمل ام انك اقتنعت )
كان كلامه وكانه عبارة عن طلاسم يلقيها امام اؤلئك الرجال الواقفين حول الجثة والذين كانت اعينهم تنتقل مع اشارات ايهم نحو الاشياء التي كان يشرحها بسرعة وبديهية .. وبصوت بدى جذلا رغم هدوءه الثلجي اتم ثائر كلامه ( بالتاكيد من الصعب ان يقتل رجل اعسر نفسه بيده اليمنى فالمنتحر يكون بحالة عالية من التوتر .. لذا .. فبدل ان تحورو الحقائق نحو الخيار الواضح الذي يعجبكم متجاهلين كل الدلائل التي لا توافقه عليكم ايجاد الاجابة على الاسئلة التي يطرحها الخيار الاخر .. وهو الخيار الاصعب ولكنه الخيار المحتمل لكل الدلائل التي وجدناها .. مثلا كيف تمت عملية القتل والباب مقفل من الداخل .. وايضا من هم المشتبهين بعملية القتل .. وما علاقة الامر بتلك الاحرف الملونة التي طليت على جدران شركته )
وامر اصدرها بصرامة تحرك على اثرها الجميع ما عدا ايهم الذي اتسعت ابتسامته الساخرة وهو يمد يده ليصافح ثائر ( كيف حالك يا رجل .. لقد ظننت انك قد حصلت على ترقيتك وترفعت لتصبح نائب مدير دائرة النيابة )
مد ثائر يده ليصافح ايهم وقد رفع كتفيه بحركة رافضة مغمغا ( لازالت اجراءات الترقية لم تتم .. ثم .. بالتاكيد انت تعلم باني اعشق معاينة مسارح الجرائم خصوصا معك .. ويمكنني ترك كل شيء ما ان اسمع عن جريمة يتولاها فريقك لاصر على تولي مسؤوليتها كنائب عام )
ابتسم ايهم بعبث وهو يرفع حاجبيه متسائلا بذهول تمثيلي ( هل حقا اسمع مديح يخصني من فمك )
ضحك ثائر رافعا يده ليضرب كتف ايهم بلطف محبب مغمغما ( انا دوما ما امدحك يا رجل فانت معلمي الاول لكل ما امارسه الان ولكنك انت من تصر على جعل الامر وكانه منافسة وتحدي نتسابق انا وانت على حل لغزه .. ثم الم اكن انا من يترجاك دوما ان تقبل الترقية لتصبح نائب مدير قسم الشرطة او ان تنضم لمكتب النيابة العامة معي )
حرك ايهم راسه بالرفض السريع هامسا ( ارجوك يا ثائر لا تبدا الان بنفس الكلام الذي تصر على ترديده كلما رايتني .. فانا لن اتخلى عن مهنة التحقيق حتى اجد قتلة سهام واحاكمهم )
حزن ظهر جليا على وجه ايهم مما اثار الندم في نفس ثائر الذي رفع يده مربتا على كتف صديقه بدعم وهو يهمس ( سنجدهم باذن الله يا صديقي .. سنجد قتلة خطيبتك ولو كانو باخر الكوكب الارضي .. المهم كيف حال الخالة اسيل والعم ادهم )
هرب ايهم بناظريه عن تحديق ثائر به وهو يجيبه ممتنا له لتغيره موضوع الحديث الدائر فيما بينهما ( انهما بخير .. وايه وياسمين بخير ايضا .. وانت .. كيف حال الخالة نسمة و ... ما كان اسمها اختك )
عض ثائر على شفتيه بغيظ وهو يشد قبضته على كتف ايهم هاتفا ( ااايييهم .. انت تتعمد استثارتي اليس كذلك )
ضحك ايهم بسخرية وهو يتلاعب بحاجبيه مستفزا اياه ( اجل .. فكلانا يعلم بان ما تفعله انت والعم نادر بندى امر جنوني يسبب كل تمردها الذي تحيطكم به )
انتفض ثائر مدافعا بسرعة ( هل تعتبر حمايتنا لها امرا زائدا عن الحد حقا .. انت لا تدرك مدى جنون وتهور ندى الذي نعاني منه )
شردت عيني ايهم للحظة وهو يستحضر صورة ندى منذ اخر مرة راها فيها قبل تحريكه لراسه بالرفض مغمغا ( بصراحة اعانكم الله عليها ولكن هذا لا ينفي انكما تتعاملان معها بشكل خاطئ .. رغم انني عانيت بدوري من جنونها وبطريقة تجعلني لا اتمنى لقاءها مرة اخرى بصراحة )
ضيق ثائر عينيه وهو ينظر الى ايهم بتفحص مغمغا ( ساظل ورائك حتى اعلم تفاصيل لقائك بها وما فعلته بك لتقول هذا عنها والذي دوما ما تصر على اخفاءه عني .. ولكن الان .. لنلتفت لعملنا )
حرك ادهم راسه موافقا وهو يبادله نظراته بتحدي غامزا له ( بالتوفيق في جعلي اخبرك عما لا اريد .. فانت تعلم جيدا انني عنيد لدرجة تفوق الحديد الصلب فلا تتعب نفسك معي )
تنهد ثائر بياس وهو يعقب ( اجل عنيد لدرجة ارهقت الخالة اسيل والعم ادهم وهما يحاولان اقناعك لترجع للسكن معهما وتترك منزلك الذي كنت قد جهزته لتتزوج فيه سهام .. اتعلم انهما في اخر مرة رايتهما بها قد توسلا الي ان اتحدث معك وان احاول اقناعك بالامر .. بما انني صديقك كما يعتقدون )
ضحك ايهم بتفكه وهو يشير الى صدره ثم الى صدر ثائر ( هل نحن اصدقاء حقا .. ارجوك .. نحن اقرب للاعداء المتنافسين .. من الممكن ان اعتبر قصي صديقي او اياس ابن عمك قد احتمله ايضا كصديق ولكن انت ....... الامر صعب حقا فانا اعشق منافستك لانها توقظ عقلي من سباته وملله.. ثم اليس من الافضل لك ان تنظم حياتك المتعثرة اصلا .. كيف حال ابنك وهل لازالت طليقتك تثير جنونك قبل ان تراه )
بتحذير رفع ثائر اصبعه ملوحا امام وجه ايهم وهو يهمهم ( ايهم .. انتبه فهذا امر لا يحتمل المزاح من قبلي فانت خير من يعلم جوانب الموضوع بالكامل و ... )
صمت قليلا وهو يرفع ابهامه متحديا بعلامة مؤكدة هاتفا بحزم خالطه القليل من المروالتسامح ( على فكرة انا لكل تحدياتك يا ايهم .. انت تعلم باني على قدر كل منافساتك يا رجل .. ولكن هل ستكون انت على قدر تحدياتي يا ترى .. هيا يا سيادة المحقق ارني مهارتك واجب عن الاسئلة التي طرحتها قبل قليل على رجال فريقك )


هل يا ترى السلسلة تحتاج الى جزء ثالث ... ما رايكم












التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-10-19 الساعة 03:11 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-19, 05:38 PM   #609

hanaa85

? العضوٌ??? » 55639
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,649
?  نُقآطِيْ » hanaa85 is on a distinguished road
افتراضي

نعم بالتأكييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي يد

hanaa85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-19, 06:11 PM   #610

رانيا زهير

? العضوٌ??? » 414928
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » رانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond reputeرانيا زهير has a reputation beyond repute
افتراضي

نهايات رائعة وجميلة جدا بانتظار الجزء الثالث😀😀😊😊

رانيا زهير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.