آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree93Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-19, 12:12 AM   #1221

البارونة

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 31287
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,433
?  نُقآطِيْ » البارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond repute
افتراضي


.. يعز علي فراقكم ..
:
ووجدت نفسي اجابه خطوب كبيره في الحياة لكن مازال الوداع نقطة ضعفي ..
:

:
دقائق وينزل الفصل الاخير ..


البارونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:13 AM   #1222

lina Aryam
 
الصورة الرمزية lina Aryam

? العضوٌ??? » 384296
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » lina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond reputelina Aryam has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير جميعا
الحمدلله وصلت قبل نزول الفصل


lina Aryam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:13 AM   #1223

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور...

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 80 ( الأعضاء 42 والزوار 38)
‏ebti, ‏نهاوند16+, ‏البارونة, ‏اماني راكان, ‏ح.ع.خ, ‏ام عبدالسميع, ‏nes2013, ‏شيماء123, ‏lina Aryam, ‏علمتني الدنيا, ‏NH_1927, ‏mansou, ‏سوووما العسولة, ‏رسوو1435, ‏halimayhalima, ‏Arjoana, ‏sou ma, ‏امل حياتي3, ‏خدوج30, ‏زهرورة, ‏كلمات بسيطة, ‏تلوشه, ‏87huda, ‏Hopeoun, ‏بسمة الثغر الاولى, ‏كارثية, ‏درة البحر2, ‏عبير..., ‏nmnooomh, ‏Nanyotb, ‏خفوق انفاس, ‏جلاديوس, ‏sonia16, ‏daz., ‏ام العلياء, ‏هواي مكة, ‏ح*ل*ا, ‏أم نوّآر, ‏بناتي حياتي, ‏شاكرة, ‏روحي حرة, ‏فوز الأمل


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:39 AM   #1224

البارونة

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 31287
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,433
?  نُقآطِيْ » البارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond repute
افتراضي

" الفصل 41"
( الاخير )
:
:
يَاقِبْلَةَ الأَشْوَاقِ أَيْنَ رَحَلْتُمُ؟
هَلْ طَابَ مِنْ دُونِي لَكُمْ تِرْحَالُ؟
ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْض حِينَ غِيَابِكُمْ
وَتَغَيَّرَتْ مِنْ بَعْدِكُمْ أَحْوَالُ
يَا غَيْمَةَ الحُبِّ الطَّهُورِ أَمَا تَرَى!
أَنَّ التَّصَبُّرَ فِي الغَرَامِ مُحَالُ.
م.ن
:

:

عندما يقال غرق حزناً .. فهو دليل على عدم النجاة .. على ضعف الحال مقارنة بالتيار .. نغرق لاننا لانعرف الصمود امام امواج الحزن ..
من غرائب الحياة اننا نتصل بالاموات .. نشد انفسنا بحبل لهم كأننا دُفنا معهم .. خيط رفيع يصل روحين احداهما تحت الارض والاخرى فوقها .. نرتدي الباس الاسود حزناً بينما يرتدون الكفن الابيض هروباً .. نعم بعض الموت هروب من الحياة .. ونجاة منها ..
سامحت هيفا والدها .. بل تعدت ذلك لتتفهم معاناته .. اراد ان يعيش حياة مستقرة .. هي مؤمنه انه احبها كثيراً .. لذا انتزعها من طريق منى بالتجاهل .. ربما كان على علم انه لو اعطاها مامنع عنها لانتهت تحت قسوة منى .. ربما بعد كل شيء هو على حق .. لكن هناك حقيقة بينها وبين والدها .. خيط رفيع بين ميت وحيّ .. هي ان والدها احبها كثيراً..
لكن عبدالله .. ورفعت نظرها لام عبدالله الواقفة تبكي امام غرفة العناية المركزه .. حيث يرقد عبدالله كانت الرصاصة قريبة من رئته بل كادت تصيب قلبه .. قلبه اللذي احبها والذي جرحته .. من اللؤم الانتقام من شخص جاء معتذراً نادماً معترفاً بخطئه .. لكنها لم تكن تنتقم كانت تهرب .. هي اضعف من ان تنتقم ..
عدلت حجابها ونظرت من خلال الزجاج الشفاف.. غريب انها كأنها تشعر بنفسها داخل كابوس .. تنظر لعبدالله الذي تغطي الاجهزه جسده وتسمع نحيب اخواته وتمتمة والدته بالادعية .. بل تشم رائحة دمه على لباسها .. ومع ذلك تشعر انها ستفيق من حلم مرعب .. لقد نظر لها وحاول ان يكلمها .. قبل ان يغشى عليه ..
لقد مرت بها اصعب عشرين دقيقه على الاطلاق .. كانت تنظر له ممدد ..شاحب .. تلطخ دماؤه لباسه ولباسها .. ويغرق وجهها بالدموع .. لقد رأت عبدالله بين الحياة والموت .. وهي جملة تسمعها كثيراً لكنها عرفت معناها .. ( بين الحياة والموت ) لاتعني انه قد يموت وقد يعيش .. بل تعني ان الموت يحتضنه بينما لم ينتهي من الحياة بعد ..
كيف تخبر شخصاً انك تحبه .. بل الاسوأ كيف تودع شخصاً احببته كثيراً .. كيف تختزل احاديث طويلة لتخبره في لحظات .. كيف تجعل شعورك رداء واحاسيسك غطاء .. ماهو الوداع الاخير .. ومالكلمات المناسبة .. في لحظات ارادت ان تخبره بكل شيء .. بما حصل معها وبما لم يحصل لها .. وبما خشيت ان يحصل .. لاتوجد طريقة مناسبة للوداع .. ولاوقت مناسب ولاكلمات مناسبة .. الوداع فقط نظرة طويلة وقلب مكسور وعين دامعه .. عندما نسمع عن لقاءات كثيرة جميلةً لم نسمع عن وداع مناسب واحد .. الوداع رحيل واسئلة قاتلة .. ومجموعة من الاشياء التي لن تحصل واللحظات التي لن تتكرر والكلمات التي لن تُقال .. والاعتذارات التي لن تُسمع ..
لقد امسكت يديه ووجهه واكثر ماارعبها هو برودة جسده القوي .. عجز تام وهي تراه يتسرب من يديها ليرحل .. كيف تجمع عمره وتعيده .. لاتستطيع .. كيف تقفز معه للموت لاتستطيع !! كيف تسحبه معها للحياة لاتستطيع !! كيف تنسى نظرته لها قبل ان يُغمض عينه .. لاتستطيع ..
-هيفاء!
التفتت لوعد التي قالت : روحي بدلي لبسك وتعالي وارتاحي ..
هزت هيفاء رأسها : بانتظر الطبيب لين يجي ..
وعد : يعني ماراح يقول شيء اكثر من الطبيب الي سوا العملية دام قال حالته مستقره الحمدلله ..
هيفاء: لا ياوعد ماقدر اروح ابداً ..
ونظرت لوعد التي ابتلت رموشها من الدمع كانت قد اتت بمجرد ان سمعت بخبر اصابته .. هي تعلم ان عبدالله لاخواته اكثر من اخ .. بل اكثر من اب..
وهو لها هي .. اكثر من حياة ..
تجاوز الطبيب السيدات اللاتي انتشرن امام غرفة مريضه بعضهن تجلس والبعض يقف : السلام عليكم ..
نزعت هيفاء نفسها من الجدار الملتصقة به : وعليكم السلام.. طمنا دكتور
ابتسم بابتسامة تطمينيه وقال : بمجرد مااشوفه اطلع واقول لكم ..
كانت هيفاء ترى ان العنود رغم حزنها تتأفف ربما لاستلامها المبادره بالتحدث مع الاطباء .. او انها ترى ان هيفاء دخيلة ولاحق لها بالوقوف معهم .. لكن مهما كان ماتراه العنود فهي هنا حياتها على المحك ..
عندما خرج الطبيب تأهبن جميعهن ..
ابتسم الطبيب وقال : الحمدلله حالته جداً مستقره وهو يتقدم .. العملية نجحت ولله الحمد ولافيه خوف عليه ..
كانت هيفاء تبكي وهي تسمع الطبيب.. غريب كيف اصبح تعبيرها دمعاً دائماً تحزن تبكي تحب تبكي ترتاح تبكي ... فقالت : طيب متى يصحى يادكتور !
الدكتور : بمجرد ماينتهي دور المضاد بيبدأ يفوق وهو الان يسمع ويشعر بالي حوله لكن الاستجابة بطيئة ..
ام عبدالله : طيب يادكتور الله يعطيك العافية العملية ممكن تأثر عليه بعدين
الطبيب : ابداً الرصاصة ولله الحمد مااتلفت الرئة كامله والحين بس نعطيه اكسجين تكميلي وانبوب لتصريف السوائل من داخل جسمه يبيله فتره بعدين يقوم مافيه الا العافية ..
ام عبدالله : الله يسمع منك .. ومشكور يادكتور
الدكتور وهو ينظر لهيفاء وللدماء التي على عبايتها : انتي تقريباً انقذتي حياته بتصرفك السليم ودائماً نفرح اذا جانا مريض تم اتخاذ الاحتياطات من الي حوله وقت اصابته عشان ماتحصل مضاعفات .. بكره الصباح ان شاء الله بنطلعه مو العناية للجناح وعندها تقدرون تدخلون عليه براحتكم
هيفاء بتمتمه : الحمدلله .. مانقدر نندخل عليه الان ..
الطبيب : اذا ولابد وقت قصير ومش امثر من شخصين عشان الاكسجين ..
وتحدث مع النيرس الواقفه لتسمح لهم بالدخول ..

لم يكن يعلم الطبيب ان هيفاء عندما اخذت شماغه ووضعته بقوه على الجرح المتدفق دماً من جسده كانت تنقذ نفسها به .. كانت تمسك به لتعيش .. وتسد جرحه بقوتها ليتوقف نزفها هي ..
نظرت لام عبدالله التي قالت : ادخلي عليه انتي ..
لكن هيفاء هزت رأسها رافضه : ادخلي انتي اول وبعدين انا ..
انتظرت حتى خرجت والدته تمسح عينيها وتتمتم بشكر لله وحمد لنعمه التي لانحصيها .. كانت متأثره جداً وهو امر مفروغ منه .. استنادك على شخص تعني انه يملك لحظاتك وعالمك اكثر مما تتصور انت او يتصور هو ..
دخلت هيفاء بعد ان خرجت ام عبدالله .. كان قرع قلبها يصم اذانها ويعلوا ليستحوذ على قمة رأسها .. سمعت صوت الجهاز الرتيب بطنين بين كل ثانية واخرى .. رائحة الغرفة الملاءات البيضاء كان عقلها لايساعد بقية جسدها على التقدم بل راح يرسل فلاشات تصويرية لوالدها مسجى في غرفة مشابهه .. وتلقائياً يخبو الامل لديها وتحتل برودة الخوف اطرافها .. اقتربت من السرير .. ووضعت يدها على فمها تكتم نحيبها وهي ترى عبدالله جسداً بلا روح .. بلا حركة .. كل ماتريده الان ان تتقوقع في زاوية الغرفة لتبكي .. لن يكفيها عمر لتنتهي دموعها .. كان الشاش الابيض المناقض لسمرة جلده تحيط بكتفه ثم تمتد من تحت ذراعه .. بينما ينغرز انبوب في خصره الايمن يخرج منه مادة صفراء .. وجهاز التنفس الصغير يطبق على سبابته .. ونصف وجهه مغطى بكمامة الاكسجين .. تشجعت وتركت عيونها تسبل دمعاً لاحكم لها عليه ولامشورة .. رفعت يدها ووضعتها على كتفه السليمة .. لمسة خفيفه جداً لتشعر انها على قيد الحياة وانه في متناول يدها لايفصل بينهما الموت .. جسده البارد احاط قلبها بالجليد : عبدالله .. كانت اناملها على جسدهً بينما الاخرى تمسح دمعها المتساقط بغزاره : حبيبي .. سامحني .. كل قراراتي وكلامي نابع من ضعفي وخوفي .. لكن الحين ! يوم واجهت خوف اكبر .. انا ماقدر اعيش بدونك ..! الله يخليك عبدالله ..
اخذت وقتاً طويلاً وهي فقط تضع يدها في يده تستمددالحياة منه رغم انها التي تقف على قدميها بينما هو تتعلق به مجموعة من الاجهزة .. مما يثبت ان الحياة معادلة غير مفهومة ..
طرقه خفيفه على الزجاج جعلتها تنتبه وتخرج ..
ام عبدالله : يالله يابنات روحوا للبيت .. اخذي خواتك ياوعد وروحوا .. وانتي ياهيفاء روحي بعد ..
هيفاء: باروح ابدل لبسي وارجع عشان مايجوز اصلي بلبسي كذا .. تبين شيء اجيبه وانا جايه ..
ام عبدالله : سلامتك يابنيتي ..
كان التفاهم بين السيدتين تفاهم ضمني لقلبين اخبا نفس الشخص وتشاركا نفس الألم وجمعتهن المخاوف نفسها ..
:
:
اختاري بيننا وبين الرجال هذا الي ماندري منهو ..
منى : كيف اختار بينكم ؟! مايحق لكم تمنعوني من شرع الله
تركي بحده : لو انك متزوجه لاي سبب كان وبطريقه طبيعية يمكن نفكر او حتى نوافق .. بكن اسبابك كلها مادية وطريقتك رخيصه
منى بثورة غضب : تبيني اعيش على احسان هيفاء !!
محمد بهدوء : هيفاء مسكنتك بيت وترسل اغراضه اسبوعياً وش تبين اكثر
منى : مابي احسانها
تركي : قصدك ماتبين تعيشين بطريقة محترمه
منى بغضب : احترم نفسك انا محترمه
تركي بصوت بالغ الغضب : مافيه حرمة محترمة تختار شقه وتتزوج مسيار وشرطها الوحيد ان الزوج يحط لها مصروف
منى : هذا من حقي
محمد بهدوء وهو يقف : عن اذنكم .. ( ونظر لوالدته ) اذا تزوجتي انسي انك امنا
تركي بحده : قلت لك احتاري بيننا ..
نظرت لهم وعينيها تتطاير شرراً : وين بتروحون !؟ لهيفاء !؟ الي بتتزوج وتترككم
ضحك محمد وهو يعرف محاولة والدته كالعاده في زج هيفاء في خلافاتهم ..
لكن تركي قال : على الاقل هيفاء ماتخلت عنا حتى مع اخطائنا .. حتى في احلك ظروفها .. هي الشخص الوحيد الثابت في حياتنا .. لذا اذا بتتزوجين قولي لنا الان !
منى بعناد : ايه باتزوج ..
الخيارات الخاطئة هي ديدن البعض وطريقتهم فب الحياة .. لايمكن ان يسلكوا طريقاً لايسبب الألم للاخرين ولانفسهم .. ودائماً التنازلات الكبيره تكون خسائرها كثيرة .. فلايمكن ان نكسب من تنازل وتخلي .. !!
:
:
مرّ اسبوع وهيفاء مازالت تذهب يومياً لتبقى وتعود وقت النوم .. كانت هي ووالدته واخوته يتناوبون .. لكنها كانت طرفاً في كل مناوبة .. تدخل وتقرأ قرآن حتى تبتل الصفحات من دمعها .. ثم تقف لتضع اصبعها على يده وتمرره بطريقة خفيفه لذراعه .. وقد تجرأت مره وطبعت قبلة متردده خائفة على جبينه ..
ذهبت ذات ليلة للمنزل لتجد تركي ومحمد .. احدهما غاضب ثائر والاخر غاضب هاديء.. احدهما يقف وبتحرك بطريقة سريعة .. والاخر يجلس بهدوء كاذب .. لكن كلامهما مبتل الرمش وكأنه يعجز عن البكاء ويعجز عن الصمت .. عندما سألتهم كانت الاجابات متفاوته .. فـ تركي قال ان امه تركتهم لتتزوج .. بينما محمد قال انهم تركوها لتتزوج .. لكن النتيجة ان منى .. مرة اخرى بحثت عن مصلحتها .. واتبعت انانيتها .. ورحلت للاكثر مالاً .. رجل سبعيني يريد فقط ان يجرب نفسه ورجولته مع سيدة راغبة .. لكن هيفاء لم تستطع ان ترى ان مافعلته منى تلك السنوات لايقارن بما تفعله بابنائها ..
هل يخطئون الاباء والامهات .. هل هم ملائكة كما نراهم .. او كما نريد ان نراهم .. او هل نحن عاقون لمجرد ان نرى عيوبهم واخطائهم .. التفرد في مكانتهم يجعلنا نريدهم بلا اخطاء .. قديسين ومثالاً للكمال ..!
كانت تقف بينما العنود تجلس ومعها ابنها الكبير .. ربما ست سنوات او اقل لاتعلم لكنه جميل راقبته هيفاء وهو يركض ليذهب لجهاز القهوه يعبث به ..
-يوم انك متأثره كذا !؟ ليه تركتيه !!؟ والحين رجعني !! والا عشان كان فقير والحين غني !!
صدمت هيفاء من السؤال وطريقة طرحه والعداء الواضح في القائه .. لكنها لن تسمح لها بتشويه ماتشعر به ناحية عبدالله فقالت : 200 اذا انا تركت عبدالله في نظرة لانه فقير ..! انتي ليه تركتي زوجك !؟ .. اتمنى عندك اسباب مقنعه لنفسك مش لي ..
وصمتت بينما قالت العنود بارتباك : هذا مايخصك !!
هيفاء بهدوء : اعرف ولاعمري دخلت في شيءً مايخصني .. لكنك تحاوزتي حدكً بافتراض انك تعرفين الي بيني وبين عبدالله .. والاولا انك تصلحين الي بينك وبين زوجك لان اذا شفتي الحب يربطني بعبدالله انتي يربطك بزوجك حب واشياء ثانية .. الاصلاح سمة القوي واخذ الخطوة الاولى نوع من الاعتذار .. السنين ماتنتظر احد .. السنين تاخذ مننا يالعنود وعمرها ماتعطينا .. اذا شايفه اني على خطا هذا انا دفعت سبع سنين من عمري .. فخليك ذكية واستفيدي من خطأي وتداركي سنينك وخلي عيالك يكبرون بينكم اذا انتي شايفه ان ابوهم كفء لك ولهم ..
ترائت للعنود صورة منصور الصابر المتحمل اللطيف .. الرجل الهاديء فقالت بصوت ابح من المشاعر : ايه منصور رجل ونعم ..
هيفاء: اسأليني ياالعنود الرجال الي ونعم قليل جداً .. والحياة اسهل مع الناس الي تحبينهم ويحبونك وتكتفين بهم ...
كان منصور قد زار عبدالله مرتين .. ووقف على احتياجات والدة عبدالله .. هو وناصر على حد سواء.. وهذا ماجعل العنود تشعر بالندم في كل مره تأتي والدتها على ذكره ..
:
:

دخلت وعد المنزل الفارغ .. لقد عرفت هي واخوتها عبدالله على انه السند الوحيد لهن .. لقد اختبرت جيداً كيف ان كل الرجال يخونون واخوها وفي .. وكيف كل الرجال يتلونون واخوها نقي .. بكائها الصامت تماشياً مع صمت المنزل لم يرح فؤادها المكلوم .. فقط لسانها الذي كان يعمل بالدعاء لعبدالله .. ليتعافى ويعيش الحياة التي لم يعشها ابداً لنفسه بدء من مراهقته وهو يركض لتوفير متطلبات الحياة وانتهاء بشبابه وخسارته لزوجته .. كانت على يقين ان معرفة عبدالله وهيفاء تمتد لما قبل الزواج .. لايمكن لنظرة الخذلان في عينها ان تكون لرجل لاتعرفه الا زوجاً
كانت زوجة اخيها كما تراها .. بعد سبع سنين .. فتاة صلبه صامده .. كانت في المستشفى تلتصق بالجدار .. لاتتحدث معهم الا قليلاً .. ولا تكثر الالتفات للعابرين ولاتجلس ابداً .. كانت هادئة صامته .. لدرجة ان دموعها التي تنزل تماثلها وقاراً وهدوئاً ..
:
:
عندما خرجت هيفاء اليوم التالي للمستشفى قابلتها الممرضة مبتسمة وهي تقول بلهجتها العربية المحببه : مافيش دموع بعد النهاردا .. الاستاذ عبدالله صحي وبئى تمام ..
ابتسمت هيفاء لها ومسكت كلتا يديها وقالت : شكراً لك على البشاره ..
وذهبت تحث خطاها لتطير .. لتقابل عيون حبيبها حية وتنظر لها .. تبث السعادة اينما تقع .. طرقت باب غرفته قبل ان تدخل .. ثم فتحته وهي ترى اخواته ووالدته يجلسن حوله بينما هو يتحدث بالهاتف .. بصوت ضعيف : السلام عليكم ..
كانت مرتبكة وهي تنظر له .. وللجميع .. عندما عادت بنظرها له تعلقت اعينهم .. لقد كانت عينيه واضحه جداً وتعبيرها للشوق يماثل شوقها تماماً .. لم تسمع تمتمة البقية برد السلام .. اغلق الهاتف وهو مازال ينظر لها .. فابتسمت بارتباك وهي محرجه من كمية الاعين التي تراقبها : الحمدلله على السلامه ..
عبدالله : الله يسلمك .. وصمت ..
ماذا لو انها وحيده معه .. هل سترمي نفسها عليه وتبكي وتقول كم ارتعبت من فكرة فقدانه .. اقتربت من سريره وامسكت بطرف السرير : كيفك الحين ؟
عبدالله : الحمدلله ..
تشجعت : من كنت تكلم المفروض ماتتعب نفسك ..
عبدالله : الضابط يقول ان لا العامل اعترف ولا الشاب الي اطلق النار علي ..
هيفاء: يضغطون عليهم ..
وقفت والدته وقالت : يالله نخليك ترتاح وبنزجع لك ان شاء الله العصر .. تبي شيء نجيبه معنا ..
عبدالله : ولاشيء
لمست والدته هيفاء وقالت : تراه صاحي من البارح من اول مارحنا من عنده حاولي مايجهد نفسه ..
كانت هيفاء محرجه مالذي يفترض بهذا ان يعني .. فقالت : ايه باروح ..
لكن عبدالله امسك يدها التي تضعها على الحاجز السريري وضغط عليها وهو ينظر لوالدته واخواته .. وعندما خرجوا افلت يدها ونظر ناحية الشباك .. فقالت هيفاء: تحس بشيء!
عبدالله بهدوء: محد بيعترف على عبدالمجيد .. الخوف يمنعهم ..
هيفاء: طيب اذا اعترفوا ماراح يقدر يوصل لهم ..
عبدالله وهو مازال يحدق بالخارج : الخوف طوق كسره صعب .. احياناً اسبابه تافهه لكن طالما انت في وسط الدائرة ماراح تقدر تطلع او تميز تفاهة مخاوفك ..
شعرت انه لايتحدث عن القضية فقالت : بكيفهم اهم شيء انت سالم ..
التفت لها ونظر لها بعين حزينة : هل انا سالم ياهيفاء!؟
هيفاء : ايه الحمدلله .. هذا انت صاحي وعمليتك بسيطة ..
عبدالله : قالت لي امي انك تجين هنا كل يوم ..
هيفاءبارتباك : يعني مستغرب ..
عبدالله : اكيد ! على وحده طلبت الطلاق من زوجها .. باستغرب الا اذا جيتها نوع من الاحساس بالذنب ..
صدمت هيفاء فقالت : انت عارف اني ...
قاطعها عبدالله وكأنه فقد الاهتمام بالمحادثة كلها : انا مانسيت آخر حديث بيننا ياهيفاء .. لذا ورقة طلاقك بتجيك .. والحين عن اذنك انا مازلت منهك واحتاج راحه ..
لم يكن ينظر لها وهو يتكلم .. لكنه على الاقل صادق في مسألة الانهاك فخطوط وجهه عميقه وعيناه غائره .. هل تذهب وتتركه ام ترفض ماقال تواً . . لما يتوجب عليها دائماً ان تكون ممزقه وفي مفترق طرق .. لما حياتها دائماً خيارات مفروضة عليها ..
عدلت حجابها وهي تنظر له لكنه لم يبد انه يعي نظراتها او يهتم بها .. مازال ينظر للجهه الاخرى بكل اهتمام .. وحتى مشاعر الحزن الصريحة التي على ملامحه لايمكن ان تكون بسبب ماقاله ..
ابتعدت هيفاء خطوه .. وهي مازالت تقيس مدى استعداده لتركها .. او مدى قدرتها للرحيل عنه .. وعندما لم يتكلم او يتحرك .. اعطته ظهرها وغادرت الغرفة ..
مشت وهي تنظر للممر الطويل بهدوء .. كأنها غادرت الحياة تواً .. يجب ان يملك الانسان طاقة احتياطية للجوء لها عندما تغادر اجسادنا السعاده منتزعه معها كل نبض حيوي وكل خلية حية .. كيف قطعت هذا الممر الطويل بدون ان تشعر وهي متوجهه له .. بينما كيف ستمضي الان وتقطع بقية حياتها وهي تذكر ان عبدالله تركها .. لقد قال اكثر من مره انه يحبها .. واذ كان حبه مثل حبها .. فلن تتركه .. لايحق له ان يتركها .. ان يعلقها به ويمنحها الحياة ويهبها الوعود ثم يتركها .. ان يدخل حياتها ويفسدها ويخرج منها .. ان يسرق تفكيرها وهنائها وراحة بالها .. امدها الغضب بالقوة .. غضب من قوته طفرت عينيها دمعاً .. فعادت للغرفة تمشي بسرعه .. فتحت الباب بقوه وهي تقول : مايحق لك تخليني اخسرك كل مره ..
لكنها وجدت عبدالله عالق بين السرير والارض بجهاز موصول بالسرير وهو يقف نصف وقفه فصرخت : وش فيك ..
هرعت له تحاول فك الجهاز او تمديده ليستطيع الحراك .. وقالت : وين كنت بتروح ؟
عبدالله وهو يمسكها بقوه متكئاً عليها وممسكاً بها : كنت بالحقك ؟
هيفا: ليه وانت طاردني؟
عبدالله : سويت الي املاه علي عقلي .. وبعدين سويت الي املاه علي قلبي ..
هيفاء بابتسامه ودموعها تنحدر : يعين طردتني ولحقتني..
عبدالله : للامانه عقلي يوم شافني متعلق عطاني حل لانه اتفق اخيراً مع قلبي ..
احتضنته هيفاء وقالت : لاعاد تقول لي كذا دائماً .. باذبحك
عبدالله : هيفاء هيفاء .. لاتصدقين كبريائي في اي يوم .. الحقيقة الوحيده الي عرفتها من تسع سنوات اني احبك ..
وشدها له بقوه وقالت : لحظة اخاف جرحك يتأثر
عبدالله : جرحي الوحيد في قلبي .. والحين التئم
..
مَهْمَا تَغِيبُ عَن العُيُونِ وَتَقْبَلُ
أَنْتَ الذِي فِي القَلْبِ لَا تَتَبَدَّلُ
كُلّ الّذِينَ أُحِبُّهُمْ فِي كفَّةٍ
وَالكفَّةُ الأُخْرَى بِحُبِّكَ تُثْقَلُ.
م.ن
:
:
مواعيد السعادة لاتأتي عندما نستعد لها .. هي احياناً تفاجأنا في عز الامنا وجروحنا .. تتفقد مواضع الانهاك في قلوبنا .. لايمكن لنا ان نتنبأ بطرقاتها على الابواب .. لكنها عندما تأتي .. تجد كل الترحيب ..
:
:
وقف محمد خارج الاستراحه التي يراقبها منذ زمن .. والذي لم تستمع له هيفاء يومها بان الحل في يده .. بل لقد قال لعبدالله انه يريد ان يريه شيء يخص عبدالميجذ فقال اترك عبدالمجيد وانتبه لنفسك ولاخوك واختك .. لذا لابد ان يعمل بنفسه .. ان يكون المرء صغيراً شيء وان يكون غبياً شيء اخر لاعلاقة له بالعمر .. لايمكن ان ينتقم من امه .. فقط لانها امه ولها حصانة كامله منه .. لكن عبدالمجيد .. يجب ان يحاسب على اخطاؤه .. ابتداء باكل اموالهم وانتهاء باطلاق النار على عبدالله .. واحزان هيفاء.. فهو لن ينسى الليلة التي عاد بها للبيت ليجد اخته تبكي امام بقعة دم في الرصيف الخارجي للمنزل ..
ابتسم عندما رأىً من بعيد دوريات الشرطة تتجمع بدون ثم انوارها تضيء البيوت التي حول الاستراحه .. ثم اصوات الصراخ .. والقفز من على الاسوار .. لكنه شعر بالنار في قلبه تهدأ عندما رأى مجموعه من الرجال مقيدي الايدي للخلف .. كل شخص معه عسكري يقوده .. ومن ضمنهم خاله عبدالمجيد ..
عندما قيل ان التسامح هبة الاقوياء لم يكن يذكروا ابداً التسامح الذي يقود لترك الحقوق .. للصمت على الظلم .. للبقاء في منطقة الوجع .. الان فقط يمكن له ان يعود ليلعب بلايستيشن .. ويقود فريق كرة القدم في مدرسته .. الان يستطيع ان يستأنف حياته ..
:
:
العنود : ايه كلمته وقلت له كل شيء في بالي بدون تفكير ..
هيفاء بابتسامة سعيدة : حلو والله .. افضل شيء احياناً ترتيب الكلام ينسينا المهم .. طيب وش قال
العنود بحياء: قال انه ناوي يتركني لين اولد وبعدين يجي ونتفاهم وانه مستحيل يتخلى عني وعن عياله لمنه سعيد اني عرفت خطأي وان هذي نقطة مستحيل ينساها لي..
هيفاء: الله يهنيكم ..
العنود : وبما اني ناويه افتح صفحة جديده ابيك انتي تسامحيني ..
هيفاء : العنود !! انا سعيدة لدرجة اني سامحت زوجة ابوي .. تبيني ماسامحك ..!!
خرج عبدالله من غرفة الاشعه .. وسيماً كعادته بهي الطلة وجال بنظره حتى استقر على هيفاء فابتسم .. ابتسامة خاصة جداً وقال : الحمدلله كل شيء تمام والحين كتبوا لي خروج ..
هيفاء: الحمدلله
والدته : الحمدلله حنا جهزنا البيت لك ومنعنا العطور والبخور عشان مايلتهب جرحك ..
عبدالله وهو يمد يده لهيفاء: تعالي معنا ..
اعطته يدها وسحبها واحتضنها وهو ينظر لوالدته : شكراً يالغاليه تعبتك معي ..
وعد : كل التعب منسي اذا رجعنا مع بعض ..
كان يمشي وهو يحتضن هيفاء.. بينما تمشي امامه والدته واخواته .. كان ظاهرياً كأنه يتكيء على زوجته لكنه في الواقع يريد ان يشعر بها لجانبه .. دائماً .. شد يده حولها وقال : اخوك البطل سهل المهمه علينا .. ذكريني اوظفه عندي ..
هيفاء وهي تضحك : حبيبي اخوي بتكون له شركته الخاصة ..
عبدالله : اتوقع تحقيق سري
هيفا: يالله كل مااتذكر انه يبي يقول لي شيء واطنش ..
عبدالله : والجميل اني لما قلت له ليش تدخل نفسك في امور الكبار وتعرض نفسك للخطر .. تخيلي وش قال
هيفاء وهي تضحك فقط لانها تخيلت هدوء محمد : وش قال
عبدالله : قال الكبار ماحلوها نحلها حنا ..
ضحكت هيفاء : يالله يالله ياكثر ماني فخوره فيه ..
عبدالله : لما انتشر انه مقبوض عليه اعترفوا الي فالسجن .. واليوم بيودونه لبيته عشان التفتيش لاني قدمت اوراق تلاعبه في مشاريع حكومية .
هيفاء: اهم شيء يبعد عننا ..
:
:
احاطت دوريتين بمنزل عبدالمجيد وترجل الجنود المخولين للتفتيش عن الاوراق والمواد الممنوعه بينما يقود احدهم عبدالمجيد مكبل اليدين والرجلين يرتدي ثوب قذر بدون شماغ .. نظر للصالون الفاخر الذي طالما جلس به متكاسلاً .. متباهياً آمراً الجميع .. الان يقف به مكبلاً ذليلاً لايسمح له حتى بالجلوس ..
كلما خرج جندي من مكان كان يحمل رزماً اما لملفات او لاكياس تحمل مخدرات .. وهي تجارته الاساسية .. لقد نفذ لمدة سبع سنوات .. وعندما ألقي القبض عليه كان محاطاً بادلة دامغه .. زنا ومخدرات وفساد ..
فجأة وجد ان لاشيء يستحق حتى الوقوف عليه حتى جائت ساره ابنته تركض .. ترتدي فستاناً وردياً وتطير خصلات شعرها خلفها .. ووجهها الباسم الذي احبه .. بالكاد يميزه من الدموع .. بابا ...
صرخت وهي تنظر حولها بخوف : بابا .
ارجعي ياساره !! روحي لماما ..
لكن صغيرته تجاوزت الجميع وهي تتعلق به : بابا ...!!
كان صراخها خنجراً يغرز قلبه .. ويعود ويغير مكانه ليغرز به من جديد .. ولأول مره .. تتعلق ساره به ولايستطيع حملها ...!
كل مكاسب الدنيا الفانية لم تحميه من هذه اللحظة ..
:
:
من قال اني ابي احضر ..
عبدالله : انا اعرف انك ودك تحضرين زواج اعز صديقاتك ..
هيفاء: اولاً هي صديقتي الوحيده لان مالي صديقات غيرها .. ثانياً انت توك مجروح مابي اتعبك ..
عبدالله : لا بنروح انا وانتي .. انا مرتب جدول كامل لنا ..
هيفاء وهي تضحك : قل لي الجدول ..
عبدالله : بس خليه بعد حفلة العرس الي اصرت علهيا امي ..
هيفا: طيب قل لي الخطة يمكن ماتعجبني
عبدالله : هي مش خطة هي شهر عسل مش تقليدي .. اول شيء بنروح نشرف بيتكم في المحافظة ونعطيه شركة ترممه بدون لاتغير شيء فيه .. بعدين نروح لمدينة سمية وتحضرين زواجها .. بعدين بنسافر لمدة شهر كامل لاوروبا ..
هيفاء وهي متأثره : ليه نرمم بيت المحافظة انا من زمان ..
عبدالله : هيفاء حبيبتي .. الذكريات السيئة جزء منا اذا الغيناها معناها الغينا جزء من اعمارنا وايامنا .. حسنة الذكريات السيئة انها تشكل الشخص .. تعطيه لمسة من التجربه والمعرفة .. الالم يروح والجروح تشفى والخسائر تعوض .. لذا ماحد يقف عالق في منتصف الحياة وهو يحارب ذكرياته .. محد ذكي يدخل حرب نتيجتها واضحه قبل الدخول فيها .. محاربة الذكريات استنزاف للروح .. يكفي بس مانغذيها تفكير .. مانعطيها مساحه .. وهي من نفسها تبدأ تنكمش وتتبلور وتصغر وتصير ضبابية مع الوقت .. السلاح الوحيد الناجح والفعال في هالحرب هو الذكريات السعيدة .. تعالي نزاحم آلامنا بالافراح .. ونزاحم مخاوفنا بالتوكل .. ونزاحم ندمنا بالحب.. عندك اعتراض .. !؟
هيفاء: بالعكس .. احتاج اصنع ذكريات جديدة فيه ..
:
:
سأنثرُ في رحابِ الحُبِّ وجداني
وأعزفُ للأماني الخُضْرِ ألحاني

وأزرعُ في دروب العُمر أغنيتي
وأرويها بأحلامي وأشجاني

وأحبو الناسَ أنفاسي وقافيتي
ولو ردُّوا على فضلي بِنُكرانِ

فمَنْ يسبَحْ بأمداءِ الغيابِ غَداً
هناكَ كوردةٍ عبقَتْ سيلقاني !
م.ن


:
:
"..الخاتمة .."

:
لم اخوض اي معركة في الحياة الا مُنيت بهزيمة نكراء .. وتراكمت خسائري .. ولم اتشبث بشيء بقوتي كلها الا خذلتني قواي وخارت .. وبينما احاول الكسب خسرت خسارة مزدوجه .. ولم احاول الظهور بمثالية الا برزت عيوبي مقروئه ومكتوبه وملموسة محسوسة للملأ .. ولم اصمت الا عبرت ملامحي عن كل مايجول بخاطري .. ولم ابحث عن اشباهي في الحياة الا برزوا امامي من يخالفني خلقاً وخُلقاً .. حتى انهكتني الحياة .. وتسائلت كثيراً .. متى سأكف عن التوقع والانتظار .. متى سأحصل على ماريد كما اريد .. فبرزت الاجابة امامي .. ان الوقت امامي وملكي .. وان الساعة التي اكف فيها عن تصنيف كل شيء في الحياة لصح وخطأ ويشبهني او لا .. هي اللحظة المنشوده ..
عندها فقط القيت سلاحي .. وتركت اشيائي التافهه المتشبثه بها .. وملأت قلبي بالتوكل .. ونظرت للحياة انها ليل ونهار فقط .. وللسنين انها عمر اعيشه كما اختاره .. وان لاحرب تدور الا في مخيلتي .. ولا مثالية الا في خيالي .. لابأس بالاخطاء .. لابأس بالاختلافات .. مالذي سيحدث لكوني الصغير اذ عملت الصحيح بطريقة خاطئة او عملت الخطأ بطريقة صحيحه .. لابأس جداً في الحديث مع الناس ومغادرتهم بدون ان افكر هل احملهم معي ام لا .. ان كان لهم مكان في ملكوتي الخاص سيجدوه بانفسهم .. وان لا ! سأجد غيرهم .. لابأس بالذنب اذ تبعه استغفار .. لابأس بالندم ان تبعه قناعه بعدم تكرار ماحدث .. لا احد يعيش وفق خطة منمقه ومكتوبه .. الحياة ارتجال .. الحياة فوضى ممتعه .. الحياة ضحكات عفوية ..
الحياة هي اولئك الذين ينظرون لنا بابتسامه متفهمه .. يدفنون سيئاتنا حتى ننساها .. يدكحون اخطائنا .. من يحتمل ان يعيش غربة في ذاته .. غربة دائمة ..
قرار اول :
اعيش سعيدة بما هو متوفر .. لا انتظر شيء يجعلني سعيدة ..
قرار ثاني :
الحزن محطة لا تقطع رحلتك لتبقى بها .. هي فقط محطة ستتركها ..
قرار ثالث :
كل شيء في الحياة جميل ومباح هو ملكك للتمتع به .. ضحكة الطفل الصغير هي متعه لحظة .. الاغنية الجميلة هي متعه لحظية .. قطعة الشوكلاته .. مشهد جميل .. المطر .. القهوه .. احتضان عزيز .. مواساة صديق .. متعة العمل .. تسريحة الشعر الجديدة .. تعلم مهارة جديدة ..
كل هذه السلسلة هي حياة ..
:

:

اطلانتس likes this.

البارونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:44 AM   #1225

البارونة

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 31287
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,433
?  نُقآطِيْ » البارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond repute
افتراضي

: 85 ( الأعضاء 43 والزوار 42)
‏البارونة, ‏روجا جيجي, ‏كاردي, ‏Gigi.E Omar, ‏سوووما العسولة, ‏البسمة العذبة, ‏اماني راكان, ‏halimayhalima, ‏Sooooo2+, ‏ام محمد آمين, ‏nes2013, ‏بلسم جروح, ‏mansou, ‏قرص الجبنه, ‏~لحن الذكريات~, ‏اناسي, ‏علمتني الدنيا, ‏amana 98, ‏هيفااا, ‏إيمآ2, ‏Emanmah, ‏نهاوند16, ‏ح.ع.خ, ‏شيماء123, ‏NH_1927+, ‏Arjoana, ‏sou ma, ‏امل حياتي3, ‏خدوج30, ‏كلمات بسيطة, ‏تلوشه, ‏87huda, ‏بسمة الثغر الاولى, ‏درة البحر2, ‏عبير..., ‏nmnooomh, ‏Nanyotb, ‏خفوق انفاس, ‏جلاديوس, ‏sonia16, ‏daz., ‏ام العلياء
:
:
قراءة ممتعة
انتظر ارائكم


البارونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:46 AM   #1226

البارونة

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 31287
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,433
?  نُقآطِيْ » البارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond repute
افتراضي

سبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلأَ انْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
:
:
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه ..
غفر الله لي ولكم ولوالديّ وللمسلمين اجمعين ...
تجاوز الله عني خطيئتي وغفر لي زلاتي ..
:
:


البارونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:55 AM   #1227

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

مبدعه كالعاده .... تسلم ايديكى❤
ومستنيين الروايه الجديده😉


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 12:57 AM   #1228

ام فارس 19

? العضوٌ??? » 408531
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 72
?  نُقآطِيْ » ام فارس 19 is on a distinguished road
افتراضي

روعه 👏👏👏👏👏👏👏👏🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

ام فارس 19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 01:04 AM   #1229

البسمة العذبة

? العضوٌ??? » 372120
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » البسمة العذبة is on a distinguished road
افتراضي

جميله جداً جداً جداً جداً النهاية
كانت يدي على قلبي خايفة تكون نهاية حزينة
من جد أنتِ أروع كاتبه مو علشان النهاية السعيدة
اسلوبك سلسل و مباشر و ماعندك الحشو الزائد في الأحداث و الحورات
و اختيارك للقصائد خرافي
بارك الله فيك و في ابداعك
و سامحينا عالقصور في التعليق
🌹


البسمة العذبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-19, 01:16 AM   #1230

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

مشكورة على النهاية الجميلة بإنتظارك في رواية اخرى انشاء الله

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.