آخر 10 مشاركات
229 - كذبة بيضاء - ديانا هاميلتون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : وهوبه - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-18, 11:54 PM   #11

هند صقر

? العضوٌ??? » 433798
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هند صقر is on a distinguished road
افتراضي أحببت اينشتاين


الفصل الخامس
-_-_-_-_-_-_-_-

جالسة في غرف النوم منتظرة وصولx زوجها تنظر الى باب الغرفة بين الحين والآخرx حتى لاحظت فتحه ودخوله مغلقا الباب خلفه بهدوء فصمتت حتى اقترب منهاx ثم سألته باستفسار : ها يا خالد ايه الاخبار

نظرخالدx اليها بابتسامة ثم اقترب منها ليجلس بجوارها ليلتقط كفها بيدهx ليربت عليه مطمئنا اياها : اطمني محمود كلمني وقالي انه وصل القصر خلاص وكان تعبان وعايز ينام وقالي انه هيكلمكx بكرة ان شاء الله

زفرت منال براحة لتقول بهدوء: طب الحمد لله ...

ثم تابعت باستفسار :طب احنا هنحصله امتي ان شاء الله

اردف خالد بعد بتنهيدة تعب : مش عارف يا منال والله انا بصفي كل حاجة.. حتي عملت إعلان لبيع البيت والعربية وربنا ييسر وكل الامور والأوراق تخلص بسرعة على الأقل قبل دراسة مريم

هتفت منال بابتسامة مطمئنه : ان شاء الله خير اهم حاجة ان اخيرا هنرجع مصر تاني سلمها لله وكل حاجة هتبقى تمام

فرد خالد بخنوع: ونعم بالله

……….................

دخل محمد من باب المنزل بعد يوم عمل طويل هو يعلم أنه سيضطر لتركه نتيجة طبيعية لرجوعه لمصر ولكنه لا يتهاون عن مساعدة مريض فهو دكتور متخصص في مرض القلب ويعلم مدي صعبة هذا المرض وصعبة علاجه ولكنهx وبالرغم منxx حداثة سنه وانه لازال متخرجاx منذ سنة تقريبا الا انهx بارع جدا في عمله فاحتل مكانة جيدة في المشفى التي يعمل بهاx ولكنه بعد فترة ليست بالكثيرة سيترك كل شيء عائدا إلى وطنه الغالي ويحقق حلم حياته بالارتباط بابنة عمه وحبيبته الغاليةx فكل شيء يهون بعد ذلك وأثناء دخوله المنزل لاحظ نور ساطع من غرفة الاستقبال فاتجه يستكشف ماذا هناك فإذا به يجد أخته الصغرى مريم جالسة على احدى الكراسيx الوثيرة المرتصة بشكل مرتب في أنحاء الغرفة وكانت شاردةx يظهر علي وجههاx الوجوم لا تتطلع إلى التلفاز المفتوح أمامها بل سارحة كأنها ليست موجودة في هذا العالم حاليا حتى أنها لم تلحظ وجوده وتطلعه اليها محاولا سبر اغوارها ثم اخيرا قرر كسر ذلك الصمت المطبق فتنحنح قائلاx : مريم ايه ده انتي لسه صاحية لحد دلوقتي ليهx ومالك كده سرحانة في ايه

انتبهت مريمx لصوت رجولي تميزه جيدا فاستدارت تنظر اليه فوجدته محدقا بهاx على وجهه علامات الاستفسار فردت قائلة : مفيش يا ابيه بس زهقانة شوية وبفكر فيxx البيت دا هيوحشنيxx اوي هو انت وصلت امتي

جلس محمد بجانبهاxلينظر اليها بحنان قائلاx :لاء انا لسه واصل من شوية ولقيت نور فيx الاوضة فجيت اشوف في ايهx وبعدين تعالي هناxx هو انتي يهمك البيت اكتر من اللي فيه مشx اهم حاجة اننا كلنا نكون مع بعض

ابتسمت مريم من ثم قالت : فعلا معاك حقx يا ابيه

ثم سألته مستفسره بحزن : هو مفيش اخبار عن محمود أصله من ساعة مسافر متصلش بيا بابا طمني لما وصل بس معرفش حاجة تاني

نظر محمدxإليها مطمئنا اياها وتحدث بمرح : متقلقيش هيتصلx بيكي بكرة ان شاء الله أكيد من السفر بيكون تعبان وتلقيهx نايم دلوقتى اخويا وانا عارفه بس انتي زعلانه عليه كده ليه دا انتوا فى البيت عاملين ذى الناقر ونقير علي اتفه حاجة بتتخانقوا

سكتت مريم قليلا ثم انفجرت ضاحكة بتعجب : هههههههههه فعلا بس لما سافر افتقدوا أوي ووحشني الخناق معه

فجذبها محمد الي حضنه قائلا بضحك : هههههههههه ماشي يا ستي ربنا يخليكوا لبعض

فاردفت مريم بحب وهي تتشبث بملابسهx : ويخليك لينا يا احليx أبيه في الدنيا

……….......................

كان واقفاx في الحديقةx القصر يتطلع إلى النجوم المرتصة بطريقة جذابة في سماء الليل الصافيةx و الدخانx الصاعد من كوبx النسكافيه الساخن الذي بيده يشعره بالدفء.... ترك تركيزه في النجوم قليلا واخذ يفكر في أحداث اليوم يكاد يجزم انا تلك الفتاة من المستحيل أن تكون هي نفسها شذا التي كان يعرفها منذ نعومة أظافرهاx فشذا التي يعرفها كانت حساسة ورقيقة ليست كتلك الفتاة ابداx .... فشذاx التي يعرفها والتي كانت تأتي إليه تدعوه للعب الكرة معها ليست نفسها شذاx التي تزدريه في الصباح اثناء مقابلته لها على الدرج وتتجاهله وكأنه ليس موجودا حتى أنها لو كانت عينهاx تستطيع أن تقتل من تحت تلك النظارة لكانت قتلت المسكينة نور التي لم تفعل شئ يستحق كل ذلك العنفوان سوي مجرد إلقاء تحية الصباح ماذا حدثx اكيد ليس هذا لمجرد ما حدث فيما بينهم في الجامعة هو متأكد من التغيير الشامل لشخصيتها بدءا منx تلك الملابس التي ترتديها والتي تشبه ملابسه بشكل كبير والانعزال الذي يلاحظه عليهاx ماذا حدث لها....هو يتذكر تغيرها المفاجئ قبل سفرهم بفترةxx وانعزالها عن اللعب والمشاركة في كثير من الأشياء التي كانوا يفعلونها سويا حتي بعد سفرهم ولما كانوا يتحدثون في الهاتف كان كلامها قليل موجز... لم يعلم أن السنين تستطيع تغيير الإنسان بهذا الشكل يعلم أن في بداية السفر كانوا يتواصلون معx أسرة عمه بشكل جيد ويطليعونx على إخبار بعضهم البعض ولكن مع الوقت أصبح التواصل يقل تدريجيا حتى أصبح يكاد يكون معدوم سوي عن والدهx وعمه ومحمد الذي كان يستشف من والده اخبار هبة دون أن يثير الشكوك قطع حبل افكاره نحنحهx انثوية
تنحنحت شذاx بلا مبالاة :احم احمx

فاستدار إليها مستغرباx وجودها عاقدا حاجبيه إلى أعلى ثم اخيرا سألها مستفسرا : في حاجة

شذا وهي مازالت مرتديةx قناعx اللامبالاة تكلمت بشكل موجز : ماما بتقولك العشا جاهز

نظر اليها مليا لا يعلم ما هذا الشعور الذي يراوده بمجرد وجودها هل من الممكن أن يكون استغراب من الشكل الجديد في التعامل معه أم بسببx تلك اللامبالاة الواضحة التيx تتعمد التعامل معه بها أم لسبب اخر يجهله ظل صامتا لثواني ناظرا اليها فاعتقدت انه لم يسمعها فأعادت تكرار الجملة مرة أخرى قائلة: ماما بتقولك العشا جاهز

صوتها آفاقهx من سرحانه فاردف قائلا بهدوء : أنا سمعتك من اول مرة على فكرة وعلي العموم الجو برد فاناx كنت داخل دلوقتي

كلامه اربكها طالما أنه سمعها من المرة الأولى فلماذا لم يظهر أي ردة فعل هي ما كان عليها سماع كلام امها عندما طلبتx منها مناداتهx لانشغالها في تحضير الطعام صدقا لن يتكرر هذا الموقف مرة أخرى يكفي ... انتشلت نفسها من تفكيرها بصعوبة وبسرعة وهي واقفة أمامه والهواء يلفح وجهها وشعرها مثيرا ضوضاء غريبة في عقلها فقالتx بوجوم: اوك براحتك

واستدارت مغادرة للداخل ولكنx استوقفها صوت رجولي له بحة مميزة مناديا لها: شذا
فاستدارت غريزيا مرددة:نعم

نظرا محمود متأملاx إياهاx لبعض الوقت ثم تمكن من التكلم أخيرا قائلا بغموض: انتي اتغيرتي اوي

كلامه بل سؤاله اربكها وأصبحت غير قادرة على النطق ظلت صامتهx تنظر اليه لبعض الوقت تتطلع إلى وجهه الذي كان قريبا جدا منها فاستطاعت أن تلاحظ بوضوحx ملامحهx التي اختلفت كثيرا عن ملامح ذلك الشاب الصغير الذي كان رفيق طفولتها ظل الصمت اثير الموقف وكل منهما يتطلع الى الاخر وفي رأس كل منهما ألف سؤال حتى قطع ذلك الصمت صوتها المهزوز وهي تنظر الي عينيه بغموض شديدx قائلة قبل أن تستدير هاربة : ساعات في مواقف وظروفx بتجبرك على حاجات عمرك مكنت تتوقع انك تعملها

صوتها كان مهزوز ضعيفxولكنه استطاع أن يميز كلماتهاxجيدا ذهبت بالفعل ولكن ذهبت تاركة إياه في دوامة واسالهx ليس لها نهايةx

...................……….

كانت جالسة بغرفتها بمنامتهاx الورديهxتدندن بصوت مبهم لبعض الأغاني وهي جالسة القرفصاء على سريرها سارحة معx نغم الاغنيةxحتى انها لم تسمع صوت طرق الباب ولا حتى فتحه حتى تفاجأت بيد توضع على كتفها فهبت واقفة تشهق بفزع

وائل بحرصxبعد أن شاهد فزع اختهx الغير متوقع فهو جاء ليطمئن عليهاx لأنه لم يرها منذ أول أمس وطرق البابx عدة مرات قبل دخول ولكنها كانت مندمجة مع ما تسمعه بشكل كبير وكأنها في عالم اخرx: ااايه ااايه اهدي يا نور دا انا

نور بعد أن استوعبت ما يحدث وهدأت قليلا صاحت حانقة: وائل خضتني مش كنت تخبط قبل ما تدخل علي الاقل

أردف وائل بهدوء متفحصاxلاخته: بس انا خبطت قبل ماx أدخل يا نور بس الظاهر انتي اللي في عالم تاني مالك يا بنتي

اردفت نور بارتباك: يعني هيكون مالي ما انا كويسة اهو بس كنت بسمعx اغاني ومنسجمة ومختش بالي

لاحظ وائل ارتباكها فضيق عينه متفحصا إياهاxبتركيز قبل أن يقول: وانتي من أمتي بتحبي الاغاني يعني

لاحظت نور تفحص اخيها لها ففهمت أنها في مأزق حتما فهتفت محاولة تخليص نفسها من أسئلة ليس لها حدود : وانت مهتم بالموضوع ده اوي كده ليه وتعال هنا وقولي انت كنت جاي عندي ليه هاx

جلس وائل علي حافة الفراش بجانبهاxثم تكلم بهدوء كانه فهم ما تفكر فيه اخته: غيري الموضوع غيري ماشي يا ستي وبعدين هو انا مفروض بعد كده اخد معاد علشان اقابلك حضرتك

ضحكت نور ثم رفعت لياقة منامتها الوردية بزهو قائلة : طبعا انت بتكلم البشمهندسة نور صلاح مش اي حد

ضحك وائل من حركاتها الطفولية ثم تكلم بسخرية: بجد ياه دا انا اخاف بعد كدا ازعلك بقى

صاحت نور بعد أن رفعت أحد حاجبيها بثقة : متقدرش اصلا

اردفx وائل باستسلام يشوبه بعض الحزن : عارف اني مش هخلص من لماضتك انتي عارفة تأثيرك علي وتحاولي تستغلي دا بكل الطرق انا من يوم مشفتكيش فيه قلقت عليكي امال لما تسافري للكلية تقدري تقوليلي اعمل ايه

تأثرتx نور من كلام اخيها فهي تعلم انه ومنذ وفاة والدتها و وائل كان دائما الاهتمام بها و يغدقها بحنانه فكان لها خير معين حيثxكان والدهاx رغم اهتمامه الدائم بها إلا انه كان ينشغلxxبشركته وأعمالهx فحاولت ان تتكلمx بمرح محاولة امتصاص قلقه: ايه يا وائل انت محسسني اني هروح كوالا لمبور ولا شيكاغوا دي اسكندريةx يعني فركة كعب ودايما هتصل بيكx ولا انت فاكرنى هسيبك في حالك مثلا لاء اوعهx فاهمx اوعه

وبالفعل تغيرت معالم وجهه ليقهقه عاليا فهي الوحيدة القادرة علي تغيير حالته : هههههههههه عمرك ما هتتغير ابدا

ثم استقام واقفا قبل أن يودع اياها قائلا:xيلا هسيبك دلوقتي لاني متاخر على الشغل واكيدx السيد الوالد هينفخنى

ضحكت نور هي الأخرى قائلة بمرح: ومستني ايه بسرعة كله الا زعل البوص الكبير

نظر اليها قائلا بتسلية: اه لو سمعك

هب نور واقفة لتقوم بدفعه إلى الخارجxوهي تقول بشقاوة : لاء وعلى ايه... يلا يلا هش من هنا احنا مش ناقصين

ضحك قبل أن يشير بيده مودعا اياهاxثم ذهب وظلت هي فيx مكانها سارحة في عالم آخر

........................…………

وصلت الي داخل القصر وهي في حالة لا تحسد عليها مطلقا متخبطه في افكارها.. لا تعلم ماذا حل بهاx لماذا تكلمت تلك الكلمات ولماذا قالتها له هو على وجه الخصوص أسئلة كثيرة تدور في خلدها بدون اجابه واضحه لذا قررتx الصعودx إلى غرفتها معزلها و ملاذها الوحيد وبعدها يحق لها التفكير كما تشاءxولكن قطع استمرارها في السير صوت والدتها يقول من خلفها باستغراب : شذا ايه يا بنتي رايحة فين مش هتتعشي ولا ايه... وبعدين فين محمود مش كنت بعتاكي علشانxتنادي عليه

ردت شذا بصوت مبهم ضعيف دون أن تستدير في مواجهة أمها فلو لفت وجهها فقط سوف يكشف أمرها وتدخل في دوامة أسئلة ليس لها نهاية وذلك غير منصف على الإطلاقx فطاقتها أوشكت على النفاذ فاسترسلتx قائلة : ماليش نفس يا ماما ومحمود ناديته وقالى انه داخل دلوقتي

كانت نوال علي وشك الرد ولكنها ابتلعت كلامها برؤية ابنتها صاعدة كالريح درجات السلم وصولا للطابق العلوي عالمة تماما بوجهتها
وأثناء انشغالهاx بتصرف ابنتها الذي لم يكن عجيب عليها فدائما ما إذا حدث لها امر ما تذهب راكضة الى غرفتها ولا يستطيع احدx اجبارها على اطلاعهx بالأمرx قطع تفكيرهاx حفيف اقدام يصدر من خلفها فالتفتت للصوت ثم اردفت بلطف وهي تنظر إلى دخول محمود ملاحظة شروده: كويس انك جيت يلاx العشا جاهز على السفرة كلنا كنا مستنينكx

صوت زوجة عمهx استطاع انتشاله من شروده فنظر إليها بوجوم قائلا محاولا رسم ابتسامة: اسف اني شغلتكمx معلش تاعبكمx معايا

نظرت اليه نوال باستنكار ثم أضافت بعتاب: انت بتهزر تعبك راحه وبعدين تعب ايه اللي بتقول عليه ده

فاردف محمود وهو ينظر اليهاxبامتنانx: ربنا يخليكي يا طنطxx

.........................……..

في داخل غرفة الطعام كان الصمت هو سيد الموقف في المكان الكل ياكل بنهمxx إلا هو كان ينظر الي الكرسي الفارغ الذي دائما ما تجلس عليه وكانت نظراتهx شاردهx يفكر بوجوم ولكنx قطع حبل تفكيره صوت عمه يقول باستفسارx قاطعا للصمت: ايه يا بني مبتكلش ليه ولا الاكل مش عاجبك

هذا السؤال كان كفيل بتوجيه انظار البقية اليه

تكلم محمود وهو ينظر إلى عمه بلطف: لاء ازاي الاكل ما شاء اللهx وبعدين ما انا باكل اهو ليه بتقول كدا

نظرت نوال الي الطبق الذي لم يأكل منه سوى لقيمات بسيطة فقالت بتعجب : بتاكل ايه والطبقxزي مهو لو مش عاجبك الأكلx قولي وانا اعملك الى انت عايزه بنفسي

نظر اليها محمود راسما ابتسامة قائلا بنفي: لاءxوالله ابدا مش كدا ...بس مليش نفس

اردف أحمد وهو ينظر اليهxبلطف: انا عارف انك قلقان و كلهمx وحشينك بس الي اعرفه انهم قربوا يرجعوا هانت يعنيx خلاص

برقت عيون هبة ببريق زاد من عمق عيونها الخضراء وأصبحت أكثر عمق وغموض وتكلمت محاوله رسم اللامبالاة في ملامحها ولكن من ينظر جيدا الى تلك العيون سيستشف الحقيقة الكامنة بهما :x هما لسه محددوش معاد يا بابا

فاجابها احمدxبهدوء: لسه يا هبه بس قربوا يرجعوا

واستمر الحوار بكلام طبيعي روتيني
ولكن طول هذاx الحوار لم يستطع التركيز مع أيx من الموجودينxعلى مقدار تركيزه في عيونهاxفلاحظ ذلك البريق الذي شاهده من قبل في عيون أخرى شبيها بدرجة كبيرة من تلك العيون الخضراء التي ينظر اليها الان مستشف الحب الكامن بهما الذيxكان لا يستطيع أن يعرفه قديما الا عندما سمع اعتراف واضح بهذا الحب ومن هذا الوقت استطاع معرفة ذلك البريق الذي يظهر فقطxعند ذكر اسم أو خبر عنxالطرف الآخر هذا البريق الذي لا ينبع سوي من عيون عاشق متيم وفي هذا الوقت زال عن ذهنه أي موضوع بإستثناءxوعد أخذه على نفسه بتوحيد هذان القلبانx المتيمان ببعضهم رغم مرور كل تلك السنينx فهنيئا لهذا الحب إذا كان يحمله عاشقان مثلهما

..................
يتبع




هند صقر غير متواجد حالياً  
قديم 02-11-18, 11:09 AM   #12

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي



modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 04-11-18, 11:04 PM   #13

هند صقر

? العضوٌ??? » 433798
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هند صقر is on a distinguished road
افتراضي أحببت اينشتاين

الفصل السادس
-_-_-_-_-_-_-_-

جالسة على مكتبها تقرأ كتاب كالعادة ولكن شتت تركيزهاx طريق رقيق على باب غرفتها فاستقامت واقفة واضعة الكتاب في موضعه بحرص وذهبتx لتستطلع الطارق

اردفت نور ويدهاx مازالت مرفوعة لستعدادهاx للطرق مجدداx : ايه يا بنتي كل ده علشان تفتحي

انزلتx شذا يدها الممسكة بمقبض الباب واستدارت للداخل قائلة ببرودx : خشي

وبخطوات بطيئة جلست على الفراشx خلفها نور التي جلست بجوارها فتطلعتx إليها شذا ثم اردفتx بهدوء: ايه سر الزيارة السعيدة دي

فصاحت نور بتمثيلx للزعل : ايه ده هو انتي زهقانة من وجودي ولا ايه

شذا بنفس الهدوء: انت اكيد فاهمة قصدي كويس مش هنمثل على بعضx مش احنا كنا مع بعض طول اليوم امبارح ايه مزهقتيش مني

فهتفت نور بمرح : لاء ياستي مزهقتش على قلبك دايما حتى لو كنتي رافضه دهx وعلى العموم ياستي انا جايه النهارده علشان نتكلم عنx الترتيبات اللي لازم نعملها قبل بكره

فاردف شذا وهي ترفع حاجبها باستفسار: ترتيبات ايه؟!

فصاحت نور بتوضيع: انتي ناسيه ان الدراسة بعد بكره ان شاء الله يعني مفروض نرستق أمورنا قبل السفر ولا ايه

فاجابتها شذا بلا مبالاة : اااااهx عادي يا بنتي انتي مكبر الموضوع كده ليه

فحدجتها نور بحنق لتقول استغراب: مكبره الموضوع!x انتي الي مكبرهx دماغك على الاخر مفيش فايده منكx خالص

فاردف شذا بملل: ماشي طب قوليلي انتي ايهx المطلوب مني واناx هعملهx

زفرت نور بحنق قبل ان تقول : ولا اي حاجة خليكي كده
انتى كده برنس بس الاول تسمحي تقوليليx يا استاذه احنا المفروض هنسافر ازاي بأيهx يعنيx

فاردفت شذا وهي ترفع اكتافها إلى أعلى علامة على اللامبالاةxx :x عادي هكلم بابا يبعتx معانا السواق يوصلنا ذي المره الي فاتت

فاستقامت نور واقفة ثم قالت بضجر: ماشي تمام انا غلطانه اني جيت اذا كان انتي مش مهتمه بحاجة فهتعب قلبي معاكي علي ايهx انا هروح احسن اشوف هعمل ايه قبل السفر واظبط نفسي يلا باي ثم لوحت بيدها مودعة

فاردفت شذا وهيx جالسة بنفس الوضعية على السرير لتقولخفوت وهي سارحه في مكان آخر : باي

........................……….

كانت جالسة في صالون القصر وبيدها إحدى مجلات الموضة تقوم بمطالعتها بلا مبالاة وفجأة سمعت صوت جرس الباب يرن بإلحاح لفترة دون مجيب فزفرت في ضيق و تأففتx قائلة: اف بقى هما الخادمين مش سامعين شاطرين بس في صرف الفلوس على الفاضي

استقامت واقفة واتجهت لفتحه وهي تتأففx بضجرx ولكن بمجرد فتح الباب تغيرت ملامحها كليا لتهتف بسعادة: مش معقول انكل خالد وطنط نوال انتوا وصلتوا امتي وليه مقولتوليناش

فاجابها خالد بابتسامة :x ايه يا هبة انتي هتفضلي موقفاناx على الباب كده كتيرx مش تقوليلنا اتفضلوا حتىx

تنحنحتx هبة بخجل من موقفها و تكلمت قائلة باعتذار : سوري بس بجد مفاجاة حلو اوى اتفضلوا شرفتم بيتكمx طبعا

فجذبها خالد محتضنا اياها في حبور: حبيبتي يا هبة وحشتيني ووحشني لماضتك

فاردفت هبة بصدق وهي بين احضانه: وانت كمان يا اونكل والله وحشتنا كلنا اوى

وفجأة وجدت نفسها تجذب من حضن ابوي الي حضن ناعم منال وهي محتضنة إياهاxx : ايه يا خالد مش تخليني اسلم انا كمان علي هبة حبيبتي والله وحشتيني ووحشنيx كل الي في البيت

هبة بعد أن انتشلت نفسها من أحضان زوجة عمهاx لاحظة ظل فتاه تقف خلف عمهاx ومن ثم ظهرت معالم الفتاة بوضوح عند دخول عمها الي داخل القصرx ومن خلفه زوجة عمها بحاثين عن قاطنيه بينما ظلت الفتاة واقفة امامهاx فاخذت هبة تتأمل تلك الفتاة النحيلة قريبة الطول منهاx جميلة القوام ذات الشعر القصير المقصوص بعناية والعيون التي تتلوهx في عسلهما فتكلمت هبة بصدمة: ايه ده معقول انتي مريم

فاجابتها مريم بمرح من نظرات الصدمة الواضحةx على هبة: ايه يا هبة مالك مستغربه اوي كدا ليه

فجذبتها هبة محتضنهx اياها في حب: مش معقول قدx ايهx اتغيرتيx وبقيتيx شبه البرنسيس

فاردفت مريم وهي تبتسم بخجل بعد ان وقفت امام هبة: مش للدرجة دي يعني ثم انك اتغيرتي انتي كمان صحيح انا كنت صغيره لما شوفتك اخر مرهxx بس الصور اللي خدناهاx مع بعض من واحنا صغيرين مختلفه خالص عن شكلك دلوقتي

فابتسمت هبة مؤكدة قبل ان تضيف بتقرير: ومين فينا متغيرش يعني

كل هذا الوقتx وكان تفكير هبة منصب على موعد ظهور من كانت بانتظاره منذx علمت بقرار رجوع عمها وهي تفكر في الشخص الوحيد الذي يهفو إليه عقلها قبل قلبها... الشخص الذي تحفظ أدق تفاصيله كحفظ اسمها... الشخص الذي كان ملاذها وأمنها في طفولتها... الشخص الذي قضت معه اجمل ايام عمرها والذي تعشق روحه وحنانه... الشخص الذيxx تنتظر عودته كل تلك السنوات... الشخص الذي من أجله غلفت قلبها بمتانة وقفلت اسواره ووضعت مفتاحه بين يمينهx "محمد" ذكر الاسم فقط يسري قشعريرة لها تأثير السحر على نفسها وقادرة أن تقلب كيانهاxx رأسا على عقب ولكن كل تلك المشاعر ليست لها أهمية الآن فيبدو أنه نسيها كم نسي وعوده التي كان يمليها عليها بعينه قبل لسانه نعمx فقبلx ذهابه وعدتها نظراته انه عائدx لكن بعد ان فقدت الامل انه عاد مع أسرته نظرت لمريمxx بابتسامة تخفي خلفها وجع كل سنين الانتظارx لتقول بصوت جاهدت لجعله طبيعا: طب يلا مش هنفضل نتكلم كتير علي الباب

اتجهت لإغلاقه محاولة نسيان حزنها ورسم ابتسامة ولكنx صوت مريم خلفها جعلx يديها تسقط عن البابx بارتباك
مريم بخفوت قبل أن تدلف إلى الداخل: لاء متقفليش الباب يا هبة محمد بيحاسب التاكسي وبيجيب الشنط وجاي
هذه الجملة كانت كفيلة بأن تزلزل كيانها بالكامل

فتوقفت محدقة تنظر الى الخارجxx وقلبها يدق بسرعة رهيبة حتى زادت سرعته أضعاف مضاعفه حين لمحت ظل ضخم يأتي من بعيد ويحملx بكل يد حقيبة كبيرة كأنهx ليس حاملا لشئ من الأساسx ومع كل خطوة يخطوها قلبها يعزف ألحان متنوعة حتى اقترب من مدخل الباب والتقت العيون

...............……….

وصل الى بهو القصر من الداخل وأخذ يتطلع إلى جميع أنحائه متذكر حياته منذ طفولته وشبابهx إلى زواجه إلى أن رزقه اللهx بأطفالهx ثم سفره كان شريط حياته يمر أمام عينيهx كشريط سينمائي كادت ان تنزل دمعة حنين من عينه تأثر بفرحته ولكن صوت زوجته انتشله من حنينه
منال بفرحه: ياه اخيرا رجعنا لبيتنا الاصلي بس هو مفيش حد هنا ولا ايه

تمالك نفسه قبل أن يجيبها مستغربا السكونx الغريب الذي يعم المكان: اه صحيح هو مفيش حد هنا ولا ايه

فاجابته منال بهدوء موضحة : مهو ميعرفوش بوصولنا ممكن يكونوا خرجوا ولا حاجة

وأثناء حديثهم خرجت نوال من المطبخ وهي تصيح باستفسار: انت رجعت بدري ولا ايه يا احمد

وفجأة تسمرت مكانها عندما لاحظت ظلين لشخصين تعرف ملامحهم جيدا رغم تقدم عمرهما فقالت بذهول محدقة أمامها: مش ممكن منال انتوا وصلتوا امتي

فتقدمت منها منال محتضنه اياها في حنين: ازيك يا نوال وحشتيني اوي ياه كل السنين دي ومتغيرتيش

فاجابتها نوال وهي تنظرx إليها في حبور: وانتي كمان وحشتيني اوي اخيرا اتلمينا تاني زي زمان

ثم أخذ الاثنين يتطلعان إلى بعضهم في حب متذكرين صداقتهم والمواقف التي جمعتهما سوياxx

إلى أن قطع تلك اللحظة صوت رجولي عميق قائلا بزعل: ايه يعني مفيش حمد الله على السلامة حتى ولا من لقي أصحابه بقي

ضحكت نوال فلطالماx كانx لها خالد منذ ارتباطهx من صديقتها الوحيدةx بمثابة أخ أكبرx لها مثله مثل صلاح أخيها وكان نعم الاخ فكان دائما ما يقف بجانبها ويساندهاx حتى بعد زواجها من أخيه الذي كان هو وزوجته السبب في هذا الزواج بعد مشيئة اللهx فابتسمت قائلة : ازاي بقي احنا نقدر بردوا حمدالله علي السلامة يا دكتور خالد نورت مصر كلها بس المفاجاهx توهتني متزعلش مني

فاجابها خالد بابتسامة ودودة: ماشي يا مرات اخوي انا عارفx انها مفاجاة بس يا تري حلوة بقى ولا ايه

فحدجته نوال بعتاب وهي تقول باستهجان : انت بتسالني يعني
وكادت ان تكمل كلامها ولكن لفت نظرهاx الفتاة المنضمةx اليهم فنظرت اليها بتمعن قبل أن تصيحx بحبور : ايه ده مريم حبيبتي ماشاء اللهx كبرتي وبقيتي عروسةx ثم جذبتها إلي حضنها مرحبه

فاردفتx مريم بهدوء: مرسي لحضرتك يا طنط

وأثناء ذلك كان خالد ينظر في أرجاء القصرx بتفحص ومن ثمx قال مستفسرا: ايه هو مفيش حد في البيت ولا ايه

نظرت اليه نوال ثم قالت موضحة: لاء احمد بسx اللي في المصنعx هتصل بيه اعرفه دا هيفرح اوي ومحمود وشذا وهبة موجودين ثم أخذت تنادي بأسمائهمx بصوت مرتفع ولكن شذا كانت جالسه بغرفتها تقرأ كتاب كالعادة سارحة في عالمها الخاص غير مدركة لما يحدثx بينماx استطاعx محمود سمعهاx حيث كان يجلس في غرفته يتفحص صفحته على الإنترنت حتي انتشله صوتها فقطب جبينه استغرب نداء زوجة عمه المفاجئxx فأسرع في الخروج ونزول درجات السلم بسرعة حتى اصتطدمx بوجود والديه وأخته فوقف مشدوه للحظات فهو كان يكلم محمد بالامس ولم يطلعه على عودتهمx بالعكس تحجج ببعض المشاكل التي اضطرتهم إلى تأجيل سفرهم لفترةx وبسرعة استطاع أن يتكلم قائلة وما زالت معالم الدهشة جلية على وجه: ايه ده انتوا جيتوا

ثم قال اكملx بصوت منخفض يحمل الوعيد : ماشي يا استاذ محمد بس لما اشوفك

فهتف خالد بهدوء: على اساس انكوا مش عارفين ان احنا ممكن نرجع في أي وقت صحيح مقولناش الميعاد بس انتوا عارفين اننا اول منظبطx امورنا هنرجع

فاخذx محمود في الاقترابx منهم وهوx يقول بتوضيح : ايوه يا بابا عارف بس انا كلمت الاستاذ محمد امبارح ومقليش يعني انكوا جايين

ثم اكمل بمشاكسه قبل ان يقترب محتضنا والدايه ثم اخته في شوق
علي الاقل كنا فرشنا الأرض ورد ولا عملنا ايx حاجةx كده ولا كده

..............................……….

يتطلع إلى سقف غرفته بسرحانx يفكر في كلام والده و إلحاحه المتزايدx على قبولx الزواج من ابنة عمته هبه هو لم يكذب في كلامه فهو بالفعل يعتبر هبة مثل نور ولكن ضغط أبيه تزايد عليه فهو في كل مرة يرىx وجهه يذكره بالموضوع ويطلب منه قرارهx وعلى الرغم أن قراره لم يتغير الا ان ابيه لا يقتنع بهذا القرار ويطلب منه التفكير مرة أخري والتأنيx في التفكير ولكنهx سأم حقا فهوx لاx يشغل تفكيره أمر الزواج مطلقا ولم تقتحمx أحلامه أي فتاةx ويعتقد ان هذا ما يشجع أبيه علي الإلحاح في طلبه لاعتقادهx أنه إذا تركه هكذا فلم يتزوج الانx او حتيx بعد فتره لا يعلم ماذا يفعل هو بالفعل متخبط في قرارهx يعلم ان والدهx لا يريد له سوى الخير فهو دائما كان له نعم الأب والقضوى فمنذ وفاة والدته زاد اهتمام أبيه بيه وبنورx ولم يفكر في الزواج مرة اخري لكي لا يزيد همومهمx بوجود زوجة اب ووفاء لزوجته الراحلة وكرس حياته للاهتمام به وبنور فما هو الحل الآن أنهكه التفكير وأحس بالتعب فاستقام من مكانه وقرر الخروج لعل الهواء الطلق ينعش أفكارهx ويجد حل لما هو عليه وأثناء خروجه اصتدمx بجسد نحيل
تاوهت نور بالم: ااااااااااااهx مش تحاسب

وائل بشرود: ها معلش يا نور مش واخد بالي

فهتفت نور وهي تتفحصه باهتمام: ايه ده مالك يا وائل شكلك مش عجباني

فاجابها وائل وهو ينظرxx اليها محاولا رسم ابتسامة بدون ان يتطلع الي عينها : مالي يعنيx ما انا كويس اهو.... يلا باي علشان مستعجلx عايزاني اجيب لك حاجة معايا وانا جاي

تركها دون أن يسمع ردها بينما وقفت هي مكانها تتطلع إلى مكانه الخالي باستغراب فهذه اول مره تري وائل بهذه الحالة تكاد تجزم أنه يخفى عليها أمر ما وإلا لما كان متوتر هكذا وذهب سريعا لأنه كما يعرفها جديدا ويكتشفهاx عندما تكذب او تخفي عليه أمرا هو الآخر امامها كالكتاب المفتوح تستطيع أن تستشف من عينه فقط اي شئ بدون حتى الكلام هي متاكده انه ذهب هاربا لانه يعلم أنه لا محال من كشف أمره إذا ظل واقفاxx ولكن ماذا هناك ما هذا الأمر الذي يربكه إلى هذا الحد ولا يريدها ان تطلع عليه وهي مخزن أسرارهx فكما كان لها نعم الاخ يغدقها بحبه وحنانه كانت هي دائما اخته وصديقته ومخزن أسراره الذي يحكي لها اي شئ بدون تردد

فغمغمتx بخفوت وهي تتجه الى غرفتها " اكيد في سر وسر جامد كمان وانا اكيد لازم اعرفه والا مكنش نور "

................…………..

كان يعد الأيام انتظارا لرجوعه ينتظر اللحظة التي سيرها فيهاx صحيح هو لم يراها منذ أكثر من عشر سنوات ولكن صورتها كانت ولا تزالxx محفورة في قلبه يشتاق لها لبراءتها لمشاغبتهاx حتى لعصبيتها لكل تفاصيلها فهي حبيبته المدللة... ولكنه دائما ما يسأل نفسه هل لا تزال تذكره هل ستعرفه عندما تراهx أم أنه لا يفرق معها ولكنه يأمل الأفضل وسيتمهل في الأمر حتى يتأكد من اذا كانت تحبه كما يعشقها هو...x ولكنه في كل الأحوال سيحارب للفوز بقلبها... فهو طوال السنينx الفائتة لم يحاول ان يتواصل معها انتظارا للرجوع مرة اخرى وارتباطه بها رسميا حيث انه لا يريد أن يعلق نفسه بها اكتر مع احتمالية ان لا تكون من نصيبه كما لا يريد ان يثير الشكوك حوله فقط يتطلع إلى أخبارها دون لفت للأنظار وكان يدعو الله دائما أن يكتبها له وتكون هي زوجته هاx هو الآن ولج الي الداخل متجاوزاx البوابة الكبيرةx للقصرx يفصله عنها بضع سنتيمترات فقط ومع كل خطوة يخطوها يحس انها قريبة جدا منه وهذا الإحساس كافي بان يزغزغ كيانه بمشاعر وأفكار لا حصر لها وأسئلة لا تنفك عنx طرح نفسها في عقله المشتاق المنتظر حتى ان قلبه يظن من كثرة اشتياقه انها واقفة هناك أمام الباب الداخلي للقصر تتطلع للخارج انتظارا لهx ولكن عقله كان مناقضا يأمره ويحدثه قائلاx " اهدئ انك فقط تتوهم " ولكن قلبهx يقول له" نعم انها هناك واقفة انها هي من تسكن بداخلي منذ الأمد " وأخذ الصراع يشتعل بين عقله وقلبه البائس حتي إنفض النزاع بقترابه والتقاء عيونه المشتعله شوقا بتلك اللؤلؤه الخضراء التي تلمع بقوة مع اشعة الشمس المسلطة عليها فذادتها جاذبية اضعاف مضعفه و….
................
يتبع


هند صقر غير متواجد حالياً  
قديم 14-12-18, 11:43 AM   #14

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 14-07-20, 10:01 PM   #15

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء المسك والعنبر.... تم فتح الرواية بطلب من الكاتبة لاستئناف تنزيل الفصول....

موفقة بإذن الله تعالى....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 15-07-20, 07:19 AM   #16

هند صقر

? العضوٌ??? » 433798
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هند صقر is on a distinguished road
افتراضي

عزيزاتي أسفة علي التغيب المفاجئ بس انا رجعت وان شاء الله الرواية هتنزل يوم ويوم بتمني ألقي مشجعين وأسمع أرائكم الحلوة

الفصل السابع
-_-_-_-_-_-_-

واقفان أمام الباب الداخلي للقصر وكأنx العالم من حولهم ليس موجودا الوقت توقف في هذه اللحظة يتطلعان إلى بعضهم البعضxدون أن يتحرك أي منهما قيدxأنملة وكان الصمت هو سيد الموقف باستثناء العيون التي تحكي حكايات وكلام لا ينتهي ماذا هل ما يحدث الآنx حقيقيا هل هما الآن واقفان أمام بعضهم البعض بعد كل سنوات الغياب كان كلا منهم يملك العديد من الأسئلة منها المتشابهة والمختلف ولكن كانت العيون فقط هي المتكلم الوحيد بدون ان ترمش أوx تحيد عين أي منهم عن الأخرىxحتى قطع ذلك الصمت صوته بنبرة تعرفها رغم مرور الزمن وخشونة صوته الغير معتادة قائلا ببحه مميزه: "هبة"

يالهي... ذكر اسمها بين شفتيه له تأثيرx غريب لم تشعر به من قبل حتي في طفولتهم فشعورها حاليا يختلف اختلافا كبيرا.... ماذا يحدث ولماذا قلبها يدق بعنف هكذا هل حدث فيه خلل ما.....x لماذا ايها القلب الضعيف لماذا أهداxx ليس الآنx ولكنها وجدت نفسها لا اراديا تنطق باسمه كالمغيبهx : " محمد " تكلمت وهي تتطلعxإليه بتفحص شديد تحفظ شكله الجديد عليها نوعا ما غائبة عن العالم بأكملة وكيف لا تكون كذلك فنصفها الآخر قد عاد أخيرا يقف امامها الان بهيئته الرجوليه التي تزهق الأنفاس جاذبيته غير منصفة مع ذلك القميص الأبيض الذي يظهر لياقته البدنية بوضوح ومع كل ذلك الضغط خافتx ان تفقد جزء من سيطرتها على نفسها فقالت وهي تلعن نفسها " أهدى أيتها الغبية سوف تفضحين لا محال "

أما هو فكان في حالة غير طبيعية يحوي العديد من المشاعر "الحب، الشوق،x الاطمئنان، الاستفسار،……" كان يتفحصها بتمعن شديد يحفظ ملامحها الجديدة بحرص... حتي انه عندما نطقت اسمه بطريقتها المميزةx أحس باضطراب شديد واهتزازxجسدهxكأن مس من الجن أصابه فحدث نفسه قائلا " ماذا يحدث لي لما كل هذا الاضطراب ها هي الآن حبيبتي الصغيرة المدللة واقفه امامي أرها بعد هذه السنوات وقد زاد بريقها وأصبحت كما تخيلتها في أحلاميx بل أكثر جمالا ونضارة بهذه الملابس التي رغم بساطتها الا انها أنيقة تليق عليها فكانت ترتدي بنطلون من الجينز الأزرق معx بلوزة قطنيةx من اللون الأبيض وجامعة لشعرها على هيئة ذيل حصان هيئتهاx مع تلك اللؤلؤة الخضراء يفقده لبه.....x ما هذا ماذا دهانيx اهدأ أيها القلب اعلم أنك نقطة ضعفي ارجوك اهدأ ولا تفضح سري يجب ان نتاكد اولا ثم أعلن العصيان كما تشاءx ولكن الان اهداء "وبعد صراعx شديد معx المشاعر نطق اخيرا : ازيك يا هبة انا فرحان اني شوفتك بخير ايه اخبارك

نظرته وهو يلقي عليها هذه الجملةx كانت نظره مبهمة بالنسبة لها فلم تستطيع أن تستشف منها شئ فقالت بهدوء مخالفا للاعصار القائمx بداخلها: الحمد لله تمام انت ايه اخبارك

رد بنفس النبره المبهمةx:الحمد لله بخير انا سمعت انك دخلتي كلية الصيدلة على ما اعتقد صح

مطت شفتيها بحزن حاولت أن تخفيهx فهي لم تكن تتوقع أنه لا يعرف بكليتها جيدا وهذا معناه أنه لم يكن يسأل عنها كما كانت هي تفعل خفية فقالت محاولة رسم الابتسامة :ايوه انا داخلة رابعة ان شاء اللهx

ثم استرسلت بالحديث قائلة :انا سمعت انك خلصت الطب وتخصصت في مجال معالجة وجراحة القلب

لمحت شبح ابتسامة على زاوية شفتيه فلعنت نفسها ألف مرة عن ثرثرتها التي ليس لها داعي فيx بعض الأحيان والتي دائما ما تفضح أمرها فقالت محاولة إخفاء ارتباكها: احم بابا اللي كان قايلي ثم صحيح الكلام خدنا واحنا واقفين كل ده على الباب يلا اتفضل ادخل اكيد الكل مستنينك جوا

نظر اليها مليا محاولا سبر اغوارها ثم تحدث بهدوء: اسبقيني انتي هجيب بقيت الشنط واحصلك

اردفت بخفوت قبل أن تستدير للدخول قائلة : اوك

اما هو فظل واقفا مكانه ينظر اليها الى ان اختفت تماما عن ناظره ثم استدار للخارج لجلب بقية الشنط وهو في حالة صراع لا يعلم ماذا يستشف من هذا الحوار القصير ولكنه في الاخير حسم امره بان يترك الوقت يوضح له حقيقة مشاعرها تجاههx فكما استطاع أن ينتظر كل هذا الوقت عليه ان يكمل الانتظار قليلا ليأخذ أول خطوة في الارتباط الرسمي ويرتاح باله

كل هذا ولم يلاحظ أي منهما تلك العيون التي كانت تراقب الوضع من بعيد مستمتعه بما تراهx ثم اتجه بخطوات متثاقلة خلف أخيه ليحمل معه الشنط كما اعلمه والدهx

....................……….

لاحظت طرق على باب غرفتهاxذات نغمة تعرفها جيدا فتافيت بضيق وهي تغمغم بهمس: اف بقي مش هنخلص

اتجهت لفتحه قائلة بضجر: نعم

هبة وهي تنظر اليها بامتعاض من طريقة ردها : هو ايه اللي نعم حضرتكx حابسه نفسك في اوضتك ومش حاسة باللي بيحصل حواليكى

نظرت شذا إليها باستنكار لتقول بملل :x يعني ايه اللي بيحصل ومالك كده شيفاكي مش على بعضك ليه فيكي حاجة غريبة

كلام شذا اربكها كثيرا ولكن كيف اكتشفت توترهاx مع انها حاولت ان تكون طبيعية قدر الإمكان فما يحدث ليس بالشيء الهين عليها ولكن تداركت نفسها بصعوبة فتكلمت بصلابة مصطنعة: انتx سايبه الموضوع الأساسي و بتتكلمي فيه ايه انتي.... ثمxمالي يعني ما انا كويسة اهو قدامك

تفحصت شذا اختها جيدا بداية من ارتباكها الي كلامها الاخير ثم اردفتxبغموض يشوبه استفسار: محمد رجع

وكأن دلو من الماء البارد انصب فوق راسهاx للتو فما ادري شذا بعودة محمد ولماذا خصتx محمد بذات بالذكر لماذا لم تقول هل رجع عمي مثلا فحدثت نفسها قائلة بصدمة " نهار اسوح معقول اكون مكشوفة بالشكل دا لا لا مستحيل "

كل هذا كان يدور بعقلها لثواني قبل ان تترجمه محاولة اكتشاف الحقيقة بخفوت وبصوت مهتز رغم أنها حاولت قدر الامكان جعله طبيعيا: وانتي عرفتي منين انه.. قصدي انهم..x رجعواx وليه خصيتي محمد بالذات

تأملتها شذا قليلا قبل ان تقول محاولة رسم
اللامبالاة وهي تتجه للجلوس علىx حافة فراشها: عادي وهي هتفرق يعني

نظرت هبة الى اختها قليلا فدائما كانت اختها بالنسبة لها لغز كبير يصعب حله فهي لا تستطيع مهما حاولت ان تفهم ما يدور في خاطرها ولكن الآن فقط تحس بشئ غريب يحدث فشذا لاx تتكلم من فراغ ولكنها ستؤجل الأمر حاليا لحين تكون قادرة على المواجهة فتكلمت محاولة كبت توترها: ماشي انا اصلا ماما اللي كانت بعتاني ليكي هي بتقول انها ندهيت عليكي ومردتيش

نظرت شذا الي اختها لبرهة قبل ان تقول بإيجاز: ماشي اسبقيني وانا هغير واجي وراكي

خرجت هبة من الغرفة تتنفس الصعداء ثم وقفت لثواني تستجمع كامل قواها التي ذهبت أدراج الرياح منذ وصول محمد ثم توجهت إلى الطابق الأرضي محاولة رسم الابتسامة

..............………..

في اليوم التالي

كان يسوق السيارة قلقا من إصرار أبيه إلى التوجه إلى بيت عمته للترحيب بأسره خالد عبدالله لعودتهم من السفر بسلامه وكان يلاحظ النظراتx التي تختلسهاx اخته نور من الحين والاخر محاولة اكتشاف سبب قلقه الواضح حيث كانت جالسة بجواره في المقعد الأمامي بينما والده جالس بالمقعد الخلفي مشغولا بمتابعة سير العمل عبر الهاتف الخلوي الذي لم يتركه منذ ركوبه السيارة ولكنه مع بداية دخوله البوابة الخارجية للقصر لاحظ من خلال المرآة الأمامية للسيارةx انهاء أبيهx للمكالمة الهاتفية وتركيزه على نقطة ما قابعة في الحديقة ولكنه لم يباليxوبمجرد أن ركنxالسيارةx في مكانها المخصص فتحت نور باب السيارة ونزلت كالقذيفة مسرعةxمتجهة إلى داخل القصر وعندما قرر اللحاق بها استوقفه صوت ابيه من خلفه يناديهx : وائل

استدار ينظر إلى أبيه باستفسار قائلا: نعم يا بابا في حاجة

تكلم صلاح بهدوء قائلا: عرضت عليك الموضوع بقالي فترة وعلى طول تقول مشغول ومش عارف ايه وتخترع حجج دلوقتي الفرصة قدامك يلا روح اتكلم معاها شوية وانا متاكد ان دي احسن فرصة

فهم وائل إلى ما يرمي إليه فهو كان يعلم الهدف الأساسي من هذه الزيارة ولكن ماذا بامكانه ان يفعل فهو لا يستطيع أن يعارضه فتكلم مدعيا الغباء: اتكلم مع مين يا بابا انا مش فاهم حضرتك تقصد ايه

فاردف والده وهو ينظر اليهx بحنق :x انتx هتجنني يعني هيكون مين يعنيx

ثم أكملx حديثهx بصرامةx قائلا: اسمعني كويسx انا شوفت هبة واحنا داخلين القصر واقفة هناك اهيت
ثم اشار باصبعه الى المكان المنشود حيث تقف هبةx

قبل انx يسترسل في حديثه بلهجة آمرة: يلا اتحرك ومتقفش كدا اظن دي الفرصة المناسبة عشان تفتح معاها حوار وتعرف طبيعة شعورك كويس

نظر وائل للصرامة المبطنة بصوت والدهx قبل أن يقول وهو يتحرك بخطوات متثاقلة باتجاه هبة : ماشي
ثم أخذ يقول فيx صوت هامس " اما نشوف اخرتها "

...........………….

تشعر بحرية وسعادةxكانت غائبة عنها لسنوات فقررت النزول إلى الحديقة لعل زهورها الخلابة تقوم بمشاركتها سعادتها و أثناء انشغالها بسقاية الزهور وبثها أسباب سعادتها وهي تتحسسها بسعادة استطاعت شوكة غادرة التسلل إلى اصبعهاx فأحست بألم ونزلت بعض الدماء من اصبعها ولكنها على حين غرة وجدت صوت رجولي يقول من خلفها بخوف: هبة ايه الدم ده فيكي حاجة

نظرت إلى قطرات الدم التي لوثت فستانهاxمع ان الجرح صغير ولكن بعض قطرات الدم سقطت منه على فستانها الفاتحx واستطاعت تلويثه فنظرت إليه باسمه لتطمئنه وهي تقول بهدوء : مفيش حاجة متقلقش بس فيx شوكة من الوردةx دخلت في صباعي حاجة بسيطة يعنىx متقلقشx

نظر الي اصبعها التي تمسكه بيديها الآخر وبحركة غير متوقعة امسكx بيدها ناظرا إلى اصبعها بتفحص ثم جذب المنديل الذي يحويه بجيبه ولفه حول اصبعها قائلا بهدوء :الحمد لله حاجة بسيطة انا اتخضيت لما شفت الدم

انتشلت يدها التي كانت أسيرة يديه ثم نظرت اليه بابتسامة ودودة قائله :اه ممكن علشان الفستان فاتح فظهر الدم فيها يلا الحمد لله شكرا يا وائل

ثم استرسلت في الحديث قائلة باستفسار :صحيح تعال هنا وقولي بقالنا كتير مشفناكش ليه اختفيتx مرة واحدة هو انا وشذا مش لينا حق فيك ذي نور ولا ايهx

جملتها تلك أكدت له استحالة هذا الارتباط فهي تعامله كأخ كما كان هو دائما يعاملها كأخت مثلما قالت فهي وشذا كانا دائما له كنور وسيظلوا هكذاx انتشل نفسه من أفكاره بسرعةx ليجيبها بتأكيدx : اكيد طبعا هو انتي عندك شك في غير كدا بس كنت مشغول شوية في الشغل هتلر مش بيخليني اتنفس هنعمل ايه يعني منقدرش نخلفه

ضحكت هبة ملء فمها ضاربة ظهره بيدها برفق :معلش بقي تعيش وتاخد غيرها

واسترسلت في الحديث قائلة باستغراب :بس اللي اعرفه عنك انك بتحب الشغل....داxحتى انت اللي قررت تشتغل من وانت في الكلية ومع ان خالي كان معارض الموضوع ده في الاول بس لما شاف تقديراتك العالية رغم الشغل سمحلك تكمل شغل...يابني دا انا كنت بحسدك على قدرتك في التوفيق بين الشغل والكلية دا انا في باب واحد ومش ساده

ضحك وائل وهو يخمس في وجهها قائلا: قل أعوذ برب الفلق وانا اللي بقول ايه اللي حصلي مبقتش طايق الشغل ليه اتاريكي شغاله قر الله ينور

نظرت له هبة باستنكار من حركته ثم اردفت باستهجان :إمشي يالهxمن هنا انا عيني مليانه أبابا

ضحك وائل بسخرية ليقول :هو انا جايب حاجة من عندي مش انتي اللي قولتي من شوية كنتي بتحسديني

نظرت اليه هبة قائلة بتوضيح :دا مصطلح تعبيري يعبر عن مكنون الجملةxياجاهل.. اش عرفك انت خليك كده من البيت للشركة ومن الشركة للبيت

نظر اليها بضحكة سخرية ثم اردف بتهكم مقلدا إياها :مصطلح تعبيري

اكمل بغلظة :امشي يا بت انجري على جوا لحسان يومك معايا مش معدي انا هلاقيها منك ولا من نور انا هدخل اشوف شذا حبيبتي العاقلة

نظرت اليه نورx قبل ان تقول وهي تشير باصبعها بحنقx :انا داخلة لاني مبحبش اضيع وقتي مع امثالكxفعلا تليق ليكxشذا عشان معقدة ذيك

قالت جملتها ثمxقفزت راكضة من أمامه قبل تجد نفسها قتيلة....
كل هذا ولم يرى أي منهما تلك العيون التي تقف في الشرفة العلويةx تشتعل نارا وتنظر بغضبxجم لما تشاهده...

............
يتبع


هند صقر غير متواجد حالياً  
قديم 16-07-20, 04:19 PM   #17

هند صقر

? العضوٌ??? » 433798
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هند صقر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن
-_-_-_-_-_-_-_-_-

كان واقفا في شرفة غرفته المطلة على الحديقة ينظر بتركيز الى تلك الفراشة الرقيقة بفستانها الصيفي الطويل باللون الاصفر لون الحيوية تغرد كالفراشة هنا وهناك بين الزهور تقوم بسقايتهم وتتلمس بأصابعها الرقيقة الزهور بسعادة ومتعة، ولكنه فجأة لاحظ الألم الذي ظهر علي معالم وجهها وهي ترفع اصبعها من تلك الزهرة اللعينة التي استطاعت أن تؤذي بشوكها اصبعها الرقيق كاد أن يقفز من الشرفة لينزل إليها سريعا.... ولكن ظل شخص يقترب استوقفه مكانه ينظر إلى ذلك المجهول بتمعن وشاهد ماحدث بينهما وعيناه جاحظتان بذهول وغضب كاد أن يفقده صوابه حتما بداية من إمساكه ليديها الي ضحكها ومرحها معه...احس بنغزه في قلبه والغضب تسلل الي داخله كسرطان منتشرا في أجزاء جسمه بسهولة كحبها... فجلس في أرضية الشرفة يحك شعر راسه باصابعه بعنف محدثا نفسه " من هذا الشخص ماذا يفعل ولما كل هذا التساهل معه"... هي حتى الآن لا تعامله بكل تلك العفوية التي استعملتها مع ذلك المجهول فمنذ عودته وهي تتحاشى النظر اليه وكلامها طبيعي روتيني ماذا يحدث هل من الممكن أن يكون حبيبها؟.... هو لم يتأكد من حقيقة مشاعرها تجاهه كما أنه كان غائب لسنوات فمن المحتمل أن تكون وجدت الحب في شخص آخر.... أسئلة كثيرة تدور في رأسه ولا يستطيع التوصل إلى إجابة مرضية حتى الآن ولكنه قرر أن يتعامل مع الأمر بصورة اخرى

...................……….

استيقظ مبكرا مع اذان الفجر فصلى فرضه وتأكد من وضع كامل اغراضه في حقيبة سفره فاليوم بداية العام الدراسي الجديد وبعد تأكده من أغراضه وقف أمام المرأة و ألقي نظرة رضا علي ملابسه المكونة من بنطلون جينز ازرق و سويت شيرت من اللون الاخضر والابيض اسفله تيشرت ابيض... جذب ساعة يده لارتدائها مع رش بعض العطر لاستكمال اناقته و اتجه بعدها لجذب حقيبته متوجها الى الأسفل محدثا نفسه وهو يتذكر حديث عمه بالأمس وقراره بذهابه مع شذا بما انه معها في نفس الكلية ....كما أنه حثه على الاهتمام بها وغيره من تلك الأمور وكل هذا الكلام بالطبع كان أمام شذا ....لاحظ جيدا تغير معالم وجهها إلى الاستهجان والغضب ....حينها شعر بالمتعة ....فدائما ما يحس بالاستمتاع من رؤية غضبها.... فغضبها له مزاق خاص لم يستشعره من أحد قبلها.... يلاحظ جيدا تجنبها له منذ آخر لقاء جمع بينهما وكأنها تخشى أن تنساق في الكلام معه مرة أخرى فقررت الانعزال جاعلة غرفتها كسلاح دفاع ....علي اي حال هو لا يبغي التطفل عليها إذا كانت هي لا تريد ذلك وبهذا الشكل.....

أثناء نزوله درجات السلم العريضة حدث نفسه قائلا بملل " اكيد سنتأخر بسببها اليوم .....نحن يجب ان نتوجه الى مكان السكن قبل ذهابنا إلى الجامعة "فهو يعرف جيدا طبيعة الفتيات وخصوصا في اول يوم في الجامعة ....شعر بالصدمة سريعا ما تلاشى ذلك التعبير وهو يستكمل حديثه مع نفسه ولكن بنبرة اخر " اكيد كلامي هذا يخص الفتيات فقط ولكن ليس شذا بتاكيد "

كانت شذا جالسه على احد الكراسي الموجودة في الصالون تهز اقدامها بعصبية واضحة مرتدية قميص كاروهات طويل فضفاض من اللون الابيض والازرق مع بنطلون من الجينز الأزرق وحذاء ابيض رياضي مريح وبالطبع مرتدية عوينتها الطبية وشعرها مصفف كالمعتاد ....
حدثت نفسها بضجر " اف ما كل هذا التأخير سوف نتاخر ألا يوجد معه ساعة ليعرف جيدا كم بلغ الوقت الآن " وفجأة هدأت حركة أقدامها عندما توغلت رائحة عطره النفاذة الى انفها الصغير فصنعت ذبذبات لا تعلم ماهيتها .....رفعت رأسها تلقائيا تشاهد اقترابه فاستقامت واقفة بعصبية لتقول بسخرية :
-ياه اخيرا شرفت حضرتك ما لسه بدري انت مستعجل علي ايه كنت اتاخر كمان شوية مش هيحصل حاجة يعني

ابتلع سخريتها محاولا التكلم بلامبالاة:
-تصدقي كأنك قريتي اللي في دماغي بس يلا بقى نروح بدري احسن بكتير من اننا نروح متأخر

نظرت اليه باستهجان وهي تهدر بغضب :
-نعم حضرتك بتهزر يا استاذ ايه نسيت ان المشوار بياخد لوحده 3 ساعات علي الاقل ولسه هنروح السكن الاول و….

قاطع استرسلها في الحديث وهو يتحرك متجها إلى الخارج جاذبا حقيبته الجرارة وهو يهتف بعدم اكتراث :
-انا هسبقك على بره ولما تخلصي المحاضرة بتاعتك ابقي حصليني

نظرت الي ظله الذي اختفي وذلك البرود الذي يملكه والذي سيكون أحد أسباب قتله علي يديها فهي لم تعد تحتمل حقا ..... زفرت في عصبية ضاربة الأرض الرخامية بأقدمها ثم اتجهت خلفه نحو السيارة والذي من حسن حظه لا من حظها انه جالس في الكرسي الامامي بجانب السواق فلو فكر فقط في الجلوس في الخلف لكن مقتول الان لا محاله كانت حركتها عصبية الي حد ما ولكنها حاولت الجلوس في السيارة بهدوء موجهه كلامها الي السائق قائلة بجدية :
-يلا يا عم سعيد هنروح نجيب نور وبعدين نكمل مشورنا

اؤمأ السائق براسه ثم ادار مفتاح السيارة ليتحرك متجها الي وجهته

.................………..

تململت بضجر بسبب الطرق الشديد علي باب غرفتها و الذي اخترق اذنها متوغلا في احلامها فقامت بعصبية فاتحة للباب وهي غالقة عين وفاتحه الاخر صائحة بضجر:
-ايه في حد يخبط علي حد بدري كدا الساعة لسه 6 ونص

نظر الي منظرها فلم يتمالك نفسه وضحك بشدة ....
نظرت اليه بحنق من ضحكاته غير المبرره فاردفت بضيق :
-يعني مش كفاية طيرت النوم من عانيه لاء وكمان بتضحك

هدءت ضحكاتة قبل ان يسألها باستغراب منتظرا رد فعلها الذي يعرف حق المعرفة انه سيرجع سيل ضحكاته مره اخري
-:يخربيتك هو انتي النوم دا عندك ايه دا انتي لما بتكوني نايمة بتنسي كل الدنيا وضيعتي تعب ليلة امبارح كلها

نظرت اليه بتفكير بعد ان افاقت تمام وما لبثت ان قالت بصدمة :
-نهار اسوح!!!! دي شذا هتموتني

ثم أخذت تقفز هنا وهناك تبحث عن أشيائها .....اما هو فكما توقع تماما اخذ يضحك علي حركتها المتعجلة ثم قال من بين ضحكاته :
-ان هنزل افطر واروح الشغل وانتي الله يكون في عونك لو شذا وصلت دلوقتي هنشوف اعاصير هههههههههه

رفعت راسها بعصبيه قاذفه اياه بإحدى حقيبتها ولكنه استطاع أن يتفاداها بحرفيه بينما كانت تصرخ هي بعصبيه :
-امشي من وشي دلوقتي يا وائل مش نقصاك روح افطر ولا شوفك رايح فين

نظرا إليها بامتعاض ثم اردف بوعيد :
-ماشي يا نور انا نازل بس الحركة دي مش هعديها يكون في علمك

استدار مغادرا بعد أن أقفل الباب خلفه .....اما هي فكانت في حالة عجيبة فالأشياء التي تريدها امامها ولكنها لا تدركها من كثرة استعجالها

..................…………

كان الطريق الي بيت نور ليس طويل ولكنها احست بالضجر من وجوده معها في نفس السيارة بعد أن تسبب في تأخيرها حتى نور لم ترد علي تليفوناتها فتكلمت بوعيد " وربنا لو طلعتي لسه نايمة يا نور هيبقي نهارك بنفسجي اصلها مش ناقصة كفاية الأستاذ وتأخيره "
كلامها رغم خفوته لكنه استطاع أن يسمعه بوضوح هو رغم تظاهره بتطلعه على الطريق الا انه في الحقيقة كان بين الحين والآخر يلقى إليها بدون أن تلاحظ نظرة عابرة من خلال المرآة الأمامية الموجودة بالسيارة
وصلت السيارة امام البوابة الخارجية للفيلا التي تقطن بها نور وأخذ السائق في الضغط على بوق السيارة فاختلط صوته مع رنين هاتف شذا

فردت شذا صائحة حنق :
-ايوه يا نور انتي فين انا مستنياكي تحت مبترديش على تليفونك ليه

قاطعتها نور علي الطرف الآخر بعجالة :
-انا جايلك حالا سلام

نظرت شذا الي الهاتف الذي أغلقته نور للتو فزفرت في ضيق قائلة لنفسها " ماشي يا نور انا تقفلي في وشي وربنا ماشي "
ولم تكد تمر لحظات حتي لاحظت اقتراب نور مرتدية بلوزة طويلة من اللون النبيتي طويلة تصل الي ما قبل ركبتها بقليل واسكارف اسود في نبيتي وبنطلون ليكره من اللون الأسود وهاف بوت نبيتي وجامعة شعرها في هيئة ذيل حصان تاركة بعض الخصلات تتهادى على جانب وجهها ....كانت جذابة بما تعني الكلمة ....جلست بهدوء بجانب شذا بعد أن وضعت حقيبتها في شنطة السيارة كادت شذا ان تتحدث ولكن قطعتها نور قائلة ببراءة :
-ايه يا شو كل ده تاخير بقي انا اصحى من النجمة واجهز وافضل مستنياكي كل ده.... ده انتى عمرك ما تأخرتي في مواعيدك

نظرت اليها شذا تتفحصها جيدا فهي تعلم نور تمام المعرفة من المستحيل ان تستيقظ مبكرا مهما حاولت ولكنها تكلمت بهدوء عكس المتوقع قائلة :
-بقي نور صلاح تصحي بدري وتستناني كمان ده حصل معجزه مش معقول

ثم استكملت حديثها قائلة بضيق :
-تعالي هنا وقوليلي يا هانم انتي مكنتيش بتردي علي تليفونك ليه مش بس كده لا وكمان بتقفلي التلفون في وشي كمان

اجابتها نور بارتباك :
-انااا.. تلفون... لاء.. اصلك مش واخده بالك.. اصلي مكنتش لاقياه فايه بقي قعدت ادور عليه ادور عليه لغاية ما لقيته وكلمتك وعارفه انك هتزهقي فقفلت معاكي بسرعة وبعدين مش قولتلك سلام قبل مقفل

نظرت شذا الي نور ثم ضيقت عينيها متفحصه اياها وهي تقول بغموض :
-ماشي هعديها

زفرت نور براحة ثم احتضنت شذا قائلة بحب :
-حبيبي يا شوشه واخيرا هنبقى مع بعض في الكلية والسكن كمان

ثم اكملت باستفسار:
- صحيح انتي اتاخرتي كدا ليه مش بالعادة

كادت شذا ان تتكلم ولكن قاطعها صوت رجولي لم تكن نور تدرك وجوده حتى سمعت صوته وهو يقول بمرح :
-معلش يا نور خليها عليكي

نظرت نور مذهولة الي محمود الذي استدار ناظرا اليها اثناء حديثه
قالت بفرحه واضحه :
-محمود ايه ده انت هنا

ثم اضافت ببلاهه :
-هو انت جاي معانا علشان توصلنا ولا ايه

ضحك محمود علي جملتها ثم قال بتوضيح :
-ايه يا نور انتي ناسيه اني معاكي في نفس الكلية ولا ايه ولا نسيتي يوم الاستمارة
ثم رمق شذا بنظرة متفحصة ولكنها كانت مديرة وجهها تنظر عبر نافذة السيارة محاولة إظهار اللامبالاة وأنها لا تستمع الي حديثهم عموما ولكنها في الحقيقة تنصت جيدا لما يقال وعند ذكره لذلك اليوم تذكرت كلامه واهانته فكزت على اسنانها بغضب ولكنها حاولت ألا تصدر أي ردة فعل

نظرت نور هي الأخرى إلى شذا وحمدت ربها عند رؤيتها غير منتبه لما يدور فقالت :
-اه تصدق نسيت بس خير

نظر اليها محمود نحوها راسما ابتسامة جذابة ليقول :
-ماشي بس متنسيش لو احتجتي اي حاجة فاهمة اي حاجة متتردديش وقوليلي علي طول اوك

نظرت اليه لتجيبه بمرح :أ
-كيد طبعا من غير متقول

خبط محمود جبهته قائلا :
-اوعه شكلك استغلالية انا دبست نفسي ولا ايه

ضحكت نور بمرح ثم اردفت بتقرير :
-فعلا يا فندم كلامك صحيح ميه في الميه وبعدين انت اللي عرضت المساعدة وانا مليش دعوة مهاصدق بقي

واستمر الحوار بينهم بمرح ولكن شذا لو استطاعت أن تقذفهم من السيارة لتريح رأسها لفعلت.....أما محمود فكان رغم انشغاله بالحديث مع نور إلى أنه يختلس النظرات بين الحين والاخر الى شذا ملاحظا بوضوح ردود أفعالها من حديثه مع نور ....بينما نور كانت تشعر بالسعادة من وجود محمود معهم وحديثه معها على وجه الخصوص ولا تعلم سبب تلك السعادة

........................…………

جالسة في كافتيريا الجامعة ولكنها موجودة بجسدها فقط اما عقلها فشارد في مكان وشخص اخر لا تعلم ماذا حدث لها فهي لم تستطيع التركيز في محاضرتها كالمعتاد ...وكيف يحدث هذا وقلبها ملك لذلك المتقلب الذي لا تعلم ماذا يحدث له أو معه .....فعند عودته كانت تلاحظ نظراته التي يملؤها الحنان تلاحقها أينما كانت وينتهز الفرص للحديث معها في أي شئ كان.... وهذا الشئ إحساسها بالراحة والفرحة فهناك احتمال كبير انه يبادلها نفس الشعور ...ولكن خاب أملها فاليوم صباحا نظراته كانت يملؤها الجمود ولا تحمل أي تعبير وكلامه مقتصر موجز ملاحظة ضيقه من كلامها معه لدرجة انها تجرأت وسألته عن السبب

فلاش باك

كان ذاهبا الى غرفته بعد الجلسة العائلية التي تحدث بعد كل إفطار يجمع العائلة وبالطبع غياب كلا من شذا ومحمود في هذا اليوم وكان طوال كلامه مع هبة يتعمد الجمود والإيجاز فهو لم يعد يحتمل قربها الذي يرهقه مع علمه باحتماليه وجود شخص اخر بحياتها لقد علم أنه ابن خالها وائل..... وائل شخص جيد يتذكره من ايام الطفولة وبعد أن جلس معه في نفس اليوم الذي تحطمت احلامه فيها تأكد بالفعل من معدنه الصالح ومن قوة علاقته بهبة ففضل ان ينسحب بصمت اذا تاكد من حبهما.... فإن كان وائل قادرا على إسعادها فهذا هو مبتغاه على الرغم من الآلام التي تحل عليه بمجرد فكرة خسارتها بعد كل سنوات الانتظار.... فهو كان يعتقد أنها هي الأخرى تنتظر بالمثل ولكنه لم يتأكد تمام من اعتقاده بوجود علاقة جدية بين هبة ووائل!.... لقد سأم وتعب حقا فهناك احتمالات كثيرة تدور في عقله.... ولكنه حسم أمره بإخفاء مشاعره للحظة التأكد من صحة أحد الأمرين قطع تفكيره صوتها الذي يزهق انفاسه لماذا تفعل به هذا الا تعلم إلى أي مدى يعذبه قربها فمن الممكن أن تذهب كل وعوده وأفكاره التي كان يمليها على نفسه أدراج الرياح بمجرد النظر الى عينيها التي بمجرد رؤيتها يفقد صوابه ولا يفكر في أي شئ سواهما ولكنه استطاع أن ينتشل نفسه من تلك الدوامة التي ليس لها نهاية فاستدار ناظرا اليها بنظرة خالية من أي تعبير وهي يقول :
-نعم في حاجة يا هبة

نظرت هبة الى عينيه محاولة سبر اغوارها كالمعتاد ولكن هذه المرة حتى عينه قامت بخذلانها معلنة العصيان حقاماذا يحدث له؟! فتحدثت قائلة باستفسار :
-انا اللي عايزة اسالك يا محمد في حاجة انا زعلتك في حاجة

نظر اليها رافعا أحد حاجبيه محاولا تمثيل الاستغراب ليقول:
-ليه بتقولي كدا ؟!

نظرت اليه بارتباك قائلة بهدوء اصطنعته بصعوبة :
-لاء مفيش بس حساك متغير شوية فقلت ممكن اكون زعلتك في حاجة

لا ينكر ان كلامها هذا أعطاه جرعة أمل ولكنه لن يتسرع عليه ان يكون متاكد مئة في المئة ورغم أنه أراد أن يقول لها " نعم اي شئ يحدث معي سواء حزن فرح جنون هدوء اي انفعال يصدر مني تكوني انتي المتسببة الرئيسية " ولكنه تكلم ببرود بعكس الفرحة التي تغمره من وجود ذرة امل :
-لاء عادي مفيش حاجة متشغليش بالك انا طالع اوضتي عايزة حاجة

نظرت الي ظله الذي يبتعد وهي واقفه مكانها كالظمآن في صحراء قاحلة استطاع اخيرا رؤية الماء من بعيد ولكنه عند اقترابه من الحصول عليه اكتشف انه سراب وأثناء شرودها احست بشئ يتحرك أمام عينيها
....انتشلت نفسها من افكارها نظارة الي يد صديقتها المقربة سارة تلوح أمام عينيها

سارة :صديقة هبة المقربة متوسطة الطول نحيفة القوام ذات بشرة بيضاء وعيون بنية وشعر بني كذلك تخفيه بحجاب يزيدها جمالا مع جمالها فتاة عقلانية رقيقة مشاغبة قريبة في الشخصية من هبة وكاتمة اسرارها

سارة بعد أن استشعرت انتباه صديقتها جلست في الكرسي المقابل لها قائلة بمرح :
-اللي واخد عقلك ايه يا ماما ساعة واقفة وانادي يا هبة يا هبهوبة يا هبابه ومفيش فايدة

وعندما وجدت صمت هبه الغير متوقع وهدوءها احست انها ليست على طبيعتها فلو كانت بخير لما صمتت هكذا عن كلامها فقالت بقلق :
-هبة مالك فيكي ايه طمنيني انتي شكلك مش طبيعية من الصبح.. دا انتي حتي مقدرتيش تكملي اول محاضرة ودي مش عادتك

نظرت اليها هبة قليلا قبل ان تقول بضيق وظهرت الدموع التي تحبسها بحرس في عينيها محاولة خيانتها والنزول رغما عنها :
-انا.. انا تعبت ...تعبت بجد يا سارة..وخلاص مش قادرة استحمل بجد خلاص

أحست سارة بالخوف علي صديقتها فحركت الكرسي بقربها واخدت تربت على ظهرها بحنان محاولة أن تهون عليها واكتشاف سبب حزنها المفاجئ فالتي تجلس بجوارها الآن ليست صديقتها هبة اكيد فهبة التي تعرفها دائمة البسمة مرحة الطبع لا تدع الحزن ان يتسلل اليها مهما حدث فقالت بهدوء محاولة تشجيعها على الكلام :
-مالك بس ليه كل الحزن ده ايه اللي حصل احكيلي ممكن اقدر اساعدك

اردفت هبة بمرارة ونزلت دمعة خائنة من عينها مسحتها سريعا :
-محمد رجع

دار الاسم في خلد سارة محاولة تذكره ولكن كيف تنساه وهو اغلي اسم بالنسبة لصديقتها فقالت بفرحة :
-بجد

ثم استرسلت باستغراب :
-بس دي حاجة تفرح مش تزعل كده .... اخيرا رجع

نظرت اليها هبة بحزن وقالت :
-اه رجع بس اللي رجع مش محمد بتاع زمان

نظرت اليها سارة باستغراب قائلة:
-قصدك ايه ؟!

حكت لها هبة كل شئ بداية من وصول محمد إلى موقفه معاها في الصباح فسكتت سارة لثواني قبل ان تقول بهدوء :
-بس اللي حكيته ميخلكيش تفقدي الامل بالشكل ده لان زي ماقلتي لي انه في الاول كان تمام ومتغيرش غير النهاردة الصبح ممكن يكون حاجة شغلاه مش شرط تكوني انتي مزعلاه ممكن يكون حاجة تانية

نظرت لها هبة بستنكار قبل ان تقول بوجوم:
-بس انا معرفتش اقرا عينيه

ضحكت سارة وهي تقول باستهجان :
-هي العيون بتتقري !!

انزعجت هبة من استهتار سارة بكلامها فقالت مؤكدة :
-ايوه انا اصلا مبعرفش أقرأ غير عيونه هو...... ممكن علشان انتي محبتيش قبل كده فمش فاهمة قصدي

اغمضت سارة عينيها لثواني قبل ان تفتحها لتردف بهدوء :
-والله طب يا ست الحبيبة ربنا يهدهولك.... بس انا عايزة صورة اشوف محمد اللي مجننك ده شكله ايه

صاحت بها هبة باستنكار :
-نعم يا ماما بتاع ايه تشوفي صورته لاء طبعا

رحت سارة من تبدل حال صديقتها وتلاشي الحزن من وجهها فقالت بمشاغبة :
-ايوه بقي هنبتدي الغيرة من اولها دا انا حتي سو حبيبتك

هدرت هبة بهيام محذرة:
-بلا سو بلا عو محمد خط احمر يا ماما

ضحكت سارة بسعادة قائلة في سرها "يارب يزرع حبك يا هبة في قلبه ذي ما زرع حبه في قلبك و يجمعكم فى الحلال قريب يارب"

...............
يتبع


هند صقر غير متواجد حالياً  
قديم 19-07-20, 12:02 AM   #18

هند صقر

? العضوٌ??? » 433798
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هند صقر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع
-_-_-_-_-_-_-_-

طرق قليلا على باب المكتب ثم فتحه وبخطوات سريعه كان واقفا أمام مكتب والده ....تكلم بهدوء وهو يتطلع الى والده الجالس أمام مكتبه بوقار :
-بابا حضرتك طلبتنى

نظرا إلى ابنه بغموض ثم قال بهدوء :
-اقعد الاول

جلس بهدوء ثم تطلع إلى والده قائلا :
-اديني قعدت انا اصلا كدا كدا كنت جاي من غير ما تطلبني

اردف وهو يضع ملف ما أمام والده قائلا بجديةوتوضيح :
-انا اطلعت على العرض وشايف انه كويس و هيفيدنا جدا حضرتك اطلع عليه بردوا وبعدين نتناقش

نظر صلاح إلى الملف ثم رفع وجهه إلى ابنه قائلا بنفي :
-اوك بس مش ده الموضوع اللي انا عايزك فيه

نظر وائل الي والده باستغراب ليقول :
-مش ده الموضوع امال ايه في حاجة يا بابا قلقتني

نظر إلى ابنه بهدوء متفحصا إياه ثم قال بغموض :
-قررت ايه

نظر وائل الي ابيه بحرص ثم ساله قائلا باستفسار :
-قررت ايه في ايه بالظبط

اجابه صلاح بلهجه حاسمه :
-امتي هنروح نتقدم لهبة

تغيرت معالم وجه وائل وحل محلها الاستهجان ثم قال لنفسه بسخرية " وانا اللي قولت لنفسي بابا شكله نسي الموضوع وهرتاح خلاص "

قال محاولا التحدث بهدوء :
-بابا لو سمحت عشان خاطري ممكن تقفل الموضوع ده نهائي لان انا قولت لحضرتك في الأول وبقول لحضرتك دلوقتي هبة اختي وهتفضل اختي ومينفعش تكون غير كدا

نظر صلاح الي ابنه باستهجان ثم قال بغضب :
-يعني ايه انا عارف انك انت اللي مش عايز تدي لنفسك فرصة علشان تكون غير كدا.... وانا قولتلك الموضوع ده بالذات مهم بالنسبالي قد ايه وكمان انا لمحت لنوال بشكل غير مباشر عن الموضوع وحسيت انها هتكون مبسوطة لو حصل كده وانا اصلا واثق انك اكتر واحد هتكون مبسوط لان هبة مفيش زيها

هدر وائل بنرفزة عندما علم ان الامر تطور بشكل غير مطلوب ولاول مرة لم يراعي أن الذي يتكلم معه والده :
-بابا انت ازاي تعمل كده ومن غير ما تقوليلي كمان... انا بجد تعبت كل حاجة اعمل كده يا وائل هبب كدا يا وائل و وائل مفروض في كل مرة عليه السمع والطاعة حتى أقصى حقوقي اني اختار البني ادمه اللي هكمل معاها بقيت حياتي عايز تمنعني من اختيارها بنفسي....... وانا بقولك لاخر مره هبه انا بعتبرها اختي وهي كمان شيفاني اخوها أرجوك بلاش تدمر العلاقة دي وتدمرني

أنهى كلامه ولم يمهل والده الفرصة للرد بل اتجه مباشرة نحو الباب فخرج غالقا اياه خلفه بعنف خارجا من الشركة بأكملها مستقلا سيارته ولا يعلم وجهته....فقط اراد ان يبتعد عله يستريح ....كان يتنفس بسرعة وضيق من شحنة الغضب التي تسللت داخله وكانت قيادته سريعة غاضبة فكادت أن تودي بحياة أحدهما لولا أنه توقف في آخر لحظة مما جعل السيارة تصدر صوتا عاليا قويا بسبب سرعتها

كانت تسير بسرعة لعلها تستطيع اللحاق بالمحاضرة الثانية ولا شك أنها لم تستطع حضورها مثلما لم تستطيع حضور سابقتها فاليوم هي المرة الأولى التي تتأخر في النوم الى هذه الدرجة ولكن هذه النتيجة معروفة فقد أخذتها المذاكرة ليلة أمس ولم تدرك الوقت الا عندما سمعت أذان الفجر وبعد ان صلت فرضها اتجهت لتأخذ قسط قليل من الراحة قبل ميعاد اول محاضرة لكنها لم تستيقظ إلا في العاشرة والنصف بسبب الضوضاء التي يفتعلها اخيها الاصغر في البيت فارتدت ملابسها وجمعت اغراضها وذهبت سريعا لعلها تستطيع حضور المحاضرة الثانية وأثناء عبورها الى الجهة الاخرى من الطريق الذي كان فارغا تماما من السيارات ولكن بمجرد وصولها الى منتصفه وجدت سيارة سمراء فاخرة تسير باتجاهها بسرعة رهيبة فتوقفت مسلوبة القدرة علي الحركة مغمضة العينين منتظرة مصيرها الذي اصبحت تعلم نهايته ولكنها بعد فترة ليست بطويلة استطاعت أن تفتح عينيها بصعوبة ناظرة إلى السيارة التي وقفت أمامها تبتعد عنها بأقل من خطوة فجلست مكانها برعب من الصدمة متنفسة الصعداء

أما وائل فعند رؤيته لسقوطها القوي على أرضية الطريق خرج من السيارة بسرعة وبخوف من أن يكون أصابها مكروه ما ولكنه وجدها جالسة في الأرض ضامة كتابها إلى صدرها بقوة تنظر إلى اللاشيء فانحني ينظر إليها

قائلا بقلق واستفسار:
-انتى كويسة يا انسه حصلك حاجة لا سمح الله

صوته آفاقها سريعا من صدمتها فقالت بصوت ضعيف بسبب الصدمة :
-انت اعمي

كان صوتها مثل همهمات طفل صغير مشوشا ضعيفا فلم يميز كلماته
فسالها قائلا باستفسار :
-بتقولى حاجة يا انسه انا بقول لحضرتك انتي كويسه

هبت واقفة بعنف ثم قالت بغضب وهي تلوح بيديها أمامه :
-انت اعمى ولا شكل كده... انت مش شايف يا أستاذ كنت هتموتنى لاء وكمان جاي تقولي انتي كويسة... عايزني اقولك ايه اه تمام وخلاص حضرتك ترتاح وتروح تدوس حد تاني غيري... تلاقيك من بتوع بابي ومامي وبابي جابك العربية بقي ليه علشان تتسرمح بيها ودوس الناس وللا هو عشان ربنا ميديكم شوية فلوس تقوموا تفتروا وتموتوا بيها الناس حرام عليك يا اخي و

قاطع استرسلها في الحديث صوته الصارخ بغضب وعيونه تشتعل نارا :
-اخرسي كلمة زيادة وهتشوفي الموت اللي علي حق انتي فاهمة..... وبعدين بابي ومامي اللي بتتكلمي عليهم دول انتي متعرفيهمش علشان تتكلمي عنهم بالشكل ده

ثم استرسل في الحديث قائلا بحنق وهو يشير إليها :
-ثم انتي ذي القردة اهو محصلش حاجة لكل ده

صوته كان عاليا غاضبا لدرجة جعلت اوصالها تهتز فظلت صامتة حتى انتهى من كلامه ثم أستجمعت نفسها وهدرت محاولة التكلم بصلابة :
-ايه... هتموت مين يا بابا لاء فوق كدا واحترم نفسك... وبعدين صحيح محصليش حاجة من العربية اه بس هو انا لسه هستنى لما يحصلي افرض جالي سكتة قلبية من الخضة ولا حاجة

نظر اليها ثم ضحك بسخرية قائلا بتهكم واضح:
-انتي تجيك سكته قلبيه ده انتي تجيبي للسكتة القلبية نفسها ساكتة... ده انتي فظيعه يا شيخة.. كفاية لسانك اللي عايز قصه ولولا اني محترم كان هيبقي ليا تصرف تاني معاكي

نظرت اليه وقد ملئ الغضب ملامحها من حديثه وتهديده المبطن فاردفت قائلة بنرفزه :
-نعم نعم.. لسان مين ده اللي عايز قصه ومحترم مين ده انا مش شايفة اي محترمين قدامي.... انت شكلك مجنون ومحتاج السرايا الصفرا بنصحك تعرض نفسك على دكتور قريب والا الحالة ممكن تدهور و ميبقاش ليها علاج

استمع الي كلامها وهو يكز علي اسنانه بغضب و تحرك خطوتين في اتجاهها فارتدت غريزيا إلى الخلف بخوف فتكلم بغضب جم :
-بت انتي احترمي نفسك ومتخلنيش اتصرف تصرف ميعجبكيش

ثم تحرك باتجاهها اكثر من خطوة وعينه يملائها الغضب والوعيد ومع كل خطوة يخطوها كانت هي ترتد بخطواتها الي الخلف خائفة بل مرتعبة من نظراته التي تريد الفتك بها حتى وصلت بخطواتها المتعثرة الي الرصيف ومن ثم التصقت بحائط الطريق

اما هو فوقف امامها تماما لا يفصله عنها سوي انش واحد....نظر اليها قائلا بهمس وتحولت نبرة صوته فأصبحت مشابها لفحيح الأفعى :
-وصحيح مش انا مجنون والمجنون طبعا مبيتلمش علي حاجة انتي فاهماني طبعا

نظرت إليه بفزع ووضعت يديها على رأسها للتأكد من وضعية حجابها ثم ضمت إليها كتبها بخوف محتمية بهما والفزع يشع من عينيها المتسعتين

تأمل حركتها فاحتقر نفسه كثير فاخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء لينظر اليها بلين قائلا بهدوء :
-اوعي تتكلمي بالشكل ده مع حد تاني وخصوصا راجل علشان لو كان حد غيري كان ممكن يتصرف معاكي بشكل غلط انتي فاهمة

كان وجهه قريبا جدا منها فاستطاعت أن تتبين ملامحه بوضوح خصوصا مع كلامه الأخير الذي لامس عقلها وهدأ من فزعها ولكنها لم تتكلم فقط آثرت الصمت ناظرة إلى عينيه بتمعن

أما هو فعندما لم يجد جوابا قال بصوت عالي أمر :
-فاهمة

هزت راسها في كل الاتجاهات....فنظر إلي حركاتها العفوية ليردف بابتسامة انتصار :
-شطورة مكان كدا من الاول

نظر اليها نظرة خاطفة ثم تحرك بعيدا عنها متوجها الى سيارته وقادها مبتعدا دون ان يلتفت اليها ....بقت هي مكانها مشدوها للحظات قبل ان تنتبه الى ذهابه

فقالت هامسة بغيظ :
&حيوان.. متخلف... مغرور

ثم نظرت الي ملابسها التي اتسخت نتيجة جلوسها على أرضية الطريق
فقالت بضيق :
-كملت يلا مش مكتوبلي اروح الجامعة النهاردة احسن ياريتني ما كنت قمت وكنت فضلت مخموده مش كان احسن لي استغفر الله العظيم يارب

نفضت ملابسها وجمعت اغراضها وذهبت متجهة إلى منزلها مرة أخرى وهي تسب وتلعن .....أما هو فكان يقود سيارته مبتسما و حاله تبدل تماما عن الصباح وكأن تلك الحادثة شاء الله أن تحدث ليري تلك الشرسة الضعيفة لتغير أحواله ولكن هل من الممكن أن يراها مرة أخرى لتغير حياته ايضا فجأة تلاشت ابتسامته متذكرا ما حدث في الصباح فاستغفر ربه فهذه أول مرة يعلو صوته وهو يكلم والده فذهب ليريح اعصابه قليلا قبل ان يذهب ليعتذر من والده ويقنعه بكلامه بهدوء

…………..................

خارجة بهدوء من المدرج بعد انتهاء المحاضرة ترتب كتبها وفجاه صرعها صوت نور خلفها

هتفت نور بصوت عالي :
-شذاااا... يا شوشه

نظرت اليها شذا بغضب ثم قالت بحنق معنفة :
-اولا متناديش باسمي بصوت عالي ثانيا شوشة دي بيني وبينك بعديها اوك لكن متنادنيش بيها قدام حد ثالثا خضتيني

اقتربت نور بمشاغبة من شذا جاذبة إياها من خدودها قائلة :
-اتخضيتي يا بيضة

حركت شذا يديها بغضب لتزيح يد نور لتقول بصوت خافت وهي تكز علي أسنانها :
-نور مبحبش الطريقة دي وانتي عارفة

نظرت اليها نور بابتسامة لئيمة ثم قالت بخبث :
-ايوه عارفة ولو مش عايزاني اعمل كدا و ازهقك يبقى توافقي علي شروطي زي الشاطرة وتيجي ومعايا

مطت شذا شفتيها لتجيبها بملل :
-اجي معاكي فين ان شاء الله

جذبت نور شذا من يدها ليخرجوا من الجامعة سويا وهي تتكلم بمرح :
&هو انتي لازم دايما كدهون تسالي عن كل حاجة مفيش مرة كدا اقولك تعالى معايا يا شذا تقوليلي ماشي يا نور يا حبيبتي خليكي رومانسية شوية علي الاقل راعي احاسيسي ومشاعيري

تكلمت شذا بسخرية وهي تسير بجوارها :
-مشاعيرك ويترا مشاعيرك دي عايزة تودينا فين بقي

اردفت نور بضجر :
-اف منك يا شذا عايزين نروح نتفسح بقي معقول نكون في اسكندرية ومنروحش نقعد علي البحر شوية ونتفسح

تكلمت شذا بهدوء موضحة :
-احنا جايين هنا دراسة حتي مبننزلش إجازة ونرجع البيت علشان نذاكر... احنا لازم نجيب تقدير علشان كل واحدة تدخل القسم اللي هي عايزاه... واحنا دلوقتي مطلوب مننا شغل كتير نعمله غير المذاكرة... بس اوعدك هنخصص يوم نروح نرفه عن نفسنا فيه ونعمل اللي انتي عايزاه اوك

نظرت نور إليها مؤكدة ثم رفعت يدها اعلي وجهها لتحييها بطريقة بوليسية :
-تماما يا فندم

ضحكت شذا ثم تحركت بخطوات سريعة سابقة اياها قائلة بجدية مصطنعة :
-طب يلا يا عسكري ورايا علي البيت

ركضت نور لاحقة اياها وسار الاثنان معا الى السكن وبعد تناول الغداء الذي اشتروه أثناء عودتهم جلسوا للمذاكرة سويا بهدوء

……………............

جالسه بالصالون بقلق تنظر إلى باب القصر بين الحين والآخر منتظرة عودته فهي لم تراه اليوم علي الإفطار كالعادة فقد علمت أنه خرج منذ الصباح الباكر ولم يعلم احد بوجهته حتى لاحظت انفتاح الباب ودخوله بطلته التي تزهق انفاسها وتؤدي بقلبها الي التهلكة

دخل من باب القصر ناظرا هنا وهناك حتى وجدها قابعة أمامه ففرح كثيرا انها اول من سيخبرها بالخبر السعيد فهو طوال الفترة الماضية كان يعاملها بجمود ولكنه لاحظ اهتمامها بيه و كلامها الدائم معه محاولة معرفة أدق تفاصيله فقرر انتهاز الفرصة المناسبة لمصارحتها بحبه واما ان تكون تبادله نفس الشعور وإما أن تكون لا تكن له اي مشاعر ولكن بمصارحتها يستطيع ان يحسم امره ويرتاح فاتجه صوبها قائلا بسعادة واضحة :
-امال فين بابا وماما

نظرت اليه مستغربة وسعيدة بسبب السعادة التي تشع من عينيه فقالت بتوضيح :
-اعتقد طنط فوق وانكل في المصنع مع بابا

ثم سالته باستفسار :
-بس قولي ايه سر السعادة اللي انا شايفاها دى

نظر اليها مليا ثم قال بغموض
-:يهمك انك تعرفي

نظرت اليه باستغراب وتأكيد قائلة :
-طبعا يهمني

سالها بغموض مستفسرا :
-ليه ؟

فاجابته بهدوء واستغراب :
-هو ايه اللي ليه !

سكت قليلا ثم قال بهدوء وهو يتفحصها جيدا :
-هبة هو انا ممكن اسالك سؤال بس تجاوبيني عليه بصراحة

نظرت اليه محاولة سبر أغوار عقله ومعرفة سبب نظراته واسالته المبهمة فقالت باستسلام :
-احم اكيد اتفضل

قال بجرأة وهو ينظر اليها منتظرا رد فعلها بعد سؤاله :
-وائل بالنسبالك ايه

نظرت اليه بصدمة مستغربه سؤاله المفاجئ ولم تعلم ماهية هذا السؤال بالضبط فقالت…………

..............
يتبع


هند صقر غير متواجد حالياً  
قديم 20-07-20, 05:08 PM   #19

هند صقر

? العضوٌ??? » 433798
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هند صقر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

نظرت اليه بصدمة مستغربه سؤاله المفاجئ ولم تعلم ماهية هذا السؤال بالضبط فقالت باستغراب :
-اللي هو ازاي يعني

تكلم محدثا اياها بهدوء :
-هي صيغة السؤال غريبة ولا معندكيش اجابة واضحة

نظرت اليه بحنق وقالت :
-محمد ايه الكلام اللي بتقوله ده

نظر اليها مليا ثم اردف بإلحاح :
-لو سمحتي يا هبة جاوبي عن سؤالي وائل يمثلك ايه

نظرت اليه تائهة لا تعرف لما يسألها مثل هذا السؤال ولكنها أجابته بثبات :
-وانت متوقع اجابتي تكون ازاي

زفر بضيق ثم قال برجاء :
-هبة لو سمحتي بجد جاوبي

كانت تريد عدم إراحته وتجعله معلق كما يفعل معها فقد أنهك قواها طول الفترة الماضية ولكن نظرة الرجاء التي تطل من عينيه كانت كالبلسم لجروحها فتكلمت وهي تنظر الي عينيه قائلة بعفوية :
-عادي وائل ابن خالي وذي اخويا

"ذي اخويا " كلمة لها صدي مختلف علي أذنيه هل ماقالته حقيقيا أم أنه توهم من كثرة تمنيه ذلك ولكنه الآن لا يتوهم بلي إنها قالت ذلك بالفعل كم تمنى ان تكون إجاباتها مماثلة ياليته سألها من قبل وأراح نفسه وقلبه من دوامة الشك والقلق ولكنه اليوم احس ان ضربات قلبه انتظمت بل زادت يشعر انها من الممكن أن تتوقف في اليوم الذي يفقد فيه حب حياته ولكنه الآن يعجز عن التعبير عن ما يحدث... ماذا يقول؟! بل ماذا يفعل؟ أراد أن يحتضنها بين ذراعيه و يبثها حبه واشواق السنين... ولكنه بالتاكيد لا يجوز أن يفعل اي شئ حتى تكون حلاله امام الله وامام الجميع كان في عالم آخر من التفكير والسعادة واخذت الابتسامة تشق ثغره و تتسع شئ فشئ بدون ان يشعر

اما هي فكانت تنظر اليه باستغراب وسعادة من تلك الابتسامة الخلابة والتي لم تشاهدها منذ زمن بعيد ماذا يحدث هل أشرقت الشمس من جديد اما انها تتوهم.. اوه كم تشتاق لتلك الابتسامة النابعة من أعماقه والتي تعرفها جيدا وليس لتلك الابتسامة المصطنعة التي يلجأ إليها للمجاملة ليس إلا... كما تشتاق لكل ذكرياتهم معا ولكنها مستغربه وضعه واسئلته الغامضة التي يبثها منذ وصوله ولا تعلم ماهيتها ولا أسبابها المبطنة فقررت اخيرا قطع الصمت لمعرفة سر ما يحدث

فتنحنحت محاولة جذب انتباه :احم احم

افاق من خياله علي عينيها التي تطالعه باستفسار من ثم تكلمت بارتباك:
-هو في ايه يا محمد انت من ساعة ماجيت وانت شكلك مش طبيعي اسئلتك طريقة كلامك حتى نظرات عيونك في حاجة متغيرة كانك واخد قرار ومستني نتيجته

كلامها أعطاه جرعة أمل كبيرة في تفهمه بدون أن يتكلم فأخذ يقول لنفسه باستغراب "ما بالك يا فتاة ألهذه الدرجة أنا شفاف بالنسبة إليك ولكني سعيد إلى أبعد حد فلقد سهلتي علي مهمتي "
حاول التكلم بهدوء مردفا بنبرة دافئة :
-هبة انا ب...

قطع كلامه صوت والدته الهابطة من اعلي درجات السلم قائلة باستفسار :
-محمد انت جيت يا حبيبي

احس بنيران تسري في كيانه لماذا الآن لقد كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم حياته فقد قرر أخيرا بعد صراع طويل الاعتراف بحبه ولكن آماله ذهبت أدراج الرياح فقال لنفسه بضيق " يا الهي ماذا افعل الان ارجوك يا ربي الهمني الصبر وساعد في جمعي بالحلال بمن يهوى إليها قلبي منذ الصغر "حاول تمالك نفسه فنظر إلى والدته محاولا التكلم بهدوء :
-ايوه يا ماما جيت في حاجة

نزلت منال آخر درجة من السلم ثم توجهت اليه قائلة في حنان :
-ابدا يا حبيبي بس انت اتاخرت فقلقت عليك صحيح كنت فين كل ده

نظر اليها متذكرا الامر الذي كان سبب رئيسيا في مصارحته لهبة فاليوم قد حصل على وظيفة في مشفى استثماري كبير وساعده في ذلك عمله في مشفى مرموقاً في أمريكا فهذا السبب جعله يتشجع لمصارحة هبة بحبه فالان اصبح له وظيفة ثابتة براتب مغري ولكن من الواضح ليس مكتوبا له الراحة الآن.... ترك أفكاره قليلا وحدث والدته محاولا رسم السعادة
-:انا جيبك خبر متاكد انه هيفرحك و مرضتش اقول انا رايح فين لاني مكنتش ضامن الموضوع

سالته منال وهي تقطب جبينها باستفسار :
-محمد.. ايه الخبر الحلو قوللى بسرعة انا مبحبش الالغاز

اجابها محمد بهدوء :
&مفيش ياستي الحكاية وما فيها اني اتوظفت في مستشفى استثماري وبراتب كبير كمان

هتفت منال بفرحه بعدما أحتضنته :
-بجد يا حبيبي الف مبروووووك انا عارفة قد ايه الشغل مهم بالنسبالك ودايما بيديك حافز

نظر الي والدته بمودة ليقول :
-اه الحمد لله كله بفضل دعواتك يا ست الكل

اردفت منال بمحبة :
-ربنا يخليك ليا ياحبيبي انت واخواتك... بس تصدق كلمتك الأخيرة فكرتني بالواد محمود دايما كان بيعرف يضحك علي عقلي وحشني و وحشني كلامه

ضحك محمد وصالح من بين ضحكاته :
-هههههههههه اه انتي هتقوليلي علي كلامه وبعدين ياستي لو وحشك متخليه ينزل يوم اجازته او روحي له انتي هو مش عايش في بلد تانيه يعني

اردفت منال بهدوء :
-ربنا يسهل... بس الاول روح اتصل ببابك وقوله اكيد هيفرح بالخبر اوي

القي محمد نظرة أخيرة علي هبة الواقفة مكانها كالصنم بدون ان ترمش حتي فقال بارتباك :
-احم ماشي يا ماما عن اذنك

وبمجرد أن تحرك خطوتين ذهابا حتى عاد أدراجه قائلة بهدوء:
- صحيح يا ماما انا عازمكم علي العشا النهاردة بالمناسبة الشغل الجديد قال كلماته تلك ثم ذهب سريعا

تبعته والدته تقول بسعادة :
-وانا هروح اقول لمريم اكيد هتفرح بالخروجة

أما هي فكانت واقفة كالصنم لا تسمع ما يدور حولها عيونها مفتوحين ولكنها كانت مغيبة تماما لا تعلم هل ما حدث منذ قليل حقيقا مع أنه لم يكمل كلماته ولكنها استشفت من عيونه ما كان يريد قوله هل هو حقا يحبها مثلما تحبه هي؟
اما انها تتوهم وخدعتها عيونه محاولة تعذيبها لآخر لحظة؟
هل ما قرأته في عيونه هو بالفعل ما كان يريد قوله؟
ام ان كل ماحدث وقوفه معها وكلماته وابتسامته كل ذلك كان وهم؟
أسئلة كثيرة بدون اجابه ولا تعلم ماذا تفعل فكرت قليلا ثم قررت مهاتفة الشخص الوحيد الذي يعلم بسر حبها لعلها تساعدها قليلا وتخرجها من دوامة الأسئلة التي تكاد ان تفجر رأسها كليا

.....................……………

كان يسير ببطء بلا هدف ضاربا الحصى بقدميه مستنشقا هواء البحر الذي يريح الاعصاب ويهدي النفس بشكل كبير أيامه الأولى في الجامعه كانت جيدة إلى حد ما استطاع أن يكون صداقات جيدة سواء في الجامعة أو في السكن الذي يقطنه حاليا.... اما عن شذا هو اصبح يعلم طبيعتها جيدا وحاول التعود علي ذلك خصوصا بعد أن لاحظها في مرة كانت سائرة في مكان يتواجد هو فيه وعندما لاحظت وجوده عادت ادراجها معتقده انه لم يلاحظها فقرر الاطمئنان عليها من بعيد كما أوصاه عمه بدون ان يحاول التطفل عليها.. وأثناء سيره لاحظ اصوات عالية لشجار نابع من مكان ما قريب ولكنه لم يعبأ بالامر و قرر تجاهله ولكن مع تقدم سيره واقتراب الصوت استطاع تمييز صوتها جيدا فأسرع في خطاه قائلا في خوف "يا الهي اتمنى اني اكون مخطئا ويكون ذلك الصوت ليس صوتها "

ولكن بمجرد وصوله تأكد تمام من شكوكه حيث وجد نور واقفة في خوف وصدمة وعلي مكان ليس ببعيد وجد شابا جالسا أرضا ممسكا ظهره في الم واضح ويبدو من شكله انه قريبا منه في العمر أما شذا فوجدها طارحة شاب أخرى أرضا وتكيل عليه الضربات وهي تسب وتلعن بكلمات مبهمة من شدة الغضب فذهب اليها سريعا واضعا يديه علي خصرها رفعا اياها الى اعلي فأخذت تتخبط باقدامها ويديها في الهواء محاولة التخلص من القبضة القوية التي تعتصر خصرها ولكن أتاها صوته قائلا بهدوء :
-اهدي يا شذا دا انا

ولكن بالرغم من تميزها لصوته لم تتهاون عن حركتها لتخليص نفسها من قبضته ....اما هو فلم يأبه بضرباتها القوية ولا لصراخها الذي يصم أذنيه أمره إياه لتركها..... سار بها مبتعدا مشيرا برأسه إلى نور لتتبعه وعند ابتعاده بمسافة ليست بكبيرة احس بهدوء حركاتها وصوتها فأنزلها....ونظر الى عينيها التي لأول مرة يراها بدون عوينتها البغيضة كيف استطاعت ان تخبئ تلك اللؤلؤتين التي تتوهج بلون البحر الصافي حيث يغرق في بحر هما كل من ينظر اليهما تحت تلك النظارة العقيمة تلك العيون التي يتغير شكل واتساع حدقتها بتغير انفعالاتها أفاق من تأمله علي صراخها القوي بصوت غاضب ومنفعل :
-انت ازاى تعمل كدا مش كفاية مخلتنيش اربي ******* كنت سبنى اموتهم علي الأقل كنت ريحت المجتمع من *****زيهم

صدم من هجومها مع انه كان متوقع ولكنه حتى الآن لا يعلم ما سبب كل ذلك العنف ومن أين تمتلك تلك القوة لدرجة كانت ستسبب لشابين عاهة مستديمة لولا تدخله و منعها من تكملة شجارها لكانت اليوم قاضية ليلتها في قسم الشرطة على الاكيد فهما الان في الصباح الباكر ولا يوجد الكثير من الناس علي ذلك الشاطئ .....تكلم محاولا امتصاص غضبها واضعا يديه علي اكتافها مجلسا اياها علي إحدى الصخور الموجودة على الشاطئ:
-اهدي بس الاول وفهميني ايه اللي حصل بالظبط

ازاحت يده بعنف ثم نظرت اليه بغضب قائلة :
-والله اهدي مش كفاية سبتهم يفلتوا من ايدي.... وصحيح انت وصلت لنا ازاي انت بتراقبني مثلا

زفر بـ ضجر وضيق ثم لف وجهه إلى نور قائلا بهدوء فلا فائدة من الكلام مع تلك المعقدة :
-قوليلي انتي يا نور ايه اللي حصل

كزت شذا علي اسنانها بغضب وحاولت التكلم ولكن صوت نور قطع عليها فرصة شجار ولكن من نوع آخر

افاقت نور من شرودها لتنظر إليه بهدوء قائلة
فلاش باك

استيقظ الفتاتان قبل شروق الشمس بنشاط وذهبتا إلى الشاطئ للتمتع بالطبيعة الخلابة ورؤية الشروق قبل ازدحام المكان وانتشار الضوضاء التي تفسد جاذبية المكان وبعد وصولهم بفترة قليلة سمعا صوت خطوات تلاحقهما فاستدارت نور فالتقت عيناها شابين تدل هيئتهما أنهما ليس في حالتهما الطبيعية فلفت وجهها تقول لشذا في خوف:
- شذا الحقي في ولدين شكلهم مش طبيعي ماشيين ورانا

ولكن شذا لم تكن تسمعها فقد كانت شاردة تمام غير مدركة لشئ ولكنها أفاقت من شرودها علي صوت نور الصارخة بعدما اقترب شاب منهما جاذبا إياها من يدها فصرخت مستنجدة
أحست شذا بالصدمة تشل كيانها ولكنها أدركت نفسها سريعا عندما اقترب الشاب الآخر محاولا جذب إياها ولكنها باغتته بحركة مدروسة جعلته طريح الأرض يمسك ظهره في الم فتركته وذهبت سريعا إلى نور تخلصها من براثن ذلك البغيض معطية ثم أعطتها عوينتها والتفتت الي الشاب الاخر معطية إياه جرعة ليست بقليلة من اللكمات والشتائم حتى سقط هو الآخر طريح الأرض ولكنه لم تتركه بل استمرت في قذفه بالسب والضربات حتى انتشلها محمود باعدا أياها

باك

بعد ان اكملت نور كلامها انفجر محمود ضاحكا بقوة قائلا من بين ضحكاته :
-هههههههههه وربنا الولدين الغلابة دول صعبوا عليا وقعوا في ايد من لا يرحم هههههههههه انا متاكد انهم مش ممكن يقرروا اللي عملوه ده تاني

ضحكاته وكلامه استفزها كثيرة فاستقامت بعنف ناظرة إليه مزمجرة بغضب ثم وجهت كلامها لنور :
-يلا يا نور نمشي احسن لا اما هرتكب جريمة دلوقتي حالا انسان مستفز بصحيح

ثم جذبت نظاراتها وامسكت يد نور ذاهبة بسرعة ولكن استوقف سيرها حائط سد يقف أمامها مانعا حركتها فاخذت نفسا عميقا محاولة السيطرة على غضبها ثم قالت محاولا التكلم بهدوء وهى تجز علي أسنانها :
- لو سمحت امشي من قدامي دلوقتي خلينا نشوف هنروح فين

تلاشي المزاح والمرح من ملامحه و قال بحزم وصوت رجولي بحت :
-استحاله بعد اللي حصل اسيبكم تمشوا لوحدكم دلوقتي وتاني مرة مينفعش تخرجوا في وقت زي ده تاني

تركت يد نور ثم نظرت إليه قائلة بغضب :
-انت مين انت...و بصفتك ايه تكلمني بالشكل ده... او حتى تتدخل في شئ يخصني.... انا مسؤلة عن نفسي واظن انك شوفت بنفسك انا ممكن اعمل ايه

نظر الي انفعالها ثم قال بسخرية :
-اه واضح بما انك متعلمة شوية حركات دفاع عن النفس و كاراتيه يبقي خلاص... طب افرضي كانوا أكثر من اثنين ساعتها حتي لو معاكي الحزام الأسود كان ممكن ينفعك ازاي تسمحي تقوليلي يا حضرة المسؤولة... اصلا اللي فادك انهم باين عليهم انهم شاربين حاجة الله اعلم لو كانوا فايقين كانوا عملوا ايه

زفرت بضيق ثم أردفت بنبرة محتقنة :
-أظن دي حاجة متخصكش ولو سمحت لتاني مرة ملكش دعوة... ويا سيدي لو شايفني بموت يشرفني اموت ولا انك تتدخل

تكلم وهو يطالعها بذهول :
-يااااه .... للدرجة دي مش طيقاني... بس ريحي نفسك وطالما انتي موجودة هنا فأنتي مسؤولة مني ذي ما.عمي وصاني واظن واضح... واي اعتراض انا ممكن اقول لعمي علي التصرف الغير مسؤول بتاع النهاردة وساعتها اكون خليت مسؤليتي

إدارة كلامه في عقلها ثم ما لبثت أن قالت بضيق واستسلام:
-والمطلوب مني ايه دلوقتي

ضحك بداخله فقد علم نقطة ضعفها اخيرا " والدها " فبمجرد تهديد بسيط أعلنت الراية البيضاء مستسلمة فوضع يده في جيب بنطاله ثم اردف قائلا ببرود :
-تتفضلو انتوا الاثنين قدامي دلوقتي اوصلكم للسكن.. وممنوع منعا باتا الخروج في وقت مفهوش ناس كتير اذا كان نهار او ليل

حدجته بنظرة مغتاظة ثم قالت بضيق موضحة :
-على فكرة كلامك لو مكنش صح مكنتش هقبله... فمتحولش بعد كدا تمارس سيطرتك علي بحجة انا بابا موصيك عليا لاني مش هسمح بكدا

ثم ذهبت بجوارها نور التي كانت سارحة في عالم آخر وهي تفكر في احداث اليوم والحوار الذي نشأ بين شذا ومحمود

اما محمود فكان يسير خلفهما ودائرا في رأسه الكثير والكثير من الافكار واستمر سيره خلفهما حتي وصل الي مكان السكن وعندما تأكد من صعودهما استدار عائدا إلى مكان سكنه هو الاخر وما زالت الافكار تدور في خلده دون توقف

.............
يتبع


هند صقر غير متواجد حالياً  
قديم 20-07-20, 10:03 PM   #20

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

عود احمد اتمني لك التوفيق ووالتميز

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.