آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-11, 06:49 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
B10 1111 ـ الحلم شارلوت لامب ج 5 -عبير دار نحاس(كتابة/كامله)**






سداسية شارلوت لامب مكتوبة كاملة:


1109 - شئ من الحقيقة ( العدد الأول )

https://www.rewity.com/forum/t175165.html

1107 - معركة التملك ( العدد الثانى )

1108 - دورة الأيام ( العدد الثالث )
https://www.rewity.com/forum/t305015.html#post9401375

1110 - الدلال ( العدد الرابع )
https://www.rewity.com/forum/t326212.html
1111 - الحلم ( العدد الخامس )
https://www.rewity.com/forum/t171100.html
1112 - الإستسلام ( العدد السادس )
https://www.rewity.com/forum/t308223.html



الحلم لشارلوت لامب 1111عبير دار نحاس

الملخص
صوفي واطسون فتاة هجرها حبيبها ,فصممت على ان لا تسمح انفسها بالوقوع في الحب مرة أخرى ,خصوصا مع رجل مثل غاي
فوكنر ..
هذا لا يعني ان غاي لم يكن رجلا حسن الصفات ,لكن محامي صحيفة سنتنال اللامع كان رئيسها ,وهى تعلم منذ البداية بأن غاي
يكرس نفسه لعمله كلياً ..ولم يبدأ بالتقرب إليها إلا حديثاً.
نفس االشيء يمكن أن يقال بالنسبة لجينا تيريل. والتى يزداد تشوشها يوما عن يوم بالنسبة إلى اختلاط مشاعرها نحو نيكولاس كاسبيان
بين الحب والكراهية .ولكن مهما كانت معاملتها له ,فهو يرفض
الإبتعاد عنها ..
روابط الكتاب
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الفصل الأول
لم يحدث قط من قبل أن شعرت صوفي بصعوبة في الإبتسام كما شعرت الآن , لم تعرف كيف أستطاعت ذلك , لقد بقي وجهها مقطبا كما أنها شعرت بألم في فكها , كانت تتحدث الى الآخرين دون أن تدرك من هم سوى أنهم موظفون في الصحيفة ( سنتنال) , أخذت تومىء وتبتسم , وأحيانا تتكلم ...... رغم أنها لم تكن تدري ما تقول , كانت فقط تنتظر فرصة سانحة تمكنها من ترك الحفلة دون أن يشك أحد بالسبب.
سمعت صوتا خلفها يسألها :
" هل تستمتعين بوقتك , يا صوفي؟".
أجفلت ثم أستدارت وقد أتسعت عيناها , وإذا بها ترى توم بيرني , وهو رجل عريض الكتفين يعمل محررا في قسم الجرائم , أغتصبت أبتسامة أخرى خالية من أي معنى , وهي تقول :
" مرحبا يا توم , إنني أمضي وقتا ممتعا للغاية , وأنت ؟".
أجاب بإبتسامة عريضة :
" ستزيد متعتي لو أنك جلست معي فترة ".
وإذا بصوت يناديه , فألتفت , ثم تأوه قائلا:
" لقد رأوني , عليّ أن أذهب , أنني مرتبط بمساعدتهم على القيام بلعبة عابثة توقع بها جيب , سأراك فيما بعد".
ثم توارى قبل أن تجيب , فتنهدت , لقد كان توم دعاها للخروج معه عدة مرات , لكنها لم تقبل قط لأنها توع النساء المخلصات لرجل واحد , وقد أعتادت الخروج مع جيب كولينغوو , عندما سمعت لأول مرة بخطبة جيب لفاليري نايت , كان ذلك عندما وصلتها بطاقة الدعوة للأحتفال بذلك , وكانت تلك طريقتهما لأذاعة الخبر.
لقد مزقت البطاقة وهي تشهق غاضبة , لكن كرامتها لم تسمح لها بإظهار مشاعرها لأحد , خصوصا جيب , وهكذا كان عليها أن تأتي متظاهرة بأن لا شيء في العالم يشغل بالها.
نظرت اى آخر القاعة , حيث كانا واقفين في زاوية يتهامسان وكأنهما لا يشعران بما حولهما وقد بدت عليهما السعادة البالغة , هل من المفروض أن يظهرا للعالم أجمع مبلغ سعادتهما وعدم أحساسهما بأحد؟
وعندما رفع جيب عينيه من فوق رأس فاليري ألتقتا بعينيها , شعرت بطعنة ألم تخترق قلبها , بينما إبتسم هو إبتسامته الدافئة الودود تلك والتي ظنتها هي ذات يوم , أنها قد تني الحب لها , لكن هذا لم يكن صحيحا طبعا , كل ما كانت تعنيه هو أن جيب كان يشعر نحوها بالمودة والصداقة.
بعد لحظة عذاب , إستطاعت أن تبادله إبتسامته آملة أن لا يكون لاحظ الألم في وجهها , أبعدت نظراتها عنه بسرعة وكأنها تبحث عن شخص آخر , وإذا بها ترى رئيسها في العمل.
أحست أن رئيسها , غاي فوكنر , لم يصدقها , كان طويلا نحيفا قاتم الشعر ذا وجه تنم ملامحه عن ذكاء ومهارة , كان محاميا تدرّب على ملاحظة الكذب والتهرب , بنظراته الثاقبة .
قال بلهجة حاسمة:
" أظن الأفضل إخراجك من هذا المكان".
ثم جرّها قبل أن تفكر في الرفض , الى حيث باب الخروج , لم تلاحظ صوفي من قبل قط مبلغ قوة جسده النحيل , ما جعلها تشعر وكأنها دمية بين يديه.
ما الذي سيقوله الناس عنها وهم يرونها بهذا الوضع , لشد ما كانت صوفي تكره الشائعات وأن تكون موضعا للأقاويل , حسنا , فليقولوا ما يشاؤون , فهذا أفضل من أن تكون موضوع شفقة , إذا هم شكوا في أنها كانت تحب جيب , أنهم , على الأقل , لم يوجهوا اليها أي سؤال , وربما ظنوا أن ما كان بينها وبين جيبمجرد صداقة عادية , ذلك أن صوفي لم تكن من ذلك النوع من الفتيات اللاتي يفصحن عن مشاعرهن لأحد , كما أنه لم يكن لديها صديقات , مقربات في الصحيفة بحيث تفضي اليهن ما بنفسها.
أخرجها غاي من القاعة , تاركين خلفهما الموسيقى والضجيج والأنوار , وعندما ترك يدها أخيرا , كانت تلهث شاعرة بدوار.
" أحضري معطفك من غرفة الملابس , وأنا سأكون هنا بإنتظارك بعد خمس دقائق لآخذك الى بينك ". قال ذلك ثم أستدار متجها الى غرفة ملابس الرجال.
صرفت صوفي بأسنانها , لم تكن تريد أن يأخذها غاي فوكنر الى بيتها , فقد يلقي عليها أسئلة محرجة , إنه ماهر في ذلك , فهذا جزء من عمله في الصحيفة , فهو يقلب أمور أية قصة ترد اليها ليتأكد من عدم وجود ما يستدعي رفع قضية قانونية ضد الصحيفة , وقد رأته كيف يتصرف بحيث لم تكن تريد أن تكون هي موضعا لتحقيقاته ولكن كان عليها أن تحضر معطفها لكي ترتديه في طريقها الى البيت , فالجو شديد البرودة رغم أن شهر ديسمبر ما زال في أوله , وقد تساقط الثلج طوال فترة العصر.
وجدت في غرفة أستراحة السيدات عدة فتيات يجددن زينتهن.
سألتها فتاة زرقاء العينين : " هل أستمتعت بالحفلة , يا صوفي؟".
ردت صوفي مرغمة : " آه , مرحبا , يا روز , نعم كانت الحفلة جيدة , أليس كذلك ؟ ما أجمل ثوبك هذا , تبدين رائعة فيه".
" شكرا , إنني أحب أرتداءه دوما".
قالت روز إميري هذا وهي تنظر الى صورتها في المرآة بإعجاب , كانت نحيفة , وهذا الثوب الذي يعود طرازه الى أوائل العشرينات من هذا القرن كان يلائمها تماما.
قالت : " وأنت أيضا تبدين رائعة , في منتهى الأناقة , إنه من تصميم هامنت , أليس كذلك؟".
" نعم , هذا صحيح ". أجابت صوفي بذلك وهي منهمكة بوضع الكحل في عينيها تخفي بذلك آثار دموعها , كانت أشترت هذا الثوب الأصفر هذا الصباح من شارع ( بوند) , مصممة على أن تبدو في هذه الحفلة في أجمل مظهر ممكن , وكأن لا شيء في العالم يشغل بالها , ولكن لم يكن لديها مثل ذوق روز في الملابس , بل كانت تفضل الملابس الكلاسيكية ذات الألوان الهادئة.
تمتمت روز تقول : " لا أدري إذا كانت فاليري وجيب سيستقران الآن , إن لدى كل منهما ماضيا مليئا بالحيوية , أليس كذلك؟ أتظنين هذه الخطبة ستدوم؟".
تمتمت صوفي وهي تسوي شعرها :" لا يمكنني التكهن بشيء ". لم تستطع تعزية نفسها بأن هذه الخطبة قد تنفسخ , كان يبدو على جيب الرضا والسعادة البالغة مع فاليري , كان يبدو عليه شكل الرجل الذي وصل أخيرا الى ما يريد ولا يمكن لشيء أن يحوله عنه.
قالت روز:
" حسنا , إنهما جميلان".
" نعم إنهما كذلك".
لم يعد بإستطاعة أحد أن يقرأ ما يجول في نفسها الآن بعد أن أحكمت وضع القناع على ملامحها.
خرجت بقية الفتيات , وبقيت صوفي وروز وحدهما , حاولت صوفي تغيير الموضوع , فسألتها بعد أن تذكرت بعض الأقاويل التي كانت سمعتها :
" هل صحيح أنهم قدموا اليك وظيفة في باريس؟".
سألتها روز بحدة: من أخبرك بذلك؟".
" آه , كانوا يتحدثون عن ذلك في الحفلة".
في الواقع , سمعت صوفي ذلك من إحدى السكرتيرات .
تمتمت روز بغضب:" ما أسرع إنكشاف هذه الأمور ؟ هذا الصباح فقط كلمني نيكولاس كاسبيان عن ذلك!".
أجابت صوفي بمرح:
" إن للجدران هنا آذانا".
" وكذلك ألينة , لسوء الحظ حسنا , بينا نحن الأثنتين فقط , وأرجوك أن لا تخبري أحدا آخر , أنني لم أقبل بالوظيفة هذه بعد , وأنا لست واثقة من أنني أريدها , ولكن ما حدث صحيح , على كل حال".
كانت روز من مراسلي للصحيفة المتنقلين قهي تغطي أي حدث في العالم لا يكون للصحيفة فيه مندوب دائم .
نظرت اليها صوفي بعطف , وقالت: " دوما كنت تريدين وظيفة دائمة في الخارج , أليس كذلك؟ ولكن الآن , إذا أنت قبلت هذه الوظيفة , سيصبح الأمر بينك وبين دانيال عسيرا , أليس كذلك؟ ليس من السهل التردد بين لندن وباريس طوال الوقت".
تنهدت روز :" كلا , إسألي هيزل فان ليدن كم هو سهل الزواج من رجل يعيش في بلد آخر".
" خصوصا عندما تكون المرأة حامل , ماذا ستفعل عندما تلد طفلها ؟ هل سيعود زوجها اليها ليعيش معها هنا , أم تذهب هي اليه في هولندا؟".
" ليس لدي فكرة , ولا أظنها قررت ما ستفعل , لماذا تكون الحياة معقدة بهذا الشكل؟".
وأستدارت نحو الباب قائلة:" الأفضل أن أعود الى دانيال".
عندما ذهبت , بقيت صوفي وحدها تنظر في المرآة تتأمل نفسها , كان هذا النهار أكثر أيام حياتها إرهاقا , ولكنه كاد ينتهي الآن , لحسن الحظ تملكها شعور مؤلم بالفراغ والتوتر , كان الإرهاق يمنعها حتى من البكاء.
وإذا بالباب يفتح وتدخل منه كوليت تسي, المحررة الجميلة لباب الشخصيات البارزة.
فخرجت صوفي إذ لم تكن تريد التحدث الى أي شخص آخر , آخذة معها معطفها.
كان غاي فوكنر ينتظرها في الخارج , أخذ ينظر اليها من رأسها الى أخمص قدميها , فتوتر جسمها أستياء .
" لا حاجة بك لتوصيلي الى بيتي , بإمكاني أستئجار تاكسي".
فقال بجفاء :" بل سآخذك بنفسي".
" يكنني الذهاب وحدي , كما جئت وحدي".
لم يستمر في الجدل بل أمسك بذراعها بقبضته الحديدية ثم جرها في الممر نحو المصعد.
فكرت في المقاومة , ولكنها كانت بحاجة الى كل طاقتها لتغالب دموعها , وهكذا أستسلمت كارهة , وهي تحملق فيه , إنغلق باب المصعد الذي هبط بهما الى موقف السيارات تحت الأرض.
كانت الحفلة أقيمت في جناح الضيافة في الطابق الأول من فندق ( باربري وارف) الجديد والذي كان جزءا من المجمع الذي يحتوي على المكاتب وأعمال الطباعة لصحيفة سنتنال , كان الفندق قد أفتتح في ذلك الخريف فقط , وكان هو آخر مراحل عملية البناء التي كان أبتدأها المالك السابق لصحيفة سنتنال , جورج تيريل , الذي توفي منذ عام تقريبا أثناء صراع قوي بينه وبين نيكولاس كاسبيان سيد الصحافة الأوروبي الذي أصبح الآن المسيطر على سنتنال.
ما كان ذات يوم منطقة كئيبة على ضفاف نهر التايمس , تحتوي على ميناء قديم مفتت الصخور ومستودعات متهدمة , وعدة نزل غبراء قذرة , كل ذلك تحول الآن الى مدينة صغيرة مودهرة , مستقلة بذاتها , لها مكتب بريدها الخاص , ووكالة سفرياتها , وحوانيتها وحلاقو الشعر , ومطاعمها ومقاهيها وفندقها الخاص هذا.
توقف بهما المصعد وأنفتح بابه , فدفعها غاي فوكنر الى الخارج حيث كانت سيارته الفولفو الزرقاء واقفة على مقربة , فتح بابها ثم ساعد صوفي على الدخول , وبعد ذلك بلحظة , كان يخرج بالسيارة الى شارع ( نورث ) بجانب مجمع ( باربري وارف).
كان الليل صحوا , ولكن البرد قارس وقد تكوّمت الثلوج على الطرق , كان سبق لغاي أن أخذها مرة الى بيتها حيث كانا تأخرا في العمل , وكان مسكنه قريبا من مسكنها , وهكذا لم يكن بحاجة الى أن يسألها عن طريق البيت.
كانت صوفي تسكن في قبو مسكن قديم الطراز في منطقة تشلسي , يملكه أحد أقاربها , وهو كاتب هنغاري يعمل جزءا من الوقت في دار الأذاعة البريطانية , وهو منذ سنوات يكتب تاريخ بلاده المعاصر , كان السيد ثيو إشترى المنزل رخيصا للغاية , وذلك بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة .
بعد أن باع مجوهرات والدته , كانت أسرته الهنغارية الأرستقراطية ذات ثراء أسطوري يوما ما , أما الآن , فهذا المنزل في تشلسي هو الذي يمده بدخله الأساسي, لم يكن عمله في دار الأذاعة البريطانية يعود عليه بمال كثير , وأقل من ذلك كان يقبضه من الكتابة , ولهذا كان المال الذي يكتسبه من المنزل ضروريا بالنسبة اليه ... أجّر كل طابق بشكل شقة مستقلة وذلك بأجر مرتفع للغاية , ولكن بما أن صوفي كانت إبنة أخته , أجّرها الشقة بسعر زهيد , يناسب دخلها , ومقابل ذلك , كانت صوفي تقوم بخدمته في أوقات فراغها , فتضع أبحاثه عن هنغاريا في جهاز الكمبيوتر فتختزنها له بذلك في أسطوانات , ثم تجيب على رسائله إذ لم يكن بمقدور خالها توظيف سكرتيرة.
عندما دخل غاي طريق بيتها , أبطأ في سيره يسألها عن رقم البيت , وعندما أخبرته وقف أمام الباب ينظر الى المنزل العالي وهو يسألها:
" في أي طابق شقتك موجودة؟".
" في القبو".
نظر اليها وقد بدا الغيظ على ملامحه:
" في القبو؟ أليس ذلك كئيبا ؟ لا يمكن أن يدخل الضوء الى الشقة كما لا يمكن أن يكون ثمة مناظر على الأطلاق".
فقالت بأستياء: " لكنني أحبها , حسنا , النوافذ ضئيلة الحجم , ولكنني أسبغت عليها شكلا شرق أوسطيا بدهنها بلون أبيض , كذلك جعلت الستائر والوسائد ذات ألوان مشرقة , وعلقت صورا جميلة على الجدران , ما جعل الشقة تبدو رائعة".
قال ببطء: " أتمنى لو أراها".
أجفلت , وقالت بحدة : " آسفة , ليس الليلة".
فرفع حاجبيه قائلا:
" لم أقل ذلك ملتمسا دعوة منك للدخول , إن مزاجك سيء جدا الليلة , أليس كذلك؟".
خفضت بصرها وقد أحمر وجهها , كانت دوما تزهو بنفسها بإعتبارها سكرتيرة نشيطة , هادئة , مهذبة سريعة الإستجابة لما يطلبه منها , ومتحفظة على الدوام , لكنها هذه الليلة كانت نقيض ذلك , فهي حساسة , عدائية , عدوانية.
قالت : " آسفة , أنني مرهقة فقط , شكرا لأحضاري الى هنا ". ألتفتت لتخرج من السيارة , لكنه أمسك بكتفها ثم عاد يديرها لتواجهه.
" هل أنت مغرمة بجيب كولينغوود؟".
كان هذا السؤال أشبه بصفعة على وجهها , شحب وجهها ثم توهج أحمرارا , ثم تصاعد اغضب الى رأسها , فرفعت يدها وصفعته على وجهه , تركها غاي وهو يندفع الى الخلف.
لم تضيّع صوفي وقتها , فقفزت من السيارة حتى دون أن تلقي عليه نظرة , وذلك في الوقت الذي أندفعت فيه سيارة أخرى بجانبهما بسرعة فائقة , تصاعد صوت المكابح ولفحت وجهها دفقة من الهواء البارد , ثم شعرت بشيء يصدم كتفيها ثم يقذفها الى الخلف فتسقط على خلفية سيارة غاي على الطريق.
ثم أبطأت السيارة الأخرى لحظة عادت بعدها تزيد من سرعتها لتتوارى حول المنعطف.
وصل غاي الى صوفي قبل أن تتمكن هي من الوقوف , جثم بجانبها وقد بدا وجهه شاحبا في ضوء مصباح الشارع:
" صوفي ؟ هل أنت بخير؟".
كانت ما تزال ترتجف لما حدث , فلم تستطع سوى أن تمتم:
" أظن ذلك...".
" ما الذي حدث بالضبط؟ أنا لم أر جيدا , سمعته فقط هو يندفع مبتعدا بسرعة , هل صدمك ؟ لم يقف الوغد , كما أنه كان من الأسراع بحيث لم أستطع ألتقاط رقم سيارته في هذا الضوء الخافت , هل أصبت بأذى؟".
قالت وهي تدعك كتفها مجفلة:
" كتفي فقط".
أخذ غاري يتلمس كتفها بأصابعه برقة فائقة , محركا ذراعها الى أعلى وأسفل وهو يراقب ما يبدو على وجهها من تأثير , وأخيرا سألها:
" هل يؤلمك هذا ؟ لا أظنك أصيت بكسر ما , ولكن ربما برضوض سيئة , سآخذك حالا الى أقرب مستوصف للطوارىء لتؤخذ لك صورة شعاعية , من الأفضل التأكد بالنسبة لأمور كهذه".
وقفت بمساعدته , لكنها هزت رأسها :
" لا أشعر بألم كثير الآن , إذا حدثت لي أية مشكلة , سأذهب صباح غد الى المستشفى".
" لا تكوني حمقاء يا صوفي ,من الأفضل أن تذهبي حالا , قد يكون أصابك إرتجاج في المخ".
" أنا واثقة من أنه لم يحدث لي إرتجاج في المخ , فقد سقطت على جانبي وليس على رأسي , ولا أشعر بأية أعراض ما عدا ألما في كتفي وقليلا من الصداع وهو ما كنت أشعر به قبل أن تصدمني تلك السيارة , الى اللقاء يا غاي وأكرر لك شكري, البرد شديد هنا وأريد أن أدخل".
أتجهت نحو الدرجات الهابطة الى القبو , لم تكن أضواء الشارع تصل الى هناك , ما جعل الدرجات معتمة يغطيها الثلج الذي يجعلها زلقة.
عندما سمعت صوت خطوات غاي خلفها , حاولت أن تسرع مبتعدة , وكان هذا خطأ منها ,إذ أنزلقت قدماها فتمسكت بالدرابزين الحديدي لتنقذ نفسها , ما جعل حقيبتها تسقط من يدها متدحرجة الى أسفل الدرجات لتستقر على الثلج المكوم بجانب الجدار مختفية بذلك عن الأنظار.
تأوهت بيأس وقد أغرورقت عيناها بالدموع.
فقال غاي بجفاء:
" أنها ليست ليلة سعيدة بالنسبةاليك , أليس كذلك؟".
شعرت بالغضب من كلماته هذه ما جعلها تمسح دموعها وتقول له بحدة :
" أنا مسرورة لأنك ترى الأمر مضحكا , إن مفتاح شقتي في تلك الحقيبة , والآن ستتجمد يداي بردا عندما أبحث عنها".
تقدم أمامها ورفس الثلج بقدمه فتناثر هذا في كل أتجاه , أنحنى غاي ثم عاد فوقف حاملا حقيبتها بيده , ولكنه بدل أن يسلمهااليها , فتحها وأخذ يبحث فيها مما جعل غضبها يزداد.
فسألته:
" ما هذا الذي تفعله؟ هاتها حالا وأذهب عني ".
نظر اليها بهدوء جعلها تعض شفتيها وقد تذكرت أنه رئيسها رغم كل شيء , ومع أن هذا لا يعطيه حق التملك إنما يجب أن تلاحظ طريقة حديثها اليه.
عادت تقول بحذر:
" أرجوك أن تعطيني الحقيبة , شكرا لمساعدتك لي , لكن بإمكاني أن أتدبر أمري جيدا ".
أجاب ساخرا:
" آه , حتى الآن أثبت تدبيرك لأمرك أنه رائع , أولا, كدت تسقطين إرهاقا , وبعد ذلك أنزلقت قدماك وأنت تهبطين الدرجات هذه".
قالت غاضب حيث لم تعد تهتم بما إذا كان سيطردها من العمل:
" هات حقيبتي".
تجاهلها وبقي يبحث في الحقيبة , وعندما وجد المفتاح , إستدار يفتح به الباب ثم يشير اليها بالدخول , فدخلت عابسة , شاعرة بالألم من رأسها حتى أخمص قدميها , هذا إلى شيء من دوار وغثيان , أترى إصابتها كانت خطرة عندما سقطت , فيكون في ذلك نهاية رائعة ليوم رائع؟
ألتفتت تسد الطريق على غاي قائلة:
" تصبح على خير ". ومدت تتناول منه الحقيبة والمفتاح.
لكنه لم يسلمها لها , وبدلا من ذلك دخل وأغلق الباب خلفه.
قالت بصوت منهك:
" إسمع , أنا في غاية التعب , إنني شاكرة لك حقا مساعدتك لي ,لكن.....".
فقاطعها : " أظنك بحاجة الى شراب منعش".
" سأصنع لنفسي كاكاو ساخنا وهذا يكفي , ثم أرتاح بعد أن تذهب......".
وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها , كيف ستتخلص منه وما هو غرضه بالضبط من التسكع حولها , رافضا الخروج؟

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 10-08-18 الساعة 03:30 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-11, 12:37 AM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يسبق لها أن عانت مثل هذا النوع من المشاكل مع غاي فوكنر , كان دوما رئيسا مثاليا , لم يضع عليها أصبعا قط أو يطلب منها شيئا خارج نطاق العمل , كما أنها لم يسبق لها أن شعرت بالتوتر أو الخجل منه , لكنها , فجأة الآن , إذا بشعور غريب من التوقع , يتملكها , ماذا ستفعل لو أنه أساء التصرف نحوها في هذه الساعة المتأخرة من الليل في شقتها؟
قال لها بهدوء :
" قبل أن تخرجي من السيارة , كنت ألقيت عليك سؤالا , لكنك لم تجيبي , وكان في ذلك الجواب الكافي كما أظن , إنك تحبين جيب كولينغوود , أليس كذلك؟".
توهج وجهها وشعرت بالكره له لأصراره على هذا السؤال :
" إنك مجنون ....فأنا .... لا شأن لك بمشاعري!".
قال بإبتسامة ملتوية:
" إنك مخطئة , إن لي شأنا بذلك , نحن في زورق واحد".
حدّقت به بإرتباك , فتنهد هو :
" من المؤكد أنك تعلمين أني كنت أخرج مع فاليري الى أن تركتني فجأة لأجل كولينغوود".
نظرت اليه بدهشة بالغة , لقد نسيت أنه أمض فترة كان يخرج فيها مع فاليري , لم تكن تظنه جادا في علاقته بالفتاة , ولكن لم يكن من عادة غاري فوكنر أن يكشف عن مشاعره.
" هل كنت واقعا في الغرام؟ آسفة , لم يكن لدي فكرة".
هز كتفيه قائلا بغضب:
" أنا مسرور لسماع هذا , فقد حاولت أن لا يعلم أحد بذلك".
فقالت بآهى طويلة:
" وكذلك أنا , كنت أكره أن يعلم أحد , وهذا هو السبب في أنني لم أتحدث عنه معك".
قال دون أن يبتسم :
" هذا ما أدركته , وكما قلت , إننا متماثلان في أشياء كثيرة , بما في ذلك كراهية الحديث عن مشاعرنا , لا أحب الحديث عن ذلك لأي شخص آخر , ولكننا أنا وأنت يمكننا أن نساعد بعضنا البعض".
قطبت جبينها بحيرة:
" كيف؟".
" بالحديث عن ذلك.....".
" أتعني ..... عنهما؟ كلا يا غاي , لا أريد ذلك , هذا لا فائدة منه , كل ما أريده هو أن أنسى أنني عرفته يوما ما , والحديث عنه لا يساعدني في ذلك , كنت حمقاء معتوهة إذ أحببت شخصا مثله ,وكلما أسرعت في نسيانه كان ذلك أفضل , ولهذا لا تطلب مني أن أتحدث عنه".
ثم نظرت إليه وأخذت تضحك بعنف :
" لكنك لا تريد أن تتحدث عن جيب طبعا , وإنما عن فاليري , هذا كل كا يهمك.... كما أنني لا أريد سماع إسمها مرة أخرى , أبدا , هل تسمع؟ أبدا.... أبدا...".
" كفى ! لقد تملكتك الهستيريا , إجلسي الآن قبل أن تقعي على الأرض , إنك ترتجفين كورقة شجرة".
قال غاي ذلك وهو يمسك بكتفيها يهزهما , توقفت عن الضحك , مدركة أنه على صواب , فقد كانت ترتجف كما كانت أسنانها تصطك , ربما بسبب البرد , أو نتيجة صدمة السيارة لها , أو ربما بسبب التوتر الذي خلفه فيها هذا النهار الذي لم يكن لينتهي.
لم تعد تستطيع مغالبة دموعها , أيضا , فغطت وجهها وأندفعت في بكاء مرير :
" إذهب من فضلك , ودعني وحدي ... لا أستطيع أن أسمع شيئا الآن .... لا أستطيع".
أمسك غاي بها يقودها الى غرفتها وكأنها طفلة , حيث وضعها على سريرها وجلس على كرسي بجانبها , بينما أخذت هي تبكي وتشهق.
أخذ يلاطفها ويمر بيده على شعرها الى أن هدأت شهقاتها وأستكانت اليه وكأنه نوّمها مغناطيسيا.
أخذ يمر بأصابعه على رضوض كتفها , أجفلت في البداية خوفا من الألم , ولكن رقة أنامله كانت بالغة , ثم مال الى الأمام ليضيء المصباح الموضوع بجانب السرير وهو يقول:
" إذا كنت تريدين الذهاب الى المستشفى , دعيني ألقي نظرة على الأقل , لأعرف مقدار خطورة الرضوض ".
وأنزل كم الثوب القصير عن كتفها , فأجفلت محاولة رفعه مرة أخرى وهي تقول متلعثمة:
" كلا يا غاي".
لكنه أمسك بمعصمها بقوة :
" ذلك لن يأخذ سوى ثانية واحدة , أطمئناني الى عدم خطورة إصابتك يريح ذهني من عب ثقيل , لا تتحركي الى أن أنتهي".
سكنت عن الحركة بينما أخذ هو يتأمل كتفها مقطبا جبينه :
" كل ألوان قوس قزح ستكون على كتفك , نعم , إنها رضوض شنيعة , عليك أن تستشيري طبيبا , لتضعي عليه علاجا لكن لا شيء خطير لحسن الحظ إلا إذا كان هناك شيء لا تريدين أن تخبريني عنه , هل هذا صحيح؟".
" كلا , لقد أخبرتك بأنها مجرد رضوض بسيطة , وهذا كل شيء , هل يمكنك الذهاب الآن , يا غاي؟ إنني متعبة وأريد أن أنام".
إنحنى غاي عليها ينظر في عينيها , توقفت عن التنفس وهي ترى تلك النظرة في عينيه , كان فيهما شيء جعلها تشعر مرة أخرى بأنها من البشر وأنها بحاجة الى ما يخفف مما تشعر به من ألم تملّكها طوال النهار.
ثم همس يقول:
" إنك لست بحاجة الى النوم الآن , يا صوفي , ولا أنا , عليك أن تحاربي النار بالنار , أحرقي كل شيء إلى أن يصبح رمادا , ساعديني على أن أنسى فأساعدك بدوري , يا صوفي.....".
وكانت هي وحيدة حزينة , وأضعف من أن تفكر بوضوح .
ولكن , ما هذا ؟ وإلى أين تقودها مشاعرها ؟ كيف تسمح لنفسها بالأستجابة إلى مثل هذا الأمر الذي لم تعرفه من قبل؟ وهي التي كانت لا تسمح لنفسها بالتفكير في هذه الأمور قبل أن تعرف الحب الذي يقود حتما الى الزواج؟
الحب..... الزواج ؟ لكنها وقعت فعلا في حب جيب , وإذا بفاليري التي كانت تخرج كل يوم مع شاب جديد , والتي عرفت في شهر واحدة من الشبان , عددا لم تعرفه هي , صوفي , طوال حياتها ..... إذا بفاليري تفوز بجيب , حبيبها هي , في النهاية.
وإذا بجرس الهاتف يرن.
إستمع الأثنان اليه لحظة قال غاي يعدها :
" تجاهليه ".
فقالت :
" لا أستطيع ". ومدت يدها الى السماعة.
فقال بغضب وهو يختطف السماعة من يدها :
" سأرد أنا وأتخلص من المتكلم".
" كلا , لا تفعل".
ماذا يقول المتصل عندما يسمع صوت رجل يرد من شقتها في مثل هذه الساعة ؟ ماذا لو كان خالها ثيو؟ إنه سرعان ما يهبط الى القبو ليرى بنفسه , فهو ما زال يحميها من العالم أجمع وذلك منذ كانت في السادسة من عمرها , وخصوصا من الرجال.
" مرحبا , ماذا تريد ؟ كلا , إنها مشغولة , لا يمكنها التكلم مع أحد".
كان هذا جواب غاي بصوت غاضب متوتر , سألته صوفي همسا :
" من هو؟".
وحاولت أن تأخذ السماعة من يده , عندئذ تغير صوته وملامح وجهه , وهو يقول :
" ماذا ؟ من أنت ؟ آه , فابيان , إنه أنت".
تأوهت صوفي برعب :
" هل هذا فابيان؟".
وكان هذا رئيس تحرير سنتنال , نظر غاي اليها وهو يومىء برأسه إيجابا.
قال بصوت هادىء:
" نعم , هذا أنا , إنها مهارة منك أن تميّز صوتي , فأنا لم أميّز صوتك , لماذا كنت تبحث عني؟".
أستمع لحظة عاد يقول بعدها:
" فهمت , نعم , أظنك ستلاقي مشكلة هناك , سآتي الى باربري وارف حالا لكي أراجع ذلك كلمة كلمة".
أستمع لحظة أخرى , ثم قال:
" لا بأس في ذلك , إن صوفي ستقدّر ذلك".
أجفلت صوفي وحوّلت وجهها جانبا وقد توهج وجهها إحمرارا.
وكان غاي يقول :
" سأكون هناك خلال عشرين دقيقة".
ثم وضع السماعة , وتناول معطفه يرتديه وهو يقول بهدوء:
" إنك سمعت كل الكلام , عليّ أن أذهب الآن , آسف يا صوفي , لم أكن أظنه سيميّز صوتي".
" لماذا أخذت سماعة الهاتف مني؟ إنه يعلم الآن أنك كنت هنا..... وهو سيأخذ عنا....فكرة خاطئة... و.... هذا الخبر سيدور في جميع أنحاء باربري وارف".
" أن فابيان لا يثرثر , فهو ليس واحدة من الطابعات , إنه رئيس تحرير الصحيفة! صوفي , أنا آسف , لم أكن أريده أن يعلم أنني هنا في هذا الوقت من الليل , ولكن الهاتف فاجأني , كان يتصل بك لأنه كان يبحث عني , فأخبروه في الحفلة أنني خرجت معك , فأتصل بك ليسألك إن كنت تعرفين مكاني , على كل حال , فابيان قلق بشأن مقالة ستنشر في الصحيفة عند الصباح , وقد جاءت متأخرة فلم يفحصها أحد قانونيا , ولكن فابيان خائف من أنها تحتوي على تشهير وقذف".
" ظننتك في عطلة هذه الليلة , أليست هذه الليلة دور هنري في السهر في القسم القانوني للصحيفة؟ لماذا لم تصلوا به؟".
" هذه هي النقطة , لقد أدخل هنري المستشفى منذ ساعتين".
صدمها هذا الخبر :
" كلا ... آه , مسكين هنري.... هل الأمر خطير؟".
" فابيان يظن أن الأمر يتعلق بالقرحة التي يشكو منها , قد يجرون له عملية الليلة , كما يبدو , سنعلم المزيد في الصباح".
" هل أنفجار القرحة أمر خطير؟".
شعرت بالأسى لأجل هنري , قد يكون متغطرسا يعاملها بإستعلاء , ولكنها كانت تحبه وكأنه خال آخر لها.
قال غاي:
" هذا يعود الى مبلغ سوء الإنفجار , وما إذا كانت العملية ستجري في الوقت المناسب , سأذهب الآن , يا صوفي , المقالة ستصدر في الساعة الواحدة صباحا , وقد تجاوزت الساعة الآن الثانية عشرة , الى اللقاء غدا".
ثم خرج.
إستمعت اليه صوفي وهو يغلق الباب الخارجي خلفه بهدوء بالغ , كذلك لم تكد تسمع صوت سيارته وهو يبتعد بها , كان بالغ الحذر من أن يسمع الجيران فيسيء ذلك الى سمعتها , لكنها لم تنس مسألة فابيان , وقد يدعي غاي أن فابيان أرنود لا يمكن أن يثرثر كالنساء , لكن صوفي تعلم السرعة التي تنتشر بها الفضائح في أنحاء باربري وارف, ذلك أن فابيان كان يتحدث هاتفيا من مكتبه , فهو لم يكن وحده , الموظفون يملأون المكان طوال اليل وعلى مرمى السمع الطابعون , المحررون , السكرتيرية , هذا عدا عن عاملات السنترال إذا كان فايبان يبحث عن غاي , لا بد أن ذلك كان من خلال لوحات التحويلات الهاتفية بطبيعة الحال وعاملات الهاتف هن أسوأ ناشرات للأقاويل في الصحيفة,
خلال أربع وعشرين ساعة يكون كل من يعمل في الصحيفة قد سمع بأن صوفي ورئيسها كانا معا في شقتها بعد منتصف الليل.
أخذت تفكر في أن عليها أن تستقيل , فهي لا تطيق الهمسات حولها والضحكات الخافتة عند مرورها , هذا إلى النكات والتلميحات حتى ولو لم تنتشر القص , فهي لن ترى غاي مرة أخرى , لن يمكنها العمل معه بعد هذه الليلة , إنها لا تريد أن تقع عيناها عليه مرة أخرى.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-11, 06:23 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني


لم تنم صوفي تلك الليلة , تقريبا , نهضت حال بزوغ الفجر , ثم ذهبت الى العمل قبل المعتاد بساعة , عندما وصلت الى مكتبها وجدت ملحوظة كتبت على عجل , لم يذهب غاي الى بيته قبل الواحدة والنصف , ولهذا قد يتأخر ذلك الصباح.
حسنا , هذا يمنحها مزيدا من الوقت والتفكير في ما كانت صممت عليه , صنعت لنفسها كوبا من القهوة الثقيلة , وأثناء شربها لها طبعت إستقالتها, ثم وضعتها على مكتب غاي , سيتملكها الأسف لتركها هذه الوظيفة , وكذلك لترك الصحيفة , ولكن ليس بإمكانها متابعة العمل معه بعد الليلة الماضية وما قد يتبعها من فضيحة.
تنهدت وهي تقوم بعمل الصباح المعتاد , نظرت في مفكرة غاي لترى مواعيده لذلك النهار , أخرجت من الملفات المستندات التي قد يحتاجها لتكون رهن الطلب , قرأت رسائله وفرزت في أكوام , ما بين مستعجلة , وهامة وغير مستعجلة , وعديمة الأهمية وجدت طريقها الى سلة المهملات.
لكن أعصابها كانت غاية في التوتر , ما جعلها تقفز لدى أدنى صوت.
الساعة العاشرة إلا ربعا , رن جرس الهاتف , كانت هيزل فان ليدن تسأل عن غاي.
" إنه لم يأت بعد , فقد تأخر في العمل الليلة الماضية ".
قالت صوفي ذلك , آملة أن لا تنتبه هيزل الى أرتجاف صوتها.
" هذا صحيح , فقد نسيت ذلك , إسمعي يا صوفي , هل بإمكانك أن تعثري على أوراق قضية ( كامرون ) وتحضريها الى هنا ؟ السيد كاسبيان يريد مراجعتها مرة أخرى".
" نعم, طبعا".
كانت صوفي تعلم مكان الأوراق هذه فقد كانت وضعتها على مكتب غاي ليعيد مراجعتها لأنه كان على موعد عصر هذا اليوم بالمحامي الذي سيمثل الصحيفة في المحكمة , حملتها وإتجهت بها نحو الباب عندما دخل غاي فوقف الأثنان جامدين, إحمر وجه صوفي وبدت عليه الألم , بينما أخذ غاي يتفحصها بنظرات ثاقبة , وعلى شفتيه إبتسامة ملتوية.
" صباح الخير يا صوفي , هل نمت جيدا ؟ أما أنا فلا ".
وكان في صوته سخرية , كبحت صرخة ألم كادت تنطلق من بين شفتيها , ومع ذلك فقد شعر هو بها وبدا ذلك في نظرة سريعة من عينيه الذكيتين , لكنه لم يقل شيئا وإنما تحوّل ليخلع معطفه ووشاحه الصوفي ثم يعلقهما.
قالت وهي تنسل من جانبه بينما كان يوليها ظهره:
" عليّ أن آخذ أوراق قضية كامرون الى مكتب السيد كاسبيان".
قال بحدة: " أنتظري".
فوقفت رغما عنها , وقد توترت أعصابها , ولكن كل ما قاله هو:
" أخبريه بأنني أريد إستعادة الأوراق هذه قبل الغداء لكي أقرأها قبل إجتماعي بالسيد تشارلس لوثر , علي أن أدرس دقائق القضية".
" نعم". قالت صوفي ذلك وهي تسرع مبتعدة , متنهد بإرتياح وهي تفكر في أنها لن تكون موجودة معه عندما يقرأ كتاب إستقالتها.
سمعت جينا تيريل تضحك في مكتب هيزل فان ليدن , ولكن حالما فتحت الباب , ساد الصمت على المرأتين وهما تلتفتان لتنظرا اليها.
قالتا بصوت واحد:
" آه , مرحبا يا صوفي".
أستقامت صوفي في وقفتها وإحمر وجهها وهي تتساءل عما إذا كانتا سمعتا شيئا عنها وعن غاي , هل كان ذلك سبب ضحكهما؟ وشعرت لهذه الفكرة بقشعريرة باردة.
تمتمت وهي تتجنب النظر اليهما:
" أحضرت أوراق قضية كامرون , هل يمكننا أسترجاعها قبل منتصف النهار؟ على السيد فوكنر أن يراجعها قبل إجتماعه بالمحامي عصر هذا اليوم".
وضعت الملف على المكتب , ثم خرجت دون كلمة أخرى رغم ما لاحظته وهما ترفعان حاجبيهما وتتبادلان النظرات , وعندما أغلقت الباب خلفها قالت هيزل لاوية شفتيها:
" ما الذي جرى لها هذا الصباح؟".
" ربما تشعر بصداع , أظنها ذهبت الليلة الماضية الى حفلة خطوبة فاليري نايت , وإذا كنت تتذكرين , كانت صوفي مجنونة بجيب كولينغوود , هي أيضا , ولا يمكن أن يكون زواجه من إمرأة أخرى سهلا عليها".
خرجت جينا من وراء مكتبها وشعرها النحاسي يتألق في أشعة شمس الشتاء الباهتة , كانت ترتدي ثوبا صوفيا أخضر اللون زادها جمالا , أخذت هيزل تنظر وهي تتأوه حسدا لها:
" لشد ما أنت رشيقة , عندما أتذكر أنني منذ ستة أشهر كنت برشاقتك , أكاد أصرخ".
ونظرت عابسة الى بطنها المنتفخ.
رمقتها جينا بإبتسامة ملتوية تحتوي على حسد من نوع آخر , طالما تمنت لو كانت أنجبت طفلا أثناء زواجها القصير من جايمس تيريل , حفيد السيد جورج تيريل المالك السابق للصحيفة, ولكن , لا هي ولا زوجها كانا مستعجلين لإنشاء أسرة , لقد كان صغيري السن وسعيدين جدا , لو أنها فقط فكرت في المستقبل... ولكن كيف كان لها أن تتكهن بأن جايمس سيموت فجأة في حادث سيارة لا معنى له؟
" لا يمكنك إنجاب طفل دون أن تخسري رشاقتك , ولكن لا بأس , لم يبق أمامك سوى أربعة أشهر".
أجابت هيزل وهي تتنهد:
" أعلم هذا , ولكن يبدو أنني سأبقى حامل الى الأبد".
" موعد الولادة في شهر أبريل , أليس كذلك؟".
فأومأت هيزل:
" ذلك لا يبدو زمنا طويلا , ولكن ما لا يخبرونك به هو كم من الوقت ستمضينه في الإنتظار , وكم المشكلات الصغيرة المزعجة ستصادفينها , كاحلاي متورمان على الدوام عندما أصل الى بيتي عائدة من العمل , كما أنني لم أعد أستطيع الركض للحاق بالباص , أو أرتدي شيئا أكثر أناقة من هذه الخيمة المسماة ثوب الحمل".
رن الهاتف الداخلي وعلا صوت نيكولاس كاسبيان يقول بغضب:
" أين أوراق قضية كامرون؟".
فقالت جينا: " سأحضرها حالا".
" أسرعي إذن". قال هذا بحدة وأقفل الخط.
مطت جينا ملامحها عابسة , كان شعورها لحدّته من الضيق بحيث لم تشأ أن تسرع اليه بالأوراق , حسنا , فلينتظر.
ثم تباطأت لتقول لهيزل :
" أظن كانت هناك مشكلة في منتصف الليلة الماضية بالنسبة الى مقال الصفحة الأولى , كما أن فابيان لم يتصل بنيكولاس ليخبره عنها".
فقالت هيزل:
" حسنا , يدهشني أن فابيان لم يخبره عنها , كان عليه أن يفعل ذلك ! إنه يعلم أن كل شيء غير واضح يجب أن يرفع أولا الى كاسبيان ليطلع عليه , للتأكد من عدم حدوث دعاوى قانونية جديدة".
" إن لديه تلك الفكرة القديمة بأن المحرر هو المسؤول عن كل ما تنشره جريدته".
ضحكت هيزل للهجة جينا الجافة:
" آه , طبعا , أنت بجانب فابيان ضد نيكولاس كاسبيان".
" أنا بجانب سنتنال , أظن على الصحيفة أن يكون لها قلب وضمير , ليس فقط أن تبتعد عن التعريض والفضائح خوفا من رفع دعوى قضائية ضدها لو أن نيكولاس لم يشجع مراسليه على كتابة ذلك النوع من الكتابات لما أقيمت دعاوى ضدها , ولما أحتاج نيكولاس الى الإصرار على المحرر بأن يطلب منه إذنا لكل مقالة تنشر , ولهذا أنا في جانب فابيان , إن لدى فابيان الحق في أن يكره أن يتنازل عن حقوقه , بصفته رئيس التحرير , لصاحب الصحيفة, عندما أستلم نيكولاس سنتنال تحدث كثيرا عن أحترامه لحقوق المحررين , لكنه لم يكن يعني كلمة مما قال ".
كانت هيزل معجبة بوفاء جينا لأسرة زوجها المتوفي , والقيم التي كانوا يتبعونها , لكنها لم توافق جينا على وجهة نظرها بالنسبة الى التغيير الذي لحق بسنتنال منذ أستلم كاسبيان السيطرة عليها , كانت هيزل تفضل سرا , ما أصبحت الصحيفة عليه الآن , فقد أصبحت أكثر تألقا , حافلة بالمزيد من الصور والحديث عن الشخصيات الهامة والمقالات الممتعة التي كان يكتبها أمثال فاليري نايت ذات القلم اللاذع الذكي , لقد كانت هيزل أحبت العمل عند جورج تيريل الراحل , لكنها غالبا ما كانت سنتنال لا تتفق مع روح العصر.
كانت جينا تنظر اليها مفكرة , ولكن عقلها كان يعمل خارج موضوع صحيفة سنتنال , سألت هيزل:
" هل أعتاد زوجك الآن على فكرة أن يكون له طفل؟".
فأشرق وجه هيزل :
" نعم , لحسن الحظ , هل تذكرين كم كنت قلقة بالنسبة لأخباره بحملي؟ لقد كان غاضبا جدا في البداية , طبعا , فقد ظن أن أحلامه بإنشاء عمل هندسي خاص به , قد أنتهت , لقد أمضيت وقتا طويلا في إقناعه أن نأخذ الطفل معنا الى العمل أو نجد أية طريقة أخرى , ذلك أننا نأخذ الطفل معنا الى العمل أو نجد أية طريقة أخرى , ذلك أننا سنصبح أسياد أنفسنا ! وعندما قبل بييت فكرة وجود الطفل , ملئه السرور , أظن ذلك لأنه أصبح يرى حملي الآن بوضوح".
فقالت جينا مازحة:
" كل شخص يمكنه رؤية ذلك".
فضحكت هيزل:
" هل هذا واضح الى هذا الحد؟".
أبتسمت جينا:
" تبدين رائعة ". ونظرت الى مكتب نيكولاس , إنه لم يخرج غاضبا لتأخرها بالأوراق كما كانت تتوقع.
لاحظت هيزل تلك النظرة ففهمتها , فقالت ضاحكة:
" أتنتظرين حضوره الى هنا ؟ إنك تحبين إثارته , أليس كذلك؟ أشعر أحيانا بالرثاء له".
تمتمت جينا تقول:
" لا ترثي له , فهو يستحق كل ما يجري له , لكن الأفضل أن آخذ له هذه الأوراق الآن".
عندما دخلت مكتبه سمعته يضحك , فوقفت مدهوشة , منذ ربع ساعة فقط كان يصرخ غاضبا من فابيان أرنود , يخبره وها هو ذا يضحك , وعيناه تلمعان بالتسلية وقد إتكأ الى الخلف بكل راحة.
كان تغيير مزاجه المفاجىء عادة فيه , فهو رجل زئبقي , طالما ظنت جينا أنها تعرفه جيدا , وإذا بها ارى في مزاجه شيئا يصيبها بالأرتباك ويسبغ على صفاه ضوءا جديدا .
ألتفت اليها مادا يده يستلم منها ملف الأوراق وهو ما زال يضحك , ولكنه , على كل حال , لم يفته تأخرها , فقال :
" ما هذا التأخير ؟ الثرثرة مع هيزل مرة أخرى , أليس كذلك ؟ أليس لديكما ما تعملانه , أنتما الأثنتين؟".
ردت بحدة:
" هندما دخلت , كنت أنت وفابيان على وشك الموت ضحكا".
لمعت عينا نيكولاس بتسلية خبيثة :
" نوعا ما , أتعلمين أنه كان على فابيان أن يتصل بغاي فزكنر الليلة الماضية لأن زميله هنري دخل المستشفى ؟ لم يجد جوابا من شقة غاي , فأتصل فابيان بمكان خطوبة فاليري فقيل له إن غاي كان هناك لكنه خرج.... خمني مع من؟".
قطبت جينا جبينها:
" هل مع.... فاليري؟".
رفع نيكولاس حاجبيه وتبادل نظرة مع فابيان , ثم قال ببطء:
" كلا ولكن من الغريب أن تظني ذلك , كانت فاليري تخرج مع غاي قبل أن تتركه لتخرج مع كولينغوود , أليس كذلك ؟ ألا تظنين أن هذا أصبح تاريخا قديما؟".
هزت جينا كتفيها ولم تجب.
إستند نيكولاس الى الخلف يتفرس في ملامحها بإهتمام :
" إن مجمّع باربري وارف يعج بالعلاقات الغرامية السرية , أليس كذلك؟ أشياء كثيرة تفوتني معرفتها لأضطراري الى السفر على الدوام , ومع ذلك فأنا أتذكر أن كولينغوود نفسه كان يخرج مع سكرتيرة غاي التي تشبه الثلج في برودتها ..... صوفي واطسن , كانت هي التي خرج غاي معها من الحفلة , لا بد أنهما كانا يدفنان أساهما معا , حصل فابيان على عنوانها ورقم هاتفها ثم أتصل بها حوالي منتصف الليل , وكان غاي هو الذي أجاب عليه".
قلبت جينا شفتيها بجفاء إزاء سخريته هذه , لا عجب أن كانت صوفي متجهمة الملامح هذا الصباح , فقد شعرت بأن حياتها الخاصة قد أصبحت الآن نهبا للأقاويل , شعرت جينا بالعطف على الفتاة , كانت تعلم أن صوفي , حسب معرفتها هي بشخصيتها , ستكره جدا هذا الأمر.
كان فابيان , في الواقع , سويسريا , لكنه من المنطقة التي تتحدث الفرنسية , فهو فرنسي في تفكيره ومواقفه , ونظرته الى العلاقات , كانا , هو ونيكولاس , منسجمين تماما.
قالت بحيرة:
" إن لديكما , أنتما الأثنين , ظنونا خبيثة ".
ونظرت الى نيكولاس بإزدراء محا الأبتسامة عن وجهه , فقال بحدّة:
" هيا , يا جينا, ماذا تظنينهما كانا يفعلان إذن في تلك الساعة من الليل في الشقة وحدهما؟".
قالت جينا بغضب:
" يتحدثان , يتناقشان , يتجادلان في السياسة ... من يعلم ومن يهتم؟ ألا يمكنك أن تتصور رجلا وأمرأة تجمعهما علاقة أفلاطونية شريفة؟".
أجاب نيكولاس ضاحكا:
" كلا , لا يمكنني ذلك , خصوصا إذا كانا تحت الستين من العمر , حتى في ذلك الحين تبقى لديّ شكوك , إذا إنفرد رجل جذاب بإمرأة تجذبه , فإن عقله لا يمكن أن يفكر بالسياسة".
ألتهبت هيناها الخضراوان :
" تعني أنه ليس لديك سوى نوع واحد من التفكير بالنسبة للفتاة".
رأته يعبس لكنها لم تخف وتابعت تقول بغضب :
" لحسن الحظ أن ليس كل الرجال مثلك , لقد أوصل غاي سكرتيرته الى بيتها من الحفلة في ساعة متأخرة من الليل , كيلا يحوجها الى إستئجار تاكسي أو الركض خلف الباص في ذلك الوقت المتأخر من الليل ! وكانت هذه شهامة منه .. لا غير".
" هذا حسن , ولكن لماذا تأخر ساعة بعد ذلك في شقتها؟".
" ربما دعته لتناول فنجان قهوة , ماذا في ذلك ؟ إن هذا لا يعني أي شيء آخر ". وحوّلت نظراتها عنه الى فابيان وتابعت تقول عابسة:
" أن صوفي واطسن فتاة رقيقة حسنة السلوك , فإذا أنت نشرت هذه الشائعة حولها ستدمر بذلك سمعتها , وتجعلها تعسة للغاية , هل تريد هذا لها؟".
" كلا , كلا , بالطبع".
قال الرجل هذا بسرعة , وكانت هي ستكتفي بذلك لو أنها لم تر التعبير الذي إرتسم على وجهه , أترى ما بدا في عينيه هو شعور بالذنب؟ أم مجرد إرتباك ؟ خطر في بالها فجأة أنه ربما سبق وأخبر آخرين بذلك قبل أن يخبر به نيكولاس ولكن قبل أن تلقي عليه مزيدا من الأسئلة , نظر فابيان الى ساعته وقال:
" يجب أن أذهب , لديّ كثير من العمل قبل أن يبدأ أجتماع المحررين هذا الصباح".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-11, 08:42 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

خرج من المكتب بينما حملق نيكولاس فيها بعينين ملتهبتين :
" إنك تحبين الشعور بالتفوق لا غير , إن فابيان لم يكن يقصد أي ضرر , ولم يكن في موضع الإدانة لغاي أو صوفي , إنهما راشدان وحرّان في ما يفعلان , ولا أحد سيهتم إذا ما كانت بينهما علاقة , لهذا عليك أن تتخلي عن مثالياتك الأخلاقية وتعيشي في العالم الحقيقي".
إحمر وجهها غضبا:
" تعني بذلك عالمك أنت ! كلا , وشكرا لك, أفضل على ذلك القفز من النافذة".
ثم إبتعدت عنه بسرعة , بينما أخذ هو يلاحقها بنظرات بدا فيها الغضب مزيجا بالرغبة , وهو يتمتم قائلا:
" يوما ما يا جينا , يوما ما ستتجاوزين الحد".
فقالت بحدة قبل أن تصفق الباب خلفها:
" كلما إبتعدت عنك , كان ذلك أفضل".
كانت هيزل تتحدث في الهاتف , فإلتفتت اليها تحرك شفتيها:
" إنه فيليب سليد , أتريدين التحدث اليه؟".
أومأت جينا بشيء من الكراهية , ثم تناولت السماعة , لقد أستمرت تخرج مع فيليب عدة أشهر , لكنها منذ فترة أخذت تتجنبه دون أن تجرح كرامته , لقد كانت تعتبره مجرد صديق , ولكن فيليب أراد أكثر من الصداقة فلم تشأ أن تعطيه ما يريد.
" مرحبا يا فيليب , كيف حالك؟ ظننتك في جزيرة باهاما".
" وهو كذلك".
فتنهدت:" يا لك من محظوظ , أظن الجو رائعا عندك , سماء زرقاء , شمس دافئة .... الثلج يتساقط عندنا, والبرد قارس , لهذا أنصحك بعدم الإسراع بالعودة".
فقال ضاحكا:" أنا لا أفكر في العودة!".
سمعت صوتا يتحدث بقربه , صوتا أشبه بزقزقة العصافير فيه نبرة شاكية.
أخذ فيليب يتمتم بشيء , ثم عاد يقول:
" جينا , إنني أتصل بك لأن... إن لديّ شيئا هاما أريد أن أخبرك به... حسنا , أنا سأتزوج !".
إتسعت عيناها وقد فوجئت:
" فيليب ...! أهنيك ! من هي ؟ هل أعرفها أنا؟".
" كلا , لقد تعرفت اليها هنا , منذ ثلاثة أسابيع فقط ". ضحك وقد بدا السرور في صوته.
" منذ ثلاثة أسابيع؟".
" نعم , حدثت الأمور بسرعة , حب بلهواني , لقد أتصلت لتوي بستنتنال لنشر نبأ عن ذلك , لكنني لم أشأ أن تقرأيه في الصحيفة قبل أن أخبرك به شخصيا".
" هذا جميل منك , وأرجو لكما السعادة من كل قلبي , قدّم اليها تمنياتي الطيبة , أخبرني عنها.. عن إسمها وهويتها".
" أنها أميركية من كاليفورنيا , في الواقع أميركية يابانية , لا أستطيع لفظ أسمها الحقيقي , ولكن الجميع يسمونها سوكي تاماكي إنها رائعة الجمال وأكثر مهارة مني بكثير , يا جينا , إنها محامية , لكنها تشتغل عند أسرتها.. أتعرفين بماذا؟ أن أسرتها تعمل بالصحافة , هي أيضا , إنني واثق من أنها ستعجبك , لقد حدثتها عنك , وأننا مجرد صديقين الآن , وهي تتمنى رؤيتك".
قالت: " وأنا أيضا أتمنى رؤييتها".
" شكرا يا جينا ".
بدا في صوته السرور والأرتياح , صحيح أنها توقفت عن رؤيته منذ أشهر , لكن كبرياء الرجولة فيه قد تجعله يعتقد بأنها ستشعر بالغيرة والغضب إذا سمعت بأنه سيتزوج من إمرأة أخرى , إنه لا يريد أن يعتقد أن ذلك لا يهمها , قال بسعادة:
" سأتركك الآن يا جينا , سأراك عندما نعود أنا وسوكي , الى لندن , إننا سنأتي لقضاء العيد مع أسرتي".
" الى اللقاء". قالت ذلك وهي تضع السماعة وتلتفت الى هيزل التي كانت تستمع اليها ضاحكة , دون خجل.
" هل أفهم أنه تعرف الى فتاة أخرى؟".
" لم يتعرف فقط بل خطب أيضا , أتصل بي ليخبرني قبل أن أقرأ الخبر غدا , إنه يقول أن أسرتها تعمل في الصحافة في كاليفورنيا , إذ لا بد أنه يعلم كل شيء عنهم".
ثم جلست خلف مكتبها وهزت رأسها :
" أشعر بذهول بالغ لهذا الأمر".
سألتها هيزل بتردد:
" هل هذا يزعجك ؟ أعني , أنكما , أنت وفيليب , كنتما دوما تخرجانمعا , أليس كذلك؟".
فأجابت ضاحكة :
" لا يزعجني على الأطلاق , كنا مجرد صديقين , ولو كنت سألتني لأجبتك , كلا , ما يحيرني هو السرعة التي تم بها الأمر , فهو لم يذهبالى باهاما إلا في منتصف نوفمبر".
" هذا ما يفعله الحب , أحيانا".
تنهدت هيزل وهي تشرد بنظراتها بعيدا حالمة :
" عرفت منذ اللحظة التي قابلت فيها بييت , إنه الرجل الذي أريده , كان حبا من أول نظرة حقا , رغم أنني لم أعترف بذلك لنفسي لأنني كنت غاضبة جدا لأنه لم ينظر الي بل اليك , وقد مضى وقت طويل قبل أن يقع هو في حبي".
" لقد أخبرني بأنه وقع في حبك عندما رأك وقد زلت قدمك , ثم نهضت ملطخة بالوحل والدهان الأبيض , وذلك عندما جئنا , أنا وأنت معا الى باربري وارف لأول مرة لنتفرج عليه". قالت جينا ذلك ضاحكة.
ضحكت هيزل هي الأخرى , رغم أنها , حينذاك , كانت مستعدة لأرتكاب جريمة لشدة غضبها :
" نعم , ظن بييت أنني أكثر كمالا من أن أعيش كبقية الناس , قال أنني بدوت بشرا مثل غيري لأول مرة وذلك عندما سقطت على وجهي".
قالت جينا وقد تلاشت إبتسامتها وبدا القلق في عينيها :
" الرجال غريبو الطباع , أليس كذلك؟ لا أدري إذا كان فيليب سيكف عن مساندته لي بعد الزواج , إذا تخلى عني , أو باع أسهمه في الصحيفة لنيكولاس , لن أستطيع أبدا بعد ذلك أن أقف في وجه نيكولاس إذا لم أوافقه على ما يفعل , ذلك سيعطي نيكولاس السيطرة التامة على سنتنال , لقد أستطعت مقاومة نيكولاس مستندة فقط إلى أسهم فيليب , بالإضافة الى أسهمي".
لقد مضى عليهما , هي ونيكولاس , وقت طويل وهما يتقاتلان حتى أصبح ذلك إدمانا بالنسبة اليها , كانت تعلم أنها لا يمكن أن تنتصر , إن لديه نفوذا كبيرا جدا على بقية أفراد مجلس الإدارة , ومهما كان مقدار كراهيتها له , إلا أن عليها أن تعترف بأنه صحافي لامع..... وأن لديه إستعدادا طبيعيا لهذا العمل , ومرات كثيرة كانت تساند خططه بكل سرور.
لكنها لم تكن تستطيع أن تحتمل التصور أنه ينتصر , وينتهي الأمر بسيطرته الكاملة , كانت تخاف مما قد يفعله بالصحيفة , إنه سيجعلها تفقد طابعها المحافظ الرزين , وذلك في سبيل زيادة التوزيع , منذ مات السير جورج , تاركا لها أسهمه , ألقى فيليب سليد أسهمه مع أسهمها لكي يحافظ على التوازن بينها وبين نيكولاس , ولذن إذا حصل نيكولاس على تلك الأسهم , فلن تكون هي سوى مجرد فرد في مجلس الإدارة , دون أي نفوذ في سياسة الصحيفة.
والأسوأ من ذلك كله , هو أنها ستنفقد ما تبعث به المبارزو الطويلة مع نيكولاس , في نفسها من مشاعر محمومة.
قالت هيزل عابسة:
" لم أفكر في ذلك , لكنني أراك على صواب , ولكنني لا أرى سببا يدفع فيليب الى البيع لمجرد أنه يريد أن يتزوج أو يتحول الى مساندة نيكولاس بدلا منك ! لا أظن شيئا سيتغيّر , فلا تقلقي , ولكن هل أخبرك بشيء؟ ليس في هذه الأنحاء لحظة بليدة , هنالك حدث مثير كل ساعتين, آه , كم سأفتقد هذا المكان عندما أتركه".
" وأنا سأفتقدك يا هيزل".
لقد قررت هيزل ترك العمل قبل موعد الولادة بشهر , كما أن زوجها سيترك ( شركة كاسبيان الدولية ) قريبا وذلك لكي يؤسس لنفسه عملا بصفته خبيرا مستقلا في الهندسة والتخطيط , في أوروبا , لقد كان قام بإتصالات كثيرة خلال عمله مع نيكولاس , وكان مهندسا موهوبا للغاية , وكانت جينا واثقة من نجاحه , لكنها كانت تتمنى لو أن بييت ليس بهذا الطموح أو الرغبة في تأسيس عمله خارج أنكلترا , فهذا يعني أنها لن ترى صديقتها هيزل كثيرا في المستقبل , وكانت جينا تكره الفراق والتغيير خصوصا بين أصدقائها المقربين.
عادت صوفي الى مكتبها متوترة الأعصاب , لكنها شعرت بالأرتياح وهي تراه خاليا , كان غاي في مكتبه الخاص , فقد سمعت صوته يتحدث في الهاتف , جلست خلف مكتبها ثم أخذت تحدق من النافذة بوجه جامد , كانت شروط عقد عملها أن تعمل لمدة شهر بعد تقديم أستقالتها , وهذا يعني أربعة أسابيع أخرى مع غاي , عليها أن تواجهه يوما بعد يوم , كيف ستحتمل ذلك؟
" أنت بعيدة أميالا كثيرة من هنا".
فاجأها هذا الصوت من خلفها , فأجفلت بشد وقد شحب وجهها وأخذت تنظر حولها , ولكن هذا لم يكن غاي , وإنما توم بيرني".
قالت متلعثمة وهي تتمالك نفسها:
" آه.... أ.... أسفة , نعم , ماذا تريد يا توم؟".
" أريد أن أرى رئيسك لكي يراجع مقالة كتبتها , قبل أن أسلمها للطبع".
ما زالت صوفي تسمع صوت غاي من خلال باب المكتب , فقالت لتوم:
" إنه يتكلم في الهاتف حاليا , تفضل بالجلوس الى أن ينتهي".
تهالك توم على الكرسي بسرور وهو يقول :
" كانت حفلة جيدة الليلة الماضية , أليس كذلك؟ لقد أخذنا نرمي ( جيب ) بالنكات اللاذعة , ولكنك لم تكوني موجودة فقد تركت الحفلة مبكرة , لقد رأيتك تخرجين مع رئيسك , لم أكن أعلم أنك تخرجين معه ". وإبتسم بأسف: " أنا لا أدّعي عدم الشعور بخيبة الأمل , كنت أريد أن أطلب منك الخروج معي أنا".
قالت بغضب وقد إحمر وجهها :
" ليس من عادتي الخروج معه".
" حقا , لا يمكن لأحد أن يفعل شيئا دون أن يراه الآخرون , ومن ثم ينتشر الخبر في جميع أنحاء باربري وارف".
نظر اليها متسائلا:
" كلا؟".
" إنه فقط أوصلني الى بيتي لأنني شعرت بالمرض".
أشرق وجه توم :
" هذا عظيم , إذن , هل أنت حرة هذا المساء ؟ ( إن باري النسر ) يفتح مطعمه الليلي. هل تذكرين باري؟".
تذكرن الأسم بشكل مبهم:
" أليس هو نجم البوب؟".
" نعم , ذلك هو باري , إعتاد الظهور على المسرح مرتديا بدلة ريش تظهره كالنسر , ثم يخلعها عندما يشعر بالحرارة , كان ذلك جزءا من تمثيله , كان مغنيا رائعا , بقي ستيوارت سنوات في القمة , ما لبث بعدها أن أخذ ينحدر , فتحوّل الى عمل آخر في الموسيقى , إذ أنشأ شركة تسجيلات أثبتت نجاحها , أظنه يربح كثيرا الآن , وهذا هو السبب في فتحه مطعما ليليا".
" لا شك أن تلك مغامرة , قد يخسر مالا كثيرا في ذلك المشروع".
" لا أظنه يستعمل أمواله الخاصة , لا بد أنه أستدانه , لا أقول أنه محتال , ولكنه أحتال على أصدقاء لديهم أموال يريدون أستثمارها".
قالت صوفي بجفاء :
" ما أجمل ذلك".
فقال ضاحكا:
" آه , لا بأس بباري , كنا نعيش في نفس الشارع عندما كنا أولادا , لم يكن يشعر بوخز الضمير من ناحة المال , لكنه من نواح أخرى شريف للغاية , بالمقارنة مع بعض الرجال الذين أختلطت بهم في هذا العمل , باري يبدو ناصعا كالثلج".
أخذت صوفي تتأمله وقد أدركت أنه ليس بالبساطة التي يبدو بها في ظاهره , ثم قالت :
" لا بد أن كتابتك عن الجريمة قد تشكل خطرا عليك , ما الذي جعلك تتخذ هذا العمل؟".
" لم تكن هذه رغبتي في البداية , كنت أريد أن أكون محرر الشؤون الرياضية , لكنهم عرضوا علي الكتابة عن الجريمة لأنهم كان لديهم محرر جيد في الرياضة , قبلت بذلك آملا أن أتحوّل عنه فيما بعد , لكن هذا العمل ما لبث أن أستولى على أحاسيسي لما كان يحويه من إثارة... آسف , هل أدخلت الممل الى نفسك؟".
" كلا, إنني أحب أن يتحدث الآخرون عن أعمالهم".
" إنك مستمعة رائعة , كان عليك أن تكوني مراسلة صحفية , إذن لنجحت في ذلك , هل فكرت قط في التحوّل الى عمل محررة؟".
أجفلت وهي تقول:
" لقد خطر لي ذلك , مرة ".
قالت متعجبة لتكهنه بما يعتمل في ذهنها , لقد تعلمت من جراء العمل مع غاي أن بإمكانها أن تتحول الى عمل آخر , كانت طموحا , لم تفكر مرة في أن تبقى سكرتيرة طوال حياتها.
قال باسما:
" هذا لا يدهشني من فتاة مثلك , إسمعي تعالي معي هذه الليلة , وأخبريني بكل شيء عن ذلك , عما تريدين وعما تفعلين للوصول اليه".
نظرت اليه بجمود :
" أذهب معك ؟ إلى أين؟".
" الى مطعم باري , الذي حدثتك عنه , سترين هناك الكثير من نجوم الفن ورجال الأعمال الذين سيتعرفون الى النجوم , هيا معي , يا صوفي , ستستمعين بذلك , وسأهتم بك , فلا تقلقي , ستكونين آمنة تماما معي".
قالت ببطء :
" يبدو الأمر ممتعا , يا توم , ولكن......".
قال متوسلا:
" لا تقولي كلا".
نظرت في عينيه , ثم لم تستطع مقاومة الأببتسام :
" لا بأس , لن أقول كلا".
فأشرق وجه توم , وفي هذه اللحظة , فتح باب مكتب غاي , نظر اليهما معا بعينين ضيقتين .
وقف توم يبتسم له بأدب:
" آسف لأزعاجك , يا غاي , لكنني أريدك أن ترى المقالة التي سأقدمها في عدد الغد.......".
قال غاي بصوت بارد كالثلج:
" أنا مشغول , إنما بإمكاني أن أمنحك خمس دقائق".
تقدمه توم داخلا المكتب الآخر بينما حدّق غاي في صوفي بعينين زرقاوين بحدة السكين.
ثم قال فيما بعد: " سأراك فيما بعد".
شعرت بقلبها يغوص بين أضلعها , هذا ما كانت خائفة منه .
أغلق الباب خلفه , فغاصت في مقعدها مرغمة نفسها على متابعة العمل , رغم إرتجافها وإرتكابها أخطاء.
خرج توم بعد ذلك بعشر دقائق , توقف يسألها:
" الليلة إذن ؟ هل أمر لآخذك حوالي الساعة السابعة والنصف ؟ إننا سنتعشى هناك , كما سنرتدي ملابس السهرة , ما هو عنوانك؟".
" كتبته على قطعة من الورق ويدها ترتجف وهي ترى غاي واقفا خلفه على العتبة.
قال توم بسعادة :
" إلى اللقاء , إذن ". ثم أخذ الورقة من يدها وخرج وهو يصفر بيننما رفعت صوفي عينيها تقابل عيني غاي القاسيتين , متحدية.
قال ببطء:
" أتخرجين مع توم بيرني؟ أعجب لما جعلك تقومين بذلك , الآن , إنك لم تفعلي ذلك من قبل , أليس كذلك؟".
قالت كاذبة : " لأنه لم يطلب مني ذلك من قبل".
رأت حاجبيه يرتفعان :
" ليس هذا ما سمعته , سمعت أنه بقي يلاحقك أسابيع دون أن يحصل منك على شيء".
" حسنا , لقد قررت الخروج معه , وهذا ليس من شأنك".
" إذا أردت الخروج مع أحد , هل يجب أن يكون مع أحمق ضخم مثل توم بيرني؟ إنه عبارة عن جسم ضخم دون عقل".
قالت بحدة :
" لم تجرؤ على قول كلام كهذا في وجوده".
نظر اليها بجفاء:", لو كنت فعلت ذلك, لضحك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-11, 09:41 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أنت تعني أن سلوك توم أفضل من سلوكك ..... وكذلك طباعه , حسنا , إنه يعجبني فلا تتعالى عليه عندما موجودة".
" هذا يذكّرني بكتاب إستقالتك".
أجفلت وهي تراه يسحب رسالتها من جيبه ثم يمزّقها قائلا ببرودة وهو يلقي بالقطع في سلة المهملات :
" إنها غير مقبولة".
أمسكت صوفي بالسلة تخرج منها قطع الرسالة وهي تقول بصوت مرتجف:
" سأطبعها مرة أخرى".
" وأنا سأمزقها مرة أخرى".
حملقت فيه والغضب يكاد يعميها , ثم أذ بها ترفع سلة المهملات ثم تحشرها في رأسه.
تراجع غاي خطوة فأصطدم بخزانة الملفات المعدنية , سمعته يشتم داخل السلة , ثم رفعها وألقى بها على الأرض ناثرا الأوراق في كل الأتجاهات , بينما هو يتقدم نحوها وقد أسود وجهه غضبا وبان وعيد مخيف في عينيه.
تراجعت صوفي برعب: " لا تلمسني".
وقف يحدق اليها , وعيناه تتفحصان وجهها :
" ما الذي حدث؟".
لم تستطع أن تجيب , وأخذت ترتجف وهي مستندة الى الجدار وقد إتسعت عيناها في وجهها الشاحب لكن الشكل الذي بدت فيه غيّر مظهر غاي وجعل وجهه يتوتر , بينما تبدد الغضب من عينيه.
قال لها بهدوء:
" إهدأي , لا أدري ماذا ظننتني سأفعل بك , ولكنك في أمان تام , فأنا لست خطرا , إجلسي يا صوفي ودعينا نتحدث عن كل هذا بشكل معقول".
سارت نحو كرسيها ببطء ثم تهالكت عليه قابضة على حافة المكتب بيديها بعنف.
سار غاي متوجها نحو النافذة , ثم نظر الى السماء الغائمة , أخذت تنظر الى ظهره الطويل الرشيق في بذلته الأنيقة , ربما أصبح الآن أكثر هدوءا , ولكن هذا لم يجعلها تشعر بالأمان.
قال دون أن يلتفتاليها:
" والآن , ما سبب هذا كله؟ ما حدث الليلة الماضية ؟ لماذا لم تتحدثي عنها بدلا من تقديم إستقالتك والهرب".
همست تقول بصوت أبح:
" لا.... لا أستطيع".
" لماذا ؟ هل تشعرين بالحرج؟".
همست: " نعم".
" الليلة الماضية كانت فترة سيئة بالنسبة الينا , نحن الأثنين , وقد حاولنا ألتماس شيء من الترفيه وهذا كل شيء , لم يكن في ذلك نهاية العالم".
جرؤت على النظر الى وجهه من خلال أهدابها المسدلة , كان هو أيضا ينظر اليها , لكنها لم تستطع فهم ما إرتسم على وجهه.
كان غاي محاميا مدربا على الإقناع , على الكذب! فكيف تصدق ما قال؟
قال بهدوء:
" أقترح أن نضع الليلة الماضبة وراء ظهرينا وننسى ما حدث , كان ذلك غلطة , ولن تتكرر , لا أريد أن أخسر أفضل سكرتيرة حصلت عليها , كما إنني لا أظنك تريدين العمل هنا , خصوصا وليس لديك وظيفة أخرى تذهبين اليها , أليس كذلك؟".
هزت رأسها نفيا دون أن تنظر اليه .
قال بإصرار: " ما قولك إذن؟".
فتنهدت : " نعم , لا بأس".
" هل تسحبين أستقالنك؟".
فأومأت مجيبة , لم تكن تريد أن تترك سنتنال أو العمل في القسم القانوني , إذا وفى غاري بكلمته ونسي الليلة الماضية , ربما بإمكانهما أن يعودا الى العمل معا وكأن لا شيء حصل , ولكن , هل نسيان ذلك ممكن بالنسبة لكل منهما؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-11, 04:40 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث


عندما وصلت صوفي وتوم الى النادي الليلي في تاكسي وجدا نفسيهما في صف طويل , كانت السيارات تقف ثم تفرغ ركابها , رجال في بذلات السهرة , نساء في ثياب طويلة , والجميع يسرعون داخلين الى المطعم الليلي هربا من الثلج المتساقط فوق الرؤؤوس , كانت تتألق إشارات النيون , بينما موسيقى الروك تعزف في الداخل.
بينما كانت سيارتهما تنتظر , إندفعت صوفي الى الأمام فجأة جاحظة العينين : "تلك هي جينا تمبريل !".
مال توم الى الأمام , هو أيضا , وسأل : " أين هي ؟ هل دخلت الى النادي؟".
" دخلت لتوها".
إستقام توم في جلسته ومضى يتأمل وجه صوفي وهو يسألها:
" هل أنت واثقة من أنها هي؟".
فعبست في وجهه :
" طبعا متأكدة , كما إنك لن يمكنك أن تخمن أبدا من كانت معه".
" فيليب سليد ؟". لم يكن توم يتابع الأقاويل , ولهذا لم يعلم أن جينا توقفت عن الخروج مع فيليب منذ أشهر.
هزت صوفي رأسها لاوية شفتيها :
" إنه ماك كامرون ".
ونظرت الى فم توم المفتوح دهشة وهو يقول :
" أنت تمزحين".
تحركت سيارتهما الى الأمام ثم توقفت أمام المدخل .
فتح لهما الحارس الباب ثم ساعد صوفي على النزول من السيارة والدخول , أخذت تنظر الى السجادة الحمراء الممتدة من الطريق الى البوابة , ثم أخذت تضحك بصوت خافت:
" إنني أعرف الآن مشاعر الأمراء".
أمسك توم بذراعها : " حسنا , هيا أيتها الأميرة , ودعينا نختلط بالأغنياء والمشاهير".
أبرز بطاقة الدعوة عند الدخول , ثم دخلا ليرحب بهما ( باري النسر ) في بذلة سهرة بيضاء وقميص أسود وربطة عنق ذهبية.
قال لتوم وهو يدفعه الى الداخل بمودة :
" مرحبا , كيف حالك؟".
" ليس سيئا , يا باري , إنك تبدو بحالة حسنة للغاية , كما أن المكان يبدو رائعا أيضا!".
" لقد أمضيت أشهرا في تصميمه , إنك لن تستطيع عد الوجوه المشهورة التي ستراها , وستكون مادة دسمة للصحافة بقية الأسبوع , كل صحيفة في شارع الصحافة أرسلت مندوبا عنها".
تساءلت صوفي بخبث عما إذا كان أولئك المندوبون مختصين بأخبار الجرائم هم أيضا.
وكأنما قرأ باري أفكارها , فنظر اليها بعينيه الداكنتين من فوق الى تحت , ثم منحها ما يعتبره إبتسامة مغرية , وقال ماوحا:
" أين كنت مختبئة طوال حياتي؟".
كبحت ردا ساخرا , لأجل توم , وبدلا من ذلك إتكأت على ذراع توم وهي تطرف بأهدابها ضاحكة.
فقال توم بسرعة : " هذه صوفي".
" حسنا , مرحبا يا جميلة , في أي وقت تسأمين فيه من توم هنا , أعلميني".
إبتسمت صوفي ببرودة , وهي تتساءل عما إذا كان ذلك الإنتفاخ البسيط في الجانب الأيسر من سترته البيضاء هو مسدس , أم أن مخيلتها تصوّر لها ذلك لأن توم كان أخبرها بأن باري له أصدقاء مجرمون؟
كان متجها نحوهما الآن رجل تبدو عليه علائم الإجرام نوعا ما , تبع باري نظراتها , ثم هتف :
" مرحبا بينز , هل كان شيء على ما يرام؟".
" آسف , للمقاطعة يا سيدي , ولكن لدينا مشكلة صغيرة بشأن الشراب .....".
ثم خفض صوته بإحترام بينما عضّت صوفي شفتها تمنع نفسها من الضحك بعد أن أدكت أنه النادل المختص بالضيافة.
" كنت أعلم أننا لم نطلب ما يكفي , ألم أقل لك ذلك , يا بينز؟".
أخذ باري يتمتم بضيق , ثم ألقى نظرة عابسة على توم وصوفي :
" آسف لأضطراري الى ترككما , هنالك مشكلة".
عندما جلس الأثنان الى مائدة , فيما بعد , قال توم :
" باري شخص لا بأس به لكنه يحب المظاهر قليلا".
كانت صوفي تحدق حولها , فأومأت موافقة.
لم تكن القاعة واسعة رغم أنها كانت تبدو هائلة الحجم لأن سقفها وجدرانها كانت مغطاة بالمرايا.
كانت جينا نيريل تجلس الى مائدة مع سبعة أشخاص آخرين عرفت صوفي بعضا منهم , من ضمنهم أحد مديري سنتنال لم تتذكر إسمه , ولكنها رأته عدة مرات من قبل.
همس لها توم:
" إنظري , ذاك هو السيد كامرون مع جينا تيريل ! كنت على صواب!".
أومأت جينا وهي تنظر الى المائدة الأخرى :
" ما الذي تنويه جينا؟".
في الصيف الماضي , نشرت سنتنال مقابلة بين فاليري نايت وفتاة شابة تسمى ( مولي غرين ) كانت تدّعي بأنها متزوجة سرا من الممثل المشهور ماك كامرون ولكنه أنكر ذلك ورفع دعوى قذف على الصحيفة.
كانت صوفي طبعت خلاصة الدعوى متضمنة سنتنال , وبطبيعة الحال , كانوا يدعون أنه كان لديهم مبرر لما كتبوه لأنه الحقيقة
تذكرت صوفي شائعة قالت أن جينا تيريل كانت تخرج مع الممثل كامرون في الصيف الماضي.
تقول الشائعة أن نيكولاس كاسبيان قد أمرها بالتوقف عن ذلك , ومع ذلك , ها هي ذي جينا مع ماك كامرون هنا الليلة , معرضة نفسها لهذا العدد الكبير من مراسلي الصحف , فما أفظع ردة فعل نيكولاس كاسبيان عندما يقرأ ما ستنشره الصحف عنهما.
أخذت تنظر الى الى مصور يدور بين الموائد , يأخذ صورا سريعة للمشهورين , فتمنت أن لا يأخذ صورة لجينا.
وقف , في تلك اللحظة , شخص أمام مائدتهما , فرفعت عينيها الى رجل أسمر البشرة يبدو في بذلة السهرة غايى في الأناقة.
حيا توم بإيماءة من رأسه:
" مرحبا , يا بيرني , هل أنت في عمل هنا , أم أنك مدعو؟".
" ربما سأكتب مقالة عن المطعم ". قال توم ذلك دون حماس وقد تصلب جسمه بشكل غريب , أحست صوفي أنه لم يحب هذا الرجل , فأخذت تتأمل الرجل الغريب عابسة.
بادلها هو النظر وقد بعثت عيناه السوداوان التوتر في كيانها , قال يأمر توم :
" عرفنا ببعضنا , يا بيرني".
فأمتثل توم متلعثما:
" صوفي ....... أندريس كيرك".
كان الرجل الغريب ما يزال يتأملها , ثم إبتسم فجأة فأدهشها ما بعثت إبتسامته في ملامحه الباردة من ظرف.
" صوفي......إسم جميل وهو يناسبك".
ومدّ يده يصافحها وهو يتابع:
" هل أنت عارضة أزياء أم ممثلة , يا صوفي؟ لا بد أنك إحدى الأثنين بجمالك وذوقك هذا في الملابس....".
وجالت نظراته بين شعرها البني الذهبي المكوّم فوق رأسها , وبين وجهها البيضاوي , وقوامها الجميل.
أجابت وقد إحمر وجهها تحت نظراته المتفحصة:
" أنا سكرتيرة".
قال توم:
" إن صوفي تعمل في صحيفة سنتنال , في القسم القانوني".
إرتفع حاجبا أندريس كيرك الأسودان :
" أحقا؟ هل تحبين هذه الوظيفة؟ ألا تجدين القانون مملا؟".
" كلا , أنا أراه ممتعا جدا ". قالت ذلك ببرودة , كرد على سؤاله.
قال ببطء: " أتمنى لو أنك تعملين عندي , لم يذكر توم أنني محام".
شهقت بعجب :
" محامي؟ ". وكانت قد ظنت أنه لا بد أحد أصدقاء باري الأغنياء المجرمين ! إبتسم هو ساخرا وكأنه قرأ أفكارها : " ولا أستطيع أن أجد سكرتيرة تفهم جيدا المصطلحات القانونية , أو تشعر بأية متعة في القانون , ألا إذا كان شكلها يشبه قفا الباص , لهذا , إذا ما فكرت يوما في التغيير أتصلي بي ".
ثم وضع يده في جيبه وأخرج بطاقة . عندما أخذتها صوفي منه كارهة , ألتمع وهج آلة التصوير , فرفعت بصرها مجفلة , بينما إستدار أندروس كيرك على عقبيه , وقد تجهم عابسا , لكن المصور أولاهما ظهره الآن , وأخذ يلتقط صورة لمائدة أخرى.
سأل كيرك توم : " هل ألتقط لنا صورة؟".
فهز توم كتفيه : " لم ألاحظ ذلك , ولكن هناك من يلوّح لك بيده من تلك المائدة".
نظر كيرك الى حيث أشار توم , فرأى إمرأة في ثوب أحمر , فتمتم لاويا شفتيه :
" آسف إذ علي أن أعود الى مائدتي , لكنني آمل أن أعود فأراك في الحفلة , يا صوفي ".
ثم إبتعد دون أن يسمع جوابها , وكأنه كان واثقا من موافقتها.
عند ذلك تأوه توم قائلا :
" ظننته لن يذهب أبدا , أرجو أن لا يكون ساءك التعرف اليه , لم يكن أمامي خيار آخر........".
حولت صوفي عينيها عن أندريس كيرك ببطء الى توم :
" إنه مخيف بعض الشيء ! لقد أندهشت عندما علمت أنه محامي".
نظر اليها بدهشة , ثم همس :
" أتعنين أنك حقا لا تعلمين من يكون ؟ إنه مشهور , يا صوفي , لقد بنى شهرته على دفاعه عن بعض كبار المجرمين في لندن , ولديه أصدقاء منهم , لقد شهدت له قضايا حطم أدلة كانت تبدو غاية في القوة , إنه هائل في قاعة المحكمة".
" أتصور أنه هائل في كل مكان".
قالت ذلك وهي تنظر الى كيرك يجلس الى مائدة حيث وضعت الشقراء ذات الثوب الأحمر يدها على ذراعه بإلفة .
نظر توم الى حيث كانت تنظر , ثم ضحك قائلا:
" مسكين كيرك , كم يبدو وضعه سيئا وهو يجلس بجانب مائدة مارك كامرون ". ونظر الى الممثل المشهور بشيء ممن الحسد , ثم تابع يقول: " لا أدري ماذا ترى النساء في كامرون , أتظنينه جذابا ؟ أنا لا أرى ذلك".
أجابت: " ذلك لأنك لست أمرأة , إنه جذاب , صدقني".
كانت جينا تيريل تفكر في نفس الشيء بالضبط وهي تستمع الى ماك كامرون يسلي الحاضرين بتقليده المدهش لأحد أكبر أسماء المسرحيين المشهورين , أخذت تنظر الى جسمه المرن وهو يتحرك , شاعرة بشخصيته المحيّرة , وعينيه السريعتي الحركة , وأبتسامته المشرقة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-11, 01:34 AM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تكن رأته منذ شهور , فكادت تنسى مقدار جاذبيته هذه , إنها تدرك أن السبب في ذلك هو ذهوله , إن لم يكن غضبه البالغ , لرؤيتها مع السير ديرموت , تماما كما أدهشها هي أن تراه واحدا من مجموعتها هذه الليلة , لقد عاد السير ديرموت غاسكل الى القيام بإحدى ألاعيبه المعتادة , لا بد أن تتحدث معه , فيما بعد , بهذا الشأن ,ما هو غرضه من جمعهما مع , على كل حال؟
تلاقت عيناها بعيني السير ديرموت عبر المائدة فألقت عليه نظرة باردة , لكنه إبتسم لها بوقاحة , دون إهتمام , كان السير ديرموت إبن أعز صديق للسير جورج تيريل , وهو ما يزال على وفائه لذكراه , لقد كان إستقال من مجلس إدارة الصحيفة إحتجاجا عندما أستلمها نيكولاس , ولكن طلبوا منه مؤخرا العودة الى المجلس , وعندما أخبرها نيكولاس بأنهم أعادوا السير ديرموت الى مجلس الأدارة سألته عن الحكمة في ذلك , لكنه هز كتفيه قائلا إن لدى السير ديرموت أصدقاء كثيرين في مجلس الإدارة وأحدهم هو الذي كان الواسطة بينه وبين نيكولاس , لقد أراد السير يرموت إصلاح الجسور بينهما , كما قال.
بينما كان نيكولاس مقتنعا بأن ديرموت مستعد للصفح والنسيان ,لكن جينا أخذت تتساءل الآن عما إذا كان نيكولاس قد إرتكب الغلطة الوحيدة في حياته , فدعا عدوا الى مخيّمه.
" هل تستمتعين بوقتك , يا جينا؟".
إخترقت كلمات ديرموت أفكارها وهو يميل نحوها وقد تألقت عيناه بالمكر والتسلية , كان طويلا نحيلا , في الخمسينات من عمره , إحدى هواياته هي أستثمار أمواله في المسرح , وهو السبب الذي جعله يعرف الكثير من الممثلين .
تمتمت تقول له: " أية مؤامرة تقوم بها , يا ديرموت؟".
أجاب بإبتسامة عريضة: " أتآمر ؟ أنا؟".
قالت شبه هامسة : " نعم , أنت , إنك لم تخبرني بأن ماك كامرون سيكون هنا الليلة , هذا أولا ".
" ألم أفعل حقا؟".
" تعلم إنك لم تفعل , لا تنسى أنك عدت الى مجلس إدارة سنتنال , يا ديرموت , ومفروض فيك الولاء للصحيفة.....".
فقاطعها : " وهل نسيت أين يجب أن يكون ولاؤك أنت , يا جينا؟".
فشحب وجهها : " كلا بالطبع , ولكن.......".
" لا يمكنك أن تكوني بجانب الأثنين في وقت واحد , إما أن تكوني بجانب نيكولاس كاسبيان , أو تبقي من أسرة تيريل , فتحاربيه".
فقالت متلعثمة:
" أنا أفعل ذلك. فأنا ما زلت كما كنت ".
لكنها شعرت بالذنب لأنها كانت تعلم بأنها , مع مرور الأشهر , أخذ عداؤها لنيكولاس يخف شيئا فشيئا , آه , لكنها ما زالت تتجادل معه كلما رأنه يتجه بالصحيفة الى ناحية معاكسة لطريقة آل تيريل في السير بها , ولكن على الصعيد الشخصي , كان نيك هو المنتصر دوما.
كانت تراه يوميا أثناء العمل , عندما يكون في لندن , حتى أنه كان يطلب منها مرافقته الى المؤتمرات الدولية , وإلى المركز الأساسي لمجموعة صحفه في لكسمبورغ , كانت غالبا ما تراه في بيته لأنه كان أشترى الشقة الملاصقة لشقتها في الطابق العلوي من المبنى , كان يتغديان ويتعشيان معا على الدوام , ودوما كممثلين للصحيفة , وبصحبة آخرين , فتلك المناسبات لم تكن خاصة , أو مواعيد مع بعضهم البعض , ومع ذلك كانت تعلم أنه كان بإستمرار يفرض وجوده عليها حتى أصبح ذلك عادة , لم تعد تقاومه بنفس المقاومة القديمة , كان يسيطر على كامل حياتها , وبكل خبث.
" أرجو أنك تعنين ذلك , يا جينا , لأنه قد يكون عليك إثبات ذلك , يوما ما ". قال السير ديرموت هذا , فقطبت هي جبينها :
" ماذا يعني كلامك هذا؟".
وقبل أن يجيب , قرعت الطبول , وخفتت الأضواء وتصاعدت تمتمات الإثارة , ثم ظهرت بقعة ضوء زرقاء وقف في وسطها ( باري النسر9.
كان متوهج الوجه تكلم بشيء من الفوضى وعدم التركيز , مرحبا بهم جميعا , أولا , ثم أخذ يشكر أصدقاءه الأعزاء لمساندته له في مغامرته الجديدة , ذاكرا ضمنهم أكثر الأسماء شهرة , أثناء ذلك سارت يقعة ضوء زرقاء أخرى في القاعة , وهي تستقر على أولئك الذين كان يذكر أسماءهم ثم تصاعد التصفيق.
أخيرا , شرع باري في تقديم أول عرض له , حيث عزفت إحدى أشهر الفرق الشعبية التي تسجل لها شركته , عزفت آخر مبتكراتها الموسيقية.
قال ماك كامرون :
" يمكنم التأكد من أنه لا يدفع لهم أجر , وهم يتذمرون من ذلك لأنهم في ليلة كهذه تحتوي على كل هؤلاء المستمعين والصحافيين , يحصلون على دعاية مجانية لأسطوانتهم الجديدة!".
فقال السير ديرموت ضاحكا: " هذا يدعو الى السخرية لكنه صحيح تماما".
أثناء عرض البرنامج , كانت جينا تشعر بأن ماك كامرون يراقبها , ولكنها كلما ألتفتت اليه كانت ترى عينيه مثبتتين على العرض , وقد قطب جبينه , أصابتها عدوى الغضب منه , لم يكن مسرورا برؤيتها الليلة , حقا إن ماك كامرون ممثل جيد , ولكنها لم تعتقد أنه كان يمثل الغضب والشك , كانت واثقة من شعوره بالحيرة عندما رآها هذهالليلة , مهما كانت نوايا السير ديرموت في جمعهما معا , فإن ماك كامرون ليس مشتركا في هذه المؤامرة.
عندما أنتهى العرض , تصاعد التصفيق والصفير من كل شخص .
إغتنم ماك كامرون فرصة إنصراف أفراد مجموعتهما الى تلك الفوضى , ليميل نحوها هامسا :
" ما الذي يجري , يا جينا؟".
لم تظاهر بعدم الفهم , فقالت :
" ليس لدي فكرة , لقد أتصل بي السير ديرموت ودعاني للحضور الليلة , لكنه لم يخبرني بأنك ستحضر , أنت أيضا".
نظر اليها متفحصا: " هل هذه هي الحقيقة؟".
أومأت تجيب :
" لا أشك في أن السير ديرموت يخطط للقيام بشيء ما , لقد أدركت ذلك حالما رأيتك , ومهما كان الأمر , فأنا غير مشتركة فيه".
بدا عليه الإرتياح : " حسنا , أنا مسرور لذلك".
سكتت لحظة ثم سألته: " سمعت أنك تقوم بتمثيل فيلم جديد , هل يسير ذلك كما يجب؟".
قال باسما:
" أرجو ذلك , لكن النتيجة لا تظهر إلا بعد النهاية , فتقفين بعيدا وتنظرين اليه , ماذا بالنسبة اليك ؟كيف تسير الأمور بينكما أنت ونيكولاس كاسبيان , الآن؟".
" أظن بإمكان المرء أن يتعود على العمل مع كل الناس إذ أضطر لذلك!".
قالت ذلك فإنفجر ضلحكا ملقيا برأسه الى الخلف.
إنطلق وعج آلة التصوير بجانبهما فأجفل الأثنان ونظرا حولهما , تأوهت جينا عندما قال المصور بإبتسامة عريضة :
" شكرا يا سيد كاميرون ويا سير تيريل ! ". وذلك قبل أن يتوجه الى شخصين آخرين ليصورهما.
تمتمت وهي تفكر في ما سيقوله نيكولاس غدا عندما يرى الصورة في صحيفة ما :
" آه , ليس مرة أخرى".
فقال ماك لاويا شفتيه : " هذا شيء متوقع , لا شك أن هذا ما كان السير ديرموت يريده أن يحصل بالضبط".
" نعم , هذا صحيح , ولكن لماذا ؟ ماذا يقصد بذلك؟".
تمنت جينا لو تعلم الأحاييل الملتوية التي يخطط السير ديرموت لها .... وما الذي سيربحه من وراء جمعها مع ماك مرة أخرى أمام الناس ؟ لا يمكن أن يكون ذلك لمجرد إغاظة نيكولاس , أحست بأن ثمة شيئا آخر وراء ذلك , أن تثبت وفاءها لآل تيريل؟
شمت من وراء ذلك رائحة مؤامرة وأن السير ديرموت يسعى الى إيقاعها في فخ يجعلها جزءا من هذه المؤامرة , ولكن ما دور ماك كامرون في هذا ؟ كانت واثقة من أنه لا يعلم عن هذا الأمر أكثر مما تعلم .
فكيف يخطط السير ديرموت لأستغلاله؟
قال ماك : " لا أدري ما الذي ينويه , ولكن مهما كان الأمر فسأخرج الآن , ماذا ستفعلين أنت؟".
لم يكن لدى جينا وقت تفكر فيه , وهكذا إندفعت قائلة إنها ستخرج هي أيضا , ستترك السير ديرموت دون كلمة , فهذا ما يستحقه , ما كان له أن يستغلها في حربه الخاصة مع نيكولاس حتى دون أن يخبرها بما يجري.
كان عليها أن تحضر معطفها من غرفة الملابس , وعندما عادت وجدت ماك مرتديا معطفا أسود أنيقا من الصوف , وهو يتحدث في الهاتف.
قال لها , معيدا السماعة الى مكانها : " ستكون سيارتي أمام الباب حالما نصل الى هناك , فقد كنت أتحدث مع سائقي الى هاتف السيارة".
" ولكنك جئت معنا !".
" نعم , ولكنني أمرت بأن تحضر سيارتي الساعة الحادية عشرة , عليّ أن أكون في الأستديو عند بزوغ الفجر , ولهذا لا يمكنني التأخر في السهر".
وكما قال , كانت السيارة الليموزين تقف أمام الباب في الموعد المحدد , ثم ينزل السائق ليطمئن الى جلوسهما داخلها.
قال له مارك : " سنوصل السيدة تيريل أولا الى بيتها , ما هو العنوان يا جينا؟".
" هل هذا ضروري ؟ أعني , إذا كنت ستنهض من النوم باكرا... يمكنني أن آخذ تاكسي....".
" أنت تسكنين على ضفاف النهر , كما أتذكر , ليس بعيدا عن باربري وارف , وهكذا , ليس ذلك بعيدا عن طريقي , فأنا أسكن في بيت على ضفة النهر إستأجرته لمدة ستة أشهر من صديق , وهو ليس بعيدا عن برج لندن".
" حسنا , شكرا ". ثم أعطت السائق عنوانها , وألتفتت تسأل ماك :
" هل تحب العيش على ضفاف النهر؟".
" إنه رائع في الصباح الباكر والضباب يغطي الكون , ثم ترين الشمس تبزغ من خلاله كبرتقالة دموية , أو , في مثل هذه الأيام , تكون مكللة بالثلج , كما تبدو الأشجار......".
سكت فجأة , ثم عاد يقول بشيء من الخجل : " آسف قد أصبح شاعريا , أنني أنجرف لاشعوريا عندما أتحدث عن ذلك , إنني فقط أعشق الجلوس والنظر الى النهر عندما أتناول قهوة الصباح".
" وأنا كذلك , فليس عليك أن تعتذر فأنا أحب تناول فطوري على الشرفة لأنظر الى النهر".
" وأنا كذلك , حسنا , أنا لا أتناول فطورا , أشرب القهوة , قليلا من عصير البرتقال , هذا إذا كان لدي وقت مثل أنتظار حضور السيارة لتأخذني الى الأستديو".
" ما الذي تجده أكثر سهولة ؟ التمثيل السينمائي أم المسرحي؟".
" التمثيل السينمائي , طبعا , على الممثل المسرحي أن يحفظ غيبا المسرحية بكاملها ثم يرددها كل ليلة , أعتدت أن أنزل عن المسرح وأنا أرتجف كورقة الشجر , وهكذا عليّ أن أخرج كل ليلة بعد إنتهاء العرض , لكي أتعود مرة أخرى على الحياة الواقعية".
فقالت : " أنني أتذكر ".
عندما عرّفهما السير ديرموت ببعضهما البعض لأول مرة كان ذلك بعد عرض مسرحي فدعاها ماك الى تناول العشاء معه , لقد تحدثا بصراحة حينذاك , وأعجبت به جدا , لكن ماك لم يكن يعرف من هي , في ذلك الحين , ولا علاقتها بصحيفة ينتنال , وعندما علن الحقيقة في اليوم التالي ثار غضبا وأخبرها أنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى.
كان يذكر كل ذلك , هو أيضا , فقال عابسا:
" أنا آسف لتصرفي ذاك, يا جينا , كنت صبيانيا في غضبي ذاك منك , لكنني شعرت...".
فقالت بسرعة : " شعرت بأنني أخدعك , لم أكن أنوي ذلك يا ماك , كنت فضولية , لكنني عندما أدركت أن ليس لديك فكرة عمن أكون , كرهت أن أخبرك فأفسد بذلك الأمسية , كنت سأشرح لك الأمر فيما بعد , لو أنك لم تكتشف الأمر أولا".
ذلك أن مصورا كان ألتقط لهما صورة نشرتها في الصباح التالي صحيفة منافسة لسنتنال , لقد ثار غضب نيكولاس عندما رآها وكذلك ماك , كل منهما شعر بأنه مخدوع.
قال جاك عابسا:
" كان هذا عمل السير ديرموت أيضا".
" نعم ". وافقته على ذلك وهي تتذكر عابسة , مبلغ تعاستها حينذاك بعد أن فشلت في جعل أي من الرجلين يصدقها.
قال ماك متأملا , عاقد الحاجبين:
" لا أدري أية خطة شريرة يخطط لها الآن ".
هزت كتفيها : " مهما كان نوعها , فإن نيكولاس كاسبيان هو الهدف , السير ديرموت يبحث دوما عن طريق يؤذي بها نيكولاس , وهو يستعمل أي أنسان سلاحا لذلك".
" وهو يستعملني لأنني رافع دعوى على الصحيفة".
" كما أن بإمكانك أن تؤذي نيكولاس ماديا".
تمتم ماك بصوت منخفض: " آه , هذا ما أتمناه".
ترددت , خائفة من أن توقظ عداءه لها , لكنها في النهاية قررت المجازفة وألقت عليه السؤال الذي كان في ذهنها طوال السهرة:
" هل رأيت صور الطفلة التي نشرناها منذ أسابيع؟".
تشنج جسم ماك , لم يسألها أي طفلة تتكلم عنها .... لذا أدرك ذلك في الحال , فحوّل وجهه دون أن يجيب بشيء وقد تسمرت عيناه في الظلام.
أدركت جينا أنه لا يريد الكلام في هذا الموضوع , لكنها تابعت تقول بعناد:
" هل تعلم بأن المستشفى إحتفظ بها في ( الحاضنة ) فترة , لأن حجمها كان بالغ الضآلة عند الولادة ؟ لكن صحتها ممتازة الآن , إنها جميلة جدا , ذات شعر غزير جعد قاتم اللون كشعر أمها , وعينين زرقاوين , ولكن طبعا , دوما يولد الأطفال بعينين زرقاوين في البداية , أليس كذلك؟ لقد سمتها مولي بإسم ديدري , أليس هذا إسما غير عادي؟".
فإنفجر ماك غاضبا :
" كان هذا إسم أمي , ليس لديها الحق في.......". ثم سكت وقد شحب وجهه وبدا عليه التوتر.
قالت جينا بأسى : " آسفة , يا ماك ليس لدي فكرة ولكن.... إسمع , أنا أعلم أنك سترتاب في تصرفاتي لقولي هذا , ولكن.... حسنا ... هل أنت واثق من أنك لست.......؟".
قال بحدة: " الأب ؟ نعم , أنا واثق من ذلك مئة بالمئة".
عضّت جينا شفتها وتنهدت : " آه أنا لا أفهم ذلك , مولي تبدو فتاة طيبة للغاية , وهي من التعساء أتجاه هذا الأمر , مثلك تماما , لقد قابلتها عدة مرات ويمكنني أن أؤكد على أنها صادقة تماما".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-11, 04:34 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فقال بمرارة بدت صادقة في صوته بقدر الحزن البادي في عيني مولي :
" لقد كنت أظنها أنا أيضا , كذلك ذات يوم".
تملك جينا التشتت والحيرة : من منهما الكاذب ؟ لا بد أن واحدا منهما كذلك!
" أنني أحب مولي غرين كثيرا , ولا أظنها كاذبة".
" أنا الكاذب إذن , شكرا لك ".
" كلا يا ماك , لا أظنك كاذبا , كل ما في الأمر هو أنك إذا لم تكن.....".
قال بصوت خافت : " أنا لم أقل هذا".
فأجفلت : " ماذا ؟ ولكن.....".
" قلت أن من المستحيل أن أكون أنا الأب".
ببطء قالت جينا : " ولكن ياماك.......".
فقاطعها بحدة وهو يتنفس بعمق : " لا يمكنني ....ز لا يمكنني أن أنجب أولادا".
حدقت جينا اليه وقد تملكها الذهول .
قال لها بصوت مرتجف: هل رضيت الآن ؟ كنت أرجو أن لا يعلم أحد هذه الحقيقة , عندما يعلم الجميع بذلك سيكون فيه دمار مستقبلي , أنني أقترب من الأربعين الآن على كل حال , وقد أنتهت تقريبا أيامي التي كنت فيها تمثالا للنجم الشاب , وهذه القضية ستنهيها مرة واحدة , لن يعطيني أحد بطولة فيلم بعد الآن , سأصبح أضحوكة للناس , لقد كنت أتمنى لو أن كاسبيان ينهي القضي بعيدا عن المحكمة".
فقالت جينا غير مصدقة : " لماذا إذن تهدد بإقامة دعوى؟".
نظر اليها بمرارة :
" لم أكن لأدعها تكتب عني أكاذيب في الصحف , ولا تظني أن ليس بإمكاني أن أثبت صدق قصتي , إذا إقتضى الأمر , لأنني أستطيع ذلك , يمكنك أن تخبريه بذلك , إنني سأجري فحوصا جديدة قبل أن تدخل القضية المحكمة , لكنني كنت أجريت كل ذلك في الماضي , صدقيني , فقد أجريت كل إختبار ممكن".
سألته جينا برقة:
" متى كان ذلك ؟ أعني لماذا أجريت تلك الفحوصات ؟ ما الذي جعلك ترتاب في أن.....؟".
" كنت خاطبا لفتاة كانت تريد أطفالا , لقد بقينا مخطوبين سنتين أجريت خلالهما كل الفحوصات الممكنة لكنها كلها كانت سلبية , قال لي الأطباء بأنني لن أكون أبا على الأطلاق , وهكذا تركتني في اليوم التالي لصدور التقارير بعد أن كنا إتفقنا على الزواج , أصبحت فجأة لا أصلح لها , قائلة أنها تريد رجلا حقيقيا يمكنه أن يمنحها أولادا ". قال ذلك بمرارة , فأرتجفت جينا قائلة:
" كيف أمكنها أن تكون بهذه القسوة ؟".
" لقد قالت الصدق على الأقل , رغم إيلامه , بينما مولي كانت تبدو مميزة حتى أنني وقعت في حبها.........".
إتسعت عينا جينا وإزدادت نظراتها اليه حدة , إذن فقد كان يحب مولي حقا؟
لكن ماك تابع يقول بغضب:
" وإذا بها تصبح أكبر كذابة عرفتها , ترين الآن سبب غضبي عندما حاولت أن تجعلني أعتقد أنني والد طفلتها , إنني أتمنى من كل قلبي لو كان الأمر صحيحا .. ولكنني أعلم أن هذا غير ممكن , وأنا لا أريدها أن تكذب بالنسبة الي شيء بمثل هذه الأهمية بالنسبة إليّ".
لم تستطع جينا أن تنام جيك الليلة , لقد تملكها الأرق وهي تفكر في مقدار الألم الذي كان في صوت ماك ووجهه , لم يكن ثمة شك في صدقه , لقد كانت التعاسة البالغة تتملكه , ومع ذلك...... كانت جينا مقتنعة تماما بصدق مولي غرين , ولكن كيف يمكن أن يكون الأثنان صادقين؟
إستسلمت الى النوم حوالي الواحدة , لكنها إنتفضت مستيقظة على قرع جرس الباب بعنف وإستمرار.
أدركت جينا شخصية الطارق , ذلك أن ليس ثمة شوى شخص واحد يمكنه أن يصعد الى هذا الطابق من المبنى حيث أن له مصعدا خاصا.
حتى أنها تستطيع أن تخمّن السبب الذي جعله يأتي اليها في مثل هذه الساعة , لا بد أن نيكولاس رأى الطبعة الأولى من الصحيفة التي نشرت صورتها مع كامرون.
سيثور عليها غاضبا , ولن تستطيع لومه , تلك الصورة ستظهرها وكأنها تناصر كامرون في القضية المرفوعة على الصحيفة , إن لدى نيكولاس كل الحق ليغضب , ولكنها كانت من التعب بحيث لا يمكن أن تحتمل شجارا معه الليلة , حاولت أن تتجاهل رنين الجرس لكي يمل فيذهب , ولكن نيكولاس لم يمل , بل وضع يده على الجرس وأبقاه عليه بكل بساطة , ما جعل رأسها يخفق من الألم , وهكذا نزلت من سريرها تترنح نعاسا , فلبست معطفها المنزلي , ثم خرجت متعثرة نحو الباب الخارجي تفتحه.
إندفع نيكولاس الى الداخل كالرياح الشمالية برودة , وهو يقبض على صحيفة بيده , نظرت اليه جينا بحذر :
" ليس الليلة , يا نيكولاس ,أنا متعبة جدا".
فقال بصوت كالفحيح وفي عينيه لمعان مخيف :
" هل تأخر عندك ماك الى هذا الحد؟".
" لقد أوصلني الى البيت.......".
فقاطعها ضاحكا : " لقد تكهنت بذلك".
" لكنه لم يدخل ".
إلتوت شفتيه بإبتسامة باردة :
" ليس الليلة ؟ وماذا بالنسبة لليالي الأخرى؟".
أمسك بالصحيفة التي كانت مفتوحة على صورتها مع ماك :
" أليس هذا ما يقولونه هنا , منذ متى تقابلينه من وراء ظهري ؟ منذ الصيف ؟ رغم إني طلبت منك عدم رؤيته مرة أخرى ؟ كم أتمنى لو أقتلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-11, 12:10 AM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع


قالت له وهي تنظر اليه متوترة , متمنية لو أنها لم تفتح الباب :
" أنت , عدا عن كل الناس , ما كان لك أتصدق ما تقوله الصحف , كل ما تقوله الصحف مجرد أكاذيب".
" والصورة ؟ هل هي أكاذيب؟ أنظري اليها , هيا , أنظري اليها ". ووضع الصحيفة تحت أنفها.
" أنها مجرد صورة ولا شيء بيننا , لم يصعد ماك معي الى هنا , إننا لسنا متحابين ولم نكن كذلك قط ".
كانت تقول ذلك وشفتاها ترتجفان.
مد يده بكتفها بقوة :
" كفى كذبا عليّ مرة أخرى وإلا سأضربك , أنني هنا لأرغمك على قول الحقيقة , وأريدها الآن , الحقيقة.... ولا شيء غير الحقيقة؟".
تملك جينا الغضب الآن , فحملقت فيه بعينين تتألقان إستياء :
" أنا أقول الحقيقة , وإذا كنت مصمما على عدم التصديق , فلا يمكنني إقناعك , ولكن لا يوجد شيء بيني وبين ماك , والآن , أريد أن أذهب لأنام , أنا متعبة جدا".
" هل عليّ أن أخبرك بما أحتاجه؟".
" كفى , يا نيكولاس ".
" إنني لم أبدأ بعد".
" إذن فلا ... أو ....أو.....".
تلاشى صوتها أزاء نظراته الحادة , بينما قال يسألها ببرودة ساخرة :
" أو ماذا , يا جينا؟".
لم تستطع جينا النطق بكلمة , كما أنها لم تستطع منع عينيها عن عينيه , كذلك لم تجد القوة لتخلص معصمها من قبضته القوية , فقد كانت أصابعه تقبض على معصمها ككلابات من حديد , وأخذ هو يراقب مقاومتها له بتسلية غاضبة:
" قال :
" إنني منذ سنة أراقب هذه اللعبة , ولكن دون فائدة , لقد نفد صبري الآن , عندما رأيت هذه الصورة شعرت برفسة في معدتي لمجرد فكرة أنك في جلسة حميمة مع رجل آخر , أنت كاذبة علي , جاعلة , إياي أظن أن لا أحد آخر في حياتك .. وأنك ستأتين إليّ ذات يوم ونتفاهم ..... بينما طوال الوقت تواعدين كامرون سرا من وراء ظهري ! لقد جننت وأنا أرى أي أحمق جعلت مني".
" كلا يا نيكولاس , أنت مخطىء , إنك فهمت كل شيء خطأ ". أخذت تصرخ بذلك وقلبها يخفق بعنف , كان تقرّب نيكولاس اليها يزداد على مدى السنة الماضية , لكنها إستطاعت أن تبقيه على مسافة معقولة منها , كانا متواجهين على الدوام ولكن ما أن ترى إقترابه منها يزداد , حتى تبقيه بعيدا عنها حيث تكون هي بمأمن منه , وكانت تنجح في ذلك على الدوام , وشعرت بقلق , إنه خرج عن سيطرتها , وإنه لن يستمع اليها , فقد كان بالغ الغضب.
لكنها عادت تحاول , يقودها الخوف مما قد يحصل , فقالت:
" لم أكن أرى ماك , وقد دهشت عندما رأيته في سيارة ديرموت...".
فقاطعها : " ديرموت ؟ هل كان هناك هو أيضا؟".
" لقد دعاني الى حفلة أفتتاح هذا المطعم الجديد , كل شخص هناك جاء بدعوة خاصة , حتى الضيافة كانت مجانا في منتصف الليل , كما يبدو , لا أدري كيف حصل السير ديرموت على دعوة , ولكنه كان يساند بأمواله المسرحيات الجديدة , ولهذا , ربما كان أحد مساندي باري النسر , لا أدري , لكنه إتصل بي هاتفيا ودعاني الى أن أكون أحد أفراد مجموعته التي سيأخذها , لم أشأ أن أرفض لأنك كنت أوضحت أنك ستعيده الى مجلس الإدارة , ولهذا لم أشأ أن أجرحه".
وسكتت لحظة , ثم نفجرت تقول بإستياء:
" وعلى كل حال , أنا أعزه , وسأعزه على الدوام لأنه كان......".
: إبن صديق الرجل العجوز ! أتظتينني أنسى هذا ؟ كان عليّ ان أدرك أنه سيقوم بأمر كهذا , السير جورج تيريل هو دوما وراء كل ما يحدث , لقد مات منذ عام , لكنه ما زال يسيطر على كل ما تقولين أو تفعلين أو تفكرين به , أليس كذلك؟".
" موته لا يعني أنني لم أعد أحبه , والدك أنت ميت , ولكن كل شيء كان يمثله , ما زال هو المهم في حياتك , أليس كذلك؟".
قال عابسا :
" لا تجرّي أبي الى هذا الموضوع ! ليس لديك فكرة عن شعوري نحوه ". ثم تغيرت ملامح وجهه فجأة ولوى شفتيه ساخرا : " ولا أنا لدي فكرة , أيضا , ما كنت قط واثقا من شعوري نحو أبي , أهو الحب أم الكراهية , عندما كنت صبيا كنت نادرا ما أراه , لقد كنت في مدرسة داخلية على الدوام ,وخارج المدرسة كان يتركني مع الخدم , كانت العلاقة بيننا أثناء السنوات المبكرة من حياتي , كانت ضعيفة , فقد كرهته لأنه فصلني عن أمي , ومع ذلك , ما أن أصبح وصيا علي , حتى لم يظهر أي أهتمام بي".
تذكرت جينا ما كانت أمه أخبرتها به , في سان فرانسيسكو , فبدت الرقة في عينها الخضراوين , لكن نيكولاس لم يكن ينظر اليها , كان ينظر الى الجدار من فوق رأسها وقد بدت الكآبة على وجهه , أدركت أنه كان يتذكر طفولته , إنتزرت , آملة أن يتحدث عن ذلك , كانت تريد أن تعلم ما يدور في رأسه , لكنه لم يفعل , فقد هز رأسه بغضب وكأنه يريد أن يطرد تلك الأفكار الحزينة , ثم عاد ينظر اليها بفروغ صبر :
" لم يكن السير جورج والدك على كل حال , لم تكن تجمع بينكما رابطة الدم".
فقالت بلطف : " لكنه أحتل مكان أبي في الحياة , بعد أن مات أبي , لم يكن في الحياة سوانا , أنا والسير جورج , بعد أن مات جايمس هو أيضا , نحن الأثنان لم يكن لنا أحد في الحياة , لهذا كان من الطبعي أن نتعلق ببعضنا البعض , كان كل منا بحاجة الى الآخر".
ثم رمقته بسرعة , وعادت تقول بلطف :
" لماذا تغضب مني دوما لهذا ؟ لماذا يزعجك كثيرا أن أحب السير جورج؟".
إكفهر وجه نيكولاس , ونظر اليها , ثم حوّل نظراته متململا وهو يتمتم :
" أنا أغار.... أليس هذا ما تفكرين فيه ؟ نعم , هذا صحيح , أنا أغار وتبا لك ".
فقالت غير مصدقة : تغار من رجل عجوز وميت؟".
" نعم , من أي رجل يقف بيننا".
خفق قلبها وإنحبست أنفاسها , لو أنها فقط تستطيع أن تصدق أن غيرته وغضبه يعنيان أنه يحبها.
أنها تعرف عنه شيئا واحدا , وهو أنه إذا أراد شيئا فسيحصل عليه حتما مهما طال الأمر , سيظل حول الشيء الى أن ينجح , وبعد ذلك ينسى كل شيء ويتجاوزه الى التحدي التالي.
قالت : " لا تفعل ذلك مرة أخرى".
فأجاب بحدة : " لن أتوقف عن ذلك أبدا".
" أنني لن أصغي اليك!".
لوى شفتيه بغضب : " هذه هي المشكلة فأنت لا تصغين".
إنه يعرفها الآن بشكل أفضل كثيرا مما كان منذ عام , كانت تبدو غاية في الأنوثة والرقة والحنان , لكنها , من ناحية أخرى , كانت من قوة العزم والإرادة مثله هو إنما بطريقتها الخاصة , وكان هذا هو سبب تشابكهما في هذا الموقف الذي لا نجاح فيه لأحدهما , ليس منهما من هو مستعد للأستسلام أو الرحيل , كما أن ليس مهما من يفوز بما يريد.
قال نيكولاس وقد تغيّر مزاجه فأصبح ضارعا محاولا أستثارة عطفها :
" لا أدري كم أستطيع الصبر على هذا أكثر مما فعلت".
كان يعلم أن جينا أحبته ذات يوم , آملا أن يوقظ ذلك الحب فيها مرة أخرى , ولكن جينا كانت تفضل الموت على أن تدعه يعرف.
نظرت اليه بجفاء , عالمة بنيته , فعاد يعبس :
" ما الذي يجري في عروقك ثلج؟".
كم تمنت لو أن هذا صحيح , لقد كانت أحبته أعمق الحب ذات يوم , وقد صدمها بشكل شنيع بمقدار خداعه لها وللرجل العجوز الذي كانت تحبه كوالدها , وذلك لكي يسرق الأكثرية من الأسهم , لم يكن لدى نيكولاس ضمير , وهي لا يمكن أن تنسى ما فعل أو تصفح عنه , لكنها , كذلك , لم تستطع أن تقتل مشاعرها نحوه كليا , كان تحبه وتكرهه في وقت واحد , المشاعر تتلوّى في داخلها كالأفعى , قلقة , مسممة حياتها.
قالت له بضعف: " هل لك أن تتركني وشأني , يا نيكولاس؟".
" لكي تنشئي علاقة مع ماك كامرون , هل تظنين حقا أنني سأفعل هذا؟".
" ليس بيني وبين ماك علاقة , وقد قلت لك هذا لتوي , السير ديرموت هو الذي رتّب أمر السهرة الليلة الماضية , ولم أكن أعلم أن ماك سيكون هناك , ولكنه كان هناك جالسا بجانبي على مائدتي , ماذا كان بإمكاني أن أفعل ؟ أتجاهله ؟ وعندما أصبحنا وحدنا على المائدة أخذنا نتكلم عن القضية متهامسين , وكان ذلك حتى ألتقط المصور لنا هذه الصورة , فبدونا وكأننا .... كأننا .....". وتلعثمت , فأكد يقول:
" كأنكما عاشقان , ها قد أعترفت بنفسك على الأمر".
لم تستطع الأنكار ولكنها قالت محتجة:
" مهما بدا من الصورة , فهو غير صحيح , إنه رجل طيب رقيق , وأنا معجبة به, ولكنه لا يحبني بل يحب مولي غريب".
بدت الحدة في عينيه : " ماذا؟".
" نعم , لقد أخبرني بكل شيء عن ذلك , اليلة الماضية , حذّرته بأن عليّ أن أخبرك , فقال أن أفعل , فهو بأمكانه إثباته , وسيفعل ذلك في المحكمة إذا إقتضى الأمر".
أخذ يستمع اليها بإهتمام وهي تخبره بكل ما حدّثها به ماك , وعندما أنتهت سألها :
" وهل صدقته؟".
فأومأت إيجابا قائلة: " كان من التعاسة بحيث لا يمكن أن يكون كاذبا! وعلى كل حال , لا أظن رجلا يكذب بالنسبة الى أمر كهذا , خصوصا إذا كان عليه أن يواجه المجتمع به , فقد قال إن هذا قد يدمر مهنته ومستقبله".
عبس نيكولاس قائلا:
" هذا صحيح , لو كنت أنا مكانه لما أردت أن يدري بي أحد , إن رجولة الرجل لا تتحمل ذلك , إنه أمر حساس بالنسبة اليه , أمام الرجال كما هو أمام النساء , إن الأنطباع الذي يتركه الممثل في نفوس الناس هو كل شيء بالنسبة اليه , كلا , أوافقك على أن من غير الممكن أن يرلف كامرون عن نفسه قصة كهذه كذبا".
سار نحو النافذة وأخذ ينظر منها الى النهر المتألق في ضوء القمر , أخذت جينا تنظر اليه متسائلة عما يمكن أن تكون أفكاره.
كان يرتدي ملابس المساء , ولكنه كان نزع ربطة عنقه وحل ياقة قميصه المنشّاة وهو في طريقه الى البيت.
تذكرت فجأة أنه كان يتناول العشاء في مقر رئاسة الوزارة في دواننغ ستريت , هذا المساء , وذلك مع مجموعة من رجال الصحافة ذوي النفوذ.
لا بد أنه أشترى في طريقه وهو قادم , نسخة الغد من هذه الصحيفة , فهو غالبا مت يزور باربري وارف قبل أن يتجه الى شقته آخر النهار , إنه يريد أن يبقى دوما على أتصال بصحيفته ولو كان خارج البلاد , وكان هذا يغيظ موظفيه , وخصوصا فابيان آرنود الذي كان دوما يرى نفسه وقد أزاحه نيكولاس جانبا ومضى يقرر للصحيفة ما يريده.
قال نيكولاس أخيرا : " يا له من مأزق , أتدركين ما يعني هذا ؟ يعني أن تلك الفتاة كاذبة , وأن فاليري نايت كانت من الحماقة بحيث صدّقتها , سيكون علينا أن ندفع لكامرون تعويضا ضخما بدل ضرر , حسنا , لقد إنتهى عملها عندنا وعليها أن تخلي مكتبها غدا".
تقدمت جينا نحوه وقد على وجهها السخط : " هذا ليس إنصافا".
ألتفت اليها ثائرا : " إنصافا . إنها ألحقت بنا خسارة كبرى وتريدينني أن أكون منصفا لها؟".
" لا يمكنك أن تلوم فاليري لكل شيء , لقد صدقت قصة مولي غرين , وكذلك أنا , كلنا صدقناها , أنني أتذكر أنك قلت شيئا مثل , ما أجملها , وأن من الواضح أنها ليست من النوع الذي يكذب , كان هذا صحيحا أيضا , أن فيها شيئا يجعل كل شخص يصدقها".
نظر اليها ساخرا : " كل النساء لديهن هذا الشيء , ابعض أكثر من الآخر , لكن أكثرهن يجعلن الرجال يصدق أن الأعلى أسفل , والأبيض أسود , فقط عندما يفتحن أعينهن الوضعية البريئة ويمنحنهم إبتسامة حلوة".
أدركت أنه يشير بذلك اليها , فحولت وجهها الى النافذة تمنع نفسها من أن تفقد أعصابها مرة أخرى , لقد سكت عن أتهامها وأصبح أكثر هدوءا , وهي تريده أن يبقى هكذا .
كان الثلج في الخارج ما زال يتساقط , تعصف به الريح فوق السطح , والتي كانت تزمجر من خلال الأشجار الممتدة على ضفاف النهر , كان يبدو وكأن الشتاء قد أتخذ مقامه هنا الى الأبد , وبدا البدر وكأنه شبح باهت يطل من خلال الغيوم المتعلقة بالثلج , وكانت االسماء خالية من النجوم .
شعرت جينا بإكتئاب مفاجىء , بدت المدينة خالية منعزلة موحشة , وإرتجفت وهي تنظر اليها.
قال نيكولاس ساخرا وهو يسير في الغرفة جيئة وذهابا كهر محبوس في قفص :
" كلا ليس غريبا أن ينخدع كامرن بمولي غرين".
" سلته : " وماذا ستفعل الآن؟".
" لديّ فكرة , إسمعي , من الواضح أن كمرون يفضل إنهاء النزاع خارج المحكمة , وهذا يعني أنه سيقبل بأقل مما يطلب , إن علينا أن نتصرف بحذر , فإذا قدمنا اليه أقل مما ينتظر فقد يغضبه ذلك ويتابع الدعوى , لكنني سأطلب من غاي فوكنر أن يبدأ التفاوض معه حالا".
" لكنك لن تطرد فاليري من وظيفتها ... أليس كذلك؟".
قالت له ذلك وهي تبتسم له بعذوبة , فنظر اليها طويلا , ثم قال بلهجة غاضبة :
" هذا يتوقف عليك".
قالت بدهشة: " عليّ أنا؟".
أقترب منها خطوة : " ماذا ستعطيني إذا لم أطردها؟".
تراجعت وقد رجفت شفتاها : " هذا إبتزاز , كيف تعبث بحياة الناس بهذا الشكل؟".
إحمر وجهه وهو يقول ساخرا :
" يحق لك جدا الكلام عن العبث بحياة الناس , يا جينا ! حسنا , لطالما عبث بحياتي".
سكت لحظة ثم عاد يقول ببطء:
" سأخرج الآن , يا جينا , لن أطرد فاليري , لكنني , مقابل ذلك , أريدك أن تعلمي أنك لا يمكن أن تكوني لسواي".
لم تنطق بحرف وهي تنظر اليه يخرج , ثم يصفق الباب خلفه بعنف.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-11, 08:59 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس


لم يبق للعيد سوى أربعة عشر يوما يتسوقون فيها , أخذت صوفي تفكر في ذلك وهي تسير من محطة المترو الى باربري وارف في نهاية ذلك الأسبوع , لقد أشترت هدايا لكل شخص تقريبا , ولكنها , حتى الآن لم تجد شيئا يناسب الخال ثيو , عليها أن تجد وقتا تدور فيه على حوانيت التحف الأثرية , ليس من الضروري أن تكون الهدايا غالية الثمن , لكنها تحب خالها حبا جما , ودوما تحاول أن تشتري له شيئا مميزا , شيئا لا يتوقعه , ثم تراقب وجهه كيف يشؤق وهو يفتح الهدية.
كان ذلك أظرف ما في شخصية الخال ثيو , هو فرحه الصبياني بالمفاجآت , لقد كانت حياته حافلة بالمآسي , بعد أن حل الرعب بأسرته وبلاده بأجمعها , ما جعله دون وطن ولا جذور , ولا أهل , كيف إستطاع الإحتفاظ ببراءة الأطفال وثقتهم ودهشتهم ؟
كان خالها يتحلى بمزايا أكثر من ذلك بكثير , طبعا , فقد كان محنكا واسع المعرفة , كان مؤرخا لامعا , وكان يسرها أن تعمل معه في إصدار كتابه , لم تندم صوفي قط على الإتفاق الذي أبرماه بينهما , لأنها كانت تشعر نحو عمله بنفس المتعة التي يشعر هو بها.
لكنها كانت تتمنى لو أنه لم يكن بمثل ذلك الدهاء والطنة , ذلك أنها , منذ عدة أيام , منذ حفلة الخطوبة تلك , رأته عدة مرات يتأملها بدقة وإهتمام , لم تكن أخبرته بشيء , ولا تنوي ذلك , لكن الخال ثيو كان يعرفها أكثر من أي شخص آخر في العالم , لم يكن بها حاجة الى أن تخبره بالذي حدث لها مؤخرا , لكنه كان يشعر بذلك كلما كانا معا في نفس الغرفة.
قطبت جبينها وهي تتساءل كيف تحول ذهنه , ربما مت الأفضل أن تدّعي المرض , وهذا معقول في مثل هذا الجو الشتائي , كان هذا الجو القارس يجعل كل شخص يشعر بالمرض , لم يكن الثلج يتساقط هذا النهار , لكنها عندما رفعت بصرها الى السماء الغائمة , إرتجفت , قد يتساقط الثلج آخر النهار .
إستدارت حول المنعطف , فلاح لها مجمع باربري وارف... كان يبدو في الشتاء أشبه بالقلعة , فالجدران العالية حوله بالغة المهابة.
كما كان زجاج النوافذ الأسود يوحي بالتحفظ والشر , لكن التدفئة المركزية فيه كانت غايى في الكفاءة وشعرت باللهفة للدخول وتناول فنجان قهوة.
كان ثمة آخرون يتدفقون الى الداخل , أيضا , عمال الكهرباء , قاصدين الى حيث أعمال الطباعة , موظفو الهاتف في قسم الأعلانات الذيم يجلسون خلف صفوف من المكاتب طوال اليوم وسماعاتهم على آذانهم , يتسلمون الإعلانات الصغيرة منها والكبيرة , بواسطة الهاتف , مراسلو الصحف والمصورون , السكرتارية والحراس والفتية ناقلو الأوراق بين الأقسام بستراتهم الجلدية وخوذاتهم البيضاء يصلون على درّاجاتهم البخارية.
ألوف من الناس كانوا يعملون في باربري وارف , ورغم أن عددهم كان أكبر حينما كانت الصحيفة في مقرها القديم في شارع الصحافة , فليت ستريت , لقد أخرج نيكولاس كاسبيان من العمل كل الطابعين الكبار في السن عندما أنتقلت الصحيفة الى مقرها الجديد , حرفة الطباعة القديمة قد أكتسحتها الماكينات الكهربائية , والتي لا تحتاج سوى الى مراقبين من الكهربائيين وعمال صيانة الماكينات.
عندما دخلت صوفي , وقع بصرها على شخص مألوف لديها يسير أمامها , إنه غاي , ووقفت وهي تعض شفتها , منذ حفلة الخطوبة تلك , كانت تشعر بصدمة خفيفة لقد كان أنقذها , حينذاك , جرس الهاتف , لكنها ما زالت لم تنس ما كاد يحصل بينهما , وكانت رؤيتها له تؤثر على أعصابها.
بالرغم من الريح القاسية التي كانت تشعّث شعره وتعبث بالشالالأحمر القاتم حول عنقه , بدا أنه غير مستعجل لذلك , لا شك أن السبب هو إنشغاله بالحديث مع الفتاة الشقراء السائرة بجانبه.
عضت صوفي شفتها عندما عرفت في الفتاة الشقراء فاليري نايت , أبطأت في سيرها لكي تبقى خلفهما , هي تراقبهما بغضب , إن جيب لن يعجبه أن يرى فاليري تبتسم لغاي بهذا الشكل.
أخذت صوفي تتأملها وهي تخفق بأهدابها وتتغنج عابثة , إن جيب لن يعجبه ذلك على الإطلاق , لقد بقي يلاحق فاليري زمنا طويلا , لا بد أن يكون بالغ الغيرة عليها , خصوصا بالنسبة الى غاي.
عبست صوفي في ظهر الفتاة , فهي لا تحبها ولم تحبها أبدا , ليس فقط لأنها كانت تغار منها , وإنما لأن فاليري كانت فظة في معاملتها للآخرين , كما كانت ذات عقل طموح تخفيه خلف مظهرها البالغ الأنوثة , كانت تستغل أنوثتها بقوة لكي تحصل على ما تريد.
يبدو أن الرجال لم يلحظوا ذلك , بعكس النساء , وخصوصا صوفي , لم تنكر أن فاليري رائعة الجمال , بل أكثر من ذلك , كانت تبدو وكأنها نجمة سينمائية كما كانت ترتدي ملابس ملفتة للأنظار , أخذت صوفي تحدق في ما كانت ترتديه فاليري هذا النهار , معطف واسع التنورة ذو حواشي ومقلب من الفراء مع شرائط مخملية سوداء , وقبعة روسية الطراز من الفراء الأبيض , وحذاء أسود عالي يصل الى الركبتين.
تمنت صوفي لو أن لديها الشجاعة الكافية لكي ترتدي مثل هذه الأزياء هي أيضا , لكنها كانت دوما تنتهي بإختيار ملابس تقليدية ذات طراز هادىء الأناقة قليل الكلفة.
ربما كان هذا هو السبب في أنفاقها كثيرا من الوقت على مظهرها , محاولة أن تبدو بمظهر مصقول وشخصية واثقة , فتجعل من شعرها الطويل البني الذهبي ( شينيون ) فوق رأسها , ثم ترتدي ملابس تقليدية تجعلها تبدو هادئة لا عيب فيها .
أخذت صوفي تنظر الى غاي يضع ذراعه حول فاليري لكي يديرها حول مجموعة من العمال .
توترت شفتاها , كان واضحا أنه لا يستطيع سلخ عينيه عن فاليري , رغم أنها الآن مخطوبة لرجل آخر.
لقد كان أخبرها تلك الليلة بأنه كان يحب فاليري , ولكن صوفي لم تستطع أن تفهم ذلك , ألم يدرك أنه لم يكن من نوع فاليري على الأطلاق ؟ فهي في الحقيقة , لا تهتم برجل مثل غاي , فهو بالغ الذكاء وذو عقل بالغ الجد والرصانة.
أتراه يظن أن فاليري ستتشاجر مع جيب ؟ كان هذا محسوبا , طبعا , فالأثنان متقلبا المزاج , لا يمكن الركون اليهما , وعنيفان قليلا ,وهذا ما جعلهما متلائمين وما جذبهما الى بعضهما البعض , ويمكنه أيضا أن يسلخهما عن بعضهما البعض دون سابق إنذار.
ولكن كيف يحترم غاي نفسه وهو يتسكع حول فاليري ليتلقاها إذا ما ألقى بها جيب ؟ شعرت صوفي وكأنها تريد أن تضربه , أين كرامته؟ لقد أذاها جيب كثيرا , وما زالت تتألم في أعماقها كلما فكرت فيه , لكن كرامتها تأبى عليها التسكع حوله تنتظر منه أن يعود اليها , منذ أن علمت بأن كل شيئ قد أنتهى , جعلت نفسها تقبل بذلك , وهي تفضل الموت على أن يعلم أحد , وخصوصا جيب , بأنها تألمت لأجله.
عندما تبعتهما عبر الردهة الى حيث المصاعد , ألقت نظرة عفوية على الباب الزجاجي الى ( بلازا ) وهي الساحة المكشوفة في وسط المجمّع , وإذا بالدهشة تتملكها وهي ترى جيب , كان ظهره اليها داخلا الى مقهى توريللي , فإندفعت مسرعة اليه , شاعرة بإحساس خفيف بالذنب , والتمرد في نفس الوقت , حسنا , لما لا؟
إذا كان بإمكان فاليري نايت أن تعبث مع غاي ,لماذا لا تتحدث هي مع جيب ؟ قد تكتشف ما إذا كان ثمة مشاكل بينه وبين فاليري , أم لا.
عندما دخلت الى توريللي , نظر جيب حوله ومنحها إبتسامته العريضة النابعة من القلب.
" آه , مرحبا يا صوفي , يا لها من صدفة غريبة , فقد كنت لتوي أخبر السيدة توريللي بأنك نصف إيطالية , فقالت إنك تصنعين ( عصيدة ) جيدة جدا".
إحمر وجهها وهي تضحك قائلة:
" لا تهتم بكلامها , فالعصيدة ليست جيدة بالقدر الذي تقوله".
أصرّ جيب قائلا وعيناه تتألقان:
" بل هي كذلك , من المؤسف أنك متزوج يا روبرتو , فإن صوفي تناسبك تماما , بإمكانها أن تستلم كل مهام الطهي وتحاسب الزبائن أيضا , إنها ليست مجرد طاهية جيدة , وإنما ذكية أيضا".
فقالت والدته ساخرة: " لا يمكن أن تكون أسوأ من زوجته , وهذا أن ساندرا لا تستطيع أن تصنع العصيدة ولو كان فيها حياتها".
لم تكن والدة روبرتو تخفي كراهيتها لكنتها , ذلك أن ساندرا لم تستطع حتى الآن أن تعطيها أحفادا , وهذا الفشل هو أسوأ من طهيها السيء.
أحمر وجه روبرتو وهو يتمتم قائلا:
" أنني لم أتزوجها لأجل عصيدتها".
" إسمح لي أن أسألك لماذا تزوجتها , فأنا لم أعرف سبب ذلك حتى الآن".
زمجر روبرتو يقول : إنك لم تحبي ساندرا قط ". ثم أخذ يتمتم بالأيطالية.
فهمت صوفي ما يقوله تماما , فقد كانت تجيد أكثر من لغة واحدة , حيث أن والدة أبيها كانت إيطالية , فقد كان الحديث في بيتها يدور بالأيطالية والأنكليزية طوال حياتها , هذا عدا عن لغات أخرى عدة , مما سهّل عليه تعرفه بوالدتها , فقد تعارفا في ناد دولي في لندن عندما كانا في أوائل العشرينات من العمر.
كانت أمها هي الصغرى في أسرة ( بيتوفي ) كانت صبية حلوة خلفوها وراءهم مع أخت لها متزوجة عندما هرب الخال هيو من هنغاريا في أعقاب ما جرى من كوارث بعد الحرب العالمية الثانية , وعندما أصبحت في سنتها الجامعية الأولى , ثتر الهنغاريون على تسلّط الروسيين عليهم , سحقت الدبابات الروسية تلك الثورة بقسوة وذلك في سنة 1956 هرب ألوف من الهنغاريين عبر حدود النمسا , وكانت ميرا بيتوفي بينهم , لم تأخذ معها شيئا من بلدها وهكذا وصلت الى فيينا مفلسة , لكن الخال ثيو بذل جهده في إحضارها اليه الى أنكلترا بصفة تلميذة , عندما أخذت شهادتها وجد لها الخال ثيو وظيفة مترجمة حيث تعرفت الى برونو واطسن فأحبّا بعضهما البعض وتزوجا.
ضحكت والدة روبرتو بغيظ : " أحبها ؟ وماذا أحب فيها ؟ إنها....".
زمجر روبرتو غاضبا: " ماما".
تبدل صوفي وجيب النظرات , لقد أعتاد أفراد أسرة توريللي أن يتشاجرا أثناء خدمة الزبائن , وكان الناس يستمتعون بهذه التمثيلية اليومية.
سأل روبرتو جيب ببرودة وهو يدير ظهره لأمه : " ماذا كنت طلبت يا جيب؟".
" فنجان قهوة آخذه معي , وحلوى دانمركية".
هذا بينما كانت السيدة نوريللي الأم تدمدم بالأيطالية :
" في اللحظة التي رأيتها فيها , أدركت أنها ليست صالحة".
كانت متحكمة في حياة والديها اللذين كانا يخشيانها ويحبانها ويكرهانها في نفس الوقت.
ألتفتت الى جيب تقول :
" كنت أعلم أنك ستأتي , لهذا أحتفظت لك بأحسن ما صنعناه من الحلوى الدانمركية , الكسترد مع المشمش , المفضّل لديك , أتريدها ساخنة ؟ ستكون جاهزة في نصف دقيقة فقط".
قال جيب : " لو لم أكن خاطبا , لطلبت منك أن تتزوجيني ". فضحكت بصوت عال وهي تهز رأسها له:
" يا لك من فتى ماكر أنا بسن جدتك".
" أنت أجمل من جدتي بكثير , إن لها شاربين".
" والآن , لا تسيء الأدب بالنسبة الى جدتك , فهي تحبك , ومن لا يحب فتى مثلك له هذا القلب الذهبي والإبتسامة الحلوة؟ بعض الأمهات محظوظات , أما أنا فلدي هذا الأبله هنا , الذي يذهب ويتزوج فتاة غير صالحة لا يعلم أحد من أين ".
سأل روبرتو صوفي : " ماذا أحضر لك يا صوفي؟".
فإبتسمت وهزت رأسها :
" لا شيء حاليا , ولكن هل لك أن تجهز لي شطائر وسلطة للغداء وعلبة سلطة فواكه في عصير طبيعي , وسأحضر لآخذها حوالي الواحدة".
كتب روبرتو ما طلبت وقال : " بكل تأكيد".
وضعت السيدة توريللي الحلوى الدانمركية في كيس مع فنجان قهوة مغطى من البلاستيك.
عندما غادرا المقهى , كانت رقائق الثلج قد أخذت تتساقط , وقف جيب ونظر الى السماء عابسا , ثم وضع ذراعه حولها وركضا معا عائدين الى الردهة الواسعة حيث التدفئة المركزية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.