آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-18, 05:44 PM   #21

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



ماليزيا...كوالامبور...
وفي سيارة تتجه بها نحو الفندق الذي يقيم فيه زين كانت تجلس ياسمين بثوبها من الدانتيل بلون المسطردة والذي استقرت عليه بعد صراع !
عيناها تتابعان المدينة الساحرة بمشاهدها الخلابة عبر الطريق...
تتوقفان قليلاً عند برج التوأم "بتروناس" الذي يعتبر من أطول أبراج العالم الآن وأكثرها تميزاً ببنيته التي تصنع برجين متماثلين من ثمانية وثمانين طابقاً ويلتقيان بجسر هوائي يصل ارتفاعه وحده لما يزيد عن مائة وخمسين متراً...
حاولت التشاغل بمشاهدة المبنى المهيب لتصرف أفكارها عما ترتجيه من هذه المقابلة...
انتقام؟!
فضول؟!
إرضاء أنوثة مهدورة؟!
الغريب أنها وسط كل هذه المشاعر كانت تجد خانة فارغة تحمل "احتياج صديق"!
أجل ...لا يزال جزء بداخلها يذكر لزين مشاعر صداقة احتاجتها يوماً ...
وتحتاجها الآن !

انقطعت أفكارها عندما استقرت بها السيارة أمام المطعم القريب من الفندق لترمق السائق بنظرة متسائلة...
لكن الجواب أتاها في رسالته التي وصلت -لتوها- إلى هاتفها...

"بعد إذن أجمل شيف شفتها ...عزمت نفسي ع العشا معاكي ...عارف إنك هتقبلي."

مغازلته الرقيقة بلمحتها المسيطرة تداعب الوتر المقطوع في أنوثتها ...
تذكي تلك النيران التي تحترق بها ضلوعها ...
والتي لن تهدأ حتى تحرق "مشعلها" بمثلها !

_حضرتك هتنزلي هنا؟! واللا أكمل للفندق؟!
سألها السائق الذي أرسله لتجيبه بعد لحظات تفكير لم يطل :
_هنا.

وعلى الطاولة بالداخل جلس زين ينتظرها مدركاً بحدسه أنها لن ترفض دعوته...
لهذا ارتسمت على شفتيه ابتسامة ظافرة وهو يتابع تقدمها نحوه منذ دخلت المكان كشمس متوهجة بهذا الثوب المثير ...
وبهذا الشعر الذهبي الذي طالما أثار جنونه خاصة عندما تتموج خصلاته لتحيط بوجهها بفوضوية تناسب طبيعتها التي يعرفها...
وحتى توقفت خطواتها فجأة عندما لمحته ...
عيناها العسليتان -اللتان كحلتهما بإفراط أبرز لونهما المميز- تتسعان بقوة قبل أن تغمضهما...
شفتاها المطليتان باللون النحاسي تحتلهما رجفة يميزها من مكانه...
تحتضن جسدها بذراعيها المكشوفين للحظة قبل أن تشبك كفيها معاً ولازالت مغمضة العينين !

وقف مكانه ينتظر تقدمها وقد بدا له أنه سينتظر طويلاً...
لكن الصبر لا ينقص "صائد كنوز" مثله!

وفي مكانها كانت هي غائبة عن إدراكها ...
مجرد رؤيته من جديد دفعت إليها بذكريات تلك الليلة الموجعة...
أعظم خطاياها التي لم تدرك وقتها أنها ستهدم قصور سعادتها...
لا ...لا...أفيقي يا غافلة!
قصورك هذه كانت من رمال ...أي موجة واهنة كانت ستحطمها...
فلا تسهبي في البكاء على لبن مسكوب خاصة لو كان ..فاسداً!

لهذا عادت تفتح عينيها ببطء تراقبه وهو يقترب ...
لوم...عتاب...رهبة...كلها مشاعر سلبية تجتاحها نحوه لكنها تمتزج بالكثير من الامتنان بعد مواقفه الأخيرة معها...
هو وقف معها عندما خذلها "العالم"...
العالم الذي كان يختزل يوماً ما في "شخص" واحد!

وأخيراً صار أمامها . ..
عيناه الودودتان تمشطان ملامحها باشتياق آسف ...
قبل أن يمد كفه نحوها مصافحاً!
لا يزال كفاها متشابكين بقوة ترمق كفه الممتد نحوها بشرود...
قبل أن تفك ارتباطهما لا كي تصافحه بل ...لتمسد بطنها بحركة خاطفة لكنها بدت له ذات مغزى!

هنا ارتسمت على شفتيه ابتسامة تغهم ناسبت قوله:
_شكراً إنك قبلت دعوتي النهاردة...ده في حد ذاته له معنى كبير عندي.

قالها وهو يعيد كفه جواره ليشير بالآخر نحو الطاولة مردفاً:
_كل حاجة جاهزة... في انتظارك.
أمال رأسه نحوها في عبارته الأخيرة بحركة ذات مغزى فابتسمت "الأنثى المغدورة" بداخلها ابتسامة مدروسة وهي تسير جواره وقد استنكفت عن الرد...
عيناها تتابعانه بنظرات راصدة وهو يسحب لها كرسيها لتجلس قبل أن يأخذ مكانه قبالتها ...
يصب لها كأساً من العصير قائلاً:
_عصير فريش سكر زيادة زي ما بتحبيه.
تتناول منه الكأس بأنامل ترتجف رغماً عنها لترتشف منه عدة رشفات ...
هذه الطلة الواهنة التي أثارت حفيظتها وجعلت حدتها المكسورة تعاود تشكيل ملامحها:
_انت عايز مني إيه بالضبط يا زين ؟!
عيناه تلتمعان بهذا البريق المشاكس الآسر قبل أن يقول بلهجة "صائد" محترف:
_أنا عايزك انتِ الأول تعرفي إنت عايزة إيه.
_انت اللي جاي ورايا لحد عندي .
قالتها بكبريائها الذي عهده ليجيب هو الآخر بنفس الاعتداد:
_ما كنتش هاجي لولا إني متأكد إنك محتاجالي.
_ماعدتش محتاجة حد !

هتفت بها بما بدا كالصراخ لتلتفت نحوهما أنظار رواد المطعم لكنه لم ينتبه لهذا مع التصاق نظراته بها للحظات طالت ...
خبرته بها تؤكد له أنها تغيرت كثيراً هذه المرة...
جرحها الذي شوه روحها يبدو أخطر كثيراً مما توقع ...
صحيحٌ أنها مرت بتجربة عصيبة...
لكنه عهدها امرأة لا تُقهر!

_مالك يا ياسمين ؟!
سألها بنبرة هادئة حذرة تناقض حدة عبارتها السابقة...لتجيبه ب...لاشيء!
فقط عيناها تلتمعان ببريق قوي مع استطراده:
_ياسمين ذو الفقار اللي أعرفها مافيش حاجة تهزها ...ولا حتى تجربة جواز فاشلة.

_مين قال جوازنا فشل؟! أنا اتجوزته عشان اخف من هوسي بيه... وخلاص خفيت!

حاجباه ينعقدان بقوة و"الجزع" يحتل حدقتيه باقتدار مع تمييزه لغصتها في عبارتها الأخيرة...
لا... لم تكن تبكي!
عيناها كانتا غارقتين في دموع جامدة لم تسقط!
ربما لو بكت لما كان شعر بالخوف على "كنزه" هكذا!!
ياسمين التي يعرفها طالما كانت "طازجة"!
دموعها طازجة... ضحكتها طازجة... ألمها طازج... فرحها طازج...
أما هذه الجالسة أمامه... كل ما فيها مجمد...
ربما فقط ينتظر لمسته كي يذوب... يشتعل... يتوهج...
لهذا مد كفه برفق يحتضن كفها....
لكنها سحبته ببعض العنف واتهامه لها بالفشل يثير براكينها الخامدة...
هي لم تفشل ...ولن يجوز لها أن تفشل ...

بينما تقبل هو حركتها بالمزيد من التفهم ليعاود سؤالها بنبرته التي يمتزج ودها بتعقلها:
_إيه حكاية هوسك بيه دي؟! ما كلمتينيش عنه قبل كده...وليه اتجوزتم بالسرعة دي؟! أنا كان فايتني كتير ؟!
أشاحت بوجهها دون رد ليضيق عينيه بتفحص لملامحها قبل أن يردف بنبرة أكثر أسفاً:
_تقدري تتكلمي معايا زي زمان.....يمكن أكون خذلتك في موقف معين بس عمري ما خذلتك كصديق بيسمعك ويفهمك...

هنا أطلت صورة "زين" الصديق من بين سراديب الماضي ليطغى حضورها على الموقف...
ترفع عينيها إليه بتشتت تزداد سطوته مع كل لحظة في هذا اللقاء الكارثي...
لماذا لا تكون مشاعرنا بسيطة في توصيفها ؟!
لماذا لا نملك زراً نضغطه فنقول نحب هذا ونكره ذاك ؟!
لماذا تتداخل الألوان في لوحة أحاسيسنا حتى لا نكاد نميز واحداً من الآخر؟!
ما حقيقة شعورها نحو زين الآن ؟!
وهل لا تزال حقاً تحمل له بعضاً من ود صداقتهما القديم؟!

ربما كانت الإجابة نعم !
ربما لهذا السبب شرعت تحكي له قصتها مع يامن منذ البداية...
وربما فعلتها كي تضع له أرضاً صلبة يقف عليها مادام يصر على اقتحام حياتها...
وربما...ربما....في مكان بعيد...بعيد جداً ...يشتاق بعض روحها الحديث عن أسطورتها مع "الراحل"...
أسطورة لم تجد لها مكاناً على أرض الواقع لكنها ستظل تفخر بخيالاتها الحمقاء فيها !

أسطورة أنهتها بقولها:
_وفي اللحظة اللي افتكرت فبها اني خلاص وصلت...في اللحظة اللي حطيت رجلي على القمة...وقعت .

أطرق برأسه للحظات محترماً قدسية بوحها هذا وقد بدأ يدرك مما روته أن فوزه بها لن يكون يسيراً...قبل أن يرفع رأسه بسؤاله:
_ليه قلتيله إنه خسر ابنه منك زي ما خسر ابنه التاني؟!
_كنت عايزة أوجعه...من كتر ما كان نفسي أحضنه ومش قادرة ...لقيتني عايزة أوجعه.
هتفت بها بانفعال كرهته في نفسها ...وكرهته أكثر عندما جعله يسألها بحذر متفحص:
_لسه بتحبيه؟!
_بكرهه!
_ياسمين اللي أعرفها ما بتكرهش...يا بتحب يا بتنسى!
قالها بنبرته الودود التي داعبت وهن حواسها لتصمت للحظات سبقت قولها الغارق بمرارته:
_ما هو عشان مش قادرة أحب ولا عارفة أنسى اتعلمت أكره.

ارتفع حاجباه بتأثر من غرابة لهجتها التي جمعت كل المتناقضات ...
لأول مرة يشعر أنه لا يفهمها!
هي ليست مجرد امرأة مجروحة تهذي بما لا تعنيه...
هي حقاً صارت تكره يامن هذا !
تكرهه رغم اعترافها بحبه!!
فأي تناقض هذا؟!

لهذا عاد يسألها بنفس الحذر:
_ممكن ترجعيله؟!
_مستحيل.
هتفت بها قاطعة بإصرار يعرفه لتلتوي شفتاه بشبه ابتسامة بينما يشبك أصابعه أمام وجهه مقترباً منها بقوله:
_دلوقت ممكن أجاوبك عايز منك إيه ...عايزك تسيبيني أحبك.
ارتجف جسدها رغماً عنها لتحيد ببصرها عنه محاولة تجنب نظراته قبل أن تقول "غير كاذبة":
_المرة دي مش هنختلف...أنا كمان عايزاك تحبني.

ابتسامته تتسع على شفتيه وعيناه تتوهجان بالرضا...
ملامحها الكسيرة هذه هي رهانه الجديد...
سيعيد إليها ابتسامتها...حيويتها...سحر فوضاها...
هي "كنزه" الذي يدرك قيمته ولن يضيعه ...
إلا إذا....؟!

_انتِ كنز وانتِ عارفاني مابفرطش في كنز عيني عرفت قيمته...لكن حاجة واحدة بس مش هاسمح لك بيها ...وانتِ عارفة إني ذكي بما يكفي عشان أفهمها...إنك تكوني واخداني مجرد سلمة عشان تخلليه يغير ويرجع لك.
_انت إيه رأيك؟! أنا ممكن أعمل كده؟!
قالتها باعتدادها الواثق الذي يعشقه ليضحك ضحكة قصيرة وهو يهز رأسه نفياً بحركة آسرة كانت لتذيب فؤاد أي امرأة ...سواها!

كفه يمتد في محاولة ثالثة خلال هذا اللقاء ليتناول كفها ...
وهذه المرة نجح!
أو بالكاد نجح قبل أن تتقلص ملامحها فجأة لتسحبه منه فجأة قبل أن تضع كفها على شفتيها وكأنها ستفرغ ما بمعدتها!
انعقد حاجباه بقوة مراقباً ملامحها التي كانت تصرخ بالألم ...
الألم الذي حاولت مداراته وهي تبرر بعد لحظات:
_الحمل مخلي معدتي حساسة...مش مستحملة العصير.
عبارتها المهادنة لم تنجح في محو شعوره بالحرج مما حدث ...
حرج يرقى لمرتبة الإهانة بشأن رجل بتاريخه مع النساء ....
لكنه كان يدرك حقاً ما يواجهه هذه المرة...
لهذا هز رأسه بتفهم قائلاً:
_أنا عارف إن قدامي لسه طريق طويل بس أنا مستعد أمشيه...أوعدك أخليكي تنسي...أوعدك أخليكي تحبيني.
هنا ارتسمت على شفتيها "المطليتين" ابتسامة مرتجفة لتغمغم بما بدا كالرجاء رغم قوة لهجتها:
_أنا كمان عايزة أنسى...عايزة أحبك.
======








التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-12-18 الساعة 04:39 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 05:49 PM   #22

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


تركيا ...
اسطنبول ...
البازار الكبير أو ما يسمونه السوق المسقوف وهو من أقدم الأسواق التركية على الإطلاق والذي سمي بهذا الاسم لأنه مغطى بالكامل مع وجود نوافذ تمرر الضوء والهواء للمكان .

وفي المكان المخصص للسيد علاء -عم أحمد- وقفت غادة تتابع معه حركة البيع بفضول غلبته السعادة ...
المكان رائع حقاً!
وما يزيد من روعته هو هذه الفرصة التي منحها لها للتعامل مع الناس دون خوف!
هذا الشيئ الذي احتاجته كثيراً بحكم خبراتها الحياتية السابقة والتي تتوق الآن لتجربته دون رهبة...
لم تكن تعلم أن كلمة البازار تعني الأسواق الشعبية التي يقيمونها ليوم أو يومين على مدار الأسبوع تعرض فيها مختلف السلع على السائحين والزوار ...
السيد علاء كان يختص مثلاً بهذه البقعة الخاصة بالمشغولات اليدوية والخزفية ذات الطابع الإسلامي ...
هذا الأمر الذي برع فيه كثيراً كما يبدو لتحقق تجارته كل هذا الرواج ...

_طبعاً مش فاهمة حاجة من كلامنا....بس معلش ...بكرة تتعلمي.

قالها الرجل بنبرته الطيبة لتلتفت نحوه غادة بامتنان ...
منذ وصلت إلى هنا وهو يعاملها كابنته وربما أكثر ...
ليس فقط هو بل زوجته الحنون التي اعتبرتها هدية القدر لها بعد فقدانها لابنها الوحيد !
مبتلاة هذه العائلة في شبابها !

"ما بيعيشلهمش رجالة"!
طفت هذه الجملة الدارجة على ذهنها من ذاكرتها القديمة بصوت أمها ...
أمها؟!
كم تبدو لها الآن بعالمها الذي لم تذق فيه سوى الألم بعيدة....بعيدة!
هي حتى لم تودعها قبل سفرها!
اكتفت بمكالمة هاتفية باردة طالبة منها الاعتناء بنفسها والعودة ب"عريس"!
وكأنها ببساطة هكذا ستنسى أحمد؟!!

أحمد ...مجرد اسمه كان نسمة باردة داعبت خيالها فابتسمت رغماً عنها وهي تتحسس دبلته التي لم تخلعها من إصبعها ....
تميمة حظها التي لم تزل تنير دربها حياً وميتاً...
ترحمت عليه في سرها قبل أن يقطع أفكارها صوت السيد علاء من جديد:
_لا ما تسرحيش....عايزك تركزي عشان بفكر أسيبلك انتِ الشغلانة دي.

اتسعت عيناها بقلق مدركة عظم ما يطلبه ليقهقه ضاحكاً بطيبته المعهودة مع قوله:
_ما تخافيش كده مش هتقعي في البحر ...واحدة واحدة وهاتبقي بريمو.

ابتسمت وهي ترد بمرح:
_ما تخافش عليّ...أنا أفوت في الحديد .
_أيوة كده ...بنات بلدنا جدعان .
_قوي!
قالتها بمرح صار مميزاً لشخصيتها الجديدة التي تحاول تدعيمها يوماً بعد يوم ...
والتي يبدو لها أنها ستزداد رسوخاً هنا مع هذه الفرصة التي منحها لها القدر ...

وبعد قليل كان الرجل يستعد لإنهاء يوم عمله فاجتهدت في مساعدته لتسير معه بخطوات متمهلة نحو سيارته ...
كان الرجل خفيف الظل يلقي إليها بالنكات طوال الطريق فلا تملك ضحكتها العالية التي صارت تخرج حقاً من القلب ...
والتي علق عليها الرجل بقوله المشاكس:
_ضحكتك دي تجيب بوليس الآداب...لو سمعتك إيناس هتديكي خطب ودروس للصبح!
وضعت غادة كفها على شفتيها ببعض الحرج ليردف بنفس المزاح:
_أيوة كده...اقلبيها "سايلنت" أو حتى "فايبراشن"!

عادت تضحك من جديد خلف كفها وهي تشعر بالمزيد من السكينة في هذه المدينة الرائعة...
ومع هذا الرجل الطيب وزوجته ...
ولم يكادا يصلان للبيت حتى ترجلت من السيارة لتهرول نحو إيناس التي استقبلتها في مدخل البيت الريفي الملحق بمزرعة صغيرة ...
والتي هتفت بها بحنان:
_اتأخرتوا كده ليه ؟!
_ما صدقت أستفرد بيها...انتِ عارفة بقى لي أد إيه ما استفردتش بست حلوة؟!
هتف بها علاء مشاكساً كعهده لتهتف زوجته وترد له مزاحه:
_يا بختك...أنا برضه بقى لي كتير ما شفتش راجل حلو؟!

_هتلاقي أحلى مني؟!
_هو انت حلو أصلاً وأنا مش واخدة بالي!
_إيناااااس!
_علاااااء!
_خلاص ...تنزل المرة دي!!
قالها الرجل أخيراً مقلداً لكنة "عبد الفتاح القصري" في الفيلم القديم لتنطلق غادة ضاحكة دون تحفظ تلك الضحكة المهلكة...
والتي وجدت صداها في قلب ذاك الذي كان يتقدم منهم الآن ليقول بنبرة مهذبة لم تخلُ من ود:
_إزيك يا عمي....كنت معدي بالصدفة قلت آجي أسلم على حضرتك .
=========

_خرجي الأكل للست همسة ...ما فطرتش وربنا يستر شكلها كده مش هترضى تتغدى كمان.
قالتها رئيسة الخدم في فيللا زين الفخمة لترد الخادمة بإشفاق:
_البنت دي بتقطع قلبي ...مش عارفة زين بيه بيعاملها كده ليه ...مخبيها عن الناس ودايماً محبوسة في أوضتها ....هي برضه لها حقوق عليه !
_ششششش...انتِ اتجننتِ واحنا من امتى بنتكلم في حياتهم ؟! زين بيه مفيش في حنية قلبه ...هو أدرى بمصلحتها...ما تنسيش إنها برضه مش طبيعية !
هتفت بها رئيستها مؤنبة وهي تخبطها على رأسها بخفة لكن هذا لم يمنع الخادمة من الاستطراد المشفق:
_والله قلبها طيب ...رغم كلامها القليل بس دخلت قلبي ...ربنا يشفيها ويزيح عنها قادر يا كريم .
_طب بطلي رغي واطلعي لها ...ما تنسيش تقفلي باب أوضتها وراكِ كويس أحسن يحصل زي ما حصل المرة اللي فاتت ...زين بيه مش هيسامحك المرة دي.

هزت الخادمة رأسها لتحمل صينية الطعام نحو الغرفة الخارجية التي صممها زين خصيصاً في زاوية حديقة بيته البعيدة كي تكون لها فلا تغادرها أبداً إلا في زياراتها القليلة للطبيب ...
ولم تكد الخادمة تقترب من الغرفة حتى لمحتها جالسة على كرسيها أمام النافذة تراقب الحديقة بشرود ...
الملاك الصامت!
هكذا كانت تدعوها في نفسها وهي تميز ملامحها شديدة البراءة ...
بشرتها الناعمة ناصعة البياض التي تناقض سواد شعرها الفاحم ...
عيناها المتسعتان بطفولية مع حاجبيها الرقيقين ...
فمها الممتلئ الذي يعلوه أنف دقيق مع وجنتين ممتلئتين حمراوين ...
ونظرتها التي تحمل هماً كبيراً على امرأة بعمرها !!

لهذا تنهدت بأسى وهي تقترب أكثر لتتحكم في الصينية بيد واحدة وتفتح باب الغرفة الموصد دوماً بالمفتاح باليد الأخرى ...
والذي أغلقته خلفها بسرعة بالمفتاح كما يأمرونها كل مرة خشية هروب السيدة الصغيرة...

وضعت صينية الطعام على المائدة لتتوجه نحو المرأة قائلة بحنان:
_عشان خاطري كلي المرة دي ...أنا عملت لك الأصناف اللي بتحبيها ...
لكن المرأة بقيت على شرودها وكأنما هي في عالم آخر ...
هنا خاطرت المرأة بالاقتراب أكثر وقد أمسكت أحد الأطباق محاولةً إطعامها بنفسها ...
لكنها ما كادت تفعل حتى جذبته همسة بقوة لتخبطه في الحائط دون أن تتركه من يدها التي انجرحت به !

_يا دي النهار اللي مش باين ...هاروح في داهية !

هتفت بها الخادمة بجزع وهي تحاول تخليص بقايا الطبق المكسور من همسة قبل أن تتناول منشفة قريبة تكتم بها نزيف يدها مردفة بألم:
_ليه كده يا حبيبتي؟! عورتي نفسك؟!
انتهت كلمتها بدموع إشفاقها وهي تنكب فوق رأس همسة تقبله ...
فرفعت الأخيرة إليها عينيها بنظرة غريبة وكأنها لم تتوقع هذا الحنان الصادق ...

_شكلها بسيطة إن شاء الله....الدم وقف أهه .
قالتها المرأة التي بدت وكأنها تحدث نفسها مع عدم وجود أي رد فعل لمن أمامها ...
لكنها كانت معتادة على هذا كما يبدو ...
تعاملت مع الجرح كما علموها قبل أن تقبل يد همسة بحنان أمومي قائلة:
_ناكل بقا...مش هنبقى اتعورنا وما ناكلش كمان .
لكن همسة أشاحت بوجهها لتعود لشرودها في الحديقة...
_فين زين؟!
ارتفع حاجبا المرأة بدهشة فقد كانت هذه واحدة من المرات القليلة التي سمعتها فيها تتكلم ...
إذن فهي تميز غيابه وتسأل عنه ؟!
ليست فاقدة لعقلها تماماً كما يقولون !!

_زين بيه سافر .
_من غير ما يقوللي.
لم تستطع تمييز مشاعرها المختفية خلف كلماتها القليلة مع نبرتها الشاردة الخالية من الانفعالات ...
لكن العبارة وخزت قلبها بقوة فربتت على رأسها برفق قائلة :
_بكرة يرجع بالسلامة...كلي بقا عشان يلاقيكي كويسة لما ييجي .

وكأنها تتحدث إلى طفلة صغيرة !
لكن همسة في هذه اللحظة بدت حقاً كذلك وهي تخفي وجهها بين كفيها لتبكي كالصغار ...
عانقتها الخادمة بحنان وقد اعتادت نوباتها الانفعالية هذه ...
لتربت على ظهرها أخيراً قائلة بنفس الحنان الصبور:
_هاروح أجيبلك طبق تاني بدل اللي اتكسر ...بس هتاكلي ...ماشي؟!

أسبلت همسة جفنيها في إجابة غير منطوقة بالرضا لتغادرها المرأة بسرعة غير غافلة عن إغلاق الباب خلفها بإحكام ...
ولم تكد تبتعد حتى عادت همسة لشرودها ...
سرب من النمل يسير بحذر على حافة الإفريز الخارجي للنافذة التي وضعوا عليها قضباناً معدنية كي لا تتمكن من الخروج عبرها ...
ظلت تتابعه ببصرها للحظات قبل أن تمد سبابتها لتضعها في طريقه...
هنا توقفت النملة القائدة قليلاً قبل أن تغير مسارها ومسار الجيش خلفها ...
هنا ابتسمت بمرارة وهي تدرك صعوبة وضعها ...
ليتها مثل هذه النملة تستطيع تغيير طريقها متى شاءت....
ليتها!!!
========
انتهت القطعة الأولى...
قراءة ممتعة للجميع ولا تنسوا جميلتنا نرمين من أرائكم ودعمكم..
دمتم بحفظ الله وأمانه...






التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-12-18 الساعة 04:39 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 06:14 PM   #23

حنان ياسمين

? العضوٌ??? » 365027
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 320
?  نُقآطِيْ » حنان ياسمين is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حنان ياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 06:16 PM   #24

عهد الحر
 
الصورة الرمزية عهد الحر

? العضوٌ??? » 305991
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,579
?  نُقآطِيْ » عهد الحر is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عهد الحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 07:15 PM   #25

dodoalbdol

? العضوٌ??? » 312515
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 912
?  نُقآطِيْ » dodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond reputedodoalbdol has a reputation beyond repute
افتراضي

جميله ممممممميزة روووووووعه شكرا

dodoalbdol غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 07:25 PM   #26

israaa
 
الصورة الرمزية israaa

? العضوٌ??? » 30575
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » israaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond reputeisraaa has a reputation beyond repute
افتراضي

واخيرا بدا الجزء التاني❤❤❤❤

israaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 09:09 PM   #27

راءحة الجنة

? العضوٌ??? » 371483
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 263
?  نُقآطِيْ » راءحة الجنة is on a distinguished road
افتراضي

لك مني أجمل تحية.

راءحة الجنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 10:21 PM   #28

كلمات بسيطة

? العضوٌ??? » 432556
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » كلمات بسيطة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مبارك الجزء الثاني

موفقة دائما أن شاءالله


كلمات بسيطة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 10:24 PM   #29

Aml Elhya

? العضوٌ??? » 430723
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » Aml Elhya is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Aml Elhya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 10:36 PM   #30

nordos

? العضوٌ??? » 285038
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 804
?  نُقآطِيْ » nordos is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . O

nordos غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.