آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          صغيرات على الحياة / للكاتبة المبدعة أم وسن ، مكتملة (الكاتـب : بلازا - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-18, 07:16 PM   #61

NIRMEEN30
alkap ~
 
الصورة الرمزية NIRMEEN30

? العضوٌ??? » 283698
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,544
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » NIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
قد تحتاج لساعة كي تفضل احدهم.......و يوما لتحب احدهم.......و لكنك قد تحتاج العمر كله لكي تنسى احدهم
افتراضي


بانتظار كل قطعة بفارغ الصبر



NIRMEEN30 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 08:29 PM   #62

Ghufrank

? العضوٌ??? » 409436
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » Ghufrank is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على مجهودك

Ghufrank غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 09:12 PM   #63

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


القطعة الثانية
=======

_إزيك يا عمي...كنت معدي بالصدفة قلت آجي أسلم على حضرتك.
التفتت غادة نحو المتحدث "بالعربية" بفضول ازداد مع رد فعل السيد علاء الذي انقلبت ملامحه بمجرد رؤية الرجل...
ضحكته المرحة انقلبت لدمعة كبيرة تجمعت في طرف عينه وكادت تسقط لولا تحكمه...
التحكم الذي عجزت عنه إيناس تماماً وهي تهتف بصوت تهدج انفعالاً:
_أهلاً يا إسلام ...كده برضه ما تسألش علينا كل ده ؟! واللا اللي بيننا خلاص ...راح؟!
سالت دموعها في عبارتها الأخيرة ليبدو التأثر على وجه إسلام الذي تقدم منها هاتفاً بارتباك:
_أبداً والله يا "أنّا"...أنا انشغلت بس اليومين اللي فاتوا؟!
_أنّا؟!

تمتمت بها إيناس بابتسامة مرتجفة تتذكر لقب تدليلها المميز الذي كان يميزها به ابنها الراحل ونقله لأصدقائه ...
بينما تمالك علاء انفعاله ليقول بترحاب بينما يشد على كف إسلام:
_أهلاً أهلاً يا باشمهندس ...البيت والمزرعة نوروا .
ابتسم إسلام بمودة وهو يرمق غادة بنظرة متسائلة جعلت علاء يشير نحوها قائلاً باعتزاز:
_غادة قريبتنا من مصر...لسه واصلة اسطنبول .

ارتجفت ابتسامة غادة وهي تشعر ببعض الحرج من تفحص إسلام لها ...
بينما لم يستطع هو منع ابتسامة إعجابه مع قوله:
_لما سمعت ضحكتها قلت أكيد مصرية...الدم بيحن.
احمرت وجنتا غادة بالمزيد من الحرج خاصة عندما هتف علاء بمشاكسته المعهودة :
_اتلم يا ولد...هتعاكسها قدامي؟!
_لا والله يا عمو ...مش قصدي .
_عليّ أنا يا بتاع "البرقوق"؟!!

هتف بها علاء بينما يلكزه في كتفه ليقهقه إسلام ضاحكاً بينما تبتسم إيناس ابتسامة لم تخلُ من شجن ...
قبل أن تسحب غادة من كفها لتلصقها بها في احتواء شعرت أنها تحتاجه الآن ثم خاطبت إسلام بصوتها الحميمي:
_حظك حلو ...عاملة النهاردة ملوخية بالأرانب ...وحمام محشي.
حاول إسلام التملص حرجاً لكنها أصرت لتردف بحنان لم يستطع مقاومته:
_ماوحشتكش لمة زمان؟!! ما وحشكش أكل "أنّا"؟!
فابتسم مستسلماً وهو يهتف بمرح أضفى عليه المزيد من الجاذبية:
_محدش يقول لأكلك لأ...بس سيف هيعلقني لو عرف إني جيت لوحدي وأكلت كمان .
_تستاهل...عشان بعد كده ماتجيش من غيره.
قالها علاء وهو يضع ذراعه على كتفه بحنان أبوي ليتقدم معه نحو البيت بينما قال إسلام مدافعاً:
_هو اللي على طول مشغول وبصراحة ماقدرتش أطول عن زيارتكم أكتر من كده .

كانت غادة تتابع الحديث بفضول ممتزج بالحرج وهي تشعر بالغربة وسط هؤلاء الذين بدوا على علاقة وثيقة منذ زمن بعيد ...
لكن إيناس شعرت بهذا فجذبتها من كفها لتهرول بها نحو الداخل هاتفة بصوت عالٍ:
_خد عمك يا إسلام واغلبه دورين طاولة على ما أحضر لكم الأكل ...كل دور تكسبه بجوز حمام زيادة....وريني شطارتك.
_اللهم صلّ ع النبي ...ده اللعب هايحلو !
هتف بها إسلام وهو يفرك كفيه ليهتف علاء خلفها باستنكار:
_وأنا الدور اللي أكسبه هاخد بيه إيه ؟!
_هاعفيك من غسيل الأطباق!

قالتها إيناس بنفس المزاج المشاكس لتختفي مع غادة بداخل المطبخ ...
وما كادت تفعل حتى عادت عيناها تمتلئان بالدموع مع تمتمتها الخافتة :
_الله يرحمه...كان زمانه معانا دلوقت ...بياكل من إيدي!
قالتها وهي تحيط وجهها بكفيها لتنخرط بعدها في البكاء بينما تقدمت منها غادة تحتضنها بقوة وقد استنتجت الصلة بينهما ...
حتى قبل أن ترفع إليها إيناس عينيها بقولها ...
_هاني وسيف وإسلام كانوا أعز أصحاب...كانت لمتهم كلهم هنا كل أسبوع...ولاد أصول ما سابوناش بعد اللي حصل .
التمعت عينا غادة بإشفاق وهي تقبل رأس المرأة بعاطفة حقيقية لا تدعيها ...
المرأة التي مسحت دموعها بعدها بسرعة لتتمالك نفسها وهي تتحرك نحو الموقد متابعة قولها:
_البكّاش أبو لسان طويل ده إسلام ...مهندس كمبيوتر ...عايشها طول وعرض زي ما بيقولوا وضاربها جزمة قديمة ...عنده الستات كلهم "برقوق" وهو شغلته يدوق !
ضحكت غادة من قولها وهي تتقدم نحوها لتساعدها في غرف الأطباق بينما استرسلت إيناس بمرح مصطنع حاولت به التغلب على حزنها:
_سيف بقا الوش التاني...دكتور بيطري....عمك علاء ساعات كتير بيحتاجه للمزرعة هنا.....مالوش في اللّوع ...خط مستقيم كده ما بينحنيش...تقوليلي إزاي أصحاب أقوللك سبحان الله له في خلقه شئون!
ابتسمت غادة وهي تضع الطبق الذي بيدها جانباً لتعد غيره بينما تنهي إيناس حديثها بقولها الشارد:
_هاني بقا الله يرحمه اللي كان وسط بين الاتنين...عشان كده كان حبيب الكل .
_الله يرحمه .
تمتمت بها غادة بأسى وهي تتذكر هي الأخرى راحلها العزيز لتردف بنبرة مختنقة:
_عارفة يا طنط اللي ممكن يصبرنا على فراقهم إنهم دايماً عايشين معانا...هم ما سابوناش...هم في مكان أحسن مستنيننا نروح لهم .
ربتت إيناس على كتفها لتقول بمواساة:
_ربنا يديكي طولة العمر حبيبتي ويعوضك...العمر بحاله لسه قدامك.

ابتسمت غادة ابتسامة شاحبة ثم اندفعت تعانق المرأة بحنان وهي تجرب معها إحساس الأمومة الذي افتقدته ...
كريمة هي أقدارنا عندما تمنحنا ما خسرناه في أشد لحظاتنا يأساً...
فتنقلب دمعة القهر لابتسامة الرضا!

_الله الله...انتو قاعدين هنا تحضنوا في بعض وسايبين بتاع البرقوق يحفل عليا بره ؟!
هتف بها علاء مشاكسا عند باب المطبخ لتلتفت له إيناس بقولها :
_أعمل حسابه في كام جوز حمام زيادة ؟!
فتنحنح علاء ليقول ملوحاً بإصبعيه في إشارة لرقم اثنين بينما غطي وجهه بكفه الآخر هاتفاً بخزي مصطنع:
_لحقت نفسي وقمت قبل الجوز الثالث!
مصمصت إيناس شفتيها بتشف مرح وهي تبعد غادة هاتفة:
_حبيب قلب "أنّا" يا إسلام ...يا واخد لي تاري م اللي في بالي!
بينما ضحكت غادة وهي تتابع قول الرجل الذي هتف بغيظ:
_ماهو أنا أكيد مش هلاقي دماغي وأنا راجع شقيان آخر اليوم .
_حجة البليد !
_أنا بليد يا وش ...
_يا وش إيه؟!
تهتف بها إيناس ملوحة بمغرفة الطعام ليجيبها بغمزة ماكرة:
_يا وش القشطة!!

العبارة التي جعلت وجه إيناس يتورد بخجل لذيذ حتى في هذا العمر!!!
فانطلقت ضحكات غادة الصادقة وهي تتأملهما بحنان ...
لو طال عمر أحمد لكان لها مثل عمه هذا...
ابتسامة وسند!
هنا غامت عيناها بنظرة شجن طالت كثيراً حتى عندما انضمت إليهما يتناولون الطعام مع ذاك الشخص الذي حمل لهما ذكرى الغالي الراحل...
"بتاع البرقوق"!

هذا الذي تجنبت النظر نحوه بخجل ملاحظة تعلق بصره بها رغم مزاحه المشاكس الذي شاركه فيه الزوجان طوال العشاء ...

_الآنسة غادة بتشتغل معاك يا عمو؟!
سؤاله الممتزج بنظرته المخترقة وجّه ضربة نحو حصونها لكنها ردتها بإجابتها المقتضبة:
_مدام.
عقد إسلام حاجبيه بحذر وقد انتبه لتوه لدبلتها في إصبعها ليجيبه علاء بسرعة:
_غادة كانت متجوزة أحمد ابن أخويا الله يرحمه .
ارتفع حاجبا إسلام بإدراك وهو يلاحظ الضيق الذي ظهر على ملامحها فجأة والذي جعلها تقوم لتغادرهم سريعاً بعذر واه ...
تبادل علاء وإيناس نظرات ذات مغزى بينما تنحنح إسلام ليقول بحرج لم يغادره مرحه:
_هو أنا عكيت؟! مكانش قصدي أضايقها .
لكن علاء ابتسم بشرود وكأنما طفت فكرة ما لذهنه بعد ما لاحظ إعجابه بها ليقول مشاكساً:
_وانت عايز كمان تضايق البنت اللي حيلتي؟! فاكرها برقوقة من بتوعك ؟!
فابتسمت إيناس وقد بدت وكأن نفس الخاطر راودها لتربت على كف إسلام قائلة:
_مالكش دعوة بيه انت هنا في حمايا أنا...بس برضه تخللي بالك من كلامك مع غادة...هي لسة متأثرة بوفاة أحمد الله يرحمه.

أومأ إسلام برأسه ليقول بمرحه الحنون:
_طلبات "أنّا" أوامر ...خصوصاً بعد الأكل المجرم ده !
_ألف هنا يا حبيبي!
قالتها إيناس بحنان ليهتف علاء بنفس المزاح المشاكس:
_لا ده انت زودتها قوي...شوية تناكف غادة وشوية تعاكس مراتي....قدامي ع الطاولة نخلص اللي بيننا ...هي الحرب إذن!
قالها وهو يقف ليسحب كرسيه بينما يخبط بقبضته على صدره بحركة درامية ... فقام إسلام بدوره هاتفاً بنفس الطريقة :
_ما بلااااش يا عمو !
_اخرس يا ولد...هو عشان فوّتلك مرتين بمزاجي هتاخد عليّ؟! ده أنا هاربيك...
_اتفضل يا عمو ...ربيني!
قالها اسلام باستسلام وهو يشير نحوه بكفه ليتقدمه قبل أن يغمز إيناس بمكر لتبتسم ابتسامة شاردة لم تفارقها حتى انتهى هذا اللقاء بعد ساعة بفوز "علاء"!!

_المرة الجاية تجيب سيف معاك.
قالها علاء موصياً ليهز إسلام رأسه موافقاً قبل أن يختلس نظرة للطابق العلوي الذي اختفت فيه غادة تماماً ...
ثم ودع الزوجين وداعاً مشاكساً كعهده قبل أن يغادرهما ...
وما كاد يفعل حتى التفت علاء نحو زوجته ليغمزها بقوله:
_خدتِ بالك م اللي خدت بالي منه؟!
فابتسمت وهي ترفع وجهها نحو الطابق العلوي لتغمغم بشرود:
_ياريت يا علاء...ربنا عالم حبيتها زي بنتي...ياااه لو اللي في بالي يتحقق!
==========


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 09:16 PM   #64

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



_قلت لك احرقيه ...مالكيش دعوة بيا...انتِ هتشاركيني؟!
صرخت بها ياسمين بغضبها الهستيري الذي صار مميزاً لها في الآونة الأخيرة للخادمة التي أمسكت ثوبها بلون "المسطردة" تشعر بالحيرة من طلبها الغريب ...
ليست هي فقط بل زوجة أبيها التي دخلت غرفتها على صوت الجلبة لتهتف باستنكار:
_تحرق إيه يا ياسمين؟!
_الفستان ده ...مش عايزة أشوفه تاني .
هتفت بها ياسمين بنفس الانفعال لتربت المرأة على كتفها قائلة:
_خسارة يا حبيبتي...لو مش عايزاه ممكن ...
_يتحرق...قلت يتحرق ...وقدامي!!!
صرخت بها ياسمين بانفعال قبل أن تخفي وجهها بين كفيها لتنهار جالسة على فراشها ...

_خلاص ...اعملي لها اللي هي عايزاه .
قالتها زوجة أبيها باستسلام ضائق قبل أن تغادر الغرفة مع الخادمة لتتركاها وحدها ...
سيظنونها مجنونة لكن... لا بأس!
إن لم يكن ما تحياه الآن جنوناً فماذا عساه يكون؟!!
هي تشعر وكأنما تسير على رأسها لا قدميها!!!
أجل...كل حياتها صارت "بالمقلوب"...
لا تكاد تعرف لها هوية !!!
هي الآن امرأة غريبة ...ليس فقط عن وطنها ...بل عن ماضيها...حاضرها ...
ولا تجرؤ حتى على التفكير في غدها ...
امرأة صحت فجأة من نومها لتجد عمرها كله مجرد فقاعة زائفة انفجرت بوخزة خطأ!!

كيف تصف شعورها عندما عادت بعد لقائها الأخير بزين؟!
ارتياحها ...ونفورها؟!
أملها...ويأسها؟!!
انتصارها...وهزيمتها؟!!
بعضها يقاتل بعضها فكيف لمثل هذه نجاة؟!


_ياسمين؟!
نداؤه الخافت باسمها جوارها يجعلها ترفع وجهها نحوه ...
كالعادة كل ملامحها تبكي ...إلا عينيها!!!
صارتا جافتين كورقتي شجر سقطا عن فرع الحياة بلا أمل!!
ربما لو بكت لمنحتها الدموع بعض الراحة...
لكن يبقى البكاء عزيز المنال هاهنا!!!

عناقه الدافئ لها يمنحها بعض السكينة لكن تبقى روحها المشوهة تتلظى بجحيم لا آخر له ...
_انتِ عايزة تحرقي الفستان ليه ؟! مقابلتك مع زين ضايقتك قوي كده ؟!
_لأ!
هتفت بها بمكابرة وهي ترفع رأسها نحوه لتردف :
_بالعكس...زين أثبت لي إنه راجل يعتمد عليه ...بيحبني بجد وعايز يسعدني .
عقد وجدي حاجبيه بشك وهو يرى كلامها مناقضاً تماماً لحالتها ...
خاصة عندما تملصت من ذراعيه لتقف مكانها مغتصبة ضحكة عصبية ناسبت قولها:
_أنا جربت أمشي ورا عقلي خسرت...جربت أمشي ورا قلبي خسرت أكتر ...المرة دي هاخد وبس ...من غير ماافكر ولا أحس .

_مفيش بني آدم يابنتي بيعيش كده...مش هتقدري!
قالها بمزيج من إشفاق وحزم لتهتف بنفس المكابرة بينما تلوح بذراعيها :
_لا هاقدر ...أقوللك أنا شايفة بكرة إزاي؟! شايفة نفسي هارجع أقف على رجلي...ابني في حضني...هارجع بلدي وشغلي...ومعايا راجل الدنيا كلها بتحسدني عليه...ساعتها كل لسان جاب سيرتي هيتخرس ...ياسمين ذو الفقار مش هتتكسر .

كاد يعارضها من جديد لكنه كان يوقن من عقم المحاولة ...
لهذا غير الموضوع بقوله :
_ماتنسيش معادنا النهارده مع الدكتور .
هنا ارتسمت على شفتيها ابتسامة شاحبة وهي تمسد بطنها بأناملها هامسة:
_ودي حاجة تتنسي؟! ده أنا بستنى المعاد ده بفارغ الصبر .

توهجت عيناه بإشفاق وهو يرى سعادتها "المنقوصة" تعدو "عرجاء" بعينيها ...
الطبيب أخبرها في زيارتها السابقة أنه قد يتمكن من تحديد نوع الجنين هذه المرة ...
ربما هذا هو سر لهفتها وعصبيتها هذا الصباح...
هو يفهم هذا الصراع الذي تعيشه...
ورغم اعتراضه على أفعالها لكنه يتفهمها ...
يتفهم طول تظاهرها بالصمود حتى هوت بلا حراك هذه المرة...
تنتفض كطير ذبيح يرقص رقصته الأخيرة...
وللأسف ترفض سماع إلا صوت كبريائها فحسب!

انقطعت أفكاره عندما سمع تلك الجلبة بالخارج لينهض من مكانه عندما سمع الخبر ...

_عابد وصل!
========
وقف عابد يتلقى استقبالاً دافئاً من والديه قبل أن يلتفت نحوها لتلتمع عيناه بود ...
علاقتهما لم تكن يوماً جيدة...لكنها لم تكن سيئة...
مجرد خطّين تقاطعا في نقطة ليواصل كل منهما طريقه ...
ربما لهذا شعرت بالكثير من التحفز وهي تراه هذه المرة بعد "كسرتها الأخيرة"...
التحفز الذي جعل استقبالها بارداً بمجرد مصافحة ...
على عكس استقباله هو الحار بعناقه لها مع هتافه بالعربية الفصحى:
_ياسمين الجميلة عادت إلينا .

ارتجفت شفتاها بابتسامة مترددة وهي تخشى تصديق هذا الحنان الذي فاضت به حروفه لتغمغم بارتباك:
_إزيك يا عابد...شكلك اتغير عن آخر مرة شفتك فيها .

قالتها مشيرة للحيته التي طالت وجلبابه الأبيض الذي ارتفع قليلاً عن كعبيه قبل أن تلاحظ طريقة حديثه هذه بالفصحى:
_"وتلك الأيام نداولها بين الناس"...سنة الله في كونه هي التغيير .

انعقد حاجباها بدهشة قبل أن تلتفت لأبيها بنظرة متسائلة لكن الأخير تجاهل هذا ليخاطب ابنه بقوله :
_وحشتنا قوي ...ياريت تكون اتوفقت في شغلك.
_تركته!
قالها عابد بحزم لتشهق والدته باستنكار هاتفة:
_معقول؟! ده باباك تعب جداً على ما قدر يلاقي لك الوظيفة دي!
_لا بأس...من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه !
قالها عابد بنفس النبرة الحازمة لتسأله ياسمين بتردد:
_هو انت ليه بتتكلم كده ؟!
_تقصدين بالفصحى؟! إنها لغة شرفها الله واختارها لكتابه ولنبيه ...فلماذا لا نتمسك بها؟!

ازداد انعقاد حاجبيها وهي تشعر بالغرابة ...
عابد تغير كثيراً عن آخر مرة رأته فيها ...
صحيحٌ أنه يبدو أكثر سكينة وحناناً نحوها لكن ...
هذه "الهالة" التي تحوطه لا تروقها !!

هذا الذي تأكدت منه بعد قليل عندما تركتهم لترتدي ملابسها استعداداً للذهاب إلى الطبيب ...
قبل أن تعود إليهم لتهتف مخاطبة أباها:
_ياللا يا بابا عشان نلحق معادنا ...وكمان عايزة أشتري شوية حاجات .
وقف وجدي مكانه متوقعاً الهجوم التالي الذي جاء عاصفاً من عابد :
_هل خلعتِ حجابك ؟! وتخرجين في عدتك هكذا؟!!!

تحفزت ملامح ياسمين للرد لكن وجدي هو الذي التفت نحو ابنه ليقول بحزم:
_هنتكلم براحتنا لما نرجع ...اسكت دلوقت يا عابد .

_لا أصدق أنك تتركها تخرج هكذا !
هتف بها عابد بذهول ليعاود التفاته نحو ياسمين التي هتفت به بحدة:
_انت مالكش تتدخل في شكلي ولا تصرفاتي ...أنا ماحاسبتكش لما ربيت دقنك...مااتكلمتش على طريقة لبسك الغريبة ولا طريقة كلامك دي ...من فضلك احترم الحدود اللي بيننا .
_حدود ؟!!
هتف بها مستنكراً وهو يهم باستكمال المناقشة التي كانت ستنقلب لشجار لولا تدخل وجدي الحاسم :
_خلاص يا عابد...قلت خلاص!
نقل عابد بصره بينهما بعدم رضا قبل أن يغادرهما بخطوات مندفعة نحو غرفته تلاحقه نظرات ياسمين الحادة ...
والتي لانت نوعاً مع تربيت والدها على كتفها بقوله:
_ياللا بينا احنا .
ولم تكد تستقل السيارة جواره لينطلق بها حتى هتفت به بتساؤل :
_ماله عابد؟! إيه اللي قلب حاله كده ؟!
تنهد والدها بحرارة يجيبها:
_كان خاطب واحدة زميلته بعد حب سنين وكانوا خلاص هيتجوزوا...ماتت فجأة ...طبعاً زعل عليها ودخل في حالة اكتئاب...بدأ يقرب من ربنا أكتر ويهتم بعباداته...صلاته كلها بقت في المسجد...صيام اتنين وخميس...حفظ قرآن...صدقات ومشاريع خيرية...كل ده حسيته كويس جداً وفعلاً خرجه من أزمته بسرعة ...
_وبعدين؟!
سألته ياسمين بحذر مشفق مما سيؤول إليه الحوار ...
ليجيبها بقلق:
_مش عارف...الموضوع بدأ يدخل في حالة تطرف ...شكله...تفكيره...وآخر حاجة شغله أهه سابه ومش قادر أقنعه بالعكس .
_معقول يكون اتورط مع جماعة من إياهم؟!
غمغمت بها بقلق ليزفر هو قائلاً:
_الوضع هنا مستقر شوية في الناحية دي عن مصر ...صعب تلاقي اللي بالك فيه...صعب بس مش مستحيل .
_طب وبعدين؟!
_مش عارف...أنا بحاول أقرب منه على أد ما أقدر من غير تصادم عشان ما يبعدنيش عنه أكتر ...
قالها وجدي ليلتفت نحوها مردفاً:
_زي ما بعمل معاكِ بالضبط.
زاغت نظراتها وهي تشعر ببعض الخزي ...
إنها لم تكن يوماً أقرب لوالدها من هذه الفترة ...
تعترف أنه يبذل الكثير ليخرجها من دوامة ضياعها التي تبتلعها بلا رحمة ...
لكنها مع هذا عاجزة عن الاندماج معه أكثر...
لايزال حاجز خفي يرتفع بينهما ...حاجز يمنعها مسامحته مهما تظاهرت باللامبالاة ...
وازداد ارتفاعه للأسف بعد "كسرتها" الأخيرة ...
كبرياؤها الذي طالما شمخ بأنفه مختالاً يأبى عليها أن تعترف بحاجة ليد ممتدة...أي يد!!

عابد هذا هو الآخر يؤرقها ...
لو صح تورطه فيما تشك فيه فستكون كارثة !!
صحيحٌ أن علاقتهما ليست متينة بما يكفي لكنه يبقى أخاها على أي حال!

_بس ده مش معناه إن عابد غلط في اللي قالهولك النهارده بخصوص العدة والحجاب .
انتشلها بها وجدي من شرودها لينعقد حاجباها بتحدّ مع قولها:
_أنا مش قاصر ...ربنا هيحاسبني لوحدي ع اللي بعمله .

هز رأسه بأسف كارهاً عنادها هذا وهو يعود ببصره للطريق ليسودهما الصمت المشحون بالانفعالات حتى وصلا إلى عيادة الطبيب ...

وكأنما تبدلت مشاعرها كلها في لحظات !!!
العالم كله اختزل في هذه الغرفة!
أناملها تمتد بسرعة لتفتح أزرار قميصها خلف الستار قبل أن تتمدد بلهفة على الفراش ...
تغمض عينيها بقوة لتشعر ب"الجيلّ اللزج"على بطنها مع حركة الجهاز الضاغطة ...
قبل أن تفتحهما ببطء تستعد لرؤية صغيرها هناك على الشاشة ...

هاهو ذا!
رأسه...ذراعيه ...قدميه...
يالله!
كيف ستصبر كل هذا الوقت كي تتلقفه بين ذراعيها تضمه لصدرها تخبره أنها لم تشتهِ يوماً أغلى منه هدية ؟!!

_بنت!

قالها الطبيب بالعربية فانفلتت منها ضحكة متفاجئة عصبية لتهز رأسها مكررة:
_بنت؟!
أومأ الطبيب برأسه مؤكداً لتعاود عيناها التعلق بالشاشة ...
فتاة؟!
ملاكها الصغير سيكون فتاة !!
ترى كيف سيكون شكلها ؟!
بيضاء مثلها أم سمراء مثل...؟؟؟
ذهبية الشعر مثلها أم سوداؤه مثل....؟؟؟
قصيرة مثلها أم طويلة مثل...؟؟؟
لكنها حتماً ستكون عسلية العينين مثلها ومثل...!!!

كانت توقف أفكارها قسراً مع كل خاطر يحمل اسمه ...
لتنبعث من شفتيها أنّة ألم خافتة جعلت طبيبها يلتفت نحوها متسائلاً لتشير برأسها بسرعة ألا شيئ...
حقاً لا شيئ!
كل هذا الزخم من المشاعر التي تنتابها الآن ...لا شيئ!
كل هذه الفرحة...كل هذا الألم...لاشيئ!
الحلم الذي عاشت لأجله حتى إذا تحقق أفاقت منه على صفعة ...لاشيئ!

كل هذا "اللاشيئ" جعل الدموع تتكدس في عينيها دون أن تسقط كعهدها مؤخراً ...
قبل أن تسأل الطبيب بلهفة:
_هي كويسة؟! وزنها كويس؟! نبضها ؟!

طمأنها الطبيب بعبارات مفصلة لترتسم على شفتيها ابتسامة حقيقية صارت"نادرة" وسط كل هذا الزيف الذي صارت تحياه...!!
ابتسامة كانت تتسع رويداً رويداً وهي تراقب الشاشة بعاطفة تزلزل قلبها ...
"يُمنى"!
الاسم الذي اختارته لها ليس منذ أيام...ولا منذ شهور ...
بل منذ سنوات!!!
ربما منذ كانت مجرد فتاة تتخفى بعشقها خلف كتاب على مائدة في النادي!
=========


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 09:27 PM   #65

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صباح الخير...أقولها فرُدّيها...كي تشرق الشمس في قلبي...كي يعترف العمر بيوم جديد في تقويم هوانا .


تبتسم داليا وهي تقرأها على حسابها لترسل له رسالة صوتية :
_أخيراً ظهرت ...كنت مختفي فين ؟!!

يتنهد مروان وهو يسمع صوتها العذب يأتيه مشبعاً بلهفة عاطفتها ...
قبل أن ينهض من رقدته ليكتب لها :
_كنت مشغولاً ...تركتِ رسالة تريدين استئذاني في شيئ؟

_هاقوللك بس ماتزعلش...أنا رحت لمروان صاحب يامن البيت...طلبتك آخد رأيك ماردتش ...كان لازم أروح له وأعتذر له عشان هو الوحيد اللي كان ممكن يقف جنب يامن في الظروف دي .

أرسلتها له بصوتها ليزفر هو بقوة ولا يدري بماذا يرد...
هل يستمر في تمثيل دوره فيوبخها لأنها ذهبت إلى "مروان" ويطلب منها ألا تعيدها...
أم يتغاضى عن هذا فتشك هي فيه ؟!!

_منك لله يا شيخة هتجيبيلي انفصام في الشخصية !
هتف بها بغيظ بصوت مسموع قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ليخاطب نفسه :
_اهدا يا مروان...انت دلوقت مش مروان...انت دلوقت عاشق مجهول عايز ضرب القباقيب ع اللي بيعملله في نفسه ده والله ...

_بالطبع غضبت...كيف تجرؤين على زيارته في بيته ؟! لكنني ألتمس لك العذر في أنك -في سابقة أعتبرها فريدة من نوعها - قدمتِ مصلحة أحدهم على كبريائك !

قرأت رسالته لتشعر بالغضب يجتاحها من كلماته...
ليس لتلميحه الذي اتهمها بالأنانية...
ولا لأنه يوبخها ...
لكن لأنه لايزال يصر على الحديث معها هكذا كتابة بالفصحى رغم أنها ترسل له رسائل صوتية ...

لهذا اندفعت ترد له بضاعته بعناد:
_شكراً لنصيحتك...لن أكرر فعلها ثانية ...
ثم زفرت بسخط لتكتب :
_المعذرة يا سيّدي.

ضحك ضحكة عالية وهو يشتم رائحة غضبها الطفولي في رسالتها المكتوبة ...
حمقاؤه الصغيرة الشهية لاتزال تثير جنونه بكل ما يتعلق بها ...
لهذا كتب يسترضيها :
_أنا الذي أشكرك على صباحات أبدؤها بسماع صوتك ...أنا أثق بكِ يا ملاكي .

هبطت كلماته كالسيل على نيران غضبها فابتسمت لتعاود الكتابة له :
_هل قرأت رسالتي الأخرى؟!
_أحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى؟!
_نعم!
_لماذا الآن بالذات؟!
_أشعر أن جدران عالمي كلها تتهاوى .
_لعلها تُبنى وأنتِ لا تعلمين!
عبارته البسيطة مست قلبها حتى أنها ظلت تفكر فيها لبضع ثوان...
كيف استنتج هذا؟!
حقاً ...النوائب التي تمر بها العائلة الآن تبدو كارثية لكنها لو أحسنوا التعامل معها فسيعود كل شيئ لمكانه الصحيح ...
لهذا ابتسمت وهي ترسل له رسالة صوتية هذه المرة :
_انت إزاي كده ؟! إزاي بتقدر تفهمني كده ؟! تخلليني أسمع كل اللي محتاجة أسمعه ؟!وأشوف كل اللي محتاجة أشوفه؟!

فابتسم بدوره وهو يراها تعود لرسائلها الصوتية ليكتب لها :
_أنتِ منحتني قلبك كتاباً مفتوحاً...أنا فقط ...أقرأ.

تنهدت بهيام وهي تقرأ رسالته لكنها كالعادة تتهرب من الاعتراف بعاطفتها لتغير الموضوع برسالتها:
_عايزة أكلم مروان تاني أسأله على يامن...مااعرفش عمل معاه إيه ...تسمح لي أكلمه ؟!

_طالما عهدتكِ كياناً متمرداً لا يلتزم بأمر ولا يستمع لنصيحة...فهل أعتبر نفسي استثناء؟!
عقدت حاجبيها بحيرة حقيقية وهي لا تدري من أين يعرف عنها كل هذا ...
لكنها كانت تعلم عن عناده بشأن الإفصاح عن الأمر فتغاضت عن هذا لترسل له :
_انت بالذات هاسمع كلامك.

اتسعت عيناه بصدمة وهو يسمعها بصوتها ليضحك ضحكة عالية مع هتافه لنفسه:
_لا ده أنا هاروض أسود بعد كده...داليا بنفسها بتقوللي كده .

لكنه عاد لشخصيته الافتراضية ليكتب لها :
_افعلي ما ترينه صواباً...أنا أثق بعقلك...سأكلمك غداً في نفس الموعد.

قالها ليغلق المحادثة معها مضطراً بعدما تأخر عن عمله ليتنهد بحيرة وهو لايدري إلى أين يسير به هذا الطريق ...

بينما شعرت هي بالضيق لغيابه أولاً قبل أن تغلق هاتفها باستسلام غير ناسية أن تقبله بعاطفة ككل مرة !!!!
=======
"مركز أجياد للصحة النفسية"...
وقف يامن أمام باب المركز بتردد وهو يشعر بخطورة ما هو مقدم عليه ...
لو علم أحدهم عن خضوعه لعلاج نفسي -وفي مجتمع كهذا يعتبر المرض النفسي مجرد جنون- فربما يفقد عمله أيضاً ...
هل تنقصه الفضائح؟!!
لهذا استدار بظهره عائداً وكأنه يهرب ...
لكنه توقف فجأة ليتحسس خاتمها ذا الفص الأسود في إصبعه ...
كيف يواجهها بعدما حدث إلا عندما يتأكد أنه لن يسيئ إليها من جديد ...؟!!
كيف يمكنه أن يعدها بغد وهو لا يزال مكبلاً بقيود الأمس...؟!!
كيف سيضمها بين ذراعيه -ولو قسراً- إلا وهو واثق أنه لن يفلتها بعدها أبداً؟!!

لهذا أخذ نفساً عميقاً وهو يعود أدراجه نحو المركز الذي دخله ليستوقف أول من رآه :
_دكتور ياقوت سليمان فين من فضلك؟!
_أول أوضة شمال!

"من أولها شمال؟!"
هتف بها في نفسه بسخريته السوداء وهو يتقدم نحو الغرفة المنشودة داعياً أن يكون هذا الطبيب على قدر الثقة التي تحدث عنها مروان. ..
طرق الباب ليدخل وما كاد يفعل حتى ارتفع حاجباه بصدمة !!!

_ست؟! الله يخرب بيتك يا مروان!!

قالها في نفسه لكن صدمته المستنكرة كانت جلية على وجهه حد أنها رمقته بنظرة تفهم صاحبت قولها المعتد:
_دكتور يامن على ما أعتقد ؟! واضح إنك اتصدمت بشكلي!

حاول التغلب على صدمته بسرعة محاولاً الخروج من هذا "المأزق" بينما استطردت هي بنفس النبرة المعتدة:
_دكتور مروان قاللي إنك ممكن يكون عندك مشكلة إنك تتعالج مع واحدة ست ...أنا في العموم ما بقبلش أعالج حالة شاكة في قدراتي لكن عشان خاطر دكتور مروان ممكن أعملها استثناء المرة دي...ده طبعاً لو حضرتك ما قررتش دلوقت حالاً تديني ظهرك وتخرج ...المركز هنا فيه دكاترة كتير غيري .

هذا ما كان يفكر به الآن بالفعل !
أن يعطيها ظهره ويخرج كي يذهب ليفرغ غيظه في الأحمق مروان؟!
هل عدِم الطب النفسي رجاله كي تعالجه امرأة؟!!
إنها حتى لا تبدو كبيرة السن كي يمنحها وسام خبرة !!!

والخاطر الأخير دفعه لتأملها أكثر بينما لا يزال واقفاً مكانه كالصنم ...
طويلة القامة بيضاء البشرة بجسد رشيق أخفى المعطف الأبيض منحنياته ...
المعطف الذي بدت من تحته تنورتها الطويلة قديمة الطراز وحذائها المتهالك ب"خياطته الجانبية" التي فضحت رقعة قديمة لم تخفَ على "خبير " بالتفاصيل مثله !
هذه المرأة إما شديدة الفقر أو شديدة البخل !
ولو علم الحقيقة لأدرك أن آخر ما يشغل هذه المرأة أمامه هو مظهرها...
خاصة لو كانت المقايضة أمام مالٍ تدفعه لذلك!

_هه...نجحت في الامتحان يا دكتور؟!
قالتها بنفس الاعتداد الذي خالطه الآن شيئ من الغضب فرفع رأسه نحوها ليتفحص ملامحها ...
ربما سيراها البعض جميلة لكنه يشعر بالكثير من التحفز لحسنها هذا ...
خاصة عيناها الخضراوان الشبيهتان بعيون القطط خلف نظارتها العريضة بإطارها الأسود المربع الذي أكل قرابة نصف وجهها!!
ما هذه الألوان المريعة لحجابها؟!
تداخل كارثي لألوان لا علاقة لها ببعضها ...
تلوث بصري!!
ثياب هذه المرأة حقيقةً مجرد تلوث بصري!!
ألم تعبر عيناها على مرآة؟!
ألم تسمع عن "موضة"؟!
هذه "البلياتشو" ستعالجه؟!

_دكتور يامن أنا ماعنديش وقت ...ياتتفضل تقعد يا تخرج عشان أشوف شغلي .
قالتها باستياء واضح هذه المرة فتنحنح بخشونة وقد قرر البقاء!
لماذا؟!
ربما هو فضول ليستكشف السر الذي جعل مروان يثق بها هي بالذات ...
وربما مجرد رغبة في أن يكمل هذا اللقاء لآخره مادام قد جاء إلى هنا على أي حال ...
وربما هو احتياجه أن يسقط الوزر عن كاهله -ولو قليلاً-!!
وربما هو كل هذا!

لهذا تقدم بخطوات بطيئة ليجلس دون دعوة على الكرسي أمام مكتبها قبل أن يطرق برأسه مشبكاً أصابعه أمامه...

هنا ابتسمت هي ابتسامة لم يرها وقد جاء دورها لتفحصه هذه المرة...
هذا "يامن عبد الرحيم حمدي" إذن !
سمعت عنه كثيراً لكنها لم تتصوره بهذه الوسامة ...
لا ...لا يشبه والدته بيللا بجمالها الأرستقراطي بل هو ل-والده- أقرب!
سيتعبها كثيراً لو قبل أن تبدأ معه رحلة علاج...
خاصة مع هذه الوخزة التي تشعر بها في قلبها الآن وهي تراه يجلس بهذه الطريقة كطفل متعَب...ومتعِب!

لكنها كتمت مشاعرها هذه وهي تتقدم بدورها لتجلس على مكتبها قبل أن تقول بنبرة عملية:
_دكتور مروان اداني فكرة عن الموضوع ...لكن أحب أسمع منك.
رفع رأسه نحوها وقد انفرجت شفتاه وكأنه على وشك الكلام قبل أن يعاود إطباقهما بقوة....
الأمر ليس بهذه السهولة!!!!
أن يعري روحه ليكشف عورات جرحه ...
هو لم يفعلها في حياته إلا مع امرأة واحدة ...
امرأة ظنها الدواء فكانت طعنتها الأقسى!

_طيب ...أنا هساعدك.
قالتها ياقوت بتفهم مدركةً عظم صراعه الداخلي هذا لتردف :

_من غير ما ادخللك في تفاصيل طبية أكيد بحكم كونك دكتور اطلعت عليها قبل كده ...الوسواس القهري درجات ...ونسبة علاجه ممكن توصل مية في الماية...خصوصاً لو المريض نفسه راغب في العلاج ...خلليني أبسط لك الموضوع أكتر ...فيه منطقة معينة في المخ مسئولة عن توصيل الشعور بالقلق ...عاملة كده زي جهاز الإنذار ...تخيل بقا لو جهاز الإنذار ده اتعطل وطول الوقت شغال عمال على بطال ...هو ده بالظبط مريض الوسواس القهري .

رفع عينيه إليها ببعض الاستهانة ...
ما الجديد في ما تقوله ؟!!
أي طفل صغير سيفتح "الويكيبديا" سيجد فيها مثل هذه المعلومة !!
لكنه بدأ يهتم قليلاً عندما أردفت :

_الموضوع بيبدأ بخبرة سيئة في الطفولة أو تاريخ وراثي ...بيزيد مع التوتر والضغوط ...وبيقل وممكن ينعدم تماماً لو انشغلت وارتحت ...م الآخر انت بتحارب دماغك بدماغك...هي بتزق عليك أفكار سلبية وانت دورك تقاومها بأفكار إيجابية ...المهم إنك تقتنع في النهاية إنها مجرد أفكار مش حقايق...فاهمني يا دكتور؟!!

عقد حاجبيه بتركيز دون رد فابتسمت لتقول بفخر:
_دكتور مروان اختارني لأن هو بالذات كان شاهد على نجاحي في آخر حالة عالجتها ...نجاح مية في المية وفي زمن قياسي.

مط شفتيه بعدم اقتناع ثم أشاح بوجهه فاتسعت ابتسامتها مردفة:
_الناس بتيجي للدكتور النفسي عشان تفضفض وترغي وهو يسمع...لكن انت من أول المقابلة سايبني أنا أتكلم وماقلتش ولا كلمة .

_عشان بصراحة مش مقتنع!
قالها وهو يلتفت نحوها فجأة لتزداد حدة هذه "الوخزة" في قلبها مع التقاء نظراتهما ...
قبل أن يردف هو بفظاظته المعهودة:
_مش مقتنع بسبب واحد يخللي مروان يرشحك انتِ ويسيب أكبر أسامي في مصر ...ومن أول المقابلة بحاول أدور على أي أمارة لشطارتك ال"فظيعة" مش عارف الحقيقة !

ارتدت برأسها للخلف وهي تتلقى عبارته كصفعة قبل أن تتجمد ملامحها تماماً لترد له إهانته:
_مروان قاللي إنك عصبي ومتحفز بس نسي يقوللي إنك كمان قليل الذوق.
هنا هب هو واقفاً مكانه ليهتف بنفس الفظاظة:
_وآدي كمان دليل إنك أصلاً مالكيش فيها ...مفيش دكتور بيعامل مريض نفسي كده .
_عشان قلة ذوقك دي مش مرض ...ده طبع ...وأنا دوري أعالجك مش أربيك!
هتفت بها باعتداد شبه بارد مقارنة باشتعال ملامحه هو ...
خاصة عندما اضطر لكظم غيظه وهو يرمقها بنظرة ساخطة قبل أن يغادر الغرفة بخطوات مندفعة ليصفق الباب خلفه بعنف كاد يخلعه من مكانه تاركاً إياها خلفه تغلي غيظاً ...

لقد كانت تتمنى بحق لو تأخذ فرصتها معه ...
لكن "الأحمق" تركها...
"الأحمق الفظ"...
"الأحمق الفظ المغرور"
"الأحمق الفظ المغرور ال...وسيم"!!!

ابتسمت كمراهقة ساذجة عند الخاطر الأخير لتهز رأسها عدة مرات قبل أن تهمس لنفسها بصوت مسموع:
_ما تتحشمي يا بنت أشواق...ياما عدى علينا أشكال وألوان ...هنيجي ع الآخر ونخيب!

قالتها بلكنتها القروية البسيطة المميزة والتي تحب "الارتياح" فيها عندما تمل من التخفي خلف لكنتها الجديدة التي تعلمتها هنا منذ دخلت كلية الطب ...
السخرية الطبيعية من الفتاة القروية التي كانوا يظنونها ساذجة ظلت تطاردها حتى اضطرت أن تتحدث مثلهم كي لا يلاحظوا الفارق...

وهذه الملحوظة ..."جمال الفلاحين"...التي كانوا يعلقون بها على ملامحها جعلتها تدرك أن حسنها لن يكون شفيعها في معركة غير شريفة كهذه...
هي تريد النجاح...تريد الشهرة...تريد المال !
أجل ...هي لا تخجل من الاعتراف أنها تحب المال!
تحب تحصيله...رؤيته...ادخاره...
لكنها لا تحب إنفاقه !
بل إنها لا تبالغ لو قالت إن أسعد لحظات حياتها هي تلك التي تفتح فيها دفترها المصرفي تراقب حركة حسابها ...
لا...لم تتطرف يوماً لجمعه من حرام ...
تربية "الحاجة ثمر" لا تفعلها أبداً!!!

وعند الخاطر الأخير تجهمت ملامحها وهي تتذكر آخر حواراتها مع الجدة الطيبة ...

_العريس طفش يا حاجة ثمر...أول ما عرف حكايتي!
بحسرة لم تملكها قالتها عندما وصلها رد زميلها الذي كان قد تقدم لخطبتها ...
لتجيبها الجدة بنبرتها التي تمزج رضا الإيمان بالمرح:
_اوعاكي تزعلي يا خايبة...السكة اللي تودي...يروح واحد ييجي عشرة.

لكنها كانت تعلم أن الواحد -وإن تبعه عشرة كما تقول- فكلهم سيهربون كما هرب منها!
ما أشبهها بدائرة من نصفين...
نصف مضيئ تحياه بكل تألقه هنا في العاصمة طوال أيام الأسبوع...
ونصف آخر مظلم تعود إليه في قريتها أيام العطلة !

انقطعت أفكارها برنين هاتفها فانقبض قلبها ببغض وهي تميز اسم المتصل...
هذا الانقباض الذي لم يمنعها من فتح الاتصال بتحية فاترة مقتضبة قبل أن يصلها صوته :
_برضه رجعتِ الفلوس زي كل شهر؟!
الغضب الممتزج بالذنب الذي يميز لهجته يصلها فيزيد من عمق انقباضة قلبها لكنها ترد بنبرة محايدة :
_مش محتاجينها...أنا ولجين بنشتغل وعايشين كويس الحمدلله.
_كويس؟!
بسخرية يهتف بها ليردها عنادها:
_جداً...الحمدلله.
_ماشي...عموماً أنا ماعدتش هابعت حاجة...لما تعوزي حاجة انتِ أو أختك ابقوا اتصلوا.
الصوت الرتيب بعد إغلاقه الاتصال ظل يدوي في أذنيها للحظات قبل أن تعيد الهاتف مكانه على سطح المكتب...
ليته يكف عن الاتصال بها...
ليته ينساها وينسى شقيقتها للأبد !!
ساعتها ربما لن تحقد عليه كما الآن ...
أجل تحقد عليه وهي تراه طوال عمرها لا يفعل شيئاً سوى خنقهما -هي وشقيقتها- بحبل غليظ يزعم أنه ينقذهما به من الغرق!!
أي ظلم هذا؟!!
أي ظلم؟!!
أي مال يريدها أن تقبله؟!!
ثمن "شرف أمها"!!!

اقشعر جسدها كله عند الفكرة الأخيرة حتى كادت تشعر بانتصاب شعيراتها كاملة من قمة رأسها لأخمص قدميها ...
قبل أن يقع بصرها على اسمها المكتوب على قطعة خشبية تعلو مكتبها ...
(ياقوت سليمان)
لقد حذفت اسمه- عمداً - من عالمها الجديد الذي تحياه هنا بكل تألقه ...
وأبقته فقط هناك في عالم "ظلمتها"...في القرية !!
مجرد قصاص هين يبرد بعض نارها !!

_دكتورة ياقوت ...الساعة بقت خمسة.
الهتاف المصحوب بطرقات خافتة على الباب نبهها لموعد انصرافها فتنهدت بحرارة لتخلع معطفها الطبي قبل أن تتوجه للمرآة المعلقة خلف الباب لتعدل ملابسها ...
أناملها تمتد عبر فتحة قميصها للداخل...
وبالتحديد نحو القطعة العلوية لملابسها الداخلية ...
هناك حيث هذه !!!
ورقة نقدية من فئة العشرة جنيهات غلفتها بغلاف بلاستيكي خفيف وتضعها دوماً هنا قرب قلبها ...
كي تظل دوماً تذكر ...ولا تنسى أبداً ...!!!!!
========


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 09:31 PM   #66

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



أسند ذراعيه خلف رأسه وهو يتمدد على فراشه الوثير في الفندق...
طالما أحب ماليزيا من الإعلانات السياحية لها ...
لم يكن يعلم أنها ستكون مدخله ل"كنزه" المرهق و...الممتع!
ياسمين التي أدرك منذ أول مرة رآها فيها أنها تختلف عن النساء اللائي سبقننها لعالمه...
شعلة من جاذبية... طموح ...ثقة...قوة...
من سواها يمكنها تحويل خسائر حياتها المتوالية لسلسلة أخرى من النجاحات؟!
ربما لهذا مست في قلبه مكاناً لم تبلغه سواها ...
حب؟!
هو طوال سنين حياته هذا لم يعرف المعنى الحقيقي لهذه الكلمة "المطاطة"!
هو "رجل سوق" علمته الدنيا أن الحياة ليست سوى مكسب وخسارة ...
وهو "أبداً" لم يقبل بالخسارة!
ربما لهذا يشعر الآن بالفخر وهو يرى الأقدار تسانده للظفر بالمرأة التي لامست أعلى قمم إعجابه ...

انقطعت أفكاره برنين هاتفه فتأهبت ملامحه مع اسم المتصل الذي يعني له الكثير في عالمه...

_أهلاً رائد ...طمني .
قالها بود لم يخلُ من حذرٍ اعتاده في التعامل معه هو بالذات !
تاريخ طويل يجمعهما بتناقضات شاسعة ...
لقد أنقذ رائد حياته يوماً فكيف لا يدين له بالثقة؟!
لكنه -في المقابل- آذاه في أقرب الناس إليه ...فكيف يأمنه؟!

نفض الخاطر الأخير عن رأسه بسرعة كعهده في تحاشي تذكر هذا الأمر خاصة مع إجابة رائد شديدة العملية :
_الشغل كله تمام كأنك موجود...ما تقلقش.
قالها ليتبعها بالتفاصيل الدقيقة لعملهما المشترك فتحولت ملامح زين من الاهتمام للارتياح ...
قبل أن يعاود سؤاله بنفس الحذر:
_وهمسة؟!
ذبذبات التوتر بينهما تعالت فجأة بعد سؤاله الذي نال إجابته بما لم يرضِه لينتفض فجأة مكانه هاتفاً بحنق غريب على طبيعته الحليمة:
_يعني إيه ما بتاكلش؟! واللي هناك دول بيعملوا إيه ؟! مش عارفين ياخدوا بالهم منها كام يوم ؟! هاخرب بيتهم.
ثم صمت لحظة ليردف بزفرة ساخطة:
_خلاص يا رائد...أنا هرجع مصر في أول طيارة...بس اتصرف انت لحد ما أرجع.
_ما تشيلش هم.
قالها رائد بنبرته العملية ليغمغم زين بنبرة عجيبة بين حذر ورجاء:
_من غير ما تشوفها ولا تكلمها ...ماتنساش الاتفاق اللي بيننا...انت وعدتني.
هنا سادهما صمت قصير ليجتاح الانفعال نبرة رائد العملية رغم اقتضاب إجابته:
_مش ناسي.
قالها ليغلق الاتصال دون المزيد فتجهمت ملامح زين أكثر ليزفر بسخط قبل أن يتصل بياسمين ليقول بنبرة ضائقة:
_مش هاقدر أقعد هنا أكتر من كده ...قابليني بالليل نتفاهم قبل ما أرجع مصر .

وفي مكانه في حديقة بيت زين أغلق رائد الاتصال ليرفع رأسه نحو السماء بما لم يدرِ هل هو يأس أم دعاء...
كان مختبئاً خلف إحدى الأشجار يراقبها من بعيد ...
ملاكه الكسير الذي قصوا له جناحيه بجرمه هو ...
جرم "الحب" الذي لم يعرفه ولن يعرفه إلا لها !

_رائد بيه !
هتاف الخادمة قطع عليه شروده ليلتفت نحوها بعنف أجفلها وجعلها تردف برهبة:
_هنعمل إيه مع الست همسة ؟! من ساعة ما زين بيه سافر وهي بتاكل بالعافية وحتى دواها ما بقتش راضية تاخده .
صمت قليلاً ليتمالك فورة مشاعره قبل أن يقول بنبرة آمرة :
_غمي عنيها وسيبيني أدخل لها المرة دي كمان .
ورغم الأمر الصريح في لهجته القوية لكن قلبها الحنون أدرك العاطفة الراجية بين حروفه...
تماماً ككل مرة يطلب منها -سراً- هذا الطلب "الغريب"!
هي تعلمت منذ عهد بعيد طاعة أسيادها دون مناقشة ...
لكنها في هذا الموقف بالذات تتمنى لو تعرف السبب!
لا ...ليس مجرد فضول ...
بل رغبة حقيقية في سعادة هذين الاثنين اللذان يبدوان وكأن سهم الحب الغادر قد آذاهما معاً...
ربما لهذا تخاطر بتنفيذ رغبته هذه كل مرة دون علم السيد زين بل دون أن تخبر أي أحد ...

لهذا تقدمت نحو غرفة همسة لتفتحها قبل أن تتقدم نحو الأخيرة التي لم تحرك ساكناً ...
حتى عندما عصبت المرأة عينيها لتتركها بعدها دون تفسير ...

المرأة التي أشارت نحوه ليتقدم ويدخل الغرفة أخيراً ...
قبل أن تتنهد بحرارة وهي تغادر لتنتظره بالخارج دون أن تغلق الباب ككل مرة ...
لا تدري لماذا يفعل هذا سراً ؟!
ولا لماذا يصر ألا يزورها إلا وهي معصوبة العينين ؟!
ودون أن يكلمها!!
لكن الذي تعرفه وتثق به تماماً أن حالة همسة تتحسن بعد هذه الزيارة !
لهذا تفعلها مستريحة الضمير كل مرة ولن تكف عن فعلها ...


وفي مكانه وقف هو متشنج الجسد يراقب ملامحها الحبيبة من هذا القرب بنَهَم عاشق محروم ...
آه لو تتلاشى كل الحواجز بينهما ...
لو يعود الزمان بلا زمان ...ويعود المكان بلا مكان ...
وتعود هي فقط همسته في عالمه الذي لم يستمع لصوت عشق إلا عشقها فكان عاقبة أمره خسراً...
وأي خسران أكبر من أن يحرم همسها لينال عقابه صمتاً...؟؟!!
صمتاً كهذا الذي يختنق به الآن وهو يراقبها سراً ك"لص" بعدما كان على عرشها "الملك"!

وعلى كرسيها ارتجف قلبها وهي تميز رائحة عطره التي لم تتغير طوال هذه السنوات ...
لكن ارتجافتها لم تصل لجسدها الذي ظل على سكونه ...
يجعلهم يعصبون لها عينيها كي لا تميز وجوده ؟!
هل يظنها حقاً لا تفعل؟!
لكن...ما الفارق ها هنا؟!
هل تلومه لأنه يجعلها لا تراه؟!
ماذا يحدث لها عندما تراه ؟!
ذهنها "المضطرب" هاهنا يشوش تماماً...
ينقبض قلبها بشعور خانق فتتلاحق أنفاسها لتنفرج شفتاها تباعاٌ بشهقات متتالية وكأنها تطلب المزيد من الهواء ...

هذه الحركة "القاتلة" التي زلزلته مكانه وهو يتقدم نحوها خطوة فارداً ذراعيه وكأنه سيحتضنها ...
ثانية واحدة...
قبل أن يعود إليه إدراكه لتدمع عيناه بعجز وهو يتوقف مكانه ليرمقها بنظرة مودعة أخيرة...
قبل أن يغادر الغرفة بخطوات مندفعة تلاحقه نظرات الخادمة الملتاعة...

ما الذي يجري هنا؟!
وأي قصة غريبة تختفي خلف هذين؟!
هذا السؤال الذي ظل يؤرقها وهي تتحرك لتحضر لها الطعام للمرة التي لا تدري عددها هذا اليوم قبل أن تنزع عنها عصابة عينيها دون أن يتحرك جسد همسة الذي عاد لسكونه بعد رحيله...
قبلت المرأة رأسها بحنان وهي تتوسلها تناول الطعام بينما تقرب الملعقة من فمها المنفرج غير آملة في استجابة...
لكن الغريب حقاً أنها رضخت لتتناول الطعام هذه المرة !!!
=====

_تقدر تروح دلوقت يا رامز ...نبيلة بتقول إنك هنا من ليلة الحادثة.
قالتها هانيا بتماسك في غرفتها بالمشفى متحاشية لقاء نظراته بينما تحاول سحب كفها منه دون جدوى مع تشبثه الشديد به...
والذي ناسب قوله:
_ومش هامشي غير ورجلي على رجلك.
انطلقت منها آهة خافتة وهي تغمض عينيها بقوة ليردف هو بعتاب امتزج بعاطفته:
_عايزاني أمشي عشان الممرضة جاية تغير لك على مكان الحرق دلوقت ...زي ما بتتلككي كل مرة بأي حجة عشان تخرجيني...بس حركاتك دي مفقوسة قوي.
عبارته الأخيرة خالطها بعض المرح الذي حاول به تلطيف الموقف وهو يراها لا تزال تتشبث بقناع تماسكها الواهي ...
الحمقاء المكابرة!!

كيف ينسى لهفتها عندما فتحت عينيها عقب إفاقتها مباشرة ليكون اسمه هو أول ما تنطق به ...
قبل أن تتشبث بكفه بقوة جعلت قلبه يتزلزل مكانه !!!
لكنها ما كادت تستعيد إدراكها لتدرك حقيقة الوضع حتى عادت "لشرنقتها" تحتمي بها من ضعفها ...

لا ...لا يلومها ...
هو الآن يتفهمها ...ولن يبالي لو قضى العمر كله يثبت لها عشقاً هي أهل له!

_مش من حقك تبقى هنا...ولا تشوفني كده ...انت خلاص ما بقيتش جوزي...كل ده غلط !
هتفت بها بنبرتها القوية ولاتزال مغمضة عينيها ليجيبها بصبر :
_في إيدك انتِ تصلحي الغلط...كلمة واحدة منك وأجيب المأذون لحد عندك هنا ...بس قولي أيوة.
_لأ!
هتفت بها حاسمة دون أن تفتح عينيها ليهتف هو الآخر بانفعال:
_هانيا...شغل الأفلام بتاع مش محتاجة شفقتك ده مش هياكل معايا ...انتِ أكتر واحدة عارفة أنا بحبك أد إيه...ووجودي هنا معاكِ مش تقضية واجب ولا عشان صعبانة عليا ...أنا هنا لإني اتعلمت بأصعب طريقة إني ما ينفعش أكون غير هنا...جنبك.
سالت دموعها عبر عينيها المغمضتين وهي تطبق شفتيها بقوة وكأنها تخشى أن تخونها كلماتها باعتراف مشابه !!!
هي الأخرى تعلمت بالطريقة الأصعب أن مكانها جواره ...
لكن بعد فوات الأوان!!
ماذا بقي لها من أنوثتها -التي حرمته منها قسراً- لتمنحه إياه الآن طوعاً؟!!
هذا الذي تباهى أمامها يوماً بتاريخه مع النساء كيف اليوم تجد لها مكاناً على أرضه إلا كملكة مهزومة ؟!

مسح دموعها بأنامله الحرة دون أن يفلت كفها ليقترب بوجهه منها هامساً :
_خدي وقتك كله عشان تهدي وتتقبلي الوضع الجديد....بس وأنا معاكِ ...حرام عليكِ يا هانيا...انت ما تعرفيش حالتي كانت عاملة إزاي وأنا بجري في الشارع زي المجنون ليلة الحادثة مش عارف هالحق واللا...

غص حلقه في كلماته الأخيرة عاجزاً عن إكمالها لتفتح هي عينيها أخيراً فتراه عبر دموعها بصورة مثالية طالما تمنتها ...
آه لو تستطيع البوح الآن!!
لو تخبره أنها تحتاجه حقاً!!
تحتاج أن تخبئ رأسها بين ذراعيه !!
تستر عورات خيباتها عن العالم لتحتمي بصدره !!
تصرخ كطفلة أنها خائفة حقاً من الغد ؟!
خائفة أن تفشل...أن تخسر...أن تفقد ...
لكنها خائفة منه أكثر!!
خائفة أن يخذلها ...وخائفة أكثر أن تخذله هي!!!

_لسه بدري ع الكلام ده...حتى لو وافقت نرجع لبعض...مش هيبقى قبل ما أرجع ست طبيعية...ولو ده ماحصلش ...مش هاينفع.
كان يتوقع منها هذا الكلام...هذا التماسك ...هذه النبرة العملية التي طالما ميزتها ...
تماماً كما كان يتوقع حركتها عندما سحبت كفها منه لتقبضه جوار صدرها ...
لكن مالم يتوقعه حقاً هو حركتها التالية...
عندما وجدها تجذب رأسه بذراعها السليم لتضمه لكتفها في "نصف عناق"!!
نصف عناق انخرطت بعده في بكاء عنيف مع قولها:
_لو بتحبني بجد ماتخلينيش أحس كده...ماتضيعش اللي عشت عمري كله أبنيه...لو ضعفت دلوقت مش هسامح نفسي أبداً.

رائحتها المميزة تتوغل بين خلاياه ليدرك حقاً كم اشتاقها ...
كم يحتاج إليها ...
يحتاج امرأة بقوتها ...بعنفوانها...بصلابتها ...بل وبضعفها هذا الذي لايزيدها إلا جاذبية ...

لهذا رفع وجهه نحوها ليعاود مسح دموعها هامساً بنبرة دافئة:
_مش يمكن هي دي المشكلة؟! مش يمكن لو اعترفتِ بضعفك دلوقت تلاقي قوتك اللي بتدوري عليها ...قوتك اللي بجد مش اللي بتمثليها دي !
أشاحت بوجهها عن مرمى نظراته لكنه عاد يجذب ذقنها نحوه ليردف بإلحاح:
_طب خلليني أكلمك بطريقتك...إيه رأيك ناخدها تحدي؟؟!!..انتِ شايفة إن الوضع صعب واني هزهق وأتخلى عنك...وأنا شايف العكس...خلاص نرجع لبعض ونشوف مين معاه حق ...هه قلتِ إيه؟!
هزت رأسها بعدم اقتناع ليهتف فجأة:
_وبعدين يادكتورة مفيش واحدة بتطفش واحد بتكلبش فيه كده ؟! طب شيلي دراعك من حوالين رقبتي الأول وبعدين اتكلمي!

شهقت بخجل عندما تنبهت لما يقول قبل أن تبعد ذراعها عنه لتكتم ضحكتها التي انفلتت رغماً عنها والتي امتزجت بدموعها في مشهد غريب....
فابتعد هو بجذعه هاتفاً :
_أشهد أن لا إله إلا الله ...هانيا ضحكت يااخواننا ...أحمدك يارب...
ثم تلاعب حاجباه بحركة ماكرة ناسبت قوله:
_أمي بتسلم عليك وبتقوللك سيبيني معاكي بقا...ده أنا ابن حلال وبضحكك أهه !
غطت شفتيها بكفها تخفي مزيج دموعها وابتسامتها المتناقض هذا ...
لكنه تناول كفها بين راحتيه ليقبله بعمق قبل أن يهمس لها بجدية هذه المرة :
_احنا الاتنين غلطنا...كان لازم نبعد عشان لما نقرب ما نبعدش تاني...خللينا بقا نصلح غلطتنا ونعوض اللي فات .

تأوهت بخفوت وهي تعاود إغماض عينيها من جديد لا تدري عناداً أم هرباً...
بينما ابتسم هو ابتسامة حانية وهو يلاحظ أنها استسلمت لعناق كفيه هذه المرة فلم تعد تقاوم ...

وعلى باب الغرفة وقفت رانيا تراقبهما خلسة دون أن يشعرا بها ...
عبارة رامز الأخيرة تبدو وكأنها لها هي الأخرى...
هي التي عاشت عمرها كله تستند على جدارين لا ثالث لهما ...
يامن وأشرف ...
والآن يتهاوى الجداران لتجد نفسها فجأة في مهب الريح ...
إنه وقت القرار ...وقت الصحوة...
لكن هل تجد في نفسها القوة حقاً لتفعل؟!
=======
توقفت بها سيارة الأجرة أمام هذه المصحة الخاصة لعلاج الإدمان والتي نُقل إليها أشرف بعدما أنقذوا حياته بشبه معجزة...
خطواتها تتباطأ وهي تشعر بالوهن يكبلها من جديد...
ماذا لو أهانتها نشوة هذه المرة أيضاً؟!
ماذا لو رفضها أشرف كما فعل المرة السابقة ؟!
وهل ستتقبل أن تراه في هذه الحالة من جديد ؟!

مشاهد متفرقة تجتاح ذاكرتها فتزيد من وهنها هذا ...
مشهده وهو ملقى على الأرض يتوسلها المخدر...
مشهد الرجل البغيض يحاول الاعتداء عليها ...
بقعة دم تراها بوعي مشتت تحتها لتعرف بعدها أنها فقدت صغيرها ...

دموعها تغرق وجنتيها وهي تقف مكانها حائرة لا تدري هل من الصواب أن تتقدم أم تتأخر ...
تتلفت حولها بعجز وكأنما تبحث عمن سيعطيها الجواب ككل مرة ...
عمن سيوجه خطواتها ليختار -بدلاً منها - الصواب ...
لا أحد!!
هي من ستختار الآن ...
ولتحتمل نتيجة قرارها مهما كانت !!

أناملها تمسد بطنها فوق ملابسها بحركة غير ظاهرة...
هاهنا ...كانت هنا يوماً "قطعة" منه ومنها ...خسرتها بسببه !
وهاهنا أيضاً...."قطعة" من جسده هو منحها بها الحياة !
أجل...
هو أفقدها طفلهما...لكنه يوماً تبرع لها بكليته !
هو تسبب في فقد حياة ...لكنه منحها كل الحياة !!!
فهل بعد هذا مجال لاختيار؟!!

هنا أخذت نفساً عميقاً لتمسح دموعها وهي تتقدم نحو البوابة المعدنية الكبيرة لتدلف إلى الداخل ...


وفي غرفته كان أشرف جالساً على كرسيه يمسك مصحفه...
نداء خفي ينبعث من روحه يخبره أن نجاته هاهنا ...
أن الطريق الذي تشوش بضبابه لاسبيل لجلائه إلا هكذا ...
وأن العمر الذي بخسه قدره يستحق أن ننهيه كما أراد المنعِم به ...لا كما نريد نحن !
دموعه المذنبة الواهنة تسيل ببطء حارق على لحيته النامية بينما ترتجف شفتاه بقراءة صامتة...
كل آية نور...
كل كلمة نور...
كل حرف نور ...
فأين كان هو غافلاً عن كل هذا وسط ظلمات يأسه ؟!!!

صوت الباب يُفتح لكنه لا يبالي ...
يعرف أنها هي ...
هالة حضورها التي تمس مكاناً بقلبه كبر معه عاماً بعام ...حتى اختلط بدمه وعظمه ...
فكيف لا يميزها؟!
لكنه مع هذا لم يغير وضعه...
بل بقي مكانه ليغمض عينيه منتظراً مبادرتها ...

_إزيك يا أشرف؟!

صوتها الحبيب يعرف طريقه لقلبه ككل مرة ...
لكنه هذه المرة منغمساً بجرح لا يدري هل سيكتب له شفاء؟!!
يشعر بها تنحني على ركبتيها لتكون في مستوى رأسه...
أناملها تربت على كتفه وهي تهمس بين دموعها:
_قالوا لي إنك رافض الكلام ومش بترد على حد ...حتى أنا يا أشرف؟!

شفتاه ترتجفان بقوة فيطبقهما دون أن يرد عليها ...
يعلم أنها لن تطيق على هذا صبراً...
يعلم أنها ستكتفي بالبكاء وانتظار مدد قوته هو ...
لكنه لم يعد يملك ما يمكنه منحه!!
لهذا صار يوقن أنه خسرها !!

_مش مهم تتكلم ...المهم تسمعني...أنا معاك ...وهافضل دايماً معاك...حتى لو طردتني ألف مرة هارجع تاني...مش بس عشان انت محتاجني...لكن أنا كمان محتاجاك .

فتح عينيه بنظرة عميقة دون أن يتحرك من مكانه...
فابتسمت والدموع تنهمر من عينيها لتهتف بانفعال:
_عندي كلام كتير قوي يا أشرف ...كلام كنت محوشاه عشان انت بس اللي بتعرف تسمعه...ممكن تسمعني؟! اسمعني بس وما تردش !

أطرق برأسه في عجز لكنها لم تيأس ...
حديثها الذي استمر قرابة الساعة لم ينقطع ...
حكت له عن حادث هانيا....عن تمسك رامز بها ...عن انهيار يامن ...عن تغير داليا...عن صحوة نبيلة...
حكت له عن انطباعاتها التي تخجل من البوح بها أمامهم...
عن انزوائها الذي صارت تكرهه وتريد تغييره...
ابتسمت وهي تحكي له بعض ذكرياتهما المشتركة...
وبكت وهي تشكو إليه حالها في غيابه...
بل ...وغنّت له جزءاً من أغنية لها ذكرى خاصة لديهما ...

تكلمت وتكلمت وتكلمت حتى ظنت أنها كانت تدخر كل هذا الحديث له هو وحده ...
ورغم أنه لم يكن يتفاعل معها إلا بصمته لكنها كانت تشعر بدقات قلبه تجاريها في كل ما تتفوه بها ...
أجل ...
مهما كانت الغربة ...ومهما طال الصمت ...لا تزال خفقات القلب للعاشقين وطناً ...ولغة !
=======


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 09:35 PM   #67

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



_كنت فين؟!
هتف بها يامن بقلق وهو يراها تعود وحدها إلى بيت أمه -الذي استقروا جميعاً فيه عقب خروج هانيا من المشفى- لتجيبه رانيا ببعض التحفظ:
_عند أشرف في المصحة.
تجهمت ملامحه وهو يشعر بالمزيد من الانهيار الداخلي لكنه لم يملك إلا سؤاله :
_عامل إيه؟!
_مش مهم عامل إيه...المهم إني هاكون معاه في أي حال...ده قراري يا يامن وأرجوك ما تعارضنيش فيه.

هتفت بها بتنمر غريب على طبيعتها التي يعرفها ...
فالتوت شفتاه بشبه ابتسامة وهو يتمتم بخفوت:
_اتغيرتِ يا رانيا.
_لو مش هنتغير لما الدنيا حوالينا تتهد ...يبقى هنفوق امتى؟!
قالتها بنفس الانفعال وهي تشعر بأن جسدها كله يرتجف غضباً وترقباً...
ربما لأنها كانت تتوقع من يامن نقاشاً طويلاً يحاول إقناعها فيه بالعدول عن قرارها...
هذا الذي كانت ليست له مستعدة الآن أبداً...
ليس وهي لاتزال في بداية طريقها نحو بناء قوتها ...
قوتها التي يحتاجها أشرف...وتحتاجها هي قبله !!
لهذا كانت دهشتها كبيرة عندما تمتم يامن باستسلام غريب :
_معاك حق .

ظلت تتفحصه غير مصدقة للحظات قبل أن تشعر نحوه بالمزيد من الذنب ...
نبيلة أخبرتها بفاجعته وهي لم تفعل شيئاً إلا إضافة المزيد من الحطب لنيرانه ...
لهذا أطرقت برأسها لتقول بنبرة مرتجفة:
_أنا آسفة يا يامن...بالله عليك ما تزعلش مني.
قالتها لتنخرط في البكاء بعدها وكأنها لم تثُر في وجهه منذ دقائق فقط!
لكنه ابتسم ابتسامة شاحبة وهو يقترب منها أكثر ليقول بحنانه الفظ:
_بلاش هبل...وانتِ من امتى بيتزعل منك أصلاً؟!
ثم أشاح بوجهه ليردف بجدية:
_انتِ اخترت طريق...كمليه .
_لو شكيت ما تكملش!
قالتها ببعض التهكم تذكره بمبدإه الشهير لترتسم ابتسامة مريرة على شفتيه تليق برده:
_ما انا لو مكملتش هافضل واقف مكاني ...وساعتها هاعيش عمري كله اتحسر على خطوة ما مشيتهاش.

ارتفع حاجباها بإشفاق وهي تشعر أنها تقف أمام يامن جديد غير هذا الذي تعرفه ...
لكن لعل هذا هو الأفضل...
لهذا ابتسمت وهي تكرر اعتذارها قبل أن تغادره وتذهب إلى غرفتها ...
بينما جلس هو مكانه على كرسيه في صالة المنزل يفكر فيما آلت إليه الأحوال ...
هانيا خرجت من المشفى ورامز يريد العودة إليها لكنها لا تزال تكابر ...
وها هي ذي رانيا هي الأخرى تريد العودة لأشرف لكن يبدو أن الطريق لايزال مشبعاً بالعقبات...
داليا هي الأخرى صارت أكثر هدوءاً وتعاوناً معهم وكأنما أنضجتها التجربة ...
ماذا عنه هو؟!!
هو لا يدري!!
بعد فشل زيارته لتلك الطبيبة لا يعرف البديل!!
هو يدرك أنه كان شديد التحامل عليها يومها لكن صدمته بكونها امرأة أربكته...
وهو رجل التدبير الذي لا تسره المفاجآت!!!

_ماتشيلش هم!
قالتها نبيلة وهي تربت على كتفه بأحد كفيها بينما تحمل بالكف الآخر صينية صغيرة حوت قطعة من السينابون مع فنجان قهوة...
تجهمت ملامحه ورؤية الحلوى هذه بالذات تثير شجونه...
لكن يبدو أن المرأة كانت تدرك حقاً ما تفعله ...
فقد وضعت الصينية أمامه لتقول بهدوء:
_شفت فيديو ع اليوتيوب واتعلمت طريقته...بس بصراحة...بتاع ياسمين أحلى كتير .

لايزال اسمها ذا وقع مميز عليه خاصة في هذه الأيام ...
ربما لهذا شعر بغصة مختنقة في حلقه وهو يشيح بوجهه لتتناول- أمه -الطبق فتطعمه بنفسها قائلة:
_عمرك ما رديت إيدي في أكل عملته بنفسي...دوق بقا.

تناولها منها مجبوراً ليكتفي بالقليل قبل أن يشير لها بكفه في إشارة بالتوقف ...
ثم مد أنامله يتناول فنجان القهوة الذي ارتشفه ببطء ونظراته تنضح حزناً...
الحزن الذي مس قلبها لتقترب منه أكثر فتربت على ركبته قائلة فجأة:
_إيه رأيك تروح لعمك البلد يومين تغير جو؟!
الفكرة بدت له جيدة حقاً لكن...
_إزاي أسيبكم لوحدكم في الظروف دي؟! مش هاينفع طبعاً!
لكنها ابتسمت لتقول بحزم:
_وجودك جنبنا بحالتك دي مش هيفيدنا...أنا والبنات زعلانين عشانك...ماتقلقش علينا ...سافر واعتبرني هنا مكانك.

ربما لو كانت قالت عبارتها الأخيرة في ظروف أخرى لاعتبرها نكتة وسقط من الضحك أرضاً!!!
نبيلة...بيللا ...مكانه هو؟!!!
لكن الآن وبعدما مرت به العائلة من ظروف يشعر أنه حقاً يمكنه الوثوق بها...
هي تغيرت...كما تغير الجميع...
الصفعة التي نالوها جميعاً أعادت الأمور لنصابها ورب ضارة نافعة ...
ربما لهذا لم يجد غضاضة في قبول الأمر ...

_معك حق ...محتاج فعلاً أفصل يومين .
_ماحاولتش تكلم ياسمين؟!
سألته بتردد ليجيبها بحسرة خنقت حروفه:
_قافلة حسابها...وحاولت أتصل بوالدها لكن ...بصراحة...ماعرفتش أقولله إيه ؟!
هزت رأسها بتفهم وهي تدرك مرارة شعوره ...
لكنها كانت تشعر بالشفقة على ياسمين هي الأخرى فعادت تقول بحنان:
_طب ما تسافر لها .
هنا ابتسم ساخراً لينهي الرشفة الأخيرة في فنجانه قبل أن يضعه جانباً ...
ثم التفت نحوها ليقول بشرود :
_مش عارف إذا كان ممكن نرجع لبعض واللا لأ...كل واحد فينا كسر في التاني حاجة مش هتتصلح...مش هاقدر أحط عيني في عينها إلا لما أعالج نفسي الأول...ياسمين بتاعة النهارده غير ياسمين اللي عرفناها...وعشان أقدر أرجعها لازم أنا كمان أتغير.
=======
في القطار المتجه به لقريته يجلس هذه المرة وحده ...
تحترق شفتاه بابتسامة مريرة وهو يتذكر المرة السابقة التي كانت فيها هنا بين ذراعيه ...
وقتها كان يشعر بالغيرة من الرجل الذي كان يحتضن امرأته في الكرسي أمامه فاستغل نومها ليفعل مثله ...
آآآه ...
كم تبدو له الذكرى الآن شهية...مثلها ...
ومحترقة...مثله!!!

_لو جيت هنا تاني من غيري قل لهم إني حبيتهم قوي


كأنه يسمعها الآن بصوتها فيرتجف جسده للذكرى ...
وكأنها كانت تعلم ...
أجل...كانت تعلم!
كانت تدرك أن عمر هواهما سيكون قصيراً فسيدة الألوان لم تكن لتصلح لرجل الأسود...
وشمس الحب لا تبهر العميان!

انطلقت صافرة القطار معلنة وصوله فتنهد بحرارة وهو يتناول حقيبته قبل أن يغادره ليهبط في المحطة...
استقبال عمه وزوجته الحافل لم يتغير...
الغرفة التي أقام فيها لم تتغير ...
النافذة المميزة و"القُلّة" التي شرب منها خلفها يوماً كل هذا لم يتغير...
لكن الذي تغير هو "هما"!
ما أبعدهما الآن عن هذين اللذين كانا هنا وقتها ...
تذكر كيف كان يغار عليها ساعتها من بضعة أطفال ...
لم يكن يعلم أن عالماً من جحيم الشك بشأنها سيفتح أبوابه في وجهه ...!!!

_شاي العصاري عند الساقية يا دكتور!

هتفت بها زوجة عمه من الخارج فانقبض قلبه بشعور غامر بالحنين ...
"عروس البحر" ألقت لعنتها على عالمه فصار دونها خراباً بلا روح !

لهذا زفر بقوة وهو يخرج إلى الحقل القريب حيث جلس مع عمه وزوجته ...
حديثهما كان ودوداً حانياً كما يفترض وقد شكر لهما أنهما لم يسألا عنها...
أجل عمه الحصيف بخبرته أدرك أن ابن أخيه جاء هنا هذه المرة هارباً بحسرته والفضيحة تناقلتها الألسن على أي حال لتصل حتى إلى هنا ...

لكن يامن هو الذي وجد نفسه يقول بلا مقدمات :
_ماتصدقوش اللي بيتقال ...طليقها فبرك الفيديو ...أنا اللي غلطت واتسرعت وهي ما سامحتنيش على كده .

كان يعلم أنه يكذب في نصف الحقيقة لكنه رأى هذا حقها عليه في موقف كهذا ...
خاصة عندما تبادل عمه مع زوجته نظرات الارتياح قبل أن تهتف زوجة عمه ببراءتها الفطرية:
_تصدق وتؤمن بالله؟! قلت لعمك كده ...قلت له السكرة دي ماتعملهاش...ده أنا قلبي اتفتح لها من أول مرة.
ثم ترددت لتردف برجاء:
_طب ما تحاول تصالحها ياابني وتلم الشمل.

لكن زوجها زجرها بعبارة مقتضبة جعلتها تخفي وجهها حرجاً في طرف وشاحها قبل أن تغادرهما بخطوات سريعة ...
بينما التفت نحوه عمه ليقول بتعقل:
_أنا مش ابن امبارح وعدى عليا من الناس أشكال وألوان...ومش هاقوللك اعمل إيه وما تعملش إيه لأني عارف دماغك ناشف زي أبوك الله يرحمه...أنا بس هاقوللك حاجة واحدة...ماتعملش زي أبوك وتاخدك العزة بالإثم...عشان ماتضيعش عمرك زي ما هو الله يرحمه ضيع عمره ...

أطرق يامن برأسه دون رد فتنهد الرجل ليقوم من مكانه مردفاً :
_هاقوم أنا أراضي مراة عمك...شكلها خدت على خاطرها مني .

ابتسم يامن بحنان وهو يتابع رحيل عمه بنظرات شاردة ...
ما أحوجه الآن لنصيحته لكن الأمر ليس بهذه البساطة ...
هو يحارب نفسه بنفسه هذه المرة...
وما أصعبها من معركة !!

زفر بسخط وهو ينتبه لكوب الشاي الذي برد في يده دون أن يشربه...
فألقاه جانباً لتلتمع عيناه وهو يتذكر مساء مشابهاً لهذا كان يستقر رأسه فيه على حجرها هي...

_تعرفي؟! مش عايز أفتح عيني...عايز الزمن يقف هنا...تفضل نفس الصورة في بالي ما تتغيرش...الساقية...الزرع...لو� � السما...ضحكة عمي...طعم الشاي...و...انتِ!

تغمره الآن هذه الذكرى بحلاوتها فيأخذ نفساً عميقاً ويخرجه في آهة حارقة كوت صدره ...
لماذا أتى إلى هنا؟!
ما كان أغناه عن هذا الحنين الذي يجلده جلداً!!!

الشمس توشك على المغيب خلف الساقية القديمة فتتابعها عيناه بشرود كئيب ...
قبل أن ينتبه في جلسته وهو يميز الظل الذي كان يقترب من بعيد ليختفي خلف الساقية...
ظل يشبه امرأة ترتدي جلباباً!!!!

يالله!
هل فقد عقله تماماً؟!!
لا...هو واثق أنه قد رآها!!!
هب واقفاً مكانه ليتجه بخطوات متئدة نحو الساقية هناك مغالباً هدير دقاته...
صوت بكاء مميز كان يصله بوضوح كلما اقترب ...
وما كاد يصل حتى اتسعت عيناه بصدمة تحولت لغضب مع هتافه :
_انتِ بتعملي إيه هنا؟!!

بينما انتفضت هي مكانها لتهتف هي الأخرى مصعوقة:
_انت جيت هنا امتى؟!

أجل لم تكن صدمتها تقل عن صدمته وهي تراه هاهنا...
كانت تعرف كجميع أهل القرية حكاية يامن حمدي الشهيرة ...
ربما لهذا قبلت مساعدته بحماس عندما أخبرها مروان عنه...
لكنها لم تتوقع أبداً أن يزور قريته في هذا التوقيت بالذات ...
بل وأن يقتحم خلوتها ليسمع بكاءها في هذا المكان الذي يحمل ذكرى خاصة لديها !!!

ظل كلاهما يرمق الآخر بعدم تصديق للحظات ...
لكنها كانت أول من تمالكت دهشتها لتهتف بينما تغادر بخطى سريعة:
_ولا كأنك شفتني!

بينما كان هو يراقبها مصدوماً وهو يراها ترتدي جلباباً قروياً مزركشاً بألوان فاقعة -وللكارثة- لا يمت بصلة لهذا العصر...
"تلوث بصري" آخر لا يقل بشاعة عن تلك المرة التي رآها فيها من قبل ...
هذه "البلياتشو" لن تكف عن إثارة دهشته !!

انتبه من أفكاره عندما لمحها تختفي تماماً عبر الحقول ليهز رأسه قائلاً بارتباك:
_لا لا لا...أنا مااتجننتش...هي هي ياقوت دي .
ثم استخرج هاتفه بسرعة ليتلاعب بأزراره بينما يردف:
_ما انا مش هاتجنن لوحدي...الله يخرب بيتك يا مروان!
ولم يكد الاتصال يفتح ليسمع صوت مروان حتى هتف به بسرعة :
_الدكتورة اللي اسمها ياقوت دي من بلدنا...صح؟!
ولم يكد مروان يجيبه بالإيجاب حتى أغلق الاتصال بسرعة دون تفسير ليعيد هاتفه مكانه بينما يعبث بخصلات شعره قائلاً لنفسه بارتياح:
_كده اطمنا على نفسنا ...تبقى فعلاً كانت هي ...
ثم انعقد حاجباه بقلق متجاهلاً رنين الهاتف الذي كان يدرك أنه مروان لكنه لم يكن في حالة مزاجية تسمح له بالرد ...
لماذا كانت تبكي هذه هنا ؟!!
وكيف جمعتهما الصدفة هكذا؟!!
ولو علم الجواب لأدرك أن الأيام القادمة ستحمل لكل منهما دوره في حياة الآخر!
======
انتهى الفصل الثاني


قراءة ممتعة للجميع



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 10:14 PM   #68

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

اول المعلقين ..
ربي يحرسك ويحفظك ياست الكل .
انا حاخذ نفس واكتب مشاعري انت رااائعه جداااا


Malak assl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 10:36 PM   #69

NIRMEEN30
alkap ~
 
الصورة الرمزية NIRMEEN30

? العضوٌ??? » 283698
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,544
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » NIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
قد تحتاج لساعة كي تفضل احدهم.......و يوما لتحب احدهم.......و لكنك قد تحتاج العمر كله لكي تنسى احدهم
افتراضي

روعة روعة روعة ..... كل ما بقرا اكتر بنبهر اكتر بسينابون ... سينابون حاجة غير حتفوق كل الي انت كتبتيه .....

NIRMEEN30 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 10:52 PM   #70

جنة محمود
 
الصورة الرمزية جنة محمود

? العضوٌ??? » 291127
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 624
?  نُقآطِيْ » جنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بداية الطريق للخلاص أصبحت واضح لهانيا و رانيا ويامن أيضا مهما كان طويل لديهم الرغبة للسعي والنجاح
يامن الموسوس وياقوت البخيلة و ماضي يتحكم بهم علي الرغم من عدم معرفتنا بماضي ياقوت
غادة و تعويض الله بأب و أم
سلمت أناملك و سلمتي من كل شر


جنة محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.