آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (الكاتـب : الحكم لله - )           »          حب بطيء النسيان (64) للكاتبة: Stella Bagwell (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرافن (الكاتـب : حبة رمان - )           »          سجينته العذراء (152) للكاتبة Cathy Williams .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          589 - أكره أن أحبك - سارا وود - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-19, 10:06 PM   #891

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي


قاعدالك يا ابلة اهوووو .. مسجلة اسمي بالانتظااارررر
والحضووور




Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 29-08-19, 10:07 PM   #892

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

القطعة الثانية والعشرون
======

_فاكر بنتي يا زين بيه ؟!

ينعقد حاجباه وهو يميز الخادمة كبيرة السن التي عايشها في بيت "الفايد" منذ طفولته ..ولولا مكانتها الخاصة لديه لطلب منها الخروج وتركه وحده كما يفعل مع الباقين ..

_بنتي حامل!


تقولها بتأثر وهي تضع كفيها على كتفي ابنتها جوارها لتقدمها أمامها مردفة :
_هي وجوزها اتفقوا لو جه ولد ..هيسموه على اسم حضرتك ..

يغمض عينيه بقوة وهو يشعر بكلماتها البسيطة تشعل قناديل من نور في روحه ظنها قد انطفأت للأبد ..
خاصة وعاطفة المرأة الجلية تبدو واضحة وهي تذكره بما فعله
لأجل ابنتها ..



هذه التي تعرضت لحريق شوه ملامح وجهها ..وقتها كانت مخطوبة لرجل تحبه ..أرغمه أهله أن يتركها بعدما نالها من ضرر ..لكن زين تكفل بمصاريف جراحة تجميلية لها على أعلى مستوى حتى عادت ملامحها شبه طبيعية ..
ولم يكتفِ بهذا بل قابل خطيبها بنفسه ليشجعه على الوقوف في وجه عائلته الرافضة لارتباطهما ..
ثم وفر له عملاً أفضل بإحدى شركاته !

_جميلك هيفضل في رقبتنا ليوم الدين ..سامحني لو قطعت عليك خلوتك ..بس ماقدرتش أمنع نفسي أني أشوفك وأطمن عليك ..اتحايلت على رائد بيه لحد ما رضي يجيبني هنا ..أنا معاك من سنين ..من قبل وفاة والدتك الله يرحمها ..وربنا يشهد ..غلاوتك من
غلاوة ولادي .

كلماتها تنتهي بدموع عاطفة حقيقية شاركتها فيها ابنتها ليجد الجرأة أخيراً فيفتح عينيه ..
بل ويفتح قلبه معهما ل"نقطة النور" التي بزغت فجأة وسط هذا الظلام الذي يغشاه ..
حسناً ..
يبدو أنه لم يكن "شيطان الحكاية" برغم كل شيء!


_مفيش حد الزمان ده بيعمل اللي عملته ..أنا معرفش إيه مزعلك ومخليك تسيب الدنيا بحالها وتحبس نفسك هنا ..بس اللي متأكدة منه ومستعدة أحلف عليه بكتاب ربنا إنك أطيب قلب قابلته .

تقولها الخادمة وهي تقترب منه أكثر بعينين تصرخان صدقاً ولهفة ..
لترتجف شفتاه بشبه ابتسامة وهو يشيح بوجهه عنها ..
دمعة كبيرة تتجمع في طرف عينه ويمنعها كبرياؤه من السقوط ..


"أطيب قلب قابلته"؟!
ماذا عساها تقول لو علمت عن خطاياه ؟!
لو علمت أن أمام "ابنتها" التي تتباهى بمعروفه معها هذه هناك "أخرى" ترقد
الآن في قبرها ملطخة بعارها بسببه !!


_هاقوللك حاجة يمكن أول مرة تسمعها مني ..في ليلة شتوية كنت قاعدة مع
والدتك الله يرحمها ..الجو كان برد قوي ..بس هي كانت واخداك في حضنها وانت نايم ..سألتها لو كانت محتاجة غطا زيادة ..قالتلي وعينيها متعلقة بيك ..أنا دفيانة بيه ..سميته زين عشان يبقى له من اسمه نصيب ..وكل يوم بيكبر بتأكد إن كان معايا حق ..هو زين وزينته في طيبة قلبه ..

_كفاية !

يقولها بنبرة متهالكة لكنها بدت له كصرخة انفجرت شظاياها في روحه ..
قبل أن يغمغم بحروف انغمست بعذاباته :
_مش يمكن ليا وش تاني ماتعرفيش عنه حاجة ؟!
لكن المرأة جلست على طرف فراشه قائلة :


_ومين فينا مالوش ؟! احنا ماشيين
بالستر يا زين بيه ..لو ربنا كشفه عن حد ممكن ما نطيقش نبص لوش بعض ..سامحني لو خدني العشم وجيت قطعت عليك خلوتك هنا ..بس بحق العشرة الطويلة ..بحق وصية
والدتك الله يرحمها ليا إني أخللي بالي منك ..وبحق جميل بنتي اللي هيفضل دين في رقبتي عمري ما هاقدر أوفيه ..بترجاك ..ماتسيبش نفسك للي انت فيه !

وكأنما جاءت كلمات المرأة على بساطتها لتنظم آخر حبات العقد !!
ياقوت ..ثمر ..همسة ..والآن هي!!
خطاياه رسمتها وجوه نساء ..
والآن تطمسها أيضاً وجوه نساء !!
ياللمفارقة !!

_تسمح لي يا بيه ؟!

تقولها بنبرة استئذان وأصابع كفها الممتلئة بتجاعيدها تقترب من كفه لتربت عليه بحنوّ فاض في عينيها ..
وجعله يبتسم !

ابتسامة واهنة لكنها كانت تكفيه لتكون بداية طريق ..

هذه التي لمحها رائد وهو واقف يراقب خلسة خلف باب الغرفة الموارب لتنبت ابتسامة شبيهة على شفتيه ..
قبل أن يبتعد قليلاً ليتناول هاتفه ويتصل برقم ياقوت وما كاد يسمع صوتها الملهوف حتى قال بارتياح :
_كان معاكي حق ..فرقت معاه كتير .

زفرتها القوية تصله مفعمة بانفعالاتها الكاملة ..
قبل أن تحاول تغليفها بعمليتها المعهودة :

_هو محتاج يحس بكل خير عمله ..كل نقطة بيضا في ماضيه لازم يفتكرها عشان يقدر ينسى الليلة إياها ..أنا مش هاقدر أساعده لو هو رافض يساعد نفسه ..
ثم تهدج صوتها فاضحاً عاطفتها وهي تنهي الاتصال بقولها :
_هو بس عليه ياخد أول خطوة في الطريق ..وأنا هاكمله معاه .

لترتسم على شفتيه ابتسامة ماكرة وهو يعيد هاتفه لجيبه هامساً لنفسه :
_ياترى تقصدي أي طريق يا ياقوت ؟!
وذكرى ارتجاف صوتها الأخيرة تمنحه الجواب دون احتمال خطأ التأويل!
======

_سها عندها صدمة عصبية ..ورافضة تشوف ..ناصر!

تلكأت كلمات سامر في نطقه لاسمه وقد بدا من الطبيعي أن يعبر عنه بمكانته الطبيعية ك"زوجها"..
لكنه لم يشأ استخدامها هنا ..
ربما هو سخطه عليه إذ أوصلها إلى هذا الحال ..
ربما هي غيرته الطبيعية غير المنطقية هاهنا ..
وربما هو -أمل طفيف - أن يفقد هذا المسمى قريباً !!


هذا الذي شعرت به ريتال بقوة وهي تحدثه عبر الهاتف لتقول بنبرة محذرة لم تخلُ من شفقة :
_انت مكلمني مخصوص عشان تقوللي كده ؟!

تنهيدته الحارقة حملت لها بعض عذاباته وهو يرد :
_مكلمك آخد رأيك ..والدها عايز يجيبها المركز اللي أنا شغال فيه وطلب مني أتابع حالتها بنفسي ..

ثم ضحك ضحكة مكتومة ساخرة ليردف:


_بيقوللي إنه واثق إني أنا بالذات هاخد
بالي منها ومش هيآمن عليها دكتور تاني ..تخيلي!

انقبض قلبها لأجله وهي تدرك مرارة ما يعانيه ..
أن يطلب منه والد سها أن يهتم بها الآن بعد رفضه المهين له -كزوج- لها في الماضي يمكن تفسيره كرد اعتبار ..
تماماً كما يمكن تفسيره بأنه تقنين لوضعه الطبيعي في حياتها كقريبها وطبيبها فحسب ..دون أي إضافات أخرى!
ربما لهذا تتفهم كثيراً تخبط مشاعر سامر الذي انخرط يحدثها بعفويته المعهودة معها :
_مش عارف هاقدر أتعامل إزاي معاها كمريضة وبس ..أنا شفتها النهاردة في المستشفى ..مكنتش مصدق إنها هي ..اتبدلت ..رافضة الكلام والأكل والناس ..وهو بالذات !

_أنا مش فاهمة ..مش كل حاجة كانت برضاها ؟!
تقولها باستنكار مشفق ليرد هو بعاطفة اختنقت بها حروفه :

_يعني إيه برضاها ؟! انتِ ست زيها والمفروض تكوني فاهماها أكتر من كده ..سها كانت عايزة تحس إنه متمسك بيها أكتر من كده ..كانت خايفة ييجي عليه وقت يضطر يختار بينها وبين رضا والده فتخسر ..حبت تبين إنها واثقة وقوية كالعادة ..وماعملتش حساب انهيارها في ليلة زي دي ..

_بس هو ما كملش الجوازة ياسامر ..فضل جنبها هي ليلتها ورمى الدنيا بحالها وراه ..ده ما يشفعلوش عندها ؟!

تقولها محاولة وأد هذا الأمل الذي تستشعره ينمو بداخله نحو سها تخشى عليه المزيد من الخذلان ..
لكنه هتف بانفعال :
_بعد إيه ؟! بعد ما كسرها ؟!

زفرت زفرة قصيرة لتعاود قولها بتحذير مشفق :
_مش عايزاك تتعلق في حبال دايبة ..كلنا عارفين هي بتحبه أد إيه ..
_كانت !
هتف بها بانفعال يقاطع كلماتها ليردف بنبرة متهدجة :
_هو خد فرصته وضيعها ..خلاص!

ازداد انقباض قلبها لسبب لا تعلمه وهي تشعر بالخوف عليه ..
هو يعتبر خروج ناصر من حياة سها أمراً مسلماً به ولا يريد الاعتراف بأن سها لن تكون لسواه هو!!

لهذا عادت تهتف به برجاء:
_لو عايز رأيي ماتوافقش إنك انت اللي تعالجها ..ابعد عن الصورة يا سامر ..ابعد وانساها بقا .

لكنه ضغط على أسنانه بقوة وهو يستعيد ملامح سها التي رآها صباحاً لتشتعل نيران روحه أكثر ..
كيف تطلب منه الابتعاد ؟!
كيف يفعلها ؟!
كيف ووالدها نفسه يرجوه الاعتناء بها ؟!
كيف وملامحها المنهارة تكاد تستصرخه
ألا يتركها ؟!
ما جدوى مشاعره لها طوال هذه السنوات إن تركها الآن وحدها ؟!

_مش هابعد يا ريتال ..مش هاقدر .

يقولها بحزم تسربت عبره سيول ألمه لتخز قلبها تعاطفاً مع حاله ..
لكنها هتفت به بانفعال:
_خلاص ما تطلبش رأيي تاني مادام مش هتعمل بيه ..سلام !
_استني ما تقفل..
عبارته تنقطع وهو يسمع صوت إغلاق الهاتف من جانبها بعنف ليزفر بسخط وهو يلقي هاتفه جانباً ..
قبل أن يسمع صوت أمه خلفه :
_قفلت في وشك السكة عشان مش عاجبها الكلام ؟!

لم يكن كلامها سؤالاً بقدر ما حمل عتابها الجواب ليلتفت نحوها بملامح متألمة للحظات قبل أن يغتصب ابتسامة واهنة على شفتيه وهو يرد :

_جرى إيه يا ست "حلاوة"؟! من امتى
ولاد البلد بيتخلوا عن الناس وقت الشدة ؟! ودي مش أي ناس ..دي قريبتي و..


انقطعت عبارته بغصة حلقه التي لم يملكها والتي استشعرتها هي بفطرة أمومتها لتقترب منه بخطواتها المتثاقلة وعينيها العاتبتين :
_فرق كبير يا" ابن بطني" ..بين الجدعنة في الشدة و"الصيد في المية العكرة" !!

_أنا بصطاد في المية العكرة ياامّا؟!
يهتف بها باستنكار لترد هي بعصبية ملوحة بذراعها :
_سبع سنين كلية وشهادات وشغل و"الدكتور راح الدكتور جه "..وكل ده ولسه عقلك غايب ؟! فاكر إن اللي اتحرمت منه زمان هترجع تاخده دلوقت ؟!

_وليه لأ؟! هو أنا مش حقي أحب زي بقية الخلق؟! مش حقي أحلم بالست الوحيدة اللي اخترتها ؟!

يصرخ بها بانفعال مفاجئ احمر له وجهه لتصرخ هي به :
_مش وهي على عصمة راجل تاني.. مش وهي بتموت في التراب اللي بيمشي عليه ..عارف حتى لو سابته وجتلك تقوللك عايزاك مش هتبقى أكتر من سلمة تدوس عليها هي برجليها عشان تعلى تاني وتوصلله .



يغمض عينيه بقوة وهو يحيط خصره بكفيه مقاوماً هذا الألم الذي يعصف بداخله ..
لماذا لا يفهمونه ؟!
لماذا لا يرحمون هذا الشقاء الذي عاشه طوال هذه السنوات يترقب أن تراه محبوبته بنظرة تقدير تمحو عنه مهانة الرفض القديم ؟!
لماذا لا يتركونه لهذا الأمل الجديد أن تكتب له الأيام معها طريقاً آخر يعوضها فيه خذلان من سبقه ..وتعوضه هي فيه مرارة انتظار هذه السنوات ؟!

يشعر بكف أمه على كتفه فيفتح عينيه ليروعه هذا الذعر في عينيها بينما تتسرب كلماتها مفعمة بمشاعرها :
_ماتخيبش أملي فيك ..انت اللي فاضللي في الدنيا دي ..كفاية تضيع عمرك ورا واحدة عمرها ما كانت ولا هتكون ليك .

_لأ!
يقولها صارمة مناقضة لبرّه المعهود بها قبل أن يردف بحاجبين منعقدين:
_فرصتي وجت لي لحد عندي ..لو هو باعها أنا شاري.
فتهز رأسها بيأس من جداله لتعطيه ظهرها قائلة بوجوم :


_هتركب دماغك وترجع مكسور الخاطر ..غاوي وجع قلب من يومك .

تقولها لتنهي كلماتها ببضعة أدعية مما اعتادت قولها له قبل أن تختفي عن ناظريه ليزفر هو بقوة ..

صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة فيتوجه ليلتقطه قبل أن ترتسم على شفتيه ابتسامة باهتة وهو يجدها من ريتال :



_كلامك المستفز نساني أقوللك شكراً على العروسة هدية عيد ميلادي .

_مش عاملة مقموصة وبتقفلي السكة في وشي ؟! راجعة تكلميني ليه ؟!

يكتبها وابتسامته تتسع رغماً عنه لتصله رسالتها :
_أنا مش مقموصة ..أنا خايفة عليك .
فيتنهد بحرارة ليعاود الكتابة :
_سيبك مني وقوليلي ..سميتي العروسة إيه المرة دي؟!
_مرجانة .

يضحك ضحكة قصيرة وعيناه تلتمعان بودّ ..
من يرى هوسها العتيد بالعرائس لا يصدق هذه الواجهة الجادة التي تصدرها لمن حولها ..
انخراطها في العمل الخيري الذي تكاد تكرس له وقتها كله ..
طفلة كبيرة هي في عينيه ..لكنها تجيد ارتداء جلباب الكبار متى احتاجته !!

ربما لهذا لم يتعجب رسالتها الأخيرة التي بعثتها بعدها :
_اوعى تبطل تهاديني بالعرايس ..ساعتها بس هاعرف إني كبرت .
======
في مكتبها بالمركز تجلس ياقوت مقطبة الحاجبين شاردة ..
عملها هنا يسير على ما يرام ..
موعد زفاف لجين يقترب ..
صحة ثمر مستقرة ..
هيثم يبدو في طريقه للتحسن هو الآخر ومشاعره نحو شهد تمنحه الدعم الذي يحتاجه ..
إسلام كذلك يبدو سعيداً رغم ظروف زيجته المعقدة ورغم الكارثة المترقبة عندما تعلم جيلان عن هذا ..
يمكنها الاسترخاء قليلاً إذن وأخذ هدنة من هذه الدوامة التي تدور فيها ..
لولا ..هو!!

هو الذي لا يزال غارقاً في ظلمات ذنبه القديم ..
لكنها تشعر أنه سيتجاوزها قريباً ..
هو فقط يحتاج كل نقطة بيضاء رسمها في لوحة قدره كي يهزم بها سواد خطاياه ..
اشتاقته ؟!
ياله من سؤال!!
إنها تحارب نفسها كل يوم كي تمنعها عن الذهاب إليه ..
خطوته الأولى يجب أن تكون منه ..لا منها هي !!

رنين هاتفها يقاطع أفكارها لتشهق بلهفة وهي تتبين رقمه ..
هو؟!
هل هو حقاً؟!

_زين!

تهتف بها بلهفة لم تتمكن من منعها وهي تفتح الاتصال ليواجهها الصمت المطبق من الجانب الآخر إلا من صوت أنفاسه المتلاحقة ..
رباه !!
حتى وهو صامت لايزال لحضوره نفس الهيبة التي تكتسحها ..

_زين !
بتساؤل ..
بترقب ..
بقلق ..
تقولها متشحة بغلالة رقيقة من عشقها ليقابلها المزيد من الصمت للحظات ..
قبل أن تسمع صوته خافتاً ..متحشرجاً ..منهكاً لأقصى درجة :
_مش عايز أتكلم ..عايز أحس إنك معايا بس.

كلماته القليلة تستجلب الدمع لعينيها فتجد نفسها دون وعي تخلع عنها نظارتها ..

رغم يقينها أنه لن يراها لكنها كانت تود الشعور في هذه اللحظة أنها تقترب منه بكل ما يحبه ..

ربما لهذا عاودت الهمس باسمه لتشعر باشتعال أنفاسه أكثر على الجانب الآخر من الاتصال ..
تغمض عينيها بقوة وذكرياتها العامرة معه تنساب شلالاً هادراً يجرفها في تياره ..
وفي لحظة توافق روحي نادرة كان هو
الآخر محتلاً بنفس الجيش من الذكريات ..
يستعيد مذاقها بين ذراعيه فلا يتمنى في هذه اللحظة إلا أن يحلق في سمائها ..
لكن ليس بعد ..
ليس قبل أن يتطهر من إثمه ليليق بنقاء عالمها ..

صمت صاخب !!
هذا هو أبلغ تعبير عن حالتهما الآن
وكلاهما يستشعر أنه يعانق صاحبه رغم كل هذا البعد ..
أنفاسهما التي تزداد وتيرة اشتعالها وحدها تبقى الخيط المحسوس بينهما لدقائق ودّ كلاهما لو لا تنتهي ..



الخيط الذي ينقطع الآن مع صوت طرقات على باب غرفتها المفتوح يتلوه دخول سامر الذي لم ينتبه للهاتف في يدها وهو يهتف بها بعفويته المعهودة :
_شجرة الدر العظيمة ..استشارة عاجلة
لأينشتاين !

شعرت بالحرج وابتسامتها ترتجف على شفتيها لينتبه هو للهاتف في يدها فيشير بكفه معتذراً وهو يتأهب للمغادرة ..
لكنها تسمع صوت إغلاق الاتصال من الجانب الآخر فتوقن أن زين قد سمعه !

_قفلتِ ليه أنا كنت ماشي؟!

يقولها سامر وهو يراها تضع هاتفها جانباً غير قادرة على منع نظرة بائسة على محياها بينما ترفع عينيها نحوه :
_ولا يهمك ..خير كنت عايز إيه ؟!

يهم بالحديث قبل أن تتعلق عيناه بعينيها للحظة لتتسعا بإعجاب فطري وهو يراهما لأول مرة دون نظارتها هذه ..
وبنظرة تقييم ذكورية بحتة ترتسم على شفتيه ابتسامة إعجاب وهو يتعجب كيف لم ينتبه لجمالها هذا من قبل..
ربما رأى منها وجه الطبيبة الحاذقة ..
الزميلة المجتهدة ..
والإنسانة الطيبة ..

لكن أن يتعدى الأمر لتجاوز أسوار أنوثتها فهو الغريب عليه حقاً !!

لكنه نحى الخاطر الأخير جانباً بطبيعة الحال وهو يتذكر ما جاء ليسألها عنه :
_كنت عايز آخد رأيك في حاجة لأني واثق فيكي .

عاودت ارتداء نظارتها ليبدو بعض
الاهتمام على ملامحها وإن كانت روحها لا تزال معلقة بالهاتف ..قبل أن تمنحه إيماءة ترقب ..

_ينفع تعالجي حالة بينك وبينها تقارب عاطفي معين ؟!

يقولها بتردد لتترجم بذكائها الوضع بسرعة وتقول بحذر:
_قصدك سها ؟!

أطرق بوجهه في اعتراف غير منطوق ليسألها بمرح مصطنع:
_هو أنا مفضوح قوي كده ؟! ريتال دي ما بيتبلش في بقها فولة .

لكنها ابتسمت وهي تشبك أصابعها أمام وجهها لتقول بنبرة عملية لم تخلُ من ود :


_ريتال مالهاش دعوة ..أنا عارفة الموضوع ده من زمان ..واستغربت لما لقيت والدها مصر إنك تستلم حالتها أول ما وصلت المركز هنا الصبح ..خصوصاً إن جوزها مختفي من الصورة .

ضغطت حروف كلمة "جوزها" كأنما تذكره بحرمة هذا التقارب العاطفي الذي يحكي عنه ..
ليزفر هو بقوة هاتفاً بسخط:
_ياريت يفضل مختفي للأبد .

_ما أظنش !
تقولها بثقة ليرفع إليها عينيه بحدة فتردف :
_أنا شايفة الصورة من بعيد أكتر ..
ثم صمتت لحظة لتفجر قنبلتها:
_انت عارف إن إسلام اتجوز نشوى اللي كانت المفروض تبقى ...
_إيه ؟! مين ؟!ازاي ؟!

هتف بها باستنكار مقاطعاً عبارتها وقد فهم من تعني ..
لترد هي بابتسامة شاردة :
_عشان كده بقوللك إني شايفة الصورة أبعد ..ناصر مش هيسيب سها ..ده رمى الدنيا كلها وراه عشان خاطرها وعمل فضيحة للغلبانة التانية ..وأظن كمان سها ..

_سها مش طايقاه ورافضة تشوفه .
هتف بها مقاطعاً من جديد بانفعال سريع لترد بثقة :
_ده دليل محبة مش كره .
_لو مش هتكرهه بعد اللي عمله هتكرهه امتى؟!
يعاود الهتاف بها بنفس الانفعال لتصمت للحظات قبل أن ترد ببطء واثق:
_ما ينفعش .
_هو إيه ده اللي ما ينفعش ؟!
يسألها بدهشة منفعلة لترد بنبرة عملية :

_مش كنت بتسألني ينفع تعالجها واللا لأ ..الإجابة لأ ..ماينفعش ..مش عشان "التقارب العاطفي" اللي انت بتقول عليه ..بس ..عشان انت عمرك ماهتكون حيادي مع الحالة ..والدليل قدامي اهه .

زفر زفرة ساخطة وهو يطرق برأسه لتتأمل جانب وجهه ببعض الدهشة ..
انفعاله الغاضب هذا بوجهه القانط يختلف كثيراً عن طبيعته المرحة المتسامحة التي تعرفها ..
هذا الوجه الأسود تراه منه لأول مرة ..
طالما أعجبها وجهه الطموح المكافح شديد الصفاء والجد ..
لكن هذا القنوط الجارح غريب كثيراً عنه !!

_معاك حق ..
يقولها أخيراً وهو يرفع إليها عينيه ليردف بشبه ابتسامة :
_خلاص امسكي انت الحالة ..مش هاثق في حد غيرك .
قالها لينهض من مكانه لتواجهه بنظرة راضية متفحصة بينما يستطرد :
_بس هتابعها معاكي من بعيد ..لأن
والدها مصرّ إني أنا اللي أنا أعالجها .

_سها مش عايزة علاج ..عايزة ثقة ..ماتخافش أزمتها دي مش هتطول .
تقولها ببطء واثق ونظراتها تحمل له تحذيراً من نوع خاص تلقاه هو بذكاء لتتراقص مشاعره على وجهه بين يأس و أسى ..
قبل أن يرتجف صوته بردّه :
_المهم تبقى كويسة .

ثم اغتصب ضحكة منفعلة ليسألها :
_ماقلتليش إسلام اتجوز نشوى إزاي المجنون ده ؟!
_كلمه اسأله ..هو بيتبسط جداً لما بيحكي إنه حضر الفرح ورجع بالعروسة .



قالتها وهي تلوح بكفها باستهجان مرح ليضحك ضحكة عالية حقيقية قبل أن يغادر مكتبها ..
فتغيرت ملامحها هي لمزيج من تجهم واشتياق وهي تعاود التحديق في هاتفها الذي تناولته كي تعاود الاتصال به ..
لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة !

تعلم أن مثله يجن جنونه عندما يشعر
بالغيرة ..ولم تنسَ ما حدث ليلة افتتاح المركز بخصوص سامر ..
لكن ..لعل هذا ما يخرجه من سجنه
الاختياري هذا ..
لعله ينتفض من سباته الذي طال !
أو ..
من يدري ؟!
ربما هي واهمة ولا تزال غير ذات مكان في
عالمه !!

بينما توجه سامر نحو غرفة سها بخطوات متثاقلة ليفتحها فيجدها كعهدها شاردة الملامح دامعة العينين ..
قلبه يخفق بلوعة حاول تجاهلها وهو ينتحي بوالدها جانباً ليطمئنه قدر استطاعته لدقائق طالت ..

غافلاً عن ناصر الذي ظهر لتوه أمام باب الغرفة وملامحه المنهكة تفضح شعوره بالذنب..

يعلم أنها ترفض رؤيته من حينها ..لكن ماذا يملك إلا أن يحاول ؟!!
والده غادر المشفى الآخر ساخطاً عليه ومتوعداً إياه بالقطيعة بعدما وقف في وجهه أخيراً ليخبره بقراره ..
إنه لن يتزوج سوى سها ولو لم يكن ولده منها فلن يكون من غيرها !!

لماذا لم يفعلها مبكراً؟!


لماذا لم يوفر على ثلاثتهم هذا الجرح الذي لن يندمل بسهولة وربما لن ينمحي أبداً ؟!

عيناه تلتقيان بعيني سها أخيراً والتي ما إن لمحته حتى تشنج جسدها في جلسته لتحرك ذراعها نحوه فيما لم يدرِ هل هو نداء أم ..طرد !!

لكنه لم يملك رفض الدعوة وهو يدخل إليها بخطوات وجلة فتتقلص ملامحها بألم وحركة ذراعها تزداد تشنجاٌ ..



ينتبه له سامر فتقسو ملامحه وهو يتحرك نحوه ليجذبه من ذراعه ببعض العنف هامساً في أذنه :
_اخرج !

لكنه يرمقه بنظرة ساخطة استعادت هيبتها وهو يخلص ذراعه منه بعنف أكبر قبل أن يسمع حماه يقول بصرامة :
_تعالوا كلكم بره .

لكنه ظل راسخاً مكانه للحظات مراقباً
ملامح سها التي بدت وكأنها تجاهد كي تجد صوتها ..
كأنما استنزفت رصيدها كله في تلك الصرخات التي نزفتها تلك الليلة ..
تدمع عيناه وهو يراقب آثار جروحها المتعددة على طول جسدها فيلعن نفسه ألف مرة ..
كيف تركها ليلتها ؟!
كيف طاوعته نفسه ؟!
ليته لفظ آخر أنفاسه قبل أن يسبب لها ألماً كهذا !!

يتحرك نحوها كالمغيب متجاهلاً رغبة والدها ..ونظرات والدتها الحارقة جوارها ليجلس قبالتها قائلاً بصوت ذبيح :
_أنا خلاص عرفت غلطتي ..وصلحتها !

لكنها لم تنظر إليه ..بل تعلقت عيناها ب"ساعتها" في معصمه ..
هذه النظرة التي التقطها هو لتنعش قلبه ببعض الأمل ..

خاصة وهو يراها تمد أناملها نحو ذراعه تتحسسه ببطء فينقبض قلبه مع مرأى الخدوش الدامية في ذراعها هي ..
قبل أن تستقر أناملها فوق ساعته ليفاجأ به تخلعها عنه فجأة قبل أن تقذفها لتكسرها أمامه دون أن تمنحه فرصة
الاستيعاب!!

يرمقها بنظرة مصدومة للحظات متجاهلاً بكاء والدتها وهتاف والدها خلفه وقد بدا وكأن العالم قد خلا إلا منهما ..

لا يريد تصديق ما توحي به حركتها ..
لا يريد الاعتراف أنه خسرها ..
وخسر كل شيء!!

_كفاية كده ..اتفضل معايا بره .

يقولها سامر بعنف لم يملكه وهو الآخر يغالب جحيمه الخاص ليحدجه ناصر بنظرة حادة رافضة ..
لكن والدها جذبه من ذراعه بعنف هاتفاً:
_لو ماخرجتش دلوقت هاطلب أمن المستشفى ..أنا مش هاتهاون في صحة بنتي .

نفرت عروقه كاملة والغضب يخرسه !!
الآن يمنعونه عنها ؟!!
وتمنعها هي قبلهم ؟!!

_أنا جوزها وحقي أبقى معاها ..مش كفاية إنك جبتها هنا من غير ما أعرف؟!

يهتف بها بانفعال أخيراً وهو يشعر بمذاق الخسارة يزيده هياجاً ..
ليرد والدها بانفعال:
_انت إزاي بالبجاحة دي؟! كل اللي حصللها ده بسببك!!
_برضاها !! بموافقتها ورضاها !!

يصرخ بها بالمزيد من الثورة ليرد والدها بحزم:
_ماشي ..ودلوقت هي اللي رافضاك ..أنا أصلاً ماكنتش موافق ع المهزلة دي م
الأول ..اللي ما يصونش بنات الناس مايستاهلهمش .

_ممكن نكمل كلام بره ..سها حالتها ..

يقولها سامر بقلق مراقباً ملامحها التي تزداد تشنجاً ليقاطعه ناصر وهو ينتفض مكانه ليمسك تلابيبه صارخاً:


_انت بالذات تخرس خالص ..أنا عارف كويس نيتك من زمان ..ومش موافق إنها تفضل عندك هنا .

_ماعادش ليك سلطة توافق أو ما توافقش ..
يهتف بها والدها وهو يخلص سامر من قبضتيه مردفاً:
_أنا اللي أقرر .

_محدش له سلطة هنا غيري ..أنا جوزها .

يهتف بها ناصر بثورة عارمة وهو يجلس جوارها فجأة ليحيط كتفيها بقبضتيه في تملك ..
لكنها التفتت نحوه بعينين زائغتين ..
وبرجفة انتقلت منها إليه ..
لتنطق أخيراً :
_طلقني!
========








_بتقول اتجوزت؟!
تهتف بها جيلان بثورة عارمة وهي تواجه إسلام الذي تقبل ثورتها بصبر قائلاً:
_أنا حكيتلك الموضوع تلات مرات وبرضه مش قادرة تفهميني .
_أفهم إيه ؟! خلاص ..كلكو اتجننتوا ؟! مش كفاية مصيبة أبوك تاجر المخدرات وأخوك اللي لسه مش عارف راسه من رجليه ؟! جاي تكمل عليا بعملتك دي؟!!

تصرخ بها دون وعي ليرفع إسلام وجهه
للأعلى قبل أن ينحني نحوها محاولاً تهدئتها :

_اهدي يا ماما هيثم ممكن يسمعنا ..أرجوكي افهميني .

_انت خلاص مابقيتش ابني ..من يوم ماسافرت تركيا وانت بتاصرف من دماغك..رايح تتجوز لي واحدة مطلقة وعندها بنت؟! ..وكمان واخدها بجميلة عشان عريسها هرب يوم الفرح؟! عايز تشلني ؟! مافكرتش الناس هتقول عليك إيه ؟!!

تصرخ بها بثورة دون انقطاع حتى
تلاحقت أنفاسها ليعقد هو حاجبيه قائلاً بحزم:

_مايهمنيش الناس ..أنا مااتجوزتهاش بجميلة ..أنا عرفت ستات أد شعر راسي وأقدر أميز كويس الست اللي أختارها أكمل معاها ..

ثم صمت لحظة ليردف بنبرة أكثر حزماً:
_الست اللي مش عاجباكي دي بميت راجل ..شالت أخوها في أزمته ووقفت مصنعه على رجليه من تاني ..مصنعه اللي الوالد المحترم كان سبب خرابه .

_انت بتبرر إيه ؟!
تعاود الصراخ بها بثورة ليرد هو بنفس الحزم :

_أنا مش ببرر ..أنا خدت قراري وخلاص ..نشوى بقت مراتي وده الأمر الواقع دلوقت .

_بتلوي دراعي يا إسلام ؟! طيب اسمع آخر كلام عندي ..لو ما طلقتش الست دي ورجعت هنا البيت تنسى إن ليك أم من أصله .

تهتف بها بنبرة متوعدة ليزفر بقوة قبل أن يقول لها بنفس الحزم الذي خالطه
الآن بعض الإشفاق:
_هافضل أجيلك كل يوم حتى لو طردتيني ..مش هيأس إنك يوم تفهميني .

قالها وهو يحاول التقدم لتقبيل رأسها لكنها ابتعدت عنه بحدة وهي تشيح بوجهها ليطلق زفرة أخرى قبل أن يتحرك ليغادر هذا البيت الذي صار يمقته ..
كان يتوقع ثورتها هذه بل وكل كلامها الذي قالته لكنه كان يطمح في معجزة ما تجعلها تتفهم .
معجزة لن ييأس من ترقبها
للأيام القادمة .

وفي غرفته وقف هيثم جوار بابها المفتوح مصدوم الملامح ..
تاجر مخدرات !!
أبوه !!

ذكريات متفرقة تعاود غزو مخيلته كأطياف شاحبة ..
سيارة سوداء معتمة النوافذ ..بيت قديم بحي شعبي ..
وشهد !!
شهد ترتدي ثوباً مكشوفاً وتتجه نحو السيارة ..
ثم ..
ضباب ..ضباب ..ضباب ..
ذكرياته تتوقف هاهنا وتمنعه الاستمرار ..
صداع عنيف يعصف برأسه وهو يشعر
بالعجز ..
هذا البيت خانق!!
كل ما فيه صار يكبله !!
جدرانه تكاد تطبق على أنفاسه ..
أمه تسجن أخته من قبل والآن تطرد أخاه وتهدده بالتبرأ منه فقط لأنه تزوج امرأة مطلقة !!
وأبوه ..أبوه تاجر مخدرات!!
هل هو في السجن إذن ؟!
أم هو ميت كما يزعمون ؟!!
لم يعد يصدقهم ..
لم يعد يصدق أحداً ..
فقط ..شهد !!
شهد هي من يثق بها الآن !!


لهذا تحرك ليتناول هاتفه ويتصل بها ولم يكد يسمع صوتها حتى قال بنبرة خافتة :
_عايز أقابلك لوحدنا ..
ثم صمت لحظة ليزفر وهو يتلفت حوله مردفاً:
_ماعدتش عايز أقعد في البيت ده .
======







_عايزة بيض "عيون" يا مامي.

تهتف بها ريما عقب استيقاظهما وهي تتعلق بعنقها صباحاً على فراشهما في غرفتهما بشقة إسلام ..
لترمقها نشوى بنظرة شاردة وهي تتلفت حولها ..
كم مر على زواجها الجديد هذا ؟!!
يوم؟!..اثنان ؟! ثلاثة ؟!
لا تدري!!
أيامها كلها صارت متشابهات ..
ما تبقى من العمر صار "تحصيل حاصل"!!

_جعانة!

تعاود ريما هتافها لتلتفت نحوها من شرودها تتفحصها بخزي!!
ما الذي فعلته بنفسها وبصغيرتها قبلها ؟!!
هاهو ذا عنادها يدفعها للارتماء في دوامة رجل جديد لمجرد الانتقام لكبريائها ..
لكنها لم تعد وحدها كالسابق ..
ابنتها تشاركها المصير !!

ربما لهذا دمعت عيناها بقوة وهي تضمها إليها لتغرق وجهها بقبلاتها ..
مزيج من الاعتذار والخوف يظلل عناقها إياها وهي تتمتم بين دموعها :
_بحبك ..سامحيني ..

تكررها بما بدا كالهذيان وهي تلصق جسد الصغيرة بها أكثر لتهتف الأخيرة بجزع:
_مالك يا مامي ؟!

ذعر الصغيرة يجعلها تفيق من فورة
انفعالاتها قسراً لتبعدها وهي تمسح دموعها هاتفة :
_مامي كويسة ..هاقوم أعمللك البيض اهه .

تقولها وهي تنهض من الفراش لتتوجه نحو باب الغرفة الذي وقفت قبالته مترددة ..
لا تزال تشعر بالغربة في هذا البيت الذي وجدت نفسها فيه دون مقدمات !!
أخت إسلام تلك تبدو متفهمة تركتها لعزلتها طوال الفترة السابقة مكتفية بتفقد احتياجاتها وعبارات ذوقية مجاملة ..
لكنها لا تزال تشعر أنها في حلم عجيب ستستيقظ منه في أي لحظة بعيداً عن إسلام هذا !!

إسلام الذي احترم رغبتها في الانعزال بغرفتها للأيام السابقة مكتفياً بحضور خفيف بين دعاباته الماكرة لها وحنانه المراعي لريما ..
لكن ..ماذا بعد ؟!
آه !!
أي متاهة أوقعت نفسها بها هذه المرة ؟!!

_افتحي الباب يا مامي ..ماتخافيش ..مفيش وراه "عاوّ"!

تهتف بها ريما بشقاوتها المعهودة لتبتسم ابتسامة باهتة ثم تتنهد وهي تفتح الباب بحذر لتغافلها الصغيرة وتعدو نحو غرفة إسلام المجاورة لتختفي فيها ..

نادتها بوجل وهي متسمرة مكانها لكن الصغيرة العنيدة لم تستجب فزفرت هي بسخط وهي تتوجه نحو المطبخ القريب تحاول استكشاف مكوناته ..

وعلى فراشه استيقظ إسلام من نومه على تصفيق الصغيرة بكفيها على وجنتيه وهي تعتلي صدره هاتفة بكلمات منغمة :
_بيبي شارك دودو دودو ..بيبي شارك دودو ..

تكررها وهي تهز رأسها باستمتاع ليضحك ضحكة قصيرة وهو يضمها نحوه هاتفاً بصوت ناعس:
_جود مورنينج سويتي ريما .


لكن الصغيرة باغتته بقبلة عميقة على وجنته هاتفة :
_يو ار ذا سويتي .
"You are the sweety"

احتضن وجهها براحتيه وهو يتأمل عينيها الشبيهتين بعيني أمها ..
ليس عينيها فحسب ..بل ومشاعرها السخية المفرطة !!
عاطفتها نحوه تفجرت فجأة كأنما كانت تنتظر من تمنحه مشاعر الأب الذي افتقدته دون مقدمات ..
ترى هل تفعلها أمها معه يوماً ؟!
ستفعل!!
عهدٌ عليه أن يجعلها تفعل!!

_مامي فين ؟!
يسألها باهتمام وهو يمسد شعرها لترد بعفوية :
_بتعمللي فطار في المطبخ!

فارتفع حاجباه برضا عن خروجها من عزلتها ليخاطب الصغيرة بسؤاله الذي همس به في أذنها كأنما هو سر خطير :
_هي كويسة النهاردة ؟!



لتجاريه الصغيرة في طريقته فتهمس في أذنه بدورها وبنفس اللهجة المبالغ فيها:
_كانت بتعيط وهي بتحضنني ..بس أنا ضحّكتها !

تقول عبارتها الأخيرة بغرور طفولي ليضحك وهو يقبل وجنتها قائلاً باعتزاز بينما يضم قبضته ملوحاً بها في وجهها :
_برافو ..سوبر ريما !

تضحك الصغيرة باعتزاز وهي تهز رأسها ليعاود همسه في أذنها :

_دي مهمتنا السرية الأيام الجاية ..إننا نخليها تضحك وماعادتش تعيط ..قبلتِ المهمة يا محاربة ؟!

يقولها بحماس يشبه لهجة الأفلام الكارتونية لتضحك وهي تهمس في أذنه بنفس اللهجة :
_قبلتها أيها القائد !!

يمد كفه نحوها مصافحاً لتشد هي عليه بقوة وهما يتشاركان الضحك لدقائق بعدها ..

وفي المطبخ وقفت نشوى تراقب المقلاة بشرود ..
ذهبت السكرة كما يقولون وآن أوان تقبل التوابع !!
تريد العودة للعمل في المصنع لعلها تستعيد بعض توازنها لكنها تعلم أن الأمر لن يكون بهذه البساطة ..
تعلم أن ألسنة الناس لن ترحمها بعد ما حدث ليلتها ..
تعلم أنها ستواجه نظرات الفضوليين في كل وجهة تقصدها بين شماتة وإشفاق وإزدراء ..

لكنها ستقاوم كل هذا !!
ستقاومه بقناع القوة الذي اعتادت ارتداءه ..

إن لم يكن لأجل ابنتها ..ولأجل أشرف الذي يكاد يموت قلقاً عليها ..
فلأجل ناصر!!
أجل ..لن تسمح له أن يشعر بأنه أوقف xxxxب ساعتها من جديد ..
بل لن تسمح لنفسها بالبكاء ثانية على
أطلاله ..
هو هدم معبد عشق ظلت ناسكة في محرابه طوال هذه السنوات ..
لكنها اليوم ستصنع من حطامه سلماً تصعد به نحو القمة !

_حاسبي ..حاسبي!!

هتاف ياقوت خلفها يجعلها تنتبه من شرودها لتشم رائحة احتراق البيض أمامها فتنتفض مكانها لتغلق الموقد بسرعة..
قبل أن تقترب ياقوت منها أكثر لتتناول المقلاة "المحترقة" فتضعها بسرعة في الحوض لتسيل عليها الماء فتتصاعد هذه الأبخرة منها ..

_آسفة ..سرحت ..و...

تقولها نشوى بتشتت حمل الكثير من خزيها لتقابلها ياقوت بابتسامة هادئة تليق بقولها :
_ولا يهمك ..فداكي .

_حرقتوا إيه ؟!
تسمع صوت إسلام هو الآخر فيزداد ارتباكها لتزداد معه عصبيتها المنفعلة والتي لا تدري لماذا تنتابها هكذا هائجة معه هو بالذات ..

_غصب عني سرحت والأكل اتحرق ..إيه ؟! عملت كارثة يعني ؟!!

تصرخ بها في وجهه لتصطدم بنظرته المراعية تسكب مياه سكينتها فوق نيرانها ..


خاصة وهي تراه يحمل ريما الصغيرة بين ذراعيه والتي هتفت بها مقلدة لهجتها هي عندما تنصحها بالهدوء:
_اهدي يا مامي ..صوتك العالي دليل على ضعف موقفك .

كتمت ياقوت ضحكتها لتسعل بها فيما لم يستطع إسلام فعلها لتنطلق مدوية..
فتزيد عصبية نشوى من جديد لتنطلق خارجة من المطبخ نحو الشرفة القريبة ..
هذه التي تبعتها نحوها ياقوت وهي تشير لإسلام خلفها ألا يحذو حذوها ..
قبل أن تتحرك لتقف جوارها فتتنحنح لتقول بتفهم :

_لو محتاجة تتكلمي مع حد ..بيقولوا إني بسمع كويس .
_لأ!

هتفت بها نشوى بفظاظة خشنة لكن ياقوت كانت تدرك ما خلفها لهذا صمتت قليلاً قبل أن تقول بحذر:
_سها عندي في المركز بتتعالج من صدمة عصبية جتلها بعد ليلة الفرح ..جوازها بناصر ع المحك ..و..طالبة الطلاق !

قالتها لتتفحص ردة فعل نشوى التي تجمدت مكانها فاغرة فاها للحظات ..


قبل أن تغمض عينيها بألم اكتسح وجهها وقد نجحت عبارات ياقوت -كما توقعت- في إذابة جليد صمتها ..

_هي سمعِته وهو بيكلم والده عنك ..والظاهر اللي سمعته ماعجبهاش ..كانت فاكرة إنها ماسكة كل خيوط اللعبة في إيديها ..مش انتِ بس اللي اتجرحتِ ليلتها ..انتو التلاتة طلعتوا خسرانين .

لم تشعر نشوى بخيطي الدموع اللذين
سالا على وجنتيها ..
ولا بتلك الآهة الخافتة العميقة التي شقت صدرها قبل حلقها ..

لكن ياقوت طرقت الحديد الساخن بسؤالها :
_هو غشك ؟! ضحك عليكي ؟! اهه خد جزاؤه وخسركم انتم الاتنين .

لتصمت نشوى للحظات قبل أن تفتح عينيها وتشرد بهما للحظات سبقت قولها ..


_هو ماضحكش عليا ..انا اللي ضحكت على نفسي ..كنت فاكرة إن العمر اللي فات ممكن يرجع ..اني ممكن أرد اعتباري وأملك قلبه بطفل يجمع بيننا ..كنت شايفة بعيني حبه لمراته بس طمعت ..طمعت آخده منها ويبقى ليا لوحدي .

_اوه ! وفرتي عليا كلام كتير .
تقولها ياقوت برضا قبل أن تتحرك لتقف قبالتها وتمسك كتفيها مردفة :

_انتو التلاتة طمعتوا ..مع ان كلمة السر في سعادتكم كلكم كانت الرضا ..والغريب إنكم في ليلة واحدة خسرتوا كل اللي طمعتم فيه ..هي خسرت ثقتها فيه ..وانتِ خسرتِ حلم العمر قدام الناس ..وهو خسركم انتو الاتنين وكان هيخسر أبوه كمان ..بس إن جيتي للحق المثلث بتاعكم ده كان لازم يتكسر عشان تقيموا الأمور تاني صح ..وكل واحد يعرف قيمة اللي في إيده ..

انتقلت نظرات نشوى المشتتة نحوها لتردف ياقوت بحماسة أكبر وهي تشد على كتفيها :
_انتِ عندك شغلك ..نجاحك ..اخوكي ..بنتك ..
ثم ابتسمت لتردف وهي تشير بعينيها للخارج :
_ومجنون بره مستعد يعمل أي حاجة عشان يسعدك .

انفرجت شفتا نشوى وهي تهم بسؤالها عن المزيد لكن رنين جرس الباب قاطعهما ..
لتدخل كلتاهما فتفاجأ نشوى بإسلام يفتح الباب الذي دخل منه أشرف مع رانيا ..

كانت المرة الأولى التي تراه فيها نشوى منذ ليلة الزفاف التي اصطدمت فيها بثورته ..
لهذا ما كادت تلمح ابتسامته الحنون حتى اندفعت نحوه دون تردد لتلقي نفسها بين ذراعيه ..
دموعها تنسكب على صدره صامتة وجسدها يرتجف وهناً وخزياً ..
بينما تشعر بكفه الداعم على ظهرها يمسده بحنان صامت مكتفياً بضمته الرفيقة لها ..

_لا إله إلا الله ..الراجل يقول عليا إيه دلوقت بعياطك ده ..بعذبك بالكهربا؟!!

يقولها إسلام بمرحه المعهود الذي امتزج بغيرة طفيفة لم يستشعرها سوى أشرف بحدسه الرجولي ليزداد شعوره بأمان شقيقته معه ..
لهذا ضحك ضحكة قصيرة محاولاً تجاوز الموقف لتهتف ريما بعفويتها المعهودة :
_أنكل إسلام طيب مش بيعذب حد ..مامي اللي على طول بتعيط .
_اهه ..وشهد شاهد من أهلها !
هتف بها إسلام بنفس النبرة وهو ينحني ليحمل الصغيرة فيقبلها بخفة ..
قبل أن يشير بكفه نحو نشوى ورائحة الشياط تملأ الأركان حولهم ليهتف :
_دي جت تعمل الفطار حرقت البيض ..امال لو طلبت منها غدا هتولع في المجرّة ؟!

ضحكت رانيا بمرح وعيناها تتفحصان
ملامح نشوى باهتمام ..
تشعر أن تنمرها المعهود قد انكسر قليلاً ليخالط حدتها وهن سمحت له
بالظهور ..
تماماً كما تشعر أنها لا تزال نافرة من
إسلام ..
بل لا تكاد تلقي إليه نظرة واحدة في جلستهم التي امتدت بعدها لنصف الساعة مكتفية بإطراقها الصامت ..
هل كذبها حدسها بشأن نجاح هذا الزواج ؟!!

تساؤلها الأخير أقلقها كثيراً لكن رهبتها اختفت رويداٌ رويداً وهي تنتقل بنظراتها نحو إسلام الذي بدا وكأنما تعلق بصره بنشوى رغم تظاهره بمتابعة الحديث الدائر بينهم ..
هذا التعلق الذي لا يصدر إلا من عاشق يتلهف لكل التفاصيل !

_عايزة أرجع الشغل !

قالتها نشوى أخيراً مخاطبة أخاها الذي رمقها بنظرة متفهمة مدركاً رغبتها في الهروب إلى العمل ليرد إسلام فجأة :
_لما نرجع من شهر العسل .

_شهر إيه ؟!
هتفت بها باستنكار وهي تنظر إليه أخيراً لأول مرة منذ بدأت الجلسة ليغمزها بخفة بحركة لم يرها سواها بينما يكرر ببراءة مصطنعة :
_العسل!

احمر وجهها بخجل لم تملكه ونظرتها المستنكرة تزداد شراسة فيما تبادل أشرف ورانيا نظرة ذات مغزى ..
ليقول إسلام وعيناه مثبتتان في عينيها بقوة تناقض مرح عبارته :
_مش شهر بالظبط ..حجزت لنا كام يوم في مارينا ق بل فرح لجين أختي .

_بجد يا أنكل ؟! مصيااااااااااف!!

هتفت بها ريما مصفقة بكفيها في مرح لكن نشوى هتفت باعتراض وجسدها يرتجف بقشعريرة رهبة :
_مش عايزة أسافر أنا ..ورايا شغل كتير .

_شغلك هاشيله أنا ورانيا ..سافري مع جوزك .
يقولها أشرف بحزم خالطه بعض الإشفاق لتعود ملامحها لتنمرها الحاد لكنها بالكاد أمسكت لسانها ..

_طيب ..نستأذن احنا بقا ..أنا قلت نطمن على نشوى قبل ما نروح المصنع .

يقولها أشرف وهو ينهض ليقلب بصره بينهم بتفحص ..
ريما التي تكاد تطير فرحاٌ ..


إسلام الذي ترتسم التسلية على ملامحه كأنما هو مقبل على لعبة وإن فضحته عيناه بعاطفة سخية لا يمكن نكرانها ..
ياقوت التي بدت متحفظة حذرة لكنها متفهمة ..
وأخيراً ..نشوى التي رغم جذوة تمردها التي عادت للاشتعال يشعر بالاطمئنان عليها وسط كل هؤلاء !!

لهذا صافح إسلام بحرارة وعيناه تحملان له رجاء صامتاً قابله هو بما يليق ..
فيما صافحت رانيا نشوى لتميل على أذنها هامسة :

_خللي بالك من نفسك ..وبالراحة على
إسلام ..شكله بيحبك .

لكن حاجبا نشوى ازدادا انعقاداً وهي تكز على أسنانها بقوة ..
ولم يكد أشرف يغادر مع رانيا حتى وقفت تواجه إسلام بقولها :
_عايزاك !
_ده يوم المنى!

يقولها بغمزته المستفزة كالعادة لتستشيط ملامحها فتبدو كحبة ذرة تتقافز فوق النار ..

_لو احتجتوا حاجة أنا في أوضتي.
تقولها ياقوت كاتمة ابتسامتها وهي تشعر بقرب نشوب معركة هاهنا لهذا آثرت الانسحاب ..

_لوحدنا !
هتفت بها نشوى بانفعال عصبي ليقترب هو منها غارساً نظراته الجريئة في عينيها مع همسه :
_مش بقوللك يوم المنى!

ضمت قبضتها في وضع اللكم ووجهها يزداد احمراراً ليعاود غمزها وهو ينحني ليحمل الصغيرة فيرفعها بينهما مردفاً:
_بس نفطر الأول.. ريما جعانة !

تكافئه الصغيرة بقبلة قوية على وجنته قبل أن تقترب بجسدها من نشوى لتميل عليها بقبلة هي الأخرى جعلت الأخيرة ترتجف وهي تشعر بالمزيد من الغرابة ..
متى اقتحم هذا الرجل حياتهما إلى هذا الحد ؟!
لكن ..ألم تمنحه هي الفرصة ؟!
ألم تبع نفسها من جديد لرجل قرباناً لكرامتها ؟!!

الخاطر الأخير يحشوها بالمزيد من الكآبة التي سيطرت عليها وهي تتحرك بآلية معهما لتفاجأ به يساعدها في تحضير
الإفطار وسط نكاته ومزاحه المشاكس لريما التي لم تتوقف ضحكاتها بعدها وهي تلتصق به في كل حركة ..

ولم يكادوا يستقرون على المائدة حتى رفع إسلام كوب اللبن نحو ريما هاتفاً :
_اللبن الأول .
_مش بحبه !
تقولها الصغيرة بوجه متقزز ليهتف هو بحزم :
_كلنا هنشرب ..

قالها وهو يرفع كوبه هو نحو شفتيه ليرتشف منه رشفة ..

قبل أن يرفع كوباً آخر نحو نشوى ليقربه من شفتيها ولاتزال عيناه تغرسان نظراتهما الجريئة في عينيها المرتبكتين ..
لكنها شربته منه تجاريه لأجل الصغيرة التي ما كادت تراهما حتى استجابت له وهو يعاود رفع كوبها هي نحوها من جديد ..

نفس الخطوات فعلها وهو يقنعها بتناول سلطة الخضروات لتهتف به الصغيرة أخيراٌ بشقاوة عذبة :
_انت ماضحكتش عليا ..أنا سمعت الكلام بس عشان تخللي مامي توافق إننا نسافر .

ضحك إسلام ضحكة عالية وهو يربت على شعرها لتهتف نشوى بها بحزم :
_روحي أوضتنا يا ريما دلوقت ..وسيبي كلام الكبار للكبار .

عادت الصغيرة ترمقه هو بنظرة راجية وقد بدت وكأنها ستعصي أمر نشوى لكن إسلام مال على أذنها ليهمس لها بخفوت :
_تذكري المهمة السرية يا محاربة .
فالتمعت عينا الصغيرة بحماس لتميل على أذنه هامسة بلهجة
الأفلام الكرتونية :
_تذكرت أيها القائد !

وأمام عيني نشوى المتوجستين غادرتهما الصغيرة بطاعة غريبة على طبعها العنيد كأمها ..

ليتحرك هو فيقبض على كف نشوى بقوة رفيقة أرجفت جسدها ثم يتحرك بها نحو غرفته هو التي أغلق بابها خلفه قبل أن يلتفت نحوها ليناظر عينيها بهذا القرب ..

عينيها اللتين هربتا منه بسرعة وهي تحاول سحب كفها منه لكنه تشبث به في يده لتقفز الدموع فجأة لعينيها مع كلماتها :
_لازم نحط النقط ع الحروف من أولها..انت عايز إيه م الجوازة دي ؟!

لم يستطع الرد للحظات وهو غارق في نظراتها التي كانت تتلون بسرعة البرق بين لجة من المشاعر المتناقضة ..
ألم ..خوف ..انكسار ..غضب ..تحدّ ..
وعيد ..
ووميض متتابع من رجاء خفي وسط كل هذا يكاد يستشعره يستحوذ على قلبه ..بل كل كيانه !

لهذا لم يشعر بنفسه وهو يقترب أكثر وأكثر حتى كاد يلاصقها بينما يضغط كفها في راحته بالمزيد من القوة ..


هنا تجرأت هي لترفع عينيها نحوه للحظة قبل أن تغمضهما من جديد بقوة رافضة قراءة ما تبوحان به ..

الوهن الذي يفتت كيانها تترجمه روحها من جديد للمزيد من الحدة العصبية فتصرخ به وهي تحاول عبثاً تخليص كفها منه :
_رد عليا !

_انتِ قلتيها ليلة فرحنا ..عايز أرد القلم لناصر بعد اللي عمله في حسين رجائي .

يقولها بنبرة محايدة لتربكها المفاجأة !
لم تتوقع منه هذا الرد !!
توقعت المزيد من المراوغة ..المماطلة ..ادعاء إعجابه بها ..منحها تفسيراً لهذه العاطفة مستحيلة التصديق في عينيه ..
لكن أن يكون هذا جوابه فهو ما صدمها للحظات وجعلها تتجرأ من جديد لترفع عينيها المصعوقتين نحوه ..
فتقابلها هذه النظرة التي تكذّب كل كلمة قالها!!
أي متاهة هذه التي توشك على خوضها من جديد ؟!
ألم تكتفِ بجراح القلب بعد ؟!

الخاطر الأخير يلون ملامحها بانكسار لم تملكه وهي تعاود إغماض عينيها لترد بسخرية مريرة :
_يبقى انت نشنت غلط ..أنا عمري ما فرقت ولا هافرق معاه .
_عشان غبي!

هتف بها قاطعة بنفس النبرة المحايدة ..قبل أن ترتفع أنامله الحرة ببطء نحو وجنتها تحتضنها ثم يرفع وجهها نحوه مردفاً بنبرة أكثر خفوتاٌ ورقّة :
_أنا لو ألاقي واحدة زيك تحبني أبيع الدنيا كلها عشانها .

وللحظة واحدة هيئ إليها أنها غابت عن هذا العالم لتذوب في عمق نظرته ..
للحظة واحدة شعرت أنها أمام رجل آخر حنون مراعٍ بعيد تماماً عن مكره ومزاحه وشقاوته المعهودة ..
للحظة واحدة اخترقها هذا الوعد غير المنطوق في عينيه ..زلزلتها هذه الذبذبات غير المرئية بينهما ..

لحظة واحدة لكنها لم تكن كافية !!

عاد بعدها القلب يوصد أبوابه مختبئاً خلف أسوار قلعته !!

تسحب كفها منه بقوة مفاجئة هذه المرة لتحرر نفسها مبتعدة عنه بضع خطوات قبل أن تقول بنبرة عادت إليها حدتها :
_هترجع تلف وتدور وأنا ماليش في شغل الملاوعة بتاعك ده ..بس أنا مايهمنيش في الليلة دي غير بنتي وبس .

_مالها ريما؟!
يسألها بصبر متفهم وهو يعاود الاقتراب منها لتكتف ذراعيها هاتفة :
_حركاتك اللي بتعملها دي بتعلقها بيك ..والبنت ماصدقت تجرب وجود بديل للأب ..مش عايزاها تتصدم لما الجوازة دي تتفض وكل واحد يروح لحاله .
فمط شفتيه وهو يكتف ساعديه مقلداً إياها ليسألها بحاجبين متراقصين :
_مين قال كل واحد هيروح لحاله ؟! أنا قلت ؟!

تكز على أسنانها بصمت ليجيب نفسه بنفسه :
_أنا ماقلتش !
يقولها مع غمزة لم تعد تعرف عددها في هذا اليوم ..
ألا يجيد هذا الرجل سوى الغمز بعينيه بهذه الطريقة ال...؟؟
ال....!!
الآسرة هذه !!

_ما تستفزنيش ..أنا يمكن مش فاهمة مبررك في الجوازة بس مش هاسمح لك تخدعني وتأذي مشاعر بنتي .
تهتف بها بعصبية احمر لها وجهها لتزداد فتنة في عينيه ..
بالكاد يقاوم نفسه كي لا يسكت هاتين الشفتين اللتين لا تتفوهان
إلا بالحماقات ..
يسكتهما بحل يروقه كثيراً ..ويتوق إليه كثيراً كثيراً ..
كثيراً!!

_يافرحتك فيا ياعمو علاء ..بتاع البرقوق لبس في حتة تين شوكي إنما إيه ..جاامدة !!


يقولها لنفسه وهو يسمح لعينيه بالتجول على منحنيات أنوثتها البارزة كعهدها بوضوح خلف ما ترتديه ..
تضاريس كهذه يصعب مداراتها تحت أي ثياب مهما اتسعت !!

نظراته الحارة المتفحصة تزيد ارتباكها وعصبيتها لتهتف به وهي تبتعد لا إرادياً :

_انت يا بني آدم رد عليا .
_المطلوب؟!
يسألها بمكر وهو ينتزع عينيه عنها قسراٌ لتتلعثم كلماتها وهي تعاود التلويح بذراعيها :

_مالكش دعوة بريما ..ماتخلليهاش تتعلق بيك ..وشيل فكرة السفر دي من دماغها دلوقت ..ماتشبطهاش وتطلعني أنا الشريرة اللي مش راضية تفرحها .

_على بركة الله .
يقولها بنبرة مستسلمة لترمقه بنظرة متشككة قبل أن تراه يعطيها ظهره ليفتح الباب هاتفاً بصوت عال :
_ريماااا...مامي وافقت ع السفر ..ياللا نحضر الشنط .




شهقت بحدة وهي تندفع نحوه ليلتفت إليها بغمزة جديدة سبقت "قرصته" لخدها الممتلئ بحركة خاطفة :
_انت تأمر يا جميل !

تبعد وجهها عن مرمى أصابعه بسرعة ووجنتاها تكادان تحترقان غضباً و...
خجلاً!!
تهم بالصراخ به بغضب لولا أن اندفعت ريما إليهما من الداخل راكضة بسرعة لتحتضن خصرها هاتفة بفرحة عارمة :
_شكراً يا مامي ..كنت عارفة إنك هتوافقي .


فتعود إليه بنظرة قاتلة قابلها بحاجب متراقص قبل أن ينحني ليحمل الصغيرة ويقبل وجنتها بعمق قائلاً:
_محضر لك بروجرام حلو قوي..
ثم يعود ل"الشوكية" أمامه بغمزة جديدة :
_يجنن !
==========
انتهى الفصل


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-19, 11:44 PM   #893

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

والنعمة ده كثييير عليا ..عااايزة واحد اسلام والنبي ..
احيييه هو انا كل يوم ححب واحد جديد ...
اشي مروان واشي اسلام واشي رامز ..
قلب ده ولا مساكن شعبية


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 12:33 AM   #894

شروق الموده

? العضوٌ??? » 391226
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » شروق الموده is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلوه قوى قوى وإسلام ده حكايه
انتي رائعة يا نيمو


شروق الموده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 03:01 AM   #895

Mwatena mesrya

? العضوٌ??? » 370157
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » Mwatena mesrya is on a distinguished road
افتراضي

هههههههههه
عسل قوى اسلام
مسخرة


Mwatena mesrya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 05:25 AM   #896

Yassm1n

? العضوٌ??? » 397121
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 69
?  نُقآطِيْ » Yassm1n is on a distinguished road
افتراضي

إ سلام دا عسل 😘😘😘😘

Yassm1n غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 10:04 AM   #897

عهد الحر
 
الصورة الرمزية عهد الحر

? العضوٌ??? » 305991
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,579
?  نُقآطِيْ » عهد الحر is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عهد الحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 10:46 AM   #898

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,821
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

💘💘💘💘💘💘💘😍😍😍😍😍🌹🌹🌹

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 12:09 PM   #899

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل رائع كما العادة حتى لو كان نصف الفصول المعتادة منك
ياقوت محقة.. ناصر ونشوى وسهاا
ناصر طمع في أن سها تكون سبب رفض فتتبت له اكثر انها بتعشقه وفي نفس الوقت طمع يثبت لنفسه انه قوي الشكيمة وراجل زي متعلم في مهنته وعلى ايد ابوه الي باين انه شديد.
سها طمعت ان زوجها هو الي يرفض وان حتى لو حصل اكبر مخاوفها تكون هي ماسكة زمام الخيوط وممكن تطهق نشوى في عشتها لما تحمل وتخلف وينفصلوا وتبقى ربحت الطفل وزوجها...
نشوى بقا طمعت انها تداوي كرمتها المجروحة بأنها تمارس حق في حب لم ولن يكون من حقها أبدا....وبنفس نية سها ان تاخذه من زوجته ....
لكن الجميع خسر لان النيات لم تكن سليمة...

اسلام الصراحة هذه الشخصية حيرتني... والحق يقال اولاد المجرم كلهم
طلعوا اولاد حلال رغم اجرام ابوهم ولا واحد منهم طلع شبه أبوه
تربية الأمهات حتى لو كانت ام زي ام اسلام متكبرة لكنها حرصت على
تربية ولادها على الاخلاق الحسنة التي تعتبرها اتيكيت المجتمع المخملي
المهم ان الولاد نفذوا ... كما ان جرؤة اسلام قد وجد لها نفع اخيرا هههههههه

الدكتور بقا غبي غبي غبي لازم له خسارة زي خسارة نشوى وسها وناصر علشان يفوووق وهو اصلا بيحب قريبته بس هو زي نشوى بالظبط متشعلق بحب هو محصلش عليه وفضل معلق هناك رغم ان قلبه رااااح حتة تانية..
لكن اهو ينفعنا شوية بطلوع زين من قوقعته ...
زين خلاصة امره ...الذنب لا يبرر به لكن التوبة مشروعة ويحبها الله ...

الفصل رائع تحياتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 02:00 PM   #900

amira_adel

? العضوٌ??? » 271425
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » amira_adel is on a distinguished road
افتراضي

علي قد ما كنت زعلانة انك قررتي تختمي سينابون علي قد ما انا مستمتعة بفصول الختام .. ايه الجمال ده .. فيها انسيابية و نعومة و منطق و هدف رواية بيتحقق..

زين .. شخصية وصلت معاها ان تعبها بيتعبني و فرحها بيفرحني.. مشهده النهاردة و روحه بتنور من تاني نوَّر الفصل ..
" خطاياه رسمتها وجوه نساء ..
و الآن تطمسها أيضا وجوه نساء !! " الله علي الجمال بجد .. قشعرت لما قرأتها 💙
رائد .. سند و رفيق عمر حقيقي فاز من حظي بمثله ..

ياقوت و زين ...
تواصلهم بروحهم أقوي من اي حواجز .. تواصل مش محتاج لقاء .. حالتهم الصمت فيها أبلغ من الكلام .. زين قبل كده سند ياقوت في ضعفها و دلوقتي هي بتسند روحه 💙

سامر ... يوجع القلب .. بيطارد سراب أشبه بسراب نشوي اتمني يلحق نفسه و يتحرر منه و يفتح قلبه و يشوف الحلو اللي حواليه ..

والد سها .. لجوءه لسامر فيه كتير من الأنانية اللي يبررها حبه لبنته .. اتمني وجود ياقوت يقلل خساير سامر
سها و ناصر .. جرح صعب الاندمال .. مش عارفة اتوقع هيوصلو لفين .. هل سها تقدر تسامحه ؟ الموضوع نسبي يفرق من ست التانية حسب شخصيتها و ان كنت اتمني ناصر يتربي شوية 😼

إسلام ❤ تفهمه لمامته متعارضش مع تمسكه بنشوي كل فصل بيزيد احترامي لشخصه

هيثم و شهد .. ربنا يستر علي المقابلة الجاية بعد ما بدأ يفتكر خصوصا انه حاطط كل ثقته فيها

إسلام و ريما .. علاقة تفرح .. ان حد يقدر يحب طفل زي ابنه و يعوض غياب ابوه شئ مش بسيط و ميجيش غير من قلب حقيقي كبير

إسلام و نشوي .. مش هقولك غير انك بتعرفي تاخدي مشاعرنا بين الأبطال بمهارة مخليانا نحس ان كل بطل هو البطل الرئيسي في الرواية و مستنين قصته تكمل بكل شغف 💙💙💙
تعليق بقي علي ياقوت في الرواية عامة هي أمان الرواية و زي ما بيقولو رمانة الميزان.. العالم الواقعي محتاج ناس في مهارة ياقوت عشان يكون اجمل
شكرا اننا مهناش عليكي و نزلتيلنا فصل و انت في اجازتك 💙💙
دمتي مبدعة 🌻


amira_adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.