آخر 10 مشاركات
القدر المحتوم _ باتريسيا ليك _ روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1020 - فتاة الأحلام - جيسكا ستيل- ع د ن (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Breathless - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          رواية فقاعة ج 2 _ نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          سأبكي غداً -ليليان روث -عبير الجديدة -(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-18, 06:51 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 وجع / للكاتبة جيجي جودي






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
وجع
للكاتبة جيجي جودي





قراءة ممتعة للجميع....





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 23-12-18 الساعة 09:59 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-18, 06:40 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صبايا حبيت اليوم انزل اول بارت من روايتي..اردتها فقط أن تكون خارجة عن المعتاد قليلا
ارجو ان تنال اعجابكم و استقبل نقدكم براحابة صدر.....





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 24-12-18 الساعة 08:02 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-18, 06:41 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت الاول من رواية

"وجع"

"قلما أكون فيا،حتى أن ما يصنع بي لا يكاد يعنيني"(بورشيا)

هكذا هي مجرد روح هائمة على وجه الارض،ملامح كئيبه،جسد هزيل..كانت "تولين" جالسة تنتظر الحافلة لم تكن تبالي بالصقيع الذي يرسله ذالك المقعد المنزوي على جانب الطريق وكأنها أرادت أن تخبره بانه مهما بلغت به درجة البرودة فهي تفوقه بردا.. فهي لم تعد تبالي لا بالمطر الذي يتساقط حينها ولا بالهواء الذي يلفح ذالك الوجه الشاحب..لحظات من الانتظار و جاءت الحافلة.كانت اخر من يصعد لم تكن ترغب هذه المرة بأحد المقاعد المطلة على الطريق،لم تجتهد اصلا للحصول عليه بل رمت نفسها على اول مقعد يصادفها و لم تهتم اصلا بجانب من جلست فكل ما يهمها أن تصل لذالك المقهى..انطلقت الحافلة و هاهي تحضن نفسها و تغلق عينيها لتسبح في بحر أفكارها لكنها فعلا لا تريد أن تفكر في الأمر لأنها في مفترق طرق و ليس أمامها حل اخر..لا تعلم كيف خطرت على بالها تلك الفكرة الحمقاء و لا تعلم اصلا نتائجها و لكنها قررت بل و عزمت على تنفيذها و كل ما يربطها عنها سوى ستون دقيقه..كانت تحاول أن تربط أفكارها و ترتب ما عزمت على قوله..ولكنها فجأة تترائ لها تلك الوجوه قادمة من بعيد و هاهي تقترب منها شيئا فشيئا..اخذت تتصبب عرقا و ترتعش..غاب عنها الزمان و المكان،حاولت كثيرا أن تفهم ما يقولونه،وجوه تبكي، غاضبة تأتي من العدم في كل مرة وتقترب منها حد الاختناق و تتجمع فجأة في وجه واحد..وجهه هو و لكنه مثلهم غاضب،يصيح في وجهها لكنها لا تسمعه..لا تفهمه..فيختفي فجأة ثم يظهر من بعيد اشد غضب ليقترب منها و يصطدم بها فتفقد الوعي..هذا ما كان يحدث لها في كل مرة لكنها الآن قررت أن تكون اقوى..قررت أن تفهم،ان تواجه،يكفيها جبن و استسلام..يكفيها سنتين من الالم و الخوف..هي تعلم وجوه من تلك فلما الخوف!! حاولت تهدئة نفسها ولم تفتح عينيها مرعوبة مثل العادة بل على العكس اغمضتهم اكثر..و كأنها تقول لهم هيا اقتربوا فانا لم اعد اهابكم..هكذا و بدأت العيون تحيط بها من كل جانب و تجمعت فجأة في عين واحد تنظر لها مباشرة كانت عيونها تبعث بموجات من التمرد و التحدي لعيونه هو التي لم يغير فيها الموت شئ بل على العكس زادها حدة..كانت تعتقد أنه سوف يصرخ ككل مرة و في هذه الحالة كانت ستصرخ هي ايضا ليعلم فقط انها لا تخافه ولكن فجأة انقلبت الموازين و تغير كل شئ..فهو لم يصرخ هذه المرة بل كان فقط ينظر إليها ببرود تام استغربت هي و فكرت أنه ربما قرأ افكارها حين قررت أن تصرخ هي ايضا فعاد الرعب يملئ قلبها من جديد و حاولت جاهدة أن لا تبين له ضعفها لكن عينيها وشت بها سريعا فبدأت ترمش باستمرار و هاهي دمعة يتيمة تلوح من بعيد مهددة بالسقوط ولكنه لم يمهلها الوقت لتلملم نفسها و تحكم سيطرتها من جديد لأنه أخذ يصرخ في وجهها الي ان اخذت عينيه تدمع دما هذه المرة..فخانتها دمعتها و تبعها سيل من الدموع الحارقة و لم تعي على نفسها الا بصوت رقيق يوقضها و إذ بها فتاة تجلس بجانبها حاولت أن توقضها بعد أن سمعت همهماتها و شهقاتها المتواصلة ظنا منها أنها تحلم و لكنها لا تعلم أن هذا هو عالمها الثاني..فتحت تولين عينيها مسرعة و كأنها كانت تنتظر حبل النجاه و كان هذا الحبل صوت الفتاة الذي ايقضها,نظرت لها تولين مبتسمة و قالت:
_اسفة أن كنت قد ازعجتك فقد غفوت قليلا فشاهدت كابوس مزعج
_الفتاة:لا عليك و على كل حال ها قد وصلنا
لم تفهم تولين ما قالته الفتاة بعد فنظرت إلى النافذة مسرعة فاستوعبت انها كانت تحارب كوابيسها كالعادة فنظرت إلى الساعة بعد أن تذكرت موعدها.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة الا عشرة دقائق صباحا فانتفظت من مقعدها و نزلت من الحافلة و اتجهت مباشرة إلى المقهى عسى أن تصل في موعدها المحدد بل أرادت أن تكون اول الواصلين لتهيئ نفسها جيدا..
لم يكن المقهى بعيد عن موقف الحافلات و لم يكن من ارقى الاماكن في المدينة بل على العكس كان بسيط جدا اكتشفته منذ حوالي سنة بمحض الصدفة عندما كانت تتجول وحيدة كعادتها..يومها أنهت محاضراتها باكرا و كان الطقس شتاء فلم تستطع مقاومة فكرة فنجان قهوة في مثل ذالك الجو فغادرت الكلية مشيا على الأقدام غير مبالية بالمطر الذي بللها بالكامل..كانت ذاهبة الى أحد المقاهي الذي اعتادت على الذهاب إليه مع اصدقائها و بحكم المطر قررت أن تسلك طريقا مختصر و مثل ذالك الطريق فيما بعد طريق الحلم فعبره هو وجدتها مبتغاها..مكانها المفضل منذ تلك اللحظة..و كان سحر المكان هو الذي جذبها إليه ذالك اليوم،مقهى صغير في اخر الشارع دخلته يومها كي تحتمي من المطر الذي اشتد فجأة فذهلت بذالك الاكتشاف الرائع..ولم يخرجها من ذهولها سوى صوت النادل الذي يقف امامها و بيده منشفة يمدها لها و يطلب منها خلع معطفها المبلل..انصاعت لأوامره و اخذت تنشف شعرها بعد أن نزعلت المعطف..جلست يومها في الطاولة التي أمام المدفئة مباشرة بعد أن تنازل لها أحد الزبائن بمكانه لها عندما رآها في تلك الحالة..فبدأ الدفئ يتسلل لها خاصه بعد أن أحضر لها النادل القهوة هذه المرة ..و هاهي اليوم ايضا تدخله مبللة ترتعش من البرد و لكن اليوم روحها ايضا كانت ترتعش..مكسورة مجهدة فهل يستطيع فنجان قهوة اصلاح الأمر!!
وصلت تولين الى المقهى و كانت فعلا اول من يصل..دخلت بكل ثقة و هاهو المكان يغلفه الهدوء كالعادة ابتعدت عن طاولتها المعتادة قدر الإمكان و كأنها تقر بالخطيئة الكبرى التى على وشك القيام بها و لا تريد أن تشوه بها مكانها الخاص أو ربما لا تريد أن تحمله ذكرى ربما ستكون مؤلمة في يوم ما..فهي كانت تعتقد دوما بل و تؤمن بأن للاماكن ذاكرة ايضا لذالك كانت حريصة منذ سنتين أي منذ أن عرفت هذا المكان،كانت حريصة أن لا يكون لها فيه ذاكرة..أرادت طاولتها المفضلة على الأقل صفحة بيضاء..سرها الخاص..
و نظرا لضيق المكان لم تجد مكانا شاغرا الا الطاولة الوحيدة التي تقع خلف واجهة المحل،اي الوحيدة التي تطل على الشارع و كان الصدفة أرادت أن تضعها هذه المرة وجه لوجه مع الحياة.
خلعت معطفها و جلست،القت نظرة على ساعتها فوجدتها تجاوزت التاسعة فبدأت أفكارها في الاشتغال مجددا و بدأت الحيرة تتسلل الى ملامحها المرهقة فقد كانت تفكر في احتمال أنه لن يأتي لأنه فعلا لم يؤكد لها حضوره و بدأت ترسم الخطط البديلة أن تغيب على موعدها و لكنها رفعت راسها بسرعة للخيال الذي هجم على وحدتها فجأة لتستوعب أنه هو..ارتبكت من قربه المفاجئ لكنها سيطرت على نفسها و هي تكلمها في سرها(ارجوك يا انا يا حبيبتي ليس وقت الارتباك و لا وقت الخوف و لا حتى التراجع..واصلي ما بدأت و كفى)
اخذت الابتسامة طريقها إلى شفتيها معلنة اقتناعها بكلمات التشجيع تلك فوقفت لترحب به
_اهلا "زين" صباح الخير تفضل ارجوك.
بادرها هو بدوره بابتسامة فاترة و هو يقول
_صباح الخير تولين،شكرا
جلسوا في أماكنهم و ماهي الا لحظات حتى أتى النادل ليأخذ طلبهم ثم غادر بهدوء كما جاء،لم يستطع "زين" الانتظار فقال
_ماهو الأمر المهم الذي اتصلتي لأجله؟
خرجت ضحكة رقيقة من تولين غصبا عنها و قالت في نفسها( أ لهذه الدرجة يكرهني؟!! اووف تولين لا بأس فهو ايضا مثلهم يظن اني وراء موته..بلييز خليكي قوية و لا تهتمي)
نظرت له بكل ثقة و قالت
_شكرا لك على اهتمامك،نعم انا بخير و الحمد لله
_اسف لم أقصد..انا فقط مرتبط باوقات العمل كما تعلمين و استاذنت لأجلك
_لا بأس سادخل في الموضوع مباشرة..سمعت انك على وشك الزواج مبروك
_شكرا لكن لا اعتقد انك هاتفتني لنتحدث عن حياتي الشخصية!!
_صحيح و لكني سمعت أيضا انك تواجه مشاكل مادية
تغيرت ملامحه و ظهر الضيق على وجهه فقال
_ارجوك ادخلي مباشرة في الموضوع و أتركي ما لا يخصك جانبا
_لكنه الآن أصبح يخصني،الا تعلم انك اقرب صديق لخطيبي السابق؟!!
_رحمه الله يا تولين لكني لم انسى و لكن هل لك أن توضحي ما دخل هذا بذاك!!!
_الامر بسيط للغاية..ما رايك في وظيفة أو بالأحرى عقد عمل لمدة سنة مقابل مبلغ مالي مهم تستطيع من خلاله حل جميع مشاكلك.
استغرت "زين" من كلامها و خاصة من معرفتها بظروفه و لكنه في تلك اللحظة لم يجد الوقت ليفكر كيف لها أن تعرف كل تلك المعلومات لأنها لم تترك له المجال الى جانب أنه يريد انهاء هذا اللقاء باسرع وقت ممكن لأنه فعلا لا يطيق حتى النظر إلى وجهها و ما سبب قدومه الا اكراما لروح صديقه الذي مات منذ سنتين.
واصلت تولين كلامها
_لا تفكر كثيرا و تستعجل في الرفض فالمبلغ حقا يستحق و ستاكد لك هذا خطيبتك المصون.
نطقت تولين كلمتها الأخيرة بسخرية واضحة لأنها تعلم جيدا مدى جشاعة تلك المخلوقة.
بدأت الحيرة واضحة على ملامح زين لكنه اخيرا تكلم
_ماهي طبيعة هذا العمل؟
_ههه لا تخف اكيد لن يكون المتاجرة بالمخدرات أو قتل أحدهم ههههه
_ارجوك كفي عن المزاح و تكلمي فانت فعلا لا يوجد لدي الكثير من الوقت
_حسنا حسنا و كما قلت لك الأمر في غابة البساطة فقط تزوجني لمدة سنة
نطقت تولين بهذه الجملة بسرعة غريبة و كأنها جريمة تحاول التخلص منها و كان تركيزها منصب على ملامح زين التي تغيرت من الضيق الى الغضب و الحدة..ففي البداية ظل مستغربا و كأنه لم يسمع جيدا ما قالت لكنه ايقن أنه لم يخطئ و أن هذه التى أمامه الان تطلب منه أن يتزوجها.. بمعنى ذالك أن يلغي زواجه الذي لا يفصله عنه سوى عدة أشهر ليتزوجها هي لمدة سنة و ايضا مقابل مبلغ من المال..نعم يا زين انها فعلا طلبت منك انت الذي كنت اعز اصدقاء المرحوم خطيبها أن تتزوجها..انها تطلب مني خيانة صديق عمري و من أجل من!! من اجل من قتلته!!! احتقن وجه "زين"و كان دمائه كلها انحصرت في وجهه و لم يعي على نفسه إلا من دوي صفعة على خدها..و كأنه صفعها هي ليصحو هو من وقع الصدمة!!
كانت تولين تتكلم بكل ثقة و الابتسامة لا تغادر شفتيها لدرجة أنها نسيت مدى خطورة الأمر الذي اقدمت عليه فهي منذ أن اتخذت قرارها و هي تعلم جيدا أن الأمر غاية في الخطورة و الحساسية لكنها في تلك اللحظة و كأنها شخص آخر...كان الفتاة التى تتحدث يمكن أن تكون اي شخص عدى أن تكون هي لأن تولين الوحيدة التي تعرف مدى خطورة الامر و لم يوقظها من سرحانها الا صفعة اوقعتها أرضا من شدتها!! وضعت يدها مكان الصفعة و ظلت تنظر في اللاشيء و كأنها الان استوعبت الأمر....لم تبكي،لم تبدي أية ردة فعل فقط أمسكت بيد نفسها ووقفت لتجلس في مكانها،لم تبالي بالعيون المصدومة التى تراقبها و لا حتى بالهمهمات التى وصلتها بل على العكس اخذت تشرب من قهوتهاو كأنها تذكرت للتو انها موجودة..غير مبالية بما يحدث




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-18, 06:43 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كانت فقط تتابع بصمت..
خرج "زين" مسرعا دون أن ينطق و لا كلمة،لم يكلف نفسه حتى لاكتشاف ما وقع صفعته عليها..لم يرا أنفها الذي انفجر دما و لا يدها التي وقعت عليها اثر سقوطها..لم يكن يبالي بل كان يتمنى لو أرداها قتيلة تلك اللحظة فكيف تجرأت اصلا على مجرد التفكير بالأمر!!!!
أما هي فقد كانت مثله تماما لم تكن تبالي أيضا فقد مر على رأسها الكثير و لن تقف الحياة على مجرد صفعة من شخص غاضب فقد كان كل همها أن تجد طريقة لإقناعه بالأمر..كانت تبحر في أفكارها الي ان أخرجها صوت أحدهم قائلا:
_ا مازلت مصرة على تنفيذ ما عزمت عليه؟
رفعت رأسها بعد أن تعرفت على صاحب الصوت فحاولت إعادة البسمة على ملامحها و قالت له
_كنت انتظر قدومك و اصلا استغربت تاخرك الى الآن
_تولين ارجوك لا تجعليني افقد اعصابي اكثر..هل انت سعيدة بما حدث؟؟ هل أعجبتك المهزلة التي حدثت منذ قليل؟! كيف تسمحين له بأن يمد يده عليك هل فقدت عقلك
ضحكت تولين كمحاولة لامتصاص غضبه وقالت
_انت اكثر شخص تعلم اني تلقيت من الحياة اقسى و اقوى من صفعته تلك فلا عليك لن تأثر بي ابدا هذا اولا اما ثانيا يا صديقي العزيز طبعاً لست راضية عن ما حدث و لكني لم اكن أتوقع ردة فعله تلك فالبرغم من معرفة السابقة لم اكن اعلم انه بتلك الحدة و الصرامة أما مسألة كرهه لي فالسبب واضح جدا لا داعي للدخول في التفاصيل اكثر
كان عبد الودود يعلم جيدا انها فقط تراوغ و انها تحاول أن تغطي على الموضوع بابتسامتها كما أنه يعلم جيدا مدى تالمها فتلك الدموع التي تحجرت في مقلتيها تنتظر فقط اللحظة المناسبة للاعلان عن مدى هشاشة صاحبتها.. مدى ضعفها و قهرها..انزل رأسه بعد أن ارتسمت ابتسامة سخرية على أطراف شفتيه و حاول قدر الإمكان التغاضي عن كذبها المعتاد فقال
_حسنا ماذا ستفعلين أن واصل في الرفض؟
_ لا تقلق من هذه الناحية فانا متأكدة أنه سيوافق أو على الأقل خطيبته المصون ستشجعه على الموافقة عندما تعلم بأمر النقود
_تعلمين جيدا اني لا اوافقك و لكني سأظل ادعمك دائما و أن احتجتي اي شئ لا تترددي
_ههههه نعم بالتاكيد يا نصفي الجميل لكن لا تقلق ساتدبر الأمر.
كان ودود شاردا في ملامحها بينما هي تتكلم فقد كان يفكر أي قوة تملك هذه الفتاة لتقدم على أمر كهذا..كيف لها أن تفكر في سعادة أو راحة الآخرين بينما هي تواجه اتعس أيام حياتها!! كيف لها أن تكون بذالك الهدوء وسط العاصفة التي تعيش فيها..لطالما كانت هكذا صاخبة في هدوءها كان لقائي بها اول مرة منذ حوالي سنتين عندما دخلت ذات مرة إلى المقهى بالصدفة.اتذكر يومها كان المطر ينهمر بغزارة شديدة كنت اعد قهوة لنفسي و على وشك الجلوس و الانفراد بالرواية الجديدة التي اقتنيتها مؤخرا لان المكان شبه فارغ نظرا لبرودة الطقس و لكن فجأة تدخل فتاة مبللة تماما،كانت ترتعش من البرد لكن الغريب وقتها علامات الدهشة التى رسمها وجهه دون وعي منها و كأنها دخلت الى عالم اخر تائهة.. فتاة عشرينية تمتلك من الجمال قدرا لا بأس به ذات بشرة بيضاء و ملامح رقيقة،انف حاد مثل سلة السيف و شفتين مكتنزتبن و كأنها حبتي توت بري لم يقطفوا بعد إلى جانب عينين تميلان الى الخضرة قليلا أو ربما يكون ذالك اللون ماهو الا انعكاس للون حجابها الذي تضعه على رأسها..كانت تقف في الباب و كأنها طفل صغير اضاع طريقه و لكنها في الحقيقة هي ذالك الطفل الذي وجد ظالته اخيرا..أسرعت إليها و في يدي منشفة صغيرة كنت احتفظ بها تحسب لمثل هذه المواقف لاني كثيرا ما اخرج عندما يبدأ المطر في النزول لا اعلم و لكنها عادة لم استطع التغلب عليها مددت لها بالمنشفة و انا ابتسم و اخذت منها معطفها لكن الظاهر أن المطر طالت ملابسها ايضا،ابتسمت هي خجلا و قالت
_شكرا لك و لكن لا تهتم عادي لست اشعر بالبرد
_حسنا و لكن تعالي على الاقل و قفي بجانب المدفئة لعلنا بذالك نستطيع انقاذ ما بقي منك كي لا تتحولي الى قالب ثلج و نخسر زبون على وشك أن نضمه الى مجموعتنا.
ضحكت تولين من دعابته الرقيقة و التفتت إليه شاكرة لطفه معها و لم يخرجهم من انسجامهم الا صوت أحد الزبائن يقول:
_ودود قل للانسة أن تجلس مكاني و انا سانتقل لطاولة أخرى
نهض الشاب تاركا طاولته فنظرت إليه بامتنان واضح فهو أحد اصدقائ و من الزبائن المخلصين المكان،التفت الى الفتاة فوجدتها تنظر إلى الأرض في خجل
_هههه ما بك؟ عادي نحن كلنا هنا اصدقاء و هو من زبائن المحل و من الماكد أنه انزعج من صوتك لذا قرر أن يترك لك المكان
رفعت تولين بصرها نحوه مسرعة بوجه منزعج
_انا لم أفعل شئ و اصلا لم اطلب منه مغادرة مكانه و همت بالخروج بعد أن احتبست الدموع في عينيها لكن ودود أوقفها بعد أن أطلق صحكته الساحرة في الفضاء
_هههههه الى اين انت ذاهب في هذا الطقس؟هههههههه اسف و لكني فقط كنت امزح معك ام ذالك الشاب غير مكانه لتجلسي انت قرب المدفئة لا غير و الان اجلسي لاحضر لك شئ دافئ
غادر ودود وضلت هي مندهشة من كل ما يحدث.. المكان،الاشخاص..كل شيء هنا يبعث فيها راحة و سعادة غريبين.
استجمعت قوتها و قررت أن تغادر لكن ملامح ودود أوقفتها فقد لاحظت أنه شرد مثل العادة لم تكن تريد أن تزعجه لان ابتسامته الساحرة التي ظهرت على شفتيه اكبر دليل أنه على أنه يسبح في خيال ممتع..لملمت اشياءها و طبعت قبلة رقيقة على خده و همت بالمغادرة لكن يد أوقفتها
_الي اين
_هههههه صباح الخيال السعيد،ساتركك مع خيالك و اعود الى المنزل
_اتصلي بي عندما تصلين
_حاضر بابا ودود هل هناك ايه أوامر أخرى
_و كما يقولون انا الغلطان الي عطيطك وجه..فارقي مادام النفس عليكي طيبه
_هههههههه يا خليجي انت يا عسل باي
ضحك ودود من ضحكتها التي اخرجتها اخيرا من مزاجها السئ و قال في نفسه لو كنت اعلم ان الخليخي سيأتي مفعوله لكنت خليجي من اول جلستنا..نعم فهي نصفي الثاني كما تقول..أو ربما هي كلي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-18, 06:43 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



نعم هي "كلي" باتم معنى الكلمة..فمنذ اللحظة الأولى كانت هي كل ما املك،كان احساسي بها يفوق الخيال،لم اكن اعرفها قبل ذالك اليوم،كانت لحظتها اول مرة اراها في حياتي لكن هناك شئ في الداخل..لا بل في الأعماق شئ يقول عكس ذلك،فقد كانت روحي تعرفها جيدا بل كانت تنتظرها فسبقتني إليها ووضعتني معها وجه لوجه،فوجتني أمامها فجأة اتحدث معها و احثها على الدخول و اقدم لها القهوة،كنت فقط احرص على ابقاءها قربي اكثر وقت ممكن.. نجحت في ذالك و هاهي اليوم كل ما أملك و أقرب إليا من نفسي..لطالما كانت هادئة و قليلة الكلام،كئيبة في معظم الأحيان و لم تكن اجتماعية قط.فوجدت نفسي اراقبها دون أن أشعر لاكتشف اليوم اني ادمنتها بشدة،ادمنت كل ما يتعلق بها كنت احرص على قراءة ما تقرأ و شرب ما تشرب..اضحك على كل ما يضحكها و انزعج لانزعاجها.
ها أنا اليوم اراها مقدمة على اشنع جريمة ممكن أن ترتكبها بحق نفسها و لا استطيع فعل شيء،فانا مكبل بها..بوعد أخذته هي مني تحت تهديد من دموعها التى تحرقني قبل أن تحرق تلك الخدود..
تنهد عبد الودود تنهيدة ألم على شعوره نحوها و المتاهة التي يعيشها منذ سنتين فهو الى الآن لا يستطيع البوح لها بما يختلج صدره من مشاعر فكيف له أن يشرح لها و هي التي تقول له يا أخي و يا سندي..كيف يمكن أن يتجاوز عفويتها في التعامل معه و يعري مكانها في قلبه!! هو يعلم جيدا أنه حالة استثنائية بالنسبة لها هي لم ترسم حدود بينهم فقد كان الصديق و الاخ و البسمة الوحيدة في حياتها..و بكل بساطة كان عالمها الخاص. أ ليس الأصدقاء هم أوطاننا الصغيرة!! نعم لقد كان وطنها و مساحتها،كان طريقها الى نفسها..فمنذ سنتين تعرفت على ودود بمحض الصدفة و لكن قلبها كان يقول عكس ذالك اي أنها تعرفت عليه بمحض القدر الذي قرر أن يضعه في طريقها كهدية نهاية الضعف و بداية القوة..فهي لن تنسى ابدا فترة تعرفهم التي كانت مباشرة بعد موت خطيبها و اتهامها من الجميع أنها السبب المباشر في موته..لم تدافع على نفسها،لم تنكر ما يقولونه و لم تعتب عليهم اصلا في كل ما يقولونه عنها في الخفاء و لا في العلن..حرموها حتى من توديعه،من النظرة الأخيرة،من دمعة القهر و العتاب..لم تستطع الوقوف أمامهم أو ضدهم،لم تستطع أن تقول حتى أنها بريئة و أنه من فعل بنفسه ذالك..و في خضم كل ذالك يأتي "ودود"، يأتي بابتسامته الساحرة،و دعباته المضحكة.. يأتي كما لم يأتي أحد،يثير فيا احساس الأخوة التي لم اجربه قط،هو سندي الذي كنت اتكئ عليه في كل ضعفي..هو الذي يمتص هشاشتي ليبدلها بالتماسك و القوة..هو "كلي" و نصفي الجميل لكني مقتنعة أن هذا الكل سيتجزء في يوم ما و ساتجزء انا معه بل ساندثر..لم اكن اتمنى ان اكون انا سبب في تشتته أو وجعه،لم اكن اعلم ان قربي منه سيبعثره الى هذه الدرجة..نعم فانا أعلم كل شئ،اعلم سبب توتره المفاجئ عندما أكون قربه كما اني اعلم جيدا سبب سرحانه الدائم و ضياعه المفاجئ،نعم اعلم انني سبب تلك التنهيدة الأليمة و سبب لمحة الحزن التي يحاول جاهدا قتلها و التخلص منها..لكنني لا استطيع مواجهته بكل ذالك،لا استطيع ان اخسره خاصة في هذا الوقت بالذات..اعلم اني أنانية في هذه النقطة لكنني وعدته بيني و بين نفسي أن اصلح ما أفسدت..لا استطيع أن أبتعد عنه الان لاني في امس الحاجة إليه..لا استطيع الخوض في ما عزمت عليه إلا به فهو قوتي و لكي اكون صريحة مع نفسي اكثر لطالما كان "ودود" من أهم الأسباب التي دفعتني لأقدم على ذالك،يجب أن اخلصه مني بأي ثمن كان،يجب أن اخلصه من إحساسه بي.
هكذا كان الاثنان يفكران،كان كل واحد منهم في مكان بعيد عن الآخر و لكن احساسهم ببعضهم البعض يجعل منهم كيان واحد و تفكير واحد..لم تكن الأخوة ما تجمعهم و لم يكن الحب أيضا،فالذي يجمعهم اكبر من ذالك بكثير




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-18, 06:44 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



عادت تولين الى المنزل وهي تفكر كيف يمكنها أن تقنع والديها ب "زين"
نعم لقد كانت والدتها تصر عليها في موضوع الزواج و لكنها من المؤكد أنها لن تتوقع ذالك الشخص بالذات فإلى جانب حبها الكبير لخطيب ابنتها السابق لكنها أيضا امرأة شرقية بحت اي أن كلام الناس و ما سوف يتداولونه سيكون على قائمة إهتماماتها هذا إن لم يكن اول القائمة.
ضحكت تولين في داخلها و هي تقول
_سيكون هناك الكثير من التشويق والإثارة ههههه زواجي سيكون زواج الموسم "فتاة تتسبب في قتل خطيبها للإطاحة بصديقه و الزواج به".كانت تعلم جيدا أن هذا ما سيحدث لكنها لم تكن تبالي.اما "زين"فهي لم تفكر فيه كثيرا بعد أن غادرها فقد كانت تعلم يقينا أنه سيوافق عاجلا ام اجلا و لم يبقى أمامها إلا أن تفكر في مسألة النقود فهي لم تقم بتدبير مبلغ مهم الى حد الأن..كانت كل هذه الأمور تشغل بالها حينما دخلت امها فجأة و قالت
_ ألن تكفي عن عادتك السيئة تلك،ساعة و انا اطرق الباب و لم اسمع منك جوابا.
_اسفة لم اسمع
_حسنا لا يهم و لكن قولي لي هل فكرت في الأمر فوالدك لم يكف السؤال عن قرارك؟
حاولت تولين أن تسيطر على انفعالها فهي اخر شئ تتمناه هذه اللحظة هي المشاجرة مع والدتها فقالت بكل هدوء:
_نعم فكرت و أنا أرفض طبعاً و ارجوك, استحلفك بالله لا تبدئي بالصراخ مثل العادة فلقد قلت لكم الف مرة فأنا لن اتزوج الا من الشخص الذي اشعر انه مناسب لي
_ولكنك ترفضين كل من يتقدم لك دون حتى أن تعرفي من هم فكيف ستعرفين هذا الشخص المناسب!!
_سوف اشعر به يا أمي
لم تقتنع والدتها بهذا الكلام فحاولت أن تضغط عليها قليلا عسى تحصل على نتيجة معها،فحال ابنتها لا يعجبها.لطالما والدها فكر أن موت خطيبها هو السبب لذالك كان حريصا جدا على تزويجها لأنه مقتنع أن الخروج من تجربة فاشلة سيكون عن طريق تجربة جديدة و لكنها ك أم تعلم بل هي على يقين تام أن موت خطيبها ليس هو السبب الوحيد في حالتها تلك فهي واكبت حياة ابنتها يوما بيوم اي أنها متأكدة أن حزنها كان مرافق لها قبل موته هذا طبعا إلى جانب برودها و لا مبالاتها حول ما يتهمونها به و هو ما يؤكد احساسها ك أم،خرجت من شرودها قائلة:
_اتمنى ذالك و لكنك لن تشعري به أبدا،فالقلب يا ابنتي لا يحمل إثنين!!
دهشت تولين من كلام امها المفاجئ و لكنها كانت تعلم نيتها اجيدا فرسمت ابتسامة على شفتيها ثم طبعت قبلة رقيقة على جبين امها و قالت:
_لا تقلقي من هذه الناحية فانا أفرغت قلبي و جعلته خاويا لكي يأتي الشخص المناسب و يملئه..كانت تعلم أن إنكارها المباشر سيوقعها في شكوك امها لذالك نطقت بهذه الجملة الدبلوماسية
انتبهت منال لذكاء ابنتها فقررت ان تغزو قلبها باخر سلاح لديها،فاطلقت العنان لدموعها فربما تكون ورقتها الرابحة هذه المرة لأنها تأكدت أن الصراخ و الغضب ليس الحل المناسب مع طبيعة ابنتها العنيدة،اخذت شهقات الام تتصاعد و هي تقول:
_اعلم اني قاسية معك في بعض الأحيان و لكن يا ابنتي هذا كله لمصلحتك فانا اريد أن اطمئن عليك و أن لا تبقى وحيدة بعدي..
قاطعتها تولين صارخة بدون وعي
_ارجوك لا تقولي هذا لماذا دائما تذكرين الموت!!ارجوك يا امي لا تتحدثي هكذا مرة أخرى،انت و ابي كل ما املك في هذه الحياة و فكرة خسارتكم تقتلني.. و لم تستطع تولين السيطرة على نفسها اكثر فانفجرت باكية و هي تحضن امها بقوة،لم تتوقع الأم ردة الفعل هذه و لكنها فرحت و ظهرت على شفتيها ابتسامة نصر لأنها استطاعت اخيرا أن تكسر البرود الذي يحيط بابنتها،اما تولين فقدكانت تزيد من الضغط على امها دون وعي,كانت تقول في نفسها (لماذا يا امي تفعلين بي كل هذا،فانا أحاول جاهدة أن اسعدك و انت تحاولين جاهدة أن تجعلينني أبكي، لما لم تحاولي يوما فهمي؟؟اعلم انك قلقة و انك ك اي ام تريد أن ترى ابنتها سعيدة لكنك حقا تضغطين عليا اكثر من اللازم..انت تخنقينني يا أمي الا تعلمين اني ما عدت اثق بالرجال!!الا تعلمين انك تطمئنين عني حقا كلما ابتعدت عنهم..لما لا تفهمي اني اصلا لم اعد صالحة للزواج،لم اعد صالحة الحياة..اصبحت ورقة خاسرة بالنسبة لهذا العالم) كانت تولين تشهق من بين بكاءها و بدءت أنفاسها تتصاعد و كأنها على وشك مغادرة الحياة الآن..فانتبهت الام لحالتها فأخذت تهزها و تطلب منها التوقف عن البكاء لكن تولين لم تكن تستجيب،ذعرت منال لحال ابنتها فصرخت منادية لزوجها لعله يساعدها في تهدئتها،و ما أن وصل الاب حتى وجد ابنته في حالة بكاء هستيري فلم يكن اقل من زوجته ذعرا.اقترب من ابنته و هو يناديها بصوت حنون دافئ ربما تستجيب و ما أن لاحظ أن الأمر لا يجدي حتى جذبها الى حضنه و بدأ يتمتم بآيات من القرآن عله ينجح في تهدئتها.. شئا فشيئا حتى بدء السكون يخيم على الغرفة و شعر الأب أن انفاس ابنته بدءت في الانتضام إلى جانب ثقل جسدها الذي بدأ يشعر به ففهم انها نامت..انزلها الى فراشها و طلب من زوجته مغادرة الغرفة بهدوء.
كانت منال تحت تأثير الصدمة الى الان فهي لم تستوعب الذي حدث بعد فمن مناقشة عادية يتحول الأمر إلى حالة هستيريا مخيفة.

في مكان الاخر
كان يفكر في ما حدث معه اليوم،لم يستوعب الأمر بعد..فهاهي ذكريات سنتين ولت تعود اليوم أمامه بكل بساطة و بسبب من!! بسبب اكثر شخص يمقته في هذا العالم..كان "زين" يحدث نفسه بقهر( انت غبي حقا،لماذا ذهبت اليها أصلا؟!! كان من المفترض أن اقتلها،ان اقوم بتشويهها،بتعذيبها،ان احاسبها على ما فعلت قبل سنتين)
لم يتجاوز "زين" حادثة موت صديقه "مازن" الى اليوم،ظل شاردا و أخذه تفكيره الى ذالك اليوم المشؤوم

١٨ نوفمبر ٢٠١٦
كان زين يفكر في صديقه الذي تغير في الآونة الأخيرة..حاول كثيرا معرفة ما يجري معه لكنه فشل لان مازن بطبعه قليل الحديث،هكذا و رن هاتف فجأة ف رد بصفة آلية دون أن ينتبه إلى أنه رقم مازن الذي كان يتصل به منذ يومين و لم يستطع الوصول إليه
_السلام عليكم
استغرب زين الصوت الذي أتى من الجهة الأخرى للهاتف فنظر إلى الرقم ففوجئ به رقم مازن و لكن ما بال صوته متغير!!
_ السلام عليكم يا اخي هل تسمعني؟
انتبه زين الى نفسه ف رد مسرعا
_ و عليكم السلام،نعم اسمعك و لكن من انت؟
_انا احمد من مستشفى السلام اتصل لاخبرك أن صاحب الهاتف تعرض لحادث..لم يكمل احمد كلامه الا و يفاجئ بالخط الذي انقطع فجأة
أما عند زين فقد ظل ينظر في الفراغ،يستوعب ما يحدث،هل ما سمعه صحيح ام أن خياله هو الذي صور له كل هذه المكالمة..لم يستطع التحرك و فقد الاحساس بكل ما حوله،نظر لهاتفه المحطم بجانبه فاستوعب الأمر..اتجه إلى السيارة مسرعا و ذهب إلى المستشفى،كان يقود كالمجنون وسط الطريق المزدحم بالسيارات،تجاوزهم ببراعة ووصل إلى المشفى و هو يدعي الله في سره ان لا يصيبه اي مكروه،و ما أن دخل حتى لفحته رائحة الأدوية و العقاقير،تجاوز الردهة مسرعا ليصل إلى الاستقبال فسأل الموضفة بنبرة حادة قائلا:
_اين اجد الشاب الذي تعرض لحادث منذ قليل؟
_غرفة العمليات
_ماهي حالته بالضبط
_لا اعلم
صاح فيها زين_كيف لا تعلمين ا لست هنا عندما جاؤوا به!!
_من فضلك لا تصرخ اما بالنسبة للشاب فأنا لست من يشرف على حالته..كانت الموضفة تعلم انها تكذب لكنها في الحقيقة لم تستطع أخباره بما رأت،كانت حالة الشاب حرجة للغاية..و حسب خبرتها تعلم أنه من الصعب النجاة من مثل هكذا حادث لكنها فضلت السكوت لأنها لا تظمن ردة فعل الشخص الذي أمامها فربما يكون اخ او قريب و لن يحتمل ابدا خبر كهذا.
رمقها زين بنظرة توعد و غادرها متوجه الى غرفة العمليات..ظل قابعا ينتظر خروج الطبيب و لكنه فجأة سمع صوت الآلات التي بعثت في نفسه الفزع،فاخذ يراقب الباب بتوجس و ماهي الا لحظات ليجد وفد من الأطباء الاخرين يسرعون لداخل الغرفة..فأخذ قلب زين يدق و كأنه طبول تطرق بشدة
خرجت إحدى الممرضات تقول:
_من مع السيد مازن،نحن نحتاج دماء باسرع وقت ممكن
خرجت مني الانا دون وعي،ذهبت مسرعا مع الممرضة و لم اعي على حالي الا عندما غرست الإبرة في عضلة يدي ،كنت ساعطيها كل دمي لو أرادت المهم أن تنقذه لكنها اكتفت بالقليل!!
صرخت دون وعي مني_ لما سحبت القليل.ا لم تقولي أنه يحتاج الكثير من الدم؟؟
_نعم و لكن لا استطيع ان اسحبه من شخص واحد
_انا لست شخصا واحد،انا صديقه،اخوه،جاره،و زميله..انا كل هذا هيا اسحبي المزيد
اندهشت الممرضة لكنها قررت أن لا تناقشه لأنه تحت تأثير الصدمة و لا يعي ما يقول إلا أن زين فاجئها عندما اندفع أمامها فجأة و امسك يدها بقوة و هو يقول
_لما لا تفهمين؟ لقد قلت لك انني كل هؤلاء..كل شئ انا،هيا اسحبي المزيد و لا تضيعي الوقت اكثر
_ارجوك سيدي هذا خطر عليك فجسمك لا يحتمل أن اسحب منه أكثر
_اصمتي و كفى هراء..فجسمي يحتمل اكثر من ذالك بكثير..فحتى أن سحبت روحي فسيظل جسمي قائما فقط ليراه بخير لذا لا تعاندي و تابعي عملك
لم تستجب الممرضة بصراحه و همت بالمغادرة لكنها تفاجئ به و قد حمل المقص و جرح به ذراعه و هو يقول
_انظري إليا..لازال جسمي يحتوي كمية من الدم ارجوكي...
لكنه يسقط فجأة دون أن يكمل حديثه.
كانت الممرضة تنظر برعب لكنها تذكرت غرفة العمليات فخرجت مسرعة لتحمل ما تحصلت عليه من الدماء و هي تفكر بأن ترسل ما يساعد ذالك المجنون




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-18, 06:45 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كانت تعلم يقينا أنه أغمي عليه من جراء عملية سحب الدم،فقد حاولت أن تسحب منه اكبر قدر ممكن نظرا لأنه المتبرع الوحيد في تلك اللحظة و حالة المريض حرجة جدا و يجب الإسراع.
غادرت الغرفة مسرعة و طلبت في طريقها من اول ممرضة اعترضت طريقها أن تذهب لغرفة سحب الدم فهناك من فقد وعيه.. اتجهت مباشرة لغرفة العمليات و لكنها للأسف لم تصل في الوقت المناسب..فالشاب غادر الحياة تاركا وراءه نزيفا دماغيا حادا و بقايا صديق!!
كانت الغرفة تعج بالاطباء و الممرضات و صوت الالة التي أعلنت توقف القلب و الزمن في أن واحد..وقفت الممرضة مصدومة و كأنها اول مرة تشهد حالة وفاة لكنها في الحقيقة كانت تفكر في الشخص الذي تركته يصارع ألمه في الغرفة الأخرى.. الشاب الذي طلب منها سحب روحه ووضعها في جسد صديقه،ذهبت بتفكيرها بعيدا و قالت في نفسها (ماذا لو كانت الروح فعلا سائل سحري ينتجه الجسم و نستطيع سحبها بابرة لغرزها في جسد فارقته الروح!!!! ماذا لو كنا مثلا نملك قانون "چارتين"ذالك الذي ينص بذهاب روح الميت لجسد اخر حتى و لو كان مجرد جنين لم يكتمل بعد و بغض النظر طبعا عن أن كانت روح شريفة أو نسلية!!!!! )عادت بافكارها للشاب،في ردة فعله،كيف سيتقبل الامر؟ فمصيبة الموت لا تنزل على الاموات بقدر ما تنزل على الأحياء..

في مكان آخر كان زين تحت تأثير المخدر لا يعي و لا يعلم حجم الكارثة التي حلت عليه هو شخصيا..و بعد حوالي الساعة بدأ مفعول المهدء يزول شيئا فشيئا،غادر فراشه و هو لم يتماسك بعد, كان مصر على الذهاب لمازن و الاطمئنان عليه،لكنه ما لبث أن يغادر الغرفة الا بالباب ينفتح أمامه من طرف إحدى الممرضات،لم يميزها زين في البداية فسألها بلطف و قال:
ارجوك هل لديك أية معلومات عن حالة صديقي؟
لم تتكلم الممرضة في البداية لكنها قررت اخيرا أن تخبره..فلا فائدة من التهرب أو الكذب،همهمت بصوت منخفض لا يكاد يسمع
_مات
لم يستوعب زين ما نطقت به..فنظر لشفتيها ربما يستطيع قراءة الكلام قبل أن يصل الى مسمعه..رفع رأسه ببطئ كأنه خائف من الحقيقة،بل مرعوب فماذا لو أن ما سمعه صحيح!!!
لكنه كان يعول بينه و بين نفسه على المهدء الذي شتت انتباهه إلى جانب أنه أثر على سمعه و تركيزه.فهمت الممرضة ما يدور في خلده كأنها ولجت الى دماغه و قرأت ما يفكر به،فنطقت مرة أخرى لكن هذه المرة بثقة أكبر:
_لقد مات.
ظلت كلمتها تتردد في أذن زين كأنها آلة تسجيل و تعمدت أن تتعطل في هذه الكلمة بالذات
مات،مات،مات،مات،مات،مات
يا لها من كلمة بسيطة في النطق قاتلة في الاستيعاب.شعر زين بالغيظ من هذه التي تقف أمامه و تلقي بهذا الخبر أمامه بكل برود و ما أن نبهه وعيه بأنها نفس تلك الممرضة التي رفضت سحب المزيد من دمه تكونت أمامه الصورة كاملة و علم انها جاءت فقط لتغيظه و تنتقم منه فابتسم لها باستهزاء،ابعدها عن طريقه و مر بجانبها بعد أن قال لها:
_حيلتك هذه لن تنطلي عليا ابدا
أما هي فقد كانت مصدومة من تفكيره و ردة فعله تلك لكنها قررت الانسحاب و تركه يواصل طريقه و ليحدث ما يحدث..
اتجه زين مباشرة نحو غرفة العمليات و اقتحمها دون استئذان و كأنه لن يطيق صبرا اكثر من ذالك ليثبت لتلك الغبية أنه قد كشفها.لاحظ وجود ممرضة أخرى تجمع معدات الجراحة المبعثرة،كان على وشك الاستفسار عن مكان صديقه لكنه انتبه اخيرا للجسد المسجى على الطاولة أمامه مباشرة يغلفه البياض ..دبت قشعريرة قوية في جسده فوجد فجأة كلمات تلك الممرضة تتراقص أمامه و على مسمعه من جديد،تسمر في مكانه،تلخبطت دقات قلبه و تسارعت بشكل مخيف،ظل يحدق في ذالك الجسد شارد الذهن يحاول أن يجمع شتات نفسه و يخبرها أنه ليس إلا كابوس مزعج و سيستيقظ منه سريعا..أخرجه صوت أنثوي رقيق من ذهوله و سرحانه.
لاحظت الممرضة ملامح الشخص الذي يقف امامها و يبدو عليه الخوف و الصدمة و عندما طال وقوفه بلا أي حركة قررت أن تخرجه من ضياعه فقالت:
_ان لله و انا اليه راجعون،لازال شاب في مقتبل العمر..مالذي يدفعه ذلك؟!! عموماً اطلب له المغفرة و عسى الله أن يصبر قلوبكم على فراقه.
ايقن أن صوت الممرضة لم يخرجه من كابوسه بل على العكس أتى ليدخله في عذاب ابدي،هو نفسه ما كان ليعلم ما ينتضره من الم،قهر و حرقة...
كانوا جميع المحيطين بهم يعلمون مدى صداقتهم بل يحسدونهم احيانا
زين و مازن اصدقاء الطفولة،جنون المراهقة و ريعان الشباب..زملاء الدراسة،الشغل و لا ننسى طبعا أنهم جيران منذ الصغر..إلا أن علاقتهم تأثرت قليلا في السنوات الأخيرة خاصة بعد أن تعرف مازن على خطيبته تولين.اصبح يقضي وقته اما معها أو يفكر بها!! يعشقها باتم معنى الكلمة،يهتم ب أدق تفاصيل حياتها..هكذا كانت تولين اول و اخر شرخ في علاقتهم،لذالك كان زين يمقتها بل يكرهها كرها شديدا إلى جانب أنه يرى أنها لا تناسب مازن أبدا.يرى انها انانية،متعالية و متعجرفة و منافقة طبعا...هي التي قلبت حال مازن و أبعدته شيئا فشيئا.
كان كلما اتصل به يقول له أنه معها،كلما كان يحتاجه لا يجده بل يكون معها هي و هو طبعا يعلم جيدا انها تفعل كل ذالك عن قصد و هدفها الوحيد تفريقهم..نعم فهو يكرهها من كل قلبه.
بدء زين في دفع نفسه غصبا عنه نحو ذالك الجسد و كل تلك الأفكار تحيط به بل و تزيد في ارهاقه و تشويشه حتى أنه لم ينتبه لما قالته الممرضة منذ حين،حاول إزالة الغطاء و قطع الشك باليقين كأنه أراد انهاء عذاب التفكير و الامل المزيف إلا أن نفس الصوت يقاطعه مرة أخرى:
_انصحك أن لا تفعل
نطقت الممرضة بهذه الجملة بعد أن لاحظت التأثير على وجهه لكنه تجاهل كلامها و رفع اللحاف،هاهو وجه مازن يتراءى امامه، شاحب مشوه بالجروح الكثيرة..أخذ زين يمسح على رأس صديقه بكل حنية،فرت دمعة هاربة من عينيه سئمت الانتظار اكثر..مسحها زين بظاهر يده مسرعا كأنه يبعد شبهة عن نفسه أو ربما ينفي ألمه الذي تلخص في تلك الدمعة اليتيمة،لاحظ أن اللون الازرق بدء يغزو وجه مازن و يتخذ مكانه تحت عينيه و على شفتيه..سئل زين نفسه اهذا هو الموت الذي طالما تحدثوا عنه!! لم يكن يفهم ما يحدث حوله و لا داخله،ذالك الشعور الذي أخذ يتخبط داخله يعلن عن فاجعته لكنه في المقابل كان هناك صدى صوت أت من اعماقه..من اللاوعي يقول له أن مازن سيستيقظ عاجلا ام اجلا،لذالك قرب زين كرسي وجده في أطراف الغرفة،قربه من صديقه و جلس ينظر إليه..يتامله،ربما اشتاق له..لا يعلم
امسك يده ففزع من شدة برودتهم،توتر و لم يعلم ما يفعل لكنه انتبه فجأة أن الغطاء خفيف جدا،مجرد لحاف ابيض رقيق!!
نظر الممرضة الذي كانت تراقبه منذ البداية بصمت و قال:
_من فضلك انستي هل لك أن تحضري شئ يصلح كغطاء،فالجو غاية في البرودة.
اندهشت من كلامه و ظلت تنظر له ببلاهة واضحة ففهم هو أنها لا تنوي مساعدته،عقد حاجبيه في غضب و قال:
_حسنا،لا بأس ساتصرف وحدي اذن...كان ينزع معطفه بينما ينطق بهذه الجملة.
أخذ المعطف و لف به صديقه الممدد أمامه جيدا عل جسده يستعيد حرارته من جديد،فهو يعلم جيدا مدى ضعف بنية مازن و كيف أنه يكره الشتاء و البرد.
عاد ليجلس في كرسيه بعد أن دثره جيدا بذالك المعطف الصوفي الثقيل و في الأثناء دخل الطبيب الذي أشرف على حالة مازن منذ البداية،انصدم من المشهد الذي أمامه.. جثة ملفوفة في معطف صوفي و شخص يجلس بجانبها يمسك يدها و يبتسم!!!!
لم ينتبه زين للشخص الذي كان يراقبه لأنه كان يتحدث مع صديقه منسجم معه،يطلب منه أن يستيقظ لأنه لم يعد يستحمل اكثر من ذالك فقد بدأت رائحة المشفى تصيبه بالغثيان:
_هيا يا مازن استيقظ و كفاك مزاح،اعلم أنها إحدى مقالبك السيئة،اوووف بالله عليك استيقظ..حسنا اعلم اني سئ و اني قصرت في حق صداقتنا و لكنك تعلم الضروف..هيا أرجوك
_ماذا تفعل!! مالذي يحدث هنا و ما هذا الهراء؟؟! هل تتحدث مع جثة؟ نطق الطبيب بعد أن سئم الوقوف و الظاهر أن الشاب لم و لن يعره اي انتباه.
أما في الطرف المقابل فقد كانت كلمة "جثة" كافية لتبعث في زين قشعريرة اخرى سرت في عموده الفقري فجأة،جاءت بمثابة الصفعة التي لم يكن يتوقعها و لا يجرؤ عقله حتى مجرد التفكير فيها..فوجه نظرة حقد للطبيب الواقف وراءه و نطق من بين أسنانه:
_انه مازن صديقي و هو ليس جثة،هو فقط تعرض لحادث و سيستيقظ قريبا..هو دائما هكذا لطالما كان يقحم نفسه في المشاكل و لكنه في الاخير يستطيع اخراج نفسه منها بكل براعة.
كان الطبيب يعتقد أن الشاب الذي أمامه يسخر منه بهذا الكلام فرد عليه بنبرة استهزاء واضحة:
_و لكنه هذه المرة لن يخرج ابدا..كان عليه الإنتباه أكثر فالشاطر هو الذي يقع في النهاية!!
احمر وجه زين غضبا كأن دماء العالم كله انحصرت في وجهه ف ارتمى على الطبيب فجأة دون سبق انذار و لا تخطيط ماسك إياه من عنقه بعنف
_ إياك و السخرية منه مجددا ثم دفعه على الأرض بعد أن وجه له لكمة خاطفة كادت أن تكسر أنفه و عاد ليمسك بيد مازن،ثم بدء فجأة يهزه و يترجاه أن يستيقظ.. بدأت الدموع تتجمع في عينيه مرة أخرى تهدد بالنزول في أية لحظة، و ماهي الى ثواني حتى خرجت منه صرخة هزت ارجاء الغرفة بمن فيها.كان زين يحضن مازن و يصرخ بغضب و قهر و يقول:
_هيا أيها الغبي كيف تتركهم يسخرون منك،هيا انهض و كفاك ضعف و استسلام..اقسم اني لن اتركك مرة أخرى،لكنها هي السبب..تولين السبب اعلم أنها السبب في عذابك لكني طالما حذرك منها إلا أنك لا تريد أن تصدقني.
وقف الطبيب فاغر فمه مندهش مما يحدث،علم بأنه كان خاطئ لكنه فعلا لم يكن يعلم أن الأمر هكذا فتقدم ببطئ نحو زين و حاول تهدئته لكن زين دفعه بعيدا وواصل احتضانه و صراخه في مازن
_ارجوك يا بني فلتتركه في حال سبيله،فانت تزيد في عذابه هكذا،تكلم الطبيب بصوت حاني
_لكنه اخي،صديق عمري كيف لي بدأت اتركه.. انظر له كيف تجمد من البرد،انظر للمكان كم هو موحش كيف لي ان اتخلى عنه بهذه البساطة؟!! ربما كان ينتظرني،كيف لي ان أن احمل حالي بعيدا بعيدا بينما هو قابع هنا؟!!!
_لكنك لم تتخلى عنه، أطلب له المغفرة.دعه يرتاح و هيا اتصل بأهله كي يستلموا جثته
انتبه زين لكلام الطبيب ففهم انهم الى الان لم يخبروا أحد عداه..و لكنه فجأة تذكر أمر في غاية الأهمية فسأل الطبيب قائلا
_كيف مات
_في البداية كننا نعتقد أنه حادث سيارة عادي نظرا للجروح و الكدمات لكن بعد فحص الجثة اتضح أنه أصيب بذبحة صدرية قبل انقلاب السيارة و نحن نرجح أن الحادث جاء نتيجه فقدانه الوعي جراء الالم الذي تعرض له ففقد السيطرة على السيارة فتلقى ضربة قوية أحدثت نزيف داخلي أدى إلى الوفاة.
تنهد زين في صمت بعد أن نزلت دمعة حارقة أعلنت استسلامه..كان يفكر ماهو الشيء الذي أوصل صديقه لهذه الحالة و أعلن بينه و بين نفسه أن تولين هي السبب،اصلل من غيرها يجرئ على ذالك..شعر زين بحركة على مستوى يديه أخرجته من سرحانه فنظر بسرعة فوجد أن يد مازن لا تزال بين يديه.. كاد قلبه أن يتوقف،لا بل كاد أن يخرج من مكانه من الفرحة التى الجمت لسانه و لم يستطع أن ينطق اكثر من تلك الحملة العقيمة
_انه يتحرك، لقد استيقظ
تقدم الطبيب منه و مسكه من كتفيه و بدء يهزه بعنف و يقول:
_انت الذي يجب أن تستيقظ..فالميت لا يستيقظ و صديقة جثة هامدة..مات و انتهى الامر،ما هذه الا تشنجات بعد الموت.واصل الطبيب شرحه عندما لاحظ سكون زين المفاجئ فأكمل يقول:
_تستمر الأنسجة للعيش لفترة قصيرة، بعد موت الجسم جميع الأنسجة بما في ذلك العضلات تموت و لكنها في أثناء احتضارها تتقلص مما يسبب في ردود فعل مثل تحريك اليدين كما حصل الان او حتى مثل الركلات،تحدث هذه التشنجات بعد الموت في فترات تصل إلى ١٢ ساعة بعد وفاة الجسم و ما هذه الحركة الا من ضمن تلك التشنجات.
نظر زين للطبيب نظرة هائمة،حزينة تشي بالصراع الذي كان قابع في أعماقه ورسم شبه ابتسامة على شفتيه ثم قال ببرود العالم اجمع:
_لا عليك،لقد كان فقط يودعني.
غادر زين المكان بهدوء عكس العاصفه التي بداخله،غادر بعد أن حمل معه ما أمكن من رائحة مازن،ذكرياته،ملامحه و انكساره




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 09:50 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(البارت الثاني)

الوقت الحاضر

_الو، اهلا صباح الخير
_صباح النور،اين انت لا تقولي لي انك مازلت نائمة الى الان!!!!
_ههههه تقريبا،اشعر أني متعبة و لا اقوى على الحركة
حاولت تولين أن تجعل صوتها طبيعي أمام عبد الودود،لم تكن تريد أن تشغل باله اكثر..هي لم تنم أصلا،لازالت احداث امس تتراقص أمامها
زين،امها،ودود،صفعة،قهر،أل م، تأنيب ضمير،كوابيس و تظاهر بالقوة.. متى سينتهي كل ذالك!!
لكن ودود اكتشف ما كانت تحاول أن تخفيه فقد انتبه جيدا للمسة الحزن التى كانت مختبئة وراء تلك الابتسامة لكنه قرر التجاهل كالعادة،لم يكن يريد أن يشعرها بفشلها..هي شفافة جداً على الأقل بالنسبة له
بادلها الابتسامة وواصل حديثه قائلا: _هيا انهضي أيتها الكسولة وراءنا مشاوير كثيرة اليوم
_الى اين سنذهب
_سانتظرك مع السلامه
اغلق ودود الخط قبل حتى أن يسمع ردها و لم يجبها عن سؤالها فهو ايضا لا يعرف اين سيذهب..هو فقط كان يعلم أنها في إجازة مفتوحة و أراد أن يأخذها الى اي مكان،اراد أن يبعدها عن نفسها قليلا،ان يسرقها،ان لا يتركها وحيدة طرفة عين.
كان يتمنى لو يستطيع التخفيف عنها و لو قليلا..كان يعلم جيدا مدى معاناتها لكنه كان دائم الفشل و كانت تولين اول قضية خاسرة في حياته هو احد انجح المحامين في بلده وهاهو اليوم أمام خسارته ضعيف عاجز يقف في المنتصف،في النقطة الفاصلة بين عالمين، قرارين مختلفين
واحد يمثله و الاخر يمثلها،لا يستطيع الرجوع و لا المضي قدماً.
تلك النقطة المحيرة التى نقيس فيها المسافة بدرجة الألم لا بالوقت..فطريق العودة س يدمينا و يستنزفنا و المضي قدما سيسرق روحنا، أو بالأحرى سيستنزعها،يقتلعها من داواخلنا بكل وحشية..
هناك كان ودود يقف تماما،لا يستطيع الابتعاد و التخلي عنها في المقابل لا يستطيع التقدم إليها و لا معها...

في مكان آخر كانت تولين متوجهة إلى المقهى..كانت تشكر الله في سرها انها لم تضطر لمواجهة امها بعدما حدث بينهم أمس،فقد تعمدت أن تخرج خلسة من المنزل.
لم تكن الحافلة اليوم مكتضة كالعادة فوجدت مقعد بسهولة،جلست قرب النافذة..مكانها المفضل،انطلقت الحافلة تشق تلك المدينة الصغيرة التى تبعد عن العاصمة تونس حوالي ٦٠ دقيقة على أقصى تقدير...لم يكن الطريق ممل اليوم و لم تشعر بطوله كالعادة، ربما يعود ذالك للرواية التي بين يديها "غدا" جعلتها تفكر بل تذهب بخيالها بعيدا جداً، تسأل كيف أن الحب يحملنا الى اللامعقول،الجنون..نعم فهو الحب الذي جعل "كيت" تتزوج "ماتيو" فقط كي تنتزع قلبه و تعطيه لحبيبها!!
و هو نفسه الحب الذي جعل Seçkin Özdemir يقتل نفسه ليعطي قلبه الى Tuvana Türkay لتعيش في فيلم "نفس واحد يكفي" فقد كان فعلا نفس واحد يكفي لكليهما..
و هو ذات الحب الذي جعل "زليخة" تقول ل"يوسف" عندما سألها
_هذه انت يا زليخة؟
_كنت انا يوما ما.. الآن كلي انت،لا زليخة في الوجود.
لم تتوقف افكار تولين بل تعدت ذالك لتصل لنفس السنتين الماضيتين..أغلقت الرواية و اخذت مفكرتها و بدأت تكتب...

(من انا..ماذا اكون؟؟ انا مجرد فتاة سخر منها الحب و لعبت بها الاقدار

اهذا عقاب للغبية التي لم تحترم قانون قلبها !! ههه ربما فلطالما جعلته صراطي الذي تخليت عن بصري و بصيرتي قبل المضي فيه..انتزعت المنطق من قاموسي كمن ينتزع مشروع طفل من أحشاء امه الميتة فقط لاحبك..قتلت احلاما موطنها انا لانها فقط لا تناسبك..طوعت نفسا هاءجة بالطموح طوعا لبساطتك..اخطات و اخطات،سامحتك و سامحت..و لكنك احببتني,جعلتني ملكة على عرش الوهم..جارية في حضن الالم،اهديتني حبا ملفوفا بورق سحري من يحاول لمسه فقط يجن!!نعم فلقد جننت بك من الوهلة الاولى اتذكر؟؟

عندها كنت تحدثني عن حبيبة ولت عنك تاركة الم،حدثتني بوجع قلب انتزع منه النبض،خيبة عبدا زاره الموت قبل اول صلاة بعد التوبة،حدثتني عن حب سنة من الزمن عمرا و فوقه دهر من الاحساس..كنت عاشق مجرح امامي بكل عنفك و عنفوانك،اما انا فكنت كالبلهاء استمع اليك..احلق في عالم حبك كفرشة لم يمضي على خروجها من شرنقتها الا بعض من الوقت..هل تراك تعلم اني لحظتها امنيتي كانت ان اكون انا محل تلك الحبيبة"الحمقاء" التي تركت حبيبا مثلك!!! و يا ليتني لم اتمنى يوما..انتهت القصة,اختفت الشمس،جن الليل..عانقت امنيتي و نمت!!

اترى نومي كان عميقا لدرجة اني لم اشعر بالذي حصل؟؟تحالفت الحياة مع الاقدار و انقلبت الموازين..قلبت الادوار..اضيفت اسماء و حذفت اخرى..حسم الامر و صدر الحكم,و كيف لا يحدث كل هذا تلبية لابنة صدفة الحياة انا!!! و كيف لا يلبى اخر طلب لحمقاء على مشارف الموت!!

و هاهي شمس جديدة تشرق عليك يا انا..افرحي فانت من اليوم حبيبة العاشق..) أغلقت دفترها بعد تنهيدة طويلة خرجت منها فقد كانت هذه بداية تعرفها بمازن.
لم تكن تعلم أن مجرد أمنية سخيفة ستحول حياتها الى جحيم...
وصلت الحافلة،فارتدت تولين معطفها و نزلت.هاهي تلك المدينة الصاخبة ترحب بها،بناءات ضخمة،شوارع مكتضة،سيارات مسرعة و أناس غرباء..كانت تنظر لكل ما حولها باستمتاع،توجهت الى المقهى مباشرة فوجدت ودود ينتظرها بابتسامته الساحرة فبادرته بالتحية:
_السلام عليكم
_و عليكم السلام و الرحمه،لديك تأخير بربع ساعة!!
_ههه مواصلات بلادي هي السبب،قالت تولين و هي تدعي البراءة
_ اخيرا اعترفتي بعيوب بلادك!!غريب ما هذا التغيير المفاجئ آنسة تولين؟!!
_للتذكير فقط انها بلادك أيضا هذا اولا،اما ثانيا انا لا أنكر عيوبها و لكني فقط أحبها
_كفاك ادعاء..انت تعشقينها.
_انافقط اشعر بالشفقة اتجاهها.
_هل تمزحين؟!! عن اي شفقة تتحدثين،انظري حولك الى نسبة البطالة،الفقر،التهميش،الظ لم...عن اي بلد تتحدثين؟؟ عن الوطن الذي طالما قلنا له نموت نموت و تحيا انت ايها الوطن..فاذ به يقتلنا و لا يحيا!!
الوطن الذي ضحى بالاف الجرحى و مئات القتلى ليستقل و إذ به يستقل هو و يستعمرنا نحن!!!
_ نعم هو وطني،هو كل ذالك...هو نفس الوطن الذي قال لنا إذا أردنا الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر ،ففي وطني يقف الشاب ليترك كرسيه في الحافلة لعجوز ترتكز على عكازها بدل ساقيها،هو وطني الذي..
لم تكمل تولين إذ به ودود يقاطعها و يقول:
_اسطوانة كل مرة..نعم اعرف أنه وطنك بلا بلا بلا
_تعلم اني محقة.
_حسنا لناجل هذا النقاش الذي لا ينتهي و لنذهب.
خرج عبد الودود و تولين من المقهى متوجهين نحو اكبر شارع في المدينة، شارع الحبيب بورقيبة الذي كان بالنسبة لتولين روح المدينة و قلبها..كان الشارع يضم محلات متنوعة على الجانبين،يتوسطه ممشى كبير للمترجلين تزينه تلك المقاعد الخشبية الخضراء،مقاعد مزدوجة لأخذ قسط..تلك المقاعد التي تجمع الغرباء اكثر من كونها تجمع الأصدقاء..
بداية الشارع تكون في "باب بحر"،مساحة صغيرة،نقطة بداية و إلتقاء ف من باب بحر تستطيع الدخول لاشهر سوق في المدينة "الأسواق" مكان ضيق يجمع الباعة و المتجولين معا..محلات متلاصقة و متلاحمة تعرض شتى أنواع الملابس و في الجهة المقابلة تماما نجد "سوق l'artisana الذي يعرض فيه كل ما هو تقليدي من جبة و شاشية و برنوس..كان باب بحر يجمع بين كل هؤلاء و لا ننسى طبعا ذالك الباب الاثري الضخم الذي يتوسط المكان مع الشلال المائي الذي ينبع من الأرض نحو السماء و تلك المحلات المنشرة و المختصة فقط في لوازم الاعراس من "حلوة القنفيد" و صنادق الحناء بمختلف أشكالها و الوانها..
من هناك تكون بداية شارع الحبيب بورقيبة ،يمين الشارع الذي يتميز بتلك الاقواس المسماة les arcades،نمط بناء اوروبي كلاسيكي تركه لنا الاستعمار كتذكار ربما..تحت الاقواس تتراص المطاعم و المقاهي بجانب بعضها البعض و رائحة قهوة "بن يدر" تغرق المكان.
أما الجهة اليسرى فقد كانت بدورها مجموعة محلات ملابس.وفي منتصف الشارع تحديدا يتراءى لنا تمثال شامخ لأبرز الشخصيات في التاريخ"عبد الرحمن بن خلدون" و أمامه مباشرة حروف عملاقة تشكل اسم المدينة Tunis و مكان حرف التنقيط العقيم ذاك قلب.. كأن الذي شكل هذه الحروف أراد أن يقول إن تونس لا تكتمل إلا بالقلب لا بالنقطة،فالقلب بداية..مساحة..وطن اما النقطة فهي نهاية و كفى!!
كانوا يتجولون في أرجاء المدينة و كانت تولين سعيدة جدا كأن هذه الجولة البسيطة غسلت روحها و سرقتها بعيدا عن همومها...كانت دائما ما تستغرب من نفسها و مدى تأثير هذه المدينة عليها،كانت تعلم بينها و بين نفسها أن كلام ودود صحيح ففي بلدها تكثر المعاناة لكنها كانت تأمن جيدا أن بلادها ليست وحدها مسؤولة عن تلك الأوضاع فالناس ايضا مسؤولين و ما بلدها الا الشماعة التى يلقون عليها فشلهم..كانت تعشق بلدها كما هو..
فجأة رن هاتفها معلنا عن وصول رسالة اخرجتها من سرحانها.
_سانتظرك في نفس المقهى الساعة الرابعة بعد الزوال.(زين)
توقفت تولين و هي تقرأ الرسالة فانتبه لها ودود و اقترب منها يسألها:
_ما الأمر؟
_زين طلب مقابلتي
_هل ما زلت مصرة على الأمر؟
_هيا لنعد المقهى،قالت تولين متعمدة أن لا تجيب على سؤاله.
كانت تفكر في زين و كيف ستكون المواجهة بينهم هذه المرة..هل سيوافق؟؟ هل تستطيع فعلا أن تنفذ ما عزمت عليه؟؟هل ستتزوجه حقا؟؟!! هل سينجح الأمر؟
كانت احيانا تفكر بل و تتهم نفسها بالأنانية،كانت القاضي و المتهم،الفريسة و المفترس،القاتل و الضحية هي...نفظت تلك الأفكار عنها و أمسكت بيد ودود كأنها طفلة تائهة و ودود هو ظالتها و مؤواها، أما هو فلم يخيب ظنها ككل مرة امسك يدها بقوة و كأنه يقول لها أنه يتركها مادامت يدها في يده لكنه توقف بتفكيره فجأة حين قفزت تلك الفكرة بين أفكاره بل بين عينيه..ماذا سيفعل أن تركته هي!! ماذا سيفعل سحبت هي يدها من يده..هل يتشبث بها ام يتركها؟؟؟ كان يعلم جيدا انها ستتركه يوما ما..ستدير ظهرها له و ترحل،كان يعلم أنها تخفي الكثير فهو الى الان لم يجد تفسيرا لتصرفاتها و قرارها المفاجئ ذاك..كان يعلم كل شئ عنها إلا هذا الجزء من حياتها..هو لا يعلم سبب تغيرها و حزنها في الفترة الأخيرة،هو لا ينكر الأثر الذي تركه موت مازن فيها لكن الذي تمر به الآن اكبر من ذالك بكثير... شئ يتجاوز قدرتها على الكلام.
خيم عليه الحزن فجأة فلاحظت تولين ذالك لكنها فضلت الصمت فماذا ستقول في مثل هذه الحالة هي تعلم ما يفكر به لكنها فعلا مجبرة



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


اسفة جدا على تاخر نزول البارت

و الله العظيم كان عندي امتحان و خلصت متأخر جدا ،اصلا هالاسبوع كان كله امتحانات..كنت مضطرة اسهر كل ليلة لصلاة الفجر تقريبا اذاكر و انام ساعتين بالكثير..و انا ما كان عندي البارت جاهز مشان هيك بدأت في كتابته اليوم بعد ما خلصت امتحان
انشاء الله يعجبكم البارت




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 09:51 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(بقية البارت الثاني)



توجهوا مباشرة نحو المقهى،كان اماما اكثر من ساعة على موعدها فجلست في طاولتها المفضلة بعد أن قامت بإعداد القهوة لنفسها..
كانت تجول بنظرها في المكان كأنها تودعه..فهو أقرب الاماكن اليها،بسيط هو كقلبها،كاحلامها..
انتبهت فجأة للتغيير البسيط الذي احدثه ودود في المكان،اماكن مخصصة لشخص واحد..فقط كرسي و طاولة!! ضحكت على هذه الفكرة الطريفة فربما تكون تلك المساحات الصغيرة خصصت لأشخاص حاملين وحدتهم فقط،نعم فوحدتهم لا تفارقهم حتى أنها تشاركهم نفس المقعد..عادت بنظرها الى الشارع المزدحم تفكر فاخذتها أفكارها الى زين و خطيبته،كانت تعلم أنه سيوافق عاجلا ام آجلا فالمبلغ الذي عرضته عليه كفيل بأن يجعله يوافق،و من حسن حظها أن ظروفه المادية سيئة كما أن خطيبته المصون ستشجعه كثيرا فزوج المستقبل يجب أن يكون في ابهى حلة أمام صديقاتها و الناس المقربين،فللاسف الشديد يوجد في بلدي الكثير مثلها..طموحهم الوحيد رجل وسيم،انيق،له شغل قار و سيارة..ثم يأتي الحب.
كان زين ذالك الشاب الذي تنطبق عليه تلك الاوصاف أو أكثر ربما..شاب ابيض، طويل، مفتول العضلات، شعر اسود، عيون عسلية، انف حاد كسلة السيف، نظرة جريئة و اسنان بيضاء متراصفة كحبات لؤلوء.
انيق لابعد الحدود،اناقة توحي على ذوق رفيع لكن كل ذالك لا ينفي حقيقة أنه شخص اناني،متباهي و حقير بالنسبة لتولين.
طردت أفكارها بعيداً و توجهت بنظرها لعبد الودود،تذكرت كيف كان يمسك بيدها و يزيد في الضغط عليها دون أن ينتبه،لم تنسى كيف توقف فجأة عندما كان يمسكها ثم تابع سيره بعد أن خيم عليه حزن مفاجئ..تعمدت أن تظهر له انها لم تنتبه لكنها كانت عكس ذالك،بل كانت تحاول جاهدة التماسك أمامه فهي لا تريد أن تكون سبب وجعه في يوم من الايام
لطالماكان سبب بسمتها حتى و لو كانت تلك البسمة على حسابه هو،لا تريد ان تثقل كاهله اكثر من ذالك..هي تعلم جيدا أنه لن يستحمل،لن يتركها بل سيقترب اكثر،لن يدعها تبتعد..تعلم جيدا أن الوضع اكبر من ان يستحمله أحد و خاصة اقرب الناس إلينا،لطالما كانوا هم همنا الوحيد.

راودتها فكرة في الآونة الأخيرة،ان مازن كان فعلا يحبها و أن الموت لن يفرق بينهم كما كان يقول دائما لكنها كانت تكره حبه لها..هي لا تنكر أنه كان من اقرب الناس لقلبها،كان يعني لها الكثير لكن للاسف لم يكن فتى الاحلام كما يقولون..
في مكان آخر كان ودود يراقبها بحب وحيرة،ينسج بخياله قصة جميلة تجمعه بها،تخيل أن يكون هو في مكان زين،ان يتزوجها هو لا زين لكنها للأسف هي لا تراه، هو مجرد محطة عابرة في طريقها كأن كاتب الرواية يكن له ضغينة مسبقة،اوجده في حياتها فقط ليعذبه،ليبعثره..
كان يراها شاردة الذهن في أغلب الأحيان،حزينة،هائمة.لا يعلم السبب،يجهل ما تخبئه..و كم كانت بارعة في ذالك،لكنه لم يكف يوما عن سؤالها في المقابل هي لم تكف يوما عن نفس الإجابة (اخطط للاستيلاء على العالم)!! نفس الإجابة في كل مرة تصحبها بضحكة شريرة تسرقها من ساحرة إحدى افلام الكرتون..و في كل مرة كنت اعلم جيدا انها تحاول الهرب،لم تكن تهرب مني بقدر ما كانت تهرب من شئ بداخلها.. شئ لم يسعه داخلها فقرر الخروج لكنها و في كل مرة ايضا تنجح في وئده بمهارة..تنهد عبد الودود بعد أن قال:
_اه منك يا تولين مالذي تخفينه وراء ذالك الشرود؟؟
لكنه انتبه فجأة للضرف الذي وقع من مفكرتها عندما قامت باخراجها من حقيبتها.كان على وشك الذهاب إليها لكن فكرة خبيثة قفزت أمامه فجأة تقول له:
(انتظر قليلا،ربما فيه شئ يفيدك)

(أنه مجرد ظرف ربما فيه نقود)

(لا اعتقد،هل نسيت أن تولين من عادتها أن تكتب رسائل الى الله!!)

(رسائل الى الله و ليست لي..اي أنها اشياء خاصه،لا يكمنني أن اقتحم خصوصيتها هكذا)

(حسنا لما لا نقول أن الله تنازل لك عن إحدى رسائلها هذه المرة!!)
كان ودود في صراع مع فكرته تلك، لكنه قرر اخيرا أن يستسلم لها فربما تكون إشارة من الله فعلا..فتوجه نحو تولين يفكر كيف سيجلب الظرف دون أن تنتبه،اقترب منها و قال:
_هل اجلب لك قهوة أخرى؟
أما تولين فقد باغتها صوت عبد الودود فجأة،توقفت عن الكتابة و نظرت له مبتسمة كعادتها و قالت بكل ود:
_شكرا،لقد اكتفيت اليوم.
أغلقت دفترها و تابعت
_ساذهب الى الحمام قبل أن يصل زين،عن اذنك
_تفضلي،قالها ودود ببهجة واضحة فالان تاكد فعلا أن الله راض عن ما سيقوم به بعد هذه الفرصة التي أعطاها له.
أخذ عبد الودود الظرف و عاد مسرعا الى مكانه،لم يفكر كثيرا ففتح الظرف الذي كتب عليه"الى الله"، فقد كان توقعه في محله و ما هو إلا إحدى تلك الرسائل التي تكتبها تولين الى الله لكنه فوجئ بالتاريخ المدون عليه، انها رسالة تعود لأكثر من سنة.. استغرب الأمر لكنه واصل فتحه لها و بدء يقرأ عله يجد ظالته فيه

[ قال الله أنه اقرب إلينا من حبل الوريد..وقال ادعوني فاستجيب..هذا وعد الله لنا
انا يالله دعيتك و خليت املي فيك كبير جدا و استخرتك تختارلي أو توجهني للطريق الصحيح،لاني حقا مشتتة لا اعلم اين يكمن الصواب..اخافك يا الله اخاف ان اكسر قلب عبد من عبادك و انت الجبار..اخاف ان اظلم عبد من عبادك و انت العادل..اخافك يا الله و ارهب منك..اخاف ان اكون سبب في ضياع أحدهم و انت ربه..و اخاف من أن امزقه وجعا و يكون ذالك العبد احب العباد اليك..اخافك يا الله و اخاف ان لا اراعي أحدهم فيك و انت الذي تراعيني من قبل أن اتي لهذه الدنيا..اخاف من أن اشتت انسان و انت الذي برحمتك تلملمني في كل مرة..تطبطب عليا بعد كل وجع..اخاف من قلبي الذي تحجر فجأة..اخاف من نفسي التي فكت لجامها محاولة الخروج..انت وحدك العالم يا الله ما في نفسي من ألم فرفقا بي يا رب العالمين..انا اشهد امامك يا الله أن ذالك العبد احسن معاملتي..اعلم انك سخرته لي ليكون سندي طيلة هذه السنين..فهو لم يكون حبيب فقط بل كان أكثر..كان الاخ و السند و الحبيب و الرفيق..انت تعلم يا الله مدي معزته في قلبي فارجوك يا رب العالمين و ارحم الراحمين لا تاذيني فيه..اللهم اني اودعتك اياه مهما كانت الظروف..انت تعلم يا ربي ما لا اعلمه..انا فقط اشعر انني لا استطيع ان اكمل حياتي معه..تعلم اني احبه في الله و لكن ليس هو من أتمناه زوجي..انت فقط يا الله من استطيع أن أخبره سري..انت فقط من استطيع ان اقول له ما اريد من دون أن أخشى شئ..انا يا الله اتمنى ان يكون زوجي خلقه من الاسلام و عادته من السنة..أريده مؤدي الفرض و لا يغفل عن كل ما يقربه منك..اريد يا الله شخص يخافك فعلا و يكون سندي. شخص قوي اراه عبرة لي في ديني..يشجعني على التقرب منك اكثر..شخص مرح بشوش مثقف..شخص لا يطمئن قلبه الا إذا صليت خلفه..شخص يحبني فيك يا الله..اريد شخص له كبرياء و شموخ و وقار..شخص هيبته تسبقه..شخص يا الله شخصيته قوية قوة العقل لا قوة اليد..اريد شخص يشعرني اني انثاه و اني ضعيفة في حضرته قوية به و في غيابه..شخص يخرجني من هذا الحطام..فانت تعلم يا رب إن نفسي و انا محطمين لم يبقى منا سوى بقايا مندثرة هنا و هناك..اريد رجل يا الله رجل في كل شئ..اسفة يا ربي لا اقصد إهانة عبدك ذالك و لكن كل ما في الامر اني لم اعد استطيع ان أراه ذالك الرجل الذي اتكلم عنه..هو فقط بالنسبة لي شخص عزيز و عزيز جدا..اعلم انه رجل و انا لا اعيبه أو اعيب خلقك يا رب و لكنه رجل مناسب لأخرى ليس لي انا..اعلم ان ضعفه ناتج عن الحب و الخوف من أن يخسرني. اعلم انه يعشقني..و اعلم ان الضعف ليس عيب و لكني يا الله تعلم اني لا اطيق رجل ضعيف حتى لو كان ضعفه بسببي..اريد رجل لا ينحنى حتى لو كان لي انا..رجل امشي معه و ليس هو من يمشي معي..اريد رجل يورث أبنائي و ابنائه العقل الحكيم..العلم.. الثقافة..رجل واعي..رجل يحبني بقوته و جبروته..لا اريد رجل يحبني بضعفه..
كلهم يقولون لي فكري يا تولين يجب أن تكوني مع رجل ميسور الحال أو غني لان الدنيا هكذا و السعادة تكمن هناك..لكنك تعلم يا الله أن النقود ليست كل همي..انا فقط اريد ان اكون مستورة الحال،صحيح اني لا اريد ان اعيش في احتياج و لكني ايضا لست طامعة في الثروة..فالغنى غناء النفس و الروح..فانت الذي قلت خذوا فقراء يغنيكم الله..انا اعلم يا ربي ان الرزق بيدك وحدك تفرقه بين عبادك بالعدل و كيف تشاء و رزقي عليك و أنا أثق في عطائك فليس هناك ما هو اعدل منك يا خالقي..انت تعلم أني طوعت نفسي و ربيتها على القناعة..تعلم أني طوعت طموحي و نفسي على قدر امكانياتي في الحياة لذالك يا رب تعلم اني لا اطمع في أحد حتى و إن كان زوج..نعم اعلم انك تعلم يا رب اني احيانا اختنق في الظروف الصعبة و لكن كنت متمسكة بك يا ربي فكلها اقدار من عندك و الحمد لله على كل حال..لا تؤاخذني يا خالقي و لا تتركني لنفسي طرفة عين..اللهم ردني اليك ردا جميلا طيبا..اللهم اجبر قلبي جبرا يليق بعظمة سلطانك و اللهم أسألك فرحة يتعجب منها اهل السماء و الارض..اللهم أسألك نفسا مطمئنة بك و اليك..اللهم إني استخرتك و خيرتك في اموري و انت خير من استخير]

دمعت عيناه من هذه الرسالة التي مزقت قلبه،ادمته و أدخلته في دوامة أخرى ( كم انت رقيقة و طيبة يا تولين و كم انت مسكينة..ما هذا الحمل الثقيل الذي تحميلنه معك اينما ذهبت؟؟ ام أن الحمل هو من التصق بك و إلى النزول!! فعلا بارعة انت في الغموض و التضليل...يعني انك كنت تشعرين هكذا تجاه مازن!!! كيف استطعت مواصلة العلاقة مع هذا الشعور!!! هل هذا حب ام كره؟؟؟ هل كنت تخفين شعورك عنه حبا فيه ام كرها له!!! اكتشفت فعلا اني لا اعرفك كما كنت أدعي..كم انت مخلصة يا نصفي المحير فحتى انا لم تبوحي لي بهذا الجزء من شعورك احتراما له و لكرامته)
رفع نظره لطاولة تولين فلاحظ انها لم تعد بعد فذهب مسرعا و دس الظرف في حقيبتها كمن يخبئ دليل جريمته الوحيد..لا يعلم أن كان يخبئه عن نفسه ام عنها هي كي لا تلحظه و تعود لها ذكرياتها القديمة مصحوبة بالألم...
عادت تولين فوجدت ودود يجلس في مكانها شارد الذهن و ما أن أوشكت على الكلام حتى أوقفها ذالك الظل الذي اقترب منها فجأة و قال ببرود تعرفه جيدا:
_السلام عليكم
التفت ودود الى صاحب الصوت و ما أن وجده زين حتى تغيرت ملامح وجهه الي الضيق و غادرهم دون أن ينطق و الا كلمة.
لحظ زين تغير ملامح عبد الودود لكنه لم يهتم وواصل حديثه يقول:
_ أن أخذ من وقتك الكثير
_عادي.قالت تولين بعد أن جلست
_حسنا فلندخل مباشرة في الموضوع
_اسمعك
_اريد خمسين مليون.
اندهشت تولين من ضخامة المبلغ لكنها حاولت أن لا تظهر له ذالك فقالت بابتسامة سخرية:
_لك ذالك
استغرب زين من برودة ردها فحاول مضايقتها اكثر:
_مع بعض الشروط طبعا
_هههه كلها مقبولة،لكن لاباس قلها.
زاد استغرابه اكثر، بدأ الشك يسيطر على أفكاره و قال بينه و بين نفسه(ربما كانت تخدعني..لا لا لا اعتقد،ما غايتها في خداعي؟!!! فلم يبقى أمامه إلا فكرة واحدة لا غير هي أنها ربما انها......و تحاول تغطية الأمر.نعم يبدو هذا التفسير الوحيد بتصرفاتها الرخيصة تلك،و لكن لما انا بالذات!!!!! اوووفف زين لما انت غبي هكذا الأمر واضح اخترتك لأنها تعلم انك تكرهها اي انك لن تقربها و لن تفضح سرها ههه اي انك ستكون غطاء جيدا جدا لها..حسنا إذا كان الأمر هكذا فلنلعب قليلا أيتها...)
_اولا: لن يكون هناك حفل،مجرد كتب كتاب لا غير.
ثانيا: لست ملزم اتجاهك و لا اتجاه اهلك بشئ.
ثالثا: لك حياتك و لي حياتي.
رابعاً: اعتبريني في هذه السنة مجرد زميل سكن غريب عنك.
خامسا يا حلوة: حاولي أن تبتعدي عني قدر ما استطعت لانك كما تعلمين أكره الناس إلى قلبي خاصة الآن.. ثم نظر لها نظرة اشمئزاز قاتلة وواصل حديثه قائلا:
_لا اريد ان تلوثيني،فزواجي بعد سنة انشاء الله.
نطقت تولين دون تفكير:
_انتظرك غدا في منزلي لتتحدث مع أبي و تطلبني منه..كانت على وشك المغادرة لكنه أوقفها بضحكته المستفزة و جملة عقيمة قضت على اخر رمق فيها:
_هه رخيصة.
رصاصة طائشة تربعت في قلبها مباشرة،دون رحمة مزقت جميع خطوط النياط في قلبها..تلك الخطوط التي تتمزق كلما انجرح أو انكسر خاطر أحد ما، مما تسبب تجلط الدم و لما لا الموت. لكن تولين لم يحالفها الحظ هذه المرة فاكتفت فقط باغماءة مفاجئة..بعد بضع خطوات.
سقط جسدها فجأة دون سبق انذار فسقط معه قلب ودود الذي كان يشاهد من بعيد بغيظ مكتوم..ذهب لها مسرعا يسبقه خوفه عليها أخذها في حضنه برقة محاولا ايقاظها لكن لا فائدة فحملها دون تفكير و توجه بها إلى سيارته تحت أنظار زين الذي ظل قابعا في مكانه يبتسم ببرود لهذه المسرحية كما كان يعتقد.






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 09:51 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(الجزء الاول من البارت الثالث)

كان يجلس بثبات و برود..لم يحرك له جفن،كان على يقين تام أن هناك شئ غامض في الأمر،ربما كان كل ما حدث مجرد تمثيلية منها كي تظهر امامه البنت الرقيقة،الحساسة..التى لا تحتمل سماع كلمة واحدة تمس من كرامتها لكنه لم يكن يبالي،فهو لن ينسى ابدا انها نفس تلك الخبيثة التي أودت بحياة صديقه،لن ينسى ابدا انها طلبت منه أن يتزوجها..اي رخص هذا!!!!!
واصل شرب قهوته باستمتاع فهذا اول انتصار له..لقد استطاع التأثير فيها بمجرد كلمة،هكذا لن تكون مهمته صعبة كما كان يعتقد.

في مكان آخر
وصل عبد الودود الى المستشفى بسرعة جنونية،حملها بين ذراعيه و دخل يجري صارخا في كل من يعترض طريقه اما لفسح المجال أو لطلخب المساعدة..
اتبع إحدى الممرضات التى قادته لغرفة طبيب الحالات المستعجلة،وضعها على طاولة الكشف فبدأ رجل في عقده الخمسين يسأله باهتمام قائلا:
_ما بها؟
_فقدت وعيها فجأة..
لاحظ الطبيب ارتعاشة واضحة في صوت الشاب فسأله بعد أن بدأ يفحصها:
_ما علاقتك بالمريضة؟
نظر له عبد الودود بحيرة تشي بالصراع الذي كان بداخله،كان قلبه يصرخ و يقول هي كلي ،صديقتي،حبيبتي،نبض قلبي الذي توقف منذ فقدانها الوعي،بسمتي و حزني هي،نصفي الجميل و توئم روحي الضائعة لكنه تكلم أخير و قال:
_صديقتي. (نعم صديقتي و كفى،اصمت ايها القلب الا تعلم انها تراني فقط في هذه الصفة..الا تعلم اني لا أعني لها اكثر من ذالك!!)
واصل عبد الودود حديثه بعد أن تمكن الحزن من ملامحه:
_ما بها؟؟لما لا تستيقظ؟؟
_لا تقلقل، تفضل انت فقط و اتركني مع المريضة على إنفراد و كل شئ سيكون على ما يرام
_اسف لكني لن اخرج من هنا,قال عبد الودود بنبرة معادية
_لكن ..
لم يكمل الطبيب حديثه إذ به عبد الودود يقاطعه قائلا مواصل كلامه:
_لن اتركها.
تكلم هذه المرة بتحد واضح فهز الطبيب رأسه كإشارة منه على الموافقة و تابع عمله باهتمام واضح لعبد الودود الذي كان يراقبه..
حاول الطبيب ايقاضها لكنها لم تستجب،كان يضن في البداية أنها حالة فقدان وعي عادية ربما يكون سببها الإرهاق أو ربما نزول مستوى السكر،لكن الوقت يمضي و هي لم تستيقظ بعد و هذا ما أربك الطبيب و ظهرت الحيرة على وجهه و الملفت للأمر أن مؤشراتها الحيوية لا بأس بها..و ما هي إلا لحظات حتى بدأت تستجيب للضربات الخفيفة التى تشعر بها على خدها..
فتحت عينيها ببطئ،لا تعلم مالذي يحدث حولها،ضباب في الرؤية،و طنين في اذنها اليسرى ...لا تتذكر شئ،كل ما تعلمه انها كانت تغادر المقهى بعد أن اتفقت مع زين على موعد لقاء اهلها،الصورة مشوشة... كانت تهم بالمغادرة بينما سمعت زين يتكلم لكنها لم تدرك ما قال،لم تسمع..كان نفس الطنين يحجب عنها صوته، كأنها طبول تقرع على مشارف أذنيها،كانت ستلتفت لكن جسدها أعلن تمرده..رفض أمر عقلها و لم يستجب لرغبتها في الاستدارة،سلطت عليه قوة عزيمتها لكنها لم تحضى الا بخطوة واحدة لا غير، ثم ارتخاء تام في كامل ذالك الجسد،صرخة مدوية من ودود، ارتطام بالأرض و ظلام مخيف..
نعم هذا ما تتذكر،حاولت التركيز في الوجوه التي أمامها لكن عبثا لم تستطع التمييز إلا أن صوتا تعرفه جيدا وصل الى أذنيها بعناء شديد..نعم إنه ودودها،نبض قلبها
التفتت إليه بعد أن ميزت مكانه من خلال اتجاه الصوت الذي وصل لها..بدأت دموعها في النزول بصمت،نعم هذا ما كانت تخشاه..أن لا تراه بعد الآن،ان تنسى ملامح احبائها ،ان تفقدهم كما ستفقد نفسها،ان لا تستطيع معانقة أمها،مشاكسة أبيها،ان لا تستطيع أن تبقي يدها في يد ودود...مجرد التفكير في الأمر يرعبها،لا بل يقتلها و يمزقها الى أشلاء، لكنها حتما لن تسمح بذالك حتى لو كلفها ذالك نفسها التي هي اصلا لا تملك حق امتلاكها..هي لن تسمح للحزن أن يطأ ملامحهم و لا قلوبهم تحت اي ظرف من الظروف.
كانت الفكرة الأخيرة التي ختمت بها حديثها الباطن كفيلة بأن ترجع لها رباطة جأشها و لو قليلا،فتغيرت ملامح وجهها فجأة إلى القوة و التحدي..
كان عبد الودود يتابعها بصمت،بحزن و حيرة..يتابع تلك الدموع التى حرقت قلبه قبل أن تحرق تلك الخدود البيضاء الشاحبة،كان يتمنى لو يستطيع أخذها بين أحضانه..لا لا بل يأخذها بين قلبه و النبض،يخبئها هناك،كان يتمنى لو بإمكانه سرقة فرحة العالم اجمع و يضعها بين يديها..يسكبها في قلبها دون تفكير و ليذهب حزنها الى الجحيم.
اقترب منها و امسك يدها بحنيته المعتادة فابتسمت بدورها قائلة:
_خذني الى المنزل
صعق الدكتور من كلامها بعد أن كان يتابع بصمت..كان تركيزه منصب عليها منذ البداية،لم يخفى عليه تشتتها و ضياع نظراتها فقال بحسم:
_لا يزال امامك بعض التحاليل قبل المغادرة.
_لا اريد،اشعر بتحسن شكرا لك.تكلمت تولين بثقة تعكس خوفا دفين يسكن داخلها
_لكننا لا نعلم سبب اغمائك المطول الى الآن!!
_مجرد إرهاق و ضغوطات.
لم يقتنع الدكتور بكلامها لكنها واصلت حديثها قبل أن يتكلم هو:
_يجب أن استعد لحفل خطوبتي غدا باذن الله,ثم ابتسمت بفرح مصطنع تأكيدا على فكرتها.
ابتسم الدكتور بدوره مباركا لها بود ابوي،اما عبد الودود فقد دبت قشعريرة في عموده الفقري بمجرد أن سمع جملتها الأخيرة.. شعر ببرود و تيبس هجموا على أطرافه فجأة إلى جانب طعنة أفقدته توازنه الداخلي،حطمت اسوار قلبه و سحقت روحه...لم يستوعب ما قالت في بداية الأمر لكن ابتسامتها تلك كانت تأكيدا واضحا..لا بل فرمان إعدامه الذي أصدر و ختم الان حالا، أمامه دون شفقة و لا رحمة.
لاحظت تولين تغير ملامح عبد الودود،لا بل و شعرت بيده التى أرخت قبضته عليها..اما هي فقد تعمدت قول ذالك ة الآن،ربما استغلت جرعة الشجاعة التى كانت ترافقها تلك اللحظة،لا تعلم لكنها لم و لن تندم ابدا على قرارها خاصة بعد الذي حدث منذ قليل،هي لن تخاطر بسعادتهم اكثر من ذالك..يجب عليها إتمام الزواج باسرع وقت ممكن.
ساعدها عبد الودود في النهوض دون أن ينطق كان كلامها كان كفيل ليصيبه بالبكم..نعم انا لا ابالغ،لقد كان الخبر بالنسبة له عاهة مستديمة سترافقه الى مثواه الاخير،عاهة بشعة أحدثتها هي في مشاعره دون رحمة.
توجهوا مباشرة إلى السيارة بمساندة صمت رهيب..اوصلها ودود الى منزلها ثم انطلق بسيارته الى المجهول،امسك يد نفسه المبعثرة و غادرها دون أن يودعها حتى...
أما هي فقد نزلت من السيارة و توجهت الى منزلها دون أن تلتفت ورائها،دون أن تلتفت إليه و دون توديعه كما اعتادت سابقا..لقد كان ألمها اكبر من ذالك بكثير،لا تريد توديعه الآن فلتترك الوداع يفرض نفسه عليهم في الوقت المناسب اذن.
دخلت الى غرفتها مباشرة بعد أن ألقت التحية على والديها،تحية بذلت فيها مجهود خيالي لتخرخ دون شبهات..أغلقت بابها و فتحت باب دموعها في نفس الوقت،بل شلال من الدموع،كانت تصرخ بكل ما لديها من قوة..لكنه صراخ لا يتجاوز ظلمة دواخلها،اخذت دفترها..ملجئها الوحيد و بدأت تكتب بحبر قلبها
[ غدوت ضائعة في داخلي..لم اسمع بهذا الأمر من قبل!! لكنني فجأة أجده يحصل معي بسبق إصرار و ترصد.. ها أنا اكتشف اني أعمق مما تصورت..عمق مخيف تحت إشراف ظلام شرس، كأنه "سرداب فوريك" ذالك الذي يكون آخره "ارض زيكولا" العجيبة..لكن الفرق الوحيد هنا أن عمقي انا لا نهاية له، متاهة مصممة بدقة و ذكاء خارق، فأخرها اولها، و أولها لا بداية له !!
لست مجنونة لكنها فقط فلسفة ضياع،لست مجنونة لكني حمقاء لعينة..لانني عندما أصرت نفسي على الانزواء و الانعزال فجأة كان يجب أن انتبه..
عندما داهمها ذالك الالم فجأة كان يجب أن احميها،ان اكون معها..لكني لم أفعل.اذن لماذا أشعر بالغضب منها الان عندما وجدتها على وشك مغادرتي؟!! لا بل اشعر انها غادرتني فعلا،لكن المضحك في الأمر أنها قبل أن تتركني سرقت مني الكثير ك آخر محاولة منها للانتقام على تركها تتخبط في ألمها..لكنها للأسف من ظمن الاشياء التي سرقتها،سرقت غبائي دون انتباه ربما...رايتها غادرتني هاربة مني إليا,نعم لقد هربت إلى داخلي الذي كنت احدثكم عنه منذ قليل!!
ذالك السجن الأبدي،مسكينة لم تكن تعلم ما ينتظرها هناك..اراها الان مرهقة تجري بين ضلوعي،تقفز ضلع و تتعثر بالآخر..تصطدم بقلبي فيحدث دقة إضافية ،تصعد الى حلقي فتحدث غصة..
اراها تتصبب عرقا،هل ذالك من مفعول الادرينالين الذي ارتفع عندها ام من البركان الوحش الذي يقبع داخلي؟؟
لم تستسلم بعد، لازالت مصرة على الخروج خاصة الآن بعد أن اكتشفت وجود ذالك المارد الشرير الذي استوطن داخلي..هاهي تناجيني لانقاذها لكني لا اعرف طريق الخروج،او ربما لا استطيع اخبارها..ربما لا اريدها أن تغادرني، اسمع انينها أحيانا لكني على يقين أن موعد خروجها قريب جداً هنيئا لها ]




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.