آخر 10 مشاركات
الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          [ تحميل ] عابرات فـوق السنة النيران ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          577 - انتظار ديبورا - بيتي نيلز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-18, 04:41 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 2- أشواك الحرير - روايات أحلام الفراشة (كتابة /كاملة)







2- أشواك الحرير - روايات أحلام الفراشة (كتابة /كاملة)


الملخص

هذا هو أندرو كروس..رب عملها..الرجل الذي كان يوكلها بالتعامل مع نسائه المنبوذات بإرسال هدية مع كلمة اعتذار طوال خمس سنوات.
لقد أقسمت مرات ومرات من قبل أن لاتقع في هذا النوع الفخ مع هذا النوع من الرجال ثانية.
أندرو كروس يعيد تمثيل دور لوك بالارد ثانية ، ولكن ببراعة أكبر .. وجاذبية أكبر .. وتصميم على تنفيذ مايريد مهما ألمها هذا .
ومثله مثل لوك ، ليس في ذهنه سوى شيء واحد فيما يختص بالمرأة .. أن ينال مايريد ..
ويحس بإثارة الانتصار .. دون اهتمام بمشاعر المرأة المسكينة التي صدقت وعوده وأكاذيبه.
لن تخاطر بعد اليوم في أن تواجهه .. ولن تكون الضحية التالية



الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-11-18 الساعة 06:05 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:42 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


1-ذكريات دون ندم


مال مات ماكلاود فوق مكتب ماغي الانيق مشيراً برأسه الاشقر الى الباب المغلق الذي انبعثت منه الاصوات واضحة مسموعة .
-
اما زال الاسد في عرينه ؟

سمحت ماغي لنفسها بابتسامة سريعة. فليس من عادتها مناقشة شؤون رب عملها مع أحد ولو كان محامي المكتب الشاب لكن لابأس باستثناء ما مع مات الذي استطاع خلال السنة المنصرمة التي عمل فيها هنا ،إثر تخرجه من الجامعة مباشرة ، ان يصبح بسرعة مذهلة الساعد الايمن لأندرو كروس.
قلبت صفحات دفتر المواعيد ، المليء بالرموز الاختزالية:
-
انه الزبون الجديد الدكتور هايكنز ، وانت تعرف كيف يعاملهم .
رفع مات عينيه الزرقاوين الى السماء:
-
كيف لااعرف ! ليس مع الزبائن فحسب .
هزت ماغي كتفيها.
-
هذا جزء من خطته الحربية، انه يعرفهم منذ البدء من هو المسؤول ، وفي النهاية دائماً يثقون به . تبدو الطريقة ناجحة .
نظر اليها مات بريبة :
-
صحيح ، ولكن هل يجب ان يكون شرساً هكذا ؟
فردت بجفاء :
-
الظاهر هذا .
عدلت نظارتها ذات الزجاج الصافي ، ثم استدارت إلى آلتها الطابعة . لكن مات بقي حيث هو ثم راح يعبث بسكين الورق فوق مكتبها .
-
منذ متى تعملين لدى أندرو ؟
توقفت ماغي بينما كانت تضع اوراقاً جديدة في الآله الكاتبة ، فكرت للحظات وهي تحسب السنوات ، لمعت الشمس المتسللة عبر النافدة فوق شعرها العسلي الناعم السميك المسرح إلى الخلف والمعقوص فوق عنقها .
-
لنرى.. سأتم السنوات الخمس في اوائل السنة المقبلة .
-
هل يعجبك العمل معه ؟
نظرت اليه بعينيها اللوزيتين الخضراوين نظرة باردة . فهي طالما جاهدت لخلق صورة مستقلة لنفسها فكيف لمات ان يسألها سؤالاً شخصياً الى هذا الحد .لكنها لما لاحظت تراجعه الوجل المذعور امام نظرتها الصارمة ، خففت من صرامة تعبيرها ، لتسأله:
-
لماذا هذا السؤال ؟
المحامون المتدربون عادة يشعرون بالهشاشة ، ومات الذي هو في اولى مراحل تدريبيه مازال يشعر بعدم الثقة بنفسه او بقدرته على تحمل اي نقد يوجه اليه.
تساءلت ماغي بينها وبين نفسها ما اذا كان رب عملها قد مر بهذه المرحلة. لا .. لاتظن هذا ، بل لن تستطيع اندرو كروس وقد اربكه شيء ، لا الحيوانات المفترسة ذات الانياب الحادة ولا الملوك ، فما بالك بسكرتيرة.
وكانت تعرف ان العلاقة الوثيقة برب عملها والثقة التي وضعها فيها في النهاية، تعطيها وضعاً محدداً ، مركزاً له اهميته في المؤسسة. وان بعضاً من المهابة التي يحس بها الموظفون الآخرون في المؤسسة قد امتدت اليها. ولكن مات قال مصراً :
-
حسناً ، هل يعجبك ؟
-
العمل معه؟ أجل كثيراً .
ولم تزد ، فهي تعرف تماماً ان زيادة الشرح قد يؤدي الى سوء الفهم ، اضيف الى ذلك انها على غير استعداد للحديث عن رئيسها او عن وظيفتها . قال مات :
-
هذا ماظننته ، ولا ألومك . مع ان الامر غريب .
-
ماالغرابة فيه؟
تمنت انصرافه ليتسنى لها طبع مذكرة هايكنز قبل نهاية يوم العمل ، ذلك أن أندرو، بعد هذه المقابلة العاصفة في مكتبه، سيكون لديه كثير مما عليه إملاؤه لها ، تابع مات :
-
انت تحبين العمل مع أندرو وهذا واضح . ولكن لدي انطباع بأنك لاتحبينه ،كشخص .. أعني ..
غطت ماغي ردة فعلها الدهشة بنظرة باردة وقول حازم:
-
أنت مخطئ كل الخطأ ، فأنا لاأشعر تجاهه بأي شيء من أي نوع .
عادت إلى عملها ، غاضبة من نفسها لتماديها في القول . هذا ماجنته من شفقتها على المحامي الشاب ولكن مات ماكلادو ليس صغيراً فهي تعرف من الملفات انه في الثمانية والعشرين من عمره ، اي انه اكبر منها بسنتين ، واكبر من معظم المتمرنين في المؤسسة .
سمعته يقول بصوت قلق :
-
هاي.. أنا آسف . لم أقصد الإساءة ، فهذا ليس من شأني.
ابتسمت له ببرود :
-
لابأس يامات . لكنني لاأحب مزج شؤون العمل بخصوصياتي
ها قد تفوهت بأكثر مما يجب مرة أخرى ، وهي ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها لمثل هذه التساؤلات ، فالجميع يبدي الفضول بشأن ماغي بلارد المتحفظة وعلاقتها مع الطائر الخلي أندرو كروس . لكنها مع الوقت والتمرين تعلمت أن تصد أي سؤال شخصي كهذا برد متكبر ، أو نظرة حازمة . حتى تعبت من ذلك .
في هذه اللحظه فتح باب مكتب أندرو ، وظهر رجل أسمر طويل ملأ مكتب ماغي الصغير بحضوره .
أندرو كروس رجل له حضور طاغ ، هو ذو عينين داكنتين إلى حد الاسوداد تبدوان وكأنهما في كل مكان ، تريان ما لايراه أي مخلوق حي آخر . جسده الطويل ، النحيل المتكبر المفتول العضلات يظهر القوة الشديدة ،والوجه الاسمر المرتفع الانف يظهره محارباً واثقاً من نفسه ينظر إلى الدنيا بازدراء واحتقار . أما قدرته على السيطرة فتتصاعد أمامه بينة واضحة .

كبحت ماغي بسمة أمام نظرة مات المذعورة من عيني أندرو اللتين حدقتا فيه وهو يقول :
-
اليس لديك عمل تقوم به يامكلاود أفضل من إزعاج سكرتيرتي ؟
تمتم مات بشيء مبهم عن حاجته الى معرفة نقطة قانونية ، فصاح به
أندرو :
-
اذهب وقم بأبحاثك عنها بنفسك . فعلى هذا تقبض اجراً بالارد ، الم تطبعي مذكرات هايكنز هذه بعد ؟
مدت ماغي يدها إلى كومة أوراق مطبوعة أمامها على الطاولة ، بينما كان مات يرمي بنفسه خارج الغرفة بأسرع وقت ممكن ، وقالت بهدوء :
-
لم أنته بعد ، لكنني أظن ان هذا هو الجزء الرئيسي منها . أخذ الاوراق من يدها ، ثم نظر إليها بسرعة :
-
أريد الاوراق الاخرى قبل حلول الظهر ، فابدئي العمل !
استدارت إلى الالة الطابعة وهي تتمتم :
-
حاضر سيد كروس .
فقال بصوت منذر بالسوء :
-
ماذا قلت ؟
رفعت ماغي عينيها الى عينيه وعلى وجهها قناع مجرد :
-
لقد قلت " حاضر سيد كروس "
رجع على عقبيه إلى مكتبة ، فأغلق الباب وراءه . سرعان مابدا مكتبها فارغاً ، هادئاً ، مسالماً ، وكأنما حيوان مفترس قد قرر أن لايلتهم ضحيته المسكينة هذه المرة .
تنهدت ، ثم شرعت في طباعة ماتبقى من المذكرة وهي تفكر هنيهة بسؤال مات .. هل يعجبها أندرو كروس حقاً؟ لم تفكر في هذا الامر قبل الآن . إنه كمن يسأل ما إذا كانت " تحب " فهذا طليقاً في الغابة أو قرصاناً يجوب البحار للسلب والنهب .لقد كان بكل بساطة قوة بدائية قد يعجب به المرء لقواه ، لكنه ليس بالرجل الذي يتطلب المشاعر الخاصة . لكنه رغم تصرفاته المهيبة ، رجل ، وله متطلبات الرجل .
ابتسمت وهي تعمل ، فهي تعلن ان هناك الكثير من النساء على استعداد لتوفير متطلباته مهما كانت ، وكان عليها التعامل مع بعضهن ، لكنها لم تكن تجربة ممتعة . هزت كتفيها وهي تتذكر ما كان يتناهى إليها من المكتب من الاحاديث الهاتفية ، فالصد الوحشي إلى الدموع !
لا.. إنه لايعجبني .. هذا الاعتراف أدهشها قليلاً ، فهو بكل تأكيد رجل جذاب .
عندما لاحظت فجأة أنها طبعت الجملة نفسها ثلاث مرات ، نحتته بعيداً عن أفكارها ، ثم انتزعت الورقة ، ومزقتها ورمتها في سلة المهملات لتضع بعد ذلك ورقة جديدة في الآلة ، وهي تعد النفس بعدم التفكير فيه كرجل ثانية لان ذلك قد يشتت ذهنها وهذا مالن يتساهل معه رئيسها ابداً . وقد يطردها فوراً اذا تكرر الامر .

استدعاها كما توقعت ، إلى مكتبه بعد الظهر ليملي عليها مذكراته عن لقائه بالدكتور هايكنز ، الزبون الجديد . راحت تراقبه وهو يتفحص أوراق ملاحظاته التي سجلها أثناء لقائه مع زبونه ، إنها تعرف جيداً هذه الخطوط السوداء التي تغطي عدة صفحات تنهدت وقد أدركت أن أمامها عملاً طويلاً وشاقاً بعد الظهر . فنصف صفحة من هذه تعني صفحة كاملة من الطباعة .. رفع نظره عن أوراقه قائلاً :
-
هل أضجرتك سيدة با لارد ؟
نظرت إليه ببرود وردت :
-
لا أبداً ، سيد كروس .
قطب جبينه ثم عاد إلى القراءة ، فراقبته ، مسحورة كالعادة لتركيزه الكامل على عمله . مرت الدقائق . كانت عيناها تنظران خارجاً بينما أذناها وتفكيرها على أهبة الاستعداد لأول بادرة منه .
إنه يوم غائم ممطر من أيام كانون الأول وقريباً سيحل الميلاد .. شقيقتها وعائلتها سيأتون لقضاء الميلاد معها وكم ستسر برؤية ابن شقيقتها الصغير ثانية .
سمعت صوت حفيف الورق ، وصرير الكرسي أثناء جلوسه عليه وهو يغير مركزه وذاك يدل على أنه قد نظم أفكاره وتأهب للاملاء، فاستدارت اليه لكنها وجدته مازل غارقاً في أفكاره فراحت تتامله ،تتأمل منكبيه العريضين ووجهه الوسيم المتعب .
رفع عينيه اليها فجأة وثبتهما عليها مفاجئاً بذلك نظرتها الفاحصة التي كانت ترمقه بها .. تبا لمات ماكلاود ولاسئلته المدققة. عرفت أنها أحمرت خجلاً والأسوأ ، أنها عرفت أنه عرف بهذا .
رفع حاجبيه الكثيفين بنظرة متسائلة وعين ساخرة ، ثم استوى فوق كرسيه :
-
مستعدة بالارد ؟
هزت رأسها استعداداً فسارع إلى الإملاء .

إنه متحدث لبق ، صوته المنخفض مفهوم بوضوح ، أفكاره منظمة ، ولامجال للضجر انتظاراً لتبلورها في ذهنه ، عندما يملي لايسرع كثيراً ليتسنى لها متابعته ، لكن عليها أن تصب اهتمامها كله على مايقوله لئلا يفوتها جملة واحدة يكون بها ضياعها إذا نقصت .
كانت أشد الانهماك والاستغراق في ملاحقة إملاء أندرو الثابت المستديم فلم تلاحظ أن شخصاً آخر قد وقف أمام الباب المفتوح ، ولم تنتبه إلى أن سمعت دقاً خفيفاً عليه . فرفعت راسها لترى امرأة جميلة جداً ، سوداء الشعر تسند نفسها إلى إطار الباب ويدها على خصرها . كانت ملتفة بمعطف فاخر من الفرو وتعتمر قبعة تماثله لونا ، وقد فتحت المعطف ليكشف عن فستان صوفي أحمر
كانت عيناها السوداوان اللامعتان مركزتين بشره على الرجل الجالس وراء مكتبه ، وشفتاها الحمراوان تبتسمان :
-
أرجو أن لاأكون قد قاطعت شيئاً ياحبيبي .
كان الصوت منخفضاً، يخرج من الحنجرة مغرياً ،لكن ماغي أحست بشيء من عدم الثقة فيه ،فاستوت قليلاً في كرسيها ، تراقب وتنتظر .
في البداية استدار رأس أندرو بسرعة لسماعه صوت المرأة ، ولم يكن هناك مجال للخطأ في الغضب الذي أطل من عينيه ، وهو غضب شاهدته ماغي مراراً قبل الآن :
-
جولي .. ماذا تفعلين هنا ؟
قطع صوته البارد الحاد كالسكين الصمت ، فأجفلت المرأة للهجته ، لكنها سرعان ما استعادت سيطرتها ، فخطت نحوه قائلة بخفة :
-
لاتقل أنك نسيت موعد العشاء.
-
لا .. لم أنس . ولكن هذا لايجيب عن سؤالي : ماذا تفعلين هنا ؟
شاهدته ماغي يرجع إلى الخلف في كرسيه ، والتوتر يغادر وجهه ، ليحل الاشمئزاز المرير على كل منحنى ومنبسط فيه ، أحست فجأة بالأسى على جولي التي كانت تقول :
-
لكن الساعة قاربت الخامسة .
أحست بألم في نبرة صوتها المتوسلة تنذر بمشكلة توشك أن تقع لذا كان أول ماتبادر إلى ذهنها الاسراع في الخروج ليحل وحده مشاكله مع نسائه ، فبعد لحظات ستجهش جولي بالبكاء وهي بعد هذا اليوم المتعب ليست مستعدة لأن تلملم ما سينكسر .




وكأنما سمع ماتفكر فيه ، فاستدار إليها قائلاً :
-
هذا كل شيء الآن بالارد . اطبعي مالديك الليلة . سأحتاج المذكرات في اجتماعي عند الثامنة صباحاً .تمنت أن ترميه بدفتر مذكراتها ، ولكنها عرفت أين سيوصلها هذا وهو في مزاجه الحالي ، وعليه ليس أمامها إلا إنهاء العمل .
قالت له عبر أسنانها :
-
حاضر سيد كروس .
نظر إليها ليرفع حاجبه ، ولمحة سخرية في عينيه ، وطيف بسمة خفيفة لمحتها ترتسم على شفتيه ، أو هكذا ظنت .
بعد أن أقفلت ماغي الباب المشترك خلفها تعالت فوراً الاصوات ، أحدها عنيف حاد على حافة الهستريا .. والآخر منخفض حازم النبرات .
سمعته يقول :
-
انت تعرفين النظام بشأن المجيء إلى المكتب ياجولي .
أقفلت ماغي أذنيها : " اللعنة عليه.. إنه يعرف أن وقت الدوام قد انتهى وانني أريد الذهاب الى المنزل ".
طبعت بثبات مايقارب النصف ساعة ، وضربات مفاتيح الآلة تطغى على الحوار في الداخل .. لقد ذهب الجميع الآن وستصل متأخرة جداً الى المنزل . لقد أظلمت الدنيا خارجاً وبدأ المطر يتساقط ، وهي لم تحضر معها مظلة أو معطفاً . تابعت الطباعة بضرب عنيف على المفاتيح غير مبالية بالأخطاء متمتمة لنفسها شيئاً عن الرجال المتعصبين المعقدين المتعجرفين .

فتح الباب فجأة لتخرج منه جولي متعثرة الخطوات ، تضع على فمها منديلاً حريرياً ابيض ، ودموعها المنهمرة تخط على وجنتيها خطين أسودين من الكحل . نظرت إلى ماغي وكأنها تهم أن تقول شيئاً لكنها عوض ذلك تأوهت وركضت إلى الردهة الخارجية ، تتعثر بكعبيها المرتفعين .
عاودت ماغي الطباعة ، لكنها بعد لحظات توقفت ، ذلك أنها أحست بأندرو ، الذي مازال جالساً وراء المكتبة ، يحدق فيها عبر الباب المفتوح.
ماذا يريد الآن ؟ نظرت إليه من فوق آلتها فلم تصدق عينيها ما رأتاه .فقد كان يضحك لها ، فعلاً، بسمة بلهاء ، مغرورة جعلتها ترغب في صفعه فبعد ذلك المشهد الكريه ، هاهو يجلس وكأنه قط ابتلع "كناري" بدا راضياً عن نفسه ، حتى تمنت قتله سعيدة .
-
بأمكانك الذهاب الآن الى المنزل بالارد .
بعد جهد استطاعت منع الدهشة من الظهور على وجهها فأشارت إلى دفتر الملاحظات .
-
ظننتك بحاجة إلى هذه عند الثامنة صباحاً .
كان صوتها متوتراً من الجهد الذي تبذله للسيطرة على أعصابها ، فضحك ضحكة قصيرة ، وهو يثني عضل ذراعيه ، ثم وقف ليسير نحوها إلى أن ملأ جسده الضخم الباب الذي وضع يديه على جانبيه وهو مبتسم ، ثم مال قليلاً الى الامام قائلاً بمرح :
-
كانت خدعة بل سمها مناورة دفاع .أردتك للحماية
فأجابته بلهجة جافة :
-
لم يبد أنك تحتاج الى حماية .
فهز كتفيه ونظر الى النافدة :
-
أنها تمطر .
_
أجل ، أعلم هذا .
فنظر اليها بحدة :
-
لقد تأخر الوقت ، ولاريب أنه قد فاتك القطار .
فهزت رأسها ثم وقفت ، لترتب طاولتها .
-
ثمة قطار آخر ينطلق بعد نصف ساعة.
-
سأوصلك إلى المنزل . أين تسكنين ؟
نظرت اليه ، غير قادرة على إخفاء دهشتها من الظهور على وجهها .التقت عيونهما فاستقرت نظرته في عينيها .للحظات أحست فجأة أنهما وحدهما في المكتب ، حيث الصمت غريب فلا أصوات عمل ولاهاتف يرن ، ولا آلات طباعة ، ولاصوت يرتفع .
أبعدت نظرها عنه :
-
لابأس لامانع عندي من ان استقل القطار .
-
لاتجادليني بالارد . لماذا على النساء دائماً أن يجادلن ؟ أخبريني الآن ، اين تسكنين ؟
كان عليها ان تبتسم فهذا امر مثالي منه ، لقد عملت معه لخمس سنوات وهو الآن لايعرف اين تسكن حتى . لكنها لم تكن واثقة من أنها تريده أن يعرف ، كل ماتعرفه أن لاجدوى من التهرب .
-
قرب حرم الجامعة .
أمسك معطفه الواقي من المطر عن المشجب ثم اطفا انوار مكتبه ، واستدار اليها فوجدها حيث هي جالسة خلف مكتبها .
-
هيا بنا بالارد ، فلنذهب . السيارة متوقفة في الجهة المقابلة من الشارع . سأحتاج الى المعطف .
-
لكن ليس معي معطف .
رفع حاجبيه بسخرية:
-
لااصدق .. السيدة بالارد الكفوءة العملية تأتى دون معطف !ماذا حل بالعالم ؟
-
لقد كان الطقس جميلاً عندما تركت المنزل صباحاً .
فقال بصوت جدي :
-
صحيح ، لكنني لاحظت انك على اهبة الاستعداد للطوارئ حتى غدوت أعتمد على تأهبك هذا .

ولم تصدق ماغي ماتسمع . لان هذا الكلام يعتبر خلال السنوات الخمس الاقرب الى الثناء .كانت تعتقد ان العلاوتين اللتين تنالهما سنوياً والمكافأة القيمة التي تتلقاها في الميلاد دليل رضاه ، وكانت قانعة بذلك. ما الآن تسمع منه هذا المديح فهذا مالم تتوقعه قط لكنها بعد سماعها هذه الكلمات أحست بغضبها منه يتلاشى
تبعته الى خارج المكتب . كانت تمد يدها لتطفئ النور عندما استدار اليها .
-
أوه .. سجلي ملاحظة اخرى . عليك إرسال الى جولي ..
فقاطعته:
-
أعرف .. دزينتي ورود حمراء .
فضحك:
-
أفهمت ماأقصد ؟ مستعدة لاي طارئ!
وانتظرته تحت المبنى المغطى ليحضر سيارته مرتجفة من البرودة ورطوبة الليل . فكرت بالورود التي سترسلها لجولي وهذه مهمة قامت بها مراراً في الماضي . كان أندرو حريصاً على ترك حياته الخاصة بعيداً عن المكتب الى درجة حدته الى قطع علاقته مع جولي التي تجاسرت على خرق قانونه الحديدي بشأن الزيارات . لكنه لم يجشم نفسه حتى عناء ذكر ماعليها كتابته على البطاقة التي سترفقها بالورود ، فقد تعلمت من خلال الممارسة تقليد خطه الضخم الثابت .
لقد كانت البطاقة تحوي دائماً "ذكريات محببة .. دون ندم".تسائلت كيف تشعر هؤلاء النسوة عندما يتلقين رسالة بهذا الحجم من قبل رجل كن يحببنه .
ياترى هل أحبته واحدة منهن حقاً ؟
هي لاتنكر انه جسدياً لايقاوم لكنها مع ذلك استطاعت مقاومة جاذبيته القوية .إنه صيد ثمين ، عازب ثري في السادسة والثلاثين من عمره ، ناجح وثري وهذا ماتعرفه جيداً من خلال الضرائب التي يدفعها كل عام فهو لايعتمد فقط على مايتقاضاه أجر عمله ،بل يستثمر ماله جيداً ، وهو متحدر من عائلة قديمة من وايلز ورث عنها مالاً وفيراً .
حمدت ربها شاكرة لانها ليست من النساء اللاتي يعجبنه لان ذلك يجعلها بعيدة عنه والفضل في ذلك يرجع الى لوك ، الذي كان يملك جاذبية كجاذبية أندرو ، ولقد تعلمت جيداً خلال فترة زواجهما القصيرة ، المعاناة الفظيعة التي تنتج من جراء الدوران حول اللهيب الذي لايقاوم .
ظهرت عند المنعطف سيارته الرولز السوداء الانيقة كصاحبها .فتح بابها ، فأضيئت الانوار فيها ، فشاهدت أندرو يميل فوق المقعد ،ويده تدفع الباب ، وعلى وجهه الاسمر النحيل تعابير نفاد الصبر .
-
هيا ..بالارد .. أسرعي .. هذه محطة وقوف الباص .
قفزت الى الداخل بسرعة ، وقبل ان تستريح في المقعد الجلدي المنتفخ التنجيد ، كانت السيارة قد انطلقت ، لتنضم بسهولة الى زحام السير المتدفق . كانت السيارة دافئة فيها لمسة حميمية ، تنبعث منها رائحة الجلد ودخان السجائر ،ورائحة غامضة مألوفة كانت تربطها دائماً بأندرو : رائحة مسك نفاذة تستخدم مابعد الحلاقة ، ممزوجة برائحة الرجل المميزة .
قاد أندرو السيارة كما يفعل مع اي شيء بكفاءة وسهولة دون إضاعة حركة واحدة ، وسرها أنه على عكس لوك ، فهو لايحتاج الى اثبات رجولته خلف مقود السيارة ، من خلال السرعة او مسابقة السيارات فعندما مرت امامه سيارة سباق كادت تصدم مقدمة سيارته ،ابتسم وكانه يشفق على مثل هؤلاء السائقين المتهورين .قال لها وهما يصلان إلى أول جسر يوصل الطريق مابين سوانسي وبمبروك .
سنتوقف في الجهة الاخرى من الجسر ، لنشتري شيئاً ناكله ..
هكذا ، دون مقدمات ، او استيضاح بسيط مثل "هل لديك موعد للعشاء؟" او "هل أنت جائعة؟" ومع ذلك لم تعترض بل لاذت بالصمت موافقة . فما فائدة الجدال معه ؟
تأملت ماحولها من اضواء مدينة سوانسي ، عاصمة مقاطعة وايلز ، التي تشرف على خليج مصب نهر "تاو"، من خلفهما. ابتسمت ، ثم عادت للاتكاء إلى المقعد ، متمتعة، مستأنسة إلى دفء هذه السيارة القوية والى وجودها برفقة رجل جذاب في ليلة ممطرة تلمع فيها أنوار المراكب والسفن في الخليج
تناولا عشاء سريعاً في مطعم قريب من منتجع مومبلز . خلال العشاء ، تحدث اليها أندرو عن عملية الدكتور هايكنز ، مقتصراً الحديث على العمل فقط. تصرفه في المقعد المريح للمطعم ، لم يختلف عن تصرفه في المكتب ، مع أن الشموع كانت مضاءة فوق الطاولة ، والموسيقى الناعمة تنبعث من مذياع قريب .
بعد العشاء ، اشعل سيكاراً رفيعاً ثم طلب القهوة . ولم يلبث ان اسند رأسه الى المقعد مغمضاً عينيه . في هذا الجو الحميم أحست ماغي أنها اقرب إليه أكثر مما مضى .
فقالت بصوت ناعم :
-
تبدو متعباً .
-
أنا لا اتعب ابداً .
فكبحت ابتسامه وتمتمت :
-
لا .. بالطبع .. آسفة .
بعد القهوة ، سحب ساقيه الطويلتين من تحت الطاولة ووقف .
-
مادمت في عجلة من أمرك فالخير ان نذهب حالاً ، خاصة اننا اليوم الجمعة .
التقط فاتورة قرأ مافيها ، ثم رمى بضع قطع من النقود على الطاولة .
-
سيتسائل زوجك الآن عما اصابك .
ترددت ماغي في تذكيره ان لازوج لها ، لكنها قررت ان لاتفعل . لانه يعرف تماماً ان لوك قد مات بعد فترة وجيزة من استلامها الوظيفة عنده ، لكن على مايبدو انه لايريد ان يذكر هذا ، فقد اتخذ لنفسه قانوناً يقضي باستخدام النساء المتزوجات لاسيما السكرتيرات منهن ذلك انه لايسمح لأي شيء بالتدخل في عمله . وهي عندما استخدمها كانت متزوجة.
أخذت ترشده الى منزلها الصغير الواقع على التلال المشرفة على حرم جامعة سوانسي التابعة لجامعة وايلز .وفكرت : انا لم اكذب عليه ، ولست مذنبة إذا مااختار هو غض الطرف عن ترملها الذي كان بعد فترة وجيزة من بدئها العمل .
هي في كل الاحوال تحب عملها لانه يملأ فراغ حياتها بطريقة لايستطيع شيء آخر فعله .فبعد مقتل لوك الذي كاد قبل مقتله يدمر حياتها ، صممت ان لاتثق ابداً بحكمها على الرجال .
وليس ذلك فحسب اذ اتخذت لنفسها هذا المظهر الغامض الضبابي في المكتب وسعت ليبقى على حاله حتى اصبح حقيقة فيها ، فلم تعد بحاجة إلى الكذب وقد غدا هذا المظهر طبيعة ثانية لها .
وقف أندرو امام منزلها .كان المطر قد توقف ، والقمر الشاحب قد تسلل من بين غيوم الليل . فتحت الباب ثم استدارت إليه .
_
اشكرك كثيراً على ايصالك اياي كما اشكرك على العشاء .

فهز رأسه بوقار :
-
لم اقم الا بالواجب .
اثناء دخولها المنزل لاحظت انه انتظرها حتى ولجت البيت وقد بقي منتظراً حتى اضاءت النور في ردهة المنزل اذ عندها سمعت السيارة تنطلق بقوة .
توجهت الى غرفة نومها مع ان الساعة لم تتجاوز السابعة والنصف. لانها قررت الاستحمام ومشاهدة التلفاز او الاستماع الى بعض الموسيقى .
شغلت جهاز التدفئة ، لتدفئ بيتها البارد ،لكنه لم ينفع . عندما وقفت امام المرآة الطويلة المثبتة بباب خزانتها ، تنظر الى منظرها الكئيب المثقل بالهموم احست بموجة من الوحدة تجتاحها .
وفكرت : انا في السادسة والعشرين من عمري لكني ابدو اكبر من هذا بسنوات . في هذه اللحظه تمنت لو انها لم تتناول العشاء مع أندرو او لو انه لم يوصلها الى المنزل الذي بدا لها أكثر صمتاً واشد فراغاً بعد ان ملأ وجوده في المطعم والسيارة كيانها كله .
ولكن لابد ان هذا امر مميز ..ابتسمت لطيفها ، انك تفضلين صحبة رجل مثل أندرو كروس على الوحدة !الافضل لك التماسك يافتاة قبل ان تبدئي بخسارة اتزانك !

خلعت بحزم نظارتيها اللتين لالزوم لهما ، ثم افلتت شعرها من رباطه ، وتركته ينسدل وخلعت البذلة السوداء ، مذكرة نفسها بأن تنظفها وتكويها في الغد وان تضع القميص الابيض في الغسيل .
نظرت الى جسدها الخالي الا من الملابس الداخلية فاستعادت ثقتها بنفسها قليلاً ..انها امرأة جذابة ، ذات جسد مديد نحيل وعينين لوزيتين خضراوين صافتين وبشرة ناعمة .. وبها جميعا ان ارادت يمكنها هزيمة امرأة كجولي . لكنها بذلك تفقد وظيفتها الى الابد .
عبست لنفسها . لقد قررت ، وستلتزم بقرارها . فليس في الحب الا المشاكل .. وموجة الكبت قد ولت من حياتها ، وهي تحب حياتها الآن كما هي . لامت أندرو كروس على لحظة ضعفها .
لو لم يؤخرها لتساعده في تلك المسألة الغرامية السخيفة ، لم اصر على ايصالها او على اطعامها .
ضحكة مقهقهة ثم توجهت نحو الحمام وهي تربط شعرها ثانية لتدخل المغطس . آه لو يعرف مادار في خلد سكرتيرته الخاصة !


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:45 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


2- من التالية...؟

يوم الأثنين أرسلت ماغي الى جولي دزينتين من الورود الحمراء مرفقة بالبطاقة المعهودة ياترى من التالية؟
خلال الأسبوع أنهت تحضير لائحة الميلاد وأشترت ماتحتاجه بعد أن جابت المتاجر المكتظة ليلاً اثر انتهائها من العمل.
في نهاية الأسبوع التي تسبق الميلاد ذهبت الى منزل ذويها في احدى ضواحي مدينة بمبروك التي تطل من بعيد على الخليج ومدينة سوانسي والبلدان المحيطة بها تناولوا العشاء ترحيباً بشقيقتها ليسلي القادمة من لندن مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات وزوجها روجر لقضاء الميلاد.
قال الوالد لماغي عبر المائدة وهو يحتسي القهوة بعد العشاء:
-
حسنا ياميغان ،كيف تسير وظيفتك ؟
-
أوه يا أبي لقد أرهقتموني بالأسماء !أنت تصر على مناداتي بميغان وأندرو يصير على مناداتي بالارد !
ضحك والدها ، الرجل الطويل الوقور ذو الشعر الرمادي، والبريق في عينيه:
-
لماذا الغضب؟ لطالما دعوتك ميغان
أجل أعرف ،لكن الاسم يجعلني أبدو وكأنني ساقية في حانة.
سألتها أمها :
-
ولماذا يدعوك السيد كروس ببالارد ياعزيزتي ؟ الا يعلم أنك استعدت اسم العائلة بعد مقتل لوك ؟
نظرت ماغي إلى أمها نظرة قلق :
-
لأندرو قانون خاص . فهو إلى الآن يرفض الاعتراف بموت لوك ، كما انني لاأريد أن يعرف أحد أنني ابنة عميد كلية إدارة الاعمال الاستاذ جورج روبنسون .
بدا على والدها الانزعاج :
-
ولماذا ياميغان ؟ أتخجلين بي ؟
ابتسمت له بحب واحترام . فمركزه عميدا لكلية إدارة الاعمال ، جعله الوجه الابرز في كل منطقة الخليج ودوائرها القانونية والتجارية ، وهذا الامر أخفته عن زملائها في العمل .
-
بالطبع لا يا أبي .لكنني لا أريد أن يتهمني أحد خاصة أندرو بانني أستغل نفوذك.
فسألها ضاحكاً:
-
كيف هو ذلك المغرور؟
كان أندرو أنبه طالب لديه في الكلية وأبوها ما زال يتتبع رقيه في عمله باهتمام أبوي.هزت ماغي كتفيها عابسة .
-
إنه كما هو ،كالريح والمد. أندرو كروس لا يتغير أبداً.
قالت أمها:
-
تصورينه وكأنه قوة بدائية لا رجلاً.
فردت ماغي:
-
أحياناً أخاله كذلك.
فعلقت شقيقتها ليسلي بلهجة قبيحة:
-
أحسبه مقرفاً.
نظرت ماغي بحدة إلى شقيقتها التي انطوت على ذاتها منذ وصولها الى البيت مع العلم أنها الأكثر حيوية وانطلاقا ، في حين تعتبر ماغي المنطوية المتحفظة
-
أوه لا ... ياليسلي . أنه رجل رائع ، له مبادىء سامية . إنه يحب أن ينفذ الامور على هواه .
فعلقت ليسلي على قولها بصوت أجش:
-
كمعظم الرجال .
فاعترض والدها :
-
هاي ... أنا أعترض .
تمكنت ليسلي من إظهار ابتسامة ضعيفة :
-
أوه .... إلا انت يا ابي ..
ساد الصمت المكان هنية تساءلت خلالها عما دهى شقيقتها .يجب ان تتحدث معها فيما بعد ،سألت أمها :
-
هل هو متزوج؟
فاستدارت ماغي إليها :
-
من .....؟ اندور ؟ أوه ..لا..لاأظن أن المرأة التي ستطوقه قد ولدت بعد..لماذا تسألين ؟
احمر وجه أمها قليلاً:
-
حسناً عزيزتي ..إنها فكرة خطرت على بالي .أعني ، لقد مضى على موت لوك الآن أربع سنوات ، وأنت فتاة جذابة جداً......
لم تستطيع ماغي منع نفسها من الانفجار ضحكاً :
-
أوه امي ، انت لاتعرفين ماتقولينه ؟ إن عرف أنني أرملة فسيطردني ... فكيف لي أن أنظر اليه كزوج وشيك ؟
نظرت أليها أمها بحدة :
-
أتعنين أنه لايعرف ماحدث للوك ؟
-
اوه .... بل يعرف ماحدث للوك . ولايمكن ألا يعرف . فقد نشرت الخبر كل الصحف وأنا على يقين من أن حادثة طيران لوك بسيارته فوق ذلك المنحدر الصخري كانت الشغل الشاغل في المكتب يومها .
ارتجفت قليلاً وهي تتذكر عناوين الصحف (( مقتل أحد العاملين البارزين في بورصة مدينة سوانسي )) ثم تلا ذلك المقال الذي أوضح دون شك أو ريب أن لوك كان سكراناً ترافقه إحدى النساء وقت وقوع الحادثة . حاولت امها متابعة الحديث ،لكنها قاطعتها :
-
هو لايريد ان يقر لنفسه بأن سكرتيرته غير متزوجة .فهذا قانون أتخذه :
-
حسنا ياعزيزتي ولكن علي القول إنك فتاة جميلة ، وهو كما يبدو لي أهلاً لك .
سارعت ماغي الى تغيير الموضوع بسرعة ، وسرعان ماسار الحديث في منحنى آخر . بعد العشاء ساعدت ماغي امها على تنظيف المائدة والصحون ، بينما ذهبت ليسلي لتوضيب حقائبها وتحضير ابنها للنوم . ثم ، وبعد ان استقر الولدان امام المدفأة ، توجهت الى الجناح القديم لغرفة نوم شقيقتها .
طرقت الباب بلطف أولاً ثم بقوة فجاءها الاذن بالدخول . كانت الغرفة مظلمة لكن ضوء الردهة أراها شقيقتها جالسة على حافة السرير ، محنية الكتفين .
ترددت ماغي ، متسائلة عما إذا كان من أن الافضل ان تتركها وشأنها . فليسلي امرأة واثقة من نفسها ، فخورة . وبالتأكيد سترفض أي تدخل من شقيقتها الصغرى . قالت :
-
آسفة لإزعاجك ... نتكلم فيما بعد إذا شئت .
لما أستدارت إليها ليسلي صدمتها رؤية الوجه الباكي:
-
لا... أدخلي .... أريد من أكلمه . ترقبت قدومك وأملت مجيئك .
أضاءت المصباح الصغير قرب السرير ،فدخلت ماغي وأغلقت الباب ، محاولة تجنب النظر إلى وجه شقيقتها ، ثم جلست على مقعد طاولة الزينة ، وسألتها :
-
هل نام بول بأمان
أجل ...إنه ولد مطيع .
ابتسمت بضعف ثم نظرت الى ماغي .
-
إنه يشبهك عندما كنت صغيرة . لقد كنت أنا المشاغبة الأولى في البيت .
ساد الصمت إلى أن وقفت ليسلي وتقدمت نحو النافذة وفتحت الستارة لتحدق إلى العتمة في الخارج فترة طويلة أخرى ،ثم قالت :
-
سأترك روجر.
كادت ماغي تقفز عن المقعد ، لكنها عادت للجلوس وقالت :
-
أوه .... لا ولماذا؟
-
أخبريني ياماغي .... بماذا شعرت عندما اكتشفت للمرة الأولى أن لوك غير مخلص لك ؟
امتلات عينا ماغي دمعاً ، صحيح أنها دموع الشفقة على شقيقتها ولكن عليها الاقرار بأنها دموع البكاء على الذات ولديها الذكريات المريرة التي أثارها هذا السؤال.
ردت بصوت مرتجف ، وهي ترفع يدها :
-
لقد أحسست ... أنني .... تعرضت للخيانة .أوه ليسلي ، كم انا آسفة ، لاأستطيع تصديق هذا عن روجر.
زوج أختها محام شاب ، ثابت مستقر ممل تقريباً يعنى بمسؤولياته وسمعته بجد فائقة . صاحت ليسلي :
-
لاأريد شفقتك. أخبريني فقط ما العمل ... ماذا فعلت أنت؟
-
حسناً...عليك أولاً التأكيد من صحة شكوكك ، لأن حالتي تختلف عن حالتك فقد رأيتهما بالجرم المشهود في الفراش.

أغمضت عينيها ، تستذكر ذلك المشهد ثانية .رأس لوك الأسود الشعر على وسادة سريرها والرأس الشقر للفتاة الخرى النائمة قربه.
أخذت ليسلي تذرع الغرفة الآن غارقة في التفكير بمشكلتها غير منتبهة لما أصاب أختها من ألم نتيجة هذا الحديث ، ثم قالت بمرارة:
-
حسنآ.. بالطبع روجر أحرص من أن أراه في موقف كهذا .
-
كيف عرفت اذن؟كيف وثقت من الأمر ؟
-
أوه.. أعرف أنه يقابل امرأة..هي ارملة مثيرة للشفقة، زبونة لديه، لقد قال لي انه لطيف معها فقط ، لكنني أعرف الدلائل .انه يخبئ شيئاً عني ولن أطيق ذلك ...
استدارت لتواجه شقيقتها وقبضتاها مشدودتان وعيناها الخضراوان تلمعان:
-
لن أطيق!
لم تستطع ماغي سوى النظر اليها ،لأنها كانت تشعر دائما ًبسطوة شقيقتها الكبرى عليها فهي نجمة العائلة التي يحيطها الرجال من كل حدب وصوب . فلماغي جمال هادىء لكنه ليس كجمال اختها المشع . وبما أنها منطوية على ذاتها قليلاً فقد كانت سعيدة بإفساح المجال لليس لي لتأخذ المركز الأول
وقفت لتنظر إلى شقيقتها نظرة طويلة باردة ثم قالت بهدوء:
-
أظنك تبالغين في ردة فعلك يا ليسلي ، فروجر رجل طيب وزوج رائع وأب عطوف . فكري ببول قبل أن تقومي بعمل متهور نتيجة وهم يصوره لك عقلك . إذا تركته دون أن تناقشا الموضوع فستندمين . أعطيه فرصه ليشرح لك على الاقل .ريحانة
صاحت بها ليسلي :
-
وماذا عنك ؟ هل أعطيت لوك فرصة للشرح ؟ لقد تركته ماإن علمت.
-
ليس الامران سيان . فلم يكن لنا أولاد وكنا حديثي العهد بالزواج وكان هو سكيراً ، وعرفت فيما بعد انه خانني قبل ذلك مراراً وانه ماكان ولن يكون مخلصاً يوماً لي .
اجهشت ليسلي بالبكاء ثم رمت بجسدها فوق السرير ، فجلست ماغي قربها ، تمسح شعرها الطويل البراق ، مهدئة روع أختها التي راحت تكفكف دموعها ، سحبت ماغي يدها على رأس شقيقتها وجلست معها بصمت فترة طويلة . لكنها أخيراً قالت لها :
-
أما زلت تحبينه ؟
أخرجت ليسلي الكلمة بيأس:
-
أجل
فابتسمت ماغي :
-
إذن تحدثي إليه إن كان ما تشكين فيه صحيحاً ، بإمكانك غفران زلة واحدة له ... اليس كذلك ؟
فصاحت ليسلي :
-
لماذا أفعل ذلك ؟
-
بسبب بول .....بسبب الحياة التي بنيتماها معاً.. بسبب حبك .
فجلست ليسلي وقد هدأت قليلاً ثم قالت متهمة أختها :
-
لكنك كنت تحبين لوك .
-
لا.......لا أظن ذلك . كنت مفتونة به وبمظهره ، بطلعته البهية وجاذبيته ...... لكنني لم أحبه قط .
التفت لتنظر الى ليسلي بقوة :
-
أستطيع قول هذا لك ، لو أنني ولوك كنا نملك مالديكما أنتما ، فما من قوة على الارض كانت ستقنعني بتركه.
أثناء عودتها بسيارتها تلك الليلة الى منزلها ، أخذت ماغي تفكر في الحديث الذي دار بينها وبين شقيقتها متمنية لو أن شيئاً مما قالته يتحقق . فهي تفهم ماتشعر به ليسلي لان خيانة الحبيب ضربة موجعة . فكرت بتجربتها الاليمة مع لوك فتساءلت كيف استطاعت الخروج بسلام من تلك المحنة .

تقلبت ماغي في فراشها كثيراً تلك الليلة وقد جافاها النوم. لان ذاك الحديث أثار ذكريات اعتقدتها منسية لكنها عرفت الآن أنها تعيش حياة رائعة : وظيفة محترمة بأجر مرتفع ، وحرية مطلقة تخولها فعل ماتريد في حياتها ومنزلها وعائلتها
فلقد ورثت المنزل كونها ارملة لوك كما اسفادت من عقد تأمين صغير على حياته. صحيح أنه لم يورثها الا القليل بسبب فسقه وملاحقته النساء التي تقتضي بذخ المال الا أنها مع ذلك مرتاحة مادياً .

يوم الجمعه التالية ،كان موعد حفلة عيد الميلاد في المكتب . ولم تكن ماغي تستمتع حقاً بهذه الاحتفالات السنوية . لكنها كانت تظهر شيئاً من التساهل فهي لاتريد ان يفسر تحفظها على انه تكبر . كان الطعام في الحفلة يقدمه احد افخر المطاعم في منتجع مومبلز الشهير والمرتفع الاثمان ، وهو دائماً فائق الجودة ، وعادة تتناول طعامها مع مجموعة من السكرتيرات الاكبر سناً وتترك الاحتفال عند الثالثة بعد الظهر .
هذه السنة ، انتصر الشركاء الاصغر سناً في المؤسسة على الشريك المدير واشترطوا وجود موسيقى في الاحتفال . فزينت القاعة الكبرى ، بعد إخراج كل الآلات منها وجاء احدهم بآلة تسجيل .
بعد أن ملأت صحنها وقفت ماغي جانباً مع سكرتيرة الشريك الاداري في المؤسسة تتأمل الراقصين . هنريت ادامز سكرتيرة قديمة صارمة حازمة ،كانت تعتبر ماغي المتحفظة حليفة لها فهي لاتوافق على العبث القائم في الحفلة .
قالت ماغي منتقدة:
-
الجميع على مايبدو مستمتعاً بوقته .
فردت هنريت بازدراء :
-
بالرقص !وبما بعده ؟ انا ارفض التفكير .
أشارت إلى الراقصين وسط الحلبة متعلقين ببعضهما بعضاً يرقصان دون أن يراعيا نغم الموسيقى.
-
هذا مايحصل.
فابتسمت ماغي وحاولت جذب اهتمام المرأة عما تفكر فيه :
-
اليست الزينة رائعة ؟ لقد عملت الفتيات فيها الى وقت متأخر ليلة أمس .
هزت هنريت رأسها من جانب الى آخر :
-
انظري اليهن والى الطريقة التي تبرجن بها ، فمهما يكن الامر فما زلنا في مكتب عمل .
نظرت ماغي الى ثوب هنريت البني القاتم ثم الى ثوبها الرمادي. فجأة شاهدت نفسها وهنريت كما يراهما الآخرون .
كيسان قديمان تقفان جانباً عابستان رافضتين مايجرى في حين يقضي الجميع وقتاً ممتعاً .
صاحت بها نفسها : لكنني لست بعجوز . احست برغبة في رمي نفسها وسط الراقصين .
ثم استعادت رشدها ، يجب ان تخرج من هنا لقد بات تفقد سيطرتها على ذاتها فالموسيقى ترتفع والرقص ينشط أكثر ، والأضواء خبت فوق الرؤوس ولم يبق منها إلا مصباح طاولة ضوؤه ضئيل.
تمتمت بشيء لهنريت ثم استدارت لتذهب عندما اصطدمت بمات ماكلاود ، الذي كان على وجهه الصبياني بسمة عريضة :
-
هاك .. ميلاد سعيد .
مال إليها ليطبع على وجهها قبلة سُمع صوتها ..أخذتها الدهشة حتى نسيت أن تغضب، ابتسامته السعيدة لم تساعد قلبها على وضعه عند حده . على كل الاحوال انه الميلاد .. ابتسمت له :
-
هكذا افضل .. لقد ظننت منذ لحظات انك وامنا آدامز ستأخذان فأسين لتحطما المكان كما تفعل سيدات الجمعيات المحافظة!
احست ماغي بالصدمة ان تكون صورة متحفظة بعيدة عن الجميع في المكتب وان ترتبط صورتها بهنريت آدمز كباعثة للانقباض في الصدور شيئاً آخر . نظرت الى ماكلاود عبر نظارتها ، فاتسعت عيناه :
-
انت فتاه طيبة ، هيا أنهي شرابك هيا ولنرقص .
هاتف صغير في داخلها أنبأها ان الخير لها في الخروج . فات الاوان لانها تريد ان تبقى ، لتستمتع كما يفعل الجميع .رقصة واحدة وتذهب . ودون ان تدري وجدت نفسها مع مات يقودها الى حلبة الرقص .

ماإن انتهت الموسيقى حتى تبسمت لمات تريد الانسحاب لان وقت الذهاب قد حان لكنه لم يسمح لها إذ أمسك بذراعيها فاعترضت قائلة:
-
يجب ان اذهب .. حقاً .
قال ببطء وهو يمد يده ليمسك نظارتها .
-
اتعلمين انك لست بحاجة الى هذه وانت ترقصين .
انتزع النظارة ووضعها في جيب سترته . أثناء حركته هذه انسدلت بضع خصلات من شعرها . فتراجعت حذرة لأن آخر ما توده المشاكل . لكن الامور بدأت تنسل من بين يديها ، فهي ملعونة إن ابتعدت ، إذا أصرت على الذهاب ستصبح عنصراً غير مرغوب فيه مثل آدامز، واذا بقيت فستحطم صورتها التي بنتها خلال سنوات عملها . التفتت الى مات لتقول له :
-
الجو حار هنا .. يجب علي الذهاب الآن .
تفاجأت عندما تركها مات فوراً . لكنها لما حثت الخطى مبتعدة أحست بسترتها تسقط عن كتفيها فذراعيها لتلتف بعد ذلك ذراعاً قوية حول خصرها تجذبها إليه ثم رمى السترة على كرسي ليضع ذراعه الاخرى عليها.

-
هاك .. أهكذا أفضل ؟
كانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير لانها فعلاً بدأت تغضب منه ، لكن عليها تمالك نفسها لذا تراجعت عنه بحدة ودفعته بعيداً عنها وهي تقول بصوت بارد :
-
دع عنك هذا فوراً يامات . والا سأسبب لك مشكلة لن ترغب بعدها في إظهار وجهك امامي في المكتب .
تراجع مات فاغر الفم متسع العينين وهو يقول مضطرباً :
-
لقد كنت احاول المرح فقط .
فردت بحزم :
-
حسناً، لقد انتهى هذا الآن دعني اذهب
ضاقت عيناه ثم احمر وجهه بشدة وقال بانزعاج :
-
اعذريني .. يبدو أنني نسيت أنني أتعامل مع جبل جليدي لا مع امرأة .
ثم ، وهي تراقبه دهشة ، مال إلى الأمام ينوي تقبيلها فارتجفت غضباً ورفعت يدها لتصفعه لكنها أحست بنفسها تستدير لتنجذب الى رجل قوي اتاها صوته المألوف :
-
سبق وقلت لك ياماكلاود .. اترك سكرتيرتي وشأنها !
ثم وكأنه مصابة بدوار أحست بنفسها تدور وتتجه نحو الباب ولم تخف قبضته القوية عنها للحظة، طوال سنوات عملها معه، لم يلمسها مرة ، بدأ قلبها يخفق بشدة.. تمتم قائلاً:
-
الايمكنك الابتعاد عن المشاكل مدة خمس دقائق ؟
نظرت اليه تريد الاحتجاج لكن نظرة الغضب والازدراء على وجهه ردعتها .
اخرجها من الباب الى مكتب فارغ حيث تلاشى صوت الموسيقى وراءها ثم توقفت تماماً عندما ادخلها المكتب واقفل الباب .
أمسكها بكتفيها ، وهزها بقوة وعنف:
-
انظري الى نفسك! شعرك في فوضى نظارتك وحده الله يعلم ، أما جسدك فشبه عار.لي



كانت قد استعادت رباطة جأشها فصاحت غاضبة :
-
شبه عار!كل الذي فعلته انني خلعت سترتي ! لاتكن سخيفاً !
نظرت إلى نفسها فوجدت أزرار قميصها العليا قد فكت أثناء صراعها مع مات كاشفة الكثير من صدرها ، فاحمر وجهها ، وحاولت إبعاد نفسها عن قبضته ، التي اشتدت أكثر فأكثر، لم يحدث ان نعت احد ما أندرو كروس بالسخيف خاصة سكرتيرته ، هي على يقين الآن من ان الوظيفه قد طارت ! لذا اصبح بإمكانها التمادي في القول . حدقت فيه :
-
لست ادري مالذي يعطيك حقاً في ان تكون آمراً علي فأنا الآن خارج دوام العمل ووقتي ملكي ..فأتركني ..أنت تؤذيني!
فاجأها ان تركها وقد بدأ يتلاشى ليظهر على وجهه نظرة محكمة غريبة . تراجع ليسند ظهره الى حافة المكتب وراءه ضاماً ذراعية الى صدره .

ابتسم فجأة فلمعت اسنانه البيضاء لتظهر وجه الاسمر ،كبتت شهقة لأن البسمة حولته الى شخص آخر . الآن بدأت تفهم لماذا تجده النساء لايقاوم . قال بصوت فيه سرور وتسلية :
-
حسن جداً !السيدة بالارد الهادئة التي لاتزعزعها ريح ،اظهرت مخالبها اخيراً، لم اكن لأحلم ان لك مخالب !
تمتمت وهي ماتزال غاضبة :
-
لقد أثرتني .
ردت خصلات شعرها الى الخلف ثم رفعت ذقنها متحدية تنظر اليه ببرود، لترى ان البسمة لم تبرح وجهه ورأسه مازال مائلاً الى جهة واحدة
حولت نظرتها الى الجانب المرح من الموقف ، وعلى الرغم من انزعاجها وجدت نفسها ترد له ابتسامته . بدات تحس بدفء غير مريح ،في المكتب الصغير البارد جداً بالمقارنة مع قاعة الرقص .
شعرت انها امام هذا الرجل الاسمر الطويل المتحفز كالفهد والمستعد للانقضاض في خطر اشد من خطر مات ماكلاود . لكنها لاحظت تلاشي تلك النظره المتفحصة وهو يقف ويفتح لها الباب وقال آمراً :
-
اذهبي واحضري سترتك .. سأوصلك الى المنزل .
ردت عليه بصوت لائق لكن بارد :
-
لا .. شكرا لك ..
سارت نحو الممر تتجاوزه وهي تنظر اليه، فأحنى رأسه قليلاً وما ان وجدت سترتها واردتها ثم خرجت الى الممر حتى تذكرت نظارتها التي وضعها مات في جيبه ،هزت كتفيها دون مبالاة وقررت ان تتركها الآن لئلا يعتقد انها تلاحقه .عندما كانت في المصعد تذكرت حقيبتها التي وضعتها في مكتبها حين وصولها الى الحفلة ، فتمتمت : " اللعنة" وعادت ادراجها على الطريق الذي جاءت منه قاصدة مكتبها .

مدت يدها تحت الآلة الطابعة لتستعيد محفظتها ، ثم وقفت بسرعة عندما سمعت صوت أندرو الساخر يأتيها من باب مكتبه المفتوح :
-
هل قررت العودة الى الحفلة بعد الذي حصل ؟
استدارت ببطء لتواجهه . فوجدته واقفاً امام الباب انيقاً، مسرح الشعر مرتب الهندام بينما هي تبدو أمامه قذرة بشعرها المشعث ونظارتها المفقودة وسترتها المتجعدة من جراء وضعها على الكرسي ،لكنها مع ذلك أجابت بصوت جعلته بارداً قدر استطاعتها :
-
الامر ابسط مما تتصور .. عدت لأستعيد محفظتي .
واستدارت حول طاولتها ثم اردفت :
-
عمت مساء ، ياأندرو .. ميلاد سعيد .
مان مرت بقربه حتى مد يده ليضعها على ذراعها ، فأجفلت ، وهي تظنه يريد منها بعض العمل هذ المساء ، لمسته وترت أعصابها ، فنظرت إليه ثم قال :
-
ميلاد سعيد بالارد .
لم يلبث أن انحنى الرأس الأسود نحوها ليعانقها عناقاً لطيفاً هو أشبه بعناق الاخوة، لكن ما إن لمست شفتاه بشرتها حتى أحست وكأن لهيباً خفيفاً يشعل قلبها، فكان أن مالت إليه غريزياً تبادله عناقه وتتجاوب مع ضغط جسده.

أحست بأنفاسه تتسارع عندما تركت يداه ذراعيها لتلتفا حولها، وضعت يديها على صدره فأحست بعضلاته القوية وضربات قلبه ، شعرت بانقباض ورعشة عندما شعرت بيديه تتحركان فوق ظهرها
فجأة تراجعت يداه إلى ذراعيها، ثم وقعا إلى جانبيه، حملق فيها لحظة قصيرة وتعابير وجهه غير مفهومة، لكنها لم تكن سوى لحظة حتى أبعد بصره عنها إلى النافذة قائلاً بلهجة آمرة:
-
لقد أظلمت الدنيا خارجاً، هل أنت واثقة من أنك لاتريديني أن أوصلك ؟ ألن يقلق زوجك عليك ؟
كانت قد استعادت رشدها ، فأمسكت بمحفظتها ، وتمتمت رافضة عرضه . ودون أن تنظر إلى الخلف ، تابعت سيرها إلى الردهة ، وهي تشعر به يراقبها . لكنها أجبرت نفسها على السير ببطء وهدوء قدر المستطاع ، مرفوعة الرأس ثابتة ، وعندما وصلت الى المصعد شعرت بالغبطة لأنه غداً بعيداً عن ناظريها .

يجب ألايتكرر الأمر ثانية . فليعتقد أنني متزوجة لأحفظ نفسي منه ، لأنه في قانونه الخاص يمنع نفسه من التورط مع أمراة متزوجة ، وكوني سكرتيرة متزوجة يضمن لي حماية مضاعفة منه .
عند حلول نهار الاثنين سيكون قد نسي كل شيء ... وعليها أن تتأكد من حدوث هذا . لأن تلميح أي شخص عن طبيعة علاقتهما سيفقدها وظيفتها ، وهي متأكدة من ذلك .
لكنها تعلم أن حصولها على وظيفة جديدة أمر سهل ذلك أن السكرتيرات الجديدات الرسميات قليلات . وقد نالت خلال هذه السنوات الخمس ممتازة في الدوائر التجارية .
فكرت بينها وبين نفسها : ولكنني لست بحاجة لوظيفة أخرى أريد الاحتفاظ بوظيفتي الحالية . فرب العمل وسكرتيرته إذا اتفقا، يعملان بانسجام تام، وكأنهما زوجان ،ولقد أسسا حقاً علاقة عمل رائعة منذ البداية ، وليس لديها الرغبة في تغيير هذا الآن.
كانت محطة القطار التالية محطتها . فتأهبت للوصول إلى المخرج لكنها ترنحت قليلاً فوعدت نفسها بصرف مثل هذه الافكار عن رئيسها فوعدت نفسها بصرف مثل هذه الأفكار عن رئيسها من تفكيرها إلى الابد .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:47 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3- تبدين رائعة

تبين لها أن لا مبرر لقلقها . فيوم الاثنين , وبعد أن احتفلت بالميلاد مع عائلتها , عادت إلى المكتب لتكتشف أن لا ذكر أبداً لحفلة الميلاد . فمن ذهب إلى منزله باكراً غير مهتم ، ومن بقي يريد النسيان.

أما أندرو فقد تم طوال الصباح في مكتبه مع مات ماكلاود والدكتور هايكنز , ذاك أن تأسيس الشركة قد غدا قريباً . وهايكنز يرغب في الإشراف على أدق التفاصيل مع من سيدير الشركة , فقد انتشر بسرعة في الدوائر التجارية ،أن مؤسسة أندرو كروس هي التي استلمت إدارة الشركة .
كانت ماغي تعلم من خبرتها أن أندرو يحضر لمثل هذه القضايا بدقة شديدة , وهو يعتمد بقوة على مات في للبحث والعمل القانوني , لكن استراتيجية العمل ستبقى تحت إشرافه كما يحدث عادة مع كل المؤسسات التي يديرها المكتب , فهو يطالب بالسلطة الكاملة لينفذ ما يريد , لكنه كذلك يتحمل المسؤولية الكاملة في حال الفشل .
عند الظهيرة توقف الرجال الثلاثة عن العمل لتناول الغداء وكانت ماغي قد حجزت لهم طاولة في المطعم الواقع في المبنى نفسه دون أن تستشير أحد ويمكنها أن تلغي الحجز في آخر لحظة إذا اراد أندرو أن يذهب إلى مكان آخر . خرج أندرو من المكتب للينظر إليها متسائلاً , فأعطته رزمة من أوراق الرسائل الهاتفية , تفحصها سريعاً ثم أبقى معه ورقتين وأعطاها الأوراق الأخرى :
ـ اهتمي بهذه . بإمكانك الاتصال بالسيدة ديكسون لإبلاغها عن الأرقام التي توصل إليها مات . أما الباقي فيحتاج إلى لمسات خفيفة . هل حجزت للغداء ؟
فهزت رأسها .
ـ وماذا عن مذكرة مجلس إدارة شركة بترو غاز ؟
ـ سأكملها اليوم وأضعها لك في الملف , وسأرسلها مع رسول خاص صباح الغد .
هز رأسه , ثم رجع لينضم إلى الرجلين الآخرين . بدا الدكتور هايكنز متعباً , فمن الصعب على طبيب عادي أن يهتم بتأسيس شركة كبيرة لتصنيع الأدوية .

أبطأ مات مسيره حتى تراجع قليلاً عن أندرو والدكتور هايكنز الغارقين في الحديث , وما إن ابتعدا عن الأنظار حتى التفت إلى ماغي ونظر إليها باستحياء وهو يمد يده إلى جيبه ليخرج النظارة منها ويقدمها إليها . قال متلعثماً :
ـ آسف لخروجي عن طوري في الحفلة يا ماغي ..لقد كنت مأخوذاً بجو العيد.
أخذت النظارة منه :
ـ لا بأس ... إنه الميلاد على كل الأحوال .

عادت إلى عملها , ولكنه تأخر قليلاً . فنظرت إليه مستاءة , فابتسم :
ـ لقد نظفتها لك ... ولاحظت أنها من زجاج عادي .. مما يعني أنك لا تحتاجينها .
فقالت بخشونة :
ـ أنت مخطئ ... فبعض التعديلات في زجاج النظارات لا يمكن ملاحظتها أحياناً .
فهز كتفيه ومال إليها :
ـ كما تشائين .. لكنني أتساءل لماذا على فتاة جميلة مثلك الظهور بمظهر المرأة الغير جذابة .. لم أكن بعيداً عنك يوم الجمعة , لئلا ألاحظ جاذبيتك .
ورن صوت من طرف الممر البعيد :
ـ هل أنت قادم ماكلاود ؟ ليس لدينا النهار كله .
مرت الأيام وتلتها الأسابيع بسرعة . وسرعان ما حل الربيع وأزهرت الأزهار في الحدائق. ومع أن الضباب الصباحي ما زال يفرش الخليج كله ما حوله , إلا أن شوارع المدينة عند الظهيرة تضج بالمارة الذين يعتمرون القبعات ولا يرتدون المعاطف .
أمضت ماغي نهاية أسبوع كاملة في توضيب ثياب الشتاء في حقائب خاصة ثم عمدت إلى تنظيف خزانتها لتضع ملابس الربيع .

بينما كانت توضب ملابسها التي لا لون لها على ضوء نور الشمس المتسلل من النافذة إلى غرفة نومها وعلى أنغام العصافير المغردة فوق الشجرة الملاصقة للمنزل , فكرت فجأة بحفلة الميلاد .
ماذا دهاه ليلة الحفلة ليقبلها و يضمها كما فعل ، إنها بكل تأكيد لم تغره ، لكن الغريب أنه منذ تلك الحادثة والعمل على حاله يسير جيداً دون أن يشير أي منهما إلى ما حدث إطلاقاً وكأنما نسي كل شيء .
نظرت في المرآة إلى طيفها الذي أراها امرأة ترتدي سروالاً ضيقاً , تعلوه بلوزة قطنية بيضاء وهي صورة ليست جذابة كثيراً لكنها أفضل بكثير من صورتها في المكتب .
ماذا يحدث يا ترى لو ظهرت يوماً في المكتب , والشعر منسدل والفستان الرقيق يظهر حنايا جسدها ؟ ضحكت ... مسكين , أندرو , إما أن تصيبه نوبة قلبية أو أن يطردها في الحال ! هي ليست بالنسبة له أكثر من قطعة أثاث , أو أكثر من إنسان آلي , لا صفة ادعاء له ولا شخصية , يطيع أوامره دون جدال . ولا تعتقد أنه سيلاحظها يوماً ولو وقفت أمامه عارية.
لماذا تفكر في كل هذا الآن , خاصة بمظهرها ؟ وهل عنت تلك اللحظات القصيرة شيئاً له يا ترى ؟
بالطبع لا ... لا تكوني سخيفة ! تنهدت ثم عادت إلى عملها تتمتم لنفسها بشيء عن حمى الربيع.
تخرج ماغي عادة عند الظهيرة من المكتب للتريض ثم تأكل سندويشاتها في غرفة القهوة في المؤسسة في الواحدة إلا ربعاً . معظم الفتيات يتناولن فطورهن بسرعة ويخرجن للتسوق أو لحاجات شخصية , ولقد كانت ماغي تحب جميع الموظفين , وتحاول ألا تتعالى عليهم كونها سكرتيرة رئيس المؤسسة الخاصة . ومع ذلك فقد كانت تسرها الخلوة التي كانت تكسبها وقت الغداء بعد صباح تقضيه عادة مع أندرو وعمله المرهق
أحست يوم الأربعاء التالي , أنها لا تريد الخروج من المكتب ساعة الغداء . فتأسيس شركة الدكتور هايكنز سلب معظم وقت أندرو , وترك بهذا حمل ما تبقى من معاملات وقضايا على كاهل ماغي للتعامل معها بأفضل طريقة تستطيعها . كانت قد أمضت الصباح كله في محاولة لتهدئة روع الزبائن خاصة السيدة ديكسون :
ـ أجل سيدة ديكسون . لقد راجع السيد كروس حسابك في المصرف بدقة .. لا .. في الواقع لا داعي للحديث معه في الموضوع .. كل شيء على ما يرام ..
وهكذا .. وهكذا , تكراراً , وعند الظهر , أحست أنها لن تحسن صنيع شيء سوى تناول سندويشاتها بهدوء وحدها في مقعد مريح على طاولة في المقهى المطل على المحلات الأخرى من الشارع .
عندما دخلت المطعم كانت الطاولات الست كلها مشغولة , فذهب بذلك أملها القاضي بالجلوس على طاولة وحدها , لكن الآخرين سيذهبون بعد قليل على كل الأحوال .

وجدت ثلاث فتيات يجلسن على الطاولة التي اختارتها , إحداهن موظفة الاستعلامات , والأخرى عاملة الكومبيوتر والثالثة سكرتيرة مات ماكلاود . كانت رؤوسهن متقاربة فوق الطاولة وهن يتناولن أحاديث سرية , وما إن اقتربت ماغي حتى سمعت إحداهن تلفظ اسم رئيسها . وعندما جلست , نظرن إليها جميعاً , وتوقفت أليسون سكرتيرة مات عن الكلام قبل أن تتم جملة كانت قد شرعت بها . أليسون فتاة صهباء الشعر تبدو عليها سمات المشاكسة غير المسؤولة . ضحكت الفتاة بقلق , وقالت بلهجة دفاعية :
ـ كنا نتحدث عن رئيسك .
فتنهدت ماغي :
ـ لا تأبهن لي . لا كلام قد تقلنه لم أقله قبلكن مراراً .
من الوقائع المعروفة في المكتب أن سكرتيرة أندرو كروس تحمل أعباءً فريدة من نوعها , وكانت الفتيات اللاتي يحللن مكانها أثناء إجازاتها يهددن بالإستقالة ولهذا السبب كانت تلقى الاحترام والعطف , لكن الذي لفت انتباهها أنها لم تجد بين العاملات من ترغب في الحلول مكانها بأي ثمن .

تبادلت الفتيات نظرات تآمرية , ثم انحنت إحداهن لتقول :
ـ هل سمعت يا ماغي عن آخر غزواته ؟
ازدردت ماغي قضمة السندويش , وشربت بعضاً من اللبن . إنها تكره الأقاويل التي تنتشر في المكتب , ولكن من المهم أن تبقى على وفاق جيد مع الفتيات الأخريات . فابتسمت وقالت :
ـ لا ... لم أسمع .
فقالت الفتاة هامسة :
-إنها إيفا بانديث

نظرت إليها ماغي ببرود:
ـ ومن هي إيفا بانديث ؟
فتنهدت الفتاة :
ـ يا إلهي , أنتي بعيدة كل البعد عن الأجواء ! إيفا بانديث هي أشهر عارضة أزياء في المدينة . ألا تطالعك صورها في الجرائد ؟
ـ كيف عرفتن تورطها مع رئيسي ؟
ـ لقد دعاني جون إلى مطعم فاخر بمناسبة يوم مولدي في عطلة نهاية الأسبوع . وهناك شاهدناهما ، كانا يرقصان بطريقة توحي بأنهما سيذهبان مباشرة إلى غرفة النوم!
انزعجت ماغي انزعاجاً شديداً ... لماذا على أندرو إظهار علاقاته ؟ ألا يفكر بسمعته وصورته المهنية ؟
تكلمت لودي , عاملة الاستعلامات بلهجة جافة :
ـ أراهن أنها هي من تودد إليه .
فقالت الفتاة :
ـ حسناً , لقد كانت عدائية بما فيه الكفاية .
أردفت لودي :
ـ إنها تتصل به هاتفياً طوال الوقت حتى ضج منها فأمرني بألا أصلها به , أو بك يا ماغي . لقد قال لي إن لديك أشياء أهم تشغلين بها وقتك .
أنهت ماغي غداءها فراحت تلملم ما بقي من فتات ولما رفعت بصرها إليهن رأتهن ينظرن إليها بريبة , وتابعت لودي :
ـ أتعلمين يا ماغي , تساءلت مراراً عنك وعن أندرو ... أعني .. أنني أعرف أنك تحبين الظهور بمظهر متواضع في المكتب , لكنني رأيتك في حفلة الميلاد ترقصين مع مات ماكلاود , وأعتقد أنك بقليل من الجهد ستبدين جذابة جداً .

انفجرت ماغي ضاحكة :
ـ شكراً لك لودي , لكن لا ... شكراً , لا تنسي أن أندرو يحب السمراوات فقط .
أصدرت جوليا صوتاً ساخراً:
- عليه الاشمئزاز الآن من كل هذه الفتيات المتأنثات اللاتي يتخلى عن الواحدة منهن بعد أشهر قليلة، لعله يود التغيير ، لا تنكري أنه رجل عظيم.
فقالت ماغي وهي تبتسم ابتسامة لطيفة إنما حازمة:
- حسناً..ياجوليا، لماذا لا تجربين حظك؟
اتسعت عينا جوليا:
- يرعبني.. وهذا مايمنعني!
ضحكت الفتيات الأربع على هذا , ولأن جوليا هي سكرتيرة اليد اليمنى لأندرو , أي مات , فإن عليها تحمل عبء مطالب أندرو عندما تغيب ماغي عن المكتب , وكانت قد أقسمت على أن تكون عطلتها مع عطلة ماغي هذه السنة .
وما إن حل العصر , حتى أصبح مكتب ماغي الصغير شديد الحرارة , وبما أن الوقت كان ربيعاً , فإن المكيفات لم تعمل بعد , والشمس كانت تتدفق من النافذة لتجعل الغرفة فرناً .
أندرو ومات كانا غائبين طوال اليوم عن العمل في زيارة لموقع العمل الذي يجري على قدم وساق للتحضير لافتتاح شركة الدكتور هايكنز , وقد بلغت الساعة الرابعة وهما لم يصلا بعد .
خلعت ماغي سترتها ثم أرخت الوشاح البرتقالي اللماع الملتف حول عنقها وهو الشيء الوحيد الملون الذي يدل على اعترافها بالربيع .
مررت يديها على شعرها الرطب من العرق , فأحسست به ثقيلاً على رأسها لذا أخرجت بضعة دبابيس , لتثبت الربطة إلى الأعلى قليلاً , ثم تنهدت عندما أحست بالهواء يصل إلى جلدة رأسها .

بعد ساعة , كانت تستعد لإنهاء يومها , فأغلقت دفتر والمواعيد , وهبت واقفة مسرورة لأنها ستأوي إلى منزلها حيث ستستحم تحت الماء البارد . لقد كانت تشعر بالضيق من العرق الذي ملأ جسدها كله . تقدمت من النافذة لتنظر إلى الشارع , الواقع على بعد عشرين طابقاً .
أحست بربطة شعرها ترتخي , فرفعت يديها لتثبتها وإذا بها تسمع أصواتاً خلفها , فاستدارت بسرعة , وذراعاها ما زالتا إلى الأعلى , فوجدت مات وأندرو موجودان عند الباب المفتوح يحدقان النظر إليها . فتمتمت وهي تنزل ذراعيها إلى جانبيها :
ـ لقد عدتما ...
تساءلت لماذا شعرت برغبة في تغطية نفسها بسترتها المعلقة على الكرسي حيث تجلس وفي أن تعيد نظارتها إلى عينيها .
خاطبت نفسها قائلة : لا تكوني سخيفة , عودي إلى رشدك . إنها تعلم أنها تبدو محترمة تماماً في قميصها الحريري النظيف , وإن كان مبللاً بعض الشيء , وعادت للتمتمة :
ـ لم أتوقعكما .
فقال أندرو بخشونة :
ـ هذا واضح .
ثم سار نحو مكتبه تاركاً مات واقفاً يحدق في ماغي . عند باب مكتبه استدار ونظر إلى مات صارخاً به :
- هل ستقف هكذا طوال اليوم يا ماكلاود ؟
لم يلبث مات أن تحرك ليذهب إلى مكتبه المجاور . وبنظرة مجردة إليها مد أندرو يده , فأعطته أوراق رسائل الهاتف التي سجلتها . سألته وهو يتفحصها :
ـ كيف كان يومك ؟
فرد باقتضاب :
ـ ليس جيداً ... ثمة صعوبة في استيراد بعض الآلات . وعلي أن أؤمنها بأي وسيلة كانت .ريحانة
وراقبته بحذر وهو يراجع رسائله . إنه يبدو , رغم عمله المتعب هذا اليوم هادئاً رابط الجأش , كما هو دائماً . شعره الأسود المموج تخللته شعيرات رمادية , وبدا أطول من العادة , لعل السبب هو عمله الدؤوب الذي لم يتح له فرصة ليقصه

سألته بصوت منخفض :
ـ ثمة سبب للتأخير ؟
ـ لا ... اللعنة , لكن لابد أن هناك خطأً ما , وأنا مقتنع أن السبب هو بعض الشركات التي خافت المنافسة , ولم أجد المفتاح بعد , لكنني سأفعل .
أخذ من الرسائل بعضها , ثم رمى الأخرى على طاولتها , وتابع :
ـ بإمكانك الذهاب الآن بالارد , سأنظر في أمر هذه الرسائل غداً لكنني الآن سأجري اتصالاً .
أغلق باب مكتبه فابتسمت ماغي ... إيفا بانديث ... إنه لا يغلق الباب المشترك بين مكتبيهما أبداً ليجري مكالمة عمل .
أخرجت محفظة نقودها من تحت الآلة الطابعة وأمسكت سترتها ثم بدأت السير في الردهة الخارجية , وعندما مرت من أمام مكتب مات ماكلاود , رأته يقف عند الباب لينتظرها مبتسماً .
ـ لا أعلم شيئاً عن رغباتك , لكنني أشعر برغبة في تناول شراب بارد منعش , أتنضمين إلي ؟

ترددت , مع أنها عادة تسارع إلى الاعتذار , لكن الحر الشديد الخانق يدفعها إلى قبول هذه الفكرة , فالعصير البارد سيعينها على مواجهة المسافة الفاصلة بينها وبين منزلها , أثناء ركوب القطار . فرفع يديه ليظهر حسن نواياه :
ـ سأكتفي بالعصير في المطعم ... وأعدك أنني لن أحاول مغازلتك !
فضحكت :
ـ لا بأس إذن .
كانت قاعة الطعام الداخلية باردة ومعتمة , فلما جلسا إلى طاولة , بدأت ترتدي سترتها , فقال :
ـ لا ترتديها ... أرجوك ... فأنت تبدين رائعة دونها .
ـ رائعة ؟ من ؟ أنا ؟
وضعت السترة إلى جانبها ثم جلس مات في مواجهتها , وطلب الشراب , ثم نظر إليها مفكراً :
ـ أنت لا تحبينه كثيراً , أليس كذلك ؟
ـ من ؟ قائدنا الذي لا يهاب ؟ لست أدري . أحب العمل معه , ولكن إن كانت لديه صفات محبوبة فلابد أن يخفيها عني . مع أنني لا أعتقد أنه يحاول جاهداً , فهو لا يهتم إذا كنت أحبه أو لا ما دمت أقوم بعملي على أفضل وجه .
وصل شرابها فارتشفت ماغي من الكأس الطويل الليمون المثلج مع ماء الصودا , ثم نظرت إلى مات , وسألته :
ـ وأنت ... أيعجبك ؟
تراجع في مقعده ليفكر قليلاً . ثم قال ببطء :
ـ أظن أنه يعجبني . إنه رجل أعمال قدير , يعرف القانون جيداً . لكنني لا يمكنني أن أخبرك كم هو قاسٍ معي , وكم أن دروسه مؤلمة أحياناً !
ضحك ... فرفعت ماغي حاجبيها :
ـ أعرف ما تعني .. إنه يصبح قاسياً في بعض الأحيان

قالت مقلدة طريقة أندرو في الكلام :
ـ ليس لدي اليوم كله ماكلاود .. أحضري لي ذلك الملف بالارد .
ضحك الاثنان معاً , وإذا بصوت مألوف يأتيهما :
ـ أتمرحان هنا أنتما الاثنان ؟
ماتت الضحكات على شفاههما , وارتفعت أعينهما معاً لتشاهد أندرو كروس يقف فوق الطاولة . أحست ماغي وكأنه ضبطها ويدها في علبة بسكويت تسرقها ... هل سمعها وهي تقلده ؟
قفز مات على قدميه , فوقع كأس الشراب عندما أبعد يدها بسرعة .
قال أندرو بطريقة تعمدها مزعجة :
ـ أنظر ما فعلت الآن يا ماكلاود .
كبحت ماغي ضحكة . ثم قالت وهي تكاد لا تمسك نفسها :
ـ أوه ... لا بأس بهذا , إنهما تقريباً فارغان .
جاء رد أندرو ساخراً :
ـ أستطيع رؤية هذا .

وبدأت ماغي تنتفض بضحك مخفي , فنظر إليها نظرة حادة :
ـ ما الذي يضحكك هكذا بالارد ؟
عندها فقط لاحظت السمراء الطويلة الأنيقة الواقفة وراءه التي تمسكه بقوة... إيفا بانديث ... تماسكت على الفور , ثم قالت ببرود :
ـ لا شيء يضحكني .
أخذ أندرو ينقل نظره من ماغي إلى مات .
ـ ماذا تفعلان هنا على كل الأحوال ؟
بدأت ماغي تحس بالغضب خاصة عندما بدأت تحس بعيني إيفا بانديث الساخرتين تنصبان عليهما , وكأنها تستمتع بهذا المشهد السخيف . في هذه اللحظة قارنت بين مظهرها المتزمت ومظهر إيفا الأنيق . وكم رغبت في أن يتخلص مات من هذه النظرة البلهاء على وجهه وهو ينظر إلى إيفا الفاتنة , وردت ماغي على أندرو بعذوبة :
ـ كنا نتناول شراباً بارداً , فهل هذا مخالفاً للقانون ؟
تساءلت : لماذا يبدو عليه الغضب , فهما ليسا في المكتب الآن ؟ قال منتقداً :
ـ هذه جلسة حميمة لا تليق بامرأة متزوجة .
قال هذه الكلمات ثم نظر إلى يدها التي ما زالت على الطاولة منذ أن تركها مات ..
اتسعت عينا مات :
ـ لكن ماغي ليست .

نظرت إليه ماغي بسرعة وكأنها تحذره , فأقفل فمه بطريقة مضحكة . عنده سارعت بالقول لتغطي الموقف الحرج :
ـ كنا نشرب شراباً بارداً ليس إلا .
فرد أندرو بنعومة :
ـ حسناً ... في هذه الحالة , لن تمانعا إذا انضممنا إليكما .
نظر إلى مات , الذي سارع بالتأكيد له أن هذا سيسعدهما . وقبل أن تستطيع الاحتجاج كان أندرو قد أراح جسده الطويل إلى جانبها على المقعد المستدير , تاركاً لمات الذي بدا متشوقاً مهمة إجلاس إيفا على المقعد القريب منه , بعد ذلك قام أندرو بتقديم إيفا لهما , ثم أشار إلى أحد السقاة .

تمتمت ماغي عندما سألها ماذا تريد أن تشرب :
ـ في الحقيقة علي أن أذهب الآن .
نظرت إلى إيفا فوجدتها منزعجة من أندرو لأنه أجلسها مع عاملين من عامليه , قال أندرو لماغي :
ـ هذا هراء ...
ثم وجه كلامه إلى الساقي :
ـ أعطنا الشراب نفسه .
ثم التفت إلى إيفا وسألها عما تحب أن تشرب .
اعترفت ماغي أن إيفا جميلة فهي ذات شعر أسود يلمع بتموجات كثيفة أنيقة تلف وجهها الأبيض الدقيق القسمات , وترتدي فستاناً من الحريير الأخضر ، الذي يلتصق بكل ثنية من ثناياها دون إغراء رخيص.
رغم برودة المطعم , أخذت ماغي تعرق بسبب حرارة جسده المجاور لها . كانت قد لامست ساقه ساقها عدة مرات فانزعجت لأن ذلك ولد فيها أحاسيس جديدة جعلتها تشعر به كرجل مثير لا كرب عمل .
تبادلوا أحاديث متنوعة مدة نصف ساعة . وأخيراً وقف أندرو يريد الخروج فأحست ماغي بالراحة .
انفرط العقد , فسارعت ماغي إلى محطة القطار , رافضة أن يوصلها مات .. فقد كانت منزعجة من كل ما حدث وهي الآن تريد الابتعاد لتضع ما حصل وراء ظهرها .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:47 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


4- سأكسر جبل الجليد هذا

في اليوم التالي بذلت ماغي جهداً فائقاً للتأكيد على صورتها العملية . فارتدت أكثر البدلات تجهماً وهي بذلة مصنوعة من قماش البوبلين البني القاتم , لكنها إلى ذلك أنيقة تلائم جسدها، , ارتدت لها قميصاً حريرياً بلون الكريم مزرراً جيداً حتى العنق ثم وضعت نظارتها بثبات فوق أنفها , رافضة أن تخلعها أو تخلع سترتها رغم الجو الخانق في مكتبها الصغير .

غاب أندرو ومات طوال فترة الصباح أيضاً , وعندما عاد أندرو وحده بعد الظهر , حدثها بلهجة صارمة أكثر من المعتاد . بينما كان يوجه لها الأوامر بحدة , تساءلت عما إذا كان لقاؤها بالأمس قد أزعجه .
لكنها لم تستطع إيجاد سبب لهذا , فما تفعله وقت الفراغ هو من شأنها الخاص الذي لا علاقة له به , إنها حقاً لا تحبه ... راقبت النظرة القاسية على وجهه وهو يتصفح ملف أحد الزبائن أمامه . إنه بارد , مستبد .
في الساعة الرابعة والنصف , هب من مكانه ووقف بالباب يمعن فيها النظر فنظرت إليه عبر نظارتها متسائلة ... قدم إليها ملفاً أصفراً , فأخذته وتصفحته .. وجدت عدة أوراق ملأى بكتاباته العريضة الواضحة .. فتنهدت داخلياً .

قال لها بصوت لا أثر فيه لأي شيء :
ـ أريدها الليلة مطبوعة .
هزت رأسها . لقد تعودت على التأخير الذي لا يسبقه إنذار وما كانت تعترض لأن لا شيء ينتظرها في المنزل , ولأنها تقبض أجراً جيداً لعملها الإضافي .
بدأت الطبع .. مرتبة كل شيء ترتيباً منظماً خاصة بالأرقام . عملت بشكل متواصل ما يقرب الساعة , حيث فرغ المكتب كله من العمال الذين عادوا إلى بيوتهم , وقد أشعرها الهدوء النسبي بالراحة , فعملها الذي بين يديها مقعد سيحتاج إلى ساعتين أخريين لإنهائه . لكن هل يريده أندرو حقاً ؟ تنهدت , عندما سمعته يناديها من مكتبه :
ـ تعالي لحظة .
التقطت دفتر الاختزال وقلماً ثم دخلت مكتبه لتجده منكباً على أوراق موضوعة أمامه .
ـ اجلسي .
أطاعته وهي تتساءل عن المهمة الجميلة التي سيطلبها منها . إنها تعبة وتتمنى أن تنهي ما بين يديها من عمل لتعود إلى بيتها .
وقف أندرو أخيراً , وتقدم إلى الباب ليغلقه , ثم عاد ليجلس على حافة المكتب , طاوياً ذراعيه إلى صدره . كان يرتدي البذلة الكحلية التي كان يرتديها أمس وهذا ماحدا بها التساؤل عما إذا كان قد قضى ليلته عند إيفا بانديت.
ـ أريد التحدث إليك .
أجفلتها لهجته الباردة الجافة فاستوت جالسة تحدق إليه ... لماذا يبدو غاضباً كل هذا الغضب ؟ بحثت في ذاكرتها عن خطأ قد ارتكبته في عملها , فهي تخطئ أحياناً لكن ليت الخطأ غير خطير هذه المرة .
ـ لا يعجبني عبثك مع مات ماكلاود .
فغرت ماغي فمها , فسألته وهي تكاد لا تصدق ما سمعت :
ـ عبث ؟ لا أفهمك .
اعتلت وجهه نظرة ساخرة :
ـ أوه ... هيا الآن يا سيدة بالارد , لا تدعي البراءة والطهارة . أنت تعرفين بالضبط ما أعنيه . مات شاب لطيف سيصبح محامياً لامعاً بعد أن يجف عوده . لذا لا أريد أن يدمر مستقبله بسبب علاقة قذرة مع امرأة متزوجة .
سرعان ما استعادت وعيها من الصدمة الأولى . وما إن فهمت ما يرمي إليه , حتى اجتاحها هدوء بارد ... حقاً ! هذا كثير !فليذهب إلى الجحيم هو و نظامه.
هبت واقفة ثم رمت دفترها وقلمها على الطاولة . ونظرت إليه نظرة باردة وهي تضم قبضتيها بقوة بينما يستعر غضباً كل عضو في جسدها . أخذت نفساً عميقاً , ثم انفجرت تقول بلهجة صابرة وكأنها ترد على طفل :
ـ لكنني لست متزوجة . وأنت تعرف هذا بالتأكيد .ر


اعتلت وجهه الآن صدمة قوية كادت تُضحك ماغي . وبما أنها قررت أن تحرق الجسور وراءها , فقد أحست بالسعادة لرؤية وجه أندرو كروس المتماسك يتداعى .
ولكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه وضاقت عيناه , وهو يقول متهماً :
ـ خدعتني إذن يوم ادعيت يوم استخدمتى الزواج . وأنتي تعرفين النظام بشأن استخدام المرأة العزباء .
ـ كنت متزوجة عندما استخدمتني .. ولكن زوجي مات بعد فترة قصيرة والخبر قد نشرته الصحف كلها وكان هذا الخبر الأول في لائحة الأقاويل في المكتب مدة طويلة .

ـ أنتي تعرفين أنني لا أصغي لأقاويل المكتب كما أني لا أقرأ الصحف وإن قرأتها فلم أربط ما قرأته بسكرتيرتي .
أظهر الأمر أنه خطأها .. محاولة جيدة .. لكنها لن تتضعضع . خاصة وأنه ما زال مصدوماً من الخبر الذي سمعه الآن . كانت تحس بالغبطة بسبب هزيمته .
ساد صمت طويل قررت ماغي خلاله عدم التراجع . بدا أندرو مستغرقاً في التفكير , يحدق إلى السجادة تحت قدميه . وأخيراً أمال رأسه إلى جانب واحد , ثم نظر إليها متفحصاً وهو يقول بصوت خفيض :
ـ إذن أنت لست متزوجة .
ـ لا ... لست متزوجة
تغلغل القلق إلى قلبها من جراء نظرته الفاحصة الثاقبة ثم لم يلبث أن خفق قلبها دون انتظام مسبباً لها رجفة في أوصالها حاولت إخفاءها عندما قالت بثبات وثقة :
ـ ما دمت امرأة غير متزوجة فلا تقلق على سمعة مات .
لن تخبره أنها غير عائبة أو مهتمة بمات ماكلاود . فليميَّز غضباً وغيظاً .
ـ يجب أن أطردك .
فردت بهدوء :
ـ حسن جداً .. سأذهب لأجمع أغراضي .
تقدمت نحو الباب .. وكان عليها المرور به حتى تصل إلى مكتبها . شاهدته من طرف عينها واقفاً ثم أحست بقبضة قوية لا شفقة فيها ولا رحمة تمسك بذراعها وبشرتها الغضة حتى ساورها, القلق والخوف من أن يؤذيها , لأنه بدا فاقد السيطرة على الذات .

مد يده الأخرى لينتزع نظارتها بعنف , وليرميها دون اكتراث على الطاولة . قال حانقاً :
ـ اللعنة عليك.. سأكسر جبل الجليد المتزمت هذا ولو أدى ذلك إلى قتلنا.
كانا قريبين من بعضهما بعضاً حتى أحست بأنفاسه على وجهها تمتزج برائحة الرجولة ورائحة التبغ, أما النبض الخافق عند استدارة فكه فقد اعلمها أنه بين نارين أما أن يضربها أو يقبلها.
في هذه اللحظات ما عادت مهتمة باختياره , لأن العنف أو الإغراء سيان لديها وهي تعلم يقيناً أنها لا تضاهيه قوة في الأمرين معاً .فأغمضت عينيها، وانتظرت.
بادئاً كانت ذراعاه تضمانها بقسوة و عنف ، وكأنهما تؤديانها.. وعندما لم تقاومه في محاولة منها إلى جعل نفسها فاقدة الحس.. أحست بيديه ترقان و تبتعدان عن ذراعيها صعوداً إلى كتفيها فمؤخرة عنقها.
رغم عزمها على البقاء جامدة إلا أنها رأت نفسها تتجاوب معه عاجزة عن منع نفسها، ثم راح أندرو يفك شعرها ، ويرمي الدبابيس على السجادة، ممرراً أصابعه داخل شعرها العسلي الذهبي الذي انسدل متحرراً فوق كتفيها.

ثم أبعد يديه ليرفعهما إلى وجهها ممسكاً به، محدقاً عميقاً في عينيها . كانت تنبعث من عينيه نظرة لم ترَ لها مثيلاً من قبل , نظرة عامرة بالقوة تطل منها السعادة :
ـ أنت جميلة جداً . ولكنك منعزلة .. متحفظة .. يا إلهي .. كنت تقودينني إلى الجنون طوال الوقت معتقداً أنك متزوجة !
تلعثمت وهي تقول:
-
أندرو..أنا.. لا أظن...
وضع يدها على فمها ليسكتها ثم التفت من جديد ذراعاه فتسللتا تحت سترتها ثم انزلقتا فوق قميصها الحريري.
ارتجفت فرحاً وإثارة إذا كان جسده المديد النحيل يضغط على جسدها ، ضغطاً يولد في نفسها شعوراً عميقاً دفعها إلى أن ترفع ذراعيها لتلفهما حول عنقه ثم راحت أناملها تعبث بشعره الكث.
مرت عليها سنوات منذ أن كانت في أحضان رجل ... حتى لوك .. وفي ذروة حبها له , لم يستطع أن يثير فيها ماتحس به الآن نحو أندرو ...كل ذرة من كيانها الذي كان يغط في نوم عميق تحت واجهتها الباردة استيقظ صارخاً بها، طالباً منها أن تطلق سراحه.
تسارعت أنفاسه وتهدجت بقوة تماثل سرعة أنفاسها، عاد يهمس في أذنها بكلمات متقطعة:
ـ يا إلهي , لقد رغبت في هذا منذ ليلة الميلاد , عندما رأيت امرأة جميلة مرغوبة تحت ذلك القناع التنكري الذي كنت تضعينه !
تراجع عنها قليلاً، فانحدرت ذراعاها عن عنقه لتستريح راحتاها على صدره، عاجزة عن التفوه بكلمة، قادرة فقط على النظر عميقاً في عينيه.
-
أريدك ياماغي، أريدك.. وأنت ايضاً تريدينني أليس كذلك؟
تنهدت فخرجت الكلمات متحشرجة من حلقها:
-
أوه يا أندرو....
مدت يدها إلى وجهه تلمسه، تمرر أناملها على فكه القوي وخده، في هذه اللحظة رن جرس الهاتف ، فارتدت ماغي إلى الخلف لكنه أحكم إمساكها وهو يتمتم:
-
تجاهليه..
لكن السحر قد تحطم.. والهاتف تابع رنينه، وهي أخذت تتراجع وتنسحب .. ماذا فعلت ؟ أمسكت بقميصها تعيده إلى وضعه الأصلي ثم حدقت فيه..هل هذا هو أندرو كروس.. رب عملها.. الرجل الذي كانت مضطرة لتواجه نساءه المنبوذات مرات عديدة خلال خمس سنوات.
الهاتف أخيراً توقف، أما هي فقد صرخت صرخة خفيفة ثم خرجت هاربة، لكنه ركض خلفها ومنع عليها الطريق.
-
ماغي...
وضه يده على ذراعها، فصرخت:
-
لا.. لا تلمسني!
وانسلت من بين يديه ثم طفقت تركض في الممر، متطايراً شعرها المنسدل بينما راحت يداها تزران قميصها بفزع ، ناداها ثانية قبل أن تختفي عند نهاية الممر، لكنها لم تنظر إليه، ولم يلحقها هو.
عندما وصلت إلى المنزل تلك الليلة كان الظلام قد حل مدمراً الخليج بعباءة سوداء وكانت هي ترتجف من البرد والرطوبة ومن مشاعرها المتأججة خاصة، لحظة دخلت ، بدأ الهاتف يرن، فلم تجب، لأنها لا ترغب في أن تكلم أحداً، ركضت إلى المطبخ وسحبت القابس من الحائط كي تسكته نهائياً.

خلعت ثيابها وهي تشعر أنها قد اغتصبت.. كل الدفاعات التي بنتها بعناية طوال السنوات الخمس الماضية انهارت في لحظة، لقد أقسمت مرات و مرات على ألا تقع في مثل هذا الفخ مع رجل كهذا، وهاهي عند أول لمسة من يديه تقع في الفخ
أخذت تفرك بقوة جسدها بالماء والصابون أثناء الاستحمام وهي تفكر في أن أندرو كروس يحذو حذو لوك في تصرفاته لكنه أذكى و أهدأ من لوك كما أنه أكثر جاذبية وتصميماً على نيل مايريد بل هو أخطر بكثير منه.
إنه كلوك لا يهمه إلا أن يشبع غريزته غير عابئ بالمرأة التي صدقت وعوده و أكاذيبه.

عندما كانت تجفف نفسها عادت إلى أوصالها الرجفة ذلك أنها تذكرت بألم يكاد محسوساً مدى اقترابها من الهاوية تلك الليلة، شكرت الله ومن اتصل بالهاتف في تلك اللحظة الحاسمة.
ما إن تناولت قصعة من الحساء، ثم فنجان قهوة، حتى كانت قد هدأت .. في الواقع لم يحدث شيء لا يمكن اصلاحه، ولكنها عزمت الرأي على شيء واحد، حازم، لن تعود إلى العمل مع أندرو كروس ثانية، بعد أن حصلت على الدليل القاطع على نواياه.. وعلى ضعفها امامه.ريحانة
قبل أن تأوي تلك الليلة إلى الفراش...طبعت على آلتها الخاصة رسالة منتقاة الكلمات ، مجردة، رسمية لاستقالتها، ذكرت فيها إلى أندرو كروس أنها ستترك العمل لأسباب شخصية، كانت تعلم أنها ستسبب له تشوشاً مهنياً لكنها آسفة بكل إخلاص.

أليس هو من وضع النظام القاضي بعدم استخدام العزباوات من السكرتيرات وهو من هدد بطردها عندما عرف أنها لم تعد متزوجة، لم يعد الامر يهم الآن على كل الأحوال وهي لن تخاطر في مواجهته ثانية ولو ملكها العالم كله.
في الصباح التالي ، بعد نوم هنيء نسبياً، بدأت تفكر ثانية في قرارها، متسائلة عما إذا كانت قد بالغت في ردة فعلها على ما حصل، وفكرت وهي تقف في المطبخ في ثوب نومها تشرب كوب عصير البرتقال، إن ماحصل هو عناق عادي.. ولكنها تحب عملها فعلاً، وربما إذا أفهمت أندرو صراحة أن ماحدث صراحة أن ماحدث لا يجب أن يتكرر، فبإمكانهما متابعة العمل معاً.
قد لا يرغب كما هي لا ترغب في التورط أكثر، ماحصل لا ينطبق مطلقاً مع أخلاقه إذ ليس من عادته مغازلة سكرتيرته، لأن ذلك يخالف تماماً الأنظمة التي سنها هو نفسه، لعل السبب في ذلك أنه شعر بالغيرة من مات ماكلاود...

ضحكت عالياً من هذه الفكرة..أندرو كروس يغار؟ أبداً!
لا .. مامن شك أن كل ماحصل لا يعني له شيئاً، وعلى هذا قد تتمكن من العمل معه مع قليل من الحذر من قبلهما، فالعمل بالنسبة إليه يأتي قبل أي شيء آخر فكل شيء عداء لعبة، تنهدت وهي تحس بتشوش تفكيرها.
نظرت إلى ساعتها، دقيقتان وتصبح الساعة التاسعةو لودي موظفة الاستعالامات تنقل اتصالات الهاتفية عند الثامنة والنصف
أعادت شريط الهاتف إلى القابس ثم اتصلت بالمكتب، فجاءها صوت لودي:
-
مؤسسة كروس العالمية لإدارة الأعمال، صباح الخير.
-
صباح الخير لودي..هذه أنا ..ماغي، لن أحضر اليوم لأنني لست على مايرام.
شهقت لودي دهشة:
-
لا أصدق ! أنت لم تغيبي يوماً منذ أن بدأت العمل، هل تريدين التحدث إلى أندرو؟
-
لا... أخبريه أنت.
هل فعلت ماهو صحيح..فلا ريب أنه سيعلم الآن شدة تأثيره عليها ومع ذلك فهي متأكدة أنها لن تستطيع دخول ذلك المكتب ثانية لتواجهه، أو تعمل معه، وكأن شيئاً لم يحدث.
رن جرس الهاتف.. فشكت في انه أندرو، لذا مدت يدها لتتنزع الشريط من القابس.
ما إن حل الظهر حتى صفت السماء، وشعت شمس نيسان تدفئ الجو فخرجت ماغي لغرس بعض النباتات الشتوية في الحديقة، استغرقها العمل فترة بعد الظهر كله، ولما أذنت الشمس على المغيب عند السادسة بدت لها تلك الحادثة مع أندرو حلماً، فالنهار قد مر هائناً حتى قررت الحصول على إجازة أطول من العمل.

إنها هي التي سمحت لنفسها بأن تصبح عبدة لأندرو كروس.. ولتصرفاته المتكبرة خلال السنوات الخمس، وقد أزف الوقت لتعيد التفكير في مسار حياتها فالسادسة و العشرين ليست سناً متقدمة إطلاقاً، فلم لا تنال قسطاً من العلم من الدراسة الليلية في الجامعة.
ذلك المساء بعد العشاء ، قررت الاتصال بشقيقتها ليسلي في لندن، فهما لا تتبادلان الزيارات وتقتصر اتصالاتهما على الرسائل وعلى اللقاء السنوي في منزل والديهما، إضافة إلى أنها لم تعرف ماحدث بينها وبين زوجها بعد ليلة الميلاد.
جاءها صوت ليسلي:
-
آلو...؟
-
أنا ماغي ياليسلي..كيف حالك؟
صاحت ليسلي جذلة:
-
ماغي؟ ثمة خطب ما؟
-
لا ياسخيفة! أردت التحدث إليك فقط..لقد مر وقت طويل.. كيف تجري الأمور؟
ساد صمت قصير.. ثم جاء الرد قاطعاً:
-
أية أمور؟
-
أوه.. أنت تعلمين..روجر وبول.
سمعت ليسلي تتنهد عميقاً:
-
أجل ..أعرف ماتعنين.. لم أقرر شيئاً بعد.. يبدو أنك محقة بخصوص .. الأمور، لم يكن هناك شيء بين روجر و أرملته الشابة ..لا شيء جسدي.
-
والمعنى؟
-
المهنى، أنهما لم يقيما علاقة، وأن روجر " تقنياً" لا يزال مخلصاً لي، لكن...

ولكن ماذا؟
-
لا أستطيع البوح بشيء، حقاً ياماغي.. لكن مازال يقابلها مدعياً أنها مقابلات عمل.. لكن ماقاله لم يعجبني أو يقنعني إنما ليس بيدي حيلة.
لم يكن من طبيعة ليسلي المتكبرة الواثقة من نفسها الاعتراف بالهزيمة.. ردت ماغي:
-
أعتقد أن عليك أن تفعلي ما تفعلينه الآن، تمسكي بما عندك.
-
أوه.. هذا ما أنويه..حتى الآن، أو ..حسناً ما يكفي..وأنت ، ماالجديد عندك؟
-
أفكر في ترك عملي.
سمعت ليسلي تشهق بحدة:
-
لاأصدق! ولماذا. لقد ظننتك تحبين عملك.
-
أحبه..أحبه.. لكنني..
-
لاتقولي إنك وقعت في حبه...
فسارعت ماغي إلى القول:
-
بالطبع لا، لكنني فقط للتغيير، أعتقد أنني قد اكتفيت خلال هذه السنوات الخمس من متطلبات أندرو كروس ولا تنسي أن في الحياة أشياء أخرى غير العمل.
-
حاولت شرح ذلك منذ مقتل لوك، وأنا سعيدة لسماع موافقتك أخيراً.
-
إذن تظنين أن علي الاستقالة؟
-
لم لا هذا، أنت لست من النوع الذي يقوم بقرارات متسرعة مثلي ومع ذلك كنت سأفكر في تغيير مسار حياتي لو كنت مكانك.
-
معك حق ..سأفكر في الأمر ..قبلي بول قبلة كبيرة وبلغي روجر حبي.
ودعتا بعضهما بعضاً.. وماكادت تضع السماعة مكانها، حتى رن الهاتف على الفور، فرفعت السماعة دون أن تنتبه:
-
آلو؟
-
كيف تشعرين الآن؟
أجفلها سماع الصوت المألوف .. فردت بصوت منخفض:
-
أفضل بكثير.
-
عظيم.. عندما أخبرتني لودي أنك مريضة، لم أصدق ما أسمع...إنها المرة الأولى، أليس كذلك؟
-
أجل.. المرة الأولى.
كان صوته رسمياً و عملياًو كأنما لم يحدث شيء ، حارلت في هذه اللحظة ، فهل تسعد أو تحزن؟

-
اسمعي، أتمنى على الله أن تتحسني لتأتي إلى العمل يوم الاثنين، فأنا أمر بلحظات عصيبة نتيجة الفوضى هنا.. لا أجد شيئاً أريده وهو وهولاء الفتيات عاجزات عن القراءة أو طباعة جملة واحدة دون أن تكون ملأى بالخطأ، ولست أدري لماذا نستخدم هولاء الجاهلات اللاتي لا يستطعن القراءة.
رفعت ماغي عينيها بصبر نافذ إلى السماء.. أو يظن أن خطه يمكن قراءته؟ لقد مر عليها أشهر حتى استطاعت فك رموز تلك الخربشات.. جاء صوته ثانية نافذ الصبر:
-
حسناً، هل ستأتين يوم الاثنين أم لا؟ وإذا لم تأتِ فمن الأفضل لي أن أمرض أيضاً.
لم تستطع الرد لأنها تعرف أن الخير في ألا تقول شيئاً ذلك أنها لم تقرر ماعليها قوله الآن، الغريب أنه يبدو وكأنه نسي ماحدث ليلة أمس في مكتبه.. فهل هذه ياترى أفضل طريقة لمعالجة الأمر؟ أليس هذا ماتريده؟
علمت أنها لن تستطيع النسيان خاصة إذا ما قررت العمل ثانية معه، على أن لا يتكرر ماحدث بينهما ثانية.
-
أندرو..كنت أفكر في ترك العمل، والبحث عن وظيفة أخرى.
ساد الصمت، ثم قال بصوت منخفض:
-
اسمعي ماغي، بشأن ليلة أمس، لن أدخل في شروحات مطولة بل سأكتفي بالاعتذار واعداً إياك بعدم تكرار هذا الأمر ثانية.
أندرو كروس يعتذر! إنه لا شك في أمس الحاجة إلى عودتها للعمل:
-
وماذا عن القوانين؟
-
أية قوانين؟
فتنهدت..كم هذي ذاكرة بعض الرجال ضعيفة!
-
قانون عدم استخدام السكرتيرات العزباوات، ذكرت أمس أنه عليك طردي بسبب خداعي إياك، وهذا أمر لم أفعله في الواقع.
-
أجل.. حسناً..لقد أدركت أنك لم تخدعيني عامدة، ربما أنك كنت متزوجة لحظة استخدمتك، فهذا يعني أنك لم تنتهكي القانون.
قالت ببطء:
-
حسناً..إذا وعدتني ..أن لا مزيد ...من...
لم تجد الكلمة المناسبة فقاطعها قائلاً:
-
الغزل؟ التلاعب؟
سمعته يبتلع ريقه بصعوبة ثم يضيف بوقار:
-
أعدك..لن يحدث ذلك ثانية.
-
تبدو شديد الثقة بالنفس.ريحانة
-
أوه.. بالفعل بالفعل..فثمة نساء كثيرات على استعداد لتقبل.. آه.. حبي بلهفة أكثر منك، لكن السكرتيرة الجيدة جوهرة لا تقدر بثمن، هل اتفقنا إذن؟ هل ستحضرين يوم الاثنين؟
-
سأرى بما أشعر يوم الاثنين.
ثم اقفلت الخط...
ذلك المتغطرس المتكبر ! صرت على أسنانها..لديها ميل قوي للبقاء أسبوعاً آخر مريضة لتلقنه درساَ! ثمة نساء عديدات على استعداد لتقبل حبي بالهفة أكثر منك..حقاً!
عندما هدأت ، علمت أنه على حق..فهناك نسبة عظيمة من النساء المتشوقات إلى رمي أنفسهم بين ذراعيه.. على الأقل هو لم يصنفها منهن رغم تجاوبها معه في
الماضية.
احمر وجهها احمراراً شديداً عندما فكرت بلحظات التجاوب المجنون.. كيف لم يلحظ هذا؟ أم أنه قد صمم رأيه على التظاهر بأن شيئاً لم يحدث .. وإذا استطاع هو هذا.. فسأحذو حذوه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:52 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


5-
هذا مايرضيني

عندما دخلت المكتب صباح الاثنين فوجدت أندرو يبحث متوتراً في كومة من الأوراق المبعثرة زال من نفسها كل ارتباك.
كان كل شيء في مكتبها مبعثراً فتنهدت عميقاً لما شاهدته من فوضى.
نظر إليها مقطباً:
-
أين وضعت ملف ديكسون؟
سارت حول المكتب، وكأن كل شيء قد عاد إلى سيرته الأولى، فمدت يدها لتضع حقيبتها تحت الآلة الكاتبة، ثم وقفت إلى جانبه تنظر إلى طاولتها الغارقة لرؤية في فوضى وخراب مذهلين نتيجة غياب يوم واحد.
نظرت إليه، فخفق قلبها لرؤية قسمات وجهه، وفمه المتجهم، قال متذمراً وهو يلوح بيديه نافذ الصبر:
-
لا أجد شيئاً.
خفت ضربات قلبها عندما أدركت أنه مازال أندرو نفسه، ابتسمت وهي تفكر أنه رجل مثير للغضب! ومع ذلك فثمة شيء في عجزه يجعله محبباً، وقف قربها كطفل صغير لم يجد لعبته المفضلة

دون أن تتفوه بكلمة دخلت مكتبه وقلبت الملفات على طاولته ، فلما لم تجد شيئاً نظرت إلى الملفات الملقاة أرضاً فانحنت إليها تفتش ثم أخرجت مغلفاً سميكاً من الاسفل وضعته على طاولته.
ثم عادت إلى مكتبها:
-
لقد كان على الأرض...
زمجر قليلاً ، ثم تجاوزها ليعود إلى مكتبه وسرعان ماغرق في دراسة الملف.
انتصف النهار في ترتيب المكتب وإعادته إلى سابق عهده وفي إنهاء العمل المتراكم أمامها منذ يوم الجمعة، استمرت في العمل خلال ساعة الغداء أيضاً مكتفية بتناول سندويشاً أثناء العمل، وعند الساعة الخامسة كانت قد بدأت العمل الذي أعطاها إياه أندرو هذا اليوم.
ومع ذلك فقد بقي الكثير، ولم ترد أن تواجه جبلاً من العمل غير المنتهي في الغد، لذلك قررت البقاء ساعة أخرى لتنظيف طاولتها من كل شيء، عندها تحدث إليها أندرو من مكتبه:
-
إنها الساعة الخامسة.
-
أعرف.. ولكنني أريد إنهاء هذا التقرير قبل أن أذهب.
-
لا.. إنها الساعة الخامسة، اذهبي الى بيتك، وإذا كان لديك عمل كثير في الغد سآتيك بمن يساعدك.
لاريب في أنها تحلم ..أمعنت النظر فيه متسائلة، لكنه كان ينحني فوق أوراقه، استمرت في إمعان النظر فيه فماذا عليها فهمه من هذا الاهتمام الفجائي بصحتها؟
رفع رأسه إليها فلما شاهد نظرتها تلك افترت شفتاه عن ابتسامة.
-
أنت لن تفيديني مريضة..اكتشفت يوم الجمعة أنني أثقل كاهلك بالعمل.
-
هذا ليس صحيح..أستطيع معالجة أي شيء تعطيني إياه ، وأنت تعرف هذا.
أطل من عينيه وميض خبيث، فارتفع حاجباه بتساؤل عندها أحست ماغي بالدم يتصاعد حاراً إلى وجنتيها لأنها فهمت ماوراء كلماتها من معانٍ ومضامين.

عاد إلى عمله وهو يتمتم:
-
سنرى..لكن اذهبي الآن، سأعاين غداً موقع مصنع هايكنز وسأبقى هناك طوال الوقت وعليه سيتسنى لك الوقت غداً لإتمام المؤجل من العمل.
-
حسن جداً إذن...عمت مساء.
خلا الشهرين التاليين انشغلت ماغي كثيراً حتى غدت لا تفكر بأندرو إلا كرئيس مسيطر، عليها أن تركض لاهثة لتتابع عملها معه، ومع مضي الوقت، كادت تنسى ذلك الرجل الذي أمسكها لتذوب بين ذراعيه، هي الآن تقريباً قد نسيت لكن لا كل النسيان.
لأن الذكرى أحياناً كانت تقودها إليه ..ها قد أقبل حزيران .. والشوراع و الحوانيت وقطارات مدينة سوانسي مليئة بالعشاق الذين كانت كلما وقعت عينها على عاشقين متعانقين منهم ، ارتعد أوصالها قليلاً رعدة ممزوجة بالألم الحلو المر

في أوائل الشهر الفائت ، أرسلت دزينتين من الورود الحمراء لإيفا بانديت، متسائلة عمن ستكون التالية على لائحة رئيسها لكنه إلى الآن، لم تنشر الإشاعات شيئاً عن بديلة تلك العارضة الرائعة الجمال، بل إن خيراً قد شاع مفاده أن الرجل قد غدا ناسكاً.

ضحكت ماغي عندما سمعت هذه الإشاعة..فقد ينهار الجسر فوق الخليج لكن أندرو لن يتخلى عن نسائه على فكاكها من بين يديه بهذه السرعة.
يوم الإربعاء مساءً في أواسط شهر حزيران، اتصل بها اندرو قبيل الظلام، وكانت عندئذ في الحديقة تسقي الزهور و العشب بالماء بعد يوم شديد الجفاف، وكان عليها أن تسمح قدميها وتنشف يديها قبل الدخول لترد على الهاتف، وما إن رفعت السماعة حتى كانت تعبت من الجري ، وما إن سمعت صوته على الطرف الآخر، حتى سارعت دقات قلبها ، فخلال السنوات الخمس الماضية لم يتصل بها في المنزل أكثر من ست مرات تقريباً، وفي كل مرة اتصل كانت تحس بشعور غريب مقلق علماً أن اتصالاته جميعها كان هدفها العمل ليس إلا.
قال لها دون مقدمات:
-
سأضطر للذهاب إلى لندن لملاحقة الترخيص للدكتور هايكنز في الصباح الباكر.
-
آه...فهمت.
مدت يدها إلى القلم ودفتر الملاحظات من فوق الهاتف ، لابد أن لديه بضع تعليمات عليها ذكرها للزبائن غداً.
-
أريدك معي.
كانت لهجته صارمة كأنه يقرر أمراً واقعاً، انكسر طرف القلم بسبب ضغطها المفاجئ عليه، أردف:
-
سنذهب بسيارتي ، كنت سآخذ ماكلاود ولكنه غارق حتى أذنيه في بحث قانوني لأعمال ديكسون.
لم تستطع الرد، بل وقفت دون حراك، بينما بدا عليه الانزعاج عندما سألها:
-
بالارد أما زلت على الخط؟
-
آه..أجل..أجل..أنا هنا..لماذا تحتاجني ؟ أليس الأفضل لك أن تأخذ معك من يساعدك؟
-
اللعنة..لا تجادليني! أنا احتاجك لأن الأمر ضروري وهام، وأريد كتابة بعض الملاحظات كي أستطيع التركيز على أسئلتي، ثمة مانع؟
غاص قلبها، لأنها ستظر إلى الذهاب وهذا تصرف غبي، لكن ماالعمل فالسكرتيرة كما ذكر يوماً جوهرة لا تقدر بثمن وسألته:
-
متى تريد السفر؟
-
سأمر لآخذك عند السابعة صباحاً لنصل إلى لندن باكراً.لكن عملنا قد يستغرقنا وقتاً طويلاً يضطرنا إلى المبيت هناك.
ارتفعت روحها المعنوية عندما فكرت في قضاء ليلتها عند شقيقتها ليسلى


عند الساعة السابعة تماماً من صباح اليوم كانت تنتظره أمام الباب وقربها الحقيبة التي حضرتها لقضاء ليلة خارج البيت، كان يوماً جميلاً مشمساً دافئاً لا ضباب فيه أو غيوم.
البارحة عندما اتصلت ماغي بليسلي لتسألها عما اذا كان يناسبها قضاء الليل عندها سرت الأخيرة كثيراً.
قال لها وهو يخرج من سيارته الرولز الأنيقة ليساعدها:
-
هذا مايعجبني.. المرأة المتأهبة للعمل.
دخلت السيارة ثم راقبته يستوي ليجلس في مقعده، ثم لم يلبث أن صوب بصره إليها بسرعة.
-
سيكون الطقس حاراً أثناء اتجاهنا إلى لندن، وأنا اكره التكييف في السيارة، فاخلعي سترتك.
بدأ الارتباك يعتريها عندما خلعت السترة لكنها شعرت بسخافاتها ايضاً.
مرا بالمزراع و الوديان المنتشرة باتجاه (كاردف) ثم (بريستول) وسفوح (تشلترن) التي كانت تضم أجمل المناظر لاقترابها من الخط الساحلي ومن الريف أيضاً، أخذ توتر ماغي يختفي تدريجياً خاصة وأن أندور راح يحدثها عن الأبحاث التي سيقوم بها لأجل الترخيص.م
ارتفعت الشمس رويداً في كبد السماء حتى ضاقت عيناه من شدة وهجها فبرزت الخطوط حول عينيه عندها طلب منها إعطاءه نظارته الشمسية من جيب ( التايلوه) وعندما ضغطت على المفتاح لم ينفتح الجيب فقالت له:
-
إنها عالقة.
-
عليك استخدام بعض القوة.
مد ذراعه أمامها فلامسها وهو يدفع بإصبعه بقوة فوق المفتاح ، مالت ماغي إلى الأمام لتخفي اضطرابها من لمسته ثم أخذت تفتش داخل الجيب إلى أن وجدت النظارة ، فاعطته إياها، لكنها لمحت علبة مكياج نسائية صغيرة ووشاحاً، صفقت باب التايلوه بقوة.. الأمر لا يعنيها فلماذا اضطربت؟ ومع ذلك لم تستطع الحلؤول دون الشعور بالانزعاج.
توقفا قرب الطريق العام لتناول الغداء على مسافة قصيرة من لندن، وكان الطقس قد بدأ يبرد لاقترابهما من تلال تشلترن، عندما ارتدى أندرو سترته وأعاد ربطة عنقه قبل أن يعودا إلى السيارة ثانية ليغادرا المطعم.

عندما أشرفا على المدينة تذكرت ماغي حبها الشديد لهذه المدينة الضخمة الباردة ولضواحيها الجميلة ومنتزهاتها الرائعة.
مر الوقت بسرعة بعد الظهر وكانت الأمور تسير على خير ما يرام، فالمقابلات التي كان يقوم بها خرج منها منشرح الصدر، بادي السرور وهذا ما جعلها تؤكد أن رحلتهما هذه كانت مثمرة.
رغم انشغالهما بتسجيل الملاحظات، إلا أنها تمتعت بمراقبة أندرو أثناء العمل فأسئلته كانت منطقية مطئمنة حسنة الاختيار بحيث لا يشعر معها أحد بأنه يتلاعب بالكلمات.

توقفا عن العمل عند الخامسة، على أن أن يتابعاه في الصباح التالي، قال لها أندرو وهما يغادران :
-
هيا بنا بالارد..سأوصلك إلى منزل شقيقتك.
بدا لها متعباً، فقد كان نهارها شاقاً استطاع خلاله السير قدماً.
أرشدته إلى منزل شقيقتها وهو منزل أبيض جميل يقع على ربوة عالية في ضاحية تشرف على ضفاف نهر التايمز، وهذه الضاحية يسكنها الأثرياء الذين يجاهدون في سبيل إبقاء المنطقة أنيقة هادئة، قال لها أندرو وهي تخرج من السيارة:
-
هل سيكون كل شيء على مايرام.
-
بالطبع...
-
عظيم..سأمر بك عند الثامنة إذن.
وقفت في الممر الموصل إلى المنزل تراقب قبل أن يبتعد بسيارته.
-
لماذا سيمر بي عند الثامنة؟.
كان في الرحلات السابقة يعطيها الحرية لتفعل ماتريد في وقت الفراغ، فما الأمر اليوم؟
-
نحن مدعون للعشاء مع وكيل وزارة الصحة ومعاونه.
-
لكن...
-
بالارد .. لا تجادلي.. هيئي نفسك عند الثامنة.
حدجها بنظرات فاحصة بادئاً من قمة رأسها منتهيا ًبأخمص قدميها، فأردف:
-
لكن ارتدى ثوباً لا يظهرك عجوزاً!
وفتحت فمها لتحتج لكنه عبس بها مانعاً إياها من الاعتراض.
-
لم هذا التوتر يا بالارد.. فأنا لن أهاجمك.. كما أنني أرفض كما ترفضين أنت التورط معك.
عندما أتم كلامه هذا انطلق بسيارته، تاركاً ماغي واقفة تحدق فيه وحقيبتها عند قدميها، امرأة عجوز؟ حقاً! أيعتقدني ملكه.
جاءها صوت شقيقتها:
-
ماهذه التقطيبة، هل انا المقصود أم الحياة، تبدين كمبلغ المحكمة أو جابي الضرائب.
ابتسمت لها ماغي ثم قبلتها بحرارة وحب:
-
آسفة ياليسلي بارداً وهادئاً وهو منزل كبير، ذو أرضية خشبية قائمة يغطيها السجاد الإسباني.
عندما سألتها ماغي عن زوجها وابنها أعلمتها أنهما خرجا للقيام بنزهة على ضفاف نهر التايمز، بعد ذلك سألتها وهما تقصدان غرفة النوم:
-
لماذا هذا التنكر؟
وضعت ماغي حقيبتها على السرير ثم خلعت نظارتها ضاحكة:
-
أتعنين هذا؟.

هزت ليسلي رأسها إيجاباً لكنها أردفت:
-
ماهذه التسريحة القبيحة، وهذه البذلة التي لا شكل لها.
-
في الواقع أنت على حق ..إنه نوع من التنكر ..بل قولي إنها صورتي العملية.
-
حسناً أرجوك دعك منها أثناء وجودك هنا لأنني سأصاب بالغثيان من جراء مظهرك هذا.
ولمعت فكرة خبيثة في رأس ماغي وقالت:
-
أظنني سأفعل ذلك اليوم تحديداً، هذا إذا أعرتني فستاناً.
شرحت لها أمر دعوة العشاء وكيف أن رئيسها علق على مظهرها.
تقبلت ليسلي هذه الفكرة بسرور خاصة أن لهما قياساً واحداً لكنهما تختلفان لوناً ومع ذلك ستجد ماغي مايلائمها في خزانة شقيقتها المكتظة بالملابس.

أمضتا نصف ساعة تتجادلان بشأن الاختيار المناسب، وكانت ماغي ترفض كل ماتعرضه عليها أختها لأن عذا غريب الشكل وذاك صارخ الألوان وذلك مكشوف ومثير جداً.
جلست فوق السرير لتقول:
-
هذه الملابس تناسبك لأنك متزوجة وذاك يعني أنك في أماُ ً،ما أنا فلن أقدر على الذهاب إلى عشاء عمل مرتدية أثواباً مغرية كهذه، أنا لا أنكر أنني أريد تلقين أندور درساً لكن لما ايـريده حدوداً.
ردت ليسلي بازدراء:
-
حسناً، لست تلك العذراء الخجولة فأنت كنت متزوجة وأنا لا أخالك وحيدة منذ وفاة لوك.
اتسعت عينا ليسلي عندما شاهدت الدم الأحمر يتصاعد إلى وجه ماغي..فتابعت سؤالها نذهولة:
-
هل كنت وحيدة؟ ياإلهي ..لا أصدق!
قالت ماغي بلهجة تحذير:
-
والآن ياليسلي! لا تبدأي بمثل هذا الكلام، دعيني أدير حياتي كما أريد.ريحانة
-
حسناً..حسناً ياشقيقتي الصغيرة، لا تغضبي..ماذا أقول تعالي إلى هنا فقد يناسبك هذا.
ابتعدت عن الخزانة حاملة فستاناً أخضر دون أكمام شاحباً لماعاً ، مفتوحاً عند الصدر، مضموماً الى الخصر برباط رفيع، صاحت:
-
قواي! انه الشيء المناسب لك تماماً! هو بسيط و أنيق ومغري، لدي حذاء أبيض يلائمه ، مارأيك به؟
أعجبها الفستان الذي سيظهرها بصورة مختلفة كل الاختلاف عن صورتها القاتمة التي اتخذتها لنفسها، ستبدو فيه أنثى مغرية أكثر مما توقع أندرو.


عاد روجر وبيل من نزهتهما، ولم يبق لدى ماغي إلاساعة تمضيها مع العائلة قبل أن يحضر أندرو، جلس الجميع يتناولون الشاي، إنها تحب صهرها كثيراً، فهو القرين المناسب لشقيقتها ليسلي، راقبت العائلة السعيدة وهي تتحدث مع بعضها بعضاً بارتياح


كانوا قد أخرجوا الشاي إلى الشرفة المغطاة بغطاء جلدي ، بدا لها كل شيء طبيعياً، فأملت أن تكون شقيقتها قد تمكنت من حل خلافاتها مع زوجها، ووعدت نفسها بأن تفاتح ليسلس بهذا الموضوع عندما تختلي بها.

عند السابعة، بينما كانت العائلة تتعشى، استحمت ماغي ، ثم ارتدت ثيابها الداخلية وجلست إلى طاولة الزينة تجفف شعرها في هذه الاثناء دخلت ليسلي، فالتفتت عيونهما في المرآة، فقالت ليسلي:
-
آسفة ياعزيزتي، لكن هذا الفستان لا يناسبه حمالة الصدر إلا إذا كنت تريدين قضاء الليل وأنت ترمقين الرباطات تحت كميه القصيرين.
-
إذن ماعلي سوى العودة لارتداء بذلتي، فأنا لم ولن أخرج إلى العشاء مع أندرو كروس دون حمالة صدر.ريحانة
-
لماذا لا؟ هذا يحصل دائماً!
-
انتظري حتى تقابليه، عندها سترين أنني أبدو وكأنني أقدم نفسي على طبق ذهبي إلى سمك مفترس.
أخيراً اتفقتا على أن ترتدي حمالة دون ربطتين للكتفين ثم ثبتت لها الرباط الخلفي بدبابيس خفية تحت الفستان، وأصرت ماغي على إبقاء المكياج خفيفاً، لكن ليسلي فعلت العجائب بذلك الشعر الأشقر الجذاب.
عند تمام الثامنة رن جرس الباب، فتوقف قلب ماغي لحظات عن الخفقان، فعلمت عندها أنها ستعجز عن الاستمرار في هذه السهرة..
قالت ليسلي:
-
حسناً.. هل سفتحين الباب أم أفتحه؟
مرت لحظة رعب، إنه عشاء عمل ولاشيء في مظهرها يغري، فوقفت:
-
الأفضل أن أفعل أنا هذا لأنه يحب أن أكون متأهبة.
عندما فتحت الباب، شاهدت أندرو يقف هناك ، أنيقاً أناقة تخطف الأنفاس، كان يرتدي سترة بيضاء ورباط أسود، سحرها مظهره الفتان حتى باتت غير مكترثة بردة فعله لمظهرها الجديد.
أمعنا النظر في بعضهما بعضاً ، لكن ماغي لم تلبث أن استعادت روعها فدعته إلى غرفة الجلوس، وهي تقول:
-
أحب أن أقدم لك شقيقتي، وصهري.ريحانة
بعد التعارف، تحدث الرجلان للحظات بينما توجهت المرأتان لوضع اللمسات الأخيرة على زينةماغي، تنهدت ليسلي بقوة:
-
إذن هذا هو أندرو كروس! أستطيع الآن فهم إصرارك على ارتداء الملابس الداخلية..وو!
-
هكذا ظننتك ستقولين.
صمتت ليسلي للحظات ثم قالت ببطء منتقية كلماتها:
-
لن أنصحك بالابتعاد عنه، لكن إياك والوقوع في حبه

ضحكت ماغي:
-
لن اقع في حبه لأن علاقتنا تقتصر على العمل وهذا ما نريده نحن.
فردت ليسلي ساخرة:
-
آه.. حقاً؟ لقد رأيت نظرته إليك، بدا لي وكأنه قط يوشك على التهام عشاء لذيذ.
-
أنا واثقة أنك مخطئة.. الأفضل أن أذهب فهو لا يحب الانتظار.
عندما فتح لها باب السيارة، لامس ذراعها قليلاً ثم سارع إلى سحبها، بعد هذا الاتصال البسيط الذي اقشعر له جسدها بدا لها أنه من لمستحيل أن يدور الحديث بينهما عادياً، سألته عندما أوقف السيارة أمام المطعم:
-
ثمة شيء خاص تريدني أن أقوم به الليلة؟
التقت إليها محدقاً فيها فردت إليه التي أظهرت في عينيه سخرية واضحة:
-
أستطيع التفكير ببضعة أشياء.
لمعت عيناه لحظة ثم جالنا بعد ذلك فوق فستانها صعوداً إلى ياقتها المنخفضة مروراً بعنقها الفض وصولاً إلى وجهها الذي احمر أمام هذه النظرة المقصودة.. كيف يجرؤ! ودون كلمة، خرجت من السيارة تقف في الخارج منتظرة، بينما كل عصب فيها الآن أصبح متوتراً.
لكنها وجدت نفسها تتمتع بلأمسية، فالرجلان الآخران وكيل وزارة الصحة دين بورتن ومساعدة طوني برايتون، تأملاها بإعجاب صريح لحظة وقع نظرهم عليها، أحست بالسعادة أمام نظرات الاهتمام التي خصاها بها.

أثناء تناول العشاء الشهي، راحت ماغي تتحدث إلى الرجلين مسرورة بصمت أندرو الذي لاذ اليه منذ بداية السهرة، لم تأبه به أو يغضبه فله أن يغضب له أن يفرح هذا شأنه، أليس هو من أصر على دعوتها إلى العشاء ، ومن طلب منها أن تغير مظهرها حتى لا تبدو عجوزاً، من تلفظ بتلك الملاحظات المجحفة عندما أوقف السيارة في الموقف ، وإذا كان تصرفها قد جعله غير هانئ البال فلا يلومن إلا نفسه..لأن ذلك قد يفيد!
كانت قد راقصت دين مراراً، لأنه فهم تجاوبها معه على أنه إعجاب لذلك حول مسار تودده اللطيف إلى غزل، فقد أدناها منه أثناء الرقص إلى درجة شعرت بأنفاسه تلفح وجهها في حين لمعت عيناه واشتدت يداه حول خصرها ثم راح يهمس في أذنها:
-
أنت مثل ساندريلا.. عندما رأيتك للمرة الأولى اليوم في مكتبي لم تلفتي نظري، لكنني ادرك الآن كم كنت مخطئاً ، أتعلمين أنا ذاهب مراراَ إلى سوانسي للعمل، فمارأيك في أن نلتقي هناك لنخرج قليلاً.
فزعت ماغي، فحاولت جذب نفسها بعيداً عنه، لكنه تشبت بها أكثر، وبما أنها لم تشأ إهانة صديق رئيسها فقد قبلت تودده الثقيل رغماً عنها لكنها أخيراً أبعدت نفسها عنه، ثم ارجعت رأسها إلى الوراء لتخبره برأيها فيه وباقتراحه، لكنها فوجئت بأن أندرو يقف خلفهما، يشرف بقامته الطويلة عليهما ثم وببرود ضرب على كتفه قائلاً بصوت ناعم:

- آسف يادين.. ولكن حان وقت إرجاع السيدة بالارد إلى بيت شقيقتها، خاصة أنني سأبدأ العمل غداً باكراً.
قبل أن تقدر على وادع دين، كان أندرو قد أمسك بها بقوة وجرها أمامه من حلبة الرقص نحو الباب، وهناك استوقفته لتحتج:
-
ولكن دثاري.. محفظتي.
ودون أن يتفوه بكلمة لوح بهما ثم جرها خارج الباب رأساً إلى موقف السيارات.
فتح لها الباب:
-
اصعدي.
أطاعته. . فصفق الباب وراءها.
راقبته متوترة الأعصاب وهو يستدير أمام السيارة ليصعد إلى مقعد القيادة غاضباً أشد الغضب حتى تساءلت عما إذا بالغت في لعبتها؟ لا.. قطعاً ..لا أدار المحرك فهدرت السيارة وهي تنطلق نحو الشارع.
لم يتفوه بكلمة واحدة طوال الطريق، أما هي فقد راحت تهيئ نفسها لانفجاره الوشيك.. فليطردني.. لست أهتم.. سأبقى هنا مع ليسلي فترة.. ثم أعود بالطائرة عندما أكون مستعدة.
أوقف السيارة أمام المنزل، ثم شد المكبح اليدوي بقوة، وأطفأ المحرك ، ثم ستدار نحوها، مشدود الفكين لامع العينين.

وضعت يدها على مقبض الباب، وهي تسأله:
-
متى تريد أن تبدأ العمل صباحاً؟
وقال من بين أسنانه:
-
قد لا يأتي الغد عليك.
فاستدارت إليه لتحدق فيه برصانة ورباطة جأش:
-
ماذا تعني بقولك هذا؟
-
تعرفين جيداً مااعنيه، لقد عرضت نفسك الليلة عرضاً بارزاً فيما كان كان عليك العمل.
فأبعدت نظرها عنه:
-
لا اعرف عما تتكلم.
مد يده ليمسك بذقنها وليدير رأسها إليه:
-
بل بحق الجحيم تعرفين! وكيف لا وأنت ترتدين هذا الثوب المغري المثير، وتغازلين دين بورتن!
اجتاحها الغضب فصاحت به قائلة:
-
أتركني.. ماذا جرى لك؟ ألم تشكُ من مظهري الذي يفتقر إلى الأناقة والترتيب، فلم تشكو ثانية عندما يجدني الرجال جذابة، ألا سبيل إلى إرضاء ذوقك المتطلب المتعصب، ماذا يرضيك؟
-
سأريك ماذا يرضيني

جذبها بقوة إليه .. وقبل أن تتمكن من الاحتجاج ، أو سحب نفسها إلى الوراء، كانت قد اصبحت بين ذراعيه، يشدها إليه حتى كادت أنفاسها تزهق يقبضتيها على صدره و أحاسيسها تدعوها بإلحاح إلى مقاومته، لكنها كلما ازدادت مقاومة ازداد احتضانه لها.

باءت جهودها في التحرير منه بالفشل وليس ذلك فحسب بل شعرت أنها كانت يمقاومتها تزيده جنوناً، لكن أكثر ما أرعبها أن تسترخي ولوقليلاً بين ذراعيه لأنها عند ذلك ستذوب بين يديه.. بعد فترة وجيزة توقفت عن ضربه، إذ راح جسدها ينحدر، وإراداتها تضعف .
رفع بصره إليها لينظر إليها نظرة طويلة عميقة بدأت غاضبة، عدائية ، وكأنه يعاقبها، ثم رقت تدريجياً لتستعر فيها رغبة جامحة لاسبيل إلى إيقافها، فقالت متلعثمة:
-
أندرو..أرجوك.. هذا جنون.. وأنت تعرف هذا، اتركني!
تراخت قبضته حول ذراعيها قليلاً فعلمت أنها لو أرادت الآن أن يتركهت لتركها، لكنها عوض ذلك ترددت وتأخرت في ترددها لأن الرأس الأسود هبط نحوها فكان أن أغمضت عينيها وردت رأسها إلى الخلف تنتظره.
ماعادت تحس بالوقت أمام مشاعرها التي عنفت فراحت يداها تسيران غور جسده الذي ارتجف لملمس جسدها، مرت لحظات ولحظات خالتها دهراً.. ثم تراجع قليلاً ووضع يده تحت ذقنها ليرجع رأسها إلى الوراء أكثر، وبتنهيدة عميقة، تركها بينما بقيت يداه على كتفيها وهو ينظر إلى عينيها بتعبير وجل مصدوم وإذ به يتمتم:
-
ياإلهي ..ماذا فعلت؟
أحست وكأن ماء بارداً قد سقط عليها، فعادت إلى وعيها فجأة.. ماذا فعلت.. هي؟ سحبت نفسها نهائياً من بين ذراعيه وتراجعت لتضغط ظهرها إلى باب السيارة.
غطت وجهها بيديها في محاولة منها الى التماسك وإلى إيجاد القوة التي تساعدها على الخروج من السيارة زحفاً إلى المنزل.
بعد فترة بدت دهراً.. قال لها بصوت مثقل بازدراء النفس:
-
ماغي.. لست أدري ما أقول، وعدتك بأن لا أغازلك .. وها أنا في أول فرصة أتصرف وكأنني تلميذ مراهق! لقد كدت أجن الليلة وأنا أراك تقودين دين بورتن إلى الرقص سامحة له أن يلمسك بينما أنا عاجز عن ذلك، أقف و الالم يعصر قلبي.

أبعدت يديها عن وجهها ثم استوت جالسة تنظر إلى الأمام مفكرة، التفتت إليه ، فرأته متمدداً في مقعده رأسه يستريح على ظهر المقعد ناظر إلى السقف إستدار إليها ليبتسم قليلاً وقد بدا الحزن عليه:
-
خلاصة القول إنني أخشى أن أريدك كامرأة أكثر من من سكرتيرة، وهذا أكثر مما أستطيع قوله!
أحست بالغضب يتغلغل تحت بشرتها .. مايريده فقط هو المهم! يرد قلبها لأنها تذكرت لوك.. الذي كان يلبي مايريده هو.. حاجاته.. رغباته.. مايلائمه ويريحه دون أن يعبأ بما أتريده هي .. قالت ببرود وهي تنظر إليه بجفاء:

- لقد فهمت.. وماذا تقترح بشأن هذا؟
فرفع حاجبيه دهشاً، ثم قال:
-
أقترح أولاً طردك.
نظر إليها ، فبادلته النظرة دون أن يرف لها جفن .. لأنها كانت قد قررت الاستقالة ..أردف قائلاً:
-
ثم ..أقترح أن نجتمع معاً في أسرع وقت ممكن.
طبعاً!..هكذا بكل سهولة...
-
حسناً..أعد التفكير ثانية في هذا الأمر لأنني لا أريد أن أكون التالية على لائحة غزواتك.
وضحكت بسخرية:
-
أضف إلى أنني لست من الطراز الذي يعجبك!
مد يده ليمسك بيدها وليرفعها إلى فمة مقبلاً إياها ثم نظر إليها نظرة حارقة:
-
آه..بلى.. أنت تعجبيني وبالنسبة للغزو.. فهو سلاح ذو حدين، لأنك تريدينني كما أريدك.
سحبت يدها:
-
حسن جداً..لن أنكر أن بيننا انجداباً ما، لكن ماذا يحصل عندما ينتهي؟
-
ولم التطلع إلى المستقبل؟ لنفكر بالحاضر ممتعين النفس به، لم أعرف قط امرأة أثارت اهتمامي وشغلتني كما تثرينني و تشغلينني أنت.
وضع يده على خدها ثم قال بهدوء:
-
لعل السبب هو هذا المظهر البارد الذي يلهب كياني بنار مدمرة.
تذكرت كلمات شقيقتها:
-
لن أنصحك بالابتعاد عنه .. ولكن إياك الوقوع في حبه.
هذه هي مشكلتها ، لأنها ليست من النساء اللاتي يستطعن عزل علاقاتهن تحت عواطفهن وبما أنها تشعر أنها توشك على الوقوع في حبه فقد غدا عليها إنقاذ عقلها و حياتها وروحها لا طهارتها فحسب.

استدارت نحوه فأبعدت يده عن وجهها، ثم قالت بنعومة... وحزم:
-
آسفة يا أندور.. شكراً ولكن لا.. لقد عنيت ما أقول عندما قلت إنني لست من طرازك ..لن ينجح الأمر بالنسبة لي، ولست مهتمة.
وضاقت عيناه، وقال بصوت متحشرج:
-
أنت كاذبة..أو جبانة!
-
ربما.. الأمر لا يهم لأنني عزمت الرأي على الرفض.ريحانة
مدت يدها إلى مقبض الباب.. فرد بلهجة قاطعة:
-
حسن جداً.. فليكن ما تريدين.. لن أتوسلك .


خرجت من السيارة.. لا شيء يقال بعد.. ستبقى مع ليسلي لبضعة أيام، ثم تعود بالطائرة إلى بلدها لتبحث عن وظيفة أخرى، بدأت تسير في الممر عندما سمعته يناديها :
-
أريد البدء في العمل باكراً صباح الغد لنتمكن من ابهاء العمل ظهراً.. سأمر بك عند الثامنة.
لم تصدق أذناها ما سمعتا .. هل هو من حجر؟ فتحت فمها لتحتج:
-
ولكن...
-
لا تجادلينني بالارد.. كوني مستعدة عند الثامنة.
دار محرك السيارة التي انطلقت بسرعة بينما هي وقفت تحت ضوء القمر فاغرة الفم محدقة إليه.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:52 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


6- سأزرع ورودي الحمراء

سألها أندرو:
-
أخبريني شيئاً عن زوجك.
كانت السيارة تتجه بهما عبر طريق ريفية فرعية تبعد عن الطريق الرئيسية التي قدما منها إلى لندن، تحيط بهما المناظر الريفية الخلابة من كل جانب، والشمس تشع مشرقة فوق رأسيهما.
كان قد أنهى كل عمله قبل الظهر، والإجراءات لم يعد ينقصها سوى التوقيع النهائي من قبل دين الذي سيرسلها له بريدياً، لذلك قرر أن يسلك هذه الطريق الريفية الطويلة الجميلة ، للعودة إلى سوانسي، ردت ماغي باختصار:
-
ليس هناك الكثير لأخبرك عنه.
مازالت ماغي متوترة مماحصل لكن أياً منهما لم يشر إلى ما حصل البارحة.
لم تنم جيداً ليلة أمس وهذا مالاحظته ليسلي خلال تناول الفطور، لكنها لم تقل كلمة، فارتفع حاجبيها ، والنظرة المغيمة في عينيها، كانت أبلغ من الكلمات، وقد فضلت ماغي مواجهة أندرو على مواجهة شقيقتها.
كانت قد قررت إثر ماحدث ترك الوظيفة لأنها لن تقدر على الاستمرار في العمل معه، لكن تصرفاته المحتشمة اليوم جعلتها تظن أن ماحدث كان حلماً.
سمعت صوت أندرو فاستعادت ذهنها الشارد.
-
حسناً.. لابد أن له اسماً على الأقل، أم كنت تناديه سيد بالارد؟
فردت باقتضاب:
-
كان اسمه لوك.
-
كم دام زواجكما؟
-
حوالي السنة، بل أقل من هذا .. لقد عشنا مع بعضنا شهرين تقريباً.
أبعد نظره بسرعة عن الطريق متسائلاً: فلما لم تجب أعاد بصره إلى الطريق سائلاً:
-
كيف مات؟
-
لقد قتل في حادث سيارة.. لماذا الاستجواب؟
فهز كتفيه:
-
لست أستجوبك..أسأل من باب الفضول فمع أنك تعملين لدي منذ خمس سنوات إلا أنني لا أعرف عنك إلا القليل.

غلطة من هذه؟ هو من كان يعاملها كقطعة أثاث في المكتب، لاحظت أن تفكيرها يسير بها إلى الطريق التي تحاول تجنبها، ومع ذلك فقد امتعضت من واقع تجاهله إياها، فهو لم يتعبرها إنسانة إلى أن فتحت شهيته.
-
حسناً ..كانت حياتي معه قصيرة .. غير سعيدة.. وها أنا الآن لا أبغي إلا النسيان.
-
رغم ذلك تستخدمين اسمه وتحملين خاتمه.. فلماذا؟
عندما لم تجب عن السؤال أعاد النظر إليها ليسأل بنعومة:
-
للحماية؟ ما الأمر ياماغي.. هل كان يخدعك؟
أغاظها سؤاله، فاستدارت إليه..إنها تعرف أسلوبه.. فقد عملت معه بما يكفي لتفهمه ، فردت ببرود:
-
أجل.. منذ الاسبوع الأول.. هل اكتفيت الآن ؟ وهل تسمح بنسيان الموضوع؟
-
حسناً.. حسناً..أستطيع تمييز العدائية عندما أصادفها! لقد فهمت.. لنتوقف في مكان ما لنتغدى.
أثناء الغداء و الطريق اكتفيا بالحديث عن العمل الذي استأثر باهتمامها كله إلى درجة جعلتها لا تلاحظ أنهما اجتازا الطريق الرئيسية وسلكا طريقاً ساحلية تطل على مرتفع صخري يشرف على خليج سوانسي خارج مدينة كاردف.
فسألته وقد أحست بالخطر:
-
إلى أين نحن ذاهبان؟
-
بما أننا سنصل باكراً، فقد فكرت في إلقاء التحية على عائلتي.
كان قد توقف في موقف دائري يقع أمامه على الجرف الخارجي منزل واسع ينبسط على الصخور وهو مبنى من الخشب الأحمر الطبيعي

سألها بعد أن أطفأ المحرك:
-
هل تمانعين؟
مازال الشعور بالخطر يروادها ، فاستدارت بنظرة شك اليه.
-
أندرو.. إذا كنت..
-
لا تجادلي بالارد، أزور أبي و شقيقتي كلما مررت بهذه الطريق أعدك بالأ أمكث أكثر من ساعة كما سأدفع أجر وقتك الإضافي.
وجدت صعوبة مافي التفكير بأن لأندرو والداً، فاكتفاؤه الذاتي وثقته المفرطة بالنفس يظهرنه وكأنه ولد من الأرض أو طلع من البحر، لكنها عندما قابلت السيد كروس، الرجل الطويل الوسيم، الذي يبدو في أوائل الستينات من عمره صدمها التشابه الكبير بين الأب وابنه.
قال الأب وهو يربت على ظهر ابنه:
-
تسرني رؤيتك يابني.. ليس اليوم عيد ميلادي ولست بحاجة للمال فما سبب قدومك إلينا.

كانا يسيران معاً في الحديقة الجميلة خلف المنزل، فلاحظت ماغي أنه أجمل مشهد رأته في حياتها، فالمحيط يمتد أمامها متكسرة أمواجه فوق الصخور، بينما يترامى في الجهة الأخرى أخضرار تولده مئات أشجار الورد المزهرة.
ضحك أندور لملاحظة والده الساخرة:
-
أوه.. كل مافي الأمر أنني أحب أن أطمئن على أهلي بين الحين و الحين ، لأتفقد تأثير الشيخوخة على عقلك!
أجفلها كلامه، لكن الرجل العجوز بدا مسروراً من سخرية ولده، فضحك عالياً واستدار إليها ، ثم هز رأسه ساخراً:
-
هل رأيت ابناً كهذا؟ أعتقد يا ابنتي أنك مثال اللباقة والصبر ولولا ذلك لما استطعت احتمال رئيس مثله مدة خمس سنوات ، فهو يحتاج إلى شخصية قوية لتتمكن من معاشرته .

ردت ماغي توافقه الرأي:
-
لن أجادل في هذا الأمر، لكنك نسيت ذكر التحفظ النفسي منه.
تعالى ضحك السيد كروس ثانية..في حين بدا أندرو من خلال نظراته متردداً بين أن يأخذ كلامها على أنه إهانة أم مزاح، لكنه أخيراً ورغما عنه ابتسم فلمعت أسنانه البيضاء وتراجع رأسه إلى الوراء فبدأ وسيماً، رائعاً إلى درجة جعلت قلبها يخفق بقوة.
قال أندرو بسخرية:
-
أرأيت ..لدي مشاكل أتحملها أيضاً، ليس أقلها التمرد علي.
كان يتحدث إلى والده بينما عيناه المستقرتان على ماغي ينبعث منهما لطفاً أخافها، غمز لها والده، وكأنه متآمر عليه:
-
لا تهتمي به ياماغي، فهو عنيد لا يطاق، وأنا أؤازرك.


أمسكها بذراعها ليقودها عبر منحدر عشبي عائداً إلى المنزل فقد انتهت جولة الحديقة ، وأحست بيده تشد ذراعها وقد اقترب من المنزل:
-
هذه.. روزي هناك.
نادى المرأة :
-
أتشعرين بخير ياحبيبتي؟ انظري من هنا.. مفاجأة!
لم تجب المرأة ولم تتحرك، كانت امرأة رائعة الجمال لم تر لها مثيلاً من قبل لكنها كانت عصبية تبذل جهداً لتستطيع الوقوف على قدميها.
أسرع أندرو بسرعة إلى شقيقته يطوقها بذراعيه وكأنه يحميها ، ثم انحنى ليقبل جبهتها، متمتماً بصوت منخفض:
-
شقيقتي روزيت.. روزي هذه ماغي بالارد سكرتيرتي المتمردة.
نظرت روزيت بارتباك إلى ماغي، ثم الى شقيقها، وكأنها تسعى إلى معرفة شيء ما، بقي أندرو يحيط شقيقته بذراعيه مبتسماً حتى برزت أخيراً على شفتيها ابتسامة مرتجفة فمدت يداً نحيلة هشة الى ماغي، ثم قالت بصوت بدا وكأنه يأتي من البعيد مقطوع الأنفاس:
-
سرتني رؤيتك.

صافحتها ماغي فشعرت بتلك اليد ترتجف كعصفور خائف في يدها فكان أن ضغطت عليها مطمئنة، ثم تركتها.
قال والدها:
-
حسناً ياروزي..هل تظنين مديرة منزلنا قادرة على إطعام هذين المسافرين؟
نظرت روزيت إلى والدها، ثم حاولت النطق برد، و لكن أندروسارع للقول:
-
آسف ياابي..علينا أن نذهب بعد وقت قصير.
-
حسن جداً..ربما كأس شراب يكفي.. روزي، أيمكنك إرشاد ماغي إلى غرفة الزينة.
-
أجل .. بالطبع.ريحانة
لحقت ماغي بها وهي تفكر في أن كل كلمة وكل حركة، تكلف المسكينة جهداً فائقاً.

عندما غلست وجهها ومشطت شعرها تساءلت عن سبب حالتها هذه، إنها حقاً جميلة ، لها شعر أندرو المتموج الأسود المخطط ببضع خطوط رمادية مقصوص قصيراًليبرز أكثر هشاشة وجهها الشاحب.
تناولوا شراباً منعشاً على الشرفة في الخارج لكن روزيت بقيت طوال الوقت تلف بين يديها منديلاً وهي ضائعة في عالم خاص بها، عندما تحدث معها أندرو كادت تقفز من مكانها ، كرر ماقاله ببطء وصبر لا حدود له:
-
أما زلت ترسمين ياروزي.
شاهدت ماغي أول شعاع من الاهتمام الحقيقي في عيني روزيت البيتين القاتمتين، فقالت بصوت متشوق:
-
أجل ..أجل..لقد رسمت ..قليلاً.
-
هل لي أن أرى مارسمته

جاءه الرد المقطوع الأنفاس:
-
أجل.. سأريك إياه.
عندما دخلا المنزل ، التفت والد أندرو إلى ماغي، لينظر إليها متأملاً، كانت عيناه اللطفيتان ينبعث منهما العطف.
-
حدث لروزيت انهياراً عصيباً منذ سنوات لم تبر منه إلى الآن بعد.
ابتسم عندما رأى الاهتمام والقلق على وجه ماغي، وتابع:
-
يمكنها أن تعيش حياة طبيعية مادامت تحس بالأمان ، وهي آمنة هنا معي حيث تساعدني مدبرة المنزل في العناية بها.
-
أنا آسفة جداً..لم يكن لدي فكرة ، أندرو لم يخبرني إنها جميلة جداً..
رفع العجوز يده:
-
ليس غريباً ألا يخبرك عنها أندرو..فقد كانا على علاقة وطيدة ومازالا.. لكن مايدهشني إحضارك معه وهذا مالم يفعل من قبل.
-
إنها المرة الأولى التي يحضر فيها امرأة، لست أفهم؟
فتنهد وأجابها:
-
أندرو متعلق جداً بشقيقته التي يحميها بشدة، وأنا أعرف أن لابنه حياة اجتماعية ناشطة وحيوية، ولكنه لم يحضر يوماً صديقاً أو صديقة للقاء روزيت.
مال إليها حتى كاد رأساهما يتلامسان وفي عينيه سؤال:
-
لا شك في أنك مميزة بالنسبة له.
فردت بسرعة.. بسرعة فائقة:
-
أوه.. لا أنا سكرتيرته.
نظر إليها نظرة ريبة، أراد أن يتكلم بشيء ما لكن أندرو الذي عاد وحيداً قطع عليه القول:
-
إذا كنت تحاول إغراء ماغي ياأبي فدعني أقول لك إن الأمر مستحيل.
أحمر وجه ماغي بشدة، فحدقت إليه..كيف يجرؤ على مثل هذا الكلام؟ رغبت في صفعه ، لكن الاب وضع يده على كتفها، ونظر الى ابنه نظرة تأنيب:
-
حسناً ، إذا كانت هذه أساليبك ، فأنا أفهم سبب فشلك.
بعد تلك الإجابة التفت إلى ماغي:
-
إن ملاحظة فخرية كهذه تستحق عطلة أسبوع بأجر مدفوع!
اضطرت ماغي للابتسام لكنها لما نظرت إلى أندور وجدته يقف وكأنه تلميذ مذنب، اتسعت ابتسامتها، واستدارت شاكرة السيد كروس، قائلة:
-
عندما شاهدتك أول مرة ، ظننتك وأندرو متشابهين ، ولكنني الآن أرى أنك تملك ميزات وخصائص رفيعة لم تورثه إياها.ريحانة
تراجع رأس السيد كروس إلى الوراء ضاحكاً ، فقال أندرو عاصفاً:
-
حسن جداً يا بالارد.. لقد مرحت بمافيه الكفاية..فلنذهب الآن.

وصلا إلى المدينة بعد حلول الظلام، وكانا قد قطعا ما تبقى من مسافة بصمت تام إذ كان كل منهما غارقاً في أفكاره.
ماذا قصد والده عندما قال إنها المرة الاولى التي يحضر فيها امرأة لتقابل عائلته، لقد ذكر انها مميزة بالنسبة له حتى أحضرها معه، لكن هل صحيح ماقاله؟

يبدو واضحاً للعيان أنه يريدها امرأة يقيم معها علاقة أكثر مما يريدها سكرتيرة، وهي لا تنكر أنها أيضاً يخفق له قلبها ، متمنية أكثرمن أي شيء آخر في الدنيا في أن تضمها ذراعاه القويتان، لكنها في الوقت نفسه كانت مضطرة إلى كبح جماح نفسها كي تمد يدها إلى شعره الأسود ، وإلى يديه القويتين المرتاحتين فوق المعقود.
ليس أمامها إلا طريقة واحدة للخلاص وهي طريقة قاسية جداً ستفقدها أندور كحبيب ورب عمل، إنها الآن أمام خيار مرير فإما أن تخرج من حياته الآن فوراً وإما أن تدمر، و هذا مايجب أن تشرحه له..التفتت إليه فالتفت إليها وهما يقولان في الوقت نفسه:
-
أندرو...
-
ماغي...
بقيا صامتين وهما يحدقان إلى بعضهما بعضاً قائلاً:
-
أريد أن أشرح لك حالة روزيت.
كانا قد وصلا الآن أمام منزلها الذي تحيطه حديقة رائعة تمتد حتى المنازل المجاورة، كان الأولاد يلعبون ، بينهم ولد يركب دراجة ، وكلبه ينبح في أعقابه.. وكانت جارتها تتفقد الورود في حديقتها فلما رأت الرولز الفاخرة راحت تنظر إليها.
-
هل تحب أن تتناول شئياً من العشاء؟
لديهما اشياء كثيرة يجب أن تقال في وقت من الأوقات، ولن يكون لهما ذلك وقت شرب فنجان قهوة أو أثناء العمل في المكتب، نظر إليها أندور نظرة غريبة:
-
نستطيع تناول العشاء في مكان آخر إذا شئت.
-
لا..
-
لا بأس إذن.. فلنر إن كنت ماهرة في الطبخ كمهارتك في الأشياء الأخرى.

نظرت إليه مسرعة لترى ما إذا كان يسخر منها، ولكن تعبيرات وجهه بدت راضية جادة، فتنهدت لأن أندرو الهادئ أخطر بالنسبة لها من أندورالساخر الذي تعرفه جيداً.
تأمل غرفة الجلوس ذات الألوان الدافئة و الخشب الأدكن كما تأمل اللوحات المعلقة على الجدران البيضاء.
-
إنه مكان رائع.. يشبهك.
سارت أمامه إلى المطبخ:
-
هل هذا إطراء اما انتقاد؟
وقف في المطبخ الصغير، يملأه بوجوده.
-
إنه إطراء بالتأكيد.. هل تعرفينني منتقداً أبداً؟

استدارت بسرعة لتنظر إليه دهشة .. فضحك ، وقالت له وهي تشير إلى طاولة صغيرة قرب النافذة:
-
أجلس ..هل ترغب في شراب قبل الطعام؟
-
شراب مهضم سيكون رائعاً ..فلنشربه معاً أو لنؤخرالعشاء.
وضعت الشراب على الطاولة وجلست قبالته.. خلع أندرو سترته وحل ربطة عنقه قليلاً، ثم أشعل سيكارة، ومال تعباً إلى الوراء في مقعده متنهداً، ثم راح يحتسي شرابه بصمت طال لكنه قطعه أخيراً :
-
بالنسبة لروزيت..
-
أخبرني والدك أنها أصيبت بانهيار منذ سنوات، لكنه لم يذكر سبب تلك الحالة.
-
حسناً، لن أضجرك بمشاكل عائلتي.. لكنك دون شك ستتعاطفين مع تجربتها و ستستفيدين منها أيضاً لأنها تشبه مامررت به.
-
مامررت به؟
-
أجل.

كان في لهجته نوع من التحدي، مد يده ليضع سيكارته في المنفضة:
-
لقد كان لروزيت مالهاالخاص، وقبل .. مرضها.. كانت جميلة جداً، ومازالت كذلك، لكن الغريب في المر أنها لم تؤمن بجمالها يوماً ولم تثق بجاذبيتها قط ،مع العلم أن نساء يملكن أقل من هذا الجمال أو هذه الجاذبية قد يستفدن كثيراً .
نظر إليها نظرة ذات مغزى لكنها لم ترد ، فتابع بصوت خفيض واضح منتقياً كلماته بعناية :
-
ووقعت في الحب، كنا قد فقدنا أمنا ونحن طفلان، وقد سعيت ووالدي إلى حمايتها .. لكن ماذا يعرف الرجال عن حاجات النساء؟ لم يعجبنا الشاب الذي أحبته، لكننا خشينا أن يقول لها إنه يسعى وراء مالها، فتفقد بذلك الثقة بالنفس التي اكتسبتها.

-
وهو كان .. يطمع بمالها فقط؟
فتنهد أندرو بعمق، ثم ارتشف جرعة من شرابه ، وعبس:
-
أظن أنه أحبها .. حقاً ، لكنه كان ضعيفاً ، وروزيت.. كانت مرهقة الإحساس ، رومانسية، أما هو فأراد المرح و الإغواء والسحر، ووجده ، إنما ليس مع روزيت.
أحست ماغي بقلبها يعتصر ألماً ذلك أنها قد مرت بهذه التجربة المرة.ريحانة
تابع أندرو، وهو يسند ظهره إلى كرسيه:
-
حسناً..على أي حال.. لم يكن مخلصاً ، وقد خانها مراراً فتسبب ذلك بطلاقهما ، لكن روزيت لجأت إلى قمقم لم تخرج منه قط ، وكان هذا خسارة.. خسارة مأساوية.

وقفت ماغي ثم بأت تحضر العشاء ، وأخيراً بعد أن أحضرت السندويشات ووضعتها على النار للتحميص، وأخذت تحضر السلطة، قالت وظهرها إليه:
-
هل تقصد أنني فعلت الشي نفسه.
-
لا. .فمن الواضح أنك أصلب عوداً منها، ها أنت تعملين عملاً صعباً وتحافظين على منزلك وتعتركين مصاعب الدنيا.
استدارت لتواجهه:
-
وماذا بعد؟
-
مازال الأمر خسارة.. فهي تهرب من الدنيا..أما أنت فتهربين من نفسك.
شعرت كأنها حيوان صغير علق في فخ تحليله فخافت من ذلك ولم يعجبها خوفها هذا لذا سعت إلى استعادة رباطة جأشها.

فسألته بصوت قاس:
-
ولماذا الأهتمام بحياتي فجأة؟
-
إنه اهتمام عابر..لك أن تصدقي ذلك أو تكذبيه.
فجلست إلى الطاولة ثانية وضحكت:
-
وأنت تريد أن تقنعني أنه ليست الغاية من كلامك المأساوي هذا إقناعي باللجوء إلى سريرك كعلاج نفسي لي.
قضمت قضمة من السندويش المحمص، واحست به جافاً لا مذاق له فارتشفت جرعة من شرابها.
-
لا.. لم أفكر في هذا قط لأنني لا أحتاج إلى هذا النوع من الكلام لأقنعك بمشاركتي الفراش، وأنت تعرفين هذا خير معرفة.
فردت بصوت بارد :
-
انس الأمر ..لأنه لن يحدث يوماً.
وقفت تنظف الطاولة من بقايا الطعام، فمد يده بسرعة ليمسك خصرها بقوة أوقعت الصحن من يدها ، فأدارت عينيها إليه، وإذ بوجهه غاضباً:
-
لم هذا العناد اللعين؟
جذبها إليه فوقعت في حضنه، وطوقها بذراعيه يعانقها بإغراء:
-
انكري أن عناقي هذا لا يؤثر فيك.
اشتعلت النار في جسدها من لمسته، فاقتضاها ذلك بذل كل ماتملك من قدرة لتظهر هدوءها.
- لا..إنه لا يؤثر في أبداً ، فأرجوك دعني.. بإمكاني أن أزرع ورودي الحمراء.

ارتفع على وجهه فوراً قناع حاد جعله يتركها بسرعة، فوقفت ، وملست ثيابها وشعرها، وبكل هدوء عادت إلى تنظيف المائدة:
-
أظن أن من الفضل أن أترك العمل في المؤسسة ، فأنت ترى دون شك أنني لن أستطيع العمل معك بعد الآن.
بدأت تغسل الصحون منتظرة رده، وطال صمته إلى أن التفتت أخيراً وهي تجفف يديها.. فإذا به مرتدياً سترته يشد ربطة عنقه ، قال بعد أن انتهى :
-
أظنك على حق.. مع أنني أكره أن أخسرك ياماغي في مطلق الأحوال لكنني أرى أنك عزمت الرأي على الرحيل.
-
أجل.. هكذا هو الأمر.

أحست فجأة بالندم بعد أن تراءت لها صورة المستقبل الكئيب الموحش..لكن لا خيار لها، فلن تتحمل علاقة لا معنى لها معه، وبما أنها تحبه بهذه الطريقة ، فسيكون الجمع بينهما مستحيلاً:
-
هل تصنعين بي معروفاً ..أعرف أن هذا كثير، لكنه مهم حقاً، هل تبقين حتى افتتاح مصنع هايكنز؟ أنا بحاجة إليك يا ماغي وهذا العمل لن يستغرق أكثر من شهر تستطعين بعد انتهائه نيل إجازة تقررين فيها ما إذا كنت تريدين ترك العمل أو لا.
أجابته ببطء وتفكير:
-
لست أدري يا أندرو.ريحانة
-
انظري ..أعرف أنني لم أكن رب عمل مثالي...
فهزت رأسها:
-
الأمر ليس هكذا، وأنت تعرف السبب.
-
أعرف..لقد خالفت وعدي بأن أبقي يداي بعيدتين عنك.
أخذ نفساً عميقاً ، ثم تابع:
-
لن أعتذر.. لقد كان ماقمت به نوعاً من الإطراء ، وأنا لن أقطع بعد الآن وعوداً لا أستطيع الوفاء بها.. سأكون بعيداً عن المكتب معظم الوقت ، وهذا يعني أننا لن نرى بعضنا إلا مدة وجيزة.. صدقيني ياماغي أنا بحاجة إليك.
كانت كل خلجة في جسدها تحذرها من الاستسلام ، لكنها كانت تعرف أنه بحاجة إليها فعلاً ، وهي لن تتركه في وقت عصيب كهذا فلابأس بالعمل شهراً آخر.
-
شهر ..إذن .. شهر واحد!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:53 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7- قريباً من اللهب

خلال الأسابيع الثلاثة التالية كادت ماغي لاتجد وقتاً للتنفس لأن أندرو انشغل بالعمل في شركة هايكنز تاركاً على كاهلها عبء الأعمال الأخرى، كان يمضي هو ومات معظم وقتهما في مقر الشركة.
هاقد قد انتصف تموز وأوشكت الاعمال الكتابية على الانتهاء، كان كل شيء بخصوص شركة هايكنز قد تم باستثناء توقيع العقود مع العمال، أما الدكتور هاينز فكانت تراه يوماً بعد يوم يزداد إرهاقاً وتعباً حتى اقتنعت في النهاية بأنها قد أحسنت صنيعاً عندما بقيت في العمل خلال هذا الشهر.

مع مضي الوقت باتت أكثر اقتناعاً بصحة ماتشعربه من حب تجاه أندرو، وبأنها عندما تترك العمل ستصبح حياتها فارغة لا لون لها.
تساءلت مرة أخرى عما إذا لم تخطئ عندما رفضت إقامة علاقة معه فمنذ أن وافقت على العمل شهراً آخر وهو يتصرف بالباقة وأدب دون أن يحاول ولو بكلمة واحدة أو نظرة الإشارة إلى أن اهتمامه بها يتعدى العمل.
حسب علمها أنه لا امرأة في حياته منذ أرسلت دزينتين من الورود الحمراء مرافقة بالبطاقة المعهودة إلى إيفا بانديت وهذا منذ شهرين تقريباً.
بقي أمامها أٍسبوع من العمل، أسبوع واحد تراه فيه كل يوم، تسمع صوته وتكون قريبة منه، أسبوع واحد من العذاب، أسبوع آخر من الشوق إلى لمسة يده، إلى البوح بماتكنه من حب وإلى الإحساس بذراعيه تحضناها.
أشاع بين الموظفين في المكتب أنها ستأخذ إجازة ، فهي لم تصل بعد إلى قرار ثابت عن استمرارها في العمل أم عدمه، صحيح أنها هي تريد العودة إلى العمل لتكون قريبة منه، لكن مشاعرها التي لن ترجع إلى ماكانت عليه سابقاً ستحول دون ذلك.

أمضت آخر جمعة لها في المكتب في ترتيب طاولتها وتنظيم ملفاتها لتسهل على البديلة استلام مكانها ، جوليا ، سكرتيرة مات، قادرة تماماً على معالجة الأمور لبضعة أسابيع، ولو أمهلها أندرو بعض الوضع لأصبحت سكرتيرة ممتازة له.
من حسن حظها أن أندرو كان غائباً طوال ذاك النهار وهذا ما أراح أعصابها إذ لن تضطر إلى مواجهته.
دقت الساعة معلنة أنها الخامسة تماماً ، كان المكتب فارغاً منذ الرابعة والنصف، وهذا أمر عادي في تموز ذلك أن الجميع يريد عطلة مبكرة ابتداء من الموظفين الإداريين وانتهاء بالسكرتيرات

جمعت أشياءها الشخصية و حملتها ، ثم سارت في الممر الطويل مروراً بغرفة الاستعلامات والانتظار للمرة الأخيرة ربما، أحست بأنها تترك أمن ودفء منزلها لترتمي في المجهول.
كانت لودي، عاملة الاستعلامات في مكتبها الذي يبقى مفتوحاً حتى الخامسة والنصف، عندما مرت ماغي بهذه المرأة نظرت الأخيرة إليها بحسد صريح ثم قالت:
-
تمتعي بإجازتك ياماغي .. حظاً سعيداً.
-
شكراً يالودي.
ترددت لحظة، هل تودعها الوداع الأخير.. لكنها قررت أن لا تفعل:
-
هل أنت ذاهبة إلى مكان محدد؟
تقدمت ماغي نحو المصعد وهي تجيب:
-
لست متأكدة بعد.. لا تجهدي نفسك كثيراً!
هبط المصعد بها إلى الأسفل، وهي تفكر هل سيصعد بها ثانية ياترى؟
كان الهاتف يرن عندما دخلت ماغي منزلها ذلك المساء فأسرعت إلى المطبخ لترد:
-
آلو؟
جاءها صوت أندرو املح المستعجل:
-
ماغي.. أعرف أن إجازتك قد بدأت رسمياً ، لكنني بحاجة إلى معروف منك.
عند سماعها الصوت المألوف ، أخذت دقات قلبها تضج في أذنيها فجلست على كرسي قريب .. ومدت يدها إلى القلم والورق، فتابع:
-
أكلمك من لندن.. اصطدم دين بورتون بسيارة أثناء قدومه إلى سوانسي لإيصال التراخيص إلي، وهو في حالة خطرة قد لا ينجو منها أما المستندات والأوراق فقد احترقت في السيارة.

شهقت بحدة، فالافتتاح بعد أيام ، ولايمكن للشركة العمل دون التراخيص، خاصة في مجال الصحي.
-
سأترك ماكلاود هنا معه ولهذا أحتاجك ، ستضطرين إلى إحضار النسخ الموجودة في المكتب ولن أستطيع ذلك بدونك، فهل ستساعدينني؟
-
بالطبع ماذا تريدني أن أفعل؟
-
كنت أعلم أنك فتاة طيبة يستطيع المرء الاعتماد عليها.
واتفقا على أن يمر بها غداً عصراً ليتوجها إلى المكتب لإحضار الأوراق بنفسه للتوقيع في الصباح وبذلك لن يتأخر افتتاح الشركة.
-
وارتدي شيئاً مناسباً للسفر، فالليل بارد و المسافة بعيدة.
وما إن وضعت السماعة مكانها حتى بدأت تعيد التفكير، كانت قد أقنعت نفسها بعد ظهر الغد معه.. ألن تتعلم درسها أبداً
استلقت تلك الليلة تفكر .. ماذا كان عليها أن تفعل ؟ أكان عليها أن تقول لا؟ لا يمكن أن تفكر في خذله أبداً في وقت هو بأمس الحاجة إليها.
تنهدت واعدة نفسها بأن تكون هذه المقابلة الاخيرة ...ثم غطت في نوم عميق . وصل أندرو في الموعد المحدد بعد ظهر اليوم التالي فوجدها بناء على تعليماته ترتدي بنطلون جينز وقميصاً قطنياً، وسترة، أما شعرها فربطته كالعادة، وحملت معها القلم ودفتير الملاحظات و الحقيبة.

عاودتها الافكار التي ساورتها ليلة أمس عندما وقع نظرها عليه داخل سيارته ، كان يرتدي بنطلوناً أسود اللون وقميصاً رمادياً قطنياً أظهر كل عضلة في صدره و كتفيه، لاحظت كيفية تحرك عضلات ذراعيه وهو يناور بمقود السيارة ليدخل بها في زحمة السير ، ثم يتجه الى الجسر ليخرج من الجهة الأخرى باتجاه المكتب.
أثناء مسيرهما اختصر لها خطته بلهجة قاطعة رسمية ، جعلت قلقها يتلاشى تدريجياً ليحل محله التركيز على الأوراق التي سيحتاجانها.
دخلا المبنى فارغاث عندما دخلاه ، حياهما الحارس مستغرباً، ثم توجها رأساً إلى المكتب، وهناك جلست ماغي إلى طاولتها بعد أن أحضرت الملف من خزانة الملفات ، بينما دخل أندرو إلى مكتبه ليجري بعض المكالمات ولم تمر ساعة حتى كانت قد جهزت كل الأوراق اللازمة، فتقدم من الباب ليسألها:
-
هل أنت جاهزة؟
-
أجل.. كل شيء موجود في هذا الملف.
-
إذن يجب أن ننطلق فربما استطعنا الوصول قبل الظلام.
لاحظت أنه لم يتخذ الطريق الرئيسية ، بل توجه نحو طريق فرعية تتجه صعوداً نحو الريف ، فنظرت إليه متسائلة فقال:
-
لاتخافي ، الطريق ليست خطرة ، لكنها منطقة ريفية ستوفر علينا الالتفاف حول الخليج لنصل إلى الطريق العام، هل من مانع؟
-
أبداً.
التقت عيناها بعينيه لبرهة وجيزة.. لا يقلقها في الواقع إلا الرجل الجالس قربها في السيارة، إنه قريب إلى حد يخولها مشاهدة النبض عند الصدغين والخطوط حول عينيه وتجويف عنقه فوق ياقة قميصه المفتوح.

بعد نصف ساعة من الصمت، كانت خلالها رائحة غبار الطريق تملأ أنفها أوقف السيارة ونزل وهو يقول لها:
-
انتظري لحظة ..أود التأكد من أنني أتخذ الطريق الصحيح.
عاد بعد لحظات ، فانطلق مجدداً بسرعة دون أن يقول كلمة لكن بحذر ، أحست ماغي بالحر يتزايد، وبالعرق ينضح من جسدها ، نظرت اليه، فقال:
-
عليك الانتظار.. سنصل بعد قليل إلى الطريق العام


مرت ساعة، أحست بعدها ماغي بالضيق من هذه الطريق، وبدأت تقلق خوفاً من أن يحل الظلام وهما يقطعان الريف في طريق لا حركة فيها، لقد كانت الساعة تبلغ السابعة ولم يبق سوى بضع ساعات للمغيب.
عدلت ماغي جلستها، فاتكأت إلى المقعد، ووجهها نحو النافذة، وأغمضت عينيها وراحت تغفو رويداً رويداً لكنها فتحت عينيها مرعوبة عندما سمعت أندرو يقول:
-
هاقد وصلنا.
نظرت إلى الأمام فإذا بالطريق العام المزدحم يبعد عنهما مئة متر، قال مبتسماً:
-
حسناً .. هانحن ننطلق من جديد.
أغمضت عينيها ثانية بينما السيارة تنطلق في طريق لا اهتزاز فيها فأحست بالأمان ، كانت الشمس قد بدأت بالمغيب و البرودة تسللت إلى الجو مسببة لها رعشة فالقميص الذي ترتديه لن يدفئها في هذه الأمسية الباردة.
لفت بسرعة ذراعيها حول صدرها ، ثم نظرت إلى أندرو الذي ضحك وهو يمد ذراعه إليها فأجفلت :
-
لا يا أندرو .. دعني و شأني..
-
أنت تشعرين بالبرد.
-
لابأس أعطني بضع دقائق أكون بعدها على مايرام، سأغلق النافذة.
نظر اليها بحدة ، ثم جذبها إليه لالماً ذراعه حولها واضعاً رأسها ليستريح على كتفه، فعلمت أن لا جدوى من الجدل معه، فاسترخت على كتفه وجسدها يزداد ارتعاشاً بفعل التصاقها به، لكنه كان ارتعاشاً ممتعاً.
كان آخر شيء تذكره هو طرقات قلبه وهدير السيارة لأنها أغمضت عينيها لتغط في سبات عميق.
عندما استيقظت، وجدت السيارة لا تتحرك وأن دخان السيكارة يعبق داخل السيارة ، ففتحت عينيها وإذ بوجه أندرو القريب منها يبعث الهدوء والطمأنينة إلى نفسها، كان رأسها ما يزال قابعاً على كتفه وذراعه مازالت تضمها ، فاستوت في جلستها.

قال بصوت منخفض:
-
هل تشعرين بالنشاط الآن.
-
طبعاً.
كانت السيارة متوقفة في شارع هادئ يقع في إحدى ضواحي لندن، فسألته:
-
أين نحن؟.
-
لقد وصلنا، فكرت في تركك تستريحين قبل أن أوصلك إلى منزل شقيقتك.
-
شكراً أنا بخير الآن.. أرجوك خذني إلى المنزل.
-
هل أنت واثقة؟ بإمكاننا الذهاب إلى مطعم للعشاء ثم الى فندق نقضي فيه ليلتنا ، مارأيك ؟ لا تجادلي الآن

حسناً كما تريد، لكن فلنذهب أولا إلى الفندق.
تبين لها في الفندق أنه قد حجز غرفة مسبقاً من باب الاحتياط ، اخذ المفتاح من موظف الاستقبال وقادها بنفسه الى غرفة ملاصقة لغرفته، ثم قال لها:
-
ادخلي إلى الحمام وسأطلب لك حساء يدفئ جسمك قبل أن نذهب الى العشاء، أم انك متعبة وتريدين المساعدة؟
غمز مازحاً:
-
لا.. شكراً لك ..أستطيع العناية بنفسي.
سمعت قهقته وهو يخرج من الغرفة مغلقاً الباب وراءه.. بعد ذلك دخلت الحمام فأقفلت الباب وراءها.
في البداية كانت المياه الساخنة مزعجة لكنها لم تلبث أن استرخت تحتها وهي تشعر بالراحة تدريجياً نتيجة الماء المنعش و الصابون المعطر اللذان جعل عضلاتها المتوترة من النوم في السيارة تسترخي.
أخذت تفكر في وضعها الحالي فهي بعد أسابيع من الابتعاد عن أندرو تجد نفسها وحدها معه في فندق حيث لا يمنعه مانع عنها.

جففت نفسها بعد الخروج من الحمام ، ثم لفت جسدها بروب كبير أعطاها إياه من غرفته، كان واسعاً فعمدت إلى لفه وربطه عند الخصر، فتحت باب الحمام ، وأطلت لتنظر إلى غرفة النوم التي لم تجد فيها أندرو.
أخذت حقيبتها ثم أخرجت المشط ووقفت في منتصف طاولة الزينة تسرح شعرها إلى أن انسدلت الخصل الذهبية الدكناء بنعومة حول وجهها.
فجأة انعكس في المرآة صورة أندروالواقف خلفها و الناظر إلى جسدها نظرة حالمة، استقامت جيداً ثم التفتت ببطء لتطالعها يده حاملة كوباً يتصاعد منه اللهب.
-
تفضلي.. لقد أحضرت لك هذا.
مدت يدها لتأخذ الكوب منه، فراقبها وهي تشرب ، وعندما انتهت أخذ الكوب منها ووضعه على الطاولة، كان قد غير ثيابه ليرتدي قميصاً أبيض مفتوح الياقة.

وقفا صامتين يحدقان الى بعضهما فتصاعد التوتر بينهما إلى عبق الجو بشحنة كهربائية خفقات قلب ماغي الذي راح يعصف في داخلها، تطلعت حولها بقلق، تريد أن تهرب ، تائقة في الوقت نفسه إلى البقاء .
-
كيف تشعرين الآن؟
-
بخير.. فهل أعطيتني من ثيابك ما أرتديه.. فأنا أحس بألم حاد في كتفيّ، ربما بسبب النوم غير المريح في السيارة.
-
قد يكون تصلب العضلات العنق ، دعيني أرى.
تقدم منها، فأجفلت ، وضاقت عيناها، عندها قال نافذ الصبر:
-
بالله عليك ياماغي... أنا لن أغتصبك! ألم تفهمي هذا بعد؟

هزت رأسها .. كيف تستطيع أن تفهمه أنها ليست خائفة من رغباته بقدر من رغباتها هي؟ إنها تجد قربهما في غرفة نوم، ثقيل الوطأة، غير مريح، فتمتمت:
-
أرجوك .. دعني وحدي.
-
سأفعل .. أعدك.. سأحضر لك شيئاً من ملابسي، ولكن دعيني أولاً أنظر إلى ظهرك وكتفيك لأرى سبب الالم.
خرج إلى غرفته ليعود حاملاً مرهماً يخفف الألم، دنا منها ثم وضع يديه على كتفيها و أدارها ليصبح ظهرها إليه.
-
يفترض أن يقتل هذا المرهم الألم.
كان يقف خلفها، ويداه على كتفيها، بعد لحظات قال:
-
لا تخافي الآن، لكنني لن أصل إلى مكان الألم وأنت ترتدين الروب.. اخلعيه.. ثم تظاهري بأنني طبيب







Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:54 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8- أمواج العاطفة

أدارت ماغي رأسها لتنظر إليه بسرعة ثم علقت على قوله:
-
أنت تمزح دون شك !
لاشيء في الدنيا قد يقنعها بأن تخلع الروب أمامه، أردفت بحزم:
-
أنزله قليلاً عن كتفي وهذا يكفي، وعندما أقول لك توقف تتوقف.
نظرت إليه ثانية، فرأته يجاهد نفسه عن الضحك، وقد استطاع فعلاً أن يرسم تعبيراًصارماً على وجهه ثم قال:
-
حسناً.. أنت الرئيسة الآن، لكن لا تلوميني إن لم يزل الألم.
فتحت فمها لتطلق رداً لا ذعاً ، لكنها عادت فلاذت إلى الصمت لأنه ما أراد إلا إغاظتها.
-
لن ألومك على شيء، والآن هل لك أن تنهي هذه المهزلة؟
انتظرت ، مغمضة العينين، مضمومة اليدين ممسكة بأطراف الروب تحسباً لأي طارئ، أحست بأصابعه تمسك ياقة الروب وهو ينزله بلطف عن كتفيها، أحست بالتوتر الشديد عندما لامست أصابعه جسدها الذي سرت القشعريرة فيه

أمسكت بالروب بإحكام أكثر وهي تقول بحزم:
-
هذا يكفي.
-
عظمتا كتفيك ليستا مرنتين وعضلاتك متوترة و منتفخة..
-
هذا يكفي.. ولا حاجة إلى أن ترى كل ظهري لتدلكهما لي.
تنهدت، عندما أحست بأنفاسه تزفر قريباً من عنقها.
-
حسناً..لكن لا تلوميني...
-
لن ألومك! أرجوك أنه الأمر!
أما مجنونة لأنني سمحت له بتدليك كتفي.. بل فلأقل إن هذا اليوم كان سخافة.. أردت أن أعينه بسبب قلبي العطوف.. ولكن هل سيقدر ذلك؟ .. بالطبع لا..لماذا يتأخر في التدليك؟ لن أطيق صبراً .. تمتمت:
-
ماذا تفعل؟.. هل تصنع الدواء الآن؟

فرد بلهجة متأنية صابرة:
-
أنا أنزع الغطاء عن الأنبوب، وأضغطه لأخرج المرهم.. ثمة اعتراض على ذلك؟
فتحت فمها لتحتج، لكن لمسة يده المفاجأة فوق كتفيها العاريتين حبست الكلام في حلقها، أرادت أن تتنشق الهواء بعد أن شعرت بالمرهم البارد على بشرتهاالدافئة، لكن ماصدمها هي الأحاسيس التي استعرت و أثيرت فيها من ملمس يديه.
ماكان يجب أن أوافق على هذا.. تحركت يداه برقة فوق كتفيها اللتين لسترختا وزال منهما الألم بفعل الماء الساخن ربما فهما لا تؤلمانها كثيراً، وبدأت تشك في أنه بالغ عظم لها نتائج الألم.
بدأت عضلات ظهرها وكتفيها تسترخي، فأغمضت عينيها وتركت رأسها يسقط إلى الأمام بينما تابعت يداه ضرباتهما الرتيبة الرقيقة.
وتكونت في مخيلتها صورة جديدة اه.. هل هذا هو أندرو كروس، أداة التعذيب البارد لحياتها العملية؟ الرجل الطويل ذو الخلاق البغيضة و العينين الخطرتين؟ الخطر؟ كيف فكرت في أنه يشكل خطراً و تهديداً لها؟ لماذا قاومته بهذا الاصرارالعنيد؟ أليس هذا ماترغب فيه حقاً؟

اتخذت أفكارها منحى آخر جديداً بينما تابعت يداه عملهما تهدهدائها، لتشعرانهابالخفة، تراخت قبضتها عن الروب ، وتركته ينسدل أكثر فأكثر عن ظهرها وفوق ذراعيها.. لقد اعترفت لنفسها منذ زمن أنها تحبه، ألم تفعل؟ ماالفرق بين أن تكون علاقتهما قصيرة الأمد أو طويلة؟ لماذا لا تتمتع بقربه منها؟ ألن تندم أكثر لو أن هذه الفرصة أفلتت من بين يديها ؟ ألن تتألم الآن لو رفضته أكثر مما قد تتألم عندما يتركها تعباً منها؟
شُل تفكيرها وتوقف عند مشاعرها التي أثارتها يداه، تسارعت أنفاسه تدريجياً فوق بشرتها وخفق قلبها بجنون لم يسبق له مثيل.
فجأة توقف يداه، ليريحهما على كتفيها، فأحست بشفتيه تهبطان الى عنقها برقة لم تلبث أن تحولت إلى شغف عندما امتنعت عن المقاومة ، كان جسدها ينتظره فأبعدت خصلات شعرها إلى الجانب الآخر فتحركت شفتاه فوق عنقها وصولاً إلى صدغها:
-
ماغي.. ماغي.
لم تتكلم .. بل لم تتحرك، لأن أصواتاً مدمدمة مثيرة عصفت في داخلها ولأن كيانها وجسدها اشتعل بنيران العاطفة، أحست بخفة في رأسها، فأسندته إلى صدره حيث سمعته يتنفس بحدة.

كانت ذراعاه حولها ، تشدانها إليه أكثر فأكثر حتى أحست بقماش قميصه الناعم و بخفقات قلبه تحت ملمسه.
حركت رأسها إلى جانب واحد، فأحست بشفتيه تمران بسرعة على خدها .. فتنهدت عميقاً ، وقد تجردت منها كل رغبة أو إرادة في إيقافه.
أمسكها بكتفيها ليديرها إليه فجأة بقساوة، ففتحت عينيها، ونظرت إليه، فإذ بشعره المرتب في فوضى كاملة تتدلى خصلات منه فوق جبهته، مدت لترفعها إلى الخلف ، فقال مقطوع الأنفاس:
-
أرجوك ماغي.
فوضعت إصبعها عل فمه وهمست:
-
أعرف هذا، ولا بأس عندي.
-
ماغي.. لقد قلت لك إنني لن أجبرك على شيء، وكنت أعني ما أقول، ماعليك سوى قول كلمة، وسأنقلك إلى منزلك، الآن وقبل فوات الأوان.
فابتسمت ومررت إصبعها فوق خده وهمست:
-
الكلمة هي أجل ، لكن عليك أن تمهلني مزيداً من الوقت وأعدك أنه لن يكون طويلاً .
فأمسك بوجهها وأخذ يدلك خدها بإصبعه، ثم هز رأسه:
-
ماذا تملكين ياماغي.. يجعلني هكذا ... هكذا...

ضمها إليه بكل شغف يبثها حبه وعاطفته، لكنه تمالك نفسه نزولاً عند رغبتها فقاوم مشاعره المتأججة ثم قال:
-
سأعطيك المهلة التي تريدينها لذا سارعي إلى ارتداء ملابسك قبل أن اغيررأيي و أمنعك من الخروج، هيا...سأستحم أنا في هذه الأثناء.
ابتسمت له وهي تكبح ايضاً جماح عاطفتها ثم رفعت الروب الذي انحدر إلى ماتحت كافيها وخرجت من الغرفة ببطء بعد أن حدقت فيه فترة غير وجيزة...
هل هذا حقاً أندرو كروس.. لا تستطيع التصديق .. لكن هل ياترى لهذه العلاقة أمل بالاستمرار أمداً طويلاً؟ إنها تعلم أن لها نهاية ، لكنها ستقنع بما سيقدمه لها خلال فترة لن تتجاوز الستة أشهر، لأن ذلك هو الحد الطبيعي لعلاقاته.. إلا انه خلال هذه الفترة يبقى مخلصاً للمرأة التي يقيم علاقة معها وعليها الرضى بذلك.
يجب أن لا تفكر في هذا الآن..سترضى به كما هو .. لأنها تحبه ، وترغب في البقاء معه، لكن عليها قبل ذلك إمهال نفسها للتفكير أكثر فهي ليست امرأة متسرعة في قراراتها.
لكن أليست هذه هي المشكلة، وتنهدت ، ثم مدت يدها إلى ملابسها، إن التفكير سيجعلها ترفض مايريده قلبها.
قبل أن تعود إلى غرفة النوم فكرت في لوك وفي الغيرة الفاحشة و الشكوك التي كانت تأكلها عندما كان يغيب عن المنزل، مختلفاً حججاً واهية كان يقول لها انه في رحلة عمل أو أنه يسهر مع الشباب أصحابه.. فهل ستتمكن من المرور بهذه التجربة ثانية؟ وهل سيتكرر الشيء نفسه إن رضيت بأن تقيم علاقة معه؟ ولكن أندرو ليس لوك.. كان زوجها الذي أقسم بالوفاء ساعة تزوجا.
لما وصلت إلى غرفتها ولم تجده سعت إلى غرفته التي وجدتها فارغة ايضاً.. لكنها قبل أن تعود أدراجها لمحت محفظة أندرو مرمية على الأرض، وقد تبعثرت محتوياتها ولفت نظرها بطاقة صغيرة عليها كتابة غليظة مألوفة ، فحدقت فيها وقرأت( ذكريات محببة.. دون ندم).
تسمرت في مكانها ، فالبطاقة خالية من اسم أو تاريخ ، فهل حضرها سلفاً لها، لأنها لن تكون موجودة لتقوم بهذه المهمة، أم انه متورط امرأة أخرى لا تعرف عنها شئياً؟
لم تطق التفكير .. وقفت حائرة في أمرها، ماذا تفعل؟ ثم عرفت مايجب أن تفعله.
أخرجت ورقة و القلم من حقيبتها وكتبت بسرعة قبل أن يصل أندرو الذي على مايبدو مازال يستحم:
- (
أندرو .. لقد عدت إلى منزلي، ولن أعود للعمل معك.. أرجوك لا تتصل بي، ولا تحاول أن تتصل بأية طريقة أخرى.. لقد عرفت الآن أن الأمر لم ينجح بيننا).
لاحاجة إلى المزيد من الكتابة فما كتبته يكفي، لكنها قبل أن توقع اسمها ودون إرادة منها وجدت نفسها تضيف : ( ذكريات محببة.. دون ندم).

وضعت الورقة مع البطاقة الأخرى و المحفظة على الطاولة قرب السرير، ثم خرجت بهدوء من الغرفة، إلى الردهة، ثم الى الطريق وبدأت تسير حثيثاً باتجاه محطة القطار الذي سيقلها إلى سوانسي ، بقيت طوال الطريق صامتة تسند رأسها إلى المقعد تاركة البؤس يستبد بها.ريحانة
لم تدهش ماغي عندما لم يحاول أندرو الاتصال بها في الأيام التالية، فافتتاح شركة هايكنز سيتم هذا الأسبوع، ولابد أنه مشغول بتريبتات كثيرة ، أضف إلى أنها تعرف تماماً تصرفه الخالي من أي اهتمام بالنسبة لمغامراته العاطفية.
خلال الأسبوع الذي تلا هروبها من أندرو ، تصورت النظرة التي لا شك في أنها ارتسمت على وجهه ساعة وجد رسالتها على طاولته، كيف تلقى الأمر ياترى؟ هل تلقاها بابتسامة الفيلسوف؟ أم بغضب عارم؟ أم يرضى لأنها اراحته من نفسها قبل أن يتعب منها؟
رغم معرفتها الوثيقة بطريقة تفكيره إلا أنها مازالت تجهل الكثير من نواحي حياته.. فهو يخفي الكثير تحت ذلك القناع البارد.
يوم الاربعاء من ذلك الأسبوع اتصلت بها امها بعد الظهر .. وقالت:
-
تعالي الى العشاء ياعزيزتي.. فلدينا لك أخبار مثيرة.
ولكم كانت بحاجة لأخبار مثيرة تحول مسار تفكيرها ، لقد تسكعت في منزلها ثلاثة أيام حتى سئمت من نفسها التي عجزت عن نزع صورة أندرو وهو التفكير في مستقبلها لأنها رغم جهودها الحثيثة لم تتمكن من نسيان يديه اللتين تشعر بهما إلى الآن تلهبان جسدها ، وتشعلان النار في شرايينها، بل كيف تنسى صورته وهو ينحنى فوقها لامعة عينيه اللتين تلاحقانها ليلاً ونهاراً بشوق.ريحانة
كلما رن جرس الهاتف، رن قلبها معه، متسائلة عما اذا كان هو المتصل، لكنه لم يكن هو مرة، ومع أنها كانت تتوق لسماع صوته إلا أنها تعلم أن من الأفضل لها أن يتركها و شأنها ، فهي مازالت تشك في قدرتها على مقاومته رغم القرارات التي اتخذتها..
استقبلها والداها ذلك المساء بوجهين مبتسمين ، وكان بإمكانها القول أن والدها كان يجاهد قدر استطاعته ليبقى هادئاً ومسيطراً على أعصابه، ولكن والدتها لم تكن تشعر بمثل هذا الكبت، وعلى الفور تفوهت بالأخبار.
-
حبيبتي ، جمعية خريجي الجامعة ستقيم حفلة التكريم والدك في الشهر القادم بمناسبة مرور ثلاثين سنة على خدمته المخلصة ولمحافظته على مستوى التعليم العالي فيها.
صاحت ماغي بغبطة:
-
أوه يا أبي .. أنا فخورة جداً بك!
فقال والدها ليغبطها قليلاً:
-
هذه الضجة التي تفتلعها النساء! انها على الأرجح طريقة لطيفة لإبلاغي بأنني تجاوزت القمة، ولتسهيل إزاحتي عن وظيفتي قبلأن يدب فيّ الخرف!
تفهمت ماغي مايعتري مزاجه:
-
ربما أنت على حق .. وقد تحصل على ساعة ذهبية على كل الأحوال.
-
بل على الأرجح لوحة برونزية.
-
بإمكانك وضعها فوق مرآتك، كي تذكرك كل صباح بالدور الهام الذي قمت به في الحياة.ريحانة
ارتد رأسه إلى الوراء ضاحكاً.. هو وابنته متشابهان، يفهمان بعضهما بعضاً، لكن والدتها وقفت تحدق إليهما حائرة:
-
انتما الاثنان! ماغي لا يجب أن تشجعيه هكذا، انه شرف عظيم، ووالدك يستحقه، انتظرا حين تأتي ليسلي ، فهي تعرف كيف تتلقى روح هذا الاحتفال.

خلال العشاء ، تحدثوا عن الحدث الكبير الذي موعده في منتصف آب، اي بعد ثلاثة أسابيع حيث سيقام في أقدم فندق راق فوق التلال المشرفة على الخليج، في مكان ليس ببعيد عن حرم الجامعة ، وسيحضره كبار رجال الاعمال و المحامون المعرفون في المنطقة

خلال عودة ماغي تلك الليلة إلى منزلها ، أخت تتساءل ما إذا كان سيحضر أندرو الاحتفال، لو أن شركة هايكنز انطلقت ولم يعد حولها تلك المشاكل المعروفة لانطلاق اي عمل، فبالتأكيد سيحضر .. كل تلامذة والدها القدامى سيرغبون في تكريمه.. فكيف ستكون ردة فعلها عندما تراه؟ وكيف ستكون ردة فعله هو؟
تنهدت وهي توقف السيارة في المرآب قاصدة بعد ذلك المنزل ، ماعليها الآن إلا أن تنتظر قطع ذلك الجسر عندما تصل إليه.ريحانة
يوم الاثنين الذي تلاءه، تم افتتاح الشركة، وامتلأت الصحف بأخبارها وصور حفلة الافتتاح ، وأقسام العمل فيها .. مع أن التقارير كانت مختلفة ، وأحياناً متناقضة، إلا أن الجميع أجمع على أن وجود أندرو كروس على رأس إدارة الشركة سيوصلها إلى النجاح.
يوم الأربعاء، اتصل بها مات ماكلاود:
-
آسف لإزعاجك أثناء عطلتك ياماغي، لكنني أضعت مكان وجود ملف استثمارات السيدة ديكسون ، فهل لديك فكرة أين يمكن أن يكون ؟.
إذن، أندرو لم يقل له بعد إنها تركت العمل دون رجعة ، فماذا يعني بهذا ؟ ألانه كان مشغولاً تجاهل الأمر أم لأنه نسيه؟
فكرت للحظات ، تبحث في ذهنها تفاصيل المكنة المحتملة التي أخرجتها متعمدة من تفكيرها:
-
أنا أحتفظ بكل الملفات الاستثمارية في الدرج السفلي من خزانة الملفات الكبيرة خلف مكتبي، والملف المطلوب مكتوب عليه الاسم بوضوح.
-
اسمعي ..أعرف أنه كان معي .. لكنني لا أجده.. وسيحرقني أندرو حياً لو عرف أنني أضعته.
-
اسمع مات.. لا تذعر.. ماكان لديك هو مجرد نسخة عن الملف، وكل النسخ الأصلية مسجلة عند كاتب العدل.. ولقد أرسلتها إلى هناك بنفسي بعد أن وقعتها السيدة ديكسون، اذهب إليهم ، واطلب نسخة عن جميع الوثائق ، أما بشأن أندرو فلا تخش شيئاً لأنه سيغض الطرف عن الأمر بعد فترة وجيزة.

فتنهد مات بارتياح:
-
يا إلهي.. أشكرك آلاف الشكر ياماغي، لأنني كنت على وشك أن أنتحر! وسأكون سعيداً عندما تعودين إلى العمل، جوليا تبذل قصارى جهدها، ولكن ليس لديها قوة ذاكرتك وحسن تنظيمك.
فردت بسرعة:
-
ستتعلم ، أعطها الوقت ، كيف تسير الأمور؟
وأخفض مات صوته ليسرّ لها:
-
الأمور لم تسر على مايرام حتى الآن، لكننا في الغد، سترمي قنبلة في الأسواق، ولاأحد يعلم بذلك حتى جوليا ، اتفقا مع مختبر أبحاث للبدء في تصنيع xxxx جديد.
-
أوه مات، هذا رائع! أنا سعيدة لأن رحلتي مع أندرو لم تذهب عبثاً.

اية رحلة؟
-
الرحلة التي قمنا بها يوم اضطررت إلى ملازمة دين بورتن في المستشفى، لقد طلب مني أندرو مرافقته لإعادة توقيع بعض المستندات.
-
آسف ياماغي... لكن ليس لدي أية فكرة عما تقولينه.
لم تعرف ماغي بماذا تفكر.. هل نسي مات؟ لقد كان وضع المؤسسة حرجاً بسبب فقدان الوثائق.. أم أن أندرو كذب عليها؟ ولكن ماالفرق الآن ؟ سألته:
-
كيف حاله؟ أعني أندرو؟
-
أوه، أنت تعرفينه .. سيبقى دائماً كماهو، ذو وجه متحجر كبير، يصرخ بالأوامر يمنة ويساراً، نافذ الصبر، متطلباً، ولكن .. ياإلهي ليتك ترينه في هذه الأيام، إنه يبدو عصبياً ، ومتعباً و منعزلاً أكثر من المعتاد، لعل سبب ذلك يعود إلى ضغط العمل.
-
هذا ممكن.ريحانة
-
اسمعي ماغي، علي الذهاب، شكرا على خدمتك، كان علي أن أعرف هذا بنفسي.

وغلقت السماعة ببطء.. هل ادّعي أندرو تلك الحجة يوم ذهابهما إلى لندن كذباً؟ لكن لماذا؟ هل كان يسعى فقط إلى قضاء ليلة معها؟ كيف فكر في ذلك وهو على وشك افتتاح أكبر شركة قام بتأسيسها حتى الآن.
تنهدت .. إنه لغز محير.. لا مجال لمعرفة مايجري داخل رأسه.. وهاهو نصر آخر يسجله أندرو.. أندرو كروس الكبير..أليس هناك حد لذكائه؟ ومقدرته على نيل مايريد؟
حسناً.. هو لم ينل مني شيئاً .. ترى كم عدد النساء اللواتي تخلين عنه هن أولاً؟
في الصباح اليوم التالي، استقلت القطار قاصدة المدينة لتلقي نظرة على شركة هايكنز الجديدة، أرادت أن تشاهد نجم انتصاراته.
لم يكن الدخول مسموحاً ، ولكن حارس الباب الذي سبق وشاهدها مع أندرو، أذن لها بالدخول، تأملت ماغي ماحولها فرأت كل شيء أبيض، الجدران و الأبواب و العاملون و العاملات.
شاهدت مات من بعيد، يقف مع رجل متوسط العمر يتحدث إليه وهو يشير إلى العمال، لم يكن هناك أثر لأندرو، أمضت ساعة وهي تمر بجميع الأقسام دون أن يهتم بها أحد ، فالجميع مشغول بما يفعله..تأثرت بما رأته بصمت.. مع انها تعرف تماماً مدى نجاح رب عملها السابق ، وكانت قد قررت مغادرة المكان قبل أن تلتقي به إلا أن ماشاهدته أسر لبها حتى نسيت الوقت، عادت للمرور من أمام قاعة العمل الكبيرة، وهناك من خلف الزجاج شاهدته يقف مع مات و الرجل الآخر، وبسرعة استدارت خارجة وفي ظنها أنه لن يراها...

أخيراً وصلت إلى الباب، وقبل أن تخرج ، لم تتمالك من إلقاء نظرة أخيرة إلى الوراء.. فرأته يقف خلفها في منتصف الطريق ، إلى جانبه امرأة ، ينحنى نحوها وعلى وجهه ابتسامة مشرقة تضيء قسماته الشيطانية، بينما إحدى يديه تمسك ذراع تلك المرأة.
لم تشاهد ماغي وجه المرأة ، بل مؤخرة رأسها فقط، كان حشد من الناس بين خرج وداخل يمر بهم إلا أنها لم تر إلا أن المرأة سمراء .. أسرعت تحث الخطى متعثرة وقد أعمتها الدموع المطلة من عينيها.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 04:54 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


9- ورود بيضاء

ليلة الحفلة التي أقامتها جمعية المتخرجين تكريماً لوالدها، جلست ماغي في غرفة جلوسها تنتظر وصول والديها لترافقهما، لقد مر ثلاثة أسابيع منذ ذهابها إلى مقر شركة هايكنز.
ولم تكن قد سمعت شيئاً عن أندرو أو منه، وكان قد اتصل بها مات ماكلاود في اليوم الذي يفترض فيه انتهاء عطلة الأسبوعين، وقد صُعق عندما أخبرته عن تركها العمل نهائياً.
تقدمت من النافذة الأمامية تترقب وصول والديها وشقيقتها وزوجها روجر الذي جاء خصيصاً من لندن لهذه المناسبة، وكان الخلاف بينهما قد حل أخيراً وهذا يعني أنها ستكون شخصاً إضافياً هذه الليلة على المجموعة، آه كم ندمت لأنها لم تطلب من مات ماكلاود مرافقتها.

عاد بها التفكير إلى مات الذي قال لها إن أندرو قد سافر في إجازة بعد انطلاق العمل في شركة هايكنز، وأن وجهته مجهولة، كما ذكر لها أنه بدا مرهقاً تعباً بعد أشهر من العمل المضني.
ولكن التعب ماكان يطرق باب أندرو لأنه عاد يقفز واقفاً على أهبة الاستعداد ليبدأ مشروعاً جديداً ما إن ينتهي من القديم، لكن هل ذهب وحده في هذه الإجازة أم أن تلك السمراء التي شاهدتها ترافقه؟
وصلت عائلتها في هذه الحظة ، فأسرعت إليهم وتفكيرها ينصب على إلقاء التحية، جلست مع والدتها في المقعد الأمامي، مسرورة لأنها لن تضطر إلى رؤية أندرو الليلة.
كان فندق (رويال برنس) ضخماً ، واسع المباني، يقع على سفح تلة ، وسط حدائق مخضرة معتنى بها خير اعتناء منذ مئات السنين ، وتقام فيه الاحتفالات العظيمة التي تحضرها شخصيات مختلفة مهمة.

رتبت لهذا الاحتفال القاعة الكبرى المخصصة لحفلات العشاء ، حيث جلس ضيوف الآخرون حول طاولات مستديرة صغيرة تمتد في القاعة وصولاً إلى حلبة الرقص، كانت الأغطية البيضاء تبرق فوق الطاولات التي تنقل بينها السقاة باعتزاز و أناقة.
جلست ماغي على الطاولة الرئيسية بين شقيقتها ليسلي وصهرها روجر، ارتدت ذلك المساء ثوباً حريرياً أبيض يبرز ما لوحته الشمس من جسدها ، له ياقة عميقة عند الصدر، كانت قد أزعجتها عندما ارتدته بادئ الأمر، لكنها بعد ذلك رأت أنه مع قليل من الحذر في الحركة لن تكشف الياقة شيئاً من صدرها أكثر مما تخبئه.
كانت قد زينت وجهها بعناية ، واضعة أحمر شفاه خفيف مائل إلى اللون الزهري، ولمسة خفيفة من الأحمر على خديها ، وقليلاً من الكحل على رموشها الطويلة ، ثم تركت شعرها الذهبي منسدلاً ، يلمع فوق كتفيها.
راحت عيناها أثناء تناول العشاء وماخلله وتلاه من خطب تجوبان القاعة بعفوية مرات عديدة باحثة عن أندرو دون جدوى، عندها أحست براحة ممزوجة بخيبة أمل، عندما شاهدت رأس مات ماكلاود الأشقر ، علمت أن عليها أن تشرح له سبب وجودها هنا.

وأخيراً، بعد العشاء ، قُدم الشراب، وبدأت الفرقة الموسيقية تعزف نغمات رقص قديمة ، وبدأ الأزواج يتوافدون إلى الحلبة.
ورقصت ماغي مرة مع روجر، وأخرى مع رئيس جمعية المتخرجين ، وهاهي الآن ترقص مع والدها، قالت له مبتسمة وهما يتحركان في حلبة الرقص المكتظة:
-
حسناً ياابي .. أتشعر بتأثر بعدكل هذا الثناء الذي أفعموك به في خطبهم؟
غمزت لها عيناه اللوزيتان ، الشبيهتان بعينيها.
-
أوه..أجل.. لن أستطيع وضع قبعة على رأسي بعد الآن.. فرأسي قد تورم من كثرة الإطراء!
كانت الخطب مفعمة بالمديح للعميد روبنسون الذي قضى عمره في خدمة الجامعة والوسط الإداري و القانوني في كل المنطقة وكان قد قدم تلامذته القدامى عدة شهادات له، إحداها من عضو مجلس العموم البريطاني ، والثانية من قاضيين وغيرها من رجال أعمال بارزين.

توقفت الموسيقى أثناء عودتهما إلى الطاولة الرئيسية ، وإذ بمات يتقدم منهما وحده، بحيث عجزت عن تجنبه لكنها عادت وسألت لماذا تريد أن تتجنبه، فما الفارق الآن لو عرف أنها ابنة العميد.. ضحكت عيناه لها وقد شاهد الفستان الأنيق، والشعر اللماع المنسدل.
-
ماغي ..أنت تبدين ..أعني .. كدت لا اعرفك؟
فضحكت:
-
مرحباً مات، أقدم لك والدي جورج روبنسون، والدي هذا مات ماكلاورد، أحد المحامين في مؤسسة كروس.
نظر مات بارتباك ظاهر إلى الرجل الطويل الوقور الواقف قربها ، ثم ارتدت
نظراته إلى ماغي التي مازالت تبتسم له، ثم اعاد نظره إلى والدها، وأخيراً استعاد جأشه، ومد يده:
-
سيدي..إنه لشرف اي أن التقيك ، لم أكن أعتقد .. أعني .. لم أكن أعرف ...ماغي لم تقل قط...
ضحك العميد روبنسون :
-
أخشى أن أقل بأن ابنتي لا تحب الاعتراف بأبوتي لها.أظنها تخجل بي!
أخلاق العميد روبنسون الرفيعة الودودة، جعلت مات يرتاح البال ويستمتع بالنكتة التي قالها ، وقف ثلاثتهم يضحكون.. ثم.. شاهدته ، ماتت الضحكة على شفتيها،واشتدت قبضتها على ذراع والدها.
بدأ أندرو كروس المتجه نحوهم، أطول من معظم الرجال الموجودين، رائعاً في حلته السوداء الأنيقة ، تقدم منهم برشاقة، وبطء ويده في جيب سترته ، راحت تراقبه وقد سمرت في مكانها تنظر اليه وينظر اليها وكأنهما الشخصان الوحيدان فقط في القاعة.
سمعت صوت طنين في أذنيها ، يمنع عنها الأصوات الأخرى حولها، وأحست بيديها تبتلان ، وقلبها يخفق بجنون ، حتى شعرت بأنها على وشك أن تفقد توازنها وتقع.
سمعت والدها يقول خلال ضباب كثيف لف رأسها :
-
أند رو.. أندرو كروس ! لم أتوقع أن أراك هنا.
وجاء صوت أندرو العميق:
-
لقد عدت تواً ياجورج، كنت مسافراً.
تصافح الرجلان بحرارة، فهما صديقان قديمان، عند ذلك بدأ رأس ماغي تدريجياً يصفو وقد ساعدها على ذلك وجود والدها إلى جانبها ، خففت من ضغط يدها على ذراعه، وسمعت والدها يقول بلهجة مازحة:
-
لاشك في انك تعرف ابنتي ماغي.. التي خرجت من القمقم مؤخراً ، مقررة الاعتراف بي أباً لها امام الناس.
ارتفع حاجبا أندرو من الدهشة لحظة قصيرة ثم بعد ذلك أحنى رأسه بوقار وحزم، لكنهااستطاعت أن تميز غضباً دفيناً في أعماق عينيه.
-
أجل.. بالطبع ، أعرف ماغي .. ابنتك ... جيداً.
احمر وجه ماغي وهي تتذكر ( كم) يعرفها ، بدأت الموسيقى من جديد، فسمعته يقول:
-
هل تسمحين بهذا الرقصة؟

لم تستطع الرفض، خاصة عندما تركها والدها وحيدة بين مات و أندرو.
أمسكها أندرو، وأبقاها على مسافة منه، فراحت تحدق من فوق كتفه، منتظر وقوع الفأس على رأسها، وأخيراً تراجع قليلاً ، ينظر اليها:
-
عليك شرح العديد من الأمور.
أحست من لهجته التوتر الذي يعتمل في داخله، وأشعرتها قبضة يده المحكمة بالغضب الذي يتأجج في صدره، بينما كانت ترقص تعثرت قليلاً فأسندها بوضع يده على خصرها.
فجأة تساءلت: لم الخوف منه إلى هذا الحد؟ والناس تحيطهما من كل مكان ، كما أنه ماعاد رئيسها الذي له حق استجوابها أو مناقشتها.

نظرت إليه ببرود:
-
لا أرى أنه يتوجب علي أن أشرح شيئاً لك ، أما بشأن والدي فلم أخبر أحد عنه لئلا أتهم بأنني استغليت نفوذه للحصول على وظيفة.
-
لم أشر إلى والدك مع العلم أني أتعجب من أن يكون لجورج روبنسون الرائع ابنة مخادعة ناكرة للجميل مثلك.
حدقت فيه فاغرة الفاه:
-
مخادعة! ناكرة الجميل! كيف تجرؤ؟ وماذا عنك؟ أنت من يجب أن يشرح أموراً كثيرة لا أنا.
التقت عيونهما المستعرة غضباً فافترقا ليقفا وسط الحلبة ينظران إلى بعضهما بعضاً.
-
مثل ماذا؟ ( سألها مستوضحاً )
لوحت ماغي بيدها دلالة نفاذ صبرها:
-
مثل...أدوات التجميل في سيارتك.. والبطاقة الخبيثة التي في محفظتك، السمراء التي كنت تحادثها في الشركة.. وتلك الكذبة المبتذلة يوم سفرنا إلى لندن ليلاً!
وقفت في مواجهته، مشدودة اليدين ، غير آبهة بنظرات الناس المحدقة إليهم أو بياقة ثوبها الواسعة.
اتسعت عيناه من شدة غضبها.. فما من أحد يحدث أندرو كروس بهذه الطريقة، فأحست بسعادة مزدوجة لأنها فعلت ورفعت نظرها إليه تتحدى نظرته الثاقبة بنظرة أحدّ منها.

قال أخيراً بلهجة مرتبكة:
-
هذا بيان مفصّل.
ثم راقبته مرتبكة بينما راحت عيناه تجولان فوق جسدها وابتسامة خبيثة تعتلي شفتيه، نظرت إلى الأسفل ، فوجدت أن ياقة فستانها قد انفتحت لتكشف بوضوح لأي عين مهتمة ، أنها لا ترتدي شيئاً تحته.
أمسك أندرو يدها:
-
تعالي.. سنخرج من هنا، فقد سئمت من تقديم التسلية للناس المحدقين إلينا، وسنوضح بعضا الأمور نهائياً.
خرجت ممسكة ياقتها ، تتعثر في خطواتها ، لكن لم يكن أمامها سوى اتباع خطواته لئلا تسبب فضيحة أو إحراجاً لعائلتها.

كان الليل خارج الفندق دافئاً و منعشاً بعد حر النهار، وكان يتخلل الحدائق حول الفندق ممرات مضاءة، سار بها أندرو عبر ممر منها وهو يجرها وراءه.
وصلا إلى مقعد خشبي طويل إلى جانب نافورة ماء قرب شجرة ورد ملأت الجو بعبيرها العابق ، أمسكها أندرو من كتفيها و أجلسها بقوة فوق المقعد، ثم وقف ينظر إليها منفرج الساقين متأهباً للانقضاض عليها.
قال بلهجة متسلطة:
-
الآن ، أصغي إلي، تلك الأغراض الأنثوية التي شاهدتها هي لشقيقتي التي أحضرها أحياناً إلى هنا في سيارتي و أنا أسعى دائماً أن أجعل إقامتها هائنة آمنة لئلا تخرج من طورها.
توقف، منتظراً ردها، ولكنها عندما لم تجب نظر إليها ، لماذا يفعل هذا ؟ لماذا لا يتركني و شأني؟
-
أما تلك السمراءالغامضة التي شاهدتها معي في الشركة فكانت روزيت ايضاً، الله وحده يعرف لماذا أشرح لك كل هذا.

نظرت اليه الآن فرأت يده المضطربة تتخلل شعره :
-
لقد تركتني وتخليت عني.. لماذا يا ماغي ؟ لماذا تركتني ذلك المساء في لندن؟ .. لقد ظننت .. لست أدري ماذا ظننت!
جلس إلى جانبها ، فأمسك بيديها:
-
تلك الأمسية كنا على وفاق و انسجام وقد وعدتني بالتفكير في علاقتنا وإذ بك تهربين مع العلم أننا...كنا...
صمت... فنظرت إليه بسرعة... أندرو كروس تنقصه الكلمات ؟ لايمكن أن تصدق! جلس يقلب يديها الصغيرتين بين يديه الضخمتين، كتفاه مائلتان إلى الأمام، ومرفقاه مستندان إلى ركبتيه، أحست رغماً عنها بقلبها يخفق له، فتمتمت:
-
أندرو! ماذا أستطيع أن أقول؟ كيف لي أن أفهمك؟ قلت لك يوماً إنني لست من طرازك، وماعنيته حينذائك أنني لا أستطيع السماح بأن يكون لنا علاقة عابرة مع أني أحبك كثيراً، لكن يجب أن تفهم أن أقامة علاقة معك دون التزام ..ستدمرني... لقد مررت بتجربة مريرة مع لوك لا أريدها أن تكرر ثانية.ريحانة

-
اللعنة... لكنني لست لوك!
أمسكها بكتفيها ليديرها ويهزها قليلاً:
-
أعطني الفرصة فقط ياماغي ..أنت جميلة جداً.. وأنا أريدك.
قبلها على شعرها، في جيبنها ، في عينيها وطرف أنفها، فأخذت نفساً عميقاً ، تتنشق رائحته المحببة إلى قلبها وتمتم في أذنها:
-
وأنت تريدينني أيضاً .. وأنت تعرفين ذلك.
التفت ذراعاه حولها، وتحركت يداه على ظهرها، فشهقت.
التفكير بعائلتها التي ربما تتساءل عن مكانها، هو الذي منعها من الذوبان بين يديه، أو من الموافقة على أي شيء يقوله.
وضعت يديها على صدره، فدفعته عنها بلطف وهي تقول معترفة :
-
أجل يا أندرو ، أريدك.
أرادت أن تخبره عن حبها وشوقها لكنها قالت بدل ذلك:
-
لكن هذا لا يكفي.. على الذهاب الآن ، إذ لاشك في أن عائلتي تنتظرني..
نظر إليها طويلاً ، ثم وقف وسار معها عبر الممر إلى الفندق حيث تركها عند المدخل وهو يودعها قائلاً:
-
عمت مساء يا ماغي، بلغي تحياتي لوالدك.
قال تلك الكلمات ثم ابتعد عنها تاركاً إياها مثقلة القلب مهمومة تسير إلى الداخل وتبدأ لتنضم إلى عائلتها.
خلال الأيام القليلة فكرت ملياً في الحديث الذي جرى بينهما في الحديقة، فقلبته على مختلف وجوهه مرات و مرات، حتى ظنت أنها ستجن... لماذا أزعج نفسه بماقدمه من تفسيرات؟ ماالذي سيحصل عليه؟ لم تعرفه يتجشم عناء الجري وراء النساء هكذا من قبل، عادة هن يقمن بالسعي اليه ، بينما يرفع هو حاجبه مبتسماً بطريقة مميزة.

هي إلى الآن لا تعي إن كانت قد أصابت في الرفض أم أخطأت ، فحبه مازال يتغلغل عميقاً في فؤداها ، وكم تمنت الاتصال به لتخبره بما تجيش به نفسها، لكنها لم تستطع ذلك لأن أموراً كثيرة لم تتضح لها بعد.
ماذا عن البطاقة التي وجدتها معه؟ هل كان على علاقة مع امرأة أخرى لا تعرف عنها شيئاً؟ وماذا بشأن تلك الرحلة المريبة؟ هل خدعها لترافقه، وهل كذب بشأن الوثائق التي لا يعرف عنها شيئاً مات؟
بقي ابن شقيقتها معها بضعة أيام لأن ليسلي وزوجها قاما برحلة شهر عسل جديدة ومن المقرر أن تنتهي رحلتهما اليوم تحديداً، أخذت تراقب هذا الصغير وهو يلعب بسعادة بلعبة اشترتها له فأحست أنها ستفتقده كثيراً عندما سيذهب برفقة والديه.
إنه ولد رائع..فعلاً ، يميل إلى المرح ولديه القدرة على تسلية نفسه دون أن يحتاج إلى الكثير من عناية الآخرين، فهو احد الأولاد المحظوظين الذين يخلفون ولديهم ميل طبيعي للتكيف مع أي شيء يحيط بهم.
اليوم، هو يوم من أيام آب الحارة الجافة، أرادت فيه ماغي ري الحديقة التي يلعب فيها بول بالمرشة الآلية.
كانت ترتدي سروالاً قصيراً و قميصاً مكشوفاً يؤمن لها بعض البرودة ، تمددت فوق الكرسي تحت مظلة صغيرة تراقب الصغير و المرشة التي أخذت تسقي المزروعات آلياً.

دنا الصبي رويداً رويداً من المرشة ثم لم يلبث وقبل أن تستطيع ماغي منعه من أن يقفز داخل حلقة المياه مسروراً برذاذ الماء البارد المتطاير.
أسرعت ماغي إليه تحاول التقاطه لكن جسده المبلل كان زلقاً ، فأفلت منها وفقدت توازانها لتقع داخل دائرة الماء تماماً.
فشهقت عندما وصل الماء البارد إلى جسدها الشديد الحرارة لكن بول تمسك بها صارخاً ، وسرعان ماوجدت نفسها تطارده و يطاردها ضاحكين داخل الماء.

وأخيراً صاحت به:
-
حسن جداً أيها الشاب الصغير.. ستحضر أمك بعد قليل، وستسلخ جلدي إذا مارأتك بهذا الشكل.ريحانة
ما إن وصت مع بول إلى منتصف الطريق نحو المنزل حتى شاهدته، واقفاً في ظل سقف الشرفة متكاً إلى حائط المنزل.
شهقت من المفاجأة قائلة:
-
أندرو...! منذ متى تقف هنا؟
بدأ يسير نحوها ، أما بول فقد وجد فرصة سائحة للهرب منها ولإلقاء نفسه ثانية بين رذاذ الماء المغري.. لم تستطع ماغي فعل شيء سوى التحديق في الرجل الطويل القادم نحوها، وكل ماقدرت عليه في ذاك الوقت هو تأمل وسامته والإحساس بالسعادة و الغبطة لرؤيته.
-
لدينا عمل لم ننهه بعد.
وقف يمعن النظر فيها بدقة من رأٍسها حتى أخمص قدميها ، وفي عينيه بارقة خبث.
فجأة انتبهت لمظهرها ، فالقميص المكشوف المبتل الملتصق بجسدها لا يخفي أو يستر شيئاً كما أن شعرها تقطر منه المياه على شفتها وضمت ذراعيها حولها لتغطي صدرها، ثم قالت بصوت منخفض:
-
لقد قلت كل شيء عندي.. وليس لك الحق...
-
لدي كل الحق.. اللعنة! لقد أحضرت لك هدية.
عاد إلى ظل الشرفة، وانحنى ليلتقط صندوقاً طويلاً ثم تقدم منها وفي تلك اللحظة وصلت ليسلي من الباب الخلفي تصيح:
-
ماغي... لقد عدنا!...
ثم توقفت عندما رأت أندرو.
-
أوه..أين بول؟

نظرت إلى ابنها الجالس فوق المرشة و الماء يتساقط فوقه فصرخت و أسرعت نحوه عندها هيأت ماغي نفسها لغضب أختها الوشيك وسارعت نحو المنزل لإحضار منشفة، رامية الصندوق الذي أعطاها إياه أندرو فوق طاولة الزينة داخل غرفتها.
عندما عادت أدراجها وجدت أن أندرو قد أمسك الولد المبلل ضاحكاً ، بينما كانت ليسلي تحث الخطى إليه قلقة.
ركضت ماغي نحوهما، ولفت المشفة حول الولد الصغير الصارخ احتجاجاً ثم أخذته ليسلي من ذراعي أندرو ، وهي تمتم و تتذمر، وعندما تأكدت أنه بخير، رفعت نظرها إلى ماغي أولاً، ثم إلى أندرو بنظرة شاملة ، ثم قالت:
-
حسناً يا ماغي .. شكراً على اعتنائك بابني.. لقد أمضينا وقتاً رائعاً، روجر ينتظرني في السيارة..آه..أظن من الافضل أن أذهب الآن، سأتصل بك فيما بعد.
رد أندرو بأدب وهو يستدير إليها:
-
رافقتك السلامة ليسلي، سرتني رؤيتك، بلغي روجر تحياتي.
سارعت ماغي لتقول:
-
أوه.. لا تنسي أغراض بول ليسلي.

فأجابت:
-
سآخذها فيما بعد.
بعد أن ذهبت لم تستطع ماغي النظر إلى أندرو، ماذا يفعل هنا؟ أحست كأنها جرذ غارق في الماء! شعرها يتدلى مبللاً حول كتفيها، وثيابها المختصرة أصلاً ملتصقة بجسدها.
قفزت إلى الوراء عندما حرك يديه وفقال:
-
يالله عليك ياماغي سارعي إلى ارتداء بعض الملابس وإلا لن أكون مسؤولاً عما قد يحدث لك.
أرادت الاحتجاج لكنها لمارأت تعابير وجهه سارعت إلى الهرب منه، راكضة نحو غرفتها بأقصى سرعة، ولما وصلت إليها أقفلت الباب لتستند إليه وهي تحس بضعف في ركبتيها، وبعصف في قلبها.ريحانة
خلعت ملابسها المبللة، ثم جففت جسدها، وارتدت ملابس داخلية نظيفة و ثوباً من القطن مربوطاً عند الكتفين بشرائط.
بعد أن جففت شعرها، وقفت عند باب غرفتها.. أما زال منتظراً ياترى؟ وماذا ستقول له؟ وقع نظرها على العلبة التي نسيتها في غمرة انشغالها وارتباكها أمام ليسلي.

تقدمت إلى طاولة الزينة، ثم فتحت العلبة مبعدة الأوراق الرقيقة التي تلفها بعناية ثم .. طالعتها دزينتان من الورود.. الأبيض، فشهقت:
-
ورود بيضاء.. ماذا يعني هذا؟
ثم لم تلبث أن وجدت بطاقة حملتها بيد مرتجفة لتجد فيها كلمات كتبها بخط يده العريض الفوضوي:
-
في سبيل مستقبل طويل، وسعيد.
لم تفهم ..فهل هذه طريقة جديدة للوداع، يتمنى لها فيها السعادة لأنها تركت العمل لديه؟ عليها أن تعرف .
حملت العلبة لتذهب إلى المطبخ وتضع الورود في الماء فوجدت أندرو واقفاً هناك يستند إلى المغسلة ، ويداه أمامه وظهره إلى الوراء، ينظر من النافذة خارجاً، فقالت له بحذر:
-
أشكرك على هذه الورود الجميلة.
التفت إليها يراقبها ببطء وهي تفتش في خزانة المطبخ لتجد مزهرية تضع الورود فيها، سألها عندها تقدمت لتملأها ماء:
-
أهذا كل ماعندك لتقوليه؟
نظرت إليه بسرعة، لم يكونا قد تلامسا بعد، لكن بشرتها اقشعرت لقربه منها.. فقالت مترددة:
-
أنا.. ماذا هناك لأقوله بعد؟
-
مارأيك بقول : أحبك أندرو .. وأريد الزواج منك؟
بدأت الغرفة تميل بها.. أصحيح ماتسمعه؟ يستحيل أن يكون جاداً..ثم وبحذر شديد ، وضعت الزهرية من يدها وعيناها تمتلئان دمعاً و تنحدران إلى الأرض:
-
لا تسخر في أمور كهذه يا أندرو!
كيف له أن يكون قاسياً إلى هذا الحد؟
وببطء أدارها لتواجهه ، ثم مد يده ليمسح بإبهامه الدموع التي تسللت إلى خديها، وعلى وجهه نظرة حنان، لم ترها على وجهه إلا مرة واحدة.. يوم كان مع شقيقته، سألها:
-
هذا صحيح..أليس كذلك؟ هل الأمر صعب عليك إلى هذه الدرجة ؟ سأقولها أنا أولاً إذا شئت..أحبك ياماغي، وأريد الزواج منك.
هل أنت جاد؟
-
بالطبع أنا جاد.. هل أقول عادة أشياء لا أعنيها؟
احتواها بين ذراعيه اللتين أمسكتاها بحذر وكأنها قطعة من الخزف الثمين الأثري السريع الانكسار.
-
يافتاتي الحبيبة..أنا أحس بأني أحببتك بيأس وعجز منذ أن قلت إنك غير متزوجة، وها أنا ذا مذ ذاك الوقت ضائع.
هل هذا حقا يحدث؟ لابد أنها تحلم .. وقالت محتجة:
-
لكنك كنت تعرف أنني لم أكن متزوجة.
-
أظن هذا، إلا أنني لم أكن مستعداً للاعتراف بالأمر.. لقد كان لك سحر ياماغي حتى وأنت تمثلين دور ( لا تلمسني أبداً).
كنت تفزعيني، كان ذلك التحفظ البارد وتلك التصرفات الرسمية وكل شيء فيك يصرخ بي ( أبعد يديدك عني) .. فكيف لرجل أن يقاوم تحدياً كهذا؟
راح قلبها يغني طرباً .. أندرو يحبها .. أندرو يريد الزواج منها.. مدت يدها لتلامس خذه بنعومة:
-
إذن لقد خدعتني يوم أخذتني إلى لندن!
-
ليس في الواقع..سمي ماحدث مناورة تكتيكية.. كنت بحاجة فعلاً إلى تلك الوثائق، ولكنني أعترف أن الفكرة عنت لي عندما لم يستطع مات فعلاً أن يرافقني.
رفع يدها إلى شفتيه ليطبع قبلة على راحتها .
-
لم يكن خداعاً بالمعنى الحقيقي.. فهل أنت غاضبة؟
كيف تغضب منه وكان همه كل همه في ذلك الوقت الانفراد بها وحدها؟
فابتسمت وهزت رأسها:
-
لا لست غاضبة.
سكتت ، ثم شرد تفكيرها، أيمكن لرجل مثل أندرو أن يكتفي أبداً بأمرأة واحدة؟ رغم حبها الشديد له: لا إنها لن تحتمل تجربة ثانية كتلك التي مرت مع لوك ، فسألته:
-
أخبرني.. هل تظن أن يإمكانك التخلي عن تعلقك بالسمراوات؟
أحاط وجهها بكفيه ونظر إلى عمق عينيها:
-
حبيبتي .. أنا الآن في السادسة والثلاثين من عمري، كانت النساء منذ كنت في الثامنة عشرة مجرد لهو بينما كان عملي يأتي في المقام الأول، ثم دخلت حياتي ، فلاحظت كم كانت فارغة دون حب حقيقي ودون التزام ودونك.
ومدت ذراعيها خلف رقبته و عقدتهما، فضمها إليه بقوة، يضغط عليها لتلتصق به، واسترخت مطمئنة بين ذراعيه.

وأرجعت رأسها إلى الوراء:
-
أندرو.
-
نعم؟
أبلغتها عيناه بما لا يرنو إليه الشك كم تثيره لكن شيئاً واحداً مازال يؤرقها.
-
ماذا عن البطاقة يا أندرو؟
-
أي بطاقة؟
-
البطاقة التي كانت في محفظتك، أتذكر؟ ( ذكريات محببة.. دون ندم)
-
أوه تلك البطاقة.. كنت أنظف مكتبي ذلك اليوم فلما وجدتها وضعتها في محفظتي، كنت معتاداً على الاحتفاظ بالكثير منها قبل أن تعملي معي.
تلاشى آخر خيط للشك، وعندما حملها بين ذراعيه، وقعت عيناها على المزهرية الموضوعة على رف المغسلة ..
ورود بيضاء .. كم أنا سعيدة وتذكرت ماورد في رسالته المرفقة: ( لمستقبل طويل و سعيد)
كانت تشعر في أعماقها أنها مع أندرو ستحصل على هذا بالتأكيد.

تمت



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.