آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-18, 05:48 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل العاشر


حريق القلب
كانت كارين تجلس في غرفة الانتظار على ركبتيها مجلة مفتوحة لم تستطع ان تقرأ منها شيئاً. فأعصابها ترتجف والانتظار قد طال. لقد أخبرها الدكتور هوبكنز جراح التجميل ان العملية ستقتضي أربع ساعات وها قد مضت ست ساعات وما من خبر. أيعقل ان شيئاً قد أصاب برايان الذي أخبرها أن العملية( قد لا تنجح)؟ ارعبتها فكرة أن يكون قد أصابه اي مكروه.
ما عادت قادرة على البقاء جالسة هكذا متصفحة مقالات لا تعي ما هي لذا سارت نحو النافذة لتتأمل الثلج المتساقط منذ الليلة الماضية. ربما كان برايان على حق حين قال لها أن عليها البقاء في غرفة الفندق، التي حجزها لها، إلى أن يتصل الطبيب هوبكنز بعد انتهاء العملية لكنها لم تتصور أنها قادرة على البقاء هناك بعيدة عن برايان.
فُتح باب غرفة الانتظار ليطل منه الدكتور هوبكنز ووقفت حيث هي تحبس أنفاسها خائفة.
- إنه على ما يرام سيدة كالدويل. لقد كانت العملية معقدة أكثر مما توقعت لأن عضلات الخد كانت معطوبة فلو أجرى العملية قبل سنة أو سنتين لهان الأمر أكثر ولكنه سيكون بخير. هو الآن تحت تأثير البنج لكن يمكنك رؤيته لدقائق معدودة.
- اوه شكراً لك.
زفرت أنفاسها، ثم اسرعت تلحق به بساقين مرتجفتين إلى أن وقفت قرب السرير تنظر إلى برايان، رأت رباطاً رفيعاً طويلاً مثبتاً على خده الأيسر وفمه كله مغطى إلا فتحة صغيرة من الجهة اليمنى حيث استطاعت أن ترى بعض الدم.
تأوه ومدد نفسه ثم تحركت اصابعه لتطبق على يدها. أما هي فانحنت فوقه لتمنعه من الكلام وقد رأت شفتيه تتحركان.
- لا يا برايان لا تتكلم،كن هادئاً.
حرك رأسه فوق الوسادة:
- حبيبتي.
خفق قلبها وهي تضع شفتيها على خده السليم، وقد أحبت نغمة صوته وهو يطلق هذه الكلمة التي لم يقلها قط. وامتدت يده إلى كتفها وهمس :
- يا حبيبة قلبي.
تأوه فانحنت لتهمس له بكلمات حب لا تنتهي. لكنه قاطعها بصوت أجش:
- لودي... لودي ... لا.
لوى رأسه بعيداً فتركته وهي تحدق إليه وقد جف الدم في عروقها تاركاً فراغاً مؤلماً في صدرها.
بعد لحظة، جرّت نفسها مترنحة إلى الخارج ثم إلى غرفة الانتظار الصغيرة. وجلست متقوقعة على نفسها في المقعد الذي أمضت يومها فيه. وأخيراً أدركت أن لودي زوجته السابقة، كانت سبب كرهه للحب،وسبب إصراره على أن الزواج الناجح لا يحتاج إلى الحب: إنه باق على حبها رغم إنكاره. فمنذ أن تركته وهو يشعر أنه ليس بحاجة لحب أية امرأة أخرى. فها هو يناديها بعد سنتين من الطلاق... لقد قال: الحب فخ يقعد الضحية، ويتركه عرضة للهجر... ولقد كان الضحية ولودي هجرته. إنه على حق. أحست بألم يرسل إلى قلبها شللاً وضياعاً. لقد استخدم كارين لينتقم من معاملة لودي له، ومع أنه يكرهها، فهو ما زال يحب المرأة التي كانت زوجته الأولى، ومازال يحلم بها ويدعو باسمها.
كانت ما تزال حيث هي جامدة عندما وصلت جولي التي نادتها:
- كارين.
رمت نفسها إلى ذراعي هذه المرأة علهما تكونا ملاذها الذي يبعد عنها هذا الألم العميق.
- ماذا حدث؟ يبدو شكلك رهيباً.
سحبت كارين المرأة المسنة نحو كرسي.
- لا... لا شيء. لقد كانت العملية أكثر تعقيداً مما توقع الدكتور هوبكنز لكنه قال أنها نجحت. وكل ما في الأمر أنني تعبة من الجلوس والانتظار.
- هل رأيته؟
- نعم لدقائق معدودة. ما زال تحت تأثير البنج.
أخذت نفساً عميقاً لتهدىء الارتجاف في جسدها ثم ابتسمت:
- هل الطريق من ثاوس رديئة؟
- ليست رديئة جداً، ولكنني أتيت مع القاضي كرينتون. فعليه الذهاب إلى المحكمة... هل تناولت الطعام؟
- لست جائعة.
- سأذهب لرؤية برايان... ثم سنتناول شيئاً ما.
ما أن ذهبت جولي حتى دخلت كارين الحمام لترش الماء البارد على وجهها ولتجففه بعد ذلك.
ولما رأت وجهها شاحباً إلى هذه الدرجة أخذت تقرص خديها لتعيد أليهما اللون. ثم لم تلبث أن شمخت برأسها وهي تقول لنفسها:ليس هذا نهاية العالم فأنا على كل حال لا أنتمي إلى عالم برايان.
كانت تقف قرب النافذة عندما عادة جولي:
- أنه نصف نائم ويقول الدكتور هوبكنز أنه لن يتقبل الزوار قبل الغد... ثمة مقهى صغير لا يبعد عن هنا كثيراً.
- معي سيارة الجيب (الشيروكي) نذهب بها إلى مطعم النزل حيث نتناول طعامنا. ثم نستريح في غرفتي قبل العودة إلى هنا.
بعد عودتهما من تناول الطعام قالت لها جولي:
- لما لا تتناولين العشاء معنا عندما يأتي القاضي كرينتون ليأخذني.
- لا شكراً لك جولي. أفضل البقاء في العيادة قليلاً.
- هل تريدين أن أبقى معك طوال الليل؟
ضحكت كارين:
- قد أبدو لك طفلة صغيرة لكنني في الواقع بخير. اذهبي إلى بيتك ما دام معك من يرافقك. فهذه الغيوم تنذر بالشر والطقس لا يبشر بالخير.
حاولت جولي طمأنتها؟
- سيكون بخير يا كارين...
- نعم اؤمن بذلك. أنا على أحر من الجمر لرؤية وجهه. أكان وسيماً؟
- قد تقولين أنني أنحاز لولدي... نعم كان رجلاً وسيماً جداً.
- ولودي؟
أخذت جولي نفساً عميقاً وهي تنظر مباشرة أليها:
- لودي كانت أجمل مما تستحق. شعر أسود، بشرة سمراء، عينان بنيتان كبيرتان ورموش طويلة بشكل لا يصدق. وجسد كأن فينوس صممته بنفسها.
- أكان برايان يحبها كثيراُ؟
- أجل... لكن هذا كان منذ سنوات مضت يا كارين، فهو لم يشاهدها منذ الطلاق. وهو مخلص لك بالتأكيد.
أرادت كارين أن تقول لها: أجل، إنه مخلص لدرجة أنه يجعلني أدفع ثمن ارضاء رغبته في لودي... لكنها سألتها بهدوء:
- وأين هي الآن؟
- إنها نجمة أوبرا تعيش في سان لويس... لقد التقاها برايان عندما كانت مبتدئة في أوبرا سانتا فاي. وبقيت هنا مدة زواجهما كلها... أنها موهوبة جداً
عند السادسة والنصف عادتا إلى العيادة لتجدا ان الدكتور هوبكنز ما يزال هناك فقال لها :
- تستطيعين رؤيته لقد استيقظ ويريد رؤيتك.
كان قد أزيل معظم الرباط عن فكه كما مسح الدم عن فمه. فتح عينه اليمنى ليقول.
- كارين؟ كيف تحملت الظلام سنة كاملة. يكاد هذا الرباط يدفعني إلى الجنون.
امتدت يده إلى الرباط الصغير فوق عينه . لكنها أمسكت يده:
- لا تكن لجوجاً. يقول الطبيب أنك ستعود وسيماً بعد وقت قصير.
أمسكت يده ثم أردفت:
- جولي في الخارج تريد رؤيتك قبل أن يأتي القاضي كرينتون ليرافقها إلى البيت وسأعود بعد أن تذهب، لكن لا تكثر من الكلام لئلا تفسد القطب.
وكانت الساعة قد جاوزت العاشرة عندما عادت إلى غرفتها في النزل، وقد بقيت فترة طويلة مستيقظة قبل أن يستسلم جسدها للنوم.
أيقظها رنين الهاتف:
- صباح الخير يا كارين...
بدا برايان من خلال صوته يقظاً تماماً.
- برايان؟ كم الساعة الآن؟
- السابعة والنصف... هل ايقظتك؟
- أجل... كيف حالك؟
- أحس وكأن أسد قضم وجهي أما عيني فتحيطها كدمة سوداء.
- ماذا قال الطبيب؟
- هو مسرور بالنتيجة. لكنني أنتظر الحكم.
- إلى متى؟
- إلى أن تعطيني رأيك
(قال ذلك وقد تغير صوته)
- هل أستطيع رؤيتك الآن؟
استندت قبضة يدها على سماعة الهاتف. فراحت تتساءل كيف ستستطيع مواجهته بعد أن عرفت سبب بقائها معه. إنها ليست بالنسبة له أكثر من كبش محرقة يحتاجه ليحمي نفسه من حب تلك المرأة.
- اجل... قد أستطيع الخروج في وقت متأخر من بعد الظهر.
- سأكون معك في أسرع وقت.
وعادت إلى الاستلقاء فوق الوسادة، مذعورة من فكرة بقائها في المزرعة وكأنها لم تعرف شيئاً: ألا يزال يحلم بها؟ هل يدعي أنني لودي عندما أكون معه؟ هل يعود إليها لو قبلت به؟
عندما وصلت كان برايان يجلس في فراشه شاحب الوجه بعد أن أزيل الرباط عن عينه اليسرى... قبلت رأسه فقال لها:
- هذا فقط؟
- أخاف أن ألمسك.
انحنت لتقبل زاوية فمه. فضحك:
- هكذا أفضل.
ضحكت وهي تأمل ألا يلاحظ أنها لا تعدو أن تكون ضحكة جوفاء.
- تبدو كولد مدلل. ألم تمرض قبل الآن؟
- لا أريد أن أتلقى درساً في الصبر.
دق الباب، ثم دخل الدكتور هوبكنز:
- لنلقي نظرة أخرى يا برايان. أريدك أن تبقى هنا الليلة يا برايان... اعلم أنني قلت لك أنك تستطيع المغادرة اليوم ولكن بعد الصعوبة التي وجدتها مع ذلك الوتر في خدك، أفضل أن تبقى ليلة اخرى. فالطقس رديء جداً... أنت تعلم أن هذه العملية لن تعيد وجهك إلى ما كان عليه. لكن الندبة الصغيرة سوف تختفي في حنايا وجهك.
استدارت عينا برايان إلى كارين لكنها تجاهلته وسارعت إلى السؤال.
- كم عمق الندبة التي ستبقى بعد الشفاء؟
- لن تختفي الندبة كلياً من الوجه أما الفم فسيعود كما كان . سنعمد إلى علاج الوجه بالأشعة لإزالة الجلد الميت ولتنعيم الجلد الجديد الذي سيحل مكان جزء كبير من الندبة. ستكون هذه الجلسات أسبوعية وأنا أعتقد أن برايان سيتماثل إلى الشفاء سريعاً لأن طبيعة بشرته تستجيب للعلاج بسرعة. أما الندبة القريبة من العين فستزول نهائياً لكني أحذرك يا برايان من الخروج في البرد او القيام بأي مجهود جسدي إلى أن أسمح لك بذلك. إن أردت الخروج فترة قصيرة فعليك تغطية وجهك.
وعاد برايان للاستلقاء على الوسادة بعد أن خرج الطبيب ثم قال بعد فترة:
- الطبيب على حق يا كارين عودي إلى الفندق قبل أن تغلق الثلوج الطرقات.
في الصباح التالي نظرت من النافذة فرأت أن الثلج ما زال يهطل وهذا يعني أنهما لن يعودا إلى المزرعة اليوم.
أرادت النزول إلى المطعم لتشرب فنجاناً من القهوة لكنها رفضت أن تترك غرفتها قبل أن يتصل برايان بها. في السابعة رن جرس الهاتف وإذا بصوت برايان يقول :
- صباح الخير يا كارين.يبدو أننا سنبقى اليوم أيضاً في هذه البلدة لكنني استطيع الانتقال إلى النزل إن شئت.
- كيف حال وجهك؟
- مشدود ومتورم أما عيناي فحمراوان.
- سأحضر لأقلك.
- ألا تخافين القيادة في مثل هذا الطقس؟
- إذا استطعت اخراج السيارة من الموقف... فقد اصل بامان.
- لست واثقا ًمن أن هذه فكرة جيدة. ولكنني مستعد للخروج.
- انتظرني إذاً.
أمضت ربع ساعة قبل أن تستطيع إخراج السيارة من بين السيارات المتراصة في الموقف.
كان برايان ينتظرها بفارغ الصبر في العيادة. خرجا معاً وقد لفّ شالاً صوفياً حول رأسه ليغطي وجهه، عندما صعدا إلى السيارة قال لها:
- هل أنت بخير؟ لقد أخذت بعض الأدوية هذا الصباح لذا من الأفضل ألا أقود.
- أتشعر بالألم؟
- - لا إطلاقاً. وصف لي الطبيب هذه الأدوية درءاً لخطر الألتهابات .
كانت رحلة العودة إلى النزل أسهل من رحلة الذهاب. عندما وصلا سألها:
- هل تناولت طعامك؟
هزت رأسها نفياً.
- هيا بنا إذاً. أنا في حاجة إلى فنجان قهوة.
بعد أن جلسا في المطعم راحت تنظر إلى وجهه وقد بدا على خده خط أحمر عريض. بينما عينه اليسرى قد غدت كاليمنى ليس فيها سوى بعض القطب كذلك الأمر بالنسبة للجهة اليسرى من الفم التي أطبقت على الشفة السفلى ولم تعد كما كانت مشدودة إلى فوق.
ابتسم لها وقد رآها تحدق فيه على هذا النحو.
- اوه يا برايان
(قالت ذلك ثم استمرت بالتحديق فيه)
- هل أعجبتك هديتك الباهظة الثمن يا كارين؟
- ألا أستحقها؟
- أعتقد أن نعم.
- أشكرك على هذه الهدية.
ركزت بصرها على لائحة الطعام بين يديها لئلا تنظر إليه ثانية وهذه السخرية على وجهه.
- ماذا قال تقرير الطقس عن العاصفة؟
- سيزداد ارتفاع الثلج إذا استمر الطقس على حاله.
- أرد الذهاب إلى ثاوس قبل أن يزداد الطقس سوءاً. فهلا جربنا حظنا في الوصول إليها؟
- هل تعتقد حقاً أننا يجب أن نفعل؟
- لقد قدت السيارة في ضروف أسوء من هذه. يجب أن أوصل بعض العلف إلى المراعي الجنوبية غداً.
- سيهتم كوري والعمال بالأمر.
أحس بالألم لما ضحك:
- أعلم هذا، لكنني كنت أريد ذريعة للذهاب. أنا في شوق إلى دفء البيت.
كانا ينتظران فاتورة الحساب وبرايان يقف ليرتدي معطفه عندما سمعا صوتاً يحييهما:
- مرحباً يا برايان.
نظرت إليه كارين فرأته يجفل وقد غادر اللون وجهه عندما التفت إلى المرأة التي تكلمت. كانت أجمل امرأة شاهدتها كارين. وسرعان ما عرفت كارين دون أن يخبرها أحد بأن هذه المرأة ليست سوى لودي.
- مرحباً لودي. هذه زوجتي كارين.
قالت كارين بهدوء:
- مرحباً لودي.
نظرت إليها لودي بسرعة ثم أعادت نظرها إلى برايان:
- تبدو مختلفاً يا برايان.
قال بصوت بارد بعد أن تمالك نفسه وعادت إليه رباطة جأشه:
- حقاً. يدهشني أنك ما زلت تذكرين وجهي.
دس ذراعه بذراع كارين ثم استدار قائلاً
- أرجو أن لا تعلقي طويلا في سانتا فاي.
جذب كارين معه وهو يسير خارجاً من غرفة الطعام. أحست بالغضب الهادىء داخله وهما يسيران عبر الردهة إلى غرفتهما.
وضبا الثياب بصمت ثم حمل الحقيبة إلى السيارة. أغلقت الباب ثم خرجت لتساعده في تنضيف الثلج عن نوافذ السيارة. لكن الثلج كان يتجمع ثانية بنفس السرعة التي كانا يزيلانه. وساعدها في الصعود إلى مقعدها ثم استدار إلى المقود فقالت:
- هل تشعر برغبة في القيادة في هذا الطقس؟
- أجل ستصبح السيارة دافئة بعد لحظات.
راحت تراقبه وهو يقودها بينما العرق يبلل وجهه. كادت السيارة تنحرف لو لم يسارع إلى السيطرة عليها. ولما أصبح البيت على مرمى البصر رأت الارتياح قد على وجهه.
حضّرت سالي لهما القهوة ثم أوصلتها لهما إلى غرفة الجلوس.
- أنت وسيم يا برايان... وأنا سعيدة جداً
(قالت سالي)
ابتسم وهو يأخذ طبق البسكويت الذي قدمته له:
- شكراً لك.
قالت له كارين :
- تبدو تعباً؟
- أنا مرهق وأنت؟
- أرهقتك القيادة أما أنا فكنت مستريحة أضف إلى ذلك أنك مازلت ضعيفاً إثر العملية.
كان عليها أن تقول شيئاً قبل أن يخنقها هذا الشيئ:
- لودي جميلة جداً.
- أجل... إنها جميلة.
كان صوته بارداً وقاسياً كالصخر.
استدار نحو النافذة، ولكنها علمت أنه قد فهم ابعد مما قصدت.
وعندما عادبأتجاهها بدا وكأنهما لم يذكر اسم لودي اطلاقاً.
- أعتقد أن الخير في أن آوي إلى الفراش باكراً مباشرة بعد العشاء.
تلك الليلة نامت وحدها وهذا نادراً ما يحدث.
أمضت أيامها في لف الهدايا أو في السير مع ألسي والفرس (السوداء) حيث كان ينضم أليها الكلب بولدن الذي كان يتبع ألسي كضلها. أما برايان فلم تكن تعرف كيف يقضي أوقاته فهو منذ مجيئه لم يغازلها أو يلامسها حتى ظنت أنه قد يحلها من زواجهما في وقت قريب ما إن يتماثل وجهه إلى الشفاء. كان الجرح قد أخذا بالتلاشي وهو في طور الشفاء التام. وهذا يعني أنه سيعود وسيماً كما كان وسيحاول استعادة لودي.
قال لها يوم الأحد عند الفطور:
- سأزور الطبيب ليزيل بقايا الجرح. وأنا أعتقد أنها ستكون المرة الأخيرة التي اقصده فيها. قد لا أعود باكراً.
- سأقلك إلى البلدة بنفسي.
- لا. شكراً. لا حاجة لبقائك طوال النهار منتظرة.
- قد تكون تعباً عند العودة.
- سأتدبر أمري.
بهذه الطريقة أسكتها وهي تشعر باالإحباط سارت نحو النافذة فرأته يخرج سيارة (الكرايزلر) من الكراج فتعجبت لماذا لم يستخدم (الشيروكي ) التي يفضلها عادة ام لعله سيقابل لودي بهذه السيارة الفخمة. تركت هذه الفكرة في قلبها حملاً ثقيلاً
خرجت تفتش عن سالي:
- سأذهب إلى (ثاوس)بما أن برايان سيغيب طوال النهار.سىأخذ ألسي معي وسأعود إلى المنزل حوالي الخامسة.
ارتدت ثياباً تناسب الطقس البارد ثم لفت مشلحاً حول رقبتها ثم أخذت دفتر الشيكات ووضعته في حقيبة يدها، وحملت سترتها بيدها ثم خرجت من الباب الخلفي. كان ذهنها مركزاً على كل شيء ما عدى الطريق وهي تتجه نحو البلدة، باتجاه مصرف(سانتا فاي) وهناك أجرت تحويلاً لحسابها من الباكويرك إلى هنا، ثم تحققت من حسابها وحررت شيكين ، أحدهما بألف ومئتي دولار لكوري ثمن هدية برايان والآخر بخمسمائة دولار دستها في جيبها.
في طريق عودتها، كانت تقود سيارتها بشكل آلي وهي تفكر بشقيقتها وزوجها.
توقفت في باحة المنزل. ثم أدخلت السيارة إلى الكراج منطلقة إلى المطبخ.
- لقد عدت ياسالي.
ابتسمت سالي:
- اتصل برايان وقال أنه سيعود عند السادسة والنصف. هل أمضيت يوماً طيباً؟
- طبعاً لكنني تعبة. الأفضل أن أتحرك لأكون جاهزة وقت العشاء عندما يعود برايان.
وساعدها حمام ساخن في إراحة جسدها المتعب. كانت ترتدي روباً صوفياً دافئاً عندما فتح باب غرفتها ودخل برايان.
تحولت عينها إلى خده المغطى بمرهم أحمر فاتح يمتد من عينه إلى ذقنه. كان يحمل بين يديه هدية قدمها لها.
- أرسلت لك جولي التي زرتها اليوم هذه الهدية.
مدت يدها لتأخذ العلبة.
- ماذا قال الطبيب عن نتيجة العلاج؟
- لاشيء... بدا لي راضياً بالنتيجة. لكنه ليطمأن أكثر سيراقبني بضع أسابيع ليعلم إن كنت بحاجة إلى عملية لبعض أجزاء الجرح.
بقيت الهدية في يده إلى أن قال لها:
- افتحيها يا كارين.
استدارت لتضع العلبة على السرير ثم دست اصبعها تحت الرباط لتفتحه. أزاحت الأوراق الزرقاء لترى ثوباً أزراق هو عبارة عن بيجاما من الحرير. كم رغبت في دفن وجهها في حنايا هذا القماش الحريري لتغرق في بكاء لا ينتهي. وقال لها:
- لجولي ذوق رائع. ارتديها الليلة.
سمعته يخرج ثم يقفل الباب وراءه.
حضر برايان شراباً بارداً لكارين. ووقف يحدق في النار تعباً مشدود الفم من التوتر. لقد حرّك مرأى لودي أثر العملية كل عوامل الحقد التي كانت تعتمل في نفسه منذ الحادثة المشؤومة. يومها تركته وحيداً في الجحيم. كم ألمه في ذلك الوقت نضرات الناس الذين كانوا يرمقونه باشمئزاز كلما أدار وجهه نحو الضوء كما لا ينسى ردة فعل الذين كانوا يعرفونه وشهقاتهم.
راح يفكر بردة فعل كارين يوم التقت لودي. كان هذا اللقاء متوقعاً ومع ذلك فقد منذ ذلك الحين هادئة منطوية على ذاتها، تاركة إياه وشأنه بعد العملية. لكنه كان يلاحظ جيداً أنها تنظر إليه بترقب ولا يدري لماذا...
كان قد نسي لقاءه الأول الذي أتى صدفة في النزل أما اليوم فقد تفاجأ أكثر عندما رأى لودي أمامه وهو يغادر عيادة الطبيب. كانت قد اقتربت منه رافعة رأسها إليه ليقبلها:
!-البط السابح فيها . كانت الغيوم تتلبد فوق رؤوس الجبال والريح تهب من الجنوب باردة رطبة منذرة بميلاد أبيض سيحل بعد يومين.
انتقلت أفكارها إلى برايان ذي الوجه الذي غدا وسيماً لكنه مع ذلك بقي منطوياً على ذاته. ولولا حبها العميق له لعاملته كما يعاملها بإهمال وانطواء. اعتقدت أن حبها سيبقي هذا الزواج حياً. لكنها علمت علم اليقين أنه لن يلبث أن يتخلى عنها. ولعل ذلك يكون نجاة لها من هذا الجحيم.
لم تلمس إلى الآن الأثر الأخير من الجرح عند زاوية فمه كما لم تلمس الأثر الذي تركته معالجة الجلد. لم يكن قد ذكر لودي قط، لكنه قد طبع اسمها بحروف سوداء أصبحت بينهما فاصلاً لا يمكن قطعه.
لقد التأم جرحه تماماً وهو يحلق لحيته كل يوم مستخدماً بعد الحلاقة العطر الذي تفضله.
تابعت مع ألسي قطع آخر خطوات إلى المنزل. لما وصلت إلى الشرفة المسقوفة رمت سترتها ثم خلعت حذاءها لتركض بعد ذلك باتجاه غرفة جلوس برايان التي كان بابها مشقوقاً. ودون أن تقرع الباب دخلت وهي تمشي فوق السجاد السميك. فتحت فمها لتناديه لكنها توقفت وقد جمدت فيها كل ذرة من الحياة بعد أن رأت أمامها هذا المنظر الذي سيبقى محفوراً بخطوط من نار في مخيلتها: برايان يحني رأسه فوق رأس لودي الأسود معانقاً وقد غاب عنهما ما يدور حولهما
برايان مرحباً
لكنه تراجع إلى الخلف، فشاهد اللون الأحمر يتصاعد إلى وجهها. وكان أكبر مكافأة له لكنها مع ذلك ضحكت وهي تعض على شفتيها:
- اوه... لقد نسيت... أنت متزوج... أين هي زوجتك... كارين أليس كذلك؟
- كارين في البيت.
- برايان... وجهك يتماثل للشفاء بسرعة وستعود إلى وسامتك القديمة قريباً. أنا آسفة لأنني كنت جبانة. كان يجب أن أتحلى بالشجاعة ولكنني لم أستطيع التفكير بعذابك. وكل هذا بسببي...
- كارين تستحق النظر إلى شيئ جميل، فهي لم تهرب مني عندما رأتني أول مرة.
التفت إليها قائلاً:
- وداعاً يا لودي.
- هل يمكن أن نتناول شراباً ما؟
هز رأسه رافضاً، ثم أسرع إلى سيارته متجاهلاً وجودها. انطلق بسيارته دون أن يحاول النظر إلى الخلف. بدت له طريق العودة إلى المنزل وكأنها لن تنتهي. ولما رأى أن الساعة قد قاربت السادسة زفر أنفاسه فارغ الصبر.
هز رأسه وهو يقف قرب النار منتظراً كارين. وتذكر كم بدت صغيرة وبريئة وعاجزة يوم زارت
(مرتفعات كالدويل) للمرة الأولى. لكنها كانت مستقلة حتى وهي عمياء.
إلى أن قلبت كارين الطاولات في وجهه: فإذا بها لا ترى فقط بل تطالبه بأن يبادلها حبها. أما ماله فلا يعني لها إلا شيئاً واحداً يساعدها في تحقيق هدفها. تريد أن تلد السي جراء لتدربها على مساعدة الأطفال العميان. هذا ما يهمها في الحياة المال لمساعدة العميان.
دخلت كارين إلى غرفة الجلوس ونظرات برايان تراقبها. ارتدّت الروح إلى جسده لمرأى جسدها الغض النحيل وذقنها الرفيع الذي يدفع رأسها عالياً متحدية زوجها الرافض أن يتواضع قليلاً.
لم يكن قد لمسها منذ يوم العملية وكانت غرائزه تعي ذلك تماماً. الألم في وجهه لم يكن شديداً. ولكن الإرهاق الجسدي، أدهشه، حتى اعترف بينه وبين نفسه أن هذا الإرهاق قد أثر عليه عاطفياً. أدار (الخلاط) ليمزج لها العصير كما تحبه. وضع في الكأس قطعة ثلج. لما مدّ يده إليها ليعطيها الكأس تلامست أصابعهما.
الإثارة التي ولّدتها هذه اللمسة لم يتوقعها. لكنه الآن ما عاد بقادر على السيطرة على عاطفته التي ظهرت جلية في صوته وهو يناديها:
- كارين.
حدق في عينيها الخضراوين امتلأتا بالدموع ثم لم يلبث أن أخذ من يدها الكأس ليضعها على رف المدفأة ليعود بعد ذلك ليرفع إليه وجهها أما هي فوقفت على أطراف أصابعها لتستقبل قبلته لكن رائحة المطهرات التي عبقت من وجهه جعلتها تجفل مترددة. فما كان منه إلا أن دفعها بعيداً وهو يقول:
- الرائحة مزعجة أليس كذلك.
- لا، خفت أن اؤلمك.
ولكنه تحرك باتجاه الباب متجاهلاً توسلاتها... نظرت الى جسده المتناسق وهو يسير مبتعداً، ثم هزت كتفيها دلالة العجز، ولحقت به إلى غرفة الطعام.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 05:48 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الحادي عشر والاخير



11- خطوط من نار
وقفت كارين بعد ظهر اليوم التالي أمام البحيرة تراقب البط السابح فيها . كانت الغيوم تتلبد فوق رؤوس الجبال والريح تهب من الجنوب باردة رطبة منذرة بميلاد أبيض سيحل بعد يومين.
انتقلت أفكارها إلى برايان ذي الوجه الذي غدا وسيماً لكنه مع ذلك بقي منطوياً على ذاته. ولولا حبها العميق له لعاملته كما يعاملها بإهمال وانطواء. اعتقدت أن حبها سيبقي هذا الزواج حياً. لكنها علمت علم اليقين أنه لن يلبث أن يتخلى عنها. ولعل ذلك يكون نجاة لها من هذا الجحيم
لم تلمس إلى الآن الأثر الأخير من الجرح عند زاوية فمه كما لم تلمس الأثر الذي تركته معالجة الجلد. لم يكن قد ذكر لودي قط، لكنه قد طبع اسمها بحروف سوداء أصبحت بينهما فاصلاً لا يمكن قطعه.
لقد التأم جرحه تماماً وهو يحلق لحيته كل يوم مستخدماً بعد الحلاقة العطر الذي تفضله.
تابعت مع ألسي قطع آخر خطوات إلى المنزل. لما وصلت إلى الشرفة المسقوفة رمت سترتها ثم خلعت حذاءها لتركض بعد ذلك باتجاه غرفة جلوس برايان التي كان بابها مشقوقاً. ودون أن تقرع الباب دخلت وهي تمشي فوق السجاد السميك. فتحت فمها لتناديه لكنها توقفت وقد جمدت فيها كل ذرة من الحياة بعد أن رأت أمامها هذا المنظر الذي سيبقى محفوراً بخطوط من نار في مخيلتها: برايان يحني رأسه فوق رأس لودي الأسود معانقاً وقد غاب عنهما ما يدور حوله
فكرت: لم يقبلني منذ العملية... وهاهي الآن تفهم سبب رفضه معانقتها البارحة، أن شكت في رغبة لودي في العودة أليه فما تراه الآن ينفي أي شك ويعطيها الإجابة.
تركت الباب كما وجدته مفتوحاً، وعادت إلى حيث أتت من الشرفة المسقوفة. انتعلت حذاءها ثم ركضت مسرعة نحو الاسطبل فالطقس لم يعد بارداً بل كل الحياة لم تعد كما كانت.
شمس العصر الضعيفة التي قاومت بشق النفس لتبقى طوال النهار. اختفت ليعم الظلام الجزئي الاسطبل. تعجبت من هذا النور الذي تراءى لها فكيف تسللت الشمس من بين الغيوم السوداء لتصل بشعاعها إلى الاسطبل. لكنها في الوقت نفسه سمعت نباحاً خفيفاً يخرج من حنجرة ألسي. أعادت النظر من جديد إلى الضوء الذي ارتفع فوق الجدار وقد تصلب جسدها الماً:
!- النار ياإلهي..
ركضت نحو الباب، فلمست الخشب بيدها فإذا به ساخنا. ابتعدت منتفضة وراح عقلها يفكر بدرس مكافحة النار التي تلقتها في المدرسة... جدي مخرجاً... ومطافئ النار... دون ذعر. ولا تفتحي الأبواب التي تبدو ساخنة. ماذا قال لها كوري؟ ليس هناك أسوأ من الحريق بوجود الحيوانات... (السوداء)... في أي غرفة هي؟ لماذا لم يعمل نظام الإطفاء الآلي؟ لقد قال كوري إن المفتاح اليدوي للنظام موجود خارج البناء. ولكن في أية جهة من المكان الموجود فيه الآن؟
أخذ عقلها يعمل بسرعة ، والتفتت إلى الكلبة:
- ألسي اذهبي فوراً إلى برايان وأحضريه إلى هنا .أو إلى كوري.أسرعي في طلب النجدة
انطلقت ألسي كالسهم باتجاه المنزل.
تصاعد الدّخان من حولها وهي تدور في المكان باحثة عن مكان وجود السوداء ولما وجدتها أسرعت إليها لتفتح لها الباب.
- تعالي... أنا بحاجة لك.
رمت حذاءها من قدميها ثم وضعت قدمها على ساق الفرس، وألقت بنفسها على ظهرها ثم احنت رأسها، وهي تمسك شعر عنق الفرس، التي صهلت عالياً عندما أحست بيدي كارين. راحت الفرس تسير متبعة إرشادات الراكبة. كانت النار محصورة في حضيرة واحدة، سمعت أصوات الحيونات المذعورة وراحت ترشدها إلى أن أصبحت خارجاً.لكن الظلام كان قد اسدل ستاره على الكون لذا أخذت تلمس الجدار لمساً إلى أن وجدت المفتاح الذي شرح لها كوري كيف يشتغل جهاز الاطفاء.
- اهدئي يا سوداء اهدئي.
كانت الفرس تتنفس بصعوبة وجسدها الضخم يرتجف ولكنها بطريقة ما. فهمت أن كارين تعتمد عليها.
بعد أن قامت بما تريد قالت للفرس وهي تضربها:
- هيا يا فتاة اخرجي من هنا.
انطلقت الفرس تعدو على غير هدى...
أما كارين فراحت تحاول تشغيل النظام:
- اعمل... أيها النظام اللعين...
شدت بكل ثقلها على الصنبور فبدأ يتحرك وتمسكت كارين به إلى أن أصبح في وضع عمودي إلى الأسفل وقد اندلعت المياه عبر الصنابير المفتوحة...
تنفست عميقاً فإذا بالدخان يدخل إلى رئتيها فيجعلها تسعل بقوة وإذا بها تشعر بدوار يكاد يوقعها أرضاً.
جاهدة نفسها لتبقى على الصانبير بينما هي تشعر بضعف شديد في ساقيها وساعديها.
بعد لحظة تنشقت بعض الهواء، ثم وقفت تترنح ومن الدخان والحرارة، قاصدة المزالج التي سارعت إلى فتحها فاندفعت بعد ذلك الحيوانات إلى الخارج راكضة لكنها في الوقت نفسه شمت رائحة شعر يحترق فلم تعرف إن كان شعرها المحترق أم شعر الحيوانات.
أحست بجسد صغير يلمس ساقيها وبذيل ألسي يهتز بقوة ثم سمعت من يناديها باسمها عبر هذا الدخان الكثيف لكن لسانها لم يستطيع الإجابة. لم تشعر إلا وهي ترفع عن الأرض لتلف بغطاء ثم لتعاد ثانية إلى مكانها:
! - كارين
سمعت صوت برايان يناديها ولكنها بدل أن تراه رأت الجسدين ملتصقين في عناق حميم. أحست بالبرودة تلف جسدها فتمتمت
(لا)
- هل أنت بخير ياكارين؟ أجيبي.
- أجل.
تساءلت أين هي لودي، وبدأت ترتجف.
- لا تتحركي...
(قال لها ذلك ثم تركها مسرعاً)
راحت تراقب ألسنة النيران وهي تسمع أصوات الناس المتعالية وصهيل الخيول المذعورة، كان وجهها يؤلمها وأنفها يشتم رائحة الشعر المحروق.
خرج طيف من بين الدخان ليركع قربها:
- كارين... أنا كوري.
أزاح الغطاء عنها، ثم وجه إليها ضوء المصباح بعيداً قليلاً عن وجهها :
- هل انت مصابة؟
- هل خرجت كل الجياد؟ هل السي بخير؟
- ألسي بخير، لولاها لما وصلنا إليك، أخبريني أين موضع الألم.
- شعري.
- شعرك؟
- أجل... إنه يؤلمني، لابد أنه احترق.
حول الضوء إليها فأغمضت عينيها اتقاء البريق، ثم سمعت صوته يتمتم بذهول:
- سآخذك إلى الداخل ياكارين.
سمعته يأمر شخصاً وإذا بها تجد نفسها فوق حمالة نقلتها بعيداً عن النيران والحركة والصهيل.
فتحت كارين عينيها لترى نفسها في فراش برايان وحاولت أن تطلب نقلها من هذا المكان لكن المحاولة آلمتها.
شجرة ميلاد صغيرة كانت تقف قرب النافذة، والأضواء الزرقاء تنعكس على الزجاج لتعطي منظراً وهمياً لشجرتين. ستحل أمسية الميلاد بعد ساعات لكن لم يعد العيد يهمها فهديتها تلقتها منذ مدة لكن امراة أخرى سلبتها اياها قبل أن تقدم هي على التمتع بها:
(كنت له لكنه لم يكن لي قط).
كان كوري يمسك بيدها وهو يضع مرهماً على أصابعها وذراعها، فقالت بصعوبة
- هذا مؤلم.
- أعلم ياكارين. ليس لدي أي مخدر لإيقاف الألم ولكن الدكتور هولي سيكون هنا بعد قليل ليعطيك شيئاً.
دخل برايان الغرفة، متشح الوجه بالسواد، مبلل الشعر حيث الماء ينساب خطوط سوداء وركع امام السرير:
- كيف حالها ياكوري؟
- لابأس بها، لكن على الطبيب معاينة ذراعها.
- كيف حال الجميع؟
- بخير. النار أخمدت والحيوانات وضعناها في الحضائر التي لم يصبها ضرر خلف البيت.
ولمس وجه زوجته بإصبعه.
- شعرك ياكارين... اوه... حبيبتي.
وأحست بشفتيه على خدها، فتساءلت عما جرى لشعرها الذي يؤلمها.
عندما وصل الدكتور هولي راقبت كارين حركاته من خلال جفنيها شبه المغمضين.
- يجب قص الخواتم التي لن نقدر على اخراجها بشكل طبيعي لأنها قد تمزق لها اللحم.
- قصها.
وأحست بملمس آلاة باردة تبعه ألم حاد فوخز ابرة غيبها تدريجياً عن كل شيئ.
عند منتصف الليل تململت في فراشها وإذا ببرايان يدنو منها دون ان يلمسها:
- هل تريدين بعض الماء؟
- أرجوك.
شربت من الكأس الذي قدمه لها وهي تشعر بألم في حلقها وساعدها وبثقل في عينيها وكأن فيهما رمالاً:
- السوداء؟
- إنها بخير والفضل لك.
أرادت السؤال عن ألسي والحيوانات الأخرى لكن شفتيها عجزتا عن نطق كلمة إذ تعامل الإرهاق والصدمة والدواء على إخلادها إلى النوم من جديد.
بعد ساعات فتحت عينيها لتجد برايان ينام قربها وهي المرة الأولى التي تراه فيها نائماً منذ العملية.راحت تتأمل قسماته: الفم السليم المسترخي. والوجه الخالي من الندوب والالتواء والتجعد. فتساءلت كما تساءلت دائماً عن طعم قبلته وهو في هذا الشكل الجديد وهذا الفم المغري.
واستفاق فجأة وتراجع على الفور ليجلس. كان ما زال يرتدي ملابسه التي لم يخلع منها سوى حذاءه.
- كيف تشعرين الآن؟
- يدي تؤلمني وجسمي ايضاً.
مدت يدها الأخرى لتدفع شعرها إلى الوراء وإذا بها تلمس شيئاً خشناً، نظرت اليه فإذا بيدها مليئة بقطع من الشعر المحروق.
- أريد أن أذهب إلى الحمام.
- أنا اىسف يا كارين كان شعرك جميلاً، وأعلم أنك كنت تريدنه ان يطول ويسترسل لكن ما العمل؟
ساعدها لتقف فوجدت نفسها ترتجف وجسمها لا يكاد يستطيع حملها على المسير، فوركها الذي صدمته السوداء بالجدار يؤلمها .
أضاءت نور الحمام فراحت تتأمل في المرآة نفسها. بعد قليل خرجت لتجد برايان واقفاً متأهباً لمساعدتها.جلست على حافة السرير:
- أنا مستعدة لمغادرة الفراش.
- لكن كارين...
لم تنظر إليه فساعدها على اتداء روبها في يدها اليمنى والقاه على كتفها اليسرى. كانت تستطيع وهي نصف مغمضة العينين أن ترى منظرها:
شعرها الأحمر الأشقر الذي استرسل إلى كتفها قد غدا مسترسلاً إلى أذنها من الجهة اليسرى، سليماً من الجهة اليمنى... أما وجهها فقد تلطخ بالاحمرار من أنفها إلى أطراف شعرها. تذكرت أن الصنابير كانت ساخنة
ولكنها لا تذكر أن وجهها احترق. هي تعلم ان شعرها يمكن أن ينمو... ووجهها سيشفى مع الوقت. فالوقت قادر على شفاء كل شيئ .
- هل تريدين تناول طعام الفطور؟
- أجل... هل ألسي بخير؟
- أجل ياكارين لو وزعت الجوائز على الأبطال لما عرفت من يستحق الجائزة الكبرى أنت أم هي.هزت كتفيها وقد اختنقت الضحكة في حلقها، فما نفع أن تكونا بطلتين وبطولتهما ما أتت إلا صدفة.
سألها وهما جالسان أمام المائدة:
- هل ترغبين في الحديث عن الموضوع... كيف اكتشفت الحريق؟
تساءلت في نفسها أي حريق؟ وهزت رأسها نافية، ثم ركزت على تناول الطعام... كان عليها الكثير من التركيز لتستطيع قضاء الأيام المقبلة بسلام.
وجاءت سالي لتقف أمامها:
- كارين، هل أقص لك شعرك ليصبح له طول واحد؟
- شكراً لك، أود أن تقصيه.
وقف برايان ثم سحب لها الكرسي.
- علي الذهاب لأتفقد بعض الأشياء... هل ستكونين على ما يرام؟ يجب عليك البقاء في الفراش.
- لا أريد.
- هوني عليك إذاً، وسأعود بأسرع وقت ممكن.
عندما انهت سالي قص شعرها، نظرت إلى صورتها في المرآة فابتسمت وهي تفكر أنه في كل حال قصير تسهل العناية به أكثر منه طويلاً.
كانت تلك اللحظات ترفض التفكير بالحريق أو بالعمل الذي قامت به منقذة بذلك الجياد من الأذى. أما الآن وقد خرجت إلى الشرفة الخلفية المسقوفة حيث تطل على الاسطبل الذي لم يصب بكثير من الأذى فقد عاد إليها منظر لودي وبرايان ولما سمعت الهاتف يرن اعتقدت أنها لودي تتصل به لكنها سمعت صوت جولي على الهاتف:
- كارين؟ لقد سمعت الخبر منذ قليل هل أنت بخير؟
- أجل... أصبت ببعض الضرر وكنت محظوظة لأنني لم أصب أكثر من ذلك.
- من أخبرك؟
- اتصل بي برايان ولمّا لم يجدني في البيت أخبر لينا التي بدت متأثرة على حد كبير لكنها لم تذكر تفاصيل تذكر.فما الأمر؟
جلست كارين تسرد الواقعة بدءاً من وصولها الى الاسطبل لكن وما أن أنهت القصة حتى كانت ترتجف والعرق البارد يتصبب من وجهها من جرّاء ذكرى التجربة المرّة المرعبة التي تذكرتها
- سآتي حالاً لأعودك أخبري برايان. اعتني بنفسك سأراك فيما بعد.
كانت ما تزال جالسة في مكانها تدفن وجهها في يدها اليمنى عندما دخل برايان ودون كلمة جذبها إليه ثم نقلها إلى غرفة جلوسه وهو يهدهدها كطفلة صغيرة. عندما توقفت عن الارتجاف، مسح شعرها عن وجهها:
- ماذا حدث؟
دفنت وجهها في صدره، وبعد لحظات قالت:
- اتصلت والدتك... ستحضر الليلة بدل الغد.
- جيد
(لمس شعرها القصير بشفتيه ثم أردف):
- لو نظرت إلى الخارج لعرفت أننا سنحتفل بعيد ميلاد أبيض.
- أعلم.
(همست وهي تلف ذراعيها حوله متجاهلة للحظات ما ستواجهه فيما بعد. ولم يلبث أن استرخى جسمها تدريجياً فثقلت عيناها في اغفاءة).
بعد فترة استيقظت لتجد نفسها نائمة على الأريكة متدثرة. راقبت من خلال عينيها المثقلتين بالنعاس ألسنة النار البرتقالية في المدفأة، وتعجبت كيف للنار أن تكون جميلة وقبيحة في الوقت نفسه.
فرض حريق الاسطبل جواً من الكآبة على روح العيد في المزرعة. مع ذلك لم يلغ برايان الحفلة المفتوح
لهذه المسية كما كان مقرراً منذ أسابيع. ما ان حلّت الثانية بعد الظهر حتى بدأ المنزل يضج بالحياة.
ساعدت سالي كارين على اتداء ثوبها الأزرق المخملي الذي صنعته لها جولي، بدت رغم الأثر الأحمر الذي تركته النار على وجهها رائعة. فقد أبرز اخضرار عينيها ولمعان شعرها. وكان في ذلك اليوم قد زارها الطبيب ففك الرباط الملفوف حول ذراعها، واستبدله برباط أصغر حجماً يحمي فقط اصابعها، مما أشعرها بالراحة أكثر.
ما أن وصلت جولي عند السادسة برفقة لينا والقاضي كرينتون حتى طلبت من برايان أن يصف لها ما حدث. راحت تفكر بان لا أحد يعرف تماماً ما مدى الضرر الذي احدثه الحريق الذي كان سببه بحسب راي برايان تصادم الخطوط الكهربائية. ولما أبدى تقديره لكارين تجاهلته فالمشهد الذي راته والذي كان سبباً في أن تكون في ذاك المكان في ذلك الوقت، لا يبرح مخيلتها.
غادر المدعوون المنزل ، ولم يبقى سوى لينا وجولي والقاضي وبرايان وكارين، في غرفة الجلوس الكبيرة عند مقدمة المنزل... وسألتها جولي:
- هل سيحضر برندا وأريك ياكارين؟
وقبل أن تجيب رمقت برايان بنظرة التقت بعينيه السوداوين اللتين لم تخبراها شيئاً.
- اجل، إنهما قادمان في الغد، إذا لم يكن الطقس رديئاً.
سمعت في أعماقها صوت برايان( لو تركتني فستصبح مزرعة بار لي...)ربما بعد عودة لودي قد يغير رايه بشأن بقائها في المزرعة بل قد يقدم لي بعض المال للمغادرة ظناً منه أنني لا أطمع الا بالمال. ليته يعلم أنني إلى الآن لم ألمس دفتر الشيكات لأرى كم أودع لي من مال في المصرف.
عند منتصف الليل، شربوا أنخاب العيد ثم اجتمعوا حول برايان وشجرة الميلاد ليفتحوا الهدايا. واعطت كارين علبة صغيرة لبرايان وجد فيها ورقة ترشده إلى الشرفة المقفلة خارج المنزل، وعاد حاملاً (السرج) الجلدي الذي طلبه كوري لها عندما كان مع برايان في كندا، ووضعه في منتصف الغرفة. جلد أسود لماع يخلو من أي شيئ ما عدا زركشة ومسامير فضية حول مقدمته.
نظر إلى كارين بعد أن قرأ البطاقة التي تقول بكل بساطة:
(ميلاد سعيد يابرايان. من كارين)
- كيف حصلت عليه؟ المكان الوحيد الذي يصنع مثله هو في كندا.
فابتسمت له، وتمنت وهي تعض داخل شفتها لو انها تستطيع معانقته ولكنها قالت فقط:
- الأمر سهل.
ضحك الجميع، فانحنى ليقبل رأسها... أما هديته لها فكانت حذاء جلدي مرتفع الساق مع حقيبة يد تناسبه. بعد أن اختفت كل الهدايا من تحت الشجرة قال برايان:
- هنا هدية واحدة بعد.
خرج الى الردهة ثم عاد يحمل معطفاً جلدياً طويلاً له ياقة من فرو تناسبه... وامسكه لكارين إلى أن وضعت يدها اليمنى فيه ثم القى جانبه الأيسر فوق كتفها.
- إنه رائع يابرايان.
فرد عليها وهو يبتسم:
- هو يلائم لون شعرك.
اوصلت جولي الجميع إلى غرفهم. وعندما حاولت كارين الذهاب بدورها أمسك ذراعها السليمة ليسألها:
- أتودين شرب شيء؟
- نعم.
أعطاها كأساً عندما جلست على الأريكة في غرفة الجلوس ثم جلس إلى يمينها بعد أن كان في وقت مضى يجلس يسارا ًليبعد عنها منظر الندبة مع العلم أنه لم يكن للأمر فرق عندها ففي كلتا الحالتين يبقى برايان الذي كانت تلمس قسمات وجهه بحب قبل زواجها.
قبل خدها قائلاً:
- ميلاد سعيد ياكارين.
- ميلاد سعيد يابرايان.
أدارت وجهها إليه، ثم لمست شفتيه بأصابعها، وهمست:
- يعجبني فمك.
- هل ستتألمين لو عانقتك؟
- لا.
انحنى يعانقها وانفاسه الحارة تلفح خدها السليم. كان يعانقها بتلك الرقة التي تذكرها منذ زمن بعيد. لامساً جسدها بكل شغف وحب مثيراً فيها كل مشاعرها حتى غرقت هي في أحضانه مستسلمة ليديه الحارتين وعناقه المتطلب.
(نعم، نعم) همست بينما هو يتابع عناقه برقة فيها رغبة عنيفة جامحة اثارت فيها لهيباًحارقاً.
أبعد وجهه عنها متمتماً:
- كان يمكن أن تتأذي بشكل خطير يا كارين، ماذا كنت تفعلين في الاسطبل؟
اتسعت عيناها وقد سمعت السؤال... لودي... الاسطبل... النار... لودي... خرجت شهقة من حلقها وهي تدفعه عنها، لتهرب على غير هدى إلى غرفتها.
حضّرت سالي الفطور متأخراً للجميع، وبينما كانوا يجلسون لتناول القهوة نظرت جولي إلى كارين وسألتها:
- كيف استطعت جعل السي تتركك وماذا قلت لها أن تفعل؟
فهمت كارين ما تريد جولي فسردت عليها ما حدث محاولة الابتعاد بتفكيرها عن الجزء الآخر من القصة. والتفتت إلى برايان:
- ألسي يجب أن تحصل على معاملة خاصة جداً، لأنها هي من انقذت الاسطبل في الواقع.
راحت عيناه تنظران أليها وكأنهما تسالان عن سبب هروبها منه بالأمس دون أي تفسير أو توضيح. لمن لم يلبث أن اختفت النظرة والتساؤل لتحل مكانهما البسمة:
- سأقول لك ماذا سنفعل... سنزوجها بولدن مكافأة لها.
وضحك الجميع بينما أحست كارين برعدة خفيفة لعلمها أنه سيمنحها الجميل الذي طلبته منه منذ أسابيع.
غادر الزوار باكرا، تاركين لأنفسهم الوقت الكافي للوصول إلى (ثاوس) باكراً وبدا المنزل خالياً. وقف برايان وذراعاه حول جيدها يراقبان السيارة تبتعد. ونظر أليها:
- سأذهب لأساعد كوري، اذهبي للراحة قليلاً... اتفقنا؟
- نعم.
لما اصبحت في المنزل وحدها راحت تنتقل من غرفة إلى أخرى مبدية إعجابها بالزينة التي يعود بعضها إلى طفولة برايان بحسب ما أخبرتها جولي، وقد ذكرت لها أن بعض هذه الزينة قد صنعها والده وجده بأيدهما في وقت لم تكن الزينة تملأ المحلات كما اليوم.
أمسكت بقطعة زينة صغيرة، تمثل طفلاً في مزود ملفوف بقماش صوفي ازرق، لا يتجاوز حجمها الانشين... هل سيحصل بايان يوماً على أطفال يتمتعون بهذا الكنز من المصنوعات اليدوية؟ ارتجفت ثم توجهت نحو النافذة فرأت أن الثلج قد توقف عن الهطول... وسمعت وقع حذاء برايان الثقيل... وبعد دقائق دخل إليها.
حدقا ببعضهما، إلى أن قال:
- لا بد انك تعبة ياكارين، بعد كل الاثارة والصحبة التي مرة بنا. كيف حال يدك؟
- إنها لا تؤلمني ولا تبدو سيئة كثيراً بعد أن وضع عليها الدكتور هولي الشاش المرطب.
تقدم منها يحمل شراباً وقدم كأساً لها:
- لم تسنح لنا فرصة للكلام... أخبريني كيف اكتشفت الحريق؟ هل تمانعين في الحديث عن الأمر الآن؟
فهزت رأسها، وارتشفت القليل من شرابها...
- كنت أسير مع ألسي نحو الاسطبل وإذا بها تنبح وتدور حول نفسها فلما نظرت لأرى ما سبب عملها هذا شاهدت النار.
- لقد كان معطفك على المقعد في الشرفة المغلقة. خلعته ثم سرتي إلى الاسطبل بدونه؟
- لم يبدو لي وقتها الطقس باردً، وبما أنني كنت أرتدي كنزة سميكة خلعت المعطف.
- ألم تدخلي إلى المنزل
- بلى.. لقد دخلت المنزل يابرايان، لقد عدت لأقول لك شيئاً اعتقدت أنه مهم. ولكنك كنت مشغولاً، لذا عدت إلى الاسطبل.
- كان بإمكانك مقاطعتي... ماذا كنت أفعل؟
- كنت تغازل لودي.
رفع رأسه بحدة وقد ضاقت عيناه:
- أهذا ما اعتقدته؟
- هذا ما رأيته.
أخذ ينظر إليها دون أن يحاول الإنكار. بدا وكأنه غير مهتم بالسؤال عن الأمر المهم الذي أرادت قوله بل لم يهتم ولو بالاستماع إليه. ابتعدت عنه ولما وصلت إلى منتصف الغرفة نظرت إليه ثم قالت له بصوت ناعم لتخفي شدة الألم الذي تحس به:
- زواجنا كان كالسيرك منذ اليوم الأول. أعلم أن كل سيرك يجب أن يكون فيه مهرج لون شعره برتقالي. ولكنني لم أعد أهتم بأن أكون العرض الاستثنائي الغريب بالنسبة لك. لولاك ولودي، لما اكتشفت أنا والسي الحريق، لذا فمن يستحق الجائزة الكبرى أنت ولودي.
وضعت كأسها على الطاولة أمامها، ثم أخذت نفساً عميقاً وتابعت:
- كان حبك يجري في دمي جرياناً طبيعياً ولن اقدر على أن أوقفه لكن ثمة شيء وحيد اريده وهو أن لا احبك بعد الآن.
خرجت من الغرفة تاركة إياه يحدق فيها مذهولاً.
ذهبت الى غرفتها لترتدي ثياب النوم. ستغادر (مرتفعات كالدويل) ستتركه وليكن ما يكن لن يهمها أحد.
اكتنف الفطور كالعادة الصمت، لكنها كانت تعي نظرة برايان الفاحصة لها. وتناولت القليل من الطعام ثم غادرت الى غرفتها. وغيرت ملابسها وخرجت... خارج المنزل صفرت لألسي، ثم ركضت معها نزولاً فوق التل باتجاه البركة، كان الطقس بارداًولكنه صاف. راحت كارين تتجول في المراعي المحيطة وهي تفكر في الوقت الذي ستترك فيه هذه الأرض.. وعادت في وقت متأخر من بعد الظهر وهي تتسابق مع ألسي نحو المنزل.
ما إن وصلت حتى رأت سيارة كاديلاك أنيقة تتوقف لتخرج منها لودي قاصدة المنزل باتجاه غرفة جلوس برايان فسألتها كارين دون ان تخفي كرهها لها:
- هل تبحثين عن احد؟
- لقد جئت لارى برايان.
- لماذا؟
ارتفع حاجبا لودي:
- أعتقد أنه لو أراد برايان إعلامك بما سنبحث لخبرك.
باعدت كارين ما بين ساقيها ثم قالت بصوت اجش:
- ارجعي إلى سيارتك وارحلي من هنا.
فابتسمت لودي ساخرة:
- لقد دعاني برايان، مالك هذا المكان إن كنت قد نسيت.
- لا... لم أنس. ربما انت من نسيت أنني سيدة هذه المزرعة الآن وهناك مكان لسيدة واحدة فيه. وعندما يريد برايان أن يغير هذا الأمر، سوف يبلغني، وإلى أن يفعل ، اخرجي من هذه الأملاك.
رفعت لودي رأسها بكبرياء متجاهلة كارين ثم اتجهت نحو الباب.
- لا تكوني سخيفة، كنت أنتمي إلى هذا المكان قبلك.
تقدمت كارين لتقف في طريقها، ثم قالت بصوت بارد وغاضب:
- اخرجي من هنا قبل أن أرميك بنفسي خارجاً.
فضحكت لودي، فكان أن تراجعت كارين إلى الوراء وهي تقول بصوت منخفض:
- ألسي...
دنا منها الجسد الأسود وقد نفشت شعرها لتبدو ضعف حجمها العادي ثم زمجرت زمجرت خفيفة مكشرة عن أنيابها البيضاء وإذا بها تبدو بعيدة كل البعد عن ذاك الحيوان الوديع الذي تعرفه كارين. ترددت المرأة:
- لن تجرؤي على هذا.
ابتسمت كارين وقد ضاقت عيناها:
- جربي.
وحدقتا إلى بعضهما والكره يطل من عيونهما وبقيتا كذلك إلى أن قررت لودي الانسحاب عائدة إلى سيارتها:
- سأخبر برايان بما حصل.
هزت كارين كتفيها غير عابئة. لعل ذلك يكون سبباً ليرميني خارج المزرعة لقد استدعى لودي إلى المنزل بعد أن غدت قادرة على تحمل رؤية وجهه ثانية.
(كان عليه أقله أن يتخلص مني أولاً)
المرارة مما فعله برايان جعلتها ترتجف لتحول الألم في نفسها إلى ألم جسدي تقريباً.
وقفت تنظر إلى السيارة الكبيرة المبتعدة. ثم ذهبت خلف المنزل إلى الشرفة المغلقة لتخلع حذاءها وإذا بها ترى برايان قرب الباحة يراقبها وعيناه تنتقلان منها إلى السيارة التي كانت تختفي. التفتت إليه متسائلة كم سمع مما قالاته وشعرت ببرودة اقشعر لها جسدها.
توقفت في المطبخ.
- انا لا أشعر بأني على ما يرام ياسالي، لا أريد تناول العشاء.
ودون توضيح ذهبت إلى غرفتها وأقفلتها، للمرة الأولى من الداخل وهي تقول بصوت مرتفع في منتصف الغرفة:
- لقد جعلتني أكرهك يا برايان ما عدت أسعد امرأة.
ولم تستطع تجنب التفكير ببرندا وأريك، اللذين سيخسران كل شيء برحيلها، لكن هل يخسران هما المزرعة أم تخسر هي عقلها؟ سوف يخسران بسبب حبها لرجل يستخدم جسدها في سبيل إشباع رغبته وشوقه إلى امرأة أخرى. وها هو يعاقبها لا لأنها خدعته بل لأنه يريد الانتقام بواسطتها من تلك المرأة.
استلقت في فراشها إلى أن طلع النهار. انتظرت خروج برايان من الباب الخلفي لتنهض من نومها ناظرة إليه من نافذتها. فلم تلبث أن رأته وكوري يركبان الشيروكي ويتجهان نحو جبال (جيمز) جنوباً. راحت تفكر بأن على أريك أن يحل مسألة القرض مهما كانت فلن يبقيها شيئ، مهما كان غالياً على قلبها، في هذه الأرض لأن ذلك سيحطمها ويدمرها. لقد آن لهذا النفق الطويل المظلم الذي لن ينتهي إلا إلى هوة لا قرار لها، أن تكون له نهاية.
لم تستغرق وقتاً طويلاً في ملء حقيبتين بملابسها القديمة وبعض الثياب الجديدة التي أعطتها لها جولي. نظرت إلى المعطف الجلدي الذي أهداه لها برايان في الميلاد: هذا لي.. سآخذه.
فتحت الدرج الأعلى في خزنتها، فوجدت دفتري البنك اللذين لم تفتحهما قط. فتحت الدفتر الأول ذا الجلد الأخضر لتقرأ رقم الحساب فإذا هو عشرة ألاف دولار. ثم فتحت الثاني وإذا باسمها كاملاً يطالعها في الصفحة الأولى وحسابها فيه خمسون ألف دولار.
ذهلت كارين لكن سرعان ما أبعدت الدفترين ورمتهما في الدرج ثانية. فهذا المبلغ قد يعيلها سنين عديدة وقد يسدّ الدين الملقى على كاهل مزرعة(بار) لكن الخوف فيما لو أخذتهما أن يتهمها برايان بالسرقة. إنه قادر على فعل أي شيء مهما عظم.
حملت حقيبتها إلى السيارة، ثم عادت إلى المطبخ:
- سالي؟
- لقد أحضر هذه وطلب منا أن نوصلها إليك لأنك قد تحتاجيتها... بدا أفضل حالاً بالندبة الصغيرة. فلماذا لم يجري العملية منذ سنوات.
استدارت سالي مبتسمة:
- سأجهز فطورك بعد لحظة ياكارين
لا بد أن المرأة التي رضيت بها دون سؤال ستفتقدها بينما الرجل الذي تحبه لم يرض بها يوماً
- لا يا سالي...أنا ذاهبة.
- متى ستعودين؟
- لن أعود... سأرحل نهائياً
اتسعت عينا سالي المذهولة:
- لماذا؟
- ليس لي مكان هنا.
- لست أفهم... هل يعرف برايان؟
- أنا لا أفهم أيضاً، أما بالنسبة لبرايان فأنا واثقة من من أنه يتساءل عن سبب بقائي لا عن عدمه... لقد كنت رائعة يا سالي وسأبقى على اتصال معك.
ركضت خارج المطبخ... فتبعتها ألسي على أمل مرافقتها لكنها احتضنت الكلبة مودعة وهي ترفض التفكير بما ستتركه هذه الكلبة من شوق في نفسها.
قادت سيارتها على الطريق الرئيسية باتجاه سانتا فاي وهي تعض على شفتها، فالمستقبل أمامها غامض وفارغ لكن ليس الوقت وقت دموع الآن فأمامها الحياة كلها. ما إن قطعت المفترق المؤدي إلى (مرتفعات كالدويل) حتى أدارت رأسها ثم أعادته بسرعة لتنظر أمامها مباشرة.
كانت الساعة الحادية عشرة عندما وصلت نحو مدينة الباكويرك، وحجزت في نزل خارج حدود المدينة. ثم حملت حقيبتيها إلى الغرفة الوحيدة. فوضعتهما في الخزانة قرب الحمام. ونظرت بسرعة حولها ثم خرجت مقفلة الباب وراءها بالمفتاح لتتناول الغذاء ولتعود بعد ذلك إلى فراشها.
كان أهم شيء في الوقت الحاضر ان تؤمن لنفسها السكن لذا جالت بنظرها في قسم الإعلانات الخاص بالسكن. الأماكن التي اختارت أن تراها كانت في مناطق تعرفها جيداً من المدينة، ولم تكن الشقق فاخرة أو وضيعة لذا استأجرت ثالث شقة زارتها. كانت شقة صغيرة فيها غرفة نوم واحدة وغرفة جلوس ومطبخ وحمام تستطيع أن تستدير فيه إن لم تفرد ذراعيها كثيراً ودفعت الأجرة من الشهر الأول إلى الشهر الثالث.
انتقلت إلى الشقة، وبعد أن رتبت أغراضها فيها . ذهبت إلى نادي ( الليونز) لتترك فيه مقالات عن الكلاب المرشدة للعميان. قالت لها السكرتيرة أنهم قد يستخدمون هذه المقالات في نشراتهم ولكنهم لن يدفعو لها شيئاً. ومع ذلك تركتها كارين، فهذه المعلومات ستصل عبر نادي (الليونز) إلى العديد من الناس، وهذا ما تريده بالضبط.
وكتبت لايربي تقول له باختصار ما حدث وتسأله ما إذا كان يستطيع استخدام مقالاتها في افتتاحيته وخاصة تلك التي تتناول العائلات التي بين أفرادها عميان.
يوم السبت بعد أن شعرت بالضيق من هذه الشقة الصغيرة قادت سيارتها باتجاه مزرعة بار وهي خائفة مما ينتظرها فقد مضى شهران منذ أن رأت برندا وأريك. قالت لشقيقتها عندما استقبلتها:
- ازددت وزناً يا برندا.
ماذا سيحل بها عندما يأخذ برايان المزرعة منهما؟ وارتجفت كارين للفكرة، ولكنها لن تقول لهما. وليفعل برايان ما يريد من قذارة.
جلس الجميع لشرب القهوة ونظر أريك إلى زوجته ثم إلى كارين:
- لقد حضر برايان إلى هنا بالأمس.
- هل حضر إلى هنا؟
كانت تفكر أنه قد يتصل، ولكن أن يقود سيارته كل هذه المسافة... وانقطعت أفكارها عندما خاطبها أريك:
- لم يصدقنا عندما أنكرنا معرفة عنوانك.
ووقف وذهب إلى الغرفة الأخرى وعاد يحمل علبة جلدية صغيرة ناولها لكارين.
ابتلعت كارين ريقها لترطب حلقها الجاف:
- إنه وسيم... أليس كذلك؟ لقد كانت العملية هدية الميلاد لي.
- إذاً لماذا...
توقفت برندا عن الكلام بعد أن شاهدة النظرة على وجه كارين:
- بعض الناس يرتكبون الأخطاء وأنا منهم.
فتحت العلبة لتجد دفتري الشيكات اللذين تركتهما في خزانتها. وقربهما علبة صغيرة تحتوي على خاتمي الخطوبة والزفاف اللذين قطعا يوم احرقت يدها، وقد أعيد اصلاحهما. ونظرة طويلاً إلى بريقهما الأخاذ، ثم أغلقت العلبة الصغيرة لتعيدها إلى زاوية العلبة الكبيرة، قرب دفتري الشيكات. في هذا الوقت لاحضت قطعة ورق مطوية في أسفل العلبة. ففتحتها بأصابع مرتجفة فطالعها الخط الأنيق. قرأتها ثم اعطتها لأريك وبرندا وتنحنح أريك بعد أن انتهى من القراءة:
- أتعرفين ما معنى هذه ياكارين؟
- إنها براءة ذمة... أي أن القرض الذي أخذته من برايان قد سدِّد اتسعت عينا برندا.
- ماذا؟ دعيني أرى.
جلس ثلاثتهم صامتين ثم سألت برندا:
- لماذا؟
هزت كارين كتفيها غير قادرة على أن تشرح شيئاً. ولم يلبث أن أعاد قراءة الورقة.
- لن نقبل بهذا يا كارين.
- لا شأن لي بالأمر. لكن اعلم أن برايان كالدويل رجل عنيد لا يقدر أحد على أن يؤثر في قراره أو يغيره.
بعد أن تباحثا في شأن ذلك دون أن يصلا إلى نتيجة قالت كارين:
- اقبلا بها فهو قادر على الدفع فلعله يعتقد أنها تساوي ثمن خلاصه مني.
دفعت الحقيبة الجلدية نحو أريك.
- ضعها في خزانتك يا أريك.
- ألا تريدين خاتميك؟
- لا...
- لا دفتري المصرف؟
- لن أحتاجهما.
- لا أدري.
رغم معارضة برندا واحتجاجها عادت كارين الى الباكويرك باكراً بعد ظهر يوم الأحد، بعد أن وعدتهما بالاتصال قريباً.
لم تستطيع الحصول على وظيفة وكانت قد بدات بفقدان الأمل عندما خابرها جورج رندل يطلب منها كتابة مقالات يومية في الشهر المقبل لأن النادي كان يقوم بحملة لجمع التبرعات السنوية.
ذهبت إلى النادي فاتفقت معهم على كل شيء ثم عادت إلى شقتها لتجد رسالة من ايربي في صندوق البريد يقول فيها:
( أنا آسف بشأن زواجك يا كارين، وقد سبق أن قلت لك ذلك، أما بشأن المقالات التي ارسلتها فقد نشرتها وسأنشر أية مقالات أخرى لها الموضوع نفسه، وقد أرفقت رسالتي هذه بشيك. يمكنك العودة إلى عملك متى أردت)
ومررت اصبعها فوق رقم المبلغ السخي الذي كتبه على الشيك وهي تتذكر ما قاله برايان: هل تريدين أن يخسر ايربي وظيفته؟ ابتلعت ريقها، ثم استدارت في الفراش لتدفن وجهها على الوسادة.
لكن طرقة على الباب أبعدتها عن بؤسها لتسأل:
- من الطارق؟
- برايان.
لم تتحرك أو تجيب إلى أن كرر طرقاته على الباب وصوته المألوف يناديها:
- كارين؟
وقفت، تمسح يديها على سروالها ثم ترجع شعرها إلى الوراء وهي تبلل شفتيها بطرف لسانها بعد ذلك توجهت إلى الباب تفتحه لتواجه برايان وكأنه إله الانتقام. وقفت تحدق في وجهه إلى أن قال:
- هل لي أن أدخل يا كارين؟
ابتعدت لتفسح له المجال في الدخول إلى الغرفة الصغيرة.تأمل الأثاث البسيط والأوراق المجموعة على طاولة في زاوية غرفة الجلوس ولم تلبث أن عادت إليها عيناه السوداوان.
- كيف عرفت أين أسكن؟
- لم يساعدني اي من برندا واريك لكن أصدقائي في شرطة سير الولاية كانو يعرفون رقم سيارتك.
- ماذا تريد؟
تقدمت إلى المقعد الصغير وهي تشير إليه بالجلوس على الأريكة لكنه بقي واقفاًحيث هو يتأملها:
- هل لي أن أسألك عن خططك؟
- هل اشتريت جميع من أعمل لديهم؟
- كوني عاقلة وعودي إلى البيت.
- كن عاقلاً مرة واحدة وضحي كما ضحيت. لقد كنت بيضاء اليد كريمة في كل ما قدمت لكنني أرفض أن يشاركني احد في زوجي . أنا قد ارضى العيش مع زوجي إلى أن يفرقنا الموت لا أن تفرقنا امرأة، وأنا لا أبالي بقوتك أو جبروتك.
- الأمر لم يكن كما تصورته ياكارين.
- لا ربما كان تقليداً يشبه الحقيقة.
- كنت اهنئها على نجاحها الكبير في سانتا لويس هي من قبلتني أما أنا فلم أقبلها فلو بدوت حينها ممسكاً بها فذلك لأمنع وقوعي أو وقوعها ولم أكن أبادلها الحب كما تتهمينني.
- ماذا كانت تفعل في البيت إذن؟
- لم اسألها لأنني لم أكن أهتم. كارين...
تقدم منها فرفعت يديها وكأنها تريده أن يبقى بعيداً:
- لقد قالت إنك دعوتها للعودة بعد الميلاد.
هز رأسه:
- أجل... كان لها بعض الأشياء في المنزل وقد سمحت لها بنقلها أو حرقها وهذه الأشياء عبارة عن عقود مزيفة لا تساوي بضع دولارات معدودات لكن قد تفيدها في عملها.
ابتسم:
- هل كنت حقاً ستتركين ألسي تنقض عليها؟
- أجل... هل أعجبها وجهك الجديد؟
- أجل... لقد تأثرت به تماماً. وأنت يا كارين؟ هل يعجبك؟ أمن السهل الآن أن تنظري إليه؟
كان يدنو منها رويداً مما جعل انفاسها تتسارع. أرادت الهروب نحو الطاولة لكن بفعل قوة داخلية جذبتها استدارت إليه محدّقة في وجهه تتذكر قسماته القديمة التي عرفتها باللمس قبل أن يرتد إليها بصرها .
- أحببت وجهك القديم كان له ميزة خاصة.
- ميزة خاصة؟
- هذا توضيح ليس إلا.
نظر إلى يدها اليسرى العارية من الخواتم.
- لقد أوصلت أغراضك إلى أريك ظناً أنك قد ترغبين في استعادة الخاتمين.
- لماذا؟ لم يكن لدي زوج إنما رجل أعيش معه.
رمت الكلمات بغية أيلامه كما تتألم هي. لكنه وإن كان قد شعر بشيء ما فهو لم يظهره. وتابع كلامه وكأنها لم تتكلم:
- لماذا لم تستخدمي أي مبلغ من المال في حسابك؟
- لدي ما أحتاج إليه من مال . ولكن اريك لم يفهم براءة الذمة تلك وقد عللت له ذلك بأنك إنما ترسلها إليه لسعادتك بتخلصك مني. لقد قدمت لي المال الكثير وانت تعتقد أنني جشعة لا يهمني سوى المال.
وصل إليها بخطوة واحدة. ولم تكن يداه رقيقتان عندما ادارها نحوه.
- اللعنة على كل شيء يا كارين...
انحنى إليها يعانقها بقسوة، فكان أن ارتد رأسها إلى الخلف محاولة الابتعاد عنه وكما بدأ بسرعة تركها بسرعة ثم جذبها إلى الأريكة وتابع:
- من أين أبدأ؟ أمن حيث الخطأ الأول الذي ارتكبته بحقك؟ وهو واحد من بين سلسلة اخطاء،
نظرت أليها عيناه السوداوان ثم أردف:
- بدأ الأمر يوم خطوت أمام سيارتي فظننتك مراهقة غبية تحلم احلام اليقظة وهي تجتاز الطريق منذ ذاك الوقت وأنا أهوي. لقد حسبت نفسي إنساناً مميزاً يسعى إلى مساعدتك، مساعدة ما كنت بحاجة أليها إطلاقاً.
تأوه وهو يتذكر:
- لقد فعلت بتمثيليتك المخادعة أكثر مما أستطيع أن أفعل بمالي، ذلك أمك وضعت فيها قلبك وروحك.
وقف مبتعداً عنها وهو يقول:
- أنا من كان الأعمى لا أنت .
جلست تصغي إليه فكان أن استدار ثم عاد ليقف أمامها:
- تستطيعين العودة إلى مهنة التدريس، أو استعادة وضيفتك في الجريدة... لن أقف في طريقك
انتظر ردّها وعندما لم تجب أردف:
- أريدك بكل جوارحي أن تعودي إلى البيت برفقتي.
- لماذا؟
- لم تعد الحياة كما كانت منذ رحيلك... السي وبوتش تجلسان في الخارج بانتظارك كل مساء. وسالي تكاد لا تكلمني وكوري وبخني مراراً. اما جولي فهي على استعداد لأن تستبدل ولدها بك.
وضع يديه في جيبي سرواله:
- انا لست سوى رقم زائد هناك.
- وأنت يا برايان؟ لماذا تريد عودتي؟
- أنت زوجتي.
- هل هذا كل شيء؟
أخذ قلبها يرجوه متوسلاً أن يقدم لها الرد المنشود.
- لقد قبلت بأقل مما كنت أريده من حياتي عندما تزوجتك يا برايان ولكنك حولتني إلى امرأة جشعة متملكة... أنا أريد كل شيئ: مالك ومزرعتك وجسدك وقلبك وروحك. وسأرضى بالثلاثة الأخيرة ولن اقدم أي تنازل آخر. فإن لم تقبل بذلك استأجر عشيقة ترضي احتاجاتك. فأنا لدي الكثير مما أقدمه للشخص الذي يعتبرني إنسانة ذات مشاعر حقيقية.
وبدا كأن الزمن قد امتد إلى الأبد قبل ان يخطو نحوها خطوتين ويركع أمامها وليضم يديها بيديه:
- سأمنحك حبي كله وأي شيء آخر تريدينه. أنت الان تنظرين إلى إنسان مختلف يا كارين. انا أتنازل لك عن كل شيئ: مالي،مزرعتي، جسدي، قلبي وروحي كلها أقدمها لك.
ترك يديها ليجلس قربها على الأريكة. استدار ليضع يديه حول وجهها:
- أحبك يا كارين انغرام كالدويل. أحببتك منذ زمن بعيد بعيد. حتى أنني لا أذكر متى حدث او بدأ ذلك.
لامست اصابعه فمها إلى أن وصلت إلى زاوية فمها فاستقرت هناك.
- لقد مضى زمن بعيد منذ أحببت لودي... كانت علاقتنا قبل الحادث غير مستقرة. لأنني ما كنت بالنسبة لها اكثر من عجوز يستقر سعيداً في مزرعته. لم أمنعها من العمل لأنني كنت أعتقد أن النساء يحتجن للعمل. لكن كل ذلك لم يكفها فقد أرادت أن تحصل على رجال آخرين متزوجين، ولما عارضتها تشاجرنا مراراً حتى غدا الأمر بالنسبة لي غير هام، ولا أخفي سراً أن قلت لك أن الحادث قد ابهج قلبي لأنها ما عادت تطيق رؤيتي وهذا ما اردته.
- اوه... برايان...
كان الألم الذي شعرت به لأجله بادياً في همستها وتنفس الصعداء ثم تابع:
- شعرت بالسعادة يوم طلاقنا. أما عندما التقينا فقد ظننتك صغيرة وعاجزة يومها أثرت في قلبي مشاعر الأبوة. إلى أن قبلتك.
ضحك، ثم صمت برهة طويلة فقالت:
- وبعد ذلك؟
ابتسم:
- بعد ذلك ما عاد تفكيري فيك أبوياً إطلاقاً. لقد اتخذت عماك ذريعة لأبقيك معي لأنك غدوت البهجة لقلبي ولقلوب أخرى. فسالي أحبتك منذ زيارتك الأولى حتى كادت تترك العمل لتعتني بك ولم تكن سالي وحدها من احبك بل جولي ولينا ايضاً. وعندما ظننتك تخجلين من النظر إلى وجهي هاجمتك لأنتقم منك ومن جرأتك في الأهتمام بمظهري. ثم طلبت هدية الميلاد تلك فأحسست بمشاعري تتشوش. فجأة أردت أن أهبك هديتك. كنت أعلم منذ أشهر مدى خطئي لكنني كنت عنيداً لأعترف به. لم أكن معتاداً على اشخاص يضحون من أجل الآخرين لذا لم أصدق ان في الكون مخلوقة خالية من كل أنانية.
ولمس باصبعه خدها، ومرره على منحنى فكها، فابتسمت للمرة الاولى:
- لقد كنت كالطفل، فلم استطيع الانتظار لأهبك هدية الميلاد ويوم ظهرت لودي، كان كل ما استطعت تذكره هو الطريقة التي كانت تنظر إلي بها بعد الحادثة ولم أكن أدري إذا كان علي أن أشكرها أو أكرهها،فهي السبب في أنني التقيتك.
لم تحاول كسر الصمت الذي ساد الغرفة.
- لقد ابعدت لودي عن المنزل قبل أن يحضر كوري ليخبرني عن الحريق وعن وجودك في الاسطبل. ليتك تعرفين بما شعرت حينها... فلو خسرتك لكنت... ليلة الميلاد اردت أن أمنحك حبي، ولكنك هربت مني وعرفت لماذا ... ولكني لم أشاء الاعتراف بخطئي.أردت أن أتوسلك ان تمنحيني فرصة أخرى، ولكنني قد تأخرت كثيراً وبعدها تركتني.
راقبته بذهول وهو يكافح للتغلب على عدم ثقته بنفسه. وتابع:
- عندما علمت جولي بذهابك أصرت على أن تعرف أين أنت ووعدت أن تجدك وتحميك مني كما اقسمت أنها لن تدعني اراك بعد ذلك، هذا ما تشعر أنني أستحقه... أنا أشعر بالغيرة منك ومن أمي أتعرفين هذا؟
- لكن ذوو الشعر الأحمر هم من يغارون.
هز رأسه:
- أحبك الجميع... لكنني أريدك لنفسي فقط كارين؟
- نعم يابرايان.
- أريد منك معروفاً.
- اسأل ما تريد.
- هل يمكن أن تحبيني ثانية؟
أحست بسعادة غامرة تعصر جسدها كله بعد أن أدركت أن برايان قد عاد إلى أحضانها، يريدها كما تريده:
- ربما... مع بعض التمرين.
- كم تحتاجين من وقت للتمرين؟
- ابتداءً من الآن؟
- أجل...
- كارين...
قبلها بحنان ثم أبعدها عنه لينظر إلى عينيها.
انحنى ثانية يقبلها بحرارة، وهو يحس بجسمها يرتعش بين يديه.
- حبيبتي..
رفعت إليه عينين فيهما عاصفة من العواطف اللاهبة فحملها عبر الغرفة الصغيرة إلى غرفة النوم، ليضعها فوق السرير، وهناك تنهدت فقال:
- متى ستقولين إنك تحبينني؟
اخذ يعض شفته وهو تحت رحمتها ينتظر ردها... فتنحنحت.
- أحبك... أحبك يا برايان.
أمسكت بوجهه بين يديها وجذبته إلى حيث تستطيع الوصول إليه:
- هل ستعودين معي إلى البيت يا كارين؟ أنا أرغب في عودتك أكثر من أي شيء في الدنيا.تحركت رموشها قليلاً، ثم ارتفعت لتبرز عيناها الخضراوان:
- غداً؟
جذب جسدها الذي يضج بالحب والإثارة إليه ثم احتواها في عناق صمم أن يبقيه من الليل حتى الصباح.
كانت السحب تسير بسرعة فوق المرتفعات وهما يغادران سانتا فاي في اليوم التالي ويستديران نحو المزرعة. وسألته كارين:
- هل من المحتمل أن يهطل الثلج بعد؟
- نعم يا حبيبتي.
وتنهدت وعيناها الحالمتين على زوجها:
- لم لا ندعو اقاربنا لقضاء العطلة الأسبوعية معنا؟
تحولت عيناه عن الطريق لتلتقيا عينيها .
- سنكون في شهر العسل الاسبوع القادم.
- شهر عسل؟ لكننا متزوجان منذ سبعة أشهر؟
- وهل يشكل هذا عائقاً؟ سأجري كل الخطوات التمهدية وسنتمتع بإقامتنا في جزيرة (كايوى) التي أسمع أنها مكان مميز.
- أية خطوات تمهيدية؟
- اسمعي.. أنت ملكي وهذا لا شك فيه. أليس كذلك ياكارين.
فكت حزام الأمان ثم انزلقت إلى الفراغ الفاصل بين مقعديهما:
- أنا لك يا برايان... وأنت؟
- أنا لك أيضاً يا كارين.
أوقف الشيروكي إلى جانب الطريق، وما أن استدار إليها حتى رآها تنظر إليه بعيني الحب الأعمى



تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 30-11-18, 03:54 AM   #13

soha ahmed

? العضوٌ??? » 398020
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 237
?  نُقآطِيْ » soha ahmed is on a distinguished road
افتراضي

...................

soha ahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-18, 02:59 PM   #14

ahmed100

? العضوٌ??? » 366691
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » ahmed100 is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااا

ahmed100 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-18, 06:00 PM   #15

زرقاء اليمامة المغربية
alkap ~
? العضوٌ??? » 326256
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 559
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زرقاء اليمامة المغربية is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

زرقاء اليمامة المغربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-18, 08:06 PM   #16

الشموخ آر

? العضوٌ??? » 422563
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » الشموخ آر is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية

الشموخ آر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-18, 10:02 PM   #17

hamidakarfi

? العضوٌ??? » 384016
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » hamidakarfi is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
[sizالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته e=4]
[/size]






4-ليل المرايا- روايات أحلام الفراشة


الملخص

"هل تتصور أنك لم ترى يوما َألوان الازهار أو البيوت أوالثياب أو أنك لا تعرف معنى "السماء الزرقاء"لأنك لا تعرف ما هو اللون الأزرق ؟ أنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني تمتعت بنعمة البصر خمسة وعشرين عاما َوكنت قبل ذلك لا أشعر بهذه الهبة التي أغدقها علي ربي". رائحة الربيع والأحساس به، أعادا كارين انغرام إلى عالم عرفته قبل أن تصاب بالعمى...ولكن هذا،وضعها فجأة في طريق برايان كالدويل ... ولم تكن تدري أن خطوة خاطئة واحدة يمكن أن تغير مجرى حياتها.


الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها






المحتوى المخفي لايقتبس
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


hamidakarfi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-18, 02:12 AM   #18

اللهم اهدنا

? العضوٌ??? » 420304
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » اللهم اهدنا is on a distinguished road
افتراضي

الرجاء اظهار المحتوى المخفي استغفرالله للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

اللهم اهدنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-18, 03:01 AM   #19

أم كارما

? العضوٌ??? » 417418
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » أم كارما is on a distinguished road
افتراضي

رائعه جدااااااااااااااا

أم كارما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-18, 05:10 PM   #20

اسراءنور

? العضوٌ??? » 388252
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 517
?  نُقآطِيْ » اسراءنور is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

اسراءنور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.