عجباً لـ غزال! (88) -ج4 من س حدّ العشق!- للكاتبة:Just Faith{مميزة}*كاملة&رابط معدل*

[The Rain craze]

مساء الخيرات
في انتظار الفصل وأكيد حيكون مميز زي الكاتبة الجميلة ايمي

[ali.saad]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته تسجيل حضور وفي شوق كبير لكي وفي الانتظار على احر من الجمر

[sweethoney]

مساء الخير
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 10 والزوار 5)
‏sweethoney, ‏haneen mh, ‏صافي12, ‏حنان الرزقي, ‏taisseir, ‏قول يا رب, ‏ali.saad, ‏مجد صالح, ‏نص الاسلام, ‏Lolyroz

[Just Faith]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخيرااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا
انتهى الجزء الأول من الفصل الحادي عشر

لولولوييييييييييييييييييي يييييييييييييييي
والله هازغرد بجد

النص فصل كومبو خدو بالكم

نص فصل جسوري بحت هههههههههههههههههههه
اتفرجوا على القصيرين لما يتحركوا يولعوا الكون

وهم هادئون ههههههههههههههههههه
احبكم قمراتي

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووه

[Just Faith]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 10 والزوار 5) ‏Just Faith*, ‏bella vida, ‏صافي12, ‏حنان الرزقي, ‏haneen mh, ‏taisseir, ‏قول يا رب+, ‏ali.saad, ‏مجد صالح, ‏نص الاسلام



هلا وغلا بالحلوياااااااااات

النص فصل نازل حالاًاااااااااااااااااااا ااااااااااا

[Just Faith]

الفصل الحادي عشر


الروابط بين البشر في هذه الحياة هي أكثر ما يمكن أن يحيرنا؟؟ تعقد وتنفرط .. اقتراب ثم اغتراب .. يظل أحدهما بينما يرحل من كان يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يغادر ..دون حتى أن يعرف لماذا ؟!!.. حتى علاقة الابن بأمه وأبيه صارت غريبة .. بعدما كانت من المستحيل المساس بها ..الآن صارت هي الأخرى خديعة مصطنعة .. ليته يعلم أحد يحب شريكه مدى الحياة .. حتى الآن كان يتمنى أن يكون هو هذا الشخص ولكن مع الأحداث صار من المحال سيغادرها هو الآخر .. يجب هذا عليه حتى لا تشك فيه دائماً .. يأسه يهدر فيه له ساعة .. يفكر في نوعية تهديد أبيه .. يجب أن يتركها لتكون بلا تهديد ..

دلف مروان لغرفة هادر مجلياً حنجرته فينتفض ناظراً بعينيه للباب حيث كان بالفعل .. تنفس بهدوء ثم ناداه مسرعاً :" مروان هات لي هاتفي سريعاً".

جلب له الهاتف فإذا به يصرخ بلهفة قاتلة :" الشاحن أيضاً".

هتف رئيسه وصديقه بنفس الوقت :" من يراك هكذا يظن أني أنا الرتبة الأدنى ".

ابتسم هادر وهو يقول :" أوصله بالكهرباء وتعال لأطالبك بباقي الأوامر .. يا ذا الرتبة الأعلى ".

هتف فيه :" ما أعرفه عنك أنك تريد القفز وليس الحركة العادية ... مالي أراك جالساً في مكانك ".

عادت اللهفة

ترتع في أحشاءه ليهتف بسرعة ولم يدرك أنه للآن لم يبتدره حتى بالسلام :" أوصله بالكهرباء سريعاً .. فقد فقد شحنته الكهربائية منذ أكثر من ساعة".

تحرك مروان بطبيعية هادراً بضيق مدعِ:" يا رجل .. أسألني أولاً السلام .. أو أطمئن علي ثم طالبني بعمل إضافي بعد يوم قاتل .. وأن كنت تحتاج للهاتف بهذا اليأس هل كان عليك الانتظار ؟!!.. كنت تحركت وفعلتها وأنت أصلاً تريد العودة للعمل منذ الأمس ".

سحب الغطاء من فوق قدمه بعد أن كان قد أعاده حتى لا يفتضح .. كان مروان قد مال ليوصل الشاحن بالقابس القريب من الفراش لتسقط عينيه على هذا القيد الحديدي حول كاحله .. صدح صوته وهو يستقيم متلهفاً :" من فعلها ؟!!.. وكيف لم تمزقه ؟!!!".

فحل صوته جحلاً بل ممتقعاً في الخجل :" بنت صفوان هي من فعلتها .. لا أعرف كيف ،ولكن لا تسخر مني فلم أشعر بها .. كنت غارقاً في التفكير ..".

هل كان يطالبه حقاً بعدم السخرية .. كيف هذا ؟!!.. وهو أمامها يبدو كدمية بين يدي طفلة مجنونة تفعل به ما تشاء .. صوت ضحكة مكتومة خرج من صديقه لينظر إليه هادر مغتاظاً صارخاً :" هل ستظل تضحك طوال الليل وأنا على هذا الوضع؟!! .. هيا أفتح القيد ".

لم يعد لكتمان الضحكات فائدة فتحولت لقهقهات شديدة لدرجة لم يكن لصوته معالم واضحة أثناء الكلام :" أأي.. ن".

فعاد يهدر فيه هادر :" هناك مروان .. لقد طوحت المفتاح هناك .. عندما ستقع عليها قبضتي سوف ..".

كان صديقه توجه حيث الزاوية التي أشار إليها فيلتقط المفتاح ويستقيم بالفعل ليتوجه لقدم صديقه .. يهتف فيه مسدداً نظراته تجاه ملامحه التي شحبت :" تحبها ".

تجمدت نظرات هادر على عينا صديقه المؤكدة ما قيل .. ثم حرر قدمه بالفعل بأن أدار المفتاح في مدخله .. بينما صوته يكرر له الأمر الذي يدركه دائماً:" كنت سوف تحبها .. فهي الوحيدة التي لن يستطيع قلبك نسيانها مهما حاولت ".

انغمس وجه هادر في وجع لائم لنفسه بطريقة جلده لذاته :" لم أستطيع حمايتها من قبل .. فكيف أحبها .. الحب حماية .. كنت أناني معها لدرجة غريبة في السابق ادعيت حمايتها لأني كنت أضعف منها والآن لم استطيع ". لم يرد أن يكمل ما بداخله من ضعف وتهديد .. ثم هي لا تحبني ..هي تنتقم من خيانتي لها .. أنت لا تعرفها ".".

هتف فيه صديقه باجتياح لكل ما بداخله من إحباط :" ربما أنت من لا تعرفها ".

عاد هادر يسدد له نظراته الغير متفهمة ليستمر مروان على كلامه :" نعم يا هادر أنت عدت بعد ثمان أعوام ولم تعترف بالزمن والتغيرات التي تحدث لنا .. خاصة بعد تجربة كبيرة مؤلمة .. غيرت فيك فصرت تخاف أكثر على آخر ما تملكه .. أمك وزوجتك ..اختبأت بمشاكلك داخل نفسك .. فلم تدرك أن رياح التغير صفعتها هي الأخرى .. صارت أشرس من السابق ".

رفع هادر سبابته يشير لهاتفه مطالباً به وكأنه ينفي كل شيء قد يكون صحيحاً :" هات هذا الهاتف .. أظنه قد التقط ما يفتحه ".

بالفعل منحه صديقه الهاتف وداخله يريد مساحة من الهدوء ليعلمه الأخبار التي معه حتى لا يخسره كلياً .. كان ينتظر بلهفة ان يعود الهاتف للعمل يميل للجانب حتى لا يضطر لخلع الشاحن من الكهرباء .. لم يستطيع تجاهل عدد المهاتفات الواردة والتي لم تجد رداً منه.. عدد لابأس به من رجال أمنه الخاصين الذين وضعهم بالمشفى لمراقبتها وحمايتها ..فاتصل بأحدهم مستفسراً:" ما بكم ؟!!.. هل من شيء لتتصلوا كل هذه الاتصالات ".

هتف الرجل في حياء كامل :" كان أحد الرجال قد خيل له أن السيدة قد مرت تجاه الطوارئ .. كان يبتاع سجائر بالقرب منها .. كنا فقط نريد التأكد من سيادتك .. لكنا أدركنا أنه مجرد تشابه فسيارة السيدة هنا طوال الوقت ".

فكانت صرخته المستفسرة :" ماذا تقول ؟!!".

نظر لهاتفه وكأن طيفها سيخرج منه .. ثم نظر لصديقه الذي رافقه .. ثم نظر لساعة الحائط لقد مرت أكثر من ساعة ونصف .. ظل فيها مقيداً لم يعدم الحيلة خلال الفترة ليخلص نفسه من قيدها .. كان من الممكن أن يضغط على حرس الخدمات الطبية فيحضر الجميع ولكن هيبته هي ما كان يحافظ عليها في هذا المشفى الذي يعج برتب مختلفة سيتهادى الخبر كسخرية العام أو ربما يكون بمثابة كذبة أبريل بسخافة فكرتها ..

اتبع تفكيره أن رفع الهاتف على أذنه بعد ان سدد نظرته لمروان :" لقد أثبتم فشلكم .. جميعكم ..".

كان مروان يختطف الهاتف قبل ان يخطئ الرجل خطئه الفادح بسبب خوفه .. فيحادث الرجل على الجهة الأخرى :" السيدة هنا في الغرفة الخارجية ولكن الرائد كان نائماً استمروا بعملكم .. مشكورين ".

صرخ فيه هادر كحيوان جريح :" تشكرهم وهم أغبياء .. تشكرهم ".

رفع سبابته لأعلى شفتيه حتى يجبره على الصمت :" نعم هناك من يتبع زوجتك غير رجالك .. حسناً فعلت بهروبها من المراقبة .. هل ستدعهم يتحدثون بعد صرفهم من عملهم ويحدثون جلبة يدرك معها المحيطين أنها ليست هنا .. فيشددون المراقبة .. زوجتك هذه عقلها من ذهب ".

خفت صوت هادر متجذراً بالخوف مع الإنتقاد :" أراك قد غيرت رأيك فيها ؟!!".

هتف صديقه وهو يجلس أمامه :" أبداً لم أفعل ؟!!.. كنت دوماً أراها ذكية جداً". ليقاطعه صديقه :" ليتك ما رشحتها لتعاود العمل من جديد .. ها هي تنطلق وبشارة شرطية في كل مكان تعرض نفسها للخطر ".

اغتمت عينا صديقه مجيباً:" ربما هذا ما كانت تحتاجه الاستقلالية .. الجميع عاملها على أساس أنها طفلة مريضة وكأن نقص السكر سبب لها إعاقة ذهنية .. هذا يقتلها .. ثم أنا لم أرشحها لقد أحترمت رغبتك فلم أفعلها ".

انتفض هادر من تلك الإضجاعة المائلة للخلف فينتفض جسده لدرجة لم يعد يهتم بألمه ولا كأنه مصاب أساساً:" من فعلها إذاً؟!!".

أشار له صديقه ليميل للخلف مكانه مرة أخرى ففعل مدركاً أن ما يريد صديقه إيصاله خطير .. ليهتف مروان بصوت جاد :" هناك من كان يريد الإيقاع بك .. من كان يريد تصوير لنا أنك خائن برتبة مقدم .. هذه الرتبة التي سيتم تعليقها حتى تثبت براءتك .. وهذا ما نبهتني له الملازم أول جسور صفوان ".

هل فعلاً سقط فكه لأسفل ينتظر ببلاهه .. فلم يكن يصدق هذا الذي يقوله له العقيد مروان فقد نال رتبته في آخر حركة بينما تأخرت رتبه هادر لسبب رجحه أنه لأن الطيف الذي جلس بالقصر لا يريده .. استطرد مروان بذات النبرة :" كنا دائماً نفشل بالأونة الأخيرة .. وكل مرة نقلل عدد من يعلمون بالمهمات.. لو تتذكر كم كنا في وضع شائك خاصة بعد قصة فرسان فلا يعقل أن نفشل هذا الفشل الذريع .. ظللت أفكر بهذا الوضع المتأزم .. حتى حضرت لي زوجتك بمعلومة أكثر منها بلاغ .. أشياء عندما نربطها معاً تعلن أنك خائن للوطن .. منذ قضية رفقاء الفرقة الذين انفجرت بهم الطائرة ولم يتم إعلان عن نتائج هذا الموضوع وتم التعتيم عنه وراح فيه الملازم عمرو نوار علوان الذي ظننا جميعاً أنه قد فعلها .. رغم أنك أثبت أن لا مال له ولا حتى ما يثبت رشوته ولكن الرجل انتحر أثناء التحقيقات .. جمعت زوجتك الأشياء لتخرج بنتيجة قوية .. أنك كنت توصل كل المعلومات لهشام علوان الذي أستفاد جيداً بكل شيء .. أو أن هناك من كان يتجسس عليك ليوصل له المعلومات .. هو الوحيد الذي بالبحث وجدت هي عنده تنتهي كل الأطراف .. هو صديق لكل أفراد عائلتكم على علم بكل مشاكلها .. حتى ظهر مع والدك .. شخص بعيد كل البعد ويعلم عن الجميع كل شيء .. بالمناسبة هشام علوان هو من رشح زوجتك للعودة لمكانها مرة أخرى وهو من جعل صديقتها السابقة رباب تتصل عليها .. ستفاجئك النتائج ..".

كان كل ما قاله بهدوء وكأنه ما استمع لشيء مفاجئ ليصدمه :" أعلم ما تقول لقد شككت فيه .. لكن الدليل هو ما كان ينقصني ..بالفعل توصلت لأشياء تربطه بالماضي لكن الحاضر لم أكن استطيع ربطه به .. قصة فرسان هي ما وضحت لي ذلك .. لكن ما أفقدني عقلي كيف كان يعلم كل شيء ".

دفع له مروان عجمي بقداحة باربي الوردية التي أنقذت حياتها معقباً:" زوجتك أنقذتك من نهاية سوداء كنت بدأت أرتب ملفاً يحوي عن كل جرائمك بحق الوطن، ووقتها كنت ستجد قيمة نفسك أقل من حذاء بالي بالطريق .. كان كل فرد المجتمع سيبصق عليك هادر ".

كان قد تشابك أمامه كل شيء ليكمل صديقه بحيادية اكتسبها من عمله :" زوجتك عندما حضرت كانت تقول مؤكدة أن هشام علوان هو من يترصد بكم ولكن من يخون الوطن بالتعاون معه هو أنت ".

عقد هادر حاجبيه بحدة ثم اندفعت الكلمات من فمه :" وأنت هل صدقتها ؟!!.. هل صدقت تخريفها هذا ؟!!".

أطرق صديقه لأسفل فينة لا تتعدى اللمحة الزمنية ثم رفع بصره له :" هل لو جاءت شيماء بملف مكتظ من المصادفات يعلمك أني خنت بلدي كنت ستهمله للصداقة فقط ؟!!".

مسد هادر جبينه بأطراف أصابعه مجيباً بنفي كامل جاد :" لا.. كنت سأعلقك بيدي في حبل المشنقة ".

طوح العقيد كفيه أمامه وكأنه يقول هذا هو المراد .. كيف تلومني إذاً؟!!.. ليكمل بهدوء :" هذه القداحة أنقذت حياتك مرتين .. مرة من الموت بالرصاص، ومرة من الموت مشنوقاً..". الدهشة نالت فعلاً من هادر ليستكمل صديقه مايوضح أكثر له الوضع :" وجدنا فيها هذا".

أمسك تلك الحبة المعدنيةالصغيرة التي بحجم عدسة صغيرة ليدرك أن القداحة كانت هي المصدر الأساسي للمعلومة هتف بحدة :" القذر كان يعلم .. كان يعلم أنها لا تفارقني .. هذا هو الشيء الوحيد الذي دائماً أحتفظ به في جيبي .. أحرص على وجودها معي .. منذ زارنا بأمريكا وقت الفرقة شاهدها وسألني عنها " .

يتذكر السخرية التي حاقت بلسان هشام عندما شاهد هذه القداحة .. مما جعل هادر يقص عليه وكيف لا وهو أستاذه ومن نال ثقته ..عاد ينظر لصديقه يهز أصابعه بالقداحة :" كنت دائماً أحتفظ بها في جيب سترتي الداخلية أو بجيب سروالي عندما لا أرتدي سترة .. بهذا اليوم وضعتها داخل جيب قميصي بدلاً من سروالي ..لأول مرة لم أهتم أن لاحت من الخارج ..كنت أريدها أقرب لقلبي وكأني كنت أريد جسور بجواري في هذه اللحظة .. شعور غريزي جعلني انقلها من سترتي التي نزعتها كي أرتدي ملابس العمل .. ثم أضعها هنا ".

كان يربت على قلبه ..

ربت صديقه على كفه ليقول له خبر جديد مفرح له :" باسم لم يمت ".

حدق فيه هادر وانقطعت أنفاسه هاتفاً .. بعد لحظة كانت كفاه تندفع لوجهه يمسد الهم من على ملامحه .. زافراً أنفاسه وهو يشكر الله .. كان لا ينام منذ مات باسم هتف بحدة حتى يحصل على إجابة أكثر من النظرات :" كيف هذا .. كيف دفنته بيدي هاتين .. رأيناه بالمشفى وكنت معنا وقد حملته بيدي ".

كان ينظر لراحتيه بلا تصديق ..

وضع صديقه ساقاً فوق أخرى مسدداً له نظراته التي وكأنها تعبر له عن اعتذار له ثم قص عليه بلا مقاطعة :" الملازم جسور أنقذته .. بعدما حضرت لي .. لم أجد غير أخذ التدابير اللازمة كلياً .. جعلت باسم يرتدي سترة وقاية من الرصاص تحت ملابسه وثبتنا فيه أكياس دماء من التي تستخدم في السينما .. وعندما سقط مضرجاً في دمائه نتيجة اختراق الرصاصة لقميصه ففجرت كيس دماء من العديد من الأكياس الكثيرة .. سقط بين يدي سنمار.. كنت أنا أول من وصل إليهما دفعت داخل فمه كبسولة تجعله يفقد وعيه كاملاً فبدا كجثة ..أظنك تعاملت مع هذا من قبل .. ثم نقلناه للمشفى التي كانت غرفة عمليات لنا .. اتفقت مع عمك راشد أن يحمي العملية .. لذا هو من نزل للقبر ليفك أكفان الميت الذي كان يرتدي ملابسه الطبيعية تحت هذا الكفن كان معه زجاجة جعل باسم يستنشقها ليفيق ،وكان هناك سيارة بها رجالنا بالقرب من المكان ..نقلته فيما بعد لمكان أمين بعد رحيل الجميع .. لا تعرف ان وضع زوجته وإغمائتها وكذلك وضع أخيه كم خدمنا بحق .. ثم أقناعنا الطبيب أن ينومه إجبارياً كان من الممكن ان يحدث لنا ارتباكاً يعطل عملنا .. علك تدرك أني أكشف لك هذا الآن لثقتي فيك .. بلا ضغائن هادر ".

مال للأمام ليمد له يده يشد عليه بحيادية تعلمها مع الزمن الكبير بقلب عمله مع الشك والأدلة .. لكن أن يغفر لصديقه شيء ويغفر لها شيء آخر :" لو كنت مكانك كنت تصرفت هكذا .."..

مقرراً أن يعلن آخر مستجدات الأمور :" الآن علمت كيف علم أبي بأني زرعت له في الخاتم شيء مماثل مثل هذا .. هناك تهديد أتعرض له من أبي ذاته .. يريد توكيل مني بكل أموال أمي ويريد معرفة مكان فرسان أظن علوان من يريد هذا الطلب الأخير".

أجابه مروان بهدوء :" الدائرة تضيق حوله كل أذرعه تهاوت .. لابد ان يخرج بنفسه حتى يباشر عمله وإلا سيفقد كل شيء .. مثل هؤلاء يموتون ولا يخسرون شيئاً.. ثقته الزائدة في قدرته هي من ستسقطه ".

عاد يفكر في تلك القزمة التي وجدت لتقيده وتحميه .. يدور داخل عقله آخر مرة كانت هنا .. فيتذكر أنها تأخرت هكذا لها ساعة فوق الساعة والنصف .. عاد يتصل على أحد رجال أمنه فيجيب من فوره .. يجد سؤال رئيسه هادر :"متى آخر مرة شاهدتم فيها السيدة جسور ".

حصل على إجابة رجحها عقله قبل أن يجيبها لسان رجل أمنه:" كانت تقف مع السيدة والرجل الناضجين الذين زاروك من ساعتين ".

ابتسم بحنين غامر بعدما أغلق الهاتف :" هذه القصيرة وجدت لتفقدني عقلي ".

ابتسم له صديقه :" أعانك الله عليها .. أتعرف كانت تتوعدك لو كنت أنت الخائن أو حتى الواشي .. كانت ستربطك فوق ظهر حمار وتجلسك بالمقلوب عليه ،وتدور بك شوارع الوطن كله لتنال عقابك من الناس .. ليست سهلة .. أثق أنها ستجلب أخبار جديدة .. هل أتصل بها لك .. لو كنت تخشى الاتصال بها .. مباشرة ".

أدرك بالفعل أنه يخشاها يخشى ردة فعلها .. عصبيتها المفرطة وحال الهياج التي تصيبها عندما تشعر أن هناك من يقيدها .. رفع هاتفه ليتصل عليها .. كاد يموت قهراً منها لأنها رفعت الهاتف وصوتها جامد :" نعم غادرت .. نعم غافلت أمنك أنت وغيرك .. سأحضر عندما أفرغ مما أفعله ".

ثم أغلقت الهاتف كلياً.. كاد يرمي بهاتفه على الأرض لولا صديقه الذي أخذه من يده :" دعها ولا تخشى عليها ".

هتف هادر بعد ان ضيق عينيه :" أنت تعلم أين هي .. أليس كذلك ؟!!".

وجد هاتفه يرتفع بالرنين ظنها هي ..كان مؤمن هذه المرة الذي هتف بعد الترحيب :" زوجتك هنا .. اعتذرت لشيماء بلطف .. هي رائعة حقاً ".

" كيف مؤمن .. امنحها لي ".

حاول أن يستنطق صديقه بأي شيء فلم يمنحه الفرصة واكتفى بتقديم اعتذاره لوجوب مغادرته.. :" أردت أن أطمئنك فقط هادر.. هي بخير ونحن كذلك ".

أغلق بينما لم يدرك أن صديقه قد تلقى هاتفاً منها ليؤكد هو لزوجها على مكان وجودها .. لم يدرك أنها حظيت بالثقة بعدما شرحت له ما توصلت إليه بالفعل.. أشياء ستبدل من حياتهم جميعاً لو صحت ..

[Just Faith]

أغلق هادر الهاتف وهو ينظر لصديقه ورئيسه السابق :" هل أنت من طلبت نقلي لوظيفة إدارية جعلتني أموت من الملل فأطلب نقلي لإدارة المفرقعات "

أجابه بكل هدوء :" لا .. لم أفعلها هادر ..أنا لم أشك بك لحظة .. كل شيء لنحمي من هم معنا .. حتى لا نفقد ثقتهم ".

ابتسم هادر بإحباط مؤكداً:" لا تكذب مروان .. أنت شككت .. وأنا لو كنت مكانك كنت شككت .. وظيفتنا علمتنا هذا .. أنا لست غاضباً منك .. وكنت أعلم أن هشام علوان له يد بكل شيء.. حقاً بدأت أشك فيه عندما وجدته يعلن لي عن خط سير زوجتي لأدرك أنه يراقبها لغرض شخصي وليس من أجلي .. كنت أنتظر ربطه بكل شيء .. هذا الرجل خطير حقاً.. كل من حوله هم من يذهبون خلف الأسوار بينما هو لا دليل يدينه ".

تحرك هادر من فراشه ليهدر فيه مروان :" أين أنت ذاهب ؟!".

صدح صوته وهو يحاول خلع هذا الأنبوب المغذي : " لن أنتظر هنا وأنا لا أعرف أين هي الآن ؟!!.. قد تكون بخطر محدق ".

هتف به صديقه :" يبدو أنها كانت محقة بتقيدك . أجلس ودعنا نراجع معاً كل شيء فهناك أشياء أكثر لابد لك من معرفتها ".

سأل بلهفة :" هل من أخبار حول طاهر فاليوم أحزنني ما لقيته زوجته من إطلاق ألسنة السفاء عليها فلم أصدق ما يحدث لبنت عمي الصغيرة ".

متذكراً الجملة التي ألقاها عليها أحد المتصلين بالبرنامج :" مما أراه فزوجك ليس بعائد .. ما رأيك مستعد لجلب لك زوجاً غيره ". حديث سخيف تعرضت له بالفعل ولكنها ردت عليه بكل هدوء :" لم أحضر للزواج .. الرجال بعائلتي ملء السمع والبصر .. أنا هنا من أجل زوجي الذي لا يعوضه رجل آخر .. أطالب بحقه لم يخدم الوطن لتتركه قيادته هكذا ".

لتجد الرجل يسخر منها :"اعتبريه شهيد لهذا الوطن ".

لتجيبه :" حتى الشهيد نعلم مكانه .. إنما المخطوف أو المفقود تغلي قلوب أحبابه عليه .. أمه وأبيه لا ينامان وكذلك أنا ".

قضم مروان شفته ثم غمغم في ضيق :" زمن الاختلافات والفوضي يجعل من الجميع هكذا .. أنما كان اللقاء له نتيجة .. عندما تحدثت أمه أن هناك امرأتين قد زاراها كانت تقصد أنهم لا علاقة لهم بأي شيء ولا انقسام طائفي .. هم يعاملون الجميع بذات الاحترام لدرجة أن هناك امرأتين ترتديان النقاب زاراها وكانت أحداهما عليلة الصحة .. أدخلتهما وقصا عليها قصتهما وهي بالمقابل قصت عليهما أن ابنها الضابط لو كان هنا كان قد ساعدهما وهي ذكرت مكان وحدته . .".

أكد هادر عليه :" هذا ينقلنا لنوع جديد من الحرب .. فأمثال هؤلاء النساء في كل مكان حولنا .. قد تجدها تحمل سلاحاً تحت ملابسها ".

عاد مروان ليكمل حديثه :" أتعرف كاد يذهب فيها عدد من العناصر الأمنية كانوا بإجازة قبل الهجوم مباشرة لولا عناية الله وجعل أم طاهر تتحدث هكذا .. نحن وطن واحد لا تقسيم بين نسيجه .. لا أحد من الخارج يفهم هذا .. حقاً أشفق على الرجل بالقصر .. هو لا يعلم أنه واجهة فقط لمن خلفه .. وشعبنا لن يقف عند حد .. سيكتشف ولن يتركوه ..وقد بدأ بالفعل كل يوم مظاهرة في مكان ما ..".

اتصال هاتفي على هاتف مروان جعله يرفعه مدركاً المتصل ليجيب من فوره :" من ذهب إليه .. امرأة منقبة .. تتبعها ولا تتركها لحظة .. أريد تقرير مفصل ومنذ هذه اللحظة هي أيضاً تحت أعينكم ".

تلونت عينا هادر باستفسار خرج مع صوته :" هل من جديد ؟!!.. هل تم ربط المرأة بطاهر؟!!".

أجابه بحدة :" لا.. هذه امرأة ذهبت لسيد المليجي حيث هو ".

ليدرك أنه عاد بلحظات محط ثقة صديقه الذي أجاب فعلاً على الهاتف أمامه حتى لا يفقده ..

هتف هادر بطلب صعب :" أريد معرفة كل ما يدور حول طاهر .. قد وعدت ابنة عمي بأني سأحضره ".

اعترض مروان بيده مطوحاً إياها في الهواء :" لا أنت مريض .. ولا أظننا سنتأخر حتى تشفى .. هناك انتشار واسع بالمنطقة وهناك معلومات بالفعل .. لكن التأكد من كونها معلومة حقيقية وليست كمين جديد فأمن أفرادنا أهم بهذه الفترة الحاسمة .. خاصة وأن هناك تدفقات إرهابية تدخل للبلاد وتعسكر في مناطق حدودية .. تنشط هناك بغرض أن نتراجع ويكون لها قطعة من الأرض .. يريدون الجلوس حول منضدة مفاوضات فتعلن الأمم المتحدة التقسيم وهذا لن يكون ".

هتف هادر بعقدة شديدة بين حاجبيه :" ليس ونحن فيها .. يقتلونا أولاً .. لن نقسم بلادنا .. ولن نتركها ".

عاد هاتفه ليعلو بالرنين فيجيب من فوره مدركاً أن هناك جديد لا محالة .. انتفض واقفاً بعد دقيقة .. ليسبح صوته في الغرفة :" نعم ابن الشاعر الكبير هو من حرض على قتل أبيه .. هل هذا معقول .. كيف هذا ؟!!"..

[Just Faith]

أشار له هادر أن يفتح المكبر ليسمع للتقرير.. ففعل مروان فينساب التقرير الذي كان يتولاه أحد العناصر الأمنية وكأنه يقرأ من أصل المحاضر الرسمية :" تم القبض على من كان يقود الدراجة النارية بالمتهم الذي تولى الهجوم على الرائد هادر زاهر دحية بواسطة صورته التي كانت قد التقطتها إحدى كميرات المراقبة الخاصة بصيدلية كبيرة كانت بالشارع المقابل للهجوم .. تم تحديد الدراجة النارية ليكتشف الفريق الذي تولى التحقيق أنها ذات الدراجة التي أقلت متهم آخر بهدف اغتيال الشيخ شاعر القاضي .. وبالتحقيق معه بعد القبض عليه اعتراف أن ابن الشيخ من جعله يقوم بهذا .. بغرض عودة رصيد أبيه لدى الناس .. والآن تتوجه الفرق للقبض عليه ".

رفع هادر كفيه بالهواء بغضب كامل :" ما هذا يحاول قتل أبيه ليعود له منصب لا يساوي شيئاً.. لو كان مات الأب كان سيعاقب بمثل عقوبه من قتله .. التي كانت من الممكن أن تصل للإعدام ".

عقب مروان :" هو الآن سيواجعه تهمة شروع في قتل أبيه فالرجل وأن لم يمت ولكنه للآن في غيبوبة كلية .. وكأنه خائف أن يعود لحياته ".

صمت هادر فجأة .. لا يعلم أليسا متشابهين هو وابن الشاعر الأكبر مروان .. لكن لا لو كان أبيه مثل الشيخ ما خالفه أبداً.. يكفي أن هذا الرجل أحد الأسباب التي أدت لخلاف كبير بينه وبين زوجته .. كم كانا يليقا ببعضهما مروان الشاعر وزاهر .. كان مناسبين ليكونا أب وابنه .. هتف هادر .. لمجرد تذكره لفيديو يحمل ملامحها .. جعلها تبدو لتكون بين ذراعي لم تكن تألفها :" تبا لك مروان ".

انتفضت عينا صديقه وهو يسمع التعقيب بآذنيه .. فيهمهم هادر :" لا أقصدك يا رجل .. بل أقصد مروان الشاعر ".

علق الصديق :" أتعرف لذا لم أكن أذكر اسمه .. هذا المروان سيجد من القضايا ما ستفتح عليه النيران من كل الجهات .. الصداقات القديمة مع ميادة جبر وسيد المليجي ومعه وهذه الشراكة معهما .. ستسحبه لمنطقة مظلمة .. لن يخرج منها ".

سدد له هادر نظراته الفارغة وكأنه يقول له هو يستحق ما يحدث له .. ثم عاد يقبض على هاتفه يريد الإطمئنان عليها ولكها للآن لم تفتح هاتفها .. سب مختنقاً:" تلك الغبية ".

ابتسامة علقت على شفتي مروان ليعقب بهعدها :" بعض الأشياء يسهل الشروع فيها، لكنها لا تتخذ معناها كاملاً إلا حينما ننهيها".

فكانت العبارة معبر جديد لعقل هادر .. مدركاً أن صديقه يقصد الجلسة التي تريدها جسور وتحثه عليها ..

**************

[Just Faith]

تسبح داخل أفكارها التي تجعلها تريد العدو خلف كل خيط متاح لها .. لكن حصيلة اليوم جعلتها تتنهد بتعب .. لا تصدق أنها بيوم واحد جلبت كل هذه النتائج .. تتذكر ملامح كل ما شاهدها اليوم .. كل من رآها شحب وكأنه شاهد حاصد الأرواح .. بداية من شمس تلك المرأة التي تأكدت أنها هي داخل سيارة السيد وسيم الخشن جلست بالمقعد الخلفي لتخرج حاسبوها .. تستذكر كل التفاصيل والملفات التي كانت قد صورتها وأدخلتها لحاسوبها كمعلومات تريد السعي خلفها .. أعادت الفيديو الحقير المصور لأدم .. تشاهده خطوة خطوة .. لم تستنكر عدم غضبها الآن .. ربما في الماضي كانت تريد تمزيق وجهه .. لكنها بالحقيقة ألم تكن غاضبة لكونها تغار عليه .. بل غضبها كان بسبب الخيانة ذاتها .. لا شيء عندها يبرر الخيانة .. خاصة تلك الخيانة الزوجية حتى لو كان ما بينهما عقد فقط .. لكنها خيانة لها ولم تكن تستطيع تحمل الخيان مرتين .. ها هي تكتشف أنه كان سبب في تجذر شعورها بالخيانة داخل نفسها مرتين .. هادر .. تحدث وقتها أدم عن صديق له هو من جعله يفعل هذا .. هادر من فعلها .. كانت تتذكر الحديث وكأنه بعيد بعيد .. لا يعني وجوده بنفس الشارع أنه هو من قرب بين المدعوة شمس وأدم .. فكيف يعرف أدم وكيف يثق أدم بسذاجة بشخص اسمه هادر.. ربما قدم له نفسه على أنه شخص آخر باسم آخر.. أليس عملهم يمنح الأغطية المناسبة بهذه الطرق القانونية .. لا تعرف .. لابد لها من المعرفة ..

:" أين تذهبين بالضبط جسور .. أن كان السبب فعلاً مظروف تخيلت بلحظة أنك ستطالبين بإيصاله لها ويمكنك التأكد أنه وصلها بالهاتف ".

فتجيب على سؤال كوثر القاطع لحبل أفكارها لتخرج من توترها الداخلي

متيقظة على توتر أكبر لاح بملامح دهشة :" القصة لا تتعلق بمظروف بل بسؤالها عن حادث ما ،وعدة تفاصيل صغيرة ".

لم تكمل ما كانت ترتب له بجملة ..إحدى القضايا.. فلو كانت صرحت كانت استفسرت كوثر أكثر .. بدت لها من هؤلاء الفضوليات .. عامة هي لا تحبها منذ علمت بأن لها يد فيما حدث بين فرسان وجواد بسبب تلك الحقيرة وهي لا تحبها .. هي لا تحب من يفسد العلاقات الزوجية ليحقق مصلحة خاصة .. عادت تلوذ بالصمت الكامل اللحظي ثم تستدرك كلمات كوثر كاملة فتهديها جملة منافقة بها نفاقاً صغيراً:" وهل أنت يا كوثر ممن يُسأل بعده عن وصول الأمانات ؟!!..".

رغم أنها كلمات قليلة منافقة تواري بها مشاعرها ولكنها أدخلت السرور لقلب كوثر فنظرت لوسيم نظرات متعاظمة بالأنا وكأنها تبلغه أنها تنتمي لعائلة جيدة التهذيب ..

أخيراً وصلت أمام منزل شمس .. خرجت من السيارة شاكرة لوسيم :" شكراً لكم جماعة الخير ..لو قدت لهنا كان انفصم ظهري ".

صدح صوت وسيم عارضاً عليها وهو يقف جوارها :" لو تحبين أن أعيدك حينما تنتهين من الزيارة ".

طوحت كفها رافضة كلياً :" لا ترهق نفسك من أجلي .. شكراً لعرضك ..سوف أتنقل بإستخدام سيارات الأجرة .. هذا أفضل ..".

أشارت لها كوثر على المنزل والشقة ..

لتجد من جسور خطوات واثقة تغادر بها بعد تلويحة واحدة وطلبها أن يبلغا سلامها للعمة نبراس .. ثم لم تمكث أمامهما لحظة أخرى ..

كانت هناك عينان فضوليتان تراقب المكان .. لا يعرف لماذا داخله شك دائم في كوثر وظن أن هذه المرأة قد تكون لها صلة بيسر وأنها قد حضرت هنا فقط لتضع مخطط جدي تكون شمس مشاركة فيه .. لا يعرف من هي هذه السيدة الأنيقة لأنه من هذا النوع الذي حرم على نفسه مشاهدة التلفاز بكل ما يحمله من مجون وخلاعة .. يخشى أن يورطوا الحاج ناصف بشيء جديد أهداه عقله أنهم قد ينصبون له ساحة لشراء أو تبدل مصوغاته الحقيقة بأخرى مغشوشة .. كان يترصد الجميع في الشارع .. لدرجة ينام هنا فوق المقعد أمام معرض ناجي المغلق ..

[Just Faith]

هرولت قاطعة الطريق للمبنى القديم ثم صعودها على الدرج بخطوات ثاتة .. ها هي تقف أمام باب الشقة .. لم تشعر بالتخاذل فآخر همها هو أدم صراحة .. لكنها تريد المعرفة .. تريد حسم الموقف .. شعورها بالتخاذل ضربها بقوة .. مستفسراً عما تبحثين جسور .. عن سبب ليخونك فيه أدم .. هل لو لم يكن قد خانك كنتِ ستكونين أفضل .. ما يهمك هو خيانة هادر الأولى .. تلك الخيانة الطاعنة لك بقسوة .. خيانة نالت من قلبك واغتالت أحلامك معها .. من لحظتها فقدتِ أنت جسور في متاهة شخصية أخرى .. تنفست بعنف قاطعة أمرها .. ربما لتدرك البدايات يجب عليها فك كل شفرات الخيانات بحياتها .. دفعت أصابعها الرفيعة تجاه الزجاج المصان بشكل زخرفي من الحديد المتشابك لتلك الشراعة العلوية لباب الشقة .. صوت طرقاتها على الباب الزجاج .. أتت حادة بعنف لحظي .. جعل صوت امرأة من الداخل يصدح بقوة :" نعم .. نعم ..".

مكملة بلهجة نزقة :" نعم .. هل أنا واقفة خلف الباب .. أنتظر يا من بالباب.. أو أتركنا لا نريد ضيوفاً مزعجة على المساء"...

ثم تبعتها بمثل قديم شائع :" قال يا قاعدين يكفيكو شر الجايين "

صوتها يصل لمن بالخارج مؤكداً أنها هي من كانت تستعطفها بالماضي القريب منذ أكثر من تسعة أشهر .. كانت هي بالفعل ..

فتحت الباب .. وليتها ما فعلت .. هل ما تراه هو حقيقة .. كم كانت تتمنى أن تغلقه مرة أخرى وبالفعل حدث وجدت شمس نفسها تضرب الباب براحته تعيده لوضعه المغلق .. لكن كف جسور كانت أسبق فدفعته لتمنع إغلاقه بل زادت لتفتحه هاتفة بخفوت تعمدته :" أهكذا تستقبلون الضيوف ؟!!".

جمعت شمس كفيها أمام عيني جسور :" رجاء .. أمي بالمنزل .. لا أريد فضائح ".

هتفت بها جسور :" هل هذه أم من تدع ابنتها تقوم بما تفعلينه؟!! .. هل تفخر بنفسها هكذا؟!!".

نظرت شمس للخلف تراقب الممر الداخلي لغرفة نوم أمها ثم عادت تنظر لجسور الحارة كما الشمس المحرقة :" رجاء .. لا تحدثي جلبة .. سوف أكون خادمتك لو لم تعرف أمي ".

هكذا تم التوصل لاتفاق يريح جسور التي هتفت :" اتفقنا ولكن لو لم تنفذي .. ما زال لدي تسجيل فيديو ليلتك الحمراء مع أدم ".

ضربت شمس على صدرها المحتشم داخل عباءة منزلية قطنية بكمين قصيرين لكنها طويلة مريحة .. وقبضت بأصابعها الأخرى على قماش عباءتها تجمعه بعصبية من أعلى الفخذ وكأنه منقذها من الغرق .. ثم صدح صوتها " يا نهار أسود .. لي أنا .. من فعل هذا ؟!!.. لم يكن هذا اتفاقنا ".

هتفت جسور بهمس :" نعم من هذا الذي أتفق معك ؟!!،وعلى ماذا ؟!!.."

أعقبها هدوءها المتطرف من كل هذا الوضع المربك :" هل هناك مكان نتحدث فيه براحتنا .. بدل من هنا حيث تلوين عنقك كل ثانية تنظرين للداخل كبندول ساعة معطوب ".

تحركت شمس بقدمي حافية تقطع الطريق للخارج ومعها مفتاح أخذته من مشجب مجاور للباب :" تفضلي هنا في الصالون حيث عملي .. لا أحد فيه الآن ".

قرأت جسور الاسم فوق باب الشقة المجاور " صالون شمس للتجميل ".

بدأت شمس تتحدث بحرفية :" كم أتمنى أن تتاح لي الفرصة فأزين لك شعرك كما فعلت مع السيدة فرسان .. أسعدها الله وبارك لها في كل شيء .. روحها حلوة لم تكسر بخاطري عندما طلبت منها ذلك .. جعلتني أفتخر أني قد زينت شعر أبنة الأكابر ذات يوماً".

رفعت جسور سبابتها تحركها بارتفاع وانخفاض يدل على الإشمئزاز هاتفة بلا مراعاة :" لأنها لم تعرف حقيقتك .. دعتك تمسين شعرها بقذراتك ".

الوقاحة هي ما نتحلى به ونتمسك عندما نجهل الأمور .. فتحت شمس الأضواء الداخلية تهدر بخيبة :" تفضلي سيدتي الضابط .. ربما نحن هكذا لأن هناك أناس لا يكفيهم ما يملكون .. أناس يأخذون نصيبهم ونصيبنا معهم ".

تغضنت ملامح جسور فهي لم تكن من محبي التفاخر أو حتى المتكبرين لكن الوضع كله منذر بالتوتر عقبت بحدة :" لسنا هنا لنرى مشكلتك الاجتماعية .. أنا هنا لأعرف كيف كنتِ مع أدم .. بل الأصح من دفعك لطريقه".

تأخرت خطوات شمس بتراجع متقهقهر وهزيمة تعلمها أنها قد علمت أو على الأقل هناك شكاً بما حدث .. لذا لم تحتج إلا للقليل من الوقت لتحسم الوضع كله :" تفضلي هنا .. المكان نظيف كما ترين ؟!!..".

لم تكن تحتاج لإضافة عبارتها الأخيرة ولكنها هي الأخرى لها كرامتها وكبريائها .. يكفيها إهانة ..

ابتلعت جسور هذه العبارة فلم تحتج ولا حتى تعقب.. دلفت بخطوات واثقة ،وجلست بأقرب مقعد .. لتجلس جوارها شمس وهي تشرح لها بهدوء شاكر :" هذا الصالون والشقة المجاورة التي أقطن فيها .. كانت كلها شقة واحدة .. شقة زوجية سابقة .. أنا من أجرتها ومن أثثها .. وهو كان يقبض كل ما أملك حتى ثرت عليه ".

نظرت جسور للسقف في تململ واضح بينما تشحذ لسانها ليسقط على وجه السيدة الرخيصة ركام من حجارة الكلمات المسنونة .. أقلها .. لست هنا من أجل البكاء معك ..

بينما شمس تلتقط بعينيها كل شاردة وواردة من غريمة لم تكن بينهما أي تعامل حتى حدث موقف جمعهما على رجل واحد .. هتفت بخفوت :" لتعرفي الحقيقة .. يجب أن تعلمي قصتي كاملة وكيف كنت وكيف صرت".