عجباً لـ غزال! (88) -ج4 من س حدّ العشق!- للكاتبة:Just Faith{مميزة}*كاملة&رابط معدل*

[Just Faith]

هههههههههههههههههههههه
باكتب ههههههههههههههههههه
علشان انزل جزء حلو مو عصفر

بصوا لنتفق

فصولي هانزلها بالليل قوي ههههههههههههههههههه
اكون خلصت للقفلة المنتظرة هههههههههههههههههه
اوعو الفحت ياخدنا تحت هههههههههههههههههههههه

[قول يا رب]

اكتبي بس ومش ليكى دعوه بالليل الصبح اى حاجه تبل ريقنا وتروى عطشنا للاحداث المستنيله بستين نيله
ومووع رحيل ده مش مطمنى شكلها بتتفق مع زاهر على سنمار وفاكره نفسها عملت العمايل وسوت الهوايل ومش عندها فكره ان باسم رايح معاه
طبعا مشغوله بنفسها وحقدها واننقامها وناسيه داين تدان
وبعدين اخت ينمار حتظهر امتى وحيعرفوا صاحب ام العربيه ويربطوا الاحداث
شدى حيلك معانا شويه عايزين تكتبى بسرعه الصاروخ

[جنة محمود]

السلام عليكم
اخيرا فرسان وجدت سند حقيقي واحداث تخطف الانفاس بانقاذهها ومعرفة رشاد مدا الخداع الذي تعرض له اعجبني رد فعله وثباته
فهمي و فتحي النذاهة و الرجولة الحقيقة
اخيرا كوثر تجد طريقها
جواد جواد هو السبب في كل شيء هو يستحق الضرب كعامل القهوة واكثر لا يفعل شىء سوي الانتظار
يجيد الدفاع والمساعدة للجميع الا هي

[k_meri]

سلام احنا مستانين لاي وقت على رحتك ومشكورة على روعة ابداع

[Just Faith]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 11 والزوار 4) ‏Just Faith*, ‏ubax, ‏نص الاسلام, ‏k_meri, ‏sira sira, ‏Hajar88 r, ‏لولولول, ‏Roozana rooz, ‏souheyr, ‏*strawberry**+, ‏حنان الرزقي



اهلا بالسهرانين ههههههههههههههههههههههههه ه
انا خلصت الجزء الأول من الفصل الخامس

ان شاء الله يعجبكم يارب

[Just Faith]

الفصل الخامس ..ج1


جالسة تحدق في الموقف كله والشرطة تدلف للغرفة ليحتد فيتوريو صارخاً :" كيف جرؤتم؟!! ".
دلف المفتش يقدم اعتذاراته :" لدينا بلاغاً نتحرك بموجبه .. نبحث عن سيدة عربية اسمها فرسان دحية ".
تحركت يد الدون رونالدو لتزيح قناع الأكسجين حركة جعلت جيوكندا تدرك أن الرجل العجوز سوف يغدر بالشقيقين .. مما جعلها تهتف بهم تقفز متحركة مقتربة منه حتى وصلت قلب الغرفة :" لا أحد هنا الغرفة خالية كما ترون ".
ثم تحركت لتضع القناع فوق الشفتين اليابستين حتى تمنعه الحديث .. صدح صوت فيتوريو الذي كان قد جف ريقه بالفعل فهذا الرجل حقير وكان سيعترف بوجود فرسان :" كما ذكرت الآنسة .. الدون مريض وأي تلوث بالغرفة سنعتبره محاولة قتل متعمدة .. هيا للخارج ".
اندفع الرجال للخارج فكما شاهدوا من بالغرفة ثلاثة فقط .. خارج الغرفة كان المفتش يمد له على أحد الاجهزة صورة فرسان ويعلمه :" من أبلغ يؤكد أنها كانت هنا ".
حرك فيتوريو رأسه بنفي كامل :" لم أشاهدها من قبل ".
ليكرر الرجل ذات الكلام الذي عليه ذكره خلف كل تحقيق :" لو ظهر أنك تعلم مكانها ستعد شريكاً بجريمتها تنال نفس عقابها .. إذا علمت شيئاً رجاء أبلغنا وهذه بطاقة هواتفي ".
انتظر حتى فراغ الرواق من الشرطة ودلف متحفزاً للرجل العجوز الذي كاد يربكهم بلحظة عناد ..
أطبق يده على قبه منامته الحريرية فصرخت فيه جيوكندا متوسلة :" لا ستقتله .. أتركه .. دعه ".
لم تترك يده إلا وقد فكت أبيها من هجمته ..ثم نظرت لأبيها :" لماذا .. لماذا أنت هكذا ؟!!.. تكره الناس وتفعل كل شيء بغيض ".
رفع قناع الأكسجين مهاجماً إياها :" يا مغفلة .. هو فعل كل هذا ليقتلني ليرث نصف ما أملك وسوف يحاول أن يتزوجك ليملك النصف الآخر ومما أراه سيحصل على كل شيء وسوف يتركني أموت ليصل لما يريد بسرعة ".
لم يكن اختفى عنه بعد كان يمد يده لأخته الجالسة خلف حجب الستائر يطمئنها حتى تغادر المكان ..ثم زرع جسده أمام عيني الرجل المرتجفة ليهتف فيه بحدة بينما يد العجوز تعيد وضع قناعه لاهثاً :" لا أحتاج لقتلك .. أنت أصلاً كتلة موت متعفنة .. جثة نتنة الرائحة لن تهضمها الأرض .. لا أعرف صدقاً عندما جلبتني أنا وأمي لما لم تعتني بنا .. تركتها تموت متجمدة وأنا تم إيداعي في مركز الرعاية .. ثم حضرت لتكمل خداعك أنك أخو والدتي بالقانون .. أخاها من أمها ولم تكن تعلم مكاننا .. لمَ؟!!.. لمَ؟!!!".
عاد العجوز يرفع القناع عن مجرى تنفسه متمكناً من الرد :" كيف لها أن تندسنا بالزواج من عربي حقير .. كانت تستحق كل هذا لتتطهر من داخلها .. تركت عرقنا ودماءنا الصقلية لتتزوج منه.. أنجبتك لتذكرني كل لحظة بخسارتي في أختي ".
كلماته الحاقدة نالت الجميع بالصدمة .. صعقت ابنته من هذا الحقد لتنظر إليه بحدة مستفسرة بصوت قوي :" لماذا اعترفت بي وبحثت عني طالما نظرتك هي هذه .. طبقية وعنصرية .. ما قصة دماءك هذه لم أكن أعلم أنك ذو دم ملكي أزرق ككافة ملوك أوروبا بالحملات الصليبية المنهزمة أمام العرب .. صقلية .. أغلب عصابات المافيا العتاة هم فيها .. هل تدرك ما تقول .. ابنتك الوحيدة أمها ممثلة إعلانات ثم تحولت للمسرح .. لماذا طلبت مني القدوم هنا .. لأنك تموت وخشيت على كل هذا المال أن يترك خلفك ؟!!". هتفت بكل ما تملك من سخرية :" ستموت وحيداً لأني سأرحل لمنزل أبي الحقيقي الذي رباني بلا مقابل .. سأتركك لتجلس حارساً على أموالك حتى يجدوك جثة .. سترحل دون هذه الأملاك ستتركها خارج قبرك .. ستذهب للجحيم وحدك ".
نظر إليها بذات الحقد الذي لم يحاول نزعه من عينيه .. التقطت فرسان خيط الحديث هاتفة فيه بتهذيبها :" والدي عربي وكان أستاذ جامعي .. نحن نفخر به أكثر مما تفخر أنت بصقليتك لأنه ربانا أن البشر أهم من الحجر.. راشد دحية يمتاز بالقلب الدافئ .. منزلنا دافئ.. الكل يبتسم وكلما مرض جلسنا جميعاً حوله .. لا نتركه وحده يعاني ككلب أجرب حزين ".
دفعها رشاد للخلف مستفسراً:" ما زالت لا أعرف .. إن كان هذا شعورك تجاهي لما جلبتني هنا .. أكنت تظن أني سأكون راضياً لأكون خلفك في تجارتك الغير مشروعة .. لكنني اخترت العمل المشروع .. لذا كلفت مهاب بكل الأعمال القذرة لدرجة سفك الدماء .. لما تركتني معك ولم تطردني خارج محيطك طالما هذا شعورك ؟!!".كان يقصد إيصال معلومات لجيوكندا بوجود الشريك الأول للجرم الحادث .
فتح الرجل القناع مرة أخرى بعد أن كان أعاده لينال أنفاسه من خلال أنبوب ثبت عدم جدواه عندما هدده رشاد بمنع الهواء عنه .. فخر شديد بكل ما فعله في الماضي يتراقص مع الحقد داخل قلبه :" أحببتك .. كل محبتي لأمك انتقلت لك .. ولم يفلح حقدي عليها أن أرميك خارجاً.. كنت نابه تملك ذكاء وقوة .. حتى لو أحبطني أنك لن تكون خليفتي .. لكنك ابني الذي تمنيت وجوده ".
هتف به رشاد بضيق شديد :"يشرفني أني حقاً ابن رجل كراشد دحية الذي أثبت أنه يستحق أولاده .. أما أنت فسوف أتركك تلعق جراحك ككلب وحيد .. هنيئاً لك بالقصر البارد أتمنى لك التمتع به كاملاً حتى لا تفنى أبداً".
كانت فرسان تتمسك بجيوكندا التي ترتجف من هول الموقف عليها .. الحقد الذي صرح به هذا الرجل الميت قلبه شيء لم تكن تدرك أنه روح خسيسة لهذه الدرجة ..
أدار لهما فيتوريو عينيه يحدق فيهما ليقف بينهما يحيط كلتاهما بذراعيه بحماية جلبت الدفء داخل كل منهما .. لتهتف فيه جيوكندا مستفسرة بما أعلنه للتو :" هل حقاً ستغادر ؟!!".
أجابها بهدوء يناقض ما كان فيه من ثانية :" نعم سأعود لوطني .. أسمعيني جيداً فينوس".
لم تكن سمعت هذا الاسم منه منذ عادت .. بل لم تسمع الرقة داخل صوته بعد ان أصبحت ابنة الدون العجوز .. نظرت داخل عينيه لتواجه عينيه المحدقة فيها وكذلك واجهت عينا فرسان التي كانت معها تحت حماية ذراعيه .. كم يشبها بعضهما بالقوة .. ربما الملامح تخون الشبه ولكن هناك شيء يربط بينهما ..عقب بهدوء:" أنا أملك بنك من أكبر بنوك أوروبا ليس للعجوز الحق فيه .. هذا تعبي وهذا العجوز لم يضع فيه يورو واحد.. هذا نتيجة كدي عمراً كاملاً ضاربت بالبورصة منذ نعومة أظفاري حتى بدأت بمجال الإستثمار الxxxxي والسياحي الذي جعلني في عدة سنوات من أكبر المستثمرين وقتها اشتريت في مزاد علني مبنى البنك الذي كان هو بنك باسم آخر تم إعلان إفلاسه .. بدأت ممارسة عملي المصرفي الفعلي .. لذا لست بحاجة لأموال هذا الخرف .. ولو قررت الزواج سيكون لأني أحب الفتاة التي سأتزوجها .. لست بحاجة لأموال أحد ". إيماءة رأسها أعلنت تصديقها له فلو كان يريد المال كان قد أسرع ليخطبها لنفسه من البداية .. لكنها تلومه على تركه لها تقع في يد هذا المهاب الحقير .. لقد خدعها وكادت تسلم أخته .. همهمت :" ربما كل ما يؤلمني أني بغبائي كدت أفقد فرسان التي أحببتها بالفعل .. لكني لم أكن أعلم من هو مهاب فعلاً .. كل ظاهره أنه مهذب .. وأنت السبب في هذا لو كنت أعلم ما تعلمه ما كنت وافقت على الزواج لإنقاذ كومة العظام هذا ".
كان يتقصد أن يكون اعترافه هنا بالغرفة قبل مغادرتهم حتى يسمع العجوز .. ،ولكي يغلق على الماضي باب هذه الغرفة نهائياً.. ابتسم لجيوكندا وهو يدفعهما للخارج مغلقاً الباب على هذا الرجل .. تحركت فرسان من تحت ذراعه لتدلف غرفتها بينما داخلها تتمنى أن يعترف هذا الرجل بما يحمله من مشاعر ..
**********************

[Just Faith]

دلفت للشقة القديمة المفتوحة الباب تنظر لتلك الكنبة التي تحتوي جسده الهامد داخل هذا الجلباب الغير نظيف تكاد أطرافه تتحول للون الأسود بدل اللون الرمادي الفاتح الذي هو لون الجلباب الأصلي .. آثار جلسة مزاجه ومخدراته أمامه .. داخل جدران منفرة بالفعل .. هربت منها والآن كل شيء عاد من جديد .. دلفت للغرفتين الأخرتين لتبحث عن طفلها مازن بصمت مطبق حتى لا توقظ هذا الأب وتوقظ معه الشيطان .. عندما أخذها لأحد المطاعم بحجة أنه قرر مصالحتها بوجبة غداء بأفخم المناطق .. وجدت هناك ما بدل سعادتها لغم .. رجل عجوز أكبر منه بكثير بما يكفي ليكون جدها هو صاحب الدعوة مقدماً إياه لها بصوت محذر من ردة فعلها :" الشيخ مجيدي المنصوري .. عندما علم أن لي ابنة أصر على دعوتها .. أجلسي شروق ".
جلست وهي تجذب بلوزتها القطنية لتواري التمزق في ركبة بنطالها الباهت اللون من كثرة غسله .. كانت تفكر دائماً بالموضة الجديدة في تمزيق الملابس .. ولكنها داخلها تعرف أنه أهترئ منها .. تناولت الطعام يومها حتى شبعت منذ أعوام لم تأكل هكذا .. الطعام كان جميل ومذاقة أشهى ما نالته .. وعند المغادرة وضع هذا الرجل بين يديها عدة حقائب بلاستيكية مصراً عليها :" غداً سنأكل معاً طعام الغداء أيضاً .. أريد رؤية هذا الثوب عليك ".
نظرت لوالدها الذي حثها على القبول .. أخذتهم مترددة .. لتفيق فيما بعد على أنها أشياء مقدمة بما سيأتي .. لم يعد يهمها شيء سوى ابنها .. وحقد دفين على هذا الأب الذي زوجها ووقف ينال منها الثمن ابتزاز خلف ابتزاز .. هذا هو ما فعله معها ولن تصمت على حقها .. تريد طفلها فقط ..
غادرت الغرفة الداخلية التي كانت أكثر قذارة من أي وقت مضى .. وقفت أمام أبيها لتنادي عليه بحقد دفين .. تمسح دمعتيها بأصابعها لتكون قوية :" أين ابني ".
لم يرف له جفن فوضعت كلتا يديها على كتفيه تهزانه فيرتج جسده المترهل بدهون جعلت له بطناً كبيرة تعرف بالكرش ..:" أنت أين ابني ؟!!.. أنطق أين مازن؟!!".
فتح عينيه على صراخها فملأ الغضب عينيه ليصدح بها يقهرها :" أنت .. عديمة التهذيب .. كيف تمدين يدك على أبوك ؟!!".
ضجت بضحك متوجع :" أنت أب ؟!!.. أب حقاً.. الأب هناك .. هناك الحاج ناصف والعم سليم هما من حمى لحمك وأنت من بعت في واشتريت .. لم يكفك بيعي أنا والآن تبيع ابني .. أين مازن انطق ".
نظرته أخذت في استفسار لا يعي منها شيئاً :" مازن ابنك ما به ".
صرخت بحدة :" هل تظن أنك هكذا ستخدعني .. مازن أين هو ؟!!.. أين أخفيته ".
حك شعره الأشيب بأصابعه وعاد يتحدث :" لا أعلم .. أقسم بال..".
هتفت تخرسه بما لم تصدقه منه :" لا تقسم .. أخرس .. أنت كاذب حتى لو أقسمت على القرآن .. أنت خطفت ابني لتسلمه لأخوته الكبار .. هم أيضاً يريدون ابتعاده عني .. كلكم تريدون المال .. المال هو ما يهمكم ".
حاول أن يهدئ من روعها :" لا .. لم أخطفه .. ربما ذهب يبتاع أي حلويات .. سنجده بالقرب .. لم أخطفه صدقيني .. أنا أحبه .. كنت أراقبه وهو يلعب أمام محل ناصف .. ولد جميل .. لم أخطفه ".
حركت رأسها ببرود رافض للخداع :" لا .. أنت فعلتها .. استغليت تجمع أهل الشارع لتجعل أحد يخطفه .. أين ابني ".
علق مستجدياً:" لا .. لم أخطفه شروق ابنتي .. أنا أبوك ".
مالت رأسها على جانب واحد هامدة القوى كأنها تفقد أنفاسها .. ثم صرخت بقوة :" لا تقل أب .. لست سوى بقاتل فضلت حياتك على حياتي .. لا تقول أب ".
حدق فيها ولأول مرة يشعر بمعاناتها الحقيقية عندما رددت بإرهاق ودموعها تجري فوق خديها :" قتلتني عندما تركت أمي تموت فضلت شراء مخدرك عن أخذها للمشفى .. ثم قتلتني عندما بعتني لـ مجيدي وقبضت الثمن .. قتلتني مرات وكل مرة تأخذ الثمن .. كم قبضت ثمن مازن الذي بعته لأخوته الكبار الذين يفوقوني عمراً وقوة .. وأنا وحدي أمامهم .. أرجوك ".
جلست على الأرض تحدق فيه وهي تجمع ركبتيها أمام صدرها تهتز كبندول ساعة قديم بنفس الحركة :" أريد مازن .. خذ كل شيء أملكه .. وهات ابني .. سوف أوفر لك جرعتك اليومية ولكن لا تبعده عني .. لو سلمته إليهم لن يتركوني أراه وربما يتخلصون منه خوفاً من مشاركتهم الميراث".

زحف ليهبط أرضاً في محاولة ليجعلها تصدقه .. يتحدث بقسم غير مقبول منها :" أقسم بالله .. لم أخطفه .. نعم كنت أريد .. ولكن لم أفعل .. ليس لأني أب جيد ولكن لأني كنت أريد أن أكون جد جيد .. لم أعد أتحدث معهم ".
ها هو هاتفي .. نظرت حيث يشير لتجد الهاتف مجاوراً لمديته التي دائماً كان يجيد استخدامها في تهديدها وفي كل معاركه مع رجال يشبهونه .. حاول أن يصل بيده للهاتف لتقفز من مكانها وتمسك بالمدية تفتحها في وجهه تتحدث بكل ما جال في خاطرها :" تريد خداعي مرة أخرى .. تريد أن تهددني بسلاح من جديد ..مازن ابني وسوف أقتلك من أجله ".
حاول أن يهدئ من روعها مكرراً القسم :" أقسم لك يا شروق لم يكن في نيتي المدية .. كنت سأجلب الهاتف فقط لترين أني لم أعد أجيبهم على إتصالاتهم .. فقط من أجل ابنك اللطيف ".
أمسكت الهاتف تتأكد من كلماته لتجده قد أجاب بالفعل على آخر مهاتفة .. صرخت بفزع تسبه :" صحبتك اللعنة يا حقير .. أنت لست بأب .. بعتني لجدي .. كان طيب ولكني كنت مع جدي .. وأنت الحقير بعت حفيدك وسلمته للقبر من أجل المال ".
كانت تميل عليه تصرخ وتقذف الهاتف ليرتد في صدره وقبل أن يستقيم كان يمد ذراعه ليأخذ منها المدية لكنها خافت على نفسها فلن تمكنه منها وتترك ابنها وحيداً .. يجب ان تغادر هنا وتسافر للخارج من أجل أن تكون مع طفلها .. فدفعت المدية بعيداً عن يده قبل أن يتمكن منها تصطدم بجسده مسببة جرحاً غائراً في كتفه .. صرخ بقوة متألماً نظرت إليه لتمسح كتفه بعينيها لتجد شقاً في جلبابه الذي بدأ يقطر الدم منه شهقت بقوة ثم رفعت كفيها لأعلى لتكتم الشهقات التالية .. سقطت المدية منها على الأرض وعادت تقفز ثم نامت جوار قدمها .. كانت تنظر للدم الذي سنبثق خارجاً من كتفه .. لم تجرؤ على الإقتراب منه ولم تمكن الشفقة من قلبها .. هتفت به :" ضيعت ابني .. ضيعتني ".
كان بدأ يستجدي الهواء ولا يجده ..
حركت كفيها أمام جسدها بطريقة لا تدل على هدف .. شاهدت قطرة دماء على أصابعها .. صرخت وصارت تطوح كفها بعيداً علها تسقط ..
ثم مسحتها في ثوبها الحريري الطويل .. وبدت في حالة من هذيان .. خرجت تستند على الجدار تنادي :" مازن .. أين أنت يا مازن .. قتلت من خطفك .. فأرجع ".
تهبط في وسط الحارة تترنح مستمرة بثبات على هذا النداء :" مازن .. قتلته من أجلك فعد ".
من يراها تدور في الشارع يدرك أنها فقدت عقلها .. بدأ البعض يتجمعون حولها يصدرون حركة مصمصة بالشفاة .. يتصعبون عليها .. وغيرهم يستفسر منها بقوة :" من قتلت يا أم مازن ؟!!".
تركتهم خلفها تسير بالطريق بلا هوية تنادي ابنها المفقود .. البعض تتبع الأثر الذي قدمت منه فقصد المنزل القديم الذي في صدر الشارع الضيق يسد الطريق كنهاية أحلام المرأة في إيجاد طفلها .. نداء بصوت أجش :" أمسكوها لقد قتلت أباها ".
وآخر بصوت أكثر خشونة :" أم مازن قتلت أباها ". طار الخبر في لحظات لجميع من بااشارع فلم يتركوها بينما هي تنادي بصوت متوسل :" مازن أين أنت يا ابن قلبي .. ضيعتك من يدي يا حبيبي ".
هيئتها الحزينة تجعل أي بكاء لرثائها مبتذلاً .. فعقلها في شتات مع طفلها الصغير .. أم .. يكفي أنها أم ..
*********************

[Just Faith]

وقف ينظر لمزارعها الخضراء التي تبرق تحت ضوء الرواق :" هل فعلاً ستغادرين إيطاليا؟!!".
حركت رأسها وهي تسدد له نظرة مشبعة ثم أسبلت جفنيها حتى لا يشاهد مشاعرها الحقيقية تجاهه مجيبة بصوت خافت يصل للهمس :" نعم سأجمع أغراضي التي أتيت بها وسأحجز لي ولجوان أقرب تذاكر أحصل عليها .. لكن عدني أن لا تهدم بيتي بإسبانيا .. طور المنطقة ولا تهدم بيتي هو كل ما أريد ".
كيف نسي هذا الموضوع .. آخر مرة تم مناقشة هذا الموضوع معه أجاب الإدارة الهندسية " سأطلع على التقارير فيما بعد "... بعدها سرقته قصة فرسان منذ عانت في القبو .. ابتسم وهو يرفع أصابعه لشعره يمررهم داخله .. ثم علق :" هل من الممكن ان أعيش معك فيه؟!! .. أعجبني كثيراً بغرفته السرية .. يشبه بيت الحكايا الأسطورية ".
هل ما يحاول إبلاغها إياه صحيح .. ابتلعت ريقها بتوتر لترطب حلقها الجاف محاولة التركيز على عينيه بعد أن استنزفها هذا النهار بكل ما فيه .. رغماً عنها تريد الوصول لحقيقة مشاعره لذا تنتظر منه إعتراف .. نالته لتوها بتبرير مقنع :" كنت أخشى الحب .. لم أقتنع أنه السبيل الصحيح لي .. أبي الذي رفضني جعلني أؤمن بهذا .. لكن عندما اتضح أنه لم يفعل .. كل شيء صار متاح داخلي .. سهل أن اعترف بأني أريدك فينوس ".
نظرتها المتسعة جعلته يكمل بإصرار :" ربما هذا ليس وقتاً مناسباً .. لو كان هناك وقت .. كنت سأدعوك لعشاء وأركع لك على ركبتي لأقنعك بقبول خاتمي .. لكن أمامنا وقت يبدو صعباً .. لذا أردت ان تعلمي ما داخلي من مشاعر ".
لم تجد غير كفيها تحيط أصابعه الممتدة أمامه فيجذبها لصدره هامساً:" عرفت من اللحظة الأولى بإسبانيا أن هذه الجنية المصارعة للثيران فتنتني .. وعندما حملتك من منشر الغسيل أثرتني كما لم تفعل امرأة .. وعندما لم أجد أحد يحتوي ضعفي غيرك عرفت أني لا أريد سواكِ فحضرت لك ونمت وقتها عندك .. ومنعي لكِ لترين مهاب كان لأني أغار منه عليكِ .. بغض النظر عن حقارته .. كنت أغار منه لهذا السبب فقط .. لم أكن أغار منه أبداً .. أنت فقط من جلبتِ الغيرة لقلبي .. وجودك فقط كان محرك لأعود إنسان .. فرسان جعلتني أشعر بالحرية .. أشعر بانتمائي الحقيقي .. إنما أنت كنت اختياري وقراري الوحيد ".
كانت كلماته واحدة تلو الأخرى تؤكد لها ما تشعر به من صدق مشاعره
.. لكنها تحتاج الكلمة التي تهم كل امرأة ناعمة تؤمن بالرومانسية
كطريق :" هل بالفعل تحبني ؟!!".
دفعها خارج حصن صدره لينظر داخل عينيها مبتسماً لا يصدق سؤالها .. أجابها وهو مازال يحيطها بين راحتيه :" ماذا أقول لك من ساعات ؟!!".
هسهست بصوتها ناعمة :" أريد سماعها .. فما بيننا كان خلاف كبير ".
عادت البسمة المشرقة تزداد داخل عينيه :" أحبك كما لم أحب امرأة .. أمنت بالحب بعد أن كنت كافراً به ".
استطرد بنعومة مازحاً:" لم أدرك أني ورطت نفسي مع امرأة غبية حقاً "
دفعته عنها بعيداً :" لا تسبني يا فيتوريو .. لن أسمح لك حتى لو كنت ملكت قلبي ".
مسد وجهها براحتيه مسدداً لها نظرة صادقة تضم مشاعره كاملة :" رشاد .. اعتادي عليه لأني لن أستخدم غيره .. ستكونين زوجة لعربي غيور ".
رفعت نفسها فوق أصابع أقدامها ومال هو عليها يضع جبينه فوق جبينها بنعومة بينما صوتها يؤكد :" لا يهمني سواء كنت فيتوريو أو رشاد .. المهم أنك أنت ستكون معي .. كم أحبك رشاد ".
رفع شفتيها تجاهه أكثر بوضع ذقنها فوق إبهامه هبط بشفتيه الحارتين ليلهب جسدها بحرارة غريبة عليها .. شيء يشبه السحر .. بعد جديد من الأحاسيس يتحرك في أقنية خلاياها .. تتقافز الفراشات داخل معدتها فتضيع داخل عينيه الداكنة برغبته أكثر وأكثر ..
أخيراً تركها ليلتقط أنفاسه هامساً بحشرجة :" هيا لنرى فرسان نبلغها بالخبر ونبتعد عن هذا المكان بكل ما فيه ".
تحركاً معاً .. أصابعهما المتعانقة تخبر أي فرد يراهما أنهما تعاهدا لتوهما على طريق الحب ..
**************
كانت فرسان تنظر من النافذة بعد ان قطعت الخطوات بسرعة من حيث إطار بابها بينما كانت تراقب عصفوري الحب .. فلم ترد إحراجهما أو إحراج نفسها .. كانت كل مشاعرها تسافر حيث صاحب القبلات العشرة .. تتذكر كيف كان يقتحم مشاعرها ويجعلها تدرك أنها أنثى .. نعم لقد نالت صك أنوثتها من خلال جواد فقط .. ربما ما عاد عليها تذكر تلك اللحظات فما بينهما يكمن في حياة إنسانة ..
دلفا ليكونا معها .. شعرت بأقدام السعادة تخطو خلفها فالخفة تحوم في المكان .. أدارت لهما رأسها وهي تمد أصابعها تمسك بالماسة الصغيرة الهدية التي لا تخلعها من عنقها تتحسس مكانها فلم تجدها .. وضعت راحتها على عنقها لتتأكد من شعورها بفقد سلسلتها .. مما جعل نظراتها تهيم على أرض الغرفة تتلمس وجودها بطريقة حثيثة .. جذبها صوت أخيها الحاسم بصوته الحاني :" باركينا أختي الصغيرة ".
رفعت عيناها واعدة نفسها ان تبحث عنها فيما بعد .. ابتسمت شفتيها وهي تتقدم منهما هامسة :" كنت أعلم أن نهاية قسوتك على يدها هذه الصغيرة التي تشبه جسور ابنة عمنا .. نفس الطبيعة ".
كانت جيوكندا تتقدم منها معلقة :" ما زلت أذكر يوم نصحتني بالصبر .. ولا أعرف من أين أتاك هذا اليقين ؟!!".
أجابتها فرسان وهي تميل عليها تقبل وجنتيها ثم تطوق كتفها كأخت لها :" عندما تدلفين للمكان يظل ينظر إليك .. وبعدما تغادرين يظل ينظر للمكان الذي خرجتِ منه .. هو لم يكن يعلم أنه يحبك .. كان يكابر أيضاً".
ليجد رشاد فرصة للحديث يذكرها :" عندما صمت ولم أدعمك لرفض مهاب .. هذه الصغيرة ".
كان يشير لأخته التي سعدت جداً بهذه الإشارة .. كم تمنت ان تكون صغيرة بلا مسئولية .. بينما هو يكمل :" غضبت مني وأعلمتني أني سأندم .. يبدو أني كنت شفافاً أمامها جداً ".
ابتسمت فرسان وهي تقترب من أخيها ترفع نفسها لتقبل وجنتيه وهو يمد ذراعيه يحتضنها بحيوية عربية وكأن أبجدياته تبدلت هامسة بحنان :" نعم كنت واضح جداً .. كنت غاضباً دائماً معها وهذا دليل الحب ".
هتفت جيوكندا :" كان غاضباً معك أيضاً لذا تخيلته يحبك ".
حركت فرسان سباببتها نافية :" لا .. معي كان حاقداً يريد إذلالي وهذا وضع شخص منتقم.. لكني لآخر لحظة لم أتوقع ان يكون هو رشاد ". نظرا إليها فتعقب بعاطفية لا يملكها الغرب :" أخي الكبير ".
سحبهما من كفيهما ليجلسا :" تعالا هنا لنرى كيف سنغادر؟!! وفرسان لديها مشاكل مع السلطات بالوطن ".
مستطرداً عندما نظرت له فرسان بتوجس غامض:"أريدك أن تقصي علي كل شيء ولا تهملي ". فصدح صوتها مترافقاً مع صوته :" التفاصيل ".
الوضع كان حيوي بينهم ثلاثتهم .. بدأت فرسان تعلمهما ما حدث مدعمة كلامها بالأوراق لكل شيء فحاسوبها به كل شيء .. حتى انتهت لتلك اللحظة التي صدح فيها صوتها بآخر الأسرار :" هذان الحسابان هما آخر أسراري .. وهما سبب حياتي أيضاً أنا معي مليارات لا أعرف من أين ولكن تم فتح الحساب باسمي لسبب واحد أنهم يثقون بي بأني لا أقبل مال حرام فلن أناله لنفسي ".
نظر رشاد للحساب الكبير وكذلك جيوكندا التي صرخت :" أوه هذا رقم كبير ".
بينما رشاد يهمس بخفوت :" موازنة دولة كاملة ".
ليجد صوت جيوكندا تصرح وكأن الحركة واليقظة أفادت تشوشها :" هذا ما كن يصرخ به القذر .. ان لديك شيء سيكون ملكه ".
نظر رشاد إليها بحملقة ثم سحب عينيه لتقابل عينا أخته هاتفاً :" أعطني اسم الرجل الذي كان مندوب الشركة الإيطالية وصورته لو تملكين ".
هدر صوته بضيق :" كيف أنساه .. إنه بالديني تولبو".
أما صورته لست أملكها ولكن أستطيع عن طريق أي هاتف غريب طلبها من أبي حتى يرسلها لي ".
حنين جارف ملأ عينيه لمجرد ذكر أبيه :" لا تفعلي .. لقد ذكرتِ قلبه المريض .. الإنفعال قد يسبب له أزمة قوية .. عكس الصمت الذي يجلب الأمل في الإنتظار .. سوف أعرف كل شيء أريده .. ولكني لا أظن ان الحسابين بالديني هذا هو من فتحها ولا أظنه مهاب بل من الممكن أن يكون مهاب سبب جميع المصائب التي وقعتِ بها .. كنت أحادث شخص إيطالي الجنسية بالوطن هناك يحمل اسم بالديني تالبو لا أعرف ان كان ذات الشخص .. لأن من ضمن محاولاتي الدخول لقلب شركة دحية الإستثمارية شراء أي أسهم يتم عرضها للبيع وبالفعل كان هناك مجموعة ما .. لكنه لم يتمكن فقد تم شراء هذه الأسهم بواسطة مندوب هو جواد دحية.. من الواضح أن مهاب أراد تصدير زيف كبير على أنه الحقيقة الواضحة ".
هدهد الموقف صوتها لتتذكر جواد الذي جلب لها الأسهم بعد موقف كبير مع نادرة .. صوتها يميل للحشرجة بينما عيناها تبرق بلمعان :" بعد موقف مع نادرة أم التوأم وعرضها الأسهم للبيع .. ابتاع لي جواد هذه الأسهم هدية زفاف ".
:" هل تحبينه فرسان ".
صوت جيوكندا جلب لها خجل كبير .. هذا الشيء الوحيد الذي لم تستطيع قصه لأخيها قصة كوثر .. تعمدت هذا فليس سهلاً عليها أن تكسر صورة والدها لديه .. يجب عليه أن يعتاد أبيه أولاً.. أجابت :" نعم وهو أيضاً ولكن كما ذكرت الشكوك صارت بيننا وكوثر أخته التي ربته كذلك فلم يعد لنا نصيب مع بعضنا البعض ".
هدر بغضب وهو يقف ليدور بالغرفة :" أرى أنه لا يستحقق .. فكل ما حدث لك له يد به .. ربما لم يكن يقصد ولكنه مخطئ بحقك ".
هتفت جيوكندا :" وأنت كذلك أخطأت بحقها .. ربما مهاب كما توقعت فعل كل شيء لمجرد أن يثبت لك أن أختك سيئة وكذلك أبوك .. كما علمت له ثأر كما ذكرت فرسان للتو ".
هتفت فرسان بتسامح :" لو نظرت لما حدث لي سأكره الجميع .. فكل الأسرار والخيانات ليست سهلة .. وكل شيء منذ ضرب جواد لي وفراري ".
وضعت جيوكندا يدها على شفتيها لتكتم شهقة :" ضربك لذا كدت تفقدين الطفل .. هذا الطفل قوي متمسك بكِ كأم .. كما قال الطبيب ".
كانت مقدرة حجم الأسرار التي أخرجتها فلهم الكثير من الوقت تحكي وسوف يكون أمامها الكثير من التفاصيل ستأتي فيما بعد .. الحقيقة ستغدو بوضوح الشمس طالما هناك من سيبحث عنها ..
************

[Just Faith]

منزل والد أدم**
مشغول البال منذ بدأت مجموعات في مواقع التواصل فضحه بسبب الصور التي تم استخدامها في حملته الإنتخابية لرئاسة البلاد ولكنه مني بالفشل فلم يحصد ما كان متوقع من أصوات مكتفياً بدوره كرئيس حزب ولكنه الآن مهدد بسبب تلك الصور وخاصة مع ظهور منافس جديد قريب من الطبقة الحاكمة الجديدة .. فصار دعمهم لصديقهم أساس جديد للحرب عليه ..
" لست مرتاح لما يحدث"
اقتربت زوجته منه تسترضيه بقلقها :" ماذا هناك يا شيخ الشاعر ؟!!"
عقد حاجبيه بضيق محاولاً ان يعلمها ما يدور :" ماذا يحدث لو تم إقرار كذبة .. من عدد من الناس ؟!!".
هتفت بذكاءها المعهود :" تصبح هذه الكذبة حقيقة ".
ليزيدها هو أكثر إيضاحاً :" بل أكثر من ذلك .. تصبح هي التاريخ الذي سيدرسه الجميع وتتوارثه الأجيال ".
استفسرت هامسة خائفة :" هناك كذبات تقال الغرض منها تفتيت قوى الوطن وتقسيم فئاته .. كان أدم محق ".
كتمت شهقتها بأصابعها :" ما حدث من أدم لتقول هذا ؟!!".
قص عليها عندما واجهه أدم ابنه المغضوب عليه بالصور الزائفة مكملاً :" الأمس فقط تم وضعي في موقف محرج جداً.. جميع أفراد الحزب اعترضوا على رئاستي للحزب .. لأني خارج عن سياق الشرف والأمانة والسبب صورة ".
أجابته زوجته معلقة بهدوء :" أنت من فعلت هذا بنفسك شيخ شاعر .. كانوا معك لأن هناك آخرون مصلحتهم في وجودك فأقروا الكذبة وسجلوها في السجلات لتكون تاريخ الحزب ورئيسه .. كنت واجهة نظيفة يختفون خلفها .. الآن لم يعودوا بحاجة إليك .. لم يعودوا يحتاجون لك .. مصالحهم تم تنفيذها لذا لابد ان تفتضح الكذبة وتلصق بك وحدك .. فيكون التاريخ الجديد المدون بأيديهم أنك الكاذب الوحيد ويخرجون هم منها ناصعي البياض "
أطرق بعينيه للأرض ثم رفعه لعينيه يطلب نصيحتها :" لا أعرف ماذا أفعل الآن ؟!!".
طوحت كفيها ثم عادت تشبك أصابعها ببعضهم :" توكل على الله يا شيخ شاعر واذهب للحزب واستقيل ولكن رشح أحد الذين تشعر معهم أنهم شرفاء حتى لا تغرق من تبعوك الذين كانوا على قناعة بأنك قاض جليل ورجل ذو علم .. هذه هي حقيقتك .. ما كان لنا بالسياسة من شأن ".
هتف متحسراً:" زهوة السياسة وشهرتها كزينة الكفر من الشيطان .. مروان يعترض على هذا الحل ".
تجمدت عيناها على ملامح زوجها الذي لم يعد يملك زمام أمره منذ خطى خطواته نحو السياسة وهذا العمل الحزبي .. زفرت أنفاسها :" هل مروان ابننا صار من يتحكم بنا .. منذ موضوع جسور ابنة صفوان وأنا غير راضية عنه وعن تفكيره ..أراد تشويه سمعتها ليغطي خطأ أخيه .. هل هذا هو الحق يا شيخ .. يا من علمتنا الحق وكنت تصر عليه .. تذكر كم كنت تغضب لحدود الله .. الآن صارت الطريقة المتبعة هي طريقة مروان .. ألعب بكل ما تكسب به .. مهما كان ".
وقفت لتغادر مكانها .. فسألها السؤال الذي يعلم نتيجته مسبقاً:" أين ذاهبة ؟!!".
أجابته وهي تحمل حقيبتها الجلدية فوق كتفها :" أنا ذاهبة لأدم .. سوف ترى اليوم زوجته جنس الأجنة وأنا أريد أن أكون معها لأفرح بأحفادي هم مستقبلنا الحقيقي ".
غمغم وهو ناظراً إليها :" هل هي جيدة ؟!!".
حركت رأسها باستفسار صامت فيردف شارحاً:" زوجته .. آمال ".
ابتسمت عيناها ككل مرة تتذكرها ولكنها لن تصف كثيراً حتى لا تتهم بالتحيز :" يكفي أن أدم وجد نفسه معها .. ألم تكن تقول خير الخطائين التوابون ".
أجابها بعقدة بين حاجبيه :" ليس كلامي يا امرأة هو كلام الرسول الكريم مستنداً لكلام الله سبحانه في كتابه الحكيم ".
هتفت به غاضبة من فرقة أولادها وتشتيت حالهم :" أريد أن أعرف .. لماذا أنت غاضب على أدم .. لأنه سقط في المحرمات وفعل كبيرة .. أم لكونه تزوج من فتاة يتيمة لكن لا تنس أنها تقبلت ابننا كما هو وفعلت ما عجزنا نحن عنه خلقت منه رجلاً جديداً .. أدم تغير فعلاً".
زفر بضيق حانق :" تغير ". نبرة السخرية أزعجتها ليكمل بذات النبرة :" تزوج من لقيطة .. لا نعرف لها عائلة ".
عقدت جبينها لتسأله :" ماذا فعلنا نحن لابننا لنمنع عنه وساوس الشيطان فسقط في الكبائر .. هل حميناه .. هناك فتيات من عائلات كبيرة وحولهم ألف علامة بسبب تجاوزات بالسلوك .. كنت معترض على جسور لمجرد ملابسها هناك فتيات للآسف محتشمات من الخارج فقط ..جسور كانت واضحة لا تكذب ومع هذا رميتم بها وبأهلها لمجرد قيام ثورة .. أنت حتى لم تهتم بالناس والعائلة لتقدم اعتذار لصفوان عن فعلة ابنك الشائنة وكنت موافق على ترتيب مروان في حال واجهت جسور المجتمع بما لديها من دليل لم تقصد الحصول عليه شقتها مراقبة للعمال أليس هذا ذنبها .. لا أعرف لماذا تعتنق أزدواجية التفكير هذه .. أنت رجل دين أم رجل سياسة .. اختر من الآن حتى لا ترقص على الحبلين .. لم يعد مقبول منك هذا .. سأذهب لحفيدي ".
نظر إليها تتركه خلفها .. لقد تعبت من هذا الزيف لا تريد سوى أحلامها البسيطة لتعود تغلق عليها باب منزلهم على أولادها وأحفادها .. لم تحلم سوى بعائلة .. كانت تتمنى نضوج ذات الحلم داخل قلب زوجها .. لكنه مع الزمن ومروره لم يستوعب ما تريده .. فما جدوى بقاءها داخل حلم المهترئ الذي لا تقتنع به .. لقد راهن على حصان خاسر ..الصور كانت فساد أدركه ووافق عليه فما جدوى بكاءه الآن .. فلتنظر لحلمها بأبناء أدم ..
*****************

[Just Faith]

كان يقبض على قميص الطفل من الخلف بيد والأخرى يحمله من خصره بعيداً عن الشارع هو بمنطقة أخرى لا يعرف فيها أحد هذا الطفل .. بينما هذا التوك توك يدلف بأزقة ضيقة وكأنها في مجاهل دولة أخرى منطقة عشوائية لا يصل إليها أحد .. ربما لا تقع على خريطة الوطن فلا يعرفها أحد سوى المدمنين الذين يحضرون على أطرافها ليبتاعوا جرعاتهم.
هبط من هذه السيارة الصغيرة بعد أن أنقد السائق عشرون جنيهاً حتى لا يفضحه ..لينزل بالصغير الذي كان خامداً تماماً لو ترك هذا الرجل قميصة سيسقط منحنياً تحت وطء المخدر .. يفكر في هذه العملية السهلة وقتما اجتمع أهل الشارع ومنهم فهمي وأخيه وكانت هذه اللحظة التي ينتظرها وضع القرص المخدر داخل بين أصابعه ليكتم فم الصغير دافعاً القرص داخل فم الصغير مطوقاً حركته بذات الوقت وخرج هكذا من بين الجمع المترقب .. دلف للباب الصفيح وهو ينادي :" سعدية أنت يا مفترية ".
وقفت امرأة حضرت مهرولة من خلف باب آخر داخلي :" شقة يا شيطان .. ألم تكن قد غادرتنا يا رجل .. هتف بها :" وقد عدت هل هذا استقبالك لي يا بنت ".
ضجت بالضحكة الخليعة :" بنت كان زمان يا أبو الرجال ".
ثم استفسرت :" من هذا على يدك ؟!!.. من أين هذا الولد النظيف ؟!!.. أنت خطفته أليس كذلك ؟!!".
أجابها ببرود وهو ينظر للولد الصغير :" لا هذا ابن صديقي .. لا ابن صاحب الورشة التي أعمل بها مشغول مع زوجته التي تلد له طفل جديد بالمشفى لذا جعله معي أمانة ".
فردت كفيها حولها وهي تعقب بلا تصديق وهي تقبض على خصلة من شعرها :" أتظنني أصدق هذا الهراء .. أحلف على شعري هذا وأراهن أحلقه أنك خاطف هذا الولد ".
صدح صوته :" أريد مأوى لمدة يومان فقط وسوف أدفع لك ما تريدين .. مائة جنية ترضيك ".
شهقت وهي تضع خصرها بين كفيها :" مائة ماذا ؟!!.. لا يا شيطان الشرطة بالخارج أمنحهم ما تريد .. خذ الطفل وأرحل هيا ".
صدح صوته :" ماذا تريدين سعدية ؟!!".
رفعت أصبعها لتشير لرقم ثلاثة .. فيبتسم مجيباً:" ثلاثمائة جنية شيئاً طيباً.. عيوني لك سعدية "
شهقت مرة أخرى وهي تشير للخارج :" ثلاثة آلاف جنيهاً .. يا شقة .. إن لم يكن معك مقدماً فغادر لسنا مؤسسة اجتماعية .. أذهب به لأي فندق ".
صدح صوته :" لماذا تعلين من سعرك هكذا ؟!!".
بينما كانت تقف تهز خصرها بين كفيها هتف معقباً:" حسناً موافق ولكن الدفع آجل .. ولا تعترضي يا بنت .. سوف يأتي خير كثير.. لا تقطعي نصيبك منه ".
صدح صوتها :" حقي ناشف يا حبيبي .. اذهب هناك بنهاية الممر ستجد غرفة استخدمها وإياك من جلب الشرطة خلفك حتى لا أشقك نصفين ".
ابتسم وهو يتحدث حاملاً الطفل المغشي عليه بين كفيه :" ما حدش عارف مين هيشق مين .. أنا شقة يا بنت ".
عادت تهتف بضحكة رقيعة من خلفه تحمل عنوان الابتذال الذي تسبح فيه ..
**************
" لا أظن أن جواد أصاب عندما طلب منك اصطحابنا سيد وسيم ".
كانت تنتظر الخروج من الشارع الداخلي للشوارع الخارجية حتى تتملص من الوضع كله .. بينما وسيم يتحرك جوارها يلتقط بعينيه أبجديات ضيقها حتى صدحت بوجهه بهذه الجملة ..
أعصابها صارت على المحك بسبب التوتر داخلها ويحيطها بهالة من كبرياء جريح .. عقب بهدوء :" لا جواد لم يفعل غير الصواب .. لم يعد من المفضل سيرك وحدك بعد كل ما حدث .. خاصة معك شابة يخشى عليها .. قد تتعرضان لسخيف أو مدعِ فليس الجميع يملكون الصمت هناك حاقدين سيطلقون ألسنتهم عليكما ".
تحركت كوثر بعنجهية تجذب يد هدير التي كانت لأول مرة تسمع هذا الكم من الشائعات .. وكم الأحداث جعل عقلها يدور .. في هذه السيدة التي كان الجميع يدافع عنها ..
:" هيا هدير ويجرؤ أحدهم ويمسنا بكلمة وأنا أرفع عليه حذائي وأضربه به على وجهه".
هتف فيها وسيم :" أعقلي يا كوثر .. ليس ما تفعلينه محمود العواقب .. أشعر أن هذه الحقيرة يسر قريبة جداً وهي من تسير الأحداث .. هذا تيمور بالتأكيد يعرف مكانها ".
هدرت فيه :" فلتذهب للجحيم .. ليتني أدركت أنها غبية لهذه الدرجة تثير الفتن ولا تستفيد شيئاً بالنهاية يسقط كل شيء فوق رأسها ".
كانت ترتجف داخلياً فاليوم أحكم وسيم الشائعة حولها .. هذه الخبيثة قد ترسل التسجيل الصوتي لأحد بالشارع وتفضحها .. نظرت للسماء تدعو العلي القدير داخلها .. يا رب ما سترته عمري كله لا تفضحه الآن بدون جلب حقي ..
تحركت يد وسيم على مرفقها يسيرها بينما هي تجذب مرفقها بقوة :" لا تلمسني وسيم .. لا أحب هذا .. ثم أنا لم أوافق على هذه الخطبة .. مشكور أنك طلبتني لتجنبني أي شائعة .. عدة أيام وسترحل من هنا وتعود لحياتك وقتها إنساني كلياً.. فلا إلتزام بيننا ".
علق بكل حنان يملكه صوته :"قد أسجن اليوم فإن لم يحدث صدقيني سيكون زواجنا بعد أسبوعين .. لسنا صغار لنحتفل بخطبة ".
أجابته بحدة :" لن يحدث .. ".
وقف مستفسراً:" هل معنى هذا أنك ترفضين ؟!!".
أجابته وهي تستدير تجاهه :" لا .. ولكن هناك أسئلة يجب إطلاقها ومصارحات يجب أن تفتح أبوابها .. ثم هناك فرسان يجب أن تعود ".
هدر فيها :" لماذا لا تفكرين كرجل .. ألم يجل بخاطرك ان وجودك بمفردك يكبل جواد أن ينطلق ليبحث عن زوجته ؟!!".
صدمة علت بشرتها وتحددت داخل عينيها بإطار داكن سوداوي .. همهمت :"أتظن هذا؟!!".
أجابها :" نعم .. وجودك بحمايته أحد الأسباب الذي تجعله يؤجل سفره ".
خطى جوارها ليجتازها مهمهماً :" ساعدي أخاك بتركه يبحث بحرية عن زوجته .. وأنت ابدأي ترتيب شقة السطح حتى نتزوج فيها .. أو أدع علي أن أسجن فترتاحين من وجودي ".
هتفت بحدة شاهقة بقلق :" أبعد الله الشر عنك وسيم .. لماذا هذا الفأل وأنت ذاهب للنيابة ".
ابتسم ببريق جديد يحمل الحياة داخل عطر أنفاسه :" إذاً أدع لي بالعودة حتى أعود لك ِ".
تحركت جواره فكل ما قاله يعني أنه بالفعل يهتم .. ما زالت هناك حواجز نفسية بينهما .. لكن لا يمكن فتح موضوعات شائكة أمام هذه الصبية .. سيكون هناك لقاء أكيد ..
**************