آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          368-كيد امرأة -بات جيل -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          366-كله في حبك يهون -شارلوت جوهانسن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          365- لعبة بين يديه - ليندا بريستون -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          364-العذراء والحب المستحيل -بارباراجوهانسن -عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          363 - فتاة مثالية - بولا هوبر - م.د (عدد جديد)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          362_ رحلة غرام -هيدي ميترمييار - مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          360- القبلة الاخيرة - روزماري هاموند -م.د** (الكاتـب : Gege86 - )           »          359- سندريللا - مارجورى بريستون- روايات عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          357 -من أجل ولدي- إيرس وليامز-عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمكم للرواية؟
جيدة جدا 87 67.44%
جيدة 26 20.16%
عادية 11 8.53%
دون المستوى 5 3.88%
المصوتون: 129. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-19, 10:21 AM   #131

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير
تسجيل حضور
بانتظار الفصل ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-19, 09:09 PM   #132

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء الثاني من الفصل الثامن

اسرع ينحي عليها متداركا صدمته ، نادها بصوت مختنق
"حواء!!"
لم يجبه سوى صرير الباب على اثر عصف الرياح.
مد كفه الى كتفها يحركها فانقلبت على جانبها كالخشبة اليابسة ، مد انامله الى نحرها يلتمس نبضها فحرر زفرة على اثرها لم يستوعب متى كتمها و هرع يحملها بين ذراعيه و يدها مسبلتان و رأسها متدلي على رقبتها بينما شعرها يخط خلفه.
يكاد الذعر يوقف قلبه فجسده الان يرتعش من شدة برودتها بين يديه.
وضعها على السرير و القى عليها كل ما وصلت إليه يده من اغطية و اسرع الى الحمام مهرولا يجهز الماء الدافئ.
اخذ منشفة صغيرة من الحمام و قد غمسها بالماء الحار و عاد اليها ينحني على رأسها يمسح اثر الدماء المتجمدة ليرى اثر الجرح زفر بعدم ارتياح متمتما
"الاولى تدفئتها و علاجها....ماذا جرى لي لأفعل بها هذا ، الحمد لله اني طبيب"
فحملها الى الحمام وضعها على ارضيته يسندها إلى الحائط تجنبا لزيادة ضررها و جثى على ركبتيه عندها و اخذ يجمع شعرها بصعوبة بيدين مرتعشتين حتى يستطيع غسله هو الاخر
بينما يتنهد بنفاذ الصبر هامسا
"ليس وقتك ايها الشعر اين بدايتك من نهايتك كيف اجمعك و انت كلما اسحبك تتقطع اسفلها"
تمالك نفسه بإرادة من حديد و اخذ يصب الماء الدافئ بتدريج على رأسها يسنده بيده الاخرى متجنبا فرك جسدها او تدليكه ، فانتفضت بين يديه كالطير المذبوح نظر لها بعينين غائمتين و حالها بين يديه كالجسد الميت عل المغسلة.
لم تقوى على رمش عينيها حتى فاجتاح الجرح و الألم صدره يكادان يخنقانه لم يستطع أن يبتلع غصته فقد علقت في حنجرته كالحجر.
اراق الماء على نفسه بدون وعي منه فجفل يؤنب نفسه مغمغما
"ليس وقت مناسبا للسهو و تمالك نفسك يا كرم!!، الحمد لله اني طبيب و الا كان سيصيبها ضرر اكثر مما هي فيه"
استمر في صب الماء حتى احس بانها استعادت جزء من حرارتها فرفعها من على الارض يضعها في المغطس الذي ملئه سابقا و هي بين يديه يسندها الى جسده من تحت ابطئها.
دقائقا اخرى مرت فحرر يدا واحدة و اخذ يصب الماء على راسها وهي على حالها دون حراك... فهمس لنفسه
"لا ضير من فعل ذلك"
فمال بجسده اكثر و دفعها من رأسها الى اسفل المغطس ثواني عشر و اخرجها و اعد الكرة فشهقت بقوة كالمحتضر بينما ينتفض جسدها بعنف ، قاس نبضها و تأكد من تنفسها و هي واقفة في المغطس تستند اليه فمد يده الى ازرار قميصه يهم بفتحها ليخلعه عنها و يخرجها من الحمام جافة ، جفل من انقضاض كفها المرتعشة على اصابعه رفع رأسه اليها فحدّجته بنظرة ، بلع لعابه و ابعد كفها بتوجس متجاهل روعها و بدء يفتح اول زر فهمست بخفوت من بين صرير اسنانها
"توقف ارجوك!"
اقتحم الغضب صدره و اشتعلت عينيه بنار الكره و الغيرة نوى على جرحها وإيلاميها لكنه تراجع يكبح ما اعتلاه من مشاعر رأفة بحالها...
"لابد من نزع هذا القميص المبتل و تجفيف جسدك لتخرجي من الحمام و ارتداء غيره" رد عليها بحزم
"اتركني!!" صرخت بضعف
تملكه الغضب فشق القميص و نزعه من عليها صارخا
"هذا ليس وقت الجدال.....ما الذي تخجلين منه فعلى حسب علمي انك تعديت تلك المرحلة ...."
واخذ يلهث بأنفاس متقطعة من فرط انفعاله و اما هي ترتعش كالسعفة في مهب ريح مسدله أهدابها و دموعها تجري كالسيول.
تجمد في مكانه و علت علامات الصدمة تقاسيم وجهه و ماتت باقي الكلمات على شفتيه لما وقعت عليه عيناه.
خرج مسرعا يحضر المنشفة ، توقف لحظات مدركا نفسه نشف جذعه الذي ابْتل بالماء ، خلع سرواله المبتل و لبس ملابس اخرى كاملة بتعجل.
عاد اليها و هي على حالها ترتعش و تبكي لف جسدها بمنشفة ، شعرها بمنشفة اخرى و حملها و قلبه يرتعد بين ضلوعه على ايقاع ارتعادها.
اجلسها بهدوء امام المدفئة فانكمشت على نفسها كالجنين و ارتفع عويلها فتركها ماشيا نحو الخزانة يحضر ملابس لها ، مجفف الشعر و اسعافات أولية ، رجع وتوقف ينظر الى ظهرها بنظرات مظلمة فأوصل المجفف بالكهرباء و القى الملابس على الارض و جلس بجانبها ، مد يده الى جبينها يضمده و المنشفة من على راسها بعدها لم تبدي اي حركة و لم تعترض سحبها الى صدره فزاد بكائها ، تنهد بألم و اخذ يفرك شعرها بالمنشفة و ابعدها يستبدلها بالمجفف و شرع يجفف شعرها ممررا اصابعه فيه تارة و على ظهرها تارة اخرى يلتمس و يتحسس الاثار التي زينت معظم ظهرها و على زندها ، اخرى متفرقة ضيق عينيه بعدم تصديق و الصمت ثالثهما لا يتخلله سوى صوت انفاسها المتقطعة و بكائها المختلطة بصوت المجفف.
اوقفه بعد ان انتهى من تجفيف شعرها و طفق يجدل شعرها بجديلة على طوله بينما هي قد سرحت في لج ذكرياتها.......
"مبارك لنا زواجنا زوجتي" قالها و الابتسامة تكاد تشق فمه
ابتسمت بخجل قائلة "شكرا يا حبيبي" خفضت راسها بارتباك مسترسلة
"حسنا علي الذهاب الان"
"الى اين يا نور عيني" قالها بتوجس
"إلى منزلي لا استطيع البقاء اكثر سيقلق اهلي" قالتها بتلعثم
"الم تقولي لي اهلك يعلمون بأنك مسافرة؟ وثانيا هذا منزلك و الليلة ليلة زفافنا!!" صاح بها
"اجل لكنهم اتصلوا بي و اخبرتهم اني عائدة...و...محمد الم نتفق ان تكون ليلة الزفاف يوم تأتي لطلب يدي من والدي" تملكها الخوف و خرج منها الكلام مهزوزا
"لا لقد غيرت رأيي انا الان اطالب بحقي و كيف تتصرفين دون علمي ، لا خروج لك من منزلي" صرخ بغضب
"محمد حبيبي لا استطيع افهمني" قالتها برجاء
"ماذا تقصدين...صرخ....هل أنا طفل أمامك حتى لا أفهم!!"
"لا اقصد ذلك حبيبي انا لا اريد ان نُفعل زواجنا حاليا في مثل هذه الظروف" صاحت بخوف و وجل
"لكني اريد هل تمنعينني عنكِ؟؟"
أومأت برأسها بإيجاب
فصرخ حتى اصدرت اذنيها طنينا
فتكلمت بسرعة "حتى لو سمحت لك فأنا الان في عذر شرعي يمنعك عني"
فأجابها بصفعة ادمت شفتيها
اتسعتا عيناها بصدمة و رفعت يديها لمكان الصفعة
ليهب مبتعدا كمن لسعته النار
لتقول غير مصدقة صفعتني محمد؟؟
"اجل تستحقين ذلك لخداعي فلقد تعمدتِ أن تضعيني في هذا الموقف" قالها باستحقار واستدار
فبلعت ريقها و زينت وجهها بأجمل ابتسامة فنهضت تخطو نحوه تحتضنه من الخلف قائلة
"حقك علي انا اسفة ايها الحبيب أ يعقل ان تبقى غاضبا علي لأجلي؟ أفصح عني"
أمسك بذراعيها و ادارها قبالته هاتفا بل "لأجلي انا لم فعلتِ ذلك"
"اقسم لك اني لم اتعمد ذلك و انت تعلم كم بذلت جهدي و حضرت نفسي لكن الظروف خارجة عن ارادتي"
"و حالك هذا" صاح بغيض
"لقد غفلت عنها فحسب" قالتها بخجل قد خضب وجنتيها........
انتشلها من ذكرياتها صوت كرم قائلا و هو يمرر انامله
"ما سبب هذه الاثار!!؟؟....من فعل بكِ هذا؟؟...ماذا قاسيته؟؟"
علا نحيبها على اثر كلامه
احس كرم بأن حالها اصبحت غير طبيعية فهمس قرب وجهها
"حواء؟؟ حواء" فلم تجبه و بدئت تختنق بأنفاسها
هلع كرم لما اصبح عليه حالها...مد يده يتلقف إناء الماء من جانب المدفئة ، صب قليلا منه في يده و قرء عليه ما حضره من ادعية و مسح على وجهها لتفيق فاخذ يمرر يده على رأسها مرة و يدلكه بأنامله مرة وهو يقرئ و يرتل ما حفظه من كتاب الله بصوت عذب يأمل فيه تهدئتها و شفائها....إلى ان انتظمت انفاسها.
توقف عن اللهج بالآيات و ابعدها عن صدره قليلا ليتسنى له جلب الملابس من جانبها.
ادراها نحوه و ضميره يؤنبه لما تملكه من غضب وهي على حالها تبكي باستكانة.
ابعد المنشفة من جسدها فأزداد ارتعادها لكنها لم تبدي اي حركة اعتراض ، مستسلمة بين يديه فتنفس الصعداء و شرع يدخل قميص منامته القطنية في رأسها وهي بين يديه يقلبها كيف شاء ،تملكه شعور جميل لم يجربه من قبل وهي في حضنه يلبسها ثيابه و قد اقسم لنفسه انه لو أصبحت لديه فتاة لما خالجه شعورا كما يحدث له في التو واللحظة، فرفرف قلبه على اثره لكنه قمعه مغمغما
"آه...آه منكِ يا حواء لقد أشعلت نار غضبي وقلبتِ كياني إلى نقيضه ....اصبحت غير نفسي الذي يعرفه الجميع حتى أنا لم اعد اعرف نفسي حتى....وعليكِ تحمل نتائج فعلتك بي..."
هز رأسه يبعد عنه الافكار ، يرفع احدى قدميها يدخلها في شق السروال...انهى ذلك وهي على شرودها و بكائها فقال بعد ذلك بهدوء عكس ما يعتليه...
"حواء كيف اصبحتِ؟؟؟...لم تجبه فواصل يكتم انفاسه....توقفي عن البكاء و اهدئي...." سكت هنيهة ليقول بحدة قليلة
"أنا لا اترجاكِ بل آمركِ بأن تتوقفي عن البكاء"
شهقت بقوة على اثر كتم بكائها و اخذ صدرها يعلو و يهبط بعنف فزفر بغيض و نهض يحملها الى السرير يضعها عليه وهو يقول
"لأجل الله اهدئي و توفقي عن البكاء الان و لنجد حل لجروحنا في الغد" وضع عليها لحاف متين وقاية لها من البرد ليساعدها على استعادة حرارة جسدها دون انتظار رد منها تحرك نحو الاريكة لينام هو الاخر فلم يبقى على طلوع الفجر الا سويعات....
فقالت بصوت مبحوح يغلفه الانكسار و الحزن
" أنت السبب في نصف ما حدث لي وأنا السبب في النصف الآخر" لم يسمعها فقد تملكه التعب و غلبه النوم




فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-19, 09:11 PM   #133

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الفصل الثامن بحمد الله

فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-19, 09:19 PM   #134

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
:sss4:

الفصل التاسع

"هل استيقظت صغيرتي؟؟ يا لجمال هذا الصباح يشرق بوجه زنبقتي ويفوح بعطرها الفواح وكم احسد اشعة الشمس لاستراقها النظر إليك قبلي"
تكلمت بها رملة وهي تظهر رأسها من شق باب غرفة زينب وتخفي باقي بدنها خلفه بابتسامة زينت وجهها.
التفت زينب برأسها نحو والدتها تسبل دموعها عشرة... عشرة وتقول بصوت متقطع خرج من بين شفتين مرتعشتين
"امي!!! انجديني قلبي يؤلمني... امي انا لا اقوى على التنفس!"
ماتت ابتسامة رملة على شفتيها ودفعت الباب بحزن قاتم تخطو نحوها مؤصدة غلفها الباب وهي ترنو بنظرها نحو ابنتها الجالسة في وسط سريرها على حالها منذ البارحة وبنفس جلبابها الزهري لم تغيره الا انها على ما يبدو قد خلعت الحجاب من على رأسها بعنف منحنية الظهر بانكسار، ذابلة العينين، مبتلة الخدين ومشعثه الشعر.
وصلت إليها رملة تحتضنها بين ذراعيها وقد كسى الحزن ملامحها... تمتم قرب وجهها وتربت بيدها الاخرى على شعرها
"استغفري الله بنيتي وهوني عليك"
اخذت زينب تعتصر خصر رملة و تصرخ بقلب دامي من بين نحيبها
"ليتني مت بدل محمد!!... شهقة... ليتكم دفنتموني بمكانه!!"
"أشش!!... ما هذا الكلام صغيرتي تعوذي من الشيطان واستغفري ربك، لا يجوز ما تقولينه"
تكلمت رملة وهي ترفع سبابتها تغطي فم زينب
اشاحت زينب براسها وهي تهتف
"أنا اموت يا أمي!!! اموت
لم اعد اطيق صبرا
انا اذوي...
لما اعيش...
لقد تزوج...
ضحكت ساخرة من بين دموعها
تزوج كرم يا امي تزوج!!
علا صراخها وابعدت نفسها عن حضن رملة وأخذت تضرب على فخذيها.
لما مات محمد ولم امت انا؟؟
عدت سنونه الثلاثون ولم يتزوج حجته انه لن يتزوج قبلي... لن يتزوج ويتركني قائلا صحيح انا لن احبكِ ولن اتزوجكِ لكني احترم قلبك ولن انحر حبه... لذا خذي وقتك وانسيني وتزوجي
والان قد اخلف!!...
تزوج ومازال حبه يسعر روحي!
تزوج وقلبي ينبض على ايقاع انفاسه!
ذبحني!!
خدعني يا امي... كذب علي!!
كيف طاوعته نفسه؟".
جرت دموع رملة وتقطعت نياط قلبها لحال ابنتها
وأخذت تهمس لها بمرارة وحزن قاتمين
"صغيرتي لا تفجعيني بكِ...
تخلصي من قيودك...
اريحي نفسك وأريحيني معكِ...
ماذا بيدي لأفعله لكِ!؟.
انتِ تفضلين اذية نفسك
حذرتك مرارا بأن تنسي وتتخلي عن حبكِ ونهرتكِ عن تمسكك بأوهامكِ.
لكن اصررتِ عليه
وتركتِ مجنون آخر مثلك يتعذب في معزل عنكِ
رغم ذلك.
ثقي ان الله لطيف بعباده...
واستعيني بالله...
هو ارحم بكِ مني ومن كرم ومن اي احد..."
"امي لنخرج من هذا المنزل...
دعينا ننتقل انا وانتِ لم نعد بحاجتهم"
خرج صوتها متحشرجا...
"اصواتكما عالية"
دلف كاظم الغرفة هاتفا ونار الغضب تستعر في قلبه قبل عينيه من حبه ومن نفسه ومن زينب نفسها وكرم وكل احد....
وما هذا الذي تهذين به يا زينب؟"
جفلت رملة لدخول كاظم المفاجئ ووقفت قبالته تستر زينب من ناظريه وحشرت زينب رأسها في ظهر والدتها
تكلمت رملة بعد ان استوعبت الموقف
"ما الذي تفعله هنا يا كاظم؟؟ وكيف سمحت لنفسك بالدخول!!"
"لقد مررت عليك ولم اجدك في غرفتك لذا خمنت انك هنا وأتيت لأتفقد زينب فجذبتني اصواتكما"
رد باقتضاب يكظم غيظه وهو غاض بصره
"عمتي ما هذا الذي سمعته؟؟ هل ستتركان المنزل!!"
تحدث بها بتوجس
هتفت زينب بغضب
"اجل كما سمعت"
"لكنكما تعرفان ان والدي لن يسمح لأي منا بالانشقاق عن العائلة وبالخصوص انتما، ستعرضان نفسيكما لغضبه وأنا..."
"لا يهم كل ذلك لن ابقى معكم تحت سقف واحد
لن استطيع التنفس ان بقيت مع كرم في نفس المكان
سأموت ان لمحته"
صرخت بها زينب كالجريح
ورملة ملتزمة الصمت لتفرغ ابنتها غضبها وحزنها
فقال كاظم وهو يجز على انسانه ويكتم نزيف قلبه وما تسببت به كلماتها من جراح دامية لقلبه
"لا تكوني جبانة...
ضحك ساخرا
هل ستتركينه يهنا بزواجه وانت تتعذبين؟
لو كنت في مكانك للازمت جانبه
ولا اعطيه فرصة ليريح ضميره تجاهي
بل سأفعل عكس كل ما يتوقعه من
انهيار...
حزن....
غضب...
وعزوف عن الزواج
وترك المنزل
سأفعل عكس كل ذلك حتى وإن كان ظاهريا فقط المهم ان لا يرى ضعفي ولا يشم رائحة حزني"
اختنقت زينب بغصتها وارتفع عويلها وكاظم يقبض على انامله حتى ابيضت وعلى شفتيه حتى ادميت، توجه نحو الباب
"سأكون بجانبك يا زينب دائما وابدا لا تنسي ذلك"
رمى كلامه وخرج صافقا الباب خلفه وهو يصب جام غضبه على حواء...
.................................................. ..........
"الو السلام عليكم، بلقيس"
"نعم وعليكم السلام خضر الغالي، كيف حالك وحال عمي وماذا..."
قاطعها خضر بنفاذ صبر،
"اختاه ما اسم زوج حواء ومن يكون واين يعمل اياكِ ان تتغافلي وتكذبي فلابد ان خولة وجدوى اخبراكِ"
"آه... آه"
تلبكت
صرخ بها
"بلقيس!!!"
"حسنا، لا تغضب انه دكتور وحفيد صاحب المستشفى(....)
كرم صالح عبد الزهرة"
اجابت بحزن
"اتصلت بكِ لأعلمكِ أنني عائد إلى بغداد"
"شهقت وماذا حدث؟"
"ارجوكِ التزمي الصمت واستمعي إلي
لا لم يحدث شيء، اريد منكِ الذهاب الآن وتعبئة بطاقتي بمبلغ من المال، بلقيس قلت حالا"
"لماذا لم تخبر موسى بذلك!!"
ردت بخوف
"لا داعي لن افسر لك"
"لا تخبري لا امي ولا موسى ارجوكِ، اذهبي حالا وأريحيني يا اختي، ليس لي غيركِ استند عليه"
تكلم بتعب قد بان في صوته
"ستذهب الى حواء اذن ولما يا اخي؟؟
وماذا ستفعله هناك؟؟"
"لا تسألي اي شيء"
اغمض عينيه بألم
"لقد تزوجت يا خضر وانتهى امركما"
صرخ صراخ كمن احرقته النار
"ليطلقها او اذبحها"
صمتت بلقيس تفكر بأخيها والمه، وقالت
"عدني انك ستخبرني كل شيء"
اومأ براسه بإيجاب وكأنها تراه
واغلق الهاتف
.................................................
نهض كاظم من المائدة قائلا:
"هدى، رباب ان اتممتما فطوركما دعاني اوصلكما بطريقي"
"خير تفعل اخي، هيا يا رباب"
تكلمت هدى
"لم تأكلوا شيئا"
قالت ليلى
"لا شهية لحد منا وواصلت ساخرة اوصلي هذا الفطور لكنتكِ العزيزة يا امي"
ردت رباب
طرق صالح الارض بعصاه هاتفا
"عقابكِ فيما بعد يا رباب"
"لكن ألا ترى كيف حال زينب وحالنا بسبب ولدك" ضربت الارض بقدمها معترضة
"لم يعينكِ احد مدافعا ولا محامي، الكل لديه لسان يعترض به
امسكِ لسانكِ او قطعته لك"
هتف بها كميل
سحبها كاظم من ذراعها...
استأذنوا من صالح وانصرفوا
"اسفة يا رملة لما حدث وما آل اليها حال زينب
واجواء البيت، إنه صعب عليهم كما هو صعب عليكِ ولكنكِ تتظاهرين بالقوة"
تكلمت ليلى بحزن
"لا عليكِ ليلى فكرم اعز شخص لدى طالب ولا اعز لدي منه فهو كان ولدي حينما حرمنا الاولاد لمدة طويلة... نهضت مسترسلة استأذنكما الانصراف سأذهب الى المستشفى لا يمكن ان نغيب انا وكرم معا، اترك زينب في عنايتك"
................................
هوى بحزمه على ظهرها الذي عراه
"محمد!!!! محمد"
تقطع صوتها من شدة الصراخ من الم
"آه!!!، لم اعد اتحمل... ارجوك يكفي ضربا"
"جئتِ الان تهتفين بالدين والحق برأسي أنا أين كان ذلك حين عرضتِ علي الزواج؟!"
صرخ وهو يتصبب عرقا من فرط ضربها وجلدها بقوة
"اجل ما تفعله ظلم بحق عائلتك كيف تسرقهم وتسرق من يعتبرك اغلى من أنفسهم؟؟...
انت مريض نفسيا!! ...
كل حججك واهية!!...
اخرسها بجلدة ادمت ظهرها صارخا
"اقول لكِ ان والدي يحبه ويحترمه اكثر مني، والدي العزيز وقف في وجه والده من أجل أخيه صالح حينما طرده جدي وحرمه من كل شيء لأنه لم يصبح طبيبا وسعى خلف حلمه ان يكون مهندسا فتنازل والدي عن كل شيء لأخيه لا ولم يكتفي بذلك بل بنى له شركة ايضا
اما انا حينما جاء إلي الدور واعترضت ان اكون طبيبا وان اتبع حلمي بان اكون رساما لم يرضى بذلك وسجل المستشفى باسم كرم لأنه قرة عينه وحقق ما يصبو اليه ويتمناه في ولده
.
.
.
كل شيء من حقي!!
سأسلب كل شيء من كرم كما سلبه مني
وتقولين لا حق لي؟؟
سأحرمه من كل شيء!
واولهم انتِ... ذنبكِ انه احبك
صرخت
"لكني احبك انت... علا عويلها... احبك انت يا احمق
وما شأني انا به فانا لا احبه،
يكفي يا محمد يكفي ستخسر نفسك قبل كل شيء"
"اخرسي، لستِ بأفضل مني، تتزوجني خلف عائلتك بحجة الحب وخروجا عن أمرهم أ ليس ما فعلته ظلم لهم ألا يعد هذا انتقاما ايضا"
هتف قابضا على عنقها يخنقها
فهفتت بأنفاس باهته
"سأفعل ما تريده؟"
كادت تجحظ عينها فتركها قائلا:
"أحسنتِ! كان عليك الطاعة منذ البداية وتوفري عليك عناء العذاب،
حسنا وقعي على قسيمة الزواج وعلى نقل الأملاك لكِ،
سيأتي القاضي بعد قليل إلى هنا فكوني طبيعية"
"محمد لما تكره كرم!"
نطقت بأنفاس غائرة وروحا ممزقة
"لأنه لم يكتفي بسلب والدي مني بل بقتله ايضا"
...
قفز كرم من مكانه هلعا على صوت صراخ حواء
وركض متعثرا بقدميه نحوها وهو يقسم لنفسه انه نفس الصراخ الذي يحلم به بين ليلة واخرى، ابعد الغطاء عنها يهمس باسمها ليرتفع صراخها فاخذ يهز من كتفيها بعنف لتفيق، فتحت عيناها بذهول وتوقف صراخها واخذت تهذي.
لا... لا تضربني
انه يكذب!!! أنا... أنا اخاف من الحزام...
مؤلم!!...
أنا لا أستهين بك أنت لست صغيرا لا... لا انظر إلى عمرك... اقسم لك لا أعتبرك صغيرا
لا تحرقني بالنار... اسفة
وضع راحة كفه على صدغها فأحرقته حرارتها
زاد هلعه هاتفا
"حواء حرارتكِ مرتفعة!، ماذا جرى لكِ؟"
حملها يجري إلى الحمام انزلها الى المغطس وفتح صنبور الماء البارد عليها.
فشهقت كالمحتضر وأخذت تضرب صدر كرم وتصرخ كالمذبوح وهو متمسك بها يسندها
"اخرجني!! دعني اموت لا اريد منك شيئا... اخرجني"
هتف بها
"دعيني اخفف حرارتك بأول ستهلكين هكذا"
"اخرجني!!!"
اخرجها من الماء لتقف على الارض بقدمين مرتعشتين تتمسك بقميصه بكفين مزدانتين
وواصلت بأنفاس متحشرجة
"انت لا تختلف عنهما بشيء كان اجدر بك تركِ اموت بدل من زواجك بي... لما تفعل بي هذا؟ لم يكن عليك الزواج بي ان لم تكن على قدر التحمل والمسؤولية!!!
هل حقا حبك لي ما دفعك للزواج بي كما كان يتغنى به محمد!؟
اما انتقام وثأر مزعوم دون بينة؟؟؟
انهارت تبكي وتضرب رأسها بالجدار
لماذا وافقت على الزواج بي؟؟؟ لما تعاقبني؟؟؟ وتعذبني دون حساب؟؟
...شهقة مريرة...
لما لا تنظر الي؟!
لما لا تستمع الي؟!
لما لا تبحث خلفي؟!
لما لا تستقصي امري؟؟!
لما لا تطلع على بواطن الأمور؟؟؟
ان لم يكن لديك من صبر ايوب لما تزوجتني؟؟
من تكون لتحكم علي من نصبت نفسك؟؟
ألديك حكم داوود؟؟
ام ملك سليمان؟؟
تحكم علي لعرضي الزواج عليك وتحسبه جريمة
رب العالمين وقد احله وخاتم الانبياء وقد أباحه فمن انت من بينهما؟!
لم افعل حراما ولم اتجاوز حدود الله
وتعاقبني بما لم تحط به علما!!!
تتهمني بالزنا والقتل؟؟؟؟
ألديك بينة وشهود علي؟؟
الا تخاف الله في رمي محصنة وقذفها دون بينة
أ شاهدتني بعينيكِ؟؟
الم تعلم ان بين الحق والباطل اربع اصابع!!!
لا تختلف عنهم لا تهتم بحرام الله تبالي بالأعراف فحسب
تأخذوني بخطأ لم ارتكبه وتغضون الطرف عن اخطائكم وتتخذون لأنفسكم الذرائع
هل حرام علي أن أخطئ؟؟
وتأخذني بذنب لم اقترفه؟؟"
جمدت الصدمة اطراف كرم، احرقت اذناه وكتمت انفاسه
وهي تواصل بجلده رغم وهنها.
ماذا فعلت؟؟ لم اطلب منك سوى ستري!!
لم يكن ملزما عليك ذلك لو لم ترد
الا يكفي ما كنت اقاسيه
والان دورك انت.
لم اعد اتحمل اقسم لك برب السموات والارض.
لا تظلمني انت الاخر فتخسر نفسك.
اخذ صدرها يعلو ويهبط من فرط اختناقها وسقطت على الارض تنتفض امامه كالإبل المنحورة
افاق من صدمته وهرع يحضر مهدئات او اي شيء اخر
يحقنها به...
مددها على السرير بعد ان حقنها وغير ثيابها بملامح جامدة كروح غادرت الجسد.
نظر الى ساعة الجدار لقد تعدى منتصف النهار.
غير ثيابه وخرج من الغرفة قاصدا ابيه.
طرق باب غرفة والده... سمع اذنه فدلف لغرفته
رفع صالح رأسه من على الكتاب ينظر لوجه ولده الذي كسته غمامة الظلمة
بادره والده الكلام
"اشرق النهار بنور وجهك، مبارك صباحية عرسك بني"
تململ كرم في مكانه وقبض على انامله حتى ابيضت وتقدم نحو صالح ليجثو عند ركبتيه يجيبه
"شكرا يا والدي... ابي جئت اخبرك انا اسف لزواجي بهذه الطريقة وإيلامك، ابي ثق بي ارجوك.
سامحني!!
سيأتي يوما واخبرك بكل شيء هل لا صبرت علي هذه المدة؟ ووقفت بجانبي دون ان تسأل عما افعله
وسأعوض عن كل شيء"
خلع صالح عويناته ووضعها مع الكتاب جانبا
مد يده الى رأسه يربت عليه هامسا بحنو
"امسك الله بيدك وانار طريقك وهداك يا ولدي
انا معك واذا احتجت لشيء اخبرني، لكن أرضي والدتك قبلا"
أومأ كرم برأسه تفهما
سكت هنيهة ليقول بأحراج
"وهناك شيء اخر..."
"تفضل قل ما لديك"
رد عليه صالح باهتمام.
"سأخذ الطابق الثالث كله بما فيه غرفة محمد وعمي طالب
لي ولزوجتي، هل تقبل بذلك؟.
اريد ان أحضر عمالا للقيام ببعض الترتيبات"
نظر صالح قليلا لوجه ولده وهو صامت يتفحصه
ليومئ مجيبا
"كما تريد"
قبل كرم يد صالح ونهض قائلا بعد أذنك
"سأذهب لأحضر حقائبنا و اخذ الطعام لحواء"
اتجه الى المطبخ فقابله كميل شرح الصدر مبتسما،
هاتفا
"يا اهلا بعريسنا، يا رجل انشغلت بزوجتك عنا"
ضحك كرم رغم عنه لأخيه
"اسف يا ولد
سياتي دورك وسأذكرك"
واحتضنه بشوق
ابتعدا ليقول كميل:
اعذرهم يا اخي ولا جناح على امي لما فعلت
اما زينب...
قاطعه كرم قائلا:
"سنتكلم فيما بعد فأنا و حواء لم نأكل منذ الأمس
اومأ له كميل بتفهم قائلا
"اوه، يا لي من مغفل لقد نسيت ذلك
اذن انا من سيحضره اخي
حقك علي"
ابتسم له كرم بحنو
"شكرا ايها الكريم اعذرني الان سأجلب حقائبنا"
.
.
.
دخل كرم الغرفة بحقائبهما وركنها جانب الباب وخرج لكميل يجلب من بين يديه الطعام.
.
.
بعد برهة صعد مع الطعام
وضعه على منضدة دائرية قرب النافذة وتوجه إلى السرير يفحص حواء ويوقظها لأجل الطعام
كسر قلبه منظرها جبهة مجروحة بجرح غائر، عينين متورمتين قد هطل دموعا بطول نهر دجلة وشفتين مزرقتين
.
.
وضع راحه كفه على صدغها متنهدا بارتياح
"لقد انخفضت حرارتها"
وأخذ يمسح على شعرها تارة ويتلمس خديها اخرى وأنامله تسلل الى شفتيها تارة أخرى
وهو يفكر بانهيارها قبل سويعات
انقبض قلبه لحالهما معا وأخذ يهمس بخفوت
"في ماذا أوقعت نفسي؟
وأي ابتلاء اواجه؟
ما ورائكِ يا حواء؟
ما الذي تخفينه؟؟
ما الذي جرى لكِ؟؟
بماذا ابليت نفسكِ؟؟
في أي شراك وقعتِ؟؟
ماذا كنتِ تفعلين؟؟
وما كنتِ تعملين؟؟
من دفعك لترتكبي ما ارتكبته؟؟؟
من السبب فيما جنيتِ؟؟
من له اليد لتكوني ما انت عليه الان؟؟؟
هل حقا ظلمتكِ كما تدعين؟؟"
رفع يده يمسح على وجه ويزفر بحدة لما يعتريه في صدره
استغفر الله في سره
ابعد عنها الغطاء متمتما
"ستتسببين في هلاكي
لابد ان نرسو على البر"
وضع يده تحت ظهرها يرفعها لتستقيم في جلوسها بينما يناديها لتفيق
فتحت عينيها بصعوبة ورمشت عدة مرات ليستقر نظرها عليه بانكسار
بلع كرم ريقه بصعوبة
وأخذ يمسح على ظهرها بينما يقول:
"هل تحسنتِ؟؟ كيف تشعرين الآن؟! اذا مازالتِ تتألمين حتى اخذك إلى المستشفى فانا لا املك في المنزل غير الاسعافات!!"
آلمه الانكسار في عينيها وترقرقها بالدموع
هزت برأسها نافية
"حسنا، اذن لنأكل فوراءنا الكثير من الجهد والعمل والحساب تكتفنهم ايام طوال"
هزت برأسها مرة اخرى نافية
فقال بلهجة متسلطة
"انا لا اطلب بل آمر يا حواء"
سالت دموعها فنهض قائلا:
"بما انك لا تقوين على النهوض سأجلب الصينية لعندك سار مسترسلا...
وانا جائع بدوري لم اضع شيء في فمي منذ يومين"
وضع الصينية على السرير قائلا:
"تفضلي مدي يدك واسندي نفسك من الجوع يكفي ما نالك من انهيارات
أشاحت بوجهها واضعة كفها على جفن عينها معترضة
تمالك نفسه وقرب لقمة من فمها فزمت شفتيها
ليقول بنفاد الصبر
"بما انك لن تأكلي إذن أجيبي عن ما سأسالك عنه واريد توضيحا بالتفاصيل المملة وبعدها سنزل للعائلة
لنبدأ اولا
كيف حصلت لكِ هذه الاثار ومن سببها
وثانيا...
احس بارتعاشها
وواصل
وبدل ذلك ان اكلتِ حد الشبع سأتنازل ولن اسالك عن شيء
ولن اطلب توضيحا وننسى كل ما حدث"
ما ان اتم كلامه حتى اخذت تدس الطعام في فمها
ابتسم لنفسه وشرع يأكل هو الاخر.
.........
في مساء يوم غد
"حواء هيا لننزل فالعائلة تنتظرنا على العشاء"
دست حواء نفسها اكثر تحت الاغطية منكمشة على نفسها
واصل
"يكفي لقد تحسنت حالك ولا بد لكِ من مقابلة افراد العائلة"
زفر كرم بغيض وتوجه يخرج لها ملابس من حقيبتها
تملكته الصدمة واعتراه الغضب هاتفا:
"لما كل ملابسك سوداء إلى ماذا ترمين؟"
عاد اليها بخطوات غاضبة يلقي عليها اثوابها
"هيا البسي ام تفضلين ان تنزلي إليهم بثيابي"
بقى واقفا ينظر لاهتزازها من فوق الاغطية دون حركة او رد منها.
فقبض على الأغطية واللحاف يرميها على الأرض
انتفضت في مكانها.
فسحبها من ذراعها زاجرا
"البسي او البسكِ بنفسي ونكرر الامر"
تجمدت بين ذراعيه ونفد صبره
فرفع يديه يمزق قميصه من عليها
شهقت بقوة راجعة للوراء قابضة على اطراف القميص تستر نفسها من عينيه صارخة بجنون
"اغمض عينيك وابتعد لقد فهمت سألبس ابتعد فحسب"
استدار قائلا بسخرية:
"الحمد لله لأنكِ نطقتِ لقد ظننت اصابكِ الخرس وانعقد لسانك...
وحسابك لثيابك السوداء فيما بعد"
هبطا من على السلالم وحواء ترتعش وتتعثر بفستانها الطويل بأكمام عريضة مطرزة بنقوش بيضاء وشال ابيض بينما هو بقميص ابيض وسترة رمادية وبنطلون رمادي، مصفف شعره بعناية
فمد كفه يقبض على كفها هاتفا من بين اسنانه:
"تمالكي نفسكِ وكوني طبيعة"
على المائدة فجميع أفراد العائلة حولها
حتى زينب...
ينظرون الى حواء بنظرات غاضبة مشمئزة
و الصمت يظللهم
فقطعه كميل بهدوء فرحا، مستبشرا
"عرف زوجتك لنا ونحن لها"
بلع كرم ريقيه بينما ينظر إلى زينب يتوجس ردة فعلها ليقول:
" امهلني يا ولد لقد سبقتني القول لا عجب أنك أستاذ تنغص علي كما تفعل مع طلابك"
ضحك ممازحا وواصل
"حواء تعرفكم لكن لا ضير
ابي هذه زوجتي حواء نبيل الطوسي ابنة العقيد نبيل الطوسي
حواء هذا ابي المهندس صالح وبجانبه والدتي ليلى اما الذي على يساره اخي الدكتور كاظم وهذا المشاغب أستاذ اللغة العربية كميل وعلى يمينه هدى طالبة هندسة ورباب ذات اللسان اللاذع في الثانوية...
اه، كميل حواء مثلك أستاذة لكن في الفيزياء الفلكية واما على جانبك يا حواء فهذه الدكتورة رملة زوجة عمي وابنتها زينب طبيبة اسنان"
هتف كميل
"ما شاء الله استاذة الحمد لله لم ابقى الاستاذ الوحيد في المنزل...غمز لها بعينيه يردف... ستعينينني يا حواء عليهم"
هتفت رملة
"قدمتِ اهلا ووطئتِ سهلا يا حواء تشرفنا"
"تشرفنا بكِ يا بنيتي"
تكلم بها صالح
نظر إليها كرم ينتظر ردة فعلها
لتقول بصوت واثق يعكس ما يعتريها
"وانا تشرفت بكم يا عمي جميعا"
اما كاظم اشاح بوجه وزينب ساكتة
فصاحت ليلى بغيض
"انا لم ولن اتشرف بكِ ابدا"
"ولا انا"
صاحت رباب
كسى البرود ملامح حواء لكنه لم يخدع كرم
ليصيح برباب
"رباب لقد زاد حد تجاوزاتك"
هتفت رباب بخوف
"بما ان امي ليست راضية ولم ترحب بها فلما ارضى انا وارحب بها"
التفت صالح الى ليلى قائلا:
"لا تكسري ولدكِ وارضي عنه... هيا يا ليلى ما هكذا ظني بكِ"
"امي ارجوك سأفعل أي شيء لكسب رضاك وتعويضك عما فعلت"
قالها كرم برجاء
نهضت ليلى من مكانها هاتفة
"ان كنت مصر على ذلك وبشفاعة من ابيك، لن ارضى الا بشرط"
"قولي شرطك يا ليلى"
تكلمت رملة
وايدها كميل وهدى
فقال صالح
"ما رأيك يا ولد؟"
"طلبات امي اوامر وشروطها مطاعة اجاب بثقة
"اذن سأزوجك بيدي ومن اختياري"
دوى على اثرها صوت تكسر
فالتفت انظار جميع نحو...
...............



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 04:58 AM
فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-19, 09:32 PM   #135

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الفصل التاسع بحمد الله

فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-19, 11:41 PM   #136

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

واضح ان عذاب حواء لا نهاية لة ....
وما زال بإنتظارها الكثير....منة
بعد ما حدث لن يستطيع كرم رفض طلب والدتة
التى سوف تطلب منة الزواج من زينب...
لكن كاظم لن يوافق على ذلك .....
تسلم ايدك ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-19, 12:23 AM   #137

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,076
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الخير 🌹🌹
تسلم ايدك على باقي احداث الفصل الثامن والفصل التاسع ..
فصل مؤثر ولا يزال الحزن والالم سيد الموقف على الاحداث ..
واضح عذاب حواء بعد زواجعا من محمد المريض نفسيا يقتص من كرم بزواجه من حواء لانه عرف ان كرم احب حواء فسارع للزواج منها ..وكي ينتقم من عائلته التي دائما ما تفضل كرم عليه ..
(فقالت بصوت مبحوح يغلفه الانكسار و الحزن
" أنت السبب في نصف ما حدث لي وأنا السبب في النصف الآخر" )
صالح ورملة رحبوا بتواجد حواء بينهم ..
لكن ليلى ورباب لم يرحبن ولترضى عن كرم وضعت شرطا ان يتزوج من اختيارها ..
واضح ان عذاب حواء مستمر ولم ينتهي ..
يعطيكي العافية فصل رائع رغم جو الالم والحزن السائد على الاحداث ..
بانتظار القادم ان شاء الله ❤❤❤❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-19, 05:50 AM   #138

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حرااام تقطع قلبي على حواء 😢😢😢😢
اعتقد انه الان رح تبدأ معاناتها مع اسرة اكرم المجانين وخاصة رباب وامها .
بكيتيني اليوم من كثر المشاعر الحزينة في الفصل بس بنفس الوقت شوقتيني عشان اشوف اذا كرم بيبحث خلف حواء او بينسى وبيعود لاتهاماته الباطلة.
شكرا لك مني اجمل تحية 😙😙😙😙


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-19, 11:31 AM   #139

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

حتي الآن الالغاز كتير قوي وحواء اتبهدلت قوي
وبعدين ازاي محمد بيقول هياخد كل حاجه من كرم حتي انت عشان بيحبك مش فاهمه هوه كرم يعرف حواء قبل كده 🤔 لا بقي اكيد فيه حاجه وقعت مني في الفصول
وام كرم ديه داخله بمصيبه رسمي لأولادها الاتنين طب هتدبس كرم في زينب طب وكاظم
ياختيييي لا كده الدنيا بقت لغبطه خااااالص


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-19, 11:45 AM   #140

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
حتي الآن الالغاز كتير قوي وحواء اتبهدلت قوي
وبعدين ازاي محمد بيقول هياخد كل حاجه من كرم حتي انت عشان بيحبك مش فاهمه هوه كرم يعرف حواء قبل كده 🤔 لا بقي اكيد فيه حاجه وقعت مني في الفصول
وام كرم ديه داخله بمصيبه رسمي لأولادها الاتنين طب هتدبس كرم في زينب طب وكاظم
ياختيييي لا كده الدنيا بقت لغبطه خااااالص
هههههههههههههههه لا كدة انتي واقعة في دوامة


كرم تعرف على حواء من لما كانت تشتغل مع محمد و تدرب عنده

كرم حب طرف واحد....محمد كام يراقب كرم و عرف بمشاعره.... فاستغل محمد حب حواء له

هههههههه طيب طيب ياختي هو مين الي قال راح ليلى تخطب زينب......لو خطبتها كاظم موقفه اي و الكل يعرف بجنونن بزينب

طيب ليلى حتى لو تشفق على زينب بس تبقى ام و قلبها على ولد هههههه

يا ام زياد


فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.