آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمكم للرواية؟ | |||
| جيدة جدا |     | 87 | 67.44% |
| جيدة |    | 26 | 20.16% |
| عادية |    | 11 | 8.53% |
| دون المستوى |    | 5 | 3.88% |
| المصوتون: 129. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-03-19, 07:08 PM
| #501 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء 
|  اقتباس:
سلمت يداكي قمررررري و عثثثثثثلي 🌹🌹🌹🌹🌹 | |||||||||
|  |
|
22-03-19, 08:13 AM
| #503 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
و عليكم السلام و الرحمة صباح الخير و المحبة صباح الجمال و الود لاغلى و اغز الاصحاب و اجملهم جمعة مباركة عليك يارب | |||||||||
|
| |
|
22-03-19, 06:52 PM
| #505 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
جمعة مباركة علينا و عليكم حبيبتي | |||||||||
|
| |
|
23-03-19, 11:49 AM
| #507 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
صباح الجمال و الياسمين و العسل يا رب بارك بأعز الحضور ❤❤❤❤ | |||||||||
|
| |
|
23-03-19, 02:33 PM
| #510 | ||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثامن عشر تسمرت حواء في اثناء حديثها مع كاظم عندما وقع بصرها على شيء مرمي بإهمال جانب سلة النفايات المخصوصة بردهة المطبخ... فتقدمت متخطية كاظم بخوف ورهبة نحو مكان السلة وعيناها مسلطة على ذلك الغلاف الاحمر لشكولاتة داكنة تعرفها جيدا، كيف لا تعرفها ومحمد كان يواري تناول المخدرات بها اذا اضطر ان يأخذها في مكان عام او عندما يكون في المنزل وبالخصوص امام كرم متحججا بانها الشكولاتة اللذيذة المحببة لها واصبح هو يعشقها لأنها تحبها وعند تناولها تذكره بها وتحسسه انها بداخل روحه... وكم حاول ان يجعلها تتناولها حتى انه حشرها في زاوية يوما من الايام امام كرم واحرجها وهو يقدمها لها على انها اكثر شيء تعشقه في الوجود... فلن تنسى ذلك اليوم ما حييت... فانحنت تلتقطه بيد مرتجفة، مرتعدة وهي تخاطب كاظم "ما الذي يفعل ها السم هنا؟... من الذي يدمنها ايضا؟!" فأتاها صوت كاظم مستغربا "حواء هل انتِ بخير؟، ما الذي تفعلينه عندكِ؟، ماذا حدث معكِ؟" فانتبهت على انها ما زالت خرساء وكاظم لم يسمع كلامها فتنهدت بضيق تكتب "كاظم من اين هذه الشكولاتة؟، من يجلبها، انت!؟ او كميل، من؟! احد اخر، لعله كرم!" هز كاظم كتفيه اشارة بانه لا يعرف وليس هو وحرك كفه بعدم مبالاة قائلا: "هل تحبينها انتِ ايضا؟، هل تريدين منها؟، لقد رأيتها عند رباب فهي من تجلب هذه الاشياء، اذا اردتِ قد تجدين بعضا منها لديها..." لم تسمح لكاظم ان يتم كلامه فأسرعت مهرولة نحو غرفة رباب وشياطين العالم تتبعها، كادت تصل لغرفة رباب لولا اسراع كاظم خلفها يتفقدها واوقفها يسألها "حواء هل حصل شيء ما، ما بكِ!!؟" التفتت حواء إليه وهي تتصب عرقا وردت برسالة لهاتفه "اسفة شعرت بأني سأتقيأ في اي لحظة لذا هرولت الى الحمام" وغيرت مسارها نحو الحمام امام انظار كاظم المذهولة. مشت حواء وروحها تتقلب كشواء على صحيف حامي و دلفت إلى غرفتها تهدأ نفسها وتطلب التعقل لرسها... في الاثناء يطرق باب غرفتها ويفتح دون استأذن واذا برباب تطل منه وتدخل بيدها صندوقا، استدارت حواء بالكلية وهي تنظر نحو رباب بعيون متسعة وتبادلها هي الاخرى بنظرات سوداوية. تقدمت بخطوات مسرعة وكأنها مغيبة عن العالم تمسك ذراع رباب فصرخت رباب بذعر واسعرت نار الحقد والغضب بداخلها وهي تنفض ذراعها بعنف من كف حواء وقالت "حواء اقسم لكِ سأكسر ذراعك ان لمستني مرة اخرى واجعلك تندمين... اسمعي جيدا بينما ترمي عليها الصندوق... خذي هذا واياكِ ان تتفوهي بحرف او كلمة اضافية سأفضحكِ واتسبب لكِ بمصيبة واجعلهم يرمونكِ في الشارع" وخرجت صافقة الباب بقوة تحجرت حواء مكانها لم تعطيها رباب مجال لتنفس حتى، كأنها غارت عليها... لحظات استعادت وعيها على صوت سقوط الشيء الذي رمته رباب عليها. فانحنت عليه ترفعه من على الارض وشرعت تفتحه بسرعة أقرب الى التمزيق منه الى الفتح فأبعدت عنه تغليفه ثم فتحته وقلبها يهدر واذا في داخله هاتف وورقة مطوية وظرف... حدثت نفسها بينما تقلب الهاتف في كفها "تهديني رباب هاتفا وما المناسبة؟... لكن وهل يهدى بهذه الطريقة!؟، هل هي مجنونة؟ اخشى مما ينتظرني ولا اعرفه!" تداركت نفسها فجلست على الارض بينما ترمش بأهدابها تبعد ملامح الدهشة والصدمة وتغلق فهما الذي انفرج من شدة الذهول والصدمة. اضاءت شاشة الهاتف بعدما ضغطت زر التشغيل بينما هي منهمكة تقرأ ما في الورقة. (مرحبا، كيف حالك يا حواء هل تتذكرينني هل تذكرين قاسم ذاك الذي سلبتي منه فتاته؟ و بعدها سلبتِ الثانية بتوالي، لكن اشكرك انقذتني من فتاة طالحة وانقذتني من مصيبة كدت اوقع نفسي بها و شكرا لتعويضك لي فأختك جدوى جوهرة كانت خير مؤنس ومعين. لكنكِ لم تكتفي بأرسلها خارج البلد او تزويجها كما فعلتِ مع غيرها بل تسببتِ بموتها، لكن شكرا ايضا انكِ خلصتني من ذنبها هي الاخرى. انظري ارجعت لكِ الامانة اتمنى اني حافظت عليها ان كنتِ تتسألين اي امانة فهو الهاتف الذي في الصندوق وبين يدكِ يكون ملك لجدوى وهو اثبات ودليل اننا كنا طيرا حب... رسم بجانب الجملة وجه ضاحك...*يسخر منها* صحيح... الله يرحمها لا تنسي شكري لاعتنائي بأختيك في غيابك لذا لا تقصري في شكري. اوه صحيح ابنة عم زوجك الثاني واخت زوجك الثالث لذيذة جدا... سلمي على خولة اوه كدت انسى لكِ مفاجأة ايضا في ظرف عبارة عن شكر وتقدير لكِ مني ومن ضحى وفي النهاية اسمعي الملفات الصوتية التي في الهاتف... وارجو لقائكِ في اقرب وقت فانا لم اكتفي بانتقامي بعد الا بكِ) ضاق تنفس حواء واخذ جسدها ينتفض ويتصب عرقا كالمحتضر واوشك قلبها على التوقف لولا رحمة الله بها. جعدت الورقة في كفها وقبضت على الظرف تمزقه شر تمزيق فشهقت بقوة كادت بها نفسها تزهق وجمد الدم في عروقها لشنيع ما رأت وهي تردد "من تكون هذه؟ هل هي ضحى حقا!... تلك الفتاة الملائكية وحيدة لوالديها!! هل هي حقا صديقتي؟ ما الذي جنته؟ يا الله عفوك... ومن هذا قاسم بحق!! وصور اخرى لعائلتي لكن هذه طبيعية وكانه عاش معهم لكن صور ضحى كارثة صور عراة و..." اعادت نظرها إلى الهاتف وهي تكذب نفسها بأن الهاتف لا يمكن ان يكون لجدوى... ايها النذل... راحت تنتقل بين الملفات الصوتية فضغطت عشوائيا على واحد منها فصدح الصوت (قاسم اسفة ارجوك أبقني خادمة تحت قدميك حتى ترضى عني مستعدة ان اخدمك واخدم زوجتك ليس لي ذنب اقسم لك، حواء هي من خدعتني اقسم. لكني عرفت ذلك انها لم تفعل اي شيء لوجه الله بل غيرة وحقد قلبها اسود مليء بالحسد والكره لم تتحمل ان تراني سعيدة معك لم تتمنى لنا الخير. هي، هي مريضة هي ارادت ان تكون لك بدل مني فعلت ذلك لأنها حسودة حرمتك وحرمتني منك فعلت ذلك انتقاما لأنك لم تخترها واخترتني انا). توقف التسجيل لانتهائه واطلقت حواء السراح لأنفاسها المكتومة واخذت تلعن لهول ما سمعت **اللعنة عليكِ يا ضحى وعليه ماذا فعلتِ بنفسكِ؟ متى الم تتزوجي*... تقولين غيرة! لم اكن اريد لكِ الحق.... ليتني لم اساعدك قط…. حمقاء هالكة** ثم بدأت تقلب محتويات الهاتف بقلب مذعور خائف مما سيواجه وهو يقسم لها انها ستلاقي حتفها في الحال واذا بصور جدوى نبعث... شاب رأس حواء في لحظة لا محال وكاد يغمى عليها من هول ما ترى قاسم وجدوى... اخذت تتفحص باقي المحتويات واذا بالأرقام العائلة والاصدقاء والمحادثات واخر رسالة في نهاية ٢٠١٦. فأخذت الغرفة تدور بحواء والدنيا تلف بها وهي تهمس "كيف، كيف فعلت جدوى ذلك؟!، كيف وصل قاسم لها، كيف تعرفت عليه ومتى !!؟" فقفزت حواء من مكانها كمن لدغه ثعبان سام وراحت تركض بسرعة غير مبالية حتى بحجابها وهي تردد "خولة، خولة ما الذي فعلتهما، ماذا حصل لكما في غيابي ماذا فعلتما؟" اقتحمت غرفة خولة ففزعت الاخرى وتملكها الرعب واخافها منظر حواء فأخذت تتلعثم "حواء ما بكِ؟، ماذا هناك يا اختي؟" فجرت حواء خولة من ذراعها واخذت تهزها بعنف وخولة اخذت الصدمة منها مأخذا بينما حواء تصيح وهي مغيبة عن العالم "هل جدوى كانت تخرج مع شاب يا خولة، هل كنتي تعرفين، إلى اي حد وصلت به معه؟" وخولة بين يدي حواء كالتمثال لا تفقه شيء فدفعتها حواء على السرير ورمت عليها الهاتف فأخذته خولة باستغراب واتسعت عيناها بخوف هامسة من غير تصديق "هاتف جدوى الذي فقد منذ زمن!! رفعت رأسها لحواء واستطردت كان هذا الهاتف ضائعا ما الذي يفعله عندك؟!" خطت حواء نحوها والشياطين تزين لها ارتكاب جريمة ما فأخذت ورقة وكتبت بقهر "ما الذي فعلته جدوى؟، هل كانت تخرج من شاب ما؟، كيف ضاع هاتفها؟، ما الذي كنتما تفعلانه؟، لا تنكري يا خولة اياك ولا اشبعتك ضربا الآن" انهارت خولة مكانها وهمست بذعر "هل لهذا جن جنونك؟ هل بسبب الهاتف اطلقتِ زمام نيران غضبك علي؟" ورفعت رأسها تنظر إلى حواء بعينين متوسلتين ان تسكت ولا تفتح شيء من الماضي فقالت خولة بصوت خاوي "جدوى توفت يا حواء لا تفتحي شيء من الماضي ولا تهيجي جراحنا" لم تتمالك حواء نفسها فإذا بها تصفع خولة وابتعدت تلهث بصعوبة من فرط انفعالها خافية كفها خلف ظهرها والاسى بان على وجهها. فجهشت خولة بالبكاء من شدة القهر وهي تمسك خدها المحمر وتردد كلمات غير مفهومة سمع كميل نحيب خولة المرتفع فدخل الغرفة مستبيحا حرمتها دون وعي، وقف ببابها لاهث الانفاس فتسمر بمدخلها لرؤية خولة بمنظر يدمي قلبه فاستدارت حواء نحوه بغضب تشير بذراعها اليه بالخروج فتدارك نفسه وخرج خجلا فحواء لم تكن محتشيه بالحجاب بطريقة ساترة، واستوعب الصور التي التقطتها عيونه خولة محمرة الوجه ماسكة خدها و دامية العينين وحواء غاضبة واقفة بطريقة عدائية لم يفهم شيء ولم يستطع معاودة الدخول فوقف خارجا امام الباب. اعادت حواء سؤالها وواصلت تلح على خولة غير مبالية ببكائها والعجب تمالكها فعيناها لم تذرف الدموع كالعادة بل وتحولت الى احجار وحصى متراصات على جرف محجريها رفعت حواء يدها كتهديد بمعاودة الضرب. فأخذت خولة تتكلم متلعثمة من بين شهقاتها التي تفطر الحجر وهي تمسح عينيها وانفها بكم قميصها وبظاهر كفها تارة اخرى. فهزت حواء بعنف وهي تشير على اسم قاسم من يكون** "لم تفعل شيء سيء اقسم، لقد كان السائق الذي اجره والدنا ليوصلنا إلى المدرسة ويقلنا منها، وبعدها وقع في غرام جدوى وبدأ يعدها لها بالزواج وجدوى صدته ولم تسمح له بالتجاوز معها و اخبرته بالحرف الواحد ان كان يريدها بحق فليتقدم لوالدنا... وهكذا فانا لا اعرف شيء اخر اكثر من الذي اخبرتك به" اما حواء فقد انقلبت عينياها خلف رأسها واخذت تصرخ لكن ما الفائدة فهي تؤلم نفسها وتدمر حنجرتها فأخذت ورقة وكتبت بقسوة "اسمعي يا خولة ما ان يأتي عم ايوب وهمام والعائلة لن تبقي ولا لساعة في هذا المنزل ولا في البلد بأكمله، سترحلين مع خالة ميعاد او اي واحدة منهن حتى وان ذهبتِ مع عم ايوب او همام، سترمين كل وسيلة اتصال عندك وانا سأشتري لكِ غيرهم... لا حق لكِ بأن تعترضي يا خولة اياكِ" قدمت الورقة وهي تحدق بها بنظرات فهمتها خولة جيدا ابتلعت خولة ريقها واصفر وجهها ألما وبدنها يرتعد من الخوف ودموعها تأبى التوقف فتهفت بصوت مبحوح "لمَ، لمَ يا حواء فقط ما الذي حصل؟ وفوق ذلك يا حواء لا اريد ترككِ لا اريد" اشارت لها حواء بالتزام الصمت واردفت تكتب بجمود "سترحلين يا خولة يعني سترحلين تغادرين هذا المكان فهو ليس آمن لكِ ابدا وفوق ذلك حسابكِ عسير" علا نحيب خولة وقفزت مادة جذعها من على السرير تتمسك بحواء محوطة خصرها قبل ان تبتعد عنها وهي تصرخ بالبكاء "لا تتركيني لا تجعليني ابتعد عنك واغادر جانبك لا تتخلي عني انت الاخرى ليس انتِ ايضا سأموتِ من دونكِ لا اريد الرحيل، انا لم افعل شيء سيء لم افعل شيء لا استطيع العيش بعيدا عنكِ تعالي معي اذن" ابعدتها حواء من ذراعيها واستدارت مبتعدة تكتب "انا في بيتي انا انتمي لزوجي يا خولة لا يحق لي ان اقلق راحتهم ولا ان ابتعد عنهم وشيء اخر عليك تحمل نتائج ما فعلته انتِ وجدوى" فهجم كميل بالثناء فحولت خولة وجهها اليه واخذت تصرخ "كميل اخبر حواء ان لا تتركني ارجوك، سأفعل اي شيء" انفعل كميل وصرخ غاضبا بحواء "ماذا تفعلينه بالفتاة يا امرأة كيف تجرؤين على أذيتها حرام عليك؟ ان كنتِ لا تريدين بقاها فانا اريد وسأتزوجها لأني احبها لا شفقة ولا لشيء اخر" اصفرت خولة واسرعت تختبئ تحت الاغطية وحواء تنظر إلى كميل بعيون لا حياة فيها وهو يحاول ان يلتقط انفاسه المتقطعة فأجابت بروح ميتة منهكة "اخبر كرم بنيتك هي اذهب واتصل بكرم وليخبرني هو بكلامك" وخرجت تاركة الباب مفتوح تحدث نفسها "اسفة حبيبتي، اسفة اخشى عليكِ ان تضيعي لو بقيتِ بقربي، سامحيني لتصرفي القاسي فلا حل اخر عندي لكِ واتمنى من كل قلبي ان تستطيع الزواج من كميل لكن عليكِ في هذه الفترة الخروج من هذا المنزل والبلد... وعلي ان ارى الامر مع رباب ....................... الجميع جالسين في غرفة الضيوف حول المدفئة ينظرون في وجوه بعضهم البعض بتعابير شاحبة والصمت مخيم عليهم. اما حواء وخولة فهما مع عميهما وخالاتهما في الغرفة الثانية ولا يسمع منهم غير النواح. نهض كاظم من مكانه منزعجاً يسير ذهاباً واياباً والانظار تعلقت به، والقلق ينخر روحه نخراً لما حدث ولما سيحدث فكرم ليس موجود وحواء نهضت من فراش المرض بصعوبة تمثل الصحة والقوة امام اهلها ولأجلهم. خولة اصبحت بحالة جيدة لكن كيف ستقتنع بالرحيل مع اهلها والعيش معهم وهي متمسكة بحواء وهناك من هو متمسك بها اكثر وهو كميل. اما والده فقد انهكه الحزن وبان على ملامحه ووالدته آلمها كرم بسفره وابتعاده فوق ما يعتريها من الم وحزن لفقد حواء عائلتها وقبله ما صنعته معها منذ قدومها والبنات تأثرت نفسيتهن اكثر فهدى تأبى ان تذهب إلى الجامعة ورباب بدأت تنزوي على نفسها وتبدل حالها من مفعمة بالحياة وشعلة مبتهجة إلى شخص خامل كسول مثبطا لنفسية من حولها حتى. تحدثت رملة قاطعة الجو المشحون وتعقلها يكاد يطير بينما ممسكة بأعصابها التي على وشك الانهيار وهي تتذكر منذ ساعات قدوم اهل حواء واستقبالهم والآن تخشى وتخاف من خالات حواء ان يأخذهن معهن. "كاظم توقف عمَ تفعل لقد دمرت اعصابي بدورانك حول نفسك" انهتها بنفس واحد فتنهدت زينب بقلة حيلة تحاول أن تهدأ قليلا من روع النفوس قائلة " اجلس يا كاظم لا تتعب نفسك أنت الاخر سينتهي ويمر كل شيء بسلام" والباقين على صمتهم يناجون الله في سرائرهم. ……………………. "حواء عزيزتي يا حلوتي ساعدكِ الله علما أنتِ فيه، لقد كسرتِ قلوبنا وزدتنا هم والم فوق ما نحن فيه واكثر علما اصابنا، تعالي معنا... أمشي نأخذك مع خولة لترتاحي لدينا بعض الاشهر ومن ثم نعيدك بعد ان تتحسن حالتك" "اجل، اجل يا خالة اعتدال لتأتي حواء معي" هتفت خولة وهي تتنفس بسرعة وتنهدت بسعادة تجمدت حواء مكانها وسرحت لدى كرم وهي تقول لنفسها: (اخرج من منزله، استغل الفرصة واهرب منه ومن نفسي... هي، دقيقة ماذا حدث لكِ اخر مرة هربتِ بها من نفسك؟... خسرت عائلتك، هل تريدين ان تخسريه هو الاخر؟ وكل عائلته ايضا، تريثي واهتمي بما بقي من روحك" "ماذا قلتي يا حواء؟؟" سألت خالتها هبة والكل مادين أعناقهم لها ينتظرون ردها ارسلت ردها بعد مدة تماسكت بها نفسها " انا بخير خالتي، فانا افضل ان ابقى في بيتي ولا تنسي ان امري بيد زوجي وهو احق بأن يقف بجانبي ويعتني بي... وغير ذلك سأكون ممتنة لاعتناكم بخولة" همت اعتدال بالرد فقاطعها ايوب قائلا "يا أم عبد الله لا تصري عليها" فتكلمت بانزعاج "لكن زوجها ليس هنا وستكون وحيدة بعد رحيل خولة ورحيلنا ولما سمعت انه مسافر لبضعة ايام" "كما قلتي لبضعة ايام... رد همام وثانيا هذا الامر يخصهم كما لو لم يكن مضطرا لما سافر… لمَ انتِ مصرة ان تخربي بيت الفتاة فهي لم تعد ابنتنا الصغيرة فحسب، فلقد اصبحت امرأة وام بيت ولديها زوجها وعائلته وهي مسؤولة عنهم ايضا كما هم مسؤولين عنها" ما ان انهى همام كلامه حتى واصل ايوب بصوت جهور "وعائلة عبد الزهرة عائلة محترمة وكريمة جدا وانا التمس منهم بانهم لن يكونوا اقل منا رحمة وعناية بابنتنا منا هذا ان لم يكونوا اكثر" ثم التف مخاطبا خولة... "خولة حبيبة عمها الحلوة ستفتح جبيرتك اليوم كما اُخبرنا واكد لنا دكتور كاظم وسنواصل العناية بكِ في افضل مستشفى في تركيا وبعدها ستزاولين حياتك الطبيعية وتدخلين الجامعة هناك والعيش مع بنات اعمامك، فلا تبكي ولا تحزني ولا تعترضي سبق وان تكلمنا وسنأتي بين فترة واخرى لزيارة حواء كما هي ستأتي ايضا كلما سنحت لها الفرصة" طأطأت خولة رأسها تمنع نفسها من البكاء واومأت متفهمة. لقد منعت حواء مشاعرها بأن تطفو على ملامحها وشدت على قلب خولة وهي تساندها و تخفف عنها. ودعت حواء خالاتها اعتدال، ميعاد، وهبة بلطف وفقد، كما استقبلتهم بحرارة والم واشتياق ولم تنسى عمها العزيز ايوب الذي اقتبس من اسمه صبر نبي الله ايوب فصبرها كما صبرته هي بدورها وخفف عنها فجيعتها، اما عمها همام فصاحب العقل الراجح والحكيم الذي احتوى خولة كما احتوى حزنها هي الاخرى. ........ قبل عدة ايام نظرت رملة إلى حواء بعيون دامية تنضب ألما وقهرا وحزنا ومرارة كلها مختلطة معا تخرج على شكل انهار من الدمع كالسيل الجارف يكتنفه مشاعر حارقة كالحمم تذيب لحم الخدين مع القلب. ثم اشاحت بوجهها تنعي حال هذه الفتاة مع ولدها بعويل يفتت حتى الحجر. ابتسمت حواء ظلما وقهرا ودموعها مدرارا ظنت من انها اصابت هدفها ومزقت قلب هذه المرأة الحنونة وستطرد في حال من المنزل، فلن يعد هناك من يشفق عليها وسترتاح من ثقل ضميرها. وهي في خضم دوامتها تباغتها رملة بسؤال دامي "كيف وقعتِ في يد محمد يا حواء؟" تسمرت حواء وهي ترفع وجهها بدهشة نظرت باستغراب عبر عيونها الدامعة. ثم مررت كفها تبعد خصلات شعرها عن وجهها تحاول استيعاب ما سمعت وقد شحبت حد الموت. ابتسمت رملة بمرارة وأسى على ردة فعل حواء ثم استرسلت "اذن انت من نقله إلى المستشفى ذلك اليوم أليس كذلك أ لهذا تلقنين نفسك بالقاتلة وترددين انك من تسببت بموته وتُحملين نفسك جرما لم ترتكبيه لما؟ لأنك كنت معه حينما تعرض لما تعرض ولما يصبك شيء؟! وأنكِ لم تستطيعي انقاذه! ام لم تكوني معه وتأخرتِ عليه ولم تستطيعي انقاذه ايضا؟! بكل الاحول لا ذنب لكِ" تراجعت حواء إلى الخلف تزحف على ظهرها، بهت وجهها وطغى الاحمرار على خديها وانفها... علا تقاسيمها الذعر والخوف والدهشة... خليط من المشاعر المروعة وهي تردد في نفسها (ماذا تقوله هذه المرأة من اين لها ان تعرف؟؟) زاد رد فعل حواء، رملة بؤسا فأكملت تنوي ان تنهي كل شيء وتطوي الصفحات بعد ان تسدد ما لها وعليها وتنقذ حواء من نفسها "ما مقدار ما يعرف كرم؟" شهقت حواء بعنف واسرعت تغطي فمها بكفها وتهز رأسها إلى اليمين وإلى اليسار فتحركت رملة والتقطت دفتر وقلم من على الارض كان مرميا بجانب الطاولة ونهضت بكامل جسدها ووقفت عند حواء ومالت عليها تسحب كفها والزمتها الدفتر وقالت "أخبريني يا حواء، اكتبي" لا تعرف حواء ماذا اصابها فالغضب تملكها محمولا بالقهر، كيف لشخص يعلم بمظلوميتها وساكت وفوق ذلك متكتف الذراعين ويشاهد فحسب، لمَ تعرف ولمَ... لم تنقذها. (منذ متى وانتِ تعرفين؟... هل كنتِ تعرفين بزواجه مني!؟ ولكن كيف؟؟ هل اخبرك؟، هل حضرتِ؟، هل كنتِ تشاهدينني!!؟، كيف رضيتِ بما فعل بي؟ هل انتِ متواطئة معه؟؟ تسألينني بمقدار ما يعلمه كرم ويعرفه؟؟ لمَ، ماذا تقصدين؟ هل يعلم بزواجي؟. ام يعلم بما كان يفعله محمد ويفعله بي؟. هل كنتِ تعلمين اني كنت تحت رحمة شخص مدمن مخدرات، مريض بقضية انتقام وثأر باطلة، وشخص جشع؟... ليس ذنبه انه تحول لما تحول لقد تحول بسببكِ انتِ ووالده شخص مثل محمد انتِ وغيرك من دمره لو ازلتِ وجلوتِ قلبه لظهر شخص نقي محب للخير وعاشق للحب والحياة، لكنه طمس في قاع الظلمات أ لستِ امه؟ لمَ... لم تنتبهي عليه؟ أ لم تشعري به ولو من خلال تصرفاته او اقواله او افعاله او حتى من خلال رسوماته... الفنان يعكس ما بداخله وينظر إلى الحياة والواقع من زاوية اخرى عكسنا نحن تسألينني كيف وقعت بين يدي محمد؟! دعيني اخبرك بالعكس. هو من وقع فيا انا، هو من لم يستطع ان يستوعب كيف ارى الحياة؟ ولم يستطع تحمل ما اكنه له... لقد لعب علي وعندما بادلته ظن انني مثله العب عليه!. كيف وقع؟، هو لم يكن ليلتفت إلى امرأة اكبر منه عمرا لولا شعوره بالنقص. لم يكن ليقع لولا ظنه ان ينتقم منكِ!. لم يكن ليقع لولا سعيه لتدمير كرم، كان يظن انه ان سلب فتاة احبها قاتل ابيه لأشعره بألم الفقد ولو قليلا لكنه كان مخطئا كما كان دائما مخطئا. لا استطيع ان استوعب لما تحول إليه محمد ووالديه طبيبان وعائلته لها شأن ما بعده شأن. ان كان مات والده مبكرا فامه موجودة أنتِ يا رملة امرأة مؤمنة وفوق ذلك طبيبة وايُ طبيبة نفسية؟؟!! لما لم تنتبهي عليه لما لم تشعري به؟! لما لم تساعديه لما تركته تلتقفه ايدي الوحوش؟! لم يكن ولدا سيءً السيء حظه وعائلته ومن حوله... حتى انا، انا جزء فيما هو كان فيه! من يتصور ان ابن اكبر الاطباء شهرة كان مدمن مخدرات وسارق لعائلته. لآتي انا بعد ذلك احوله لوحش يستلذ بألم الاخرين ويستخدم القوة لتنفذي ما يطلبه ويفقد الثقة ويشك حتى بنفسه تعرفين! انا لا اكرهه ولا القي عليه اللوم لأنه لم يحبني ولم يتقبل حبي لأنه لم يفهم معنى الحب، ليته لم يكن يفهمه فقط لكنه كان لديه مفهوم مشوه عنه كوليد حيوان مسخ مشوه كريه لا أمل له بان يتقبل نفسه هو بسهولة، هذا ان وجد من يتقبله هل كنت تعرفين! بتعذيبه لي، كاد يفقد عقله مرة من المرات!. أتساءل لو لم اتقرب منه هل كان سيتغير ويلاقي مصيرا غير مصيره لو لم اتقرب منه؟ هل كان سينجو؟" كادت تموت رملة من شدة البكاء وهي تقرأ اتهامات حواء ومشاعرها وكلامها عن محمد حاولت تمالك نفسها من بين نشجبها وهي تختم اخر جملة "اكبر ذنوبي انني من طلبت الزواج واعترفت بالحب وركضت خلف العشق انا من قلبت الادوار بطبع تخيلي لو سكن الكوكب ودار النجم... ماذا سيحصل لنظام الكون؟ لاحترق لا محال وهذا ما فعلته انا! احرقت نفسي وكل من له صلة بي" ازرقت شفتا رملة وهي تقول "حواء ليس كما تقولين عزيزتي انا اسفة لما مررت به؟ لم اكن اعلم بزواج محمد وممن منكِ حتى يوم استشهاد اهلك وانهياركِ وانهيار كرم على اثرك. وبعدها عرفت بما قايسته مع محمد ولم اكن اعرف ان زواجكما سرا عن اهلك حتى كما هو سرا عنا، الا الان، لا اعرف اكثر من هذا، كرم قطعا يعرف بزواجك من محمد والا كيف تزوجكِ، لكني اجهل مقدار ما يعرف لكنه يعاملك على ما يعلمه لذا اظن انه لا يعرف عن محمد شيء اصلا غير اني الوحيدة التي تعرف مشاعره ضد العائلة وضد كرم بالخصوص ادمانه ولقد اقنعني انه تركه وكان يبلي جيدا. وبهذا اقدر ان استنتج من شخصية كرم وتعلقه بمحمد ووضعكِ انه هو من القى على مسامعك واتهمكِ بموته أ ليس كذلك يا حواء. هل كرم اذاكِ بالكلام؟" واخذت رملة حواء في احضانها وواصلت وهي تتصنع القوة وتغتصب ابتسامة تزين ثغرها "حواء اخبركِ بشيء انا سعيدة لأنك كنتِ قبلا كنة لي وحزينة لأني لم اكن اعرف بزواجك من محمد ولم احضر ومتألمة لما قايسته معه انا سعيدة انه مات وهو زوجك انتِ، لا تخبريني لما احبكِ وتعلقي بكِ بهذه الطريقة هكذا فحسب. اسمعيني انا بمقام امك اولا كنت وسأكون والآن بما انكِ اخطأتِ فباب التوبة مفتوح وكل شيء قابل للغفران والصلاح. حواء تبكي وهي متشبثة بثياب رملة، تخرج حرقة روحها ولوعة قلبها وهي تصغي لكلام رملة. "اجل انتِ اخطأتِ وجنيتِ على نفسكِ لكنكِ تداركتِ نفسك وهذا هو قمة الصلاح والخير والنور. اسمعي انا اخبركِ بمعنى كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) وليس نص كلامه انه قال ليس هناك من احب إلى الله من انسان تائب وفي مكان اخر قال ان لم يكن هناك من يذنبون لخلق الله قوما او أناس او خلق اخرين غيرنا ليذنبوا ويستغفرونه بعدها والله يعطي للتائب ثلاث خصال واحدة منها ان يستجب دعائه لان التائب من الذنوب كمن ولدته امه وعندكِ الحساب. انتبهي ان الله لم يجعل كل هذا ليستخف به ويتجرأ عليه بل ليبن عظمة الرجوع إليه وسعة رحمته. حبيبتي حواء لا يطرد الله احدا من رحمته الا اليائس منه وقد حرم اليأس من رحمة الله وجعله من اكبر الكبائر. عزيزتي تظنين انكِ بفعلتك هذه من إلقاء اللوم والتشهير بنفسك وترديد ذنوبك والجهر بها انه سيخفف عنك ويغفر لك لا بالعكس انتِ تدمرين نفسك وتمزقين روحك وتلقين بها الى التهلكة. حواء يا قلبي انتِ اجعلي ذنوبك بينك وبين الله فقط والافصاح والاعتراف له فقط لا تهتكي ستره عليك ولا تغضبيه فهو الستار، توبي من كل الذنوب والخطايا بينك وبينه وبعدها سننظر انا وانتِ في قضية محمد وكرم لذا انهضي يا قرة عيني واغتسلي وسأصلي انا معكِ وندعو الله الرحمن الرحيم. تذكري دائما ان الانسان انسان وبما انه انسان فهو خطاء تغلبه شهوته ساعة وينتصر عقله مرة غير انه اناني وعنود وجحود وكفور. رفعت رملة حواء من تحت ابطيها واخذتها الى الحمام وغسلت وجهها وجعلتها تتوضأ وألبستها الاسدال كالطفلة صغيرة وتوجهت بها الى القبلة وقالت: "هيا حبيبتي ارفعي يديكِ إلى الله انه ينتظركِ، وضعي في بالك ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم هذا اولا وثانيا ان الله يحب عبده... فهوت حواء ساجدة وكأنها كانت تنتظر امرا واخذت تناحي ربها بلسان حالها وتبكي بخشوع (لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين واخذت تكررها كثيرا وتحمد الله وتشكره بعدها... الحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب العالمين) ورملة خلفها تبكي لبكائها وتدعو الله ان يخفف عنها ويطيب من لسعات جروحها. بعد سويعات رفعت حواء رأسها من السجود واستندت على رملة واخذت هي الاخرى رأس حواء على صدرها وراحت تمرر كفها على وجهها وتمسح دموعها وتهمس لها "لقد انتهى كل شيء وانمحى كل شيء وعادت الصفحات بيضاء ناصعة البياض وبدأ مشيك من الخطوة الاولى وكل الامور عادت إلى مكانها الصحيح. اغفري لنفسكِ وتجاوزي عنها وتخلقي بأخلاق رب العالمين واعطي فرصة لنفسكِ وارحميها" رفعت حواء رأسها إلى رملة تترجاها بعيونها بان ما تقوله صحيح وانها حقا تستحق العفو والصفح ابتسمت لها رملة واردفت "تستحقين اجل تستحقين كل الرحمة والغفران حبيبتي الله خلقكِ وهو الرحيم بكِ" اشارت حواء إلى رملة انها تريد شيء تكتب فيه فأعطتها رملة هاتفها وراحت تكتب (رملة شكرا لك انا خجلة منك اقسم لك شعرت بعطف الله من خلالك هل استطيع ان اقول لا حرمني الله منكِ) ضحكت رملة بسعادة واستطردت "وهناك شيء اخر انه ناديني بأمي بعد الآن لا تعترضي ولا تهمني لا ليلى ولا غيرها" ابتسمت حواء بينما تومئ برأسها وسالت دموعها فزوت رملة بين حاجبيها وقالت "دموع مرة اخرى ما المناسبة هذه المرة فمدت اناملها تكفكف دموعها واسترسلت "اقسمي لي أنكِ لن تبكي بعد الآن مرة اخرى لأي شيء سوى من خشية الله" اومأت حواء موافقة فقالت رملة: "هل لكِ ان تخبريني عن حياتك القديمة وعن حياتك مع محمد اخبريني عن كل شيء بمعنى الكلمة عن كل شيء؟؟، كلي اذان مصغية" لم تعترض حواء ولم تمتعض فشرعت تقص باقتضاب بينما تغوص هي في تلك الذكريات (انا وقعت بحب محمد عندما كنت اتدرب عنده على الرسم فهي هوايتي المميزة جدا عندي لم يمنعني اهلي من ممارستها بل وشجعني والدي عليها كثيرا لدرجة تدهش العقل وامي ايضا ولقد وجدت انه حل وطريقة مناسبة لأفرغ فيه كبت مشاعري واتخلص منها وخاصة السليبة والتي تخص طلاقي، اجل طلاقي جانبا الى مزاولتي وظيفتي وهي استاذة في الجامعة، تتسألين عن مهنتي واني لم اتعدى منتصف العشرين باعتبار اني انهيت دراستي في روسيا وكنت معيدة هناك اضافة الى منحة الماجستير لذا لنقول كنت مميزة وباستخدام منصب والدي لذا اصبحت اصغر استاذ في الجامعة باختصاص فيزياء فلكية لا اخفيكِ انه هذا القسم بالذات عن غيره من الاقسام ليس لديه كادر وعنده عجز لذا لم يستطيعوا تفويت واحدة مثلي. اوه، كدت انسى غير انه لدي توصية من الجامعة في روسيا لكن تعرفين جامعتنا يحبون الطرق الملتوية ولا يهمهم سوى المال كتبت الجملة الاخيرة مع ضحكة ساخرة. لقد كنت مطلقة قبل زواجي من محمد اكملت بعيون مظلمة... لقد تزوجت بأبن عمي خضر... اجل كان مدعاه صحيح عندما هجم عليكم في المنزل، انا كنت زوجته تزوجته بعمر ١٨ بعد ان انهيت الثانوية وسافرت معه الى روسيا... لم ننسجم معنا وتطلقت بعد محاولات دامت اكثر من اربع سنوات. كان وقوف عمتي زوجة عمي بجانبي واخوه موسى اكثر مما احتاجه في دراستي ناهيك عن محاولة اصلاح زواجنا لذا انتهى امرنا وعدت لم يتقبل اهلي امر انفصالي لكني صمدت من الخارج فحسب وادعيت التماسك وبعدها عملت وهربت بممارسة هوايتي وتعرفت على محمد ووقعت في غرامه اجل اخبركِ بذلك ولا اخجل... لكنه كان شباك عنكبوت ووهما لقد احببت حياته تعرفين حسدته على عيشته كما يبدو انه ايضا حسدني على عيشتي بعد موقف معين حدث في يوم من الايام بعد اشهر انقضت... توقفت حواء عن الكتابة وتصلبت اناملها وسرحت في ذكرى مدفونة تحت غبار الماضي ** "حواء لما تبكين؟ لما كل هذا البكاء؟" التفت حواء شاهقة بعنف على صوت محمد، تكتم شهقاتها وتكفكف دموعها قالت بصوت متقطع مهزوز وهي تعدل من وضعيتها وتستر حجرها بلوحة التقطتها من الارض بجانب قدمها رمتها سابقا بعد ان فشلت في الرسمة التي عليها لم تجد وقتا لتنهض فيه تحضر عباءتها لأنها لم تحسب حسابا لمجيء محمد، بينما تجاهد بستر نفسها وقف محمد امامها لا يحد بنظره عنها مسلوب اللب لمرآها لا يصدق نفسه انها نفسها تلك الفتاة التي الآن غارقة في احمرار انفها وعينيها وتورد وجنتيها غير انها واضحة المعالم تصرخ بالأنوثة والاغراء يناقض ملامح وجهها الطفولية ببنطلون اسود قد نحت خصرها وثوبا قطنيا قصيرا احمر اللون قد جمل ثناياها وغير ذلك تغطي راسها بشال اسود قد احاط وجهها كما يحيط الليل القمر وحذاء اسودا هو الاخر ذا كعبا طويل يحبس الأنفاس يبرم ساقها. "ما الذي احضرك الان؟ الم يكن المفروض غيابك اليوم بسبب انشغال؟! كان عليك اعلامي بقدومك فلقد اخبرتني اني المسؤولة عن الورشة لهذا اليوم" "جئت بناء على اتصال احدهم بي متسائلا عن اغلاق الورشة لهذا اليوم رغم اني اودعت تولي الامور بيدك اليوم" رد باتهام واضح "ا..." قاطعها دون سماح لها بالرد مواصلا "فجئت تاركا كل شيء خلفي لأراكِ تبكين كحوريات البحر تذرف لآلئ... حسنا فليذهب الجميع والورشة الى جهنم" تسمرت حواء تحت انظار محمد التي تعريها وتفترسها بآن واحد لكنه كان مخادعا كالصياد فاستدار بسرعة بعد ان ملأ عيناه منها واستطرد "اسف، اسف يا حواء اعذريني لقد تفاجأت وآلمني منظر دموعك انهضي والبس عباءتك" فرغت حواء فاها لكنها كانت ممتنة وركضت نحو عباءتها بعد ان لبستها ابتسم محمد بخبث قائلا: "هل لبستيها أ استطيع ان استدير الان" اجابت حواء فخرج صوتها مبحوحا من الصمت لمدة طويلة واستغراقها بالبكاء بينما سحرها محمد بأسلوبه مؤمنا ومثقفا ورياضيا ورساما ولطيفا ووسيما وغير معقد ومحب للحياة وشاب ذو روح حرة. "اجل... تستطيع... شكرا" استدار محمد ببطء وهو يحدث نفسه (انه فال حسن وبشارة جيدة بعد ان سمعت كلام كرم مع عمي وطلبه منه الزواج من حواء. وركضت انا بعدها الى هنا انوي القيام بما نويت وانا اشعر بانجذاب حواء إلي لذا يا حواء لقد وقعتِ ولا مخرج لكِ فأنتِ جميلة ايضا كنت احسب اني سابلي نفسي بمعقدة ذات وجه وجسد طفولي لكن حطمتي كل مقايس الانوثة...)** عادت حواء الى الواقع بعد ان انتبهت على كف رملة التي تحركها امام وجهها متسائلة... فابتسمت حواء بشرود وهزت رأسها تكمل لذا حدث ما حدث وأعمى الحب والاحتياج بصيرتي وذهبت إلى محمد وطلبت منه الزواج بعد ان قال انه يحبني قبل يوم. فسألت رملة بعفوية وهي ترقص طربا في احلامها وخيالها لم تقرأ بعد ما كتبته حواء. "هل اصبحتِ حامل هل لديك طفل من محمد واين هو ام لا هل أجهضته او شيء اخر؟، هل هناك قطعة من محمد غيرك؟" كادت تشرق حواء بضحكتها فكتبت. كان شرطي ان يكون زواجي سرا عن اهلي وبعدها بمدة يأتي يخطبني من أهلي رسيما ونقوم بزفاف علنيا... كان تمردا مني على اهلي فقد هكذا اردت ان ابين لنفسي ولهم اني قادرة على كل شيء ولا سلطة ولا قدرة لهم علي، كان كرم والمحامي محسن الشاهدان. اسكنني محمد شقة و استمر زواجي منه ليوم وفاته ثلاثة اشهر واكثر بقليل كنت ابقى معه ٤ ايام في الشهر فلم يكن في استطاعتي البقاء أكثر من ذلك. ذكرتِ امر الطفل محمد لم يقربني كما لم يقبرني خضر ايضا خضر هجرني في الاول وبعدها انا كنت اهدده بقتل نفسي لذا خرجت بنفسي سالمة اما محمد فبعارة اخرى انا شرطت عليه ان لا يقربني إلى ان نعلن عن زواجنا، لكنه بدأ يخل بالشرط وبدأ يصر على اخذه حقوقه لكني استطع منعه وتملص منه ولذا بدأت التقي به ايام حيضي فحسب لذا بعدها كشف عن وجهه الحقيقي بعد منعي نفسي وبعد ان اكتشفت المخدرات واصدقاء السوء. وتأزمت بعد طلبه مني ان اقبل على تحويل ملكية أموالكم الي وباسمي لم ارضى وهددته بأخبار كرم، جن جنونه فعذبني واخبريني انه سيجد فتاة غيري وحبسني. اكيد ستسألينني كيف تبررين بقاءك خارج المنزل لأهلك... كنت اخبر اهلي اني مسافرة في رحلة عمل او سفرة او رحلة مخيم ومرة اخبرتهم اني مسافرة إلى بيروت لمدة ٧ ايام. لا اعرف كيف خلال مدة زواجنا محمد وقع في حبي او اصابه هوس التملك والسيطرة والرغبة بتحطيم رأسي وكبح جماحي، لذا الجنون فبدأ يضربني عندما أتأخر عليه ومرة مدحت استاذ عندنا لا اخبرك ماذا فعل ومرة كان كرم معنا بعد ان رحل اتهمني اني اغرمت به مثلما اغرمت به قبله ومرة عذبني لأني لم ارضخ له بان يرسمني عارية بالمناسبة كان بعد ان يفوق من نوبة جنونه يداويني ويعالجني وهذا ما اقرفني وجعلني اكرهه فوصلت حدي فأخبرته اني اكرهه وهددته بقتل نفسي كاد يومها يزهق روحي. بعد ان تصالحنا اخبرني انه مريض ويحتاجني فذهبت لرؤيته ورجعت الى الشقة وقد كانت اخر مرة، فلقد كان كاذبا فاستدرجني... حاول الحصول علي وكاد يفعل لكني استطعت النجاة بخادعه في اخر لحظة وهربت منه وخرج خلفي وصدمته الشاحنة يومها و تعرفين باقي التفاصيل اني نقلته وتوفي... اما كرم، فمحمد شوه صورتي عنده بامتياز اخبره اني هددته بتركه أن لم يسجل باسمي الشقة واخبره باني لا اكتفي به وانام مع اصدقاءه والشبان واني ادنس فراشه ولا اجعله يقربني مرات واني كاذبة وبان عليه ان لا يصدق حرف مني وصل الى مرحلة انه اوهم كرم اني حامل واجهضت جنيني... تخيلي... كيف عرفت لأنه كان يسجل حديثه مع كرم ويعذبني بإسماعه لي... واخبره اني اطالب بالطلاق لأني اعرف انه يعشقني لكني استلذ بتعذيبه و، و... الكثير من الامور بعد موت محمد اصبت بالحادث والتزمت بالعدة الارملة ودخلت في حالة اكتئاب شديدة فظن اهلي بسبب اني مطلقة لذا حاولوا تزوجي وتعرفين المجتمع وأبي كان متشدد بسببه رغم انفتاحه. كلما يأتي خطاب ارفضهم إلى ان طفح الكيل بأبي واصر على ان ارجع لزوجي الاول خضر ظنا منه اني احبه واريده هو لكن كبريائي و لا كرامتي يسمحان بالاعتراف بذلك... لولا مصيبة التي اوقعني بها محمد من اجل صحة عقد نقل الأملاك وتسجيلها باسمي فاضطر ليسجلني زوجته رسميا فلو اني لم اكن زوجته بالأحوال المدنية، لتزوجت وتعفنت عند خضر لكن لم استطع فالموت كان ينتظرني ذبحا على يد والدي وخضر غناكِ عن الفضيحة فخضر لن يتوان عن ذلك لذا لجأت إلى كرم وعقدت معه صفقة ان أتنازل عن املاككم مقابل ان يتزوجني وها انا تزوجت للمرة الثالثة وفتاة... كتبت الاخيرة بضحكة ساخرة دامية. انا عند كرم انسانة عاهرة لا قيمة لها. غير انها سارقة وقاتلة فطلب كرم شروط منها انه لن يطلقني ولن امارس اي حق بالعيش حياة كريمة لا عمل لا خروج ولا حتى ان يعاشرني ولا اطلب حق الزوجية وحق الانجاب واكون حبيسة برجي العاجي وسلمت حواء الهاتف لرملة واخذته هي الاخيرة... عيونها تقرأ بنهم... شحب وجهها حتى اصفر كالموتى وجُرحت عيناها بلسع الهواء من شدة اتساعهما من الصدمة وجفت حنجرتها وادمي قلبها فخطفت حواء الهاتف من كف رملة التي لا محال قد شاب رأسها الآن وهي تنوي ان تكمل فكتبت وهي تسخر من حالها... ......................................... التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 05:22 AM | ||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
82Likes
العرض العادي
