آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمكم للرواية؟ | |||
| جيدة جدا |     | 87 | 67.44% |
| جيدة |    | 26 | 20.16% |
| عادية |    | 11 | 8.53% |
| دون المستوى |    | 5 | 3.88% |
| المصوتون: 129. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-05-19, 12:15 AM
| #832 | ||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء 
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثاني من الفصل الرابع والعشرون .......... كرم... ك...كرم، يا رجل ماذا اصابك؟" كان ذاك كميل الذي يطرق الباب بقوة ويهتف بكرم، فأدار كرم المفتاح وبيده الاخرى يحمل صندوق من ورق مقوى الذي اخرجه من أسفل الخزانة وافرغ كل محتوياته من اقراص كان محمد يجمعه فيها ووضع كل رسوماته واوراقه فيه، دس هاتف محمد ومفكرة حواء في جيبه فاتحا الباب بعنف. استقبلاه كميل وكاظم فاكتربا لمنظره. دامي العينين، مشعث الشعر، مبعثر الهندام، نازع السترة فقط باقي بقميصه الكحلي اللون، غارق بالعرق وكأنه كان في صراع مع أحدهم. انزلا نظرهما لما يحمل، هما بسؤاله فقاطعهما يكتم غيظه، يصيح بنفاد صبر "تنحيا عن طريقي!" فبارده كاظم بسؤال بقلق وتوجس "ماذا اصابك وما يعتريك اخي؟" فنظر كرم إلى عينيه بنظرات مستعرة، صارخا بقلب دامي، "كاظم اغرب عن وجهي لا غفر الله لك ضياع زوجتي... ابتعد عني سأزهق روحك، هذا جزاء من أمنك على روحه؟... ماذا اصابني؟ تسألني ماذا يعتريني؟ بالله عليك!!... وصرخ مستطرد بقوة حتى انتفخت أوداجه. تزلزلت ارضي واهتزت سمائي لا بل هدمت سمائي فوق رأسي وتقول ماذا اصابني!!". اغتنم كاظم وكسى الابتئاس محياه فنكس رأسه ليقول كميل يخفف عنه "اخي لا تفعل ذلك بنفسك واهدأ". تجاهله كرم صارخا. "ابتعدا عن طريقي!" فاردف كميل: "كرم خفف من جنونك يا رجل" لف كرم رأسه صوبه يصيح به. "هل انت من فقدت زوجتك؟... هل تتكلم ولديك زوجة؟... هل تتحدث وزوجتك اختطفت؟... هل هي زوجتكما ام زوجتي؟!. ما تعرفان انتما؟ أ تتعجبان من فقدان عقلي بل عليكما ان تتعجبان تعقلي!!. لمن فقد زوجته كيف يكون حاله؟. انا أستغرب اني ما زالت اتنفس!!. انا متعجبا اني ما زالت على قيد الحياة!!. زوجتي يا ناس! تلك زوجتي التي فقدتها!!. ماذا تريدان ان يكون حالي ان اعود لأجد من كنت اتجرع المرارة لأجلها، ليست موجودة؟!!. ان اعود وقد اكتشفت اني أظلم من فرعون؟ وفوق ذلك فقدتها؟!. سأدفع عمري كله ثمنا لنظرة واحدة منها فقط، نظرة واحدة فقط. ابتعدا وإلا لن أتوانى عن احراق نفسي معكما ابتعدا!". ابتعدا وهما يتكلمان بارتباك وصدمة لعلهما يمتصان ثورته "حاضر، لكن إلى اين؟ فقط اخبرنا إلى اين؟" صاح كرم وهو يجري مسرعا. "إلى جهنم وبئس المصير وما شأنكما!". فأوقفه والده الذي كان ينتظره اسفل السلالم بعد ان كان مضطربا وقلقلا عليه قائلا وهو يراه يقطع السلالم قافزا "ولدي، تمالك نفسك!" فإجابه كرم وهو يصارع نفسه. "أبي حبا بالله ادعو علي ان اموت ان اصاب زوجتي مكروه". ثم اكمل طريقه راكضا ونزل كميل وكاظم خلفه فأوقفهما صالح هاتفا خلفهما. "دعاه لوحده!". توقفا معترضين يتمتمان لاعنين سوء الحظ. انطلاق كرم راكبا سيارته مسرعا وسماء عينيه ملبدتين بدموع ترتعدان بألم... والطريق كله يهمس بتوسل: "ليتني مت ولا ظلمتك يا حواء، ليتني مت! للآن فقط اشتري سلامتك بعمري، فقط كوني سلامة فقط." ..................... "حواء استيقظي لتستقبلي ضيفك بعد قليل... استيقظي لديك ضيف!... استيقظي كوني في استقباله!..." واخذ صدى الصوت يتردد في رأسها... حتى اقترب يعلو في اذنها اليمنى بشدة، استيقظت حواء من نومها هلعة فرأت انها غفت على الاريكة، راحت تفرك جبينها بإعياء وهي تغمغم "من، من استقبل؟ ماذا هناك؟ ما كان ذلك؟ هل ذلك كان صوت السيد المجهول يهمس بكلمات مبهمة بصوت مبتسم منشرح يا اللهي ماذا ينتظرني؟" ثم رفعت يداها تخلل اناملها في خصلات شعرها القصيرة والحزن غلبها وغازي محياها، تغمغم "فقدت اخر الاشياء على طريق الخسارة هزت رأسها تبعد عنها الغم، وحدثت نفسها... قومي وحضري لنفسك كأس من الشاي يريح اعصابك ويبهجك وتجاهلي كل شيء." وحواء منشغلة بإيقاد النار تحت الابريق سمعت اصوات جلبة و جلجلة مفاتيح... فاستقامت بظهرها مرعوبة خائفة تركت الموقد تسير بخفوت وانزوت في زاوية قرب غسالة الملابس بجانب خزانة الصحون تخفي نفسها كاتمة انفاسها لكن هدير قلبها صاخب بشدة تستغيث في سرها... "يا الله، يا الله... يا الله... يا الله يا غياث المستغيثين." وراحت تحدث نفسها وهي تفرك يديها بعنف لتخفف من ذعرها "لا يمكن ان يأتي احد إلى هنا ومن يعرف المكان... حتى محسن لا يستطيع الدخول... لقد أقفلت الباب بالمفتاح لا يمكن فتحه... سكتت مذهولة مفتاح ومن يملك المفتاح غير محمد! كادت تصرخ هل هو جن او روح محمد؟ لطمت فمها متمتمة ما هذا الهراء هل فقدت عقلك احدهما لا سلطة له وثاني ميت اذن من؟ فتحت عيناها على اتساعها هامسة كرم!!!! لكنه لا يمكن مستحيل قطعا لا يمكن ان يأتي فهو... قطعت جملتها غاصة بها واسبلت اهدابها بقهر لا يمكن مجرد التفكير بان يكون هو! لابد انه لص ما وخبير؟ انا اتوهم انه لص، يا رب نجني من شره واحفظني، سأهلك! الشقة لم يسكنها احد منذ مدة لابد انه درس ذلك جيدا... ادعو الله ان لا يجدني يا لي من غبية لقد تركت لاب توب محمد مفتوح و الاموال التي اقترضتها من محسن على طاولة في غرفة الضيوف. يا لغبائي كللها دلائل طرية على مكوث احدهم. يا رب لا تجعله يشعر بي، دعه يكتفي بما يجد ويخرج... يا رب!!" وهي تضم كفيها امام وجهها .............. دخل كرم فاتح الباب بالمفتاح وقد تغير كيانه واصبح مضطرا غير متزنا ليس على تلك الحالة التي خرج بها، ليست جنون او غضب وقهر بل شيء اخر غير سوي بينما قلبه ما زال يحدثه منذ اقترابه من الطريق وترجله من السيارة ووقوفه امام الباب بإن حبيبته قريبة موجودة حوله... انه يشعر بها. مشى بخطوات ثقيلة بثقل روحه، وقلبه يقطر دما كما عيناه تهتنان الدمع، شارد عن رؤية بوارد الحياة التي تبرعمت في الشقة... وهو مستمر بإفراغ قارورة النفط التي جلبها من صندوق السيارة منذ لحظة دخوله يسكبها على كل ارضية الشقة اكمل مشيه وغضبه من نفسه ومن محمد يستعر وقلبه لإحساسه بها ينتفض. بينا هو يسير يحكم من امساكه للصندوق بقوة تكاد تحوله الى علبة من شدة الضغط... كذب احساسه ساخرا من قلبه مغمغما وهو يفتح باب غرفة محمد راكلا بقدمه. وهناك حواء ذعرت من صوت الركل ترتجف دون هوادة... "اترك عنك الاوهام يبدو ان أجلك قد بان ويلوح لك في افق عمرك حتى اصبحت تهلوس... استطرد يعارض عقله... لكني اقسم اشعر بأنفاسها تداعب اذناي وروحها تطوق كتفاي واحس بها تدس نفسها بين ضلوعي." اضاء المكان ولم ينتبه انها الغرفة الوحيدة المليئة بالغبار والتي تركت كما هي ولم تمس، أكمل خطاه راميا الصندوق ينقل بصره في ارجاءها ثم ثبته على السرير مسترجعا ذكرى يوم مددها عليه بيديه غائبة عن الوعي فهمس من بين دموعه التي تحولت الى دم وهو يقترب منه ويصب باقي النفط عليه... "انا اسف، الآن عرفت فقط... ليتها شلت قدماي ولم احضرك الى هنا ليت قطعت يداي ولم اجرك جرا إلى هنا لكن لا يهم بعد الآن ارتاحي سأخلصك منها..." ثم ارتمى عليه غير مكترثا بالتلطخ ثيابه وبدنه بالنفط واتساخها... يمر يديه على مكان حواء الذي سبق واستلقت عليه، بكى مكورا نفسه كالجنين... بكى ناحبا بنشيج... متمتما "آسف، آسف... انا اعترف اني اموت دونك... ارجعي" انقلب على ظهره مستسلما رافعا رأسه إلى السقف هامسا بإنهاك "انّى لي ان اعرف ما حصل معكِ وما كان يجري... لما لم تخبريني؟ ليتكِ تهورتِ واندفعتِ كاندفاعاتكِ السابقة ولجأتِ إلي ليتكِ جازفتِ واخبرتني لَمَا وصلنا لِمَا وصلنا اليه اليوم. كيف لم استطع قراءة خبايا نظراتك؟ كيف لم استطع اكتشاف التأنيب واللوم فيها؟ كيف لي لم اشعر بآلامك ونيرانك؟ كيف لم اشعر بسجن روحك بسلاسل الذنب والتقصير واللوم؟ كيف لم اراكِ وانتِ قربي والآن اشعر بك وانتِ بعيدة عني؟ كيف سأوجهك؟ كيف ستحمل نظراتك المنكسرة؟ نظراتك العاتبة اللائمة! نظراتك الجريحة....!" نهض من مكانه والقهر يُسيره صارخ بصوت مجروح "اسألك كيف تحملت كل ذلك وانتِ ساكتة؟!! وراح يمزق اغطية السرير ويحطم الاغراض ويقلب المكتبة ويقطع الالعاب المحشوة، مواصلا واصواتها تدوي في الشقة كلها وتزلزل ارضها... لم اعد اتحمل وجودكم!... لم اعد اطيق نفسي! فقط اتمنى وجودك يا محمد لأحرقنّك حيا... ليتكَ حي... لن تفلت مني يا محمد سأنبش قبرك واحرقك ضحكا بسخرية مريرة هذا ان لم يضغطك القبر وينهشك ولم يبقي منك وذرا." فزعت حواء وركضت نحو الصوت الذي عرفه جميع حواس بدنها قبل سمعها دون ادراك وبعض الارتياح تملكها... غير مصدقة كادت تقتحم الغرفة لكن قدماها تحجرت على عتبتها ومقلتها تكادان تقفزان من محجريهما وهي تراه يدور حول نفسه محطما كل شيء في الغرفة ومستمر بالتكسير والتمزيق صارخا "حواء اين انتِ الآن؟. اي ارض تقلك الان؟ واين سماء تظلك؟ واي شمس تشرق عليك؟ واين هواء يلحفك؟. سأفديك بنفسي فقط كوني بخير. سأفعل اي شيء تطلبيه مقابل سلامتك... اللهي ادعوك... ارجع حواء إلي!" سقطت ذراع حواء وارتددت بعد ان كانت تمسك باطار الباب، غابت عما حولها في ذلك الذي يدور حول نفسه وينتفض كالابل المنحورة هامسة لنفسها "هذا الذي اره كرم؟... محال هذا الي يبكي كرم؟ وهذا الدمار كله بسبب كرم!؟" لفح انفها رائحة النفط فاستعادت حواسها وهي تلتمس بقدميها الحافيتين شيء سائلا رطبا تحتهما ثم دارت بعينها في كل مكان ترى البلل على كل شيء فقزت صورة النار امامها صارخة دون صوت "سنحترق!... ستستعر النيران بنا!... على ماذا ينوي المجنون!" همت بالجري لتزحلق قدمها وتسقط على الأرض محدثة جلبة، التفت اليها كرم تجمد كرم في مكانه وتصلبت يداه فوق رأسه وهو يرى من خلف ظهره فتاة طفولية بقصة شعر صبيانية شاحبة تلبس ثوبا قطنية اسود الون قصير الاكمام مع سروال اسود فوق ركبتاها يظهران نحولها تحاول النهوض وتجري متعثرة... شهق مدرك ما راه فركض خلفها ليتأكد منها لم تكن حواء تصل إلى المطبخ حتى انتبهت انها ستشب بها النار ان اقتربت منها فهي قد تلطخت بنفط حين سقوطها فحولت جهتها إلى الغرفة بجانبه لتغير ثيابها. لمحها كرم تركض بهذا الاتجاه فدخل المطبخ مسرعا بدون وعي. لم ترى حواء وهي منهمكة بتغيير ثيابها الا وضوء انار ذلك الاتجاه اعقبه رائحة حريق وصراخ مدوي ركضت وهي لم تكمل ارتداء ثيابها صارخة بصوت لا يسمعه سوى الله "عفوك يا رب... سترك يا الله!" وصلت اليه كاد يغمى عليها لهول ما ترى كرم يركض في المكان والنار التهمت ظهره وجانبه الايسر يصيح بألم. همست بأسى "يا رب صبرك يا رب لا استطيع الخروج ولا البقاء! ستنفجر أسطوانة الغاز بي ان بقيت وتشب النار في الشقة ! لكن لن اخرج واترك كرم!" اتسعت مقلتيها هلعا بينما تراقب كرم بصدمة وهو يصارع ليخلع قميصه، وحين لم يجدي نفعا رمى بنفسه على الارض يحاول إطفاء نفسه فالنار توشك على ان تصل إلى وجهه. تشجعت حواء وادركت نفسها فالتفتت إلى ستائر المطبخ خطت نحوها واخذت تسحبها بعنف حتى خلعتها وركضت بها صوب كرم تجاهد عدم السقوط لثقلها ثم راحت تخمد نيرانه والقت هي بنفسها عليه تحتضنه بستارة حتى اطفأته ولم تسلم من اذى النار هي الاخر. اطفأت الموقد وعادت اليه نائم على وجه فحروق ظهره شديدة... لا تستوعب ما جرى لحد الآن لابد انه حلم... حاولت الكلام فلم يخرج صوتها اغتمت فمشت تحضر شيء تكتب عليه... فأوقفها كرم قابضا على قدمها.... حاولت التحرك فشد من قبضته، نزلت عنده وجلست متربعة رفع لها رأسه ينظر لها بعيون غير مصدقة تحمل مشاعر شوق وألم وافتقاد... يتشرب ملامحها... كسر الصمت والتوتر اللذان طالا... هذه انتِ حواء؟ ام اني اتخيل! لا هذه ليست انتِ فحواء طويلة الشعر لكن نفس الوجه المدور قد ذبل قليلا... العيون مع نظرات انكسار ونفس الفم لكنه منحنيا بمرارة. حواء جالسة دون حراك تستمع إليه صامتة لا مشكلة هلا سمعتني انتِ ونقلتي كلامي لها؟ عندي كلام كثير وحديث طويل... و، وافتقدها نهضت حواء وقلبها يختلج وصدرها ينذرها بسوء وقد اكتفت من سماعه ظنت سيرشدها إلى كيف تعالجه وهي تردد. "علينا الاسراع، علي الاسراع والا ستتهور حالته... من قال انه لم يتلوث اصلا... قد اكون في حلم لابد انه كابوس بشع... حتى لو كان كابوسا عليك القيام بما يتوجب عليك حتى تستيقظي..." ركضت مسرعة للارتداء ثيابها وضعت اخيرا العباءة على رأسها ورجعت اليه وقد التقطت مفاتيح سيارته ومحفظته من الارض التي تعثرت بهما سابقا سحبت ذراعه السليمة إلى الاعلى تحثه على النهوض انقاد لها ونهض وهو يحاول الحفاظ على وعيه انزلته السلالم وهي تجاهد ان لا تلمس جروحه... مشى كرم وكفه في كفها يحدث نفسه بصعوبة "لا اصدق هذه المرأة نفسها زوجتي... لقد اشتقت لطلتها..." ناداها "حواء!" فام تجبه وهي تكمل مشيها، والغضب يأكلها منه فأنب نفسه "يبدو اني نسيت انها خرست منذ زمن... دعك الان وارتاح بجوارها للحظات" فتحت له الباب السيارة الخلفي واشارت له ان ينام على وجهه وركبت هي خلف المقود واشغلت تبريد السيارة وانطلقت إلى المستشفى والصمت يضمهما حتى وان تكلم كرم فهي لا تستطيع الكلام لكن لم يخلو باطنها ورأسها من الضجيج تقول بإستعبار الطريق كله هل هذا كرم حقا؟... هل كنت سأشهد حرقه حيا؟... هل اغرق الشقة بالنفط؟... كان ينوي احراقها.... ماذا جرى له؟ آه يا اللهي عفوك... هل حقا هذه انا من تقود السيارة؟... واسعفه إلى المستشفى؟... لا اسمع له صوت، هل فقد وعيه؟" قالت الاخيرة بقلق بالغ وهي تتفقده من المرآة الامامية للسيارة. ذهبت إلى مستشفى غير مستشفاهم فهي في منطقة بعيدة عنها... ترجلت من السيارة وجرت إلى الطوارئ ليأتوا ويحملوه. جالسة على مقعد الانتظار تنتظره وهي تحدث نفسها ساخرة "لمرتين تجلسين على هذا المقعد وفي هذه المستشفى ولأجل زوجك في كل مرة... سألت دموعها واصلت متجاهلة وساوسها. اهربي يا حواء... يكفي... لقد أنقذته والان عليك الرحيل... لا ارجوك... دعي بالأول اطمئن عليه... قلت اهربي صرخت بنفسها يكفي هروبا واجهيه... يكفي واجهي وحددي موقفك وضعي الاشياء في مواضعها وانهي امورك كلها!..." خرج الطبيب في اثناء صراعها مع نفسها وتوجه صوبها قائلا بصوت عملي مشبع باهتمام "الحمد لله الحروق لم تصل للمرحلة الثالثة وهذا لا يكون ألا بعناية الله ورحمته، ولم يتأذى سوى ظهره وجانبه انه بخير والشكر لله، احسنتِ يا ابنتي بإسعافه... ان اتممت اجراءات دخوله ودفع التكاليف تستطيعين الدخول اليه، وفي الاخير الامر عائد لكم بإبقائه في المستشفى او الخروج لا مشكلة في ذلك لكنه يحتاج إلى عناية مشددة وحرص على ان لا تتلوث حروقه".... أومأت حواء بتفهم وانصرفت بعد توديعه إلى كرم. دخلت بتوجس وهي تشد على عباءتها تعثرت بقدميها وكادت تسقط على وجهها لولا تمسكها بطرف السرير. نظر لها كرم من طرف عينه فوجدها بعد ان استقامت وجلست على كرسي قربه ترتب شالها الذي انفتح وهي تجد صعوبة بجمع شعرها وابقائه تحت الحجاب لقصره ونعومته نظرت في اثناء ذلك إلى كرم فتلاقت عيناهما، اشاحت وجهها سريعا تكتمت انفعالاتها. وبطبيعة الحال كان كرم اول من تكلم بكل آلامه: "لم اتوقع ان اجدكِ هناك ما الذي جعلك تذهبين لها. هل خطفتِ ام هربت؟ علما يبدو انك هاربة... اجل من يتصور انك هنا من المحال فلا احد يعرف هذا العنوان سواي... لكن لما ذلك المكان، هل كنت تأملين ان اجدك؟ لكن ليس كذب ما تعرضتِ له صحيح؟... اخبريني ماذا فعل لك، هل قصيتِ شعرك ام.... من؟ ولما انقذتني؟... انقلب على جانبه السليم بصعوبة... لما انقذتني؟ وان كنتِ هربتِ لما لم تهربي لمكان افضل؟" قال الاخيرة بصياح نافد للصبر. وحواء تنظر له بسكون تام... وهي تشاهد انفعالاته بعيون مذهولة بعد ان انتظمت انفاسه. وهي تحدث نفسها مشجعة "احسنتِ البقاء والدخول، احسنتِ عدم الهروب ليس هناك ما تخشينه ولست مخطئة وليس لديك ما تخافين خسارته حان وقت المواجهة" اخرجت اوراق قد اعطتاها الممرضات سلفا عندما تحدثت معهن واستفسرت وقامت بالإجراءات. "ما شأنك بي لما لست عند زوجتك؟ ولما عدت انت؟ ولما جئت للشقة؟ واي جنون فعلته بها؟" وقدمت الورقة له فأجاب مغمض عينيه بألم "انا عدت لزوجتي، لا زوجة لدي سواكِ... رجعت لأجد ان زوجتي مخطوفة فاذا تتوقعين مني غير احراق العالم لو بيدي! انا مخنوق يا حواء وانتِ الهواء سكت ثم استطرد... انا اسف... علي ان اسجد لله اني جئت للشقة ووجدتك..." اهتزت حدقتا حواء وارتجفت شفتيها وهي تسمع بمليء اذنيها كتبت متمالكة نفسها "لا اعلم ما تهذي به... يبدو ان الحروق طالت مخك، لقد انتهى كل شيء بيننا فما سمعته فيه وجه من الاشتباه انا لم اخطف من حقه كاظم ان يرجع ويجد جثة تحركت من مكانها ليس امامه سوى التفكير انها خطفت ولعلمك انا لا نية لي بالعودة وقد حان الانفصال" ازدرد كرم ريقه وهو يقرأ بعيون جاحظة... ابتسم بمرارة "لقد نلت عقابي يا حواء لا تعاقبيني اكثر لقد نلت جزاء محمد ايضا وجزاء كل من ظلمك معكِ حق بطلب الطلاق فبأي وجه واي شيء اطالب بكِ وامنعك كنت اتصور اني سأحرق كل شيء لديك عنده ذكرى سيئة واعتذر لك وارجعك لي لكن انظري لم ابقى سوى ظالم مشوه الجسد" وحواء مكانها تنتفض على كلماته "حسنا، سأعطيك كل ما تريدين مقابل سماعي للمرة الاخيرة" نهضت حواء بتوتر فسقط الكرسي خلفها هم كرم بمواصلة كلامه ليدخل الطبيب اثناء ذلك قائلا: "دعني اعاينك لآخر مرة قبل خروجي حتى لو شئت الخروج فتكون مطمئن" انهى الطبيب عمله وحواء جامدة مكانها... ثم انصرف وحواء على حالها من الجمود وكرم ساكن يتأملها... اراد الكلام فقاطعته حواء مشيرة له بسكوت لكنه لم يذعن فقال "اريد الخروج" وكتبت له على الورقة "ابقى هنا لهذه الليلة فقط سأنصرف الان واعود في الغد" اعترض عليها فقالت "لو اردت ان استمع لك فأبقى هذه الليلة هنا واتصل بأهلك ريثما انظف الشقة" فقال "دعينا نعود للمنزل حالا واتركي امر الشقة... لما لا نعود لها حواء انا غفرت لك امر خروجك بل لا حق لي بالغفران واي اعتراض اعترضه عليك لكن العائلة لا تعرف عن امرنا شيء... ليس من الجميل في حقك وحقهم ان يظلمونك دون علم لنعد ونخبرهم اني امسكت بالمختطف عندما جاء يطالب بفدية عوض عنك... والاصابات التي انا فيها تكفي لأساكتهم... حواء صبرت مثل صبر النبي ايوب وبكيتِ مثل بكاء النبي يعقوب فلا ضير ان تتحملي القليل بعد" بقت حواء امامه متسمرة، ثم استدارت معطية ظهرها له. فقام ليجلس باستقامة قعد متأوه بقوة وهو ينزل قدماه إلى الاسفل. فاستدارت بجسدها بسرعة نحوه وقلبها يحتضر الالم من انقباضه بعنف لأجل تأوه. نظرت له بتفحص وقلق ليبتسم لها بحزن قائلا بمشقة: "حواء لا تذهبي إلى الشقة... لا ترحلي. ابقي بجانبي ان لم ترغبي بالرجوع إلى منزل العائلة فلنذهب لمكان آخر" ثم اخذ يسعل. وحواء تنظر له بعيون مغيبة هامسة في سرها "إلى أين يا كرم؟ فصحتك الآن تحكم حتى ولو رجعت إلى الشقة لن استطيع تطهيرها بالكامل... والفندق ايضا غير صالح بدنك لن يتحمله." تصلبت مكانها متمتمه بدهشة واستنكار. "لما انا افكر به؟ واهتم لما؟... زجرت نفسها قائلة يكفي يا حواء إلى هنا يكفي! هيا انهي كل شيء وارحلي!" فخطت كلماتها بوجع "كرم لن اذهب معك إلى اي مكان طرقنا اختلفت لا اهتم بعد الآن بما سيظنون بي؟ لقد اكتفيت وانت حر مني منذ زمن. لذا لن ابقى هنا ولن اذهب إلى الشقة او المنزل. من اكون بالنسبة لك؟... لم اكن من البداية زوجة". وقعت كلمات حواء على كرم كالصاعقة هزته هزا. ثم تحركت ماشية وقد تركته خلفها مع ألامها ولم تشعر ألا... .......... التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 04:32 AM | ||||||||
|  |
|
21-05-19, 12:34 AM
| #835 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ههههههه يكفي يا بنتي انه احترق ههههههههههه ان شاء الله الفصل الاخير و الخاتمة لسه ما مقررة متى | |||||||||
|
| |
|
21-05-19, 01:07 AM
| #838 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
حبيبي مليون هلة بإذن الله حبيبتي واني اكثر ❤❤❤ | |||||||||
|
| |
|
21-05-19, 01:11 AM
| #839 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
تعالي يا ام زياد وقوليهم محد راضي والكل معترض ميكفيهم حرقه قوليهم حرقه كافي و زايد على عقابه | |||||||||
|
| |
|
21-05-19, 01:25 AM
| #840 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل ممتلئ بمشاعر كرم واظن أن احتراقه بالنار برد نار الحاقدين عليه ههههه أن يكون الفصل الأخير هو القادم مفجعة مش مفاجأة استمتعت بين طيات روايتك ولا اريدها أن تنتهي ولكن الأكيد ستتواجد طيات أخرى أن شاءالله سلمت يمينك أميرةالدموع | ||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
82Likes
العرض العادي
