شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t432569.html)

modyblue 01-01-19 11:20 PM

السلام عليكم
ترجعي بالسلامه فاطمه
وياهلا والف مرحب ومليون سهلا ب مونمون الجميله نورتي واسعدتينا بنقلك الفصل
منتظرييينك بجديدك يا قمرتنا

Refat hasan22 02-01-19 12:59 AM

شكل حواء داخلة على ايام سوده😔كرم وحيطلع عليها كل القديم والجديد ادعو لها بالصبر😂

modyblue 02-01-19 02:28 AM

السلام عليكم فصل جميل
اجتازت العقبه الاولي بمساعدة صالح الواثق ف حكم ابنه ورملة ذات الحنان الخالص ماقصدت بنداؤها ب الريم
كاظم لماذا انت ثائر هل حزن عل الم زينبو
اللم موقفها صعب
كرم الصراع سيبدء من سينتصر عقلك ام قلبك
منتظرييينك وفقك الله

فاطمة عبد الوهاب 02-01-19 05:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13900687)
السلام عليكم
ترجعي بالسلامه فاطمه
وياهلا والف مرحب ومليون سهلا ب مونمون الجميله نورتي واسعدتينا بنقلك الفصل
منتظرييينك بجديدك يا قمرتنا

و عليكم السلام عزيزتي

ان شاءالله يا حلوة 😇😇

فاطمة عبد الوهاب 02-01-19 05:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13901255)
السلام عليكم فصل جميل
اجتازت العقبه الاولي بمساعدة صالح الواثق ف حكم ابنه ورملة ذات الحنان الخالص ماقصدت بنداؤها ب الريم
كاظم لماذا انت ثائر هل حزن عل الم زينبو
اللم موقفها صعب
كرم الصراع سيبدء من سينتصر عقلك ام قلبك
منتظرييينك وفقك الله

و عليكم السلام
عزيزتي
الريم معناها الغزال الابيض
الضبي الناصع البياض
و يوفقك يارب
ان شاءالله

um soso 02-01-19 11:55 AM

بصراحه حواء ذكرتني بشخصيه في مسرحية ريا وسكينه لشاديه

هي ام بدوي الهبله الحماره

ادري انتي متصدكين تشوفين رجل هبا تخري صريعة هواه ورجولته

يقولون لايلدغ المؤمن من جحر مرتين وانت انلدغتي مرتين وهذه اللدغه الثالثه مع سبق الاصرار والترصد

انا اعذر كرم على اي ضن يضنه بها واكثر اي وحده ارملة رجل هي احبته وارادته وخطبته بنفسها وتزوجته سرا عن اهله واهلها ,,, ولسه طالعه من عدتها يعني لسه مانشف قبره تزبهل وتقف بالقرب منه بمنشفه فقط وجسد وشعر مبلل ..... لو كانت رابعه العدويه ايام تنسكها كان شك بها فما بالك بحواء اسم على مسمى ملكة الغوايه



نجي لكرم واضح جدا انه من اول لقاء انبهر بحواء ولكن حصل شيء ما جعلها تكون لمحمد وواضح ايضا ان الاعجاب لايزال موجود داخله رغما عنه

اكبر عقبه لقاء الاهل تم وانتهى بسلام

الباقي هو كيف ستكون حياتها معهم خصوصا انه وضع لها خطوط حمراء لايمكن تجاوزها

لكن هناك شيء ايجابي رمله معها يمكن هذا ينفعها يوما ما

كاظم اعتقد حان الوقت ان تتقدم من زينب وان تطرق الحديد وهو حار

رباب ام لسان كيف تتجرأ وتتوقع ان يدخل كرم وبيده عاهره لبيت الاسره على الاقل تحترم فرق السن بينهم وهو كثير

زهرة الغردينيا 02-01-19 05:15 PM

واضح ان حياة حواء مع كرم لن تكون سهلة
ولكن من الجيد أن والدة تقبل زواجهم
ورملة سوف تساندها ....
اما زينب ف اعتقد انها سوف تحاول اهانتها ....
تسلم ايدك ❤❤❤

منال سلامة 02-01-19 09:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل صادم مؤلم لحواء ..
بعد اللقاء الصادم مع اهل كرم ما بين استنكار ورفض لتلك الزيجة الا انها تمت ..
وتم اجتياز مرحلة اللقاء فيهم ..
واضح ان صالح والد كرم له نظرة وبعد نظر بقرار كرم ..رملة الوحيدة من رحبت بزواج كرم وتواجد حواء بينهم بدليل ترحيبها وندائها بالريم اي الغزالة الجميلة

وواضح ان كرم سيعاني بتواجد حواء قربه فلازال متاثرا بها وبوجوظها في حياته ..لكن ايامه معها لن تكون سهلة ..
تسلم ايدك ويعطيكي العافية❤
بالتوفيق والنجاح يارب❤بانتظار القادم ان شاء الله ❤✋

vixx 03-01-19 02:22 PM

متى ينزل البارت 😭بالله اذا تقدرين خلي موعد النزول الاحد والخميس

**منى لطيفي (نصر الدين )** 03-01-19 09:19 PM

الفصل الثامن

هز صوت الصراخ الأرجاء كصوت الرعد يدوي في وسط السماء...
"ما الذي تقوله يا عم؟... تزوجت؟!!
زوجتها؟... تركتها تتزوج!!"
وهو يرمي ما أمامه من الأشياء محطما ويستطرد...
"لماذا يا عمي لما وافقت؟!...
لماذا لم تمنعها؟!...
كيف لها ان تتزوج رجل غيري؟؟
أحقا الآن هي متزوجة... فأنا اكاد اجن!!"
التفت إلى عمه نبيل الجالس على الأريكة بشموخ وكبرياء وقد بان عليه الكبر وغزا الشيب رأسه فزاده هيبة و وقار.
رفع قبضة يده في الهواء امام نبيل واخذ يضرب على صدره في الجهة التي يرقد بها قلبه بينما انهمرت دموعه على خديه،
صارخ بصوت مختنق من الغصة ومهتز مما يعتريه من ألم...
"كيف طاوعك قلبك على حرماني من امراتي!!
الم اكن ولدك! الم تكن تموت لكلمة ابي من فمي؟؟ اسمعني اذن... ابي انت مزقت قلبي وازهقت روحي فولدك قد مات وانت من قتلته!!... لم اعد ولدك بعد الان"
هب نبيل واقفا كمن احرقته النار يصرخ به...
"بماذا تهذي يا ولد أجننت؟"
"أجل جننت... أجل لقد فقدت عقلي وقلبي!!!"
صرخ خضر وهو يضرب على صدره بقوة،
وواصل بعنف ممزق اوتار حنجرته يكاد ينقطع صوته.
"اجل جننت يوم اتصلت بي قائلا لقد غيرنا رأينا لن نتأتي إلى روسيا الان... فالأمر يستلزم منا الذهاب الى ألمانيا والا سنخسر اقامتنا.
جننت يوم اتيتك ولم اجد زوجتي!.
جننت يوم فجعتني بزواج امرأتي!
كل هذا حصل معي وتتوقع مني ألا أجن!.
حرام عليك يا عمي حرام..."
اخمد ثورته صفعة من نبيل زينت وجهه وادمت شفتيه،
رفع بصره الى عينين عمه الساكنتين عليه، تقدحان شررا
فتحدث نبيل قائلا:
"لا تتجاوز حدودك يا ولد واهدأ... لم يضربك احد على يدك ولم يهددك لتطلق زوجتك... اما الان فأي حق لديك تدعيه؟"
مشى قليلا وهو يمرر يده في شعره، يواصل...
"زوجتك؟! لقد كادت تقتل نفسها في سبيل ألا تعود اليك... أن لفظتك هي فما شأني انا... لا انكر اني حاولت ارجاعها لك ولو رغما عنها وبدل من ان احاسبك واعاقبك لما فعلته بها من زواج شرعي فقط وبعدها تطليقها لترجع ألي وحيدة منكسرة كل هذا وانا غضضت بصري عنه... لكن لا سبيل لما قدره الله، فالله رحيم بعباده...
فلا تلقي علي اللوم الان فلا احد ملاما سواك، فانت قصرت في حقي قبل حقك وظلمت ابنتي قبل ظلم نفسك وخسرتها بتفريطك وسوء أفعالك".
ما ان اتم نبيل كلامه حتى خرج خضر صافقا الباب خلفه بقوة وشياطين غضبه تتراقص امام عينيه.
رن هاتف نبيل عن رسالة فالتقط هاتفه يفتحها واذا هي من خضر يعلمه انه مسافرا الليلة.
تهاوت قدما نبيل ليسقط على الأريكة بانكسار وحزن.
دخلت رقية بعد خروج خضر فشهقت مجفلة من منظر الغرفة التي تعج بفوضى حطام الاشياء وتناثرها فهرولت نحو نبيل تتفقده، وضعت كفها على كتفه فرفع رأسه بانكسار فضحته عيناه لتقول بعد ثواني مرت من تأمله صامتة...
"ما الذي حدث هنا وماذا جرى!؟"
ازدرد نبيل ريقه قائلا بخفوت:
"ما اعلمه ان خضر انكسر والرجل اذا كسر لا يقيمه شيء..."
اتجه خضر الى المطار عازم على السفر الى العراق وهو يتوعد لحواء محدثا نفسه…
"حسابك عسير معي لن تفلتي وقلبي معك ولن تنقضي الامور هكذا لست انا من يرضى بسلب قلبه والعيش بعيدا عنه، تتنعمين بنار غيري وانا اتعذب بناري... فأقل ما ارضاه هو ذبحك على يدي"
سالت دموعه وقلبه يتقد في صدره كالجمرة.
..........................
قبض كرم على رقبة حواء وقد اصبحت عيناه فوق رأسه يرميها على الارض صارخا بعنف قد تضخمت اوداجه من فرطه
"ما الذي تفعلينه قربي!!!... ماذا كنتِ تنوينه؟"
تأوهت بقوة من شدة الألم... اقترب نحوها بينما هي تزحف للخلف وقد شحب وجهها وغارت عينيها من الخوف وتقطعت انفاسها من الرعب، ارتطمت بالجدار خلفها فتوقفت، انحنى نحوها يمسكها من ذراعها يرفعها نحوه يهزها ويصيح بقسوة في وجهها.
"الم أضع لك الحدود... والقوانين ووضحتها!!!
الم ارمي الغطاء على الأريكة ليتبين لك ان مكانك هناك!!.
ما اجرئكِ واقبح فعلك؟!!... الا تتعلمين ابدا!!
دعيني اخبرك فلست انا من تنطلي عليه ألاعيبك
ولن استمتع حتى بمجاراتها.
ماذا تنوي فعله مثلا تمثيل دور قطة مغوية!؟؟
ما الذي تمليكه اصلا وجسدك قد استهلك صلاحيته
واتلف؟!.
نفسي كريمة لن تدني ابدا على القذارة... حتى وان كنت اتوق لأنثى …او احترق بلهيب رجولتي... فلن ارضى بفضلات غيري... ولن ألعق بقايا سواي.
مما عجنت طينتك اخبريني!!"
...ضحك ساخرا…
"هذا لا يهم بعد الان فلقد وضعت على عاتقي تربيتك وتقويمك من جديد... ليس هناك طريقا لمغفرتك سوى الرهبنة لبقية حياتك".
فأخذ يجرها خلفه وهي بين يديه كجذع شجرة يابسة غادرتها الحياة غير مدركة له ولما يحدث... يتجه بها ناحية باب الشرفة فأدار مقبضة الباب وهو يهتف...
"هذا اول الطريق لتقويمك واصلاحك"...
لفحتها برودة الجو فانتفضت بين يديه وتجمدت اطرافها من شدة الصقيع، دفعها داخل الشرفة فسقطت بعنف مرتطمة بأسوارها، فأوصد الباب بسرعة غير مباليا بها ومشى مديرا ظهره لها.
اما هي فرفعت راسها واخذ الدم يجري منه يغطي عينها ثواني مرت لتتراقص على الارض من شدة البرد فلا زالت بقميصه فحسب وشعرها غارق في بلله... افاقت على نفسها لتخطو بصعوبة بالغة ناحية الباب وشرعت تطرقه بكفيها وفقدت القدرة على حمل نفسها واخذت تجهش بالبكاء وتصرخ بما استجمعت من قوة...
"كرم!!...
كرم!!
اقسم لك لم اتجاوز حدودك... اقسم لك بخالقك لم انوي على شيء!...
شهقت من بين بكائها مواصلة صراخها لعله يسمعها...
مررت اطفى ضوء المصباح فقط...
كرم !...انت لم تحضر ملابسي فاضطررت ان التقط قميصك من الارض وارتديه...
كرم اسفة!!... اسفة لم اقصد ازعاج
لم افعل شيء!!!!!..."
وهو يسمع ندائها ويصم اذانه، يأبى ان يستدير ناحيتها...
سقطت كفيها من على الباب وبدأت الارض تدور بها ونفسها يخمد تدريجيا، فسقطت في غياهب الوعي...
تغوص في سجون ذكرياتها...
تركض خلفه لاهثة تمسكه من كتفه لتوقفه،
تصرخ به...
"ما الذي تقصده يا خضر؟؟"
نفض يدها بعنف صارخا…
"قصدي واضح فالفتاة التي تعترف بحبها عاهرة والتي تعرض الزواج فاسقة
وبما انك احصيتهما فعليك طاعتي"
اتسعتا عيناها بقوة وارتعشت بعنف...
"ما الذي تهذي به؟"
واكمل مسترسلا...
"عليكِ طاعتي فانتِ جاريتي وانا آمرك بعرض نفسك على صديق لي..."
مد يده نحوها، فهبت تركض قاطعة كلامه صارخة...
"لا...لا!!!! مجنون... مجنون!!"
"من الجنون حبيبتي؟"
صدح عبارته مع صوت ضحك مقزز...
توقفت مرعوبة وجفلت على يد مدت لرقبتها.
أدارت رأسها بتوجس والخوف يهشم روحها ونفضت يده عنها كمن ينفض جمرة محرقة...
"صارخة محمد!! محمد؟... ما الذي احضرك انت؟؟ ما تفعله هنا؟"
علا صوت ضحكه يغطي كل شيء، ليسكت بعدها مردفا وهو يقترب منها...
"أ عجيب وجودي يا زوجتي؟؟
أليس من المفترض وجود الزوج بقرب زوجته!!..."
هبت تهرب منه، فمسكها بإحكام...
"إلى اين يا قلبي؟"
جن جنونها وهي تصرخ ...
"اتركني محمد اتركني!!!!"
"صه! حبيبتي اتيتِ لأذكرك ان تصبي حقدك وكرهك على كرم فهو السبب بنصب شراكي حولكِ حبيبتي... يعود الفضل له... لولا سماعي حديثه مع عمي يذكركِ له ليتقدم لخطبتكِ لما التفت اليك اصلا..."
بينما تعجب كرم بعد خمود ثورته من طول الصمت لمدة تكاد ان تكمل الساعة.
تعجل بالقيام يقطع الامتار بخطوات واسعة وانقض على الباب يفتحه....
سقط قلبه عند قدميه لمرآها ممددة على الارض بوضيعة سجود وارتخت ذراعيها حولها والهواء يعصف بها كالخرقة وهناك لون احمر يلون الباب وأرضه...
اسرع ينحي عليها متداركا صدمته، نادها بصوت مختنق
"حواء!!"
لم يجبه سوى صرير الباب على اثر عصف الرياح.
مد كفه الى كتفها يحركها فانقلبت على جانبها كالخشبة اليابسة، مد انامله الى نحرها يلتمس نبضها فحرر زفرة على اثرها لم يستوعب متى كتمها وهرع يحملها بين ذراعيه ويدها مسبلتان ورأسها متدلي على رقبتها بينما شعرها يخط خلفه.
يكاد الذعر يوقف قلبه فجسده الان يرتعش من شدة برودتها بين يديه.
وضعها على السرير والقى عليها كل ما وصلت إليه يده من اغطية واسرع الى الحمام مهرولا يجهز الماء الدافئ.
اخذ منشفة صغيرة من الحمام وقد غمسها بالماء الحار وعاد اليها ينحني على رأسها يمسح اثر الدماء المتجمدة ليرى اثر الجرح زفر بعدم ارتياح متمتما :
"الاولى تدفئتها وعلاجها... ماذا جرى لي لأفعل بها هذا؟، الحمد لله اني طبيب".
فحملها إلى الحمام وضعها على ارضيته يسندها إلى الحائط تجنبا لزيادة ضررها وجثى على ركبتيه عندها واخذ يجمع شعرها بصعوبة بيدين مرتعشتين حتى يستطيع غسله هو الاخر
بينما يتنهد بنفاذ الصبر هامسا:
"ليس وقتك ايها الشعر اين بدايتك من نهايتك كيف اجمعك وانت كلما اسحبك تتقطع اسفلها"
تمالك نفسه بإرادة من حديد وأخذ يصب الماء الدافئ بتدريج على رأسها يسنده بيده الاخرى متجنبا فرك جسدها او تدليكه، فانتفضت بين يديه كالطير المذبوح نظر لها بعينين غائمتين وحالها بين يديه كالجسد الميت عل المغسلة.
لم تقوى على رمش عينيها حتى فاجتاح الجرح والألم صدره يكادان يخنقانه لم يستطع أن يبتلع غصته فقد علقت في حنجرته كالحجر.
اراق الماء على نفسه بدون وعي منه فجفل يؤنب نفسه مغمغما
"ليس وقت مناسبا للسهو وتمالك نفسك يا كرم!!، الحمد لله اني طبيب والا كان سيصيبها ضرر اكثر مما هي فيه"
استمر في صب الماء حتى احس بانها استعادت جزء من حرارتها فرفعها من على الارض يضعها في المغطس الذي ملئه سابقا وهي بين يديه يسندها إلى جسده من تحت ابطئها.
دقائقا اخرى مرت فحرر يدا واحدة وأخذ يصب الماء على راسها وهي على حالها دون حراك... فهمس لنفسه
"لا ضير من فعل ذلك".
فمال بجسده اكثر ودفعها من رأسها الى اسفل المغطس ثواني عشر واخرجها واعد الكرة فشهقت بقوة كالمحتضر بينما ينتفض جسدها بعنف، قاس نبضها وتأكد من تنفسها وهي واقفة في المغطس تستند اليه فمد يده إلى ازرار قميصه يهم بفتحها ليخلعه عنها ويخرجها من الحمام جافة، جفل من انقضاض كفها المرتعشة على اصابعه رفع رأسه إليها فحدّجته بنظرة، بلع لعابه وابعد كفها بتوجس متجاهل روعها وبدأ يفتح اول زر فهمست بخفوت من بين صرير اسنانها
"توقف ارجوك!"
اقتحم الغضب صدره واشتعلت عينيه بنار الكره والغيرة نوى على جرحها وإيلاميها لكنه تراجع يكبح ما اعتلاه من مشاعر رأفة بحالها...
"لابد من نزع هذا القميص المبتل وتجفيف جسدك لتخرجي من الحمام وارتداء غيره"
رد عليها بحزم
"اتركني!!"
صرخت بضعف
تملكه الغضب فشق القميص ونزعه من عليها صارخا
"هذا ليس وقت الجدال... ما الذي تخجلين منه؟ فعلى حسب علمي انك تعديت تلك المرحلة..."
وأخذ يلهث بأنفاس متقطعة من فرط انفعاله واما هي ترتعش كالسعفة في مهب ريح مسدله أهدابها و دموعها تجري كالسيول.
تجمد في مكانه وعلت علامات الصدمة تقاسيم وجهه وماتت باقي الكلمات على شفتيه لما وقعت عليه عيناه.
خرج مسرعا يحضر المنشفة، توقف لحظات مدركا نفسه نشف جذعه الذي ابْتل بالماء، خلع سرواله المبتل ولبس ملابس اخرى كاملة بتعجل.
عاد إليها وهي على حالها ترتعش وتبكي لف جسدها بمنشفة، شعرها بمنشفة اخرى وحملها وقلبه يرتعد بين ضلوعه على ايقاع ارتعادها.
اجلسها بهدوء امام المدفئة فانكمشت على نفسها كالجنين و ارتفع عويلها فتركها ماشيا نحو الخزانة يحضر ملابس لها، مجفف الشعر واسعافات أولية، رجع وتوقف ينظر الى ظهرها بنظرات مظلمة فأوصل المجفف بالكهرباء والقى الملابس على الارض وجلس بجانبها، مد يده إلى جبينها يضمده والمنشفة من على راسها بعدها لم تبدي اي حركة ولم تعترض سحبها الى صدره فزاد بكائها، تنهد بألم واخذ يفرك شعرها بالمنشفة وابعدها يستبدلها بالمجفف وشرع يجفف شعرها ممررا اصابعه فيه تارة وعلى ظهرها تارة اخرى يلتمس ويتحسس الاثار التي زينت معظم ظهرها وعلى زندها، اخرى متفرقة ضيق عينيه بعدم تصديق والصمت ثالثهما لا يتخلله سوى صوت انفاسها المتقطعة وبكائها المختلطة بصوت المجفف.
اوقفه بعد ان انتهى من تجفيف شعرها وطفق يجدل شعرها بجديلة على طوله بينما هي قد سرحت في لج ذكرياتها...
"مبارك لنا زواجنا زوجتي"
قالها والابتسامة تكاد تشق فمه
ابتسمت بخجل قائلة
"شكرا يا حبيبي"
خفضت راسها بارتباك مسترسلة
"حسنا علي الذهاب الان"
"إلى اين يا نور عيني؟"
قالها بتوجس
"إلى منزلي لا استطيع البقاء اكثر سيقلق اهلي"
قالتها بتلعثم
"الم تقولي لي اهلك يعلمون بأنك مسافرة؟ وثانيا هذا منزلك والليلة ليلة زفافنا!!"
صاح بها
"اجل لكنهم اتصلوا بي واخبرتهم اني عائدة... و... محمد الم نتفق ان تكون ليلة الزفاف يوم تأتي لطلب يدي من والدي"
تملكها الخوف وخرج منها الكلام مهزوزا
"لا لقد غيرت رأيي انا الان اطالب بحقي وكيف تتصرفين دون علمي؟، لا خروج لك من منزلي"
صرخ بغضب
"محمد حبيبي لا استطيع افهمني"
قالتها برجاء
"ماذا تقصدين؟... صرخ... هل أنا طفل أمامك حتى لا أفهم!!"
"لا اقصد ذلك حبيبي انا لا اريد ان نُفعل زواجنا حاليا في مثل هذه الظروف"
صاحت بخوف ووجل
"لكني اريد هل تمنعينني عنكِ؟؟"
أومأت برأسها بإيجاب
فصرخ حتى اصدرت اذنيها طنينا
فتكلمت بسرعة
"حتى لو سمحت لك فأنا الان في عذر شرعي يمنعك عني"…
فأجابها بصفعة ادمت شفتيها
اتسعتا عيناها بصدمة ورفعت يديها لمكان الصفعة
ليهب مبتعدا كمن لسعته النار
لتقول غير مصدقة صفعتني محمد؟؟
"اجل تستحقين ذلك لخداعي فلقد تعمدتِ أن تضعيني في هذا الموقف"
قالها باستحقار واستدار
فبلعت ريقها وزينت وجهها بأجمل ابتسامة فنهضت تخطو نحوه تحتضنه من الخلف قائلة
"حقك علي انا اسفة ايها الحبيب أ يعقل ان تبقى غاضبا علي، لأجلي؟ أفصح عني"
أمسك بذراعيها وادارها قبالته هاتفا بعيون مشوشة
"بل لأجلي انا لم فعلتِ ذلك؟"
"اقسم لك اني لم اتعمد ذلك وانت تعلم كم بذلت جهدي وحضرت نفسي لكن الظروف خارجة عن ارادتي"
"وحالك هذا؟"
صاح بغيض
"لقد غفلت عنها فحسب"
قالتها بخجل قد خضب وجنتيها...
انتشلها من ذكرياتها صوت كرم قائلا وهو يمرر انامله
"ما سبب هذه الاثار!!؟؟.... من فعل بكِ هذا؟؟... ماذا قاسيته؟؟"
علا نحيبها على اثر كلامه
احس كرم بأن حالها اصبحت غير طبيعية فهمس قرب وجهها
"حواء؟؟ حواء"
فلم تجبه وبدأت تختنق بأنفاسها
هلع كرم لما اصبح عليه حالها... مد يده يتلقف إناء الماء من جانب المدفئة، صب قليلا منه في يده وقرأ عليه ما حضره من ادعية ومسح على وجهها لتفيق فاخذ يمرر يده على رأسها مرة ويدلكه بأنامله مرة وهو يقرأ ويرتل ما حفظه من كتاب الله بصوت عذب يأمل فيه تهدئتها وشفائها... إلى ان انتظمت انفاسها.
توقف عن اللهج بالآيات وابعدها عن صدره قليلا ليتسنى له جلب الملابس من جانبها.
ادراها نحوه وضميره يؤنبه لما تملكه من غضب وهي على حالها تبكي باستكانة.
ابعد المنشفة من جسدها فأزداد ارتعادها لكنها لم تبدي اي حركة اعتراض، مستسلمة بين يديه فتنفس الصعداء وشرع يدخل قميص منامته القطنية في رأسها وهي بين يديه يقلبها كيف شاء، تملكه شعور جميل لم يجربه من قبل وهي في حضنه يلبسها ثيابه وقد اقسم لنفسه انه لو أصبحت لديه فتاة لما خالجه شعورا كما يحدث له في التو واللحظة، فرفرف قلبه على اثره لكنه قمعه مغمغما
"آه... آه منكِ يا حواء لقد أشعلت نار غضبي وقلبتِ كياني إلى نقيضه... اصبحت غير نفسي الذي يعرفه الجميع حتى أنا لم اعد اعرف نفسي حتى... وعليكِ تحمل نتائج فعلتكِ بي..."
هز رأسه يبعد عنه الافكار، يرفع احدى قدميها يدخلها في شق السروال... انهى ذلك وهي على شرودها وبكائها فقال بعد ذلك بهدوء عكس ما يعتليه...
"حواء كيف اصبحتِ؟؟؟...
لم تجبه فواصل يكتم انفاسه... توقفي عن البكاء واهدأي...."
سكت هنيهة ليقول بحدة قليلة
"أنا لا اترجاكِ بل آمركِ بأن تتوقفي عن البكاء"
شهقت بقوة على اثر كتم بكائها وأخذ صدرها يعلو و يهبط بعنف فزفر بغيض ونهض يحملها إلى السرير يضعها عليه وهو يقول:
"لأجل الله اهدئي وتوفقي عن البكاء الان ولنجد حل لجروحنا في الغد"
وضع عليها لحاف متين وقاية لها من البرد ليساعدها على استعادة حرارة جسدها دون انتظار رد منها تحرك نحو الاريكة لينام هو الاخر فلم يبقى على طلوع الفجر الا سويعات...
فقالت بصوت مبحوح يغلفه الانكسار والحزن
"أنت السبب في نصف ما حدث لي وأنا السبب في النصف الآخر"
لم يسمعها فقد تملكه التعب وغلبه النوم
..............


الساعة الآن 04:06 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.