شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t432569.html)

فاطمة عبد الوهاب 02-12-18 05:41 AM

و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة*
 

https://upload.rewity.com/uploads/153510673142682.gif https://upload.rewity.com/uploads/15351067313711.gif

https://upload.rewity.com/uploads/154815564240611.gif



اقدم لكم روايتي الأولى.



و أَمَة إذ ما ابتٌّليت في شرك ما جنت

(روايتي حصرية لشبكة روايتي الثقافية)

الغلاف الرسمي من اشراف وحي الاعضاء

https://upload.rewity.com/uploads/154849833465041.jpg



https://c.top4top.net/p_11191ajeu0.png


https://f.top4top.net/p_1080p58h71.png


من قارئة زادت حلاوة الكتابة في داخلي **ايمي**

https://a.top4top.net/p_1120ji75p0.jpeg

اول هدية أنارت روحي من نجم أهدنيه الله في ليلة ظلماء**منى**

https://c.top4top.net/p_1119dgnj21.jpeg


هدية عزيزة من الكريمة رودي **رويدا**

https://d.top4top.net/p_11194vjeq2.jpeg



هديه من um soso

https://f.top4top.net/p_1154arb531.png

مقدمة


جالسة على مقعد احدى المستشفيات حانية الكتفين مائلة الظهر بانكسار مطاطة الرأس تستند على المقعد بكلتا يديها ..... منتظرة ...مرت ساعات وهي جالسة تنتظر نتيجة عمليته.... لا تستطيع.... ان تقترب من باب غرفة العمليات فعائلته مجتمعة هناك... متى سيمر الطبيب ليطمئنها او ينفرج ذلك الجمع و تتقدم هي نحوه ....
ترهف السمع الى ذلك الجانب ولا تتمكن من رفع رأسها او ترمق بنظرها خشية بطش ذلك المهيب هناك....حمدت الله في سرها ان اصواتهم عالية و يصلها كلامهم......اختلجت من صوته......
يلتفت حول نفسه ويصرخ
"ماذا حصل؟... كيف اصابه الحادث؟... من نقله الى المستشفى؟... ومنذ متى وانتم هنا... لِمَ لم تتصلوا بي قبل الان....لكنت انا من دخلت معه و اشرفت..."
قالت والدته "ليلى" من بين دموعها
"بُني تماسك اعصابك وهدأ من روعك...ان شاء الله يخرج سالما... انا لا أعلم من الذي اتصل؟! شخص قد اتصل برملة عبر هاتف محمد واخبرها بالفجيعة"
ألتفت الى رملة و يكاد الظن يفتك به بما يجول في رأسه وأحاطه الغضب وبدأ يخرج كلامٌ من فمه كالشرر
"من اعلمكِ يا رملة من؟... وماذا اخبروكِ؟"
رفعت نظرها نحوه بحزن بالغ ونكست رأسها بألم وأردفت بمرارة
"اخفض صوتك بالأول يا ولد... المتصل كانت امرأة قد شاهدت الحادث وتطوعت بأخبارنا بعد ان نقلته الى المستشفى بمساعدة الاخرين..."
قال من بين اسنانه
"هل رايتيها؟"
اومأت بإيجاب "لقد شكرتها ايضا"
قالت جملتها وارتفع نشيجها...
لم يستطع الانفعال أو الصراخ...
ولحظات... انفرج الباب وعلت صرخة، وارتفعت الاصوات بالبكاء... تجمد الدم في عروقها... رمشت بعينيها محاولة استيعاب الامر... ارتفع الطنين في اذنيها حجبها عما حولها لم تعد تعي ما الذي حدث وما حصل... حاولت القيام لكنها لم تقوى على الحركة، سكنت كما الروح غادر الجسد...
في الطرف الاخر... ازدرد ريقه... يحاول جمع شتات نفسه تحرك مسندا ظهره للحائط... يجر الهواء لرئتيه بقوة يشعر بأن السماء والارض ستنطبق عليه من شدة ضيق صدره... رفع قبضة يده يضرب بها على صدره مهدئا انفاسه... جفل على صوت ارتطام قوي.
لحظات وانتبه ليسمع الصراخ والعويل... رفع راسه... ما ان راها... ليصرخ برعب
"رملة" تماسكي".
ركض نحوهم تقدم ليرفعها انزلقت من بين يديه ربت على خدها لا فائدة هزها بعنف يكاد يكسر كتفيها... امه تولول فوق رأسه واصوات بكاء اخوانه صمت اذنه... ركضت الممرضات على الصوت واسرعن على رؤية الجلبة...
"دعني اسعفها لو سمحت"
تكلمت احدى الممرضات وذهبت اخرى لإحضار السرير لنقلها واستدعاء الطبيب... لا يستوعب ما يحدث...
"ضعها على السرير وارجو ان تتنحوا عن الباب فانتم تسدون الطريق واستريحوا خارجا"
تكلم الطبيب ما ان وصل
نهض ووضعها على السرير... دفعن الممرضات السرير نحو الغرفة للفحص والعناية وركضت العائلة خلفهن... التفت بجسده ليتحرك لمحها بطرف عينه فوقف متجمدا ليرنو بنظره اتجاهها متأكدا على انها هي.
اظّلمت عيناه وبدأ يتمتم مع نفسه.
"لمَ لم ترحل!... ماذا تنتظر؟... كيد لتشمت... لم يخب ظني فلا بد من انها كانت معه وقت الحادث"
وبدأ يتفحصها بنظراته من رأسها حتى اخمص قدميها متوشحة بحجاب قد مال من على راسها وعباءة قد سقطت على كتفيها ولون احمر يغطيها امعن النظر... خدها متلطخ بالدم وملابسها غارقة بالدماء ليغزو اللهيب عينيه واشتعلت الدماء في اوداجه وشرع يمشي نحوها بخطوات ثقيلة والشرر يتطاير من عينيه... وقف أمامها لم تتحرك ساكنا مد يده قابضا على ذراعها بقوة... فزغت... رفعت نظرها نحوه لترتعد من نظرة الحقد في عينيه وينعقد لسانها من الرعب والخوف منه... جز على اسنانه... يجرها خلفه بعنف جرا خارجا بها من ارض المستشفى بعيدا عن انظار الناس قدر الامكان ليرميها بقوة نحو الجدار لتصطدم به بعنف...
افلتت أنة مهتزة من فمها
"هل هذا دم محمد؟... أ انتِ من اتصل بي؟... ضحك ساخرا... ما كان عليك!، كنتِ أخبرتني بالغد!، انتِ من اوصلتيه للمستشفى كيف حصل ذلك؟"
بدأ يهتف بها بجنون.
" مات... أتعلمين لقد مات... لقد قتلتيه... تسببتِ بموته... يا قاتلة... قاتلة!!"
صرخ بها بغضب مشتعل
رفعت يدها تغطي بها اذنيها مرتجفة من هول ما تسمع
"كيف طاوع قلبكِ فعل ذلك يا عاهرة"
صاح بها وبصق
ارتعدت فعلت علائم الصدمة وجهها وازداد اهتزاز جسدها لا تصدق ما تسمعه كيف له قول ذلك
جمعت رجليها نحو صدرها بذراعين مرتعشتين
تقدم نحوها مد يده رافعا ذقنها بحدة نحو وجهه ينظر في عينيها الجامدتين بعينين مثقلتين بغمائم الدموع لا يعلم متى اجتمعت في سماء عينيه.
صرخ بها وقد خنقته عبرة البكاء
"هل ارتحتِ الان... بالله عليكِ ماذا جنيتي من فعلتك؟... اي ضمير تملكيه؟"
لم تطرف عينيها... ولم يغادر الزفير رئتيها رفع يده صافعا لها صفعة اوقعتها بعنف مرتطمة بالأرض وادمت فمها وشقت شفتيها.
رفعت رأسها صبوه وكأنها افاقت من الصدمة... جفلت من بصقه في وجهها
ارتعدت من قسمات وجهه لما اقترب منها منحنيا عليها رافعا سبابته مهددا لها
"لا اريد ان ارى وجهكِ امامي مرة اخرى او اراكِ بالقرب من عائلتي… ان لمحت ظلكِ اقسم بجلال خالق الكون ان انسف وجودك وامحِ شخصك... اياك ان تفكري بالقدوم او يخطر لكِ انها عائلتك وتحومي حولها فلم تعد لديك عندنا صلة ولا قرابة "
اغرورقت عينيها بالدموع لم تعد تسيطر على نفسها... فأخذت تنتفض امامه كالطير المذبوح
"مات محمد وانتِ اجدر بالموت يا حواء ان لم تختفِ فلن يرحمكِ مني سوى الموت"
القى بكلماته ومشى.
....................
"ملاحظة: أَمَةُ مرادف عبد، عبدة"
** ملاحظة: فقد وجدت ان العنوان يحتاج الى توضيح فهو يحتمل عدة وجوه و اما وجهة نظري و ما اريده ايصاله لكم فهو:
*أمة: مرادف عبد/عبدة
*ابتيلت: تعرضت الى بلاء
*شرك: معناه الحرفي حبالة الصيد و معنى الذي اريده من شرَك هو تبِعات و اثار افعالها
*ما جنت يعني ما ارتكبت او عملت.
تنويه
أحبتي القراء
هنا لابد من أن اوضح لكم شيئا مهما وهو ما تسألوه في انفسكم
ألا وهو اسم جد البطل الرواية
عبد الزهرة/ خادم الزهراء او مولى الزهراء
فهذا الاسم اولا اسم عراقي واسما لاحد ابطال فريق كرة القدم العراقي
وثانيا هو مشهور و متداول في البلد
ومعناه هكذا ان العبد في هذا الاسم بمعنى المولى او الخادم و ليس بمعنى العبودية حاشا لله عز و جل
و الزهرة كناية عن الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين *


موعد تنزيل الفصول السبت بأذن الله


https://upload.rewity.com/uploads/154815564242562.gif



المقدمة ... اعلاه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون ج1
الفصل الرابع والعشورن ج2
الفصل الأخير
الخاتمة

https://upload.rewity.com/uploads/154815564247473.gif

متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء


تصميم الغلاف الرسمي : DelicaTe BuTTerfLy


تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف : كاردينيا73

تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا73

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا73

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا73
تصميم البنر الاعلاني : DelicaTe BuTTerfLy




https://upload.rewity.com/uploads/154815564249714.gif

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
https://upload.rewity.com/uploads/154815564251625.gif

قصص من وحي الاعضاء 02-12-18 10:40 AM


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



um soso 02-12-18 12:09 PM

مبروك اول خطواتك معنا
بدايه غامضه تفتح امامي اسئله كثيره
ياترى ماذا حصل ولماذا دم محمد يغطي من ناداها بحواء
مخمخه اوليه ان محمد تزوج منها رغما عن عائلته وربما تعرضا لحادث اودى بحياته
مقدمه مشوقه
بالانتضار

فاطمة عبد الوهاب 02-12-18 01:35 PM

شكرا
 
شكرا و هذا شرف لي
سأنزل الفصل الاول الليلة
ارغب بأن اجعل تنزيل فصول الرواية كل جمعة و سبت و احد و اثنين

um soso 02-12-18 03:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodo7 (المشاركة 13824755)
شكرا و هذا شرف لي
سأنزل الفصل الاول الليلة
ارغب بأن اجعل تنزيل فصول الرواية كل جمعة و سبت و احد و اثنين

اكيد ان مواعيد التنزيل تكون براحتك ومن اختيارك ولا مانع لدينا ابدا
لكن نصيحه مني ولك مطلق الحريه
لماذا اخترتي ايام متتاليه
طريقتك ستجعل الروايه 3 ايام متتاليه بدون تنزيل فصل جديد وستجدينها اختفت بين الصفحات
اقترح ان تجعلي التنزيل بين يوم واخر اذا كنتي تريدين انزال 4 فصول اسبوعيا
حتى يكون المتابع معك مستمر بتتابع الاحداث ولا يحدث عنده انقطاع عدة ايام
القرار لك وانت وظروفك
بالتوفيق

حوريه77 02-12-18 05:52 PM

.يامرحب يامرحب انرتى::eh_s(7):
البدايه مشوقه جدا موت ودم صريخ وضرب باالالم:33-1-rewity:
:fight:
داخله حماسيه شوقتنا للباقى
بنتظارك غاليتى
بتوفيق لكى انشالله

حوريه77 02-12-18 05:55 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حوريه77 02-12-18 05:56 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 2 والزوار 2)
‏حوريه77, ‏ebti

modyblue 02-12-18 06:13 PM

ﻣﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﺍﻧﺖِ ﺍﺟﺪﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻓﻠﻦ ﻳﺮﺣﻤﻚِ ﻣﻨﻲ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺕ "

السلام عليكم بداية موفقه
هل يحبها هو وصدم من علاقتها بمحمد ام ماذا سنتابع لنكشف الغموض
فكره لها ام صدمته بها هي من اعمت عينيه غضب
وفقك الله وف انتظرك

modyblue 02-12-18 06:17 PM

ﻭ ﺃَﻣَﺔ ﺇﺫ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﻣﺎ ﺟﻨﺖ

العنوان ملفت بس امة معناها هنا ايه

فاطمة عبد الوهاب 02-12-18 07:33 PM

رأيك سديد حقا اشكرك
لذا ليكون الاحد و الثلاثاء و الخميس و السبت
بأذن الله
لكن سأنزل لانه استنثاء

فاطمة عبد الوهاب 02-12-18 07:37 PM

شكرا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوريه77 (المشاركة 13825246)
.يامرحب يامرحب انرتى::eh_s(7):
البدايه مشوقه جدا موت ودم صريخ وضرب باالالم:33-1-rewity:
:fight:
داخله حماسيه شوقتنا للباقى
بنتظارك غاليتى
بتوفيق لكى انشالله

تسميلي يا وردة و ان شاءالله لن تفقدي تشوقيك ابدا

فاطمة عبد الوهاب 02-12-18 07:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13825292)
ﻭ ﺃَﻣَﺔ ﺇﺫ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﻣﺎ ﺟﻨﺖ

العنوان ملفت بس امة معناها هنا ايه


صحيح غفلت ان اكتبها بالمقدمة لكن سادرجها في الفصل الاول

أمة مرادف عبد/عبدة

فاطمة عبد الوهاب 02-12-18 07:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13825292)
ﻭ ﺃَﻣَﺔ ﺇﺫ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﻣﺎ ﺟﻨﺖ

العنوان ملفت بس امة معناها هنا ايه


كان في بالي اكتب معناها في المقدمة لكني سهوت عنها لذا سادرجها مع الفصل الاول
امة مرادف/عبد ،عبدة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13825288)
ﻣﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﺍﻧﺖِ ﺍﺟﺪﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻓﻠﻦ ﻳﺮﺣﻤﻚِ ﻣﻨﻲ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺕ "

السلام عليكم بداية موفقه
هل يحبها هو وصدم من علاقتها بمحمد ام ماذا سنتابع لنكشف الغموض
فكره لها ام صدمته بها هي من اعمت عينيه غضب
وفقك الله وف انتظرك

تابعي لتكتشفي الغموض و اعدك ان يكتنفكِ الغموض بلذة مشوقة

ebti 03-12-18 12:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodo7 (المشاركة 13825431)
رأيك سديد حقا اشكرك
لذا ليكون الاحد و الثلاثاء و الخميس و السبت
بأذن الله
لكن سأنزل لانه استنثاء

ليلتك سعيدة... وضعت المواعيد في المشاركة الاولى وسأضعها في الجدول الان ان شاءالله...

فاطمة عبد الوهاب 03-12-18 01:16 AM

السلام عليكم اقدم لكم الفصل الاول
 
الفصل الأول


.........


على قارعة الطريق مرمية كالجثة الهامدة لا مؤشرات للحياة فيها سوى ارتعاش كتفيها اثر نشيج ، تهب الرياح بين الاروقة معلنة هبوب عاصفة قوية تجر خلفها السحاب الداكنة لتحجب نور الشمس عن الدنيا، مخلفة ظلمة قاتمة تغلف سماء الدنيا بستار اشد سواداً من الليل واحلك من الظلام.
تتسارع قطرات المطر بالنزول... وسرعان ما تحولت الى تدّفق قوي ثم انهمار شديد، كأن السماء اعلنت الحداد معها. وجاء الظلام يواسيها بسواده وانها لن تتركها وحيدة، واعنتها بالبكاء بهطول امطارها...
رفعت رأسها نحو السماء واسبلت يديها كالمصاب اختلط المطر بدموعها... يهطل بقوة كأنه يداوي جرح شفتيها ويجاهد ان يغسلها ويمحي اثر دمائه من على وجهها وثيابها...
عم السكون خلا صوت قطرات المطر وحفيف الاشجار وتشابك الاغصان... بعد ان انفض العالم من حولها جريا نحو منازلهم... لم يتكلف احد منهم بسؤالها ماذا جرى لها وماذا تفعله وحدها... من المؤكد انهم ظنوا انها احد المتشردين... فليس مهم امرها... اختبأت الحيوانات والهوام ليحتموا من المطر والبرد.
الذي سوف يعقبه دوي الرعيد... لا يبالي احد منهم سوى نفسه... يبقى الانسان انانيا... انانيا لدرجة الا يرى ما بين يديه وما تحت انفه... بقت ترنو بنظرها نحو السماء غير مدركة لما حولها... تناجي رب السماء بروحا ذبيحة وقلب يلفظ دمه... لا تعلم كم مضى عليها من الوقت جالسة هنا... فلقد اختلط نور النهار بظلمة الليل ولم يعد لا ليلا ولا نهار...
جفلت على حركة تحت يدها انتبهت على صوت مواء قطة تحاول ان تحتمي بجانبها من المطر... التفتت اليها بعد ان هدأت ومدت يدها نحوها لتجذبها خلف ظهرها... تململت في مكانها تحاول جمع شتاتها... انزلقت يدها بسبب المطر... حاولت القيام... رجعت انزلقت قدمها... قد غسل المطر ثيابها لكنه اثقل جسدها وثقل روحها بالماء...
خارت قواها معلنة عن اطلاق سراح دموعها لتتحول إلى عويل اقرب منه الى صرخة الموت، سكنت بعد ان كادت تخمد انفاسها، طرفت بعينيها عدة مرات محاولة استجماع نفسها،
اسندت ظهرها الى جدار... رفعت يدها المهتزة لوجهها تمسح عينيها من الدموع الاثمة المختلطة بماء المطر الطاهر، ليمر ما حدث بها كشريط افلام السينما لا بل اقرب منه كاستعراض الحياة حين الاحتضار،
تتصارع روحها داخل جسدها... تتنظر اذن بارئها لتغادر جسدها، ليلتوي فمها مبادرة على استهلال ابتسامة استهزاء بحالها.
لحظات ويشق السكون ضحكة غريبة، لقد اختلط الامر على مسامعها، دهشت مستنكرة نفسها واختلط الامر على من كان حولها.
رجع جسدها ينتفض من شدة البرد والألم
فرفعت كفها المرتعشة تضرب صدرها على جهة التي يسكن فيها قلبها، صارخة بشجن و مرارة.
"انتهى اخيرا... لقد انتهى حقا، واخيرا انقشع الكابوس... ماذا؟ لقد مات!!، أ مات يا اللهي مات؟"
دخلت من جديد في نوبة بكاء... قائلة بحرقة
"لقد خرجت من كابوس لأدخل في غيره اشد رعبا منه... لكن... لقد تخلصت منه بطريقة التي لا ولم احلم بها... موته "
انتفض قلبها بقوة يصارع ان يسقط في احشائها همست لنفسها
"لكني لم اقتله أليس كذلك... شهقة... هو مات... لكنه تضرج بدمه امامي... نظرت لحضنها... انا من حملته بين ذراعي انقله للمستشفى... كان اجدر بي تركه... رغم ذلك لم افعل ويأتي يتهمني بقتله... شهقة... لكنه بسببي صدمته الشاحنة... شهقة... ماذا تقولين... لست السبب هو من خرج خلفكِ حينما اردتِ خلاص نفسك منه... شهقة لكن لو لم اخرج لو اعطيته مبتغاه لم حدث هذا... شهقة..."
ربتت على فخذها هامسة لنفسها
"اهدئي ما بكِ اي كابوس هذا، لقد مات واصبحتِ حرة لقد انتهى جحيمكِ"
رفعت رأسها تنظر ما حولها تكلمت مشجعة نفسها
"هيا انهضي وعودي الى المنزل لا تجلبي لنفسك الفضيحة... يكفي ما تلقيته من نظرات الناس النافرة وهمساتهم المشمئزة... هيا قومي واحتفلي بأخذ حقك وخلاصك"
شهقت بألم
"اردت الخلاص منه لكن ليس بهذه الطريقة... شهقة... ليس بموته يا رب"
نهضت لتسقط على وجهها، حاولت الارتكاز لتسقط مرة اخرى لا فائدة... جرى الدماء من كفيها وركبتيها نظرت لفستانها لم يتمزق لكنه دُمي من جديد لكن هذه المرة بدمها... جمعت عباءتها فوق رأسها تغطي بها فستانها... اخذت نفسا مرتعش، وركنت الى الجدار مسندة جسدها، رفعت كفيها الى وجهها لقد خدشتا بقوة زفرت بألم، وضعت يدها على صدرها لتملئ رئتيها بالهواء وتسترجع انفاسها... احاطت نفسها بذراعيها لتوقف ارتعاش بدنها
لتقف اخيرا تمشي بخطوات متعثرة وروح ممزقة نحو سيارتها فتحت بابها بيدا مرتجفة جلست بعد عناء اراحت بجبينها على المقود لم تعد تقوى لتسبل اهدابها تتبعها هطول دموعها تمتمت لنفسها :
" لا ضير في ذلك ابكي ما المشكلة في بكاء يوما واحد هيا ابكي ليكن هذا اخر يوما لحفلة الدموع هذه..."
ضحكت... مختنقة ببكائها
"لم اكن اعلم يا نفس ان لك بحر من دموع تخبئيه خلف الحدقتان المسميتان بالعينين"
بكت وبكت حتى كادت عينها تخرج من محجريها همهمت بشفتين قد ازرقتا:
"يا قلبي انت لا تبكي عليه صحيح... ليس من اجله صحيح... ارجوك لا تخني بالبكاء على موته"
فتحت تدفئة السيارة ودارت المفاتيح لتشغل السيارة نظرت الى الساعة... زفرت بقوة... تمتمت بخفوت
"الحمد لله ان اليوم احد الايام التي يعلمون اني اتأخر فيها بالعودة الى المنزل فلا يقلقون ولا احتاج الى تبرير"
وقادت عائدة للمنزل والدموع تأبى ان تنقشع مثل السراب من عينيها... سرحت بفكرها اليه تسترجع ذكرياتها... هامت في ذكراه و لم تعد تشعر سوى يده تربت على رأسها والظلمة تكتنفها...
................
رجع الى المستشفى وألم يقطع قلبه... مد يده يمسح اثار الدموع من على وجه... اخذ نفسا مرتجفا ليمثل القوة امامهم...
"كرم اخي اين كنت لقد افاقت رملة الحمد لله لم يصبها شيء"
تكلم "كميل" بعيون محمرة والقلق قد رسم على ملامحه
التفت اليه "كرم" ينظر اليه ليقول بصوت مخنوق
"ذهبت لاستنشق الهواء فلقد ضاق صدري... اذن الحمد لله... دعنا نستلم جسد محمد و نرجع الى البيت... توقف هنيهة مستطرد...
"هل تحتاج رملة للعناية؟"
"لا اخبرنا الطبيب انها بخير فقد اغمى عليها لمصاب ولدها نستطيع ارجاعها للمنزل معنا ... عظم الله لك اجر اخي البقاء لله"
اجابه كميل بحزن يعتصر قلبه.
"انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله وعظم الله لكم الاجر... سأذهب للطبيب وابد بإجراءات اخذ محمد والدفن ارجع بالعائلة وصبر عليهم وهيئوا المنزل"
القى كرم كلامه وهو يمشي.
"حسنا اعتني بنفسك كرم"
هتف كميل وراءه
ذهب كرم الى الطبيب واجرى الإجراءات واستلم جسده نظر كرم الى جسد محمد وقال لطبيب بصوت قوي بينما روحه تصارع في جسده
"اذن لقد نقل هنا بسبب حادث اصطدام ولم تستطيعوا انقاذه في غرفة العمليات بسبب انكسار عاموده الفقري ولم يتوقف نزف دماغه... وهل هناك شاهد؟ على الحادث واين صاحب الشاحنة؟"
"على حسب علمي اخبرونا ان صاحب الشاحنة انهزم و الذي احضره امرأة كانت تصرخ انقذوا زوجي"
اجاب الطبيب بعملية وبعض العصبية
قبض على انامل يده بقوة حتى ابيضت واغمض عينيه بألم قائلا بحنق
"هل اخبرت العائلة بهذا الكلام؟"
"ايها المحترم لقد حضرت عائلتك بعدما احضروا المصاب بمدة قليلة فلابد ان من احضره اخبرهم ليأتوا خلفه"
رفع عينيه إلى الاعلى يمنع نفسه رادفا
"ارجو منك الا تجيب اي منهم اذا سألك"
"لقد اخبرت احد افراد عائلة المصاب وهو انت وهذا يكفي لست ملزما ان اجيب كل شخص ولا اظن ان يسالني احد فانت ستجيب عائلتك"
اجابه الطبيب وكاد يصرخ به مستنكرا ما يسمعه فاستطرد بثبوت
"تفضل فقط بقى ان توقع هنا وتكتب اسمك"
"شكرا حضرة الطبيب اعطني الورقة لأكملها وانصرف"
رد كرم يتنفس الصعداء
نظر الطبيب الى الاسم فاتسعت عيناه لرؤية الاسم محمد طالب عبد الزهرة
نظر له كرم مجيبا على نظرة تساؤلاه قائلا
"اجل المتوفى هو ابن دكتور طالب عبد الزهرة"
مد الطبيب يده بسرعة مصافحا كرم قائلا
"انا الطبيب هشام يعقوب تشرف بحضرتك"
"كرم صالح عبد الزهرة تشرفت بك"
ازدادت صدمة الطبيب غير مصدق
"وانت الدكتور كرم صالح عبد الزهرة"
ابتسم كرم بمرارة لهشام رادفا
"اجل"
قال هشام بتعاطف
"عظم الله لكم اجر والبقاء لله"
اختنق كرم بدموعه متمتما
"البقاء لله ايها الطبيب أأذن لي بالانصراف"
...............
تم دفن جسده واقيم العزاء وانفض الناس
دخل الى غرفة محمد فوجود والده يجلس على سرير محمد ويبكي
ازدرد رقيه وتكلم بصوت مزدان
"عظم لله لك الاجر ابي... هون عليك فهو في جوار ربه الان وادعو ان يغمده الله برحمته"
فهمس صالح دون ان يرفع رأسه بصوت مخنوق ودموع جارية
"وعظم الله لك اجر بني... لقد فقدت الجزء الحي من عمك لقد لحق بوالده وتركني، كم كنت ارغب بأن الحق انا ب "طالب" لكنه اخذ ولده وتركني مرة اخرى"
انهزم كرم امام والده وخانته عيناه وبدأت تهطل بالدموع
تمتم صالح بروح مستنزفة
"لا تتحامل بني فانا اعلم انك اشدنا مصيبة واعظم حزنا ان كنت انا فقدت ابن اخي فانت فقدت اخاك وصديقك"
جثى كرم على ركبته عند قدم والده ووضع رأسه في حجره وراح يجهش بالبكاء... ووالده يربت على رأسه... رفع "صالح" يده بعد ان هدأ ولده واردف
"أسال الله ان يلهمك الصبر اوصيك بني كن قويا لأجل زوجة عمك "رملة" وابنتها فلم يعد لها بعد طالب ومحمد سواك"
رفع كرم رأسه قائلا بصدمة جلية في صوته
"اطال الله بعمرك ابي وحفظك لنا ولهم"
نظر صالح بحنان في عينين ولده قائلا
"بني انت عمود هذا المنزل من بعدي لا استطيع ان اصمد في وجه الزمن طويلا لقد اخذ الدهر من عمري مأخذا... هيا اذهب واسترح من عناء هذا اليوم"
خرج كرم من غرفة من عند والده منحي الظهر من ثقل المسؤولية فقد توفى عمه طالب وترك عائلته في رقبة والده والآن فقد اخاه وصديقه الذي رباه وترك له امه "رملة" واخته "زينب" ليحمله والده هذه المرة مسؤولية عائلة طالب... تنهد بمرارة متجه نحو غرفته لتستقبله زينب ما ان رأته حتى ارتمت في حضنه... تحجر بين يديها لا يستطيع ان يرفع يده ليحضنها او يدفعها فهذا لا يجوز فهي في الاخير تبقى ابنت عمه... تركها تكمل نحيبها حتى خرجت رملة من الغرفة مسرعة على صوت بكاء ابنتها... اتسعت عيناها لرؤيتهما رفع كرم راسه ناحيته فأومأ لها برأسه ففهمت عليه وتقدمت نحوه تجذب ابنتها من بين يديه اخذت زينب بين يديها وتكلمت باسى
"اعذرها كرم فقد افقدنا فقد محمد عقولنا"
ابتسم لها بمرارة قائلا يواسي نفسه قبلها
"هوني على نفسك وعليها واسال الله ان يلهمك الصبر والسلوان فانا في الاخير اخو زينب وابنك عمتي... سكت ثم اردف جئت اتفقدكِ واسالكِ كيف اصبحتِ الان... وارجوا الا تنسي فانت لم تبقي وحيدة... انا في مقام محمد وان كنت لا اعوضه"
"الحمد لله رب العالمين ارحم بعباده من عباده....اجل بل اكبر من مقام محمد"
ردت بمرارة يفضحها صوتها
انصرفت بسرعة من امامه تجر زينب خلفها
بقى متجمدا لحظات... زفر بقوة ومرر يده على رأسه يمرر انامله بين خصلات شعره وبدل ان يتجه الى غرفته خطى نحو الباب خارج من المنزل كله قاصد قبر محمد
..............
فتحت حواء عينياها بصعوبة بالغة رمشت عدة مرة لا تعي حولها
"لقد استعادة وعيها ابي استدعي الطبيب"
التفتت ناحية الصوت لترى امها تكاد تلقي بنفسها عليها ممسكة بأناملها انامل يدها ويد الاخر متصلة بكيس دم ورجلها اليمنى مجبرة وكتفها الايمن مضمد
تكلمت اخير بصوت مبحوح يكاد يسمع
"ما الذي حصل لي امي؟ واين انا!؟"
همت بالتحرك فصرخت "خولة" بها
"لا تتحركي واهدي اختي هوني عليكِ"
رفعت بصرها نحو "خولة"
"ماذا حدث لي"
نطقت بألم
تكلمت امها من بين دموعها تخفف عنها
"حبيبتي الغالية حلوتي لقد عملتي حادث بسيارتكِ لقد صدمتك ِ سيارة مسرعة وانتِ تقودين هذا ما اخبرنا به المرور"
"علما يبدو انه لم تستطيعي تفاديها والحمد لله لم تلقي حتفك"
اكمل الاب ببعض الخشونة
جفلت من صوت والدها قريب منها لم تنتبه له.
ثم رفعت استدارت برأسها لأختها "جدوى" التي انحت عليها تقبلت رأسها
تنحنح الطبيب قائلا
"اسمحوا لي ان افحصها"
تقدم ازال كيس الدم بعد انتهائه و(وضع كيس محلول) بدلا من الدم
وتأكد من نقاطها الحيوية ثم اردف
"الحمد لله على سلامتكِ كنا نخشى ان تستمري في غيبوبتك لكن الحمد لله افقتي منها وزال الخطر"
التفت الى "نبيل" والدها
"تستطيعون اخراجها بعد 3 ايام وقدمها ستلتئم واما كتفها لا نستطيع فعل شيء له سيلتئم وحده سأكتب لكم بعض أدوية اعتنوا بها واتمنى لها السلامة"
ما ان خرج الطبيب حتى سجدت "رقية" سجدة الشكر لسلامة ابنتها
والتف حولها اختاها وتقدم والدها يقبل جبينها متمتما لها بشفاء.........
..............
بعد ثلاثة ايام خرجت حواء
في المنزل.....
اصرت والدتها الا تصعد الى غرفتها وان تقيم في غرفة الضيوف لتستطيع ان تعتني بها حتى تشفى... رضخت لها حواء على ان تبقى يومان فقط لا غير ليس الى ان تشفى......
دلفت الى غرفة الضيوف مرتكزة على عصي تساعدها على المشي والاستناد متجهة الى السرير
"اريد ان اسالك؟"
اوقفها صوت نبيل قائلا بنبرة تشكيك واتهام
"تفضل ابي!"
قالتها وهي تبلع ريقها خوفا ثم سارت مكملة طريقها لتسند ظهرها مقوية نفسها والعيون الحاضرين معلقة بها
"كيف حدث الحادث الاصطدام؟... فسيارتك شبه محطمة... ونجوتي بصعوبة وهل كنتِ حقا وحدك؟!... اياك ان تنكري فالدم في سيارتك لا يخصك وحدك... اين كنتِ وماذا تفعل معكِ واين هو او هي؟!!"
القى كلامه كله مرة واحدة
شهقت والدتها اما خولة وجدوى اوشكا على البكاء
بلعت ريقها وسرحت لتلك الذكرى... تكلمت بخفوت تداري غصتها
"اجل ذلك اليوم شاهدت حادثا في طريقي ولم استطع تجاهل المصاب فتجاهلت عملي وطلبت من الناس ان يحملوها الى سيارتي وانا بدوري انقلها الى المستشفى... ولقد تأخرت في المستشفى انتظر مع عائلتها...."
"اذن كانت فتاة!"
تكلمت والدتها بفزع
اومأت بإيجاب
فاردف الاب متفقدا
"ماذا حصل لها؟!"
ازدرت ريقها... وخذلتها عينياها تصب دموعها صبا
"توفت..."
صاحت امها بجزع
"ساعد الله قلب والدتها!"
سقطت خولة وجدوى تبكيان
فواصلت كلامها
"وعدت بعدها الى سيارتي وصدمة لما تفارقني ولا بد اني سرحت في حزني وحدث ما حدث"
خرج الاب بعدها صافقا الباب خلفه دون تعليق
……………..
بعد مرور اربعة اشهر

جفلت من نومها على اصوات اشياء تتكسر... تململت لحظات لتدرك انها قد غفت في سجودها نهضت والقت بنظرها نحو ساعة الجدار الساعة 8 صباحا لقد قضت 3 ساعات نائمة في محرابها اماطت بجسدها... ما ان قامت حتى علا صوت الجدال يكتنفه الصراخ والغضب مجددا لا بد انها محور الرئيسي في هذا الصراخ وانها السبب...
زفرت تهمس بضيق وألم:
"استغفر الله على بداية كهذه البداية لهذا اليوم"...
خرجت من الحمام توجهت نحو خزانتها لتغير ملابسها...
نزلت من السلالم وهي تتعوذ من الشيطان وتدعو الله ان يمر اليوم بسلام
جفلت من رؤية مائدة الافطار محطمة والاجواء متلبدة بغيوم النزاع والجدال
"صباح الخير"
القت التحية بصوت مهزوز
اشاح والدها بوجهه عنها
"صباح الورد حلوتي"
ردت والدتها بحنون تداري قلب ابنتها
تقدمت نحوها قبلت يدها واردفت لا بد ان خولة وجدوى ذهبتا الى المدرسة، اذن علي ان الحق بدوامي استأذنكما
"قفي!"
هتف والدها بغضب لم يبالي بكبحه
"حواء خضر قادما من روسيا سيصل بعد خمسة ايام حضري نفسك لعقد قرانك ورجوعك معه"
القى نبيل بقنبلته غير عائبه بها
ترنحت مكانها وسقطت حقيبتها وفرغت فاها الذي كانت تخشاه والحروب القائمة في المنزل بسببه قد وقع
"انه ابن عمك وكان زوجكِ فارجعي له فلن تجدي افضل منه"
رمى كلامه بقسوة وانصرف
التفتت الى والدتها لتجدها تعطيها ظهرها
لحظات مرت لتتمالك نفسها التقطت حقيبتها وخرجت من المنزل صافقة الباب تهرول مسرعة نحو سيارتها، اخرجت المفتاح بيد مرتعشة وجلست على مقعد بصعوبة بالغة قبل ان تخونها قدماها وتنهار
زفرت بألم وقادت مسرعة لعلها تفرغ شحنات غضبها وعجزها وتسترجع زمام سيطرتها على نفسها من جديد لتستطيع ان تواجه العقبات التي تعتليها...
اوقفت السيارة بسرعة لترتطم بالنافدة امامية بقوة كادت ان تلقى خارجها لأنها لم تنتبه لوضع حزام الامان وقيادتها السيارة بالسرعة الجنونية وذهنها المشوش قاداها الى طريق البر خارج المدينة لم تنتبه عليه الا الان وانها فوتت دوامها
خرجت من السيارة صافقة الباب بقوة تلتقط انفاسها بعنف جلست على رمال الصحراء ترفع يدها تمسد صدرها، تكاد تشعر ان السماء والارض ستنطبق عليها من شدة الضيق
اطلقت صوتها لتصرخ صراخ الذبيح اخذت تضرب على فخذها تارة وعلى صدرها تارة اخرى وتصرخ
"يا رب سترك... يا رب ما هذا البلاء؟... ماذا افعل بحالي مضى سبعة اشهر وانا اقاتلهم واجاهدهم على ان لا اتزوجه وارجع اليه... والان لا مفر سيجبرني والدي جبرا... لأني رفضت كل من تقدم لي فلقد طفح به الكيل لم يعد يتحمل سيرجعني لخضر لأنه كان اختياري... لقد نفذت الحجج مني... مولاي ماذا افعل!... سينتهي امري لن استطيع مقاومته ومقاومة خضر بعد الان… شهقة... ما الذي يخلصني من يد خضر ان تخلصت من ابي؟..."
انهارت على الارض تشهق وتنحب... مرت مدة طويلة وهي على هذه الحال... حتى اكتفت من البكاء نهضت بتثاقل فلقد انهكها البكاء... توجهت نحو سيارتها اسندت بظهرها نحو الباب رفعت رأسها الى السماء غائرة العينين وراحت بأنامل يدها تمسد بين عينيها... بقت على هذه الحال تتأمل السماء وتسرح بأفكارها فأغمضت عينيها وتمتمت بعد مدة بصوت مبحوح
"ليس هناك احدا سواه "كرم"!!"
استدارت نحو الباب فتحته وجلست خلف المقود وعادت ادراجها نحو مستشفاه... توقفت في الطريق اتصلت بصديقتها ان تأخذ لها اجازة من الزمن... واتجهت الى حمام عمومي حتى ترتب نفسها وتنفض عنها التراب وتغسل وجهها وتخفي اثار البكاء والغبار وتعدل هندامها...
ودعت الله ان يساندها ثم توكلت عليه...
خطت داخل المستشفى لبست قناع القوة والكبرياء ومشت بحزم لتنفيذ ما تصوب اليه
وصلت الى الاستعلامات المستشفى سألت عن الدكتور عبد الزهرة فأجابوها انه ليس لديه عمل وتفضلي من هذه الناحية يدلوها على مكانه... انصرفت ما ان علمت انه ليس مشغول غير مبالية بهم وبما يقولون فأنها تعلم مكانه جيدا تحفظ هذه المستشفى كما تحفظ راحة كفها دخلت لمكتبه واتجهت نحو سكرتيرته "اسماء" وقفت قبالتها قائلة بتعالي
"سأدخل لغرفة عبد الزهرة ليس مشغولا أليس كذلك؟"
وقفت اسماء امامها قائلة بنظرة تفحص وتشكيك
"هل لديك موعد معه؟"
بقت حواء ساكنة تمر نظرها على هذه النخلة المزخرفة ضحكت في سرها على هذا التشبيه طبعا فكل الذين يتجاوز طولهم 165 فهم نخيل لديها...بقت لحظات تقيم الشقراء عديمة السحر....اجابت بعد مدة بهدوء منرفز
"لا"
"اعتذر منكِ فهو مشغول"
هتفت بها اسماء بحنق
لم تبالي بها حواء خطت في خضم كلامها ناحية باب غرفة كرم وفتحتها بلا طرق كالمقتحم...
جفل كرم على فتح الباب بقوة وصراخ سكرتيرته من خلف الباب... رفع رأسه ليصطدم عيناه بها
فرغ فاه وعلت علامات الصدمة وجهه... بلع ريقه واخذ نفسا مرتجفا... لا يصدق هل قفزت من افكاره الان... تلك الواقفة الان امام المدخل هي، من خلال تأمله لها لاحظها رمشت لثانية بأهدابها ليهمي بين رموشها... غزاله خرجت الان من عقله واقفة امامه محتشيه بسواد يبرز من خلاله وجهها كالبدر في ليلة تمامه ...
اقتحمت اسماء الغرفة دافعة حواء بكتفها تمتمت بكلمات تعتذر لكرم بسبب عدم منع حواء من الدخول...
"اسفة لدخولي بهذه الطريقة لكنها كذبت بأنك مشغول واسفة ايضا على قدومي الغير مسبق"
اخرجه من تأمله صوتها فعاد وجه يكتسحه الجمود واغلق قلبه وسلح لسانه بالقسوة بعد ان ادرك نفسه
"ما الذي احضرك الى هنا؟"
هتف بغضب بالغ
ارتعدت اسماء منه فالتفت اليها قائلا
"اخرجي يا اسماء واغلقي الباب وعقابك فيما بعد"
تقدم نحوها بخطوات غاضبة ونظرات تقدح شررا
"ما الذي احضرك هنا هل تتعجلين موتك؟!" صرخ بنفور
"لديك شيء اريده ولدي شيء تريده"
تكلمت بصوت لا حياة فيه
تجمد في مكانه وخيم الصمت حولهما
"تزوجني كرم"
فجرت الصمت بقنبلتها ...............
..................

um soso 03-12-18 12:48 PM

اتوقع كرد فعل اولي من كرم هو هكذا

https://i.gifer.com/embedded/download/DMCW.gif
المهم نرجع للفصل واكيد فصل اول دائما تعليقه اسئله
حواء متزوجه من محمد متزوجه من خضر والان تريد الزواج من كرم
احتاج فك للطلاسم
لكن مافهمته ان محمد كان فارض نفسه عليها كان كابوس وفرحت بانتهائه كما انها لم تمنحه نفسها وهربت منه قبل ان ينالها لذا حصل الحادث
نجي الى خضر قال الاب كان زوجها ...
متى كان قبل محمد اكييد اذا لماذا تركها له اذا كان يريدها
هنا السر بالموضوع ؟؟
والان ناتي للاهم كرم وعلاقة كرم بحواء
واضح ان هناك شيء يربط هذا الثنائي وان كرم ايضا اراد حواء وهي الان جائت تعرض عليه مايريده مقابل الزواج لماذا ؟؟
لو قلت حتى تتخلص من خضر مثلا
هل يمكنها ان تتزوج دون علم اهلها وهي خرجت توا من عدة زوجها الميت
اعود واقول لانزال بالبدايه ونحتاج الكثير لنفهم
كم عمر زينب
وهل يمكن ان اعرف روايتك اين احداثها
لان اشارتك لعباءة راس وسياقه لم تركب عندي معا ههههههههههههههههه

فاطمة عبد الوهاب 03-12-18 01:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 13827456)
اتوقع كرد فعل اولي من كرم هو هكذا

https://i.gifer.com/embedded/download/dmcw.gif
المهم نرجع للفصل واكيد فصل اول دائما تعليقه اسئله
حواء متزوجه من محمد متزوجه من خضر والان تريد الزواج من كرم
احتاج فك للطلاسم
لكن مافهمته ان محمد كان فارض نفسه عليها كان كابوس وفرحت بانتهائه كما انها لم تمنحه نفسها وهربت منه قبل ان ينالها لذا حصل الحادث
نجي الى خضر قال الاب كان زوجها ...
متى كان قبل محمد اكييد اذا لماذا تركها له اذا كان يريدها
هنا السر بالموضوع ؟؟
والان ناتي للاهم كرم وعلاقة كرم بحواء
واضح ان هناك شيء يربط هذا الثنائي وان كرم ايضا اراد حواء وهي الان جائت تعرض عليه مايريده مقابل الزواج لماذا ؟؟
لو قلت حتى تتخلص من خضر مثلا
هل يمكنها ان تتزوج دون علم اهلها وهي خرجت توا من عدة زوجها الميت
اعود واقول لانزال بالبدايه ونحتاج الكثير لنفهم
كم عمر زينب
وهل يمكن ان اعرف روايتك اين احداثها
لان اشارتك لعباءة راس وسياقه لم تركب عندي معا ههههههههههههههههه

من عيوني ستعرفي بعضا من الامور في الفصل القادم

modyblue 03-12-18 10:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل زاد من الاسئلة كعادة البدايات
بس اناتهت

محمد ابن اخو كرم ام ابن عمه وزينب اخت محمد وابنة عم كرم

حواء الكل ارادها وهي ارادت من
كرم رجولي التصرفات حامي لمن حوله بر امان

التشويق والاسئلة تزيد متعة المتابعة وفقك الله وكويس انك بتكتبي فصول متتابعة لترضي فضولنا هههه شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue 03-12-18 10:59 PM

.... لا يصدق هل قفزت من افكاره الان .....
غزاله خرجت الان من عقله واقفة امامه محتشيه بسواد يبرز من خلاله وجهها كالبدر في ليلة تمامه ...


"ما الذي احضرك الى هنا" هتف بغضب بالغ

"لديك شيء اريده و لدي شيء تريده"





"تزوجني كرم" ...............

فاطمة عبد الوهاب 04-12-18 09:24 PM

الفصل الثاني




تزوجني يا كرم"
دوى صوتها في ارجاء الغرفة
"ماذا!؟"؟
صاح مدهوشاً
بلعت ريقها... اخفت يدها خلف ظهرها تخفي ارتعاشها... رفعت رأسها نحوهُ قائلة بصوت حاولت قدر الامكان ان يكون ثابتا وهادئا
"مثلما سمعت"
"لا لم اسمع كرري ما قلتي"
صرخ بها حتى كادت اوداجه تنفجر
واستقام واقفاً ووضع احدى يديه في جيب بنطلونه
انتفضت حواء ورفعت يدها تغلق اذانها اخذت نفسا بصعوبة وحاولت ان تخرج من هنا جريا... لكنها تمالكت نفسها... اغمضت عينيها بهدوء يناقض ما يعتليها من خوف ورهبة ...انزلت يدها وقبضت على طرف عباءتها تشدها بقوة واردفت بصوت قوي وحازم
" طلبت منك ان تتزوجني"
انحى يضرب بكفه اخرى على مكتبه بقوة ويصرخ بها
"تعرضين علي الزواج؟؟... تخطبيني انا!!...."
اخرج كفه اخرى من جيب بنطلونه ودفع بيديه ما على المكتب... تطايرت الاوراق... دوى صوت تكسر الاشياء بقوة
جفلت حواء وانتفضت بعنف احاطت جسدها بذراعيها تهدئ روعها
لتدخل اسماء مهرولة...دافعة الباب بقوة صارخة
"حضرت الطبيب هل انت بخير!...ماذا حصل؟"؟
شزر حواء بنظرة وخطى من خلف مكتبه... والتفت برأسه نحو اسماء هاتفا بها
"من سمح لك بدخول، من ناداكِ اصلا، اخرجي واغلقي الباب ولا تنظري خلفك"
وقفت حواء ساكنة مكانها بعد ان خرجت اسماء.
انزلت ذراعيها، رفعت رأسها تنظر الى عيني كرم بكبرياء مصطنع... تتحداه
مشى فوق الحطام والاوراق نحوها بغضب... رفع يده دافعا لها من كتفها بعنف فارتطمت بأريكة خلفها لتسقط عليها.
صرخ بانفعال واشمئزاز
"اذن يا بنت نبيل تعرضين علي الزواج وتدعين ان لي عندكِ شيء... ما هو مثلا جسدا من كثرة الاستعمال قد اهترئ واصبح خرقة بالية فأتيتي تعرضينه علي... بعد ان زهد فيه اخرون ولم تجدي فرسية اخرى غيري"
اهتزت حدقتا عينيها وخطف لون وجهها.
نظر لها مشمئزا يستطرد بسخرية جافة
"متى اصبح لدنيا النساء تطلب يد الرجال
الى ما تسعين اخبريني؟... ما هدفك؟... ماذا يجول برأسك؟... مع من تظنين نفسكِ تتكلمين!... ام غفلتي عن قدر نفسك؟!"
نظرت له بغضب وصرخت بمرارة تحاول جمع كرامتها المهدورة
"لا اسعى الى شيء!!"
اطلق ضحكة رج بها اركان الغرفة، ثم كاد يختنق من شدة الضحك... فأحنى ماد يده نحو وجهها يرفع ذقنها بحدة رادفا بصوت اقرب منه الى فحيح:
"لا تسعين الى شيء... ضحك غير مصدقا ثم استطرد:
اخبريني من اين واتتكِ الجرأة حتى تأتي إلى هنا؟، الم اخبركِ بصريح العبارة اني سأزهق روحكِ ان لمحت ظلك يحوم حولنا!؟... يا امرأة هل فقدتي عقلك؟... او تظنيني كمحمد الطفل لتخدعيه؟... ان اغرق محمد نفسه في مستنقع القذارة سأغرق نفسي ايضا!"
تصلبت مكانها وفرغت فاها على ما تسمعه ليجذب كرم يده بقوة دافعا لها وكأنه لغدته افعى... لم تنطق بشيء... ليكمل محاولا الانتقام منها بالكلمات
"ما الذي اقحم محمد نفسه... أي عاهرة تزوج... رحل وابقاني اتعامل مع دنسه"
فتحت عيناها تتحداهما ان تدمعا وصرخت بشراسة وكبرياء تدوي جراحها
"لا تتعدى حدودك ليس لك حقا بما قلت... لن اقيدك بطلب الزواج ان لم ترغب فرفض اي مسرحية تلك التي تقيمها واي الالفاظ تتفوه بها فأنا اشرف من امك وخواتك"
تطاير الشرر من عينيه وانقض على رقبتها غير مبالي بانه تجاوز الحدود يضغط عليها بقوة صارخا بحنق
"لا تتطاولي يا امرأة والا كسرت عنقك من تظنين نفسك!"
اختنقت انفاسها وكادت مقلتيها تخرج من محجريهما وهي تصارع بكلتا يديها تزحزح يده بلا فائدة
فضرب رأسها بظهر الاريكة والتفت بجسده مبتعدا عنها هاتفا بها
"اخرجي من هنا!"
عدلت حجباها بعد ان اوشك ان يخلع وادخلت خصلات شعرها التي انزلقت من اثر قبضة كرم... جمعت شتات نفسها وتمالكت انفاسها المهدورة وقالت لنفسها
"لن اخرج من هنا بعد ما وصلت لهذه المرحلة"
وتكلمت بصوت مخنوق
"لديك مهلة ثلاثة الايام في غضون هذه الايام عليك ان تفرغ منزل العائلة وتخرج من المستشفى"
اكملت بصوت لا حياة فيه
"انا اطالب بمهري واملاكي... وحضر نفسك لتقاسم ارث كما تعلم زوجي توفى وانا من ارثه"
نظر لها بغضب لم يتمالك نفسه فاستدار يضرب الحائط بقبضتيه عدة مرات صارخا
"بماذا تهذين يا امرأة!؟"
صرخت بحدة
"العن محمد ان استطعت فهو من اقحمكم فيه، كما العنه انا بما اقحمني فيه وتركني... استدعي محامي عائلتك ان لم تستوعب ما اقول... فلقد قلت ما عندي"
التفت اليها وقد احتقن وجهه بدم، خطى نحوها رافع يده ساعيا لتحطيم رأسها
بحركة لا ارادية اخفت رأسها بين ذراعيها محاولة تفادي بطشه وأردفت متداركة نفسها قبل ان تنهار شجاعتها وهتفت بصوت عالٍ
"سأتنازل عن حقوقي بإرث وارجع الاملاك لك ان تزوجتني
وإما ان تبدء من الان بإخلاء المنزل واعطائي حصتي من إرث فهذا حقي.... فأنا لست بائعة هوى يا سيد كرم لقد قلت لك مسبقا ان لك عندي شيء وعندك لي شيء"
تحجرت يده في الهواء و وقف امامها فارغا فاه لا يصدق اذانه لما يسمع....تصلب فكه لم يعد يستطيع النطق
نظرت نحوه بشفقة وألم فهو في موقفا لا يحسد عليه... لم تكن تسعى الى ذلك فقد اخذت قرارها انها ستتنازل عن حقوقهم التي اغتصبها محمد منهم دون علمهم وسجلها باسمها... وكانت قد عزفت عن الزواج ابد الدهر... لكن ما بيدها حيلة، خرجت الامور عن يدها، فلجأت اليه... ان خرجت من هنا دون الحصول على مبتغاها فقد عجل موتها ولا بد ان تحضر نفسها لذبح على يد والدها وخضر فلن تطول مدة الاخفاء طويلا
تكلمت بعد ان طال السكوت بمرارة مميتة
"انا تزوجت محمد دون علم عائلتي وانت ادرى ومحمد لا يعلم بزواجه غيرك لكن ما لا تعلمه ان زواجنا مصدقا بالمحكمة ومسجلا في بطاقة الاحوال المدنية وليس زواجا شرعيا فقط"
ارتعد كرم لما سمع ولم يعد يتمالك نفسه وشحب وجه يكاد يبطش بها فالدماء العراقية قد وصلت حدها من الغليان لكن لا يعلم ما يمنعه من زهق انفاسها
ضحكت مستهزئة لمرأى وجه تداري جرحها فأردفت
"انت لست بعائلتي وتكاد تقتلني لما سمعت وما ادراك بعائلتي"
تكلم بصوتا مزدان محتقر
"وما المطلوب مني؟"
ضحكت بسخرية مغلفة بمرارة وألم قائلة:
"انا مسجلة في الدولة متزوجة واسم محمد مدرج في خانة الزوج كما اسمي مسجلا في خانة الزوجية ولا استطيع الذهاب الى المحكمة لتغيره لا ارملة ولا لشيء اخر وفوق ذلك عائلتي تفرض علي الزواج قسرا وسيزوجني بعد خمسة ايام وسينكشف كل شيء ستشن الحرب بين العائلتين وترتفع راية العداوة وسنخرج بخسائر كثيرة احدهما بذبحي والاخر بخسارتكم املاكم وسمعتكم.... ما اقوله يا عبد الزهرة لا احد يعلم اني متزوجة سواك وان كان لا بد لي من زواج فهو منك"
وقف طويلا يتمعن فيها هامسا لنفسه
"يا اللهي اي بلية هذا!؟"
رفع يده يخللها بين شعره ثم انزلها يمسح على وجهه قائلا بصوت يحمل كل قسوة العالم
"أو لا تعلمين انا اول من يتمنى ذبحك واسعد الناس بموتك"
همست بروح مستنزفة وقلب ميت خرجا عبر صوت الذي خانها ليظهر كل ألمها
"لست انت الاول ولا الاسعد فانا الاسعد بموتي والخلاص من هذه الدنيا لكني اخاف الله فلا اقدر قتل نفسي وليس لدي من القسوة ما تكفي لذبح قلب امي ونكس رأس ابي واشراكه في دمي رغما ذلك اتمنى الموت على يدك ليسألك الله يوم الحساب عن دمي لما سفك على يدك... لكن ما اتيتُ اليك الا لتجيرني يا كرم استجريك فأجرني"
ختمت جملتها الاخيرة بغصة محملة بحزن العالم ونهضت من اريكة بقدمين مرتعشتين لا يقويان على الوقوف وحمل جسدها... استندت على طرف مكتبه... رفعت بصرها نحوه فصدمتها نظرة الاسى في عينيه
"لك الخيار اما هلاك عائلتك لما جنى محمد ودمارها أو الزواج بي فانا بعد خمسة ايام سأتزوج وستحدث الفجيعة....لا يقتصر على خسران املاككم فقط انما دمي المراق فأنت المسؤول عنه... اياك ان تلقي علي الوم فلا ملام سوى محمد"
القت بكلامها الذي همست به لتساعده وتنقذه وتشبث هي به، ومشت بخطوات ثقيلة نحو الباب. تحجر مكانه وغادرت الانفاس صدره وتصلب فكه لا يعلم ماذا حصل له عند تمنيها الموت لقد شعر ان قلبه لفظ اخر قطرة من دمه وان نبرة الحزن في صوتها قد قطعت اوصال روحه وتلك الاجارة قد احرقت كيانه عندما نطقتها.... كاد يطبق عليها ضلوعه ليحميها... لكنه لم يحرك ساكن لم يقوى على رمش عينيه لقد تهدمت قوته مع اخر حرف منها... خطت خارج الباب وخارج المستشفى كلها
ما ان خرجت حتى دلفت اسماء مسرعة الى كرم فهالها ما رأت... كرم جاثي فوق الحطام... فلتت منها شهقة رفع كرم رأسه ناظرا لها بعينين خاويتين فلطمت فمها تغلقه بيداها... فتدارك نفسه قائلا بصوت اجش خافت
"استدعي استاذ محسن واغلقي كل المواعيد واوصدي الباب خلفك"
أومأت برأسها مذهولة وانصرفت بهدوء.... بعد مدة طويلة وهو على حاله جاثيا بين الحطام والاوراق علا صوت طرقات على الباب... زفرة بقوة ونهض مستندا على يده استقام نفض ملابسه ورفع يده يفتح ربطة عنقه
"تفضل بالدخول"
اجاب على الطارق
فدلف استاذ محسن... محامي العائلة منذ اكثر من ثلاثين سنة... رجل وقور كبير بالسن قصير القامة قد اخذ الشيب منه مأخذا ورسمت التجاعيد اثارها في تفاصيل وجهه فلقد خطى ستين من عمره... قائلا والتعجب يملئ صوته ويكسو وجهه من استدعاه
"المعذرة لقد استدعيتني سيد كرم"
القى كرم بنظره عليه واشر بيده لموضع الجلوس على اريكة فتقدم استاذ محسن بارتباك بين الحطام وخطى على الاوراق المتطايرة هنا وهناك وجلس التفت اليه كرم ومرر يده في شعر وتقدم نحو مكتبه ليجلسه خلفه واسند ظهره الى كرسي واتكأ برأسه على يده ورفع قدم فوق قدم ورمى بنظره نحو محسن لحظات ليصدح صوت الاذان فألقى بصره نحو ساعة الجدار فأظهرت 11و 50 دقيقة.... وارجع نظره الى محسن واردف بعد انتهاء الاذان
"لقد رفع صوت الاذان واقيمت الصلاة لكن دعنا ننهي ما جئت اليه بأول اتعلم لما استدعيتك استاذ محسن"
ازدرد ريقه قائلا
"لا اعلم سيد كرم هل هناك شيء؟... ام لأمر جلل؟"
ضحك كرم باستهزاء فزاد ارتباك محسن
"لما انت مرتبك هكذا هل قصرت في شيء او ارتكبت خطأ ما"
كشر محسن عن اسنانه بابتسامة هوجاء
"اي ارتباك سيدي و اي خطأ"
"دعني ارى هوية احوال المدنية لمحمد و اجلب لي اوراق المنزل و مستندات المستشفى و تقسيمات ارث"
صرخ به كرم وهو يوشك على فقد اعصابه
"لما سيد كرم ما الذي تنوي فعله؟"
قالها محسن بصوت متقطع
"لا شأن لك افعل ما امرتك"
هتف به كرم غضبانا وهو يزجره بعينيه.
زاد ارتجاف محسن وبدأ يتصبب عرق رفع منديله يمسح عرقه ويهمس لنفسه
"كنت اعلم ان هذا اليوم قادم لكن باغتني موت محمد المفاجئ ليتني قدمت استقالتي قبل هذا"
"الم تسمع ما قلت" صاح به كرم وهو يعقد اصابع يديه، يكاد يحطمهم
"حاضر"
رد محسن وهو يومي برأسه بحركات سريعة.
فتح حقيبته بيد مرتجفة واخرج حاسوبه وما طلبه كرم ووضعها امامه على المكتب نظر له كرم بغضب وتكلم قائلا ينذر بفقد تعقله
"قبل ذلك وقبل ان ارى الاوراق اخبرني استاذ محسن ماذا فعلت انت ومحمد ان اخبرتني سأخفف عنك عقوبتك"
عاد محسن يمسح عرقه بمنديله واجاب بشفتين مرتجفتين
"ماذا اقول سيدي؟"
"لا تتغافل معي يا استاذ ودعني ابقى محترما لشيبتك وكبر سنك فأولاً واخراً سأرى واعرف الان سأسال وتجيب"
صرخ به وهو يحرك بكفه امامه
فأومأ له برأسه بقلة حيلة.
"هل زواج محمد مسجلا رسميا؟ وكيف الم تخبرني انت وهو على انه زواجا شرعيا فقط!"
سأله بصوت خرج منه ذو بحة كمن تعرض للاختناق مع نظرة انكسار في عينيه
"اجل فما اخبرناك به صحيح لكنه سجله فيما بعد"
اجاب محسن وهو ينكس رأسه
"اذن هل سند المنزل مسجلا باسم حواء نبيل الطوسي"
استطرد كرم بعينين متسعتين
"اجل"
قالها محسن مع ايماءة بسيطة
فاسترسل كرم وهو يتشرب حركات محسن وردود افعاله.
"هل هذه المستشفى مسجلة باسمها ايضا؟"
"لا لكنه مكتوب على انه مهرها وتم اجراءات على وفق هذا"
قالها بصوت مرتجف وهو يحمي رأسه بذراعيه.
فاستقام كرم بعنف ملقيا الكرسي على الارض ضاربا بكفيه على المكتب صارخا
"ماذا تفضلت؟"
"كما سمعت سيدي!"
صرخ محسن هو الاخر كردة فعل حمائية.
"سأزهق روحك بيدي وماذا هناك ايضا؟"
"الشركة ايضا"
صاح كرم وهو يخبط على مكتبه بعنف اكبر
"اي شركة"
"شركة انشائيات يا سيدي لقد نقلها باسمها ايضا"
رد محسن وهو يكاد ينزوي على نفسه.
هتف به حانقا غاضبا والصدمة التي تترأس تعجبه قد خطت على وجهه
"لكن كيف....المستشفى و المنزل باسم عمي لذا اتفهم كيف نقلها
اما الشركة كيف فهي باسمي"
"سيدي انها مشتركه بينك وبين عمك طالب رحمته الله عليه وقد اخذ محمد منك تصريح التنازل عنها لا تخبرين كيف فهذا ما اعرفه فقط"
قالها محسن وهو متألم لأجل كرم.
اتسعت عيانا كرم حتى كادتا ان تنفلقا من هول ما يسمع
تدارك نفسه وهو ينزل نظره للأسفل، يهمس له
"واخبرني عن نصيبها من ارث"
"محمد مشترك بحصة جدكم ووالده وابوك وبعد جمعها وبما ان والدته واخته حيتان ترزقان تقسم بينهم وبين حواء واطفاله منها ان وجدوا"
اجاب محسن بهدوء وهو ينظر نحوه بنظرات متعاطفة بعد ان شعر بان صدمة تملكت كرم
"اطفال منها تقول" تكلم مصدوما.
"سيدي قلت في حالة انه وجدوا اطفالا له لا اعلم لم اتبين الحال او حالها بالخصوص"
قالها محسن بسرعة وقوة لعله يخفف عنه ثقل المصيبة....
خرج من خلف المكتب متجه نحو محسن وشرر يتطاير من عينيه انحنى عليه قابضا على ربطة عنقه يجره بقوة امام وجه صارخ فبعد هدوءه اججت كلمة اطفال لهيبه ودمرت تماسكه
"هناك شيء واحد اخيرا بقى كيف فعلت ذلك؟"
اتسعت عينا محسن برعب ومد يده المرتعشة على يد كرم الماسكة على ربطة عنقه بقوة يحاول نزعها من بين يده قائلا بخوف وصدمة من تغير حال كرم.
"سيدي افلتني وسأجيبك تكاد تخنقني"
تركه كرم ليسقط بقوة للخلف صارخا يزمجر بعنف
"هيا انطق قبل ان احطم اسنانك!"
"سيدي اقسم لك بحياة والدتي لقد هددني بتلفيق تهمة لي ويزجني بسجن يحرم اولادي لم استطع مواجهته وكما تعلم ايضا ما يفعله قانوني غير انه دون علمكم"
تكلم بأنفاس متقطعة
"انا من سيزجك بالسجن ويشرد عائلتك ان لم تجبني على هذا السؤال بصدق"
اومأ له برأسه بحركات سريعة يريد بها كف غضبه.
"هل محمد فعل كل تلك الامور بطلب منها... بلع ريقه... محاولا استجماع نفسه... اوهل هي من طلبت منه واجبرته بأي طريقة على فعل ذلك"
انطلاق لسان محسن بغية النجاة والفكاك من غضبه.
"سيد كرم اقسم لك بحياة اولادي لا اعلم غير ما امرني محمد بفعله، وفعلته رغما عني... لكن ما اعلمه انه اصر على تصديق الزواج ونقل الملكية باسمها"
اكمل كلامه باضطراب شديد.
وقف كرم منتصب الظهر واردف بصوت قوي وعيون غاضبة تخفي حزن شديدا.
"اسمع سيبقى ما دار بينك وبين محمد سرا، وقد مات مع محمد وما دار الان بيننا يدفن هنا ولا يخرج هذا الكلام منك لا لابي او لأي احد، كما التزمت به لمحمد عليك ان تلتزم به طوال عمرك وتحتفظ به سرا، وستلازم منصبك كمحامي للعائلة والا ستلاقي مني ما لا يرضيك وتطلب الموت ولن تجده... انصرف حالا"
قال الاخيرة بصوت غاضب منفر لكن الوهن فيه جلي.
"كما تأمر حضرت الطبيب... اني اسف لما سببته لك ان كنت استطيع تكفير عن خطئي بترك الوظيفة سأفعل"
اردف بحزن ومشى
قعد كرم على كرسيه واراح جبهته على قبضة يده وقال بصوتا لا حياة فيه
"لدي عمل لك به تبرهن لي صدق اسفك"
................
صعدت لسيارتها اغمضت عيناها وارحت رأسها للخلف... بقت مدة تتنظر ان تهدأ من ارتعاش اطرافها... بقت ساكنة تسحب الهواء بقوة لرئتيها لكي تهدأ من روعها لا فائدة، لا تستطيع القيادة بسلامة على هذه الحالة... فلتت شهقة من بين شفتيها تتبعها شهقات كل واحدة اقسى من الاخرى رفعت انامل يديها تتحس وجنتيها فضحكت ساخرة محدثة نفسها
"دموع مرة اخرى يا حواء!... اجل فقد اهدرت كرامتي وارقت ماء وجهي...
هوني عليك فما لاقيته الان لا يعادل جزء مما ستلاقيه فيما بعد... مسدت رقبتها... لقد فعلت ما بوسعي ليحصل ما يحصل"
ختمت حديثها بدمعة حارقة
انزلت النوافذ وقادت منطلقة بسرعة ليكون الهواء البارد خير كفيل بتهدئتها... انتعشت من الهواء البارد وانشرح صدرها... لذا قررت ان تعود الى الجامعة لألقاء دروسها فما زال هناك متبقي من الوقت... ركنت سيارتها في موقف السيارات... وخطت داخل البوابة بينما تهمس لنفسها مشجعة
"دعنا ننسى ما حصل لي وسيحصل فيما بعد اما الان دعني أعيشه بآنه وما اسعدني بإعطاء محاضرة للفيزياء الكونية... فهذا ما عملت لأجله"......
توجهت الى مكتبها...سارت داخله بخطوات ثابتة....
ليأتيها صوت زملائها
"حضرت الانسة البغدادية"...
علا صوت الضحك بينهم قائلين
"مازال ابوكِ متمسكا بالعباءة..."
التفت نحوهم تضحك قائلة
"اجل يصر على العباءة متحججا بأنها تراث بغداد واذا لم يجعل نساء عائلته تلبسها يشعر بأنه خان بغداد.....رغم انه قلة من بقى يلبسها لكنه يأبى"
"انها تليق بكِ حقا"
رد احدهم عليها لترن ضحكتها المكان.... قهقهت متعمدة متناسية مصائبها واردفت
"شكرا"
رفعت يدها لتخلعها ما ان خلعتها حتى ارتفع الصفير وهمهمات في ارجاء
الجمتهم بنظرة منها
فعلول مازحين
"اعذرينا يا صاحبة التراث يبدو انكِ لم تكسبي علمهم وشهادتهم فقط انما اناقتهم وفتنتهم ايضاً"
هتفت بهم
"ماذا تقصدون علم من؟...
اي فتنه هذا الا ترون كل ما لبسه اسود"
ردت عليهم باستنكار
فأجاب شخص منهم بغبطة يضمرها
"وهل انا من درست في روسيا واصبحت معيد"
فتداركت زميلتها الوضع فقالت مكملة بإعجاب
"لكن اسود سيد الالوان"
وحواء على وقفتها بعيون جامدة تنظر في الفراغ
"نتمنى ان نراكِ بالألوان ما بكِ واسود متى ستخلعينه"
ليخرجها صوت مساعدة العميد التي يبدو دخلت في الاثناء محدثة باهتمام وقلق
تجاهلت الرد... طوتها ووضعتها في درج وانسحبت مسرعة معللة ببدء محاضرتها...
بعد انتهاء اليوم واستهلاك كل ما تبقى لها من القوة واستنزاف اخر قطرة من الطاقة رجعت الى المنزل بتعب شديد كفيل ان ينسيها نفسها ركنت سيارتها ودلفت الى الداخل
ما ان خطت خطوة واحدة حتى لترمي خولة نفسها عليها تتعلق برقبتها وجدوى تحتضنها من خصرها هاتفتان بصوت واحد
"اهلا بعودتكِ لقد اشتقنا لكِ"
واصوات ضحكاتهما يتعال لجيران... فتلك تخبرها بما حصل بالمدرسة وهذه تُعلمها بما صنعت
"خولة وجدوى اتركا شقيقتكما لقد اهلكتماها كم تظنان سنكما"
التفتت الى صوت والدتها التي هتفت مبتسمة فشرعت خولة تقبلها من جبينها وجدوى من وجنتيها...
تشاكسان والدتهما ببراءة
فاحتضنتهما حواء بذراعيها... ضحكت لهما من كل قلبها لتردف:
"لا تؤنبيهما يا نبع الحنان فليس في حياتي الذ من هذه اللحظات فهذين الشقيتين شقاوتهما تعودان لي"
تركتهما من بين ذراعيها وتقدمت نحو والدتها تقبلها من جبينها
"الغداء جاهز"
قالت رقية بحنو
"لا ارغب حبيبتي ما اريده الان سريري فقط"
همست لها حواء بتعب وهي تخطو فاعترضت عليها رقية فالتفتت إليها مستطردة بقلق
"كيف حال ابي أما زال غاضبا"
طأطأت رقية رأسها بحزن
"اجل كما تعلمين"
تنهدت بحزن وقالت:
"سأصعد لغرفتي فان اردتِ شيء ناديني"
صعدت الى غرفتها بخطوات سريعة محاولة تفادي رؤية والدها فهي ليست مستعدة لمواجهته في الوقت الحاضر، فتحت الباب وخطت بأنفاس لاهثة انارة ضوء أباجورة بينما تغلق الباب.
اسندت ظهرها على الباب وهن ينذر على الانهيار لتسقط على الارض ضامة ركبتيها إلى صدرها واراحت رأسها بين ركبتيها تستريح مما اعتلاها من ألم بعد مدة ليست بطويلة رفعت رأسها.
التقى نظرها بكومة الاوراق المركونة على المنضدة بجانب النافذة قرب السرير... تلك اوراق تنتظرها لتكملها بفارغ الصبر لقد اصبحت كيان واحد معها منذ ان اودى بها الحادث لتلازم السرير وتقعد في غرفتها لشهران حتى امتثلت لشفاء. نهضت بتكاسل وهي تخلع عن راسها الحجاب وتفك ازرار ثوبها وتتجه نحو مكتبتها.
التقطت كتابا وارتمت على السرير فتحته بإرهاق ثم بدأت تتصفحه محاولة شغل عقلها به لمدة.
لحظات ليسقط الكتاب على صدرها غارقة في لج النوم ...............................
"ما اجملك يا بنتي احسنتِ الاختيار انا راضٍ عنكِ الان سنرحل مطمئنين البال"
تكلم والدها بصوت هادئ وعيون مبتسمة
"يا نبيل اترك الفتاة بعريس ينتظرها"
نادتهما رقية وهي تضحك لسعادة زوجها
"هيا تقدمي حواء ما اعذبكِ من عروس سيلقي حتفه خضر هذه الليلة من لذتك"
تكلمت خولة وهي تحرك كفها مازحة بشقاوة
نظرت لها حواء بينما تكشف لها عن ابتسامة جانبية تماثلها شقاوة وتحدث نفسها بحدقتين مهتزتين
"من اين لكِ كل تلك الشقاوة ومتى كبرتي يا خولة"
"هيا... هيا استعجلوا!"
صاحت جدوى بجدية
اسبلت حواء اهدابها تغمض عينيها بهدوء تمتمت لنفسها
"حسنا سأحتفظ بصور هذه السعادة على وجوههم واختزن رضا والدي في قلبي فهذا اخر شيء سأفعله في حياتي"
مشت لتحلق بها خولة فتكون على يسارها وجدوى على يمينها تمشيان معها.
وصلت بجانب خضر الذي احتضنها بين ذراعيه يعتصرها بقوة، وكأنها ستختفي في اي لحظة لا يصدق انه اكتسبها من جديد.
بقت متصلبة في حضنه لم ترفع ذراعيها لتحتضنه بدورها فقد سلمت امرها لله.
قبلها من وجنتها لتشيح بوجهها عنه،
فلتقت عيناها به فرغت فاها وزاد تصلبها لا تصدق انه هنا... ابتسم بخبث ثم رفع يده نحو رقبته بإشارة كالنصل سكين... اتسعت عيناها هامسة لنفسها
"هذا محمد لا محال!!..."
انزلت بصرها فرفع خضر ذقنها نحوه ليسقط بصرها نحو ذلك المهيب القابع بعيدا، مستند نحو الجدار ينظر لها بنظرات غامضة ليتحول تصلبها الى اهتزاز شديد اشد من اهتزاز سعفة في مهب الريح... حاولت ضم نفسها لم تستطع فيها ما زالت في حضن خضر اغمضت عينيها محدثة نفسها
"هذا ليس كرم... لا اصدق كرم هنا... خانتها دموعها... لتهطل... لقد جاء ليشهد بنفسه على ذبحي ويتأكد انه سيستريح مني"
وخضر يقبل دموعها ظنن منه ان تلك التقلبات ما هي الا مشاعرها التي اججت على اثر حضنه لها فاخذ يهمس في اذنها
"اسف حبيبتي لن افرط بكِ مرة اخرى"
"لنبدئ على بركة الله"
تكلم نبيل بفرح يزن وجهه قبل صوته.
"على بركة الله"
رد خضر بسعادة وزهو، وهو يجر حواء خلفه ليمتثلا امام القاضي
وقع نظرها على ملفهما ليرفعه القاضي نحو انظارها مما زاد انتفاض جسدها... اغمضت عيناها تحسبا لما ستسمعه.
حقا ليدوي صوته في ارجاء بصوت جهور
"ملفكم مرفوض لا يمكن العقد لكم... حواء لا يمكنها"
ارتفعت همسات الحاضرين مختلطة مع شهقة والدتها
"ماذا!؟....ماذا هناك!!..ما الذي يحصل؟؟؟"
"هل فيها شيء؟؟ايها القاضي ما الذي يمنعها لا تخبرني ان ابنتي مريضة!!"
صرخ الاب باستنكار وقلق
"ايها القاضي هل حبيبتي بها مرض خبيث"
صاح خضر بغضب
طرق القاضي بمطرقته هاتفا
"هدوء ما هذه الضوضاء التزموا الصمت"
ثم التفت نحوهم هاتفا بحنق بالغ
"ما لهذه المسرحية حواء نبيل الطوسي متزوجة"
علا همس الحاضرين واصبحت غمغمتهم واضحة
شهقت والدتها
"ابنتي متزوجة!"
واغمي عليها
لينقض خضر على رقبتها بعنف، نار الغضب قد اعمته ليضرب رأسها بالمنضدة
فلتت صرخة من فمها واختلطت بأصوات ضحك لا يمكنها نكرانها... سال دم رأسها.
امسكها يسحبها سحبا الى خارج المحكمة غير مبالي بها ونبيل يركض خلفه ويهتف بغضب وعيون تحبس دموعها.
"اتركني بني خضر انا من سيذبحها انا، فلقد هتكت عرضي وخرجت عن طاعتي".....
وحواء تنتفض بين يده كالطير المذبوح وقد غابت عما حولها تحاول ان تتماسك.
لقد تحسبت وترقبت لهذا اليوم وما بقي الا لينفذ حكم اعدام بها وترتاح من الدنيا... رماها خضر بقوة على الارض، كتمت صرختها المتوجعة.
رفعت رأسها تحاول القيام لتلتقي عينيها من جديد بعيني كرم الشامتين انتفضت بعنف لكنها تحاملت على نفسها وحاولت الزحف لتتخلص من يد خضر.
لا تعلم لما تقاوم ولقد استسلمت من قبل.
فقدت زمام نفسها لتجهش بالبكاء وخضر يصرخ بحقد
"لا انا من سيذبحها"
وخطى بقدمه على يدها يمنعها من الحركة وانحنى عليها يصفعها وهو يصرخ ويشتمها.
ونبيل يلعنها لحظات لم يشعر بها واذا بحواء انسحبت من بين يديه ليد رجل لم يكن عمه نبيل رفع عينه نحوه ليقول الغريب بصوت مخيف يبث القشعريرة.
"انا احق منكم بذبح زوجتي"
وحواء لقد لفظت انفاسها بين يديه من شدة الرعب
...............
....................


....................

modyblue 05-12-18 12:37 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كرم اخذ صدمات الله يعينه اعتقد لا مفر سوي ان يوافق ل الزواج هههه صدمة تطله انثي
حواء اعتقد تحلم ن رعبها
الاحداث تتصاعد منتظريييينك

modyblue 05-12-18 12:37 AM

اغضبني حبك سيدتي
لأني لم أعد أشعر
بأني موجود
وبأني لازلت حيآ
ومن غير وجود
اغضبني من نفسي
لم أعد اميز ألوانآ
اوشطئنآ بغير حدود
ولم أعد أبداً ربانآ
اوقرصنآ بسفنن وكنوز موعود
اغضبني من قلبي البائس
جعل حياته علي كفه
بعد حب داعبه وهو مولود
وطريق منذ ولادته بات مسدود
اغضبني من عالم اغمض
عيني عن كل دروب
وجعلها أنهر عملاقةوبها سدود
ولم الحيرة والتفكير
وبما كان موعود
بعد جفاء وصدود
اغضبني حبك سيدتي.......♡♡







أمنية 76

modyblue 05-12-18 12:38 AM

https://upload.rewity.com/uploads/153435177180041.png

modyblue 05-12-18 12:40 AM

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...qO1R6Ps_dXxHgk

modyblue 05-12-18 12:42 AM

https://www.hekams.com/image/%D9%85%...D8%B4_9389.jpg

modyblue 05-12-18 12:44 AM

https://www.m5zn.com/uploads/2010/3/...l16kmf88ky.jpg

فاطمة عبد الوهاب 07-12-18 02:21 AM

ملاحظة فقدت وجدت ان العنوان يحتاج الى توضيح فهو يحتمل عدة وجوه و اما وجهت نظري و ما اريده ايصاله لكم فهي:
*أمة مرادف عبد/عبدة
*ابتلت تعرضت الى بلاء
*شرك معناه الحرفي حبالة الصيد و معنى الذي اريده من شرك هو تبِعات و اثار افعالها
*ما جنت يعني ما ارتكبت او عملت
*****طلب من اختكم او ابنتكم اكتبوا لي اي شيء اوصله لكم العنوان قبل توضيحه فالفضول يتملكني اي مشاعرا و اي معاني قد اودعها لكم العنوان
و قد يكون بلا معنى لبعضا منكم ......
و احداث الرواية و مكانها هو العراق فلباس الاشخاص و اسمائهم و افعالهم فما يحدث في رواية ليس بضرورة خيال انما هو يمتد الى الواقع
فالرواية قد يستنكرها بعض القراء و بعضهم يهواها و الاخر تحزنه او تفرح اخرين فليس بالضرورة ان تكون محض خيال و لا ارض واقع.......
هذه الرواية انما هي لهيب مستعر في داخلي ان لم اخرجه الى دنيا الكلمات و عالم الاحرف فستلتهمني في الاخير احتاج الى ان ارويها لكم و اشاركم في ناري عسى ان تخمد و تعتقني
فرجائي منكم ان لا تخيبوني فلا تبقوا ما يختلجكم من مشاعر و احاسيس و ردودا افعالكم لأنفسكم و تغلقوا عليها ابواب قلوبكم و عقولكم شاركوني بها و دعوني ارى ما تفعله ناري بكم حتى و ان كانت خيبة تصابون بها بسببها اجعلوني اصيب بها كما اصابتكم
فقد يكون لهيبي
حزن لبعض
و فرح لبعض
و خيبة لبعض
و غضب لبعض
و مهزلة لبعض
و مرارة لبعض
فأما ان تخمد هذا النار او تستعر اخرى غيرها
...............سلاما و مودة لك قارئ منكم...............
************************************************** ***********

الفصل الثالث


ليقول الغريب "انا احق منكم بذبح زوجتي"
و قد الجمت الصدمة الجميع و تصلبوا مكانهم كالأحجار......ادارها بين يديه لتقابل وجهه....نظر لها بعينين غائمتين تختفيان ما يعتليه من افكار و مشاعر...... رفع يده نحو وجهها يمررها على عينيها الغائرتين من شدة الذهول يغلقهما و يهبط بعدها بأنامله نحو فمها يمسد شفتها التي ازرقت و ادخل اطرف اصابعه بين شفتيها لتنطق بخوف و ألم
"م...ح...م...د"
مال براسه نحوها و تهللت ابتسامته الماكرة و غمغم "اجل يا نور محمد"
لتنتفض بين يديه كالمحتضر....
قرب وجهه منها قبل شفتيها و مال نحو اذنها هامسا
"اهدئي زوجتي....اسكني فانتِ بين يدي....و اغرق رأسها في صدره....فلا ملجئ لكِ في العالم غيري و لا امان سواي....لا احد له الحق بنظرة من عينيك و لا زفير من انفاسك....و لا لمس شعرة منك و لا عبق عطرك...لم يخلق الله احد احق مني بك لا في حياتكِ و لا موتك....لا تستحقين الغضب من غيري و لا الرحمة...."
ابعد وجهها عن صدره لينفخ على اهداب عينيها ...لتتعلق برقبته تحتمي منه به
" تو...تو...حوائي لا تخفي وجهك دعيني اختزن تقاسيمه فلا وقت بقى لكِ"
"زاد اهتزازها و شدة على رقبته....اخذ يمرر يده على راسها و ظهرها قائلا "فتاتي ما اجملك بفستان الزفاف لكنك حرمتيه عليه و حلالتيه لغيري....."
بدئت قدمها تتهاوى ليسندها من خصرها ليكمل "لا امان لك مني حتى بين ضلوعي...."
اختنقت على اثر كلامه ليقول "لا احد يذبحك غيري"
قبض على رقبتها بعنف يبعدها عنه صارخا و اقد احتقنت اوجداه
"انا اولى بك بكل شيء و من كل شيء ان حان اجلك بما جنيتِ فسيكون على يدي"
و اخرج بيده الاخرى سكينا يمرره امام وجهها تعلق نظرها بسكين و انعقد لسانها تحاول استنجاد به بلا جدوى...ارادت الصراخ بلا فائدة مدت ذراعها تمسك بأطراف قميص....فهدر بها خارت قواها و انكسر سد دموعها لتنحدر بقوة.....القها على الارض و قرب النصل منها لتصرخ مختنقة بالشهقات
"ك....ر.....م"
صم الصريخ اذانها و ارتطمت بالأرض فارتعدت جالسة
"بسم الله الرحمن الرحيم" همست تلتفت من حولها تتعلق عينها بكل بارتعاش مدتها يدها تتحس رقبتها و اخذت تمررها على بدنها غارقة بالعرق ارتجفت.... لا تصدق انها كانت بين يدي محمد.....كادت تذبح....و صرخت بالاسم المحرم....لعقت شفتيها...تتذوق قطرات المالحة رفعت اناملها تتلمس دموعا الحارة...لا تصدق فمازالت محمومة من الرؤيا و كأنها حقيقة وضعت يدها على طرف السرير تحاول نهوض بعد ان سقطت من عليه كما القاها محمد في المنام نهضت بارتجاف ما ان وقفت حتى صدح صوت اذان رمت نظرها الى الساعة بصدمة اي اذان هذا لما تتجاوز عشر ثواني حتى تعي انه اذان المغرب قد ارتفع....تنهدت بألم و خطت نحو النافذة فتحتها و بدء الهواء يتلاعب بستائر النافذة كأنه يسابق ذراته.....يهمس لخدها و يداعب خصلات شعرها الطويلة....اسبلت اهدابها تاركه الرياح تلاطفها و تنعم بلسعة برودته.....دارت بجسدها نحو القبلة اهتزت حدقتاها و تنمرت دموعها عليها رفعت يدها هامسة
"يا ذا الرحمة الواسعة ارحمني...."
"بني كرم.....كرم" اخرجه صوت ليلى (امه) من افكاره ترك الملعقة و الشوكة من يديه على المائدة و التفت مجيبا
"نعم سيدتي"
"اميري لقد كنت اكلمك لكنك على ما يبدو شارد الذهن ما الذي يشغلك"
تنهد مجيبا "لا شيء يا غالية...ماذا كنت تقولين "
"اراحك الله....لا تشغل بالك ليس مهم ما قلت" تكلمت بقلق
"كرم تفضل كل بعضا من هذا الطبق" اردفت زينب و قدمت الصحن
رفع كرم بصره اليها زينب ستتم 29 عاما هذه السنة طبيبة اسنان ماهرة....ابنت عمه طالب الذي رزقه الله بعدها بمدة طويلة تتجاوز 9 سنين بمحمد على كبر
و الان لقد رحل محمدا ايضا....تأملها لحظات قبل ان يومئ برأسه لاحظ تورد وجنتيها فزفر بعدم راحة
"ستدخل عقدها الثالث رافضة الزواج ، فتاة بمثل نسبها و عملها يتهافت عليها الشباب و الرجال لطلب يدها..... ترفضهم متعلقة بي تتأمل ان يأتي يوم و اتقدم لها....لكني لا اريدها متى ستعتقني من تأنيب الضمير و تتخلص من حبها لي فمحال ان يأتي يوما اتزوجها فيه" قالها في نفسه يكتم غضبه منها
جذبه من خضم دوامة افكاره صوت ارتطم قوي رفع رأسه تجاه الصوت ليرى كاظم واقفا و اقد اسود وجهه من شدة كتم غيظه و كرسيه ملقى خلفه دليلا على قيامه بعنف ليدوي صوته بعد لحظات
"لقد شبعت شكرا على العشاء اعتذر لاصدار الضوضاء لقد تذكرت ان لدي عمل لم انجزه بعد" القى كلامه و انصرف مكفهر الوجه
و زينب تململت مكانها منزعجة لا يعلم سر كره زينب لكاظم
تنهد كرم مرة اخرى
"لقد تنهدت للمرة المئة ايها الطبيب" اردف كميل
فالتف اليه هو الاخر و عيون الجالسين متلفة حوله فقال يداري موقفه الحرج "ليس لديك عمل سوى عد و فرز كم مرة تنهدت يا حضرت الاستاذ"
تململ كميل في مكانه خجلا قائلا "انت من تجذب الانتباه فلقد جعلت جو العشاء غائم بسحائب افكارك"
"كرم اخي اريد اطلب منك شيء" قطعت رباب التوتر الذي ساد المكان
رد عليها مسرعا حتى يتهرب من انظارهم المتعلقة
"تفضلي يا حلوة ماذا تريدين"
"هل لا سمحت لي بأن اذهب مع زينب الى المستشفى اريد ان اقضي الغد معها" تكلمت بارتباك
رفع يده يحك ذقنه مفكر ليرد بعد لحظات "هذا اذا كان امركِ لا يزعج زينب"
هتفت بحماس "قطعا لن يزعج زينب"
"التزمي هدوء" تكلم ملتفتا الى زينب "هل جدول مواعيدك يسمح لرباب بمرافقتكِ"
ابتسمت زينب بخجل و اجابت جواب كمن سُألت لزواج "اجل، موافقة، تحت امرك " شابكه اصابع يدها تُدورهم بارتباك
اومئ برأسه و نهض قائلا "لقد شبعت شكرا على عشاء استأذنك ابي بالانصراف ان لم يعد احد منكم يحتاج لشيء مني...."
اومأ والده قائلا "خذ راحتك بني"
رمى نظره نحو رملة تمضغ الطعام مطاطة رأسها يتوجها تاج الحزن و الانكسار و مشى بنظرة حسرة على حالها و يزفر بحنق لما ستؤول له الامور و بدء يتوعد لحواء بكل انواع الوعيد....
دار مقبض باب غرفته و خطى داخ ادار مقبض باب غرفته و خطى داخلها.....جلس على طرف السرير انحى متكأ براسه على قبضة يده مفكر بما حصل قبل قليل من غضب كاظم و ثورانه
"متمتما ما بيدي حيلة يا كاظم لست انا من يجعلها تكن لي المشاعر و لست قادر على ردعها و لست الملام لوقوعك في حبها....آخ يا كاظم انت في جانب و زينب في جانب اخر و ابي و ما حملني من مسؤوليات في كفة و رملة وحدها في كفة....امي و طموحاتها.....و رباب النارية و هدى رقيقة كرقة الثلج كلكم في طرف و محمد و في الطرف الاخر من النهر....محمد ذلك الولد العاق لي و العاشق المهووس بتلك حواء.....لم استطع ان اغفر له زواجه منها لحد الان و لا تعلقه بها و جنونه.....ليفجعني بدناءة ما ارتكب"
اغمض عينيه بألم و حسرة و ذكريات تقفز على اوتار قلبه و تتراءى امامه و كأنها حية كما نبض قلبه ارجع رأسه الى وراء...الى ذلك اليوم عندما دعاه محمد الى معرض رسمه الذي افتتحه و اخذه الى خلف المعرض للورشة التي اساسه هو له ، لم يكن مهتم بشيء مما يعمله او يريه له.....ليجذب انتباهه فتاة تتنقل بين لوحات محمد و الوانه برشاقة كرشاقة الغزال و تقف عند كل لوحة تنظر لها بعينين تنافس الغزال بوسعها و طول اهدابها التي ترمش بها بين لحظة واخرى تتحدى بنعومتها اجنحة الفراش....متمتما لنفسه
"رغم ما صنعناه من ضوضاء منذ دخولنا لم تنتبه لنا و لم تلتفت اصلا كأنها مغيبة عن هذا العالم تهيم في عالما غيره....اصابتني الغيرة من الرسومات، تمنيت للحظة انها تنظر لي و تتأملين كما تتأملها...نهضت تتنقل مرة اخرى لكن هذه المرة احضرت عدة الوان و جلست امام حامل اللوحة الرسم و شرعت ترسم...ما ابرع حركات يدها ليتها تمرر اناملها على وجهي و تخلل اصابعها في شعري...ضحكت ما انعم جسدها...بضخامتي هذه تبدو كطفلتي...انبت نفسي كيف لي انجذاب نحو مراهقة....لا اعلم ماذا جرى لي لأسال محمد كم عمر هذه المراهقة...انفجر محمد في نوبة ضحك هيسترية....اغضبني بشدة لأزجره بعنف...جذب سمعي صوت سقوط شيء، لأرى الغزال فارغة فاها الصغير و قد اسقطت الالوان من يدها تنظر لنا بصدمة...تركت ما في يدها و ذهبت تركض بقى نظري معلقا بها لتتوارى خلف قاطعا من خشب مثل الستائر عمله لا اعلم لما وضعه محمد ما داعي لتقسيم الغرفة لحظات لتخرج لابسة عباءة بغدادية صدمت حقا هذه المراهقة تحتشم بالعباء اخرجني صوتها من افكاري قائلة بارتباك
"اسفة لم انتبه لقدومك استاذ محمد اعتذر مرة اخرى لضيفك...لقد اتمت درسي و عملي اليوم و مبارك لك افتتاح المعرض بما انك حضرت اسمح لي بالانصراف...."
اومأ لها محمد برأسه قائلا شكرا لكِ انسة حواء و احسنتِ عملا لا اعلم ماذا افعل من دونكِ ....رافقتكِ السلامة.....لو كان علي لما سمحت لها بالانصراف....تمنيت ان اخنق محمد لسماحه لها...ليتها بقت قليلا بعد...انتبه لي محمد...بقى ينظر لحظات بنظرات لم افهم معناها ليتكلم بعدها مناديا بصوت غامض
"كرم ماذا حصل لك كدت تلتهم الفتاة"
"اه...ماذا تهذي به" صرخت مرتبكا محمر الوجه
اردفت لأتخلص من هذا الجو المشحون بشحنات الغريبة قائلا
"أ لم تقل انه الغيت موعد الدروس بمناسبة افتتاح المعرض لما هذه الفتاة هنا"
اجاب "حواء ليست متدربة فقط انما مساعدة لي ايضا فهي تعتني بالورشة"
ضحكت عليه قائلا غير مصدق
"طفلة تشتغل لديك ما الذي تفعله و بماذا تقايضها بعلبة الوان مثلا"
"هتف غاضبا لا تسخر انها في منتصف العشرين تدير الورشة في غيابي و تتولى تنظيم الامور و اعمال اخرى....نائبة في مكاني تسجل المتدربين"
فرغت فاهي غير مصدقا لما سمعت لأكمل
"اقسم لك يا فتى ظننتها ابنت الرابعة عشر او الخمسة عشر اعتذر لك... و نكزته في كتفه اذن ايها الشقي نائبتك اكبر منك بالعمر رغم ذلك تبدو انت شيخا كبيرا"
و دلفت اضحك...لا اصدق كمية الضحك الذي ضحكتها اليوم
ليصرخ بعدها حانقا "اقسم انك لن تدخل ورشتي بعد اليوم"
علا رنين الهاتف ليخرجه من بحر ذكرياته...رفع يده يمسد صدغه و اخذ بيده اخرى الهاتف يغلقه متجاهلا النظر الى هوية المتصل
نهض بخطوات متثاقلة لاعنا نفسه لتعلقه بها و جنون نبضات قلبه لطيفها
لكن ذلك الجنون قد ولى...و تحول الى امواج من الحقد و الكره تضرب قلبه و تعصف به ....ضرب الحائط بقبضة يده لما تراءى له من مرارة الذكريات.....
كرم....كرم يصرخ محمد بصوت متقطع يتخلله شهقات بكاء......ارجوك جد لي حل معها....اريدها....اريدها...انه� � تطلب مني الطلاق لكن استطيع اعطاءه له فلتطلب حياتي الا الطلاق.....
هتفت شاتما مرة اخرى لذكرى انهيار محمد......
كرم...يتكلم بصوت مرتجف...و بدنه ينتفض...صارخا اتصدق انه لا تكتفي بي زوجا....تدعي اني لا اشبعها....تحضر رجالا اخرين للمنزلي و فوق فراشي.....
زاد صراخ كرم يضرب رأسه بيده..... ليركض كميل و كاظم يطرقان الباب عليه فلا يجيبهم
ذكرى....ذكرى اخرى مريرة....اول و اخر مرة ناداه محمد به اخي....اخي اتصدق لقد أجهضت طفلي...جثى على ارض يتلمس الهواء و كأن محمد جالس امامه يمسح دموعه....
جفل على كسر الباب رفع راسه مدهوش ناحية الباب كميل و كاظم واقفان يلهثان قد اقتحما الغرفة...تداركا نفسيهما قائلين
"ظننا انك ستدخل في نوبة من نوباتك التي كانت تحدث بعد وفاة محمد"
وعى كرم على نفسه....ازدر نفسه قائلا "ما تقصدان"...اكمل غاضبا لقد استرجعت زمام نفسي منذ زمن...لا شأن لكما بما يحدث ثانيةً"
"تكلما يتعثران بكلامهما لقد كادت... اوداجك تنفجر....من شدة الصراخ قلقنا عليك؟؟....ارجوك لا تقلقنا عليك..."
"كدت اموت رعبا من ان افقدك اخي..."صاح كميل بصوتا حزين
"لا تقلق...يا ولدي...لا تقلقا...لا يوجد شيء فقد تذكرت بعض الذكريات مع محمد...لم اتمالك نفسي...لأني لا استطيع محاربتها و لا مداواتها...اعتذر لكما" تكلم رافعا يده يسمح على وجهه
ربت كاظم على كتفه و خرج قائلا "اعتني بنفسك"...و تبعه كميل رادفا "هل تحتاج الى شيء اخي...سننصرف لتستريح"
اومأ لهم برأسه........نهض...اخرج سروال من الخزانة متجها الى الحمام....بعد مدة خرج...مشى نحو السرير غير مباليا بتجفيف شعره او تغطية جذعه و ارتمى عليه...آخذ وسادة يخفي بها راسه....تقلب في فراشه...يستغفر الله.......دار على ظهر...يتمدد....ابعد الوسادة...و ابقى نظره معلقا بسقف الغرفة...يفكر بما حدث اليوم داخل المستشفى في غرفة مكتبه....كانت السبب بقفز هذه الذكريات الى رأسه...ضرب بقيضة يده على فراش الوثير...تمتم لنفسه
"كنت في تلك الاشهر الماضية اترقب ظهورها و حضورها لأبعدها عن عائلتي و ان لا تصيبها شرخ بسببها....احاول قدر الامكان اخفي اي فجيعة عملها محمد....ظننت انه انتهى لم يعد لديها شيء ظاهري يربطها بنا...و كنت متعجبا انها لم تظهر حقا بعد تهديدي لها ذلك اليوم لا لجنازته و لا لعزائه و لا حتى لزيارة قبره....كما يبدو كانت تحضر نفسها و كعادتها مفاجأتها الجمت لساني ...لا انكر لقد قررت ان احرمها من الميراث و ان لا اذهب خلفها و حتى و ان كانت ستصبح اما و هذا استعبده بعد تلك الحادثة...لكن يمكن ان تنسب لقيطا لمحمد.....لأفجع انها تحتوينا كم تحتوي الافعى بيوضها....آخ...آخ منك يا محمد و لعنة عليها...اتزوجها كيف سأدخلها الى منزل العائلة...كيف أمن شرها الا يصب افراد عائلتي...هل هذا ما كانت تصبو اليه...... لا خيار لي سأجعلها تحت ناظري لا اعلم ما قد تفعله...اقسم بجبار السماء....ساربيها على يدي و اقتلها ببطء فلتتمنى الموت و لن تجده".....................
....
تململت في فراشها على صوت رنين لا يأبى التوقف رفعت راسها بانزعاج اخذت تتلمس الفراش بيدها تبحث عنه ارادت رفضه لكنها لمحت الرقم.....قفزت جالسة...التفت يمينا و شمالا...سكن الهاتف نظرت الى الساعة رابعة عصرا...لطمت بباطن كفها رأسها..... تهمس
"هل قضيت البارحة و النهار الجمعة كله نائمة....لا اصدق..."فزعت من رنين الهاتف مرة اخرى كادت ترميه....ازدرت ريقها و فتحت الخط مجيبة
"نعم"
"يا امرأة تعالي الى المستشفى...انتظركِ خلال ساعة و الا فلتتحملي تبعات افعالك" جاء صوت الطرف الاخر بجفاف ظاهر و اغلق الهاتف.....
مررت يدها في شعرها...مسحت وجهها...لحظات لترمي الهاتف و تقفز الى الحمام....اغتسلت و لبست حجابها بسرعة لم تبالي ب القى نظرة على نتيجة شكلها ....اخذت مفاتيح السيارة و حقيبتها و نزلت السلالم راكضة وصلت الى باب الخروج نادت امي
"لدي عمل انا خارجة ظرف ساعة و اعود...."
و اوصدت الباب و انطلقت لم تستطع والدتها الحاق بها و لا استفسار خرجت كزوبعة اصابت المكان.....قادت السيارة و افكارها تحوم حول الامور السيئة و المصائب المقبلة...وصلت...ركنت السيارة....اخذت نفسا و استغفرت الله و توكلت عليه و دلفت..... متوجهه الى غرفته طرقت الباب و ادارت مقبضه...نظرت حولها لم تجد اسماء و المكان يعمه الهدوء....ليخرج طيفه...ارعبها...لكنها تمالكت نفسها....تقدم نحوها قائلا
"اجلسي...." اخرج عدة اوراق وضعها امامها و اردف
"سأقبل عرضك مقابل شروطي لا اتنازل عن جزء منها"
اتسعت عيناها بصدمة و ازدرت ريقها قائلة
"ماهي شروطك غير تنازلي عن حقي من الميراث و باقي املاك"
تكلم بفحيح
"هذه في كفة لابد منها و الا لن يكون عرضك قائما اصلا و شروطي في كفة اخرى لقبول العرض و لا يوجد امامكِ غير القبول"
زاد ارتباكها لتقول "انا اسمعك"
"وقعي على هذه اوراق"
دعني اقرأها بأول
هتف بحدة "قرأتها من اساسه لن يغير شيء قلت لكِ ليس امامكِ الا قبول فلا تضيعي المزيد من الوقت"
كتمت غيظها قائلة بصوت تحاول جعله هادئا
"قل ما عندك"
اردف بصوتا لا حياة فيه
"زواجكِ مني لا طلاق فيه
و دخولكِ منزلي لا خروج منه
لن تختلطي مع افراد عائلتي بأي طريقة و لأي سبب
لا دراسة و لا عمل
و شيء الاخير و الاهم انا و انتِ لن نلتقي في الطريق ابدا
تمثلين امامهم دور الزوجة و معي كتمثال الرخام لا وجود فيه و لا حياة "
شكرت الله انها جالسة و الا كادت تهوى على ارض صريعة
اسبلت اهدابها و اخذت نفسا مرتجفا...تحاول خنق عبرة قد تخونها في اي لحظة.....
اعماه الكره فلم يعد يرى شحوب وجهها و لا ارتجاف بدنها
نطقت بعد مدة
"قبلت بها"
"اخرجي...انتهى عملك" هتف باشمئزاز
نظرت له بألم...شعرت ان سماء ستطبق على الارض و نهضت امامه و مشت مسرعة بخطوات متعثرة
................
زفر بقوة يحاول سحب الهواء كله فلم يعد يكفيه الشهيق الرتيب......ركل ساق المنضدة يفرغ غضبه بها....القى بمئزره و خرج متجها الى سيارته.....قادها بلا وجهة بعد مدة توقف ليدرك مكانه....تفاجئ ان قدماه قادته الى قبره...قبر محمد...تنهد....فتح الباب و ترجل منها....خطى نحو القبر و جثى عليه اخذ يمرر يده في تراب القبر همس بعد مدة
"كم مضى عليك تحت التراب يا فتى...."
ضحك مستنكرا نفسه....اربعة اشهر و خمسة ايام، و كأنها اربعة ايام و خمس ساعات...جلس على ارض ليردف
"ما تظنه يا محمد هل لزمت عليك العدة.....أ تعلم زوجتك خطبتني...علا صوته بضحك....و انا وافقت لاسترجع ما سرقته منا من خلالك
أ و تدري لو كنت حيا على الارض و لست ميتا تحت الارض لأشبعتك ضربا....ألم تجد سوى هذه الفاسدة تعشقها و تبتليني بها....ليتك لم تولد...ليتك بقيت فقط على زواجك بها
أ و كان داعيا لسرقتي لترضيها
الله اعلم كيف خدعتك و ذهبت انت و قيدتني بقيد لا مفاتيح له.....محمد لا اعلم ماذا افعل اشعر ان روحي تدنس فقط من انفاسها....رغم ذلك اعدك ساربيها لأهلها و لك و اجعلها تتمنى الموت و ان ترقد بدل عنك"
....................
في منزل حواء.....اصوات الحطام تتعالى و ارتجاف الابدان لا يتوقف
واقفة امام والدها تتلقى ضربة على وجهها....اصدرت اذنيها طنين...وكاد الظلام يغلف عينياها....لكنها تماسكت...و والدها يصرخ....
"اين كنتِ....كيف تخرجين بدون علمي....أ فشلت بتربيتك حقا....يا بنت ماذا يقول عني العالم لخروج ابنتي في مثل هذا الوقت و اغلب اوقاتها خارج المنزل لو كان لي ولد لما كان يخرج بقدرك و دون علمي....
لقد فهمت عملا في صباح و دراسة و نشاطات في المساء.....اما اليوم فهو جمعة....ماذا فعلتي بخروجك انقذتِ كلبا جريح مثلا...ماذا يقول الناس عنا...ابنتهم المطلقة حرة بلا لجام و لا احد يردعها....."
قاطعت والدها بصراخ و قد اعماها الغضب و الحزن
"انا لست مطلقة سوى في نظرك....انت تتوهم عني...زوجتني و لم تراقب ابن اخاك....خدعك انه سيتم عقد زواجنا و يصدقه بالمحكمة في روسيا
أ و تظن زواجا شرعيا يكفي ان اكون متزوجة...لا...فلا احد يعلم به غيرك و طلاقي ايضا لا يعلم به غيرك حتى و ان علم الناس فليس هناك يثبت اني متزوجة و الان تسوقني كسوق الخروف لجلاد من جديد لابن اخوك الغالي...لو كان لي ابن اخ مثله لقتلته....لكنك لا تبالي و تلقي الوم علي...."
خرست بضربة من والدها قد ادمت شفتيها هاتفا
"لا تتجاوزي حدك...احترمي نفسك....مسكها من شعرها مع من تظننين نفسكِ تتكلمي احد طلابك مثلا"
هتفت بحزن مرير
"ابي لقد فعلت شيء واحد انقلب ضدك....ان كنت قد زوجتني بسلطة منك و خرجت من ولايتك لولاية ابن اخوك ها قد تطلقت منذ زمن و بهذا فقد خرجت عن سلطتك فانا وليتُ نفسي لا انت لا و احد غيرك ولي عني اذا كان العرف لا يسمح بذلك لكن شرعية الله امام و خلف اي عرف....لا اهتم بكلام الناس...فالناس لن تدخلني الجنة و لا تلقيني في النار.....و زواج من خضر لن اتزوج....."
و هوت الى الارض على قدمي والدها تقبلها و قد اجهشت بالبكاء قائلة
"ابي بحبك لي اتوسل اليك زوجني لن اعارض الا خضر......"
انحت والدتها عليها امسكتها من كتفها ترفعها عن الارض.....اغمض نبيل عينيه بغضب يكتنفه الحزن و انسحب موليا ظهره و تركها في مكانها غير مبالي برجائها.......وقف...نادى
"رقية لا تسمحي لابنتك بالخروج و الا ستتلقين عقابا بدل منها"
................
مضى يومان و حواء حبيسة غرفتها لا تقبل الخروج و لا التكلم مع احد...تفكر بذلك الولد المهيب ابن عبد الزهرة ماذا يفكر و ماذا ينوي ان يفعل...لماذا لم يأتي لم يبقى على قدوم خضر سوى يوما واحد....زفرت بألم هامسة
"قرب اجلي و حانت ساعة احتضاري....يا رب لا راحم لي سواك ارحمني يا ذا الرحمة..."
غفت بين مناجاتها و رجائها و دمعة يتيمة معلقة بطرف عينها..........................

رفعت رأسها فزعة .....متأكدة انه قد قفلت باب غرفتها بالمفتاح متى فتحتها لا تدري رمت بنظرها نحو رقية التي دلفت الى الغرفة و مشت نحوها ، لم تكلمها حواء بحرف ، جلست بجانبها قائلة بارتباك بدون مقدمات
"بنيتي ما لكِ لا ترضين بخضر أ لم يكن حبيب طفولتك..."
قاطعتها حواء بصدمة
"انتِ قلتي كان...كان..." دمعت عيناها هامسة "لقد خرج من قلبي و نزل من عيني يا امي...لا تسألني كيف و لما"
تنهدت والدتها قائلة "بنيتي لا تغضبي والدك تبعا لقلبك فهو اعلم بمصلحتك و يعرف ماذا يفعل و هو يخاف ان يباغته الآجل و يترككن بلا سند و حامي"
صرخت بألم "لا اريد سند من نار و لا اريد الحامي هو الجاني يكفي اي عقلية هذه...."
تكلمت الام بحزن هامسة "غفر الله لك يا بنتي ما هذا الكلام"
"امي يكفي كلاما ارجوك اتركيني لمصيبتي"
"لم اتتِ للكلام فقط...لقد تقدم احدهما لطلب يدك و هو في المجلس عند والدك"
اتسعت عيناها غير مصدقة قائلة "و من اتى و من يكون هذا
لا اعلم...اتيت لأخبرك فقط"
همست بارتجاف "و لما تخبريني"
"لم يطاوعني قلبي الا بأخبارك"
تكلمت بسرعة "اريد ان اراه"
"اذن اغسلي وجهك و البسي و انزلي خلفي"
نهضت مسرعة...شطفت وجهها...و وضعت العباءة على رأسها و نزلت تسابق قدمها....وقفت خلف الباب...ليصلها صوت كرم
تهللت اساريرها كرم قد جاء حقا....غافلة عن نظرات والدتها...ترهف السمع لحديثهما...تسمعه يقول....
"ايها العم الكريم اتيت لطلب يد كريمتكم....كما اخبرتكم انا كرم صالح عبد الزهرة طبيب جراح في مستشفى....اردت الزواج و صديقا لي عرفني عليكم...لابد ان تعرفه....الشيخ جابر الغازي لقد اوصاني عليكم و بجلكم كثيرا...."
عم الصمت ليقطعه صوت والداها ضاحكا "لا اصدق حفيد الطبيب الكبير المشهور بلا منازع يتقدم لنا اي الاقدار ساقتك لنا"
ابتسم له كرم مجيبا "معدنكم و سمعتكم الطيبة...لا تتملقنِ يا عم فانت عظيم الشأن و هل هناك احد لا يعرف اسمك و سمعتك بعد الحرب الاخيرة و ما لك من فضلا علينا فردا فردا...اسال الله ان يطيل بعمرك و يكثر من امثالك...."
ضحك الاب مزهو بنفسه ليردف "هل سألت جيدا عنا"
اومأ كرم "و لن اجد افضل منكم" .....سكت الاب قليلا ليقول "انا لا احب ان اخفي عليك و لا اخدعك فأن ابنتي الكبيرة متزوجة....فالتي تريدها غير متوفرة"
اهتزت حدقتا كرم و فرغ فاه و اشتعل صدره غضبا تمالك نفسه..."يا عم لم يقل لي الشيخ عندما سألت و قد عرفني عليكم"
اومأ الاب "اجل فزواجها كان شرعيا بينا فقط لا يعلم به احد و قد انفصلت و ستعود لزوجها بعد ايام"
"لن اردك خائبا.....
لذا اتشرف بإعطائك احدى التوءمتين...."
ازدر كرم ريقه يحاول تهدئة نفسه قبل ان يحرق المنزل باهله و يقتل حواء شر قتلة....رفع رأسه على انفراج الباب بقوة لينظر الى الحواء الواقفة بمدخل الباب تلهث بشدة هاتفة بأنفاس متقطعة
"انا اقبل الزواج به ابي انا اريده لن ارجع الى خضر....."
تصلب كرم في مكانه لا يصدق ما يسمع و ما يرى.....لينهض الاب غاضبا
"اخجلي يا امرأة" هتف بها
"رقية كيف سمحت لابنتكِ لقد ارقتم ماء وجهي..." صرخ بهم
نظر بها بغضب...لم تتزحزح.... توجه نحوها...وصفعها هاتفا
"الا تخجلين من اقتحام مجلس الرجال و تطلبين الزواج...."
تجاهلت حرارة الصفعة..."اساله يا ابي أ يوافق علي...."
التف اليها كرم بنظرات تستشيط غضب كتم غيظه ليقول بصوت ابرد من الصقيع
"يا عم انا لا ارضى بزوجة سوى ابنتك الكبيرة"
و هتف الاب "و انا لا امرأة عندي لك"
فصرخت حواء "و انا لن اتزوج من احد سواه...."
ليلطمها الاب ما ان اتمت كلامها بالجدار..."اخرسي".....هتفت تنتفض كالذبيح
"ان اردت ان اتزوج فلن اتزوج سواه انا موافقة عليه...."
لكمها نبيل من جديد و اخذ يسحبها خارجا بها من المجلس ليلحق به كرم يمنعه من ضربها اكثر...امسك بيد نبيل التي سحبت حزام بنطاله ليجلدها.....
"لتصرخ انا اتزوج كرم و لن تستطيع اجباري حتى و ان اجبرتني على خضر سيكون باطلا الا برضاي ...."
نفض نبيل يده من بين يدي كرم و اخذ يمسد صدره....ليردف بكلام يحمل غضب العالم
"اخرجي الان من منزلي اني بريء منكِ الى يوم الدين و لم تعد لدينا بكِ صلة
و لأرى هل سيبقى هذا الرجل راضيا بفتاة مطرودة من رحمة الله....متشردة........."
سحبها من شعرها الى خارج الباب و رقيه تحاول ردعه و هي تولول و تترجاه.....و كرم واقف متحجر ينظر امامه بملامح جامدة و كأن المشهد لا يعنيه........





تلوشه 07-12-18 05:03 AM

ايش هذي اللذاذه كلها
يسلمووو كثير
الرواية عجيبه جدا 🥰

فاطمة عبد الوهاب 07-12-18 06:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13829001)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل زاد من الاسئلة كعادة البدايات
بس اناتهت

محمد ابن اخو كرم ام ابن عمه وزينب اخت محمد وابنة عم كرم

حواء الكل ارادها وهي ارادت من
كرم رجولي التصرفات حامي لمن حوله بر امان

التشويق والاسئلة تزيد متعة المتابعة وفقك الله وكويس انك بتكتبي فصول متتابعة لترضي فضولنا هههه شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حبيبتي الغالية
محمد ابن عم كرم
اذا كان عندي متابعة مثلك انا ازداد تشويقا للكتابة
شكرا

um soso 07-12-18 08:54 AM

صباح الخيرات
اولا اجيب طلبك عن اسم الروايه
انا اول مره فهمته
امه بالضمه امة محمد امة الاسلام مثل هذه
يعني محموعة ناس
شرك شر شخص ما شرير
يعني العنوان بالبدايه فهمته مجموعة ابتلت بشر شخص فماذا حصلت
بعييييييييد جدا
صلحتي امه الى امه بالفتحه عبده
صار عندي بنت ضعيفه ابتلت بشر انسان قوي
الان طلع
بنت وقعت بشرك اي مصيده مثل مايقولون عملوا شرك ليصطادوا غزال او اي حيوان جمعها شراك
الان هذا جواب نهائي صار فهمي صحيح للاسم
بس لك مني تحيه للاسم لان فعلا لفت انتباهي
ساعود بالتعليق

ebti 07-12-18 12:04 PM

جمعة مباركة عطرة بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم...

وجدت تسألك عن فهم العنوان سأخبرك اول مرة قرأت العنوان دخلت لاني اعتقدتها مشاركة بها موضوع سياسي ولكن عندما قرأت المقدمة فهمت ان المقصودة الفتاة التي مات بسببها الرجل ووضح العنوان واعتقد ان الأغلبية سيتغير فهمها للعنوان عندما تدخل وتقرأ المقدمة ف لا تشغلي بالك بعدم فهم العنوان واذا تريدين تعديل الاسم اي تكتبينه بالحركات حتى يكون واضح للجميع من البداية اعيدي كتابته وضبطه بالحركات عزيزتي وارسليه لنا نحن الإشراف ونقوم بتعديله ...

المقدمة شدني الأسلوب فيها هذا رائي المبدئي...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...

فاطمة عبد الوهاب 07-12-18 01:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 13837156)
جمعة مباركة عطرة بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم...

وجدت تسألك عن فهم العنوان سأخبرك اول مرة قرأت العنوان دخلت لاني اعتقدتها مشاركة بها موضوع سياسي ولكن عندما قرأت المقدمة فهمت ان المقصودة الفتاة التي مات بسببها الرجل ووضح العنوان واعتقد ان الأغلبية سيتغير فهمها للعنوان عندما تدخل وتقرأ المقدمة ف لا تشغلي بالك بعدم فهم العنوان واذا تريدين تعديل الاسم اي تكتبينه بالحركات حتى يكون واضح للجميع من البداية اعيدي كتابته وضبطه بالحركات عزيزتي وارسليه لنا نحن الإشراف ونقوم بتعديله ...

المقدمة شدني الأسلوب فيها هذا رائي المبدئي...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...


جمعة طيبة افاض الله عليكِ بالراحة و السعادة
اللهم صل على محمد و على اله و صحبه المنتجبين
ما اسعدني برأيك و وجهة نظرك

و أَمَةُ إذ ما ابتلتَ في شرَكِ ما جنتَ

modyblue 09-12-18 12:15 AM

بألم "لا اريد سند من نار و لا اريد الحامي هو الجاني يكفي اي عقلية هذه


تالمت عليها ف الظاهر من كلام محمد هي سيءة ولكن كلامها عن محمد وخضر يوضح انها ظلمت منهما ولازالت
كيف نقصت صورة ابن عمها ف نظرها وهل كلام محمد عن بينة ام تخيلات وهل حملت واجهضت ام كان مريض
وماقصت خيانتها
كل شوية تطلع اسءلة كتير ههههه شوقتينا وخاصة كرم وشروطه
وابنة العم العاشقة واخر يحبها
منتظرييينك

modyblue 09-12-18 12:17 AM

اما عن سؤالك كنت اعتقد امه هي امه يعني قوم
وشرك يعني شر
شكرا ل الايضاح المعني الان اصبح اوضح
حواء وقعت ف شرك اعده من حولها محمد وخضر والان كرم
وساهم ابيها ف نصب الشرك بتعنته

فاطمة عبد الوهاب 09-12-18 01:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue (المشاركة 13841603)
بألم "لا اريد سند من نار و لا اريد الحامي هو الجاني يكفي اي عقلية هذه


تالمت عليها ف الظاهر من كلام محمد هي سيءة ولكن كلامها عن محمد وخضر يوضح انها ظلمت منهما ولازالت
كيف نقصت صورة ابن عمها ف نظرها وهل كلام محمد عن بينة ام تخيلات وهل حملت واجهضت ام كان مريض
وماقصت خيانتها
كل شوية تطلع اسءلة كتير ههههه شوقتينا وخاصة كرم وشروطه
وابنة العم العاشقة واخر يحبها
منتظرييينك

ههههههههه ان شاءالله ليلة الاثنين اقرب من لمح البصر
وجودكِ يسعدني حقا

modyblue 10-12-18 09:47 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0) ‏modyblue, ‏سديم سديم

um soso 11-12-18 08:26 AM

صباح الخيرات

قبل اي تعليق احتاج ان اعرف انتي عراقيه
سبق وسالت عن مكان الاحداث بسبب عباية الراس وقلتي سيظهر في الفصول

وعرفت انه العراق باشارتك للدم العراقي
واليوم اسال لاتاكد انتي عراقيه وعايشه بالعراق

لان على اساس جوابك يكون تعليقي على الاحداث

بالانتظار

تحياتي


فاطمة عبد الوهاب 11-12-18 01:03 PM

صباح انوار اي حبيبتي اني عراقية

um soso 11-12-18 02:10 PM

حتى متكولين ام سوسو داخله عليه حاميه ولا يكول القراء اني دااجاملج لان عراقيه ومعروف عن ام سوسو صراحتها ومسكها لاي شيء تجده غير منطقي

ماراح انكبر هواي بس اكيد تعرفين بالعراق ماعدنه شي اسمه شركات نفط خاصه بالاشخاص وانما كل شيء بيد الحكومه

وايضا الاب الخمسيني ممكن يشيل بنته الشابه المدرسه الجامعيه

نترك هذا بس اعتقد صعب ان يرفعها من سرير المستشفى ويمشي بيهه بالممرات ويكعد بالسياره ويحطهه بحضنه

امرأة بحضن رجل في سياره لها تفسيرات كثيره هههههههههههه
ثم المكان شلون يكفي هو الجاهل بالحضن ويضايق

راجعي الفصل الرابع لان به الكثير من الاخطاء الاملائيه

بالانتظار لنعرف ماذا يجري




الساعة الآن 05:41 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.