آخر 10 مشاركات
تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )           »          48 - الحصار الفضي - جانيت دايلي - ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          567 - قانون التجاذب - بيني جوردان - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-18, 12:38 AM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
New1 63 - لمسة حب _ شريف شوقى _ روايات زهور _ مكتوبة * كاملة




رواية رومانسية خفيفة وحلوة أبطالها ... يسرا وسامح ... يجمعهما القدر فى ليلة غريبة ... كانت تحمل بقلبها جرحا غائرا نازفا .. بينما هو كان ضائعا ابتلعته دوامة الماديات ... وفى المزرعة التى يمتلكها والده تدور أحداث الرواية وتبدأ لمسات الحب ..

لمسة حب

بقلم : أ . شريف شوقى

روايات زهور





الملخص

هناك أحاسيس ومشاعر نظن أنها ماتت بداخلنا .. ولم يعد عناك سبيل لعودتها الى الحياة .. لكنها لكى تعود من جديد تحتاج فقط الى .. لمسة حب.




روابط التحميل


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



على هيئة PDF

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي











التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 18-12-19 الساعة 03:33 AM
MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 12:45 AM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



1 - فتاة حائرة ..





تطلعت (يسرا) من نافذة القطار الى الحقول الخضراء الممتدة امامها بعينين شاردتين.
بدت وكانها تحلق بافكارها بعيدا عن تلك الطبيعه الساحره التى يزخر بها الريف المصرى.
لقد كانت دائما ومنذ طفولتها مفتونه بمثل هذه المشاهد التى تراها عيناها الان دون ان تحس بها ...........فهى عاشقه لكل ماهو نبت اخضر للاشجار المورقة والحشائش الخضراء .للاغصان والزهور وللحدائق والحقول :كانت دائما عاشقة للطبيعة.
كانت اسعد اوقاتها دائما تلك التى تقضيها داخل تكعيبه العنب في منزل الاسره بالقناطر الخيريه .وتلك الحديقه الصغيره المحيطه بالمنزل ,والتى تتفنن والدتها في زرعها بانواع مختلفه من الزهور.
وربما لهذا السبب فضلت كليه الزراعه على ما عداها للالتحاق بها بعد نجاحها في الثانويه العامه ، بالغم ان مجموعها كان يؤهلها لكليات اخرى تتمناها غيرها منالفتيات ،ولكنها حبت هذه الكليه من خلال حبها للطبيعه والنبت الاخضر،ولم يكن ليشغلها عن الاستمتاع برؤيه تلك الحقول الخضراء ،سوى افكارها الحائره.ومشاعرها القلقه بسبب حبها ل(صلاح.).
لقد قطع اتصاله بها من شهر ونصف تقريبا .لااتصال.لالقاء.لارسائل،ول� � حتى رد على اي من رسائلها اليه.وهو الذى لم يكن يقوى على ان يمر اسبوع واحد دون ان يراها ويلتقى بها.وهى من جانبها حاولت الاتصال به عده مرات ولكن والده كان يرد عليها دائما ويخبرها بفظاظه انه غير موجود.
لقد تعرفت على (صلاح)وهى فى السنه الثانية بالكليه ونشات بينهما مع الوقت قصه حب قويه عرفها جميع الطلاب
كان صلاح هو البادئ فى التعبير عن مشاعره تجاهها ،ووجدت نفسها تدريجيا تتجاوب مع هذه المشاعر ،خاصه مع طول الفتره التى عرفته فيها واعجابها المتزايد به.
وبدا ان هذا الحب يزداد قوه ورسوخ مع مرور الوقت وظلت اسهمه في تصاعد يوما بعد الاخر.
كان صلاح فى هذه الفتره يحبها على نحو غير عادى ..وبدا وكانه يتمنى لو يعيش كل لحظه بقربها وانه مستعد لان يفعل المستحيل من اجلها
اما هى فكانت اكثر رزانه فى مشاعرها ...لقد احبته بالفعل ولكنها لم تكن غارقه في الرومانسيه مثله.....ومع ذلك،فان حبها له كان قويا وراسخا في نفسها
وكايه فتاه اخلرى احبت كانت تحلم باليوم الذى تتزوج فيه من الرجل الذى احبته
وظل هذاالحلم ينمو مع الايام والسنين لم يكن هو الاخر اقل منها تشوقا لهذا اليوم او هكذا خيل لها كان يتلهف على اليوم الذى يجمعهما سويا تحت سقف بيت واحدولم تكن هناك عقبات قويه عدا الانتهاء من دراستهما وحصولكل منتهما على وظيفه مناسبه ليبدءا معا تحقيق حلمهما
وانتهت الدراسه وعينت يسرا فى مركز البحوث الزراعيه بوزاره الزراعه،بينما عاد صلاح الى بلدته لبضعه شهور تولى خلالها الاشراف على زراعه الافدنه التى يمتلكها والده في انتظار تعيينه فى احدى الوظائف وفى تلك الفتره توفى والدها .وجاء صلاحليقف بجوارها ويؤازرها فى محنتها ولم يكن من المقبول بالطبع التحدث خلال هذه الفترهعن امور الزواج وفي خلال فتره الحداد استلم صلاح وظيفه مماثلهلوظيفتها فى وزاره الزراعه
لكن سرعان ما زهد الوظيفه واخذ يبحث عن فرصه للعمل بالخارج متعللا بان الوظيفه لن تحقق له شيئا ولا تتناسب مع احلامه .وعندما اعيته الحيله في سبيل الحصول على تلك الفرصه تقدم باجازه بدون مرتب وعاد الى بلدته مفضلا تولى مسؤليه زراعه الافدنه التى يمتلكها ابوه حتى يتمكن من السفر الى الخارج
وعدها بانه عندما تتنتهى فتره الحداد سيحضر والده ويطلب يدها من والدتها
لكن فتره الحداد انقضت دون ان يخطو فى سبيل ذلك خطوه واحده وبدات الاتصلات التلفونيه والرسا ئل والقاءات تقل تدريجيا خاصه من جانبه الى ان توقفت نهائيا

واثار هذا مشاعر القلق في نفس يسرا لم تكن تدرى سر توقفه عن الاتصال بها على هذا النحو
ايكون مرضا؟ام ان هناك سببا اخر؟
لقدكانت الرسائل الاخيره فاتره وقصيره وكان جوابه الدائم تساؤلاتها محيرا
فهو لا يريد ان ياتى الى القاهره لحاجة ابيه الشديده اليه فى تولى مسؤليه الارض برغم اه هذه الحاجه لمتظهرمن قبل
وهو لم يستطيع التقدم اليها حتى الان لطلب يدها لانه بحاجه الى تامين مستقبله اولا والذى لم يتحدد بعد وبضع تعليلات ومبررات اخرى ظل يرددها في خطاباته وردوده على اتصالاتها التلفونيه
وكان عليها ان تضع حدا لشكوكها وحيرتها
ارادت ان تحصل على اجابات لكل تلك التساؤلات المحيره التى تدور بداخلها
لم يكن امامها سوى ان تسافر اليه بنفسها وان تحصل منه على رد واضح وصريح بشان حبهما ومستقبلهما معا
وبرغم ان كرامتها وكبرياءها لم يقبل هذا الحل الا انها لم تجد سبيلا اخر يريح افكارها الحائره ومشاعرها سوى ان تذهب اليه وتحصل منه غلى اجابه حاسمه بشانهما

كان عليها ان تنحى كبرياءها جانبا لتحدد مصيرها مع صلاح لذا صممت على السفر اليه ولذا هى جالسه الان فى القطار المتجه الى بلدته وهى تحمل معها كل تساؤلاتها وحيرتها
ومن اجل هذا لم تكن قادره على التجاوب مع جمال الطبيعه كما كان حالها دائما
فها هو القطار يقترب من بلده صلاح ينبئ بالمواجهه التى سيتعين عليها ان تواجهها ...المواجهه بينها وبين الحقيقه التى تشغلها منذ شهر مضى

اما زال صلاح يحبها كما تحبه ؟ام ان حبه لها فتر مع الوقت؟وهل مازال يرغب فيها زوجه له ؟ام انطفات رغبته هذه؟اما زالا يحلمان نفس الحلم الذى حلماه معا منذ سنوات مضت؟ام انها هى وحدها التى تحيا هذا الجلم؟

انها تحس الان برهبه شديده وهى تقترب من هذه المواجهه التى يتعين عليها ان تواجهها

فقد عاشت سنوات طويله في انتظار ان يتحقق هذا الحلم وهى تدرك جيدا ان صلاح يحبها

نعم بل هى تعرف ان هذا الحب كان يعنى كل شئ بالنسبه له فقد كان مدلها في حبها
فهل يمكن ان تذهب الايام بحب كهذا؟
انها لا تستطيع ان تتخيل ذلك ومع ذلك فهى خائفه ؟خائفه من ان تكون هذا قد حدث وان تجد صلاح لم يعد راغبا فيها
لقد بدات تعاستها مع الحياه عندما رحل ابوها عن الدنيا وقد كانت تحمل له الكثير من الحب
لكنها وجدت فى صلاح التعويض الذىيمكن ان يخفف عنها صدمه فقدها لابيها لذا فلن تتحمل ان تفقده هو الاخر ولا تستطيع ان تتقبل فكره تخليه عنها
وتوقف صراع الافكار فى عقلها مع توقف القطار في محطته فافاقت من شرودها وهى تنظر الى اللوحه المعلقه فى المحطه والتى تشير الى اسم البلده
سارعت يسرا بتناول حقيبتها وغادرت القطار قبل ان يستانف رحلته
ووقفت على الرصيف وهى تائهه لا تدرى الى اين تذهب
لكنها لم تلبث ان سارت في ركب المسافرينوهم يتجهون الى الباب الخارجى للمحطه لتجد نفسها في الخارج
اقترب منها احدهم قائلا :
ايه خدمه يا هانم ؟
سالته بارتباك:
اننى اريد الذهاب الى بلده تدعى "بحطيط"
قال الرجل :بحطيط ؟انها تبعد نصف ساعه عن هنا .
الا يمكنك ان تدلنى على وسيله للذهاب اليها؟
وار الرجل الى زميل له ينادى على ركاب سياره (المكروباص)قائلا:
اجلسي في المقعد الخلفي
ووجدت نفسها محشوره وسط مجموعه من الركاب
واخيرا تحركت السياره بهذا الحشد من الركاب وهى تنوء بحملها متخذه طريقها وسط ارض ترابيه تخترق عددا من الحقول وقد اخذت تتارجح في سيرها
كانت الاتربه الكثيفه وذلك الحشد من الركاب الذين تتزاحم انفاسهم داخل السياره على نحو خانق يكاد ان يصيبها بالاغماء
ومع ذلك فقد كانت ارجحه السياره على هذا النحو الذى يحطم العظام اشد وطاه مما تعانيه وسط هذا الحشد لذا فقد تنفست الصعداء عندما عادت السياره لتسير فوق الارض الاسفلتيه مره اخرى وبدا بعض الركاب مغادرتها تدريجيا
توقفت السياره عند مدخل البلده حيث التفت اليها السائق قائلا:
انك تريدين بحطيط اليس كذلك؟
اجابته قائله:بلى
-انزلى هنا هذه هى البلده
غادلرت يسرا السياره وهى تحمل حقيبتها حيث وقفت تتلفت حولها فى حيره وهى لا تعلم الى اين تذهب؟
وما لبثت ان رات احد المزارعين فنادت عليه قائله :من فضلك اريد ان اذهب الى منزل صلاح ابراهيم
نظر اليها الرجل مليا قائلا:من اي عائله؟يوجد هنا ثلاثه اشخاص باسم صلاح ابراهيم
-انه يعمل مهندسا زراعيا
قال لها الرجل :اه تقصدين الباشمهندس صلاح من عائله السويفى ان الحاج ابراهيم السوبفى من كبار رجال البلده
هل يمكن ان تدلنى على منزله؟
قال لها الرجل وهو يحمل عنها الحقيبه:بل ساصحبك اليه تفضلى معى يا هانم
اجتازت يسرا طريقا اسفلتيا يمتد بين ارض زراعيه لتتوقف فى النهايه امام باب منزل كبير دفعه المزارع وهو يتقدمها داعيا اياها للدخول
واخذ ينادى قائلا:يا باشمهدس صلاح يا باشمهندس صلاح

وظهر له احد الاشخاص قائلا وهو ينظر اليه من خلال الشرفه:ماذ تريد يا فهمى؟
قال المزارع الذى بدا انه يعرفه:الهانم تريد مقابله الباشمهندس
نظر اليها الرجل شزرا ثم قال :لحظه واحده
وبعد قليل ظهر صلاح يرتدى جلبابا مثل سائر المزارعين فى القريه وقد بدا وكانه استيقظ لتوه من النوم حيث اخذ يسوى شعره المتهدل فوق جبينه
وما ان اطل من الشرفه الى حيث يسرا حتى ارتسمت على وجهه ملامح المفاجاه
وقال بصوت مضطرب :يسرا!
تاملته يسرا مليا قائله:كيف حالك يا صلاح
ظل صلاح جامدا في مكانه برهه من الوقت ثم سارع بهبوط درجات السلم القليله التى تفصل ما بين الشرفه والفناء المحيط بالمنزل ليقترب منها قائلا وصوطه مازال ينم عن اضطرابه:
اهلا يسرا
قالت له وفى صوتها رنه عتاب :انما اسال عنك ان ما دمت لا تسال انت عنى
نظر صلاحالى المزارع الذى كان واقفا يراقبهما في فضول قائلا:اشكرك يا فهمى تستطيع ان تذهب انت الان
وانتظر صلاح حتى انصرف الرجل ثم التفت الى يسرا قائلا بارتباك :
يالها من مفاجاه ان تاتى الى بلدتنا
نظرت اليه وفى عينيها تساؤل قائله:ترى اهى مفاجاه سعيده ام سيئه؟
قال لها وهو يزدرد لعابه وقد زاد ارتباكا:انها مفاجاه سعيده بالطبع
ولكننى ارى على وجهك غير ذلك يا صلاح لمذا لم تحاول الاتصال بي خلال الفتره الماضيه؟ولذا لم ترد على خطاباتى او مكالمتى الهاتفيه؟!
لقد كنت دائم السفر خلال الشهر الماضى كنا بحاجه لبعض المعدات الخاصه بالارض واضطررت الى السفر الى الاسكندريه والاسماعيليه للاتفاق حول احضار هذه المعدات و الاتفاق مع بعض التجار حول احضار هذه المعدات و الاتفاق مع بعض التجار الذين نتعامل معهم
-الم تجد بين سفرياتك المتعدده وقتا للسفر الى القاهره او الاتصال بى؟
لقد كنت مشغولا............مشغولا جدا يا يسرا
-لم اكن اظن ان هناك ما يمكن ان يشغلك عنى الى هذا الحد
لقد كانت هذه هى كلمتك .اتذكر ذلك؟

- ان ظروف الحياه العمليه تضطر المرا احيانا الى ذلك
قالت يسرا بلهجه تهكميه: نعم هذا واضح فانت لم تحاول حتى ان ترد على خطاباتى او تفكر في الحديث الى ولو تلفونيا كان الله في عونك اذا كنت مشغولا الى هذا الحد
وتاملت تامكان حولها قائله:يبدو ان حياه الريف قد استهوتك برغم انك كنت تبغضها من قبل
-لقد بدات اتولى مقاليد الامور في ارض ابى وانا اطبق ما درسته واحقق نجاحا لا باس به فى رفع انتاجيه الارض
ثم صمت برهه قبل ان يردف قائلا -:
ان هذا على كل حال افضل بكثير من الجنيهات القليله التى كنت احصل عليها كراتب من عملى فى وزاره الزراعه
-هل يعنى هذا انك طرحت فكره السفر من تفكيرك؟
-ان الامل ضئيل في الحصول على فرصه سفر مناسبه
وعادت تتامل المكان حولها قائله:حسن .هلسنظل واقفين هكذا ؟ الن تدعونى للدخول؟
قال لها وقد عاوده الارتباك:هه؟.....آه.....طبعا....� �بعا.تفضلى
لكن ما كادت ترتقى درجات السلم القليله لتصل الى الشرفه الدائريه المحيطه بالمنزل حتى بدا وكانه تذكر شيئا فعاد ليستوقفها قائلا:
مارايك لو جلست هنا قليلا حتى انبئهم بحضورك؟
ثم اردف قائلا:انت تعرفين التقاليد هنا .وحضوك المفاجئ هذا سيثير التساؤلات.
قالت له وهى تضع حقيبتها فوق حافه السور الشرفه:
صلاح لقد جئت اليوم اليك مضحيه بايه اعتبارات ومتحديه لكل التقاليد لكى اعرف منك شيئا واحدا .ماهو مصير ارتبلطنا سويا؟
تلعثم قائلا وهو يردد كلماتها: مصير ارتباطنا؟
نعم ..........ولكى اكون اكثر تحديدا .فانى اسالك اما زلت راغبا في الزواج منى؟




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 12:51 AM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


2 - وداعا .. للأبد ..





حاول ان يتهرب من الاجابه قائلا:ساخبرهم بحضورك
لكنها احست بغصه في قلبها لتهربه من الاجابه على هذا النحو واستوقفته قائله:صلاح ما هى اجابتك على سؤالى؟
وفى تلك اللحظه خرجت فتاه متوسطه الجمال الى الشرفه لتنادى عليه قائله:صلاح اين انت؟
وما لبث ان توقفت وهى تناظر الى يسرا وملامح الفضول واضح على وجهها
اما صلاح فقد بدا في اشد حالات الاضطراب وهو ينقل بصره بينهما وسالته تلك التى خرجت الى الشرفه وعينيها ما زالتا معلقتين على يسرا قائله:من هذه؟
اجابها صلاح متلعثما:انها..انه.....الانسه يسرا .....مهندسه زراعيه
كانت زميله لى فى الكليه......وقد جائت لزياره بعض اقاربها فى بلده مجاوره .ففكرت فى ان تمر علينا لتسلم على وعلى الاسره
وبدت يسرا مشدوهه للطريقه التى قدمها بها ولكذبه على هذا النحو غير المبرر في حين بدت نظرات الشك في عينى الفتاه الاخرى
سالت يسرا قائله :لماذا لا تقدمها لى ؟هل هى اختك زينب؟
اجابها قائلا والعرق يتصبب من جبينه :كلا انها سعاد ابنه عمى وصمت برهه قبل ان يردف قائلا :
و زوجتى
احست بالارض تميد من تحت قدميها ونظرت اليه فى ذهول قائله :زوجتك؟
قال لها صلاح وهو منكس راسه الى الارض :نعم
ابتسمت زوجته قائله:لقد تزوجنا منذ شهر ونصف تقريبا يبدو انك لم تعلمى بذلك مع ان بعض اصدقاء صلاح في الكليه حضروا العرس

ظلت يسرا صامته برهه من اوقت وكانها تحاول ان تستوعب ما سمعته
وتحولت بعينيها اليه وهو منكس الراس وقد اطلت منهما نظره تعبر عن صدمتها قائله ؟:مبروك
قال لها وعيناه تعجزان عن النظر اليها :متشكر يا يسرا
ولو انى اعتب عليك انك لم تعلمنى بامر زواجك فى حينه حتى يمكننى ان اقدم تهنئتى فيى وقت ملائم
قالت لها زوجته وهى تندفع نحوها وعلى وجهها ابتسامه كبيره:
لاتعتبى عليه فقد سافرنا بعد الزواج مباشره وقضينا شهر كاملا فيى الاسكندريه كان شهر عسل حقيقى
وفي تلك الحظه خرج رجل تبدو عليه ملامح المابه وقد بدا وكانه تجاوز الستين من عمره ببضع سنوات
حدج الرجل يسرا بنظره فاحصه وفى عينيه نظره تساؤل
وما ان رلاه صلاح حتى ازداد اضطرابه واندفع نحوه مهرولا وهو يقول:اهلا يا حاج لماذا غادرت فراشك وقد امرك الطبيب بالراجه؟
اجابه الرجل بلهجه خشنه وعيناه ما زالتا تحدجان يسرا:لقد تعافيت ولم اعد بحاجه الى البقاء في السرير
قال له صلاح قبل ان يساله وهو يشير الى يسرا :اعرفك بالنهندسه يسرل زميلتى فى الكليه
قال لها الرجل دون ان يحييها :لقد سبق وتحدثنا معا هاتفيا من قبل .اليس كذلك؟
اجابته يسرا قائله:بلى
قال لها الرجل بلهجه ذات مغزى :لعلك قد جئتى لتهنئه صلاح على الزواج من ابنه عمه
صمتت يسرادون ان تقول شيئا وان بدت اشياء واشياء فى عينها وهى تنظر الى صلاح
وقطعت زوجته هذا الصمت الثقيل قائله لها :لماذا انت واقفه هكذا؟تفضلى ............تفضلى بالداخل
قالت يسرا بلهجه خافته :اشكرك .يتعين على السفر الان
تسافري ؟ولكنكاتيت لتوك فلتبقى معنا هنا يوما او اثنين
قالت يسرا وهى تحاول ان تتمالك نفسها:يتعين على السفر الان
فلتبقى على الاقل حتى نتناول الغذاء معا
نظرت اليه نظره تعبر عن خيبه املهل قائله:اشكرك لقد قمت بواجبك نحوى على اكمل وجه
عاد ليطاطئ راسه مره اخرى وهو لا يستطيع ان يواجهه نظراتها
بينما الحت عليها سعاد قائله:لن ندعك تسافرين هكذا ان هذا لا يصح
وتدخل الاب قائلا بلهجه حازمه:ما دامت قد قالت لك انها مضطره الى السفر الان
فلا تلحى عليها ربما هناك مصلحه تستدعى سفرها
حاولت سعاد ان تتكلم قائله:لكن عمى
لكن الاب حسم الامر فقد قاطعها قائلا ل يسرا بلهجه اقرب الى الطرد:مع السلامه يا بنتى سرفت دارنا
احست يسرا بان كرامتها قد جرحت كما لم تجرح من قبل وهى تحمل حقيبتها وهى تبادر بمغادره المكان وتنمنت لو ان الموت قد عرف طريقه اليها قبل ان تاتى الى هذا المكان وتتعرض لهذه المهانه التى لم تعرفها فى حياتها
قال صلاح لابيه يستاذنه:ساوصلها
قال له الاب بقسوه:انها تعرف الطريق الذى جاءت منه
ولكن لا يصح ان ندعوها ترحل هكذا حتى دون ان نوصلها.اننا فلاحون ونعرف الاصول .اليس كذلك يا سعاد؟

قالت له سعاد متبرمه ..وقد اختفت لهجه الود والترحيب المصطنعه فى صوتها:بلى المفروض ان يوصل صلاح زميلته

قال الاب :حتى تستقل السياره التى تقلها الى نحطه القطار فقط .وبعدها تعود سريعا لاننى بحاجه الى مناقشتك فى بعض الامور
سارع صلاح للحاق بيسرا فى اللحظه التى غادرت فيها المنزل قائلا:انتظرى يا يسرا اننى قادم معك
وحاول ان يحمل عنها حقيبتها لكنها جذبتها من يده بشده وسارت وكانها لا تشعر بوجوده
قال لها صلاح بصوت خجل :انا اعرف انك الان ناقمه على وانك قد اسقطتنى من نظرك ولكن لو تعلمين الظروف التى دفعتنى الى ذلك يا يسرا ربما
قاطعته يسرا قائله :عد الى دارك يا صلاح فلست بحاجه الى وجودك معى
يسرا ارجوك امنجينى فرصه لكى اشرح لك موقفى
موقفك ليس بحاجه الى الشرح انه واضح تماما لقد عشت مخدوعه لفتلره طويله من الزمن مع انسان تصورته يحبنى وانه مخلص وفى لحبه ولكن وتوقفت عن المتابعه الحديث قبل ان تقول وصوطها يعبر عن الم حقيقى :لقد عرضتنى لمهانه لم اتعرض لها في حياتى
واستطردت قائله وقد ارتسمت ملامح الالم على وجهها:لماذا فعلت بي ذلك؟ واين ذهب
كل ما قلته عن حبك لى؟وكل تلك الامال التى صورتها والاحلام التى حلمنا بها حول زواجنا المتظر ؟
ان الحياه تضطرنا احيانا للتخلى عن احلامنا
اننانتخلى عن احلامنا فقط عندما لا نكون مخلصين لها اخلاصا حقيقيا ومن الواضح انك لم تكن مخلصا فى كل ما قلته لى
بل كنت نخلصا فيما قلته .ولكن
قاطعته يسرا قائله:ولكنك كنت اضعف من ان تتمسك بالاخلاصك هذا
يسرا .ارجوك

اننى لست اسفه على ان الامر قد انتهى بيننا هكذا
ولا احاول ان اعاتبك ولكن ما لا استطيع ان اغفره لك هو انكقد اخفيت عنىخيانتك لحبنا وزواجك من ابنه عمك ووضعتنى فى هذا الموقف الجارح و المهين
ولكن لا ليس الخطاك انه خطئ انا .كان يتعين على ان افهم وادرك الحقيقه التى حاولت ان اتجاهلها
فانقطاعك عن الاتصال بي وعدم ردك على خطاباتى وابتعادك عن التحدث الى .واختافء لهفتك السابقه على لقاءاتنا كان ذا دلاله واضحه
ولكننى لم اصدق ولم اكن لاصدق ان كل تلك الوعود والاحلام والامانى قد ذهبت ادراج الرياح
وان الرجل الذى كان يذوب فيها حبا يمكن ان يهون عليه حبه هكذا
-يسرا لقد اضطررت الى الزواج من سعلد تحت ضغط من والدى وانت لا تعرفين والدى عندما يريد شيئا لا يمكن لاحد ان يخالفه لقد هددنى بحرمانى من الميراث وبطردى من المنزل لو لم اتزوج من ابنه اخيه اخبرنى بانه سيبيع الارض ويخفى ثمنها فى مكان غير معلوم ولن يترك لى قرشا واحدا بعد موته برغم اننى ابنه الوحيد لو لم التزم برغبته فى زواجى من ابنه عمى ولنيكون لى مان فى منزله بل ولا فى البلده باسرها لو اصررت على زواجى منك
ماذا باستطاعتى ان افعل؟السفر الى الخارج وابوابها اغلقت امامى ؟هل اعود الى الوظيفه المتواضعه والاجر الضئيل الذى احصل عليه منها ؟وهل يكفى هذا الراتب لتحمل عبء الزواج فى هذا الزمن الصعب ؟
لقد ظللت طوال حياتى اعتمد على المساعدات الماليه التى يمدنى بها ابى حتى بعد ان عينت في تلك الوظيفه ولولا ها لم اكن استطيع الحصول علة مسكن مناسب او تحمل نفقات المعيشه وانا بمفردى فما بالك لو اصبحت زواجا ومسؤلا عن اسرة؟
نظرت اليه يسرا برثاء قائله :كثيرون يحصلون على راتب اقل منك ولا يتلقون مساعدة من ابائهم ومع ذلك لا يضحون بحبهم ويتخلوا عمن احبوهم بالسهوله التى اقدمت عليهاوايه حياه تلك التى يحياها امثال هؤلاء ؟
حياة ملؤها الحب و السعادة
قال لها متهكما:حب.سعاده....كيف؟بروات بهم الضئيله ومطالب الحياة التى لا ترحم؟قولى هموم وفقر ومشاكل لا تنقطع
نظرت اليه مليا قائله لقد تغيرت كثيرا يا صلاح فلم تكن هذه هى كلماتك فيما قبل
لقد غيرتنى الحياه
هكا خلال شهر ونصف
عندما هددنى والدى بحرمانى من الموارد الماليه التى كان يمدنى بها وبتركى اتعامل مع الحياه بمفردى راجعت نفسي اخذت احسب الامور واتامل حياتى فى الحاضر وفي المستقبل ولم اجد بدا من ان ارضخ لارادته لا حفاظا على الروابط الاسريه فقط ولكن لعجزى عن مواجهة متطلبات الحياة بمفردى يمكنك ان تتهمينىبالضعف اة التخاذل الان ولكن عندما تنفردين بنفسك و تراجعين الامور ستكتشفين ان استسلام للواقع
الواقع الذى لا يمكننى ان ابدله
ليس الضعف ولا التخاذل فقط يا صلاح ولكن الطمع .اطماع الحياه لقد طمعت فى مساعده ابيك الماديه وفى الارض التى سترثها من بعده وربما الارض التى ستحصل عليها من وراء زواجك من ابنه عمك وهذا هو الحساب الحقيقى الذى ضحيت من اجله بحبنا
لقد كان لكلمات الحب وقتها وزمانها الذى ذهب وولى بالنسبه لك وهى كلمات لا شان لها بمشروع زواجك الذى بنى على الحسابات الماديه فقط
لقد كنت مخطئه يا صلاح عندما قلت لك انك قد تغيرت فالحقيقه انك لم تتغير وانما رفعت القناع الذى ظللت اراك به عن وجهك الحقيقى وياله من وجه لم اتخيله
لن الومك لو قلت ما هو اكثر من ذلك فانا اعرف اننى اخطات فى حقك ولكن يجب ان تعرفى اننى احببتك وما زلت احبك حقا يا يسرا
قالت له متهكمه:
تحبنى؟.......الم ترى ان هذه الكلمه قد فقدت معناها بالنسبه لى؟
انا واثق انك ايضا تحبيننى برغم ان الظروف قد باعدت بيننا
لقد احببت انسانا اخر غير الذى اراه امامى ان صلاح الذى احببته قد مات وانتهى بالنسبه لى
لاتقولى هذا يا يسرا
عد الى زوجتك وابيك يا صلاح فلست بحاجه لوجودك معى
سابقى معك ختى تستقلى السياره الذاهبه الى المحطه
يمكننى ان استقلها بمفردى دون حاجه لبقائك
ولكنى ..............
قاطعته قائله:ارجوك يا صلاح دعنى بمفردى قلت لك عد لمنزلك
اريدك ان تصفحى عنى
وانا اريد ان تذهب الان
وبقى واقفا برهه من الوقت وهو متردد ثم قال لها :وداعا يا يسرا
اتخذ كل منهما طريقه .فاتجه هو عائدا الى منزله
في حين واصلت هى طريقها فى انتظار مرور السياره المتجهه الى المحطه
لكنها لم تلبث ان توقفت بعد بضعه خطوات قليله لتنخرط في بكاء حار و عنيف



MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:00 AM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3 - الخائفة ..





وقفت يسراعده ساعات فى انتظار مرور سياره ركاب دون جدوى
وبدا الليل يلقى بظلمته على المكان مما زاد من سوء حالتها واضاف الى عبئها النفسي ارهاقا بدنيا شديد
واحست انها تكاد ان تفقد وعيها من شده التعب فارتكزت علة احد جذوع الاشجار وهى تفكلر ماذا تفعل؟اتعود الى صلاح وتطلب المبيت لديهم هذه الليله حتى ياتى النهار وتجد من يوصلها الى محطه القطار؟
كان من المستحيل ان تنفذ هذا الحل
انه لم يعرض عليها حتى ان يوصلها بسياره والده وهى تعلم بانه يمتلك سياره خاصه بل اكتفى بمرافقتها لتستقل احدى سيارات المكروباص لتنقلها الى المحطه ويا له من حبيب شهم!
اتلجا الى احد منازل الفلاحين القريبه من المكان وتطلب المبيت لديهم حتى الصباح .؟ام تبحث عن ايه وسيله مواصلات اخرى حتى ولو كانت دابه لتنقلها الى المحطه
وبينما هىغارقه فى افكارها فوجئت بسياره زرقاء تتوقف الى جوارها وقد اطل من نافذتها وجه احد الاشخاص يسالها قائلا:يبدو انك غريبه عن هنا
هزت راسها قائله :نعم
سالها قائلا :هل انت بحاجه لمساعد ما؟
اجابت قائله :اننى فى انتظار سياره مكروباص لتقلنى الى الحطه
نظر الشاب الى ساعته قائلا :سياره ميكروباص لكن سيارات المكروباص لا تعمل الان
انالسائقين يتوقفون عن العمل على هذاالخط بعد الخامسه مساء فهم مرتبطون بموعد القطار المتجه الى القاهره غالبا و القطار الاخير المتجه الى القاهره تحرك منذ ساعه
ارتسمت على وجهها ملامح القلق وهى تقول :منذ ساعه .ولكن.
سالها قائلا :
هل ان مسافره الى مصر؟
-نعم
عاد ليسالها قائلا :لماذا لاتقضين الليله فى البلده وتسافرين غدا في الصباح ؟سيكون هذا افضل
-لا استطيع
قال لها :حسن.يمكنك ان تستقلى احدى سيارات الركاب المتجهه الى مصر .انها تعمل طوال الليل.ولكنى لا افضل سفر فتاةجميله مثلك بمفردها
-هل استطيع ذلك حقا ؟
اجابها قائلا :نعم
عادت لتقول بقلق:ولكن كيف اصل الى موقف هذه السيارات ؟
اجابها :انها بجوار محطه القطار ويمكننى ان اوصلك الى هناك
احت بارتياح وهى تقول له :حقا
فتح لها الباب الجانبى المجاور له قائلا:اركبى
ركبت الى جواره وقد احست بان لقاءها به جاء نجده من السماء فى هذا الوقت
سالها قائلا وعيناه معلقتان على الطريق امامه:هل هذه هى المراه الاولىالتى تاتين فيها الى هذة البلده؟
اجابته قائله :نعم
عاد ليسالها قائلا:
الك اقارب فيها؟
-كلا .لقد كنت ازور بعض المعارف
-التفت اليها قائلا:لكن كيف يتركوك ترحلين وحدك هكذا ؟ودزن ان يذهب احدهم لتوصيلك!
كانت هذه هى المره اولى التى يتاح لها فيه ان ترى وجهه عن قرب.كان شابا جذابا له عينان يشعان دفئا وبشره سمراء محببه
وكانت خصلات شعره السوداء المتهدله فوق جبينه من اثر نسمات الهواء المنعشه ,تضفى عليه مزيدا من الجاذبيه
اما صوته .فكان قويا رخيما وان كان لا يخلو من دفء مماثل لذلك البريق فى عينيه
لم تجد ما تجيبه به .وان اثار سؤاله شجونها
ظل يحدق فى عينيها لبرهه من الوقت .ثم عاد لينظر الى الطلريق امامه
وقد ادرك ان الفتاه تعانى من مشكله ما.وانه من الافضل ان لا يلح عليها فى السؤال
قال لها دون ان يلتفت اليها مره اخرى :
لقد نسيت ان اقدم لك نفسي (سامح عبد الفضيل)
قالت له بصوت خافت(:يسرا اسماعيل)
ابتسم لها قائلا:اسم لطيف
واردف قائلا :هل تعملين يا يسرا؟
-نعم اننى مهندسه زراعيه
-اتسعت ابتسامته وهو يقول:شئ مدهش
-نظرت اليه باستغراب قائله:وما المدهش فى ذلك؟
-اجابها قائلا :لاننى انا ايضا مهندس زراعى .الى أي جامعه تنتمين يا يسرا؟
-جامعه القاهره
-آه.لهذا لم اتعرف اليك .فمن المستحيل الا يلحظ المرا فتاه جميله مثلك خاصه ونحن نبدو متقاربين فى السن او ربما اكبرك ببضع سنوات ذلك للاننى حصلت على شهادتى من جامعه الاسكندريه
-سالته :هل تقيم هنا ؟
-اننى اقيم فى قريه تبعد عن هنابعض كيلو مترات
-وهل تمارس عملك هنا ايضا؟
-ليس بالمعنى الصحيح لهذه الكلمه ولكنى اشغل وقتى برعايه مزرعه والدى لاننى لم اعين فى مكان ما بعد
-اذا فهو عمل مؤقت
-واقامه مؤقته ايضا فانا لا انوى قضاء بقيه حياتى فى تلك القريه بالطبع
-هل تنوى السفر الى الخارج؟
-كلا ولكنى ارغب فى ممارسه الاعمال الحره
-واستطرد:ولكنك لم تخبرينى من هم معارفك الذين كنت تزورينهم هنا لابد اننى اعرفهم لان لى ايضا معارف واصدقاء كثيرين فى هذة البلدة
-اطلقت زفره قصيره وهى تنظر الى الطريق امامها قائله بعد تردد :المهندس صلاح ابراهيم
-ابتسم سامح قائلا:صلاح ابراهيم السويفى
-هل تعرفه؟
-لقد تقابلت معه مرتين او ثلاث مرات فمعرفتى به سطحيه ولكنى على صله صداقه وطيده بابن عمه محمود
-لابد انكما كنتما زملاء دراسه فهو ايضا خريج كليه الزراعه جامعه القاهره
-نعم نحن زملاء
-ولكن الدافع الذى يجعلك تاتين لزياره الاسره هنا لابد انه هناك صله قويه تربط بينك وبينهم اكثر من صله الزماله
-ولما رآها طامته وغير راغبه فى استكمال الحديث
اعتذر لها قائلا:
-اسف اننى لا اريد ان ابدو متطفلا كل ما هناك اننى احاول ان اتجاذب معك اطراف الحديث حتى نصل الى موقف السيارت المتجهه الى مصر
نظرت يسرا الى الطريق الذى انحرف اليه سامح بسيارته والذى يخترق الحقول قائله:
-ولكن ليس هذا هو الطريق
-ابتسم قائلا اعرف هذا اننى اريد ان امر اولا على دار قريبه من هنا لاسلم اهلها شيئا .ثم نواصل طريقنا
-نظرت إليه يسرا في ارتياب :لكنك لم تخبرني بذلك
-ان الامر لن يستغرق اكثر من ربع ساعه فقط
-قالت له "يسرا"متحفزه:
-لكن كان يتعين عليك ان تخبرنى بذلك قبل ان تدعونى الى ركوب سيارتك
-واتركك وحدك هكذا فى ذلك الطريق المقفر، دون ان اعرض عليك المساعده ؟هذا امر لا يليق بالرجال
-ظلت ترقبه بارتياب وهى تشعر بالقلق تجاه نواياه خاصه مع ازدياد الليل ظلمه
-ثم قالت له :هل ستبقى طويلا في تلك الدار ؟
-قلت لك :ان الامر لن يزيد عن ربع ساعه
-اما زالت هذه الدار بعيده ؟
-قال لها سامح وهو يتاملها:اننا نقتلاب منها .هل تعرفين انك جميله للغايه؟
-قالت له فجاه بلهجه حازمه :من فضلك اعدنى من حيث جئت !
-كيف يكون هذا؟وماذا ستفعلين فى هذا المكان بمفردك؟
-ساعود الى منزل الحاج ابراهيم السويفى
-لكنك قلت :انك تريد السفر الى القاهرة الليلة
-لقد غيرت رأيي
-حدجها بنظره فاحصه قائلا:هل تخافين منى ؟
-حاولت ان تظهر شجاعة أمامه قائله:كلا كل ما هنالك اننى غيرت رأيي وأريد ان أبيت الليلة في منزل الحاج إبراهيم
-حسن ولكن بعد أن اتمم مهمتي أولا
قالت له بعصبيه :قلت لك أريد أن تعيدني الآن .أو تنزلني هنا
-قال لها بانفعال :كيف أتركك هنا وسط هذه الحقول وفى هذا المكان المظلم؟
-لا تدفعنى للصراخ

-نظر اليها بدهشه قائلا:الصراخ؟!
-نعم.اذا اصررت على عدم اعادتى من حيث جئت
-إذن فهذا صحيح أنت تخشينني
-وتامل المكان حوله قائلا :على كل حال لو صرخت فلن يسمعك احد هنا
-واقترب من بوجهه منها وهو يستطرد قائلا:كما اننى أستطيع ان أحول بينك وبين الصراخ لو وضعت يدي على فمك
-تراجعت يسرا برأسها إلى الوراء في خوف قائله:إذن فشكوكي فى محلها .انك تضمر لي شرا
-يبدو انك اعتد الشك فى الآخرين
-قالت له وهى تكاد تبكى :ارجوك .اتوسل اليك اعدنى من حيث جئت ولا تلحق بى الاذى
-قال لها بانفعال واضح:أي اذى هذا الذى تتحدثين عنه ؟اهذا هو جزائي لاننى قدمت لك يد المساعدة؟
وفجاه صدر صوت غريب من محرك السيارة...فأوقفها محدثا صريرا عاليا
-عادت لتتراجع فى مقعدها ونظرات الخوف تتراقص في عينيها قائله:لماذا أوقفت السيارة؟!
-لكنه لم يجيبها بل نظر اليها شذرا .وهو يغادر السياره حيث فتح غطاء المقدمه وبدا يفحصها
-بينما انكمشت هى فى مقعدها وتنمنت لو انه ترك مفاتيح السياره فى مكانها لتهرب بها بعد مغادرته إياها
-كما فكلرت فى ان تسرع بمغادره السياره لتركض بعيدا عنها
-لكن ربما لو فعلت ذلك ،لحفزته على الركض وراءها واللحاق بها،ليعجل بالاعتداء عليها
-وحتى لو حاولت ان تهرب ......فاين تذهب فى هذا المكان الذي تحاصره الحقول ؟وهى لا تجد أمامها اى شخص ،لتستغيث به
-وبينما هى مستغرقة في أفكارها محاوله البحث لنفسها عن اى مخرج من هذا المازق العصيب ،الذى وجدت نفسها فيه مع شخص لا يوحى تصرفاته بالثقه ولا الآمان
-وجدته وقد أغلق غطاء مقدمه السيارة عائدا إليها وهو يقول:هذا ما كان ينقصنا .لقد أصيبت السيارة بعطب
-قالت له فى عصبيه :حيله مكشوفه.بالطبع انك تتظاهر بانها لا تدور لغرض فى نفسك
-وسالها قائلا :هل تعرفين قياده السيارات؟
-اجابته قائله :كلا
-لو كنت تجيدين قيادتها لأسلمتك مفاتيحها لتجربي قيادتها بنفسك وتعرفي اننى لا أتظاهر بأنها معطله ولكن هذه الحقيقه فعلا
-اذن فأنت الذي تعمدت أعطالها لتحقيق نواياك السيئه
-اطلق زفره تعبر عن ضيقه قائلا :كيف يمكننى اقناعك ؟على كل حال الدار التى ابغى الذهاب اليها ليست بعيده كثيرا عن هنا
-هل تريدني ان اذهب معك فى هذا الطريق المظلم؟
-فتح باب السيارة ليجلس أمام عجله القياده قائلا :بل اقترح ان تبقى هنا
-وبدا فى اغلاق الأبواب الخلفية
-نظلرت اليه وهو يعمل على اغلاق الابواب الخلفيه وقد ازداد خوفها وما لبثت ان فتحت الباب الذىيجاورها قبل ان يعمد الى إغلاقه أيضا وانطلقت راكضه فوق الطريق في الاتجاه المعاكس
-هتف سامح ايتها المقاء .ماذا تفعلين ؟
-لكن يسرا لم تابه له بل اخذت تركض باقصى ما ليها من سرعه وهى تحاول الهرب منه
-وفجاه توقفت وقد انطلقت منها صرخه مدوية فقد رأت كلبا شرسا يعترض طريقها وهو ينبح بشده اثار مخاوفها
-وبدا وكان الكلب سيهم بالانقضاض عليها بين لحظه واخرى ولولا انها أحست بساعد يحيط كتفيها وصوت هامس يقول لها :لاتصرخى ولا تظهري له انك خائفة!
-ان الكلاب مدربه على حراسه الحقول وقد ينقض عليك لدى أدنى حركه تقومين بها لذا احتفظي برباطه جأشك
-كانت يده قابضه على كتفها بقوه وصلابه على نحو انساها خوفها منه
-بل أحست ان أصابعه الدافئة تعيد لها للاطمئنان برغم الخطر الذى يتهددها إزاء ذلك الكلب الشرس
-وتقدم سامح خطوتين تجاه الكلب بعد ان نحاها خلفه ثم انحنى على الارض فى حركه سريعه ليتناول احد الاحجار وقذفه بها وهو يصيح فيه بصوت عال
-احس الكلب بصلابه الشخص الذى يتصدى له فتراجعالى الوراء وهو مستمر فى النباح ثم ما لبث ان انطلق مبتعدا من حيث جاء
وتنفس سامح الصعداء حينما راى الكلب يعود الى الحقل
-ثم التفت اليها قائلا بحده:ارايت نتيجه حماقتك ان ركضك على هذا النحو جعل الكلب يطاردك وكان من الممكن ان يمزقك بانيابه واظافره الآن
-لم تجبه بل استسلمت ليده وهى تقبض على ذراعها ليعيدها الى السياره وكانها مخدره
-لكن ما ان استقرت داخل السياره حتى انتبهت لنفسها وادركت بانه اذا كان خطر الكلب قد زال فان خطر الذئب الذى تيصحبها لم يزل بعد
-قالت له وقد عاودها خوفها:كنت افضل ان اتعرض لانياب الكلب عن البقاء معك فى هذه السياره
-نظر اليها فى غضب قائلا:هكذا؟
-وقام بفتح باب السياره الذى يجاورها وهو يستطرد قائلا :حسن يمكنك أن تغادرى سيارتي وتذهبي حيثما شئت لو اردتى ولكن يجب أن تعلمي اننى لن أحاول إنقاذك من أي خطر يمكن أن تتعرضى له
-همت يسرا بمغادره السيارة .........لكنها تذكرت كلاب الحقول وما يمكن ان يلحقوه بها من اذى فترددت قليلا ثم ما لبثت ان تغلب عليها خوفها فآثرت البقاء
-عاد ليقول لها:ماذا تظنين انى فاعل بك؟اننى لا أحاول ان أخدعك والسيارة معطله فعلا وبحاجه إلى إصلاح
-قالت له بصوت مرتجف:إذن هل تعدني بأنك لن تحاول إلحاق الأذى بي؟
-لم يجيبها بل أطلق زفره قصيرة وهو يعاود إغلاق الباب ثم أغلق النوافذ تاركا فجوه صغيرة في النافذة التي تجاوره
-وغادر السيارة وهو يغلق بابها خلفه بعنف قائلا :سأذهب لأبحث عمن يصلح السيارة وبعدها أوصلك إلى موقف السيارات أو أعيدك من حيث جئت حيثما تشائين
-ثم القى لها بمفاتيح السيارة من خلال النافذة وهو يردف قائلا:هذه هى المفاتيح حتى تكوني مطمئنة احتفظي بالأبواب مغلقه عليك حتى أعود واذا فكرت فى المغادرة السيارة فانا لن أكون سؤلا عنك عما يمكن ان تتعرضي له من خطر
-ثم ابتعد عن السيارة حتى اختفى امام عينيها
-ظلت واجمة فى مكانها وهى تقلب المفاتيح بين يديها وانبت نفسها قا ئلة :يبدو اننى كنت مخطئة في حق هذا الرجل وأظن أنة أهل للثقة
-أرخت رأسها فوق مسند السيارة وهى تشعر بإرهاق وتعب شديدين
-وأخذت تستعيد ما حدث لها منذ أن سافرت وتذكرت ما قاله لها صلاح والموقف المهين الذى تعرضت له وكلمات أبيه معها التي كانت أشبه بالطرد ثم ما آل اليه حالها
-إنسانه مهانة مصدومة فى حبها ومشاعرها مجروحة فى كبريائها وهاهي ذي جالسه فى سيارة شخص غريب لا تعرفه فى مكان مقفر ومظلم معرضه لشتى أنواع المخاطر والمتاعب
-وتنهدت بعمق وقد انحدرت عبره فوق وجنتها قائله لنفسها :ما كان يتعين على السفر منذ البداية اننى استحق كل ما جرى لى


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:02 AM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 - جراح نفس ..




استسلمت يسرا لغفوة قصيرة استيقظت منها على صوت دقات على الزجاج نافذة السيارة
- كان الليل حالك الظلام فلم تستطيع أن تتبين صاحب الدقات فقالت في فزع:من؟
- سمعت صوته يقول لها :اعطني مفاتيح السيارة
- أضاءت أنوار السيارة الداخلية وقد أحست هذة المرة بالطمأنينة لسماع صوته
- فقد مرت عليها الدقائق التى تلت ابتعاده ثقيلة وذات رهبة ولولا تعبها الشديد لما استسلمت للنوم وسط هذا الجو المقبض وأخذت تبحث عن مفاتيح السيارة وهى لا تدرى أين وضعتها يداها
- فقال لها بصوت نافذ الصبر :هل أضعتها؟
- قالت وهى تخشى ان تغضبه:كلا لقد تركتها فى مكان ما هنا هاهي ذي
- وعثرت عليها ثم فتحت زجاج نافذة السيارة لتقدمها له قائلة:هل عثرت على احد لإصلاح السيارة؟
- لكنه لم يجيبها .واستطاعت ان ترى ملامح التجهم على وجهه وهو يفتح باب السيارة ليجلس أمام عجلة القيادة ويضئ أنوار كاشفاتها الأمامية
- وتمكنت من ان ترى احد الأشخاص واقفا أمام مقدمتها على ضوء هذه الكاشفات حيث هتف له قائلا وهو يرفع غطاء مقدمه السيارة:
- هذا حسن
- وغادر السيارة مرة أخرى ليقف بجوار ذلك الشخص وهو يتفحصها
- بينما نظرت يسرا فى ساعتها لتتبين انه قد مر عليها ساعة كاملة منذ غادر سامح ليحضر من يصلح السيارة
- وعاد سامح ليجلس امام عجلة القيادة ويدير محرك السيارة وهو يتجاهلها تماما
- بينما نادى عليه الميكانيكي قائلا:حسن...أوقف المحرك الآن
- ظلت يسرا قابعة فى مكانها وهى تتابع اصلاح السيارة دون ان تنبس بكلمة فكل ما يعنيها الآن هو ان تجد حلا لمشكلتها وتبتعد عن هذا المكان الموحش
- وهى لا تريد ان تغضب سامح بأي استفسار او جدال
- فقد أحست بان اى كلمة ستصدر منها ستجعله ينفجر وهو على هذه الحالة من التجهم والغضب
- وأخيرا انتهى الرجل من إصلاح السيارة حيث توجه الى سامح قائلا:إنها الآن بحاله جيدة
- انقده سامح اجره وهو يشكره حيث عاد الرجل من حيث اتى بواسطة دراجته البخارية
- ونظر اليها سامح قائلا:هل تاكدتى الآن ان السيارة كانت معطله فعلا؟
- قالت وهى تنكس رأسها بخجل
- أنا آسفة لكن يجب ان تقدر موقفي اننى لم اعتد ركوب سيارات الآخرين دون سابق معرفة ولولا المأزق الذى وجدت نفسي فيه لما فعلت لذا فقد شككت ..............
- قاطعها قائلا:والآن اين تريدين الذهاب ؟هل أعيدك من حيث جئت ام اذهب بك الى موقف السيارات؟
- قالت وهى تنظر الى ساعتها باضطراب
- لست أدرى .ان الوقت تأخر بى .وأخشى من السفر فى هذا الوقت
- سألها قائلا:إذن هل اعود بك الى منزل الحاج إبراهيم؟
- قالت له بتردد:كلا لا أفضل ذلك
- ثم قالت بعد برهه من الصمت:لا باس اعتقد انه لا مناص من السفر الى القاهرة فى هذا الوقت المتأخر من الليل
- لدى حل آخر
- وما هو؟
- أخشى لو قلته لك ان يعاودك ارتيابك نحوى وتظنين فى الظنون
- ابتسمت برغمها قائلة:لا أظن اننى سأفعل فانا الآن أكثر ثقة فيك
- حسن ان منزلنا قريب من هنا على مسافة عشرين دقيقة فقط ما رايك لتمضية الليلة عندنا؟وقبل ان تقولي شيئا يجب ان تعرفي ان هذا المنزل يضم والدي و اختى ورجلا وسيدة يعملان فى خدمتنا
- وان منزلنا يضم سبع غرف أي انك ستكونين على راحتك وفى امان تام
- قالت له وهى مترددة:لا أدرى ماذا اقول لك؟
- اذا كنت تثقين فيّ حقا لن تقولي شيئا وإنما ستأتين معى
- ولكن ماذا سيقول والدك وأختك عندما يرونك تأتى الى المنزل فى هذه السلعة المتأخرة من الليل وأنت تصطحب معك فتاة لا يعرفانها؟وماذا ستكون نظرتهما لى؟
- ان والدي ليس رجلا رجعيا كما تتخيلين بل هو رجل مثقف ومتفتح وكذلك اختى فهى فتاة جامعية ولماحة
وعندما اشرح لهما الأمر فانهما سيتفهمانه
حسن ما دمت ترى ذلك
وأدار سامح محرك السيارة متجها بها ال منزله وابتعد عن الحقول حيث بدأت الأنوار تظهر على الطريق العمومي مرة أخرى
وارتاح لها هذا ان تلقى نظرة على وجه سامح بعد ان حال الظلام الدامس بينها وبين ذلك
كانت نظراته مركزة على الطريق أمامه ومرة أخرى اكتشفت انه يتمتع بوجه وسيم وملامح رجولية محببة وأحست بالخجل من نفسها لأنها لم تمنحه ثقتها منذ البداية

لكنها عادت لتقول لنفسها :يتعين على الا أتسرع في إصدار حكمي قبل ان أرى كيف ستنقضي هذه الليلة فمن يدرى؟كيف سيكون تصرفه معي لو ذهبت إلى منزله؟وهل سأكون في رعاية والده وأخته حقا كما ادعى ام انه يحاول فقط اكتساب ثقتي لغرض ما في نفسه
وسرعان ما انبت نفسها بشدة على هذا التفكير قائلة لنفسها:ألن تتوقفي عن شكوكك هذه ؟اهذا هو جزاء المساعدة التى قدمها لك منذ ان التقى بك حتى الآن؟انه لم يرتكب أي فعل حتى الآن يبرر ارتيابك فيه عدا ان مظهره يوحى بالفعل بالثقة ولا أدرى كيف لم أتبين ذلك من قبل
نعم يمكنني أن أثق بهذا الرجل بل ويتعين على ان اعتذر له عن شكوكى نحوه واشكره على ما قدمه لى ولاحت من بعيد أنوار قرية صغيرة فقال لها دون ان ينظر اليها:لقد اقتربنا من المزرعة
هل يقع منزلكم وسط المزرعة؟
على اطرافها انها ثلاثون فدانا من الموالح وحظيرة للماشية واخرى للدواجن ومنجل .هذه هى كل حياة ابى
ولكن عما قريب سيتغير كل ذلك
نظرت اليه بدهشة دون ان تدرى مغزى كلمته هذه لكنها سألته قائلة:وهل تقيم هنا بصفة دائمة؟
ان لي منزلا فى الإسكندرية وانا أتنقل ما بين المزرعة وبين الاسكندريه وان كنت لا أخفى عليك اننى أفضل الاسكندريه عن هذه القرية وتلك المزرعة كثيراولولا ارتباطى بوالدى واختى لما اتيت هنا مطلقا
تقول هذا مع انك مهندس زراعى
هذا ما تقرره الشهادة التى حصلت عليها اما ميولى فهى مختلفه تماما
مرت برهه من الصمت بينهما قبل ان تقول:اننى أسفه
التفت إليها قائلا:اسفه على ماذا؟
وعندما التقى وجهه بوجهها أيقنت هذه المرة على نحو أكثر مدى الجاذبية التى يتمتع بها فأحست بالارتباك لمنها سرعان ما سيطرت على ارتباكها وهى تقول له :على تصرفى تجاهك
نظر الى الطريق أمامه قائلا:لقد اعتذرت عن ذلك من قبل فلا داعى لتكرار الاعتذار
إذن فأنت الآن لست غاضبا منىّ
نظر إليها وقد لاحت على وجهه شبه ابتسامة دون ان يعلق بشئ
وما لبث ان توقف بالسيارة امام باب خشبي كبير حيث اخذ ينادى قائلا:جعفر.جعفر
وتساءل قائلا:اين ذهب هذا الغفير؟
وسرعان ما لمحت يسرا احد الأشخاص وهو ياتى مهرولا ليفتح البوابة أمام السيارة حيث سال سامح قائلا":أين كنت؟
اجاب الرجل قائلا:كنت احضر لى كوبا من الشاى
ان مكانك هو هنا امام البوابة وانت تتقاضى اجرا من اجل ذلك
عندما تريد ان تشرب شايا فاطلب من احد ان يحضره لك
قال له الرجل وهو يرفع يده محييا :أسف يا باش مهندس
لكن يده سرعان ما تراخت بجواره عندما ألقى نظرة داخل السيارة ورأى يسرا جالسة الى جوار ساح
وسأله سامح قائلا:هل الحاج عبد الفضيل مستيقظ ام نائم؟
لكن الغفير لم يجبه فقد كان مشغولا عنه بالتحديق فى الفتاة وهو فاغر فاه
وصاح فيه سامح قائلا:لماذا تبدو مشدوها هكذا؟لقد سالت :اذا كان الحاج عبد الفضيل مستيقظا ام نائم؟
قال له الغفير وهو يعدل من وضع البندقية على كتفه :لا اعرف يا بك.اننى لم اذهب الى المنزل منذ ان استلمت ورديتي
كان من الواضح ان يمتلك شخصيه قويه تفرض احترامها على الجميع
وسرعان ما توقف بسيارته امام المنزل الذى كانت بعض حجراته مضاءة قائلا لها تفضلي
قالت له حينما غادرت السيارة :اننى أشم رائحة عطرة هنا
نعم ان هذا من اثر الزهور الموجودة فى الحديقة المحيطة بالمنزل
من المؤسف لن المكان مظلم على نحو لا يجعلني أراها جيدا هل أنت الذي أشرفت على زراعتها؟
لقد شاركت فى ذلك هل تحبين زهرة البنفسج؟
انه زهري المفضل؟
اذن .فنحن متفقان فى ذلك
ودعاها الى الدخول حيث كانت الردهه مضاءة بمصباح خافت يرسل إشعاعه على المكان
وأسرعت إحدى السيدات الى الردهة وقد بدا انها مستيقظة لتوها من النوم قائلة فى انزعاج:من .من بالردهة؟
أجابها سامح :انه انا يا ام إبراهيم
أضاءت السيدة أنوار الردهة لتغمر المكان قائلة:سامح بك !
وارتسمت على ملامحها وهى تنظر الى يسرا وفى عينيها تساؤل وفضول قوى
سالها سامح قائلا:اين الحاج؟
أجابته المرآة دون ان تتخلى عن فضولها:نام بعد صلاة العشاء
ونجوى؟
أجابته قائلة:لقد نامت هى الأخرى
حسن......أعدى بعض الطعام للآنسة واصحبيها الى غرفة الضيوف فهى ستبيت الليلة عندنا
وصاح فيها قائلا عندما رآها لا تتحرك:لماذا انت واقفة كالتمثال هكذا ؟افعلي ما طلبته منك وتذكرت يسرا إنها لم تاكل شيئا منذ الصباح كانت صدمتها فى موقف صلاح منها والتعب والارهلق وخوفها من رفيقها فى السيارة قد جعلها لا تشعر بذلك
اما الآن وقد ذكر سامح الطعام أمامها فإنها أحست بجوع شديد وأنها تكاد تسقط من الإعياء لشدة جوعها
سألها سامح قائلا:أتفضلين ان تتناولي طعامك هنا ام فى حجرة الضيوف؟
سألته قائلة فى حياء:الن تتناول الطعام معي؟
نعم .لقد كنت جائعا للغاية فتناولت قطعة من الجبن وبعض ثمرات الطماطم لدى الميكانيكي الذي أحضرته لإصلاح السيارة
وتأملها برهة من الوقت وقد تبدلت نبرات صوته لتكون اكثر حنوا وهو يقول لها:اعتقد انه من الافضل ان تتناولي الطعام فى الحجرة حتى يمكنك الاغتسال أولا وتكوني براحتك بالمناسبة ان الحجرة مزودة بحمام وتستطيعين ان تخذى دشا لو اردت
قالت له يسرا فى امتنان:أشكرك هذا كرم بالغ
نادى سامح السيدة فاتت مهرولة وهى زائغة العينين بينه وبين يسرا التى ادهشها حضورها معه فى هذه الساعة
قال لها سامح :ماذا تفعلين؟
أجابته المراة اعد الطعام للهانم
اصحبيها إلى الحجرة أولا وانتظري قليلا حتى تغتسل ثم احملي لها صينية الطعام الى الحجرة.بدا شديد الاهتمام بها وقد عاد ليسال المراة مر أخرى:ان حجرة الضيوف نظيفة ومرتبة أليس كذلك؟
أجابته السيدة :بلى انا اتولى تنظيفها بنفسي كل يوم
حسن اصحبي الآنسة يسرا إليها
ثم غادر الردهة وانصرف دون ان يعقب شيئا
ودت لو تشكره مرة اخرى لكنه لم يمنحها فرصه لذلك
وبقيت واجمة للحظة أحست بتأثير غيابه عنها وقد خلف وراءه فراغا كبيرا
تفضلي يا هانم
وتقدمتها الى السلم تتبعتها يسرا حيث قادتها الى الحجرة المخصصة للضيوف
كانت غرفة فسيحة ونظيفة ومرتبة على نحو جيد وبالنسبة لها وفى ظل هذة الظروف التى مرت بها طوال اليوم وما حل بها من تعب وإرهاق فقد كانت هذة الغرفة تبدو كما لو كانت جناحا فاخر ا فى ارقى فنادق العالم
وأشارت لها المراة على إحدى الأبواب المغلقة داخل الحجرة قائلة:هذا هو الحمام انة مزود بماء دافئ لو أردت ان تستحمي
ابتسمت يسرا قائلة:أشكرك يا ام إبراهيم اننى احتاج بالفعل الى حمام دافئ فى هذة اللحظة
قالت لها المراة وهى تقاوم فضولها ورغبتها فى سؤالها عن قصتها وعن سر اصطحاب سامح لها الى المنزل ريثما تنتهين من استحمامك أكون قد أعددت لك الطعام
انتظرت يسرا برهة بعد مغادرة المراة الحجرة واندفعت لتنعم بحمام دافئ يزيح عنها كل تعب اليوم ولكن بينما هى تستقبل الماء الدافئ فوق جسدها لتزيح به إرهاق السفر وتراب الطريق كانت تعرف ان ماء العالم كله لا يمكن ان يزيح عنها الآم نفسها التى أقسى من متاعب الجسد


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:13 AM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 - الضيفة الغامضة ..




غادرت الحمام منتعشة حيث وقفت تمشط شعرها ثم ألقت بنفسها فوق الفراش الوثير
كانت متعبة للغاية وبدا دفء الفراش يسرى فى جسدها على نحو كاد يسلمها للنوم سريعا لولا ذلك الجوع القارص الذى ينهش أمعاءها الخاوية
وبالفعل لم تقو على المقاومة كثيرا فبدا جفناها يستسلمان للنعاس ثم ما لبثت ان غطت فى نوم عميق
وعندما حضرت ام ابراهيم وهى تحمل صينيه الطعام وجدت ان من العسير عليها ان توقظها من الوم فقد بقيت واقعة تحت سلطانه تماما
حجرته متجها الى حجرة المكتبة حيث التقى بام ابراهيم وهى تهبط درجات السلم فسالها قائلا:هل تناولت العشاء؟
اجابته قائلة:لقد وجدتها مستغرقة فى النوم وحاولت ان اجعلها تستيقظ كى تتناول الطعام لكنها ابت ذلك
حسن اعتقد انها بحاجة للنوم اكثر من اى شئ اخر لا توقظيها حتى تستيقظ بنفسها
حسن .يا بك
ووقفت ام ابراهيم امامه مترددة برهة من الوقت وقد بدا انها تهم بسؤاله عن شئ ما
نظر الى عينيها قائلا:هل تريدين ان تقولى شيئا؟
لقد كنت اتساءل ماذا اقول للحاج عبد الفضيل لو سالنى اقصد لو راى تلك الفتاة غدا ؟او سال عمن يشغل حجرة الضيوف
ابتسم سامح قائلا :ماذا تقولين للحاج عبد الفضيل ؟ام انك تريدين إشباع فضولك؟
حسن .هذة فتاة كانت عائدة الى القاهرة وتأخرت فى السفر ولما كان الوقت ليلا ولا أحبذ سفر فتاة مثلها فى مثل هذا الوقت فقد عرضت عليها ان تمضى الليلة فى منزلنا وتسافر صباحا.هل اراحك هذا ام ان لديك المزيد من الاسئلة والاستفسارت؟
ولماذا لم تبت لدى من كانت لديهم؟بل لماذا سمحوا لها بالسفر فى مثل هذا الوقت المتاخر من الليل؟
لن اجيب على هذا.اذهبى واعدى لى فنجان من الشاى .ثم آوى الى فراشك ولا تزعجينى باسالتك هذة
هل ستقرا هذة الليلة؟
نعم احضرى لى الشاى فى حجرة المكتب
ولكن الست متعب من السفر؟
انت تعرفين اننىلا أستطيع النوم قبل ان أطالع احد الكتب هيا احضري الشاي وتوقفي عن الثرثرة
وتناول سامح احد الكتب من فوق ارفف المكتبة وجلس يطالعه.لكنه وجد نفسه عاجزا عن التركيز فيما يقرا كما اعتاد ان يفعل كل ليلة،كانت صورتها ماثلة امامه فوق صفحات الكتاب واخذ يسترجع ملامحه الدقيقة ووجهها الجميل الذى يضاهى فى جماله الزهرة المتفتحة.انه لا يستطيع ان ينكر ان هذه الفتاة قد أحدثت فى نفسه أثرا ما.لكنه لا يستطيع ان يفهم سر هذة النظرة الحزينة التي رآها فى عينيها .لقد بدت وكأنها تخفي فى
نفسها آثار جرح عميق .وأغمض عينيه ثم اعاد الكتاب الى مكانه قائلا لنفسه:ربما أكون مبالغا فيما أتخيله عنها وقرر ان ينحيها عن عقله ويركز تفكيره فيما يقرا ونجح هذة المرة فى ذلك



استيقظ سامح مبكرا ليجد والده واخته جالسين امام مائدة الإفطار فى انتظاره
وحياهما قائلا :صباح الخير يا حاج صباح الخير يا نجوى
سأله ابوه قائلا:ما الذي أخرك هكذا بالامس ؟
ابتسم سامح قائلا وهو يجلس الى المقعد:الا نتناول فطورنا اولا؟
تحدثت إليه ام إبراهيم وهى تضع الخبز أمامهم قائلة:ان الهانم لم تصح من نومها بعد
قال الاب فى دهشة:هانم .اى هانم؟
ارتبك سامح وهو ينظر إلى أم إبراهيم ممتعضا قائلا:قلت لك دعيها نائمة حتى تستيقظ بنفسها
صاح الأب قائلا:حدثني انا من هذة الهانم التى تتحدث عنها ام إبراهيم؟
عندما عدت من بلدة (بحطيط)بالأمس وجدت فتاة تقف فى انتظار سيارة المكروباص تنقلها الى محطة القطار ولما كانت السيارات التى تقوم بنقل الركاب لا تمر فى هذا الوقت من البلد الى المحطة فقد تطوعت لنقلها بنفسي.لكن السيارة أصيبت بعطب فى الطريق مما اضطرني الى البحث عن ميكانيكي والانتظار حتى انتهى من إصلاحها.وكان من الصعب ان تسافر فى وقت متاخر كهذا الى القاهرة خاصة بعد ان غادر آخر قطار المحطة ولم يعد متبقيا سوى سيارات الأجرة .وانت تعرف مخاطر السفر فى مثل هذا الوقت بالنسبة لفتاة بمفردها لذا أحضرتها الى منزلنا وجعلتها تبيت فى غرفة الضيوف هذا كل شئ وهذا هو سبب تاخيرى بلامس
قال له الاب بعد برهة من الصمت:ولماذا لم توقظني لدى حضورك؟
لم اشا ان أزعجك
حسن اعتقد انك قد فعلت الصواب فلم يكن من اللائق ان تتركها تسافر بمفردها بالفعل فى هذا الوقت المتأخر ولكن ماذا عن أهلها ؟ان يقلقوا لعدم عودتها بالأمس؟
عندما تستيقظ عليها ان تدبر ذلك بنفسها
ابتسمت نجوى قائلة:إذن لدينا فتاة فى حجرة الضيوف هل هى جميلة؟
صاح الاب في ابنته قائلة :بنت ما شاننا نحن اذا كانت جميلة او غير جميلة
لكن سامح ابتسم قائلا لأخته دون ان يأبه لاعتراض الأب:نعم إنها جميلة للغاية
قال الأب فى خشونة مصطنعة:سامح انك بذلك تعطيني إيحاء غير طيب عنك
ابتسم سامح لأبيه قائلا:لماذا؟لقد سالت نجوى عما كانت الفتاة جميلة ام لا .فأخبرتها الحقيقة
سألته أخته قائلة :ما اسمها
يسرا

والتفت إلى أم إبراهيم التي كانت واقفة على مقربة منهم وتستمع الى الحديث بفضول قائلا:هل استرحت وأشبعت فضولك
ثم التفت إلى أبيه واختة قائلا لهما :اعتقد إننا نستطيع ان نتناول فطورنا الآن
سأله الأب وهو يتناول طعامه قائلا:وما قصة هذة الفتاة؟
لم أحاول ان اعرف عنها الكثير .........بل في الحقيقة هى لم تروى عن نفسها الكثير .كل ما اعرفه انها كانت فى زيارة لمنزل الحاج إبراهيم السويفى وأنها كانت زميلة لابنه صلاح فى الكلية
-الحاج إبراهيم وما علاقته به؟
لقد قلت لحضرتك إنها كانت زميلة لابنه صلاح فى الكلية وجاءت لزيارته
وهل يكفى ان تكون زميله لابنه فى الجامعة لكى تأتى لزيارته ؟لا بد انه تربطها بهم صلة قرابة
-اشك فى ذلك فلو كانت قريبته لهم لما سمحوا لها بالسفر بمفردها فى وقت متأخر كهذا
قالت نجوى :إذن فهي مهندسة زراعية مثلك
قال سامح فى ضجر :نعم ولكن إلا يمكننا التحدث فى شئ آخر؟




وفى تلك الأثناء كانت الشمس قد بدأت تعكس أشعتها داخل الحجرة التى تنام فيها يسرا من خلال الستائر الخفيفة المسدلة فوق النوافذ ليسقط الضوء على وجهها
كانت تشعر بالرغبة فى المزيد من النوم بعد التعب الشديد الذى صادفها ليلة أمس لكنها قاومت هذة الرغبة وهى تشعر بان هناك دافعا يدفعها الى الاستيقاظ
وتثاءبت وهى تلقى نظرة فيما حولها بعد ان فتحت عينيها بصعوبة
ثم ما لبثت ان هبت مذعورة وهى تستوي جالسة فوق الفراش وقد بدت لأول وهلة وكأنها نسيت كل ما مر بها بالأمس
فتساءلت قائلة:أين أنا؟وماذا افعل فى هذا الفراش؟
واستيقظت حواسها على اثر استيقاظ جسدها فاستعادت أحداث الليلة الماضية قائلة لنفسها:آه تذكرت ذلك الشاب الذى اصطحبني الى منزله وسيارته المعطلة
وأمسكت برأسها وقد أحست بصداع قائلة :يالها من ليلة !
ثم نظرت الى ساعتها وهى تهتف قائلة:العاشرة صباحا!لقد نمت عددا طويلا من الساعات أرادت أن تغادر الفراش ولكنها أحست بان جسدها لا يطاوعها على ذلك وأنها ما زالت فى حالة استرخاء شديد
وتذكرت الحلم الذى رأته فى نومها كان حلما غريب لقد رأت نفسها تغوص في الرمال المتحركة وتبحث عن أي شئ لتتعلق به فى محاولة إنقاذ نفسها دون جدوى وفجاه اتى ذلك الشاب الذى احضرها الى منزله بلامس ومد لها يده قائلا لها بصوته الرخيم ونبرة أعادت لها الاطمئنان الى نفسها:لا تخافي لقد جئت لأنقذك
وتعلقت بيده فقام بجذبها من الرمال الناعمة بقوة وصلابة حتى نجح فى انتشالها منها
وابتسمت لنفسها وهى مازالت ناعسة قائلة :لابد ان الحلم كان تعبيرا عن مساعدته لى ليلة امس
فى الحقيقة لقد تصرفت معه بوقاحة اما هو فكان مثالا للنبل والشهامة لكنه مع لك يبدو فظا احيانا وتساءلت قائلة لنفسها :ما اسمه؟
وسرعان ما تذكرت قائلة:آه اسمه سامح لقد تذكرت
وفى تلك اللحظة دخلت عليها ام إبراهيم الحجرة قائلة:هل استيقظت حظرتك؟
نعم يبدو أنى قد تأخرت فى النوم
قالت لها المراة بحنو:نوما هنيئا لقد أحضرت لك طعام العشاء بلامس لكن وجدتك مستغرقة فى النوم فلم ارد إيقاظك لابد انك تشعرين بالجوع
لا أستطيع ان أنكر لك
ساعد لك الطعام ريثما تنتهين من حمامك
استقبلها سامح بعد انتهائها من تناول طعامها قائلا:أرجو ان تكوني قد نمتى جيدا
ابتسمت يسرى قائلة:لقد استغرقت فى النوم بمجرد ان وضعت راسي على الوسادة آسفة لاننى تأخرت فى الاستيقاظ حتى الآن
لقد كنت بحاجة الى ها النوم العميق وقد نبهت بألا يوقظك احد قبل ان تستيقظي بنفسك
أشكرك على كل هذا الاهتمام وعلى كل ما قدمته لى
اننى لم افعل سوى الواجب
وكان ابوه واخته قد لحقا به فقدمهما إليها قائلا:تعالى لأعرفك بابى واختى هاهو ابى الحاج عبد الفضيل صاحب هذة المزرعة واختى نجوى التى حدثتك عنها
ثم أشار إليها قائلا :الباش مهندسة يسرا
وصافحها الأب قائلا :أهلا بك يابنتى لقد شرفت منزلنا
صافحتها نجوى وهى ترنو إليها فى إعجاب قائلة:أهلا بك يا يسرا
أهلا نجوى
واصطحبا الاب إلى الشرفة قائلا:لقد لروى لى سامح ما تعرضت له من متاعب بلامس
فى الحقيقة لولا انى التقيت به فلا ادري ما الذي كان يمكنني ان افعله؟
لقد فعل سامح ما كان يتعين عليه ان يفعله
قال سامح وهو ينظر اليها نظرة ات مغزى :لقد قدمت لى خالص الشكر والامتنان الذى استحقه بلامس
أحست يسرا بالخجل من نفسها وهى تستمع الى تلميحاته
بينما أردف الأب قائلا:ولكن قولي لى هل أنت على صلة قرابة بالحاج إبراهيم السويفى
وتلعثمت يسرا في الإجابة:كلا....... اننى..........اننى.....زميلة لابنه صلاح وقد ذهبت لتهنئته على زواجه من ابنه عمه
لكن هذه التهنئة متأخرة فقد مضى على زواجهما حوالي شهر ونصف تقريبا حسب ما علمت
لم تتح لى الفرصة لتهنئته من قبل
ولكن كيف سمحوا لك بمغادرة منزلهم في هذا الوقت المتأخر ؟وبدون أن يكلف احدهم خاطره ليوصلك إلى المحطة؟
أثار هذا الحديث شجونها وودت لو توقفوا عن الاستمرار فيه فقالت سريعا:أنا التي أصررت على الرحيل فى هذه الليلة ولم ارغب في أن يصطحبني احد
سألها سامح :لماذا؟
صمتت دون أن تقول شيئا في حين قال الأب لابنه:ربما كان للفتاة دوافعها الشخصية في ذلك فلا تلح عليها بالسؤال
سالت نجوى:ولكن الم يقلق عليك والديك لعدم عودتك بالأمس ؟
والدي متوفى ووالدتي كانت تظن اننى سأقضى بضعة أيام في ضيافة أسرة الحاج إبراهيم
ونهضت يسرا قائلة:اعتقد انه يتعين على أن انصرف الآن وأشكركم جميعا على ضيافتكم الكريمة
سألها الحاج عبد الفضيل :لما لا تبقين يوما او يومين فى ضيافتنا فى المزرعة؟!


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:19 AM   #7

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


6 - حذار من الحب ..






قالت يسرا :ان ها كرم بالغ لمنى اعتقد اننى لن أستطيع لك
قال الأب :لماا ؟لقد قلت بنفسك ان والدتك تعرف انك ستقضين بضعة أيام في ضيافة الحاج إبراهيم وها يعنى أنها لن تقلق عليك لو غبت عنها يوما او يومين.وعلى كل حال فلدينا هنا خط هاتف مباشر وتستطيعين ان تطمأنيها بالهاتف لو أردت لو كان لديك فى منزلك تلفون
سارعت نجوى لتقول لها :سأكون سعيدة لو وافقت فأنا أقيم هنا بمفردي واشعر بوحدة شديدة لعدم وجود صديقة لي تؤنسني وقد أحببتك منذ أن رأيتك
أشكرك لهذا الشعور ولكن أنا مرتبطة بعملي فى القاهرة
أرجوك يا يسرا يوما أو يومين لن يجعلاك تتأخرين كثيرا عن عملك فلا بد انك حصلت على إجازة ما دمت كنت تنوين قضاء بضعة ايام فى منزل الحاج إبراهيم
وفكرت يسرا أنها لم تتخلص من آثار الصدمة النفسية التى عانتها بعد لقائها بصلاح برغم انها تحاول التظاهر بعكس ذلك
ولابد ان عودتها إلى القاهرة الآن وانفرادها بنفسها خاصة وهى لا تستطيع ان تقطع الإجازة الآن حتى لا تثير الأقاويل بعد ان أعلمت بعض زميلاتها انها فى طريقها لمقابلة صلاح
ومن الأفضل ان تحاول ان تنسى ما حدث لها بلامس وان تتغلب على صدمتها العاطفية
وربما كان فى وجودها لدى هؤلاء الأشخاص الذين أكرموها وفى جو مختلف بعيد عن منزلها ما يساعدها على التخلص من بعض الآثار النفسية الأليمة الناجمة عن صدمتها
لا قالت لهم :حسن اعتقد انه يمكنني قضاء يومين آخرين هنا
صفقت نجوى بيديها كطفلة صغيرة:اننى سعيدة لذلك
وكذلك ابتسم الأب قائلا:ستكونين هنا على الرحب والسعة
أما سامح فقد بدا غير مستريح لذلك وان حاول أن يرسم على وجهه ابتسامة باهته تعبيرا زائفا عن سروره لذلك



سألتها نجوى قائلة:ما رأيك لو قمنا بجولة صغيرة في المزرعة ؟اعتقد أنها ستعجبك
لا باس بلك سأبدل ثوبي و آتى معك
فتحت يسرا حقيبتها وتأملت فستانها الوردي وقد اعترتها مسحة من الحزن
لقد ابتاعت ها الثوب قبل سفرها بيومين فقط وكانت تظن انه سينال إعجاب صلاح فيما لو كان قد قدر لها البقاء في ضيافته
وطالما تخيلت نظرة الإعجاب في عينيه وهو يتأملها تتهادى أمامه بها الثوب في تعرف انه يحب اللون الوردي كثيرا
لقد كلفها ها الثوب ثمنا باهظا أطاح بميزانيتها لكنها كانت ترى ان نظرة الإعجاب في عيني الإنسان الذي تحبه تساوى أن تدفع ها الثمن
وهاهي ذي أمنيتها هبت مع الرياح كما تبددت معها أمان أخرى وتنهدت وهى تعيد الثوب إلى مكانه لترتدي بنطلونا من القطيفة السوداء و بلوزة خضراء,وأسرعت بإغلاق الحقيبة وإعادتها إلى الدولاب قبل أن تنزلق إلى المزيد من التفكير ودفع نوبة الأحزان بعيدا عنها وهبطت السلم حيث استقبلته نجوى بصفير عال قائلة:/ما كل هذه الفتنة والجمال؟
كان سامح يمر بالمصادفة واتيح له أن يراها فلم يستطع منع نفسه من التحديق بها
انه يراها تزداد جالا في كل مرة تقع عيناه عليها عن ذي قبل ولمحته وهو يحدق بها فسارع بخفض بصره واندفع مواصلا طريقه نحو إحدى الحجرات
بينما ابتسمت يسرا قائلة لنجوى:انك تبالغين في مدحي
ليس فيما أقوله أدنى مبالغة فلو كنت رجلا ما تركتك تفلتين من يدي
هيا بنا لنقوم بجولتنا حول المزرعة
إن لديكم هنا حديقة رائعة
هل رايتها؟
نعم ألقيت عليها نظرة من نافذة الحجرة وان كنت قد أحسست بشذاها بلامس قبل أن أراها
لقد ساهم سامح في العناية بها بالطبع كلاكما يقدر قيمة ذلك لان هذا تخصصكم اننى متخصصة في البساتين وزراعة الموالح برغم إن عملي في وزارة الزراعة في مركز البحوث لا يتفق تماما مع تخصصي
حقا إذن فستبدين رأيك بشان حدائق الموالح التي نزرعها هنا
ألديكم هنا حديقة موالح؟
إن هذا هو الإنتاج الرئيس الذي تعتمد عليه المزرعة سترين ذلك بنفسك
وفى تلك اللحظة غادر الحاج عبد الفضيل إحدى الحجرات متجها إلى حجرة المكتبة حيث التقى بابنته و يسرا فابتسم لهما قائلا:أرجو أن تحسني ضيافة يسرا يا نجوى
إننا سنقوم بجولة في المزرعة
حسن أرجو لكما وقتا طيبا
واستدركت نجوى قائلة :أبى هل تعرف إن يسرا متخصصة في زراعة الموالح ؟
قال الأب وهو ينظر إلى يسرا :حقا؟
ليس بالضبط ولكن كان ذلك كان مجال تخصصي في الكلية
إذن يسعدني أن التقى بك بعد قيامك بتلك الجولة وزيارة حدائق الموالح فانا أريد أن احصل على رأيك بشأنها
كان سامح قد غادر حجرته بدوره حيث استمع إلى هذا الحديث الذي يدور بين الأب وبين يسرا وبدا متجهما قليلا وهو يقول لأخته :لا تبتعدا كثيرا
ألقت يسرا عليه نظرة سريعة وهي تتساءل عن سر تجهمه لكنها وجدت نفسها تتمنى لو انه يرافقهما في هذه الجولة
وتحول سامح إلى أبيه بعد انصراهما قائلا:ما الداعي لذلك؟
نظر الأب إليه قائلا :لا أدرى عما تتحدث ؟
بل تعرف عما أتحدث لم تعد بحاجة إلى رأى احد بخصوص حدائق الموالح لأننا سنبيع هذه المزرعة لقد وعدتني بذلك
قال له الأب وهو يوليه ظهره:إنا لم أعدك بشئ أنت الذي ظللت تلح على طوال الأشهر الماضية بشان البيع وقلت لك في النهاية اننى سأفكر في الأمر
أبى إن المشروع التجاري الذي أحدثك عنه سيجلب لنا أرباحا تفوق ما تحصل عليه من هذه المزرعة إننا في عصر المشاريع التجارية الناجحة وليست تلك المزرعة التي لا تكاد تغطى نفقاتها
قال الأب محاولا إنهاء النقاش في هذا الشأن :حسن حسن دعنا لا نتحدث في هذا الأمر الآن فانا لست مهيأ لمناقشته مرة أخرى
لكنك لم تعطيني رأيا قاطعا
عندما اصل إلى قرار سأعطيك رأيي
بدت ملامح النقمة على سامح وهو يحاول أن يستشف ما يدور في راس أبيه العنيد لكنه وجد انه لا سبيل إلى ذلك وهم ّبمغادرة المكان لكن الأب استوقفه قائلا :انتظر...
لماذا لا ترحب ببقاء هذه الفتاة في ضيافتنا؟
ما الذي يدعوك لمثل هذا القول؟
هذا ما رايته واضحا على وجهك لقد بدوت غير مرحب بدعوتي لها للإقامة في ضيافتنا خلال اليومين القادمين برغم انك أنت الذي أحضرتها إلى هنا
لأنني اعتقد أننا قمنا بالواجب نحوها على أكمل وجه ليلة أمس ولم نعد ملزمين بتقديم المزيد من الكرم نحوها ثم إننا لا نعرف هذة الفتاة معرفة حقيقية حتى نجعلها تختلط بنجوى وتصادقها على هذا النحو
حدجه الأب بنظرة فاحصة قائلا:هل أنت متأكد أن هذا هو السبب الحقيقي وراء رفضك لبقاء هذه الفتاه في ضيافتنا ؟
نعم .وماذا يكون غير ذلك؟كان يتعين علينا أن نكتفي بما فعلناه معها أمس وان نتركها تستأنف سفرها
على كل حال لقد وجهنا لها الدعوة ولا يمكننا أن نتراجع الآن
ثم أردف قائلا :وأنا انتظر منك ان تتعامل معها على نحو لائق وبما يتفق مع موقفك الشهم بالأمس إنها على كل حال لن تبقى لدينا طويلا
وغادر سامح المكان دون أن يخبر أبيه عن السبب الحقيقي الذي جعله يشعر بالقلق إزاء هذه الاستضافة
لقد بدأت هذه الفتاة تستحوذ على اهتمامه وتحرك لديه شعورا خفيا بداخله نحوها شعورا لا يريد له ان ينمو أكثر من ذلك بل من الأفضل أن يئده في المهد فهو لا يريد أية ارتباطات عاطفية فى المرحلة الحالية بل في أي مرحلة من مراحل حياته
لقد عاش هذا النوع من المشاعر في إحدى فترات حياته ولا يزال يذكر تلك الفتاة التي أحبها وتخلت عنه كانت أسوا فترات حياته وأقساها أهمل دراسته واستسلم لحالة مخزية من الضعف والألم وكادت ان تعصف به وبمستقبله
ومن يومها قرر ان ينحى مثل هذه المشاعر جانبا وبعيدا عن حياته وان يبقى دائما مالكا لزمام قلبه جاعلا عقله هو الحاكم الأمر فى كل ما يتعلق بشؤونه
لقد استطاع التغلب على تجربته المريرة ولم يسمح لها قط ان تهدم حياته وان تؤثر في مصيره ولم يطرد المراة تماما من حياته وإنما عرف الكثير من الفتيات وكانت له العديد من العلاقات فيما بعد لكنها كانت دائما علاقات عابرة وعلى سبيل اللهو والتسلية
لم يسمح لنفسه ان يقع تحت تأثير جاذبية فتاة مهما كان جمالها وقوة تأثيرها الانثوى,وحتى عندما يفكر في الزواج في المستقبل فاٍن الزوجة المنتظرة ستخضع لاختيار عقلاني بحت ومواصفات لا تتدخل فيها المشاعر و الأحاسيس التي علمته التجربة كم هي خادعة لذلك فعندما راودته بعض هذه المشاعر عندما التقى ييسرا وأحس انه يكاد ان ينزلق نحو إعجاب قوي بها فانه شعر بالخطر وأدرك انه يتعين عليه أن يتخلص من هذة الفتاة قبل ان تتنامى هذه المشاعر ولم يشعر بالارتياح للدعوة التى وجهها أبوه لها لكي تبقى في ضيافتهم وهز كتفيه قائلا لنفسه وكأنه يحاول ان يطمئنها:أن الأمر لن يزيد عن يومين على أي حال ثم اٍ ننى قد أكون مبالغا في مخاوفي فالفتاة لن تلتهمني ولا ضرر من وجود فتاة جميلة في هذا المكان الجاف لمدة يومين






ألقت يسرا نظرة على حدائق البرتقال واليوسفي وهى تهتف قائلة :إن لديكم حدائق فسيحة هنا
قالت نجوى :ومع ذلك فاٍن سامح يسعى لبيع المزرعة
نظرت إليها يسرا بدهشة قائلة :بيعها
نعم .....اننى أحب هذا المكان واجد سعادة حقيقية في الإقامة هنا بعكس سامح فهو يلح على أبى دائما من اجل بيع المزرعة بكل محتوياتها وإقامة مشروع تجارى في القاهرة يدر دخلا سنويا
لكنه مهندس زراعي وكان يتعين عليه أن يكون أول المعارضين لفكرة كهذه لا محرضا عليها ثم إن ما رايته في المزرعة يستحق الإبقاء عليه بالفعل مزرعة الماشية والدواجن ومنحل العسل وحدائق الموالح إن لديكم هنا مشروعا زراعيا متكاملا
-ولا تنسي الفيلا الجميلة التي نقيم فيها والتي قضيت فيها أجمل أيام طفولتي فتيات كثيرات يفضلن الإقامة في القاهرة و تستهويهن اغراءات المدينة أما أنا فأفضل البقاء في هذه المزرعة الجميلة عن أي مكان آخر
ولكني أظن إن المزرعة كهذه تحقق عائدا ماديا لا باس به إلاّ إّذا كان ذلك المشروع التجاري الذي يرغب أخوك في إقامته يحقق عائدا ماديا كبيرا
إن سامح ليست لدبه ايه خبرة في المشاريع التجارية وهو مندفع في هذا الأمر تحت تأثير رغبة شديدة في مغادرة القرية فهو بعكسي تماما لا يفضل اللإقامة بصفة دائمة في القاهرة والمشروعات التجارية المربحة
وهل يوافق ابوك على ذلك؟
في الحقيقة لا اخفي عليك ان ارباح المزرعة تتناقص عاما بعد عام بسبب الآفات التي تصيب الثمار وتقلل من انتاج الحدائق
واذا استمر الحال على هذا المنوال فسوف ينتهي بنا الامر الى خسائر متتالية وهو ماجعل ابي لا يرفض فكرةالبيع برغم حبه الشديد لهذه المزرعة التى نماها بكده وعرقه
هل تسمحين لي بفحص بعض ثمار البرتقال و اليوسفي ؟
بالطبع تفضلي


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:23 AM   #8

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 - أمل جديد ..





استقبلها الأب قائلا وابتسامة ود على وجهه:أرجو أن تكون المزرعة أعجبتك
قالت يسرا إنها مزرعة نموذجية ومتكاملة
وقالت نجوى :لقد أمضينا وقتا ممتعا
ابتسم الحاج عبد الفضيل قائلا ليسرا:يبدو انك اكتسبت صداقة قوبة هنا
يسعدني أن تكون لي صديقة مثل نجوى
قالت نجوى :بل أنا التي يسعدها صداقتك وآمل أن تقضي معنا وقتا أطول فاكتساب الصديقات صعب للغاية في هذا المكان
ثم استطردت قائلة:سأصعد إلى غرفتي لأبدل ثيابي هل تأتين معي يا يسرا ؟
اسبقيني أنت وسألحق بك
سألها الحاج عبد الفضيل قائلا:هل ترغبين في تناول الشاي معي؟
اننى أتوق لذلك
إذن تعالى لنجلس في الشرفة وسوف تأتى لنا أم إبراهيم بالشاي
ألقت يسرى نظرة حولها وهي تبحث عن سامح لكنها لم تعثر على اثر له وتساءلت قائلة لنفسها :ترى أين ذهب؟
ولماذا يبدو متجهما على هذا النحو صباح اليوم ؟
دعاها الحاج عبد الفضيل للجلوس في موقع يطل على الحديقة والتي تفوح شذا عبرها في إرجاء المكان
وأحست يسرا بانتعاش وراحة إزاء هذا المشهد الجميل والعبير الفواح
قالت وهى تحت تأثير سحر المكان :يا له من مشهد رائع!
ابتسم الأب:انه مكاني المفضل فهذا أفضل مكان في الحديقة المحيطة بالمنزل
كيف تفرط في مكان رائع كهذا؟
نظر إليها بدهشة قائلا:أفرط فيه ما ذا تعنين؟
لقد سمعت من نجوى انك ترغب في بيع المزرعة
تنهد الأب وهو يتراجع في مقعده قائلا بتأثر:لو كان الأمر بيدي لما فكرت في مثل هذا الأمر لكن المزرعة تنذر بخسائر لا قبل لي بتحملها فقيمة المحصول تقل والآفات توشك أن تفتك بالبرتقال واليوسفي كما أن الأمراض تهدد الماشية هنا وسامح يشجع فكرة بيع المزرعة وإقامة مشروع تجارى يقول انه سيحقق عائدا ماديا مربحا

لو كان الأمر يعنى بالنسبة لك أرباحا مادية فقط فمما لا شك فيه إن المشاريع التجارية المربحة كثيرة لكنى لا أظن إن مزرعة كهذه يمكن أن تحقق الخسائر خاصة بعد ما شاهدته فيها
فضلا عن الارتباط بالمكان وأظن أن حضرتك ونجوى مرتبطان بهذا المكان ارتباطا عاطفيا قويا حسب ما أرى
نعم لكن سامح يفضل الحياة بصفة دائمة في القاهرة عن الإقامة هنا أما عن الخسائر فهي متوقعة كما قلت لك بسبب نقص إنتاجية المحصول و الآفات التي تهاجم الموالح هنا فضلا عن أمراض الماشية التي تكاد تتحول إلى أمراض وبائية لولا استعانتي بالأطباء البيطريين
هذه أشياء يمكن التغلب عليها فكما قلت فانه بالاستعانة بالأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين يمكن التصدي لمثل هذه الخسائر ومنعها من الوقوع
لقد استعنت بالمهندسين الزراعيين فضلا عن مساهمة سامح في علاج هذه الآفات لكنهم لم يحرزوا نجاحا كبيرا ويبدو أن الأرض لم تعد صالحة كما كانت من قبل كما تحدثو ا عن بعض الأمراض التي تصيب أشجار البرتقال على نحو يهدد المحاصيل كل عام عن ذي قبل
وصمت برهة وهو يقول بأسى: اننى أحب هذا المكان ولا أستطيع أن أنكر انني لن أكون سعيدا لو غادرته لكنني أيضا لا أريد أن اخسر أموالي بسبب التمسك بهذة المزرعة والارتباط بها عاطفيا
سألته يسرا قائلة :وإذا استطعت التصدي للآفات المنتشرة في هذة المحاصيل وتحقيق إنتاجية عالية لموالح هذا العام ؟
قال متشككا :هل تستطيعين هذا حقا؟
نعم
ابتسم قائلا :انك تتحدثين بلهجة واثقة
لقد فحصت بعض الأشجار البرتقال واليوسفي هنا واكتشفت نوع الآفات التي تهددها واظنني أستطيع معالجتها قبل أن تبدأ الثمار في النضج
ولكن يا بنتي لقد أكد لي سامح أن مقاومة الآفات لن تحقق نجاحا فعالا بعد أن تمكنت من الأشجار بصورة وبائية وهذا ما أكده لي مهندسون زرا عيون أكفاء أيضا
انني لا ادري كيف اكدو ا لك ذلك فتلك الآفات يسهل مقاومتها ولم تتحول إلي خطر حقيقي يهدد المحاصيل وأنا لدي العلاج الناجع لذلك
هل أنت واثقة من ذلك؟
ابتسمت قائلة :لا تنسى انني متخصصة في زراعة الموالح فضلا عن عملي في قسم البحوث الزراعية في وزارة الزراعة وهو ما يعني أن العديد من الأبحاث والتجارب الخاصة بمقاومة الآفات الزراعية قد شاركت فيها .وعلى كل حال يمكنك أن تجربني
لو استطعت تحقيق ذلك فانك ستكونين قد خدمتني خدمه لن أنساها طوال حياتي
في هذه الحالة لن تبيع المزرعة؟
بالطبع
هل لديك عدد كاف من العمال الزراعيين وأجهزة للرش هنا؟
لدي عدد لا باس به وعلى كل حال يمكنك أن تحددي العدد الذي تحتاجينه وسأوفره لك فورا
وسأحتاج بعض المواد الكيماوية الخاصة بالزراعة أيضا
قلت لك حددي ما تريدينه وسوف احضره لك على الفور
وأردف قائلا :لكن كم من الوقت يلزمك لتنفيذ هذا؟
اعتقد إنني سأحتاج إلى البقاء هنا أربعة أيام أخرى
وهل ستكفي هذه الفترة؟
إنها كافية تماما
رغم انني غير مقتنع تماما بهذا الشأن إلا أن تلك الثقة وذلك العزم الذي أراه في عينيك يدفعني إلي التفاؤل
يمكنك أن تعتمد علي
ونهضت قائلة:والآن هل تسمح لي أن اصعد إلى غرفتي لتبديل ثيابي؟
أجابها قائلا:بالطبع يا بنتي تفضلي
سأحتاج إلى إجراء اتصالا تلفونيا لكي اطمئن والدتي واخبرها بشان إقامتي هنا
أن الهاتف تحت أمرك ويمكنك أن تعتبري نفسك في منزلك وان تتصرفي كيفما تشائين
وفي تلك اللحظة كان سامح قادما إلى الشرفة عندما صادفها أثناء انصرافها وهي تتحدث إلى أبيه
وسألها قائلا بوجه جامد الملامح:هل أعجبتك المزرعة؟
أعجبتني للغاية حتى إنني قد أبقى بها بضعة أيام أخرى
قال لها سامح بتلقائية وانزعاج :ماذا؟
قالت له بخبث:أرجو ألا يزعجك هذا
قال لها ببرود:يزعجني .......أبدا ولكنني كنت أظن انك تتعجلين العودة
وتابعها وهي تنصرف ثم تحدث إلى أبيه قائلا:هل تنوى هذه الفتاة البقاء لدينا بضعة أيام أخرى ؟
أجابه الأب قائلا :نعم
ولكن لماذا؟
سامح ما الذي دهاك ؟لماذا تبدو منزعجا بشان بقاء هذه الفتاة في ضيافتنا ؟
فتاة التقطتها من الطريق بالأمس ولا نعرف عنها شيئا سوى إنها كانت في زيارة زميل لها في الكلية ومع ذلك نسمح لها بالإقامة في منزلنا أيام بلا مبرر حقيقي وأسمعك تقول لها إنها تستطيع أن تعتبر نفسها في منزلها وان تتصرف كما يحلو لها ألا ترى في ذلك ما يستوجب الانزعاج؟
وفي تلك اللحظة دخلت عليهما يسرا الشرفة قائلة :معذرة لقد نسيت نظارتي الشمسية
وناولها الأب النظارة قائلا بحرج:آه هاهي ذي
وتناولتها وهي تلقي نظرة سريعة على سامح الذي أدار لها ظهره وهو يطلق زفرة قصيرة ثم سارعت بمغادرة الشرفة بخطوات مسرعة
وقال الأب لابنه في غضب بعد انصرافها :أرجو ألا تكون قد سمعت ما قلته الآن
قال سامح بانفعال:فلتسمع هذا منزلنا ولنا أن نقول فيه ما نشاء
قال الأب وقد ازداد غضبه :انه منزلي أنا قبل أن يكون منزل اى شخص آخر ولي أن استضيف فيه من أشاء ويتعين على الجميع هنا احترام ضيفي
قال سامح وقد هدأت حدته قليلا:بالطبع يا أبي واعتقد أنني أنا الذي اخطات بإحضارها إلى هنا
مازلت لا افهم سر قلقك من وجود هذه الفتاة في منزلنا
إنني قد قمت بواجبي نحوها بالأمس وكان ظني إن الأمر سينقضي بانقضاء تلك الليلة التي قضتها في منزلنا لكن ما دمن تصر على استضافتها بضعة أيام أخرى فلا باس ما دامت هذه رغبتك
إن الأمر لا يقتصر على الضيافة بل لدي سبب آخر جعلني اطلب من الفتاة البقاء في ضيافتنا
وما هو ؟
لقد أخبرتني إنها تستطيع التصدي للآفات التي أصابت أشجار البرتقال واليوسفي وإعادة المحاصيل إلى ما كانت عليه من إنتاجية عالية
قال له سامح وفي صوته نبرة غاضبة :هي قالت لك هذا؟
نعم
وهل صدقتها؟
أنها تبدو واثقة من نجاحها في ذلك
ولكني أكدت لك كما أكد لك عدد من المهندسين الزراعيين الأكفاء عدم جدوى ذلك ولقد أصبحت هذه الأشجار مريضة بالفعل
ومع ذلك فهي تؤكد إنها تستطيع علاجها
لماذا تبدو واثقا من رأيها هكذا؟
لا ادري لكنني اشعر بالفعل بالثقة في هذه الفتاة وإنها قادرة على النهوض بالمزرعة مرة أخرى
أبي لقد انتهينا من مناقشة أمر هذه المزرعة واتفقنا على بيعها
إنني أتمنى لو لم اضطر إلى ذلك
قال له سامح بانفعال:ما الذي يعجبك في هذا المكان الممل؟الذي ننام فيه نصحو فيه لا جديد ولا شئ سوى هذه الحياة الرتيبة التي تصيب الإنسان بالسام
إن هذا المكان الذي تتحدث عنه كافحت للحفاظ عليه وبفضلة تربيت أنت وأختك أفضل تربية
إن كل طوبة هنا لها مكانتها لدى انظر إلى هذه الحديقة الرائعة ألا تشعر بشئ من الارتباط بها؟الم تساهم بنفسك في زراعتها وتحويلها إلى تلك الصورة البهيجة؟
إنني أحب هذه المزرعة يابني وأتمنى أن أموت فيها
أبي انك تتحدث بطريقة عاطفية وتتمسك بأشياء لا معنى لها أما أنا فأحدثك بأسلوب عملي
لقد أحضرت لك مشتري سيدفع لك ثمنا مجزيا للغاية لقاء هذه المزرعة واعدك بمشروع تجاري ناجح سيجلب علينا أرباحا طائلة والأمر لا يحتاج منك إلى كل هذا التردد أو الانصياع وراء ميول عاطفي لا معنى لها
تلك الأشياء التي أصبحت تراها بلا معنى تعنى لي الكثير
دق سامح بيده على المائدة قائلا:كل ذلك بسبب هذه الفتاة اللعينة
بل لأنني لااريد أن أتخلى عن هذه المزرعة حقا وقد فتحت لي هذه الفتاة باب الأمل ذلك
ومع ذلك فاني أعدك لو لم تنجح محاولاتها في علاج الأشجار فإنني سأبيع المزرعة واحقق لك رغبتك




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:26 AM   #9

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 - لن أتراجع ..




كانت يسرا غاضبة للغاية فقد سمعت ما قاله سامح لأبيه وعرفت انه لا يرغب في وجودها بالمزرعة
ودفعها كبرياؤها إلى أن تعد حقيبتها استعدادا للسفر ومغادرة المكان لكنها فكرت في وعدها لذلك الأب الطيب الذي منحها ثقته والذي يرغب في الاحتفاظ بمزرعته والبقاء فيها حتى الموت
كما فكرت أن التصدي للآفات التي أصابت أشجار الموالح يمثل تحديا لها ولكل ما درسته وتعلمته وهي تميل لذلك النوع من التحديات مما دعاها إلى التراجع عن قرارها بمغادرة المزرعة في الحال ورأت أن نجاحها في تنفيذ وعدها للحاج عبد الفضيل سيكون أفضل رد على ما قاله سامح لأبيه وقالت لنفسها بتحد:نعم علي البقاء هذه الأيام الأربعة لأحقق ما وعدت به وان انحي كبريائي جانبا
لكنها لم تستطع أن تقاوم غضبها وهي تقول لنفسها ولكن لماذا لا يرحب ببقائي هنا ؟وكيف سمح لنفسه أن يقول لأبيه عني ما قاله؟
لقد كان بالأمس إنسانا شهما نبيلا وحنونا أحاطني برعايته ووفر لي مكانا آمنا ألجا إليه في وقت كنت فيه كالتائهة وخفف من قسوة آلامي النفسية في لحظة كنت أحوج ما فيها إلى ذلك فما بدله على هذا النحو ؟
ولماذا يفسد تلك الصورة الجميلة التي رسمتها له بالأمس؟
وعادت تقول لنفسها:وما الذي كنت تنتظرينه منه أكثر مما فعله معك الليلة الماضية ؟لقد تصرف بالفعل كرجل شهم يساعد فتاة تتعرض لضائقة وانتهى الأمر معك إلى هذا الحد وأنت لا تعنين له أكثر من ذلك وهذا واضح من تصرفاته وكلماته واستمرت في حوارها مع نفسها قائلة:ولكني كنت أظن أنني ربما أكون قد تركت في نفسه أثرا من ذلك خاصة وهو يصفني بأنني فتاة جميلة في السيارة
وابتسمت لنفسها في سخريه قائلة:لقد كنت تظنين وقتها أن له إغراضا أخرى من وراء ذلك وكنت غاضبة من اجل ذلك وها أنت ذي غاضبة الآن لأن هذه الكلمة كانت بلا معنى حقيقي
نعم ربما كانت مجرد مجاملة لا أكثر
وعادت تقول لنفسها:لقد ظننت إنني رأيت في عينيه شيئا من الإعجاب لكن شخصا مثله لابد انه أعجب بالكثيرات من قبل دون أن تتولد عن ذلك شئ ما ودون أن يضر لاستضافتهن في منزله
وقالت لنفسها بأسى:يؤسفني أن يكون هذا هو شعوره نحوي مع إنني كنت قد بدأت احمل له بعض المشاعر وارى فيه ..أرى فيه..................
لكنها سرعان ما تراجعت عما قالته محذرة:ما الذي ترينه فيه؟و ايه مشاعر تلك التي تتحدثين عنها ؟إياك أن تنزلقي إلى هذا الشئ مرة أخرى وان تستسلمي لأيه مشاعر كفى ما حدث من قبل انك لم تبرئ من صدمتك من صلاح بعد
وأكدت على ذلك قائلة لنفسها :نعم يتعين علي أن أتوقف عن التفكير في أي شخص على هذا النحو مرة أخرى و ألآ ادع نفسي تستسلم لأيه مشاعر عاطفية اننى سايقى هنا ,لأنفذ ما وعدت به الحاج عبد الفضيل وبعدها سأغادر المكان وبذلك أكون قد رددت له ولابنه الجميل الذي قدماه لي كما أن هذا الأمر سيشغلني ويستحوذ على اهتمامي الوقت الذي احتاجه لكي أتخلص من تجربتي مع صلاح
وغادرت الغرفة وهي سعيدة لأنها اتخذت هذا القرار
سارت يسرا في الحديقة المحيطة بالمنزل وهي تفحص بعض أنواع الزهور التي تزخر بها عندما رأته واقفا أمامها تراجعت خطوتين إلى الوراء من اثر المفاجئة
تأملها بنظرة ثاقبة قائلا:هل أفزعتك؟


أجابته قائلة :كلا لكن فاجاتنى فلم أتوقع أن أراك امامى فجأة هكذا
أنا أيضا فوجئت بوجودك فقد كنت ألقى نظرة على هذه الشجرة عندما لمحتك
وصمت برهة دون أن يرفع عينيه عن وجهها على نحو أربكها قبل أن يقول :إن هذه النظرة الفزعة التي رايتها الآن تذكرني بالليلة الماضية عندما كنت تتوجسين مني خيفة
لقد كنت مخطئة في مخاوفي وقد اعتذرت لك عن ذلك
قال لها في جفاء:نعم اعلم ذلك هل أعجبك المكان هنا؟
إنني شديدة الإعجاب به فهو مكان رائع
قال لها وهو يخطو متنقلا في أرجاء الحديقة :أما أنا فلا أراه كذلك
قالت يسرا وهي تسير بجواره :لماذا ؟مع إن كل ما فيه يغري بالإعجاب به؟
إنني لا ادري ما هذا الذي يغري بالإعجاب ؟ حظيرة المواشي المريضة أم مزرعة الدواجن التي فتكت بها الأمراض في العام الماضي ؟أم محاصيل الموالح التي تتناقص إنتاجية عاما بعد آخر ؟فضلا عن هذه القرية المحيطة بنا والتي لا يتوافر فيها أي مجال للترفيه أو مظاهر الحياة الحديثة
إنني مندهشة أن اسمع لك من مهندس زراعي
الشهادة الدراسية شئ والحياة العلمية شئ آخر
فمن الممكن دائما أن نطبق ما تعلمناه على حياتنا العلمية
هذا إذا كنا سنجني من وراء لك نجاحا عمليا
تقصد نجاحا ماديا
إن النجاح العلمي مرتبط دائما بنجاح مادي .هل سمعت عن مشروع ناجح يحقق خسائر مادية؟
بل سمعت عن مشروع يمكن أن يكون ناجحا لكننا لا نحسن استغلاله أو العناية به ثم ندعي بعد لك انه يحقق خسائر وانه مشروع ينر بالفشل
تقصدين هذه المزرعة؟
نعم
هذا يعيدنا إلى ما أردت أن أتحدث اليك بشأنه والذي دعاني إلى فتح هذا الحوار معك
ما الذي تهدفين إليه من وراء بقائك هنا؟
ألا تريدني أن أبقى في ضيافتكم بضعه أيام أخرى؟
أنت تفهمين مغزى سؤالي؟
لابد أن والدك قد أخبرك
هل تنوين حقا معالجة أشجار الموالح
تماما
ولكن هذة الأشجار قد تمكنت منها الآفات وثمارها تتناقص عاما بعد آخر حتى أن البعض منها قد توقف عن طرح الثمار بالفعل
ولكني قادرة على معالجة هذه الأشجار وإعادتها إلى ما كانت علية في البداية
قال سامح بضيق:وما الذي يجعلك واثقة من هذا؟
لقد فحصتها عن قرب ووجدت إنني أستطيع مقاومة هذه الآفات
لكنني فحصتها قبلك ووجدت إن هذا مستحيل
قالت يسرا بثقة:إنها وجهات نظر يا باش مهندس ولا تنس اننى متخصصة في الموالح وبحكم عملي في مركز البحوث الزراعية فإنني قمت بإجراء تجارب عديدة بشان هذا النوع من الآفات
وماذا عن غيري من المهندسين الزراعيين الآخرين الذين فحصو هذه الأشجار؟إنهم خبراء في الموالح أيضا وقد اقرو بعدم فاعلية المقاومة الآن في هذه المرحلة المتأخرة
برغم انه يدهشني ذلك فعلى الأقل أستطيع أن احصل على فرصة لتنفيذ خطتي بشان علاج هذه الأشجار فهذا لن يكلف شيئا سوى إتاحة الفرصة لتقديم خبرتي في هذا المجال
قال لها سامح بعد نفاذ صبر:بل سيكلف يكلف آلات الرش ومواد كيمائية وعمالا زراعيين وكل ذلك بلا طائل ولا جدوى
لا يمكنك أن تحكم قبل أن ترى النتائج يا بمهندس
قال لها في عصبية:هل ترين نفسك دائما أفضل من الآخرين؟
بل اعرف قدرات نفسي تماما
هذا ليس سوى غرور من جانبك
أشكرك على أن هذا هو تقديرك لي ولكن قل لي لماذا تبدي هذه الرغبة الشديدة في بيع المزرعة؟
هذا ليس من شانك
بل من شأني ما دام والدك قد أوكل لي مهمة العناية بمحاصيل الموالح وأوضح لي بجلاء أنني لو نجحت في مهمتي فانه لن يتنازل عن هذه المزرعة بأي حال من الأحوال
قال لها سامح بعد فترة من التفكير:وإذا أخبرتك بأنني أريد أن أبيع هذة المزرعة ولا ارغب في الاحتفاظ بها
لماذا؟
للأسباب التي ذكرتها من قبل ولرغبتي في إقامة مشروع تجاري بالمال الذي سنحصل عليه من بيعها أتولى أنا إدارته ونؤمن عن طريقه ربحا ماديا مجزيا كل عام
وهل أنت واثق من نجاح هذا المشروع ؟ومن انه سيدر عليك ربحا مجزيا كل عام
بالطبع؟
ومن اجل هذا أوعزت إلى أبيك أن الأشجار لن تجدي معها وسائل العلاج الزراعية وأوعزت إلي زملائك من المهندسين الزراعيين أن يخبروه بذلك أيضا حتى تشجعه على بيع المزرعة
نظر إليها سامح بدهشة قائلا:ماذا تقولين ؟
أليست هذه الحقيقة ؟
قال لها بانفعال:انك تتجاوزين حدودك و......
قاطعته قائلة:لقد طلبت مني أن أساعدك على إقناع أبيك ببيع المزرعة إذن يتعين عليك أن تكون صريحا معي وان تخبرني عنا اذا كان ما اقوله حقيقيا ام لا؟
اطلق زفرة قصيرة قائلا:حسن انه حقيقي ان ابي شخص عنيد وهو شديد التعلق بهذه المزرعة لذا كان يتعين اقناعه ببيعها باي وسيلة
بان تغشه؟
قال مستنكرا الكلمة:اغشه ؟كيف تسمحين لنفسك بان تقولي ذلك؟
وهل توجد تسمية اخرى لما فعلته غير ذلك؟
لكن الافات موجوده بالفعل
نعم ويمكن مقاومتها لا تركها تاتي على المحصول لكى تحقق هدفك من بيع المزرعة انك تساهم في القضاء على هذة الثمار القضاء على نعمة منحها انا ربنا
قال لها وهو يلتفت حوله في قلق:هل يمكنك ان تخفضي صوتك؟
ثم اسنطرد قائلا:اسمعينى جيدا ان هذه المزرعة ستباع لمشتر سيحسن استغلالها والعناية بها وهو سيدفع ثمنا مناسبا للغاية نحن بحاجة للمبلغ الذي سيدفع لكى نقيم هذا المشروع الذي حدثتك عنه
انت وحدك تسعى وراء هذا المشروع اما والدك واختك فلا يريدانه
صاح فيها قائلا:هذا ليس من شانك
ثم تذكر انه يتعين علية ان يخفض صوته فسالها قائلا:
لماذ تتدخلين فيما لا يعنيك؟
لانني اكره ان اراك تغش اباك وتحرمه من هذا لمكان الذي يحبه
انني لا اريده ان يضيع حياته وجهده في هذا المكان اريده ان يربح وان نربح معه هل تفهمين؟هذا لم يعد عصر الزراعة ومحاصيل البرتقال واليوسفي ان الارباح تاتي اليوم من المشاريع التجارية
والخسائر الكبيرة تاتي ايضا من المشاريع التجارية لمن لا يفهمون فيها
قال لها سامح في ضيق :ها انت ذا تتدخلين مرة اخرى فيما لا يعنيك وعلى كل حال انت لاترضين لنا الخسارة ان هذه المزرعة ستبدد اموال ابي بلا طائل وفي النهاية سيضطر لبيعها باقل من سعرها المعروض علينا الان بعد ان تقل قيمتها عما هي عليه الان
لن تقل قيمتها بل سيزداد مع ازدياد انتاجها من محصول الموالح هنا
هل تظنين ان الامر يتعلق بامر الموالح فقط؟وماذا عن الماشية والدواجن
كل تلك الاشياء يمكن العناية بها بواسطة الاطباء البيطريين والمتخصصين
قال لها بحنق:كان من الخطا ان اتي بك الى هنا
ربما ارسلتني العناية الالهية الى هنا لكي اساعد ذلك الرجل الطيب الذي هو ابوك على الاحتفاظ بالمزرعة
حسن كم تاخذين لترحلي عن هذا المكان في الحال؟
نظرت اليه نظرة تنم عن الاشمئزاز قائلة:لقد بدات بالغش وها انت ذا تعرض علي رشوة الان
ترى ما الذي سيقودك اليه اطماعك اكثر من هذا؟
قال لها بانفعال :اسمعي ايتها الفتاة لقد بدات اضيق ذرعا انني امرك ان تغادري هذا المنزل في الحال
صمتت يسرا برهه قبل ان تقول له :عفوا ولكنك لا تملك الحق في ذلك
قال لها بدهشة:لااملك الحق في ذلك؟انني صاحب المزرعة
قالت له بهدوء:بل والدك هو صاحبها واذا اراد ان اغادر فسوف افعل
ثم تركته وانصرفت ولكنه لحق بها ليعترض طريقها قائلا:لاتجبريني بان اتعامل معك باسلوب غير لائق
قالت له بنفس النبرة الهادئة:اذا لم تبتعد عني الان فساخبر لجميع بانك ضللت والدك بشان اشجار الموالح

صاح فيها قائلا:اتهددينني؟
ثم رفع يده عاليا وهو يهم بصفعها لكنها نظرت إليه بثبات قائلة :هل تريد أن تصفعني ؟هيا افعل !
ولم يجرؤ على أن يفعل بل خفض يده جانبه
بينما قالت له:بقدر ما احترمتك بالأمس بقدر ما سقطت من نظري الآن
ثم تركته وواصلت طريقها نحو المنزل وهو في اشد حالات الانفعال والأسى


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 01:29 AM   #10

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 - الشاردة ..




تحول انفعاله إلى إحساس بالندم فقد أحس بأنه أخطا خطا كبير حينما تهور وهم بان يصفعها على هذا النحو
لقد كان هذا جرحا بالغا لشعورها يتعين عليها أن تكرهه من اجله
وقال لنفسه محاولا أن يخفف من إحساسه بالندم:لكنها هي التي دفعتني إلى ذلك أنها تتصرف كما لو كانت تمتلك هذا المكان
لقد أثارت حنقي إلى حد دفعني أن أعاملها بهذه الغلظة خاصة عندما اتهمتني بالغش وأنني قد ضللت أبي كي أبيع المزرعة
وعاد ليقول لنفسه:ولكن أليست هذه هي الحقيقة ؟الم تضلل أباك بالفعل وتوهمه بأنه لا جدوى من علاج أشجار الموالح ؟وان المزرعة في طريقها لإحراز خسائر كبيرة لو لم يعجل في بيعها؟من اجل ذلك المشروع الذي تسعى لتنفيذه
واستمر في محاورة نفسه محاولا تخفيف الوطء على ضميره وهو يقول:لقد كان هدفي هو تحقيق المصلحة العامة فذلك المشروع سيعود بالخير على جميع أفراد الأسرة
وتنهد قائلا:لكن هذا لا يغير من حقيقة الأمر شئ فالحقيقة هي انك خدعت أباك وأختك وحاولت أن تبرر لهما حتمية بيع المزرعة وضرورة التخلص منها قبل أن تلحق بها خسائر كبرى وأنت تعرف مدى حبهما لها ومدى تعلقهما بهذا المكان وفد فعلت ذلك من اجل أنانيتك وحبك ذاتك وحاول أن يسكت صوت ضميره مرة أخرى وهو يقول لنفسه :إن الغاية تبرر الوسيلة وإنا لم أكن الحق يهما أذى بل سعيت لتامين مستقبلنا
وعندما يبدأ المشروع في تحقيق أرباحه في المستقبل سيعرف كل متهما ذلك وسيريان أنى كنت محقا في إصراري على بيع المزرعة
وعاوده الغضب مرة أخرى وهو يقول:ولكن هذه الفتاة لولا تدخلها .لقد بدا راس أبي يلين وهي تسعى لإفساد كل شئ الآن لابد من منعها من التدخل في هذا الأمر والحيلولة بينها وبين إظهار براعتها التي تدعيها لإنقاذ المحاصيل
ولكن كيف يتسنى لي ذلك ؟
وهداه تفكيره إلى القول:الباقة ومحاولة التأثير على مشاعرها نعم لقد عاملتها بخشونة وحماقة وليس هذا هو الأسلوب الامثل للتعامل مع فتاة مثلها
ولكن لو أظهرت لها بعض المشاعر الرقيقة وعاملتها بأسلوب أكثر نعومة
ربما أدى ذلك إلى التأثير عليها وضمها لصفي



قامت يسرا بجهد شاق في اليوم التالي وهي تشرف على العمال الزراعيين وتساعدهم في رش الأشجار بالمحاليل الكيمائية المقاومة للآفات
كان العرق يتصبب منها غزير وهي تنتقل من شجرة إلى أخرى وترشد المزارعين إلى الطريقة المثلي للرش ثم تعمل على اخذ عينات من ثمار الأشجار لفحصها بعد ذلك
وعلى مسافة غير بعيدة وقف الحاج عبد الفضيل يرقبها بإعجاب وهي تعمل بهذا الجهد والنشاط اقتربت منه ابنته لتتطلع إلى يسرا وفي عينيها نظرة إعجاب مماثلة قائلة في خبث وشقاوة:ما هذا يا حاج عبد الفضيل لم أكن اعرف انك واقف هنا ترقب تلك الفتاة الجميلة خلسة
قال لها الأب بجدية مصطنعة:تأدبي يا بنت
ثم أردف قائلا:إن هذه الفتاة تملك عزيمة قوية للغاية
إنها تدخل إلى القلب منذ الوهلة الأولى
ولكن هل تظنين أنها ستنجح فيما وعدت به؟
إنني أرى أنها تبذل أقصى جهدها من اجل ذلك
ومع ذلك فان أخاك لا يرحب بوجودها
لأنه يخشى أن تنجح في مساعدتنا على الاحتفاظ بالمزرعة
نعم اننى أدرك ذلك وأتمنى إلا نضطر إلى بيعها فعلا
وأنا أيضا .إنني ذاهبة إلى يسرا
لكن الأب امسك بذراعها ليستوقفها قائلا:تعالي هنا لا تعطليها عن عملها
لكننا لم نلتقي منذ الصباح
حسن ولكن خمسة دقائق فقط فانا أعرفك جيدا ثرثارة وشقية
رفعت نجوى يدها أمام صدرها قائلة:أعدك بذلك خمسة دقائق فقط
واندفعت وسط حديقة البرتقال وهي تلوح ليسرا التي ابتسمت لها ولوحت بدورها
واقتربت منها قائلة:ما كل هذا النشاط والحيوية؟
يتعين علي أن انتهي من هذا الجزء من الحديقة اليوم
ولكن هل سيأتي هذا على حساب الوقت الذي نمضيه معا؟إنني افتقدك كثيرا
ابتسمت يسرا قائلة:وأنا أيضا على كل حال أمامي ثلاث ساعات أخرى وبعدها سنلتقي معا ونتحدث كما تشائين
مازال أمامك ثلاثة ساعات أخرى وبالتأكيد ستكونين بعدها مرهقة وبحاجة للنوم والراحة
أنني ابذل ما في وسعي من اجل العناية بمحصول هذا العام إن هذا يضمن لك الاحتفاظ بالمزرعة التي تحبينها الا ترين أن هذا يستحق أن ابذل من اجله كل هذا الجهد؟
واحتضنتها نجوى في مودة حقيقية قائلة:يا حبيبتي يا يسرا إنني لم اعد ارغب فقط في الإبقاء على هذه المزرعة ولكني أريد أن تبقي معنا فيها
لا ادري لماذا اشعر وكأننا صديقتان قديمتان برغم إننا لم نتعارف إلا من فترة وجيزة؟
هذا نفس إحساسي يا نجوى
إذن ماذا لو فكرت في البقاء معنا هنا لو لم تباع المزرعة؟
اتسمت يسرا قائلة:لا اعتقد إنني أستطيع ذلك
لماذا؟إذا نجحت في زيادة المحصول ستكونين أفضل شخص يمكنه تولي شؤون هذه المزرعة
والعناية بحدائق الموالح وسوف اضمن لك أن يمنحك أبي أجرا جيدا وإجازة يومين في الأسبوع كما أن المسافة قصيرة بين المزرعة والقاهرة وستخصص لك سيارة
اتسعت ابتسامة يسرا وهي تقول ولكني أفضل البقاء في عملي الذي عينت به
مطت نجوى شفتيها قائلة خسارة!
اطمئني إن هذا لن يؤثر على صداقتنا في شئ فسوف يمكننا دائما أن نتراسل ونتحدث هاتفيا كما إنني سآتي لزيارتك ستأتين لزيارتي فالصلة بيننا ستظل قائمة
وما أخبار سامح معك؟
اضطربت يسرا قائلة:ماذا تعنين بذلك؟
أما زال متحفظا بالنسبة لك؟
وماذا تعنين بكلمة متحفظ؟
الم يحاول أن يضايقك؟
قالت يسرا وهي تخفي حزنها:
نعم لم يضايقني
ولم يحاول ان يغازلك؟نظرت اليها يسرا باستنكار قائلة:نجوى!
قالت نجوى بشقاوة:حسن لقد كنت أتساءل فقط على كل حال سيكون أحمق لو حاول أن يضايقك وسيكون أكثر حماقة لو لم يفعل......................
نظرت إليها يسرا شذرا وهي تقول :أحيانا تقولين كلمات تثير حنقي عليك
أنا آسفة سأتركك الآن فهل ترين ذلك الرجل الواقف هناك يتأملك؟
وأشارت إلى أبيها وهي تردف قائلة :انه شديد الإعجاب بك وقد وعدته ألا أثقل عليك لذا أنا مضطرة أن أتركك الآن لأفي بوعدي
وابتعدت عنها قليلا ثم استدركت قائلة في مرح:على فكرة لو لم يستعد أخي بصرة ليرى تلك الفتاة الجميلة التي نزلت في ضيافتنا ويسعى لخطب ودها فربما سبقه أبي إلى ذلك
وهمت يسرا بان تضربها لكنها سارعت بالابتعاد وعادت لترقب المزارعين أثناء استعمالهم لمكنات الرش وقد بدت هذه المرة عاجزة عن التركيز فيما يقومون به من عمل
كانت ساهمة وهي تفكر فيما قالته لها نجوى إنها تظن أن أخاها يمكن أن يبدي اهتماما حقيقيا بها أو يحاول خطب ودها
بينما هو في الحقيقة يكرهها ويتمنى لو رحلت الآن عن هذا المكان بل كان يتمنى لو لم تأتي إلى هنا
ولو استطاع أن يطردها من المزرعة لفعل ولولا وعدها للحاج عبد الفضيل لما بقيت في هذا المكان يوما واحدا بعد ما قاله لها
انه إنسان أناني ومادي لا تعنيه مشاعر الآخرين ولا يهتم بمعاني الأشياء الجميلة التي تربط الإنسان والمكان قدر اهتمامه بتحقيق مصلحته الذاتية ولو باللجوء إلى الغش والخداع
بقدر ما أعجبت به يسرا بقدر ما خاب أملها فيه
ولمحت يسرا الأب وهو يغادر المكان عائدا إلى منزله بعد أن اطمأن على رعايتها لأشجار الموالح
وعاودت شرودها مرة أخرى وهي تستعيد ملامح وجه سامح حينما أتى بها إلى هذا المنزل واخذ يوصي بها أم إبراهيم وقد اخذ يبذل أقصى ما لديه من جهد من اجل راحتها وتوفير الأمان لها الذي كانت تحتاجه في هذه الليلة البائسة
كان يبدو إنسانا نبيلا ورقيقا بكل معنى الكلمة وأحست به وهو يودعها قبل ذهابها إلى غرفتها وكأنها ملاك أرسلته لها السماء ليخفف عنها معاناتها في هذا اليوم
لكن ما ابعد المسافة بين هذا الرجل الذي التقت به في تلك الليلة وبين الرجل الذي حادثها الأمس بكل تلك القسوة التي كانت تقطر من كلماته
والذي كاد أن يصفعها على وجهها ويلقي بها خارج المزرعة
كان الإنسان الذي حدثها باللامس إنسانا همجيا قاسيا مستعدا لفعل أي شئ في سبيل تحقيق مصلحته نعم لقد خاب أملها فيه ولم تكن تتمنى أن تكتشف فيه ما اكتشفته من جوانب مظلمة
وفي تلك اللحظة تنبهت من شرودها على صوت احد المزارعين وهو يقول لها:يا بشمهندسة هل يمكننا أن نحصل على راحة الآن ؟فنحن نعمل منذ الصباح
نظرت يسرى إلى ساعتها قائلة:فلتستريحوا لمدة نصف ساعة فقط بعدها سنواصل العمل
ثم استأنفت سيرها بين أشجار البرتقال واليوسفي وهي تحاول ألا تستسلم لذلك الشرود وألا تفكر في سامح مرة أخرى
وتوقفت وهي مندهشة من نفسها:إنها تقول انه يتعين عليها ألا تفكر في سامح في حين كان من المفروض أن تكون أفكارها منشغلة بصلاح وبالصدمة التي تلقتاها على يديه منذ يومين فقط
بدت وكأنها مستغربة من طريقة تفكيرها
لقد استطاع سامح أن ينسيها صلاح ومشكلتي معة تغلبت على صدمتي التي تلقيتها منذ يومين فقط
نعم لقد حدث هذا بسرعة غريبة وعلى نحو لم تتوقعه
برغم أنها كانت تظن أنها لن تبرا من جراحها قبل مرور فترة طويلة من الزمن
ترى اهو سامح ؟أم الحماس الذي تبديه نحو العمل في المزرعة والذي يكون وسيلة هروب مؤقتة؟
إنها لا تدري .كل ما تدريه هو أنها لا تفكر الآن في صلاح ومشاعرها نحوة وصدمتها فيه على النحو الذي تتصوره
وفيما هي مستغرقة في أفكارها وجدته واقفا أمامها وملامح الخجل مرتسمة على وجهه


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.