هوس القلوب... * مميزة ومكتمله *

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 20 والزوار 11)
‏هند صابر*, ‏la rose noir, ‏shoter1, ‏منى طلحة, ‏الحب غالي, ‏عهد العمر, ‏Majd_f, ‏salam azzam, ‏فتاة طيبة, ‏صابرة عابرة, ‏ام رمانة, ‏فُتُوْن, ‏Seelavi, ‏سماح2119, ‏التوحيد, ‏دوسة 93, ‏ayaammar, ‏ام نينه, ‏نوره سليمان, ‏شطح نطح


مشكورين لحضوركم ومتابعتكم

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44

نسرين اخبرت جابر عن حملها وتراجعت هي عن الخبر خوفا بان يعيدها الى الوكر
جابر لماذا اتصل على سليمة هل هو صدق نسرين انها ليست حامل
ومحمد الواطى يطالب بحقه فكيف ستتصرف نسرين
عدنان طمان سعاد بانه سيتستر على نسرين فماذا يعنى
وحمد لله على سلامتك يا هند
وبانتظار القادم

لما رأت ردة فعله الصادمة غيرت موقفها لكن هل صدقها فعلا عندما انكرت ام تظاهر بذلك؟

الله يسلمك ويسعد ايامك ياغالية شكرا لتعليقك وردتي

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة seelavi

فيت الفصل يا هند انا مش طالع عندي 😭😭😭😭

غاليتي انا نزلت فصلين الثامن والتاسع حاولي اكيد راح تشوفيهم

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jo jo sy

الحمدلله ع سلامتك هند 💙
اشتقنالك كتير ويسلم اناملك الجميلة ع الابداع
بدنا فصل طويل شوي 😅 بعد ازنك عم ينزل كتير قصير
جابر ماعم يطلع زيادة بالفصل وشكلو هادي كتير شوفي من ورا هدوئو ياترى 🤔 عم نستنى الفصل العاشر ع احر من الحمر بالتوفيق ياجميلة 💙♥

الله يسلمك عزيزتي شكرا لذوقك وطيبتك

ان شاء الله احاول ان اطول الفصول لعيونكم

جابر هاديء بطبعه لكنه لا يرحم عندما يستفزه الاخرون ورغم هدوئه فهو اثبت قسوته وخشونته مع نسرين اكثر من مرة
اما عن هدوئه الحالي فربما هو ارتياح نفسي لوجود نسرين معه ووثوقه ان لا احد سيشاركه فيها او انه مجرد استدراج لها حتى تسلم له نفسها وتحقق رغباته سنرى حقيقته في القادم


شكرا لانتظارك ياقمر

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فُتُوْن

هنودة الحمد لله عسلامتك..
جاية عبالي تابع لالك
عم يقولو انو رواياتك جدا حلوة
بس مالي قارية الك ولا شي..
وجاية عبالي بلش اقراأعمالك
رح بلش بيلي كاتبتيه قبل..
ولي عودةلهوس القلوب ان شاء الله
بالتوفيق يا هنودة

الله يسلمك ويريح قلبك واهلا وسهلا بك تشرفت بك وامل ان تكوني متابعة لي لاعمالي السابقة والقادمة
ان رغبت باللون الغربي لدي سلسلة من ثمانية روايات ولو كنت من محبين الشرقي لي مجموعة روايات اتمنى ان تعجبك وتدلين لي برأيك وردة فعلك
واذا كانت كتاباتي ليست من مفضلاتك فيكفيني شرف التعرف والمشاركة

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Seelavi

فيت الفصل يا هند انا مش طالع عندي 😭😭😭😭

ما اعرف المشكلة عزيزتي اتمنى ان تظهر لك الفصول

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عهد العمر

الصفحة 95 و96 مشرضيه تطلع

اتمنى تكون مشكلتك انحلت عزيزتي

[um soso]

اكبر غلطه ترتكبها نسرين اذا اخفت موضوع محمد عن جابر

هو الان سيربط بينها وبين النقود المسروقه

وبما انها بالبيت ولا تعرف احد ولا تخرج ولا اهل لديها اذا كل شيء يدل انها تسرق وتعطي لاحدهم

وهذا ابدا ليس بصالحها

هي سبق وعرفت ان جابر عرف عندما تعرض لها منذر وجربت غضبه لذا عليها ان لاتخفي شيء عنه

كما انها عرفت سليمه وانها لايمكن ان تؤتمن

لكن منذ متى نسرين تعرف تفكر وتتحسب الامور والنتائج دائما متهوره ومتسرعه بردود الافعال وبالقرارات والنتيجه الضرر اكيد

[better tomorrow]

"هنوووده" أتمني أن لا تنتهي الروايه قريبا ،
لازلنا مشدودين لما تخطه يداك .

[هند صابر]

هوس القلوب ج2

الفصل العاشر..............

ربتت سليمة على كتفه وقالت بوسوسة: "بل تقدر لأنهم يستحقون .... غسان غدرك ونسرين باعتك وجابر محظوظ لديه المال والبنت بدون ان يجهد نفسه وانت صاحب حق وانا شريكة لك بالحق لأني الساعد المساعد"

التفت اليها وقال بنظرات ثاقبة: "أي زلة تمسكينها على البنت؟ أخبريني؟"
سليمة وهي تخطو امامه: "سأخبرك بالوقت المناسب"
بقي يراقب خطواتها حتى توارت عن نظره واسدل اهدابه ببطء وتنهد فقد تركته بصراع مع نفسه وكلامها كحطب رمته على نار قلبه وازداد لهيبا واشتعالا.
.................................................. ...................................

أسدل جابر الغطاء الخفيف على جسدها وهي شبه مستلقية على الاريكة وتسعل بين الحين والحين وكان شارد الذهن ولمحة من الاستياء تسيطر على تعابيره رغم صمته وابتسامته الفاترة مما أقلقها ذلك فكان قبل دقائق مختلف وعفوي ما باله الان سارح بأفكاره؟
راقبته بريبة وهو يتجه الى المطبخ حتى دخل الى هناك واشاحت ببصرها وجذبت الغطاء الى صدرها وعنقها وخشيت ان يكون شك بأمر ما؟ تراه رأى محمد؟ هناك من أخبره؟ لا لو كان حصل ذلك فعلا لما دخل عليها وهو عفوي وسعيد وقدم لها هدية!
ربما تلقى اتصال أزعجه؟ نعم سمعت هاتفه يرن مرارا .... لكنها لم تسمع رده! ربما وصلته رسالة عكرت صفوه؟
جالت ببصرها بالبيت واغمضت عينيها ليتها اليوم فتاة طبيعية وهذا المكان الجميل عش الزوجية وجابر رجلها بالحلال والطفل يولد بالنور لكانت اسعد مخلوقة على وجه الأرض فهذا كل ما تتمنى ولا تطمح الى المزيد لكن ذلك مجرد حلم وردي لا أساس له من الصحة والواقعية فكل شيء عكس ما تتمنى لا هي بنت شريفة محترمة بنظر جابر وبنظر نفسها ولا جابر رجلها ولا هذا بيتها ولا الطفل شرعي ولا أحد ينتظره فالكل يطالبها بقتله حتى نفسها تأمرها ان تتخلص منه حتى لا يربطها بمشاكل أعمق وأخطر.

افاقت من سرحانها عندما شعرت بخطواته تقترب ورفعت بصرها بعيون داكنة الحمرة الى الكوب الذي وضعه امامها ثم نظرت الى وجهه الخال من التعابير وتمعنت بعينيه باحثة عن نظرة تطمئن قلبها وتنهي مخاوفها وقلقها لكنها لم تجد سوى فتور فمدت يدها وتناولت الكوب الساخن وشكرته بصوت خافت على اهتمامه وبقيت معلقة عينيها معه عندما ابتعد ببرود حتى جلس على الاريكة التي خلفها مباشرة واعطاها قفاه فتأملت شعره وتطلع امامه ووضع سيجارة بين شفتيه دون ان يشعلها وساد صمت كئيب بينهما
ليس هناك صوت سوى دقات الساعة الجدارية حتى انتصف الليل وانقطع التيار الكهربائي فجأة ليسود الظلام على الارجاء ويبرد جسدها من وحشة الليل والعتمة وهواجس الارتياب وراقبت النور الخافت الذي تسلل عبر الستائر من مصابيح الجيران عند تشغيلهم لمولدات الكهرباء كحال كل أهالي المنطقة وبثت بنورها الخفيف في الصالة التي تجمعهما واحتضنت جسدها بذراعيها وتنهدت
عضت على شفتها عندما قطع ذلك السكون الطويل صوته وهو يقول دون ان يلتفت اليها: "الى متى نبقى على هذا الوضع نسرين؟"

تحركت شفتيها محاولة البحث عن الكلام المناسب لكنها عجزت وبقيت على صمتها فطالما خشيت من سؤال كهذا حتى قال بنبرة جادة تفوح بالصدق: "انا بصراحة سئمت"
اسدلت اهدابها وشعرت بالمحاصرة والضغوط وكأن كل الحقائق تصبح مبهمة وتنقلب المعاني لتشعر هي بالذنب اتجاه جابر وكأنها مقصرة معه وانه يعطي ويمنح بدون مقابل!
ادار وجهه اليها وقال بصوت دافئ ينطوي على كثير من الرجاء والتوسل: " كفى حبيبتي لنضع حد ونحطم الحاجز الذي اختلقته بيننا .... كل ذنبي اني احببتك فوقعت بين نارين لا اقدر على غيابك ولا على قربك دون ان انالك .... اريد حلا"

قالت بنبرة تنم عن حيرتها وعذابها: "ارجوك جابر لا تضغط علي .... انا واقعة أيضا بين نارين نار الخوف من القادم والمصير الأسود الذي ينتظرني في حال عودتي الى الدار ونار الاستسلام لوضعي هنا بصفتي صاحبتك اسيرتك عشيقتك عبدتك لا اعرف؟ انا لا اعرف صفتي بحياتك ما موقعي من انا بالنسبة لك؟ .... لا تريد ان تتركني بحالي ولا تريد ان ترتبط بي لا تريد بعدي ولا قربي ماذا تريد مني؟ .... انت تستعر مني يا جابر وتستحي من وجودي بحياتك وتعلن لي بكل وضوح ان الزواج محرم علي واني لا استحقه وتخفيني عن الأنظار وتنكر وجودي بحياتك امام ناسك واهلك ومعارفك وبنفس الوقت تتكلم معي عن حبك وعشقك لا تعلم كم ذلك يؤذيني ويحبطني.... اشعر بالدونية وانعدام الإرادة واجبرت على بيع نفسي والرضا بذلك.... اشعر بالاحتقار لذاتي هذا ما اعيشه الان"

شعرت به ينهض والتفتت اليه عندما اقبل اليها وجذب طرف الغطاء وابعده ليجلس قربها ووضع يده على يدها وقال بتمعن لتتبين ملامحه المتقدة على النور الضئيل: "لا أحب ان اسمع ذلك منك انت هنا حبيبتي ومتنفسي وفي عينيك كل احلامي وسعادتي لست عبدة ولست أسيرة .... انا اسير هواك وملك يديك لا تحتقري نفسك لن اسمح لك بذلك انت هنا تأمرين وكل شيء مجاب.... لن تعودي الى الدار ستبقين هنا"
هي وبعبرة وخشية من تأثيره عليها: "مقابل ماذا؟ اكيد هناك مقابل يا جابر؟ انت تريد ثمن.... انا وافقت ورضيت ان اتي معك الى هنا لان سليمة اوهمتني انك ستتزوجني ولا تعلم كم كان مقدار الفرحة بقلبي ......ظننت انني سأعيش معك بما يرضي الله لكنك خذلتني واريتني حجمي بعينيك ومكانتي عندك"
وخفقت اهدابها وقفز قلبها عندما داعب وجنتها بأنامله وهذا ما كانت تخشاه ان يلمسها ويتقرب منها ويهيج مشاعرها التي تكتمها عنه برقته واستدراجه الذي تقاومه كل مرة الى ان بدأت تشعر ان كل جولة معه تخسر بها شيء من الصمود ويسقط جزء من الدرع الذي اصطنعته ضده وقال بجدية: "افكارك محدودة ومحصورة فقط بالثمن والمقابل انت وضميرك وجسدك واحاسيسك متحفزة ضدي وكأنني الصياد الذي يريد ان يلقي بسهمه عليك ويقنصك .... انت تظلمينني وتضيعين وتبددين أجمل المشاعر التي اكنها لك بصدري"
حاولت التملص لكنه اقترب أكثر وكأنه يحتضنها وشعرت بحرارة جسده وهو يلاصق اجزائها وتأثير عطره الذي ملأ انفها واستحوذ على المقاومة بداخلها واضطربت أنفاسها عندما غمر يده بشعرها وقال بعفوية صادمة: " لا اريد سوى لحظات صدق ومشاعر حقيقية بيننا.... اريد ان أعيش معك الحب بأعمق صوره وأبهى معانيه واعلى درجاته اريد ان اشعر انك جزء مني اريد انصهارك بيدي وامتزاج روحك بروحي انا محتاج ومتعطش للخوض في اعماقك وامتلاكك كليا اريد كل نبضة لقلبك وكل نفس بشفتيك اريد مشاعرك واحاسيسك بلا حرج ولا خفاء ولا حدود ولا فواصل انت لست ككل بنت عرفتها ولا شعوري نفسه احسسته مع غيرك انت مختلفة وتجذبينني بقوة اشد من السحر لم أرى بك جرأة وكهن وتصنع النساء .... أعجب من ذلك الحياء اللذيذ النادر بعيون بنت ليل اعجب من حمرة الخجل على وجنتيك وانت ببيت بغاء! تذهلني بساطتك عفوية كلامك وردة فعلك اعتزازك بجسدك بخلك بمشاعرك زهدك امام المغريات انت تثيرين عواطفي بقوة"
اعتراها الضعف وشعرت بالتناثر عندما امسك عنقها وذراعه أحاطت ظهرها وكأنه احكم قبضته عليها وقيدها بأنفاسه وسطوة عينيه العميقتين واغمضت عينيها كالتي تحاول ان تتمرد على قيودها وتهرب عنوة من صرخات العقل واهتزاز الضمير كالتي تريد اعلان الخروج من ملة القيم والواقع والتقاليد والدين والأعراف والأخلاق والسمو تريد ان تهرب عنوة مع انها تدرك ان ذلك خطأ جسيم وعيب كبير وعار يلاحقها وذنب ترتكبه تريد ان توهم نفسها انها ليست بوعيها وانها نسيت وفقدت صوابها مع انها بوعيها وتعلم انها تريد ان تستسلم وكأن جابر غسل دماغها وضيع رشدها وكأنها تريد ان تتذوق لذة المعصية وان حبائل الشيطان اوثقتها بأحكام!
اشاحت بوجهها عن وجهه لكنه احتضن وجنتيها واعادها اليه وكأنه فهم ما يدور بداخلها من اختلاجات ونزعات استسلاميه
اول مرة تسلم شفتيها لوهج أنفاسه وتعلن عجزها امام بركان الرغبة التي تفجر بشفتيه!
كان لقبلاته الملتهبة طعم اخر ونكهة مختلفة عما سبق حين كان ينتزع منها متعته بالغصب والهيمنة والغضب هذه المرة الخيار لها وعدم الممانعة واضحة من قبلها!
ولما شعرت بيديه تتوغل بحرماتها وتعبث بإرادتها وبدأ يزيح الثياب عنها بدرت منها مقاومة وحاول ان يقمعها بجرأته الجذابة وهو يقيد يديها بهدف اغراقها معه في روجه العشق الماجن لكنها رغم رغبتها به الا انها تشبثت ببقايا الرشد والصواب وابت ان تكون رخيصة امامه وقررت ان تشعره بقيمة جسدها وتكون غالية عليه قررت ان تستغل احتياجه لها وبكل تلك القوة حتى تضغط عليه بأمر الزواج لانها تعلم جيدا انه لو نالها مستحيل ان يفكر ان يتزوجها يوما .... تأكدت ان جابر يريدها ولديه مشاعر واضحة اتجاهها وكل ما فعله بدافع من تلك الرغبة التي تسيطر عليه فعليها ان تغتنم ذلك لصالحها وتجبره على الزواج وان كان صعب ومستحيل
لقد وضعت بامتحان صعب وعليها ان تجتاز الامر خاصة وانه اعترف لها قبل قليل ان اعتزازها بشرفها السبب بحبه واهتمامه ولهفته وكيف ميزها على غيرها لذلك شجعها ذلك على اظهار مقاومة حازمة ورفضت ان تستجيب لجنونه ولما أحس إصرارها وجدته يتحول الى همجي بتعامله وعدائي بحركاته! وادركت انها عرضت نفسها لسخطه كالعادة كلما رفضته.
ادارها بعنف ليلصق صدرها ووجهها على الاريكة وأطبق على ذراعيها وانحني على جسدها كأنه يسحقها ويقول بانفعال وغضب: "تظنين إنك ما زلت محتفظة بطهارتك؟ افيقي .... ان كنت نسيت اذكرك فعلى يدي اريقت ونحرت عفتك فليس مناسب التمنع علي ذلك لا يرد اليك ما خسرته .... شئت ام ابيت فقد ضاعت هويتك كبنت ودرجت بخانة المنتهكات المستخدمات ومن واجبك ان تستجيبي .... رغما عنك ارضخي"
تألمت من قبضتيه على كتفيها وقالت برجاء: "ارجوك .... ارجوك ان غضبك يخيفني وينفرني منك"
انتشل جسدها بسرعة فائقة ضيعت رؤيتها وشعرت بقميصها ينسدل عن باقي جسدها لتتعرى ولم يعد هناك ما يحجبها عنه ووضعها في حجره ليرتطم ظهرها بصدره واحاط خصرها بذراعه وقيد عنقها بذراعه الاخر ليلصق رأسها بوجهه ويهمس بأذنها: "رأيت كم انت عاجزة الان وطوع يدي وأستطيع ان اكرر ما فعلته بك بأي وقت وبدون جهد ما رأيك بذلك الوضع الان؟"
اجهشت بالبكاء وارخى يديه بالتدريج وازاحها من حضنه وابتعد وهو بغاية الغضب ودخل الى الغرفة وهي غارقة ببكائها وتضم الغطاء اليها طالبة الستر وتبين لها انه غير ملابسه ولم تمض دقائق حتى سمعت صوت سيارته تبتعد وشعرت بالضياع والخواء أي قلب يستحمل كل ذلك؟ يوعدها بالحب والأمان ويمنيها بالأحلام وبلمح البصر يصب عليها من جحيم عينيه كل العذاب ويغرقها بالذلة ويعاود مرة أخرى ويعتذر ولما تأمنه يغدر!
.................................................. ..

وهو في الطريق فتح ازرار قميصه العليا وتنفس بصعوبة ثم ضغط على البنزين على اعلى سرعة وهو يتميز من الغضب حتى قطع المسافة بوقت مختصر وأوقف سيارته وترجل بخطى مندفعة.


التفت جابر ببطء الى الباب ورفع حاجبه وهو يتطلع الى البنت المثيرة التي دخلت عليه الغرفة وكانت على شفتيها ابتسامة وتمضغ العلكة بطريقة مبتذلة وراقبها وهي تقترب منه وقالت بنعومة ومياعة: " نورا"

اشاح ببصره عنها وابتسم بعدم اكتراث عندما اقتربت منه ولمست ذراعه بكلتا يديها ثم انزلتهما ببطء وامسكت ساعة يده وفكت سيرها ووضعتها جانبا ووضعت يديها على ازرار قميصه وبادرت بفتحها وقالت بهمس: "سمعت عنك الكثير واتيت الليلة بنفسي لأعرف من هو الكاسر بالضبط"

.................................................. ........................................
قالت فاتن بارتجاف وهي لا تكاد تتمالك نفسها وترتب بشعرها على عجل: "جابر هنا؟ نادي المزينة بسرعة تحركي لا تقفي امامي هيا"
بقيت الخادمة الخبيثة ناقلة الاخبار متسمرة ولا تقدر ان تفاتحها ان جابر لن يأتي من اجلها ولما صرخت بها فاتن خرجت واصطدمت بفخرية التي اخذتها جانبا وقالت لها بعيون ملتهبة: "اللعنة عليك لما اخبرتها بوجوده؟"
وتطلعت الى ورقة المال بيدها وقالت بنفور: "من اجل الحصول على الحلاوة تريدين نحر قلب فاتن؟ اياك ان تتفوهي امامها بشيء اغربي هيا"

بقيت فاتن تتزين وتستعد لاستقبال جابر وفخرية تعض على شفتها غيظا حتى ضاقت عينيها واتجهت الى غرفتها مدفوعة بقوة الانتقام بداخلها وجلست امام المنضدة وامامها وضعت ورقة وقلم وهمست مع نفسها: "ان الأوان يا فخرية حتى تشمري عن ساعديك وتعملي"

.................................................. .......................................

غسان وهو يداعب العصا بيديه: "نورا؟ حسنا فعلت .... لكن الا ترين ان عودة جابر الينا مبكرة؟ كأن البنت لم تكفي كل متطلباته؟"

سليمة وهي تضع ساق فوق الأخرى: "ذلك من صالحنا ومكسب لنا لو أعاد نسرين الى الدار بذلك نكون ضربنا عصفورين بحجر من جهة اخذنا ثمنها واستعدناها لنستثمرها مع اخر .... على كل حال جابر طلبني وكأنه يريد امرا وسأعرف منه ما حصل بالضبط"

غسان وببريق ماكر: "ومحمد ماذا فعلت به حتى سكت وهدأ؟"
ابتسمت وقالت بثقة: "توهته بلعبة صغيرة سيشغل وقته بها لحين ما نرتب اوراقنا.... قلت لك لا تفكر واترك لي تسيير الأمور واليك الصافي"
.................................................. ..................................

خرجت سليمة الى الشارع حيث جابر ينتظرها داخل سيارته وصعدت لتجده مسترخيا جدا وبعيون حمراء وكأنه مخدر وسألته عما يريده منها ليفاجئها بصوته المرتفع وعصبيته وبدى ثملا: "اريد نسرين"
قطبت جبينها ووضعت يدها على مقبض الباب لخشيتها من تهوره وواصل بانفعال: "اشعر انني مغفل وضحكت علي"

سليمة وبسرعة: "لا افهم البنت عندك ماذا تعني؟"
.................................................. ...........................................
اطبقت فخرية على الورقة وابتسمت بخبث ووضعتها في ظرف وزجتها في الدرج وخرجت

وجدت فاتن جالسة تنتظر وتتطلع بالساعة وعلى وجهها علامات الخذلان فقالت لها بنبرة قوية: "جابر رحل .... لا تنتظري .... اصبري فقط .... غدا سيعود ولن يغيب"

شهقت فاتن ووضعت يدها على صدرها وقالت غير مقاومة دموعها التي ترقرقت: "رحل؟ .... اصبر؟ جابر لم يأت من أجلي؟ هذا يعني ان جابر لم يعد يريدني يا فخرية؟"
فخرية وبثقة وتشجيع: "امهليني أسبوع واحد فقط وستحدث العجائب"
.................................................. .......................................

سليمة وبهدوء: "ارحل يا جابر فالوقت تأخر وأخشى عليك من قطاع الطرق .... هيا .... رافقتك السلامة"
تطلع بها بعيون ضيقة وبقي مركزا بها حتى نزلت وأغلقت الباب وانحنت واومأت له ببطء

ادار المحرك وكانت قيادته مضطربة وشرد بأفكاره .... معقول! .... اتزوج نسرين؟

.................................................. ...........................................

وضع محمد ذراعه امامها وقطع عليها الطريق وقال بعيون ثاقبة: "ماذا يفعل هذا هنا؟ ولماذا كنت معه وعما تحدثتما؟ ولماذا أرسلت له نورا نسرين لم تملا عينه؟"
سليمة وببريق غامض: "الكافر لا يتوب عن المعصية والكاسر رجل هوى"
محمد وبتوتر: "انه لا يحبها كنت واثق .... لكن نسرين غبية تدافع عنه وتظنه رجل محترم لو علمت انه يتردد هنا بالتأكيد ستميل الي مجددا"

ابتسمت سليمة وربتت على كتفه قائلة: "لا تخبرها عن تردد جابر هنا ليس بصالحك لو اخبرتها ستخسر خلو الدار لك .......ارسلت له نورا بالذات لانها قادرة ان تتوهه وتدوخه وترده الينا .... لو اتى الى هنا من اجل نورا سيخلى داره لك لتقابل نسرين على مهلك وبمكالمة اخبرك عن عودته وبذلك نؤمن الطريق.......... فهمت الان؟ .... الا فسحت لي الطريق؟"

ابعد ذراعه وبقي واقفا وهي تبتعد واومأ موافقا واشتدت قبضته.

.................................................. .....................................

كانت نسرين مع اذان الفجر تصعد على الكرسي وتنط الى الأرض للمرة العاشرة والعرق يتصبب من وجهها وانحاء جسمها وتشعر كأنها ستفقد وعيها بأي لحظة لكنها مصرة ان تتخلص من الجنين ولا تريد ان تخبر سليمة لتخلصها لأنها تخشى من افكارها وخبثها ربما تفعل بها شيء او غسان يكتشفها ولا تريد ان تخبر جابر حتى لا يتخلى عنها ورغم انها طريقة ساذجة للإجهاض لكنها لا تعرف كيف تعالج الامر
سقطت على الأرض وامسكت بطنها بانهيار ودعكتها بقوة وهي تقول بارتجاف: "يجب ان تنزل"
ثم تطلعت حولها في ارجاء المطبخ ووقع بصرها على قنينة الغار ونهضت بصعوبة وجذبتها من مكانها وزحزحتها بأنفاس لاهثة ورفعتها ودموعها تتدفق من عينيها واعادتها ثم رفعتها ورمتها بفزع عندما سمعت صوت مفتاح الباب والتصقت بالجدار.