آخر 10 مشاركات
354 - الحلم و الحقيقة - هيلين ستراسر - المركز الدولي** (الكاتـب : angel08 - )           »          358- البحث عن السعادة - هيلين دوفال - م.د (عدد جديد)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          353-الحب الصامت - بيليه وليامز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          352 - ملاك وشيطان - ليندا بشيستر - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          355 - ليلة الليالي - ايما دارسي - م.د*كاملة* (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          351 - من أجل عينيك - سوزان هوغ - م.د ( عدد جديد )** (الكاتـب : Dalyia - )           »          350- لن أبقى وحيدة- بولا جوهانسن- عبير جديدة -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          349- زائرة الجزيرة - جان هوبر -مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          348 - حلم ليلة صيف - كاثلين سميث - م.الدولي** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-19, 12:44 AM   #1351

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


منتظريييييين على ناااااااااار .
ومشكورة جدا على التزامك معنا😙😙😙😙


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 01:19 AM   #1352

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الابداع ومنتظرييينك هنودة وفقك الله

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 01:20 AM   #1353

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

لله يا قلبي تعبنـا ..!!

تعبنـا من الوقوف ...!

مابقى بالليل نجمـه ..ولا طيـوف ..

ذبلت الشوارع ...وانطفى ضي الحروف ...

يالله ياقلبي سرينا

ضاااااااااقت الدنيا علينا ..
*


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 02:17 AM   #1354

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 هوس القلوب ج2 الفصل الثاني والعشرون ج2

هوس القلوب ج2

الفصل الثاني والعشرون والأخير ج2

انهمرت دموع ام ماجد عندما غادر جابر البيت وكان اخر كلامه انه لا يريد منهم شيء سوى ان يتركوه بسلام وانه ليس بحاجة لهم وسيعتمد على نفسه لانه اختار طريقه ولا يحيده عنه أي احد مهما بلغ اعتزازه به بعد ان طرده والده وقرر ان يحرمه من كل الحقوق حتى من دخول البيت ورؤية امه وكان عابد يظن بذلك انه سيراجع نفسه بعد ان يتذوق مرار العوز والحاجة وسيجلبه لهم الحرمان لكن يبدو ان جابر لا يريد ان يتراجع ولا حتى يفكر فقد قفل عقله على تلك البنت التي أصبحت كل امنياته.
اطرق عابد الى الأرض وبقي متجمد النظرات كالمهزوم رغم انتصاره على ولده وهل يسمى ذلك انتصار؟ هل يفرح الاب بهزيمة احد أبنائه؟
خرج ماجد متجهم وكأنه خسر احدى ممتلكاته النفيسة وخفقت اهداب رائد الذي تمنى ان يكون للنقاش مشاورة ومرونة اكبر وبكت ايمان خلف الباب وهي تشعر انها اشتركت بإغراق المركب بطريقة ما.

أعلنوا الاهل عن مقاطعته رغم انه شرح لهم ظروف نسرين وأنها ليست كما يعتقدون لم يقنعهم كلامه وأصروا على القطيعة.

عاد واثناء طريقه كان مستاء جدا لدرجة انه يشعر بالبكاء الصامت بلا دموع انه بكاء القلب والضمير بكاء الجروح الغائرة بكاء أعماق الروح
رغم انتهاء كابوس محمد وابتزاز غسان لكنه عاد بجرح جديد جرح الاحبة .... جرح الاهل .... مجاهرة اهله له بالبراءة منه ومن بيته وعدم الاعتراف بطفله في حال ولادته ولا يمكن ان يعتبروه حفيد ...اوجعه ذلك الاحساس وسلب سعادته بحبه واختياره .... لماذا يا ابي؟ لماذا؟
تمنى ان يستحضروا ضميرهم وعاطفتهم ويحسبوا حساب لسنوات العشرة والاخوة
ليتهم يراجعون أنفسهم ويفكروا بقرارهم المجحف لانه ليس كما أعلن امامهم
انه لا يقدر ان يتخلى عن اصله عن طفولته عن شبابه عن بيت اهله موطنه حضن والدته وعطر الحنان .... الاب الحصن المنيع رغم انحناء الظهر وتجاعيد الهرم ....الام الملجأ الوطن الحضن في الشدة والرخاء .... ماجد الأخ الكبير السند رغم مجاهرة العداء وعدم التوافق لكن هناك في القلب معزة تفوق الوصف .... رائد الصديق ورفيق الطفولة والمقصد عند الضيق .... هناء الرفيقة الشقية ذات اللسان الاذع والقلب الوديع تبدر منها أحيانا نصيحة الام وأحيانا غيرة الانداد وأحيانا حسد الاطفال .... ايمان الأخت الابنة الطفلة النسمة وأحيانا الطيش البريء .... انا احبكم رغم اختلاف القناعات والاحكام القاسية وأتمنى ان تغيروا موقفكم.

.................................................. .........................
استيقظت نسرين من نومها واعتدلت في سريرها بسرعة وابعدت الشرشف لتشهق وتترقرق دموعها وهي تتطلع بحزن وصدمة الى الدم الذي أغرق ملابسها وسريرها واغمضت عينيها وهزت رأسها بأسف.... يبدو انها فقدت طفلها.... هكذا بدون اجراء فقدته وكأنه اختار بإرادته الرحيل!
.... مات الجنين وكان الاجدر به ان يموت قبل ذلك الوقت بكثير لكنه ابى ان يغادر جسد امه قبل ان يضمن لها حقها ويأخذ لها حيفها من الدنيا التي صفعتها من كل الجهات كجزاء على ما شهده من عذابها الذي كان يتجرعه كل ليلة ويستحم بدموعها الساخنة التي اذابت جسده الدقيق فكمية الألم والجروح الذي غذته به كانت كفيلة بإزهاق روحه البريئة .... لقد شرب منها الوجع وذلة الندم ووحشة الخوف والرعب .... اغرقته دموعها واعتصرته حسراتها وحاربه النبذ من الابوين .... اذهب يا طفلي فليس لك مكان يناسبك اذهب خير ما اخترت الرحيل.
دخل جابر وبصدره غبطة لانه سيخبرها انه اختارها وسيرحلان معا الى مكان اخر وسيكونون أجمل عائلة ولم يعد يأبه لكلام الناس المهم قناعته بها وبطفله
دخل الى الغرفة مسرعا وعلى شفتيه ابتسامة الخلاص من الكوابيس وطوي صفحة التأنيب والشك والبدء من جديد
لكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة اليتيمة وحل محلها الوجوم وتعابير الإحباط عندما رأى حال نسرين وهي متوسدة الحزن والفقدان.

قالت بنبرة باهتة جدا وبملامح اليأس: "زالت العقبة يا جابر .... لم يعد هناك ما يجبرك ان تتمسك بي .... لم يعد هناك ما يزعجهم ويقلق منامهم .... لم يعد هناك ذلك الرابط الذي يشدنا الى بعضنا .... زال العبأ و"
هو وبسرعة وباستنكار: "ماذا تقولين؟ لهذه الدرجة بلغ يأسك مني واحباطك ناحيتي؟. من اجل الطفل فعلت ما فعلته؟ .... لم تفهميني يا نسرين ..... ولا مرة واحدة شعرت بضرورة بقاء زواجنا من اجل الطفل .... من اجل الحب فقط يا غبية .... الحب الذي جمعني بك وهو الرابط الغليظ الذي يربطني بك ولا شيء اخر غيره"
واقترب منها واحاط رأسها وألصقه بجسده وهو يقول: "الحمد لله على كل حال .... المهم سلامتك.... سأبقى متمسك بك لاخر لحظة في حياتي .... سنثبت زواجنا بالمحكمة وسأقدمك لكل الناس زوجة وأفضل واجمل واشرف زوجة على الاطلاق وسيصبح لدينا بدل الولد اثنان وبنات بنقائك وجمالك وسأكون محظوظ بكم ستكونون مملكتي وعالمي وجنتي"
كان كلامه بلسم لجروحها وأكبر مواساة لها وعزاء بنكبتها
كان جابر وسيبقى الداء والدواء
.................................................. ...........
ابتسم منذر بخبث وقال مع نفسه: "ليس دائما معك أيها الاسود فقد علمتني على الجحود والغدر .... علمتنا ان نعمل لصالحنا واستفادتنا الخاصة ونكفر بالوفاء والولاء .... كل مرة نأتي لك بغنيمة تستولي عليها وتأكل لحمها وترمي لنا فقط بالعظام .... لو كنت تشبع رجالك او حتى كلابك لما تعرضت للخيانة"
كان منذر مهدور الكرامة عند غسان وموضع سخرية لذلك قرر ان يعمل ضده ثأر لنفسه ولكرامته.
.................................................. ......................
في اليوم التالي وفي الصباح الباكر ارتدت نورا ملابسها وتعطرت وتأهبت للذهاب الى غسان وتسليمه الرسالة طامعة بمكافأة مادية او ميزة .... راح زمانك يا فاتن وستتلقين ضربا موجعا على يد الأسود وتعذيب واهانة .... دارت الأيام وستكون نورا الأكثر طلبا وجمالا ودهاء .... ستكون المميزة في جناح المفضلات لن تنزل الا لأمثال جابر الكاسر وغيره من المثقلة جيوبهم.
قبل ان تخرج ومض بريق من الفضول بداخلها قاومته طوال الليل .... الا تفض الورقة وترى ماذا تريد الخائبة من جابر؟ الساذجة تظن ان جابر سينقذها من براثن غسان ويعيدها الى الجناح الذهبي؟
عادت وفتحت لاصق الورقة ببطء وعلى تقاسيمها تعابير السخرية والاستخفاف وهي تهمس: "لنستفيد منك يا صاحبة اللسان المعسول"
.................................................. ...................
دخلت سليمة الى المكان الذي يرقد محمد به وقالت بنشاط: "كيف حالك اليوم يا محم"
لم تكمل بل قطبت جبينها عندما وجدت السرير فارغا وعليه ورقة بيضاء فيها كلمات!

اقتربت وتناولت الورقة بقلق لتتجهم وهي تقرأ: "انا راحل .... المتبقي من الديون برقبتي لكم لا أنكره وسأوفيكم به على دفعات .... لكني كدت ان أفقد هنا حياتي وأصبح كالفطيسة بجثة متعفنة ترمونها وجبة شهية للدود .... لم اخذ منكم حق ولا باطل واكتشفت ان طريقكم مؤدي الى نهاية واحدة .... انه طريق الندامة .... سارحل جبان واعيش جبان لاني لم املك الجرأة على الابلاغ عنكم لاني بذلك سأكتب نهايتي وفضيحتي سأغلق فمي واعيش اسير لنهش الضمير.... ويكفيني من العزاء اني لم اشترك معكم بسفك دم او هتك عرض .... هي مرة واحدة زلت قدمي واختل عقلي مع ابنة الجار ونالني ما نالني من الغم والغضب واللعنة من ثم الندم اما بقايا جرائمي مقدور عليها لعل الله يتوب علي فباب التوبة مفتوح حتى للمسيء والكافر ورحمة الله واسعة ولا يكلف الله نفسا الا وسعها ولا يسعني ان ابلغ عنكم وهو يعلم مقدرتي .... ان أكون جبان أشجع عندي من ان اعرض اهلي وعرضي للخطر .... خطر انتقامكم"
انزلت الورقة ببطء وقطبت جبينها .... اللعنة ...... نعم انها اللعنة حلت علينا ......... منذ رأيت نسرين في الدار وانا اشعر ان نقمة ما ستلحق بنا .... اما صحيح دعوة المظلوم تحلق في سماء الأيام لتستقر في اعز ما يملك الظالم .... اشعر ان النار قادمة لتلتهمنا جميعا
ربما انا من ساهم بفسح الطريق وتشطيبه لتلقي النار وجذبها .... لا اراديا انا غذيت النار بمزيد من الحطب ومددت يدي للنقمة وعبدت لها الطريق ليكون سالك وتأتي لتحل علينا
بمساعدتي لنسرين جلبت قرارنا .... الله يستر من غضب الأيام ونقمتها.
.................................................. ...............
تراجعت نورا ببطء وعيونها متأرجحة البصر بين السطور حتى اصطدمت بالسرير وتهاوت جالسة ويديها ترتجف ارتجافة خفيفة حتى شعرت بالدموع تتدفع من عينيها العابثتين ذاتا الكحل الكثيف والاجفان الملونة بالضلال الفاحش ...... الكلمات النابعة من أعماق القلوب المجروحة لامست القلب الجريح الذي يداري على جروحه بكمية من الأنقاض كحماية للجرح من ان يلكم بقسوة شديدة تؤدي الى هلاكه ...... اليوم كلمات فاتن نفضت الاتربة وازالت الأنقاض رويدا مع كل تعبير ودمعة حتى لامست الجرح العتيق وجعلته ينزف ويتدفق كحال بقية القلوب المعذبة ....
الحزن لامس القلب والروح وثورة من داخل الحشا بعثتها كلمات حقيقة وايدتها .... انقلاب من الداخل حدث واجج الضمير المخدش بخدوش البغاء ...... دموع سكبت على الخدود وقوة ازهقت روح التعنت والطغيان .... نعم انها خسرت نفسها وانتهت والكلام لا يشملها لانها ضاعت وفات الأوان عليها لكن هناك مئات من نورا وفاتن ووداد ودعاء ومريم وكوثر واسراء قبل عدة سنوات عندما كانوا نقيات نظيفات عندما كنوا ادميات الا يستحقن المساعدة؟ الا يستحقن التضحية ومد يد العون وفتح باب السجن للحرية؟ ساهمي يا نورا انها فرصة واتت ساهمي بانقاذ غيرك من لم تمت بعد ساعدي المحتضرات بشربة ماء .... نورا لا توصلي الرسالة للأسود .... ساهمي بفتح باب الحرية وان دعست اثناء مرورهم ...... ساهمي بفتح باب الاقفاص لتطير الطيور في سماء الحرية.
.................................................. .................................

بعد الظهيرة كانت ام ماجد وهناء وجلال متوجهين الى منزل جابر بعد ان طلبت ام ماجد منهم ان يأخذوها للبنت التي سرقت جابر لعلها تتكلم معها وتقنعها وقد اخذت معها صندوق مجوهراتها وحليها الغالية
ستقدمها رشوة لبنت الليل لتترك ابنها وترحل
لانها تعلم هذا الصنف جيدا يعبد الدينار.
عقدوا العزم بعد ان اوصت رائد ان يتصل بجابر ويشغله ليخلي المنزل لهم وبالفعل رائد اتصل وطلب مقابلة جابر الذي وعده بالحضور.
قال جلال اثناء الطريق وبقلق: "انا بالنسبة لي لن ادخل معكما لا يعجبني ان ادخل .... سأنتظركم في السيارة"
.................................................. ............................. قال عدنان بصوت خافت: "في نفس اليوم سأنهي كل شيء يا عم لا تقلق سنمنحهم الأمان الكامل وبقدمهم سيأتون وامام كل رجالنا ومعارفنا سأذبحهم .... ساقتله واقتلها واجعل من قصتهما درس وعبرة للأجيال فمنذ غادرت نسرين وانا لم اذق طعم النوم ولا الراحة ولا يهنا لي بال حتى اسفك دمها ودمه في الدار هنا واجعل الجار ومن في الدار يرى بعينه العاقبة"
شكري وباحتقان وتجهم: "انه غسل عار يا ولدي الكل سيشد على يدك وعضدك ..... سعاد امنت تماما وستؤثر على اختها وأتمنى ان لا تخطأ ولا تهفو .... خطأ بسيط سيفلت منا الخيط الوحيد الذي يرشدنا إليهم ويرشدهم لنا"
عدنان وبعيون بارزة: "هذا الخميس سيكون عرس الدم"
.................................................. .........................
عندما وصلت سيارة جلال بقوا هناك امام الباب لفترة ليتأكدوا ان جابر ليس موجود ولما نزلت الام ازالت جنان الستارة وقالت: "تعالي يا امي انهم ناس يقصدون دار البنت المسكينة لنذهب ونخبرهم ما حدث لعلهم أهلها"

قال جلال بحذر عبر النافذة: "لا تستعجلي يا حاجة حتى تتأكدي ان جابر ذهب للقاء رائد اتصلي به اصعدي ارجوك واتصلي ربما جابر هنا وتحدث مشكلة "
صعدت وبينما هي تتصل وجلال يتكلم مع هناء ظهرتا لهم جنان وامها التي قالت عبر نافذة الحاجة: "مساء الخير .... نحن جيران ال"
واتقدت العجوز عندما وقع بصرها على جلال وقالت بانفعال: "انت؟ انت مجددا؟ يبدو انك لم تتعظ جيدا يا فاسد يا عديم الرجولة"
شهقت هناء وضربت الحاجة على صدرها وتطلعتا بجلال الذي ارتبك جدا واحمرت وجنتاه وبدى بموقف حرج وهو يقول بتردد: "من انتما لا اعرفهما صدقوني .... هيا لنغادر هيا"
ام ماجد وبريبة: "توقف لنفهم ما يحدث"
استدارت جنان الى بابه واعترضت قائلة: "لا تذهب قبل ان توعدنا ان تكف عن مهاجمة البنت كلما غاب زوجها عن البيت"
يبدو ان الفضيحة نالت من جلال امام زوجته وحماته ليصبح موقفه مخزيا وهو يدافع عن نفسه والعجوز وابنتها باحتا بكل شيء وبانفعال كبير وبدت الصدمة والريبة واضحة بوجه ام ماجد التي تطلعت بهناء التي احتقنت وهي تصرخ به: "كنت تأتي هنا وحدك؟ كنت تأتي وحدك يا جلال؟ من هذا جابر هاجمنا وتوعدك بعقاب والحساب لقد عرف بفعلتك اليس كذلك أجبني؟"
نزلت ام ماجد وقالت بانفعال كبير: "انا والدة زوجته وهذه زوجته .... لديكما موقف كبير منه وهذا يعني انه يسيء التصرف هنا"
العجوز وبجدية: "انه ماكر ويأتي يطرق على البنت ويهدد مرة ضبطناه يحاول اقتحام الدار والاعتداء عليها المسكينة .... يا حاجة وجهك نوراني وتبدين لي من الاشراف والنبلاء واسفة لاني اواجهك بذلك لكن الاخبار اليوم اسوء مما واجهتك .... ابنك وامرأته في المستشفى من ليلة أمس .... يبدو انها حالة اجهاض مسكينة كانت تنزف وجلب لها الإسعاف"
شهقت ام ماجد وقالت بفزع: "اه جابر وحده لا احد معه"
جنان لهناء: "زوجك رجل سيء اخلاقه فاسدة حاسبيه وربيه ولا تتركيه هكذا يعتدي على زوجة اخوك بغيابه .... عيب"
اجهشت هناء بالبكاء وقالت بصياح: "انزل .... انزل .... قلت انزل"
ترجل بسرعة وصعدت ام ماجد بعد ان اخذت هناء مكان القيادة وانطلقت السيارة تاركة العجوز وابنتها يصفقون يد بيد على هذا المنزل الغريب وقصصه الغريبة.
.................................................. ..............................
قال جابر بتوتر: "لا اقدر ان آتي يا رائد ظننت اني قادر ان التقيك لكن الوضع عندي متأزم .... زوجتي دخلت الى صالة العمليات .... اشعر بالوحدة .... انا متعب"
اغلق رائد الخط واسدل اهدابه .... ما كان يجب ان يتركوا جابر وحده ........ ليس من الشهامة ان يترك اخوه في محنته .... المفروض ان يذهب اليه ويقدم له العون.

هناء وبانفعال وصراخ وهي تقود باضطراب: "اريد الطلاق .... اريد الطلاق .... اريد الطلاق"
ام ماجد وبنبرة باردة: "امهليه الوقت ليصحح من اخطائه .... جلال شاب غير متزن وانتهازي ويصطاد بالماء العكر ويغار من اخوتك بل حتى منك بوضوح وذلك نقص بداخله منذ البداية عرفناه لكن بينكما عشرة وولد .... أفضل ان تتركيه سنة كاملة لتكن له قرصة اذن وبعدها نرى حاله مع ان الطبع غلاب لكن أحيانا نسامح ونعطي فرصة أخرى ربما تسلم الجرة"
.................................................. ............................

في اليوم التالي وضع جابر الهاتف على اذن نسرين المستلقية في سريرها في البيت لتقول سعاد باهتمام كبير: "حبيبتي اختي .... عرفت ما حصل لك .... الله يعوضك ويأخذ بيدك .... نسرين القادم أجمل لا تحزني يا اختي .... ينتظرك مستقبل أجمل وستزال كل همومنا معا .... حبيبتي عمي وعدنان جهزوا جلسة كبيرة ودعوا فيها ناس من اقاربنا والجيران وقرروا ان يشهروا زواجك هذا الخميس.... سيكون بمثابة عرس يا نور عيني .... تعالي وزوجك عندما تتعافين بأذن الله وارتدي أجمل ثيابك ارتدي فستان ابيض سنزفك الخميس يا حبيبتي .... أخبري جابر انه مرحب به وان عمي يريد ان يضع يده بيده"
ابتسمت نسرين ببهوت وتطلعت بجابر قائلة: "انهم يدعوننا يا جابر ...... اهلي يدعوننا .... انهم يريدون عقد الصلح سعاد واثقة من ذلك"
قطب جابر جبينه واشاح ببصره بتردد هناك بداخله ما يجعله غير مطمئن وخطا مبتعدا حتى خرج من الغرفة وبقيت نسرين تراقبه ببهوت وشحوب وكأن الذي في بالها في باله.
جلس بالصالة واسند وجهه على يديه وهو يفكر بالقادم هل من الحكمة ان يمد يده للمصالحة مع أهلها؟ عمها الذي لم يرتح له لانه غليظ القلب وظالم وهو من اوصلها الى الحرمان واوصل اختها الى الذلة والإحباط هل يقدر ان يضع يده بيده؟
لكن لم لا .... التسامح .... الفرصة ...... العفو .... الله قادر على ان يغير القلوب ويبدلها وينيرها ويزيل الغشاوة عن العيون العمياء ليجعل بصرها حديد على رؤية الخير والحق ....... مثلما هو تغير من داخله لماذا لا يريد ان يصدق ان الناس تتغير أيضا والضمير يصحو؟
من اجلها سأوافق واترك الكبر والخيلاء واحاول ان اعتاد على التواضع كما هي دائما متواضعة معي بكل شيء.... لا بأس بالصلح فالصلح خير وأتمنى ان اتصالح مع اهلي أيضا انهم سندي الحقيقي وبدونهم أكون بلا حصن.

نسرين وبقلق: "سعاد أخشى ان تكون نيتهم ليست صافية معي وسيطلقونني من جابر او يفتعلوا مشكلة او"
قاطعتها سعاد وهي تقول بفرح: "لا صدقيني عدنان طيب ونظيف السريرة اثبت لي ذلك فطوال فترة غيابك هو يفكر بعقلانية وبحيادية ولقد غير عمي تغيير جذري .... كلماته وحكمته ومنطقه جعل عمي يتخلى عن جهله وتعصبه خاصة انه مريض ونادم على ما مضى ...... عمي كل همه ان يزوجنا ويطمئن على حياتنا بعده ....... انا بالنسبة لي أحببت جابر جدا ومدينة له بروحي لانه الوحيد الذي مد لي يد المساعدة وأعاد لي صغاري ولا احد غيره قادر على نجدتي يبدو ان الله استجاب دعواتي وارسل لي جابر"
سرحت نسرين مع نفسها: "مثلما كان يسمع دعائي وبعثه لي لينقذني من الظلام .... جابر رغم اخطائه وعيوبه فوجوده امان للأخرين .... وجوده خير وطمأنينة وندمه صلاح ....... عيون جابر كطمأنينة الصلاة"
اثناء ذلك سمعت رنين الجرس وأنهت مكالمتها مع سعاد واتجه جابر ليفتح الباب وكانت دهشته واضحة عندما تلقى رسالة من مجهول!
.........................
نورا وبارتياح: "كنت واثقة أنك سترشدينني على عنوان بيت جابر يا سليمة انا لجأت لك لاني عارفة بانك لا تردين من يطلبك"
سليمة وبهدوء: "مع اني لا اعرف لماذا لكن لا ضير فعنوانه متاح للجميع جابر لم يخفي عنوانه ذلك ليس سر لكنه لا يرضى ان يصله احد من الدار ..... جابر لا يريد ان يأتي الى هنا مرة أخرى ولا يريد التواصل معنا .... اكتفى بما اخذه منا وأخيرا امتلأت عينه"

سارت نورا وبقلبها ارتياح لم تعهده من قبل وقررت ان تذهب الى فاتن وتخبرها ان الرسالة وصلت وانها معها وتؤيدها للخلاص من قبضة الشيطان وانها ستهرب معها وتخططان لذلك.
ابتسمت سليمة واومأت برأسها ....... سليمة لا تعرف؟ بل تعرف وتعرف .... وتعدي الأشياء وتمر بإرادتها .... ان ارادت شيء تدعه يحصل وان لم يقنعها مستحيل ان يتخطى عتبة الدار.

دخلت نورا مع الخادمة التي قالت لها ان فاتن نائمة منذ فترة وقالت لها بسرعة: "اذهبي واحضري لها شيء تأكله سأوقظها"
عندما خرجت الخادمة قالت نورا بهمس: "فاتن .... فاتن .... الرسالة وصلت يا فاتن .... فاتن"
قلقت لانها لم ترد عليها فحركتها لتجد جسدها بارد جدا وتغيرت ملامحها وهي تتطلع بوجه فاتن الشاحب البياض وخفقت اهدابها وهي تقول بضعف واحباط: "فاتن!"
ثم انحدرت من وجنتيها دمعتين وقالت مع نفسها: "مت؟ مت قبل ان تعرفي النتيجة؟ وداعا يا فاتن .... ارقدي بسلام فالرسالة وصلت عسى الله ان يغفر لك"

وخرجت من الغرفة ببطء وقالت بجزع: "كأننا كلنا على هذه العاقبة .... ماتت فاتن يا غسان .... ماتت ملهمتك ومعشوقتك ....... سيوارى هذا الجسد الجميل تحت التراب .... وذلك الوجه الساحر سيأكله الدود"
.................................................. .......................
أطبق جابر الورقة وأغمض عينيه بقوة ثم نهض بانفعال وهو يهتف مع نفسه: "يا ويلي كنت احمي هذا الدار بسلطة اخي ومنصبه وبنفوذي.... كنت السبب بحصانته كم كنت اعمى وفاقد لبصيرتي كم كنت طاغ وباغ"
.................................................. ..............................
كان غسان يبكي كبكاء الأطفال ويجهش فوق جسد فاتن وينحب كالنساء والكل يتفرج عليه بين متشف ومتأثر بين شامت وباك وهو يأبى ان يتركهم يأخذونها من يديه .... انهيار كبير بداخله وضعف شديد ظهر للعيان وسليمة ترمقه بنظرة ثاقبة وعميقة ولم يرف لها جفن .... نعم صحيح.... تحلق دعوة المظلوم في سماء الأيام لتستقر بأعز ما يملك الظالم .... صحيح.
اما خادمة فاتن فكانت تسترق النظرات بقلق فهي المسؤولة عن موتها حقدها عليها اعماها وجعلها تراها وهي تقدم على الانتحار ولم تمنعها بل ساعدتها دون ان تشعر وهيأت لها الأجواء ....
.................................................. .............................
رفع ماجد بصره وتغيرت ملامحه عندما وجد جابر واقف امامه بمكتبه الخاص!
نهض بسرعة وقال بدهشة متناسيا ما بينهما: "جابر!" ثم سرعان ما غير ردة فعله العفوية والتزم الصمت والاتزان واحتدت ملامحه
جابر وبشيء من الضعف: "اسف .... اسف لاني اتيت بدون موعد .... اسف لاني اقتحمت مكانك واخبرتهم بالخارج اني اخوك .... اسف لاني كنت استخف سابقا بمقامك مع انني احتمي بظلك بالخارج واستخدم صيتك ونفوذك لقضاء حوائجي ونزواتي ....... اسف لاني جاهرتكم اني لست بحاجة اليكم واليوم اتيت طالبا المساعدة"
تغيرت ملامح ماجد واستدار واقترب منه وامسك كتفه ويده وهو يقول: "جابر انا اخوك مهما حصل هذه حقيقة لا تمحوها اشد قوة على وجه الأرض .... اطلب ما تشاء .... المال؟"
جابر وبتجهم وشعور بالذل: "لا .... انا اطلب الإغاثة وليس امامي الا انت قادر على معضلة مثل هذه .... ماجد لا تردني ولا تخيبني ولو ساعدتني سأكون ممتن لك الى اخر العمر ومدين لك براحة ضميري واستقامة حياتي"
.................................................. .......................
بمرور يومين فقط اعد ماجد قوة هائلة بمساعدة الجهات المختصة مع كافة الاحتياطات لمحاصرة الدار والقاء القبض عل العصابة بعد ان أجري عدة تبليغات وكان كل شيء بسرية كبيرة وتقدمت القوات ليلا وتمت محاصرة المنطقة بأكملها والبيوت المحيطة المتعاونة والتابعة.

لكل شيء نهاية وخاتمة ولكل حزن اجل ولكل فرح وقت محدود ولا شيء يبقى على حاله .... السعادة مؤقتة والحزن ذاهب والحياة عجلة تدور وتدور
وما النصرة بالأخر الا للحقيقة والخير والسلام مهما طالت أيام الشقاء
.................................................. .................................
قبل المحاصرة ضعفت القيادة بالدار لموت فاتن فاختفت نورا وكانت القيادة بيد سليمة لان غسان تقوقع على نفسه وكان ملازم لغرفته الخاصة.
كان ليلة هادئة وصامتة في الدار الحركة قليلة وصالات الجلسات مغلقة معلنة حدادها والرجال العاملين ملتزمين أماكنهم وغسان معتكف ويحاول ان ينهض من جديد لكن ابتسامة وعيون فاتن تضعفه كل مرة يحاول القيام وتسرق قوته ..... فاتن امله .... حياته ..... هدفه نشاطه .... مصدر قوته ..... ليس له ما يقوم من اجله ليس له رغبة بشيء حتى بالطعام .... فاتن الشمس التي كانت تنير عتمة الأيام في حياته وبانطفائها اطفئت اماله.
عندما تقدمت القوات واقتربت بدأت تعلن عن محاصرة الدار بمكبرات الصوت وضرورة التزام الهدوء وعدم ابداء أي مقاومة وأصبحت الدار كخلية نحل الكل يركض الكل يهتف الكل يبحث عن منفذ عن طريق الفرار
لا احد الليلة ينجو لا احد يهرب الكل محاصر كل المنافذ مغلقة واصوات سيارات الشرطة والنداءات غطت الأجواء
بكاء وصرخات وانفعالات وندم وتحدي الكل يعبر عما في وسعه ....... هرولة على السلالم ....... ركض الى المخازن ...... يبدو ان امر الدار انتهى ولم تعد هناك قوة داخلية تتصدى وتقاوم فبالأخر هم مجموعة فئران
نهض غسان وسار في غرفته ذهابا وإيابا وعيونه بارزة وجاحظة من الغضب وذقنه الطويلة وشحوب وجهه جعله اشبه بالملحدين الانجاس حتى توقف عندما شعر باقتحام قوات الشرطة لمنافذ الدار وابوابه وأغمض عينيه.
تم القاء القبض على الأغلبية وقبل ان يقتحموا غرفة غسان سمعوا جميعا دويا لأطلاق رصاص منبعث من غرفة غسان!
في هذه الاثناء كانت سليمة قد نزلت من القطار التي اقلها الى محافظة ابعد بكثير مما يمكن ان يلحقها الأذى والخطر وابتسمت بزهو وهي تشم الهواء وتتجول ببصرها في انحاء المدينة وعندما وجدت مجموعة من النساء في مكان عام جلست قربهن وقالت بهدوء وصراحة: "انا عرافة افتح الفأل واقرأ الفنجان لا اخذ أي مبلغ قبل ان ترن اثار كلامي بالحرف على حياتكن"
.................................................. ..........................

كان صباح يوم الخميس حافلا بالكثير من جهة اهل نسرين بدأوا يتجهزون للجلسة الكبيرة ومن جهة أخرى نسرين تتأهب مع جابر للسفر الى بغداد وكانت سعاد بمنتهى السعادة واطفالها فرحين ويهتفون بعودة خالتهم وزواجها وعمات سعاد جالسات يتهامسن ويتلمزن وسعاد لم تأبه لهن فالليلة فرحة ولا قوة تجعلها تحزن
ستلتقي بأختها بعد غياب وسترتسم السعادة على الوجوه والقلوب
.................................................. .............................
طبع جابر قبلة جذابة على كتف نسرين وهي امام المرآة مرتدية فستان ابيض ومتزينة ومتعطرة وهو واقف خلفها ويحيط خصرها بذراعيه ويهمس لها بكلمات اطراء وعشق يغمر قلبها وروحها بالراحة والفرحة وسعاد ترن لها كل ساعة تستعجلها لم تصدق نفسها ولم تصدق كل هذه السعادة لكن يبقى شيء ينغص عليها .... اهل جابر وموقفهم ..... انها تعلم انه ليس سعيد تماما وبحاجة اليهم بكل يوم من عمره وتدعو الله ان يتمم عليها نعمته ويهدي قلوبهم عليه لانه بدونهم ستكون سعادته ناقصة.
.................................................. ......................
صعدت بالسيارة الى جانبه وعلى شفتيها ابتسامة كبيرة
لقد انجلت كل الهموم وزالت كل الغيوم واشرقت شمس جديدة .... ما اجمل الحب عندما يغمر القلوب فتكون وقتها الإرادة قوية بل جبارة ويتضاءل الخوف وتقوى العزيمة وتكثر الاحلام وتتلون الأجواء بالوان الطيف الزاهية

استغربت نسرين عندما أوقف جابر سيارته امام بيت كبير جدا مشيد الأركان وتساءلت عن نيته فأجابها باتصاله قائلا: "يا امي انا واقف عند الباب وسأسافر الى بغداد ولا أقدر ان اخطو خطوة واحدة الا بدعواتك وبما انني ممنوع من دخول الدار ممكن تخرجي لي واودعك؟"
ارتجفت يدها على الهاتف وتأرجحت نظراتها وبسرعة وبدون تفكير خرجت الى الشارع حتى ان فليحة ركضت خلفها لها بعباءتها والبستها وهي تهتف: "جابر ....... جابر حبيبي"
نزل اليها وفتحت نسرين الباب ونزلت هي الأخرى ووقفت بحياء وحيرة لانها تخشى من ان تردها وترفض لقائها
قبل جابر يد والدته وهو يقول: "سنسافر الى اهل نسرين دعونا الى بيتهم وبنيتهم الصلح فهم لا يودون القطيعة .... ادعي لي يا امي كعادتك فدعواتك نور وبركة ورشد .... بدعواتك نجوت وبدعواتك تحررت وانا مرتاح البال الان لم ينقصني الا رضاكم ووصلكم"
انهمرت دموع امه وتطلعت بنسرين التي اقبلت بسرعة لتقبل يدها لكنها أبعدت يدها واشاحت ببصرها عنها فانكسر خاطر نسرين وبقيت واقفة بمكانها.
قبل رأسها وقال بجدية: "لم اشأ ان ارحل قبل ان أرى وجهك وأحس برضاك .... قولي لي انك راضية عني"
تغيرت ملامحه واستاء بوضوح لانها ترددت والتزمت الصمت وهي تتطلع الى نسرين ثم اومأ وخطا الى سيارته وهو يسمعها خلفه تقول: "رافقتك السلامة يا جابر .... تذهب وتعود بالسلامة"

دارت نسرين دموعها عنه ولم تشأ ان يراها حزينة من موقف امه ولما انطلقت السيارة ربتت على يده وابتسمت له قائلة بصوت دافيء: "انها راضية عنك أحس ذلك بعينيها ....... اعذرها موقفها سليم وكل شيء سيتغير غدا"
اومأ ببطء وتنهد.
.................................................. ......................
لما دخلت ام ماجد الى البيت وضعت يدها على قلبها وشعرت بالضيق والتفتت الى النافذة وسارت اليها وتطلعت قائلة بارتجاف شفاه: "الله يرضا عنك يا جابر .... راضية يا ابني .... من أعماق قلبي راضية"
.................................................. .................
بدأ ضوء النهار الساطع يفتر ويضعف وكأن الشمس بدأت تعلن عن استعدادها للغياب وارسلت بخيوطها الجميلة على الافاق وكانت نسرين تضحك بملأ فمها وجابر يمازحها وانغمسا بالكلام ولم يشعرا بوصولهما وبمرور الساعات الطويلة
.................................................. ..........................
اجتمع الناس في بيت العم شكري وامتلأ المجلس وجلب عدنان الذبيحة وبيده السكين الضخم وهو يقول بصوت واثق النبرة: "هذه الذبيحة بمناسبة عودة نسرين الى أهلها"
ابتسمت سعاد وتطلعت بالساعة ثم تطلعت بعمها الذي يتطلع عبر النافذة واستغربت بوجهه ذلك التعبير الغامض انه تعبير غريب؟
ثم التفتت الى عدنان وسألته عن عمه فأجابها انه قلق ولا يقدر ان يستقبل نسرين بحفاوة لان ذلك صعب وأقنعها بينما كان قلبه يغلي ويضمر الكثير من الغضب وبدى واضح عليه اضطرابه ولم يقنع سعاد التي بدأت ترتاب وبهذه الاثناء رنت نسرين ولما فتحت سعاد الخط اجابت ولم تسمعها ... وبقيت تنادي عليها وهي تراقب عدنان وعمها عن كثب وهما يتحدثان .... يبدو ان الشبكة ضعيفة وانقطع الخط.
.................................................. ...............................
اتصلت ام جابر بماجد وهي تقول بقلق: "اخوك سافر الى بغداد يا ماجد وقلبي ليس مطمئن اشعر ان هناك ما ينتظره .... شيء غريب إحساس مزعج يراودني .... اتصل ولم يرد جهازه مغلق..... ماجد ابعث خلفه اذهب خلفه انهم ناس اغراب لا نعرف عنهم شيء كيف نأمن وابني عندهم .... اشعر بالتقصير اتجاه جابر كلنا مقصرين .... لا للقطيعة يا ابني .... اذهب لاخوك"

.................................................. .............................
كان دار جابر ونسرين ساكن عندما انكشفت عتمة الليل وتجلى الصباح وزقزقت العصافير ....
دار جمع في يوم من الأيام قلبين على مشاعر مختلفة ومتناقضة تارة سامية وأخرى انانية تارة عاشقة وأخرى غاضبة متحدية ..... جرت به احداث عديدة عنف ودموع اهات توسلات عبرات كلمات رقيقة همسات مواجهات جروح كلمات خشنة وأخرى ناعمة .... احداث واحداث واليوم هو ساكن لا صوت ولا حركة تلاعب نسمات الريح الستائر لتتحرك عند هبوبها ببطء .... انه بيت الحب كلما ما فيه يحكي عن قصة حب غريبة .... غير مألوفة ...
.................................................. ..............................
كانت دموع سعاد تنهمر بغزارة وهي تتطلع الى حبات المطر وهي تطرق على النوافذ العتيقة وتصدر صوت رقيق لكنه موحش وكان دموعها مع الحبات متساقطة .... لم يقدر لي الله ان افرح برؤية اختي وكأن الفراق وجب علينا ....
.................................................. ..............................
صوت مفتاح كسر ذلك الصمت في دار العاشقين ليفتح الباب ببطء ويدخل جابر وهو يحيط خصر حبيبته نسرين وعلى وجهيهما تعابير باهتة .... النجاة مرة أخرى .... القدر يتدخل مرة أخرى .... الحب ينتصر ...... الشر يهزم ......
قال لها وشحوب بوجهه لم يزده امامها الا جاذبية: "انتهى يا نسرين لا اهل لك .... انسي امرهم لن ادعك ولا للحظة تذهبين اليهم انهم مجرمين وكادوا ان يقتلوننا بلا ذنب .... سأحميك يا نسرين وستحفنا رعاية الله والحياة دين وعمل الخير دين مردود .... فالذي فعلته لأختك سعاد من خير ردته الينا وانقذت حياتنا باخر لحظة بذلك الاتصال"
دخلت نسرين بحضنه وهي تبكي وتقول بحرقة: "لم اصدق اننا نجونا .... افديك بروحي يا جابر لو كان حصل وقتلوك بسببي ل"
وضع يده على فمها وقال بهمس: "لا تتحدثي عن الموت بعد اليوم .... اطمئني حبيبتي .... أرسل الله لنا انذار ونحن بذروة غفلتنا.... ما دام الله دفع عنا دون ان نعلم فكفيل بنا ان نثق به وننام ملأ جفوننا"
.................................................. .................
قطع الاتصال ليتسنى لسعاد ان تسمع كلام خبيث دار بين العم وعدنان الذي اعتقد انها مشغولة بالمكالمة لتعرف نيتهما من حضور العروسين فكانت الوجوه غير مريحة مكفهرة والشر يفوح من افواههما كانا يتآمران وكان اضطراب عدنان واضح ويده التي ترتجف فضحت حقده واقدامه على مصيبة وتظاهرت سعاد بالمكالمة وكشف الله لها المؤامرة بعد ان تأكدت من نيتهما واتصلت لتحذر نسرين وتطلب منها الرجوع من حيث أتت.
.................................................. .........................
لما عاد ماجد بالخبر الى اهله الذين بقوا ساهرين كل الليل شعر الحاج عابد بالانهيار وهو يهتف: "جابر ولدي .... جابر"
سقط مغشيا عليه من شدة التعب والانفعال واحتضنته ام ماجد وماجد ورائد وهناء وايمان حتى افاق وكأنهم حزام امان التف عليه واسنده.


تمت






التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 23-03-19 الساعة 02:51 AM
هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 02:58 AM   #1355

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

احبتي اتمنى ان تكون نهاية موفقة ورواية مقبولة شكرا لكم ولحضوركم وانتظاركم وتفاعلكم وتعليقاتكم
واعذروا تقصيري وان شاء الله غدا لنا جلسة الردود على التعليقات وعن وجهات نظركم عن النهاية

كل الشكر والامتنان لكم

تصبحون على خير


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 03:00 AM   #1356

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 9 والزوار 15)
‏هند صابر*, ‏قلب حر, ‏sayowa, ‏emily yong, ‏better tomorrow, ‏تسنيم الجنوب, ‏Alzeer78, ‏Emanmah, ‏التوحيد


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 03:01 AM   #1357

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
لله يا قلبي تعبنـا ..!!

تعبنـا من الوقوف ...!

مابقى بالليل نجمـه ..ولا طيـوف ..

ذبلت الشوارع ...وانطفى ضي الحروف ...

يالله ياقلبي سرينا

ضاااااااااقت الدنيا علينا ..
*
حبيبتي كلمات رقيقة وشفافة واعتذر لتأخري


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 03:19 AM   #1358

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 16 والزوار 9)
‏هند صابر*, ‏Reem1997, ‏pearla, ‏الحب غالي, ‏asaraaa, ‏فتاة طيبة, ‏Gigi.E Omar, ‏عهد العمر, ‏ذهب, ‏قلب حر, ‏sayowa, ‏emily yong, ‏better tomorrow, ‏تسنيم الجنوب, ‏Alzeer78, ‏Emanmah


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 03:32 AM   #1359

better tomorrow

? العضوٌ??? » 398334
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 500
?  نُقآطِيْ » better tomorrow is on a distinguished road
افتراضي

طول ما أنا أقرأ البارت اﻷخير ويدي علي قلبي .
كنت متوقعه يا إما نهايه "مفتوحه" أو حزينه " بالفراق/موت أحد البطلين أو كلاهما " .
شكرا علي الروايه الجميله والنهايه اﻷكثر من رائعه .
بانتضار روايتك الجديده ، سلمت أناملك ، ودمتي بكل خير .
:-)


better tomorrow غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-19, 03:49 AM   #1360

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة better tomorrow مشاهدة المشاركة
طول ما أنا أقرأ البارت اﻷخير ويدي علي قلبي .
كنت متوقعه يا إما نهايه "مفتوحه" أو حزينه " بالفراق/موت أحد البطلين أو كلاهما " .
شكرا علي الروايه الجميله والنهايه اﻷكثر من رائعه .
بانتضار روايتك الجديده ، سلمت أناملك ، ودمتي بكل خير .
:-)
شكرا غاليتي على الرد الجميل
ممتنة لمتابعتك واهتمامك طول الفترة


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.