14-12-18, 10:27 PM | #141 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هوس القلوب .... الفصل السابع هوس القلوب الفصل السابع........... قالت نسرين بخضوع ودموع: "سأنتظر سليم هو الذي يوقف غسان عند حده ويحررني لأنه يملك هويتي وقلبي وبدونه سأضيع في الشارع .... عمومتي يقتلونني لو رجعت إليهم .... انا حائرة وخائفة ومعتمدة عليك انت فقط بعد الله وسليم .... انت تستطيعين انقاذي وتهريبي الان .... الان عرفت مدى شر غسان الأسود ومدى سلطته وأدركت سبب مخاوفك وتسلطه عليك وعلى كل من في هذا المكان" اومأت سليمة موافقة ونظرة حزن بعينيها وكأنها تقول لها بسرها كم انت ساذجة وسريعة الاستسلام لكن انت متوهمة يا سليمة الليلة سأهرب من هنا لم اعد اثق واصدق بأحد لم اعد معتوهه بعد ما فعلتم بي انت وسليم وغسان الفاسق. اقتربت منها وكانت نسرين تفرك بيديها وبحال متعب جدا وسألتها بصوت خافت: "ستقفين هكذا طوال الليل؟ الا تستريحي بسريرك؟" نسرين وبعيون حمراء وبشرة متوهجة: "ماذا يقصد غسان بأني من غدا انزل الى العمل؟ أي عمل؟ ما كل هذا الذي تعرضت له؟ لماذا جردني من ملابسي ما هدفه؟ ولماذا خضعت لمعاينة لكل انحاء جسدي من قبل طبيب كأنه جزار أي إجراءات هذه؟ اليس من حقي ان اعرف اين انا وماذا تريدون مني؟ من أنتم؟" أحاطت سليمة كتفيها واخذتها برفق واجلستها على السرير وجلست امامها وبجدية: "نسرين انا سأجيبك بكل صراحة حتى لا تكثري عتابي.... انا متعاطفة معك جدا وأتمنى ان اخرجك من هنا وانال ثواب ذلك لانك بنت محصنة وملتزمة وبريئة جدا لكن انا عبد المأمور .... هذا المكان ليس ملكي انا اعمل هنا ولو خالفت القانون الذي يحكم هذا المكان سأنال العقاب والعقاب سيكون مؤلم لا تفقهين اليوم كلامي لكن غدا ستعرفين كل شيء .... اعترف لك ان قلبي مات من زمان لكن هناك شعرة ضمير متبقية بداخلي توخزني وتضايقني كل مرة وانا أحاول ان اقطعها حفاظا على نفسي .... تظنين الان ان غسان وحده الملك والقائد هنا والمسيطر وتقولين مع نفسك ما قيمته حتى الكل يخضع له ويهابه؟ لا حبيبتي انها شبكة كبيرة وغسان مجرد فرد منها ..... ان ما خضعت له إجراءات تخضع لها كل بنت جيء بها الى هنا.... معاينة أولية من غسان ليعرف مدى صلاحيتها للعمل ومدى القدر الذي تحمله من الجمال ومدى سلامتها من العيوب الجسدية والتشوهات الخلقية وعلى أساس ذلك يقرر ان كانت تنفعه وتخدمه ام لا ولخدش حيائها ان كانت خجولة وأيضا نوع من الإهانة الجسدية للاعتياد على الانتهاكات وان اعجبته يرسلها الى غرفة الفحص ليتم معاينتها والتأكد من خلوها من الامراض المعدية وسلامة جسدها من أي عيب وان كانت عذراء فتكون قيمتها اعلى بكثير ويتم استخدامها بمهام خاصة اضيفي الى ذلك فأن كانت على مستوى من الجمال فتكون الأعلى قيمة وسعر .... ترضين لي ان اقتل ان اذبح بفراشي؟ انا إذا هربتك من هنا سيحصل لي ذلك وانت اين ما فررت سيأتون بك ولو اختبأت تحت الأرض" شحبت نسرين وتحرك صدرها صعودا وهبوطا وتمنت ان تبلغ الشرطة عن هذا المكان ومن فيه .... عندما تهرب من هنا ستبلغ عنهم وسيتم الاقتصاص منهم على كل افعالهم المشينة السوداء.... اللعنة عليكم تريدون اجباري على البغاء لن يكون لكم ذلك ولا على حز عنقي.... ذلك الكلام لم يخوفها ولم يضعف قلبها وعزيمتها للهرب. امسكتها سليمة من يدها قائلة بهمس: "تعالي معي لأريك شيئا" خرجت معها وسارتا بنفس الطريق لكن قبل ان تصلا الى باب الحمام اللعين فتحت باب غرفة جانبية وادخلت نسرين معها ولما أضاءت النور تغيرت ملامح نسرين وابتلعت ريقها عندما رأت فتاة غريبة المظهر! حالما رأتهما الفتاة التصقت بالجدار بخوف وبقيت تتطلع بسليمة ونسرين بعيون قلقة ومتوجسة وكانت بحالة يرثى لها! متسخة وبشعر أشعث وهزيلة تبدو في أواخر العشرينات اقتربت سليمة منها قائلة: "هيا يا نرجس أخبري نسرين شيئا لأنها تريد ان تهرب من هنا" هزت نسرين رأسها بتأثر عندما اشارت لها الفتاة بكلتا يديها وبدأت تطلق أصوات غريبة وكأنها تحذرها من مغبة هروبها .... وضعت نسرين يدها على صدرها عندما قالت سليمة للفتاة: "افتحي فمك اريها ما حصل لك" شهقت نسرين واخفت وجهها عندما فتحت الفتاة فمها لتجدها مبتورة اللسان بوحشية! اخرجتها سليمة من الغرفة وقالت بهمس: "الذي يحاول الهروب من هنا لابد ان يبتر لسانه هذا قانونهم وابسط عقوبة يمارسونها مع المتخلف" ............. بعد منتصف الليل أسندت نسرين رأسها على النافذة وتأملت العتمة واستمعت الى نباح الكلاب التي كانت سابقا تخيفها اما الان فهي تستأنس بها وتشعر ان هناك من يخوفها أكثر ويقلق منامها وهل ستنام الليلة؟ تنام بعد كل ما رأته؟ ما أقسى الليل واوحشه واعجبه! ظلمته تغطي وتستر عيوب وشر وآثام الكثير من المجرمين والجلادين ويداري عليهم ويطمعهم بالأمان ليزدادوا بغيا وتجبر ومن ناحية أخرى يكون ملجأ وانيس للمظلومين تحلو له اهاتهم وزفراتهم ويمنيهم بآمال وآمال ويتوسد جروحهم تنهدت وأدركت انها لم تفقه بإسرار وخبايا العالم الخارجي ونفوس البشر الا النزر القليل بسبب عدم الخبرة والجهل وعدم الاطلاع والتجربة .... كانت مغلقة وانطوائية على نفسها بحكم حياتها البسيطة المنحسرة بين تنظيف وترتيب واعداد الطعام واتمام الواجبات المنزلية ورعاية أطفال اختها المسكينة التي تعاني من نوبات اكتئاب تدخلها في عزلة وتنام تحت تأثير المهدئات بمجرد حلول الغروب مهملة لصغارها دون قصد منها وكانت تتفهم وضعها وتزداد مخاوفها كل يوم من حياة مماثلة وكانت تتطلع للبحث عن حظ ونصيب اوفر يمكنها من انقاذ نفسها ومساعدة اختها بطريقة ما لكن بالنهاية كل شيء انهار امام عينيها وتبدد عندما تقدم لخطبتها عجوز متصابي ووافق الحاج شكري دون ان يرجع لها مغيب لرأيها وكل ذلك من اجل بضعة دنانير ولما اعترضت لم يأبه لها واستمر بإجراءات الخطبة واخذ المقابل وحدد موعد الزواج؟ رفضت وبكت وابت ان تستسلم لما فرض عليها وجربت ان تتمرد على واقعها .... كانت تظن ان كل شيء بالخارج اخضر وزاهي الألوان وان قلوب الناس عامرة بالخير والمساعدة والتعاون وإنها المظلومة الوحيدة التي سلب منها حقها في التعليم وسلب منها ورثها من أقرب الناس اليها وإنها فقيرة العلم والمال وممنوعة من ان تتذوق طعم الحرية خارج المنزل البائس البالي وأنها ستقاد كالبهيمة الى منزل رجل كبير لا تعرفه ولم تسمع عنه الا ما لا يرضه قلبها وضميرها وإنها مجرد سلعة تم بيعها من اجل الحصول على ثمن زهيد لكن كل ذلك كفته ارتفعت اليوم مقابل ما رأته عينيها ولمسته وتذوقت علقمه لقد افاقت على واقع أبشع بكثير واقع فظيع تعدى وصف القسوة والوحشية لم يعاملها على انها بهيمة فحسب بل على انها جسد بلا روح جسد ميت بلا حياة يشرح بمشرط الانتهاك ويسلخ جلدها بنظرات الرجال! لقد تجاهلت سليم ولم تذكر شيء عن وجوده بحياتها وتأثيره على قراراتها وعبثه بعقلها ومشاعرها ليس لعدم أهميته وتأثيره عليها ولا لتبرئته من جريمته لكن لانها لا تريد ان تفكر ولا لثانية به عليها ان تقتلعه من رأسها ومن قلبها عليها ان تمحو ذكره من مخيلتها .... لانه نذل لم يستحق حتى الذكرى قاومت العبرات بصعوبة بالغة لكنها غلبتها واجهشت بالبكاء وبحرقة لقد غدرها الحب .... ليس هناك شيء اسمه الحب انه كذبة يوجد فقط نفاق وزيف لولا سليم لما وصل حالها الى هذا المطاف تتمنى ان تراه لمرة واحدة فقط ليس لانها بحاجته ولا لشوق بداخلها لرؤيته بل لتقول له سؤال واحد فقط : " لماذا؟ ........ لماذا وقفت ضدي مع الأيام؟ لماذا هانت عليك دموعي وهي نزف من جروحي مددت يدي اليك وانا استغيث من الغرق ولما امسكتها وانتشلتني أفلتني عنوة في بحر ليس له قرار .... لماذا؟ كنت تركتني أغرق .... كنت تركتني اختنق واموت بشرف وكرامة في بيتي وانال ثواب الصابرين لكان تخليك عني أنبل وأسمى مئات المرات من حقارتك اريد جواب شاف لعل جرحي يتوقف عن النزف لعل قلبي يحد من الخفق لعل ناري تهيد من الشهيق توجهت بنظرها الى السماء وحتى الايمان بداخلها كاد ان يزغ ويتزعزع! ................................. قبل طلوع الفجر اتجهت الى باب غرفتها ووضعت يدها على المقبض وضغطته لتتأكد ان كانت فعلا سليمة تركته بدون قفل وتلاحقت أنفاسها بانفعال لما وجدته مفتوح .... سليمة واثقة ومطمئنة ان فتاة مثلها لا يمكنها ان تهرب بعتمة الليل وخاصة بعد ان جعلتها ترى بعينيها عواقب الهرب وأيضا تريد ان تجعلها تستسلم بكل ارادتها بدافع الرهبة والخوف بعد ان هددتها انها ستفشل وسيعيدونها ولو اختبأت تحت الأرض فعلا الخوف جعل ارادتها جبانة ومترددة وأثقل خطاها لو علمت ان عاقبة الهرب القتل لما ترددت لكن ان يعذبونها ويبترون أجزاء من جسدها وتبقى حبيسة تحت رحمتهم المعدومة هذا ما اخافها بشدة وعادت الى سريرها وخبأت نفسها بالغطاء ازاحت الغطاء ببطء عندما فكرت ان اليوم ربما تكون فرصتها الوحيدة للنجاة لانهم لم يتوقعوا منها الاقدام على هكذا خطوة .... لتخرج من هنا وتطرق باب الناس وتخبرهم ان هناك عصابة كبيرة بالجوار وتطلب منهم ابلاغ السلطات عنهم وتخبرهم عن امر نرجس وغيرها ممن ساموهن العذاب والله سيكون بظهرها ويسدد خطاها وتكون سبب بإنقاذ مئات من الفتيات والابرياء استجمعت شجاعتها واسرعت وفتحت الباب متظاهرة انها ذاهبة الى الحمام هدوء تام يعم الارجاء وسكون موحش يسدل خيوطه على الزوايا وحتى وقع خطاها بدأ يقلقها وضوحه دخلت الحمام وبقيت دقائق وبعدها خرجت متسللة واخفت نفسها بركن مظلم قرب الباب الخارجي ولما رأت القفل الكبير قطبت جبينها .... بالتأكيد لا تستطيع الهروب من الباب لكن عليها النفاذ من أي فتحة توصلها الى الشارع ولو وصلت الى الشارع سينتهي كل شيء....... فقط تخرج. سارت قرب النوافذ تتحسس بيدها الأشياء وفتحت احد الشبابيك برفق واغلقته عندما لم تجد به ما يساعدها وفتحت الاخر والأخر وأخيرا تذكرت الحمام اللعين! تذكرت انه يحتوي على نافذة مستطيلة ربما برشاقة جسدها المصقول تستطيع ان تنفذ منها؟ وبينما هي تسير بالاتجاه وقلبها تتزايد خفقاته ابطأت وتعثرت عندما سمعت انين منبعث من احدى الأماكن! ارادت ان تتجاهل الامر وتمضي لكنها كلما اقتربت اقترب الصوت اكثر.. اتجهت الى الحمام مسرعة وقبل ان تفتح بابه التفتت وشعرت بتعرق جسدها رغم برودة المكان! وجدت نفسها تسير باتجاه الصوت رغما عنها يجب ان ترى ماذا يحدث؟ ربما يكون أحدا بحاجة الى مساعدة؟ ربما تكون سبب بخلاص احدهم من اذى محدق باب صغير ضيق يفصلها عن مصدر الانين لا تنكر خوفها وارتجاف ساقيها لكن ما بداخلها يمنعها ان تتجاهل انسان يطلب العون. التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 14-12-18 الساعة 10:49 PM | ||||||
14-12-18, 11:15 PM | #142 | ||||
مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر
| عالم مخيف ذاك الذي رماها فيه سليم وما ينتظرها سواء ظلت هناك أو حاولت الهرب منهم لن يكون بتلك السهولة أبدا و قد رأت مثال ومصير من حاولت ذلك .. من هذا الشخص اللي يصدر منه ذاك الأنين فتاة أخرى من ضحاياهم أو ممكن يكون سليم لأنه أخفى أمر نسرين وكذب على غسان يوم سأله وما كان ناوي يخبرهم عنها فأكيد سينال عقاب منهم ولن يفوتوا له الأمر هكذا ببساطة .. وهذا سبب إختفاؤه ..ممكن ..؟ سلمــت يمينـــ? بانتظـــااار القــــااادم .. | ||||
14-12-18, 11:27 PM | #143 | ||||
| بداية محزنه ومخيفه وتوالي الاحداث يزيد من الخوف والوحشه كم اتمنى ان تقرأ جميع الفتيات هذه الرواية لتعلمكل. احده ان نار اهلها وجحيهم ولا جنة الغرباء وانها مادامت مصانه في بيت اهلها اشرف لها لو خرجت الشارع وعاملوها ملكه فمابال يصبح مصيرها كمصير نسرين اتوقع سليم لم يتخلى عنها بارادته. غم انه كان حقير عندما احضرها لهذا المكان بانتظار الاحداث مع حبي | ||||
15-12-18, 12:09 AM | #144 | ||||
مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 4 والزوار 7) أميرة الوفاء, bobosty2005, انجوانا | ||||
15-12-18, 12:41 AM | #146 | ||||
نجم روايتي
| ما أقسى الليل واوحشه واعجبه! ظلمته تغطي وتستر عيوب وشر وآثام الكثير من المجرمين والجلادين ويداري عليهم ويطمعهم بالأمان ليزدادوا بغيا وتجبر ومن ناحية أخرى يكون ملجأ وانيس للمظلومين تحلو له اهاتهم وزفراتهم ويمنيهم بآمال . | ||||
15-12-18, 12:46 AM | #150 | ||||
نجم روايتي
| وإنها مجرد سلعة تم بيعها من اجل الحصول على ثمن زهيد لكن كل ذلك كفته ارتفعت اليوم مقابل ما رأته عينيها ولمسته وتذوقت علقمه لقد افاقت على واقع أبشع بكثير واقع فظيع تعدى وصف القسوة والوحشية | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|