آخر 10 مشاركات
جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-18, 10:14 PM   #1

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
Rewitysmile16 حصاد الثأر *مميزة *









حصاد الثأر




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قارئتي العزيزة .. إن كنتي من محبين الروايات الوردية و انتصار الحب في نهاية الحكاية بالرغم من الصعاب و المآسي التي يمر بها أبطال الحكاية.. فنصيحتي ألا تقتربي من هذه القصة.. قصتي واقعية لأبعد حد.. للحد أنها حدثت بالفعل و بتفاصيلها فإن قررتي عزيزتي القارئة أن تغامري و تقرأيها فحضري نفسك لمواجهة قاسية مع الواقع.

( مستوحاة عن قصة واقعية )

الجزء الأول:

تحت شمس الظهيرة الحارقة و القيظ قد اشتدت لسعاته.. ارتكزت بيدها على المنجل و رفعت رأسها للأعلى تناظر الشمس و لسان حالها يقول ( أما آن لك أن تغربي بعد ) تنهدت بسأم و تعب لتعود لعملها ضاربةً القمح بالمنجل حاصدةً إياه كحال كل يوم من أيام الحصاد.
توارت الشمس عن صفحة السماء لتهم بالرحيل و من معها من أهلها قبل أن تخرج الأفاعي من جحورها فأراضي القمح في هذا الوقت من السنة مرتعها و الليل سلواها، تلكأت و هي توضب حاجياتها ليسبقها الجمع فتتخلف عنهم بقليل.. حملت حاجياتها و حثت خطاها خلف أهلها ليقطع طريقها
( مراد ) :
- ألن يحنو قلبك يا فاطمة؟ قلتها لك ألف مرة أحبك.. أحبك يا فاطمة.
ناظرت أهلها يبتعدون عن مرمى بصرها قبل أن تشيح بوجهها عنه و تتنهد بقهر لتقول بغصة تسكن جوفها:
- و ما نفعي بحبك إن لم يعنك على الوقوف بوجه أهلك مصراً على الزواج بي بدلاً من إذعانك لرغبتهم بتزويجك ابنة عمك المبجلة.
- ليس لنا سوى الهرب حبيبتي.. سنهرب سوية و نتزوج و نبني حياة وردية معاً.
جحظت عيناها بصدمة لتصيح باعتراض:
- تريدني أن أنكس رأس أهلي في التراب.. لا لن يكون هذا يا مراد لست أنا من تفعل هذه الفعلة المشينة.
اقترب منها حد الخطر لتلفح أنفاسه بشرة وجهها فتعيث في روحها هياجاً و يقول بهمس مترجي:
- لما لا حبيبتي.. أنا مستعد أن أضحي بعائلتي و بيتي و نصيبي في مال أبي من أجلك.. فلما لا تقابلين تضحيتي بمثلها.
شردت عيناها تعقل كلماته أو بالأحرى وسوساته.. لتتنهد بقلة حيلة و تومئ موافقةً بغباء أنثى سرق العشق عقلها و بعثر كرامتها.

في ظلمة الليل كانت تهيم على وجهها تبتغيه.. بحثت عنه في المكان المتفق للقاء عند الشجرة التي شهدت لقاءاتهم العدًة و لم تجده.. كادت أن تصرخ لاعنةً غباءها و قلبها العاق قبل أن يأتيها صوته المحبب:
- أنا هنا يا فاطمة قد أتيت.. هيا بنا لحياة جديدة.
أمسك بيدها يقتادها نحو مصير مجهول معتم كليلهم الذي استتروا به.. لا خوف من الله يردعهم و لا تقاليد تقيدهم فقط صوت القلب الخدَاع الذي يهمس لهم بالمضي في خطيئتهم.

شهران قد مرَا و هما يفران من مكان لمكان.. الأهل لم يتوانوا عن البحث.. لم يستطيعا الزواج كون القانون يمنع زواج البكر دون ولي أمرها.. لم يقربها و بالتالي ملَ و ضجر.. ذبل الحب و تصدعت مرآة الحياة الوردية ليتكشَف السواد من خلفها فيتسلل من شقوقها اللوم و الخوف و الكسر.. في النهاية أتت كلماته القاصمة القاتلة:
- ليس بإمكاننا أن نستمر بالهرب و قد نفذ مالي و ضاقت روحي.. عودي لأهلك يا فاطمة فالقدر قد عاندنا.
بأنفاس متهدجة بوجل و دموع قد اخضلَت بها وجنتيها صاحت مهتاجة:
- ماذا تقول.. تريدني أن أذهب لموتي بقدماي.. أنت وعدت أن تكون السند أن تكون الحماية!!
دارت حول نفسها و هي تمسك رأسها بكفيها و هي لا تصدق السموم التي نفثها لتتابع كمن مسه ضرب من الجنون و عيناها تناجيانه الرحمة:
- ألم تقل أن أحضانك ستكون الوطن.. ألم تعدني أن تكن عيناك السكن قد سلمتك قلبي و روحي أمانة يا مراد أفهكذا تصان الأمانة؟!!
حادت عيناه بعيداً عن نظراتها اللوامة ليقول بقسوة و إنهاك:
- لم تأتي الرياح بما نشتهيه.. فعذرا، لا تخافي أهلك.. لن يمسسك منهم سوى بعض السوء لكن لن يصل الأمر لقتلك.
و ها هي تقف أمام باب بيت أهلها منكسرة مقهورة و ذليلة، أنثى ابتاعت أكذوبة إسمها العشق و الثمن كان الأهل.. الكرامة.. و السمعة الطيبة التي ذهبت مع الريح، طرقت الباب لتدخل نحو حتفها تتوسل صك الغفران.. ترتجي الرحمة لكن بعد ماذا؟ بعد أن جفت الأقلام و أغلقت الصحف فلا صك غفران يخط و لا رحمة تنزل بها.. بل قصاص الشرف المهدور حتى لو لم تمس حرمة الجسد فالشرف قد تلطخ على ألسنة البشر و هذا أكثر من كافٍ، و في الصباح كانت دماؤها تسيل على عتبة باب المنزل الذي التجأت إليه بعدما ارتحلت عن عشق كاذب ظنته الحياة.






الجزء الثاني: ( واقعية بالتفاصيل )
يتطلع من النافذة متنهداً براحة و سكون .. العلقم الذي تجرعه لأربعين سنةٍ عجاف قد أزف زواله فلم يتبقى إلا القلة القليلة في قعر الكأس.. سيتجرعها هذه المرة و هو مبتسم لأنه يعلم أنه ما أن ينتهي منها سيتحول طعم المرار لطعم النشوة و الانتصار.

اليوم سيصل إبنه من الولايات المتحدة الامريكية ظافراً بشهادة الهندسة المعمارية من أرقى الجامعات في العالم.. تعب كثيرا ليصل إبنه لهذه المرحلة، تابعه منذ صغره.. زرع أمله فيه كما زرع فيه هدفه الأوحد في حياته و أسقاه أفكاره و كلماته و سواده.. و انتظر و صبر ليشب و يكبر زرعه ليغدو رجلا صلف يشد به الظهر ليصلوا سويا لخط النهاية.. تلك النهاية التي ستخط بأناملهم الحمراء.

ارتدى عبائته و اتجه من فوره نحو مطار الملكة علياء الدولي برفقة إبنه البكر ليستقبل ليث إبنه الأصغر و آخر أمل تبقى له ليحصد ثأره قبل أن تواتيه المنية.. بعد برهة من وصولهم بالقرب من بوابة "القادمون" طالعهم وجه ليث من بين وجوه الوافدين ليتقدم نحوهم ما أن لمحهم و الابتسامة الظافرة تزين محياه، احتضن ليث والده بعناق شديد يعبر عن مدى شوقهم ليبعده عبدالكريم مشبعاً عينيه بالنظر لوجه الأحب إلى قلبه و يقول:
- الحمد لله على سلامتك يا ولدي قد عدت لنا سالما غانما فالله الحمد و الشكر.
- سلمت يا والدي هذا بفضل دعائك لي و رضاك عني.
ربت عبدالكريم على كتف إبنه و هو يقول بفخر:
- لطالما كنت راضيا عنك يا ولدي.. فلنذهب للمنزل حيث والدتك قد أعدت من أصناف الطعام ما تشتهي.
عانق ليث أخيه الأكبر صهيب و تبادلا عبارات الترحيب و الاشتياق قبل أن يتجه الثلاثة نحو السيارة التي ستقلهم نحو منزلهم و القابع في شمال المملكة الأردنية الهاشمية.

في المساء اجتمع عبدالكريم و ولده ليث في جلسة مغلقة.. تجرع عبدالكريم كوب الشاي ببطء و هو يمعن النظر بولده يحاول أن يجد ما يؤكد له أنه ما زال على العهد القديم.. لاحظ ليث نظرات والده المتعمقة ليستشف بما يفكر والده.. هو موضوع واحد كان الشغل الشاغل لوالده طوال الأربعين سنة الماضية.. ابتسم بزاوية فمه مستهزئاً و قد قرر أن ليس من التعقل أن يناور.. ليس هناك أفضل من الهجوم المباشر:
- أما زلت تفكر في ذاك الأمر يا أبي أم أن الزمن قد طمر الأحقاد و محاها؟؟
احتدت عينا عبدالكريم بشكل مرعب ليهدر بصوت يقطر بالسم:
- لم و لن أحيد عن ثأري.. نحن أصحاب حق و للديْن سنكون طلَابين.. لكن السؤال الواجب هنا هل نسيت أنت عهدك لي؟؟ قد رعيتك منذ نعومة أظافرك.. أعطيتك كل ما تبتغي و تشتهي و شددت عضدك لتصبح من أفضل رجال العائلة.. فهل ستكون مكافئتي يااا مسند ظهري أن تتخلى عني بآخر الطريق؟ و اللقمة قد دنت من الشفاه؟!!! أجب
( صاح بها بانفعال ).
تنهد ليث و هو يمسح وجهه بكفه.. قد أيقن أن والده لن يتنازل و لن يغفر و كما قال هو مدين لوالده بالكثير.. لطالما ميزه عن بقية إخوته.. أعطاه ما لم يعطهم و الحجة أن ليث هو من سيأتي بالثأر.. طرق الأرض بمقدمة حذائه برتابة و عيناه مسلطتان على الفراغ أمامه.. أطبق على شفتيه قهراً ليقول باستسلام:
- أنا طوع بنانك يا والدي و الوعد دين و أنا بإذن الله مُوفٍ له.
سحب عبدالكريم زفيرا عميقا ليطلقه على مهل و قد اطمئن باله و لم يتبقى الآن إلا الخطوة الأخيرة.

مرَ أسبوع على تلك الجلسة و لم يستجد شيء على العائلة إذ التهى أفرادها باستقبال المهنئين بعودة إبنهم سالما ظافراً، و في يوم الجمعة و العائلة مجتمعة على الغداء رفع عبدالكريم أنظاره يطالع عائلته من حوله كما الرعية و هو حاكمها.. توجهت أنظاره نحو زوجته علياء ( أم صهيب ) ليقول لها بتقرير:
- أم صهيب.. أحيطك علماً أني قد نويت الخطبة لآخر العنقود ليث إذ و الحمدلله هو لا ينقصه شيء الآن و الوظيفة بإذن الله مؤمنة و تنتظر حضوره الأسبوع القادم.
تهللت أسارير أم صهيب و هي تؤمِن على قول زوجها:
- معك حق يا أبا صهيب.. فعلاً هو بحاجة أن يستقر بعد الغربة التي عاشها و ليس هناك أفضل من زوجة صالحة جميلة تسعده و تهدأ باله.
ابتسم عبدالكريم ابتسامة واسعة بينما ابتسامة ليث كانت مريرة ليتابع عبدالكريم الحوار:
- قد رشَح لي أحد وجهاء العشيرة إبنةً لأحد دكاترة الجامعة حيث شكر بأصلهم و أخلاقهم و دينهم و حسب قوله أن الفتاة لا ينقصها من الأدب و الجمال و الدين شيء.. غير ذلك فأباها كما قلت ذو منصب و سمعة طيبة... سأجلب لك رقم هاتف منزلهم لتتواصلي مع والدة الفتاة و تحددي موعد و تذهبوا لمقابلتهم مبدئياً.
أجابته أم صهيب بحماس واضح على نبرتها:
- بإذن الله و إن كان فيها خير له فليجعلها الله من نصيبه.
أومأ عبدالكريم برأسه و قد شرع باستكمال تناول طعامه بينما كان صهيب يراقب الوضع بامتعاض غير مرحِب.. قلبه يسكنه الشك، حادت نظراته نحو ليث الذي يبدو أن الأمر لا يعنيه بالنهاية هو كبقية إخوته سيتزوج حسب رغبة والده.

تم التواصل بين والدة ليث و والدة الفتاة المنشودة ليتم الاتفاق أن تتضمن الزيارة الأولى وجود العريس كي لا يكون هناك مماطلة بالموضوع.. و جاء اليوم المنشود ليتأنق ليث لأقصى درجة من بدلة رسمية سوداء.. ربطة خمرية و حذاء أسود و قد أغدق على نفسه من أجود أنواع العطور العالمية.. يريد أن يترك إنطباعاً أولياً مبهراً فهو امتحان عليه أن يتفوق به و لم يكن هو ممن يقبل بالرفض أو الفشل.

جلس إلى جانب والدته في غرفة الاستقبال المخصصة للضيوف و هو يجوب المكان بأنظاره.. ذوق رفيع و مترف و كل شيء فيه يدل على منزلة العائلة الرفيعة.. تنحنح صاحب البيت الدكتور نايف ليجذب انتباهه ليتبادل الإثنان أحاديث تنوعت بين الجدية الحياتية و السياسية.. أراد الدكتور نايف أن يشكل انطباعاً مبدئيا عن شخصية العريس المفترض إذ أن المعلومات التي وردته كانت مبشِرة و بشدة و لم يبخل ليث عليه بالمعلومات التي تدعم موقفه كعريس ذو شأنٍ عظيم.

هدأت الثرثرة فجأة لتتجه الأنظار جمعاء نحو الفتاة المقبلة عليهم تحمل صينية صُفَت عليها أكواب العصير المزخرفة.. قدمت بالبداية لوالدة العريس المزعوم و التي ما أن دققت النظر بها حتى اتسع مبسمها و هي تردد ( ما شاء الله ) من آية الجمال التي أطلت عليهم.. تحركت نحو ليث الذي أخذ كوب العصير و عيناه تجوبان ملامح وجهها.. وجهها محمر بالكلية من شدة الخجل.. شكرها بأدب ليقدم العصير الذي تناوله لوالدها من منطلق التهذيب رافضاً أن يتضيف قبله.

جلست دعاء إلى جانب والدتها تسرق نظرة كل حين إليه.. كم هو وسيم و ذو هيئة جذابة.. من حديثه يبدو أنه شخص رزين واعٍ و متفتح.. و بينما كانت الأفكار تتسارع بعقلها لم تشعر بنفسها و قد أطالت نظرتها هذه المرة ليضبطها هو بالجرم فتشتعل وجنتاها حياءاً فيبتسم لها ابتسامة متكلفة سرعان ما محاها و هو يعود بانتباهه نحو والدها ليتمما أحاديثهما العامة.

مرَ يومان على تلك الجلسة لتحادث أم صهيب والدة دعاء مصرحةً برغبة إبنها بالارتباط بابنتهم ربة الصون و العفاف.. لتتهلل أسارير أم دعاء و تغزو الفرحة قلبها و هي تعلنها صراحة لوالدة ليث أن الموافقة بإذن الله محسومة إذ أن إبنهم به كل الصفات الفاضلة لكن من حق العروس أن تتأنى باتخاذ القرار و تستخير ربها علَه يرشدها سواء السبيل.

كل هذا كان يجري و عبدالكريم يراقب من بعد دون حراك و دون تدخل.. استشف أن الأمور تسري بيسر و الآن التواصل هو نسائي بحت بين الوالدتين و حين تأتي الموافقة سيأتي دوره، أما عن ليث فقد تسلم وظيفته المرموقة نوعاً ما و شرع بتجهيز ديكورات شقته التي ابتاعها والده له لتليق بالعروس المنتظرة و كأنه ضامن لموافقتهم على شخصه.

استنكفت دعاء في اليومين التاليين تستخير ربها صبحاً و مساءاً و كلما أحست بانقباض قلبها و طعم مرير يسكن جوفها تعيد الاستخارة.. لم تقتنع أن الاختناق الذي تشعر به يعود للاستخارة فما الخطأ في هذا الشاب؟!.. وسيم و من عائلة معروفة.. لديه وظيفة مرموقة و شقة جاهزة و فوق هذا قد تخرج من الولايات المتحدة.. هو حقاً مثلما قالت والدتها عريس لن يتكرر، نفضت عن نفسها تلك الوساوس (من منظورها) و أعطت ردها النهائي:
- موافقة.
و بهذه الكلمة خطَت دعاء الكلمة الحاسمة في الصفحة قبل الأخيرة لرواية طويلة عنوانها القهر كتبت على مدى أربعين سنة.

انقضت الأيام التالية ليذهب عبدالكريم برفقة أبنائه لمنزل الدكتور نايف للاتفاق على مطالبهم حيث لبى عبدالكريم و ليث مطالب العروس و أهلها دون أي نقاش أو جدل و كان من الواضح أن العريس شديد التمسك بعروسه حتى أنه زاد على المهر المطلوب معللاً أن قدرها أعلى من ذلك.. كان الدكتور نايف فرحا مثلج الصدر من أنسبائه المستقبليين و قد أيقن أنهم سيكرمون ابنته ما أن تصبح تحت جناحهم خاصة و أنه قد اكتشف أن كلا العائلتين يعود أصلهما لنفس البلدة ( القرية ) و صيت هذه العائلة عالٍ.. لتلفه و أهل بيته غشاوة الفرح و قد غرَهم الرونق الخدَاع و خانتهم الفراسة ليُعقد الاتفاق و تُحدد أيام الفرح.
شرعت العروس تتجهز لحفل خطبتها و الجاهة التي ستتم لطلبتها ( الجاهة هي وفد من رجال أهل العريس يترأسهم الأعلى قدراً ليقوم بطلب يد العروس – بعد إسناد فنجان القهوة السادة دون شربه _ من وفد مماثل في الوزن لأهل العروس ليرد الأعلى قدراً من أهل العروس بالموافقة – إشرب القهوة و ابشروا بما أتيتم إليه بعد أن يتم استبدال فنجان القهوة بفنجان آخر كون الأول خفتت سخونته - و عادةً تتم هذه المراسم ضمن صيوان أو مضافة لأهل العروس حيث يقوم كل من يترأس الوفد بذكر الله بدايةً و من ثم ذكر محاسن العريس و العروس قبل الطلب)، كان منزل الدكتور نايف كخلية نحل و التجهيزات لحفل الخطبة على قدم و ساق و لم يتوانى ليث عن عرض المساعدة التي استقبلوها برحابة صدر.
أتى اليوم المنشود لتتزين العروس بأبهى زينتها ممنيةً نفسها بخطف أنظار العريس و أهله.. لتبدأ حفلة النساء المنفصلة و مراسيم الجاهة ( الطلبة ) لدى الرجال لتنتهي بالزغاريد التي تعلن فرحاً أن العقد قد تم و هي أصبحت زوجةً له.

يقال في القصص الخرافية أن الساحرة العجوز قد أهدت الأميرة تفاحةً مسمومة لتأخذها الأخيرة بحسن نية و بأعينٍ تبرق لمرأى تلك التفاحة اللامعة التي تعدْ بشهي الطعم.. لتأتي من بعدها السقطة، لكن ماذا إن كان الأمير الوسيم هو من قدم التفاحة المسمومة للأميرة؟! بالطبع هذا غير وارد في قصص العشق الأسطورية لكن الواقع يؤكد.. أنه نادراً ما تأتي نهايات سعيدة و أن الأمير هو من سيدفع الأميرة نحو الهاوية السحيقة دون أن يرف له جفن ليجهض الحب و يمزق الروح لتصبح وقتها التفاحة المسمومة من يد الساحرة العجوز أضعف البلاء.

على مدى شهرين كانت تطير فوق السحاب فعريسها لم يبخل عليها بشيء كان مادياً أم عاطفياً.. يقطر الشهد من شفتيه حين يغازلها.. منزلها الذي امتلئ بوروده و حجرتها التي تناثرت بها هداياه تشهد له و ترفع راية العشق الصادق.. فتجرعت كاسات الهوى التي كان يسكبها دون كلل و لا ملل ليتخم قلبها فلا ينبض إلا بإسمه.. أما العقل فقد دخل في سبات عميق بعد أن قضمت الأميرة تفاحة الفناء .

قالوا قد ضاع الحب في زمن الضياع.. و الكذب صار إبداع.. أُناس يحبون بصدق و آخرين بخداع.. و كم هو صعب أن تحب إنساناً يلبس قناع.
بالنهاية لا أحد يخدعنا بل نحن نخدع أنفسنا ( غوته )، إنه من السهل أن تعيش أكذوبة مهما كانت مشتتة و مبالغ بها ما دامت تلبي أهواءك.

تجلس في حجرة نومها تنتظر والدتها التي أقبلت تستدعيها كي تخرج لاستقبال عريسها الذي سيخرجها من منزل والدها كما هي العادات و أصوات الزفة تحيط بهم و الناس ترقص و تصفق من حولهم.. وصلوا لقاعة الزفاف لتصدح الموسيقى و تتزلزل القاعة بالرقصات و الزغاريد لتنتهي الساعتان الأكثر مثالية في حياتها و هو يقبل جبينها قبل أن يقتادها نحو سيارته التي ستقلهم نحو عش زوجيتهم.

انتهت خطواتها في منتصف الصالة في شقتهم لتفرك أصابعها بتوتر شديد و هي تناظره من طرف عينها يتجرع كأس ماء.. كأسين.. ثم يلتفت لها يتطلع إليها بتمعن شديد قبل أن يزفر أنفاسه بقوة و هو يحل ربطة عنقه و يلقيها على المقعد المجاور له.. أشار لها بسبابته بالجلوس فامتثلت و حمرة الخجل ما زالت تغزو صفحة وجهها بالكامل.. قابلها في جلستها و استند بمرفقيه على فخذيه و هو يسلط نظراته القاتمة نحوها فقد آن وقت نزع القناع و كشف المستور، ازداد وجيب قلبها و قد شابها بعضٌ من القلق و هي تختلس النظرات إليه لتراه ينظر لها بحده مخيفة.. ابتلعت ريقها بصعوبة لينفرج ما بين شفتيها تبتغي الحديث فيقاطعها قبل أن تنال فرصتها بحركة قاطعة من يده ليضع القدم فوق القدم و هو يقول بصوت يقطر حقداً:
- هل تعلمين ما هو أكثر شيء مميز بك؟ الشيء الذي جعلني أختارك دوناً عن جميع النساء؟؟
ازدانت وجنتيها بحمرة الخجل مرة أخرى و هي تهز رأسها بالنفي آملةً ان تسمع كلمات الغزل التي اعتادتها منه.. و كم كانت مضلَلة، ليتابع هو حديثه السُميْ:
- أنا سأخبرك.. السبب الذي جعلني أرتبط بك هو أنك ابنة الدكتور نايف الـ... صاحب أعلى مكانة و الأرقى نسباً في عشيرته.
رمشت بأهدابها لأكثر من مرة تحاول استيعاب كلماته.. ليس هذا ما توقعت أن يطرب سمعها.. لم يمنحها فرصة للرد بل أردف بتوضيح مجحف:
- هل تذكرين عمك الأكبر " مراد " و الذي توفاه الله منذ زمن؟
نظرت له بحيرة من استدعاء سيرة عمها الراحل في هذا التوقيت بالذات.. لكنها جارته في حديثه لتومئ له بـ "نعم"، فتابع:
- مراد سرق منا شيئاً ثميناً من أربعين سنة و اليوم قد حان وقت الحساب.. أليسوا يقولون أن الديْن يوَرث!! و للأسف انتي و والدك من سيدفعه إذ أنه و لسوء الحظ سلالة مراد كانت كلها ذكور.. لذا كان واجب علينا أن نوسع الدائرة لنختار أفضل مرشح لتكون ابنته هي من تسدد الدين و قد وقع الاختيار على والدك فخر عائلة الـ.. و الذي ستكون الضربة له موجعة لعائلتك أكثر من أي ضربة أخرى لغيره .. ( تابع و هو يصك أسنانه يتلفظ كلماته بغل لاسع ) منذ أن كنت طفلاً أصرَ والدي أن أرضع الحقد على عائلتكم.. و ما أن شب عودي استثمر وقته و ماله و فكره كله في شخصي كي أصبح الشاب الذي يفخر به و الذي ما أن يدق باب بيتكم لن يكون هناك ثغرة يُرفض لها.. أربعوووون سنة.. أربعون سنة كانت كافية لتنسوا ما اقترفتم بحقنا و تأمنوا جانبنا حتى أن والدك لم ينتبه لإسم عائلتنا أو ربما انتبه و أقصى الوساوس عن فكره ظاناً أن الزمن كفيل بدفن الأحقاد.. و كم كان غافلاً.

دموعها المختلطة بالكحل كانت تحفر أخاديداً على وجهها.. هي لا تعي شيء مما يتفوه به! ديْن ماذا و سرقة ماذا التي يتحدث عنها؟ هذا الوضع ليس بطبيعي البتة.. تشعر أن طامة كبرى ستسقط فوق رأسها لتقذف بها و أبيها لداخل هوة تشب بها النيران.. رُبط على لسانها فلا تستطيع الرد.. حتى الانين الخافت لم يجد سبيلا من بين شفتيها، لم يكترث لدموعها و لا لنظراتها المذعورة المستجدية بل أكمل بكل قسوة تجرعها على مدى سنين طوال:
- لن أتركك لتساؤلاتك بل سأجيب عليها جمعاء.. مراد قد غرَر بعمتي الكبرى و أقنعها أن تهرب معه ( خطيفة ) كي يتزوجا رغماً عن رغبة الأهل.. لكن القدر قد عاندهما فلم تكتمل خطتهما بعد الهروب.. و بالطبع عمك الشهم النبيل قذفها لبيت أهلها بعد فترة وجيزة بعد أن ملَ منها ليستقبلها خنجر جدي و هو يخترق ضلوع صدرها.
شهقة ملتاعة صدرت عن دعاء و قد غطت فمها بكفها تحاول كبحها دون جدوى.. جسدها بات يرتجف كورقة صفراء على شجرة بالية تعصف بها الرياح.. خرج منها تساؤل بكلمات متقطعة أجج سعير الغضب في صدره:
- و ما ذنبي انا و ما ذنب والدي؟؟ نحن لسنا ملزمون بحمل وزر عمي.
ضرب بكفه على الطاولة القابعة امامه بقوة لتنتفض في جلستها قبل أن يهدر بها صارخاً:
- بل لكم كل الذنب.. نفس الدم النجس يجري بعروقكم.. و كما قلت عليكم دين قديم و قد وجب السداد يا زوجتي العزيزة.
ليستقيم واقفاً و يقول بأمر مشيراً بسبابته:
- اخلعي ملابسك.
رفعت وجهها إليه بعد ان كان منكساً تطالعه بهلع.. ما الذي ينتويه بحقها؟؟! ما العقاب الذي سينزله بها؟؟ استشعر رفضها ليبتسم ابتسامة ساخرة بزاوية فمه.. و لم تعي على نفسها إلا و هو يقبض على كتفيها يرفعها مجبرأً إياها على النهوض و يمزق ثيابها.. أغلقت عيناها بقوة و كل مزعٍ كانت تسمعه يتمزع معه جزء من روحها.. لتنتفض على صوته الهائج آمراً:
- أنظري إلي.
أشار بسبابته إليها و هو يقول جملته الاخيرة.. الجملة التي سيسدل من بعدها الستار على مسرحية ثأر طال انتظار حصاده:
- أخبري والدك و رجال عائلتك أن الديْن قد سدد.. و العين بالعين و العِرضْ بالعِرضْ.

سحلها على الأرضية بعد أن تهالكت على البلاط متجهاً نحو باب الشقة.. توسلته.. ترجته.. استحلفته بالله و بكل عزيز و غال.. تخبره أنها الآن زوجته هو عِرضه هو، لكنه كان قد صم أذنيه عن كلماتها.. شهقاتها و صراخها، قذف بها لخارج الشقة لتكون آخر نظرة تنطبع في ذهنها له هي نظرة تقزز و تشفي و انتصار باغٍ.. ليصفق الباب في وجهها دون أدنى رحمة.
شرعت تموضع يداها على جسدها تحاول ان تغطيه .. أن تستره عن عيون الناس.. تلفتت حولها و قد أوشكت أن تبلل نفسها من شدة رعبها، انحنت بهامتها و يداها ما زالتا تغطيان مفاتنها و هي تنزل درجات السلم نحو أول شقة تصادفها فتطرق بابهم مرة.. مرتان ليفتح لها رجل بالعقد الثالث من عمره فتجحظ عيناه من هول ما رآه ليستدير عنها مستعيذا و مستغفرا قبل ان يصيح و هو يشيح بوجهه عنها:
- من أنت يا أمرأة و كيف تاتين لنا هكذا دون ستر؟!!
ازداد نحيبها و هي تجثو أرضاً لتقول بحرقة محاولةً أن تستجدي نخوته:
- استروني ستركم الله.. قد قذف بي زوجي خارج المنزل بهذا الشكل.. بهذا العري.. أرجوك أعطوني ثوباً أستر به جسدي ستركم اللــــــه.
خرج لفظ الجلالة الأخير من جوفها بصراخ.. باستنجاد.. تستجدي الله الرحمةَ فقد ظُلمت.. و تدعوه الستر بعد أن استبيحت، ارتاب الرجل في أمرها إذ لم يستوعب فداحة قولها.. كيف لرجل ان يستبيح عرضه و يلقي بزوجته عاريةً هكذا، مسح بباطن كفه على وجهه ذاكرا الله قبل أن ينادي على زوجته أن تأتي.. و التي ما ان اقتربت منه مستفهمة حتى شهقت و جحظت عيناها لتنهر زوجها و تأمره أن يلتزم غرفة استقبال الضيوف.. اقتربت الجارة من الفتاة الملكومة لترفع دعاء وجهها الكظيم إليها و هي تردد:
- استروني أتوسل إليكم.. أريد ثوباً أستر به جسدي.
لطمت الجارة على صدرها بارتياع من مشهد الانكسار المتجسد أمامها قبل أن تنحني لها تساعدها على النهوض و تدخلها بيتها ثم حجرة نومها.. ناولتها ثوبا من ثيابها لترتديه دعاء بسرعة.. و بعد ان تأكدت من ستر جسدها شهقت شهقة واسعة ظنت أن بها خروج الروح... تعثرت في خطواتها تبتغي الرحيل لتشكر المرأة و تهرول خارجة من شقتهم قاصدةً بيت أهلها.. السند و الملجأ.

هامت على وجهها في شوارع المدينة.. تحاوط جسدها بذراعيها و إحساس العري ما زال متمكناً منها.. هيئتها الباكية و نحيبها الخافت كان ملفتاً لكل من مرً بقربها.. أكثر من شخص استوقفها و عرض العون إن كانت بحاجته لتتجاهلهم جميعاً دون أي رد،
فقط تسير.. تسير نحو أبيها مسند ظهرها تنشد أحضانه علَه يخفيها عن العالم أجمع.

بقيت تحدق بباب منزلهم لدقائق.. لا تجرؤ على قرعه.. ماذا ستقول؟ كيف ستبرر عودتها بهذه الهيئة في ليلة زفافها!! ضاعت الكلمات و سقطت الحروف.. و الدموع هي خير ما ينطق و يشهد عندما يُعقد اللسان، استجمعت ما تبقى من قوتها لتطرق الباب ليأتيها صوت والدها طالبا التمهل مِن مَن في الباب ليفتحه أخيرا و يتسمر مكانه.. بعينين برزتا من محاجرها و أنفاس تأبى التحرر و دون أن يسأل قرأ الفاجعة بمقلتيها.. هناك مصيبة قد حلت عليهم و من هيئة ابنته يبدو أنها مصيبة قاصمة للظهر، اقتربت والدتها منهم لتفجع ما ان ترى ابنتها العروس على عتبة منزلهم لتلطم على خدها و هي تسأل بصراخ و حرقة:
- ما الأمر ماذا حدث؟؟ لما أنتي هنا تكلمي؟؟
سحبتها من يدها للداخل قبل أن تغلق الباب حاجبةً إياها عن أعين الجيران المتلصصة غافلين عن القابع مكانه دون حراك كالصنم.. لتمسك الأم ابنتها من ذراعيها تهزها و تستفهم.
صرخت و قصَت.. شهقت و سردت.. لطمت و شكت، و أخيرا ارتجتْ كلتاهما على صوت سقوط مدوي لتتحرك نظراتهم نحو الأرض حيث يقبع جسد الأب المهزوم.

جالسة على سريرها تحتضن قدميها و تتطلع للفراغ.. قد انقضى أسبوعان على تلك الليلة المشؤومة حين نقل والدها للمشفى بعد أن خذله قلبه إذ لم يحتمل وقع الفاجعة ليخرً صريعاً.. لم يمت ليلتها رغم أنه تمنى المنية، استفاق بعد يومين و لم يحدِث أحد فقط اكتفى بالصمت و الدموع.. كان صورة مثالية لتجسيد قهر الرجال و آه و ألف آه من قهر رجلٍ أتى نحره في شرفه.. أما هي فقد استكنفت في حجرتها.. تبكي و تدعو.. تكتفي بالقليل من الزاد بما يسند جسدها و الصلاة.. الصلاة ثم الصلاة تعلم أنه ليس لها من مغيثٌ الآن سوى ربها فالتجأت إليه، وجعها الأكبر هو أبيها و الأسف كل الأسف لما حلَ به.. لكن لا أسف على من خان العهد.. على من أهدته قلباً عامرا ليقذفه في وجهها نازفاً.. على من استبشرت به النقاء لتعي أنه يلُفها بالسواد، قد نال ثأره.. ناله عن جدارة.. فالناس لم ترحمها بل قالوا و قوَلوا.. تستمع لنحيب أمها من غرفتها و قد كُسر قلبها و لعن الناس تربيتها ابنتها.. ليتهم يعلمون ما كانوا حينها ليلومون.
طرقت والدتها باب حجرتها لتدلف و هي تحمل صينية صفت عليها بعض أطباق الطعام.. رفعت بصرها لوالدتها لتنطق لأول مرة بعد تلك الليلة بتساؤل:
- أين أبي؟
هربت الأم بعينيها بعيداً عن عيني ابنتها كي لا تقرأ ما فيهما.. لتضع دعاء يدها على ذراع والدتها و قد استبد بها الخوف و هي تكرر سؤالها:
- أين أبي يا أمي؟ أريد أن أطمئن عليه.
ابتلعت الأم ريقها بصعوبه و هي تكتم شهقاتها لتقول بسكينة زائفة:
- هو نائم الآن حبيبتي لا تقلقي هو بخير.
أومأت برأسها و هي تعتدل لتشرع بتناول بعض اللقيمات من طعامها و والدتها تناظرها بحسرة و حرقة.. ترى كيف سيكون رد فعلها عندما تعلم أن أباها قد فقد عقله .. منذ ثلاثة أيام و هم يستفيقون ليجدوا انه مفقود.. فيبحثوا عنه في الشوارع فيجدوه يمشي بالشوارع يكلم نفسه تارة و المارَة تارة أخرى يشكي و يبكي.. ينعى الشرف المهدور على ألسنة الناس و يدعوا الله على من اقتص منه و ابنته دون وجه حق.. يردد أن حوكمت بذنبٍ ما كان لي و الثأر أعمى و القصاص واجبٌ جائرُ.

في النهاية و حسب قوانين الدنيا ليث هو من انتصر و قهر.. هو من حصد الثأر ليرفع رأس اهله عالياً، أما نايف فقد حصد الثأر سمعة عائلته و عقله لتبقى دعاء الذي تركها الحصاد بقايا من حطام أنثى.

* كلمة للكاتبة:
بسم الله و بحمده تتم النعم..
قد نوهت سابقاً أن أحداث القصة حقيقية و أنا الآن سأفصل الأمر كي لا يختلط عليكم، فإن أحداث الجزء الثاني من القصة واقعية و قد حدثت في محافظتي منذ قرابة العشر سنين.. أما الجزء الأول فهو اجتهاد شخصي إذ أني سألت و حاولت التقصي عن سبب الثأر الذي يسبق أحداث الانتقام بأربعين عاماً إلا أني لم أجد ما يروي ظمأ تساؤلاتي و القصة الأصلية قد مر عليها قرابة النصف قرن من الآن.. فمن كان كهلاً حينها قد واتته المنية منذ زمن و من كان شابَاً قد انطوت ذكراياته في خزائن النسيان فلا أحد يتذكر و لا أحد يعرف ،
كما أعلم ان الأغلب كان يتمنى أن تنتهي القصة على غير منتهى لكني لم أرغب بالتحريف و الإضافة بل أردت تجسيد الواقع و عكسه كمرآة للحياة في كلمات من أفكاري، و بالنهاية أرجو الله أن تكون القصة قد لمست شيئاً من قلبكم.
دمتم سالمين.

وفاء حمدان
زهر البيلسان

النهاية





التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-10-19 الساعة 01:57 PM
وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 05:17 PM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل والياسمين... قصة رائع تسلم الانامل عليها...

بما ان القصة حقيقية ف العتب كل العتب على اهل الفتاة لأنهم عاصروا تلك الأيام ومستحيل تنسى قصة مثل هذه القصة ف لو كان مراد جد اكبر نقولوا ان مرور الزمن طمس القصة ونساها الناس لكن مراد كان الاخ الشقيق ل نايف واكيد نايف يعلم القصة واكيد يعلم ماذا حدث للفتاة التي فرت مع اخيه حتى وان كان خارج البلد للدراسة اكيد سمع القصة يوماً مستحيل لم يسمع ولو كان احتمال ضعيف لم يسمع بها بسبب السفر اكيد باقي الاخوة او الاخوات او ابناء العمومة يعلمون عنها اين كانوا ف الزواج كان ب طنة ورنة وجاهة كبيرة ف لماذا وافق الاهل لماذا الاب وافق ورمى ابنته تلك الرمية ليس مقنع ابداً انهم نسوا القصة او اعتقد ان لا ثأر ممكن يحدث لان المفترض ان عائلة الفتاة لا تأتي وتناسب من شوه سمعتهم وسمعة ابنتهم وكان السبب في موتها الا من اجل الثأر او انهم سيأخذون الابنة كي يكيدوا اهلها بالمعاملة السيئة لابنتهم ممكن كما قال ليث تغافلوا وسبب التغافل كما اعتقد انه المال الوفير الذي يملكه عبدالكريم لان هذا فهمته من المهر ومن اغراق دعاء بالهدايا ومن عرض ليث مساعدتهم في الجاهة التي اعتقدها مساعدة مالية هذا فقط الذي استطاع عقلي تبريره لتصرف الاهل لان القصة في بلد لازال يلجأ لزواج الخطيفة وجرائم الشرف وهذا ما اقرأه في المجلات وما اسمعه على tv اي الاردن من البلدان التي لا زال بها جرائم الشرف، واكيد الجريمة التي في حق الفتاة لم تنسى ولم ينسى اسم العائلة ولا ان ابنهم كان السبب...

ليث اعتقد لانه تشرب الحقد وانتظار الانتقام اعماه عن قبول دعاء او الرأفة بها واكيد له يوم لان الدنيا دوارة هم من بدؤا الثأر اكيد سترد في بناتهم سواء من نفس عائلة دعاء او من غيرهم لان الله يعاقبهم في الدنيا كما سيعاقبهم في الآخرة لان فعلتهم فعلة شنيعة تلاعب بعرض فتاة وبل رفع الستر عن فتاة وتركها تخرج دون ملابس ( بصراحة فقدت التعبير للكتابة عن مافعله ليث) ...

دعاء اكيد ربنا رزقها او سيرزقها بمن تستحقه ويطبب الجرح الذي اصابها...

عبدالكريم ويلك من الله الان مرتاح ولكن في الآخرة ستجد العقاب، كان عليك الا تزر دعاء وزر عمها واختك التي بإرادتها اختارت الهروب مع مراد ولم تجبر بل هو كان افضل منكم 100 مرة حافظ عليها ولم يغويها مع انها كانت مباح له ولا رقيب عليهم يمنع حدوث علاقة بينهما لكنه حافظ عليها لانه من الممكن احبها لدرجة لم يرد ان يؤذيها في شرفها المهم مات من مات وفضحت الفتاة دون ذنب ارتكتبه وفات وقت الكلام...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 08:14 PM   #3

hanan11eg

? العضوٌ??? » 398005
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,117
?  نُقآطِيْ » hanan11eg is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hanan11eg غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 09:27 PM   #4

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الفل والياسمين... قصة رائع تسلم الانامل عليها...

بما ان القصة حقيقية ف العتب كل العتب على اهل الفتاة لأنهم عاصروا تلك الأيام ومستحيل تنسى قصة مثل هذه القصة ف لو كان مراد جد اكبر نقولوا ان مرور الزمن طمس القصة ونساها الناس لكن مراد كان الاخ الشقيق ل نايف واكيد نايف يعلم القصة واكيد يعلم ماذا حدث للفتاة التي فرت مع اخيه حتى وان كان خارج البلد للدراسة اكيد سمع القصة يوماً مستحيل لم يسمع ولو كان احتمال ضعيف لم يسمع بها بسبب السفر اكيد باقي الاخوة او الاخوات او ابناء العمومة يعلمون عنها اين كانوا ف الزواج كان ب طنة ورنة وجاهة كبيرة ف لماذا وافق الاهل لماذا الاب وافق ورمى ابنته تلك الرمية ليس مقنع ابداً انهم نسوا القصة او اعتقد ان لا ثأر ممكن يحدث لان المفترض ان عائلة الفتاة لا تأتي وتناسب من شوه سمعتهم وسمعة ابنتهم وكان السبب في موتها الا من اجل الثأر او انهم سيأخذون الابنة كي يكيدوا اهلها بالمعاملة السيئة لابنتهم ممكن كما قال ليث تغافلوا وسبب التغافل كما اعتقد انه المال الوفير الذي يملكه عبدالكريم لان هذا فهمته من المهر ومن اغراق دعاء بالهدايا ومن عرض ليث مساعدتهم في الجاهة التي اعتقدها مساعدة مالية هذا فقط الذي استطاع عقلي تبريره لتصرف الاهل لان القصة في بلد لازال يلجأ لزواج الخطيفة وجرائم الشرف وهذا ما اقرأه في المجلات وما اسمعه على tv اي الاردن من البلدان التي لا زال بها جرائم الشرف، واكيد الجريمة التي في حق الفتاة لم تنسى ولم ينسى اسم العائلة ولا ان ابنهم كان السبب...

ليث اعتقد لانه تشرب الحقد وانتظار الانتقام اعماه عن قبول دعاء او الرأفة بها واكيد له يوم لان الدنيا دوارة هم من بدؤا الثأر اكيد سترد في بناتهم سواء من نفس عائلة دعاء او من غيرهم لان الله يعاقبهم في الدنيا كما سيعاقبهم في الآخرة لان فعلتهم فعلة شنيعة تلاعب بعرض فتاة وبل رفع الستر عن فتاة وتركها تخرج دون ملابس ( بصراحة فقدت التعبير للكتابة عن مافعله ليث) ...

دعاء اكيد ربنا رزقها او سيرزقها بمن تستحقه ويطبب الجرح الذي اصابها...

عبدالكريم ويلك من الله الان مرتاح ولكن في الآخرة ستجد العقاب، كان عليك الا تزر دعاء وزر عمها واختك التي بإرادتها اختارت الهروب مع مراد ولم تجبر بل هو كان افضل منكم 100 مرة حافظ عليها ولم يغويها مع انها كانت مباح له ولا رقيب عليهم يمنع حدوث علاقة بينهما لكنه حافظ عليها لانه من الممكن احبها لدرجة لم يرد ان يؤذيها في شرفها المهم مات من مات وفضحت الفتاة دون ذنب ارتكتبه وفات وقت الكلام...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...
عزيزتي بالبداية شكرا لقراءة القصة و سعيدة أنها استطاعت أن تلمس شيئا في قلبك.. سأناقش باختصار موضوع موافقة الأهل.. فرق الوقت بين القصتين كان ما يقارب الأربعين سنة.. لن أقول أنهم نسوا لكنهم لم يتوقعوا أن تبقى الأحقاد بعد كل هذا الزمن.. طلب النسب الصريح هو كاف لفض أي فكرة عن نزاع أو حقد مدفون.. والد الفتاة فعلا كان يعلم لكنه كما قلت لم يتوقع أن الأحقاد القديمة ما زالت موجودة.. و غير هذا مثلما قلتي تم تجهيز البطل " ليث " من صغره كي لا يكون هناك أي سبب لرفضه و أي وساوس كانت بداخل عقل والد الفتاة اضمحلت من اسلوب الشاب و أبيه اللذان أبديا ودا و ترحيبا شديدا بالنسب.. تلك هي الغفلة عزيزتي.. أود الإضافة أن الأب أصبح بعدها أفضل الحمدلله لكن توفاه الله من أربع سنوات و هو يخطو خارج المسجد من صلاة العصر بعد أن صدمته سيارة.. أما الفتاة صدقا لا علم لي ما حل بها بعد هذا


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 09:29 PM   #5

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanan11eg مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكرا لك عزيزتي.. سعيدة انها نالت اعجابك


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 09:33 PM   #6

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهر_بيلسان مشاهدة المشاركة
عزيزتي بالبداية شكرا لقراءة القصة و سعيدة أنها استطاعت أن تلمس شيئا في قلبك.. سأناقش باختصار موضوع موافقة الأهل.. فرق الوقت بين القصتين كان ما يقارب الأربعين سنة.. لن أقول أنهم نسوا لكنهم لم يتوقعوا أن تبقى الأحقاد بعد كل هذا الزمن.. طلب النسب الصريح هو كاف لفض أي فكرة عن نزاع أو حقد مدفون.. والد الفتاة فعلا كان يعلم لكنه كما قلت لم يتوقع أن الأحقاد القديمة ما زالت موجودة.. و غير هذا مثلما قلتي تم تجهيز البطل " ليث " من صغره كي لا يكون هناك أي سبب لرفضه و أي وساوس كانت بداخل عقل والد الفتاة اضمحلت من اسلوب الشاب و أبيه اللذان أبديا ودا و ترحيبا شديدا بالنسب.. تلك هي الغفلة عزيزتي.. أود الإضافة أن الأب أصبح بعدها أفضل الحمدلله لكن توفاه الله من أربع سنوات و هو يخطو خارج المسجد من صلاة العصر بعد أن صدمته سيارة.. أما الفتاة صدقا لا علم لي ما حل بها بعد هذا
أيضا أريد التأكيد أن الجزء الأول هو ليس حقيقي.. هو اجتهاد شخصي كما نوهت بنهاية القصة لإني لم أعلم بالضبط ما حصل بالتفاصيل للقصة التي أشعلت الثأر كونها حدثت من خمسون سنة و لم أجد أحدا يتذكر التفاصيل.. فقط خطوط عريضة


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 12:06 AM   #7

القاتلة المجهولة

مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية القاتلة المجهولة

? العضوٌ??? » 389996
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 691
?  نُقآطِيْ » القاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond reputeالقاتلة المجهولة has a reputation beyond repute
افتراضي

قالوا قد ضاع الحب في زمن الضياع.. و الكذب صار إبداع.. أُناس يحبون بصدق و آخرين بخداع.. و كم هو صعب أن تحب إنساناً يلبس قناع.

بالنهاية لا أحد يخدعنا بل نحن نخدع أنفسنا ( غوته )،

إنه من السهل أن تعيش أكذوبة مهما كانت مشتتة و مبالغ بها ما دامت تلبي أهواءك



يقال في القصص الخرافية أن الساحرة العجوز قد أهدت الأميرة تفاحةً مسمومة لتأخذها الأخيرة بحسن نية و بأعينٍ تبرق لمرأى تلك التفاحة اللامعة التي تعدْ بشهي الطعم.. لتأتي من بعدها السقطة، لكن ماذا إن كان الأمير الوسيم هو من قدم التفاحة المسمومة للأميرة؟! بالطبع هذا غير وارد في قصص العشق الأسطورية لكن الواقع يؤكد.. أنه نادراً ما تأتي نهايات سعيدة و أن الأمير هو من سيدفع الأميرة نحو الهاوية السحيقة دون أن يرف له جفن ليجهض الحب و يمزق الروح لتصبح وقتها التفاحة المسمومة من يد الساحرة العجوز أضعف البلاء.



هذه القصة مثيررة بحق ، تسحب شيئا من الأنفاس ،و تشمل عددا من الجوانب التي يمكن لنا أن نتناولها ، و تحتم الصمت أبضا .

شئ واحدُ أعلق عليه ، وهو أن المرء لا يمكن له أن يأخد الثأر بنفسه بعدل ،لا بد أن يظلم ، فالعدل والثأر لا يجتمعان معاً ، لأن البغي والظلم والعدوان من طبيعة البشر .

فأن تثأر يعني أن تظلم نفسك والطرف المقابل وأن تجر الأبرياء، إلى دائرتك السوداء .

وماذا ¡¡ في ذالك ؟ّ¡ الشر أسهل من الخير بالطبع ، ولكنّ أتسائل هل هذا ؟¡وما قد يحدث لنا عذر كاف لنقترف ما نقترفه ؟¡¡ ، بالطبع لا ، ولكن هي نفوسنا الضعيفة ، ( وإلى الله المشتكى )


* اختياركِ موفق يا زهرة، قصتكِ أعجبتني بحق وكذالك ، أسلوبكِ ، بسيط وجميل .

فقط شئ بسيط أحب أنوه عليه :

ألا وهو أن تكوني أكثر موضعية في تناول شخصيات قصتك ،فمن الأفضل لك أن تنأي بنفسك بعيدا عن الأحداث والتدخل في الحكم على الشخصيات ، وتتركي هذا الدور للقارئ فهو أبقى وأفضل .

قلت مثلا عن فاطمة (( لتتنهد بقلة حيلة و تومئ موافقةً بغباء أنثى سرق العشق عقلها و بعثر كرامتها.))


فانت هنا تطلقين حكماً وتكشفين عن ما سيحدثث بعدا ، وهذا ما قد يثير نفور القارئ ، لأن القارئ إنسان فضولي يحب إستكشاف المجهول وله نظرته ، وأنت بهذا تفسدين عليه متعته وبالتالي تجاوبة وتفاعله مع القصة.

شئ آخر وهو أن قصتك تفتقر تماما لعنصر المفاجأة ، والمفاجأة عنصر مهم سواء في الشعر أوالقصة فهي أبلغ وأبقى في نفس القارئ وأشحذ للذهن من السرد العادي واضح المعالم . لذالك من الأفضل أن توهمي القارئ ثم تفاجئيه وأن تتخيري مقدمة جيدة تجذب و تقدم صورة ما .




القاتلة المجهولة غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله سبحانگ إني گنت من الظالمين .

لاإله إلا اللّٰه وخده لا شريگ له له الملك وله الحمد يحيي و ويميت وهو على گل شئ قدير .

اللهم إنگ عفو تحب العفو فاعفو عني .
رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 08:35 PM   #8

وفاء حمدان

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 435933
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 361
?  نُقآطِيْ » وفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond reputeوفاء حمدان has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القاتلة المجهولة مشاهدة المشاركة
قالوا قد ضاع الحب في زمن الضياع.. و الكذب صار إبداع.. أُناس يحبون بصدق و آخرين بخداع.. و كم هو صعب أن تحب إنساناً يلبس قناع.

بالنهاية لا أحد يخدعنا بل نحن نخدع أنفسنا ( غوته )،

إنه من السهل أن تعيش أكذوبة مهما كانت مشتتة و مبالغ بها ما دامت تلبي أهواءك



يقال في القصص الخرافية أن الساحرة العجوز قد أهدت الأميرة تفاحةً مسمومة لتأخذها الأخيرة بحسن نية و بأعينٍ تبرق لمرأى تلك التفاحة اللامعة التي تعدْ بشهي الطعم.. لتأتي من بعدها السقطة، لكن ماذا إن كان الأمير الوسيم هو من قدم التفاحة المسمومة للأميرة؟! بالطبع هذا غير وارد في قصص العشق الأسطورية لكن الواقع يؤكد.. أنه نادراً ما تأتي نهايات سعيدة و أن الأمير هو من سيدفع الأميرة نحو الهاوية السحيقة دون أن يرف له جفن ليجهض الحب و يمزق الروح لتصبح وقتها التفاحة المسمومة من يد الساحرة العجوز أضعف البلاء.



هذه القصة مثيررة بحق ، تسحب شيئا من الأنفاس ،و تشمل عددا من الجوانب التي يمكن لنا أن نتناولها ، و تحتم الصمت أبضا .

شئ واحدُ أعلق عليه ، وهو أن المرء لا يمكن له أن يأخد الثأر بنفسه بعدل ،لا بد أن يظلم ، فالعدل والثأر لا يجتمعان معاً ، لأن البغي والظلم والعدوان من طبيعة البشر .

فأن تثأر يعني أن تظلم نفسك والطرف المقابل وأن تجر الأبرياء، إلى دائرتك السوداء .

وماذا ¡¡ في ذالك ؟ّ¡ الشر أسهل من الخير بالطبع ، ولكنّ أتسائل هل هذا ؟¡وما قد يحدث لنا عذر كاف لنقترف ما نقترفه ؟¡¡ ، بالطبع لا ، ولكن هي نفوسنا الضعيفة ، ( وإلى الله المشتكى )


* اختياركِ موفق يا زهرة، قصتكِ أعجبتني بحق وكذالك ، أسلوبكِ ، بسيط وجميل .

فقط شئ بسيط أحب أنوه عليه :

ألا وهو أن تكوني أكثر موضعية في تناول شخصيات قصتك ،فمن الأفضل لك أن تنأي بنفسك بعيدا عن الأحداث والتدخل في الحكم على الشخصيات ، وتتركي هذا الدور للقارئ فهو أبقى وأفضل .

قلت مثلا عن فاطمة (( لتتنهد بقلة حيلة و تومئ موافقةً بغباء أنثى سرق العشق عقلها و بعثر كرامتها.))


فانت هنا تطلقين حكماً وتكشفين عن ما سيحدثث بعدا ، وهذا ما قد يثير نفور القارئ ، لأن القارئ إنسان فضولي يحب إستكشاف المجهول وله نظرته ، وأنت بهذا تفسدين عليه متعته وبالتالي تجاوبة وتفاعله مع القصة.

شئ آخر وهو أن قصتك تفتقر تماما لعنصر المفاجأة ، والمفاجأة عنصر مهم سواء في الشعر أوالقصة فهي أبلغ وأبقى في نفس القارئ وأشحذ للذهن من السرد العادي واضح المعالم . لذالك من الأفضل أن توهمي القارئ ثم تفاجئيه وأن تتخيري مقدمة جيدة تجذب و تقدم صورة ما .

شكرا على تعليقك الجميل عزيزتي...سآخذ بالنقاط التي ذكرتيها في المرات القادمة بإذن الله لكن اسمحيلي أعلق على موضوع المفاجأة أظن كانت نهاية الجزء التاني مفاجأة يعني استمر الوضع ة ما حدا فاهم مين هدول و لا شو علاقتهم بالجزء الأول حتى الأخير.. شكرا الك عزيزتي


وفاء حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-19, 09:24 PM   #9

سميحة محمد

? العضوٌ??? » 422813
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » سميحة محمد is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 06-10-19 الساعة 12:34 AM
سميحة محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 02:03 PM   #10

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك التميز ... القصة تستحق حبيبتي .. قلم مبدع ما شاء الله 🌹🌹

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.