آخر 10 مشاركات
[تحميل] يراقصها الغيم ، للكاتبة / طعون " مميزه " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          515 - نهاية الشك - روزالي أش - قلوب عبير دار النحاس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] المشاكسه والمستبد، بقلم / نورا نبيل"مصريه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-18, 04:37 AM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile10 32 - وداعاً للماضى _ شريف شوقى _ روايات زهور _كتابة*كاملة مع الروابط







ومع رواية حصرية جديدة مكتوبة فى منتدى روايتى

من روايات زهور

وداعا للماضى

شريف شوقى





الملخص

بين جراح الماضى وبسمة الحاضر , تتفتح آمال المستقبل ..
لقد أخفى حسين بين ضلوعه قلبا جريحا , أراد البعض أن ينكأ جراحه من جديد .. وأرادت مديحة أن تضم الماضى والحاضر والمستقبل معا ..
راحت سماح تتأرجح بين واجبها ومشاهرعا .. فماذا ادّخر القدر للجميع ؟






روابط الفصول



الفصل الأول .. فى نفس الصفحة
الفصل الثانى .. فى نفس الصفحة
الفصل الثالث .. فى نفس الصفحة
الفصل الرابع .. فى نفس الصفحة
الفصل الخامس .. فى نفس الصفحة
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر











التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 22-11-21 الساعة 03:31 AM
MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-12-18, 06:02 AM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


1 - لعبة الحب ..





أغمضت سماح عينيها متظاهرة بالنوم , فى محاولة لتجنب ثرثرة حكمت هانم التى لم تتوقف عن الحديث طوال ساعة كاملة منذ أقلعت بهما الطائرة من القاهرة وبصحبتهما مديحة ابنة حكمت هانم فى طريقها الى تونس وقد اضافت حكمت هانم الى حديثها القاء التعليمات لابنتها ولـ سماح على نحو متواصل وكأنهما مقبلتان على مهمة من نوع بالغ الخطورة ..
والواقع أنهما كانتا فى طريقهما الى تونس فى مهمة محدودة بالفعل على الرغم من التظاهر بأنها مجرد رحلة للسياحة والانسجام , ولم تكن سماح راضية عن المشاركة فى تلك المهمة اذ كان هناك شئ فى ضميرها , يجعلها تشعر بعدم الارتياح على الرغم من كل التبريرات والغايات النبيلة التى حاولت حكمت هانم اقناعها بها ..
شئ ما كان يملؤها شعورا بأنها تشارك فى لعبة رخيصة ..
ولقد فتحت عينيها بعد فترة واختلست النظر الى حكمت هانم وابنتها , ثم تنفست الصعداء عندكت وجدتهما قد استغرقتا فى النوم وأدهشها كيف أمكنهما ذلك وهما مقدمتان على خداع رجل , والتلاعب بمشاعره الجريحة ..
نعم .. لقد كان الهدف من هذه المرحلة هو الايقاع بذلك الشاب , ذى المشاعر المرهفة والأحاسيس المخلصة حسين , وكان الطُعم هو مديحة حبه القديم التى تخلت عنه يوما وتنكرت لحبه واخلاصه لها ثم عادت بتعليمات من أمها التى ظلت دوما ترسم خطواتها فى دقة منذ نعومة أظفارها ..
عادت لتعزف على وتر مشاعره القديمة وتسترد الحبيب الذى باعته يوما..
وتطلعت سماح الى وجه مديحة
كان وجهها جميلا بالفعل يعطى المرء انطباعا بالرقة والبراءة والرومانسية على عكس حقيقتها
وتعجبت سماح كيف يمكن أن ينطوى كل هذا الجمال على الجحود والغدر ؟ وعادت تردد لنفسها :
-لا .. لن أظلمها .. ربما هى ليست بهذا السوء , الذى تصورتها به , يوم تخلت عن حسين ويوم قررت التأثير عليه لاسترداده..
ولكن التأثير الحقيقى يعود الى الأم , وتأثيرها الشديد على ابنتها ودفعها دوما لتنفيذ ارادتها وان لك تكن تنجح فى ذلك لولا لم تكن مديحة مهيأة بطبيعتها لهذا الأسلوب ومستعدة للتجاوب مع أطماع ورغبات أمها ..
وحوّلت سماح وجهها عنها لتنظر من خلال نافذة الطائرة الى السحب الممتدة أمامها وهى تتساءل :
-ترى كيف يستقبل حسين مديحة بعد كل هذه السنوات التى مضت على فراقهما ؟
هل سيغفر لها ما ارتكبته فى حقه فى الماضى ؟ .. ولكن ربما يكون قد احب فتاة اخرى على الرغم من ان المعلومات التى جمعتها عنه حكمت هانم تؤكد انه لم يتزوج بعد او يرتبط بخطبة مع فتاة اخرى ولكن هذا لا يمنع من ارتباطه عاطفيا بفتاة ما , نسى معها حبه القديم لـ مديحة وخيانتها له .. ولكن لا .. ان الحب الكبير الذى أحبه لها لا يمكن أن يفارق قلبه بهذه السهولة فهى تعرف عمق مشاعره التى أعجبتها دوما ولا نزال تذكر كيف كانت تراه وهى فى السادسة عشرة من عمرها كأحد فرسان العصور الوسطى بقامته الممشوقة وابتسامته الأخاذة وان لم تسمح لمشاعرها هذه ابدا بتخطى حدود الاعجاب لما تراه من عاطفة قوية نبيلة تجمع بينه وبين ابنة خالتها مديحة منذ كانا زميلين فى الجامعة وجارين بحى المعادى ..
ولكن الأم وقفت فى سبيل تتويج تلك العاطفة بالزواج عندما توفى والد حسين وعلمت بحقيقة مركزه المالى وأن المصنع الذى يمتلكه لم يعد يكفى لسداد ما تراكم عليه من ديون وبالتالى فان ميراث حسين بعد وفاة الأب لم يتجاوز بضعة الاف من الجنيهات لا تكفى أطماع الأم وتطلعاتها بالنسبة لابنتها .. تلك التطلعات التى جعلتها تنظر الى كل امور الحياة كصفقة لا بد ان تكون رابحة الا ان الغريب هو استسلام مديحة لما طلبته منها امها , تخليها عن حسين , بحثا عن زوج اكثر ثراء ..
لقد عجزت هى ايامها - وحتى الآن - عن فهم ذلك ـ أو تقبّله ..
لقد كانت تتصور ان مديحة شديدة التعلق بـ حسين وأنها لن تتخلى عنه ابدا , مهما كانت الظروف , ولكنها فعلت ..
ولم يكن ذلك عجيبا بالنسبة لـ مديحة كما ادركت سماح فيما بعد
ربما كانت تحب حسين بالفعل ولكن ذلك الحب لم يكن يكفى لهزيمة حبها لتلك الحياة التى رسمتها لها امها وأنشأتها حالمة بها
حياة الأميرات ..
ولم ينمح من ذاكرة سماح ابدا ذبك المشهد المؤثر يوم سعى حسين خلفهم الى الاسكندرية بعد اسبوع واحد من رفض الام اقترانه بابنتها على ذلك النحو الجراح القاسى وهى تؤكد - دون حياء - أنه لك يعد يناسب ابنتها ماديا او اجتماعيا وانه من الافضل له ان يبحث عن زوجة اخرى اقل.
ولكن حسين ظل متشبثا بالأمل على الرغم من سفر الام وابنتها الى الاسكندرية فى محاولة لصهر مشاعر الابنة ومحوها فى بوتقة من الحفلات والسهرات الفاخرة ذات البذخ والرفاهية.
وعندما جاء حسين الى الاسكندرية كان مدفوعا بقناعته الى ان مديحة لن تتخلى عنه ابدا , وان ما سمعه من أمها لا يتعدى كونه رأيا شخصيا , ولقد وصل يوم أخلدت فيه الام وابنتها الى الراحة بعد ان قضيا يوما شاقا فى التسوق وقررت فيه سماح قضاء بعض وقتها فى شرفة الفندق العامة المطلة على البحر ..
وكانت تغادر المصعد فى طريقها الى الشرفة فوق بساط الفندق الاحمر عندما خاطبها موظف الاستقبال قائلا :
-آنسة سماح .. معذرة .. لقد طلبت حكمت هانم وابنتها عدم ازعاجهما , مهما كانت الاسباب , ولكن هناك شخص يلح على طلب مقابلة الانسة مديحة , ولقد حاولت اقناعه بالحضور فى وقت آخر , ولكنه ما زال يصر على مقابلتها و ..
قاطعه صوت حسين وهو يقول :
-أأنت سماح ابنة خالة مديحة ؟
التفتت اليه سماح ورأته فى هيئة رثة وقد نمت لحيته فأومأت برأسها ايجابا وقد تأثرت لرؤيته على هذا النحو وغمغمت :
-نعم .. أنا هى
قال فى صوت يشفّ عن حالة صاحبه :
-لا بد أنك تعرفيننى .. أليس كذلك ؟
غمغمت فى خجل ورثاء :
-بلى يا أستاذ حسين .. أعرفك.
بدا وكأن معرفتها له قد بعثت فى نفسه الارتياح فأسرع يقول فى رجاء:
-حسنا .. لا بد ان تساعدينى اذن .. أريد رؤية مديحة.
أجابته فى تلعثم :
-انها تستريح الان ولست أظنها ..
قاطعها متوسلا :
-أرجوك .. لن أعطلها كثيرا .. أريد أن ألتقى بها بضعة دقائق فحسب ..
هناك الكثير مما اريد قوله لها , ولكننى سأختصره .. أعدك بذلك .. فقط ساعدينى على مقابلتها .. أرجوك , ودون ان تشعر والدتها حتى لا تحول بينى وبينها.
ترددت وهى تخشى مصارحته بموقف مديحة , الا أنه تشبث بها متوسلا وهو يقول فى لهجة يصعب رفضها :
-أرجوك .. أنت لا تعرفين مقدار حبى لـ مديحة .. انا اعلم جيدا انها واقعة تحت تأثير امها ولن تتخلى عن حبنا بمثل هذه السهولة ولقد ادّخرت مبلغا من المال يمكننا ان نبدأ به حياة جديدة وان اختلفت صورتها عمّا رسمناه لها قديما ولكنها ساكون حياتنا وسنتزوج ونضع تلك الام القاسية امام الامر الواقع , فلن نستغنى عن بعضنا ابدا.
أشفقت سماح أن تخبره أن مديحة ليست من ذلك النوع الذى يضع عواطفه فوق مصالحه , كما يتصور ولكنها ابعدت اصابع حسين المتشبثة بذراعها فى رفق وهى تغمغم :
-سأحاول.
هتف فى امتنان وارتياح :
-شكرا لك .. شكرا .. سأنتظرك فى الشرفة.
اتجهت فى تردد الى حجرة ابنة خالتها ولكنها توقفت على الرغم منها - امام حجرة خالتها حكمت هانم , وهى تتساءل عمّا اذا كان من حقها ان تقوم بدور الوساطة بين حسين ومديحة دون ان تخبر خالتها بالأمر وهى التى تولت رعايتها منذ طفولتها بعد وفاة والديها ؟ .. لقد حذرتها خالتها مرارا من تشجيع مديحة على مقابلة حسين واخبرتها انها تعتبرها راعية ابنتها على الرغم من انها تصغرها بأربع سنوات ..
ولقد وعدتها هى بأن تفعل ..
فهل تفى بوعدها ؟
ان خالتها ومديحة تريان انه من الحماقة ان يتخلى المرء عن المال فى سبيل العاطفة فى حين ترى هى ان الحماقة الحقيقية هى ان يضحى المرء بتلك المشاعر الرائعة مهما كان الثمن ..
فهل من الخيانة ان تبلغ مديحة ؟
لا ..
الخيانة الحقيقية هى ان تخون ثقة أودعها ايّاها حسين ..
واسترجعت نظرات الرجاء والتوسل فى عينيه , وأدركت انها لا تملك سوى معاونته وتحقيق رغبته.
واتجهت الى حجرة مديحة ..







MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 03:18 AM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





2 - جرح فى قلبه ..








فتحت سماح باب حجرة مديحة التى جلست تتزين امام مرآتها وقد ارتدت ذلك الثوب الجديد الذى ابتاعته لها والدتها هذا الصباح فغمغمت سماح :
-ظننتك نائمة
أجابتها مديحة دون ان تلتفت اليها :
-لم استطع مقاومة رغبتى فى ارتداء ثوبى الجديد .. ان ذوق امى رائع فى انتقاء الثياب .. أليس كذلك ؟
لم تجبها سماح على سؤالها فقد كانت تبحث عن وسيلة لنقل خبر وجود حسين فى الفندق اليها وتتساءل عمّا اذا كان ذلك سيثير شوقها اليه فتهرع نحوه فى لهفة حتى ولو بقى ذلك مجرد رد فعل وقتى , سرعان ما يذوب امام نهمها الى الحياة ..
انتزعها صوت مديحة من افكارها وهى تسألها :
-ألا يعجبك الثوب ؟
ابتسمت ابتسامة باهتة وهى تقول :
-انه رائع للغاية.
بدا كما لو ان مديحة قد انتبهت الى شئ ما فقد رسمت على وجهها نظرة اسف مفتعلة وهى تقول :
-معذرة يا سماح .. لقد نسينا ان نبتاع لك ثوبا جديدا , فقد كانت أمى متعجلة , و ...
قاطعتها سماح فى لهجة سريعة وكأنها تخشى التراجع :
-مديحة ... حسين ينتظرك فى شرفة الفندق.
بوغتت نديحة بالخبر فظلت صامتة برهة وقد ارتسم على وجهها تعبير غريب , هو مزيج من الدهشة والانزعاج وتلعثمت قائلة :
-حسين ؟! .. ما الذى جاء به الى هنا ؟
قالت سماح بنفس اللهجة السريعة :
-انه يريد مقابلتك ,ولقد توسل الىّ من اجل هذا
تطلعت اليها مديحة فى شحوب واختفت الابتسامة عن وجهها وعادت تدير عينيها الى مرآتها , وتصمت طويلا قبل أن ينطلق الرد القاسى من بين شفتيها وهى تصيح فى انفعال :
-لا .. لن يمكننى مقابلته.
وعلى الرغم من ان سماح لم تتوقع غير هذا , الا ان رد مديحة صدم شعورها شخصيا فاندفعت تقول فى حدة :
-ولكنه فى حالة سيئة للغاية , وهو لا يطالبك بأكثر من بضع دقائق للحديث.
هزت مديحة كتفيها دون أن تحول عينيها عن المرآة وكأنها تخشى أن تلتقى عيناها بعينى سماح وقالت:
-لا فائدة من الحديث , لقد انتهى ما بيننا , ولن نتجادل فى هذا الشأن.
قالت سماح :
-اجعلى القرار ينبع منك انت ولا تجعلى خالتى تقرر لك كل امورك.
أجابتها مديحة فى عصبية :
-ومن قال انه ليس قرارى ؟ .. ان قراراتى وقرارات أمى تتفق دوما , وهذا ليس عيبا .
غمغمت سماح :
-ولكنك كنت تحبين حسين , وكنتما تخططان لزواجكما , و ...
ارتسمت فى عينى مديحة نظرة تحار ما بين الألم والندم وهى تقاطعها فى ضعف :
-يبدو أننى لم أحبه بالقدر الكافى , والا فما تراجعت عن حبه فور اعتراض أمى عليه .. الواقع أننى أحب الحياة .. أحبها رغدى مرحة , مع ثياب فاخرة , وحفلات , ومتاع .. أريد شخصا يمنحنى كل هذا , ولم تعد ظروف حسين تسمح بذلك .. لست أنكر أننى أحببته , ولكن جزءا من هذا الحب كان يعود الى ثرائه الذى كان سيعزّز حبنا حتما , ويضمن له النمو والاستقرار .. أما بعد ظروفه الجديدة فستكون حياتنا شاقة مرهقة ولن أحتملها حتما ,مع تعارضها مع كل ما حلمت به طيلة عمرى .. ربما أكون مخطئة وربما بدوت فى نظرك أنانية مدللة , ولكن هكذا أنا .. انها طبيعتى ,ولن أخالفها ومن الأفضل - كما ترين - ألا يرتبط حسين بفتاة مثلى فهو شاب جاد مثالى العواطف يحاول ان يرسم لى دوما صورة خيالية وهذا يعذبنى فهو يثقل علىّ بتلك الصورة , التى تضعنى فى مصاف الملائكة , وتدفعنى دوما الى التظاهر بـ ..
ترددت لحظة ثم أضافت:
-لا .. ليس مجرد التظاهر .. لقد كنت أسعى بالفعل لأكون هذه الصورة التى تخيّلها عنى وكلما فشلت زاد شعورى بالذنب , وكان هذا يرهقنى ويعذبنى .. وأنا أريد أن أعيش كما أنا , وأن أكون ما أنا عليه بالفعل .. هل أدركت الآن أنه ليس قرار أمى ؟ .. ولا بسبب الظروف المادية وحدها .. أننى أختلف عن حسين .. أختلف عنه جذريا , وان كنت أعترف بوجود شئ من الحب فى قلبى تجاهه .. لقد عذبنى هذا طويلا حتى جاء اعتراض أمى ليحسم كل هذا العذاب والتردد فى أعماقى , وهذا أفضل .
قالت سماح فيما يشبه الرجاء :
-ألا يمكنك مقابلته بضع دقائق ؟ .. أسمعيه كلمات طيبة على الأقل .
اتخذ وجه مديحة قناعا باردا جامدا , وهى تقول فى لهجة جافة :
-لا .. لم يعد بيننا ما يمكن قوله ..
قالت سماح وصوتها يحمل رنة حزن :
-ولكنه يحبك كثيرا يا مديحة , وسيصدمه رفضك فى شدة.
نهضت مديحة من مقعدها وراحت تدور حول نفسها فى بطء , وهى تتأمل ثوبها الجديد فى المرآة , وتقول بلا مبالاة :
-الزمن كفيل بعلاج الصدمات , هيّا يا سماح .. اهبطى اليه وانصحيه بنسيان كل شئ والتعامل مع الواقع الجديد فهذا أفضل له .. ولكن عودى سريعا لتساعدينى فى انتقاء ثوب مناسب لسهرة الليلة.
تطلعت اليها سماح لحظات فى أسف , ثم انصرفت وقد تحوّل شعورها تجاهها الى مزيج من استياء وغضب , لم تعرفهما طيلة عمرها ..
وكان حسين جالسا فى أحد أركان الشرفة , يدخن سيجارته فى عصبية جعلته لا ينتبه الى مشهد البحر الساحر , وأمواجه المتلاطمة على كتل الصخور , التى تطل عليها شرفة الفندق ولكنه لك يكد يرى سماح حتى ألقى سيجارته , وهب يستقبلها فى لهفة وشوق , ولكنها شعرت بعجزها عن أن ترفع عينيها اليه , فأطرقت برأسها مغمغمة :
-لست أدرى ماذا اقول , ولكن .....
قاطعها فى شحوب :
-هل رفضت مقابلتى ؟
أومأت برأسها ايجابا فانهار فوق مقعده وأدار وجهه الى البحر متمتما فى مرارة:
-لا فائدة اذن .. لقد انتهى الأمر.
قالت سماح محاولة ان تطيّب خاطره :
-مديحة ابنة خالتى حقا ولكننى اقول لك وبمنتهى الصدق : انها لا تستحقك فهناك آلاف الفتيات غيرها يتمنيّن شابا مثلك.
بدا شاردا عما تقول وهو يردد فى حزن خافت:
-كنت أظنه تأثير أمها عليها , ولكن يبدو أن الأم والابنة لا تختلفان .. انها لم تكن تحبنى كما توهمت ,لقد كانت تحب تلك الغنيمة التى تصورت ان تحصل عليها بعد وفاة ابى .. أيعقل أن هذه هى مديحة التى أحببتها ؟ .. أيمكن أن يُخدع المرء فى انسانة كانت اقرب ما يمكن اليه هكذا ؟ .. لقد كانت طيلة علاقتنا كجزء منى .. أيمكن أن يخون الجزء الكل هكذا ؟ .. ايمكن أن ينفصل عنه بكل هذا الجحود ؟ !
تأثرت سماح بقوله حتى أوشكت على البكاء فأمسكت يده فى رفق وهى تقول :
-لا تندفع فى مشاعرك على هذا النحو .. ان مديحة تكن لك شيئا من الحب بالفعل ولكنه حب مبتور , يشاركك فيه حبها القوى لحياة الثراء والجاه , فقد نشأت وتربت منذ طفولتها على نحو أشبه بالأميرات , وغرست فيها خالتى الاحساس بأنها لم تُخلق الا لتحيا حياة رغدة , ولهذا نشأ حبها لك فقيرا لا يتساوى قط مع مشاعرك النبيلة نحوها.
بدا كما لو ان حسين قد شعر بوجودها لأول مرة , فتطلع اليها طويلا قبل أن يسألها :
-كم عمرك ؟
بدا لها سؤاله غريبا ولكنها أجابته :
-سبعة عشر عاما.
قال وقد ازداد تفرسا فى ملامحها:
-سبعة عشر عاما ؟ ! .. انك اصغر مما تصورت بكثير , وعلى الرغم من ذلك فأنت تملكين عقلا وقلبا أكثر رجاحة من الكثيرات.
تضرج وجهها بحمرة الخجل وخيّل اليها ان شيئا ما يسرى فى جسدها , أشبه برجفة لذيذة , لهذا الاطراء وهو يستطرد :
-انك تختلفين كثيرا عن ابنة خالتك ولكن من يدرى , كيف ستغيّرك الأيام ؟ وهل ستحتفظين بتلك الأشياء الجميلة ؟ أم سيكون شأنك شأن الأخريات , عندما تحين لحظة ارتباطك وزواجك , فتتبدل مشاعرك وتقسين على من يمنحونك الحب ؟
انقلبت نشوتها الى شعور بالمهانة لعبراته الأخيرة , وتحوّلت حمرة الخجل على وجنتيها الى احتقان غضب , الا أنها لم تلبث أن تمالكت نفسها مقدرة موقفه وهى تقول :
-لن اعاتبك على ما قلته الآن فأنا أقدر مشاعرك , ولكن كل ما أرجوه هو ألا يدفعك موقفك الشخصى الى اصدار أحكام عامة تجاه كل المشاعر الطيبة والقيم النبيلة التى ما تزال تزخر بها الدنيا ..
وصمتت لحظة وهى تتطلع الى الحيرة التى ملأت وجهه قبل أن تستطرد :
-قد يدهشك أن تصدر تلك الكلمات من ابنة السبعة عشر عاما , ولكن من أدراك أنها لم تخبر الحياة أكثر منك ؟ .. لقد توفى والدك منذ بضعة اشهر فحسب , وكنت تحيا وسط أسرة توفرت لها أسباب الثراء والرفاهية , ولم تختبر مثلى الحرمان المادى والمعنوى , ولم تعرف قسوة اليتم فى طفولتك ,والحياة فى كنف الآخرين , حتى ولو كانوا يمتّون لك بصلة القربى , ولكنهم يتعاملون وكأنهم يتفضّلون عليك بالعيش بينهم , ويدفعونك الى خشية مخالفة أمر من أوامرهم حتى لا تتهم بالجحود .. صحيح أنهم يدعون أمام الجميع أنهم يعاملوننى كفرد من اسرتهم , ولكن الحقيقة تختلف , فسأبقى بالنسبة اليهم دوما فى الدرجة الثانية , لا أتجاوزها بأى حال من الأحوال , والا وجدت نفسى فى الشارع .. هكذا تعلمت ابنة السبعة عشر عاما منذ طفولتها .. تعلمت ما يجب أن يُقال , وما لا ينبغى أن يُذكر .. تعلمت كيف لا تتجاوز الحدود المسموح بها , وكيف تتقى غضب الآخرين .. تعلمت كيف تحيا فى كنف خالة قاسية وابنة خالة مدللة .. لقد كان من الأجدى أن أحلم أنا بدور الأميرة لأننى حُرمت منه على الأقل , ولكن كل ما أحلم به هو قلب محب مخلص , يزخر بالحنان , وما زلت أجد ذلك نادرا فى عالمنا وزماننا.
تأملها فى اعجاب صامت بعض الوقت , ثم غمغم وهو يصافحها:
-كنت أتمنى أن ألتقى بك فى ظروف أخرى .. اشكرك على أية حال.
تعلقت بيده وقد عاودها شعورها بالأسى نحوه , وسألته :
-ولكن ماذا ستفعل الآن ؟
لم تنجح ابتسامته الباهتة ى اخفار مرارته , وهو يقول :
-سأحاول أن أنساها , وأبدأ من جديد .
استدار لينصرف الا أنه لم يلبث أن عاد اليها قائلا :
-أشكرك مرة أخرى , لقد خفف حديثك معى الكثير من جراحى .. لقد كنت أحتاج الى انسانة مثلك فى هذه اللحظات الأليمة.
رأت تلك الدموع المتصارعة فى مقلتيه , فخفق قلبها الما وأدركت أنه تلقّى بالفعل صدمة قاسية , وأنها قد انشغلت بالدفاع عن نفسها , متناسية انه رجل فقد على التو مكانه فى قلب الانسانة الوحيدة التى أحبها , وعتش يوقن من حبها له ..
رجل صُدم فى كبريائه وكرامته ..
وقبل أن تنطق بكلمة , كان قد استدار واسرع يغادر المكان فى خطوات واسعة , ربما لأنه خشى أن يعجز عن سجن نلك العبرات طويلا فى مقلتيه ..
العبرات التى لم يعد يملك سواها ..
وسوى كرامة جريحة ..






MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 05:40 AM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3 - لقاء مرفوض ..







انتبهت سماح على صوت مضيفة الطائرة وهى تهنئ الركاب بسلامة الوصول الى نطار تونس , وبدأ الركاب فى مغادرة الطائرة الى ردهة المطار وعادت خالتها الى القاء الأوامر والتعليمات وكأنها تتحدث الى سكرتيرتها الخاصة على حين راحت مديحة تخطو داخل الردهو الضخمة فى خطوات رشيقة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وقد بدت سعيدة واقفة من نفسها , ومن نجاحها فى تنفيذ الخطة التى رسمتها لها أمها ..
وبعد ساعة واحدة كانت حكمت هانم تقول لموظف الاستقبال فى ذلك الفندق الذى حجزت فيه الحجرات مسبقا , وهى تتحدق فى ارستقراطية :
-لقد تم حجز حجرتين هنا باسم حكمت هانم.
أجابها موظف الاستقبال وهو يبتسم :
-نعم يا سيدتى , هناك حجرتان محجوزتان باسم حكمت هانم فى الطابق الخامس لمدة أسبوع , ارجو أن تطيب لكن الاقامة هنا.
قالت حكمت هانم :
-ربما طالت اقامتنا أكثر من أسبوع.
ابتسم موظف الاستقبال وهو يشير الى حامل الحقائب ويناوله مفتاحى الحجرتين قائلا :
-سيكون هذا من دواعى سرورنا يا سيدتى.
راحت مديحة تدير عينيها فيما حولها , فى فضول واهتمام على حين بدت سماح غير مبتهجة على الرغم من جمال المكان وروعته وسألت حكمت هانم موظف الاستقبال فى لهجة ودود:
-هل تعرف فندق ( الأنوار ) ؟
تطلع اليها الموظف وقد أدهشه تواضعها المفاجئ , وسؤالها الذى بدا وكأنه محاولة للمقارنة بين الفندقين , وأجاب :
-انه يقع هناك , على الساحل الغربى , على مسافة مسيرة ساعتين من هنا بالسيارة.
سألته وهى تضغط حروف كلماتها:
-يقولون أن صاحبه مصرى .. أليس كذلك ؟
أجاب الرجل فى لهجة مهذبة :
-بلى .. أنه المليونير المصرى ( حسين وجدى ) .. لقد أصبح المالك الفعلى للفندق , بعد وفاة شريكه التونسى , وشرائه لكل الأسهم من ورثته.
ابتسمت حكمت فى سعادة وقد سرّها أنها لم تخطئ الهدف الذى جاءت من أجله وان حسين فد عاد زوجا مناسبا لابنتها , بعد ان حاز صفة المليونير التى وصفه بها موظف الفندق , فى حين تنبهت مديحة الى اللقب فهتفت مبهورة :
-مليونير ؟ ! .. هل أصبح حسين مليونيرا حقا ؟ !
أما سماح فقد شعرت بالسعادة والرضا لما سمعته , اذ رأت أن حسين قد حصل على ما يستحقه من تعويض , وأن اعجابها به يتزايد بعد ان نجح بكدّه وجدّه فى اعادة بناء نفسه , والتغلب على كارثة ضياع مصنع والده وصدمته فى حبه ..
والعجيب أنها شعرت فى تلك اللحظة بلهفة شديدة .. لهفة اليه ..








MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 05:43 AM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

توقفت سيارة الأجرة امام فندق ( الأنوار ) , وهبطت منها حكمت هانم ومديحة وسماح , ووقفن بتطلعن الى الفندق مبهورات , فقد كان يقع على ربوة خضراء , تطل على ساحل البحر وقد أحاطت به أشجار النخيل وصفوف متراصة من شجيرات خضراء وارفة , فى مشهد رائع خلاب فتن مديحة وبهرها فهتفت مشدوهة :
-يا له من مكان رائع بديع يا أماه !! .. ايملكه حسين حقا ؟ !
أضافت الأم وهى تدير عينيها فى المكان فى نهم :
-لا تنسى أنه يمتلك أيضا مصنعا للملابس والأدوات الرياضية وما خفى كان أعظم.
قالت مديحة متهكمة:
-أهذا هو الشاب الذى رفضته زوجا لى يوما , ووصفته بأنه صعلوك ؟
أجابتها وهى تهندم ثوبها :
-ومن أدرانى أن الصعلوك سيصبح مليونيرا بهذه السرعة ؟ ولا تنسى انك لم تترددى لحظة فى رفضه آنذاك .. ولكن من الواضح أننا اخطأنا الحكم عليه , ومن الضرورى أن نعترف بذلك , فلقد أثبت انه لا يفتقر الى الذكاء أو الارادة , ويمتلك كل مقومات النجاح.
سألتها مديحة :
-لكن لماذا لم نأتِ لتقيم فى هذا الفندق مباشرة ؟ .. ألم يكن ذلك ليمنحنا فرصة افضل فى لقاء حسين ؟ خاصة وأنه كان من المحتمل أن يمنحنا هو اقامة مجانية.
رمقتها أمها بنظرة لوم وسخط وهى تقول :
-يا للعجب !! .. تبدين أحيانا من السذاجة ما يدفعنى للشك فى كونك ابنتى !! .. لقد أخبرتك أنه من الضرورى أن يبدو الأمر كما لو أننا نلتقى بـ حسين بمحض الصدفة , حتى لا يشعر - ولو لحظة واحدة - أننا نسعى خلفه طمعا فى ثروته , أو أن أحوالنا قد تدهورت فأتينا لنفرض أنفسنا عليه .. يجب أن نحافظ على اعتزازنا بأنفسنا أمامه , فلا ريب أنه يحمل لنا الكثير من الذكريات السيئة بعد رفضنا له قديما , ودورك هو أن تظهرى لهفتك وفرحتك برؤياه , وتخترعى المبررات والأسباب التى اضطرتك لرفضه , واللعب على أوتار مشاعره لايقاظها من جديد على ان يبدو ذلك طبيعيا غير مفتعل بحجة اننا قد اتينا تونس لقضاء اسبوع سياحى ثم علمنا بالمصادفة أنه يمتلك هذا الفندق فأتينا لزيارته كصديق , ومن الضرةرى أن تتوخى الحذر فى أسلوبك , فلو كشف أمرنا فقد يجدها فرصة للانتقام والتشفّى.
شعرت سماح باشمئزاز من أسلوب خالتها وتدخلت قائلة فى ضيق :
-حسين ليس غبيا كما تتصوران , ولن تنطلى عليه لعبتكما بهذه السهولة.
وخفت صوتها وهى تستطرد :
-وان كنت أظن أن حبه لـ مديحة سيكفى لينسى كل شئ , ويغفر لها , ويعود اليها .
سالتها خالتها فى دهشة :
-وما الذى يجعلك واثقة عكذا ؟
أجابت مديحة بدلا عنها :
-لقد كنت أقصّ عليها كل ما بينى وبينه , وهى تدرك شدة ارتباطه بى.
قالت الأم فى ضجر :
-حسنا .. دعونا لا نضيع الوقت , ولنبدأ خطتنا على الفور.
فى نفس اللحظة كان حسين يغادر الفندق من باب خاص فلمح حكمت وابنتها وسماح ولقد أدهشه ذلك فى البداية دهشة سمّرته فى مكانه , قبل أن ينادى أحد خدم الفندق , ويقول له فى حزم :
-اسمع يا صلاح .. أخبر موظف الاستقبال أن سيدة وفتاتين سيسألنه عنى فليخبرهن أننى غير موجود , وأننى قد غادرت تونس لمدة يومين أو ثلاثة , واذا حاولت السيدة استئجار حجرة بالفندق فليبلغها أن الحجرات كلها محجوزة لشهر على الأقل.
قال هذا وعاد ادراجه الى الفندق , فسأله الرجل فى حيرة :
-ما اسم السيدة يا سيدى ؟
أجابه حسين فى توتر ملحوظ , وهو يدلف الى المصعد:
-حكمت هانم.
ثم ألصق جبهته بجدار المصعد وهو يصعد به الى الطابق الذى يقيم به , وراح يردد فى اضطراب واضح والعرق يتصبّب على جبينه :
-لماذا عادت ؟ .. لماذا ؟ .. لقد نسيتها .. نسيتها .
ولكن اضطرابه كان يؤكد أنه لم يفعل .. ولم ينسها ابدا ..






MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-12-18, 05:30 AM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



4 - مشاعر متناقضة ..








لم يكد حسين يلمح انصراف حكمت هانم والفتاتين , من نافذة جناحه الخاص حتى أسرع يهبط الى موظف الاستقبال ويسأله فى لهفة :
-ماذا حد ث ؟
أجابه الرجل:
-لقد سألتنى عنك السيدة , فأخبرتها أنك ستتغيّب ثلاثة ايان خارج تونس كما أمرت , فأبدت هى واحدى الآنستين أسفهما لذلد , وتركت لك الآنسة خطابا وقالت انها ستعود لرؤيتك بعد ثلاثة أيام.
اختطف حسين الخطاب من يد موظف الاستقبال فى لهفة , وفضّه ليقرأ ما كتبته مديحة.
" عزيزى حسين ..
حضرت الى تونس فى صحبة والدتى وابنة خالتى سماح لقضاء اسبوع للراحة والاستجمام بعد انقضاء فترة عصيبة من فترات حياتى ولقد اسعدنى للغاية أن أعلم انك قد أصبحت تمتلك فندقا هنا ,وحضرنا جميعا لمقابلتك وتهنئتك ولكننا وجدناك متغيبا للأسف ولكننى سأعود اليك بعد ثلاثة أيام فأنا أشعر بشوق شديد لرؤيتك , قبل عودتى الى القاهرة "
ملحوظة:
لو عدت قبل الأيام الثلاثة , فاحضر لزيارتنا فى فندق ( هيلتون ) , حيث نقيم ( مديحة )
زاغت عيناه وهو يعتصر الورقة بيده , ويلتقط نفسا عميقا , دون أن يتحرك من مكانه فسأله موظف الاستقبال فى قلق :
-أأنت بخير يا سيدى .. هل حدث شئ ما ؟
أجابه حسين فى صوت خافت تشوبه نبرة حزن:
-لا .. لا شئ .. مُر بصرف سيارتى وسائقى ,فلن اغادر الفندق اليوم , ولست أحب أن يزعجنى أحد , فأنا مريض , وأحتاج الى الراحة ..
وعندما صعد مرة اخرى الى جناحه , كان يعلم أنه حقا مريض ..
مريض بمرض الذكريات ..






MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-12-18, 05:32 AM   #7

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شعور متناقض ذلك الذى ملأ نفس سماح منذ عودتها الى الفندق ..
لقد اسعدها عدم لقاء مديحة بـ حسين , لما كان سينطوى عليه من خداع وتلاعب بقلبه ومشاعره اللذين تحترمهما ,احزنها أنها لم تره ولم تلتقِ به على الرغم من شوقها لذلك ..
وكان ذلك التناقض يربكها ويزيد من شعورها بالضيق والتبرم , اللذين لازماها منذ بدأت الرجلة , حتى لقد تمنّت لو أنها لم تحضر الى تونس قط ..
وانتزعها من خواطرها وتوترها صوت مديحة وهى تقول :
-سماح .. ألا تسمعيننى ؟ .. أننى أتحدث اليك.
انتفضت سماح وهى تلتفت اليها قائلة :
-معذرة يا مديحة , يبدو أننى قد شردت قليلا.
سألتها مديحة :
-أخبرينى .. أتظنين أننا سننجح فى لقاء حسين , قبل عودتنا الى القاهرة ؟
-لو عاد بعد ثلاثة أيام كما أخبرنا موظف الاستقبال فى فندقه فسنلتقى به.
-ولكنه أصبح رجل أعمال ومثله لا يمكنهم التحكم فى أوقاتهم وقد يقتضى منه الأمر التغيّب خارج تونس لأكثر من ذلك
-اطمئنى .. ان خالتى مصرّة على اتمام ذلك اللقاء , حتى ولو اقتضى منها الأمر فضاء أسبوع آخر فى تونس.
-ولكن ذلك يرهق ميزانيتنا فأنت تعلمين أن الأمور لم نعد بالنسبة الينا كما كانت فى الماضى , والاقامة فى فندق كهذا تتطلب الكثير من المال.
-أليس من الأفضل اذم أن نعود الى القاهرة ؟! .. اننى اجد أنه لا مبرر للعب كل ذلك الدور واعداد كل تلك التدابير للظفر بقلب رجل رفضته يوما خاصة وأنك جميلة وسنجدين العشرات ممن يمكنهم منحك نفس ما سيمنحك حسين ايّاه بل أكثر منه مع ملاحظة أن كل ما يدفعك اليه هو الثراء وليس الحب.
أجابتها مديحة فى سخرية حزينة :
-أنسيت أننى قد اختبرت ذلك يوما ؟ .. لقد تزوجت عبد القادر الثرى المعروف المقامر السكّير العربيد , الذى لم اكن له سوى واجهة اجتماعية يتباهى بها أمام الآخرين , ثم كشفت بعد وفاته أنه كان متزوجا من أخرى باعها كل أملاكه وأنه قد سخر منى حيّا وميّتا .. لا .. لست مستعدة لتكرار تلك التجربة المؤلمة.
قالت سماح :
-ليس الجميع مثل زوجك السابق ,فبيس من الضرورة أن يكون كل ثرى مقامرا سكّيرا عربيدا ,ثم لا تنس أنه كان من اختيار أمك أيضا.
غمغمت مديحة :
-كان اسوأ اختيار قادتنى اليه.
-ومع ذلك فهانتذى تتبعين خياراتها مرة أخرى ,وترضين بلعب ذلك الدور اللاأخلاقى لاستعادة رجل أحبك يوما ورفضته أنت بكل قسوة.
-لا يا سماح .. الأمر يختلف بالنسبة لـ حسيت , فلست أطيع أمى لمجرد الطاعة هذه المرة .. أننى أحب حسين , وأنت تعلمين ذلك.
-أين كان ذلك الحب اذن هندما جاء يرجوك لضع دقائق فى الاسكندرية , فرفضت حتى مقابلته وجرحت كبرياءه ومشاعره ؟ .. هل عاد فقط بعد ان أصبح مليونيرا ؟
أشاحت مديحة بوجهها وهى تقول معترضة:
-كفاك تهكما .. اننى لم انكر حبى لـ حسين حينذاك , ولا حبى لذاتى , وللحياة الرغدة الناعمة .. لم أنكر حبى للثراء ومظاهر الرفاهية , ول كان حسين ثريا حينذاك ما رفضته ..
هتفت سماح فى انفعال :
-باى منطف تتحدثين ؟ .. انك تخلطين المشاعر بالماديات دون تمييز ,, ان الحب يأتى دوما فى المقام الأول , فكفى بالمرء شخصا يبادله حبا صادقا شريفا , ليلقى كل الماديات خلف ظهره .. ان الحب ثروة لا تعدلها ثروة , أما المزج بين الحب والمادة , والتضحية بالحبيب لو افتقر الى الثراء وعجز عن توفير الحياة الرغدة المرفهة , فهذا لا يعنى سوى أمر واحد وهو أنك تجهلين ما هو الحب , ولن يمكنك معرفته يوما لأنك لا تحبين سوى شخص واحد , هو نفسك .
صاحت مديحة فى غضب :
-كيف تتحدثين الىّ هكذا يا سماح ؟ .. أنسيت نفسك ؟
بدا وكأن القول أيقظ سماح , فأطرقت برأسها قائلة فى مرارة :
-معذرة .. يبدو أننى نسيت نفسى بالفعل .. نسيت أننى وعلى الرغم من كونى ابنة خالتك , وأقيم بنفسى فى حجرتك , أن دورى الحقيقى لا يعدو كونى خادمة أو وصيفة , وأنه ليس من حقى تجاوز حدودى خاصة وأن خالتى وزوجها لهما أفضال لا تُحصى , فقد أنقذانى من اليتم و الجوع والتشريد , و .....
قاطعتها مديحة فى ندم :
-سماح .. اننى لم ...
ولكن حكمت هانم دافت الى الحجرة فى هذه اللحظة , وهى تقول فى غطرسة :
-ماذا حدث ؟ .. لقد سمعتكما من حجرتى المجاورة تتجادلان فى صوت مرتفع.
أجابتها سماح ودموعها تترقرق فى عينيها :
-لاشئ .. لم يحدث شئ.
وعندما اندفعت خارج الحجرة , كانت عيونها تتفجر بالدموع ..
دموع القهر والمرارة ..






MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-12-18, 06:33 AM   #8

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



انتظرونى غدا بالفصل الخامس


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-12-18, 03:21 AM   #9

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 - لقاء مفاجئ







لم تدرِ سماح الى أين تقودها قدماها , منذ غادرت الفتدق غاضبة واستقلّت أول حافلة عامة , نقلتها بعد مسيرة نصف الساعة الى ميدان كبير , راحت تجوّل فيه على غير هدى حتى توقفت أمام واجهة أحد محال الثياب , وهزم فضولها ومشاعرها الغاضبة , وهى تستعرض الثياب النسائية الأنيقة والمبهرة ..
ودفعها الفضول الى دخول المحل , لمشاهدة تلك الثياب عن قُرب ما دامت لا تملك ما يكفى لاقتنائها , وراحت لتستمتع بمشاهدة الثياب فى الداخل , دون أن تجرؤ حتى على لمسها ..
وعلى الرغم مما سببته لها مديحة من شعور بالألم والمهانة , الا أن أول ما جال بخاطرها وهى تستعرض الثياب وبعفوية شديدة هو أن ترشدها الى ذلك المتجر , وقد تنايت كل ما حدث , وتذكرت فقط أن ابنة خالتها تهوى ذلك النوع من الثياب الفاخرة وأنها ستسعد حتما لو امتلكن أحدها وهى تسعد بدورها , عندما ترى سعادة مديحة , فهى لم تطمع يوما فى امتلاك ثوب فاخر , على الرغم من ان مديحة تتنازل لها من حين لآخر عن بعض ثيابها الغالية وكانت هى تكتفى برؤية الثوب الجديد على جسد مديحة , و .....
وفجأة ارتطمت بشخص ما وهى تتراجع الى الخلف لتأمل ثوب أنيق فاستدارت تغمغم فى ارتباك :
-معذرة .. اننى لم ....
لم تكتمل عبارتها وهفدت المفاجأة لسانها وهى تحدق فى وجه ذلك الشخص , قبل أن تهتف :
-أستاذ حسين ؟!
تطلع اليها فى دهشة وبدا وكأنه يبذل جهدا ليتذكرها قبل أن يهتف :
-يا الهى !! .. أنت ذات السبعة عشر ربيعا التى التقيت بها فى منزل حكمت هانم وراحت تتحدث بما يتجاوز عمرها .. أليس كذلك ؟
لم تجبه سماح وانما هتفت فى دهشة :
-ولكنهم أخبرونا أنك قد غادرت تونس !!
-من هؤلاء ؟
-أقصد موظف الاستقبال فى فندقك
-وهل ذهبت الى فندقى ؟
-نعم
-وحدك ؟
-بل مع خالتى ومديحة.
أطلق زفرة قصيرة عندما سمع اسم مديحة ثم تجاهل الأمر وهو يسألها :
-وما الذى طفعكم الى الذهاب الى فندقى ؟ .. بل ما الذى أتى بكم الى تونس ؟
ضايقها أنه يمطرها بالأسئلة منذ التقيا فسألته بدورها :
-وهل أزعجك هذا ؟
أجابها فى صراحة قاسية :
-لايمكننى أن أنكر هذا
ثم اردف متسائلا :
-ولكن لماذا اتيتم الى تونس ؟ . ومن أخبركم أننى أمتلك هذا الفندق ؟
صمتت برهة وهى تفكر .. أتخبره بالحقيقة أم لا ؟ . ووجدت نفسها تكرر ما سمعته من خالتها فى آلية :
-لقد جئنا للاستجمام والسياحة , فخالتى مريضة , وبقد نصحها الأطباء بالاستشفاء هنا ولقد علمنا من موظف فندقنا - بالمصادفة - أنك تمتلك فندقا فى تونس .
قالتها وهى تطرق بوجهها أرضا , وقد غمرها شعور عارم بالذنب , وانتظرت أن تتلقّى منه ردا الا أنه تحوّل عنها الى فتاة جميلة , أقبلت نحوه مرتدية ثوبا من الدانتيلا الزرقاء وهى تقول :
-ما رأيك ؟
أجابها فى هدوء :
-رائع .. دورى حول نفسك.
أطاعته الفتاة وهو يتأملها فى دقة ثم قال :
-حسنا , ستشاركين به فى عرض الأزياء الذى سيقام بفندقى يوم الأحد القادم , والآن اذهبى الى مدام ( سيمون ) واطلبى منها تضييق الخصر قليلا.
أطاعته الفتاة هذه المرة أيضا , وهى تُلقى اليه بقبلة فى الهواء فسألته سماح فى فضول :
-أهى صديقتك ؟
أطلق ضحكة قصيرة قبل أن يسألها :
-ما رأيك ؟
أجابته فى حرج :
-أنها جميلة جدا
تابع ضحكته وهو يقول :
-لست أتحدث عنها بل عن الثوب.
أجابته فى حماس :
-أنه رائع خلّاب.
-اترغبين فى اقتناء ثوب مثله ؟
-كل فتاة ترغب فى ذلك , ولكننى لا أمتلك ثمنه.
-لم أسألك عن الثمن , سألتك فقط عمّا اذا كنت ترغبين فى اقتناء ثوب مثله.
-لست اظنه يناسب فتاة مثلى.
ركز نظراته على وجهها وهو يقول :
-ولكنه يناسب فتاة مثل مديحة .. أليس كذلك ؟ .. انه يدخل ضمن الأشياء التى تعشقها , والتى تضحّى من أجلها بالكثير , وبعواطف رجل أحبّها بكل صدق واخلاص .





MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-12-18, 03:22 AM   #10

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


خُيّل اليها أن نظراته تحاصرها , كأنما هى المذنبة , فأدارت دفة الحديث قائلة:
-ولكن ماذا تقعل فى هذا المتجر ؟ .. أصديقتك هذه الفتاة أم خطيبتك ؟
ابتسم ابتسامة باهتة وهو يقول :
-أننى أمتلك هذا المتجر الى جوار الفندق ومصنع للملابس الرياضية و وهذه الفتاة ليست صديقتى أو خطيبتى , أنها عارضة ازياء تعمل لحسابى هنا , وفى عروض الأزياء التى أقيمها فى فندقى بين حين وآخر.
اكتسى وجهها بحمرة الخجل وهى تقول مبتسمة :
-ولكن تلك القُبلة , التى أرسلتها لك فى الهواء تفوق ذلك .
اتسعت ابتسامته وهو يقول :
-ما زال فهمك يتجاوز عمرك.
هتفت محتجّة :
-لم أعد صغيرة , اننى فى الثانية والعشرين من عمرى.
ضحك حسين قائلا :
-وعلى الرغم من ذلك , فما زالت معلوماتك قاصرة فى هذا المجال .. ان لى بعض الصديقات بالطبع , ولكن ليس على النحو الذى تتصوّرينه.
-ولكن الدنيا قد ابتسمت لك كما أرى , فأنت تمتلك فندقا ومحلا للأزياء ومصنعا للثياب الرياضية .. لقد صرت مليونيرا فى زمن قياسىّ.
-هذا صحيح , ولكن هذا لم يحدث دفعة واحدة .
-كيف حدث اذن ؟
-سأخبرك ولكن ليس هنا , فالمكان لا يصلح لذلك .
وأخبر مدير المتجر بأنه سيتغيّب بعض الوقت , ثم قال لـ سماح :
-هيّا .. سنذهب بسيارتى.
ولم تسأله عن المكان الذى سيذهب بها اليه ..
أنها حتى لم تحاول ..
لقد انساقت خلفه كالمسيّرة , وهى تشعر برغبة ملحّة فى معرفة قصته ..
وفى مرافقته ..







MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.