آخر 10 مشاركات
الطريق المسدود -روبرتا لي -عبير جديدة - عدد ممتاز (الكاتـب : Just Faith - )           »          سلام لعينيك *مميزة * "مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          أنا و زوجي و زوجته (1) سلسلة علاقات متشابكة *مكتملة * (الكاتـب : صابرين شعبان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-19, 02:03 PM   #101

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






الفصل الثامن والعشرون

ويدبرها الله ..

المجهول دائمًا مخيفًا لأنه يفتح المجال لكل الاحتمالات ..

لكن الخوف علي الاخرين والرغبة في حمايتهم من هذا المجهول لا يعنى ابدًا الانتحار.. ربما هو يرفض تحميل احدهم عواقب قرارته لكنه ايضًا ليس غبيًا أو متهورًا ليلقي بنفسه إلي التهلكة ..

كل قرار اتخذه كان بعد دراسة وتفكير ووزن لكل الامور حتى قرار زواجه الكارثي,, لكن علي الرغم من كل الدراسة والتأنى والذكاء هناك رجالًا كتب عليهم الشقاء من اجل الاخرين .. هذا هو قدره ومن يستطيع الهرب من قدره ..

وكانت لحظاته المسروقة من عمر الزمن مع زبيدة قبيل رحيله هي التي تحييه وتعطيه الطاقة ليواصل ما بدأه .. ورؤيتها في خطر زلزلت كيانه واصبح ممزقًا بينها وبين تحقيق هدفه وكان حقًا سيتخلى عن كل شيء لأجلها لولا الحاح معتصم عليه الذى كان وكأنه التقط الشعلة منه ..

وقالت " لن اموت لأجلك مجددًا " هل نجح في مسعاه وجعلها تحبه اقل لتتقبل غيابه ؟؟!!

وعلي الرغم من الألم الحارق لمجرد الفكرة لكن كانت تلك النتيجة التى يرجوها لأجلها ..

وذكرى شفتيها علي شفتيه تلهمه .. وامتنع عن الطعام والشراب ليكون طعم فمها هو اخر طعم يتذكره ..

لو كان فقط يستطيع لكان ردها لعصمته لتكون زوجته لأخر عمره حتى دونًا عن ارادتها لكنه حقًا لا يستطيع فعل ذلك بها .. مع أنه يعلم أنها مازالت تحبه نفس الحب لكن احيانًا الحب وحده لا يكفي للمواصلة ..

امنحينى اربعة وعشرون ساعة فقط يا زبيدة ولو بعدها كنت ما زلت اتنفس فسأقضى عمري كله في محاولة استعادتكِ ..

مقتل مطاوع لم يكن صدفة بل كان بناءً علي ترتيب وتخطيط والفاعل مازال طليقًا .. صحيح فادى اخبره أن الرصاصة اطلقت من منزل ماهر بعد تحديد وجهتها من القسم الجنائي لكن هذا لا يدينه ويستطيع تلبيسها لأي رجل من رجاله أو اعتبارها طلقة طائشة ..

وهذا لا يشفي غليله ..

وبدأ عقله في التفكير .. وترك هاتفه في منزله بعدما قطع الكهرباء متعمدًا وارسل رسالة لزبيدة يودعها فيها ومع اتفاق مع احد رجاله علي اعادة الكهرباء في ساعة معينة فسيعود الاتصال بالإنترنت وستصلها الرسالة ,, وكان حتميًا ترك هاتفه فربما يكون مراقبًا أو متتبعًا بأي طريقة واشتري خط وهاتف اخرين ليتمكن من الاتصال وتسيير اموره ..

وكان الطف جزء من خطته .. الكل يتوقع عودة غالب في سيارته الهامر المميزة لكنه ركب من القاهرة اتوبيس نقل عام يصله للموقف في المنيا ومن المنيا ركب في سيارة ربع نقل في صندوقها مع المسافرين الاخرين وهو يرتدى جلباب ويخفي وجهه بلثام ..

عذرًا معتصم لأنى اخلفت وعدى لك لأول مرة في حياتي لكن لا احد سيدفع ثمن قرارتي .. ربما فكرة مجلس العشر فكرة سديدة لكن لتتحقق عليه الوصول حيًا للبلدة وفي نفس الوقت لم يكن ليسمح بتعريض حياة بريئة للموت بسببه ..

المدافع الأليه لن تفرق في الاجساد وستحصد الجميع من علو وهذا امر لم يكن يسمح بحدوثه مطلقًا علي الرغم من استعداد معتصم التام للحرب ..

لن ييأس ماهر أو يهدأ حتى يصل هو إما سالمًا أو قتيلًا ويتعشم أن يصل سالمًا ..

ووضع صورة زبيدة نصب عينيه حتى اقترب من النجع فنطق الشهادتين وتشجع .. كان يتعمد عدم مراقبة الوجوه طوال رحلته كي لا يلفت إليه الانتباه لكنه كان يتأكد من صوب قراره من مراقبتهم في الخفاء .. أنها مجرد وجوه لأناس من حوله .. وجوه لفحتها الشمس من شدة الحرارة وظهرت عليها معالم التعب من شدة الارهاق والجري وراء لقمة العيش وفي النهاية نظير غلطة غير مقصودة قد يحاكمون ويقتلون ويدفنون وكأنهم حيوانات نافقة لا بشر ..

في قديم الزمان جدهم الأكبر كان هو أول من اسس للظلم وربما معتصم قاومه بتعقل لكنه تنحى حينما اكتشف أن روح العدل اهم من تطبيق العدل لمجرد أنه العدل وأن الظواهر ليست هي الحقيقة دائمًا وأن الدخان قد يتصاعد بدون نار ..

واخر جزء في خطته .. كان عليه استفزاز هدى لتظهر كل ما لديها ..

لأيام كان يتجاهل اتصالاتها ولا يجيب ليستفزها ثم في نفس توقيت الرسالة التي وصلت لزبيدة وصلت لهدى اخري تقول .. " ستعود زبيدة معي لمنزلها كزوجة اساسية للشيخ أما أنتِ فاعلمى مكانتكِ منعًا للخلاف والجدال .. أنتِ ستظلين الزوجة الثانية وحقوقكِ محفوظة "...

وانتظر ليري النتائج .. لم يحدد وقت لعودتها معه وبالتالي وقت لعودته لكنه حدد حدث هام واختبار .. عشر دقائق وسيصل لقلب النجع وستكون هدى استلمت رسالته وتصرفت بالصورة التي ينتظرها أن تتصرف بها وتمرر الخبر لماهر ..

لا احد كان يعلم بسفره المفاجئ للقاهرة سوى هي واقسم بالله يا هدى لو كنت مسؤولة بأي شكل عن موت مطاوع فستعرفين غالب علي حقيقته ..

**

صرخت بقهر وهى تلقي بهاتفها علي الفراش ..
- الخنزير الغبي ..
لقد تورطت في زواج لعين ..لا امتيازات علي الاطلاق سوى الطعام والشراب ..
اصبحت مسجونة في مضيفة من غرفتين وصالة لا اموال ولا هدايا ولا خروج ولا فسح وسفر ..
ثيابها الجميلة اعتلاها التراب من عدم الاستعمال ..
وتأملتهم بحسرة ..
لقد منعها غالب من الخروج حتى عودته والا ستكون طالقًا ولو حدث واضطرت للخروج فعليها اصطحاب ذلك الضخم الواقف علي الباب معها ..
لم تأخذ من الزواج من غالب سوى الحسرة والندامة ..وهى كانت تعتقده سهل الانقياد وستحكم هي ..
وعادت للصراخ بقهر ..
لقد فازت زبيدة عليها وستأخذ كل شيء ..
لا ليس كل شيء والتقطت الهاتف واتصلت بماهر ..
ستضع حدًا لكل ما يحدث وإن فلت من الموت مرة فلن يفلت مجددًا ..


**

واغلق ماهر الخط ثم صرخ بغضب هادر ..

- الحقير سيعيد زوجته للنجع معه .. نبه علي الرجال احكام التصويب عليه لا اريد اصابة زبيدة ..

وعلي الرغم من غضبه حاول يونس التظاهر بالهدوء ..

- وكيف علمت سيدى ..؟؟ ربما تكون خدعة للتمويه ..

وابتسم بانتصار ..

- معلوماتي مؤكدة من داخل فراش غالب نفسه ..

تصريحه المتبجح الفخور بالزنا لا يقبل الشك ..

اذًا هدى تخون غالب وتمرر الأخبار لماهر .. هكذا علم عن سفر غالب للقاهرة وهكذا قُتل مطاوع ..

كان يحتاج للأخذ بالثأر لكنه لو فعل ستصبح كل الاحلام في خبر كان ..

وكل الحديث عن التغيير سيكون مزيفًا ,, طالما لا يستطيع الانسان البدء بنفسه اذًا لا امل ..

الصبر جميل وعشمه في غالب يزداد وايمانه بالقضية يترسخ ويتعمق مما منحه الهدوء الظاهري الذى يتمناه ..

غالب لن يتخلى عنهم مطلقًا وسيعود للمجلس غدًا ليلغيه كما وعد واتصال مفاجئ من سيد مرافق غالب في القاهرة جعله يصدم ..

أه ألم اخبرك يا سيد ألا تتصل بي مطلقًا ..؟؟ أنت تغامر بكشفي ..

ووجهه الذى احمر جعل ماهر يقول ..

- اتصال من سيدة ..!! الهذا تبدو مرتبكًا ..؟؟

وصمته جعله يقول ..

- هل هي متزوجة لذلك تخشبت ..؟؟

وربت علي كتفه ..

- تكلم بحريتك يا رجل أنا يهمني سعادة رجالي من جميع النواحي ..

وتنفس يونس الصعداء وهو يتنحى جانبًا ويجيب ..

- ألم اخبركِ ألا تتصلي بي مطلقًا ..

واجابة سيد صدمته ..

- السيد غالب اختفي من القاهرة وارسل رسالة لزوجته منذ عشر دقائق يخبرها فيها أنه علي اعتاب النجع سأخبرك لاحقًا كيف علمت لكن المهم الآن أن تتصرف هو غالبًا في النجع الآن أو علي وشك الوصول ..

ومن بعيد راقبه ماهر وهو يتحدث في هاتفه بتوتر ملحوظ وامر رجله بمكر ..

- هناك امر لا يريحني بخصوصه .. ضع عينيك عليه ولا تدعه يغيب عن نظرك .. سنري ماذا تخفي يا يونس ..؟؟

**

وتخشب وحبس انفاسه وانتظر رحيل رجال زكى .. لم يكن يتوقع أنه سيخرج حيًا من ذلك الوكر ..

كم كان غبيًا ليعمى بأموال غسان وينخدع كالغر الساذج وينفذ ما ارده تمامًا..

ستري يا غسان الكلب ..

وابتسم بتشفي وهو يتخلص من قيود يديه ويحاول شق طريق للخروج من خارج مكب النفايات الذي القوه فيه رجال زكى ويستعد لإيصال الرسالة لغسان بتشفي حتى سمع انين وتأوهات تصدر من جواره ..

وازاح القمامة ليجد جسد انثي عاريًا وغارقًا في الدماء ومشوهً بطريقة بشعة فابتعد برعب وهو يصرخ من الصدمة ..

وعلي صرخاته تجمع العديد من الأشخاص والتقطوهما خارجًا وهما يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله,, لا حول ولا قوة إلا بالله ..

ولمح نصف وجهها السليم اثناء اخراجها وعلم من هي ..

ودفع منقذيه بعنف وركض ليهرب بجلده ..

**

- غسان جدت امور,, غالب رحل بمفرده وأنا سأرحل فورًا .. لن تخذلني اليس كذلك ..؟؟

- لا معتصم لن افعل .. لكن اليس خطيرًا أن ترحل بمفردك ..؟

- لا تخشي علي أنا سأرحل مع حراستي وحراسة زوجتي ومن الأساس لم اكن أنا المعنى بالأمر ..

- لكنك رأس الافعى معتصم صدقني,, بدونك غالب لن يفعل شيئًا ..

- أنت تبخسه حقه .. كلًا منا له طريقته .. لكل شيخ طريقته كما يقولون .. عدني غسان لم يعد أمامي وقت ..

- اعدك معتصم سأكون هناك في الموعد ..

- إلي اللقاء غسان أنا اثق في حكمتك الآن لديك وسيلة للتكفير عن كل ذنوبك .. خير الناس انفعهم للناس تذكر ذلك ..

ربما يحتاج فقط أن يكفرعن ذنوبه تجاه اريام ..

منذ ذلك اليوم والعلاقة بينهما شبه معدومة .. كان يريدها في فراشه لتعلم أنها زوجته وتتأكد من مكانتها كزوجة لا خادمة وحينما انتهى كان يعتقد أن الكراهية ستختفي وضمها رغمًا عن كل مقاومتها ومحاولتها للفرار وهو يقول ..

- الخادمة لا تكون في فراشي اريام ..

وفاجأته وقالت بكراهية ..

- لكن الجارية تفعل .. عدد غسان خادمة, جارية ,عاهرة كلهم صفاتي الحالية وأنت من حولتني لهم ..

وثبت عينيها لتواجه عينيه ..

- لا تنكري اريام .. للحظات اختفت الكراهية .. للحظات شعرت بعذوبتكِ ووصلت لقاعكِ بدون دروعكِ الشائكة التى ترتديها دائمًا .. للحظات اختفي حتى خوفكِ منى واندمجنا لنصير شيئًا واحدًا ..

- لا توهم نفسك غسان بما لم يحدث .. لكن ماذا تتوقع من مغتصب .. ؟؟ أنت لا تهتم سوى لشهواتك ورغباتك ولا تتوقف حتى للتفكير فيما اريده وفي كل مرة تلمسنى فيها سيكون اسمه اغتصاب ..

- هل هذا رأيكِ في حقًا اريام ..؟؟

- لا مخطىء هذا فقط جزء صغيرمما اعتقده فيك ..

وقفز من الفراش ليداري رغبته في الصراخ .. لا امل مطلقًا في اصلاح الأمور بينهما ..

هي تفكيرها كله سوداوي مفعمًا بالكراهية وهو اقترب من الاعتراف الأخير .. هذه المشاعر المربكة الجامحة التى يشعر بها لا تفسير له سوى أنه اصبح عاشقًا للنخاع ولو فقط يتجرأ ويقول " اريام أنا احبكِ " ..

لكن اعترافه الأخير ذاك سيكون النصل الذى ستغرزه في قلبه قبل أن تشرب نخب انتصارها ..

**

وضمتها بحنان غامر ..

- دعينى اتأمل بطنكِ حبيبتي ..

لم تكبر بعد يا أمي ..

وضمتها مجددًا ..

- أمي .. يسلم فمكِ حبيبتي .. طالما تمنيت أن تكون لي ابنة جميلة مثلكِ ..

وشددت هبة من ضمها .. الصبر جميل حقًا ..

صبرها كان له ثمن .. كان ثمنه عائلة ..

- كيف حال ولدى معكِ ..؟؟

وابتسمت هبة بإحراج ..

- يبدو عليكما حبيبتي .. لكنى احب سماعها منكِ ..

- يكفي أن اخبركِ أنى سعيدة بسبب نصائحكِ .. شكرًا لكِ أمي ..

كانت اخبرتها حرفيًا .." شعليليه " ..

- اتمنى من الله أن يسعدكما للأبد وأن اعيش لأري حفيدي الصغير .. شكرًا لكِ أنتِ يا هبة علي منحى حفيدًا لولاكِ حبيبتي ما كان ادهم تزوج من الأساس ..

- اطال الله في عمركِ وبارك فيه .. ستزوجين حفيدكِ عن شاء الله وتفرحين به ..

وابتسمت نجية بفخر ..

- هل علمتما أنه صبي ..؟؟

- لا مازال باكرًا لكنى اشعر بذلك .. أنا اريد اطفال عدة صبيان وبنات,, اريد عزوة تجعلني اعوض وحدتي لكنى ارغب بصبي اولًا .. لطالما تمنيت أن يكون لي شقيق اكبر منى .. كنت اشعر بالضياع حتى دخل ادهم حياتي ولونها بكل الوان الطيف ..

وفجأة شعرت بادهم يجذبها ويعتذر لوالدته ..

- أمي اريد هبة بضعة دقائق ..

كان يبدو متوترًا للغاية وشعرت بالرعب .. لأول مرة تراه هكذا ..

- ادهم ما بك ..؟؟

وشدد ضغطه علي كفيها ..

- هبة أنا سأغادر غدًا صباحًا للمنيا وسأعود في اقرب وقت لن اغيب وأنتِ ستبقين هنا وعديني لا تحاولي الخروج خارج المنزل حتى اعود .. لا تجعليني اموت رعبًا هبة,, أنا التزمت بوعد ولا استطيع خرقه فريحينى وعديني بعدم الحركة ..

واصفر وجهها من الرعب وباتت علي وشك فقدان الوعى ..

- ادهم ارجوك اخبرني ما يحدث .. أنا لن اسمح لك بالسفر بدوني ..

- هبة الأمر جدًا جدى .. هل تتذكرين عبده البلطجي ..؟؟ لقد خرج من السجن لا اعلم كيف فهو كان محكومًا بالمؤبد ويهدد بإيذائكِ اذا لم ادفع له الأموال ..

وضمها بقوة ..

- هبة اموال العالم مجتمعة لا تعنيني لكنى اخشي أن يؤذيكِ علي الرغم من الدفع لذلك ارجوكِ لا تخرجي حتى اعود من المنيا وأتولى هذا الأمر ..

وهزت رأسها بعناد ..

- لا ادهم لن تسافر بدوني .. سأرافقك ..

- هبة ارجوكِ ..

- مستحيل ادهم إما أن ارافقك وإلا لن تسافر ..

وأمام الحاحها اتصل بمعتصم .. لا يستطيع مطلقًا رفض أي امر لها ..

للأسف لا يستطيع ..

وقال بلهفة ..

- معتصم أنا في ورطة .. هناك من يهدد بإيذاء زوجتي لو لم ادفع له الأموال وهى تصر علي الحضور معي ولا استطيع رفض طلبها وإلا لن تسمح لي بالسفر فهل اعتمد عليك بأن المكان سيكون مؤمنًا ..؟؟

والحديث جذب انتباهه بشدة هل من المعقول أن تكون صدفة ..؟؟

هناك من يتتبع زوجات الاثرياء ويهدد بإيذائهن .. لقد اخبره غسان نفس الكلام منذ ما يقرب من دقيقتين ..

ماذا يحدث بالضبط ؟؟

اه لا شيرويت .. لكن من يتجرأ فقط في التفكير بالمساس بها فسيمزقه بيديه العارتين ..

- لا تخشي شيئًا المكان سيكون آمنا إن شاء الله وبعد أن ننتهى من مهمتنا سنجعل هؤلاء الأوغاد يندمون علي اليوم الذى ولدوا فيه ثق بي واطمئن ..

**

وتأكيدات مصيلحى وعيسي وجابر تجعله يجن ..

هناك شيء غير مفهوم حدث ..

سيارة غالب لم تمر من المنيا حتى وإلا لكان مصيلحى شاهداها ..

هل من المعقول أنه اتى بدون سيارته ؟؟

وعاد للاتصال بجابر ..

- جابر هل أنت أكيدًا من انك لم تري سيارة السيد غالب ..؟؟

- بالطبع يا يونس لم يمر سوى سيارة ربع نقل في خلال الساعة الأخيرة ..

- ماذا ..؟؟ عد للنجع فورًا .. السيد غالب في خطر لقد اصبح بالداخل بالفعل.. منذ متى مرت عليك السيارة ؟؟

- من عشر دقائق تقريبًا ..

حينما قال علي اعتاب النجع .. اذًا أمامه عشر دقائق اخري علي الأكثر وربما يكون بالداخل هو يضع في حسابه كل الاحتمالات ..

كان يركض ليكسب الوقت ويتصل بكل الرجال لإعطاء اشارة البدء .. مع وقت الغروب المشاعل ستبقي النور .. لن يذهب النور اليوم .. سيضيئون شموسًا صغيرة .. ستكون ثلاثمائة شمس مشرقة ..

سيجدون غالب قبل ماهر الحلم لن يموت ابدًا ..

**

- اقتربنا يا ماهر .. حتى ولو لم يمت ذلك اللعين .. لقد تمكنت من كل كبار العشائر .. غدًا سنخلع غالب من منصبه وستكون أنت الأقرب صدقني ..

- اشعر بالتوتر أبي .. هل تعتمد فقط علي هؤلاء العجائز .. ؟؟

- ربما هم حفنة من العجائز لكنهم قوة لا يستهان بها .. لن يتمكن غالب من الصمود ..

- ومعتصم ..

وابتسم بشماتة ..

- معتصم انتهى .. لقد افلح فالح حقًا في تدميره .. لم يتجاوز بعد صدمة وفاة ابنة واصبح النجع وكل ما فيه لا يشغلوا باله .. اطمئن من ناحيته ..

- وعائلة الشامى ..؟؟ اليسوا هم الاحق بالمنصب ..؟؟!!

- اخبرتك العجائز معى وراضى وفادى من نفس عينة غالب ومعتصم وكانت عينة فاسدة متمردة تدعو لدين جديد أما نحن فمن الطينة القديمة ,, صدقنى نحن ايضًا سمالوطية حتى ولو درجة ثانية ..

- لن ارتاح حتى يسقط غالب جثة هامدة .. إلي متى أبي سنظل سمالوطيه درجة ثانية ..؟؟

ونجح في استفزاز والده .. كان يضغط بكل قوة .. كان يضغط حيث يعلم أين يكون الضغط لتنفيذ ما يريد ..

- سنكون درجة اولي بأي ثمن ماهر اعدك بذلك .. اختفي أنت حتى الغد .. لا اريد أن اراك تتجول في العلن حتى انعقاد المجلس فالاحتياط واجب واترك لي كل شيء .. الهلالية والبهنساوية في جيبي الصغير والباقيين في الطريق اطمئن .. غدًا سنعيد المجلس بشيخ جديد وستكون أنت هو ذلك الشيخ ..

واغمض ماهر عينيه وهو يحلم ب غدًا .. اخيرًا حلم السنوات يتحقق ..

**

-اه يا معتصم يبدو أن فالح لم يقبل عرضي لا اعلم ماذا تفعل تلك الافعى لتأكل عقول الرجال ..؟؟
- ليس كلهم حلوتي لو اقتربت منى ستعلم من أنا ..
- اه صحيح نسيت أنت تتزوج برغبتك لا برغبة احد اخر ..
وضرب مقود السيارة بغضب ..


- لا تفوتين فرصة للانتقام صحيح ..؟؟ حتى علي الرغم من انى اعلم انكِ سامحتينى لكن كيف تمررين هذه الفرصة ؟؟ لن تكوني شيرويت اذا لم تفعلي .. عامة توتري اليوم يجعلني فظًا فلا تستفزيني .. سيكون أمامنا عمرًا بحاله للعتاب شيرويت لكن لمصلحة البشرية حقًا تجنبي استفزازي اليوم,, أنا احتاجكِ الآن شيرويت " المرأة الحديدية " لتدعمني فنتجاوز هذه المحنة لا شيرويت الضعيفة العادية التي هربت من المواجهة .. ايلامنا لبعضنا اليوم فكرة غير صائبة علي الاطلاق ..

جملتها حقًا لم تكن في محلها ابدًا اليوم والأعصاب مشدودة علي اخرها حتى باتت اقرب للتمزق الكامل ولا تحتمل تقليب الماضي حتى ولو علي سبيل المزاح اللئيم الذى يعكر الدم ..

والقت نظرة للتأكد من نوم ريان وحمزة .. لا يجوز حتى سماعهما لهذا الحوار حتى في نومهما .. اخفقتِ بالفعل شيرويت ..

- حسنًا حسنًا .. معك حق بالطبع سنؤجل العتاب للاحقًا معتصم ..

وبذكاء ادارت دفة الحديث ..

- هل سفر زبيدة آمنا لها ..؟؟ هي لم تتعافي بعد ..

- وهل كانت هناك قوة علي وجه الأرض ستثنيها عن السفر ..؟؟ مصير غالب مجهولًا ونحن كان علينا اللحاق به في دقائق بدون ترتيب .. حتى سيارة مستشفى البسطاويسي التي كانت ستحضر في الفجر لم استطع انتظارها لتحضر فورًا وتقلها كما اتفقنا .. لكن بفضلكِ شيرويت وبفضل الطريق الذى اصلحتيه سيكون الطريق آمنًا بلا مطبات أو عراقيل وهى تسترخى في المقعد الخلفي للسيارة الأخرى فلا تقلقي عليها,, هي اقوى مما تظهر ..

- ماذا سنفعل معتصم ..؟؟

- حقًا لا اعلم أنا احاول انقاذ ما يمكن انقاذه .. غالب ترك سيارته والاحتمال الأكبر أنه يتنقل متخفيًا وهذا يفيده ويمنحه الوقت حتى نصل .. يقول الله تعالى .. " أنا عند ظن عبدي بي " وكلي حسن ظن بالله .. سيدبرها الله من حيث لا ندري ..

**

كان لا يعلم الصواب .. هل يخبرها بما علمه للتو أم لا ..؟؟

في حياته لم يكن ابدًا مرتبكًا متخبطًا هكذا .. منذ دخولها لحياته وهو يتصرف برعونة وتخبط ويفشل في التفكير المنطقي السليم الذى اعتاد عليه..

كان يتوقع حقًا أن يؤذى زكى نشوى لكنه شعر بسوء بالغ حينما حدث هذا الجزاء من جنس العمل هذا واقع لكن احيانًا اعمالنا البشعة لا تظهر بشاعتها إلا حينما نجبر علي الدفع بالمثل ..

وكان من الممكن حقًا أن تكون اريام هي من تواجه ذاك المصير البشع ..

هو اذاها بالفعل لكنه حماها من مصائب عدة كانت قد ورطت نفسها فيها ..

في النهاية هي مجرد طفلة طائشة متهورة وحينما لسعت بالنار تبدل حالها وعلمت انها تريد لنفسها افضل من ذلك المستنقع التي كانت تهرول اليه ..

- اريام .. أنا..

ونظرت للجهة الأخرى من الطريق ..

وتوقف عن الكلام .. كانت تصده بكل الطريق وكأنه حينما اجبرها علي العلاقة الزوجية مجددًا قطع كل طريق كان يصله بها .. لقد انطفئت روحها حقًا هذه المرة ..

في الأيام السابقة وقبل موقعة الفراش الأخيرة كانت قد استعادت جزء من طاقتها وكانت علي الرغم من حزنها تزدهر لكن بما فعله اطفيء روحها بالكامل وفقدها حقًا هذه المرة ..

كان يريد الحديث لكن وجود اياد معهما يمنعه ..

ولم يعد أمامه سوى اخبارها عن نشوى فربما يخترق حاجز الضباب الذى وضعته حولها ..

- اريام .. نشوى في المستشفى في حالة خطيرة ..

وانتبهت وعادت للنظر اليه بدهشة .. هو لا يطيق سماع اسمها و الآن يخبرها عن مرضها بكل بساطة وكأنها صديقتها ويهتم حقًا لأمرها لأنها هي تهتم فيخبرها عن اخر اخبارها ..

وعجزت عن الفهم .. وسألته بعدم فهم ..

- وكيف علمت ..؟؟ وماذا بها ..؟

- علمت لأنى تسببت فيما حدث لها اريام واجابة سؤالكِ الثاني هي نفسها اجابة سؤالك الأول ..

والتفت لإياد واعطاه سماعات اذن ليكمل مشاهدة فيلمه المفضل ..

وبكلمات مقتضبة اخبرها بكل ما حدث .. واكتشف انها المرة الأولي التي يتحدث فيها معها ويخبرها عما فعله .. حديث فيه متحدث ومستمع ..

كان بحاجة لإخبارها عن الكاميرات وعن اشرف وعن باهى وعن كل شيء..

كان يخبرها بما فعله لأجلها .. كان يحتاج لذلك ليقلل من كراهيتها له .. وكانت تستمع بصمت لكنها شهقت بارتياع حينما اخبرها عن الجزء الخاص بماء النار ..

وانهمرت دموعها غضبًا ورعبًا واشفاقًا وحيرة ..

غضب من غسان ومن نشوى ومن زكى ورعب من زكى واشفاقًا علي نشوى ..

مشاعر لا منطقية تجعلها تذبذب بين القبول والرفض .. بين الثناء والذم ..

هل غسان بطل مغوار أم نذلًا وجبان وعديم الرحمة ..؟؟

وهتف بها غسان بلا رحمة ..

- كنتِ إما أنتِ أو هي ,, لم يكن هناك بديل .. هل كنتِ تفضلين أن تكوني مكانها .. ؟؟ هي جلبت الخراب والدمار وتذوقتهما اريام .. لو لم افعل ذلك فما كانت ستتوقف عن اذيتكِ وتهديدكِ .. كنتِ ستعيشين في رعب وربما كنت اخفق في حمايتكِ فتتأذين وأنا لا استطيع تحمل هذه المخاطرة وما لا تعرفينه أن الحقير زكى مازال يهدد بتشويهكِ إن لم ادفع له مليون جنية .. هل ما زلتِ تشفقين عليها ..؟؟

**

ووصلت السيارة اخيرًا لمرساها .. وجهته معلومة ومحددة ..

التنوير ..

محاربة الظلام بالنور مقاومة الجهل والظلم والأمراض ..

توفير حياة كريمة لكل الناس .. لا شروط لا تنازلات فقط حياة كريمة مستحقة للجميع ..

وترجل من السيارة في الموقف المزدحم المكتظ بالبشر .. كان موقف سيارات مجمع لعدة نجوع قريبة لكن كان هذا افضل حل توصل له ليصل النجع أو قريبًا منه بالأصح بدون أن يكشف عن نفسه ..

سيارات مميزة باللون الأبيض والأزرق تقف بعشوائية وعوادم خانقة تعبئ الجو الصيفي الحار وتجلب الظلام قبل موعد حلوله الرسمي من سماكة دخانها الكثيف ..

كلًا يحمل همومه وحموله واوجاعه ويسير ليعمر الأرض ..

أنت يا هذا شاركني حملك وأنت ما بك لماذا تسير محنى الظهر هكذا ..؟؟

لأجلكم اعمل .. نية خالصة لوجه الله بدون أي رياء ..
وبدأ في السير في اتجاه النجع من جهة الطريق الترابي .. هما فقط بضع من الكيلومترات البسيطة تفصلاه عن مدخل النجع وسيكون في المواجهة ..


وعلي جانبي الطريق كانت تقع ارضه التي ورثها من والده ..

كانت مزدهرة بزراعات نضرة والوان مبهجة للعين ..

أرض اولاده من بعده ويريد أن يريح ضميره من أي شبهة حرمانيه فيما يملك برد المظالم حتى ولو لم يكن هو فاعلها وحتى ولو لا يملك دليلًا قاطعًا علي كيفية حصول جده علي تلك الأراضي لكن عليه التحري جيدًا وسابقًا كان يملك العقل فقط أما اليوم فهو يملك العقل والعزيمة والاصرار ..

حالة النجع تحسنت لن ينكر بأموال شيرويت التي ضختها لخدمته وبمساندة معتصم لها فلم يتبقى له دور سوى هذا الدور الذى وجد نفسه يلعبه .. " التنوير " ..

تحرير العقول للاستفادة من الامكانات التي تستطيع شيرويت تقديمها .. هي تستخدم كل نصيب اكرم حكيم الهائل في اعمال الخير ولتنجح تمامًا عليه محاربة الفساد ..

وافكاره تشعبت حتى أنه لم ينتبه للرجلين اللذان ظهرا أمامه من العدم ..

وتمالك نفسه وحاول عدم التركيز معهما كيلا يلفت انتباههما إليه لكن ليس من المألوف أن يقابل ملثمين يتجولان في طريق النجع ويحملان الأسلحة ..

بالتأكيد هما من رجال ماهر ..

واقترب منه الرجلين واحاطاه بصورة مريبة وشهر كل منهما سلاحه في وجهه ..

ليته حمل سلاحه معه لكنه كان من المستحيل التنقل في وسائل النقل العام مسلحًا حتى ولو بسلاح مرخص ..

والشك عادة يحسب لصالح الشخص لكن في حالته سيقتلونه اولًا ثم يتأكدون من هويته لاحقًا ..

لو حانت النهاية لن يموت جبانًا ملثمًا .. سيكشف عن وجهه وسينظر في عينيهما بتحدي ..

وازاح اللثام بثبات ..

وتوتر الرجلين من ثباته .. وشعرا بالخوف لتنقلب الآية ويخاف المسلح من الاعزل ..

هذا الرجل لا يهاب حتى الموت وارتعشت كفوفهما علي اسلحتهما ..

وبأصابع مهزوزة لامست الزناد ونوت علي القتل .. ليتك ظللت ملثمًا لتجنبنا تلك الرهبة ..

واتجهت افكار غالب لزبيدة وللأرض التي يراها من حوله .. لنزهتهما في الماضي هنا وبالتحديد في هذا المكان" في ارضه التى يفخر بها " ويحميها بحياته وبنفس درجة حمايته لزبيدة فهى ايضًا عرضه .. وزبيدة كانت تجلس معه بسعادة في نزهة بسيطة لشي الذرة وشم الهواء ..

وسمعها تهتف بخجل " أنا ايضًا احبك غالب "

أنتِ معي حبيبتي .. هنا في قلبي ..

وسمع الطلقات تدوى بجواره فاغلق عينيه واستحضر الشهادتين ..

**




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 02:06 PM   #102

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





الفصل التاسع والعشرون ..

لا صوت يعلو علي صوت الحق

صوت الحق اعلي حتى من صوت الرصاص ..
عودة لدقائق سابقة ..
ما قاله له سيد جعله يغادر فورًا .. وبعودة غالب لم يعد هناك ما يهمه لدى ماهر لذلك لم يهتم حتى ولو اكتشفه وركب سيارته وانطلق ..
كان يحارب الزمن الذى لا يرحم ليصل في الوقت المناسب وكان يجري الاتصالات ويجمع الناس حتى تلقى اتصال من جابر ..


- اخيرًا تمكنت من الاتصال بك .. هناك ملثم هيئته تبدو كهيئة السيد غالب يمر في الطريق الترابي ..

- هل تلمح أي شيئًا مريبًا من حوله ..؟؟

- حتى الآن لا ..

- حسنًا جابر ابقي كما أنت وسيصلك الدعم حالًا.. وابلغنى بأي جديد علي الفور ..

وعاد لجمع الناس .. سيكون هذا الملثم هو غالب بعون الله,, يفصله فقط خمس دقائق عن بداية الطريق الترابي ووصل اخيرًا وركن سيارته وتسلل وهو يحمل مشعله وقلبه يخفق بعنف هل تأخر وفات الأوان ..؟؟

الطريق يبدو هادئًا والظلام علي وشك القدوم ووسع من خطاه ولمح من بعيد ظلال تتحرك ومن حيث لا يدري هجم عليه رجل قوى كالثور جعل مشعله يسقط ..

انه فانوس مساعد ماهر .. اذًا ماهر جعله يراقبه وبالتأكيد ابلغ الرجلين عن مكانه ,, وهذا يعنى انتباههم لمكان غالب بالتبعية ..

ولعن غبائه الذى جعله لا ينتبه ولا يحتاط .. والوضع اصبح مسألة حياه أو موت وذلك الضخم يبدو مصرًا علي قتله وهذا يمنحه الحافز ليفعل بالمثل حيث أن حياته ليست هى فقط التى في خطر بل حياة غالب ايضًا ..

وركله بقدمه في بطنه بقوة جعلته يتراجع للخلف قليلًا كان يسعى لكسب الوقت والتقط مشعله وفور اقتراب فانوس منه اشعل النار في المشعل فهب في وجه فانوس واشتعلت النيران فيه وصرخاته مزقت قلبه لكن البادى اظلم .. للأسف لن تكون سلمية تمامًا كما كان يتمنى ..

وظل فانوس يدور في الهواء ويصرخ والنيران تتوهج من حوله حتى سقط جثة هامدة ونهض هو ليواصل طريقه ركضًا ووقف في منتصف الطريق مصدومًا من هول ما رأي ..

لقد تأخر بالفعل لقد كان السيد غالب يقف كأسد جسور في مواجهة رجلي ماهر وهما يصوبان عليه اسلحتهما .. ولعن نفسه لحرصه علي عدم حمل اسلحة .. كم يحتاج لسلاحه الآن ..

كل ما عمل لأجله ينهار ..

غالب ليس مجرد شخص بل هو رمز لثورة ربما ستخمد بموت رمزها ناهيك عن فقدان شخص صالح مثله ..

ويا لها من حسرة فقد سمع صوت اطلاق النار وانطلقت اربعة طلقات في نفس الوقت ولدهشته ظل السيد غالب شامخًا كما هو وسقط الرجلان ارضًا وظهر من خلفهما السيد راضي وهو يحمل سلاحه وفوهة مسدسه تخرج دخانًا كثيفًا وفجأة صرخ السيد غالب من الألم وسقط ارضًا ..

اللعنة ..

الرصاصتان اللتان اطلقهما الرجلان صحيح اخطئتا هدفهما بفضل السيد راضى لكن احدهما استقرت في فخذه ..

وسمعه يقول لراضي بتهكم علي الرغم من المه ..

- لم اكن اتوقع يومًا أنى سأسعد برؤيتك هكذا نسيبي ..

وركض يونس للمساعدة في انقاذه لكن غالب منعه وحاول الابتعاد وهو يقول ..

- ابتعد أنت من رجال ماهر ..

لكن غالب اشار له ليتطلع لشيء خلفه ونظر ..

في نفس اللحظة اشعل المئات الذين حضروا للمكان مشاعلهم ليتحول الليل لنهار ..

وقال راضي ..

- لا غالب هو يقود هؤلاء من اجل دعمك ..

**

احيانًا وعلي الرغم من اقتناعك التام بكل ما تفعله لكن يراودك الشك في صواب ما فعلت .. تتردد وتحتار وخصوصًا حينما يكون قرارك له تضحيات وعواقب .. حينما يكون قرارك مؤثرًا في حياة البعض سواء بالسلب أو بالإيجاب تحتاط بزيادة وتعود لنقطة البداية وتعجز عن عبور الخط ..

والمشاعل التي انارت الطريق للنجع كانت تنير نفس المسار في قلبه ..

حقًا لقد صدق وعده فلمس هذا قلوب البسطاء الذين حملوه علي الأعناق واغرقت دمائه اكتافهم .. في الطبيعي لم يكن ليسمح بحملهم له لكن الالم جعله يرضخ وعلم أن هذا حقًا يريحهم ويرضيهم .. أن يحملوا رمزهم هو ما يمنحهم المثابرة والعزيمة والهدف ..

سيدخل النجع محاطًا بالمشاعل ومحمولا علي الأعناق .. اول درجة في درج حلمهم تحقق وهذا يمنحهم الأمل بأن باقي ما خططوا له ممكنًا .. - معتصم أين انتم .. ؟؟

لقد كان يقود علي سرعة تقارب من المائة وسبعين ليصل في اقرب وقت منذ أن خرج من القاهرة ويتعشم أن يصل قبل فوات الأوان ..

- علي مشارف المنيا راضي ماذا حدث ..؟

واوجز راضي ما حدث ..

والاثارة التي شعر بها اوقفت كل شعر جسده .. كانت اثارة خالصة ممزوجة بالرهبة .. من كان يتوقع أن يتفاعل البسطاء هكذا ؟؟

" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "

وصدقت يا غالب ..

غسان .. نعم غسان هو المنقذ ..

- غسان لقد اصيب غالب بطلق ناري في فخذه ..

- علمت كل ما حدث معتصم من زيدان .. الذهاب للمستشفى الآن يضعف الرمز ويجعله يخبو .. اجعلهم يحملوه لمنزله وأنا سأقابلكم هناك بعد اربعين دقيقة ..

ووجه غسان حديثه لأريام ..

- اعتذر منكِ اريام لقد اصيب غالب بطلق ناري وسأذهب إليه,, سيكون عليكِ التوجه للمنزل مع زيدان وأنا سأحضر بعدما انتهى ..

هل حقا يأخذ رأيها ويعتذر ..؟؟ افعل ما تريده غسان كل ما اريده هو الوصول فقيادتك بتلك السرعة الرهيبة جعلتني علي وشك التقيؤ ..

**

الطريق للنجع في سيارة كان سيختصر الوقت لكن علي الاقدام صحيح يطول الطريق لكن ينشر معه النور ..

وحين حُمل غالب محاطًا بالمشاعل انتشر النور حقًا وهربت كل الثعالب لجحورها واستقبلتهن النسوة بالزغاريد ..

ووصل الجميع في نفس الوقت ..

وعلي باب منزله اصر غالب علي الوقوف وانتظر سيارة زبيدة التي وصلت بعده بدقائق قليلة ..

وتحامل وعرج حتى وصل لسيارتها وحملها بين ذراعيه بحرص ..

وهتفت برعب ..

- غالب أنت مصاب ..

- لا تخافي حبيبتي أنا بخير ..

فاخفت وجهها في صدره ..

وادخلها للمنزل وارقدها علي الاريكة وركع عند قدميها .. و لمس جرحه بكفه وكتب بدمائه علي الأرض تحتها .. " احبكِ " ثم فقد الوعى ..

وصرخت بارتياع وازاحهم غسان وهتف بمعتصم ..

- انقلوه لغرفته علي الفور ..

وصرخ بصوت عالي بعدما عاين الجرح بسرعة ..

- غالب بخير هو فقط فقد الوعى من الألم ومن الصدمة النزفية وبعد بضعة ساعات سيكون بخير..

ستكون بخير يا غالب .. لابد وأن تكون ..

وصدق حدسه وبمهارة استخرج الرصاصة .. حالة غالب مستقرة تمامًا ولا شيء يدعو للخوف .. وربما سقط غائبًا عن الوعى لمجرد احتياجه للنوم والمحاليل التى علقها لها ستعيد ملىء عروقه وتنفخها وسيعالج فقر الدم لاحقًا .. كان يبدو عليه أنه لم ينم منذ اسابيع .. وخلع قفازيه والتفت لمعتصم ليقول ..

- انتهيت وسيكون بخير ..

وكتب له وصفة العلاج وتنفس الصعداء ..

الحمد لله مرت بسلام ..

**

واستعاد وعيه وهو يشهق .. لقد غلبه النوم .. كان يشعر بفراغ داخلي كبير وشعر بيد زبيدة تحتوى كفه ..

كانت تجلس لجواره .. وبعينين دامعتين سألته ..

- هل أنت بخير ..؟؟

- لا تخافي حبيبتي أنا لم اكن من قبل بخير كالآن .. سامحينى زبيدة كنت اريد الحديث معكِ لكن اعدك غدًا سيكون لنا كل الوقت أما الآن فهو وقت العمل ..

- غالب استرح أنت بحاجة للراحة .. الجميع سينال قسطًا من الراحة حتى معتصم ..

- سأرتاح غدًا .. لو تريدين مصلحتي زبيدة ارسلي لي يونس بدلًا من أن اذهب واحضره بنفسي ..

وأمام اصراره استسلمت .. وانسحبت لترقد علي الاريكة التي ارقدها عليها من قبل وتتأمل كلمة " احبكِ " وقلبها مازال يخفق بنفس العنف .. ووضعت شيرويت عليها غطاءً لأنها تأكدت أنها لن تبرح مكانها حتى ينتهى الامر ..

وتعلق غالب في يد يونس وهو يقول ..

- يونس .. اعد الحديقة لصلاة الجمعة .. غدًا سيصلي كل النجع في منزلي..
- ماذا ؟؟
- سامحني لو اجهدتكم بالعمل لكنى اطلب منك أن تثق بي ..
- وهل تريد تأكيدًا اكثر من هذا علي ثقتنا فيك وايماننا بك ..؟؟
- اذًا هيا للعمل اريد تغطية الحديقة بالكامل بمظلات واعداد مكان ضخم للصلاة .. وسأكون أنا اول البادئين بالعمل ..


- لا سيد غالب هذا يعرضك للخطر .. ثم أن جرحك لن يتحمل العمل وأنت نزفت الكثير من الدماء ..

- لقد سمعت الطبيب .. الطلقة لم تصب سوى بعض العضلات .. اطمئن علي يونس العمل سيشفيني وحب الناس سيحميني .. هيا يونس لا وقت لدينا لنضيعه ..

اصرار غالب علي الصلاة في منزله يمنحه املًا مجنونًا لكن كل الامنيات ممكنة .. الايمان لدى غالب جعله يصمد بشكل لا يصدق .. تحمل كل أنواع الألم في سبيل تحقيق هدفه حتى اصابته بطلق ناري ويقف ليعرض المساعدة لا يجلس ويأمر وينهى .. غالب حقا يستحق التضحية لأجله ..

وسترتاح روح مطاوع لأنها لم تذهب سدى ..

- حسنًا سيد غالب سأغيب لبعض الوقت وسنبدأ بعدها علي الفور ..لكن نحن نحتاج توجيهاتك اكثر من مخاطرة بفتح جرحك مجددًا من أجل عمل بسيط سيقوم به أي فرد .. خطط ودبر وحين اعود سنبدأ .. الاهم من العمل بيدك سيدى معرفة ماذا تفعل ومتى .. نحتاج لدهائك لدق وتد في عقول الطغاة اكثر مما نحتاجك لدق وتد في الأرض ..
وربت غالب علي كتفه بامتنان وجلس ليداري المه .. لقد كان يتحمل لكن يونس عفاه من العمل .. فشكرًا لك يونس من كل قلبي ..


وفور اختفاء يونس ضغط علي اسنانه وابتلع حبة اخري من المسكن القوى الذى اعطاه له غسان .. ما حقنه به غسان لتخفيف الألم مع حبة المسكن اوصلاه لدرجة الدوران وبدأ النعاس يتسلل لعينيه ..

وجلس ينتظر عودة يونس حتى غفا ومع اختفاء حدة الالم دخل في نوم عميق مستحق ..

**

الاحتياط واجب ..
- صادق اجمع بعض الرجال وقابلني في مضيفة منزل ماهر حيث يختبئ..
- ماذا ستفعل ..؟؟


- زيارة سريعة لماهر .. انه يختبئ كالجبان في الغرفة الخلفية من منزل الضيوف الملحق بمنزلهم ..
- ماذا تنوى أن تفعل .. ؟


- سأحتجز ماهر حتى الغد أنا لا آمن جانبه ..

- ستتعدى خطًا احمر يا يونس وستتجاوز السلمية بالاختطاف .. الا يكفي مقتل ثلاثة ..؟

- هؤلاء الثلاثة بدأوا بالشر وكان قتلهم دفاعًا عن النفس وبالنسبة لماهر صدقني هذا افضل حل بالإضافة سنحتجزه في حظيرة السيد راضي هو معنا في هذا الامر ..
- ولماذا ليس السيد معتصم ؟؟
- لأصدقك القول أنا لا استطيع لوم معتصم او اخذ أي مأخذ عليه لكنه دائمًا يتصرف من منطلق السيد الآمر الناهي هو يحكم بالعدل ونحن لم نكن نعترض لمجرد أنه العدل لكن راضي وغالب يحكمان بالحب,, يوسخان ايديهما بترابنا يشاركان الكبير قبل الصغير في فرحه وحزنه .. السيد معتصم قوة مفرطة لم يعد لها مجال بيننا من اليوم سندعم كل ما هو منا لا من يري نفسه افضل منا حتى ولو كان يحكم بالعدل ..


العدل درجات يا صادق افضلها أن يكون اساسه الرحمة ..

**

واخيرًا سيعود للمنزل ..

الاحداث في الخارج كانت علي اشدها وحمد الله انه وصل في الوقت المناسب لأجل غالب .. من الجيد انك طبيب جيد لتنفع ولو بعض الناس ..

ربما معتصم معه حق .. هو يستطيع المساعدة دائمًا .. الطلقة التي اخترقت فخذ غالب صحيح لم تصب شيء حيوي لكنها كانت بالقرب من شريان الفخذ وأي محاولة غير صحيحة لإخراجها كان سينزف حتى الموت واستطاع بفضل الله اخراجها بدون أي اضرار وما ساعده قوة عضلات غالب وصلابتها ..

- نورت منزلك يا ولدى ..
- مرحبا أمي أين أبي ؟؟


- بالخارج ولدى .. لا احد يستطيع البقاء في المنزل وسط هذا الهرج الاحداث تجذبه بالتأكيد .. لكنه بالتأكيد ايضًا علم عن عودتك وسيعود قريبًا.. انتم جائعون بلا شك سأحضر العشاء حالًا.. اريام كانت قلقة عليك يا غسان اخبرها أن زوجة الصعيدي عليها أن تعتاد الخطر ..

وابتسم ابتسامة امل ..

- احقًا اريام ابديتِ قلقكِ علي ..؟؟

واشاحت بوجهها ولم تجب ..

- سأجهز العشاء حتى عودة والدك .. وأنت يا حبيبة ارتاحى في غرفتكِ حتى موعد العشاء وقومي بإنعاش نفسكِ وازالة تراب السفر ..
لا احد يستطيع بلع لقمة لكن الاصول تفرض عليهم الانصياع والجلوس علي المائدة التى امتدت والتف حولها الجميع وتبادل زيدان وغسان نظرات القلق ..
وعبثت الكفوف بالطعام .. الجميع كان يستحى التصريح بأنه لن يأكل لكن فرصة تجمع العائلة لا تعوض ..
وتأملت اريام اياد .. كان سعيدًا بالحديث مع طلال واللعب معه ..
- أبي هل تسمح لي بالنوم في غرفة طلال .. ؟؟


- حسنًا اياد لكن لا تسهر لبعد الثانية عشر بأي حال ولا تخرجا من المنزل اليوم لأي سبب حتى للحديقة هل تسمعني ..؟؟

- نعم أبي ..

واختفي في لمح البصر ..
وانسحب الحاج مبارك لغرفته علي الفور بدون أن ينطق بكلمه علي غير عادته .. يبدو أنه لا يستوعب ما يحدث لكنه يتعشم أن يتقبل مع الوقت ..
وكان توتر اريام علي اشده سيتشاركان غرفة النوم بالتأكيد كما حدث سابقًا,, هنا فقط تكون لهما غرفة نوم واحدة ..


وقطع افكارها ليقول ..

- اريام اريد الحديث معكِ .. هل تسمحين بمرافقتى في الحديقة ؟؟
وارادت الاعتراض والرفض لكنه يبدو لديه امرًا هامًا ليقوله فاذعنت ..


اخبار والدته له انها كانت تشعر بالقلق عليه اعطاه املًا واهيًا ودعاها للجلوس ثم قال ..
- ثورة المشاعل اريام كانت لدعم غالب وقراره غدًا سيكون تنصيب مجلس من عشر افراد أنا احد افراده .. وهل تعلمين شيئًا ربما حياتى في خطر بسبب هذا المجلس ..
واتسعت عيناها من الصدمه وعيناه الخبرتين التقطتا ردة فعلها علي الفور.. - هل تخشين علي أم تخشين أن اموت قبل أن اتخلص من زكى؟؟
حقًا لا تستطيع الاجابة .. الاختيار الثانى لم يخطر ببالها مطلقًا لكنها لن تعترف بذلك ابدًا ..
- لا تخشي شيئا اريام إن لم اعد هناك من سيهتم بأمر زكى لكنى كنت اتمنى أن امزقه بيدي هذه ..
ورفع ذقنها لتواجه عينيه ..


- لأجلكِ اريام .. سأمزقه لأجلكِ ..
لا هذا كثير .. لم تعد تتحمل ..
وانهارت في البكاء فمسح دموعها بأصابعه ..
وبدون أن يضيف المزيد قادها للمنزل مجددًا واوصلها لغرفتهما ونظر لها مطولًا .. كان يبدو عليه التردد .. ودخل واغلق الباب بالمفتاح .. - لن افرض نفسي عليكِ مجددًا اريام لكنى كنت اتمنى أن تشاركينى الفراش برغبتكِ .. أن تسمحى لي باصلاح ما افسدته ربما سأموت غدًا وكنت اتمنى ملامستكِ قبل أن اموت ..
وسألته بصوت مبحوح ..


- هل هناك خطر عليك حقًا غدًا ؟؟
واقترب منها بطريقة خطيرة ..


- هل تشعرين بالقلق علي؟؟
وعينيها اوصلت له الاجابة التى يريد وابتسم بخبث ..


- لا اريام لم يعد هناك خطر فعلي لقد انتصر النور أنا فقط كنت اختبركِ لكن هذا لا يعنى انى كذبت في كل ما قلته .. الجزء الاخير كان صادقًا تمامًا..
اعصابها مشدودة كوتر علي وشك التمزق ..
ودوى صوت عالي في الحديقة جعلها تفزع وتلقي بنفسها بين ذراعيه ..


وضمها بقوة وعدم تصديق وهو يقول بهمس ..

- اطمئنى حبيبتى هذا كان فقط صوت اغلاق الباب الحديدى الكبير,, امرت بإغلاقه اليوم تحسبًا لأي طارئ ,, الامور في الخارج مقلقة كثيرًا ..

حبيبتي !! .. هل قالها فعلًا أم أن الصوت القوى بالخارج اصابها بالخرف والعته ..؟؟

وترددها فسره غسان علي أنه استسلام .. هكذا لن يفرض نفسه عليها كما وعد .. هو فقط يستغل لحظة ضعف ربما ستندم عليها لاحقًا .. لكنه يحتاجها بشدة ..

وحملها برفق شديد وهو يقول ..

- دعينى احبكِ اريام كما اريد ..

**

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ..

حتى الجو كان اليوم مختلفًا .. كانت هناك نسمة لطيفة غير معروفة المصدر علي الرغم من حرارة الظهيرة ..

وحين اذن للصلاة نهض غالب ونحى الامام جانبًا وقال ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..

(( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ..))

- اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل ,, أنا لست خطيبًا ولا امامًا لكن لو اتبع الجميع نهج الحبيب لكنا جميعًا ائمة.. كلامي لكم اليوم سيكون في حديثين شريفين ..
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ..


" لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا
أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "
الامر بسيط افشوا السلام انبذوا الضغينة والبغضاء .. تعاونوا جميعًا لنكون قدوة.. وحقًا لن يفوز إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ..
من له قلب ليسمع ويعي,, من منا له قلب سليم ؟؟ ..


" يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ,, إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "..

والامر الاخر الحديث الشريف الذي يقول ..

(من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ..
فهذا نص واضح علي استحباب قول الحق والعمل به لكنى اشدد علي اننا لسنا جهة تغيير باليد ولن نكون من اصحاب اضعف الايمان فنحن امة وسطًا ولذلك سنغير المنكر بلساننا .. لا صوت يعلو علي صوت الحق .. قول الحق مشروعًا في أي مكان وزمان طالما كان جهرًا وبطريقة سلمية اذكركم نحن لسنا جهة تغيير باليد نحن نغير المنكر بالدعوة والاصلاح بالترغيب والتحبيب بالتنوير،، بدرء المفاسد،، بالتضحية بالوقت والجهد والمال .. بالعمل الجاد والعرق لكن سلميًا وفقط سلاحنا الوحيد هو قول الحق .. سنغير المنكر اليوم هذا وعدى لكم وفقط بقول الحق ..


اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ..
إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابًا موقوتًا .. اقم الصلاة ..


وانتهت الصلاة بسلام ..

وحين بدأ المصلون في الانصراف هتف بهم غالب ..

- انتظروا جميعًا .. اليوم سيعقد المجلس في العلن .. لا مزيد من الأبواب المغلقة علي القرارات .. اليوم اعلن الغاء المجلس العرفي رسميًا واستبداله بمجلس الشوري بأعضائه العشر .. تفضلوا باعتلاء المنصة .. ولينضم لنا مرسي وبشير البهنساوية وابراهيم وجلال ابو اسماعيل ..

وحمد الله أن راضي اكد علي الأربعة السالف ذكرهم بالحضور .. صحيح لم يعطيهم معلومات لكن فطنتهم استوعبت ما يحدث وعلموا انهم لهم دورًا في القادم ولا يتأخر الانسان المستقيم عن نداء الواجب مهما كلفه الامر ..

وتحولت الحديقة لإعصار من الاعتراضات والتصفيق والهمهمة الغاضبة

وراضي يواصل الكلام ويعرف عن اعضاء المجلس علي الرغم من الضجيج ..

وتدخل معتصم ليقول بحسم ..

- صمتًا رجاء .. قرارات الشيخ نهائية ولا نضعها الآن صوب التصويت ..

فرق تسد .. هكذا المعروف دائمًا ..

وتدخل مندور ليقول بابتسامة شيطانية ..

- أنت اصبحت اضعف من أن تحكمنا معتصم وتتركنا لشيطان مستبد يلغى المجالس ويتصرف وكأنه يملك الكون .. غالب اسوء شيخ حكم النجع,, في القوة والاستبداد لا مثيل له لقد فاق حتى جده ..

كل تصرفاتك معروفة عمى العزيز .. لن تنجح فيما تسعى إليه ..

وكان دور غالب ليجيب بطريقة افحمته ..

- فطنتك في غير محلها عمى .. مجلس العشر فكرة معتصم لا فكرتي .. لقد تركت له اتخاذ القرار الأصلح للنجع .. لن يستقيم النجع بدون معتصم شيخ الشيوخ ..

لم ينجح في نشر الوقيعة بينهما ..

واكمل معتصم بخشونة ..

- هل تعلم شيئًا عمى ..؟؟ كلانا لا يرغب بالمجلس لذلك لا يوجد ما نتنافس عليه فلا تحاول ضربنا ببعض ..

واحمر وجهه من الغيظ وبدأ في البحث بين الوجوه عن ماهر .. أين أنت يا ولد ؟؟

وهتف غالب بحماسة ..

- حان وقت الحسم .. لقد اصبحنا نفقد اناسًا في سبيل ذلك المجلس العقيم ويكفي هذا ..

وصرخ زهير البهنساوى بتحذير ..

- احذر غالب أنت تهين المجلس ..

- مجلس لا ينتج من خلفه سوى الخراب سيشرفني أن اهينه أما ما نحاول فعله فهو طاقة النور .. مجلس شوري متكامل لكم منه نصيب ..

وهتف معتصم بصرامة ..

- نحن لا نخيركم القرار قد اتخذ .. إما معنا أو علينا لا يوجد وسط فقط نريد معرفة من حليف ومن عدو .. سنسمع الرأي من كل العشائر ما عدا السمالوطية فغير مسموح لهم بإبداء الرأي بما انهم معنين بالأمر فصوتهم لن يكون محايدًا ..

وصرخ مندور بتذمر ..

- في احلامك معتصم ..

وهتف غالب بصوت جهوري يوجه كلامه للناس .. موقفهم بالأمس يجعله يتأكد لقد استحقت تضحيته ثمنها حقًا ..

- أن تكون حيًا ليس معناه مجرد البقاء علي قيد الحياة .. الحياة هي أن تحيا بكرامة وراحة بال .. أن تكون حيًا هو أن تملك قرارك وتتحمل تبعاته مهما أن كانت .. أن تكون حيًا هو أن تكون عضوًا فعالًا في المجتمع واختفائك يُلاحظ لا مجرد نكرة وجودك يشبه عدمه .. أن تكون حيًا هو أن تكون انسان ..واليوم سنكون جميعًا بشر لا مجرد بهائم تساق بالعصى .. مجلس العشر سيكون لخدمة الجميع لا قرارات لا استبداد بالرأي فقط شوري ومشورة لم يعد هناك اسياد وعبيد ..

لن نسمح لعقول تقتات علي الغل وتعيش في الظلام أن تجعل قانونها يسود.. انتهى زمانكم والزمن الجديد لا يرحب بهكذا تفكير من يريد الانضمام لنا فليفعل ومن لا يريد فليحتفظ برأيه لنفسه .. لقد تغير الزمن ..

والقي مندور عصاه ليهشم بها احد اركان المنصة لكن سارع يونس لحملها علي كتفه في رسالة واضحة لغالب أنا اثق بك واعتمد علي لن تنخلي عنك مطلقًا ..

ونهض الحاج مبارك الهلالي فهدأ مندور قليلًا .. مبارك احد اقوى حلفائه ولن يمرر ما يحدث علي خير .. اصحاب العقول القديمة دائمًا حلفاء ..

حلفاء لقتل بذرة أي جديد لا يفهمونه ..

- ربما لم اتحدث من قبل واخبر ولدى غسان عن رأيي فيه .. لكنى حقًا فخورًا به,, الجميع كان يعلم أنى كنت اجمع قصاصات الجرائد التي تحمل اسمه وادور بها فخورًا بين الناس واقول هذا ولدى .. ربما اخبرت الجميع عن مدى فخري به إلا هو واليوم اخبره .. أنا فخور بك يا غسان .. أنا فخور بكلا ولداي واؤيد ما يحدث .. اختياركم لهما اكبر تكريم لي أنا ربيت رجالًا واتشرف بهما وثقتكما فيهما في محلها .. بارك الله فيكما يا غسان و يا زيدان والهمك الله الصواب يا غالب وقدرك الله يا معتصم علي شر النفوس التي لا تهدأ .. عقولنا ربما تكون صدأت من عدم استعمالها لكن وجوهنا تحمل الحكمة في كل خط من خطوط تجاعيدها وهذه الحكمة تخبرني أن ما يحدث هو عين الصواب ..

ومد معتصم كفه له وقال بتقدير ..

- وسنظل ننتظر هذه الحكمة ..

وتساقط العجائز من بعده .. كل رؤوس العشائر كانوا ينظرون لممثليهم في المجلس ويشعرون بالفخر .. المجلس الذى ظل حكرًا لعقود علي عائلة واحدة اصبح يضم ممثل من كل عشيرة .. الحلم المستحيل صعب المنال يأتي حتى اقدامهم وبدون سعى .. من سيكون غبيًا وجاحدًا ليرفض ما يعرض عليه ..

وبدأ مندور في الصراخ والاعتراض وهجم علي كل العجائز ليكمم أفواههم.. لقد خانه كل حلفائه ..

وهتف غالب بصرامة ..

- انتهى المجلس للأبد ولم يعد من حق احد تطليق الناس وتزويجهم لأي سبب .. لم يعد من حق احد الحكم علي احد بأي صورة .. هل رأيتم نتيجة افعالكم ..؟؟ زوجتي كانت ستموت قهرًا حينما تزوجت عليها لأرفع عنكم الظلم .. هذا ما يحدث تمامًا حينما تعتقد انك اله فتحكم وتأمر وتنهى .. اشهدكم انى طلقت زوجة اجبرت علي الزواج منها لأجلكم فقط واشهدكم أن زوجتي السيدة زبيدة السمالوطى ستكون هي الزوجة الوحيدة في كل حياتي وحتى مماتي ..

**

هذا لا يمكن أن يكون ..

بالأمس حضرت سيدة المنزل ودخلت معززة مكرمة تحت تصفيق من كل اهالي النجع الذين رحبوا بعودتها بعدما حملوا غالب علي الاعناق واوصلوه حتى منزله محاطًا بالمشاعل وفشلت كل خططها .. وراقبتهما من النافذة بغل حينما حملها غالب بين ذراعيه بحماية علي الرغم من اصابته وادخلها للمنزل وهى تختبئ في صدره ..
ستنتقم من زبيدة .. صفعة واحدة علي وجهها المتعجرف ذاك وستسقط ميتة ولن تتحمل فبالتأكيد ستنزف مجددًا ..


غالب ذهب ليعلن انتصاره لكنه لابد وأن يندم .. ليت الطلقة اخترقت قلبه بدلًا من فخذه .. اللعين بسبع ارواح ..
ووضعت عباءة سوداء علي ما ترتديه ولم تهتم بإغلاقها وربطت الحجاب بإهمال وهرعت لمنزل زبيدة والشر يغديها والحقد يعطيها الدافع ..


ووجدتها .. كانت تجلس بأريحية علي اريكة في الصالة الكبيرة وترفع ساقيها وتغطيهما وتحاول التركيز لتستمع لما يدور بالخارج وجاءتها الفرصة للانتقام حتى قدميها,, وتلفت يمينًا ويسارًا ثم هجمت علي زبيدة التي الجمتها الصدمة لكنها لم تتمكن من الحاق اذي فعلي بها فالوقت لم يسعفها وفور اقترابها منها شعرت بجسدها يطير بعنف بعدما تعلق احدهم في حجابها وجذبها منه للخلف والتفتت لتجد شيرويت وخلفها فتاتان مصدومتان مما يحدث ..
- اذًا فلنبدأ بكِ عزيزتي ..
وصرخت صرخة المحاربين وهجمت علي شيرويت وفي نيتها اسقاط حملها ..


لطالما شعرت بالغيرة منها فاللعينة منذ عودتها وهى تتوغل في عقول وقلوب الجميع .. تملك كل شيء لا تملكه هي,, المال والجمال والنفوذ وزوج يتبعها ككلب ..

وقيمت شيرويت الأمر ..
زبيدة في خطر فعلي وليال مندمجة في تصوير الحدث التاريخي لتوثيقه صوتًا وصورة ولا تدري عما يحدث بالداخل وهى يعيقها حملها,, ليتها كانت لا تحمل كنزها الثمين لتتصرف معها كما تتمنى وتفتك بها بيديها العارتين لذلك لم تجد أمامها سوى اريام لتجلب لها المساعدة فهي لأول مرة تري هبة والفتاة تبدو هشة للغاية وحامل ايضًا ..
وهتفت شيرويت بأريام ..


- اريام لا تقفى هكذا ناولينى شبشبًا ..
وهرعت هبة لطلب المساعدة من الخادمات اللائي كن يتابعن ما يحدث باهتمام من التراس الخارجي ومسحت اريام الصالة بعينيها بحثًا عن شبشب لكنها لم تجد فالمنزل جدًا فخمًا وانيقًا ومرتبًا ..
ثم لمحت دولابًا صغيرًا فتعرفت عليه علي الفور هو بالتأكيد " الجزامة " وفتحته وصدق حدسها والتقطت شبشب رجالي غليظ منه وهرعت لشيرويت التي كانت تقاتل باستماته وكانت زبيدة تحاول جذبها بعيدًا عن شيرويت لكن شيرويت دفعتهما بعيدًا والتقطت الشبشب من اريام وبدأت في ضرب هدى بلا رحمة التي كانت تحاول تمزيق وجه شيرويت بأظافرها لكن هبة واريام تعاونتا واسقطتاها ارضًا ووضعت شيرويت ركبتيها في بطن هدى التي بركت ارضًا وانهالت شيرويت عليها ضربًا بالشبشب بيد وبيدها الأخرى كانت تحمى جنينها ..
ونظرت لضيفتيها باعتذار وهى تقول ..
- عذرًا علي هذا العرض ..


وحضرت الخادمات اخيرًا وحملن هدى والقين بها خارجًا واغلقن الباب وصوت صراخها يتردد في كل الجوار وتزامن خروجها مع تصريح غالب بطلاقها علي الملاء لتسمعه بأذنيها ..

**

وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ..
- مجلس العشر نصب كمجلس شوري خدمى وانتهى الأمر وسيوثق المستشار فادى كل شيء لتكون دولة القانون ..فادى تفضل للمنصة حان وقت كلمتك ..


واثناء نهوضه رن هاتفه .. المأمور يطلبه لذلك هناك امرًا قد طريء ربما بخصوص مقتل مطاوع .. القضية الأهم علي الساحة حاليًا ..
وبادره المأمور بالكلام بدون حتى القاء التحية ..


- لقد اعترف فالح علي زوجته واتهمها بأنها شريكته في الجريمة وهناك قوة في طريقها للقبض عليها واردت ابلاغك كى لا نقتحم المكان عليكم ..
وجذب فادى ذراع غالب ليخبره ونظرة الانتصار في عينيه حينما علم حيرته كان يأمل أن يفض غالب المجلس ليخفف من الجمهور لكن غالب ربت علي كتفه وهو يقول..


- ثق بي ..
وعاد لمكانه تاركًا اياه مع حيرته ..وهتف فادى ..


- من سيتحدث عن قتل او اخذ بثأر أو تجاوز القانون سيكون عليه المرور خلالي اولًا .. نشكر جهود السمالوطية الشجعان في دعم الحق والقانون ونحذر باقي العشيرة من محاولة الالتفاف علي القانون فلم يعد هناك تستر علي أي جريمة ومن سيتجرأ وينفذ حد بيده سيكون مدانًا ..
واتجهت انظاره لمندور اختفاء ماهر لا يريحيه واشار لراضي
الذي انضم له بهدوء ..


فهمس بتوتر ..

- راضي ماهر مختفي ..
وابتسم راضي بثقة..


- سيظهر لا تشغل بالك ..
ما داهاهما هذان الاثنان .. ؟ ماذا وضع لهم معتصم في مياة الشرب ..؟؟
واشفاقًا عليه اكمل ..


- هناك بعض الخطوات الاحترازية التى اتخذناها .. لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ما فعله فالح جعلنا نحتاط بزيادة ..
وكتم تعصبه وهو يضغط علي اسنانه ..


- احذرك يا راضي من تجاوز أي قانون ..
- من تحدث عن تجاوز القانون ..؟؟ اطمئن شقيقي لم نتجاوز أي قانون نحن فقط نقدم الدعم للقانون ..
وهز فادى رأسه بدون اقتناع ..


- راضي احذر أنت قتلت رجلين بالأمس ولا اريدك أن تتورط اكثر .. - اطمئن أخي رسميًا لم يقتل أي شخص بالأمس .. لكل ثورة ضحاياها ونحمد الله أن الضحايا كانوا من الاشرار لا من الاخيار لذلك لن يتذكر احدهم ذكر هذا الامر في الأوراق الرسمية .. هذه احد فوائد ضمك للمجلس فادى ستذكرنا بالقانون دائمًا ..

كفادي وكيل النيابة عليه التحقيق لكن كفادي الشامي هو فخورًا بما يحدث ولا مانع من بعض التظاهر بعدم المعرفة فرسميًا لم يبلغ احدهم عن القتل ..
ونظر لساعته ..


- ستقتحم قوة الآن منزل غالب للقبض علي هدى بتهمة الاشتراك مع فالح في القتل وكنت اتمنى أن نقلل من الفضائح ..
- غالب يعلم ما يفعله لا تقلق من ذلك ..


وحضرت القوة اخيرًا وسمح غالب للمأمور بالحديث معه علي انفراد فقال بنبرة اعتذار..

- عذرًا سيد غالب لم اكن اريد وضعك في هذا الموقف لكن علينا القبض علي زوجتك ..

وابتسم غالب بتفهم ..

- أنت تقوم بعملك حضرة المأمور ثم انها ليست زوجتي حاليًا ..

واتجهت القوة لتنفيذ الامر وتحت انظار الجمع الغفير المذهولة نهض غالب مجدداً ليقول ..

- هل رأيتم ماذا يحدث حينما نتحكم ف حياة الناس ..؟؟ لقد كنت علي صواب فمن يجرؤ الآن علي الاعتراض ..؟؟

**















duaa.jabar likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 02:07 PM   #103

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثلاثون والأخير
بحروف من نور
تأتي المكاره حين تأتي جملةً ... وأرى السرور يجيء في الفلتات !!
محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضي ... وسرورها يأتيك كالأعياد !!
الشافعي
(لقد خلقنا الإنسان في كبد ) ..
فالإنسان يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة .. يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء ; لأنه لا يخلو من أحدهما يومًا لأنها هي الحياه هكذا تكون,, سلسلة من الاحداث فمن صبر وشكر فاز ومن سخط ونقم خسر ..
الموت ليس دائمًا النهاية بل ربما يكون البداية والخيانة ليست دائمًا تعنى الخراب بل ربما تكون مدبرة لحكمة ..
من كان يتوقع أن من قلب الخيانة يخرج الأمل ويتحول عطرها الخانق لعطر الحياة ..؟؟ ومن كان يدرك أن الموت يولد من رحمه الامل ؟؟
لكن حقًا لا شيء مستحيل بدعوة صادقة ويقين مصاحب لها بالإجابة ..
حياة الاشخاص تتوقف علي مدى ايمانهم وتقبلهم للأزمات وكما يوجد الحثالة يوجد من كتبت اسمائهم بحروف من نور علي جبين البشر,,
والحكاية بدأت بفتاة حاولت ببسالة ايجاد هويتها وعدم الاستسلام لما كان حتميًا ثم ليومنا هذا تلاها الجميع للبحث عن نفس الهدف الذى وصلت هى إليه .. وتاهت حتى تتبعت النور فكانت الفنار الذى ارشد الجميع لبر الأمان..
**
العقبة الأولي مرت بسلام لكن يتبقى الأهم .. استعادة ياسين كزوج حقيقي .. اشتياقها له لا يوصف بالإضافة لن تستقيم الحياه بدون علاقة زوجية,, الفطرة السليمة تطالب بذلك لا بديل حتى بالود والاحترام والحب الأخوي ..
وقبلت نور باعتذار ..
- سامحني حبيبي فقط اليوم سأتركك تنام بعيدًا عنى .. أنت لست غاضبًا منى اليس كذلك ..؟؟
وعدم ملغاته لها كما يفعل كلما تحدثت اليه احزنها ..
- هذا لأجل بابا يا نور .. الا تريد بابا معنا في الغرفة يوميًا ..؟؟ لو صبرت قليلًا سينام بابا معنا من غدًا ..
وابتسم اخيرًا .. وقبلته بحنان مجددًا وسلمته لحماتها ..
- هو يستيقظ كل ساعتين لأجل الرضاعة ..
وابتسمت لها حماتها بتشجيع ..
- لا تقلقي شيماء لقد ربيت من قبل,, صحيح هذا كان قبل عهود لكن لا تقلقي سأهتم به المهم الآن أن تستعيدي زوجكِ حبيبتي .. نور حفيدي وسنقاتل سويًا حتى الصباح .. هيا يا بطل .. قل باي باي لماما ..
وتجرأت اخيرًا علي تنفيذ الجزء الثاني من خطتها .. وانتقت اكثر ثياب نومها جراءة واثارة .. لقد مر عام علي استخدام أيًا منهم لكنهم مازالوا يحتفظون برونقهم .. انتقت ذلك الذى كان يجعل ياسين يلتهب ووضعت عطر سارة علي كل جزء من اجزاء جسدها لتمسح أي اثر لعطرها القديم ووضعت عليها روبًا حريريًا طويلًا واحكمته جيدًا وتوجهت لغرفته ..
كان يرقد علي فراشه يتصفح البوم زواجهما فاقتربت منه واغلقت الألبوم وقالت بإغراء ..
- لماذا لا نعيد ليلة دخلتنا حبيبي ..؟؟
وكشفت روبها لتظهر ما تريديه ..
وتخشب جسد ياسين حرفيًا .. تخشب كله حتى درجة الألم لكنه نظر لعينيها بألم ولم ينطق ..
واقتربت منه اكثر حتى استطاع استنشاق عطرها الجديد ..
- ياسين أنا اريدك ولا اخجل من قولها أنت زوجي واريدك الآن ..
وسقطت دفاعاته ... رغبته القاتلة فيها تعذبه تؤلمه ولم يعد يستطيع التحمل.. من تُعرض عليه الجنة ويرفضها ليظل يتلظى بنار جهنم ..
وحقًا حتى عطر الخيانة لم يستنشقه الآن فقط استنشق عطر الرغبة والاثارة.. عطر الحب فقط كان الشيء الوحيد المتواجد الآن,,
وضمها اخيرًا وعبر عن لهفته واثارته ..
اخيرًا استطاع كسر الحاجز .. في كل مرة كان يحاول فيها امتلاكها كان يجد نفسه عاجزًا,, في المرة الاولي اعتقد أن السبب الخداع فاعترف لها باستعادته للذاكرة وفي المرة الثانية ايضًا لم يستطع مع انها كانت تعلم وتوافق أما الآن فأخيرا استطاع وذاب فيها ليعوض اشتياق شهور طويلة .. ليمحي الم سنة كئيبة مؤلمة تذوق فيها الموت مرات ومرات ..
وحتى ولو كان يشعر بالتردد فهي لم تعطيه الفرصة ليفعل حقًا كانت تريده بكل جوارحها .. افتقدته كما افتقدها وارادت اطفاء حنين جسدها لجسده بكل اللهفة ..
لقد كانت لحظة الانصهار .. لحظة الذوبان حيث يخرج منتوج جديد ناتج عن التحام مشاعر ملتهبة ينتج الحب الذى يدوم .. الحب الذى يتخطى الصعاب ويذللها ..
وابعدها ليقول بألم ..
- شيماء .. اكثر ما يخفيني هو أن اكون استعدتكِ بسبب نور .. لا استطيع تحمل كونى مجرد شربة مرة عليكِ تحملها لأجل الحصول علي نور .. صدقينى شيماء نور لكِ بي أو بدوني فقرري بحرية ودون ضغوط ..
- ولماذا لا تفكر في الأمر بصورة معكوسة ..؟؟ لماذا لا تضع في اعتباراتك اننى احببت نور لأنه منك ويحمل خلاياك ؟؟ لم افكر مطلقًا في تبنى طفل لأنه كان سيكون غريبًا عنى أما نور فاحبه لأنه قطعة منك وبالتالي قطعة منى .. أنت جزء منى يا ياسين وطفلك سيكون جزء منى ايضًا .. أنا لا اريد أي طفل,, أنا اريد طفل منك أنت والله اللطيف منحنى اياه..
وسألها بلهفة المشتاق لشربة ماء وسط صحراء قاحلة ..
- حقًا يا شيماء ..؟؟ هل ما زلتِ تحببيني بنفس القدر علي الرغم من كل الألم الذى سببته لكِ ..؟؟
- هذا الألم هو ما جعلني ادرك كم احبك .. علي قدر الالم كان الحب ..
بالإضافة يا ياسين هل تعلم شيئًا ؟؟ أنا كنت اعلم أنى لا انجب واعلم أنه لم يكن هناك أي أمل وكنت اخاطب الله واخبره أنا اعلم أنك الله وانك قادر علي كل شيء .. لا يهمني كلام الاطباء وما يجزمون به فأنا اعلم انك تقول للشيء كن فيكون,, أنت تستطيع جعلي أمًا رغمًا عنهم وأنا كلي أمل وانتظر.. وثقتي بالله جعلت المعجزة تحدث .. لم يخذلني الله يا ياسين ورتب امر خيانتك لأجلي .. أنت لم ترغب بالخيانة ولم تكن مرتبة وهذا اثبت لي صدق حدسي .. أنا كنت المعنية بالأمر وليس أنت .. نور كان المعجزة التي طلبت من الله منحنا اياها .. لذلك يا ياسين انا لم اعد غاضبة ولا مجروحة ولا حتى اشعر بالغيرة .. يكفيني اخلاصك لي ويكفيني تعويض الله لي .. الباقي سيكون دوري أنا لأرد الجميل .. أن اشكر الله كما ينبغي علي عظيم فضله وأن احبك كما تستحق وأن اكون حقًا الأم التي يستحقها نور .. لقد استبدل الله امه الحقيقية بي لأجلي وأنا لن اخيب ظنكم ابدًا .. ياسمينا كانت حسودة وارادت بي السوء لكنها نست فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ..
اصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ، فإنّ صبركَ قاتله
فالنّارُ تأكُلُ بَعضَها، إنْ لم تجدْ ما تأكله..
الزواج ليس مجرد علاقة بين اثنين يجمعهما فراش .. الزواج مودة ورحمة وحب وثقة واخلاص وعشرة وتضحية .. لتستقيم الحياة لابد وأن يتفانى الزوجان في كل شيء ولابد وأن يتسابقا لتقديم التضحية من اجل الطرف الاخر .. العلاقة التي يكون فيها طرف أناني لا تستقيم والعلاقة التي يكون فيها طرف غليظ عديم الرحمة ايضًا لا تستقيم .. انه حقًا مودة ورحمة ..
**
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) ..
ما هي السعادة ..؟؟ سألت نفسها كثيرًا ..
وخلصت اخيرًا لتعريفها ..
السعادة هي راحة البال والنوم باطمئنان .. السعادة هي الشعور بالحب من المحطين وقدرتك علي مبادلتهم مثله .. السعادة هي أن تجد من يهتم بتفاصيلك ويجعلك علي رأس اولوياته .. السعادة أن تجد من يدللك بدون أي غرض فقط لمجرد أن يري ابتسامتك .. السعادة هي أن تنام ملئ جفنيك وتعلم أن هناك من يسهر علي راحتك وحمايتك ..
اذًا هذه هي حقًا السعادة ما تعيشه الآن ..
حسام بكل جنونه وتهوره وشطحاته لكنه لا يعلم كيف يؤذى أو يجرح عن عمد ربما يضعف احيانًا لكنه ابدًا لا ينوى ايذاء الاخرين عامدًا ومع الدرس القاسي الذى اخذه تعلم .. أما في حقيقته فهو يجن من اجل اسعاد الاخرين .. ومعه لن تعرف معنى الخوف أو الملل .. معه لن تعرف الدمعة مكانًا لعينيها بعد الآن .. من المثير للرهبة أن تجد من يجند لنفسه لسعادتك ..
- اه يا حبيبتي حقًا لا اريد الرحيل من هنا لكن خالد يقف لي كالديك المزعج ويطلب منى العودة للعمل ..
وابتسمت بحنان ..
- لا اتخيلك تعمل يا حسام .. هل حقًا تستطيع ادارة مصنع ..؟؟
وابتسم بفخر ..
- أنت لا تريني في العمل .. اكون اسدًا وادير المصنع بطرف اصبعي الصغير .. ما رأيكِ حبيبتي بالعمل معي في المصنع لتري بنفسكِ ..؟؟ أنتِ تخصص ادارة اعمال وتستطيعين العمل معي ..
نظرت اليه بعدم تصديق ..
- لكنى لم انتهى من الدراسة بعد يا حسام ؟؟
- لا يهم حبيبتي العمل سيساعدكِ علي الدراسة بشكل افضل,, الحياة العملية تفيد اكثر من الكتب ثم هذا لمصلحتك ِلو لم ترافقيني للعمل فلن اذهب وأنتِ ايضًا لن تذهبي للكلية ..
وابتسمت بشقاوة ..
- ومن قال أنى ارفض البقاء هنا للأبد ..؟؟ لقد احببت هذا الشاليه كثيرًا وسأفتقده حينما نرحل .. فقط اخافنى يوم دخول الفأر ..
واتسعت عيناه .. وغير الموضوع ..
- لا تخافي طالما أنا معكِ حبيبتي .. والشاليه هو لكِ لقد اهديتكِ اياه وسنسرق كل عطلات نهاية الاسبوع وسنأتي لاستعادة الغراميات ..
وفاجأته بقبلة علي وجنته جعلته يصدم فرفع كفه يتحسس مكان القبلة بعدم تصديق وابتسمت سلمى بحنان ..
- حسام القبلة لم تكن من اجل الهدية بل كانت من اجل شكرك علي سعادتي
شكرًا حسام لكن حقًا أنا لن احتمل خيانة جديدة بعدما احببتك كل هذا الحب.. لا تكسر قلبي حبيبي ..
وضمها بقوة ودفن انفه في شعرها ..
- سلمى .. أنا عشت كناسك لسنوات لو كنت اريد النساء لكنت تزوجت علي الأقل لكن أنا لا اريد سواكِ حبيبتي ..
وضمت نفسها إليه اكثر وقالت ..
- حسنًا لي طلب اخير .. اريد هرة ..
- حسنًا حبيبتي .. طلباتكِ ستكون مجابة قبل حتى أن تفكري بها ..
واكملت ..
- لتصتاد الفئران زيادة في الحذر مع انك اغلقت المدخل الذى دخل منه .. صحيح حسام لماذا قفز الفأر من فوق السور ولم يخرج من نفس مكان دخوله..؟
وتلعثم وهو يجيب ..
- لأنه مجرد فأر غبي .. سلمى هل تعتقدين انى استطيع التفكير بمثل طريقته لأفهم ما فعله ؟؟
عصبيته غير مبررة على الاطلاق .. هل يعتقد انها تريد منه أن يفكر كفأر..؟؟
- حسام .. أنت تخفي شيئًا .. هيا اخبرنى ماذا تخفي ..
اوف .. لا يستطيع الكذب لكن لو علمت ستقتله .. هى حقًا تخاف من الفئران وهو جلب الفأر بيديه للداخل .. عليه انهاء الموضوع فورًا ..
واخذ يفكر ويفكر ليجد حيلة تخرجه من الورطة ..
وبطرف اصبعه لمسها في باطن قدمها وهتف بفزع متقن التمثيل ..
- سلمى احذري هناك فأر علي الفراش ..
وقفزت المسكينة لتجلس علي بطنه وتصرخ بارتياع ..
- اين,, اين ..؟؟
وازاحها بلطف ونهض وارتدى سرواله ..
- سأطارده وسأقتله لا تقلقي المهم ارتدى ملابسكِ فربما يكون فأر ذكر وسأقتله لأنه رأكِ هكذا ..
**
تتغير قناعات الانسان بمرور الزمن وتتوقف قوة افعاله علي درجة النضج التى يصلها تفكيره فيصبح اكثر ثقة في نفسه واكثر قدرة علي اتخاذ القرار وهناك من يبقي محلك سر .. وكان وقت الاختيار ..
لابد من أن تحدد الجانب الذى ستنتمى اليه والطريقة التى ستفعل بها ذلك ..
لم يعد هناك رماديًا اما ابيض أو اسود,, الرمادى لون مائع يليق بالمنافقين
والحرب لم تعد بين الخير والشر فقط,, بين الصواب والخطأ فقط,, بل اصبحت ايضًا بين العادات الموروثة والتنوير بين ما نشأنا عليه واتبعناه لمجرد انه العرف والتفكير الواعى الذى يرفض عرفًا لا يمس لدين بصلة ..
الحرب حينما تكون ضد الاعراف والتقاليد تكون اكثر شراسة لأن تلك التقاليد هى الشماعة التى يعلق عليها كل من كان حججه الواهية في التخلف وفي الرجعية ليواصل البغى تحت مظلتها .. وبدون الشماعة سيعري وحينما يسقط الستار سنري النور يتخلل الاركان ويحل الظلام ..
لا احد خرج نفسه بعد ما حدث .. خطبة الجمعة اشعلت الحماسة,, غالب اشعل الحماسة وحينما ترك زوجته للقبض عليها خرست كل الألسنة ..
كان من الممكن أن تأخذه الحمية ويقول سأغسل عاري بيدى لكنه وعلي الرغم من ذهول الجميع عاد ليخطب ويقول أنه لم يختارها ابدًا وأن العقول المتحجرة اساءت اليه باجباره علي الزواج ومجلسنا يلغى كل هذا الهراء والفضل لمعتصم .. وبجراءة وجه الشكر لمعتصم علي الملاء علي الرغم من كل الهتافات التى كانت تصيح " غالب , غالب " ..
اه يا غالب دائمًا تظلم نفسك لأجل الاخرين ونهض معتصم ليقول ..
- الازمات تكشف معادن الرجال حقًا .. منذ عقود والمجلس سيفًا مسلطًا علي رقاب العباد ويشهد الله انى حاولت جعله مجرد مجلس للحكم بالعدل لكنى لم اتجرأ وافعل ما فعله غالب والغيه ,, الغائه تطلب منه جراءة وقوة حتى أنا لا املكها .. قوته كانت في صبره ومثابرته رغم لوم الجميع .. قوته تجلت في صموده رغم حرب الجميع .. قوته تجلت في تخليه عن اكثر شيء يحبه عن زوجته وهو يعلم أنه سيتهم بالضعف وبالتخاذل .. حينما تكون أنت الشجاعة في اقصى صورة وتتحمل عقاب سيرفع الظلم عن مئات فتكون مميزًا منفردًا وهذا هو غالب تمامًا لذلك أنا اهتف معكم "غالب غالب " ..
وحينما هدأت الجماهير عاد ليقول ..
- والجندى المجهول في كل ما يحدث هو " راضى الشامى " اشكروا الله ليلًا نهارًا علي جعل امثال راضى وغالب بيننا .. لولا راضى لما كنا كلنا هنا الآن ولولا موافقة فادى علي الانضمام لكنا مازلنا غابة ولولا تفهم عائلة البهنساوية وأبو أمام لكنا فشلنا..
ما نجنيه الآن هوحصيلة تضحية غالب وهذا يجعلنى اشكره مجددًا " شكرًا غالب لأنك كنت أنت علي الرغم من كل الظروف "..
وفي حركة غير متوقعة نهض يونس وحمل غالب علي كتفه واشار لاتباعه وكأنهم فهموا ما يعنيه فنهض صادق وحمل معتصم هو ايضًا ثم حُمل راضى وفادى والباقيين واخذوا يدورون بهم في الحديقة حتى وصلوا لسيارات الشرطة حيث كانت هدى تحتجز مقيدة بالاغلال في خلفية احدهم بمهانة تناسب وضعها ..
القوات كانت تبحث عن ماهر وتنتظر للقبض عليه ..
وصرخات هدى التى كانت تنطلق كانت تُحجب بهتاف الجماهير التى تهتف لغالب وكانت تقول " ماهر هو المسؤل ولست أنا " .. لكن صوتها كان يتلاشي في حماسة الهاتفين ..
وانزل يونس غالب وهمس له بكلمات مقتضبة .. كان يخبره عن كلام ماهر له عن علاقته بهدى ويخبره عن مكان ماهر ..
واشار غالب لمعتصم وراضى وكان الحل الأمثل والوحيد ..
الحل كان اطلاق سراح ماهر فلن يجد حجر الآن ليأويه ..
وهتف معتصم في الرجال ..
- سلمية لا تنسون,, لكن الشرطة تريد ماهر .. من يجده يسلمه للقوات ..
وصرخ مندور بقهر لقد خسر كل شيء حتى ولده وفاز غالب واخرج سلاحه واطلق النار ..
**
بعد مرور شهر ..
دائمًا الاتحاد قوة واتحاد المجلس اثبت قوته والآن سيتحد الرجال من اجل سحق حشرات ضارة تعيث في الأرض فسادًا ..
- أنا اعلم مكان زكى وبالتأكيد عبده سيكون معه ..
- اذًا اخبرنى ..
- لا تلك هى حربي أنا ..
- وحربي أنا ايضًا لا تنسي ..
- أنت ستسلمهما للشرطة وهذا لا يشفي غليلي ..
- لا دكتور .. هذا كان في الماضي .. ليتنى قتلت ذلك الخسيس يومها .. السجن ليس كافيًا فسيعود ويخرج اشد ضراوة .. لكن رجاءً لا تتهور فأنت بمفردك لن تستطيع هزيمتهما ..
- سأخبرك بشرط أن تترك لي ذلك المدعو زكى اريد قتله بيدى ..
وتدخل وليد في الحوار ..
- ادهم بك لوتسمح لدى خطة ..
- كلي اذان صاغية ..
ووجه وليد حديثه لغسان ..
- اسمح لي دكتور .. أنت طبيب ومرفه ولن تستطيع التعامل مع هؤلاء الاقذار ..
زمجر غسان بغضب ..
- اذًا انت لا تعرفنى .. أنا صعيدى اصيل ومن يتعدى علي حرمتى انسفه نسفًا ..
- لا مجال للتهور الآن دكتور .. ماذا ستسفيد وكيف ستحمى زوجتك اذا مت بسبب تهورك ..؟ الأمن تخصصى أنا ..
- حسنًا قل ما لديك ..
- مبدئيًا هما يعتقدان انكما ستدفعان كل شهر كما دفعتما منذ ثلاثة اسابيع .. وهذا جيد فليعتقدا انكما تخافان وستدفعان الشهر القادم ايضًا حتى ننفذ .. ومعرفة مكانهما قبل الدفع بفترة تتيح لنا الترتيب وتفقدهما عامل المفاجأة ..
المكان الجديد كان من الصعب اكتشافه لولا فطنة الطبيب الذى توقع ذلم ووضعهما تحت المراقية اللصيقة ..
وزمجر كلاهما بغضب اكبر في نفس الوقت .. وهتف غسان بحنق ..
- لكن تلك ليست حياة أنا غيرت مكان سكنى واحتجز زوجتى وطفلي في فيلا في مكان مجهول وغير مسموح لهما بالخروج والسنة الدراسية الجديدة بدأت بالفعل .. يجب أن تتنهى من هذا الأمر في اقرب فرصة ..
وعلق ادهم بنفس الغضب ..
- نفس حالي,, أنا احتجزها ايضًا وشددت الحراسة اضعاف .. والحقير يغير مكانه باستمرار تحسبًا لهجمومنا عليه ..
- جيد,, اذًا حان الوقت فالعدو يعتقد أنه انتصر وينتظر الدفعة الشهرية الجديدة سنجعلها له مفاجأة من العيار الثقيل ,, ودائمًا تذكروا .. البادى اظلم..
**
- طعام اليوم جاهزًا ..
لليوم العاشرعلي التوالي تعد طعام لاطفال الميتم بكل حب ويساعدها اياد علي الطهو ..
الفيلا الجديدة التى عادوا اليها بعد رحلة الصعيد تخطف الانفاس بحدائقها ومسبحها وفخامتها لكنها مازالت تذكرها بمن هى ..
صحيح غسان لم يقترب منها مجددًا بعد الحادث وكأن الموت غيره داخليًا لكنه اخبرها فقط كلمة قبل أن يعتزل في صومعته ..
- هنا مكان جديد لبداية جديدة,, مكان لا وجود فيه للشقة التى تؤلمكِ ولا لفاروق وأم قاسم,, في النهاية قاسم التحق بكلية الطب وعاد والده للنجع لزراعة ارضه وأنا بعت كل البناية التى تذكركِ بالألم اريام .. هنا حديقة ليلعب فيها اياد بحرية مع .. مع اشقائه ..
اشقائه ؟؟!!
- أنا حزينة لموت صديقك .. لقد كان حقًا رجلًا جيدًا .. الجميع يشهد بذلك..
- لقد كان صديق الطفولة اريام .. حتى الثانوية لم نفترق في مقاعد الدراسة ولا اعتقد اننى سأتجاوز خسارته ابدًا حتى ولو لم نكن نلتقي كثيرًا لكننى كنت اعلم انه هناك لأجلي لكن الموت سبقنا جميعًا وجعلنا نعلم كم خسرنا بخسارته ,, الموت يأتى ليغيرنا من الداخل لنكتشف كم هى زائلة تلك الحياة التى نفنيها في صراعات والدروس عامة تكون قاسية.. وبخصوص مساعدتكِ في دار الايتام ,, اطهى للأطفال من المنزل حتى انتهى من زكى وبعدها سيكون لكِ كل الحرية في اختيار ما تريدين ..
لك كل الحرية ..!! هل حقًا ستملك قرارها يومًا ..؟؟!!
وفاة صديقه بين يديه دمرته تمامًا ..
وهذا فقط ما قاله ليبرر انعزاله وهى تفهمت .. في الواقع شعرت بالاشفاق عليه .. واختفي من يومها ولم يتحدث معها سوى للضرورة ..
الجميع عاد من النجع مختلفًا والاختلاف لم يكن في غسان فقط بل هى ايضًا تغيرت .. لم تعد ترثى حالها علي الأقل وسماح غسان لها بالطهو للميتم اثر فيها بشدة .. لأول مرة في حياتها تكون شخصًا معطاءً .. تعطى بدون انتظار .. تعطى لمجرد العطاء .. لمجرد ادخال السرور علي قلب اطفال ..
ولن تنكر ايضًا .. حتى سامى تغير وحضر لتعزية غسان في وفاة صديقه مع كل عائلتها .. كان اقل مرارة بقليل ويده عادت حقًا للعمل واصبح يستخدمها بصعوبة لكنها تتحرك وطمئنه غسان ..
- مع الوقت ستتحسن صدقنى ..
اصدقك غسان كل شيء يتحسن بالوقت لا يدى فقط .. انها نعمة النسيان التى يمنحها الله عز وجل لخلقه لتمحى الماضى الأليم .. انها احدى نعم الخالق التى لا تعد ولا تحصى وأه لو يعى الانسان ذلك لكن ..
" وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "
وليس لأنه تزوج اريام وسترها فحسب لكنه علم أن غسان حقًا غير منها واصبحت شخصًا اخرًا اكثر نضوجًا ومسؤولية ولا شيء يغير هكذا سوى العشق ..
زيارة سامى منحتها دعمًا خفيًا واملًا في الخلاص ربما لن ينبذها اذا ما عادت نادمة متقنة لدرسها ..
وكانت القاضية حينما طلبت من غسان زيارة نشوى .. زيارة القبور تكون للعظة وايضًا رؤية عواقب الافعال بالنسبة للاحياء عظة اشد ..
كانت لتكون مكانها .. ومن بعد أن علمت بما اصاب نشوى اقتربت حقًا من الله وعلمت كم كانت مقصرة من قبل وذاقت حلاوة الايمان ..
وعلي الباب وقفت ولم تستطع الدخول ..
كانت نشوى ملقاة في عنبر حكومى للحروق ملفوفة بالكامل في ضمادات بيضاء ملوثة بدمائها وتصرخ من الالم بانهيار ..
والممرضة ترد عليها بقسوة وعدم رحمة ..
- لما لا تخرسين أو حتى تموتين لنرتاح,, اتعبتينا بصراخكِ وبرائحة جسدكِ العفنة .. المستشفيات الحكومية لا يوجد بها مسكن .. اخرسي فورًا ..
وشهقت برعب وهى تكتم قيئها .. الرحمة يارب ..
هذا كان درسها الأخير .. وحقًا شعرت بالاشفاق عليها ..
انها لم تعد نشوى الشريرة التى تكرهها .. لم يعد لها معالم من الأساس .. فقط كتلة دم والم وصراخ ورائحة نتنة ..
وركضت بلا هدف ولحق بها وجذبها بقوة لتعود لسيارته..
- اريام هذا ليس آمنًا لا تجعلينى اندم انى سمحت لكِ بالخروج ..
كانت مصدومة لا تستطيع الكلام وحلقها جاف لدرجة لا توصف ...
- جميعنا كان بحاجة لهذا الدرس اريام .. الله يمنح الفرص مرارًا ولا يعاقب إلا من يصرعلي الخطيئة بل وينشرها بين الناس .. كل أمتي معافى إلا المجاهرين،وهى لم تجهر فقط بل كانت تنشر الرذيلة وتجر البنات لمصير اسوء من الموت وتقبض نظيرهن الأموال ..
وتساقطت دموعها ..
- ومع هذا اشفق عليها ولا استطيع التحمل .. غسان أنا لم اطلب منك شيئًا من قبل فاتوسل اليك نفذ لي طلبي الوحيد هذا .. ساعد نشوى هذا تخصصك قدم لها كل ما تستطيع ولا تنسي أنت متورط فيما اصابها وحتى لو لم تعتقد ذلك ..
- لا استطيع التصديق .. هل تطلبين منى مساعدتها ..؟؟
- نعم من فضلك أنت جراح تجميل .. انقلها لمشفي خاص وعالجها ..
- أنا جراح تجميل ولست ساحر اريام .. حالتها لا امل منها .. وايضًا أنا مجرد بشر ولا استطيع مسامحتها .. حقًا كنتِ أنتِ أو اياد ستكونان مكانها وكانت ستفعل ذلك بدون أن يرف لها جفن ..
- من تحدث عن السماح .. لكن حتى الاعداء لا استطيع تركهم يموتون من الألم ومن العذاب,, لوكانت ماتت فلربما ما كنت تأثرت كحالي الآن .. أنا اثق في قدرتك علي اصلاح جسدها ثقة عمياء,, المعجزة التى فعلتها واعدت لسامى يده تجعلنى اثق بك .. أنت امهر طبيب فافعل ذلك من اجلي هذا اول واخر طلب اطلبه منك ..
ثقتها فيه تمنحه امل .. علي الأقل تري فيه جانبًا جيدًا " مهارته كطبيب " ولن يخذلها ..
- حسنًا اريام لأجلكِ سأفعلها لكن لا تتعشمى انها ستعود كما كانت ولا حتى تشبهها حتى لا تحبطين .. لقد اكل ماء النار لحمها وعظامها وكل ما يمكنى فعله هو منحها عناية جيدة والتخفيف من المها وربما استطيع التقليل من حدة التشوه فلا تكون مسخًا بالكامل ..
- اذًا افعل ذلك وسأكون شاكرة لك ما تبقي لي من عمر ..
ياه يا اريام شاكرة لي .. هذا اكبر من احلامى ..
- لأجلكِ سأفعلها واتغاضى عن كراهيتى لها وفي النهاية معكِ حق أنا مسؤل عما اصابها ..
وصدق وعده لها ونقلها لمستشفى زوج هبة واجري لها عدة عمليات تجميل وكانت لا تسأله عن النتائج وهو ايضًا كان يعود مباشرة لمعتزله وكأنه يئن من شدة العظات ..
**
- مرحبًا غسان .. من الجيد حضورك .. كيف حال اريام ..؟؟
- بخير لكنها ونظرًا للظروف لا تستطيع الخروج ..
- كيف حاله ..؟؟
- كما هو .. الصدمة كانت كبيرة .. جميعنا اكلنا الألم ..
- اه,, حقًا كانت خسارة كبيرة .. اريد رؤيته ..
كانت حالته مزرية وترك لحيته تنمو بغباء .. والألم كان واضحًا علي وجهه الم جسدى والم نفسي ..
وبادره غسان بصرامة ..
- معتصم أنت اقوى من الظروف .. منذ متى تستسلم ..؟؟ لو استسلمت الآن ستذهب تضحيته هباءً ..
- لا استطيع الاحتمال غسان لا استطيع ..
- بل يجب عليك ذلك .. مجلس العشر يجب أن يعقد كما وعدناه .. هل تملك الجراءة علي اخلاف وعدك له وهو يموت ..؟؟
- مجلس العشر لم يعد مجلس العشر لقد فقدنا افضل من فينا ..
- حقًا فقدنا افضل من فينا لكن مكانه سيأخذه ابنه يومًا ما .. علينا انجاح حلمه وصدقنى روحه ستعلم .. هو لم يكن نادمًا ابدًا علي ما فعله وفقط سيندم اذا تخاذلت وجعلت موته بلا ثمن .. لا احد يستطيع فعل شيء بدونك معتصم .. يكفي أن اخبرك أنك غيرتنى أنا للأفضل والخبر الهام أنت غدًا ستدخل الجراحة ..
- لا غسان لا استطيع ..
- بلي معتصم .. الألم يضعفك ونحن نحتاجك قوى ثم أنا لا اعلم هل سأتمكن من اجراءها لاحقًا أم لا فبعد غد لدى مهمة خاصة ..
- ماذا تنوي أن تفعل غسان ..؟؟
- لا شيء هام فقط تخليص المجتمع من بعض الحثالة الاشرار الذين لا يجلبون سوى الفساد والخراب ..
- لا غسان لا تتهور ثم انى لا استطيع ترك زبيدة هكذا وادخل جراحة تجميلية ..
- هى ليست تجميلية معتصم انها ضرورية لقد تمزقت عضلاتك وفتحت جروحك,, ستدخل الجراحة غدًا ولا اعتقد أن شقيقتك ستعترض ..
- نعم معك حق ..
والتفت كلاهما بدهشة ..
كانت زبيدة التى تتحدث ..
- معتصم أنا يؤلمنى تحملك للألم .. أنت قطعة منى يا شقيقي والمك لن يعيد غالب .. ما سيعيد جزءً منه هونضالك وحرصك علي اعلاء مبادئه ..
وانسحب غسان في صمت وهو مذهول من صمودها ..
ولحقتها شيرويت للغرفة وسمعتها تقول ..
- غالب توفي في الدنيا هذا صحيح لكن ما فقدناه هو جسده وسيظل حيًا في قلوبنا ولقد اخبرنى اننا سنلتقي في الجنة وسأصبر .. مهما طالت الدنيا فهى فانية والخلود هو هناك ..
واشارت للسماء ..
- لقد وعدنى باختياري دونًا عن الحور العين وأنا اصدقه هم فقط بضع سنوات وسأجتمع به للأبد ..
وأمام نظرات الاشفاق منهما سمحت لدموعها بالتحرر ..
- لا تنظرا إلي هكذا أنا لم اجن بعد والدليل طلبي المعيشة هنا في القاهرة بعيدا عن كل الذكريات التى لا احتملها .. غالب كان يعلم أننا سنفترق كان يشعر بأنه سيموت لذلك جعل لفراقنا ثمن وهذا ما سأحرص علي تحقيقه .. وسيظل يأتينى كل ليلة في الحلم ولن انساه مطلقًا ..
وانهارت في البكاء اخيرًا ..
وحضنتها شيرويت بحنان ..
- لا احد سينساه .. وسترينه في اولاده .. صبياكِ يشبهونه وسترينه في وجهيمها كل يوم وكما قلتِ الدنيا فانية والأهم اللقاء في الجنة ..
تضحيته كتبت بحروف من نور واسمه سيخلد للأبد .. عاش مثالي ومات بطلًا فهنيئًا له ..
الفقد الم فظيع لا يحتمل وخصوصًا حينما نفقد اناسًا جزءً منا .. وكأن سليم عاد ليموت اليوم من جديد وفاة غالب كانت وجع سيظل يؤلم ليوم الدين..
**
- اريام .. اريد الحديث معكِ ..
منذ شهر كامل لم تسمع هذه الجملة ..
وتبعته لغرفة المكتب واشار لها بالجلوس ..
- اريام سأذهب اليوم لمواجهة زكى واردت اخباركِ ..
ونهضت برعب ..
- ماذا ؟؟!!
- نعم اريام الرجل الذى لا يستطيع حماية زوجته لا يستحق لقب رجل اردت فقط اخباركِ لتعلمى انى اسدد بعضًا من ديونى لكِ ولسامى ولنفسي قبل الجميع ..
قالها وتركها مصدومة ورحل,,
ولحقته حتى الباب وهى تصرخ ..
- غسان لا ..
لكنه اختفي واغلق الباب ..
**
- سأدخل أنا كالمرة السابقة لكن النتيجة هذه المرة ستختلف بالتأكيد ..
وهتف ادهم بقلق ..
- هل أنت اكيد يا وليد من أن الانفجار لن يؤذى سواهما ..؟؟
- المرة السابقة كانت اختبار سيد ادهم .. لقد سمحا لي بالدخول بعدما فتشانى تفتيشًا ذاتيًا وتأكدا من عدم حملي لأي اسلحة وانفردا بي فمن المستحيل أن يسمحا لرجالهما في الخارج برؤية الملايين بداخل الحقيبتين ..
الخطة ببساطة سنضع قنبلة محدودة في كل حقيبة .. لغم بمعنى اصح فقط يفجر الشخص المعنى والذى سيجذب اول رزمة .. الرزمة ستكون مربوطة للفتيل فتجذبه معها وسيحدث الانفجار بعد خمس ثوان والانفجار سيكون محدودًا وسيؤذى الشخص فقط وأي شخص بقربه لمسافة متر ..
وفجأة جذب غسان الحقيبتين بعنف ..
- أنا سأدخل هذه المرة ..
- لا دكتور .. أنا استطيع التعامل معهما لكن أنت لا ..
وابتسم غسان ابتسامة مخيفة ..
- اذًا أنت لا تعرفنى ..
وجذب ادهم منه الحقيبة الاخري ..
- اذًا فلنكن اتثنين ..
عاد غسان ليجذبها منه .. - لا ,, لابد وأن يتبقي احدنا ليقضى علي الخنزيرين حال فشل الخطة .. كل الاحتمالات ممكنة لو قضي علينا نحن الاثنين فمن سيحمى نسائنا ..
- سنكون في الخارج .. فور دخولك سيحيط رجالنا برجاله من الخارج وبفضل كشفك عن المكان تمكنا من معرفة اماكن تمركزهم واسلحتهم .. هم لا يحملون سوي الأسلحة البيضاء ...المهم تذكر كل ما سيكون لديك هو خمس ثوان حتى الانفجار يجب أن تكون بعيدًا .. سيتفحصان الأموال فور دخولك .. هذا ما فعلاه في المرة السابقة ..
وهز رأسه بفهم وتوكل علي الله ..
ومن قتل دون أهله فهو شهيد ..
أنه القصاص العادل ..
وفتشه الرجال جيدا ليتأكدوا من عدم حمله لأي سلاح واشاروا له بالدخول..
هذا هو زكى كما توقعه تمامًا .. مقيت بغيض قذر .. عرفه حتى بدون أن يعرف عن نفسه ..
لكن عليه التأكد ..
- معى امانة للسيد زكى ..
- اقترب يا هذا أنا زكى .. من أنت ..؟؟ أنت لست نفس الشخص الذى حضر في المرة السابقة ..
وابتسم عبده ابتسامة شيطانية ..
- السابق كان وليد ظل ادهم البسطاويسي واعتقد أن هذا سيكون مندوب رجل فتاتك .. بالتبادل كل مرة ..
وتصاعدت الدماء لرأسه .. الحقير يتجرأ بذكر زوجته ..
وترسخت قناعاته .. من يتجرأ علي نسائنا يستحق الموت حتى ولو كان هو عضوًا في مجلس يشجب تلك الأفعال ويردعها .. المجلس غدًا أما اليوم فقصاص ..
الحكم اليوم لا يحتاج لمجلس .. حكم صدر وسينفذ ..
واقترب وناوله الحقيبة وهو يضحك بتشفي .. وخطفها زكى وهويقول .. - علام تضحك ايها الأبله ..؟؟ هل أنت سعيد انى سأسيح وجه زوجة سيدك ..؟؟
- هؤلاء ينفذون فقط يا زكى .. عضلات بلا عقل .. اعطنى حقيبيتى يا هذا..
وبنفس الابتسامة ناوله الحقيبة ..
- مبارك عليك أنت الأخر ..
بالشفا صديقاي ..
وفتح زكى الحقيبة وفتح عبده حقيبته .. الاثنان يجلسان علي نفس الطاولة ويكفي قنبلة واحدة للاطاحة برأسيهما .. وتأمل كلاهما الأموال وابتسما بطمع ..
- كل شهر من هذا وإلا ستسيح السيدتان..
وربما ابدى غسان ردة فعل غير ملحوظة لكن لاحظها زكى وقبض علي كفه بعنف وهو يقول ..
- بك شيء لا يريحنى ..
ستفشل الخطة .. ولو انتبها له سيكونا كالكلبين المسعورين ولن تفلت اريام أو زوجة ادهم منهما ناهيك عن قتله ..
عليه التصرف سريعًا ..
(( طباخ السم بيدوقه )) وحتى هوطبخ السم وسيتذوقه لا مناص ..
نعم هذا هو الحل الوحيد .. وداعًا لكل شيء .. لجلدى,, لعملي,, لمهارة يدى كجراح ..
وبيده الحرة جذب الرزمة الأولي واعطاها لزكى وهو يقول ..
- ما بك يا رجل تمتع بأموالك ..؟؟
واصبح الوقت هو عدوه .. فقط خمس ثوان هى كل ما يملك ..
لأجلكِ اريام .. هل بهذا كفرت عن ذنبي ..؟؟
ومال بجسده في حركة بهلوانية مباغتة اكتسبها من لياقته ومن سنوات مداومته علي الرياضة والتقط زجاجة ماء النار من خلف زكى وفتحها لتسقط علي كفه وعلي كف زكى وعلي الأموال ..
وألام مبرحة شعر بها جعلته علي وشك فقدان الوعى واطاحت به للخلف لمسافة وهى نفس الألام التى شعر بها زكى وافترقت الكفوف عنوة وصرخ عبده بشراسة وهو يستل مسدسه ..
- حقير .. ماذا فعلت ..؟؟ ستدفع الثمن ..
**
كانت تموت من شدة الرعب .. من حال نشوى علمت مقدار الشر الذى يستطيع زكى أن يكون عليه وغسان ذهب لمواجهته لأجلها ..
هكذا هو غسان مندفع متهور لا يتوقف للتفكير لكنه حقًا رجل ويستطيع حماية من يحب لو فقط كانت تعرفت عليه في ظروف اخري ..
وشهقاتها ارتفعت حتى اختنقت من البكاء ..
شيرويت .. نعم شيرويت ..
ربما معتصم يستطيع مساعدته
واتصلت بها ومن وسط دموعها اخبرتها بما حدث ..
وصرخت شيرويت بقهر ..
- اه يا اريام معتصم في المستشفي ..الم يخبرك غسان ..؟؟ بالأمس اجري جراحة ..
الا تكفي خسارة غالب الفادحة ..؟؟ اه ياربي غسان في خطر ولا تستطيع اخبار معتصم ..
ومن يأسها اغلقت اريام الخط وانخرطت في بكاء عنيف ..
ماتشعر به الآن حسرة لا تعادلها حسرة .. الخوف الفظيع بداخلها يدل علي شيء واحد ..
وجف حلقها من الدعاء ولم تجد حل سوى الصلاة وقراءة القرآن ليريحاها من رعبها .. أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ..
واخيرًا رن الهاتف .. كان المتصل هو غسان فركضت لتجيب بلهفة لكن لحسرتها سمعت صوت رجولي يقول بأسف ..
- للأسف سيدتى احمل اخبار غير سارة .. لقد اصيب غسان في انفجار وهو في المستشفي الآن لكن حالته مستقرة لا داعى للقلق لديه فقط ارتجاج وحروق في كف اليد ..
**
- اريام ..؟؟
هتف برعب وهو يستفيق ..
وتنفس بارتياح علي الرغم من شدة المه حينما وجدها لجواره تتمسك بكفه السليمة وفي الخارج كان يقف سامى يراقبهما من زجاج العناية المشددة .. - أنا هنا هل أنت بخير ..؟؟
قلقها لا خلاف علي وجوده وحدته تفصح عن اكثر مما يفصح به لسانها ..
- المهم أنتِ حبيبتى .. ماذا حدث لزكى هل نجى ..؟؟
وهزت رأسها بالنفي فهتف ..
- الحمد لله ..
وعاد ليسألها بقلق ..
- والاخر ..؟؟
ومجددًا هزت رأسها بالنفي ..
- الغرفة استحالت لركام غسان وفقط أنت نجوت .. اللغمين سويًا قويا بعضهما البعض وانهار سقف الغرفة لكن أنت كنت بعيدًا عن موقع الانفجار واصابك ارتجاج شديد ,, لماذا خاطرت هكذا ..؟؟
وهمس ..
- هل تسألين ؟؟ حقًا لا تعرفين ..؟؟!!
وتجنبت عينيه كيلا يري الدموع وضعفها الواضح ..
وسألته بقلق وخوف ..
- ماذا حدث لكفك ..؟؟
- كانت الثمن اريام .. الثمن لاكفر عن كل ذنوبي .. وكنت علي استعداد لدفع حياتى كلها لأجل سلامتكِ .. الآن تستطيعين الخروج بحرية واعلمى انى سأحميكِ حتى اخر يوم في عمري ..
**
غسان اكتب اسمك بصورة صحيحة الآن،، أنا اكتبها لأنى لا استطيع نطقها.. بعد رحيلك اكتشفت إصابتي بمرحلة متأخرة جدًا من اورام الكبد السرطانية وانتشر المرض في كل جسدي حتى في مخي ويتبقى لي فقط اسابيع معدودة واردت أن تكون اخر ذكري لإياد عنى هو وجهى الجميل وسعادتنا كأسرة واردتها أنا ايضًا هذه الذكري بصورة ملحة لتغطى علي هلاوسي المرضية التي تنتابني كل ليلة .. ليتنى استمعت لك فشربي للكحوليات قتلني مرتين .. وداعًا غسان وقبل عنى اياد ..
هيلين
رسالة زلزلت كل كيانه ..
اه من الصدمة .. هيلين مستحيل .. واغرقت عيناه بالدموع ..
مهما حدث العشرة لا تهون إلا علي اولاد الحرام .. مسكين اياد سيصدم بفقدانه لوالدته .. مهما فعلت هيلين لكنها كانت أم جيدة جدًا وتعشق طفلها
هو المخطئ الاساسي من البداية لم يكن يتقبل الزواج من اجنبية لكنه عاند حتى دفع اياد الثمن ..
ومهما تقول هيلين فسيكون عليه السفر والبقاء لجوارها ويساعدها علي التعافي .. الطب دائمًا يحدث نفسه ولا شيء يستحيل طالما ارادة الله هي الغالبة .. علي اياد رؤيتها,, لن يوافقها علي الموت وحيدة,, كل أم من حقها التمتع بحضن ابنائها حتى اخر لحظة في العمر ..
سيذهب ويتمنى من الله أن تفهمه اريام جيدًا .. ربما فقط لو شعر ببعض الغيرة سيطمئن لكنها تواصل علي الكراهية بكل قوتها حتى وهو يشعر بحبها له .. كراهية تغلف الحب وتخنقه ..
لكن هذا هو المتوقع فما مرا به كان اكبر من تحملها ومن تحمله .. لقد دأب علي التصحيح لكنه لم يكن كافيًا .. لم تسامحه ولن تفعل ابدًا .. وحينما اخبرها عن مرض هيلين لم تتحدث فعاد لغرفته واغلق الباب ..
لقد اوفي ما عليه لسامى ولاريام ولمعتصم وحتى لنشوي يتبقي هيلين فقط لكن قبلها يتمنى أن يبدأ من جديد مع اريام واتخذ قراره بالسفر مع اياد في اقرب وقت .. صحيح لن يفيدها كطبيب فقد انتهت ايامه لكن الدعم المعنوى اهم وابقي ..
وحانت لحظة المواجهة .. الخطوة الأخيرة .. سيعترف لها بحبه ربما يلمس هذا قلبها وينصهر الجليد ..
كانت توصل اياد للباب ليذهب للنادي الرياضي وحين عودتها اعترض طريقها فحاولت الهرب لكنه لم يسمح لها .. وجذبها من ذراعها بكفه السليمة ليواجهها وبادرها قائلًا بدون مقدمات .. " اريام أنا احبكِ " ..
**
مهما فسرت من تصرفاته في الفترة الماضية بما يتماشى مع الحب لكن أن تسمعه ينطقها زلزل كل كيانها ..
كأي فتاة تسمع الاعتراف الأول بالحب تكون صدمة مدمرة ومِن من؟؟
من شخص قلب كيانها .. فعليًا قلب كيانها اذاقها كل انواع المرار وكل انواع النعيم .. كل انواع الاحتقار وكل انواع الاهتمام .. كل انواع المشاعر السلبية والايجابية سويًا حتى كادت تجن ..
لقد ضحى حتى بحياته لأجلها لكن بعدما كان انتهكها باغتصاب مهين ..
وحاولت التمسك باخر ذرة كرامة لتقول بصوت غير محدد المعالم لم يقنعها هى شخصيًا ..
- حب ايه اللي أنت جاى تقول عليه ..؟؟ علي رأي الست .. أنت لا تعلم غسان ما هو معنى الحب .. أنت تقرر فتأخذ بدون مراعاة أو اعتبار لرأي الشخص الذى أمامك ..
وهتف بألم ..
- ما زلتِ تعتقدين هذا بعد كل ما فعلته لأجلك ..؟؟ بعد كل ما فعلته لأجل اثبات انى احبكِ ..؟
ورفع كفه لتراها ولتشعر بغصة الم حارقة ..
لقد ضحى بحياته من اجلها لن تنكر .. وضحى حتى عامدًا بمهنته .. كان يعلم أنه سيدمر يده التى تلتف بحرير لكنه لم يتردد واختار .. اختارها ..
- اذًا شكرًا لك لكن تذكر من البداية لم اكن اريدك في حياتي,, أنت فرضت نفسك علي أنا لم اطلب منك الدفاع عنى وفي الواقع أنت فعلت هذا بسبب تأنيب ضميرك .. أنا اعترف غسان أنت لست شخص سيء لكنك مغرور ومتسلط وترفض أن يغايرك احدهم في الرأي وإن تجرأ وفعلها احدهم لا تهتم لرغباته وتنفذ ما تريد ربما تندم لاحقًا وتحاول الاصلاح لكن ليس في كل الاوقات تستطيع اصلاح ما كسرته ..
- يكفي هذا اريام .. أنا اعلم كل ما تقولينه .. لقد دوامتِ علي اخباري بكراهيتكِ لي وتذكيري بهذا في كل لحظة من زواجنا,, غيري مرة واحدة واخبرني انكِ تحبيني كما احبكِ وبعدها ربما تشهدين التغيير بعينيكِ ..
كانت تعلم أنه في اشد لحظات ضعفه .. ربما الشهامة تقتضى منها عدم التمادي في الاهانة كنوع من اكرام عزيز قوم ذل لكنها لا تستطيع تفويت الفرصة .. انها لحظة الانتصار الكامل .. لقد خسر كل شيء .. خسرها وخسر يده وعمله وثقته في نفسه ..
- طلقني غسان .. طلقني أنا اكرهك .. طلقنى فربما اكرهك اقل لو حررتنى من قيدك ..
وهل توسله الآن يمنحها لذة النصر أم يهدم اخر دفاع لديها .. ؟؟ لو ضغطت قليلًا بعد سترحل منتصرة وتتمنى من الله أن تصمد وتواصل علي اظهار كراهيتها واخفاء أي شعور اخر ..
- اريام أنا اسف,, هل تريدين سماعها ؟؟ أنا فعلًا اسفًا ونادمًا وعددي كل انواع الندم والاعتذار امنحينى فرصة ولا تتركيني ..
اللحظة الحاسمة .. يجب أن تكون قوية .. ليته لم يغير السكن لتري الشقة التي انتهكت فيها بكل انواع الانتهاك لتأخذ الدافع للمواصلة .. لكن هو كان يجردها من كل اسباب الكراهية التي من الممكن أن تكون تغذى حقدها ..
واخذت تعيد مشهد الاغتصاب في ذاكرتها لكن لا شيء اعاد لها الكراهية سوى تذكرها لنظرة سامى .. وهتفت بقسوة ظاهرية ..
- انتهى الامر غسان لا أنا سأنسي انك اغتصبتني ولا أنت ستنسي انك التقطني من الشارع ..اطلق يدي من علاقة مهينة تذكرني دائمًا بمن أنا..
قبل الوداع تذكري أنا اليوم مختلفًا..
لا كان قلبي نفس القلب ولا كان حبي مشتعلًا ..
اخطئت لا انكر لكن الاعتذار لم يكن الجنى الذي سيحقق الاحلام كنت اعتقد أن الافعال الحقيقية تكفي لتمحى ساعات الهوان ..
- اريام .. دعينا نبدأ من جديد ..
- لا يوجد جديد لأن القديم مازال حيًا .. غسان أنا اطلب الطلاق ولا اعلم مصيري فكما تعلم أنا غير مرحبًا بي في منزل عائلتي ولا اعلم ماذا سيكون مصيري لكنى اختنق معك .. لا اريد اموالك ولا حبك ولا أي شيء يذكرني بك كل ما اريده هو حريتي ومساحة للتنفس بنظافة بعيدًا عنك ..
أعطني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّء
آه من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقيه وما أبقى عليَّ ..
- ارحل غسان ارحل لوالدة اياد لا تتركها وحقًا رحيلك ليس هو السبب الذى يجعلني اطلب الطلاق .. رحيلك هو مجرد حجة تعطيها لسامى كي لا يسئ الظن بك ..
- تعالي معنا اريام .. أنا اريدكِ أن تأتى .. رحيلي لأجل اياد فقط ولأجل عشرة سنوات لكن لا شيء شخصي صدقينى .. أنا لم اعرف معنى الحب سوى بعدما احببتكِ ..
- للأسف غسان الطلاق هو الشيء الوحيد الذى ربما يجعلنى اكرهك اقل أو حتى اكتشف شعوري الحقيقي نحوك ايًا كان فلا تحاول هدم حتى هذا الأمل باصرارك علي زواج محكومًا عليه بالفشل ..
وانهار غسان وتمالك دموعه .. لماذا ليس مسموحًا له البكاء ؟؟
من قال أن الرجال يجب ألا يبكون ؟؟
اخيرًا وجد حب حياته .. الفتاة العذراء التي تمنى وبالمصادفة يكون مدلهًا في حبها ايضًا .. كل ما حلم به تحقق لكن للأسف ضيعه بغبائه ..
**
- سامى أنا لا اريد الطلاق لكن اريام تصر .. نحن لم نسألها عن رأيها يوم الزواج واعتقد أنها لها الحق الآن للاختيار,, عدني إن فشلت في اقناعها ألا تحاول اذيتها حتى ولو نفسيًا باحتقارك لها,, اريام فتاة ممتازة ولو اخبارك بكل الحقيقة سيعفيها من المسؤولية سأفعل لكن هل أنت مستعدا لهذا؟؟
وصرخ بانهيار..
- لا ..
كان اكيدًا من أن سامى يعلم أن الحقيقة ستكون ابشع مئات المرات من الواقع الأليم الحالي .. واحيانًا القبول بهذا الواقع الأليم افضل للجميع ..
هناك مثل إنجليزي شهير يقول .. "Let bygones be bygones."
وهذا ما يجب عليهم فعله ليتجاوزا الم الماضي ..
واكمل غسان ..
- حسنًا لا داعى لأن تعلم لكن المظاهر خادعة وليس بالضرورة ما شاهدته عيناك يكون هو الحقيقة,, الحقيقة لها الف وجه وصدقني ما شاهدته لم يكن وجهها الحقيقي بأي حال ..
واشار لكفه ..
- وهذه خسرتها دفاعًا عنها ولست نادمًا وكنت علي استعداد لخسارة حياتى كلها لأجلها .. أنا مضطر للرحيل لألمانيا نظرًا لمرض والدة اياد وهذه حجة مناسبة منى للرحيل دون أن نلفت نظر والديك لكن اعلم أنا اعشق شقيقتك ويسعدني ويشرفني انها زوجتي وكنت اتمنى أن تظل هكذا لأخر يوم في عمري لكن علي احترام رغبتها .. لقد سجلت الفيلا باسمها ورجاءً منى اذهبوا للإقامة معها لا تتركوها وحيدة هي تحتاجكم وبشدة هذا إن وافقت هي علي الاقامة فيها من الأساس .. لقد تركت لها ما يكفيها فاقنعها بقبوله سامى هذا حقها ..
التغيرات الجديدة تدهشه .. حقًا كان يتوقع الطلاق ومنذ البداية لكن ليس بهذه الطريقة المؤلمة المثيرة للمشاعر .. أن يري شخص ناجح كغسان يقاوم دموعه نظرًا لفراق شقيقته يجعله يشك في كل ما كان يعتقده .. من هو غسان في حقيقته العارية بدون هيلمانه ولا امواله ..؟؟
واريام تحبه هذا يبدو واضحًا ومع هذا تصر علي الطلاق وتترك له الجمل بما حمل كما يقولون وترفض أي شيء منه وهى التى ناقمة علي الفقر ..
- اريام شقيقتى ومهما بلغت درجة غضبي منها فلن اؤذيها حقًا .. طلقها دكتور ولو كتب لكما البقاء سويًا يومًا ما فستعودان رغم أي شيء طلقها واطويا صفحة الماضى واتمنى من الله نخرج جميعنا بحال افضل بعد هذه المحنة .. ولن انسي أنت اعدت لي يدى وفقدت يدك لأجل شقيقتى وهذا يجعلنى حقًا استطيع البدء معك من جديد .. وعلاقتك باريام كانت خاطئة منذ البداية والآن فقط نستطيع القول أنها اصبحت صواب علي الرغم من الفراق ..
**


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 02:10 PM   #104

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الخاتمة
( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) ..
لا شيء يحدث في الكون لمجرد الصدفة انما كله يكون مقدرًا ومخططًا منذ أن خلق الله الأرض ..
الحادث البسيط الذى يؤدى لعطلة مرورية لم يكن مجرد حادث بل كان ترتيبًا من الله عز وجل ليمنع شخصًا ما من الوصول لمكانٍ ما في وقتٍ ما ,,
وبالتالي يمنع حدثًا ما .. ويحدث شيئًا ما اخرًا قد يبدو أنه لا يمت للأمر بصلة لكنه " الترتيب الألهى اولًا واخيرًا " ..
لذلك الابتلاءات التي يتعرض لها الانسان تكون لسبب فمنها ما يعوض في الدنيا ومنها ما يُحمل للأخرة فلا شيء ينسي عند رب العالمين ودعوة صادقة من قلب أم محب تحمى وترفع البلاء ..انها حقًا دعوة الأم ومفعولها السحري ..
أو ربما عمل خير بسيط من الأب وكان يفعله بنية حفظ ابنائه فيحفظهم الله بسببه ..
فالدنيا ما هى إلا مسرحًا كبيرًا لكلٍ دوره فيه والعبرة بالخواتيم ..
مر عام كامل منذ حادثة قتل غالب,, تلك الحاثة التي فجعت قلوب الجميع وادمتها..
عام بالتمام والكمال ..
وموت غالب الغادر لم يكن مجرد حدث عادى يمر مرور الكرام ..
موته غير الجميع .. كانت لحظة فارقة تلك التي تلت موته ..
فارقة في حياة الجميع خيرًّا كان أو شريرًا بسيطًا كان أو ذى حسب .. رجل كان أو امرأة ..
والبسطاء الذين وثقوا فيه كنت دمائه حافزًا لهم ليكملوا ما بدئه لأجلهم وخسر حياته في سبيله .. كانت تضحية غالية لذلك حملتهم امانة وواجب ..
مجلس العشر سيقام بتسعة اعضاء والمقعد العاشر سيكون محفوظًا لروح الملهم الذى لولاه ما كان هناك أي انجاز .. وحتى غسان الذى كان يقيم في المانيا نظرًا لظروف مرض طليقته كان يحضر شهريًا لحضور المجلس ويسافر في اليوم التالي مباشرة ..
عام كامل مر.. عام كان كئيبًا محملًا برائحة الموت لكن اعدام ماهر ومندور وهدى وفالح كان كافيًا لحد ما ليصبر قلوبهم ..
النجع يتطهر اخيرًا وينبذ اشراره ..
وعلي الرغم من أن الجرائم كانت جماعية وكان من الممكن الهرب من الحكم بالإعدام لكن القضية كانت قد تحولت لقضية رأي عام وكان الحكم بالإعدام حكمًا نهائيًا غير قابل للنقض ولا للاستئناف ..
" مَنْ أمِنَ العقوبة أساءَ الأدب!" بل وفجر ..
وهدى وماهر لما يعدما فقط بل فضحا اولًا وانتشرت اخبار علاقتهما المحرمة بكل تفاصيلها واصبحت سيرتهما تلوكها الألسنة وتبريء منها والدها واعدمت بعدما قضت في السجن فترة كافية دمرت اعصابها وهى تنتظر الاعدام كل يوم وكانت التسجيلات التي سجلتها هدى بنفسها لتوريط ماهر هى السبب في ايصالها لحبل المشنقة وفي فضحها ليعلم الجميع عن علاقتها المشينة بماهر وخيانتها لغالب فيبصم بالعشرة ذلك الذى كان مازال لم يقتنع بقضية غالب بأن ما فعله غالب كان الصواب وأن التدخل في حياة الناس امرًا مذمومًا ملعونًا في كل الكتب السماوية ..
ومن عجائب القدر أن يرفض القاضي ايضًا تخفيف عقوبة فالح للمؤبد ليصر علي الحكم عليه بالإعدام هو الاخر فجريمته لا عقاب لها سوى الموت ولتكن سابقة في تاريخ حينما يحكم بالإعدام علي اربعة من عائلة عريقة كعائلة السمالوطى ويعلن معتصم أن عائلة السمالوطى التي خرج منها فالح وماهر ومندور هي نفسها التي خرج منها غالب لذلك فالحكم المطلق علي العائلة سيكون مجحفًا اذا ما تم التعميم وكلًا مسؤول عن تصرفاته فقط ..
وصدقت شيرويت وعدها وارسلت طفلي فالح لنيوزيلاندا واسست لهما حياة جديدة هناك ..
حياة بعيدًا عن الماضي وترسباته ووصمته ,, لمكان امن ومريح لا يعرفهما فيه احد ليعسشا بأمان بعيدًا عن القيل والقيل والنظرة المشمئزة ليختفيا وسط البشر ويتربيان في مجتمع جديد لا يعرف فالح ولا هدى ولا حتى النجع من الأساس .. في مدارس داخلية جيدة لها سمعتها ومع عناية فائقة .. فالتربية الجيدة قد تثبت احيانًا أن الجينات الخبيثة ربما لا تسود دائمًا اذا ما تضادت بتربية جيدة مثالية ومتوازنة ..
- ما بك حبيبي ..؟؟ أنت متوتر كثيرًا اليوم .. ستستطيع معتصم .. صدقني ستستطيع ..
- كل ما عملنا لأجله شيرويت مهدد بالزوال .. تضحية غالب قد تذهب هباءً.. مجلس الغد قد يفشل ويتحول النجع لانهار دماء من جديد ..
- المجلس انجز الكثير يا معتصم في السنة الماضية ولابد من وجود عقبات نحن نتعامل مع بشر لا مع كائنات بلاستيكية .. وارد أن تتعرضوا لمثل هذا الموقف مع مرور الوقت واختلاف القضايا ..
- أنه الثأر يعود ليكشف عن وجهه القذر من جديد لعنة الله عليه وعلي كل من تسول له نفسه القتل ..
- قضية الطحاوي قديمة يا معتصم وكانت ستفتح من جديد مع أي مع ريح ولو بسيطة .. اولاد الطحاوي لم ينسوا دم ابيهم ..
- كان حادثًا شيرويت .. زكريا البيومي لم يكن يقصد قتله ابدًا وانهيت الخلاف منذ سنوات وجعلته يقدم كفنه وقبله اولاد الطحاوي ومع شجار بسيط علي قطعة ارض اهتاج النجع من جديد ..
- لأنها ترسبات معتصم .. ترسبات حدثت لأن علي الرغم من قبول اولاد القتيل للصلح لكنهم لم يهدؤا بالقصاص .." وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" وهذا ما يحدث تمامًا حينما تتدخلون في مصائر الناس .. أنت اجبرتهم وقتها علي قبول الصلح وأنت لم تعد موجودًا الآن ككيان كما كنت وقتها لا كشخص ..
- كان حادثًا شيرويت .. قتل بالخطأ وكنت امنع المزيد من الدماء ..
- أنا لا احاسبك معتصم الماضى ولي بكل حسناته وعيوبه أنا اخبرك بالحل .. لن يحل الخلاف إلا بالقصاص العادل وعن طريق الشرطة لا عن طريق المجلس .. فليفتح التحقيق في الامر من جديد..
- وهل تعتقدين بعد كل هذه السنوات ستكون هناك ادلة .. ؟؟ الزمن يطمس كل شيء ..
- ربما معك حق لكنك لن تغلب أنت معتصم ..
ثقة المحيطين فيك تمنحك مسؤولية عظيمة وتضعك في تحدى .. منذ شهر لجأ راضي إليه في قضية نجاة ابنة عمه التي لوثها شاب طائش ووضع صورها علي مواقع التواصل الاجتماعي مدعيًا أنها فتاة لعوب لمجرد رفضها لمسايرته وكان يظن أنه لن يكشف .. لكن فادى تمكن من استصدار مذكرة لمراقبة هاتف نجاة وتمكن من معرفة الشخص المسؤول عن تلك الواقعة ليكتشفوا أنه ابن صديق والدها وتربطهما صلة نسب بعيدة وبحكم اقامته في القاهرة لسنوات نسي كل تقاليد النجع ونخوة الصعايدة .. وكل ما قاله له راضي .. معتصم أنت تستطيع ..
والد الشاب ابدى كل الندم واعلن استعداده وتقبله لكل الاحكام التي ستصدر بحق ابنه حتى ولو اقتضى الأمر بسجن ولده " هو يستحق " لا خلاف علي ذلك .. " سأربيه من جديد لو كنت فشلت في تربيته اولًا "..
وبالفعل وصل الأمر للقضاء وحكم علي الشاب بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع دفع غرامة خمسين الف جنيه لوالد الفتاة ..
وبمشورة سريعة مع المجلس اقترح غسان أن يعترف الشاب بفعلته أمام الجميع ليبريء ساحة الفتاة ويعلن براءتها علي الملاء ويخير والدها بين قبوله لمبلغ تعويض يحدده هو أو الاستمرار في حبس الشاب مع تعهد لا يقبل التفاوض بعدم التعرض للفتاة مجددًا في كلتا الحالتين ..
فكرة غسان كان تتمحور حول الاصلاح فلو سجن الشاب سيصبح اكثر غلًا ولن يردعه رادع بعدما سيكون خسر كل شيء ويدمر سمعة الفتاة بزيادة أما لو اعترف بذنبه وقبل والد الفتاة التعويض فسيكون هذا اكبر رد لشرفه وسيكون الشاب مازال لديه امل في الخلاص فاليائس لا تفرق معه .. لكن كل هذا كان بعد احالة الامر للقضاء وتخيير والد الفتاة والقبول بقراره أيًا كان .. والحكم الواضح علي الشاب بتسديد مبلغ التعويض الكبير الذى دفع لوالده الفتاة كان اكبر عقاب فسيقضى الشاب سنوات وسنوات يسدد لوالده المبلغ وإلا سجن ليعلن الشاب بوضوح بعد انتهاء الازمة .. " توبة اعاكس بنت مرة تانية " ..
وبعودة لموضوع الثأر .. ربما سيكون عليه فعلًا فتح التحقيق من البداية ونظرلشيرويت بامتنان ليقول ..
- ماذا كنت لأفعل بدونكِ ؟؟
- أه معتصم .. وماذا كنت أنا لأفعل بدونك ..؟؟ ربما أنت السبب في الفراق منذ البداية لكنى أنا جعلته يمتد لسنوات .. ماذا كان سيحدث لعلاقتنا لو كنت قبلت الزواج منك بسهولة يوم عيد ميلادى ؟؟ اسأل نفسي هذا السؤال باستمرار حتى اكاد اجن ..
- لم تكنى لتفعليها شيرويت .. حقًا لم تكنى لتفعليها مطلقًا .. شخصيتكِ وتكوينكِ لم يكنا ليسمحا لكِ بقبول اهانتى وذلي لكِ علي غلطة كنت أنا المسؤل الوحيد عنها ثم أنا احببتكِ هكذا ثائرة متمردة عنيدة حنونة تحشرين انفكِ في كل شيء لو كنتِ تصرفتِ عكس ما احببته فيكِ لم نكن لنستمر سويًا .. النار لا يتحملها سوى النار ..
حقًا معتصم النار بالنار تزداد توهجًا واشتعالًا ,, والنار بالماء تطفيء وتخبو جذوتها ..
واقتربت بدلع لتدلك كتفيه في حركات متوالية ناعمة كانت تريده أن يتخلص من توتره ومع زوال التوتر اصبح اكثر استرخاءً وتحولت حركات التدليك البريئة لشيء اخر ..
**
- غسان ولدى .. نحمد الله علي علي سلامتكما ..
والقي نفسه في حضن والدته ..
مهما كبرت وانتصفت ثلاثيناتك واصبحت اب لطفل في السابعة لكنك تظل تحتاج لحضن الأم وحنانها ودعمها ..
وكأي ام حنونة تجاهلت حالته المزرية ولحيته التى استطالت ووزنه الذى انخفض وضمته لتشبعه من حضنها .. ستعيد رتق شقوقه بالحنان والحب والدعم ..
ولأول مرة انقض والده عليه ليحتضنه بقوة بدلًا من مجرد تحية عادية وقبلة عابرة علي كفه الذى كان يقدمه له ليقبله باحترام ..
اه يا حاج مبارك كم احتاجك ..!!
- هيا يا حاجة سميحة اعدى وليمة للعشاء وادعى عائلة اريام للعشاء معنا ,, السبب الذى من اجله افترقا انقضى ولا تجوز علي المتوفاة سوى الرحمة مهما أن كان رأيي فيها لكن حان وقت استعادتك لزوجتك ابنة الاصول .. ابنة الناس الطيبين ..
اريام !!
الألم اكبر من احتماله .. اريام لم تتركنى يا حاج لأنى سافرت للعناية بأم طفلي .. اريام تركتنى لأنها تستحق رجلًا افضل منى .. رجل حقيقي ..
- غسان,, اردت تهنئتك علي مشورتك في قضية نجاة الشامى الكل يتباهى بك ..
وننتظرك غدًا في قضية الطحاوى .. مجلس العشر كان وسيزال افضل فكرة حدثت للنجع .. علي كل حال نجتمع مع نسبائك اولًا ثم ننتظر المجلس غدًا ..
فكرته لجعل عائلة اريام تنتقل للنجع كان تفكيرًا للبعيد .. كان سيعلم أن اريام ستتركه يومًا ما وارادها تحت سيطرته لكنه لم يكن يتوقع أن ينتقل الجميع للنجع سواها ..
ربما يحزن لذلك لكنه كان فخورًا بنجاحها وسيطرتها علي حياتها .. والأهم ثقة سامى فيها كانت تعطيه املًا في اصلاح الامور معه ومعها .. سامى سمح لها بالاقامة في القاهرة بمفردها اذًا هو صفح وفتح صفحة جديدة وربما سيكون له نصيب من هذه الصفحة ..
والاصول اصول واصطحبه والده وذهبا لدعوة عائلة اريام وقوبلت الدعوة بالترحاب وبسلاسة حتى سامى نفسه لم يعترض ..
سامى كان يبنى مصنع له بيده التى اعادها له ,, كانت دائرة من التصحيح ورد الجميل من الطرفين .. حالة بدأت بغلطة وانتهت بشبكة من الجمايل حتى لم يعد احدهم يعلم من اعطى بزيادة ومن مازال واجبًا عليه العطاء ..
وبعد العشاء طلب سامى مقابلته علي انفراد .. ماذا ستقول يا سامى ؟؟؟
غدًا سيكون يومًا حافلًا ويريد كامل تركيزه لانهاء الثأر القائم لكن فضوله لم يترك له المجال لتأجيل الحوار ..
أي خبر عن اريام يشبع لهفته .. وخرجت روحه لتصل حلقه وسامى يقول ..
- هناك محاسب في مصرف ما طلب يد اريام منى .. وأنا اخبرته انى سأسألها عن رأيها لكن قبلها اردت اخبارك عن الامر .. أنا اعلم انك مازلت تريدها وبهذا اكون سددت دينى كاملًا لك ..
**
مكتب بسيط لكن انيق ومديرة صغيرة في السن لكن قديرة ..
من كان يصدق أنها " اريام " تلك التى كانت مشروع عاهرة اصبحت كيان يحترم ويقدر ..
تجربة تالا تكرر من جديد ,, ربما تالا كانت تصرفاتها مبررة متحررة بحكم الوسط الذى تعيش فيه ومقبولة حتى من ابيها لكن أنتِ يا اريام ما كان مبرركِ ؟؟
شيرويت يومًا ما اخبرتها انها ستخبرها العجائب اذا ما توطدت علاقتهما وصدقت .. قصص وحكايات اشبه بالخيال وراء كل فتاة حسدتها لكونها راقية ومتعلمة وواثقة في نفسها ..
وضحكت وهى تتذكر نفسها حينما ظنت أن شيرويت لا تعرف غلاظة الرجال ..
ابلغ وصف كررته شيرويت مرارًا بتأكيد .. " كلهم عزيزتى يتحولون لخنازير في مرحلة ما من حياتهم عزيزتى .. لكن نحن سنكون لهم بالمرصاد حينما يتخنزرون مجددًا .." ..
ونبذت افكارها وعادت لعملها .. ميزانية هذا الشهر وفيرة وتستطيع التوفير منها ولديها فكرة ستقترحها علي تالا حينما تراها .. هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد ايتام تعتنى بهم وترحل لمنزلها اخر اليوم بل اصبحوا كأطفالها .. ويستحقون توفير حياة كريمة لهم حتى بعد البلوغ والخروج من الدار .. أي مبلغ سيتوفر من ميزانية الشهر ستفتح به دفتر توفير لكل طفل وسيتمر للأبد حتى يجد كل طفل وقت شقه لحياته بمفرده مبلغ يعينه علي بدء مشروع صغير يعينه وحتى لو كانت المبالغ الموفرة قليلة لكن مع الوقت ستتحول لمبلغ معقول .. لكن هذا يعنى رؤيتها للمزيد من فارس .. ربما سيكون عليها افتتاح حساب في مصرف اخر لكن بماذا ستبرر لتالا تغييرها للمصرف وتصرفها هذا قد يثير التساؤلات لكنها لا ترغب فى تعليق فارس بها زيادة وهى لا تستطيع منحه أي شيء .. فقلبها اغلق للأبد ..
ووضعت قلمها بعدما نظرت في ساعتها .. " المشاكل تأتى لاحقًا "..
العناية بالأطفال اولًا ..
انه وقت العشاء ومن ثم وضع الاطفال في اسرتهم .. والحسابات لا تنتهى فالبركة تغمر القرش ليتحول لعشرة والدار تتوسع وفكرة التوفير تلح عليها بشدة ..
وهتفت بسرور حينما فوجئت بتالا تدخل من الباب الرئيسي للدار ..
- تالا من الجيد حضوركِ افتقدتكِ كثيرًا ..
- محتالة,, حقًا لوكنتِ افتقدينا كنتِ استجبتِ لدعواتنا .. لم نركِ منذ فترة اريام فحضرنا لرؤيتكِ ..
اريد بالطبع رؤيتكن لكن ..
الابتعاد عن الجميع اسلم كي لا تتراجع عن قرارها الواهي الذى يفصلها فقط شعرة عن التراجع فيه ..
وعلقت اريام بفضول ..
- حضرنا ..؟؟
واجابها صوت محبب يقول ..
- نعم الثلاثي المرح ..
منذ يوم زيارتهن لها في الماضي السحيق وتوطدت علاقتهن علي الرغم من كل ما كان ..
علي الرغم من الألم والموت والأحزان .. علي الرغم من الطلاق والفراق واحترم كلًا منهن رغبتها في عدم الحديث عن علاقتها بغسان لكنها كانت تقرأ رغبتهن في الحديث في عيونهن لكن الميثاق الغير معلن بينهن كان يمنعهن من فتح ما يؤلمها وخصوصًا انها اثبت انها قادرة علي اتخاذ القرار والعمل الجاد ..
لم تعد تلك السطحية التافهة التي كانتها يومًا بل اصبحت مديرة لدار ايتام يسير فيها العمل كالساعة ويعامل فيها الأطفال بحب بالغ كما عودتهم تالا عليه .. فاستقلت اريام بفرع للأطفال الأصغر سنًا بداية من عمر يوم حتى عمر ستة سنوات حيث أن مسؤوليتهم أقل والحب مطلوب لهم بصورة اكبر وفرع الاطفال الأكبر تشرف تالا عليه نظرًا لخبرتها وتعليمها وسلطة عائلتها التي تساندها واما فرع اريام فكان كل المطلوب له هو الحب والاهتمام فقط ..
كانت تعمل بيدها كأقل عاملة نظافة وتطهو لهم الطعام وتشرف علي كل شيء وفي اخر اليوم كانت تقيم في الشقة البسيطة التي خصصتها لها تالا فوق الدار لتكون قريبة منه وتشرف عليه بالكامل وفي نفس الوقت هي اعتزلت الخروج وخصوصًا بعدما قبل اهلها عرض غسان وانتقلوا للصعيد ورفضت هي رفضًا قاطعًا مرافقتهم أو المعيشة في فيلته ..
سأعتمد علي نفسي غسان وسأبنى نفسي بنفسي ..
وكان سماح سامى لها بالإقامة بمفردها في شقة وفي مدينة اخري غير مدينة اقامتهم خير دليل علي استعادته للثقة فيها .. رسالة خفية لم ينطقها بمنطوق مسموع لكنه وصل للقلب .. ربما في الواقع حتى انه سامحها بالكامل لكنه لا يجد الجراءة ليعترف ... في النهاية غسان اثبت أنه افضل من الجميع واصلح كل ما افسده كما وعد ولم يطلب أي مقابل سوى السماح ..
غسان اه ..
مجرد ذكر اسمه يدمى قلبها وكان العام المنصرم من اصعب ما يكون عليها منذ الطلاق لكنها ستكون تطمع لو حتى تمنت زواج طبيعي يكفيها ما وصلت اليه من سترواحترام الجميع لها وفراقها عن غسان سيكون عقابها الذى تتمنى أن يخفف من فعلتها وجريمتها في حق نفسها .. الم القلوب غير محتمل ويكفر عن كل الذنوب ..
ويكفيها فراق اياد الذى كان بمثابة فقدان ضنى .. لم تكن تتوقع أنها تعلقت به هكذا لكن ربما كان هذا التعلق امعانًا في عذابها لتتطهر عن حق ..
واحتضنتهن جميعًا بلهفة ومسحت دمعة نافرة اصرت علي التمرد ..
- سأهتم بطعام الأطفال وسأكون معكن بعد قليل ..
وربتت شيرويت علي معدتها ..
- نحن حضرنا لنأكل من طهوكِ اريام .. نعلم انكِ تحتفلين يوم الخميس بصنع وليمة محترمة ولم نكن لنفوتها ..
وابتسمت بخجل ..
- حسنًا عشاء الأطفال اولًا ثم سنأكل نحن ..
وعلي الرغم من اشتياقها الشديد لهن وعلي الرغم من محاولتهن السابقة لجعلها تقابلهن في الأسابيع السابقة لكن زيارتهن اليوم لم تكن بريئة تمامًا .. كانت تشعر بحيرة في وجوهن وتشعر بأن شيرويت تريد قول شيئا ما لها لكنها تعود وتتراجع وفقط في اثناء الطعام اختفت الحيرة ليأكلن بشهية تنم عن استمتاعهن بالطعام ..
سيدات المجتمع الراقي يأكلن معها بكل بساطة بل ويتحدثن عن الرضاعة التي تفتح شهيتهن بزيادة ..
فمنذ قرابة عشرة شهور وضعت شيرويت طفلها الغالي سليم ووضعت تالا تؤامها لانا وليان ,, ووصل الفضول لديها لذروته ومرت كل الاحتمالات في رأسها وبالطبع سيكون الخبر يتعلق بغسان .. ولم تتمكن من حبس فضولها اكثر لتتساءل بلهفة ..
- هيا شيرويت,, اخبرينى .. أنتِ لا تجيدين اخفاء الاخبار .. ماذا تريدين اخباري ..؟؟
هل حقًا هي شفافة هكذا أم السيدات الثلاث جميعهن وليس هي فقط تبدو الحيرة جلية عليهن ؟؟؟ وربما اختارتها اريام لتسألها دونًا عن سارة وتالا لشكها في كون الامر يتعلق بغسان بالطبع ..
ومن سيفهم لهفتها اكثر منها وهى مرت بكل ما مرت به اريام سابقًا ..؟؟!!
وخفضت شيرويت رأسها وهى تقول بهمس ..
- هيلين توفت الأسبوع الماضى وعاد غسان للاقامة بصورة نهائية في مصر ..
**
التعويض الالهى لا يضاهيه أي تعويض .. انه يكون بمثابة معجزة تتحقق اركانها يوميًا .. تتحقق في كلمة " ماما " التى اصبحت تطربها ليل نهار .. تتحق بطفل كان نورًا انار الطريق للجميع ..
وأن يشغل طفل بالها ووقتها للاربع وعشرين ساعة في اليوم كانت امنية صعبة المنال لكن بدعوة صادقة ويقين في الاجابة كل الامنيات تتحقق ..
" فالله كريم " والكريم إذا أعطى أدهش !!
استعادتها لياسين ولحياتها بكل تفاصيلها الرائعة ومع طفل كانت معجزة لا تحدث في الحياة كثيرًا لكن الحب يفعل المعجزات طالما صاحبه نية صادقة في التصحيح ودفع الثمن ايًا كان ..
" ماما " ..
- نعم نور ..
واشار بيده لطائر في السماء وهو يصرخ بانبهار ..
وضمته بحنان وانطلقا يطاردان الطائر في الحديقة وضحكاته تدوى عاليًا ..
ومن الأعلي كان يراقبهما بشغف .. المعجزة الأكبر كانت من نصيبه .. طفل لشيماء .. حقًا تلك كانت المعجزة ,, حينما تعشق امرأة اكثر من نفسك تكون امنياتها اولوياتك ورغبته في طفل كانت من اجلها .. لن ينكر انه كان يريد طفل بشدة لكنه كان مكتفيًا بعشق امرأة شغلت باله حتى عن الأطفال لذلك كان وجود نور هدية الهية له وبالتأكيد يومًا ما صنع معروفًا وكانت هذه مكافئته ..
" صنائع المعروف تقي مصارع السوء " ..
وليعترف .. الحياة بوجود طفل تختلف .. تشع بهجة وسعادة واثارة .. تكون مفعمة بالحيوية ..
كلما خطيت تعثرت في لعبة هنا أو هناك واصبحت ساعات نومك تحدد بناءً علي ساعات نومه وحتى استخدامك التلفاز يتوقف علي مزاج سيادته ورغبته في مشاهدة الكارتون ..
وانتبه علي صوت رسالة علي جواله ..
وعجز عن التصديق .. لقد فعلتها شيماء حقًا لتفاجئه ..
الرواية التى اهداها لها قدمتها في مسابقة الرواية العربية " الجوكر" وفازت رواية عشق من نار بالمركز الأول ..
هذا لا يصدق .. تلك لم تكن رواية يا شيماء هى كانت فقط رسالة كتبتها بندم وحب
وركض للأسفل علي الرغم من حالة ساقه ليجد احتفال رائع في انتظاره ونور وشيماء يعودان من الحديقة ..
كعكة ضخمة كتب عليها عشق من نار مع صورة غلاف رائع لرواية .. متى فعلت شيماء كل هذا وكيف ..؟؟
واجتمع الاحباء .. خالد وسارة وطفليهما .. يامن وراضية شقيقه وشقيقته بكل عائلتيهما,, والدته ووالدة شيماء .. الجميع اجتمع يصفقون ويسامحون ويقدمون الحب .. وركض نور نحوه وهو يقول " دادى " ..
ما اروعها من كلمة وما اروع وقعها !!
الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا لكن هذا يمنحه مسؤولية كبيرة للتعويض ..
**
لم تكن يومًا قادرة علي اتخاذ قرار مصيري وحينما اتخذته لانقاذ كرامتها ربما تكون اخطئت ليس في حق نفسها فقط بل في حق غسان واياد لكن الوضع برمته كان مربكًا والحب الذى اشتعل في قلبها لأول مرة حفظته بالبعاد فالاقتراب من غسان نار تحرق ..
غسان احبها حقًا لكن هل مازال يشك في طهرها ؟؟ هل كان سينسي مشهد الصائغ وهو يغمز ويتغامز ؟؟ هل سينسي صعودها معه لشقته وتلقيحه بالكلام البذىء علي حالتها ؟؟
هل سيقتنع أنه كان الرجل الأوحد في حياتها وأن ما فعلته معه كان غلطة تراجعت عنها وفي نيتها عدم العودة لهذا الطريق ..؟؟ لو كانت تريد الخروج من ورطة زكى لكانت قبلت تحرشات باهى .. ربما حاولت المماطلة للخروج بأقل الخسائر لكن هذا كان ذنبها الوحيد .. اختيار اخفف الضرر للخروج من الأزمة بدون أن يلمسها رجل ..
واليوم وبعد عام كامل توفت هيلين بعد صراع طويل مع المرض .. عام اثبت فيه غسان نقاء معدنه فلم يتخلي عن ام ابنه في محنتها ووفر لها رعاية طبية فائقة علي الرغم من الامه واحزانه وحالة يده التى اثبت بها حبه لها ..
قدم كفه كمهر لها ومع ذلك رفضت حبه .. رفضته لأنها لا ترقي له مهما فعلت واثبتت..
يا الهى اياد ؟؟
وسألت شيرويت بارتياع ..
- وكيف حال اياد ..؟؟
- حزين جدًا اريام,, لقد فقد والدتين لا واحدة .. هو يسأل عنكِ باستمرار ..
وانخلع قلبها من الالم .. بالتأكيد كانت سنة صعبة عليه .. رؤيته لوالدته تتألم وتموت أمام عينيه تجربة قاسية لا تناسب سنوات عمره القليلة ولا شخصيته الحساسة .. لكن لم يكن أمام غسان أي حل اخر .. كان يوفي بكل التزاماته للجميع مع أنه كان يشعر بمرارة لا توصف لخسارته لعمله الذى يعشق ..
- علي كل حال اقامته في مصر ستنسيه الألم قليلًا .. لقد اخذه والده للصعيد وهو يحب طلال وسيتأقلم ..
وغسان ؟؟!!
وجف حلقها وهى تسأل .. لقد حاولت وقاومت لكنها استسلمت اخيرًا وخرج صوتها غريبًا متقطعًا متحشرجًا ..
- وكيف حاله؟؟
وفهمت شيرويت علي الفور .. هذه المرة تقصد غسان ولم تستطع نطق اسمه .. - ليس بخير ابدًا اريام .. لن تتعرفي عليه اذا ما رأيتيه ..
وانخلع قلبها .. هى ايضًا ليست بخير ابدًا .. بالتأكيد موت هيلين السبب ..
ليتها تستطيع التخفيف عنه .. ليتها لم تركب سيارته يومًا ..
لقد كانت فألًا سيئًا حطم حياته ..
ولمعان الدموع في عينيها جعل سارة تغير الموضوع ..
- اريام .. بعد غد سبوع سلمى وهى تنتظركِ .. ستأتين ولن نقبل أي عذر ..
**
تسلل علي اطراف اصابعه بحذر ووقف يتأملهما اثناء نومهما بفخر .. من الجيد أن سلمى لم تعترض علي تسمية طفلهما " خالد " حقًا انه يدين له بكل شيء ..
واعترف لولا خالد لما كان يقف هو هنا الآن .. الصديق المخلص نعمة من الله عز وجل .. خالد كان سندًا وعونًا له منذ معرفتهما في المرحلة الثانوية ولم يكن لديه ما يقدمه له في المقابل سوى الاخلاص والحب وقد اثبت هذا المقابل نجاحه ..
الحب دائمًا يكفي حتى ولو اعترض البعض وظن غير ذلك ..
أو الأصح أنه يكفي لدى البعض وهو من هذا " البعض " المحظوظ ودور خالد لم يكن فقط عن طريق دعمه ايام فقره ويتمه وعوزه بل الأهم انه كان المفتاح السحري للسعادة لقد وضع سلمى في طريقه والآن اصبح لديه خالد الصغير ..
عائلة كما تمنى .. منزل مبنى علي الحب.. وسيمنح عائلته كل حياته ووقته ومجهوده وماله وسينجب عشرات الأطفال .. سيكون لديه عزوة ..
مسكينة سلمى .. الولادة القيصيرية مؤلمة للغاية لوكان الامر بيده لكان دخل العمليات مكانها لكنه يعلم أن رؤيتها لخالد الصغير ستنسيها أي الم .. طفل سليم معافي رائع الجمال وسبوعه سيكون الليلة وسيضم كل الأحباب والأصحاب ..
سبوع " خالد حسام " .. جملة لها طربها ووقعها الساحر .. والاهم حظى به قبل أن يكمل الاربعين بعدة اشهر ولذلك بتمامه الحادية والاربعين يتعشم أن يكون لديه خالد وشقيقته ..
اوه .. خالد يحتاج لحمام دافيء.. وسلمى تستحق النوم ..
وحمل الرضيع بحنان فائق وضمه ضمة مطولة .. الرضع معجزة الهية تتحقق أمام عينيه ..
آمنت بالله ..
وبدون أن يطلب المساعدة من المربية قرر تحميمه بنفسه .. لا قبل الحمام عليه تشذيب شعره اولًا .. هناك بعض الشعيرات النافرة التى تحتاج لقص..
ووضع خالد علي طاولة الغيار بحرص والتقط ماكينة حلاقة الشعر و..
يا الهى .. ووضع كفه علي فمه بصدمة ..
والتقط خالد وحممه بسرعة والبسه ثياب السبوع التى حضرتها له سلمى وبحث بسرعة البرق عن طاقية والبسه اياها ..
وبدء خالد يتملل ويطلب الرضاعة .. ما هذه المصيبة .. ؟؟
وسمع صوت سلمى ينادى ..
- حسام ..؟؟
يا الهى لقد استيقظت سلمى ..
وحمل خالد لها وقبل جبينها ووضعه في حضنها فبدء يبحث عن الرضاعة وارضعته علي الفور وهى تقول بانبهار ..
- حسام .. هل حممته حقًا وابدلت ثيابه وبدون مساعدة ..؟؟
لقد تغير حسام حقًا واصبح يعتمد عليه ..
اومىء برأسه وهو يحاول التهرب من مواجهة عينيها ..
وامتدت يدها لطاقيته فهتف بجزع ..
- لا اتركيها سيبرد لو خلعتيها عنه بعد الحمام .. اتركيها لأسبوع علي الأقل ..
وسحبت يدها علي الفور ..
- معك حق لكن اسبوع فترة طويلة .. سأنزعها بعد ساعتين حينما يحضر الضيوف ..
ساعتين ..؟؟!!
- ما رأيكِ سلمى .. سنؤجل السبوع لفترة حتى احجز قاعة في فندق ..؟؟
هزت رأسها ..
- لا حبيبي .. السنة يوم السابع والمنزل كبيرًا جدًا واستعدينا جيدًا ودعونا الناس ..
لامفر اذًا ..
وابتسم وهو يهرش في شعره ..
- كما تريدين حبيبتى ..
وانسحب في هدوء ليبحث عن حل .. ستقتله سلمى حينما ترفع طاقية خالد وتري النفق الذى احدثته الماكينة في منتصف شعره ..
**
- حبيبتى ..
ورفعت رأسها بحب واكملت رضاعة " سليم " ..
- هبة .. يكفي رضاعة لهذا الحد ودعى المربية ترضعهما الحليب الصناعى اخشي أن تجهدكِ رضاعة التؤام ..
وابتسمت بحنان وهى تقبل رأس سليم وتستنشق عبيره قبل أن تضعه في حضن ادهم وتلتقط " رحيم " لترضعه هو الاخر ..
- ادهم سعادتى في ارضاعهما وضمهما .. اريد لطفليك أن يكونا في اتم صحة وعافية .. لا تقلق علي الامومة لا تضر علي الاطلاق ..
وضم ثلاثتهما بحب .. حقا هبة سعيدة .. السعادة لا تحتاج لكاتالوج لفهمها هى تظهر في ابسط التصرفات وتبدو جلية في الوجوه ..
وليست هبة فقط .. هو ايضًا يطير من السعادة ووالده ووالدته ..
التؤام عوض وحدة هبة ووحدته .. سليم ورحيم البسطاويسى .. وشعر بفخر وانتفخت اوداجه ..
الصبر جميل " وبشر الصابرين " وهو صبر فنال اكثر مما كان يتخيل ..
حب عمره وتؤام ونجاح في العمل ..
- صدفة غريبة أن يسمى صديقك ابنه سليم هو الاخر ..
- ليست صدفة يا حياتى .. اسم سليم دارج في الصعيد فوالدى يسمى سليم كما تعلمين وبالتأكيد في نجع السمالوطى سيكون هذا الاسم دارجًا ايضًا .. ماذا تريدين لرجالنا أن يسمون ؟؟ .. اسمائهم لابد وأن تكون شديدة مثلهم ..
وابتسمت بفخر وهى تتطلع للتؤام .. من الرائع أن يكونا مثل والدهما ..
العزوة !! والعائلة ..
اخيرًا حظيت بعائلة .. وبادهم البسطاويسي ..
والحال اليوم غير الحال .. هبة وتؤام ومفاجأة صغيرة يقدمها لها ليسعدها..
فاخرج من جيبه مغلف ووضعه في حجرها ..
ما هى الامنية الجديدة التى يحققها هذه المرة ..؟؟!!
وبايمائه من رأسه فهمت وصاحت بابتهاج ..
- عمرة ..؟؟!!
- نعم حياتى .. سنزور بيت الله الحرام .. سنذهب للعمرة مع والدى ووالدتى وسنصطحب الطفلين معنا لينالا البركة وبمجرد أن يصلبا نفسيهما سنحج السنة القادمة بعون الله .. وسأرسل من يحج حجة الفريضة عن والدكِ رحمة الله عليه وعن والدتكِ ايضًا ..
قرار اتخذه والدها يومًا ما مدفوعًا بحبه لها وخوفه عليها غير حياتها,, لا لم يغير حياتها فقط بل كان بمثابة العثور علي الجنى الذى يسهر لتنفيذ رغباتها وليس هذا فقط بل جنى يعشقها وتعشقه ..
رحمة الله عليك يا ابي الحبيب,, شدة حبك لي هى التى حمتنى واوصلتنى لبر الامان ..
- هيا حبيبتى .. استعدى فقد اقام والدى الاحتفالات في النجع لمدة سبعة ايام احتفالًا بذهابنا جميعًا للعمرة وسيطعم الطعام يوميًا كعادته منذ ميلاد الطفلين .. اتمنى من الله أن يسعد الجميع بنفس قدر سعادتى ..
**
وحملت خالد بحرص وهى تضعه في سبت السبوع ..
مرت ساعات منذ حمام حسام له لكنها فضلت ابقاء الطاقية حتى تكون الصور مميزة ..
وبعد أن عبرت به علي الملح سبعة مرات في بهو منزلهما الممتلىء بالأحباء والأصدقاء التقطت الرضيع وضمته لصدرها وهى توجه حديثها لسارة ..
- تعالي لتشاهدى خالد الصغير ..
وابتسمت سارة بحنان وهى تمد يدها لتلتقط خالد .. ونزعت سارة الطاقية بلطف وكتمت شهقتها لكن سلمى لم تستطع كتم صراخاتها وهى تقول ..
- حسسسسساااااام !!
وانطلقت الضحكات حتى اريام التى لم تبتسم منذ شهور ابتسمت مليء فيها,, ولم تستطيع السيطرة علي ضحكاتها والتفتت لتقلل من احراج سلمى لكنها فوجئت بغسان يقف لجوارها ويراقبها باشتياق ..
**
- ميجيل .. اريد السفر للقاهرة اشتقت لزارا اعنى لشيرويت ..
- غدًا حياتى سنكون هناك ..
والقت نفسها بين ذراعيه بامتنان ..
- شكرًا حبيبي ..
- سيلينا .. متى كانت اخر مرة اخبرتكِ فيها انى احبكِ ..؟؟
ونظرت في سِاعتها لتقول ..
- ربما منذ خمس دقائق ؟؟!!
في احلك الاوقات واشدها ظلمة يكون بصيص النور ضربًا من الخيال والألم الذى عانته علي يد ميجيل لم يكن محتملًا بأي حال .. غدر واهانة وخيانة وفراق لكنها تمكنت من التماسك وعاد ميجيل ليبحث عنها وربما كان بحثه عنها لمصلحة زارا ايضًا .. البعاد حينما يكون يائسًا ولأجل الكرامة تتخيل معه أن الحياة انتهت لكن الحب الحقيقي الذى يسبب كل هذا الألم من المحال أن يكون بلا مقابل وميجيل اثبت نفس الذى اثبته زوج زارا .. حتى البعاد لا يغير القلوب بل ربما يشعللها ..
والتقطت هاتفها علي الفور وحينما سمعت صوت شيرويت هتفت بسعادة ..
- سنأتى للقاهرة في اقرب وقت ..
واجابتها شيرويت بنفس السعادة ..
- حقًا ؟؟!! لقد افتقدتكِ كثيرًا ..
وانهت المكالمة وهى تنظر لزبيدة التى تجلس معها بتعجب ..
كم هى قوية تلك الفتاة ..
كانت تحكى لصغارها عن غالب كعادتها يوميًا ..
ورفعت زبيدة رأسها لتقول بتأكيد ..
- لن انساه شيرويت هو معى كل يوم ,, اراه في اطفاله وفي ذكرياتى وسألقاه في الجنة باذن الله ..
**
ومرت كل الافكار في رأسها .. لو انتحرت الآن لن يلومها احدهم ,, لكن ما ذنب فارس ..؟؟ ليتها لم توافق وتورط نفسها وتورطه في علاقة لا امل فيها ..
في اللحظة التى رأت فيها غسان مجددًا في سبوع سلمى علمت انها ستضعف ومع لمسته البسيطة لذراعها جنت وركضت بلاهدف حتى وجدت نفسها تهاتف فارس وتخبره عن موافقتها .. لكن الحقيقة المؤكدة والتى اثبتت نفسها حاليًا لن تكون زوجة لغيره ابدًا وحتى وإن لم تستطع العودة له بسبب كل ما كان .. لن تستطيع مهما حاولت وقاومت وبكت وقضت شهر من الجحيم تحاول اقناع نفسها وقبول فارس كزوج ..
ومع قدوم المأذون اختنقت واسودت الدنيا في عينيها ونهضت لتركض هاربة وهى تختنق بالعبرات .. وقبل أن تصل لمنتصف القاعة شاهدته ..
لا هذا مستحيل .. غسان يقتحم الزفاف !! يقتحمه كهمجى من العصور السحيقة ويتقدم نحوها بخطوات ملهوفة ويبدو أنه ينوى شيئًا ما ..
عودة لدقائق سابقة ..
لا هذا لايمكن أن يكون .. حاول الاحتمال لشهر كامل وهو يعد للعرس تنازليًا ..
حاول منحها حريتها وحق القرار .. حاول مباركة سعادتها في حياتها الجديدة وتحمل العذاب والالم والقهر وبكى لليال طويلة وحتى مشروع الروبوت الذى كان بدأه ليحل محل يده تخلي عنه وقرر دفن نفسه والبكاء بمفرده .. لكنه لم يستطع حين حان الوقت وعلم أن اليوم ستكون زوجة غيره ..
لن يأخذها احدًا غيري وهجم علي العرس بمفرده مقتحمًا اياه كالهمجى بعينيه المحمرتين وشعره الأشعث وذقنه التى استطالت بغير ترتيب لتتوقف كل الأصوات حتى موسيقي العرس وتحبس الأنفاس ولو القيت ابرة الآن سيسمع دويها ..
ترتدى الأبيض وتزف لغيره ؟؟!!
علي جثتى!!
ووسط انظار الحاضرين حتى سامى الذى فقط اتسعت عيناه عن اخرهما حملها بسهولة واتجه للخارج وهى دفنت رأسها في كتفه لتختفي عن كل الأنظار وهى تهمس من وسط شهقات بكائها ..
- لماذا تأخرت هكذا..؟؟
*****************
- اعتذر منك سيدى لا استطيع عقد قرانكما أنتما لستما من منطقتى.. ثم انى لا اعتقد أن عروسًا في ثياب العرس تتجول حاملة هويتها..
اعتذر المأذون بلطف وهو يعيد هوية غسان له ..من اغرب طلبات عقد القران التى تلقاها وتثير ريبته وتحفظه وستجعل مأذونًا اخرًا يغضب منه لتعديه علي حقه .. اذًا فالأسلم الاعتذار عن عقد هذا القران الغريب ..
تعتذر؟؟!! هل تمزح يا رجل .. ؟؟ ستعقده ستعقده ..
وحذره غسان بجدية ..
-
حقًا لن استطيع الانتظار حتى ابحث عن مأذون منطقتى،، أنت كنت الاقرب لنا وستتحمل وزر ما سيحدث اليوم لانها ستعود لفراشي الليلة سواء عقدت القران أم لا .. هى كانت زوجتى من قبل وخطفتها من زفافها منذ لحظات وسأعتبر انى اعدتها لعصمتى بقسيمة جديدة أو بدونها لذلك احذرك فكر مرة اخري قبل الرفض ..
ما هولاء المجانين اللذين ابتلاه الله بهما؟؟
اشعث طليق اللحية غير مهندم وعروس كاملة الزينة ودموعها تغرق وجهها لتفسد زينتها وتحوله لخرائط منحوتة علي بشرتها ..
وفتحت اريام كفها ليجدا هويتها مغرزوة فيه حتى ثقبت لحمها وتلونت بلون احمر ..
هى كانت تحملها لتسلمها لسامى وحينما حسمت امرها وركضت كانت في كفها وظلت كما هى حتى نبهها المأذون ..
ما هذه الورطة؟؟
سيغضب مأذون حيهما اذا علم .. هذا ميثاق غيرمكتوب لاحترام عمل الاخر
وحاول التملص ..
-
لا يوجد شهود ..
- بل يوجد ..
صوت من خلفهما جعلهما ينتفضان ..
وهتفت بارتياح ..
- سامى!!
-
نعم اريام .. لقد لحقتكما ومعى قسيمة طلاقكِ التى كنت اعدها لاعطيها للمأذون الذى سيعقد قرانكِ وتبين أنه سيكون أنت سيدى وسأوقع بيدى التى اعادها غسان لي كشاهد أول .. وستصل كل العائلة والأصدقاء حالًا وسيكون لديك شهودًا وزفة واشهار ..
وفي لحظات تحول الزفاف لمكتب المأذون الضيق وحتى معتصم الذى ذهب للزفاف رغمًا عنه فقط ليرضى شيرويت حمل الفرقة الموسيقية بكل معداتها لترافقهم ولتعزف اعذب الألحان في الشارع أمام المكتب واريام تقول بصوت متهدج..
- وأنا قبلت الزواج منك ..
**
تمت بحمد الله

سبنا 33 likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 03:08 PM   #105

مهجتى

? العضوٌ??? » 135800
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,086
?  نُقآطِيْ » مهجتى is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مهجتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 06:30 PM   #106

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول رائعة وأحداث و مفاجآت غير متوقعه ننتظر الفصول الأخيرة و المصيرية من رواية عطر الخيانة شكرا لك يا زهرة قرائها داليا الكومي .

ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 07:12 PM   #107

نورا بدران

? العضوٌ??? » 411408
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 246
?  نُقآطِيْ » نورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond reputeنورا بدران has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرااااا لقلمك المميز تحياتي لك

نورا بدران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 08:41 PM   #108

samrahmadhussein

? العضوٌ??? » 410314
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 422
?  نُقآطِيْ » samrahmadhussein is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جدا جدا

samrahmadhussein غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 09:34 PM   #109

lamba
 
الصورة الرمزية lamba

? العضوٌ??? » 49186
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » lamba is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
B1

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

lamba غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 09:35 PM   #110

lamba
 
الصورة الرمزية lamba

? العضوٌ??? » 49186
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » lamba is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamba مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ك


lamba غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.