آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-18, 11:24 AM   #1

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي عطر الخيانة -ج3 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة :داليا الكومى(كاملة & الرابط)





ونفث دخان سيجاره في وجهها بوقاحة متعمدة .. في دنياه من يبيع شرفه لا يساوى حتى ثمن النقود التي باعه به،، وهو يعلم جيدًا أنها لا تساوي حتى السوار الذي ابتاعه لها لكن المزاج يجبره..
وحينما اغمضت عينيها وسعلت بضيق اطفأ سيجاره في الصحن أمامه واعاد تقييم البضاعة مرة أخيرة قبل أن يقدم علي تلك الخطوة واعترف.. " بها شيء يثيره " ..
شيئًا ما يثيره علي الرغم من بساطة ملابسها وعدم تبرجها وهذا يجعله يجن كليًا،، فجذبها من ذراعها وهو يقول باحتقار ..
- هيا لتسددي نصيبكِ من الصفقة حلوتي ،، طعام وسوار وفي المقابل اريد ليلة حمراء تشفي غليلي فالليلة سنحتفل بليلة الخيانة وسنشتنق عطرها الخانق ..

الجزء الأول من السلسلة:

عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط

الجزء الثاني من السلسلة:

ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار- قلوب زائرة- للكاتبة الرائعة:دالياالكومى














كتابة وتدقيق لغوي : داليا الكومى
تصميم متكامل: DelicaTe BuTTerfLy
تعبئة وتنزيل الفصول:



المقدمة والفصلان الأول والثاني
الفصلان الثالث والرابع
الفصلان الخامس والسادس
الفصلان السابع والثامن
الفصلان التاسع والعاشر
الفصلان الحادي والثاني عشر
الفصلان الثالث والرابع عشر
الفصلان الخامس والسادس عشر
الفصلان السابع والثامن عشر
الفصول 19+20+21

الفصول 22+23+24
الفصول 25+26+27
الفصول 28+29+30+الخاتمة
من غدا السبت كل يوم فصلين كاملين



رابط التحميل

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




لا تنسوا جميلتنا داليا من دعمكم و تعليقاتكم...
دمتم بأمان الله ورعايته...












التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-01-19 الساعة 02:05 PM
دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-19, 05:20 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فرحانة كتير بالجزء الثالث
داليا انت قلم مميز لحد السحر

في انتظارك دائماً
شكرااااااااااااااااااااا فاتي الريشة الباهرة على التصميمات الرائعة

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووه




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 03:52 AM   #3

Refat hasan22

? العضوٌ??? » 437282
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » Refat hasan22 is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظااااار مبروك الجزء الثالث😍

Refat hasan22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:52 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مقدمة
عطر الخيانة ..
علي مقياس الوفاء تمنح زوجها الخائن صفرًا بامتيازفجرحه النازف مازال ملتهبًا ويقتلها في الصميم ..
فتحاول لملمة شتات نفسها لتنهض من جديد لتجتر مرارتها بمفردها لكن للقدر تدابيره الغير متوقعة وفجأة تجد نفسها مضطرة لرعاية رضيعه الذى وضعته الظروف القاسية عنوة في طريقها ..
ليتبقى مشاعر غاضبة ثائرة مرتبكة وطفل رضيع يحمل عطر خيانته هو كل ما تملكه في يديها الآن ..
فهل من الممكن أن تنسي الخيانة وتغفرأم سيظل عطرها يخنقها بقسوته ليذكرها بفعلته كلما ضمت رضيعه لصدرها ؟؟
داليا الكومي ..


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:53 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الأول ..
لمة عيلة في ساعة عصرية.. صفا ومحبة ولقمة هنية وتؤام روحه في نصه التانى ملقية ..
عفرة وراحت مع أول نقطة مطرة وحتى والله مكنتش قوية ..
افرحى يا نصى واتهنى بحياتك ده شوفة سعادتك عنديغية ..
- شكرًاخالتي علي الأرجوحة أنها رائعة جدًا ..
كان الصغيران يقفزان بمرح وهى راقبتهما بسعادة .. الحياة جميلة وبيدنا أن نستمتع بكل تفاصيلها ..
والفرصة الثانية كانت متاحة لها ومن الجميع بلا استثناء وتلك نعمة لا تستطيع انكارها مهما حييت..
يكفيها أنها قدمت لها من سارة ومن حازم اعز المخلوقات علي قلبها ولم يحاسبها احدهما علي ايذائها لهما ولنفسها قبلهما...
واليوم استبدل حازم الشقة بمنزل رائع وبحديقة ليناسب عائلتهم التي تكبر ..ودعا حازم سارة وخالد والطفلين لتناول الطعام في الحديقة الجديدة ليحتفلوا معهم بالمنزل بعدما انتهوا من مساعدتهم في فرشه وتنسيقه واختاروا تناول الطعام في الحديقة فجلسوا بعد الطعام باسترخاء والصغيران يقفزان حولها بكل حب ..أنها الجنة اذًا ..
وفجأة هتف خالد بحب ..
- سارة هل تعلمين ما هو تاريخ اليوم ..؟؟
قضبت جبهتها وحاولت التركيز لكن خالد لم يمهلها الفرصة ليقول بهيام واضح ..
- ذكري يوم هبطت فيه جنية علي منزلي من السماء وسرقت قلبي ..لذلك هو يوم يستحق الاحتفال به بالفعل ..
ابتسمت سارة بخجل,, اليوم بالفعل ذكرى ذلك اليوم الذى غير حياتها للأبد وعلي النقيض نكست تالا رأسها بخزي ..
أنه نفس اليوم الذى امتنعت فيه سارة عن السفر للإسكندرية وقابلت فيه خالد وهو نفس اليوم الذى سلمت فيه نفسها للحازم لتحدث الكارثة ثم ما تبعها من عقبات ..
وكأن الجميع شعر بما اعتمل بداخلها علي الرغم من أنها لم تنبس ببنت شفة لكن مشاعرها ظهرت جلية فيهتف خالد علي عجالة ..
- نحن محظوظين يا حازم لزواجنا من فتاتين رائعتي الجمال أليس كذلك؟؟
محاولة محمودة يا خالد لكنها لا تكفى .. تالا اصبحت حساسة للغاية لذلك سيكشف الستار عن مفاجئته لها حتى قبل أن تكتمل ..
- بالطبع محظوظين لا جدال لكنى المحظوظ الأكبر .. واليوم ايضَا يستحق الاحتفال بمناسبة خاصة بمعشوقتي تالا .. تالا حبيبتي من الأسبوع القادم سيكون لكِ عمودًا اسبوعيًا في جريدة الخبر لنشر مقالاتك ..
والرأس التي نكست بخزي ارتفعت بتقدير ودموع العار تحولت لدموع الامتنان .. حازم يرفع رأسها وسط الحضور .. لقد حفظ سرها عن الجميع واعتنى بها ودللها .. بل وآمن بموهبتها وساعدها كي تري كتاباتها النور كما وعدها .. - مبارك حبيبتي .. أنت رائعة موهوبة .. في القريب العاجل ستكتبين شيئًا يغير التاريخ ..
كانت سارة أكثر الحاضرين سعادة .. نجاح تالا نجاحًا شخصيًا لها .. " الحمد لله " ..
**
الصدمة التي تواجهها الآن تفوق احتمالها .. حبيب عمرها بين الحياة والموت ومنذ اسابيع وهى لا تعلم حتى أنه يواجهه ..
نبذتني من حياتك يا ياسين وتواجه الموت بدوني مع أنى كلي استعداد لتحدى الموت لأجلك ..
والصدمة لم تترك لها مجال للحيرة فتجاهل حقيقة وضعه والتعامل بحيادية معه كالمريض الذى اعتنت به وهى لا تعلم هويته لم تكن وارده علي الاطلاق بل وانستها حتى خيانته وكل ما تتذكره كان صراخها الملتاع المحمل بألم الدنيا" ياســــــين " ثم هجومها عليه وتمسكها بكفه وحينما وجدتها باردة لا تستجيب ولا تتعرف عليها هوت من طولها لتتكوم بجوار فراشه ..
من الروتيني التعامل مع الحالات الحرجة في العناية المركزة لكن من غير المعتاد أن يتحول الزائر لمريض وفي حالة خطرة ..
والممرضة التي اصرت عليها للحضور ورؤية المريض اصابها ندم هائل حينما شاهدتها تزرق ويتوقف تنفسها من نوبة الهلع التي اصابتها ..
ربما لم تفهم بعد العلاقة بين السيدة والمريض لكنها تأكدت انها تعرفه بالتأكيد .. تعرفه لدرجة جعلتها في حالة حرجة من الصدمة .. وربما لم تتعرف هي نفسها علي السيدة بشكل جيد لكنها احبتها واحترمتها لطيبة قلبها وحنيتها لذلك هتفت بهلع وهى تحاول سحبها علي الفراش المجاور لفراش ياسين ..
- السيدة شيماء في خطر النجدة ..
بالطبع يتواجد الأطباء في العناية المركزة بصورة مستمرة ويكونوا في اقصى درجات الاستعداد لمواجهة التطورات الطارئة التي تحدث للمرضى لكن من حسن حظ شيماء أن الطبيب كان يرافقها في جولتها ليقنعها بضرورة فصل الأجهزة عن مريضهالكنه كان يسير خلفهما فتسلم مقاليد الأمور علي الفور وتصرف بمهارة تدل علي كفاءته العالية وفي لحظات كانت تتلقي الاسعافات الأولية التي اعادت لها تنفسها ومن ثم وعيها..
فريق كامل من الاطباء والتمريض التف حولها ليقدم الدعم وحينما استقر وضعها حقنوها بمادة مهدئة استعدادًا لنقلها لغرفة عادية لبعض الوقت حتى تتحسن بالكامل..
- الحمد لله ..
تنفست الممرضة الصعداء وهى تنطقها .. لتكمل بارتياح ..
- من حظ الطفل المسكين كي تستلمه تلك الملاك .. هي كانت ستعتنى بطفل المريض الذى قاوم بضراوة ليري النور ..
واجابها الطبيب ..
- اعتقد أن مجهول الهوية الآن اصبح معرفًا وستسلم السيدة الآن الطفل لذويه بعدما تعرفت عليه ولن يلحق بدار ايتام كما كانت تخشي ..
- أنا ايضًا اعتقد ذلك,, من الواضح أنها تعرفه جيدًا .. هل رأيت كم تأثرت لإصابته ..؟؟
- كادت تلحق به لولا ستر الله .. علي كل حال السيد ادهم البسطاويسي مهتمًا بنفسه بالحالة ويرغب في معرفة احر التطورات .. لقد كان مستاءً جدًا حينما علم أن مدير المستشفى كان سيلقي بالمريض في الشارع قبل تدخل السيدة وتكفلها بكل المصاريف وفقط علم اليوم بكل التفاصيل وطلب منى تقريرًا مفصلًا عن الحالة ارسله لسيادته ..
من الجيد أننا سنعلم من هو قبل ارسالي للتقرير له .. فقط تستيقظ السيدة وتتمالك نفسها ولي معها لقاء ..
**

كان يغلي من الغضب .. انشغاله الفترة الماضية بحبيبة قلبه واقامته الطويلة في الصعيد جعلت زمام بعض الأمور يفلت من يده لكن لا شيء يعادل الجنة التي يعيش فيها الآن .. كان يحتجزها في القرنة ليقرب المسافات بينهما .. لتعلم كم يحبها وفي صمت .. لتشعر بقوة حبه وفي الواقع حتى لو كانت لم تشعر أو كانت رفضت حبه كان سيظل يحبها لأخر عمره وفي صمت .. والآن الجنة ونعيمها تحولت للأرض بنظرة حب من عينيها ولهفة الشوق في لمستها .. صبر كثيرًا ونال في النهاية أكثر مما كان يحلم به .. الحب من طرف واحد قاتلًا بكل المقاييس والأدهى اذا ما صاحبه شعورًا بالاحتقار كان يموت حرفيًا في السنوات التي ظن فيها أن هبة تحتقره حتى قربت الظروف بينهما ..
ومع أنه لا وقت لديه ولا يستمع للأغاني لكن اغنية وحيدة لعمرو دياب سمعها صدفة لخصت كل حالته ..
زي الملايكة أما تشوفها
ورداية تحلم تقطفها
ما يتحكيش عليها..


لن ينسي ابدًا مهما حيا ذاك اليوم في مطبخ شركته حينما اقتحم قلبه ملاكًا صغيرًا لم يترك ذرة فيه لم يحتلها ويتربع فيها ..
لكن الأعمال اعمال ويكفي اهماله لها منذ عمليتها التي بقدر ما كانت محنة كانت منحة قربت بينهما ..
حان وقت التصحيح .. فرفع سماعة هاتف مكتبه ليقول بغضب لسكرتير المكتب ..
- ابلغوني فور وصول السيد خالد يسري للمستشفى .. أنا ادين له باعتذار وتوضيح ..
واكمل لنفسه بغضب بعدما انهى المكالمة ..
" فقط تتغيب لبعض الوقت يا ادهم فتحدث التعقيدات وكأنك يجب أن تمتلك مئات الأيادي في نفس الوقت " ..
**
واتصال غير متوقع قلب موازينه .. كان ينهى بعض اعماله حينما ورده اتصال من المستشفىالذى يتعامل معه يخبره بالفاجعة وكأن سنة الكوارث لن تنتهى .. وصدق حدسه الذى كان يخبره أن مكروهًا ما اصاب ياسين .. وليته لم يصدق ..
كان يحتاج لتقيم الأمر اولًا قبل اخبار الجميع عن حادث ياسين .. الاتصال من المستشفى كان مقتضبًا ولا يوضح الكثير فقط اخبروه أن شقيقته اصابتها صدمة عصبية حادة لأنها تعرفت علي شخص ما يسمى ياسين محجوزًا لديهم علي جهاز تنفس صناعي في العناية المركزة وفي حالة حرجة ..
وفي لحظات كان يضع نفسه في سيارته وينطلق للمستشفى وقلبه يكاد يتوقف من الخوف ومن الحزن علي شيماء وعلي ياسين ..
بالتأكيد مهما انكرت شقيقته لكن روحها متعلقة به وأي سوء يصيبه سيقتلها علي الفور مهما أن كان خائنًا علي مقياس العشق,, فياسين علي مقياس العشق حصل علي درجة الصفر بجدارة ..
- سيد خالد .. شرفني في مكتبي قليلًا ..
الصوت القوى الذى استوقفه من الخلف كان صوتا مميزًا يدل علي شخصية قيادية وحينما التفت بدا له صاحب الصوت مألوفًا لكنه لم يستطع الربط ولم يتركه محدثه لحيرته كثيرًا فقال من فوره وهو يمد يده للمصافحة ..
- ادهم البسطاويسى .. يشرفني زيارتك لمكتبي لبعض الوقت سيد خالد ..
بالطبع علم لماذا يبدو مألوفًا .. أنه ادهم البسطاويسى شخصيًا اكثر رجال الأعمال قوة في مصر واشدهم ثراءً هو نفسه وبكل امواله لا يصل حتى لربعه في القوة والنفوذ والمستشفى الضخم هذا واحد من سلسلة مستشفيات ضخمة يملكها عبر البحار ..
وصافحه بنفس القوة ..
- بالطبع سيد ادهم الشرف سيكون من نصيبي أنا .. لكن اعذرني ارغب في الاطمئنان علي شقيقتي وزوجها اولًا ثم سيكون لنا حديث ..
انتبه لقلقه البالغ علي اهله فسحب عرضه علي الفور ..
- معك كل الحق لكن اسمح لي علي الاقل بمرافقتك لأشرح لك الوضع في الطريق ..
وتوقف خالد عن متابعة طريقه .. اذًا ادهم يرغب في الحديث معه بشأن شيماء أو ياسين فهتف بقلق ..
- كيف حال شيماء ..؟؟
- شقيقتك بخير فقط صدمة عصبية بسيطة وستمر علي خير أم المصاب الذى علمت منك للتو أنه زوجها فحتى ساعات كان مجهولًا بالكامل فحالته حرجة جدًا ولأكن صريحًا كان الأطباء سيفصلون عنه الأجهزة اليوم ويعلنون وفاته رسميًا ..
من المرات النادرة التي لا يستطيع فيها حبس دموعه لكن خبر خسارته لياسين فاق احتماله .. فلتسقط دموعه لا يهتم فلن يفقد كل يوم شقيقًا .. ياسين شقيقًا حقيقيًا حتى ولو لم يكونا من نفس الدم والعصب ..
وليشفق ادهم عليه فيكمل بإشفاق ..
- لذلك طلبت منك الجلوس في مكتبي سيد خالد .. شقيقتك بخير تمامًا وأمامها بعض الوقت حتى تستيقظ ..
وقبل عرضه .. لن يكون من اللائق تجوله في المستشفى بدموع تغرق وجهه ..
- ألا يوجد أدنى أمل ..؟؟
اكمل ادهم بنفس لهجة الاشفاق ..
- كما تعلم أنا لست طبيبًا لكن الأمل في وجه الله لا ينقطع .. وعدم فصل الاجهزة عنه للآن ربما يكون علامة ما .. قبل أي شيء أنا ادين باعتذار لشقيقتك .. اقسم لك أنا اعطى التعليمات لكل مستشفياتي باستقبال الحالات الحرجة وعدم رفضها لأي سبب كعدم وجود مرافق أو هوية أو نقود ويتم عمل اللازم بالكامل في خلال أول اربعة وعشرين ساعة حتى لو كان المطلوب عمليات وتدخلات تكلفت مئات الألوف ومن ثم اذا اراد اهل المريض تكملة علاجه لدينا فلهم مطلق الحرية واذا لم يرغبوا فلا نطلب منهم مليمًا واحدًا ولا نطرد مريض لعدم استطاعته الدفع ومدير المستشفى الذى حاول طرد مريضكم تمت اقالته لأنه غير امين لا علي اكل عيشه ولا علي المرضى هو يعلم تعليماتي ومع ذلك تعنت .. الكلام يطول وأنا اقدر حالتك النفسية الآن فقط اردت الاعتذار منكم ..
وقل أن يجيبه اقتحم الغرفة الطبيب المسؤول عن حالة ياسين ليقول بلهفة .. - سيد ادهم سامحني لم استطع الانتظار أو طرق الباب لكن حياة انسان علي المحك .. تطور خطير كان ولابد ان تعرف به فورًا كما امرت ,, المريض ياسين ابدى ردة فعل بسيطة لكنها تغير من سير الأمور بالكامل .. امنعهم من فصل الأجهزة عنه فربما لديه فرصة ..
**
- خالد,, خذنى من هنا لا استطيع التحمل ..
فور رؤيتها لخالد في غرفتها القت نفسها في حضنه وهى علي وشك العودة للصدمة العصبية مجددًا ..
فضمها برقة لصدره وهى تبكى بانهيار ..
- حالًا حبيبتي سنرحل فقط اهدئي ..
بكاؤها الملتاع يمزق قلبه .. كانت تبكى بحرقة وكان يفهمها تمامًا ..
ما فعله ياسين لا يغتفر وفي النهاية اصيب في حادث فأصبحت ممزقة بين لهفتها عليه وكرامتها الجريحة ..
وهتفت بألم ..
- حتى الحزن عليه لم يعد من حقي يا خالد .. هو صديقك اعتنى أنت به جيدًا .. ارجوك عدني أن تعتنى به وتحاول باستماته لجعله يتحسن لكن خذنى من هنا أنا اختنق .. لا استطيع التنفس .. لا استطيع الذهاب لرؤيته فلم يعد يربطني به شيئًا .. هو لا يريد أن يربطني به شيء ..
- اعدك شيماء لن اتركه .. والأطباء يقولون أنه ابدى استجابة بسيطة..
هتفت بحرقة نابعة من القلب ..
- شفاه الله وعفاه .. لا اريد له سوى كل خير حتى ولو بعيدًا عنى .. لم اتمنى له السوء يومًا علي الرغم من فعلته .. ولا اعلم ماذا قد يحدث لي إن اصابه سوء ..
وبدأت في البكاء حتى انقطع نفسها ..
واشفاقًا عليها لبي خالد طلبها ليحملها بعيدًا عنه وهو يعلم أنها تتمنى البقاء لجواره لكن الظروف التي فرضها ياسين نفسه تحتم عليها ذلك ..
اقسي شعور أن تتمزق هي هكذا لأجله وهى تعرف أنه حتى لا يرغب في رؤيتها .. ربما هو لم يخنها بالمعنى المعروف فهو تزوج رسميًا ..
لكنها خيانة من نوع اخر .. خيانة للحب,, فالخيانة ليست فقط جسدية بل هيتتجلي في اقسي صورها حينما نكتشف أن شريك العمر قادرًا علي البيع وبرخص التراب .. قادرًا عن الاستغناء .. عن نبذك من حياته وكأنك لم تكن جزءًا منها لسنوات .. قادرًا علي استبدالك ببساطة وكأنك مجرد مقعد أو سيارة..

تتعود علي وجوده في كل تفاصيلك حتى صار جلد ثان لك وفجأة يختفي ويبيع ولا تجد بجوارك في لياليك الطويلة القاسية سوى الهجر وفراغ بارد في الجانب الاخر من الفراش ..
الأيام القادمة ستكون صعبة علي الجميع فالموت يرفرف بأجنحته ويصر علي فرض نفسه عليهم ..
**
ماذا يعنى امتلاك الأموال والشهرة اذا كان القلب حزينًا منهكًا ؟؟
بماذا يفيد وجود كل شيء لدينا حينما لا نستمتع بأي شيء ؟؟
الاكتئاب لا كبير له وحينما يتملك من مفاصل الجسد لا يتركها إلا وقد نخرها ..
حياته ظاهريًا مثالية مثارًا للحسد لكن في حقيقتها متشبعة بالكراهية والمعاناة والقرف ..
في بداياته كان ممزقًا بين رغبته في التحرر والتمرد ليعيش كما يريد وبين ما تربي عليه من عادات وتقاليد صارمة فاصبح مصابًا بالخواء ..
الزواج من اجنبية كان نقطة الفيصل .. لن يتزوج من مصرية لها علاقات سابقة بالطبع وحاول اجبار نفسه ليتقبل زوجته الأجنبية وهو يعلم أن لها علاقات سابقة لكنه ظل يؤنب علي فعلته حتى تحولت حياته لجحيم وظل حلم الزواج من عذراء امنية حياته التي فرط فيها بنفسه تحت مسمى التحرر ..وتلك الازدواجية تقتله وتجعله يشعر بالنفاق فلا هو تحرر عن حق ليقبل حالة زوجته ولا هو تمسك بمبادئه ..
وربما كانت هيلين لتصبح زوجة مثالية لو هو كان زوجًا مثاليًا ..
ربما لم تخنه بالمعنى المعروف للخيانة من بعد زواجهما لالتزامها بالعهود لكن طريقة حياتها لا تناسبه علي الاطلاق ولا تتماشي مع مبادئه ولا مع تعاليم دينه ومع أنها حاولت التقرب لعائلته لكنها ظلت في نظرهم دخيلة مرفوضة مما زاد من معضلة حياته وختمها بوجود طفل منها فكان لابد من التحمل حتى تسير القافلة ويتربى اياد بين والديه ..
وقطع سيل افكاره اتصالًا هاتفيًا من اياد .. الجزء النابض في قلبه الذى مازال يتنفس بسببه ..
- مرحبًا حبيبي .. افتح الكاميرا لأراك .. افتقدك ..
ومع رؤيته لإياد فارت دمائه .. ألم ينبه علي هيلين من قبل عدم شرب الكحوليات في المنزل ..؟؟
كانت وكأنها تتعمد اغاظته وجعلت اياد يكلمه اثناء تناولهما للطعام ويشاهد بنفسه وجود النبيذ علي المائدة ..
- مرحبًا أبي متى ستعود ؟؟
- قريبًا حبيبي .. لدى بعض الأعمال هنا ..
- كنت اريد السفر معك أبي ..
- في المرة القادمة حبيبي .. في الاجازة الصيفية اعدك بزيارة مصر ككل عام ..
- حسنًا أبي سأنتظر أنا احبك .. أمي تريد الحديث معك ..
- نعم هيلين ..
- متى ستعود هلالي ..؟؟
نظرا لصعوبة نطق حرف " الغين " اعتادت هيلين تسميته هلالي حتى بات يكره لقب عائلته ..
- سيكون لي حديثًا مطولاً معكِ لكن حينما تكونين وحيدة في غرفتنا ..
بالطبع لن يعنفها أمام اياد لوضعها النبيذ علي المائدة .. يكفيه التشتت الذى وضعه فيه بنفسه فيعود ليحرمه من حياة سوية مستقرة بين ابويه ..
وابتسمت بخبث لتقول ..
- حسنًا حبيبي سأحدثك بعدما اعود من الحانة .. سأقابل الرفاق هناك ..
لا هذا كثيرًا جدًا .. لم يعد بإمكانه الاحتمال فصرخ بصرامة ..
- لا هيلين .. أنا امنعك من الخروج مع رفقة مختلطة .. صديقات فقط كما اتفقنا من قبل ..
- هذا كان في الماضي هلالي .. من الآن فصاعدًا سأتصرف كما اشاء .. مللت من قيودك السخيفة والغير منطقية .. أنت تكبلنيوتمنعني من الحياة .. اياد في رفقة آمنة كما تعلم وأنت غير متواجد لتسلينيورفاقي لديهم حفل صغير وسأذهب ..
اللعينة ستعود ثملة كعادتها في تلك الحفلات في الآونة الأخيرة قبل ذلك كانت تشرب القليل فقط لكن اخر مرتين زادت العيار لدرجة السكر...
لكن الخطأ خطئه منذ البداية .. هذه هي طبيعة حياتها وهو اخطأ بزواجه منها لم تكن له في الواقع لذلك عليه تحمل هذا الخطأ بمفرده ولتزيد من غيظه اكملت ..
- وربما لن اتمكن من الحديث معك اليوم .. ربما غدًا .. سلام حبي ..
طفح الكيل .. لا بديل عن الطلاق لكن حضانة اياد تجعله يجن .. لن يتركه لها لتدمر حياته ويتربى علي الفجور ولا يستطيع حرمانها منه فهي مهما أن كانت أو فعلت أم في النهاية تعشق ولدها بطريقتها وبتربيتها ..
لكنهاستعود ثملة كالمرة السابقة التي فعلتها فيها وحجتها الترفيه .. لأسابيع بعد شرابها للكحوليات لا يستطيع لمسها فرائحة نفسها تقززه لكنه يظل يلوم نفسه فقط فهو كان يعلم طبيعة حياتها التي لا تناسب ديانته ولا تقاليده ومع ذلك ظن أنه يستطيع التأقلم ..
ربما اخطأ لكن حان وقت التصحيح .. بعد الاختبارات النهائية وحينما يصطحب اياد لمصر لن يعودا لألمانيا مجددًا وعلي هيلين الاذعان,, إما العيش في مصر وسيوفر لها حياة كريمة أو ترك اياد له بالكامل ..
المعضلة الكبرى أنه لا يستطيع ترك صديقه هكذا وإلا لكان عاد من فوره لكن علي كل حال موضوع اياد يحتاج لترتيب مسبق ودراسة متأنية للخروج بأقل الخسائر ..
وكل ما في يده ليفعله الآن هو تنفيس غضبه .. فيالماضي لم يخن هيلين من قبل لكنها الآن تستحق .. سيبحث عن اقرب عاهرة ليفرغ فيها غضبه وهذا قرار لا رجعة فيه .. سأخونكِ هيلين وأنتِ السبب ..
**
- توقفي عن التذمر اريام .. يكفي هذا ..
- ماذا يكفي أمي ..؟؟ أنا اشعر بالاختناق .. كلما طلبت شيء كانت الاجابة لا يوجد ..
- احمدي الله غيرك لا يجد ربع ما تجدينه .. ثم هذه نغمة حديثة تنتهجينها اريام .. لا يعجبني صداقتك بنشوى أنها السبب وراء تمردك علي ظروفك لطالما كنتِ قنوعة وراضية ..
- لا أمي لم ارضي يومًا كنت فقط اصبر .. أنا انهيت الدبلوم منذ شهور ولم اجد عمل .. كنت اعتقد أن ظروفي ستتحسن حينما اعمل ..
انظري لخزانتي وحالتها المزرية .. لم اشتري ملابس جديدة منذ سنوات وانظري لثلاجتنا تكاد تشتكى من قلة الخزين .. ناهيك عن الحارة ومنزلنا الكئيب ..
تقافزت الدموع لعيني والدتها ..
- والدك يعمل كل ما في استطاعته .. يقتل نفسه لتوفير احتياجاتنا جميعًا .. أنتِ لستِ وحيدة يوجد اشقائك ومتطلباتهم ومصاريفهم وايجار المنزل والفواتير .. ووالدك عامل بسيط في مصنع..
- اذًا كان عليكم عدم انجابنا لهذه الدنيا طالما لا تستطيعون الانفاق علينا ..
لم ترحم دموع والدتها ولا ضعفها واكملت قسوتها .. هي نفسها لا تعلم سبب تغيرها الشديد هكذا وتحاملها علي ظروف لطالما تحملتها .. هل فعلًا نشوى هي السبب ..؟؟
واتصال هاتفي علي جوالها الرديء منعها حتى من ابداء اسفها وتركت والدتها تبكى بحرقة والم لتجيب صديقتها ..
- نعم نشوى ..
- قابلينى اليوم لنتمشى قليلًا ...
مزاجها في اقصى درجات عكننته .. ماذا سترتدى وكل ثيابها تهلهلت ؟؟.. - لا مزاج لي اليوم للخروج ..
- اذًا سأمر أنا عليكِ اليوم اريام .. اشتريت هاتف جديد وسأمر عليكِ لتشاهدي كم هو رائع ..
كادت تشهق بغيظ .. هاتف جديد ؟؟!!
وعلي الرغم من أنها ارادت عدم رؤيتها لكن رغبتها في مشاهدة الهاتف الجديد انتصرت ..
- حسنًا نشوى سأنتظركِ ..
**



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:55 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



2- الفصل الثاني
نور
- كيف حاله صفية ..؟؟
- بخير سيدة سلمى بخير,, ظاهريًا علي الأقلويتعافى ببطءمن جراحه لكنه ليس السيد حسام الذى نعرفه .. تغير كثيرًا ..اصبح كئيبًا واختفي مرحه ولطفه الفطري ..
- رجاءً صفية لا تخبري أحد باتصالي .. أنا لا اريده أن يعلم ..
- سيدة سلمى .. أنا لا اتحدث كثيرًا اسألي عنى السيدة سارة ..
- اعلم صفية أنا احبكِ صدقينى لذلك اعتمدت عليكِ لتخبريني عن احواله .. أنا ادين له .. اصابته بسببي ..
- سيدتي .. اسمحى لي .. أنا سيدة بسيطة لا اعلم كيف اجمل الكلام واعرف السيد حسام منذ سنوات هو تغير كثيرًا في السنوات الماضية وبالبلدي يقال " اتلسع " يكفي عليه هذا سيدتي ..كونى ذكية و "قصقصي ريش طيرك لا يلوف علي غيرك " ..
حكايتهما مفضوحة علي كل المستويات لذلك لم تحاول الانكار .. في الفترة التي اختبئت فيها في المزرعة عاصرت صفية كل الأحداث وباتت حياتها كتابًا مفتوحًا أمامها .. صحيح تلك المرة الأولي التي تتحدث معها فيها بصراحة لكنها كانت تعلم أنها تعلم ..
" اقصقص ريشه لا يلوف علي غيري ؟؟!!" هو لم يكن يومًا لي صفية ..

تذكرت وصفها لنفسها في المرة الأولي التي وقعت عيناها علي ذلك الوسيم " محجبة وعادية الجمال " واليوم اصبحت أرملة أكل الهم منها طبقاتواخشن جلدها من الكدمات ..
- اعتنى به جيدًا صفية لأجلي .. هو يتيم لا اهل له ويحتاجك للشعور بالعائلة والاهتمام أما بشأن ريشه فهو له كل الحرية للطيران أينما شاء .. حكايتنا كتبت نهايتها منذ زمنودفنت كل الأحلام تحت تراب الواقع الأليم ولا أمل في احيائها ابدًا ..
**
أوف .. في الواقع لا تعلم لماذا سمحت لنشوى بالقدوم .. أنها تؤنبها علي غبائها وعدم استخدامها لجمالها في كل مرة تراها فيه لكنها ايقنت أنها علي استعداد كبير للانحراف وفقط تريد التشجيع .. والدليل أنها تريد مشاهدة هاتف نشوى النقال الجديد الذى تعلم جيدًا الطريقة الدنيئة التي تحصلت عليه بها ..
تبيع جسدها مقابل الهدايا وبعض النقود ..
الحرب التي تخوضها ضد فساد روحها الوشيك ربما سَتُعْلن نتيجتها بين لحظة وضحاها .. فقط تمنح الفرصة وستصبح مجرد نشوى اخري ..
تأملت الهاتف بحسرة وهى تعيده إليها:
- رائع يا نشوى .. كم ثمنه ..؟؟
- اوه كثيرًا جدًا .. بالألاف حبي .. وتستطيعين امتلاك مثله وافضل لو ..
قاطعتها بتذمر:
- نشوى .. اخبرتك .. أنا لن افعل ذلك مطلقًا ..
- كما تريدين اريام .. لكن صدقينى يومًا ما سأذكركِ .. أنا اتلمع يومًا بعد يوم وسأتزوج من رجل اعمال ثري وأنتِ ستظل اقصى طموحاتك العمل كبائعة في محل ..؟؟ هل توفقتِ في الحصول علي حلمكِعزيزتي ..؟؟
حتى العمل كبائعة في محل لم تحصله .. معظم المحال الكبيرة تريد انيقات يفهمن في نوعية الملابس والموضة وهى بالتأكيد ليست منهن والمحال الصغيرة مستكفية وكأن كل فتاة تحصلت علي عمل تتمسك فيه بيدها وبأسنانها .. الحالة الاقتصادية للجميع اخذة في التردي والعائلات التي كانت مستورة سابقًا تحولت وعبرت خط الفقر وسقطت تحته ..
وأمام مرآتها التي اسود معظمها وتقشرت من الحواف بدأت نشوى في تضبيط هندامها وزينة وجهها الصاخبة ..
- اترككِ الآن لدى موعد في المقهى مع صاحب هذا الهاتف .. ربما اليوم سيهديني طاقم كامل من الذهب اذا ارضيته .. سلام ..
محظوظة أنتِ يا نشوى .. وودعتها حتى باب غرفتها بابتسامة احباط علي وجهها وهى تتخيل نفسها متأنقة مثل نشوى ومعها هاتف يخبل العقل كهاتفها ولدهشتها عادت نشوى لداخل الغرفة وهى تقول:
- حسنًا .. فقط تعالي معي للمقهى لتستمعي قليلًا واعدك لن يجبرك احدهم علي فعل أي شيء لا تريدينه .. علي الأقل ستري دنيا غريبة لم ترينها من قبل وتتذوقي اطباقًا رائعة حتى أنا لم اعلم اسمائها بعد وسأعيدكِ للمنزل علي حسابي لا تقلقي ..
تمت عملية غسيل الدماغ بنجاح وبابتسامة انتصار شامتة اختارت لها نشوى أقل ثيابها المهلهلة احتشامًا وسحبت حجابها للخلف قليلًا لتظهر القليل من شعر رأسها ووضعت علي وجهها زينة واضحة جعلت اريام تهتف بفزع ..
- لا استطيع الخروج هكذا ستقتلنيأمي وسيذبحنيأشقائي ..
وبنفس الفزع مسحت حمرة الشفايف وحمرة الخدود وتركت ظلال العيون والكحل .. سيكون عليها مواجهة غضب ثلاثة من الأشقاء الذكور الغاضبين وربما سيحين موعد تنفيذ تهديدهم لها بالضرب نظير تمردها .. يكفيها أنها ستخرج مع نشوى ويتبقى مهمة اقناع والدتها بالخروج ..
وحمدًا لله والدتها كانت في المطبخ في اللحظة التي قررت فيها الخروج فهتفت من الصالة بصوت مرتفع ..
- أمي .. سأخرج مع نشوى قليلًا ..
هرولت والدتها من المطبخ لتوقفها لكنها كانت قد خرجت بالفعل ولم تسمع والدتها سوى صوت اغلاق الباب حينما وصلت لحيث كانت اريام تقف منذ لحظات ..
**
- الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا يا خالد .. أنها تقتل نفسها ..
- اعلم يا أمي واتمزق لأجلها .. ما يحدث أكبر من تحملنا جميعًا ..
- اذًا تصرف .. لثالث يوم تحبس نفسها في غرفتها وترفض الطعام والشراب ولا تجف عيناها من البكاء .. أنها تنتحر حزنًا عليه .. وهل تعلم علي الرغم من فعلته لا استطيع حتى لومه .. ياسين كان جزءً من هذا المنزل لسنوات .. كبر معكوشاهدته في كل مراحله .. منذ أن اشتري والدك هذا المنزل ونحن تقريبا اصبحنا عائلة واحدة .. كان بمثابة ابنًا لم انجبه وأكثر اقسم لك ..لكن علينا الخروج بأقل الخسائر فنحن نفقد شيماء ايضًا يا خالد .. لقد فقدت الرغبة في الحياة ..
وانخرط كلاهما في البكاء مما جعل سارة تدمع هيالأخرى .. الموقف صعبًا بكل المقاييس .. من المهلك أن تضطر ألا تحزن وأنت يجب أن تحزن فعلًا لاعتبارات كثيرة مثل وضع شيماء أو وضع خالد وحماتها ..
ياسين كان فردًا من العائلة .. فردًا بمثابة شقيق وابن وتؤام روح لكل علي حسب قربه منه .. لم يكن مجرد زوج ربطه بهم ورقة زواج وتأثرهم لفقده يفوق مرتبة العشرة .. أنه يرتقي لمرتبة فقد من هو من نفس لحمك ودمك ..
ومن وسط دموعها لمعت الفكرة في رأسها فانسحبت بهدوء ومن شدة حزنهما لم يلاحظ احدهما اختفائها ..
الموت لا يجلب سوى الخراب لكن احيانًا واستثناءً يجلب الحياة ..
وحينما عادت لم تعد وحيدة بل حضرت بصحبة غالية وخطة إما أن تفلح وتخرج شيماء من عزلتها واكتئابها وانتحارها الوشيك أو تفشل فتضيع شيماء للأبد ...
التوتر الذى يشعر به لا يماثله توتر .. غدًا هي عملية معتصم الأولي ويريد أن يكون في كامل تركيزه لا أن يخوضها بكفين مرتعشتين من الغضب ومن حالة رثائه لنفسه ..
مشاعره الشخصية لا وقت لها الآن فسمعته كأشهر جراح تجميل في العالم ومصلحة صديقه علي المحك وربما كوبًا من القهوة المركزة في المقهى الشهير الذى يقع اسفل بنايته سيفي بالغرض .. مقهى " دون بوسكو" الشهير وامتداد لسلسلة المقاهي العالمية ستكون قهوته مميزة بلا شك ..
وطلب قهوته وجلس يراقب وجوه البشر ..
لا يعلم لماذا اهتم بطاولة يجلس عليها رجلين وفتاتين دونًا عن غيرها وجلس يتمعن النظر فيها .. ربما لأن علي تلك الطاولة بالتحديد تجلس فتاة تبدو بسيطة الحال متواضعة ولا تليق بالمكان في ملبسها وتصرفاتها لكن وجهها اظهر مقدرة الخالق الأوحد في جعل الانسان في احسن صورة ..
بحكم عمله كان يعلم أن بشرتها مثالية بلا عيوب أو مواد تجميل تخفي أي عيوب .. عظام وجهها مضبوطة في التركيب .. انف صغير وشفتين ممتلئتين وعينين واسعتين .. أما حاجبيها فحكاية .. يرتسمان بدقة علي عظام الجبهة ومنابت شعرها غزيرة تخفي وصلة الجبين مع فروة الرأس ..
الوجه المثالي لأي جراح تجميل وقدر عمرها أنها في العشرين والحادية والعشرين .. العمر الذهبي وعنفوان الشباب ..
لكن ماذا تفعل بتواضع حالتها الواضح في هذا المكان الباهظ ..؟؟ أنها حتى لا تستطيع الامساك بالشوكة والسكينة بصورة صحيحة أو حتى الأكل بطريقة منمقة .. والفتاة الأخرى ايضًا غريبة الأطوار .. ربما افضل قليلًا في الهندام والتصرفات لكن زينة وجهها بلدي بطريقة لا توصف حتى أنها لم تترك له فرصة لفحص ملامحها هيالأخرى من تراكم طبقات الزينة عليها ..
وفي وسط انشغاله ومراقبته لتلك الطاولة فوجئ بالنادل يقترب ليسأله بخبث..
- هل أنت مهتمًا سيدى بتلك الطاولة ..؟؟
كان لا يستوعب وقاحة وجراءة ذلك النادل الذى تطاول واقتحم خصوصيته وقبل أن يبدأ في اسماعه ما يليق به اكمل النادل ..
- الفتاة المبهرجة هي نشوى أما الأخرى فوجه جديد لا اعلم لها اسم بعد لكنها واحدة من الفتيات التي تحضرهم نشوى للزبائن .. لو اعجبتك عليك فقط احضار هدية تناسبها وستصبح كليًا لك لكن لا تنسي عمولتي ..
ما هذا القرف ..؟؟ لكن لماذا العجب.. ألم ينتوى هو التقاط فتاة من الشارع.. اذًا لم لا ..؟؟ بعد عملية معتصم سيختار وربما يلجأ للنادل ..
القي بمبلغ ضخم للنادل وهو يهتف بقرف..
- ربما سأحتاج خدماتك لاحقًا..
ابتسم النادل بسرور وهو يحاول تخمين قيمة المبلغ الذى دسه للتو في جيبه..
- كما تأمر سيدى .. اشرف في خدمتك ..
للجحيم يا اشرف الذى اسمك لا يليق بك .. اشرف من ماذا بالتحديد يا قواد يا قذر .. ؟؟
وعاد لتفحص الطاولة فشاهد الفتاة مثالية الوجه العاهرة التصرفات وهى تتحدث مع احد الرجلينوالذى كان يحاول الاقتراب منها وحينما تدللت قليلًا اخرج من جيبه علبة ما واهداها اياها فقبلتها علي الفور ..
ما ابسط مفتاح العاهرات .. فقط هدية تفتح كل الطرق اليهن ..
ووصلت قهوته فاستمتع في شربها وهو يصفى ذهنه ويضع خطة العمل التي سينتهجها غدًا .. مستشفى البسطاويسي مستشفى ضخم لكن سيحتاج للتأكد بنفسه من توفر كل ما يلزمه فهو لن يرحب بأي مفاجأة غير متوقعة..
سيذهب لفحص المستلزمات بنفسه واعداد الفريق ودعم معتصم الذى بالتأكيد سيكون وصل للمستشفى الآن استعدادًا لعملية الغد ..
**
حينما رحلت من منزله تركت كل شيء حتى ملابسها التي اشتراها لها .. لم تكن تريد شيئًا يذكرها به .. ملابسها تحمل رائحته لذلك تركتها وفقط لم تستطيع ترك صوره لهما التقطها خالد لها ولياسين في ساعة صفاء وحب..
الصورة بقدر ما تحسرها علي ما فقدته لكنها تجعلها تعلم أن مصيرها ارتبط به حتى لو لم يرد هو ذلك ..
وضمت الصورة بأخر قدر قوة لديها واستسلمت وانتظرت .. وحينما سمعت حركة علي باب غرفتها لم تلفت .. سييأس خالد وسارة ووالدتها منها بعد عدة محاولات وسيتركوها لحالها لذلك تصنعت النوم ولم تلفتت .. لكنها صدمت حينما سمعت صوت الخالة سهام والدة ياسين ينادى عليها بحزن ..
لا لا ارحلي ماذا تفعلين هنا .. ؟؟
رؤيتها لحماتها في اقصى درجات انهيارها اخر ما تتحمله الآن لكن الخالة لم تيأس وواصلت اقترابها وربتت علي كفها بحب ..
- شيماء حبيبتي .. افتحى عينيكِ ..
نبرة الحزن والانكسار في صوتها جعلتها تستجيب .. ارادت مواساتها علي الأقل فهي تحبها من كل قلبها .. وحينما فتحت عينيها تنهدت حماتها بارتياح وهى تقول..
- كيف حالكِ حبيبتي ..؟؟
من يواسي من ..؟؟
وقبل أن تفتح فمها وتجيب اكملت ..
- أنتِ لستِ بخير ابدًا يا شيماء .. لكن أنا اريد منكِ معروفًا علي الرغم من ذلك .. اعتبرينى أنانية لعينة لكن أنا اطلب منكِ الاعتناء بطفل ياسين كما وعدتي لا يوجد غيرك ليفعلها ..
ماذا ..؟؟!!
نظرت إليها بعدم تصديق وهى تجاهد لتقول..
- ماذا تقولين ؟؟ بالطبع لا .. هذا مستحيل تمامًا .. هذا قبل أن اعلم من هو..
- شيماء اترجاكِ ارحمى ضعف قلب أم يتمزق من الحسرة علي ولدها.. لا يوجد سواكِ يستطيع الاعتناء بطفل ياسين حتى يقضى الله امرًا كان مفعولًا..كما تعلمين أنا لا استطيع رعاية طفل رضيع واشقاء ياسين خارج مصر وظروفهم لا تسمح لهم بالعودة حاليًا .. أنا اعلم كم أنتِ جميلة من الداخل وتستطيعين اعطائه الحب الذي يحتاجه..
لا هذا لا يمكن أن يحدث أبدا لأنه ببساطة يفوق طاقتها .. لماذا لا يشعر بحسرتها احد ..؟؟
الكل ينظر إليها علي أنها مجرد مطلقة فقدت زوجًا لكن لا احد حاول وضع نفسه مكانها .. لا مجال ابدًا لرعاية طفله حتى ولو كانت وعدت بذلك من قبل أن تعلم عن هويته .. في حالتها عدم الوفاء بالوعد مسموحًا به,,
وبكل حسم هتفت..
- سأشم عطر الخيانة كلما حملته أنه يحمل رائحتها لا استطيع الاحتمال يا..
وقطمت كلمتها بماذا ستناديها .. ؟
لطالما كانت والدة ياسين في مقام أم ثانية لها،، عشرة عمر وجيرة وصداقة خالد لياسين منذ الروضة .. لكن الآن حتى لا حق لها فيها ..
وانهمرت دموعها بشكل مزق قلبها ..
- يا أمي.. قوليها ولا تحرميني منها شيماء .. أنتِ التي تبقيتِ من رائحة ياسين لا تجعلينى افقدكِ أنتِ الأخرى .. يكفيني حسرة قلبي علي ولدى الذي ينازع وانتظر اتصال يخبروني فيه أنه استسلم اخيرًا ولن اراه مجددًا ..
أنا لن ادافع عن ياسين وقاطعته منذ فعلته السوداء تلك حتى اننى اعتقدت أن اختفائه كل تلك الاسابيع نزولًا علي رغبتي في عدم رؤيته ..
واصبحت دموعها هيالأخرى انهارًا..
- لو تعلمين كم أنا نادمة علي الطريقة التي كلمته بها ..؟؟ ربما أنا السبب في الاصطدام لكنى قهرت من فعلته لكن ما حدث قد حدثوفي النهاية الطفل المسكين لا ذنب له حبيبتي.. سيكون يتيم الأبوين ,, أنا مهما عشت فأيامى محدودة والطفل بحاجة لأم,, صدقينى شيماء .. ليكون طفلًا سويًا يحتاج إليكِ.. يحتاج لأم شابة مثله كمثل اقرانه بالإضافة كل الفترة القادمة سأكون مع ياسين في المستشفى ولا يمكن أن اترك الطفل لمربيةو لو تبقي لياسين ساعات فقط فسأكون لجواره فيها وأنا اعلم أن بموته سأموت أنا ايضًا لذلك تركت لكِ الطفل أمانة وأنا اعلم انكِ ندًا لها .. أنا حتى لم اختر له اسمًا .. هو من اليوم مسؤوليتكِ وطفلكِ,, ربيه كما تشائين ليكون رائعًا مثلكِ ويكون اضافة جيدة لهذا العالم البغيض ..
لفترة لا تعلم كم تحديدًا ظلت متخشبة تحدق باذبهلال في الفراغ لدرجة أنها حتى لا تعلم متى غادرت حماتها غرفتها .. لقد قالت " تركته أمانة لديكِ ".. هل تعنى حقًا أن الطفل هنا ؟؟؟
هذا لا يمكن أن يكون .. مستحيل أن تكون فعلت بها هذا .. القدر لا يمكن أن يكون قاسيًا لتلك الدرجة .. كانت ترتعد من الرهبة ومن الغضب ومن الحيرة ومن الحزن .. مشاعر متضادة عنيفة تعصف بها وتطوحها من أقصى الشرق لأقصى الغرب بكل قسوة ..
لا والف لا سترفض هذه الامانة الغير مرغوبًا فيها .. يوجد الكثير يستطيع رعاية هذا الطفل ..
وتحاملت علي نفسها وقاومت ضعفها ووهنها ونهضت من فراشها وهى مازالت ترتعد .. بالتأكيد سيكون الطفل بالأسفل مع والدتها وستهبط لتخبرها عن رفضها حمل تلك الأمانة ..
وبخطوات مهزوزة فتحت باب غرفتها وفور خروجها تخشبت .. لقد سمعت صوت بكاء طفل يأتي من الغرفة المجاورة لغرفتها .. حبست انفاسها لتتأكد وتأكدت .. صوت طفل مفطورًا من البكاء يأتي من داخل الغرفة .. هل هو طفل ياسين ..؟؟ لماذا تتركه الخادمة يبكى ..؟؟ حتى يعيدوه لجدته عليهم الاعتناء به ولو حتى كانت مدة اقامته لديهم هي دقائق ..
فتحت باب الغرفة بعدما استجمعت قوتها وقاومت وهن عضلاتها لتنهر الخادمة لكن لدهشتها كل ما وجدته كان الطفل الذى يبكى بحرقة ووحيدًا بدون أي صحبة ..
وأسنانها التي اصطدمت ببعضها البعض اطلقت صوتًا جعلت الصغير ينتبه إلا أنه لم يعد وحيدًا في الغرفة وينظر تجاهها ويواصل بكائه باستعطاف ..
إلي جواره كانت توجد رضاعته ممتلئة بالحليب ومستعدة للشرب ..
ساعدني يا الله ..
نظرت مجددًا في الممر الخارجي عساها تجد احدهم يهتم بالطفل لكنها لم تجد فعادت لمهد الصغير وبارتعاشةقاتلة مدت ذراعيها والتقطته ومن فوره توقف عن البكاء وبدأ في الرضاعة علي الفاضي ..
يا اله السموات والأرض ما هذا ..؟؟
رائحته منعشة غريبة مثيرة .. تمنحها الحياة .. وصلت لأعماق عقلها بصورة غريبة .. وكأنها تستنشق " اكسير الحياة "
واجبرت نفسها وتطلعت لوجهه .. سبحان الله رائع الجمال .. ملاك من نور ويشبه ويشبه... والده .. حتى اسمه عجزت عن ترديده في سريرتها ..
كان الصغير يتلفت يمينًا ويسارًا بلهفة ويبحث عن رضاعته وبدأ صبره ينفذ فتجرأت وضمته أكثر ورفعت غطاء الرضاعة ووضعتها قرب فمه فالتقطها بنفس اللهفة وبدا علي وجهه السرور ..
لا تعلم كيف مر الوقت ولا كيف انهى الصغير الرضعة وهو بين احضانها لكنها اكتشفت أنها كانت تحبس انفاسها طوال فترة رضاعته وتخشي حتى الحركة كي لا تزعجه حتى انتهى وكافئها بابتسامة خلابة ذكرتها بابتسامة والده حينما كانت ترضيه ..
هل هذا يكفي يا نور أم تريد المزيد ...؟؟
انتبهت .. انها تتحدث إليه بل واسمته نور وهو نور فعلًا ..
الطفل كان بصيص النور الذى نور ظلمة حياتها واعطاها سببًا للحياة ..
ولصدمتها رفع كفه الصغيرة جدًا لتلامس وجنتها ..
حان وقت رجوعك لجدتك يا نور ..
كانت تحدثه بتردد عجز عن اقناعها هي لكنها قاومت كل مشاعرها وحملته للأسفل لتعطيه لوالدتها وتعلن رفضها له ..
وفور تسليمه لوالدتها عاد نور للبكاء مجددًا فأعادته والدتها له ولدهشتها مجددًا توقف عن البكاء من فوره ..
الرحمة .. ماذا تفعل بي يا نور ..؟؟
وبدلًا من أن تخبر والدتها عن رفضها الاعتناء به قالت بوهن..
- أين باقي اغراضه ..؟؟ من فضلك أمي,, اريد كل اغراض نور في غرفتي ..
**
نظرت لساعتها بتوتر بعدما تعللت بالذهاب للحمام وطلبت من نشوى مرافقتها .. منذ أن غادرت المنزل مع نشوى وهى اغلقت هاتفها الحقير وسيكون عليها مواجهة غضب اشقائها ووالدتها وبالتأكيد والدها لكن شيطان التمرد ركبها وساقها حتى المقهى لتتناول اطعمة لم تتذوقها من قبل وتقبل قطعة من الذهب من شخص غريب اراد استمالتها وحين رفضت اصر وقال بخبث أنها فقط هدية تعارف لأنها اعجبته واستمتع بالجلوس بقربها .. فعليًا لم يلمسها لكنه حجزها لمرحلة قادمة .. وبالطبع نشوى لن تغادر معها فمازالت ليلتها ممتدة لكن هي عليها الرحيل فورًا ..
- نشوى أنا اريد العودة للمنزل علي الفور ..
لن تضغط عليها للبقاء فتلك كانت أول خطوة في طريق جر الرجل .. نعم لن تضغط وثمنها كعذراء سيكون كبيرًا .. زكى سمير سيدفع كثيرًا في مقابلها .. هو تخصص عذروات ويدفع بسخاء وهى وعدته أنها ستكون له لكن عليه الصبر ..
- حسنًا حبيبتي .. سأطلب لكِ كريم لأنني لن اغادر الآن وهاكِ مائة جنية للحساب واحتفظى بالباقي ..
- أنا لا اعلم كيف استعمله.. في المرات السابقة التي استعملته فيها كنتِ أنتِ معي ..
- لا تقلقي ها قد طلبته .. سيأتي بعد خمس دقائق في سيارة نيسان صني زرقاء حتى باب المقهى لقد حددت المكان بالتحديد..
وكأنها تعلم أنواع السيارات لكنها هزت رأسها ..
- ها قد وصل .. غادري في امان اريام وسأحدثكِغدًا إلي اللقاء ..
تجربة جديدة عليها أن تستخدم كريم بمفردها لكنها من اليوم ستتعلم كل جديد .. المكان رائع والأكل لذيذ بدرجة لا توصف واحتضنت حقيبة يدها القديمة لصدرها وهى تفكر في نوع الهديةالتي تلقتها وقيمتها وحينما شاهدت سيارة زرقاء تقف أمام المقهى وبها سائق يحاول شق طريقه بين السيارات فتحت الباب والقت بنفسها علي المقعد الخلفي وهى تقول بتوتر..
- الفجالة لو سمحت ..
نظر إليها بعدم تصديق .. كيف تقتحم تلك الوقحة سيارته هكذا بل وتأمره بتوصيلها .. ألم تكتفي من الهدايا التي حصدتها بداخل المقهى .. هل تعتقد أنها ستستغله هو الأخر؟؟
التفت إليها وفي نيته تعنيفها علي صفاقتها لكنها بادرته بتأفف ..
- اسرع ولا تتحدث مع الزبائن والا اشتكيتك لرؤسائك ..
كانت تحاول أن تظهر له أنها معتادة علي التطبيق ولا تظهر توترها ..
- ماذا؟؟ أنتِ وقحة بالكامل .. غادري السيارة علي الفور ..
يالا الحظ لقد طلبت التطبيق من هاتف نشوى المحمول ولا تعلم كيف تتصل بخدمة العملاء لتشتكيه ولا تملك حتى رصيدًا من الأساس .. في المرات القليلة التي تعاملت فيها مع تطبيق " كريم " كان السائقين غاية في التهذيب أما هذا الجلف فيحتاج لدرس قاسي ..
فتحت باب السيارة بغضب وهى تتوعد ..
- سأعطيك صفرًا في التقييم ولن تعمل مع هذه الشركة المحترمة مجددًا لكن فور هبوطها من السيارة انتبهت أن تلك السيارة التي غادرتها افخم من مثيلاتها التي تعودت عليهم في " كريم " ولونها كحلي داكن وليس ازرقًا.. وشهقت بفزع وهى تعيد ادخال رأسها في السيارة ..
- ألست أنت سائق كريم؟؟
- لا تعتمدي اسلوب الاستهبال يا حلوة ..لن يفلح معي فأنا لست المغفل بالداخل ..إن اردتِ منى توصيلك ففقط عليكِ الطلب بأدب وسأري كيف سأستفيد منكِ ..
**



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:58 PM   #7

عاشق الكتب 1
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 433015
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,194
?  نُقآطِيْ » عاشق الكتب 1 is on a distinguished road
افتراضي

البداية مشوقة
موكد رواية رائععععة ومميزة


عاشق الكتب 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 07:04 PM   #8

مرمر1
alkap ~
 
الصورة الرمزية مرمر1

? العضوٌ??? » 200309
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,067
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مرمر1 متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 01:04 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- الفصل الثالث

وللسعادة طعم ..

نعم انه يستطيع تذوقها والاستمتاع بها ..

- توقف هنا ..

وفي استجابة سريعة توقف السائق على الفور يتبعه سيارة الحراسة وترجل ادهم من السيارة ليدخل لمحل زهور شاهده خلال مروره ..

الزهور للزهور ..
كان يعلم أن هبة تعشق الورود .. في الواقع هي تعشق كل ما هو جميل فاختار باقة من كل انواع الزهور واصر علي اختيار الأنواع التي تشبهها بنفسه..
الواقع الحالي ورديًا بصورة كبيرة لدرجة أنه لا يصدقه .. يستحيل أن تكون ملاكه الرائعة احبته ..
تطلع لنفسه في مرآة صغيرة اثناء انشغال البائع في لف الباقة..
لم يجد في ملامحه ما قد يعجبها ويكفيه فارق السن الرهيب بينهما فعاوده شكه ..
وحينما استلم الباقة ضمها لصدره بحب ..
مشكلته الكبيرة مع هبة أن العلاقة بينهما صامتة ..
هبة من النوع الذي لا يحب الكلام كثيرًا وهو اصبح مثلها كي لا يزعجها لكنه يعلم أن ذلك ليس صوابًا وخلال الشهور الماضية ومنذ أن تصلحت علاقتهما وهو يريد الكلام لكن يخاف,, نعم يخاف فالمعجزة التي حدثت تستحق الخوف عليها ..
واتصال هاتفي قطع حبل افكاره ..
هذا ليس وقتك يا فاتن علي الاطلاق ..
وترك الهاتف يرن حتى انتهى الاتصال ..
هبة لم تسافر خارج مصر من قبل وربما حان الوقت لتري العالم الجديد ويراه هو من خلال عينيها ..
- مختار .. جهز لي رحلة فاخرة تجوب كل أوروبا في اقرب وقت.. - امرك مطاع سيد ادهم ..


هبة اهم فلتذهب كل الأعمال المتراكمة للجحيم .. سيدللها في كل لحظة من حياتها ..

وبكل لهفة اختصر المسافة لباب قصره في خطوة عملاقة ,, وهبة كانت منشغلة في الرسم علي طاولة الطعام لدرجة أنها لم تلحظ وصوله ..

كم اراد احتضانها من الخلف ومفاجئتها لكنه خشي عليها من الخضة فقاوم لهفته تلك وتنحنح بحب ..

والتفتت ..

فراشات وورود وعطور ملئت الجو مع استدارتها ..

العين تعشق أولًا هذه حقيقة ..

- ادهم مرحبًا متى اتيت ..؟؟

كانت كل خلجة من خلجاتها تبتسم بحب لتدحض شكوكه ..

ولصدمته شبت علي اطراف اصابعها لتقبل وجنته بحب وهنا لم يتمالك نفسه فضمها بقوة ونهل من عسل شفتيها ..

يا الهى لقد سحرته حتى أنه نسى تقديم الورود إليها ..

ابعدها برفق وتناول الباقة واهداها إليها ..

وعن كمية السعادة التي استقبلت بها هديته البسيطة .. تدهشه فعلًا بل تبهره..

- ما رأيك حبيبتي في رحلة لأوروبا ..؟

- حقًا ..؟؟ لم اسافر خارج مصر من قبل والمرات الوحيدة التي ركبت فيها الطائرات كانت من وإلي الأقصر ..

- ستشاهدين الدنيا كلها يا حياتي ..

ابتسمت بسعادة ورضا .. حياتها تغيرت بالكامل بسببه ..

أنه الحب الذى يفتح كل أبواب الأمل والسعادة وادهم غمرها عشقًا ..

**

في لحظة ما نظن أن الحياة توقفت كتلك الدقائق البشعة التي وقفت فيها علي باب غرفة الأطفال لتشاهد معتصم يحمل سليم محترقًا ..

الحريق الهائل الذى بحجم حريق منزلهم في العادة لا يترك سوى الخراب والدمار وهذا ما خلفه بالفعل لكنه ايضًا قضى في طريقه علي العديد من الذكريات المميتة والعادات البالية ..

حرفيًا اجتاحت النار في طريقها كل شيء .. لم تبقي ولم تذر .. كانت للتطهير,, للعقاب,, لولادة أمل جديد ربما ..

لطالما عشقت معتصم منذ نعومة اظافرها لكن كان في نظرها العاشق الغاضب الغيور دائمًا وفي مرحلة ما احبت تلك الغيرة وما كانت تتوقع أن تطوله تلك الغيرة هو شخصيًا .. في الواقع لقد كان يغار عليها حتى من نفسه .. وضعها في مكان مقدس وكان يعتقد أنها غير قابلة للمس حتى من قبله وحينما اكتشف أنه مخطئ انهار داخليًا وبدأ في التخبط ..

وبعد الحريق احترقت كل الافكار ونشأت اخرى غيرها استحدثت من الرماد..

- هل أنت مرتاحًا هكذا حبيبي ..؟؟

كانت تعدل من وضع الوسادة خلف ظهره حينما فاجئها وقبض علي كفها بحركة شديدة الرومانسية وقبلها بهيام وتقدير ..

ابتسمت بحياء وهى تمسح وجنته بكفها الأخرى وتقول بخجل..

- معتصم .. قد تدخل احدى الممرضات في أي وقت ..

تذمر باحتجاج ..

- فلتفعل .. ألم تري من قبل زوج يحب في زوجته ..؟

لم تستطع أن تتمالك نفسها فابتسمت بسعادة ..

- معتصم .. أنت تغيرت كثيرًا .. هل تعلم ماذا كنت اسميك لسارة وسلمى ..؟؟

علي الرغم من العديد من العمليات الجراحية التي اجريت له لكن مازال اثر الحريق يشد علي جلد رقبته ويجعله يشعر بالضيق كلما حاول النظر لليمين..

- بالطبع اريد ان اعرف ..

- هريدي ولد العم الغليظ الذى يقف الصقر علي شواربه ..

- لدى اعتراف صغير .. حقًا كنت اخاف منكِ شيرويت ..

نظرت إليه بعدم تصديق ..

- ماذا ..؟؟ من كان يخاف من من ؟؟؟

- حقًا ما اقوله .. كنت اخاف منكِ ومن تأثيركِ الفتاك علي فقسوت عليكِ .. لكنى ادركت خطئي مؤخرًا والحمد لله أنه كان لازال لي فرصة معكِ لكنى دفعت ثمنها غاليًا .. الفرصة الثانية كان ثمنها خسارة سليم .. افتقده شيرويت .. كان مميزًا في كل شيء .. افتقد حضنه وصوته ورائحته ..

اغمضت عينيها لتداري الدموع .. غدًا معتصم له عملية هامة جدًا ولا تريد فتح جراح الماضي مجددًا .. خسارة سليم ستظل تأكل في قلبه للأبد..

- ولن تنساه مطلقًا يا معتصم ولعظم مصابك وعدك الله بمنزلة الصابرين اذا صبرت علي فقد سليم .. فالله بفقد الولد يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به فتلقاه طاهرًا معتصم لكن عليك بالصبر حبيبي وستلقاه في الجنة بإذن الله ..

ثم سليم الصغير سيعوضك قليلًا حبيبي .. لن يأخذ مكانه في قلبك بالطبع لكنه شقيقه وسيذكرك به وبحضنه .. اخبرني الحقيقة معتصم .. ماذا شعرت حينما اكتشفت وجود ريان ..؟؟

زاغت عيناه وهو يحاول التركيز ..

- كل التغيير الذى صابني شيرويت كان بسبب هذا الاكتشاف .. صدمة وجوده جعلتني انسانًا اخر .. شكرًا شيرويت علي منحكِ مثل هذا الطفل الرائع لي ..

- ريان يشبهك بطريقة مخيفة يا معتصم .. كنت اعمل كل جهدي كي لا يرث قسوتك .. اردته النسخة المثالية منك .. النسخة التى اتمنى أن اراها باستمرار قوية حنونة حامية بل قسوة ..

ضمها بعنف واخفي دموعه في كتفها .. لو اطلق العنان لدموعه سيبكى مثل الأطفال لكنه تماسك وتدريجيًا رائحتها اسكرته ..

- اغلقي الباب بالمفتاح شيرويت ..

تقوست بعدم تصديق واتسعت عيناها عن اخرهما ..

- معتصم ماذا تقول ..؟؟

- هنا جناح ال vip حبيبتي .. ومالك هذه المستشفى يعلم جيدًا كيف يخدم عملائه ..

كانت تعجز عن استيعاب ما يقول وبإلحاح اصر ..

- شيرويت الباب ..

كان متعجلًا لدرجة أنه استغل نفس الوقت الذى استغرقته شيرويت في غلق الباب ليقوم هو الاخر بمهمة اخري ويتصل بالاستعلامات ويقول ..

- لا اريد أي ازعاج حتى اشعار اخر ..

**

الموقف الذى وضعت فيه لا تحسد عليه بكل تأكيد ..

لو غادرت سيارته الآن فماذا ستفعل ؟؟

بالتأكيد نشوى رحلت مع صديقها وهى سيكون عليها ايجاد وسيلة لتوصيلها وهذا الثري يبدو أنه لن يمانع في توصيلها بل وكان يراقبها من الداخل ..

ستتعلم كيف تستغل الفرص .. ماذا ستكون هديته يا تري ..؟؟

كانت تركز النظر علي هاتفه الرائع الذى وضعه بجواره وهى تعشم نفسها بواحد مثله ..

وبسهولة احضرت الدموع لعينيها .." رائعة أنتِ اريام " ربما كان الأحق أن تكوني ممثلة ..

- اعذرني سيدى .. سأذهب لإيجاد سيارتي واسفة علي الازعاج ..

هل تأثر فعلًا بدموع التماسيح تلك وهو يعلم مصدرها ..؟؟ لا يعلم لماذا لكنه وجد نفسه يقول ..

- مازال عرضي قائمًا .. اطلبي منى توصيلكِ بأدب وسأفعل ..

بكل حيادية وجراءة ستعترف .. الانسان هو من يختار طريقه من البداية ..

الحرام بين والحلال ابين واوضح وحانت لحظة الاختيار .. إما أن ترد الهدية التي قبلتها حتى دون أن تراها وتقطع كل علاقة لها بنشوى أو تطلب من ذلك الثري توصيلها وتتحمل الثمن الذى سيطلبه منها في المقابل ..

وبكل تصميم قررت .. الاختيار كان صعبًا لن تنكر لكنها في النهاية قالت بخنوع ..

- هل تسمح بتوصيلي للفجالة سيدى ..؟؟

وبنبرة انتصار شامتة فتح لها الباب المجاور له ودعاها للدخول وهى لمرة اخيرة ترددت قبل أن تركب وتعلن موت اخر مبادئها وهو اغلق الباب وانطلق وعقله يعمل بطاقته القصوى لترتيب كيفية الاستفادة منها ..

**

نظرت إليها بإشفاق .. بحكم عملها شاهدت الكثير لكن رؤيتها لتلك الأم بالذات وهى تصر علي الجلوس ارضًا أمام العناية المركزة مزقت قلبها ..

حالة المصاب ذاك علي بعضه لا تصدق بداية من السيدة التي ارسلها الله له لتعتني به وهى لا تعرفه ثم يكتشفوا أنها طليقته ..

- تفضلي معي يا أمي لا يصح جلوسكِ هكذا .. أنتِ تجلسين هكذا منذ ايام ..

- واترك ولدى وحيدًا .. لا يا ابنتي اتركينى فقط اجلس بقربه حتى يتحسن أو تضعوني في فراش بجواره ..

- هذا ممنوعًا صدقينى سيدتي .. نحن تركك كما تعلمين علي مسؤوليتنا لكن بلغني الآن من الأمن أن مالك المستشفى في طريقه لهنا ولا يجب أن يراكِ هكذا وإلا سنعاقب جميعًا ..

أنها كانت تدفع بسخاء لهم ليتركوها تجلس بقربه وكانوا يفعلون لكن الآن

حتى الممر سيحرموها منه .. وكانت علي وشك البكاء بعجز حينما شاهدت خالد يتقدم لحيث تجلس مع شخص اخر فتمسكت بقدمه بلهفة ..

- خالد ارجوك دعهم يتركوني اجلس هنا ..

وركع خالد ارضًا وهو يربت علي كفها ..

- اطمنئي خالتي .. أنا لن اترك ياسين مطلقًا .. لكن جلوسك هكذا لن يفيده.. تعالي معي سأجعلك ترينه الآن .. هذا هو السيد أدهم صاحب المستشفى وسيرافقنا بنفسه للداخل ..

نهضت تستند علي ذراعه بنفس اللهفة .. ستراه مجددًا اليوم علي الرغم من انتهاء فترات الزيارة .. رؤيتها لابنها الشاب مستلقي هكذا تمزق نياط قلبها.. ليتها تكون مكانه ويتمتع هو بكامل صحته وعافيته .. اطول اربعة ايام مرت عليها في كل حياتها منذ اللحظة التي علمت فيها بإصابته ..

- كيف حاله اليوم ..؟؟ سأل ادهم الطبيب الذى رافقهم باهتمام فور دخولهم للعناية ..

- ابشرك سيدى فقط منذ خمس دقائق حرك يده اليمنى اثناء الحقن مما يعنى أنه يستجيب لذلك جربنا منذ لحظات وفصلنا جهاز التنفس فتمكن من اخذ نفسه بمفرده ..

ورغمًا عنها هتفت والدته بصوت مسموع ودموعها تسيل انهارًا ..

- الحمد لله وتمسكت بيده اليمنى التي تحركت لتقبلها ..

- اطمني خالتي .. اخبرتكِ ياسين شقيقي وسأفعل المستحيل لأجله ..

والممرضة التي كانت تقف عند رأس ياسين تعدل من وضعها وتدعمها في وضع رأسي حتى يتأكدوا من قدرته التامة علي التنفس بدون الجهاز هتفت فجأة وهى تشير لخالد ..

- هل أنت خالد ..؟؟

نظر الجميع لها بتعجب .. كيف علمت اسم خالد لكنها قاومت احمرار وجهها وهى تشرح ..

- المريض قال وأنت أكثر من شقيقي يا خالد ..

**

لهفتها قاتلة لرؤيته والاطمئنان عليه لكن الظروف تمنعها .. ربما بوجود نور في حياتها تحسنت حالتها قليلًا واصبح لديها رغبة في الحياة مجددًا بعدما كانت تركت عملها واعتزلت العالم وباتت تنتحر ببطء وهى لا تستطيع السيطرة علي حزنها حتى لمس نور وجنتها لكنها لا تعلم هل ستستمر تلك الرغبة أم لا اذا ما اصاب ياسين أي سوء ..

دعواتها في صلاتها كلها تركزت لأجله .. " يا رب احفظه من كل سوء "

كانت حتى لا ترغب في استعادته .. انتهى الامر,, جرحها أكبر من المغفرة ومن السماح لكنها تريده بخير وبصحة جيده .. تريد سماع صوته في الأسفل وهو يجلس مع خالد لتستمع إليه من غرفتها بالأعلى .. تريد أن تقرأ له رواية جديدة وهى تبكى شوقًا شريطة ألا يصف فيها حبه الجديد .. تريده حيًا يرزق وبسعادة حتى ولو لم يكن لها ..

- أه يا نور ماذا سنفعل ..؟؟

في خلال يوم واحد اصبح نور كل حياتها .. تحدثه بالساعات وتضمه بكل الحب والاشتياق لكل ما هو رائع في حياتها ورحل عنها والطفل تعلق بها بدرجة كبيرة ..

رفضت أن ينام في مهد خاص به وغيرت من ترتيب غرفتها وضمت الفراش للجدار كي لا يسقط عنه واصبح ينام بجوارها وهى ظلت مستيقظة طوال الليل تراقبه ..

كانت تخشي السقوط في النوم فيصيبه مكروه وكانت تستنشق رائحته فتنتعش ويصفى عقلها ..

الأمومة شعور رائع حرمت منه واتاها هو ساعيًا .. لسنوات كانت تبتهل لله أن يهبها طفل وحينما يئست واغلقت كل الأبواب عوضها الله برضيع ولد لتوه ولم يعرف أمًا غيرها .. رضيع وزنه لا يزيد عن وزن بطة صغيرة ويحب الرضاعة كثيرًا ..

صغير له وجه ملائكي ورائحة تحي .. أنها تلك الرائحة المميزة للمواليد والتي كانت تظن أنها لن تستنشقها ابدًا,, رائحة مميزة لدرجة أنها غطت علي رائحة الخيانة الكريهة فلم تعد تشم سوى عطر الحياة ..

وعلي طاولة الغيار والتي كانت لتؤام سارة سابقًا ونقلتها هي لغرفتها وضعت نور برفق وبدأت في فك حفاضه .. أنها حتى لم تشعر بالقرف بل بالسعادة وكأنها والدته الحقيقية التي انجبته ..

لكن فور فكها للحفاض حدثت مفاجأة غير متوقعة وغير سعيدة بالمرة فنافورة المياه الساخنة التي اصابت وجهها وكأنه هدف مقصود جعلتها تتخشب قليلًا وبدأت في الانتباه وانفجرت في الضحك هي الأخرى وصوت سارة الضاحك يقول:

- بوصفي أمًا لصبيين كان علي تنبيهك عزيزتي .. حفاض الصبيان لا يفك علي مرحلة واحدة هكذا .. وكأنهم يتعمدون فعلها .. المرة القادمة اتخذى ساترًا قبل فكه .. لا احد يصبح ماما بسهولة هكذا ..

وابتسمت شيماء بحنان وهى تنظر لنور الذى كان يحرك ساقيه في الهواء بسعادة .. الحرية التي يشعر بها بدون الحفاض مريحة ..

وراقبتها سارة وهى تعيد ترتيب ملابسه .. الامومة لا تقتصر علي من حملت ووضعت .. الامومة غريزة تنشأ مع الانثى وتنتظر اللحظة المناسبة للإعلان عن نفسها ..

وكأن نور خشي أن تهتم والدته بسارة ففور انهائها لغياره بدأ في التذمر وطلب الرضاعة ..

- لحظة سارة ..

وحملته قرب قلبها واعطته رضاعته المعدة مسبقًا واشارت لسارة بالجلوس لجوارها علي الفراش ..

كان علي سارة أن تكون منجزة حاسمة وتخبرها ما قدمت من اجله من الأساس ..

- شيماء حبيبتي .. احمل لكِ بعض الاخبار السعيدة .. ياسين استرد وعيه وتحدث لخالد ..

شيماء تعمدت عدم الرد لكن شهقاتها توالت حتى انها ازعجت نور في رضاعته فتوقف عن الرضاعة وهو ينظر إليها بدهشة ..

وسارة كانت تعلم أن شيماء تردد " الحمد لله " حتى ولو لم يعلنها لسانها لكن قلبها كان يشكر الله ويحمده ..

شيماء علي وشك الاغماء من شدة الفرحة لكنها لا تعلم الأسوء بعد ..

تنحنحت سارة بتوتر .. كيف ستبسط لها الخبر القادم .. في الواقع الخبران القادمان ..

- شيماء حبيبتي اسمعينى .. كما تعلمين حادث ياسين كان ضخمًا .. كان حادث موت كما يقولون ولم يتركه معافًا بالكامل ..

اتسعت عيناها بخوف وارقدت نور بلطف لأنها خشت أن تضغط عليه من شدة رعبها ..

- ماذا به يا سارة ..؟؟ تكلمي ارجوكِ ..

- مبدئيًا هو بالفعل استعاد وعيه وتحدث لكنه لا يستطيع الرؤية .. ويعتقدون انه اصيب بالعمى لكنهم يعتقدون ايضًا بنسبة كبيرة انه سيكون مؤقتًا ..

شهقت بارتياع ..

- ماذا ..؟؟

- شيماء تماسكي .. هذا من لطف الله .. من ايام كانوا سيفصلون عنه الاجهزة وكان ليكون تحت التراب فلنحمد الله علي تلك النتيجة ..

- الحمد لله ..

سارة معها كل الحق .. الحمد لله .. ولكن سارة اكملت بنفس التوتر الذى يجعل قلبها يتوقف من الحزن ..

- ويعتقدون ايضًا أنه سيعرج ..

قلبها المسكين لا يتحمل .. يا حرقة القلب المكلوم عليك يا ياسين يا حبيب العمر ..

- ماذا ايضًا سارة .. اخبرينى ارجوكِ ..

اصعب ما في الموضوع .. كيف ستخبرها ..؟؟؟

نفخت عدة مرات لتطرد توترها واقتربت من شيماء ومسكت كفها بدعم .. - ويطلبكِ شيماء,, يريد أن يراكِ..

- ماذا ..؟

حتى لا تعلم اذا كانت نطقت استنكارها أم لا .. ياسين يحرجها أم ماذا ..؟؟ لماذا يريدها الآن ..؟؟ أم هل سيأخذ منها نور ..؟؟

نظرت إليه بارتياع وشعرت أن قلبها ستوقف .. ياسين سيأخذ نور ايضًا منها .. سيحرمها منه هو الأخر .. ماذا قدمت لك يا ياسين لتكرهني هكذا ..؟

- هل سيأخذ نور منى ..؟؟

الموضوع الأصعب علي الاطلاق .. كل ما فات كان هينًا مقابل ما ستقوله الآن ..

هزت رأسها بتأكيد ..

- لا شيماء هو لا يريد اخذ نور منكِ لأنه ببساطة لا يعلم عن وجوده بعد ..

اذًا لم يخبروه بعد عن نجاة نور وموت زوجته ..

هتفت بألم ..

- اذًا لماذا يريدني ..؟؟ إن كان يرغب في طلب السماح لإراحة ضميره فاخبروه أنى اسامحه .. أنا لا استطيع رؤيته سارة .. هذا يفوق احتمالي ..

لا بد من الحديث بصراحة .. قضى الأمر وبحسم قالت ..

- شيماء .. ياسين يريدكِ لأنه يعتقد انكِ ما زلتِ زوجته ويريد الاطمئنان عليكِ .. اصيب بالانهيار خوفًا عليكِ لأنه ظن انكِ ربما كنتِ في نفس الحادث معه ويصر علي مغادرة العناية ليأتي إليكِ ..

شيماء كانت لا تستوعب ما تقوله سارة لكنها فهمت كل شيء حينما اكملت سارة ..

- ياسين فقد ذاكرة السنة الأخيرة كلها واخر ذكرياته تعود لعام سابق حينما كنتما ما زلتما سويًا..

**


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 01:06 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- الفصل الرابع
طريق الهلاك ..
ومع أنها اختارت طريقها بنفسها إلا انها تقوقعت والتصقت بالباب بخوف.. هل سيمد يده عليها عبر السيارة أم هل سيتوقف في طريق مظلم ..؟؟
وقلبها بدأ في الخفقان بجنون .. ثم أنه حتى لم يهديها أي شيء في المقابل ونشوي لا تعلم عنه .. ربما يكون مغتصبًأ مجنونًا لا مجرد رجل شهواني, فقط يريد المتعة مقابل دفع الأموال .. ربما يختطفها ويقتلها وباتت علي وشك البكاء ..
ما هذه الورطة التي اوقعت فيها نفسها ؟؟
وسمعته يسألها بحيرة:
- هل تعلمين الطريق للفجالة ..؟؟ أنا فقط اعلم كيف اسير في الاحياء الرئيسية لكن الطرقات الفرعية لا ..
سألته بخوف حاولت عدم اظهاره:
- أنت لست من القاهرة .. ؟
- في الواقع لا .. أنا اساسًا من الصعيد لكنى درست الطب في جامعة عين شمس وكنت اعيش في العباسية لكنى تركت مصر كلها منذ سنوات عديدة وتغيرت ملامح كل شيء وبالتالي لا اعلم كيف اسير بداخل القاهرة ..
شهقت بتعجب :
- هل أنت طبيب ..؟؟
ربما ارتاحت قليلًا واطمئنت حينما علمت أنه طبيب .. لا يوجد طبيب قاتل علي الأقل ..
نظر إليها بدهشة .. لماذا تستعجب لكنه قيمها سريعًا وعاد ليقول:
- نعم طبيب "جراح تجميل" علي وجه الدقة .. أنا غسان الهلالي وأنتِ؟؟
بالطبع فتاة بأخلاقها لن تهتم وتقرأ عنه .. لم تكن لتسمع عنه لذلك لم يستعجب حينما مر اسمه أمامها بكل بساطة ..
- اريام ..
قطب جبينه بشك .. اسم اريام ليس دارجًا وتلك الفتاة تبدو بسيطة لتسمى بهكذا اسم لكنه لم يهتم .. ماذا يهم اسمها المهم جسدها وهذا ما سيستفاد منه لاحقًا .. ربما ليس اليوم لانشغاله بمعتصم لكن غدًا بالتأكيد ستدفع ثمن التوصيلة مع ثمن الهدية التي سيذهب حالًا لابتياعها لها..
توقف أمام محل مجوهرات كبير في الطريق واشار لها بالنزول.. وتبعته كالمخدرة وخطت خلفه لداخل المحل .. في الماضي لم تتجرأ حتى وتنظر لواجهة محل مثله لا دخوله كما تفعل الآن ..
أما غسان فبدا معتادًا وعرف عن نفسه فور دخوله للمحل مما جعل الرجل ينحني احترامًا .. من الواضح أنه شخصية معروفة ..
وجلس غسان بغرور علي المقعد أمام الصائغ ووضع رجلًا فوق رجل وهو يأمره بغطرسة ..
- اريد حلية مميزة للأنسة ..
قيمها الصائغ بنظرة سريعة ويبدو أنه فهم الموقف علي الفور فلم يذهب لجزء الألماسات واكتفي بالمشغولات الذهبية العادية وسأل اريام باحترام مزيف:
- ماذا تريدين أنستي ..؟؟
كانت مبهوتة كليًا وحينما عجزت عن النطق اقترح عليها الصائغ سوارًا ذهبيًا يبرق بشدة:
- ما رأيكِ بهذا ..؟؟
يا الهى .. خرافيًا بالطبع لكنه لن يقبله .. لن يدفع كل هذا المبلغ في مقابلها ..
وعيناها اظهرت انبهارها وخوفها من رأي صاحب النقود الذى سيدفع ..
لكن غسان لم يعترض واخرج من محفظته كارتًا صغيرًا والقاه بإهمال علي البنك أمام الصائغ الذى التقطه علي الفور وادخله في جهاز صغير وهو يقول:
- ثمن السوار ثلاثون ألف ..
ولم يبدو علي غسان أي دهشة ولكن الدهشة كانت من نصيبها هي.. لا يبدو علي جيوبه أنها منتفخة بكل هذا المبلغ فكيف سيدفع ؟؟؟ وزيادة في دهشتها هز غسان رأسه بالموافقة وضغط علي ازرار في ماكينة سوداء صغيرة ناولها له الصائغ ثم اخرجت تلك الماكينة ورقة صغيرة تجاهلها غسان تمامًا ومن ثم وضع الصائغ السوار في علبة مخملية رائعة وناولها لغسان وهو يقول:
- تشرفت بخدمتك دكتور غسان .. اتعشم أن تزورنا مرة اخري ..
الموقف كله مر كالحلم وخرج غسان وتبعته مجددًا للسيارة والقي السوار بلا مبالاة علي اريكة السيارة الخلفية وهو يقول:
- سأنتظركِ غدًا في الرابعة عصرًا في نفس المكان الذى سأنزلكِ فيه ..
اكملت ارشادها له للفجالة ولحارتهم الصغيرة التي توجد بداخل الحى وجعلته ينزلها علي ناصية الشارع قبل المنزل بعدة مبان ..
وكانت في درجة عالية من الاذبهلال والانبهار لدرجة أنها لم تشاهد شقيقها سامى الذى لمحها من علي بعد وهى تغادر سيارة غسان وتقوس حاجباه شرًا وهو يلحق بها ..
**
ووهن عضلاته لم يساعده .. كان يشعر بأنه رخوًا ولا يستطيع السيطرة علي يد أو رجل وكأنه صنع من الهلام لكنه اراد النهوض والذهاب إليها .. لن يمنعها عنه سوى الشديد القوى .. احفظها يا الله .. هذا هو قهر الرجال الذي نستعيذ منه .. لا يستطيع الذهاب إليها واحتوائها بين ذراعيه ولا يصدق أنها بخير ولا تحضر لتراه ورغمًا عنه امتلئت عيناه بالدموع,, " عجز ووهن وعمى " قمة الضعف والاحتياج ..
- ياسين حبيبي اقسم لك شيماء بخير ولم تكن فى الحادث من الأساس ..
وبكلمات ثقيلة متقطعة اجابها ..
- اخب ري نى الحقي ق ة أومم ى .. أنا سأ م وت قه ق ه را ..
لا مناص من الكذب .. طبيب النفسية حذرهم من قول الحقيقة عليه اكتشافها تدريجيًا وإلا سيصاب بصدمة ربما تجعله يفقد عقله بالكامل ..
- شيماء لم تستطع القدوم بسبب نور .. طفلكما خرج لتوه من الحضانة وهو ضعيف جدًا ولا تستطيع تركه بمفرده ..
إن كانت تعتقد انها اصابت بتلك الكذبة فعيناه الجاحظتان الخاليتان من التعبير اخبرتاها بما يعانيه .. صدمة لا تقل في حقيقتها عن صدمة الحقيقة لكن كان لزامًا عليها..
كان الحل الاوحد لاعطاء ياسين فرصة اخري للحياة وفرصة اخري مع شيماء جلبها القدر حتى قدميها وستكون بغاية الغباء إن لم تفعل ..
ربما يومًا ما تستطيع شيماء المغفرة لأجل نور علي الأقل .. نور كان ماء الحياة بالنسبة إليها وستفعل أي شيء من اجل الاحتفاظ به حتى الغفران ..
- حبيبي ألا تتذكر أي شيء عن الحمل ؟
كل ما استطاع فعله هو هز رأسه .. الصدمة اقوى من تحمله وهل بعد سنوات الجفاف يحرم من رؤية ابنه بعينيه لكن الحمد لله أن شيماء بخير وعوضها الله بطفل حتى لو لا يتذكر هو تفاصيله أو حتى يستطيع أن يراه فما دامت شيماء سعيدة وبخير سيكون هو كذلك ..
**
شهقت بصدمة:
- معتصم تصرف وإلا ..
كان لا يعلم هل يضحك علي الموقف المحرج ومنظر شيرويت أم يحرج للتبريرات التى سيضطر لقولها تبريرًا لادارة المستشفي لتوضح سبب انهيار السرير ..
ودفعته شيرويت عنها باحراج وهى ترتدى ملابسها:
- لن اظل هنا واستمع لشرحك لهم عن السبب .. سلام حبيبي تصرف بمفردك وسأعود علي الغرفة الجديدة مباشرة ..
- جبانة .. منذ متى تهرب شيرويت ..؟؟
- لقد تغيرت حبيبي وتركت لك النضال .. بالهنا والشفا يا روحى ..
وفعلًا نفذت تهديدها وغادرت من شدة احراجها .. في الواقع معها حق وهو لم يكن ليعرضها لهكذا موقف لكنه كان يناغشها .. وكتم ضحكاته وهو يرفع سماعة الهاتف ويطلب خدمة الغرف:
- جناحكم هذا لا يصلح .. ارغب في استبداله ..
وجهز نفسه للرد بجدية وسيطر علي ضحكاته:
- صناعة الاسرة رديئة .. كيف تستخدمون مثلها في مستشفي كبير كهذا ..؟؟ السرير الطبي لم يتحمل وزنى وتهشم ..
كان محدثه في قمة الاندهاش:
- كيف سيدى .. ؟ كل سرر المستشفي صناعة المانية اصلية .. علي كل حال نعتذر عن الازعاج وسنستبدلها فورًا ..
- اريد جناحًا اخرًا علي الفور وضع ثمن السرير علي فاتورتى ..
- اعتقد أن السيد ادهم لن يوافق علي شيء كهذا ابدًا ..
تنحنح باحراج:
- لا داعى لأن يعرف السيد ادهم أو غيره عن هذا الأمر فقط اضيفوا الثمن علي فاتورتى وانتهى الأمر ..
- حسنًا سيدى كما تقول .. الجناح الأخر جاهزًا تستطيع الانتقال علي الفور وسأرسل عاملة لتدلك عليه ..
وانهى الاتصال,, الحمد لله سيحل الأمر قبل وصول غسان تبقي علي موعده نصف ساعة ولن يعجبه ابدًا أن يعاينه في الممر ..
ومن فوره اتصل بشيرويت:
- تم .. لا تقلقي .. ما رأيك دعينا نختبر قوة سرير الجناح الجديد ؟؟
**
كانت مجبرة علي لبس ملابس الحداد .. حتى ولو كانت تكره كل لحظة قضتها كزوجته لكن الشرع يفرض عليها ذلك .. لمدة الحداد كاملة ستظل مسجونة في تابعيتها له حتى وهو ميت ..
لكن بنهاية فترة الحداد ستنتهى ايضًا كل علاقتها بالماضى وستبدأ سنة دراسية جديدة وحياة جديدة ..
منذ ازمتها وزوج والدتها يخشي الحديث معها .. كان يعتبر نفسه مسؤلًا عما اصابها لكنها في الواقع لا تلومه .. هى اكيدة من أنه لم يكن يعلم وظن أنه يختار لها الأصلح .. لقد كان بمثابة أبًا لها وعوضها الحرمان لذلك لا تستطيع لومه مهما فعل ..
وستخبره بذلك .. تأنيب الضمير يقتله .. وهى لا تريد ذلك فجميعهم بحاجة إليه .. والدتها, شقيقتها الصغري, حتى هى شخصيًا بحاجة إليه ..
ولذلك وجب عليها الكلام ..
الطعام برد علي المائدة وسخنته والدتها عدة مرات ولم يستطع احدهم الأكل وظل الطعام علي حاله .. من له نفس للطعام والعائلة تشتت ..
وبدقة خفيفة طرقت باب غرفته ودخلت .. كان يجلس علي الاريكة منزويًا كحالته من بعد عودتها وكأنه يخشي مواجهتها ..
وظهر علي وجهه السعادة برؤيتها لكنها دامت للحظات قبل أن يعود لتجهمه .. ربما ظن أنها قدمت لتؤنبه:
- أبي ..
نظر إليها بعدم تصديق .. مازالت تسميه بأبي بعد أن سلمها بيده لذلك الوحش ..
الكلام في الماضى لن يمحيه وما حدث قد حدث لذلك قالت بحب:
- الطعام جاهز وننتظرك جميعًا للبدء في االأكل .. اشتقت للمتنا جميعًا علي نفس الطاولة ..
وكأنه كان ينتظر فوضع ذراعه علي كتفها بحب وقادها للخارج ..
**
طوى الخطوات بصورة مضاعفة ليؤدب تلك الغبية اللعينة .. حمدًا لله أنه عاد اليوم باكرًا من عمله ليشاهدها بعينيه فعادة يعود في السابعة واليوم شعر ببعض التوعك وعاد في السادسة..
في الفترة الأخيرة بدأت اريام في التمرد واظهار صفات سيئة لكنه لم يكن يتوقع أن يكون رجل وراء سوء اخلاقها ورؤيته لها اليوم وهى تهبط من سيارة رجل جعلته يقرر دق عنقها ..
الموت اشرف لها ..
وكعملاق همجى دق باب الشقة حتى كاد يخلعه .. فورة دمه جعلته حتى لا يستطيع اخراج مفتاحه من جيبه وحينما فتحت والدته الباب وهى مذعورة سألها بغضب:
- أين اريام..؟؟
واتجه فورًا لغرفتها ولحقته والدته لتهدأمن ثورته:
- سامى .. سامى انتظر ماذا حدث ؟؟
كان يدق باب اريام بنفس الغضب وهى من الداخل تأكدت أنه رأها .. وعلمت أنه وقت الحساب .. لم تعد المسألة مسألة تبرير خروجها من المنزل بدون اذن واغلاقها لهاتفها لكن سامى رأها تهبط من سيارة غسان وبدأت في البحث عن مخرج ,, يا الهى ماذا ستقول له ..؟؟
وفتحت الباب وهى ترتعد إن لم تفتحه سيكسره وفور فتحها للباب كان يجذبها من شعرها بعنف كاد يقتلعه من جذوره وهوى علي وجهها بلطمة قوية وهو يسألها بغضب:
- من هذا الذى اوصلك بسيارته ؟؟
صرخت بألم :
- سامى توقف ستخلع شعري من الفروة ..
- أنتِ لم تري شىء بعد .. انطقي من هو ولماذا ركبتِ في سيارته ..؟؟
اخذت تبحث بسرعة عن حجة مقنعة لتخبره بها وبدأعقلها يخترع كذبة ما: - أنا لم اكن بمفردى معه سامى .. نشوى ايضًا كانت موجودة .. تلك السيارة لطبيب شهير يسمى غسان الهلالي وهو وهو وهو خطيب نشوى ..
سألها بشك:
- لكنى رأيتكِ أنتِ تهبطين من المقعد الأمامى ..
واتخذت شكه لصالحها .. من الواضح أنه ليس اكيدًا .. يبدو أنه شاهدها من بعيد فاكملت كذبتها:
- لا سامى أنا كنت اجلس في الخلف ونشوى هى من كانت تجلس في الأمام.. ألم تشاهدها ..؟؟
بدأ يخفف من ضغطه علي شعرها:
- أمى هل علمتِ بخطوبة صديقتها ..؟؟
ونظرات اريام المرتعبة لها جعلتها تصمت .. اشقائها قد يذبحونها اذا ما شكوا في سلوكها .. حتى أنه ستخفي عن سامى خروج اريام بدون اذنها وصمتت حينما اجابته اريام بدلًا منها:
- ألم تشاهد كيف تغيرت نشوى في الفترة الأخيرة .. خطيبها هو السبب .. وستتزوج قريبًا ..
وحينما ترك شعرها بالكامل علمت أنها نجت مؤقتا لكن عليها الحديث مع نشوى للتوصل لمخرج من تلك الورطة ..
وفوجئت بسامى يقول:
- علي كل حال لقد حفظت أرقام سيارته وسأعلم من صديق لي في المرور هويته الحقيقية ويا ويلكِ لوكنتِ تكذبين ..
ثم بحركة عنيفة فتح حقيبتها والتقط هاتفها منه ولحسن حظها لم ينتبه للهدية المغلفة بداخل الحقيبة وناول الهاتف لوالدته:
- امنعى عنها أي اتصال بنشوى أو غيرها حتى اتحقق من الأمر ..
أوف نجت مؤقتا بالفعل لكن الكذب ليس له ارجل كما يقولون وستكتشف كذبتها وأكثر ما يحسرها لن تتلقي السوار الذى سرق عقلها اذا ما منعها سامى من الخروج كما هددها ..
**
منذ أن غادرت سارة غرفتها وهى لا تستطيع تمالك اعصابها .. ببساطة هكذا نسي ياسين كل ما فعله لها ..
يدمرها ببرودة اعصاب ثم ينسي .. بل ويريد أن يراها ..
هو واستطاع أن يشطب عامًا كاملًا من ذاكرته لكن هى كيف ستغفل عن ألم نهش صدرها كملايين الكلاب المسعورة ..؟
وصوت نور الذى بدأ في التذمر اعادها للواقع فحملته بلطف وهى تربت علي ظهره .." أه يا نور أنا احتاج لمشورتك " وبدأ نور يرضع في رقبتها التى كانت الأقرب لفمه ..
كان يؤكد عليها أنه يستطيع المفاهمة معها علي أي شيء إلا الرضاعة ..
حسنًا حبيبي سترضع أولًا ثم تخبرنى ..
ووضعته مجددًا برفق علي الفراش وتناولت حقيبة معدات الرضاعة وفتحتها لتخرج الرضاعة المعقمة وترمس الماء وتعد رضعه وهو يتعجلها بملاغة رائعة ..
وابتسم لها بسعادة وهو يأخذ الرضعة ثم يغلق عينيه " نور ستنام ..؟؟"
أوف لقد ذهب في النوم وتركها لحيرتها ..
وفور وضعه علي الفراش شعرت أنها ستنهار هى الأخري .. لم تذق النوم منذ ايام لذلك ستقلده وحين يستيقظان سيقرران ووضعت وسائد بشكل محكم عند قدميه تحسبًا ووضعت اخري بينها وبينه فهى كانت تخشي من أن تتقلب في نومها وتؤذيه واطفئت النور وقبل أن تذهب في النوم بالكامل سمعت صوت سارة في الغرفة يسألها بخفوت:
- شيماء هل نمتِ..؟؟
وحينما لم تتلقي رد قالت:
- لو أنتِ مستيقظة اريد أن اخبركِ أن ياسين بات يعلم الأن عن نور لكنه يظن أنه ابنكما أنتِ وهو ..
وفرت من فورها من الغرفة قبل أن تتاكد من حالة شيماء التى ظنت أنها تحلم بسارة واكملت نومها ..
**
الصباح التالي ..
توكلت علي الله .. قالها غسان وبدء في الجراحة ..
عملية معتصم استغرقت حوالي اربعة ساعات قضتها شيرويت في توتر رهيب .. ولولا وجود ليال وزبيدة لكانت جنت ..
وجود بعض الناس في هذه الدنيا كالبلسم الذى يشفي الجروح ومنهم ليال ..
وسبحان الله راضى مثلها تمامًا في ملحمة رائعة للتوافق ..
واخيرًا خرج غسان وهو يبتسم .. اذًا نجحت العملية .. في لحظات سابقة كانت تؤنب نفسها لضغطها علي معتصم لخوض الجراحة وكانت تخشي أن تكون السبب في التسبب له في مكروه أو ..
لكن رؤيتها لغسان يبتسم اعادت الحياة والدم لعروقها .. الحمد لله ..
وغسان كان يبتسم فعلاً .. جراحته اليوم تدرس بكل المقاييس وناجحة بشكل رائع لذلك سيحتفل مع العصفورة اريام ويكافىء نفسه ..
واغلق هاتفه .. لا يريد أن يتحدث مع اياد اليوم .. ربما لو تحدث معه فسيراجع نفسه ويتراجع .. هيلين بدأت التحدى وضربت بعهود الزواج عرض الحائط ومجددًا اخبرته بمللها من كل علاقتهما .. بالتأكيد هو له دورًا فعال في الملل الزوجى لكن إن هى بدأت التحدى فسيخوضه هو وإن سكرت هى للصباح مع رفاق وحدثته بعدما استفاقت فسيغلبها هو ويخون جسديًا .. الأهم ألا يتأثر اياد وهذا ما يجب عليهما الاتفاق عليه مهما أن قررا اذية بعضهما والخيانة ..
فقط يستفيق معتصم من تخديره ويطمئن عليه وسيذهب لالتقاط عاهرته الغبية .. فتاة مقززة علي كل المقاييس لكنها تفي باحتياجاته الحالية ..
هيلين لم تكن له من البداية لكن قبل أن يتركها يجب عليه العمل لمصلحة اياد القصوى .. وإن كانت هيلين تعتقد أن الشراب حرية شخصية فهى مخطئة بسكرها قد تفعل اشياء مخزية ويلمسها رجال ولدهشته لم يشعر بالغيرة عليها وهذا كان الفيصل .. في الحقيقة هو لم يحب هيلين يومًا وتزوجها لمجرد التمرد علي العادات والتقاليد واثبات التحرر والغضب بداخله الآن بسبب كونها زوجته وهو يعلم أنه بمجرد الطلاق لن يهمه ماذا تفعل وهذا يؤكد له أنه لم يحبها يومًا لكن اياد ..؟؟
الغلطة غلطته منذ البداية لذلك سيتحملها للنهاية ..
**
انها الثالثة عصرًا .. موعد غسان يقترب .. الحلية الذهبية الأخري كانت حقيرة بجوار سوار غسان .. وغسان علمها أنه يمكن الدفع فيها اكثر لذلك تركتها في علبتها لتعيدها لصاحبها لاحقًا وتفض الصفقة ..
- أمى .. لدى موعد في محل ملابس دعينى اخرج فربما اتحصل علي العمل ..
- هل استأذنتِ سامى ..؟
هزت رأسها نفيًا:
- لا لم افعل .. سأطلب اذن الخروج من أبي ..
- لا اريام سامى هو شقيقك الكبير وهو من منعكِ من الخروج وأنتِ تعلمين أن والدكِ لا يرفض لكِ طلب ..
- أوف أمى .. اقسم لكم سأنتحر وارتاح من كل هذه الحياة .. أنا اريد العمل .. سيعطونى نقود أمى .. نقودًا لأشتري ملابس واحذية ..
وجدالهما وصل لمسامع والدها فأتى علي عجالة وفتح ذراعيه لها:
- ما بكِ اريام ..؟؟
بالطبع اخفت والدتها ما حدث بالأمس وهى تخبره:
- اريام تريد الخروج لمقابلة عمل وسامى منعها من الخروج ..
وصمت والدها لبعض الوقت قبل أن يقول:
- اذهبي اريام .. اذهبي حبيبتى واعملي وشقي طريقكِ .. أنا اثق بكِ واثق أنكِ لن تخذلينى ابدًا .. الفقر ليس عيبًا حبيبتى وسعيكِ للعمل الشريف شيئًا محمودًا لكن اريام في المقابل تذكري أن لا رأس مال لكِ سوى شرفكِ وأنا اعتمد عليكِ واعلم أنكِ لن تخيبي ظنى فيكِ ..
ولم تجد والدتها حلًا سوى الموافقة .. والدها وسمح لها بالخروج وبالتأكيد هى اخذت درسًا من علقة الأمس .. وتهديدها بالانتحار نغمة جديدة اخافتها .. التعامل مع اريام يلزمه حكمة وإلا ستفقدها تمامًا ..
وبانتصار ذهبت اريام لغرفتها وارتدت ملابسها وخرجت وفور وصولها التقطها غسان وطاااااااااااار ..
**


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.