آخر 10 مشاركات
77 - السجينة - جانيت ديلي - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          أتكون لى يوماً _ كيرى آلين (الكاتـب : MooNy87 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          490 - رقصة تحت ضوء القمر - روبين دونالد (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          431 - غرام الجيران...! - م.د (الكاتـب : سنو وايت - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام غربية

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-19, 07:57 PM   #3061

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي


فى انتظارك يا مبدعة 😘😘😘😘



Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-19, 09:45 PM   #3062

هناء مصطفى

? العضوٌ??? » 445934
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » هناء مصطفى is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار للاحداث بكل حماس وشوق لابطالنا الحلوين
يسلمو أميرة الحب ع تعبك و مجهودك


هناء مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-19, 10:03 PM   #3063

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

بلييييز أميرة ابحب في فصل اليوم اشتأنا لداركو وفلور

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-19, 11:35 PM   #3064

حررره

? العضوٌ??? » 359355
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » حررره is on a distinguished road
افتراضي

منتظرينك يا برنسيس❤️

حررره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 12:02 AM   #3065

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع و الثلاثين

في ظلها...











" نخب صداقتنا الجديدة..."
ابتسمت دانيلا و هزت كأسها لتلامس كأس 'هاري سميرس'، هذا المساء تنظم 'سكاي' حفل وداع لموظفة الموارد البشرية، المرأة تزوجت و ستنتقل الى أستراليا، دفعت حقها مع البقية لشراء هدية لفاندي، هاته الأخيرة كانت متأثرة لدرجة أنها أمضت الدقائق الأولية في النحيب، الرئيس التنفيذي تسلل بين الموظفين، تحاول تحاشيه قدر الامكان منذ محاذتثهما الأخيرة، عموما فقد حسمت الأمر مع خوسيه هاتفيا، أخبرته بأنها تفضل العيش مع فتيات على عيشها بمفردها في شقة راقية يسهل عليه مثل المعتاد اقتنائها لها و كأنه يشتري علبة سجائر، لا تعرف بأي معجزة استطاعت اقناع المستحيل جدا خوسيه مارتينيز بوجهة نظرها، لكنه قبل متمتما بكلمات لا ترغب بإستعاب معناها، عموما لا يبدو بأنه مصر على فكرة تزويجها حاليا، ربما مشغول بأشغال جديدة أنسته أمرها مؤقتا..
في هذا المساء الكل بمزاج جيد، تشعر بالفرح لأنها تنتمي الى هذا الجمهور الغفير الذي يشكل قلب 'سكاي' النابض، اليساندرو مرتاح الليلة، لم تتوقع مجيئه، أو حتى تأخره في هذه السهرة و في ليلة جمعة مماثلة، عادة يطير باكرا بعيدا عن نيويورك، يمضي نهايات الأسبوع في رفقة أنثوية ناعمة.
" ماهي مشاريعك غدا؟"
لا مشاريع لديها، و لم تكن المرة الاولى التي يتقرب منها هاري، جاك، ريموند، ستيفان، غريغ، لدعوتها للخروج، كلهم شباب في أواخر العشرينات، أو بداية الثلاثينات، هاري وسيم و طموح، موظف في الطابق العشرين، يلتقيان في مطعم الشركة و رفضت دعوتين منه للان، لكن هل ستبقى وفية لرجل لا ينظر اليها و تمر بجانب تجارب جديدة قد تفتح لها آفاق عاطفية حقيقية؟
" لا مشاريع لدي"
" رائع.... أعرف مطعم سيعجبك... هذا اذا كانت ستقبلين دعوتي هذه المرة..."
هزت عينيها بإتجاه اليساندرو، كان يبتسم ملئ فمه لمديرة الدعايات، يده على كتفها في حركة ودية، مطلقا لن تتخلص يوما من الاحساس بالهشاشة الذي يكتسحها كلما تطلعت اليه.
" سوف يسعدني..."
متشجعا بقبولها دنى هاري اكثر منها :
" يمكننا الرقص أيضا في احد النوادي الليلية..."
اثار اليساندرو مجددا انتباهها، رأته من فوق كتف هاري، ابتسامته اختفت بينما ابدى اهتماما كبيرا بحواره مع المجموعة الصغيرة التي احاطته من بينهم مدير العلاقات العامة، الكل يتطلع اليه بإنبهار، و كأنه مخلوق خارق للغاية قدم من الفضاء لينقذ الناس،لقد تكلم مع الجميع غيرها، يبدو بأنه يتفادها هو ايضا، منذ ان اخبرها في كلمات قليلة و محددة بأن صوفي خرجت من غيبوبتها وضع هذا الجدار اللعين بينهما... و هي تنوي الاستسلام لابتعاده... فعندما تسرح بعينيها بين كل موظفات سكاي، تجد نفس نظراتها في أعيهن... كلهن تحلمن بالرئيس التنفيذي، و بما ان خوسي مارتينيز هو وصييها فمن المستحيل ان يبيح اليساندرو شيئا بينهما.
اخدت نفسا عميقا و عادت بنظرات حزينة الى هاري شعرت بالإهانة ، لكن لم يكن شيء مقارنة بالألم الذي يسحق قلبها:
" خد رقمي و اتصل بي غدا... سأكون سعيدة بمرافقتك"
ما يهم الأن هو رغبتها الكبيرة في مغادرة هذا المكان، فعلت ما توجب عليها، النهار ان طويلا، و لا تنوي البقاء أكثر هنا بينما قلبها يتمزق كلما التحمت نظراتها برئيسها.
" عمت مساءا هاري..."
" بإمكاني توصيلك... أملك سيارة..." اقترح بإبتسامة لطيفة.
هي لا تملك سيارة، تفضل استعمال الباصات و القطارات مثل العامة، حياتها البسيطة تجلب لها الكثير من السعادة... الكثير من الاكتفاء الذاتي، الحرية بكل أبوابها، بعد أن عائت في كنف عائلة ثرية، و بعدها تحت وصاية ملياردير مدلل لا يحتاج لرفع أصبعه الأصغر كي يحصل على ما يريد، تُعتبر هذه الحياة من أجمل ما عاشته حقا، بعيدا عن البرتوكولات الامنتهية تشعر بأنها تعيش أخيرا.
" اذا كان هذا لا يزعجك هاري..."
سعيد بتجاوبها اسرع ليحضر معطفها، دون أن تلقي نظرة أخيرة على رئيسها غادرت المكان مع الشاب الأمريكي.
* * *
بعد أن أمضت اليومين الأخيرين في التجول بين معالم لشبونة التاريخية العريقة، و المتاحف والقصور والقلاع الاثرية، و منتزهاتها الرائعة، كان من حقها اليوم ساعات استرخاء طويلة، خوسيه لا يحتاجها نهارا يمضي ساعات نهاره في اجتماعاته و أعماله بينما يضع تحت امرتها سيارة بسائق و يتركها و شأنها، تفعل بساعات فراغها كل ما تريد، لكن في الليل يكون موعدهما على سريره، و مثل المعتاد، ما أن ينتهي منها حتى تغادر سريره بإتجاه الغرفة التي تنام فيها بمفردها، يكره خوسيه تقاسم سريره مع امرأة و هي بالتأكيد لن تكون استثناءا، تتسأل آيا أي نوع من الناس هو...لا يكلمها كثيرا، لا يتشارك معها شيئ غير التسلية الليلية و بعدها... الفراغ، بعد الجنس لا يرى حتى وجهها، يرغب فحسب بأن تخلي غرفته كي يغرق فورا في النوم.
تنهذت براحة بينما الأيادي الخبيرة للمدلكة تمسد ظهرها، لم تطلب هذا الموعد مع المدلكة، خوسيه يرتب لها كل شيء، أو بالأحرى مساعدة رجل الأعمال، لا تفهم هوسه بالدقة المتناهية في كل شيئ، حتى بشأن استرخائها، و أحيانا الألوان التي ستناسب مزاجه للنهار أو المساء، لا تعرف كيف لزوجته أن تتحمل أسلوب حياة مماثل،انه اشد الرجال هوسا بالتحكم و السيطرة التقتهم في حياتها، حتى في حميمته يرغب بالسيطرة الكلية على هواه، هو من يقود اللعبة حتى النهاية، لكنها تعترف بأن جذران مقاومتها تتصدع كل ليلة، ستكره نفسها ان شعرت بالمتعة تحت يدي رجل يستعملها بهذه الطريقة المُذلة.
عموما لم يتبقى الكثير كي ينتهي عقد عملها المشبوه و تعود الى حياتها الطبيعية و تنسى كليا هذا الارستقراطي القوي الإرادة ، الجبار، المعقد.
تنهذت بإرتياح بينما الأيادي الناعمة تضغط برفق على كتفيها و رقبتها، أغمضت عينيها مستمتعة بصوت مغنيتها المفضلة في السماعات الغارقة وسط أدنيها، لا تريد التفكير فيما ينتظرها مجددا هذا المساء، لن تأخد خوسيه كذريعة، و تشبهه بالوحش الذي يداوم على اغتصابها، المصيبة في أن العكس هو الصحيح، و ما يرعبها أكثر من مشاعرها هي و ردّات فعلها الأنثوية ازاء العشيق الرائع الذي عليه الاسباني، قدر لها ان يكون الرجل الأول في حياتها بهذه الموهبة الخارقة، لا تعرف ان كانت ستجد بعده من يتجاوب له جسدها بتلك الطريقة القوية و الهشة في الوقت نفسه، سئمت التقاتل مع جسدها، سئمت أن تحاول البقاء بين يديه كلوح رخام بينما يتمكن في كل مرة بإذابتها و تشتيتها لألف قطعة، لم تعد تتحمل ما يثيره فيه من عواصف رعدية، تحت نظراته تتصرف كما لو كانت على حافة شفرة حلاقة، كل جسدها يشتعل تلقائيا، فتبدأ المعركة بين قلبها و انجذابها، و تخسر أمام يديه، تتصدع جذارنها في كل ليلة و تفقد صلابتها، و تتسائل اليوم ان لم تكن خسرت كل شيء قبل أن تنتهي الثلاث أسابيع التي لم يتبقى منها الكثير.
مثلا بالأمس، وجدت نفسها تتنظر دعوته لها بصبر أقل، و كم احتقرت نفسها لما أحسته،هاجمتها ذكريات مثل سرب من النحل، أغمضت عينيها بينما تشعر بكل عقد كتفيها تتفكك الواحدة وراء الأخرى مثل الحلم تحت يدي المُدلكة، في كل حياتها لم يتم تدليلها كما هو الحال منذ ان قبلت بعرض خوسيه ماترينيز، و يستحسن الاستمتاع بهذا الترف و الرفاهية قبل أن تعود الى أرض الواقع.
تغير الجو حولها فجأة و تشبع بالكهرباء، أحست بالشعر الصغير لمؤخرة رأسها يندفع الى فوق و كأنها تنذرها بالخطر الغير بعيد، و كأن حيوان متوحش يتربص بها، هذا الاحساس شعرته في مواجهتها لأول مرة في حياتها لكوبرى في نواحي مسقط رأس والدتها في تركيا، فتحت عينيها في الوقت نفسه الذي توقفت فيه يدي المدلكة الناعة و دوى صوت بارد:
" اخرجي..."
شدت أصابعها على المنشفة قبل أن تدير رأسها نحو خوسيه الذي ملئ صالون الجناح الفسيح بوجوده، كان يتقدم نحوها، عيناه حالمتين على وجهها، و رأته يلتقط الروب دي شامبر في طريقه بينما يقطع المسافة الضئيلة بينهما:
" ظننتك لن تأتي قبل منتصف الليل..."
" أنهيت الاجتماعات باكرا... "
مد لها الروب، التقطته غير قادرة على ترك مكانها، لم تكن ترتدي شيء تحت المنشفة فوقها:
" هل من الممكن أن تستدير؟!"
ولى عهد لعب العذارى الخجولات، علاقتها بهذا الرجل تخطت كل حدود، لكنها ما تزال تملك بعض التقدير لنفسها، بدل الانصياع لصلواتها أمسك بمرفقها و في ظرف ثانية كانت تجلس على طاولة المساج، وجهها محمر و أنفاسها ثائرة، انزلقت عيناه على وجهها ثم استقرت للحظة على شفاهها:
" كوني شجاعة 'آيا'... لم يتبقى سوى أسبوع و لن تري وجهي مرة ثانية... "
وضع شفاهه على شفاهه في قبلة محتدمة وعندما ابتعد كانت تغلي مثل ابريق مياه كهربائي، وضع الروب على كتفيها.
" لما لم تتغذي جيدا اليوم؟ أخبرني السائق بأنك اكتفيتي بسندويتش الجبنة..."كان هناك ملامة و غضب أسود في كلامه، لا تفهم هذا الهوس بما تفعله" لم تلمسي شيئ من العشاء الذي أوصيت به بنفسي في السابعة..."
" لا شهية لي...."
" تغذيتك لا نقاش فيها آيا..."
هزت حاجبيها بعدم فهم:
" سوف أرحل بعد أسبوع لما تهتم بتماريني و تغذيتي و وقت فراغي و تتصرف معي و كأنني مخلوقة من زجاج، مالذي تريد اثباته خوسيه؟ ما بيننا عقد جنسي بحث، سينتهي قريبا لذا لا أريدك ان تهتم بي و لا أن تعتقد بأنني سأقبل بيوم آخر بعد الثلاث أسابيع المتفق عليها..."
أمسك دقنها و غرق في عينيها:
" لا أفعل هذا من أجلك..."
قبل أن تسأله عن قصده كان قد تركها، امرأة بلباس أبيض و حقيبة سوداء اقتحمت الجناح، شحب وجه آيا، آه كلا... ليس مجددا.
" لما هي هنا؟؟"
" سوف نسافر غدا الى جنوب أفريقيا، أنهيت عملي في البرتغال، و عليها حقنك بمضادات كي لا تلتقطي احدى الفايروسات المميتة هناك..."
ليس الحقن مجددا.... قفزت من طاولة التدليك، قلبها يخفق بقوة:
" و هل أخدتها أنت أيضا؟..."
" بإستمرار كوراسون... أنا اسافر كثيرا..."
مرة ثانية تشعر بنفسها مثل جرو صغير، لقد سئمت هذا الروتين المذل، خوسيه يفعل بها تماما ما يريد... خوسيه يعاملها مثل حيوان و ليس انسان من لحم و دم و مشاعر.
" لن أذهب معك الى أي مكان خوسيه، لم تكن افريقيا ضمن اتفاقنا..."
" آه بلى... في غضون الثلاث اسابيع استطيع اخدك اينما أريد و أفعل بك تماما كل ما أريد... أنت ملكي تماما.. و بما ان اسبوع آخر بإنتظارنا عليك الالتزام با سبق ووقعته، أكره من يضيع وقتي لذا لا تجادليني و افعلي ما أمرك به..."
تملكها اليأس لدرجة احتاجت لمجهوذ عظيم كي لا تقفز عليه و تمزق وسامته الراقية، كي لا تنهال على صدره بالضرب الى أن تكتفي، جسدها لم يعد ملكها، المتابعة الطبية الدقيقة لا تفهم معاناها، هوس خوسيه بالسيطرة على كل من حوله يفقدها رشدها، على هذا السافل رؤية طبيب نفسي.
" أكره الحقن..." رددت من أسنانها.
" سأبقى بجانبك الى أن ينقضي الألم..."
لا تريده أن يبقى بجانبها، بل بأن يختفي من أمامها الى الأبد، التقطت أنفاسا ممتالية لاستعادة هدوئها، عمل المدلكة ذهب أدراج الريح، كل الاسترخاء هجرها، بلا ثانية تأخير جلست على الصوفا و أبعدت الروب على كتفيها كي تكشف ذراعها، المجنونة هي من ستقترن بهذا الرجل.
" اذن فلننهي المسألة بسرعة... أنا متعبة و أرغب بالنوم...."
دنت منها الممرضة و باشرت عملها، حطت نظرات كراهية على خوسيه بينما الم الحقنة يخترقها:
" لن تنامي قبل أن تتناولي طعام العشاء..."
" لست جائعة... و لن ترغمني..."
" بلى يمكنني ارغامك... التغذية الجيدة و الصحية تدخل ضمن ما قمتي بتوقيعه، يمكنني الغاء كل شيء ... لن تحصلي على فلس واحد ان لم تحترمي التزاماتك حتى النهاية..."
كزت على أسنانها بعنف لكنها لم تجب، ما ان انتهت منها الممرضة حتى وصلت الوجبة التي طلبها خوسيه عبر الهاتف، و مثل المعتاد، يسيرها كما يريد، يلعب بها كما يلعب القط بالفأر قبل أن يلتهمه و لا يترك منه شيئا، لكن هذا المساء لا رغبة لها بلعب دور ' الغايشا'، تشعر بغضب حقيقي و اشمئزاز لا مثيل لهما.
" ليس الليلة خوسيه..."قالت ما التحق بها في غرفتها.
" مرهقة من العمل ليل نهار؟ التنقل طيلة اليوم بين الاجتماعات و اتخاذ القرارات؟ "
هزت دقنها نحوه ما ان أصبح أمامها، لا تعرف متى ستعتاد على فارق الطول بينهما، فارق السن و فارق الطوابق الاجتماعية، تشعر به خبير جدا و بنفسها فأرة تجارب أمامه لا أكثر.
" لست حبيبك و لا حتى صديقك و لم يتبقى لي معك اكثر من اسبوع انوي استغلاله جيّدا..." مد اصابعه الى كتفها ليبعد حمالة قميص نومها:" تتلقين كل الاهتمام الممكن نهارا كي تكوني جاهزة لي ليلا... لا أعذار 'كوراسون'..."
" من السخف مناداتي هكذا بينما لا قلب لك..."
ابتسم و لامس خطوط دقنها:
" أنت محقة آيا... فلا قلب لي..." حط ابهامه على شفتها السفلى و ضغط عليها:"لا شيء يهمني غير نفسي..."
" انتبهت لذلك نعم... " وشوشت اليه.
" اذن لا تحاولي الحصول على عطفي مجددا..."
" لن افعل..."
أغمضت عينيها عندما احنى رأسه نحوها ووضع شفاهه على رقبتها، المكان الذي يحمل كل نقط ضعفها و يبتلع مقاومتها في لمحة بصر، مالذي يخشاه خوسيه؟ ان تقع في حبه في هذه المدة القصيرة كما حصل لها مع اليخاندرو؟ هي لم تحب المكسيكي لوسامته المدمرة و لا لأمواله الطائلة، بل لأنه كان عطوف جدا و رائع معها، خوسيه حصد فحسب مجموع الكراهية و الاحتقار، لا يمكنها ان تنجذب لرجل مثله، بغض النظر عما تفعله يديه بها،فالجاذبية الجسدية لا علاقة لها بمشاعرها، انهما شيئان مختلفان، تماما مثل الحيوانات في الغابات، رغبة غريزية محظة لا غير يتم اشباعها،كان قلبها ينبض بقوة بدا وكأنه على وشك عبور صدرها. تشبثت بكتفيه وحاولت مكافحة العاصفة العاتية التي تنوي جرفها، لكنه لم يتوقف و تركته يستعمر جسمها كما آلف مؤخرا، شعرت هذه المرة بأن جذران مقاومتها انهارت بعد أيام من العاطفة الشغوفة، و لأول مرة... خوسيه لا يترك سريرها كما هي عادته، بغرابة شعرت به يضمها اليه، ظهرها ملتصق بصدره، ذراعيه حول خصرها، هذه الحميمية أرعبتها، من السهل عليها استعادة زمام روحها عندما ينتهي منها كحيوان و يرحل بهدوء، لكن أن يتقاسم معها غرفتها ... حميمتها... شيء لا تستطيع تقبله:
" استرخي فلن أقوم بإفتراسك..." سمعته يوشوش بين خصلات شعرها قبل أن يطبع قبلة عليه:" حاولي النوم..."
أغمضت عينيها، قلبها يخفق بسرعة شديدة، من المستحيل الا يشعر به تحت أصابعه على صدرها، كيف ستتمكن من الاسترخاء و النوم بينما كثلة الرجولة و الفحولة المحضة ملتصقة بها؟!
" الن تنام في غرفتك كالمعتاد؟!"
" غدا يوم عطلة و سفر، أريد استغلال الليل معك..."
* * *
" طلتك مريبة كارا هل انت مريضة؟؟"
صوت سيزار دفع الابتسامة الساخرة لشفاهها، عليها تحمل هذا اللقاء الاجباري و التخلص منه في أقرب وقت كي تعود اذراجها بأقل أضرار ممكنة، ترفض ان يكتشف زوجها سرها.
" شكرا لمجاملتك يا زوجي العزيز..."
رقت نظراته الرصاصية و ضمها اليه أكثر، منذ أن دخلت اليه في هذا الجناح الشاسع الذي احتجزه في أكبر فنادق أثينا و هو يرفض تركها، بالكاد تتنفس بحرية ، بالكاد تفكر، بالكاد تتجاهل هذا الاحساس المريع بتأنيب الضمير، دفع شعرها للوراء :
" أجدك رائعة كيفما أنت و كيفما تكونين... لكنك فقدت من وزنك منذ آخر مرة، و بشرتك شاحبة..."
حاولت الابتعاد، لم يتركها، كان يتشبث بها و كأنها طوق نجاة:
" اصبت بمغص حاد عند ديامانتي، أخبرني الطبيب بأنني ساشفى ان داومت على دوائي، لابد أن السبب عائد لكل هذا التوثر مؤخرا أو ربما معدتي لم تتحمل الطعام اليوناني... "
بدى سيزار مأخودا بكلامها و متعاطفا حقا، شعرت بالاشمئزاز لأنه يثق بها ثقة عمياء، يصدق كل ادعاءاتها، يحبها لدرجة أنه يفصلها هي عن كل منطق، شعرت بالاشمئزاز لأنها ستخذله .
" حبيبتي الصغيرة... آسف لموت سبيروس... أعرف بأنكما متعلقتان جدا به... ديامانتي و أنت..."
هزت رأسها:
" ديامانتي متأثرة بشدة بموته، لكنه كان سخيا جدا معنا... ترك لنا أرقاما مهمة..."
تأنيب ضمير في وقت متأخر هذا ما حصل لسبيروس، ذكرى أنستازيا عذبته بشدة و رغب بشراء أخطائه بإقحامهما في وصيته التي لا يستحقان التواجد فيها، فما فهمته بأنه لم يترك شيئا للمراهقين أبناء عم نيوس، لم تفعل شيئا لتستحق هذا الكرم من رجل رأته مرة واحدة، على الأقل... سبيروس أحس بالذنب نحو المرأة الوحيدة التي أحبها طيلة حياته، بينما كوستانسو و سيفيرانو نسوا أمرها تماما، سمعت سيزار يقول بهدوء:
" لست بحاجة لأمواله كي تعيشي كأميرة كارا، أنت زوجتي ما أملكه كله ملكك، أنا و أنت شخص واحد لا يقبل الانفصال، يمكنك استعمال ارثك في الأعمال الخيرية..."
" أنا و ديامانتي فكرنا الشيء نفسه، هناك مشروع خيري يهتم بالمعاقين و لاسيما العميان منهم ، يبدو أن انستازيا فقدت تقريبا بصرها في أيامها الأخيرة... و سبيروس كرّمها من خلال انشاء تلك الجمعية التي تحمل اسمها قررنا الاستمرار بالدعم و سندرس مشاريع أخرى خيرية"
بدى سيزار متفاجئا، كانت أصابعه تداعب أصابعها، عينيه لا تفارقان وجهها مطلقا، و كأنها أمام مرآة في هاته اللحظة:
" لم أكن اعرف بأنها أصيبت بالعمى، لقد ماتت صغيرة جدا... بالكاد تجاوزت الثلاثين..."
تنهذت بضيق:
" كانت حياتها عبارة عن كوارث متتالية، أحبها ثلاث رجال أقوياء و نشبت الحرب بينهم، سبيروس عشقها حقا لكنها لم تكن مناسبة لتحمل اسمه، سيفيرانو تزوجها سرا مخفقا خطط كوستانسو بشأنها ثم استسلم لضغط عائلته فهجرها بعد أن أخد ابنتها منها بالقوة سيفيرانو اخد ابنتها بالقوة و كدس حسابها المصرفي لتنسى أمر تلك الصغيرة التي ولدت من علاقة رفضوا أن تكون شرعية...لقد تزوجها و أذلها و هجرها لأن اسمها ليس ارستقراطيا، تماما كما فعل جدك... و فعل قبلهما سبيروس ... انستازيا كانت جيدة للهو فحسب... لا أحد منهم وضع اعتبار لمشاعرها... أشعر بالحزن كلما تذكرت قصتها المريبة..."
لامس شعرها بحنو:
" يقول جدي بأن ديامانتي طبق الأصل عنها... و بأنك ملكت طباعها."
أقطبت روبي قبل أن تضحك بغير تصديق:
" لو كانت انستازيا قوية كفاية لدرست سلفا شجع الرجال الثلاث بها و نفذت بجلدها قبل أن يفتروسها،ولو كنت مكانها لأدفعتهم ثمن عذابي قبل أن يدفعوني للجنون و الانتحار..."
صحح لها سيزار بلهجته العميقة:
" طفلتها ما دفعها للانتحار و ليس الرجال الثلاث... والدتكما أنت و ديامانتي..."
لم تجب تعليقه، بقيت تتأرجح في حضنه كطفلة صغيرة، يديه تطوقانها بتملك و كأنه يرفض قطعا تركها، لم تأتي لتناقشه موضوع جدتها البائس، تلك المرأة الفاثنة جدا و المسلوبة الحظ، أسقطها القدر بين أيادي رجال لايعرفون الرحمة، مزقها كل منهم بطريقته، هذا درس في الحياة، لن تثق في رجل مهما كان حبها له ضخما، و سيزار لا تستثنيه عن القاعدة، انه حفيد كوستانسو، ذلك الثعلب الماكر المعروف بذهائه و ذكائه و حيله الامنتهية، صديق سيفيرانو الروحي بعد أن كانا أسوأ الأعداء و اشدهم قوة في كل صقلية.
" أخبرت أمي بأننا تزوجنا..."
الخبر فاجئها، هزت وجهها نحوه.
" الم تصاب بأزمة قلبيه؟!"
ابتسم لها تلك الابتسامة الرائعة التي تخصها هي فقط:
" آلمها أن أتزوج عنها في الخفاء، لكنها تقبلت الموضوع..."
هزّت حاجبها متسائلة بسخرية:
" تقبّلت الموضوع؟؟!"
" آه حسنا... جدي أجبرها على تقبل الموضوع، لكن لا تقلقي، لن يعرف السيفيرانو بسرنا، جورجينا بالتأكيد تفضل الموت على اعلام صقلية بشأن زواجنا..."
تنهذت و لعبت بخاتم زواجها:
" مازال دور شقيقاتك في ابتلاع الصدمة... سيخيب ظنهن، لسيما تيلا... التي حلمت بتزويجك لأقرب صديقاتها..."
هز عينيه الى السماء قبل أن يغرس انفه في شعرها و يستنشق عطرها بنهم، كان يمنحها الكثير من الحماية بهذه الحركة الحميمة لذراعيه حولها:
" كيف أمكنها مجرد التفكير بإمكتنية حذوث ذلك بينما أملك روبي سيفيرانو ؟؟ أجمل و أعظم امرأة على مر العصور... " ثم أمسك بيدها ووضعها على صدره من جهة قلبه:" أنت هنا... تنبضين مكان قلبي... انا لاشيء من دونك..."
" ولا أنا حبيبي... أحبك بشدة سيزار!"
انحنت لتضع شفاهها على شفاهه و تقبله بشراهة، و غرست أصابعها في شعره الكثيف تتلمس نعومته، عندما ابتعدت عنه كانت عيناه لامعتين، و انفاسه متسارعة و كأنه ركض أميالا، و خصلات شعره الرائعة فقدت كل تسريحتها، يعجبها رؤيته بهذا الشكل، فاقد السيطرة، متوحش و جائع لها:
" هل نخرج للغداء أم نطلب الطعام الى هنا و نستغل وقتنا في السرير؟"
ابتسمت برقة، متحمسة للفكرة:
" أظن أن الاقتراح الثاني أشد إثارة..."
أحضان سيزار هي جنتها، ستفعل ما يتوجب عليها كي تتمكن من الرحيل مساءا و تقنعه بقرارها، الشقاق الذي حذث أمس بينها و بين ديامانتي مؤلم، تشعر بالذنب لقسوتها، لا يمكنها محاسبتها كلامتها، فتوأمها قالت فحسب بقول الحقيقة و ما تستحق سماعه بلا نفاق،لكنها ترفض صوت أي تعقل، لكن لماذا؟ لأنها تعرف في ذاخلها بأنها مذنبة في حق سيزار؟ في حق نفسها؟ في حق طفلها قبل أي شيء؟ لكنها مرتعبة مما قد يحذث ان أدرك بأن هناك طفل، ربما سيتصرف بنفس طريقة سيفيرانو مع جدتها، قد يجبرها على العودة الى صقلية و قطع أحلامها، و ان رفضت سيستعمل طفلهما كأداة ضغط كما يفعل نيوس مع ديامانتي، و ان لم تستسلم، قد يأخده كليا منها، كما فعل داركو مع فلورانس.
" ما بك حبيبتي؟! بالكاد تتجاوبين معي..."
هذا صحيح، حتى انها لاتتذكر متى انتزع عنها ملابسها، فجأة اعترتها رغبة عنيفة بالتقيوء، شعرت باليأس بينما تحاول تجاهل تهديدات معدتها، سيزار انتبه لشحوب وجهها و زحف القلق الى وجهه:
" روبي؟!"
لكنها غادت السرير، وصلت في الوقت المناسب لتفرغ كل ما في جوفها في عرض الحمام، كانت تشعر بالمرض الشديد و الوهن، رائع... بهذه الحال لن يدعها زوجها بالسفر و سيضغط عليها لرؤية طبيب.
جلس على ركبتيه بجانبها، و اندفعت أصابعه لخصلات شعرها، يدفع عنها بعيدا عن وجهها.
" أكره رؤيتك تعانين..."
" لقد أثقلت على معدتي هذا الصباح..."
قاطعها بحزم:
" سوف أستدعي الطبيب..."
أمسكت بيده و ضغطت عليها تحاول الابتسام:
" هل ستستدعيه لأنني لا أتحمل الطعام اليوناني؟ سيزار أنا بخير ... أحيانا اهتمامك الشديد يخنقني... حتى في لوس انجلس أشعر بنفسي مراقبة كل الوقت..."
يبدو أن هذا الاتهام لم يعجب زوجها الذي أمسكها من كتفيها ليجرها الى حوض الغسيل الرخامي و يغسل وجهها:
" ما أقوم به طبيعي و ليس جريمة، كونك مستقلة جدا تشعرين بالضغط و هذا طبيعي، لا أنوي تغيير شيء روبي، لا شيء، لذا تعودي على هذا... أحمي دوما من أحب"
عندما حاول مسح وجهها بمنشفة اعترضت بجفاف و انتزعت المنشفة منه:
" انا قادرة على تجفيف وجهي بمفردي دون كوستانسو..."
ابتسم بتسلية و اتكأ على المجلى الرخامي غير متأثر بتدمرها، كانت نظراته الرصاصية تتجول في وجهها ببعض الاصرار مما أزعجها:
" ماذا؟"
" أملت أن تكون كل هذه المعاناة و الغثيان بسبب الحمل و ليس مغص بائس..."
أحست و كأنها ستنزلق على الأرض من شدة الصدمة، سماع صوت سيزار يتمنى ما تنوي انتزاعه منه بأنانية يشبه آلام السوط على جلدها، مطلقا في كل حياتها لم تشعر بكمية العذاب التي تسللت الى صدرها بينما يحط عليها نظراته الرصاصية المثقل بالأمل و الرقة و الحب، شعرت بصدمتها تتبخر تذريجا و تتحول لشعور بالاذراء، بالخوف، بالغضب و الضياع:
" ليس من حقك قول هذا... تعرف بأنني اعطي كل مجهوذي ووقتي لعملي..."
هز ذراعيه أمام هجومها:
" انها فحسب طريقة في الكلام روبي...."
قاطعته بوحشية:
" لا أريد أطفالا و أنت تعرف جيدا رئي منذ البداية...تزوجتك لأنك أصريت فلا تدفعني للندم أرجوك..."
تراجعت كما اشتعلت و ظهر الندم فورا على وجهها، لكن مالذي يحصل لها بحق السماء؟ بالأمس ديامانتي و الآن سيزار، هل هي هرومانت الحمل ما تجعل مزاجاتها متقلبة و ردات فعلها بهذا العنف الغريب؟ حتى أنها اللحظة... ترغب بشدة في الانفجار بالبكاء بين ذراعيه، لكنها لن تعيد كرّة لوس أنجلس، سيزار سيبدا بالتشكيك في رجاحة عقلها، القت بالمشفة جانبا و استكانت بين ذراعيه تحيط خصره بذراعيها:
" حبيبي... خدني فحسب الى السرير و انسيني إسمي..."
لكن نظرة سيزار الحذرة فجأة لم تُخفى عنها، انها تعرف هذه النظرات، في هذه اللحظة، سيزار كوستانسو هو من ظهر على السطح، حفيد ثعلب صقلية الماكر، الرجل صاحب الردادات الحساسه و الغريبة، بدى و كأنه يُقييم في كلامها خاصة و الوضع عامة، فجاة ... و بدون سابق انذار حطت يده الكبيرة على معدتها، ارتجف جسدها لهذا التواصل المفاجئ، نظراته الرصاصية فقدت كل أثر للدفئ بينما ينظر اليها و كأنه ينتظر اعترافا فوريا، لكنها اكتفت بالنظر مباشرة في عينيه دون أن تُرمش، ان أخفقت في هذا الاختبار فسينتهي كل شيء.
" مالذي تخفينه روبي؟!..."
بلعت ريقها بصعوبة، راقبته برعب يتابع رحلة حنجرتها بالصعود و الهبوط:
" لا شيء..."
لوقت طويل بقيا فحسب يتطلعان في أعين بعضهما، الى أن قررت وضع حد بقطع المسافة الضئيلة بينهما، فأخذت وجهه بين يديها وسحبته نحوها. تشدد و تصلب، كما لو أنه يرفض ملامستها، تبا... انه بصدد التفكير، لا تريده أن يفكر، ترفض أن يبتعد عنها بعقله ليحلل مواقفها الغريبة. في هذه الأسابيع الأخيرة، اكتشفت السعادة مع سيزار،إنه رجل طيب ، انه الأكمل و الأجمل و الأروع عمن قابلتهم على الإطلاق. لقد اتخد جدها القرار الصائب باختياره أفضل رجل كان يمكن أن تتمناه في كل حياتها، و كم أحسن الاختيار، لكنها شعرت بالضعف الشديد بعد كل ما تشاركاه في الأيام الأخيرة، في تعبيره عن إخلاصه وصدقه، دخل إلى فئة الرجال المختلفين. لذلك تحمي نفسها و تفعل الشيء الوحيد الذي تجده لائقا... بنظرها الوقت ما يزال مبكرا جدا لإستقبال طفل... بالكاد يعرفان بعضهما، تزوجا حذيث جدا، و بالكاد تدخل العالم الذي طالما حلمت به، هذا الطفل لا مكان له بينهما.
فجأة قطع قبلتهما و امسك وجهها بيده، حركة لم يقم بها من قبل معها، كانت اصابعه مؤلمة على بشرتها، رأت عيناه مشتعلتان، كرجل بدأ حقا يشك بأمرها:
" روبي، أعطيتك كل شيء بما في ذلك اسمي نعم، استثنيتك عن كل النساء نعم، أحبك نعم، لكن اقسم لك... أقسم لك ان خيبتي أملي، ان أساتي لي، ان كذبت علي و ضيعتي ثقتي... فلن أغفر لك"
التهديد دفع الشحوب لوجهها، اندفع قلبها في خفقان هستيري، شعرت بنفسها شفافة و ضعيفة فجأة.
" كيف تجرؤ بتهديدي..."
" انه فقط تحذير... عادة لا أعري عن نفسي ولا مشاعري لإمرأة... و منذ بعض الوقت اشعر بك مختلفة جدا و غريبة الأطوار، اكره قطعا غموضك روبي... "
" انا لست غامضة..." دافعت عن نفسها.
" بل أسوأ... أنت تخفين أشياءا كثيرة عني و لا تمنحيني الثقة التي أضعها فيك... منذ يومنا الأخير في لوس انجلس و كل تصرفاتك متغيرة و غريبة... مالذي يحصل لك بحق السماء؟"
ابتعدت عنه ووضعت كلتا يديها على جانبيها:
" مايحذث أن هذه المناقشة غريبة و بلا اي قيمة أو معنى... و بالنسبة للطعام فقد غيرت رأئي، أريد الغداء خارجا..."
بقي سيزار ينظر اليها، العاطفة التي اغدقها بها طيلة الفترة السابقة اختفت نوعا ما، رأته يدفع اصابعه بين خصلات شعره، و تنهذ قبل أن يقول:
" فلنخرج اذن..."
* * *
أغلقت ديامانتي باب المكتب خلفها، هز نيوس رأسه الداكن نحوها ما ان اقتحمت خلوته، كان منكبا على الأوراق و كأنها تحمل مصائر العالم، لقد ضاقت ذرعا بهذه المشاريع التي تأخده كل الوقت منها، لكنها اللحظة ليست هنا للحصول على عطفه، منذ زواجهما كانت ايامها و لياليها درسا في التحمل، حان الوقت لتضح حدا لمعاناتهما معا... لا هي و لا نيوس سعيدين... هذا الزواج كان كارثة حقيقية و منذ البداية.
" أنا مشغول..."
" الى الجحيم كل هذه الارقام..." انحنت على الملفات و دفعتها بعصبية من فوق المكتب:" ضقت ذرعا بصمتك، بهروبك، ضقت ذرعا بأن تعاملني و كأنني شفافة، علينا التكلم عن حياتنا... عن زواجنا نيوس، علينا التكلم عن الزوج الخفي الذي أضحيت عليه... اذا سئمت وجودي في حياتك الى هذا الدرجة فلا داعي للاستمرار في تمثيلية مقيتة مماثلة... دعني فحسب أرحل "
بدى و كأن الوقت توقف عن الدوران، رأته يترك القلم بين أصابعه على الأوراق القليلة المتبقية أمامه، كان صدرها يهتز بقوة، أنفاسها متسارعة وو بشرة وجهها وردية بينما عيناها الواسعتين ترسلان شرارات تشبه البرق، لم يجبها، أبقى عينيه فحسب عليها، يستفزها برمي جمرات أخرى مشتعلة:"" انت لست بحاجة لزوجة بل لخادمة، تضع دوما أزماتي على حساب أوهامي السخيفة والرومانسية.، لا تناقشني تمة موقف و لا تضع لي اعتبارا... بسببك أضحت علاقتنا سامة و مُعدية لم يعد بمقدوري تحملك و لا تحمل هذه الجزيرة البائسة... "
أتت ردة فعل، بدأ زوجها يستوعب الكلام الذي لا تصدقه هي نفسها، رأت الغضب... غضب حيواني يلتمع في عينيه، هزت دقنها، مالذي سيفعله؟ سيأخد منها آريوس و يلقي بها خارجا؟ لم تأتي اليه قبل أن تستشير ادواردو، تعرف حقوقها، المحامي ريتشي لم يلقي عليها الكثير من الاسئلة، منحها فحسب مجموع ما يمكنها الحصول عليه، لكنها لا ترغب بفلس واحد من نيوس، ما تريده هو فقط اقتسام حضانة آريوس و الخروج من هذه الدوامة الرهيبة التي تعيشها منذ أن تزوجا، انه لا يترك لها أي خيار، ان لم يتخذ قراراه بالتغير فلا يمكنها الاستمرار في النفق المظلم الذي يصر عليه.
" نسيتي حدودك ديامانتي..."
قاطعته بسخط:
" و أنت تنسى بأنني زوجتك، لا أرى داع لأن تحتفظ بي هنا و قد صرنا غريبين تماما عن بعضنا... أمنحك الخيار نيوس، ان كنت تعس معي، و هذه الحياة لا تلائمك، ان كنت عاجز عن مسامحة أخطائي السابقة فخير لكلينا الانفصال وديا... لن أجبرك على حبي و لا على تحملي... مات من بقيت لأجله هنا... نحن نؤدي بعضنا و لا نوفر لآريوس العائلة المتلاحمة و السعيدة التي يحتاجها... أنا تعسة معك"
ترك مكانه ليتقدم نحوها، متطلعا لها بتلك الطريقة المريبة التي تذب الرعب في قلبها، لكن قلبها تحجر بسببه، بسبب داركو، بسبب كل من قامو بإيذائها.ضاقت ذرعا أن يتم التضحية بها ككبش فداء... تماما مثلما حصل مع انستازيا، ترفض قطعا ان ينتهي بها الأمر بين امواج البحر، أن تنهي حياتها بطريقة مذلة مماثلة.
" تتركيني من أجلها؟ من أجل روبي؟ هي من زرعت فيك هذا الحقد نحوي؟"
هذا هو نيوس... مُناور و متلاعب، لا يعترف مطلقا بأخطائه:
" تعرف ما هي مشكلتك ؟ أنت معمي... متغطرس، أناني و لا تحب سوى نفسك... لا تستحق مطلقا كل الفرص التي منحتك كي ننجح زواجنا و نحافض على عائلتنا... تزداد جبروت و قسوة مع الأيام، تعاقبني و تتلذذ بإيلامي، لم يعد بإمكاني تحملك بإسم الحب... راجع حساباتك فأنت موهوب جدا في الأعمال و يمكنك رؤية من منا كسب مجهوذ الثاني، لم أتقدم في حياتي بجانبك، بقيت في المكان نفسه، الوضع نفسه، لكن بتعاسة أكبر ...أريد استعادة السيطرة على زمام أموري و ليس لتوأمي أي علاقة بسفالتك ..."
هل هذه الجرأة كلها بفضل تحفيزات روبي؟ منذ أيام رحلت هذه الأخيرة عن الجزيرة، التواصل بينهما محدود، لا تعرف ان كانت ما تزال غاضبة منها، و منذ رحيلها تحاول اثبات شيئ لنفسها، بأن نيوس أكثر قيمة مما ذكرته روبي، بأنه يستحق حقا العناء، لكن زوجها فضل عيش حداده بأشد الطرق عجرفة و انانية رأتها في حياتها، كان رفضه لها مهينا... ثم ذات ليلة... بدأت ترى الأمور بشكل آخر... و ذات قرار، تجد الان نفسها تواجهه، تقصد كل كلمة تقولها، نيوس لا يحبها هذا هو سبب تعامله الغريب معها، كانت مجرد تحدي و قد حصل عليه، كل تلك القصة مع الأمير فالكوني عززت شراهته في الربح، ثم حصل على الوريث الذي لم يحلم به يوما، أما فيما يخصها فقد وضعها في رف من رفوف مكتبه المنسية، يتذكرها عندما يرغب ببعض التسلية، و لتكون صريحة مع نفسها، لا ترى نفسها بهذا الوضع الحزين و البائس لبقية عمرها، انها تستحق حياة أفضل.
" أنت متزوج بأعمالك..." تمتمت ببؤس:"جميع أفعالك لها هدف واحد فقط ، إكتساب المزيد من الثروة... المزيد من القوة... المزيد من العلاقات. الشيء الوحيد الذي يحفزك هو الطموح... أنت لست بحاجتنا ... دعني أرحل مع ابني... "
الشق الذي يقسم جبينه نصفين بدى أكثر بروزا، لكنه اكتفى بالقول بصوت منخفض مهتز من الغيظ:
" ابني... لن يغادر الجزيرة..." أمسك بذراعها بأصابع فولاذية خالية من الرقة:" لا أحد سيغادر هذا المكان... و ان انتهيت من أزمتك الطفولية أرغب بمتابعة أعمالي بسلام..."
تركها وعاد لمكتبه، ينحني على الأوراق المتناثرة في كل مكان، سحابة من الدموع أعمت عينيها، على الأقل حاولت ايقاظه من سباته اللعين... حاولت انقاذ ما يمكنها انقاذه، نيوس لا يأخدها مطلقا على محمل الجد، أخدت أنفاسا عميقة قبل أن تقول بصوت واضح:
" أريد الطلاق..."
لا يبدو بأن نيوس يصدق كلمة، تابع جمع أوراقه التي و من الواضح أهم من وقوفها في مكتبه اللحظة، رأته يرثبها بتمهل قبل أن يحملق لها و كأنه ينتظر ان تنفجر في الضحك فجأة و تخبره بأنه ضحية كاميرا خفية، هي ايضا تمنت هذا، تعشقه بكل جوارحها، لكنها اكتفت من عميه، عليه أن يتعرض لصدمة عنيفة، كي يرى ما هو بصدد فقدانه، سمعته يتمتم بصوت بارد، متدني من أي عاطفة أو دفء بينما تحولت نظرته إلى سلاح حاد:
" هل هي طريقة جديدة لإثارتي انتباهي؟ هل يجب أن أذكرك بأننا عائلة و لدينا طفل..."
قاطعته بمرارة:
"أي عائلة نيوس؟ نحن لسنا عائلة... و لم نكن يوما، وحدك فقط المسؤول على هذا الدمار ... لقد حاولت ما استطعت لتجنب الكارثة، فتزداد عنادا، و سيطرة، و عجرفة و قسوة، أخبرني متى تحاورنا آخر مرة؟متى ضحكنا؟ متى تمشينا على شط البحر؟ متى أخدتني بين ذراعيك لتطبطب على جراحي و تخبرني بأن كل شيء سيكون على مايرام؟ متى منحتني الاهتمام الذي تمنحه لأعمالك و امبراطوريتك العظيمة؟ أنا منعدمة الوجود في حياتك... لا تراني مهما فعلت و مهما حاولت، كيفما لبست و تجملت.... في الاوقات القليلة التي تأتي فيها الى الجزيرة تكون عشيق رائع بالليل، و غريب بارد في النهار و لولا حبي لسبيروس لما تكبدت مشقة تحمل كل تقلباتك اللعينة، كنت لأرحل منذ زمن بعيد و أهجرك... تهانينيا نيوس نجحت في دفعي لحافة الصبر... و قد حان الوقت ليعيش كل منا حياته و بالطريقة التي تريحه"
أدارت له ظهرها و غادرت المكتب، شعور بالارتياح يغمرها و أيضا بالحزن، نيوس يهمه فقط آريوس... هذه الحقيقة تعرفها منذ زمن، لا ولاء لها، بعد كل الحب الذي تحمله له يفترض بها حقا الرحيل كي لا تدمر نفسها... لم ينضر لها بنفس الطريقة التي تتمناها بكل كيانها.
* * *
" اذن... سوف ترحلين حقا..."
ابتسمت بيانكا لوالدها، يعرف منذ بعض الوقت بأنها ستلتحق بالكلية لتستأنف دراستها و كان مهيئا لهذا، لكنه لا يتراجع في كل مرة في الظهور بمظهر الكلب المتشرد و البائس الذي يحتاج للحنان، لم تتوقع زيارته في منتصف النهار لشقة والدتها، مثل المعتاد'ماليا' تنسحب في وجوده.
" الا يوجد أمل في أن تغيري رأئيك و تختاري مدرسة ايطالية؟"
" أتيت لمرافقتي الى لندن داركو، و بدل تشجيعي تقوم بإبتزازي مجددا عاطفيا..."
" لماذا تجعلين بيننا مسافة؟"
هزت عينيها للسماء:
" حتى و ان سقط اختياري على روما فهذا لا يعني بأننا سنرى بعضنا يوميا ايها الأمير... هيا... إعترف بأنك قادر على العيش من دوني... هناك فلورانس و نيكولاي يملآن حياتك و يثملانها سعادة و نشوة..."
" لا مجال للمقارنة بيانكا... أنت المرأة الأولى التي وقعت حقا في غرامها "
شعرت بالدموع تزحف الى عينيها، في عمر الخامسة عشر، عندما وجدت نفسها أمام رجل يطفح جاذبية و وسامة و شبابا، لم تصدق مطلقا بأنه حقا والدها، ارتعبت حينها بأن يرفضها، لكن العكس ما حصل، وقع فورا في حبها كما حصل معها، و منذ ذلك الحين و علاقتهما الغريبة و الشاذة أحيانا تتطور الى أن صارت الى ماهي عليه اليوم، لكن رؤية نظراته القاتمة تعسة تلوي معدتها:
" أريد حقا الرحيل داركو... لا تنظر لي بهذه الطريقة..."
انفجر في الضحك فجأة، ضحك متوثر و عصبي أكثر منه ممتع، دنت منه و لامست خده برقة:
" لن ارحل الى الأبد.... سأعود في العطل و استقر هنا بعد أخدي الشهادة التي أحلم بها...سيصبح لي كيان ووجود و أفتتح المستشفى الخاصة بدعمك و مساعدتك"
هز كتفيه و رأسه، يحاول أن يكون متفهما و متحضرا، لكن لا شيء متحضر فيه، انه متوحش المشاعر، رجل لا يعرف حدود شيء، من الصعب عليه فهم رغبتها في تحقيق كيانها بينما يضع العالم بين يديها، ابنة الأمير الأكثر شهرة في البلاد لا تحتاج لأن تعمل برأئيه.
" أنا أب سيء... بدل أن أشجعك أقوم بالتأثير عليك ..."
لفت عنقه بذراعيها و ضمته الى صدرها بقوة:
" توقف عن محاسبة نفسك أيها الأمير، الا ترى بأنك مثالي؟ بأنك تفعل كل ما في استطاعتك لتحمي عائلتك؟ الأشخاص الذين تحبهم؟ صحيح أن مزاجاتك المتعددة مقلقة و مخيفة أحيانا لكنك هِرّ لطيف في داخلك و ليس الجاغوار الأسود الذي يحذره الكل..."
أبعدها عنه ليحملق في عينيها:
" هِرّ لطيف؟؟ هل يجب أن يشعرني هذا بالفخر أم بالقلق؟ "
رغما عنها انفجرت في الضحك:
" بما أنني هذا الهر اللطيف... لما ابنتي تخشاني و ترفض الفصح لي عن كل ما يدور في حياتها؟؟"
شعرت و كأن أحدهم يدفع بها من الدور الأخير لبناية شاهة بتسعين دور، علاقتها بأليخاندرو رائعة، شفافة، جميلة و رومانسية، ان أخبرت بها والدها فستنتهي أحلامها و تتحول الى كابوس حقيقي.
" الى ما تلمح بالضبط أبي؟"
شعرت به يتشنج تحت ذراعيها.
" لم نتكلم حقا عن 'غراي' ولا 'ريتشي' و لا حياتك العاطفية عامة..."
قاطعته بهدوء:
"أنت فقط من يسكن قلبي.."
" بيانكا..."
وقفت على اصابع قدميها لتقبل خده بنعومة و تقمع اعتراضه:
" فلنؤجل هذا الموضوع حبيبي أتوسل اليك... أمامنا رحلة، و الكونت و الكونتيسة ديكاتريس متحمسين جدا لوصولنا .."
استغلال نهاية الأسبوع لجر داركو و فلورانس معها و منحهما عطلة كان من ضمن خططها و منذ البداية، سعدت لأن والدها لم يصر، لا تعرف ان كان يشك بعلاقتها مع صديقه، لكنها ليست متأكدة، لو كان الأمر صحيحا لقلب الارض دون ان يقعدها و حوّل حياة ميندوزا الى جحيم حقيقي على الأرض، منذ زمن اعترض داركو كل علاقاتها، كان يهاجم من يحاول الاقتراب منها كنمر يدافع عن صغاره، بسببه لم تتوفق في اثارة اهتمام الشباب من طبقتها ولا من سنها، الكل يخشى أمير صقلية، و الكل يتفادى أي مشاكل معه، اذن مالذي ستكون عليه ردة فعله ان كشفت له بأن الرجل الذي يثق به كثيرا هو من أخد مكانه بجانبه في قلبها.؟
* * *
أدفئت جسد ابنها الصغير بمعطف قطني و رأسه بقبعة قبل أن تستعمل حمالته الصدرية لتضمه اليها و تضع عليهما شالها الصوفي محتمية رياح البحر الباردة بالليل، بالكاد ترى وجه آريوس الذي يتكأ بخده على صدرها، على طول شاطئ البحر، حيث تمشت طويلا مع نيوس، ثم مع سبيروس، و مع توأمها روبي في آخر مرة، تركت رجليها الحافيتين تنغرزان في نعومة الرمال، القمر كامل اليلة، يضيئ جيدا المكان دون حاجته للمصابيح الخارجية المنتشرة في كل مكان، كانت بحاجة ماسة للخروج و تصفية ذهنها بعد مواجهتها و نيوس، لم يكن بنيتها مطلقا التكلم عن الطلاق، لكن بروده استفزها لدرجة أنها وجدت في الطلاق الحل الأنسب لزواج مماثل... انفلتث تنهيذة من آريوس:
" يعجبك الجو صحيح؟ أعرف بأنك تعشق هذه الجزيرة... أنا أيضا أحبها كثيرا... لكن مكاننا ليس هنا"
شعرت بالأسى لهذه الكلمات، لا تعرف أين فشلت لتكون حياتها سلسلة معاناة مماثلة؟! أحاطت الجسد الصغير و شدت على حمالته أكثر اليها و كأنها تخاف من فقدانه، آريوس هو الشيء الجميل الوحيد في حياتها، و بالتأكيد.... روبي، التوأم التي تختلف عنها كاختلاف الليل و النهار، و التي لا تنوي فقدانها بسبب اختلاف آراء.
" الجو بارد عليكما..."
قفزت في مكانها من الرعب الى أن توثر آريوس بين يديها، واجهت نيوس الذي تخفي الظلمة نصف ملامحه الداكنة، ضوء القمر يزيده فحسب غموضا و ابتعادا.
" نحن بخير ..."
وضعت أكبر مسافة بينهما، و بقيت تحملق في اليم النائم مما عزز حزنها و أشعرها بالغربة أكثر، البحر ليلا يذكرها بمآساة انستازيا، و منذ معرفتها بأنها مدفونة في الجزيرة بالكاد تتوقف عن التفكير في مصير المرأة الشابة التي حول الجميع حياتها الى جحيم، انها حفيذتها.... و رتثت جمالها و لعنتها أيضا، لكنها ترفض قطعا أن ينتهي بها الأمر منتحرة بسبب أنانية رجل.
" سأضع ما قلته على حساب ظروفنا الراهنة... أعرف بأنك متعلقة جدا بسبيروس، رحيله أثر عليك كثيرا..."
" نيوس..." اعترضت بشدة، لكن هل يظنها مجنونة؟ لا تعرف ما تقول؟ يشكك في رجاحة عقلها... سمعته يلتقط أنفاسا عميقة قبل أن يستديير ليحط نظراته المشتعلة في االظلام، اتهمها ببطئ:
" وعدتني ذات مرة بالا تهجريني يوما..."
شعرت بالغضب يستيقظ مجددا في صدرها مثل البركان، فردت بنفس النبرة البطيئة، تضغط على كل كلمة، على كل حرف:
" ظننتك أكثر انسانية و أخطأت التقدير... أرفض العيش في ظلك نيوس، الاستمرار في عيش هذه الحياة المتجردة من العاطفة و من الدفئ ليس ضمن خططي..سأرحل لأنها مسألة بقاء".
نعم صارت مسألة بقاء، ضمت اليها ابنها أكثر بينما يرعبها صدى هذه الكلمة الغريبة، لا يبدو أن نيوس مستعد لأي نوع من أنواع الاستفزازات العاطفية، و هي صارت على مسافة بعيدة، تريد فقط حماية نفسها و ابنها، تريد حياة طبيعية مع الرجل الذي تحب..
" هل يجب أن أنعش ذاكرتك بالنسبة للاوراق التي وقعتها قبل زواجنا ... هل أذكرك بعقد القران الذي يحرمك من حضانة آريوس في حالة انتكاس أي بند من البنود..؟!"
لا هي لم تنسى، لكنها تثق في شطارة و حكمة ادواردو ريتشي، هذا الأخير لم يطرح الكثير من الأسئلة، أخبرها بأن هناك أمل بتقاسم الحضانة، و بعد ذل، اتمم كلامه بأن لكل مشكل حل، و بأن نيوس متشبث بهما هي و آريوس، مد فجأة يده الكبيرة و حطها على رأس الصغير الذي بدأت عيناه تثاقلان:
" نسيتي بأنني اشتريت هذا الطفل الذي هو ابني بمناجم سردينيا و على حساب كرامتي أيضا و بأذل الطرق الممكنة؟ ... نسيتي بأنك جثوتي على ركبتيك أمامي لأعيدك بجانبه بعد أن تنازل كليا عليه؟"
" لم يترك لي الخيار... لما لا تستطيع مسامحتي نيوس... لما تدمر حياتنا بسبب موضوع الأمير ..."
" لا يمكنني النسيان ... كلما تطلعت الى ابني تذكرت ما فعلته بي، ما سمحت لذلك الرجل بفعله بي، بسببك فقط اشتريت ابني كبضاعة رخيصة..."
قاطعته بحرقة:
" أنا أسفة... أسفة لأنني مررت في حياتك و حياته و نشبت هذه الحرب بينكما، آسفة لأنني غير قادرة على تغيير الماضي و محي هذا الحقد الذي يدمرك يوما بعد يوما...أسفة لأنني أحببتك و خنت زوجي و دمرت ثقتكما معا لتنتقما مني و لكل منكما طريقته... لكني أرفض أن يستمر هذا التعذيب... امنحني حريتي ان عجزت عن نسيان الماضي و عجزت عن التطلع لي بإشمئزاز و ليس بعاطفة...استنفذت طاقتي نيوس، لم يعد بإمكاني التحمل"
تبع الصمت كلامها، كان صدرها يحرقها بشدة بسبب كبث عواطفها، اندفعت يدها لمسح الدموع التي انزلقت على وجنتيها، و أخدت أنفاسا عميقة قبل ان تتابع:
" أنا مستعدة لأي اتفاق بشأن آريوس، أنا أحبه جدا ولا يمكنك أخده مني... أما فيما يخصنا فقد وصلنا لنقطة لا يمكننا التقدم بعدها... أرى فحسب الرماد من حولنا.. أعترف بأنني فشلت في دفعك لحبي... كنت أطمع في أن تتغير الأمور بعد الواج بيننا...و كان هناك بعض الأمل نعم..." تاهت مجددا في الامواج السوداء الهادئة:" و ربما لم يكن هناك أمل... تخيلت كل شيء لأنني كنت مهووسة بإنجاح حياتنا التي أحلم بها منذ أن اكتشفت حملي... "
انحنت على راس ابنها الذي غرق في النوم و حطت شفاهها على رأسه، البعة الصوفية دافئة و ناعمة تحت شفاهها، شمت رائحته الطفولية و المألوفة، انها مستعدة لكل شيء لحمايته.
" نحن في نفق مظلم أنت محقة..."
كانت الكلمات جليدية، لكنها حزينة في الوقت نفسه، لا تريد مطلقا الحصول على شفقته، فهو يرفض أن يُحبها، أن يعاملها كزوجة حقيقية، أن يتقاسم معها كل شيء مثل الأزواج الطبيعين، و في الوقت نفسه يرفض تحريرها و اقتراحها بالطلاق...لكن لماذا؟ لماذا يحتفظ بها ان كان يمضي وقتها بتجاهلها و معاملتها بتنازل؟ لن ينجحا... لسيما و أنه يرفض قطعا نسيان الماضي و يصر على ادفاعها ثمنه كل يوم و ليلة، انها مرهقة و متعبة من الوضع و لا تريد شيئا منه ... سوى حضانة ابنها بالتناوب.
" لا أستطيع أن أمنحك ما تريدينه ديامانتي... "
هزت رأسها متفهمة، بينما تشعر بقلبها يتحطم الى أجزاء في صدرها، لقد انتهى كل شيء اذن... لا يمكنه أن يكون أكثر وضوحا من هذا:
" سأكون مشغولا جدا في الأيام القادمة ولذا لن نلتقي ... ضعفي في الحسبان ازاء كل قرار تتخذينه بأن آريوس من اليونيداس، سيكبر بين والديه، سأمنحه حياة أسرية مستقرة، لن أتقاسم يوما حضانته فيمضي حياته بين منزلين و حياتين... الخلاصة أن أي امكانية طلاق مرفوضة تماما، اعصابك مرهقة لذا أمنحك حرية السفر و تغيير الجو... خديه و اذهبي الى المكان الذي ترغبينه و عودي عندما تقييمين جيدا الوضع... سأكون بإنتظاركما... "
" لتهدئة الوضع لا أكثر؟ أريد حلا دائما..."
هذا الكلام فجّر غضبه فجأة قاطعها بصرامة:
" الحل الدائم في اننا اسرة و سنبقى، سأسحقك في المحاكم ان حاولتي الوقوف بوجهي... آريوس وريثي، و سيكبر الى جانب والده."
لا يريد حوارا منطقيا، يستأسد عليها لأنه يعرف بأن كل الأوراق بين يديه:
" الا تخشى من ان أختفي مع آريوس؟"
ابتسم مثل الرجل الذي لا يخاف من أي شيء أو أي شخص لا سيما هي:
" لا لن تفعلي يا زوجتي لأنني سأجدك، و ادفعك الثمن غاليا... لن تسعك الأرض للهروب مني..." مد يده الى وجهها و الذي أبعدته متفادية ملامسته، لكنه أصر على تحسس بشرتها المشتعلة، عيناها ترميان شرارات سوداء، شفاهها ترتجف من الغضب، و رغم كل هذا التحول المريع في وجهها كانت ترغب بهزه بعنف ليسحب كلماته القاسية، تريد أن تتوسله كي يحبها و ينهي هذا العذاب:".. أنا و أنت معا الى الأبد...مثل نهايات الأساطير الرومانسية القديمة، لن أحررك يوما ديامانتي حتى و ان كان الثمن عمري... ارحلي ان كان هذا يهدء من غضبك، لكنك ستعودين..."
* * *
لم تكن 'سما 'في مكتبها عندما رن جرس الهاتف الداخلي، دون انتظار استقبلت دانيلا المكالمة، تعرفت فورا على صوت عارضة الأزياء:
" هاللو؟"
" مرحبا دانيلا، أنا جينفر كاسبا، هل يمكنني مكالمة اليساندرو...؟"
شعرت دانيلا بيد باردة تتسلل الى صدرها لتعصر قلبها بلا رحمة، منذ اسبوع تتجاهل تماما مشاعرها و تحاول التأقلم مع فكرة أن اليساندرو البارد جدا لن ينظر اليها بنفس الطريقة، بدأت تعتاد الخروج مع هاري، و أيضا تحاول اقناع نفسها أن لروكو ايميليانو توأم حقيقي لكن بنظرات زرقاء رائعة، اليساندرو ليس ملاكا، لا في أعماله و لا في روتينه اليومي، الاحتكاك به هو الجحيم بعينه، لو اكتشف روكو حقيقة طبع شقيقه الصغير لكان فخورا به، اذ أنه ورث سفالته بلا أدنى شك.
" آه سيدة رايموند... انتظري لحظة"
وككل مرة تتعمد دانيلا تذكيرها بالتزاماتها نحو رجل آخر، مررت المكالمة لرئيسها، و بدل الاهتمام بأمورها بقيت تستمع لمكالمتها، انطلق صوت اليساندرو الحلو و الرخيم:
" جيني؟!"
" آه اليساندرو، سعيدة جدا بسماع صوتك..." قالت عارضة الأزياء بنشوة بالغة، يبدو بأنها استعادت عافيتها من الحاذث المميث الذي تعرضت له في باريس" اذن أنت في نيويورك..."
" نعم... بما أخذمك عزيزتي؟!"
هزت دانيلا عينيها الى السماء، كادت تصرخ في وجهيهما بأن من يناديها بعزيزتي متزوجة.
" أريد رؤيتك أنا بحاجتك.... ما رئيك أن نتعشى معا هذا المساء؟!"
كشرت دانيلا، وقلدتها دون ان تنطق بكلمة، بدى التردد على اليساندرو، صلت دانيلا في سرها:
{ هيا أرفض اليساندرو أرجوك...}
" جارد ليس معك؟" سمعته يسألها بهدوء.
"لا.." سمعت عارضة الازياء تقول بصوتها الرقيق، أما فيما يخصها فبحتها تشبهها بالرجال أكثر، كيف يمكن لاليساندرو النظر اليها ان كان صوت هذه المرأة يغريها هي نفسها عبر الهاتف:" لقد رحل هذا الصباح... ما رئيك في مطعمنا المفضل؟!"
أغمضت عينيها، هذا المساء سيطير اليساندرو الى واشنطن، سبق و تطلعت على خططه اذ ان 'سما 'هي من قامت بالحجوزات، كانت واثقة من رفضه الا انها تشنجت بقوة عندما تهادت لها نبرته الذيذة:
" بالتأكيد يا أميرتي... رغباتك أوامر، أعطيني عنوانك و سأمر عليك في السابعة"
أغلقت الخط ما ان عادت 'سما'، هذه الأخيرة تطلعت اليها بنظرات بريبة :
: مالذي تفعلينه في مكتبي؟"
" السيد تلقى مكالمة..."
تركت مكانها منحنية الرأس و شبه مهزومة، سيتناول اليساندرو العشاء مع الفرنسية الجميلة، لقد الغى خططه من اجل عينيها الجميلتين، الحزن أثقل صجرها لدرجة أنها رغبت بالانفجار في البكاء، فتح فجأة الباب الفاصل و ظهر اليساندرو، عندما التقت عيناهما رأت نظراته هائجة، متقددة بالغضب:
" فورا الى مكتبي..."
بقيت 'سما 'تنظر اليهما بعدم فهم، عندما اصبحت بمفردها معه أغلق الباب خلفهما ووضعه نفسه أمامها، كان شامخا جدا، لم تراه يوما بهذا الطول:
" في المرة القادمة التي تتجسسين فيها على مكالماتي سأعيدك الى قسم الحسابات هل أنا واضح؟؟!"
على واجهة المكتب، عُلقت الشاشات الصغيرة التي تعكس كل صور مكاتب سكاي، نسيت تماما بأن هناك كاميرا مراقبة في مكتبهما هي و سما.
" سيكون افضل... أريد العودة الى قسم الحسابات..."
تراجع غضب اليساندرو، بقيا لوهلة يحملقان في بعضهما، شعرت فجأة برغبة في الانتحاب، كيف ستصل اليه؟ كيف ستفهمه ما تحمله له من مشاعر.
" فعلت المستحيل كي تصلي الى مكتبي..."
" كنت غبية... العمل معك صعب جدا... كما أنه لدي آفاق أخرى، سأبحث عن العمل في مكان آخر..."
أقطب اليساندرو و اسودت عيناه الزرقاوين:
" خوسيه تركك تحت وصايتي في نيويورك ، سيعيدك رأسا الى اسبانيا ان علم بمخططاتك فإحذري..."
هذا كل ما يهمه؟ ما يفكر فيه وصييها؟ الا يرى بأنها تهيم به؟ بأن الجو يصبح خانق الحرارة عندما يكونان معا؟ الا يشعر بهذه الذبذبات بينهما، نفسها التي تولدت منذ أن وجدها تغني في بانيو الاستحمام الخاص بغرفته في قصر ايميليانو؟
" هل تهتم دوما برأي خوسيه؟! "سألته بصوت منخفض، بدت قابلة للاشتعال ان دنى منها و لامس خدها كما يفعل عادة.
" انه صديق مقرب جدا لروكو... "
قاطعته وهي تقطع المسافة الصغيرة بينهما:
" هل هذا ما يجعلك بهذا البعد؟؟! ظننت بأننا نتشارك شيئا استثنائيا في صقلية..."
المفاجئة في نظرات اليساندرو بدت واضحة، لم يكن ينتظر هذا الوضوح و الجرأة من طرفها، اذا كان عليها العودة الى الحسابات فعليه أن يعرف بأن السبب هو و ليس ضغط العمل، لا تريده أن يظن بأنها ثرية مدللة فاشلة، تهتم فحسب بتاريخ اصدار آخر حقائب 'برادا' أو اكسسوارات 'فاندي'.
"أنا لست رجلا مناسبا لك..."
هذا التصريح كان بمتابة ضربة موجعة لكبريائها و قبله قلبها:
" بالتأكيد فأنا لا أعتلي أول مراكز البوديوم و لا أظهر على أغلفة فوغ..."
" أنت في مقام صوفي..."
أغضبها هذا التشبيه، لقد عاد من أجلها في صقلية، و تعرف بأنه يقاوم نفسه في وجودها، في فرنسا و حتى في اقامتها الصغيرة في شقته، لكن أن يحاول نكران كل هذا و الاختباء وراء تشبيهه لها بصوفي أثار حفيظتها،لم يعد جسدها سوى كرة من العواطف المتناقضة التي اشتبكت وجعلتها تشعر بالدوار، ربما هذه ردة فعل طبيعية تتملك كل امرأة تسقط عيناها على هذا الايطالي الوسيم، وربما يبادلها شيء ما و ما تريده التأكد قطعا بأنها لا تحرك فيه ساكنا.
" لكنني لست شقيقتك اليساندرو..." همست بصوت أصبحت بحته أكثر عمقا.
إذا كان هذا الرجل يعتبرها بمقام صوفي فلما تزداد أنفاسه سرعة بينما تقطع المسافة بينهما لتضع يدها على صدره؟لماذا تشعر أنها على قيد الحياة بين ذراعيه؟ لماذا تشعر أن كل حواسه كانت تغلي بينما تقف على أصابع قدميها لتحط شفاهها عليه و تكسر قذيفة الحماية التي أقامها حوله.
بعد لحظة بدت وكأنها أبدية ، توقف العالم عن الدوران، تعثرت تقريبا بينما اليساندرو يتجاوب معها، كان رأسها يدور كثيرًا. لحسن الحظ يديه الفولاذيتين تمسكان بها، أشتعل جسدها على الفور، لقد تبخرت تماما مقاومته و تحفظه، لكن قبلته لم تكن عاطفية، شعرت و كأنه يعاقبها ، حتى أنها شعرت بطعم ازدرائه على لسانها. رغم كل شيء ، من المستحيل عليها القتال. كان الإغراء قويًا جدًا، فجأة أمسكها من كتفيها و أبعدها عنه:
" لا تلعبي مجددا معي دانيلا... "
الاغراء حل محله نهر من الجليد، ابتعدت بينما تشاهد شفاهه المتورمة من قبلتهما الشغوفة منقبضة بشدة، لم يكن محايدا، لقد تأثر مثلها بما حذث، لكنه يستمر بالرفض و الانكار:
" لما ترفضني؟..."
" دانيلا..." و هز كتفيها ببعض الحدة و كأنه يرغب بإخراجها من جنونها:" أي شيئ بيننا مستحيل... أرفض التورط من الفتيات الصغيرات، لاسيما فتيات العائلة...ميولاتي بعيدة جدا عنك... و خوسيه يملك لك الكثير من المشاريع و لا أنوي تخييب أمله... "
* * *
تأملت بريانا هذا الوجه الذي سكنها منذ أيام، لم تتوقع عودته اليوم، روكو لا يعلم أحد متى يغادر و متى يعود، تعترف أن الأيام الأخيرة كانت اسوأ ما مرت به في غيابه، لم تترك مكتبها بينما يدخل بقامته الاستثنائية و يملأ المكان بوجوده، حتى باولينا انسحبت فور ظهوره، هذه الأخيرة مثل بقية سكان صقلية يتفادونه حتى و ان لم يكن بينهم و بينه اي نوع من العداوة، في بعض الأحيان تتساءل كيف تنجح بالثبات ازاء هذه الطاقة الرهيبة التي تحيطه، لكن بفضل اختفائه لبضع ايام، وجدت نفسها أمام مشاعرها الفوارة أمام هذا الوجود العظيم، أبقت عينيها عليه بينما يتقدم منها، انها متفاجئة و سعيدة جدا برؤيته، لكن ركبتيها ترفضان حملها.
" ... تعشق دوما الغموض و المفاجآت؟!"
" التقط نبرة عدم الرضى في هذا الصوت الذي افتقدته كثيرا... صدقني... قلما أنبس بالاعترافات"
ابتسمت و هزنت عينيها الى السماء:
" هل يجب أن اشعر بالسرور؟!"
" أظن ذلك..."
تركت مقعدها وتوجهت نحوه لتتقاسم معه المسافة البسيطة بينهما، الملامح المثالية لميزات وجهه أكثر جاذبية مما في مخيلتها،. و أيضا أكثر خطورة ، وأكثر رهوبة، دون أن يفسح لها المجال للتعليق، أدلف اصابعه في شعرها و انحنى نحوها ليلتقط شفاهها في قبلة حارة، روكو ايميليانو لا يتصرف بهذه الطريقة علنا، لسيما و أن باولينا في الجوار، بلعت صدمتها فورا اذ ان مشاعرها طغت على السطح، عندما تركها أخيرا كانت متقطعة الأنفاس:
" يبدو بأنك افتقدتني حقا..." علقت بصوت مرتجف.
هز رأسه موافقا.
" هل هناك طريقة لإقناعك بالمجيئ معي في المرة القادمة؟!"
" يكفي ان تطلب مني المجيئ... ..." تمتمت بصوت منخفض وهي تتعلق بكتفيه لتقبل خده بحنان:" لكنك سافل جدا كي تخبرني بخططك قبل القيام بها..."
مرت سحابة مفاجئة في عينيه:
" هل أتيت على اهانتي؟!"
" غيابك جعل مني فتاة قليلة التهذيب أيها العرّاب... أنت محظوظ لأنني لم أقم بقتلك فور تخطيك عتبة مكتبي"
هذه المرة نجحت بدفعه للابتسام، الابتسامة النادرة جدا، لرجل استشنائي حفر العبوس و الجدية قسماته الرائعة، اندفعت ذراعه لتحيط بخصرها و يقربها من جسده الصلب الذي بدأت تتعرف عليه بحميمية كبيرة مؤخرا.
" مالذي يجب ان أفعله لتغفري لي؟!"
" عشاء بشموع في يختك الرائع كي تخبرني بتفاصيل سفرك و عملية صوفي ؟!"
القى نظرة الى ساعة يده قبل ان يسأل بجدية:
" يناسبك الثامنة؟"
لما يأخد كل شيء بجدية؟ غريب حقا هذا الرجل... و كأنه لم يتعرف يوما على المداعبة و لا المزاح.
" سأكون بإنتظارك..."
التقط يدها ليضع قبلة على أصابعها:
" يمكننا الابحار و امضاء الليلة معا... خدي بضع الأغراض' كارا'... اريد تحسين صورتي"
* * *
" أرى بأن الأمور تسير بشكل رائع بينكما... الأمير يبدو مختلفا ..."
تعليق آنجلا تبعه تصفير طويل لفرجينيا التي تحاول قدر الامكان تناسي كسورها و اخد دورها كمظيفة على محمل الجد، رؤيتها سعيدة بوجودهم تحت سقف بيتها تدفئ قلبها، كانت قد تخلصت من الجبس و أصبحت تتحرك بشكل أفضل، ورغم أنها تشع جمالا مثل المعتاد و تبدو بصحة جيدة الا ان الكونت أندريس مثل ظلها، لا يتركها مطلقا، بعد حروبهما الخطرة في الماضي لا يبدوان كعدون قديمين بل حبيبن شغوفين ينتظران طفلهما بكل لهفة، لا تنكر بأنها شعرت ببعض القلق عندما اكتشفت وجود دافيد في ستارهاووس، آخر ما توقعته... فهذا الأخير يكره الكونت أندريس، ام أنه تعمد المرور ليرى بيانكا؟ مزاج داركو تغير ما ان رآى هذا الأخير، شحوب بيانكا أيضا لم يخفى عليها، جوشوا حاول تخفيف وطأة اللقاء، و الكونت أندريس أخد زوجها منذ زمن و اختلى به في مكتبه بينما بيانكا مثل المعتاد تهتم بنيكولاي و وولداي آنجلا و جوشوا، عشقها للأطفال لا حدود له، يؤسفها أنها ممنوعة من الحصول على الأطفال يوما.
جو لندن أشد برودة من صقلية، في الشرفة الداخلية لستار هاوس كانت الحرارة معتدلة، شرب الشاي الانجليزي في هذا المكان مقدس، تتذكر مداومة والدتها على هذه العادة حتى و هم يعيشون بعيدا و بعدة اميال.
" أقل وحشية... أكثر انسانية... فلورانس ريتشي أنت تصنعين المعجزات..." تابعت آنجلا بإبتسامة واسعة.
قرّبت فلور فنجان الشاي البورسلان من شفاهها و غطستهما في السائل الدافئ مستمتعة بدوقه اللذيذ.
" أظنه أكثر راحة منذ ابتعادنا عن قصر فالكوني... "
" أنا سعيدة لأنكما اتخدتما قرارا مماثلا... فلأكن صريحة، لا أحب الأميرة الأم... " تدخلت فرجينيا وهي تسترخي في مكانها، توجهت نظرات فلور تلقائيا الى بطنها، انتفاخ طفيف ما غير خصرها النحيف و جسدها المثالي، تلقائيا تذكرت روبيرتو، لكنها سرعان ما ابعدته عن عقلها و ركزت على الصوت الأنثوي الرقيق لقريبتها:
" صحيح أنها متعالية خلافا لوالد الأمير ..."
" لا تبتلع حقيقة زواجي بإبنها و انفجرت غيضا بإنتقالنا و توعدتني شرا... " شرحت فلور وهي تعيد الفنجان على الطاولة بشراشفها الذهبية الأنيقة.
أقطبت فرجينيا حاجبيها الرقيقين :
" لكن من تظن نفسها؟؟"
لن تخبرها فلور بأن الأمور وصلت للضرب أيضا، تعرف والدتها، لن تمرر هذه المسألة على خير و سيعرف داركو بالموضوع بلا أدنى شك، وهي ترفض قطعا أن تنزل حماتها أكثر في أعين ابنها... يكفي كل الازدراء الذي يحمله لها.
" أميرة كاتانيا...ّ" قالت فلور ضاحك بنعومة:" هيا فرجينيا... انسي موضوعها، أنا و داركو نعيش بداية جديدة... أنا حقا سعيدة معه، انه يحاول ليكون مثاليا..."
" بالكاد أصدق.." علقت آنجلا" لم تكونا تتحملان بعضكما دقيقة واحدة... تراهنا أنا و جوشوا عمن سيقوم بقتل الأخر أولا..."
هزت فلور حاجبيها متسائلة بينما انفجرت فرجينيا في الضحك:
" هل تراهنت علي أم عليه؟؟"
بدت محرجة قليلا:
" تراهنت عليه... و جوشوا عليك....يبدو بأن كلينا اخطأ..."
هذه المرة لم تمنع فلور نفسها من الضحك، هي نفسها كانت لتراهن بنفس الطريقة بضع أشهر من قبل، لكن الأمور تغيرت 180 درجة، لم تكن لتحلم يوما بأن تتخد حياتها هذه الرتابة، تعترف بأنها و للمرة الأولى في حياتها تعيش السعادة الحقيقية مع رجل، و اي رجل بحق الله.
" لم أكن لأتراهن بنفس الطريقة على نيوس و دياماننتي، ظننتهما مغرمين..." تابعت قريبتها، نظراتها الزرقاء الشفافة تتسع قزحتيها مثل القطط البرية، اسم ديامانتي يثير دوما اهتمامها.
" نيوس يحبها..." أكدت فلور:" لما تعتقدين بأنك مخطئة في ظنونك؟!"
رأتها تنظر من حولهم، و كأنها تتأكد بأنهم بمفردهم:
" لم أقصد التجسس على أبي، لكني صادفت حذيثه مع ديامانتي في البيت، أظنها تنوي الطلاق من نيوس... كانت تسأله عن حقوقها ازاء حضانة آريوس..."
تلاشت ببطئ ابتسامة فلور، هل سمعت جيدا؟؟ ديامانتي تنوي الطلاق من نيوس بعد زواج أشهر قليلة.؟ المرأة التي تعتبرها غريمتها حتى و هي متزوجة؟ غريمتها الحقيقة التي تعتبرها أقوى من ديل ماريا نفسها؟ شعرت بالقلق ينتشر رويدا فيها، ماذا ان تحررت ديامانتي؟ هل سيعود داركو اليها؟ لقد أحبها في الماضي و أفقدته عقله كما فعلت روبي بسيزار، لا تخشى من امرأة على زوجها كما ترعبها ديامانتي...
" تبدين شاحبة... هل أنت بخير؟" سألتها فرجينيا و هي تضع يدها عليها لتلتقط يدها.
بلعت ريقها بصعوبة، تحاول ترتيب أفكارها المشتثة، عليها الا تستسلم للخوف و لا القلق، الأمور بينهما هي و داركو اختلفت جدا، انهما متفاهمان، و متواطئان، وقد اعترف لها بحبه... حسنا... لم يعترف حقا، أخبرها بأنه مجنون بها، قالها مرة واحدة و لم يعيدها، و وضعت ذلك على حساب شخصيته، على حساب أمور عدة أخرى، تصرفاته معها منحتها الكثر من الثقة، من الاكتمال الأنثوي، ليست بحاجة للكلمات كي تعرف بأن داركو هائم بها كما هي به...
ولكن...
ماذا ان تحررت الفاثنة الشقراء صاحبة النظرات القاتلة و ظهرت مجددا في حياته؟ هل ستعود مشاعره الى السطح؟ هل سينسى كل شيء بينهما و يحاول استعادة المرأة التي قلب الارض دون أن يقعدها عندما تركته؟ لا يمكنها الاجابة على كل هذه الاسئلة بحجة أنها متأكدة من مشاعر زوجها نحوها... و في الوقت نفسه... لن تعيش بهناء بينما ديامانتي ستتحرر من نيوس و تهدد زواجها.
ستموت ان عادت لتغري مجددا داركو...
ستموت ان انتهى زواجها بسبب حب سابق...
" فلورانس؟" هذه المرة اصرت فرجينيا لتخرجها من أفكارها السوداء.
" أنا آسفة لأنني أخبرتك عن ديامانتي..." اعتذرت آنجلا بشدة:" لم أشك بأن موضوعها سيُزعجك بهذه الطريقة..."
" انها زوجته السابقة... وهذه القصة من الماضي..."
تمنت لو تكون مقنعة...
تمنت لو تقنع نفسها قبل فرجينيا و آنجلا اللتين يتطلعان اليها بحيرة...
لا شيء لديها ضد ديامانتي... عيبها الوحيد انها فاثنة بشكل خيالي، و أنها حملت اسم فالكوني قبلها،ابتلعت لطرد الكرة التي استقرت في حلقها. لقد ذرفت دموعاً كافية بسببه. حاربت كي تصل علاقتهما الى المثالية ، ولا ترى نفسها في نقطة البداية ما ان يقف شبح ديامانتي بينهما، داركو هو كل حياتها، احتمالية فقدان اهتمامه بها يوما غير وارد ابدا... ستقاتل حتى النهاية للحفاظ على زواجها و الرجل الوحيد الذي خفق له قلبها حقا.



التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 28-09-19 الساعة 08:42 PM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 12:18 AM   #3066

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

عمري ماخيبتي ظننا ابدا عندك وعدك .... ويلا نسهر على البااارت💥

ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 12:29 AM   #3067

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

والله باحاول أكون عند وعدي يارب يعجبك الفصل حبيبتي

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 12:35 AM   #3068

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 50 والزوار 28)
‏أميرة الحب, ‏tia azar, ‏Nsöz, ‏مامون الشرع, ‏Ektimal yasine, ‏سويدن, ‏كوكا الحلوة+, ‏loloclavreul, ‏منالب, ‏ميار111, ‏Leens, ‏نانسي33, ‏shimaa17+, ‏toma gogo, ‏EmiiiH, ‏بيجو, ‏ام الحلوات 2, ‏star2, ‏mshmshroma, ‏yasmyna, ‏Berro_87, ‏zeina007+, ‏سوما, ‏alan, ‏نسيم88, ‏Diego Sando, ‏فراشة ذهبيه, ‏jadbalilo, ‏شخصيه مستهدفة, ‏dada19, ‏Masc6, ‏brima, ‏غـــزلــ, ‏دينا عبدالله*+, ‏samira bouanane, ‏k_meri, ‏karmen83, ‏Salam.S.K, ‏حررره, ‏جوجوهانم, ‏مليكة النجوم, ‏*سمر*, ‏m3nno, ‏أم الريان, ‏luz del sol, ‏ماهر عكله عبيد, ‏الاف مكة


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 01:35 AM   #3069

jadbalilo

? العضوٌ??? » 394100
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 533
?  نُقآطِيْ » jadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond reputejadbalilo has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع مليء بالمشاحنات
وأخييييييرررررراااااااا ديامانتي قررت أن تتمرد على نيوس وترفض الوضع الذي تعيشه أرجو أن تستمر في ذلك ولا تضعف أما عن نيوس فعجرفته وثقته الزائدة فينفسه لا تحتمل يرفض أن يصدق أنها تستطيع العيش بدونه يبزمه صدمة كبيرة ليعيد حساباته كيف له أن يعاملها بهذه الطريقة دون أن يحاسب نفسه على أخطاءه كأنه قديس لا يخطىء ما حصل قبلا للجميع نصيب فيه فلم تتحمل ديامنتي وحدها الثمن
أليساندرو ودانييلا أعجبني أن دانييلا أخذت المبادرة لترى هل هناك مستقبل لمشاعرها نحوه ولم يعجبني تصرفه معها كان حقا في منتهى القسوة والبرودة فأنا تخيلت أنه قد يحمل بعض المشاعر نحوها لكن يبدو أنه كما قالت دانييلا نسخة مصغرة عن روكو ما مصير هاته العلاقة لا فكرة لدي (صدمتيني فيه)
سيزار وروبي هل ممكن أن تنقلب العلاقة بينهما إلى النقيض إذا اكتشف كل منهما ما يخبئه الآخر وهل فعلا تستطيع روبي إجهاض الحمل مؤسف حقا أن نخسر الانسجام بينهما وتطور العلاقة للأحسن
فلور لا أعرف لم تخاف من ديامازتي مع أن داركو شرح لها في كل مرة أنه لا يحبها وأنه ظن كذلك في ذلك الوقت مع المدة عرف أنه لا يحبها فلم تحبط نفسها بلا سبب
بيانكا متى ستخبر أباها بعلاقتها ومتى تخبر فلور عن كيفن لديها أسرار يجب البوح بها ضرورييييي
روكو وبريانا تمام هاد الساعة بدون تعليق
👍😘😘😘💋😘💋❤🤩


jadbalilo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 01:43 AM   #3070

shimaa17

? العضوٌ??? » 333587
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 723
?  نُقآطِيْ » shimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل جدا .. تسلمي يا اميرة .. عجبني جدا موقف ديامانتي اخيرا اتحركت

shimaa17 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.