02-01-19, 12:59 PM | #1 | ||||
| رياح سماوية إيدان ؟!... هذا هو اسمك ؟ نظرت إليه رينان بعيون واسعة من الألم ..أما هو فقد كان يحدق بقلادته التي ترتديها رينان .. سؤال واحد خطر بباله .. _: من أين حصلت عليها ؟ _: لا تغير الكلام ... لم لم تخبره بأنك حي و لم تمت ؟ لم لم تقل شيئا ؟ أنت لست ميتا صحيح ؟ نظر إليها مشفقا .. _: ماذا أكون إن لم أكن ميتا ؟ روابط الفصول المقدمة والفصلان الاول والثاني .... بالأسفل الفصول الثالث والرابع والخامس التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-02-19 الساعة 06:33 PM | ||||
02-01-19, 01:26 PM | #3 | ||||
اشراف القسم
| اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ... للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها https://www.rewity.com/forum/t285382.html كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t313401.html رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك https://www.rewity.com/forum/t6466.html ارجو منك تنزيل الفصل خلال اسبوع واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ... (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti ) اشراف وحي الاعضاء | ||||
04-01-19, 02:08 PM | #4 | ||||
| لم أستطع إرسالرسالة لأي أحد ولم لأعرف السبب الرواية من كتابتي لكني سبق وان كتبتها عالواتباد عل علي أن أفيرها لقسم الروايات المنقولة ؟ كما أني قرأت القوانين و موضوع روايتي يتحدث عن روح فهل يعتبر مسيئا للدين؟ علما بأنني لم أتطرق لأي تفسير ديني أو خوض في عالم الغيبيات | ||||
04-01-19, 03:55 PM | #5 | ||||
| ذكرى شبح وحيد تحت المطر مقدمة نغمة عظيمة هبت مع الرياح .... نغمة أمل تصدح بالبشر كالصباح .....تعزف الأماني الثقال كالمطر في الغيوم ..... تهز شيئا ما بداخلي كاهتزازة الأوتار .....تطير قلبي كانتفاضة الطيور في الحقول ..... ولازال شيئ ما بقلبي في أوج الاهتزاز ..... يهتز بالفرح ....بأن الصبح آت ......وأن قيدي لن يدوم .... سينجلي السقم والألم .. والظلام .... ستذهب الدموع مع المطر ....وترفع الأستار ... ويختقي السديم ... وتعود أنت للحياة .... تماما مثل نغمة عظيمة ...تهب بانتظام مع الرياح ... تعود للدفئ والوجود ...وتنسى البرد والشتاء .....تعود ملكي مثلما وعدت .... واثقة .. بأن رياحا سماوية ..ستهب من أجلي وأجلك ... وتعيد روحك وقلبي للحياة ..... | ||||
04-01-19, 04:00 PM | #6 | ||||
| ذكرى حفرت في صميم قلبي الشمس هنا أرخص موجود و أعز مفقود .. يتذمرون من الشمس حين سطوعها لكنهم لا يتحملون يوما بدونها .. هنا مدينة عرفت بكثرة أمطارها و رمادية سمائها طوال العام تقريبا . في هذه المدينة الكبيرة نسبيا متوسطة عدد السكان .. عند بقعة خلت أغلب الأوقات من المارة عدا ساعات اليل الأولى ... تحديدا عند ملتقى طرق تكدست فيه السيارات أمام اللإشارة المضيئة رغم شحوب الجو .....في إحدى المحال كانت طفلة في الخامسة تقريبا تقف بالقرب من والدتها المنشغلة بالحديث إلى صديقتها .. جاهدت الطفلة للفت انتباه والدتها عن طريق شد ثوب الأم و الهتاف بها .. لكن دون جدوى فقط كانت والدتها تربت على رأسها لتهدأ. ريثما تنهي حديثها الذي عادة ما يستمر نصف ساعة أوما يزيد و هو وقت كاف ليشعر الطفلة الصغيرة بالملل أخيرا بعد آخر محاولة استسلمت الصغيرة وقررت البحث عن ما يشغلها تحركت قليلا مبتعدة عن والدتها التي لم تنتيه لها ......... عند انتهاء اليوم الدراسي يذهب كل يوم الى المكتبة للدراسة ويقضي الوقت هناك حتى انقضاء النهار ومع اقتراب الامتحانات أصبحت هذه عادته بشكل لا ينقطع .. اليوم لايختلف عن البقية خرج برفقة صديقه الذي يشاركه الجدول المنتظم .. حملا مظلتيهما و خرجا من المكتبة من الجيد أنه لم ينس مظلته فالسماء تومض بين الفينة والأخرى مصحوبة بصوت الرعد المسموع رغم ضجيج الزحام_ منذرة بمطر قادم .... ** لم تمر دقائق مذ تحركت الطفلة لتعبث مع قط لفت انتباهها خارج المحل .. دفعت باب المحل لتخرج خلفه وكل ذلك غائب عن أنظار والدتها التي لم تتوقف عن الثرثرة كانت طفلة ذكية رغم صغر سنها ..إنها تعلم بأن عليها المشي بهدوء كي لا يفر القط منها فزعا .. تقدمت منه وكادت أن تنجح بإمساكه لكن لسوء حظها انتبه القط وقفز مصدرا صوتها مفاده :ابتعدي عني ! أدركت الطفلة أن عليها الامساك به بسرعة الان ولا فائدة من اقناعه بالوقف .... ركضت خلفه بكل قوتها ولم تنتبه أنها تجاوزت الرصيف و أنها الآن في منتصف الطريق وعلى حافة الخطر .. زمجر مزمار بصوت عال ... وبهرها الضوء القادم من مصابيح السيارة .. تسمرت بمكانها ... السيارة كانت تقترب رغم أن السائق قد ضغط على المكابح لكن ..... * بدأالمطر بالهطول .. فتح الصبيان مظلتيهما و أكملا سيرهما تجاه منزليهما كان يوما عاديا كأي يوم لكنه لم يكن مرتاحا ...منذ استيقاظه في الصباح وهو يشعر بانقباض في قلبه لم يعرف له سببا .. كان بائسا طوال اليوم مع انه بالعادة انسان مرح.. لكنه اليوم هناك هم يجثم على صدره و كأن حياته شارفت على النهاية ... استمر سائرا بصمت يفكر في سبب هذا الشعور الغريب الذي غزا حياته فجأة : متجاهلا كلام صديقه الذي سكت احتراما لشروده في النهاية ... فجأة ازداد توتره وازدادت معه نبضات قلبه شعر بأن النهاية قد اقتربت ...الشيئ الذي كان قلقا منه ....قد ....هزه صديقه وهو يسأله عن حاله بقلق ... كيف يجيبه ؟ .. اكتفى بالصمت .. رفع نظره وحدق بوجه صديقه العزيز و كأنه ينقش تفاصيله كي لا ينساه ... انتبها لصوت مزمار السيارة المصوب بصوت المكابح التفتا نحو الشارع حيث الطفلة مسمرة في مكانها غير قادرة على الحراك ... لم يفكر .. ولم يتردد .. أطلق قدميه للرياح .. توقف المطر وجفت دموع الصغيرة معه كأنها قدت عقدت مع المطر حلفا قويا ...تجمع عدد كبير من الناس من بينهم والدة الطفلة التي جثت على ركبتيها بعد أن خانتها قدماه في الوصول إلى ابنتها حين رأت السيارة تقترب منها _ منهارة تماما تجهش بصوت عال اختلط مع همهمات الحاضرين و هتاف الفتى المسكين الذي بدا عليه وكأنه فقد عقله من هول الصدمة بما حل بصديقه المستلقي على الأرض ودماءه التي اختلطت بماء المطر مارة بيدي الطفلة التي أحاطت رأسه ووضعته على ركبتيها ... دقائق معدود مرت كالسنوات على الفتى بني الشعر الذي با لون شعره مائلا للسواد بسبب ابتلاله بالمطر كانت عينيه الخضراوين تلفظ الدموع دون أن ترمش يهتف باسم صديقه الذي استكان بصمت مهيب بعد أن أنقذ طفلة من أن تكون في مكانه الآن ... مررت الصغيرة أصابعها على شعره الأسود لتبعده عن وجهه الذي عكر بياضه لون الدماء .. وصلت بعدها سيارة الإسعاف ..تقدم رجال الشرطة أيضا ليبعدو الصبي المتمسك بصديقه ويعيدو الطفلة إلى أمها التي استعادت كيانها تنادي عليها من خلف الحاجز المصنوع من قبل الشرطة ...نزل اسعافيين لحمل الصبي الى السيارة و رفعا جسده المبتل إلى النقالة فسقطت منه قلادة فضية رفيعة لم ينتبه لها أحد سوى الصغيرة التي كانت تراقبه وهو يذهب لمصير كانت تجهله تماما .. بالنسبة لها هدأت كل الأصوات ... هبت رياح باردة مشبعة برائحة المطر حركت شعرها الأسود المحمر .. .. رفعت بصرها... نحو السماء كأنها تناجي الله أن يحفظ حياة من أنقذ حياتها ... انهمرت دمعتين من عينيها شقتها طريقهما نحو الأرض ...حركت شفتيها مصدرة همهمات منغمة .. انحنت بعدها والتقطت القلادة التي سقطت منه قبل قليل و خبأتها مع ذكريات هذا اليوم في مكان لم يصل إليه أحد منذ إثنتي عشرة عام مضت .......... **** **** _: استيقظي ياكسول .. إلى متى تنوين البقاء نائمة .. لقد انتهى الدرس بالفعل .. فتحت عينيها الأرجوانيتين بتكاسل همهمت بشتائم وجهتها للمدرسة والعالم والناس أجمعين مطت شفتيها باستياء _توقفي عن قول كسول ..لست كذلك .. ضحكت الفتاة الأخرى بسخرية _: أجل وماذا نسمي النوم أثناء اليوم الدراسي ؟ نظرت إليها بنصف أعين _:كفي عن هذا الآن جرتها الأخرى من يدها _:هيا الآن علينا ان نتناول الغداء تحركت معها مرغمة وهي تشتم وتلعن كل طعام الدنيا ...... خرجت الفتاتان معا إلى أحد فناءات المدرسة حيث لا يزعجخما أحد سوى المجموعة التي اتخذت من "رينان " رئيسة لها رغم رفضها وتذمرها من الأمر إلا أنها رضخت للأمر الواقع في النهاية و استسلمت لكونها مسؤولة عن كل ما يفتعلنه من شجارات .... استلقت على الأرض مسندة رأسها لكفيها على جذع احدى الأشجار أغمضت عينيها قليلا فلا زالت تشعر بالنعاس .. طبيعي فهي أمضت وقتا إضافيا في التدريب الليلة الماضية .. وكأن حياتها العائلية ليست مزعجة كفاية كي تأتي مجموعة من الفتيات المشاغبات يجررنها معهن هنا وهناك لحسن حظها لم تعثر عليها ادارة مدرستها حتى الآن . ذلك يحفظ لها سجلها نظيفا تنبهت على صوت صديقتها "مير" _: ألن تتناولي الطعام؟ فتحت "رينان " إحدى عينيها لتنظر لوجه "مير " المبتسم وهي تمد لها علبة غدائها تحركت بكسل لتتناولها منها مع انحناءة طفيفة لشفتيها تعبيرا عن الشكر ... لم تكد تضع اول لقمة في فمها حتى لفظتها فزعا من الاصوات التي تنادي عليها نظرت خلفها لترى سحابة من الغبار و صوت أقدام مرعب كأنهن ثيران هائجة .. توقفن حالما وصلن اليها .. وقفت لترى سبب هذا الهجوم المباغت .. لابد أنهن ارتكبن جريمة ما و أتين اليها كالعادة لتحل لهن المشكلة التي أوقعن أنفسهن بها .. تحدثت احداهن وهي لاتزال تلتقط أنفاسها _: ساعدينا أيتها الزعيمة انهم طلاب مدرسة (....) آتون للانتقام منا .. لأننا لقنا أحد طلابهم بالامس درسا . تنهدت "رينان "بيأس فهذا الكلام تسمعه بشكل مستمر ... فتيات مدرستها لم يصدقن أن فتاة قوية مثلها انضمت الى المدرسة فرحن ينتقمن من كل من أزعجهن في مامضى و بالأخص بعد أن قبلت "رينان " أن تكون زعيمتهن علما بأنها مدرسة للبنات فقط لكنها صارت ذات سمعة محترمة بين عصابات المدارس ... صمتت "رينان لمدة تفكر و بقية الفتيات يرقبنها بتوسل .. أخيرا قالت بحزم _:حسننا لنرى ما يمكنهم فعله .! قفزت "مير " من مكانها فرحا فهي تحب رؤية صديقتها وهي تطيح بالصبيان أرضا .. حملت علب الطعام وذهبت مع فوج الفتيات الذي تتقدمه "رينان " في طريقهم لخارج المدرسة لمقابلة هؤلاء الذين تجرأو وفكرو في النزال **** في مكان آخر : أسند ظهره على الكرسي بعد فترة من الدروس جاء إلى مكتبه ليستريح تناول كأسا من الماء.. شرب منها و وضعها على الطاولة .. مسح شعره البني وهو ينظر من النافذة لتقع عينيه على مجموعة من الشباب و بعض من الفتيات يرافقنهم الى الخارج .. زفر بضيق وشيئ من الغضب لانه علم أنهم ذاهبون لخوض قتال ما .. نهض من مكانه بسرعة واتجه للخارج أوقفه زميله في المكتب وهو يناديه _:مهلا إلى أين أنت ذاهب ؟ _: علي الذهاب خلف هؤلاء المشاغبين ....شباب هذه المدرسة يسببون لي الصداع حقا لابد أنهم ذاهبون ليسببو الفوضى في مكان ما فقد رأيتهم يغادرون للتو بطريقتهم تلك التي تعرفها .. أخذ الأستاذ الآخر سترته من على المقعد ولحق بزميله ... ** وصلت "رينان " الى المكان الذي يفترض أنه المكان المحدد ..لكن يبدو بأن طلاب تلك المدرسة قد تأخروا أو ربما قرروا الفرار بعد أن علموا أنهم غيرقادرين على مواجهة قائدتنا .. هذا ماكانت تثرثر به بعض الفتيات ... .أما رينان فقد كانت تشعر بإرهاق شديد ففضلت الجلوس على أحد المقاعد المنتشرة في المكان .. كان يسير بخطوات تكاد تخرق الأرض عابس الوجه غاضب الملامح واضعا يديه داخل جيوب بنطاله و هو يمشي بثقة لا حدود لها عريض المنكبين رفيع القامة طويل الى حد ما ذو شعر بني كستنائي وعينين رماديتين تفيضان شرا في هذه اللحظات تسريحة شعره الفوضوية و طريقة ارتدائها لقميصه ذو الأزرة المفتوحة تدل على أنه فتى عصابات من الطراز الأول ... تحدث أحد الفتيان الذين يسيرون خلفه وهو يشير باصبعه الى مجموعة من الفتيات _:هؤلاء هم سيد "كين" نظر نحوهن بعد أن توقف ..نظرة فاحصة باحثا عمن تظهر عليها علامات تدل على أنها القائدة و بدلا من إيجاد قائدتهن لفتت نظره فتاة تجلس برفقة فتاة اخرى ليس بعيدا عن الأخريات .. لم يعرف تماما ما الذي جعله يطيل النظر الى تموجات شعرها التي تلمع بحمرة داكنة بين السواد مسترسلة بثقلها على كتفيها .. انتبه لنفسه أخيرا وزمجر بصوت عال تنبهن له جميعهن _: أين هي قائدتكن التي تتقوين بها أيتها الحشرات ؟! _ :هذا الفتى ينوي موته بالتأكيد تمتمت بها "رينان " وهي ترمقه بطرف عينها قبل تنهض من مكانها لتسير بخطوات واثقة لتتقدم زميلاتها .. أمالت رأسها إلى جانب مع ابتسامة مشبعة بالسخرية واضعة كفية على خصرها في وضع تحدي لوهلة تفاجأ من كونها القائدة كما فهم لكنه تدارك نفسه ثم أكمل كلامه _:إذن أنتي الفتاة التي ظهرت هذا العام وخلقت اسما بين العصابات ! أمالت رأسها الى الجانب الآخر وكأنها تقول : وإذن ؟ أظهر الفتى ابتسامة شيطانية ثم أردف _:انت لاتبدين بتلك القوة ! _:لاتحكم بالمظاهر يا هذا ! أرجح رأسه للخلف مبعدا شعره الذي تناثر على وجهه بسبب الهواء _ :لا تظني أني سأرحمك لاحقا عليك ان تدفعي ثمن تعديكن على مدرستنا تنفست "رينان " بعمق _: تتوقف عن الثرثرة وأرني ما لديك _:لديك شجاعة لابأس بها يافتاة .. لذلك سأمحك ضربة البداية فاستغليها جيدا . ابتسمت "رينان بشر مطلق:_لن تندم على ذلك ؟ حرك اصبعه باشارة معناها تقدمي .. لم ينتبه جيدا فقد كانت رينان تتمتع بالسرعة العالية ركضت في اتجاهه وسددت له لكمة تفاداها بصعوبة بالغة ......أو ظن أنه فعل ...... فقد شعر بضربة قوية على وجهه كادت أن تسقطه أرضا ... رفع نظره عن الأرض ليعرف أن مصدرها كان قدمها التي انزلتها في تلك اللحظة انتصب ظهره من جديد وكأن تلك الضربة لم تؤثر عليه أبدا أو كأنه لم يتلقاها مطلقا .. مسح بيده الدم الذي خرج من فمه جراء تلك الركلة وعلى وجهه ملامه تنذر بالخطر _ ستدفعين الثمن زمجر بها بصوت أرعب الجميع حتى أتباعه وحتى رينان سرت بداخلها قشعريرة بسببه .. اتجه راكضا نحوها في حين اتخذت هي وضعا دفاعيا حاولت أن تصد الضربة القادمة نحو وجهها لكن يده كانت أسرع منها أغمضت عينييها بعد أن أيقنت أن وجهها سيتحطم لا محالة .... لم تشعر بشيئ؟ ... فتحت عينيها لترى يدا أخرى تمسك يدى الفتى الأرعن .. نظرت لصاحبها .. انه شاب طويل جدا يملك بشرة طفيفة السمرة وشعرا بنيا داكنا وعينين حادتين تنام داخلهما خضرة ناعمة ملامحه تدل على أنه في أواخر العشرينات أو إاوائل الثلاثينات .. ابتعدت قليلا بعد ان أدركت أنها أنقذت من ذلك الأهوج .. لترى طول قامته كاملا وعرض جسده وعضلات ذراعيه التي برزت من خلال أكمامه المكفوفة ... تمتمت بشتيمة ما وهي تلعن كالعادة ... تحدث الرجل أخيرا بعد أن أنزل يد الفتى أجبارا _:أهذه هي الأخلاق التي تعلمتها ؟كيف توجه قبضتك الى فتاة ؟! لم يرد الفتى عليه واكتفى بنظرته التي وجهها نحو رينان واعدا اياها بجحيم لاينتهي ثم ادار ظهره مبتعدا ليتبعه بقية زملائه وجميعهم يرمقونها بنظرة غضب .. التفت الرجل الى رينان وهو يود لو يعاقبعا ايضا فقد أدرك من آثار اللكمة على وجه كين أنها ضربته .. لم تمنحه الفرصة ليقول شيئا رمقته بنظرة خالية من المشاعر و غادرت ايضا .. ظل ينظر لشعرها الذي يخفق مع الهواء بسواده المشتعل حاملا ذكرياته ليوم بعيد جدا وضع زميله يده على كتفه منبها _:ما الامر؟ لم شردت هكذا ؟ انتبه "كايل " على صوت زميله فأجابه بصوت خافت _:لا ادري لم تذكرت صديقي والحادث من تلك الليلة عنما رأيت شعرها المحمر ....... أما رينان فقد كانت تسير بصمت غارقة في تفكيرها ... تحاول استعادة شكل ذلك الرجل الذي جزمت بأنها رأته يوما ما .. تلك الأعين الخضراء لابد وأن تعرف لم بدت لها مؤلوفة بشكل مؤلم كذكرى بعيد نقشت في صميم قلبها ....... * انتهى الفصل الأول | ||||
07-01-19, 07:12 PM | #9 | ||||
| الفصل الثاني الصمت أبلغ من الكلام أحيانا ....، بعض الدموع قد لا تدل على الألم والحسرة و الضياع .. فحسب .. بل تكشف نقطة ضعف في لحظة ما من وهن النفس الانسانية غير القادرة على الكمال ... صرخات مكتومة .. و آهات جامدة.. و دموع تختبئ بين حبات المطر ... ونفق لامنتهي من الوحدة القاتلة.... رفعت رأسها و أسلمت وجهها جامد الملامح للمطر ليغسل ما علق في قلبها منذ ذلك الحين ... في ليلة ماطرة كهذه تماما ..... ***** انتهى يوم دراسي آخر خرج الطلاب مندفعين كالجيش الغازي ... وكالعادة " رينان " لا تدري حتى أيقظتها " مير " من نومها _استيقظي يا كسول علينا المغادرة مرغت رأسها بملل على ذراعيها المعقودتين أمامها في الدرج وأطلقت عدة تنهيدات مصحوبة بكم لابأس به من الشتائم الموجهة عشوائيا للجميع ... رفعت جسدها بتعب و حملت حقيبتها خارجة من دون كلام ... لحقت بها مير وهي تبتسم... فهي لم تغضب من تصرفات صديقتها يوما بل تجدها مسلية !. _ألن تذهبي للبيت ؟ سألتها مير وهي تقف أسفل الدرج تراقب رينان تصعد بتكاسل ... _ لا لن أذهب علي إنهاء بعض الدروس في المكتبة مطت مير شفتيها.... تعلم أن رينان تتجنب الذهاب للبيت باكرا .... فصعدت الدرج بسرعة لتمسك ذراع صديقتها مرغمة إياها على النزول _مابك ؟ لم تجرينني هكذا ؟ _سنذهب للمكتبة العامة .. هناك سندرس سويا ...لم تقتنع رينان كثيرا فما الفرق بأية حال لكنها أذعنت لكلام مير فهي لاتملك مزاجا للنقاش ... **** إنه غاضب جدا ...اللعنة عليها ... مرغت كرامته في اللأرض .. وعليه الآن أن يتلقى التوبيخ من أستاذه ....اتجه صوب مكتب معلمه فور انتهاء اليوم الدراسي كما أمره ظهر هذا اليوم فور عودتهم من المشاجرة التي لم يحصد منها سوى ركلة هزت شرفه و لم يسمح له الأستاذ أن يسترده ... عض على شفته السفلى بغيظ وهو يتوعد تلك الفتاة بانتقامه الذي لا يطاق ... طرق الباب وأخذ نفسا عميقا ... _:أدخل ! أغلق الباب خلفه بعد أن دخل وعلى وجهه نظرة خالية من التعبير رفع كايل عينيه من الأوراق التي أمامه خلع نظارته و هو يشير إليه بأن يتقدم .. _:أيها الفتى العنيد متى تتعلم التوقف عن هذه الحماقات ! حرك كين رأسه بالنفي _:هن من بدأن العراك .. _:حقا .. ! و هل كنت تنوي أن تضربها فعلا ؟ قطب كين حاجبيه وهو يتذكر كيف ركلته _ :لو لم توقفني لكانت قبضتي قد هشمت وجهها زفر كايل بغضب متمالكا نفسه _: أتعرف كين !.. السبب الذي يجعلني أهتم لأمرك لن يمنعني عن عقابك ... الحزن في عينيه ظهر بغتة فاشاح بوجهه للاتجاه الآخر.... ثم استطرد كلامه _: ستشذب قمم أشجار المدرسة في الصباح الباكر لن أسمح لك بدخول الدروس مالم تنجزها .. لم ينتظر من الفتى ردا فأشار له بالخروج ... ألقى كين على معلمه نظرة غضب و غادر المكتب وهو يلعن ذات الشعر المحمر .... *** دخلت الفتاتان إلى المكتبة ووضعتا مظلتيهما عند المدخل .. افترقت رينان عن مير لتبحث لنفسها عن مكان مناسب ... فلفتت نظرها بعض الكتب وانساقت وراء فضولها كالعادة .و نسيت ما تريده! .... استمرت تقرأ شيأ من هذا وبعضا من ذاك حتى وقع نظرها على ركن قديم مظلم... الغبار فيه موجود بطبقات كثيفة متعددة كأنه لم ينظف أو يقربه أحد منذ سنوات طويلة ... استغربت من إهمال المكتبة لهذا الجزء .. لو كانت تؤمن بالخرافات لقالت أن روحا تحرسه ...!!! قررت أن تأخذ مسارا آخر ... فمن الواضح أن لاشيء مهم هنا وإلا لن يهمل هكذا ... .. إحساس غريب شدها للعودة .. شعور بارد لامس عمودها الفقري .... التفتت لترى سبب هذا الشعور ... لا شيء مريب !.... كادت أن تغادر متجاهلة ما تشعر به .. ..عندما لمحت كتابا حشر بين الجدار وحاملة الكتب لم يظهر منه إلا طرفه .... عادت لتسحب الكتاب منساقة خلف فضولها الذي سيقتلها يوما ما ... جاهدت لتخرجه من مكمنه .. وأخيرا .! .. نفخت الغبار الذي يغطي معظمه حتى سبب لها سعالا ... كان الكتاب صغير الحجم نوعا ما ... مكتوب عليه بلون ذهبي ( طيف المطر ) ... هز العنوان فضولها من جديد ففتحت الكتاب لتعرف شيئا عن محتواه البداية تدل على أنها قصة من نوع ما .. لسبب تجهله تماما قررت استعارة الكتاب لتقرأه ...... ذهبت عند العاملة المسؤولة عن هذا القسم لتخبرها ... ما أثار حيرتها هو الذهول على وجه العاملة ... عندا رأت الكتاب فسألت رينان بصوت غريب .. _أين وجدته ؟ استغربت رينان من السؤال فنحن الآن في مكتبة..! .. لكنها أبعدت ردها الجارح عن لسانها فربما كان الكتاب ضائعا منذ زمن وأجابتها بامتعاض .. _ :وجدته عند احدى الزوايا المهملة هزت المرأة التي بدت في نهاية الأربعين رأسها بريبة ثم أعادت الحديث مجددا وهي تكتب معلومات الفتاة ... _آخرمرة رأيت فيها هذا الكتاب كان قبل اثنتي عشرة عاما من الآن ! شعرت رينان بالفضول فنظرت للمرأة تستحثها على متابعة كلامها _لقد استعاره فتى كان في الثانوية في ذلك الوقت وكان مهتما بهذا النوع من الكتب ... صمتت قليلا بعد ان تحشرج صوتها وظهرت عليه رعشة فشلت في إخفائها .. _ وبعد ذلك ؟ شجعتها رينان لمتابعة حديثها _ لقد كان يأتي إلى هنا باستمرار حتى اعتدت على وجوده .. وكنت أساعده عندما يطلب مساعدتي حتى من دون أن يطلبها أحيانا .... بضع مرات جلبت له بعض الكتب التي لاتوجد هنا .. لقد كنت معجبة بشغفه بالقراءة .. مع الوقت صار مثل أخي الصغير تماما فقد كان طيبا ولطيفا كان شخصا لا يمكنك ألا تحبه.... مسحت المرأة دمعة نزلت من عينها .. لم تشأ رينان أن تضغط عليها رغم الفضول الذي اعتراها لتعرف بقية القصة .. استأنفت المرأة كلامها بعد مجيء مير لتسمع أيضا _: كانت تلك الليلة ماطرة جدا جاء برفقة صديقه وقضى الوقت هنا كعادته حتى قارب وقت الإقفال .. وكنت أستعد للذهاب .. أستوقفني ليعيد هذا الكتاب على أن يعود و يأخذه في وقت آخر واستأذنني أن يحفظه بعيدا كي لا يأخذه أحد حتى يعود لأجله فهو كما علمت كان يستعد لامتحاناته .. ثم خرجنا سويا بعد ذلك ... وقتها أحسست بأنه ليس على طبيعته .. لقد كان قلقا من شيئ ما .. لم يفارق ذهني فرجعت بعد أن قطعت مسافة طويلة .. لكي أسأله عن مشكلته إن كان بإمكاني مساعدته ... توقفت لتلتقط أنفاسها التي انقطعت جراء الدموع .. ربتت مير على كتفها بتعاطف .. _لفت نظري في الطريق مجموعة من الناس تجمهرت قرب إشارة المرور وعدد من سيارات الشرطة و إسعاف أيضا كما أذكر ...دلفت بين الجموع لأرى مايحدث ......لقد كان محمولا على النقالة والدماء تقطر من رأسه .... لم أعرف ما حدث له بعدها لكن هو لم يأت بعدها أبدا .. بعد مدة أظنني سمعت بوفاته ..... **** كان الوقت بعد الغروب عندما خرج كين من المدرسة في طريقه للمنزل .. كان يشغل عقله أمر واحد فقط كيف ينتقم من تلك الفتاة التي أهانت كبرياءه .. ركل حجرا اعترض طريقه بقدمه فصدم قدم فتاة عبرت في تلك اللحظة رفع نظره عن ذلك الحذاء الذي يعرفه جيدا... فلم يمض وقت كي ينسى ما طبع على وجهه آثارا واضحة ,, استغرب من عدم انتباهها للحجر الذي صدمها بل واصلت سيرها دون ان تلتفت حتى .. وجد نفسه يسير خلفها ولم يعرف تماما لماذا ؟ ... لكنه أقنع نفسه بأنها فرصة مواتية ولن تتكرر للانتقام منها .. طريقة سيرها ... توحي بأنها لا تعي بنفسها .. توقفت فجأة وأسندت نفسها إلى جدار بقربها .... توقف بدوره دون أن يقول أو يفعل شيئا يدأت تضغط بإحدى يديها على جبهتها كأنها تمنع رأسها من الانفجار ... والأخرى كانت تحمل بها كتابا ..أليس غريبا أن تحمله خارج حقيبتها ؟! رفع زاوية فمه بسخرية ممنيا نفسه أنها قلقة بسبب ما فعلته ظهر اليوم .. لكن لم يدم شعوره بالنصر كثيرا ...الدموع التي تدفقت على وجهها فاجأته نوعا ما ...إن هذا يناقض شخصيتها التي رآه ظهرا كثيرا ...! .. انزلقت بظهرها حتى جلست على الأرض وقد احاطت نفسها بساعديها ... في تلك اللحظة تساقطت المطر خفيفا ... لم يشعر بالشفقة تجاهها ؟ ! ...أحس فجأة بأن ما تحمله يتعدى مجرد حوادث بسيطة .. أفرد مظلته وتقدم نحوها حتى وضعها قربها لتغطي رأسها .. رغم ذلك لم ترفع رأسها لتعرف من فعل ذلك تردد قليلا ..أيذهب ويتركها ؟أم يكون أحمقا وينظر ما بها ! في النهاية قرر الجلوس قربها ليحتمي معها بالمظلة من المطر الذي بدأ يشتد .. سألها بصوت هادئ .. ._: لماذا تجلسن هنا وتبكين ؟ رفعت رينان رأسها ونظرت إليه كأنها للتو انتبهت لوجود شخص ما .. حدقت بعينيه الرمادية بدتا ألطف من أول مرة رأته بها .. أعادت نظرها إلى الأرض التي تضربها قطرات المطر .. هدأت قليلا من بكائها .. وأخذت تمسح عينيها ووجهها بكفيها وهي تهمهم بكلمات لم يفهمها .. فأعاد عليها السؤال مجددا دون أن يغير نبرة صوته .. _ لم تجيبيني .. لم تجلسن هنا وتبكين وحدك؟ حدقت به بدهشة .... للحظة شعر بقشعريرة تسري في جسده بأكمله .. تلك العينين الأرجوانيتين التين تلمعان كالنجوم وبقايا الدموع العالقة على اهدابها الكثيفة جعلت قلبه يخطئ في إيقاعه وينبض بقوة آلمته .. أشاح بنظره عنها وهو لا يعرف ما حدث له بالضبط .. أسبلت عينيها وجاءه صوتها هادئا وناعما ليس كصوتها المزعج عند الظهر .. _ لم تكن هذه المرة الأولى .. فاجأته إجابتها التي لم يفهم منها شيئا .. عندما تشجع والتفت إليها مجددا وجدها قد نهضت .... راقبها وهي تبتعد بين سديم المطر دون أن تلتفت .. برغبته عارمة في اللحاق بها لكنه منع نفسه من التحامق أكثر .. أخيرا حمل مظلته وذهب في طريقه .. **** هدأت عاصفة الماضي التي اجتاحتها بعد تلك المحادثة القصيرة مع الفتى المغرور... مع أنه كان عدوا لها ظهر اليوم .... إلا أنه أشعرها بنوع من الدفئ السماوي .. بأن شخصا في هذا العالم قد يلاحظ حزنك وإن خبأت دموعك بين حبات المطر ...! أطلقت تنهيدة طويلة لتخرج بعضا من ما يمور بداخلها من ذكرياتها باهتة الملامح... كادت تجزم بأن ملامحه بطريقة ما ..قد رأتها ذات يوم ماطر.... لم تكن على ثقة تماما .....فصور ذاكرتها ليست واضحة لكنها تكاد تقسم بأنه وإن لم يكن هو .. فهو يشبهه الى حد كبير....! انتهى الفصل الثاني التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-02-19 الساعة 06:32 PM | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خيال ، فوق الطبيعة ، دراما |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|