آخر 10 مشاركات
الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] عزلاء أمام سطوة ماله للمبدعه/ مريم غريب،مصرية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          [تحميل]مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه / اديم الراشد "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل] أحرار مير قلوبنا مُستحلة ، لـ سَحــاب ، متميزة بجدارة (الكاتـب : Topaz. - )           »          24 - ضحيّة ! آن هامبسون - روايات قلوب عبير القديمة (كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-21, 11:43 PM   #1

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
Lightbulb كيف الرجوع؟ (1) .. سلسلة دياجير الردى * مكتملة *




*******

المقدمة

رواية «كَـيْـفَ الـرُجُـوعُ؟»
الموسم الأول مِن
سلسلة :: دَيـاجِـيـرُ الـرَدَىٰ ::







كَيْفَ الرُجُوعُ وَدَياجِيرُ الرَدَىٰ حَلَّ
كَيْفَ الرُجُوعُ وَفِي الخَطَآيا غَرِقْنَا غَرْقا


مُدَّ لِي يَدَاً، مُدَّ لِي تَذْكِرَةَ عَوْدَة
كَيْفَ الرُجُوعُ إلىٰ مَاضٍ إلىٰ حَيثُ كُنَّا


أَجَبْ وَعَلِّمْنِي كَيْفَ الرُجُوعُ وَإلَّا
فَاصْمتْ وَلا تَحدِّثْني كَيِفَ أَصْمُدْ


هَل تَرىٰ جِرآحَ قَلبِي
هَل تَرىٰ جُنُونَ عَقْلِيْ
هَل تَرىٰ مَا شَبَّ حَولِي
مِن لَظىٰ نَارٍ حَرَّقَ الأَجْفَانِ


هَل لَكَ أَنْ تَلمَحَ انْكِسَارَ أَجنِحَتي
هَل لَكَ أَنْ تَشْهَدَ انْهِيَّارَ سَدِّي
أَجِبْ وَإِلَّا فَارْجِعْ مَنْ كَانَ لِي سَنَدي
أَجِب وَإلَّا فَاجْبُرْ لِي كَسْرَ عُمُرِي


إنْ لَمْ تُجِبْ فَإِنِّي
سَأَعِيدُ السُؤالَ كَرةً أُخْرىٰ
كَيْفَ الرُجُوعُ وَدَياجِيرُ الرَدَىٰ حَلَّ؟



موعد الفصل الأول

يوم الاثنين بإذن الله.




***********


<<رَوابِط الفُصول >>


المقدمة .. اعلاه
الفصل 1 .. بالأسفل
الفصل 2, 3 نفس الصفحة
الفصل 4, 5, 6, 7, 8 نفس الصفحة
الفصل 9, 10, 11, 12 نفس الصفحة
الفصل 13 الأخير




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-03-21 الساعة 01:04 AM
Assia Aljrjry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 12:51 AM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... نرجو منك تغيير حجم الغلاف لانه حجمه كبير واثر على شكل الصفحة يمكنك الدخول من اللاب حتى تشاهدين شكل الصفحة ....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 08:29 PM   #3

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-21, 12:19 AM   #4

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رىرى45 مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
شكرا عزيزتي¬....


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-21, 12:20 AM   #5

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

✮ :: الــــمَــــدْخَـــــــــ ـل :: «« شَـــتَـــآت»» ✮


✮««01»»✮








لَمْلِمْ شَتَاتِي يَا رَفِيقَ عُمري
وبَينَ كَفَّيكَ خَبِّئ لِي فُؤَادي
أَعِدني كَيفَ ما كُنتُ حِينَ كُنتْ
وعُد لِدَربي كَما عَوَّدْتَني حِينَ كُنت


يَا أَخاً كَانَ لِي يَوماً...
لَملِم شَظَايا عُمرٍ ضَاعَ مِنِّي
وانتَشِل مِن الرَمادِ قَلْبِي
واخْمِد...
مَا شَبَّ مِن لَهَبٍ بَينَ الضُلوعِ


يَا أَخاً كَانَ لِي يَوماً...
مُنذُ أَنْ كُنَّا فِي المَهدِ لِي كُنتَ عُمراً
وَدَرباً كُنتَ لِي وأَنوارَ الدُروبِ أَنتَ
فَلملِم شَتاتي بَينَ كَفَّيكَ لَملِم
وَعلِّمني كَيفَ أَعودُ حَيثُ كُنت
علِّمني...


كَيفَ أجْهَلُ ماضٍ لَها أَنا ذُو عِلم
هَل لِي بِنسيآنٍ يُنسِيني قَهرَ سِنيني
هَل لِي بِعَودَةٍ وَجَهلِ يُغَشِّيني
فَبَعضُ الجَهلِ حينَ جَهلٍ
لِلقلبِ رَحمَةٌ وأَمنٌ عَظِيمِ









"كذب" هذا ما يلخص حياته البائسة، كل شيء له ليس أكثر من مجرد كِذبة، عاشها حتى صارت له الحقيقة وصارت له الهوية، لكن ما من كذبة يحق أن يكون حقيقة لأنها مجرد وهم خيال! وإذا ما طغى الوهم على الواقع

فكما هو الأن ما يحدث، وجوده انقسم ثم انشطر ثم تحول إلى شظايا وفتات، وله صار حياته ليس أكثر من جحيم. تبدد من عينيه الحياة، وذاق قلبه بؤس العذاب حتى مات من شدة العناء.

هو، رغم فحش الثراء والخدم والحرس، حياتاً كالملوك يعيش، لكن كيف للمال أن يلملم شتات قلبه؟ كيف يقتل الفراغ الذي يزهق روحه؟ سؤال يراود فكره كلما اختلى بنفسه ووجد الصمت ليغرق في أفكاره:
من هو؟
ابن لمن؟
هل هو العربي؟
أم الى أقآص الأرض ينتمي؟

ليكتشف بعد كل مرة يسأل نفسه؛ إنه الغريب في الحياة، لا ديار يأويه ولا نسب حقيقي يتبع اسمه، "لا مكان يضم روحه المحترقة،" ولا يد حنون يضمد جراح قلبه السقيم. سأل سؤال أخر تبع الأولى يبحث في طرحه له عن أمل، من يلملم شتاته؟ ومن يعيد الحياة لوريده؟

أوقف غادي سيارته الفضية الفارهة على مدخل المعرض، فـاليوم،... قرر أن يأخذ نزهة في البلاد برفقة ابنه الوحيد، بعيدا عن حياته الأثمة بعيدا عن الحرس والصخب، لعله يهدئ ثورة بؤسه

ترجل من السيارة وقف ينتظر ابنه ذو السبعة أعوام من الجانب الاخر الذي ركض إليه بمرح أمسك يد والده، وهو يسرع في سيره في حماس طفولي بريء للنزهة التي وقع الاختيار عليها هذه المرة لـ معرض الأسماك الذي يعشقه.

حماس هذا الطفل ما كان إلا لندرة خروجه من المنزل بسبب عمل غادي المظلم. هذا الطفل الذي حرم من أبسط الحقوق وهو العيش "حرا دون قيود" فرغم ثراء والده فلم يستطع أن يشتري له، ربما أصدقاء يؤنسون وحدته، أو حرية أو أمان وما بين قوسين غادي بكل ما يملك من قوة وثراء لم يستطع أن يمنح لابنه الطفولة، أو يحفظ شيء منها على الأقل له. بل يزيد، إن هذا الثراء كلعنة التصق بنحر هذا الطفل يخنق أنفاسه، وذاك القصر الذي يعيش فيه، والذي يتمنى الكثير العيش فيه، أمنيته أن يضرم فيه النار ليحوله الى رماد يذروه الرياح فالقصر له السجن، وهو السجين الذي حكم عليه بالبؤس أسيرا بين تلكم الجدران البائسة.



لكن، كل ما حصل لم يكن كافيا أن يسرق منه روحه المرحة الذي لا يظهر إلا إذا ما كان مع والده أو والدته. طفل فضولي يحشر أنفه في كل شيء، لعوب ببراءة، مخادع صغير.

وهما يدخلان لمعرض الأسماك يقفز ويتحرك بكثرة ونشاط كأي طفل مشاكس في السابعة، ناداه والده بهدوء صار طبعه منذ عشرة أعوام، هدوء وبرودة كأنه كتلة من الجليد حي، لحظة... من سيؤكد أنه حي؟

فمن يرى غادي سيصاب بحيرة من أمره لجمود ملامحه الشديدة التي فيه لا تعلم بمشاعره إن كان حزينا أو سعيدا، يحب أم يكره، فقط نبرة باردة ما تسمع منه وملامح جامدة ثابتة بلا معنى واضح.

- لا تتحرك كثيرا، ستتأذى.

رغم إن كلماته لم يكن إلا حرص على طفله لكن هذا الطفل اخذه من والده كـ "إنذار وتحذير" ولخوفه من الوالد الجامد ذو الملامح القاسية ببرودة. يستكين ثم يمشي باتزان كرجل في الأربعين. وقد انطفأ كل ما كان في قلبه من حماس.

شعر غادي بخيبة ابنه، لكن هو بنفسه بحاجة من يواسي قلبه عن خيبات السنين، ليس دوما لدينا من يزيل عنّا الحزن! وهذا الطفل سيعتاد، وسينسى، فليكن درسا له في الخيبة، حتى لا يصدم حين يأتيه خيبات أعظم حين يكبر

قبض بكفّه بلطف على يد ابنه وقد أصابه الملل من التجوّل داخل المعرض الذي يخنقه، بضجيجه المزعج، اتجه بابنه إلى المصعد، صعدا إلى الطابق الأخير للبناية حيث سلسلة المطاعم، مقعدهما محجوز على شرفة الطابق الوسيعة رغم أن فيها من يعكر صفو الجو بالسجائر، لكن لا زال اكثر راحة له من صخب الداخل. جلسا على مقعديهما على الشرفة يتهامس حولهما نسائم ما قبل الغروب الساكنة.

غادي طلب الوجبة وبعد ان ابتعد النادل غرق في جو من الصمت عميق، أبعد نظره الى البعيد إلى البعيد، وجهه جامد لا ترى فيه أي من اللهيب الذي يحرق صدره، أمال رأسه الى الأمام، ثم وضع ظهر أصابعه الأربعة على ذقنه متكأ على الطاولة بمرفقه. أخذه أطياف الذكريات في رحلة بائسة على متن الجراح لما قبل عشر سنوات من الأن. وفي أذنيه يرن كطنين مرض لا يغيب ذلك القول

" لست تنتمي إلينا يا غادي، لست بأخ لنا ولا دم يربطك بنا"

حاول طرد هذه الذكرى ليعود ويصب على مسامعه ذكرى اخرى كالحمم الحارقة لروحه المكتوية بجمرات هذه الذكرى

" لست سوى ابن حرام أتى به والدي رفقا بك، لا أصل لك ولا لا تنتمي لأحد لست سوى لقيط "

مع وقع كل كلمة من الذكريات يذرف قلبه الألم والجراح يأبى الاندمال مهما مر من سنين، مهما غير من اسمه ولغته وانكر انتمائه، ورغم كل ما يدور بينه وبين نفسه من صراعات من الخارج لم يكن سوى كتلة من الجليد، قناع ألِف ارتداءه حتى صار جزءًا منه لا يتجزأ


في الجانب الأخر للطاولة يتابعه ابنه في عيون التأمل يراقب، يقلب عينيه من عيني والده ذو الظلام الحالك كقاع البحر إلى رموشه الطويلة الكثيفة ذات السواد الشديد، مرورا الى بشرته السمراء ثم شعره الاسود المتموج الذي قد غزاه اصفرار محذر لشيب وبعض من الشيب، رغم صغر سنه فهو ليس سوى إلا بعمر الرابعة والثلاثين. نادى الطفل والده بعد أن سئِم الصمت الطويل

- أبي…

نظر إلى ابنه بعيون خالية من المشاعر، رغم احتواء قلبه أنقى المشاعر لهذا الطفل، همهم في هدوء مخبرا ابنه بأنه يسمعه فماذا يريد؟ فأجاب الطفل بابتسامة رجاء بائسة

- لقد مللت هل تأذن لي بالاتجاه إلى سور الشرفة لأراقب البحر؟

نظر غادي إلى الداخل حيث المطاعم ثم أجاب بهدوء

- لقد حضر الطعام، لاحقا إن شئت…

سكت الطفل وهو ينظر حيث أعين ابيه ثم صاح بحماس معبرا عن فرحه لوصول الطعام، محاولا تغيير الجو الكئيب للمكان. سأله غادي بقسوة برودته مطفئا حماس ذا الطفل مرة اخرى

- الست تأكل كل يوم من البحريات، فعلما هذا الحماس، كايدن؟

امال كايدن شفته بضجر مغلقا فمه، يعلم إن تحدث مراددا والده فقط سيعودان الى المنزل وسيخسر النزهة.

"حضر الطعام" في الوقت الذي لمح فيه غادي الرفيق الوحيد في هذه الحياة البائسة، فرفع يدا ثم نادى

- يامن..

الذي ما أن رأه حتى تقدم اليه بابتسامه، عبر إلى الشرفة متجها إليهما، وصل، وقف من جهة الطفل فانحنى الى كايدن ثم قبّل خده ومن بعد ذلك التفت إلى غادي وقال بلهجة عربية اصيلة محادثا كايدن

- هل تسمحون لي أن اسرق الغادي لبعض من الوقت؟

فأجابه غادي بملل من تطفله ومقاصده الواضحة له

- تعلم أنه لا يجيد العربية، فما الغاية لسؤالك له؟

كشر يامن بضجر من صراحة هذا الغادي وبرودته ثم تحدث بسؤال.

- ألم يحن الوقت ليتعلم لغة والده ايضا يا غادي؟

لم يفقه كايدن حرفا من الحوار القصير، لكن كان رد والده له كفيلا بفهم معنى الحوار "حديث خاص بينهما" حين قال له وهو ينهض من مكانه

- لا تتحرك من مكانك، لن اتأخر.

غادر غادي برفقة يامن متجهين الى الداخل وكأن يامن يحادثه بأمر مهم وقفا في الداخل عند احدى الطاولات ثم صار والده يحادث شخصا أخر،

غادي، قال انه لن يتأخر لكن، في قاموس كايدن لقد تأخر. كايدن الذي تحيّن الفرصة وهو يرى والده يتحدث مع الغرباء ومنغمس في الحديث،
تقدم نحو سور الشرفة، وضع يده على السور القصير ثم رفع جسده وجلس أعلى السور يراقب البحر بانذهال غير منتبه أنه في شاهق الأعالي،...

رغم تجاهله لخطر المرتفعات إلا أن يقظة زرعها والده فيه بل يقظة تولدت بذاتها في نفسه لحوادث هو شاهد لها، هو فيها المجرم والضحية. شعر بشخص يقترب منه فالتفت في حذر وفزع.

ولكن لالتفاتته وبفعل الرياح كاد يهوى الى السحيق لولا أن أمسكه يد الرجل الذي كان يقترب منه سابقا، وأصوات الشهقات والصراخ علا في المكان لانزلاق الطفل وكل الأعين الحضرة تراقب الوضع ومنهم من احتشد حولهما

الرجل ما تقدم الا لخوفه على الطفل من السقوط وأراد أن ينزله، فحدث ما حدث رفع الرجل جسد الصغير كايدن فوجده متيبس من الخوف، الدموع يكتمها في مجحر عينيه لكن عبراته يفضحه ميلان شفتيه المرتجفتين.

حشد الناس الذين اجتمعوا قبل قليل في فضول لرؤية ما حصل عندما لم يعد في الأمر ما يثير تفرقوا رويدا رويدا الى أن بقي الرجل مع كايدن الذي لا زال يقاوم دموعه المثقلة لعينيه. وجسده تلقائيا استعد للقتال، فقط يبحث عن أي من أمارات الهجوم ضده لينقضّ.


في داخل البناية، غادي يراقب الوضع بصمت في بُعده. قلبه هوى أرضا من مكانه عندما رأى ابنه ينزلق، واستراح وكأن الحياة عاد إليه عندما استطاع الرجل انقاذه، لكن، تجمد في مكانه عندما تعرف على ملامح الرجل فوقف على مدخل الشرفة والصدمة شلّ مقدرته على التفكير السليم أو التصرف حتى. وقف متوارٍ عن الانظار يراقب ابنه والرجل وهما معا،

يتأجج في قلبه مشاعر مختلطة من الغضب والشوق والحنين، وفي خلده يدور سؤال يتمنى له من جواب يشفي غليل فؤاده التعيس "كيف الرجوع؟" سؤال لا جواب له لأنه لا رجوع، فكيف للزمن أن يعود إلى الوراء؟ وكيف له أن يجهل ما له فيه علم؟

يراقب من بعيد "طفله" و "الرجل" الذي جلس على ركبته ليصبح على مستوى كايدن يحاول آن يخفف عنه وطأة الصدمة، تحدث الرجل مع كايدن بالعربية " فقد كان لمح غادي ويامن وهما يتحدثان العربية عندما مر بجانبهما في قدومه لهنا. وكان في الوقت الذي به يتحدث الصاحبان. لمغادرتهما الطاولة أبقى عيناه على هذا الطفل الذي تركه الاب المهمل، ليحدث ما حدث"

- لا بأس يا صغيري، لقد مر على خير، لكن لا تعد هذا الفعل مرة أخرى ، هل اتفقنا؟

لم يفهم كايدن منه حرفا، وخوف حكم قيوده على قلبه "هلوسات خطف أو موت، بل وتعذيب" ولتذكّره الأحداث مع سطوة الخوف على فؤاده انفجر في البكاء وهو ينادي باللهجة الاسترالية

"اريد ابي"

التفت الرجل يدور في عينيه في المكان، لكن كيف ان يتعرف على والد الطفل؟ ، فهو لم يرى وجهه فقط لمحه من الخلف سابقا، لفته لهجة الطفل الاسترالية فسأل الانجليزية بدوره

- اين والدك؟

كايدن في جنون الخوف الذي دب في قلبه لا يستمع ولا يدرك ولا يستوعب، فقط مسترسل بقول

- اريد ابي

عجز الرجل عن اسكات الطفل، يلتفت في ورطة حوله وهو يرى الأعين عليه لكن اين هذا الاب الاحمق الان؟ أيعقل أنه لم يسمع بكل هذه البلبلة؟ في غضب يسأل نفسه، زوجته عندما رأت يأسه وعجزه تتقدم ثم تسأل الطفل الباكي بأسترالية ركيكة " وقد حكمت كونه استراليا لمظهره الاسترالي، الذي ببشرة برونزية وعيون زرقاء نقية بشعر أشقر اللون

- لا تبكي يا صغيري، فالأبطال لا يبكون نحن لن نؤذيك

نظر اليها ملامحها العربية الهادئة بعث في نفسه شيء من الطمأنينة فـ سأل بلهجة طفولية في بحث عن الأمان

- لن تخطفوني؟

استغرب الزوجان سؤاله فأجابت الزوجة وهي تضحك بلطف لتفكيره الغريب

- أ لهذا انت خائف؟ لن نخطفك يا صغيري،... اين والدك؟

مسح دموعه ثم جال بنظره في المكان وحيث كان والده لكن اصابه شيء من الجمود وهو يرى بأن والده " اختفى!،" مهلا كيف تركه اباه؟ اجاب وهو يتقدم ويقف حيث طاولتهما

- لا... اعلم

اومأ الرجل لزوجته ثم قال لها بعربية

- آتِ به الينا، قد يتسبب بالحوادث وحده،... عندما يعود والده فنحن قريبون من حيث طاولتهم

تقدمت الزوجة الى الطفل ثم سألته بالاسترالية

- ما اسمك يا صغيري؟

رفع كايدن حاجب باستنكار ثم تحدث وكأنه عجوز كبير في السن

- ليس من اللائق ان تسأل الاخرين أسماءهم دون أن تعرف عن نفسك

ضحكت الزوجة برقة متعجبة من تغيراته في تصرفاته، وكأنه لم يكن الطفل الباكي لتوه. تقدمت ثم جلست على مستواه لتقدم نفسها له ويدها مدتها له

- انا ادعى ياسمين من انت؟

ابتسم وهو يرد تحيّتها ثم أجاب

- كايدن سلاوذرر

- اذا كايدن ما رأيك ان تأتي معنا الى ان يأتي والدك؟

أومأ رأسه أن لا ثم تحدث وهو يتجه لمقعده

- ابي لن يتأخر سأنتظره هنا...

تركه الزوجان، فهما لا يعلمان أي نوع من الاباء والده، واستنادا على مظهره فهو طفل احد الاثرياء، والأثرياء غريبوا الأطوار غالبا لكن مع ذلك عيناهما عليه، خشية الاذى على طفل يجلس وحيدا وتوه نجا من موت محتم.

لا زال يقف مراقبا للوضع من بعيد غادي، سأله يامن مدعيا الاستغراب وفي نفسه يدق قلبه طبولا لوشك نجاح خطته

- اظن أن ابنك كاد يلقى حتفه توّاً غادي، بربك ما الذي تفعله هنا؟

اجابه غادي وصوته يغلّفه هدوء صقيعي لا مشاعر فيه.

- أظن أن عملك انتهى غادر وانجز ما طلبت منك.

- لست خادمك.


نظر غادي ليامن بطرف عينيه بجمود، والصمت أجاب نيابة عن صوته بالطرد المباشر. يامن، يعلم أن لا فائدة من بقاءه هنا بل قد يتسبب بنفسه بفشل خطته فتراجع تاركا صاحبه لوحده في خلوة لقاءه مع الماضي وخوضه الحروب الضروسة في جوف.

بقي غادي يناظر من بعيد ليملأ عينيه برؤية من اشتاق له قلبه، فمهما أنكر، وكيفما كان اللقاء الأخير بينهما، لهذا الرجل معزة ومكانة لن يكون لأحد غيره، رغم أن هذا الرجل بذاته من وقف أمامه ذات يوم يدفعه صارخا بوجهه أن يغادر.

فما باله يأبى المغادرة؟ لما قلبه معلّق على أطياف هذا الماضي؟! نظر لكايدن الذي داهم النعاس جفنيه وغفى بسكون من طول الانتظار على طاولته وحيدا خائف القلب.

نسائم المساء الباردة تجلد جسده الصغير ببرودته القارصة كلما هبط الظلام وزاد الرياح، والطعام قد برد وما عاد له من طعم واهدر هباء.


غادي، يرغب في التقدم لكن يأبى قدماه، لا زال لم يطفأ لهيب الأشواق، ولا يزال يرغب في المزيد من الذكريات عن هذا الرجل لعله يمحي الذكرى الأخيرة.

رغم أنه فقط يناظر من بعيد ويراقب بصمت لكن هذا يكفي كجرعة خفيفة لقلبه المثقل بالوحدة والضياع. تقدم الرجل من كايدن وبيده معطف له. وهو يتمتم بشتائم على والد هذا الطفل كيف الطفل نام وحيدا منتظرا وهو لا أثر له؟

يريد مغادرة المكان لكن قلبه لا يطاوعه ترك هذا الصغير وحيدا هنا. نظر الى السماء، الوقت قد تأخر والشمس تعلنها الوداع في شفق وحشي احمر كالدماء. وضع معطفه على كايدن بلطف

في هذه اللحظة شهق كايدن مرتعبا فزع من نومه لملامسة شيء غريب له. تراجع الى الخلف بجسده الصغير مما سبب له السقوط على الارض ولكن لفزعه لم يبالي بالألم وهو يتراجع الى الخلف وفي عينيه نظرة نارية حذرة، ويده على جيبه على سكينه الذي يحتفظ به للدفاع عن نفسه. قبض كايدن على السكين ثم نوى الهجوم في استعداد للانقضاض وشعور الخطر الذي ولّده فزعه يسلب منه التفكير السليم.

هنا تحرك غادي...، يعلم ان استمر الوضع سينتهي بان يهاجم كايدن الرجل، فالرعب في عينيه يعني بأنه في اشد لحظاته شراسة، والخوف تمكن من بسط نفوذه على فؤاده الصغير

فأنزل القبعة على وجهه غادي، ليخفي ملامحه، قلبه ينبض باضطراب، "يخشى" إن نادى ان يتعرف الرجل على صوته، لكنه تجرأ قبل ان يتمادى كايدن لينادي بكلمة واحدة

- كايدن

يستجيب الطفل للصوت ثم يحول بعينيه عن مصدره ليجد غادي واقف على مدخل الشرفة، ركض فرحا وقد عاد إليه الطمأنينة الذي كان قد سلب منه لثوانٍ بفعل الخوف والحذر.

امسك غادي بيد كايدن ثم سار دون ان يلتفت للرجل الذي استغرب هذا الاب، عليه ان يتحدث معه، فالطفل اليوم كاد ان يلقى مصرعه لإهماله، فنادى بالإنجليزية والد الطفل

- هيه، انت

لم يجب غادي وهو يسرع في خطوه في "هربا" من هذا الرجل، والم قلبه يزداد كلما ابتعد، لقاء هذا الرجل زعزع كيانه، واضطرب للصوت المنادى به اتزانه، غادر المعرض دون أن يستطيع الرجل لحاقة

وصل الى سيارته، أمر كايدن بان يركب وعندما التفت عائدا لمقعده فوجئ بالرجل يقف امامه، وهذا الرجل اصابه الدهشة حتى الجم لسانه،

هذان العينان اللذان يحملان من سواد الليل، الملامح الهادئة،... الفرق أن فقط قد اختفى منه السماحة وفي اصابه النحول حتى برز عظامه وأوردته من جلده، لكنه هو دون أدنى شك، رغم كل الاختلافات الحاصلة عليه بتقدم السن فمن سيشبه الاخر بهذا الشكل؟ للصدمة الذي أصابه من ملامح الرجل نسي ما كان لأجله هنا فنطق بتردد والحروف يأبى تجاوز شفتاه غير مصدق لما يراه عيناه

- غا...دي؟

رغم اضطراب غادي الداخلي وبراكين المشاعر التي تفجرت بلقاء هذا الشخص وفي وهذا القرب الذي له يصرخ عقله بجنون ويرن أجراس الإنذار، لم يكن جوابه سوى نظرات باردة خالية من الحياة وصوت عميق متمكن مجيب بالاسترالية

- عذرا، هلّا تنحيت جانبا ...

أجاب الرجل باستغراب بلهجة استرالية

- أنا جهاد،.... غادي، أنت غادي يستحيل ألا تكون!

أجاب غادي بالاسترالية ينفي وجود "غادي" وينفي معها " عروبته" بإجابة باردة جامدة الحروف كالصقيع

- انا... أدلر سلاوذرر، ولا أعلم من تكون، فتنحّى عن أمامي من فضلك...

قطع كلامه قدوم يامن الذي وقف عند مدخل المرأب ولغاية في نفسه مكمّلا خطته نادى بالعربية بصوت عالي بقصد.

- غادي، حصل أمر طارئ معي يجب علي المغادرة لأجله، هل بالإمكان ان أكمل لك ما اردته مني غدا؟

نظر غادي ليامن بجمود وهنا أدرك يامن بأنه أصاب الهدف، لكنه ادّعى البراءة والجهالة فرفع يده "سلاما" ثم فر بجلده هاربا صمت يغلف غادي من الخارج ولكن في داخله حرج كبير لما حصل توّاً، فقد كشفت كذبته الصغيرة فقط بعد ثوانٍ من لفظه لها،

هنا ابتسم جهاد واللقاء يطرب فؤاده تحدث بالعربية محاولا أن يترك صدمته جانبا فليس وقت الصدمات الأن وأخيرا قد التقى بالفقيد الغائب لعمر.

- إذاً أنت لازلت لم تنسى العربية ايضا... محاولة فاشلة لإخفاء هويتك يا غادي.

لم يجب غادي فقط بقي ينظر بصمت إلى هذا المدعو بجهاد، تجاوز جهاد غادي ثم ركب في السيارة، فجهاد يعلم بأنه ان لم ينشب بغادي لن يستطيع اعادته لهم، فقد مضى عشر سنوات قتلن الود ومشاعر الأخوة في الأفئدة وإن لم يجبره على الاستماع فلن يصغي بطيب خاطر. لكن لا بأس دام قد وجده سيكون الباقي أسهل من اليوم.

وفي السيارة اتصل بزوجته ليعلمها بانه طرأ عليه امر وأن يصحبها اخاها الى الفندق، وقد يتأخر في العودة، ثم اغلق الهاتف وبقي يراقب غادي الذي تقدم وركب بهدوء ثم قاد السيارة دون كلمة،

كايدن يتابع المناظر من خلال النافذة وقهر يسكن قلبه، فكيف اُفسِد نزهته؟ تنهد بضجر ولم يفلت تنهيدته من مسمع غادي الذي سأله بالاسترالية

- ما الأمر؟

- لا شيء...

هذا ما اجابه كايدن بحزن، ليعود الصمت، حاول جهاد كسر هذا الصمت محاولا لاستدراج غادي للكلام واسقاط حصونه الحصينة بالصمت. بلغة عربية نقية بقصد منه لإثبات العروبة لغادي. أنه العربي ولو أنكر.

- لقد تغيرت كثيرا،... لم أكد اعرفك للوهلة الأولى

لم يجبه غادي في محاولة لكتم مشاعره، ان تحدث،... ربما سيفضح نفسه. فهو بالكاد قادر على ضبط مشاعره لألا يتزعزع أمام هذا اللقاء الذي ينتفض عليه كل خلية في جسده، فالتزم الصمت ولم يصدر حرفا، لسلامة قلبه... وحصونه الجليدية شاهقة الارتفاع فولاذية الصلابة.

وعليه فأكمل جهاد بغير يأس، فلم يتوقع الكثير أساسا من المحاولة الأولى ولا يتوقعها من الثانية أيضا بالنظر لغادي الذي يشبه غادي فقط.

- غزا شعرك شيب يا أيها العربي، مع انك لست سوى ابن الثلاثين.

لم يجب غادي، من خلال المرأة يراه جهاد كتلة جمود جليدية صامتة. بينما في واقع الأمر غادي يخوض في قلبه حربا ضروسا مميتا. طال الطريق حتى تجاوزوا المدينة فسأل جهاد مستغربا وعيناه على الطفل الذي غط بنوم عميق من طول الطريق

- إلى أين متجهون غادي؟

لم يجبه غادي فتحدث جهاد وليس هو من يستطيع إحكام أعصابه

- غـــادي إني احدثك، مر ساعة ونصف لازلنا على الطريق، وأيضا كأننا خرجنا من المدينة، أين وجهتنا؟

نظر إليه غادي عبر المرأة ثم تحدث بعد صمت طويل بكلمة واحدة كأنه يجبر نفسه على النطق

- بيتي.

لجموده وحروفه الثقيلة كان وقع عظيم في نفس جهاد الذي آثر الصمت على أن يزيد في الكلام وهو يرى ضجرا عُقد بين حاجبي غادي عقدة شديدة. لكن استغرب من غادي الذي وكأن لا راحة في جسده والعقدة التي بين حاجبيه لشيء أخر... كالألم مثلا... فضّل الصمت على السؤال فليس ذا الوقت ليحشر أنه في حياة غادي.

وقف السيارة بعد طريق طويل أنهك جهاد الذي ظن أن لن ينتهي ذا الطريق. حيث قصر أبيض لا يرى له بداية ولا نهاية فسأل جهاد مستغربا وهو يرى الباب يفتح ليعبر غادر البوابة البيضاء كبوابات القصور القديمة بفخامتها ورُقيّ تصميمها

- أين نحن غادي؟

استرق غادي النظر لجهاد بفضول ليرى ملامح وجه جهاد ثم نطق وهو يوقف سيارته أمام بناء القصر.

- بيتي.

الأمر سيكون قابل للتصديق لو أن لغادي خلفية او عمل مميز في هذا البلد الأجنبي، لكن رجل مثله لا خبرة له في الحياة بل حتى في تخصصه الذي تركه فوق تخرجه لينشغل في تعمير السيارات لهوسه بالسيارات،

- عندما غادرتنا لم تأخذ معك حتى بطاقتك الشخصية يا غادي! ، فمن أين لك هذا؟

أطفأ غادي السيارة ثم أخذ منها هاتفه وعلبة بيضاء وضعه في جيبه، ثم ترجل من السيارة واتجه إلى الجانب الأخر، فتح باب المقعد الذي بجانب مقعد السائق، رفع بين ذراعيه ابنه النائم استدار مغادرا وأحد الخدم من أغلق الباب من خلفه، تحدث وهو يصعد السلالم إلى القصر

- ماذا؟ هل تتحسر الان لطردك لي آنذاك؟


التزم جهاد الصمت، مهما برر الان لا فائدة ما لم يجلسا جلسة ويشرح بها كل شيء، ولعله يستطيع حل سوء التفاهم،.... عندما اعاد التفكير مرة اخرى حقيقة لم يكن هناك سوء تفاهم اكثر مما كان من مكر شيطان فرق بينهم وأردى كل منهم في واد من الجحيم.


تبع أخاه ليدخل خلفه ويعبرا من الصالة الكبيرة، توقف غادي عند السلالم المؤذِّية الى الطابق الثاني وهو يناظر ابنه النائم ثم تحدث بهدوء وسكون

- انتظرني على مقاعد شرفة الصالة.

من دون أن يسمع الجواب أو يزيد في الكلام اتجه إلى الأعلى في الوقت الذي نظر فيه جهاد حوله يناظر القصر باستنكار وإعجاب في الآن ذاته...، أثار إعجابه التصميم الهندسي البديع للقصر، الذي جدرانه بأبيض الثلج وسقفه مزخرف بزجاج شفاف مائل لزرقة المياه، وأثاث القصر الزجاجية غريبة التصميم ذات لون رمادي بها شيء من الشفافية يعبر عن الحزن الساكن في هذا القصر وهدوء صاحبه،

وما أثار استنكاره واستهجنه، الرسومات المعلقة على الجدران بشتى انواعها بصور جارحة للنظر من أطفال وحوريات بلوحات فنية مرسومة بالزيتي من الألوان، والتماثيل الزجاجية التي تزين القصر بعضهم في الزوايا وبعضهم في منعطفات القصر الكبير منها لحيوانات وأخرى أطفال وحور وأقزام، تنهد وتأنيب الضمير يأكل قلبه، من حال غادي الذي وصل به الأمر أن ينكر انتماءه وما الذي سيؤكد له كونه لازال على الإسلام وهذا القصر الذي هو يعيش فيه...

سؤال راود عقله كيف وصل غادي لهنا وأقام رسميا وهو مطالب للعدالة في بلاده؟! وكيف قام بجمع المال وهو الذي لو تم التدقيق في هويته لأُرسل الى بلاده بحكم أنه مطلوب! بالتأكيد ليست حكومة استرالية غافلة عن ذا الثراء لأجنبي على أراضيه! نفض عنه الاسئلة العقيمة التي لن يجد لها حلّا إلا إذا ما كشف له غادي الجواب.

اتجه إلى حيث أخبره غادي " الشرفة" وطأه قدماه، شرفة واسعة بحجم غرفة تقريبا فخمة كل الفخامة يتوسطها طاولة زجاجية شفافة، دائرية الشكل فوقها صحن بها من العنب وبجانبه سلة بها زجاجتي "خمر" وكأس كبير بها ثلج ثم كأسان لشرب هذه السموم،

تعجب من المنظر لوهلة ظن أنه فهم خاطئا، غادي هذا أوصل به أن يشرب خمرا؟! اقترب منها ثم أخذ بيده يقرأه وتأكد بأنها زجاجة خمر، اعاده لمكانه، ثم جلس على كرسي الطاولة ينتظر غادي، ويد الضيق امتد على نحره يخنق انفاسه من مناظر الضياع الذي فيه يعيش غادي.

طرد عنه الأفكار جلس يتأمل المنظر الخلاب الذي يطل عليه هذه الشرفة من حديقة كبيرة بها شلالٌ وعين ماءٍ خريرها يمتع السامعين، وينعش الروح برائحة المياه والتراب.

وبعد انتظار خفيف سمع خطو ثقيل يتجه نحوه استدار إلى الخلف ووجده غادي وقد غيّر ملابسه لرداء خفيف بقميص رمادي يكشف ساعديه وسروال اسود خفيف، عليه علّق جهاد مستنكرا

- هل أنا الوحيد الذي يلجمه البرد هذه اللحظة؟

لم يجبه غادي بل فقط تقدم بصمت ثم جلس مقابلا لجهاد وبعد ذلك أخذ زجاجة الخمر وصب لنفسه منه مقدار نصف الكأس، ثم اخذ قطعتان من الثلج ورماهما في كأسه، عليه سأله جهاد

- منذ متى وهذا السم رفيق يومك؟

شرب منه رشفة غادي ثم بدأ يقلب الكأس بين اصابعه بعد صمت قصير سأل وعيناه إلى البعيد

- ماذا تريد؟

- لقد بحثنا عنك لعشر سنوات

- ماذا تريدون؟

- أن تعود

- إلى أين؟

- الديار

- ولما؟

- غادي، لم ادرك بأنك ضعيف إلى هذا الحد! أي بيت هذا الذي يخلوا من نزاع بين الاخوة؟!

- لست أخا لكم.

- غـادي، وهل يتم التفاهم بالهجر! ، وكم؟، هجرتنا لعشر سنوات يا غادي ألا يكفي؟!

ثبت غادي عن الحركة لثوانٍ وهو يراقب الثلج الذي يلمع في نبيذه الأحمر من فعل ضوء مسلط من الحديقة، ثم تحدث والذكرى يزيد عذاب قلبه

- لم أهجركم... فقط غادرت بيتا ما كان يرحب بي

- دعك عنك أوهامك

- دعوني وشأني.

- نحن عائلتك غادي، يستحيل أن نحذفك من صفحة حياتنا!

- عائلة إذا؟... وماذا تعني العائلة يا جهاد؟

حوار ثقيل والأثقل برودة غادي. بحث في عقله جهاد عن إجابة لسؤال غادي فلم يجد سوى أن يسأل بمثال، وعليه تحدث سائلا إياه عن كايدن

- ما الذي يعنيه لك كايدن ووالدته؟

لان نظرات غادي وزاد سوادهما الحالك بظلام الليل الثقيل، اجاب مستفزا جهاد، في محاولة لقتل ما بقلبه من مشاعر جميلة منكرا، بحروف كساها ثوبا من زمهرير

- لا أعلم؟ ما هما بالنسبة لي؟... أظن... لا شيء…

أخذ غادي بعد كلمته الاخيرة زجاجة الخمر ليصب لنفسه من جديد ثم أكمل يتكلم وهو يسأل ونظرات جهاد تراقبه بصمت

- صدقا،... ما الذي يعنيه أن أكون أبا؟... أن أكون زوجا؟... إنه لا شيء... لا يعني شيئا سوى لقب...

عض جهاد شفته السفلية بقهر من هذا الأخ الذي قد مات الحياة في عينيه، وقلبه ما يضخ لأوردته إلا الجليد، نهض من مكانه والتفت إلى حيث يجلس غادي، أخذ من يد غادي كأس الخمر ثم رماه على الارض ليتناثر ومنه يسيل الشراب الأحمر ملطخا قدميهما بشيء منه، صرخ جهاد وهو يأخذ الزجاجة ويضربه بقوة على الطاولة لينكسر " الزجاجة والطاولة" في الآن ذاته

- هل فقدت عقلك؟ بربك هل تعي ما تهدي به الأن حتى؟ إلى أي حال وصل بك الأمر لتصبح بهذه اللامبالاة، صدقا غادي؟!

نظر غادي لجهاد بنظرات قتيلة ما من أثر فيه لنبض حياة

- إذاً؟

كلمته استفز جهاد ليصرخ بغضب أشد وهو يمسك غادي من ياقة قميصه ويسحبه ليقف

- غــــــــــــــــــــــــ ـادي

سحب غادي يدا جهاد من عن نفسه، ثم تحدث بهدوء وهو يعدل قميصه الذي تبعثر بفعل قبضة جهاد

- غادي... غادي قُتل ما قبل عشر سنوات يا جهاد، فانصرف من هنا... ولا تعد أبدا.

أدار وجهه مغادرا المكان لكن أوقفه كلمات جهاد

- سنان.... لم ينجو ذلك اليوم، لقد قتلت اخاك... يا غادي ذلك اليوم.

أكمل غادي طريقه بصمت متجاهلا، فتقدم جهاد منه وأمسكه بقوة وأداره نحوه ليكمل

- لما لا تستوعب يا غادي، لازلنا للأن لا نعلم ما كان بينكما أنت وسنان، نحن فقط أردنا أن نوقف نزاعكما خشية أذيتكما لبعضكما، وفعلا قد مات سنان وأنت انظر لحالك خسرناك لعشر سنين.

غادي... لم يتغير نظراته، باردة ككتلة من الجليد، فتحدث جهاد مستغربا بهدوء موازي لهدوء غازي

- لست أفهم يا غادي، من أين لك هذا البرود الذي لم يكن طباعك يوما؟ ماذا حصل من بعدنا معك يا أخي...

فتح فمه غادي ليتكلم لكن سكت عندما تقدمت زوجته من خلف جهاد وبيدها الهاتف، تحدثت بنبرة رقيقة هادئة بلهجة استرالية نقية

- ءاا أعتذر على المقاطعة، أدلر... والدي يريد التحدث اليك

لصوتها بحركة غير مقصودة أدار جهاد وجهه الى الخلف ثم استوعب بأنها تكون زوجة اخيه، وهذا من طبيعة نبرتها معه فأشاح بنظره بعيدا الى جهة الشرفة، ثم ترك غادي وخرج إلى الشرفة،

نظر غازي إلى جهاد الذي استكان جالسا على الكرسي وفقط يزعجه رائحة الكحول الذي فاح بسبب كسر جهاد للزجاج، تجاهله واتجه لزوجته وحادثها بالاسترالية

- ما الامر هذه المرة روسلينا؟

أمالت شفتها بأنها لا تعلم، لكنها بدورها سألت وهي تزيح شعرها الكستنائي عن وجهها

- ما بال ضيفك صدّ؟

- لا تأبهي به...

همس جملته ثم أخذ الهاتف من يدها وخرج من القصر إلى الحديقة يحادث عمه» والد زوجته في الوقت الذي به تقدمت روسلينا إلى الشرفة مستغربة رائحة النبيذ الثقيل، وقفت عند الشرفة ثم تحدثت وهي تناظر لعيون جهاد الغاضبة يراقب زوجها، سألته بالاسترالية

- من تكون؟ ... ليس من عادة زوجي أن يأتي بالغرباء...

نظر نحوها للصوت لكنه صدّ عنها بحرج ولم يفته كونها في لباس منزلي وغير محجبة، لكنه أجاب سؤالها

- أخاه

سرّت بهذا الخبر ثم اقتربت وجلست بجانبه حيث كان غادي سابقا. تفاجأت بالطاولة مكسورة لكنها أهملت الامر لتتكلم بأريحية

- انا لم أعلم بوجود احد له؟

- هو لا يعتبرنا احد له...


ضحكت... ثم أجابت بعفوية

- هو لا يعتبر أحداً له،...

ثم لان ملامحها وأكملت وهي تناظره يحادث والدها في الحديقة بقرب عين الماء

- أظنه طعنة أصاب قلبه... حتى أراده قتيلا وهو حي.

لم يجب جهاد وعيناه لم يفارق غادي الذي اغلق الهاتف ثم عاد أدراجه إلى القصر وكلمة روسلينا "طعنة أصاب قلبه حتى أرداه قتيلا وهو حي" أصابه في مقتل، فأجل هم قتلوه قبل عشر سنوات ذلك اليوم... أزاح بقدمه قطعة الزجاج ثم نهض واعتذر من روسلينا مغادرا، وقف عند باب المدخل ثم سأل غادي الذي كان قد صعد أخر درج

- هل لك عودة الى الديار؟

- لست إليه أنتمي

- لكن هناك من ينتمي لك غادي

لم يجب غادي فقط أكمل طريقه إلى الداخل، فأكمل جهاد الأخير قوله بابتسامة أمل ورجاء

- هتون...... ابنتك.

تجاوز غادي الباب ببرودة متجاهلا الخبر الذي لم يدركه وباله في البعيد عن جهاد الذي قبض على يده

- أرجوك عد... غادي

تجاهل غادي جهاد ثم نادى روسلينا بالاسترالية

- ليجهز الخدم الحقائب، لرحلة قد يطول لشهر

أجابته بنعم دون استفسار ثم غادرت وفي طريقها أمرت الخادمة أن تنظف الشرفة. سأل جهاد من خلفه وقد ثار الضيق في صدره من خبر السفر الذي ليس بوقته.

- إلى أين يا أخي؟

"أخي" كلمة يثير بداخله زوبعة يفقده الرشد ويهدم كل حصونه ليعود "الأحمق " الذي لا ينكر عظمة هذه الكلمة لنفسه، فمن "كالأخ" فمن كالأخ سند في الحياة وعضد؛ وإن خُذِل منهم فلا بأس، فهم له "الإخوة." "صمت" طال الصمت حتى قرر غادي أن يجيب، ولم تكن اجابته سوى كلمتين بهما يهدئ من روع أخيه بفراق جديد، ويطمئن نفسه أنَّ وإن أنكر هو "ينتمي" لأرض ما ومكان ما في هذه الحياة.

- إلى الديار


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 06:24 PM   #6

Wafaa elmasry

? العضوٌ??? » 427078
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 233
?  نُقآطِيْ » Wafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond repute
افتراضي

البداية مشوقة و مثيرة و أسلوبك في الكتابة جميل
بالتوفيق


Wafaa elmasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 05:37 AM   #7

حبوبة حبيبى

? العضوٌ??? » 198736
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 284
?  نُقآطِيْ » حبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond reputeحبوبة حبيبى has a reputation beyond repute
افتراضي

بالتوفيق
بدايه مشوقه تسلم انامل يمناك


حبوبة حبيبى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 02:41 PM   #8

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafaa elmasry مشاهدة المشاركة
البداية مشوقة و مثيرة و أسلوبك في الكتابة جميل
بالتوفيق
يا هلا يا غالية اسعدني رأيك
شكرا لك🌹


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 02:42 PM   #9

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبوبة حبيبى مشاهدة المشاركة
بالتوفيق
بدايه مشوقه تسلم انامل يمناك


الله يسلمك
شكرا عزيزتي 🌹


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 02:44 PM   #10

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

✮:: فَــــصْـــل :: «« مَطَرْ»»✮



✮«02»✮




رُبَما استِراحَةٌ قَصِيرةٌ لِلقَلب
يَا حُزنُ مِنْكَ لَنْ يَضُرْ


فَطُول الحُزنِ يِأكُلُ القَلب
كَما النَّارُ يَلتَهِمُ الحَطَب


يَا حُزنُ أكَلتَ قَلبي حَتىٰ
مَا عَادَ لَهُ فِي الصَدرِ أثَر


دَعني فِي وَحْدَتي
أَحتَسي دَفِيءَ القَهوةِ
تَحتَ سَقفٍ باردٍ بماطر ليلتي


يَرتَعِشُ يَدايَ مِن بردٍ ومطرْ
ثُمَّ تُدفئهما كُوبُ قَهوةٍ دَفِيءِ

إنِي أستَمِعُ بِصَمتٍ
فَيا حُزنُ لا تُثِرِ الصَخَب ْ

فَيَكفِيني سَمفُونِيّة المَطَر
بِأنْشُودَةٍ بَارِدَةِ العَزْفِ والكَلِم.




غدا بإذن الله


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.