آخر 10 مشاركات
203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-19, 08:47 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس
مصيري في ورقة
فقطفي طرفة العين ومن لحظة لشقيقتها التى تليها قد تختلف كل الحقائق .. قد تقوم حروب وتهدم مدن بالكامل .. قد يموت انسان وقد يولد اخر ..
الثانية ربما تكون مقدار ضئيل من الزمن لكنه كافيًا ليتغير الكون خلاله فما بالك بالانسان الضعيف وخصوصًا حينما يختبر اشد أنواع الألم واقساها ..
اختطاف ولدها فاق احتمالها ومزق قلبها وغلفه بالألم الجسدى وليس فقط المعنوى لكن مكالمة معتصم وعلي الرغم من قسوتها إلا أنها احيت الأمل بداخلها .. ريان الآن مع والده الحقيقي ومهما بلغت قسوة الأب إلا أنه لن يضر لحمه ..
يكفي نظرة واحدة منه لوجهه ليعلم كل المستور والشبه القاتل بينهما الذى سبب لها الألم لسنوات قد يكون هو المنجى الآن ..
سبحان الله الذى يدبر الأمور بعظمته ولو علم الانسان الغيب لما تذمر للحظة .. كانت تتألم في كل مرة تنظر فيها لوجهه والآن اقصى امنياتها أن يكون اليوم نسخة من أبيه بالكامل ليعلم الحقيقة بدون كلام ..
الحديث عبر الهاتف لن يفيد .. يجب أن تكون المواجهة وجهًا لوجه .. مصيرها لم يعد يهما الآن ما يهم أن تسلم أمانتها .. أن تري حب الأب لابنه وأن تهب ريان الأب الحقيقي حتى وإن قتلها معتصم فلم تعد تهتم .. ستعيد وصل ريان بجذوره لينمو في أرضه ويروي تراب قبرها بحبه لها ..
منذ زمن ولا معنى لحياتها وموتها ربما سيريحها من عذابها لكن تتمنى ألا يحمل ريان وصمتها فلا ذنب له ..
قد يظن معتصم أنه يقهرها بمكالمته .. أنه يتشفي في عذابها لكنه لم يختبر ما مرت به منذ الأمس .. لا
يعلم أن مكالمته كانت كالثلج الذى هبط علي نار قلبها فاخمدتها .. وجدت نفسها تهتف بلهفة ..
- هل رأيته معتصم ؟؟
لكن لا اجابة سوى الصمت .. لأول مرة يجد نفسه في موقف لا يستطيع فيه الكلام اخرسته بسؤالها الغير متوقع .. بهت لدرجة أنه ربما لن يتحدث مجددًا وسيصاب بالخرس لباقي عمره ..
اراد حرق قلبها فقلبت كيانه بسؤال غير متوقع .. توقع أن تثور عليه وتسبه كما كانت تفعل لكن لهفتها قتلته ..
مشاعر غريبة يختبرها الآن,, منذ أن شك في احتمالية كونها زارا حكيم وهويخطط بصبر حتى خطة الاختطاف كانت مدبرة ومعدة منذ شهور,, كان فقط يتبقي أن يتأكد بنفسه من كونها هى .. أن ينظر في عينيها لمرة اخيرة قبل أن يعطى الأمر لرجاله بالتنفيذ وحينما اراد الشعور بالانتصار فوتت عليه حتى هذه الفرصة ..
حينما تقابلا بالأمس كانت تشعر بالرعب علي الرغم من تماسكها الظاهري إلا أنها كانت ترتعد ,, شعر بارتعادها لدرجة قلبت موازينه ..
اللعينة تتركه فى حيرة وتتساوي لديه الرغبة في قتلها مع الرغبة في حمايتها .. شعور غريب دائمًا احتله أمامها وربما كان ذلك السبب الحقيقي لقسوته عليها ,, كان باختصار يتحول لشخص أخر أمامها,, لرجل ضعيف غير معتصم القوى الذى يريد أن يكونه دائمًا وذلك بالطبع كان يغضبه وبشدة ..
رعبها كان واضحًا بالأمس لكنه لن يخطىء في فهم نبرة الارتياح التى التقطها في صوتها الآن وهى تسأله " هل رأيته ؟؟ " ..
قطعت افكاره لتكمل بنفس اللهفة ..
- لأجل الله معتصم لا تؤذيه, فقط اعطينى الفرصة للكلام أولًا..فرصة للشرح,, هناك أشياء تجهلها .. لن
اطلب منك عدم ايذائه لأجلي, فأنا اعلم اننى لا اساوى لديك حتى ثمن الحبر الذى خطيت به علي قسيمة زواجنا لكن احلفك بالله احميه من نفسك حتى نتقابل وبعدها سأترك الحكم لعقلك ..
مازال عاجزًا عن الكلام سيتلعثم لو نطق بحرف واحد .. رغبته الملحة والشديدة في اظهار ما يعتمل ما في نفسه من شر مهددة أمام ارتباكه .. قد تفضحه حيرته اذا ما نطق لذلك اغلق الخط ..
يا الله .. الحقير اغلق الخط .. هل سيؤذيه ؟؟
بالتأكيد لم يقع نظره عليه للآن وإلا لكان اكتشف .. الشبه واضح بصورة لا تخطئها عين .. اذًا ربما اغلق الخط ليراه وسيعاود الاتصال ..
رنين خافت من هاتفها النقال يعلن عن وصول رسالة نصية ..
فتحتها بلهفة مميتة وخصوصًا أنها تعرفت علي رقم المرسل ..
رسالة مختصرة كتبت بحروف من نار .." سأنتظرك بمفردكِ في جناحى في الفندق " ..
بالأمس اختار هو لحظة المواجهة واليوم اختارتها هى بل وطلبتها ..
وبخطوات مرتعشة اتجهت لخزنتها السرية التى تغطيها لوحة زيتية وضربت بعض الأرقام لتستخرج كنزها الثمين ..
قد يظن مقتحم القصور إن فعلها ووصل لخزنتها السرية أن خزنة زارا حكيم الخاصة والتى تحرص علي حمايتها ستكون ممتلئة بالألماس والصكوك والأحجار الكريمة لكنه سيصدم صدمة عمره حينما يكتشف أن ذلك الكنز الثمين الذى تحرص علي حمايته بحياتها هو مجرد تقرير طبي صادر من مستشفي حكومى في كوالالمبور وعليه امضاء اكرم حكيم واثنين من الشهود غيره ..
ربما سابقًا كان مصيرها في تلك الورقة لكن حاليًا مصير ريان هو المهدد وربما تنقذه تلك الورقة ..
وبكل حرص دست الورقة في حقيبتها وهمت بالمغادرة .. لأجلك ريان سأفعلها حتى لو كلفنى الأمر حياتى
********
لن ينكر أنها كانت خلابة بشعرها الذى تحول للأشقر لكنها ليست حبيبته ذات الشعر الغجري الأسود ..
في الواقع هى تغيرت كثيرًا داخليًا وليس خارجيًا فقط من بعد تلك الليلة المشؤمة التى سبقت عيد مولدها التاسع عشر وهى لم تعد شيرويت التى يعرفها وليفاجىء بها يوم زفافه تغير من كل نفسها حتى من لون شعرها وتحوله للبنى الفاتح بدلًا من الأسود الحالك وكأنها كانت تنذره بالانفجار الوشيك ثم لتكمل تحولها بهروبها منه وتحويله لأشقر فضى ناقض سمارها فاصبحت مزيج عجيب " رائعة الجمال مشهية " ولولا أنه يعلم أن ميجيل لا يري سوى سكرتيرتها لكان وضع شيرويت علي لائحته من شدة جمالها المهلك ..
آه لو فقط تعود الأيام للوراء لكان تزوجها منذ أن بلغت وحبسها في قفص من ذهب لا يملك مفتاحه سواه ..
التفكير يكاد يقتله لماذا طلب منها الحضور الآن ...؟؟
تلك لم تكن خطته مطلقًا ..
خطته كانت تقتضى باجبارها علي العودة ذليلة للنجع فوي اسرع وقت .. اذًا ما فائدة حضورها إليه ..؟؟
هل يريد رؤيتها ليملي عينيه منها ويشبع حواسه بوجودها ..؟؟
هل مازال يريدها ؟؟ هل سيعترف الآن أنه يفتقدها ؟؟
لا هذا لن يحدث .. علي جثته أن يكون بهذا الضعف أو يسمح لها بالتلاعب به, إن كان قد احبها يومًا فهى اثبتت له أنه لا يوجد ما يسمى بالحب ..
كانت معلمة ماهرة وعلمته درسًا خلص منه إلي أن جميع النساء خائنات لعينات يسلمن اجسادهن إلي أيًا كان بمجرد أن يسمعهن الكلام المعسول وتلك اللعينة بالخصوص سلمت جسدها له ولغيره وتزوجت اخر بكل جراءة وهى مازالت علي ذمته ..
أي شيطانة وقحة عديمة الاخلاق هى لتفعل لذلك بل وتنجب من الأخر ولدًا ..
الساقطة وهبت العجوز ولدًا تذكر ذلك دائمًا ..
ذِكر خيانتها اشعل قلبه بالغضب .. خنجر بارد غرز في قلبه وهو يتخيلها في احضان الرجال ولا تلقائيًا كان يحمل مزهرية كريستالية ويلقي بها في عنف لتحطم المرآة الكبيرة في غرفته والتى كان يري فيها طيفها ..
رأسها ستلحق قريبًا بتلك المزهرية وعلي الباغى تدور الدوائر ..
وكما هربتِ كالنعجة الخرقاء ستعودين كالكلبة المطيعة وسأدهسك بقدمى قريبًا جدًا يا حقيرة ..
عقابك سيكون شافيًا لغليلي وتعويضًا لحسرتى .. ولا يوجد مكان للرحمة في قاموسي ..
مرآته المحطمة اظهرت وشمه مقسم لعشرات القطع الصغيرة .. وشم النار الذى وضعه علي قلبه ليذكره بخيانتها يتضاعف يوميًا في الحجم حتى كاد يغطى كل روحه,, تلك اللعينة اخذت قلبه معها حينما رحلت وتركته بدونه ..
طرقاتها الخافتة علي باب غرفته لم يخطئها .. حتى صوت طرقاتها مميز وتعرف قلبه عليها .. الشعور الذى احتله لا وصف له لكنه كان عنيفًا بكل المقاييس,, مشاعره تخيفه هو شخصيًا من حدتها المتزايدة ..
وبلهفة قاتلة فتح الباب ليجدها أمامه مجددًا بعد سنوات من الغياب والعذاب ولحظات الصمت استطالت وظلا يراقبان بعضهما البعض بعيون ملتهبة من الغضب ومن الحزن ومن الألم .. ظلا كتمثالين من الحجر يتطلعان في عينى بعضيهما ربما لدقائق وربما لساعات فالشعور بالوقت قد توقف منذ زمن ..
لم يكن عتابًا ما حملته العيون بل كان اعمق من ذلك ... كان سؤالًا لا جواب له
" من السبب فيما وصلنا إليه ؟؟ "
ربما ارادها أن تعود من حيث اتت ربما لن يستطيع تمالك نفسه ويقتلها فورًا وهو بالتأكيد لا يريد ذلك ..
ليس الآن علي أى حال لكنها وضعته أمام الأمر الواقع حينما تقدمت للداخل واغلقت الباب خلفها ..
مرت سنوات منذ اخر خلوة جمعتهما سويًا في غرفة مغلق بابها عليهما .. بالتحديد منذ خلوة غيرت كل حياتهما ولونتها بالسواد ..
لكن بتقدمها للداخل كانت تقدم كل التنازلات الممكنة .. كانت تثبت له استعدادها التام لتحمل عقابها في مقابل العفو عن ريان .. القوة التى اكتسبتها تتراجع أمام لحظة أمومة واحدة وفداءً لإظفر واحد من ولدها سترضخ راضية ..
وحينما عادت للنظر في عينيه وجد نفسه يضع كل قوته في لطمة وضع فيها غضب سنوات .. لطمة يفرغ فيها شحنة غضبه افضل بالتأكيد من دك فوري لعنقها كان علي وشك فعله ..
لطمة وسباب جعلاها يسيطر علي رغبته في قتلها ويستعيض عن القتل بالضرب .. - .. حقيرة ..
تلك اللطمة التى عبرت عن رغبته الدفينة في قتلها اقتلعتها من علي الأرض لتلقي بها عبر الغرفة فتنكس رأسها أرضًا تبكى بصمت ..
إن كان هذا استقباله فكيف سيكون وداعه .. ؟؟
ربما في الماضى لطمة جعلتها تهدم حياتها وحياة عائلتها بالكامل لكن الآن الضرب لا يهم فقط ريان يهم ..
كم تتغير النساء حينما ينجبن !!
وجدت نفسها تُسحب من شعرها بعنف ليجعلها تقف علي قدميها ويضعها أمام المرآة المحطمة وهو يقول بغضب اهتزت له جدران الغرفة ..- عاهرة .. اصبحتِ عاهرة قذرة حتى أنكِ تحملين رائحتهم المقززة ..
لا معتصم أنت مخطىء في حياتى لم احمل سوى رائحتك أنت ..
لكن افكارها اختنقت مع اختناق قصبتها الهوائية فبحركة مفاجئة احاطها من الخلف ومنع عنها الهواء بساعده القوى وهو يكمل ..
- استطيع سحق عنقك بذراعى الآن لكنى لن افعلها حتى اري حسرتك علي ذلك اللقيط بعينى ..
يري حسرتها ؟؟!! ألم يراها بعد ؟؟
سألته بصوت مختنق ..
- أين ريان ..؟؟ أين ولدى ؟؟
شدد من ضغطه علي عنقها حتى كادت تختنق بالفعل وهو يقول بغضب مخيف ..- إن اردتِ رؤية ذلك اللقيط مرة أخيرة قبل أن القي به لذئاب الجبل المتوحشة فاياكِ من تسميته " بولدى " أمامى ..
وهن صوتها حتى اصبح بالكاد مسموعًا وهى تسأله بضعف ..- أين ولدى؟؟
هل تتحداه تلك الحقيرة ..؟؟
ادارها بعنف ليهبط علي وجنتها الأخري بلطمة تفوق شقيقتها في القساوة لكنها لم تسقط أرضًا هذه المرة وكأنها كانت تعلم فتحملت لتظل علي قدميها ..
- أين ولدى ..؟؟
تكورت يده هذه المرة علي شكل قبضة .. تلك اللعينة مازالت متمردة .. مازالت لا تستجيب لتحذيراته .. مازالت " شيرويت " ..
لكن القبضة لم تصيبها هى بل سلطها علي المصباح الجانبي مهشمًا اياه بعنف وينغرز الزجاج في يده التى بدأت في النزف من فورها ..
عادت لتسأله مجددًا ..
- هل رأيته معتصم ؟؟ هل رأيته ؟؟
اجابها بقساوة ..
- لا .. لماذا سأرغب في رؤية ابن الزنا هذا يا ساقطة ..؟؟
استطيع سجنك الآن بكل سهولة بتهمة تعدد الأزواج لكن هذا لن يشفي غليلي..
ابن الزنا !! أه قتلتنى يا معتصم ومزقت قلبي ..
- اذًا أين هو ؟؟ اريد أن اراه ..
نظر في ساعته وهو يقول بتشفي ..
- غالبًا قطع اكثر من نصف المسافة للقاهرة وبحلول المساء سيكون في النجع ..
كل امالها تحطمت .. تحولت لشظايا .. عدم رؤيته لريان تعنى نسف احلامها ..
لن يصدقها مهما قالت أو فعلت .. وريان سيكون في خطر ..
ربما تتملك النزعة الصعيدية احدهم هناك ويقتله ..
كل كبريائها تمردها حقدها سخطها حنقها, كل مشاعرها تبخرت ولم يتبقي منها سوى الرعب ..
جثت على ركبتيها بانكسار واحنت رأسها حتى لامس فمها قدميه وهى تبكى وتقول ..
- اترجاك معتصم .. ارجوك ارحمه ولا تؤذه هو مجرد طفل صغير,, أنا أمامك الآن افعل بي ما تشاء لكن لا تؤذه ارجوك ..
سألها وهو يختنق بكلماته ..
- إلي هذه الدرجة تحبين ذلك اللقيط ؟؟
- لا تطلق عليه هذا اللقب مطلقًا .. ما ذنبه هو ؟؟
ركلها بقدمه بعنفٍ مبالغًا فيه ليبعدها عنه وكأنها قمامة ستلوثه ..
- كل ذنبه أنه يذكرنى بخيانتك .. بجسدك الذى كان ملكًا لغيري .. وذنبه الأكبر أنك تحبيه .. سأستخدمه لحرق قلبك ..
- قلبي حرق يوم زفافك بالفعل ..
جذبها مجددًا لتقف علي قدميها ليكمل تعذبيها وهو يتطلع في عينيها مباشرة ..
- أنتِ لم تختبري حرق القلب بعد .. تصفية الحسابات بدأت وعلي الجميع الدفع ..
لو كان هذا هو وقت الحساب, اذًا فهو أول من يجب عليه الدفع .. مرارتها تشكلت في كلمات انطلقت علي الرغم منها ..
- اذًا حاسب نفسك أولًا معتصم وسدد ديونك كرأس للسلسلة التى بدأت بك ..
عد بذاكرتك للماضى وتذكر كل ما فعلته واحكم بالعدل .. حينما تكيل بمكيالين وتعاقبنى بمفردى علي ذنب اقترفناه سويًا فأنت من المنافقين .. عندما يتعلق الأمر بالعشق فلا توجد سلطة للرجل علي المرأة..
قانون القلوب اعمى ولايفرق في الغيرة بين قلب رجل أو قلب امرأة حينما يحكم ..
الآن فقط تعادلنا معتصم،، اهنت كرامتى بصفعك لي فدمرت كرامتك بفراري منك,,, كسرت قلبي بزواجك فاقتلعت قلبك من مكانه بزواجى وتذكر دائمًا أن البادى اظلم ...
رنين هاتفه اعطاه الفرصة للتفكير .. انها تلجمه مجددًا وتسحب البساط من تحت قدميه ستكون اجابة المكالمة حجته ليأخذ هدنة ظاهرية مع افكاره التى اوقف اشتعالها وثورتها بالرد علي ميجيل بكلمات مختصرة ..
- أنا غير متاح اليوم ولك تفويض كامل منى لادارة الصفقة كما تريد ميجيل .. أنا اكتفيت وحققت مرادى والمعاملات النقدية سأتركها لك ..
وبدون اضافة المزيد اغلق الخط .. نعم حقق مراده لكن الكثير من الأموال علي المحك .. ليس من حقه افساد صفقة بمبلغ ضخم لمجرد الانتقام, لكن علي ميجيل الاهتمام بها من الآن وصاعدًا ..
الحرب اشتعلت ولديه جبهات عدة يحارب فيها .. اكثرها خسة هى جبهة فالح الذى تصرف بخسة ونذالة
متوقعة واكثرها ألمًا تلك التى يواجهها الآن هذا بالاضافة لرضوان البهنساوى وعائلته .. وبصوت بارد كالثلج
امرها ..
- ستعودين للنجع معى أنتِ ووالدتك ال..
قاطعته بألم ...
- أمى مريضة معتصم .. أنا اختطفها ولا ذنب لها مطلقًا..
هى فقدت كل ادراكها السليم بوفاة والدى .. لن تتعرف عليها عندما تراها .. اصابها الخرف وفقدت ادراكها للمكان والزمان .. الله لا يحاسب المجنون المغلوب علي عقله فهل ستحاسبها أنت ..؟؟
- مع انى لا اصدق حرف واحد تنطقين به لكن سنري يا حقيرة واعدك بأيام من الشقاء تعوض شقائى لسنوات .. علي كل حال انتقامى لا يشملها حاليًا,, لكل مكانه علي لائحتى علي حسب اهميته بالنسبة لي .. واعادتك أنتِ وابنك اللقيط ستكون غنيمتى الكبري وسأبدأ بكما حتى تبرد ناري ولو قليلًا ...
**
قضى كامل الليلة في سيارته يراقب بنايتها فربما يأتى حبيبها المزعوم لكن كيف كان سيتعرف عليه .. اعد نفسه لمهاجمة أي رجل يدخل البناية بمفرده ووقف كالمجنون يراقب باب شقتها ويستعد لشن الحرب ..
مشاعر غريبة لأول مرة يختبرها في نفسه .. هل تلك هى الغيرة ..؟؟
ما معنى تلك الكلمة التى لم تكن في قاموسه من قبل ..
الغيرة هى النار التى تجعله يقتل لأجلها .. النار التى تشتعل في جسده من مجرد فكرة وجود رجل اخر في حياتها لمس جسدها أو حتى قلبها ..
حظه الجيد جعل شقتها في الطابق الأرضى وذلك لسلامة عقله وإلا لكانت الشرطة اوقفته واودع في مصحة للأمراض العقلية بعد أول ساكن تتبعه حتى باب شقته ليتأكد أنه لن يذهب إليها,, وبحلول الصباح حينما تأكد من قضائها الليلة بمفردها غادر أخيرًا بداخل سيارته النى استأجرها للفندق حيث يقيموا وهو مرتبك
حائر مشتت الذهن ..
والمفاجأة الأعنف التى قلبت كيانه كانت لمحه لزارا حكيم وهى تدخل جناح شريكه في الصباح علي عجل وتغلق الباب خلفها ..
بالتأكيد علاقتهما متشابكة .. علاقة من الماضى تلك التى جعلت معتصم يخطط ويدبر بل ويدله علي طريق سيلينا لتكون مدخلا لزارا لكنه كان يعتقد أن زارا مستقيمة ووجودها في جناح معتصم يعطى الكثير من الايحاءات ..
وبعد تردد التقط هاتفه ليفاجىء باعتراف معتصم الصريح والذى ينهى أي شكوك قد تراوده " لقد حققت مبتغاي " ..
هل كان مبتغاه مجرد وصول زارا لفراشه ..؟؟ فعل ذكوري متدنى يثبت أن الرجال في حقيقتهم خنازير غبية لا تفكر سوى في الجنس ..
أخيرًا توقف لمراجعة افعال بعض الحمقي الذين يعتقدون أن الانثى مجرد جسد ..
هو شخصيًا كان كذلك حتى خسر سيلينا ..
لكن الأمور يجب أن تعالج بحكمة فزارا سيدة متزوجة وأكرم حكيم ملياردير له ثقله والصفقة قد تتسبب في خسارة فادحة لجميعهم اذا ما علم أكرم ما يدور من خلفه..
ربما لديه العديد والعديد من الصفات السيئة لكن الخيانة والطعن في الظهور لم تكن يومًا علي لائحة خصاله السيئة ..
بالتأكيد سيكون له حديثًا مطولًا مع معتصم لكن علي انفراد ..
**
و أه آه من حرقة الآه .. داب الحجر
و آه أه من قلبى جواه .. حب اتقتل
آه عالعشاق هوى من غير أمل ..
آه .. آه .. آه
و الشكوى لله .. مش للبشر
عسل ومر انت .. وفاء وغدر انت .. و حب العمر انت
كدبة .. كدبة .. انت كدبة لكن أحلى كدبة
بعتها لى الزمان .. بعتها لى الزمان
رقة .. رقة .. رقة إنت رقة لكن شوك و دمعه
و بحر من الأحزان .. بحر من الأحزان
حبيبي كان هنا مالى الدنيا عليٌه .. بالحب والهنا
حبيبي يا انا يا اغلى من عينيٌه .. نسيت من انا
انا الحب اللى كان .. اللى نسيته قوام
من قبل الآوان ..
نسيت اسمى كمان .. نسيت يا سلام
على غدر الإنسان ..
و الله زمان يا هوى زمان .. والله زمان يا هوى زمان
و الله زمان زمان .. يا هوى زمان ..
" كنتَ قيدًا دعوت الله كثيرًا ألا افقده "
علي الرغم منها انهمرت دموعها وكأن الكلمات لمست جروحها الداخلية ..
ليتها تتوقف عن حبه كما فعل هو .. لو كانت فقط الكرامة هى التى تحركها لكانت ثارت منذ زمن وتركته لكن للأسف كرامتها منعدمة أمامه ..
وعلي الرغم من تأكيداته أن عدم انجابها للآن لم يشكل له مشكلة لكنه تغير ..
هذا ليس ياسين الذى احبها منذ أن علمت معنى كلمة الحب ..
هى تشعر بذلك وهو لا يكذب شعورها .. منذ اسابيع لم يلمسها أو حتى يحتضنها
بالتحديد منذ أكثر من تسعين يوم وهذا ليس ياسين الذى تعرفه الذى كان يحتجزها في الفراش لأيام ويترك عمله ويحضر للقائها ويعود ..
وكأن هجره لها في الفراش لم يكن يكفي ليثبت لها شكوكها ليفضل الانعزال في غرفة خاصة به ..
حدسها الخاص يؤكد لها وجود اخري في حياته .. انفها الخبيرة تلتقط رائحتها في ملابسه وقلبها الخبير يلتقط وجودها في قلبه ..
وبالطبع لم تواجهه فأخر امل لديها كان أن يراجع نفسه ويعود .. المواجهه ستضطرها للانسحاب من حياته لكن لو عاد إليها ستسامحه وستنسي ..
لكنه لن يعود ... اختياره للانعزال في غرفة اخري واضعًا الجدران بينهما دليلًا قويًا علي قراره الذى اصبح مسألة وقت وربما يترك لها الانسحاب بنفسها ليعفى نفسه من الحرج فهى في النهاية شقيقة صديقه وتربط اسرتيهما علاقات منذ زمن
ولن يغامر بخسارة الجميع ..
شعور قاتل ذلك الذى تشعر به عندما تصبح عبء علي زوجها يرغب التخلص منه لكنه يشعر بالحرج ..
وحينما سألها خالد عن احوالها لم تستطع اخباره عن شكوكها .. فماذا ستخبره ..؟؟
أن زواجها ينهار ؟؟ أن زوجها بالتأكيد علي علاقة بأخري ..؟؟ أن الحب مجرد وهم ولا يوجد ما يسمى بالحب ؟؟
حتى أنها اصبحت تشك في حب خالد نفسه لسارة وأنها فقط مسألة وقت حتى يمل من تمثيل دور الحبيب ..
وبلا شك كان سيطلب منها تركه علي الفور .. أي شخص يمتلك عقلا سليمًا سينصحها بذلك ..
في خضم مشاعرها المرتبكة وافكارها الكئيبة لم تشعر به وهو يعود ولا وهو يتسلل لغرفته ..
كانت هناك أيام ماضية سعيدة كان يقبلها فيها قبل خروجه وفور عودته ..
يوقظها من نومها ليتأملها فقط أو يسجن كفها تحت وجنته ويعودا للنوم ملتصقين ..
وعندما يتسلل لغرفته في صمت رغبة منه في تجنبها فهذا يعنى وجود اخري احتلت مكانها ..
كم تحسد تلك الاخري التى تشعر الآن بحبه ,, بحنانه,, باعجابه وبرغبته فيها ..
محاولة اخري لن تسبب المزيد من الاذى فهو قد وقع بالفعل ..
لحقته بهدوء وفي نيتها سؤاله عن السبب .. " لماذا تبتعد عنى يا ياسين ..؟ "
فقط اخبرنى أنك تريد الانجاب وسأنسحب علي الفور لكنى احتاج لسماعها منك..
ربما لو فقط كانت الاخري لمجرد الانجاب فسأسامحك فمن حقك أن تحظى بأطفال تستنشق رائحتهم وتحتضنهم ..
اخبرنى أنك تحبنى لكنك تشتاق لطفل يحمل اسمك .. اقسم لك لن اقف في طريق سعادتك لكنى لن استطيع التحمل ورؤية اخري تشاركنى فيك لذلك سأسحب بهدوء علك تحقق مرادك وتصبح سعيدًا ,, فأنت لست سعيدًا معى وذلك يمزق قلبي ..
من يحب حبًا كحبي لا يريد سوى رؤية حبيبه سعيدًا لا تعيسًا ..
لكن سؤالها لم يغادر حلقها الذى اصبح بجفاف الصحراء في فترة الظهيرة ..
وقفت تتأمله بصمت قاتل يذبح الروح والقلب وكل كيانها الخائن الذى كان علي وشك التذلل,, وقفت تتأمله وهو يعد حقبية ملابسه ..
لم تكن حقيبة مؤقتة أو تصلح للسفر لعدة أيام ,, بل كان يخلي خزانته من كل الملابس ... ببساطة كان يستعد لترك المنزل .. يستعد لهجرها للأبد ..
من كان لديه كلب أو هرة أو أي حيوان أليف يشعر بالحزن لفقدانه.. الحب احيانًا ليس كل شيء فهناك العشرة التى حتى لم يحسب لها حساب في خططه .. كان اقرب للوح ثلج خالي من المشاعر وهو يخبرها بكل برود وبدون ذرة واحدة من الحرارة ..
- ستصلك ورقة طلاقك في أقرب وقت ..
انتهى الفصل



duaa.jabar likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:29 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 14-01-19, 08:47 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
نار تحت الرماد
" سجنى بلا قضبان مرئية لكنه حالة عقلية,, متسع المساحة علي مرمى البصر لكنه في حجم زجاجة فعليًا "
حذرها بعنف من مغادرة الغرفة حتى يعود لكنه في الواقع لم يكن يحتاج ذلك .. أنا أم فقدت طفلها معتصم وسأفعل المستحيل لأكون بقربه, بالتأكيد هو خائف الآن ويبكى من الرعب ..
لا تعلم إلي أين ذهب وتركها لكنها كانت تتعشم أن يكون قد كذب بخصوص ارسال ريان لمصر وذهب لاحضاره ليحتجزه معها .. قضت ساعة من الجحيم وهى تبكى بمرارة وألم ..
اشتاقت لضم ولدها لحضنها وتنشق رائحته .. ساعات عدة مرت منذ اخر مرة ضمته فيها .. ربما يكون بخير للآن لكنها لا تعلم ما اذا كان جائعًا أو يشعر بالبرد أو بالعطش ..
أه يا حبيبى حفظك الله وردك لى بالسلامة .. الجو في شهر نوفمبر معتدل نوعًا ما في نيوزيلندا اذا ما نستهم العواصف لفترة .. الواقع أن تلك الجزيرة الجبلية المعزولة والتي تقع جنوب غرب المحيط الهادئ لا تمتلك سوى فصلين صيف وشتاء فقط ، وكما هو معروف فإن موقعها الجغرافي جنوب الكرة الأرضية يجعل المناخ الذي تتميز به عكس الشمال وشهر نوفمبر من المفترض أن يكون نهاية فصل الشتاء أو بالأحري فصل الربيع اذا جاز التعبير لكن الجو يكون باردًا نسبيًا وممتليء بالرياح والزعابيب .. وربما تكون قد نست الجو في مصر في مثل هذا الوقت من العام لكنه لن يكون بسوء الجو هنا وتتعشم أن يتأقلم ريان عليه ..
سجنها بلا قضبان, وفي الواقع هو غرفة في افخم فنادق العالم لكنه كان يخنقها وكأنه يضغط علي صدرها
لكن لتكون صادقة مع نفسها عثرتها الآن هى السبب فيها وعليها تحمل نتائج افعالها كاملة ..
لو فقط تتواصل مع اكرم تطلب رأيه ؟؟!!
لكنها كما توقعت منذ أن قررت مواجهته, جردها معتصم من هاتفها النقال وتأكد من عدم وجود أي وسيلة معها للتواصل مع العالم الخارجى ورحل للمجهول ..
قرارها بمغادرة المنزل وحيدة لم يعترض عليه اكرم لأنه استوعب ما يحدث وربما فضل عدم التدخل كى لا يزيد الأمر سوءً .. في النهاية وعلي الرغم من
أنه بعمر والدها أو يزيد إلا أن معتصم يراه غريمه وبالتأكيد له دور علي لائحته كما اخبرها .. الوضع المتأزم هى صنعته لكن لحسرتها ريان واكرم ووالدتها سيدفعون الثمن معها وسيجتاحهم معتصم في طريقه .. حظهم العثر جعلهم يرتبطون بها ويكفي هذا بالنسبة إليه ليعاقبهم وبقسوة ..
صدى خطواته التى تقترب الهبت حواسها .. هل احضر ريان معه ..؟؟ هل شاهده وادرك أنه نسخته الصغيرة ؟؟
حالة رهيبة من الترقب كادت تقضى عليها وانتهت بخيبة أمل لا وصف لها حينما عاد لا يحمل سوى علبة كرتونية صغيرة في يده ..
هتفت باحباط رهيب ..
- أين ريان ؟؟
اجابها بقسوة ..- اخبرتك من قبل ألا تفهمين يا امرأة ..؟؟ اللقيط الآن في الطائرة التى تحمله في طريقها للقاهرة ومنها للنجع ..
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. سترك يا لطيف ..
اذًا هو لم يكن يكذب اذا ليزيد من حالة رعبها .. لم تكن حربًا نفسية كتلك التى استخدمها حينما تركها لليلة كاملة تتلظى في الجحيم ولم يخبرها عن أنه هو من كان وراء الاختطاف ..
فجاة امرها بصوت بارد كالثلج ..
- اخلعى كل ملابسك ..
نظرات الرعب امتزجت بنظرات ذهول .. ماذا يقول ..؟؟
وضحكته المهينة التى امتزجت فيها القسوة بالسخرية بالقرف عبرت عن مشاعره بصورة شافية ..
- لا تجعلي عقلك العفن يشطح لبعيد .. أنا لا المس القاذورات لكنى لن اسمح لك بارتداء ملابس اشتراها لكِ رجل اخر مطلقًا ..
اختفي للحظات وعاد حاملا قميصًا يخصه ..
- ارتدى هذا فورًا ..
وهل للأسير رأي ؟؟
تناولت منه القميص وفي نيتها الذهاب للحمام لتبديل ملابسها لكنه استوقفها بنبرة صارمة ..
- إلي أين ..؟؟ هل امرتك بالذهاب للحمام ؟؟ اخلعى ملابسك هنا أمامى ..
أنه يتعمد اذلالها كسرها ..
والاذلال يتكرر مجددًا منذ سنوات فعلتها أمام نظراته وتعاود فعلها اليوم والسبب مختلفًا تمامًا ..
اغمضت عينيها وبدأت في حل الازرار وهى تركز كل تفكيرها في ريان .. لا يهم كل هذا لا يهم .. واصلت ما تفعله بصمت واستسلام حتى سمعت فجأة صوت تهشم زجاج وحينما فتحت عينيها كانت وحيدة في الغرفة ..
انتهزت الفرصة لترتدى قميصه بسرعة قياسية .. وتكورت حول نفسها في انتظاره غير عابئة للبرد الذى نخر عظامها ففى النهاية قميصة سيكون ملابس سجنها الوحيدة لفترة سيحددها هو.. ملابس السجن لا تختلف إن كانت حلة السجن المميزة أو قميص رجالي باهظ الثمن ففي النهاية الحكم صدر وفي حالتها لون ملابسها سيكون بلون الدم ..
وحينما عاد هذه المرة كانت عينيه تنطق بالشر الصريح .. جرها من شعرها فجأة ويسحلها أرضًا علي طول
الطريق للحمام ..
ماذا تفعل ؟؟
كلمات لم تجد حتى الجراءة للخروج فحبست بين طيات قلبها الخافق بجنون ..
اخيرًا استوعبت ما يفعله حينما اخرج ماكينة جز شعر كهربائية من جيبه وبدأ في حلاقة شعرها ..
الصدمة الجمتها وخصلات شعرها المتساقطة حملت معها المها وهى تتساقط أرضًا ..
كانت نيته واضحة والطريقة التى حفرت فيها الماكينة انفاقًا تدل علي أنه ينوى حلاقة شعرها بالكامل ..
كان يتحدث بغل وهو يؤدى مهمته ..
- سأتخلص من كل ما لمسه ذلك الوغد حتى جلدك سأسلخه ..
لم يترك لها شعره واحدة واصبحت صلعاء تمامًا حتى أن فروة شعرها تلونت بخطوط باهتة من الدماء من عنف جزه للشعر ..
وحينما انتهى جلس يلهث إلي جوارها وسقطت الماكينة من يده علي ارض الحمام الذى افترش بشعرها ..
**
الرقم الذى ظهر علي شاشة هاتفه النقال رقمًا مصريًا .. من سيكون يا تري ؟؟
لسنوات وهو بعيدًا عن موطنه ولا يتصل بالماضى فمن عساه سيتصل الآن؟؟
تجربة اليمة تركت اثرها في نفسه ليستفيق من غيبوبته ويتحول .. ليكتشف كم كان تافهًا غبيًا ومنذ أن انهى دراسته الجامعية وهو يعيش كهمجى بلا هدف فيقرر أن يلملم الباقي منه ويذهب للدراسة ويحصل علي الماجستير في الهندسة في وقت قياسي من جامعة المانية ثم يدير اعمال والده في دبي ..
وتتحول شركات خليل لصرح جبار علي يديه في غضون سنتين وبحلول ميلاده الثلاثين بعد اسابيع سيكون
من اصغر رجال الاعمال في العالم واكثرهم ثراءً..
عاد يتأمل رقم المتصل ,, هل من الممكن أن تكون هى ..؟؟
حينما اخبرها بنيته في السفر للتفكير في علاقتهما لم تعترض وانتظرته لسنوات ليقرر لكن السنة اصبحت خمسة اضعافها ولليوم لم يعد أو يتصل بها ..
واخيرًا قرر المغامرة ليجيب علي الاتصال المجهول ..الصوت الرجولي القوى الذى تسلل لاذنيه قال بلا مقدمات ..
- مرحبًا حازم أنا خالد يسري ..
خالد ؟؟!! زوج سارة شقيقة زوجته .. خالد يسري القوى المحترم والذى جعله يعيد ترتيب كل حياته بعد زواجه من تالا ..
كان يرتب افكاره ليبدو متماسكًا لكن خالد لم يمنحه الفرصة للرد .. كان يمتلك زمام المبادرة وحبكة المفاجأة كان يتفوق عليه لأنه صاحب الاتصال وبالتالي افكاره مرتبه وغرضه معلوم ..
- بصفتى زوج شقيقة زوجتك ومسؤلًا عنها كأخ اكبر اطلب منك العودة لحسم امورك معها .. أنت تضيع عمرها في الانتظار ..
وما تفعله هو هروب يجعلك تبدو كالجبان .. إما أن تعود وتسويا اموركما أو تطلقها لتتركها تتزوج بأخر يكون اكثر رجولة منك لا خيار ثالث أمامك ..
تهديد قوى من شخص قوى لكن للأسف في غير محله .. لا سلطة له علي تالا مطلقًا إلا أن كانت تلك رغبتها .. تالا تطلب الطلاق اخيرًا ..؟؟
لم يتمالك نفسه ليقول بغضب ونبرة صمت اذان خالد ..
- لا سلطة لك مطلقًا علي زوجتى وإن تدخلت في هذا الأمر ستندم .. صدقنى سأقتلك وأياك حتى من التحدث معها أو محاولة رؤيتها ..
ابتسامة خبيثة لم يلمحها حازم بالطبع احتلت معظم وجهه وهو يقول بخبث أكبر ..- كيف لا اراها أو اتحدث
إليها وهى شقيقة زوجتى وكيف سأطلب منها عدم حضور حفل ميلاد التؤام الذى سيحل بعد اسبوعين ؟؟
لقد حقق مبتغاه من الاتصال لذلك لا مزيد من الكلام الذى لن يفيد,, اغلق الخط فجأة بدون انتظار رد حازم الذى كان اكيدًا من أنه يغلي بالغضب ..
**
نظر مجددًا لساعته يراقب مرور الوقت .. بالتأكيد ستكون غادرت جناحه الآن وحان وقت شد الآذان ..
العبث مع امرأة متزوجة من احقر ما يكون مهما كان له مبرر أو تعقيدات من الماضى لا يعرفها .. وحتى إن لم تكن غادرت فربما سيكون من الأفضل أن تستمع لما سيقوله لمصلحتهما الشخصية .. يكفي أن معتصم كان السبب في معرفته لمكان سيلينا ليحمل له هذا الصنيع للأبد ..
حسم امره وطرق بابه باصرار من لن يتراجع حتى يتم مهمته .. ربما تجاهل معتصم طرقه لعدة دقائق لكن مع اصراره اذعن وفتح الباب بغضب ..
كانت ملابسه في حالة فوضى بالكامل ويغطيها الشعر بصورة ادهشته من أين اتى هذا الشعر يا تري ؟؟!!
لم يكن ذلك الأنيق الذى اعتاد رؤيته دائمًا ووجهه كان يحمل تعبيرًا غريبًا عجز عن فهمه ..
ويزمجر بغضب وضيق ..
- ماذا تريد ميجيل ..؟؟
تجاهل نبرة الضيق في صوته ليقول باهتمام ..
- اريد التحدث معك ..
- ليس الآن ربما لاحقًا ..
الضيق الواضح علي وجهه كان سيجعله ينسحب .. الأمر اكبر بكثير من علاقة ومن امرأة رغب فيها .. الألم
كان محفورًاعلي ملامحه بطريقة معبرة وفي اثناء انسحابه لمحها ..
لا غير معقول الأنثى بالداخل لم تكن زارا رائعة الجمال التى شاهدها بالأمس بل كانت شبحًا مرعبًا .. انثى صلعاء تمامًا وترتدى ملابس الرجال وتتكور حول نفسها علي الأرض برعب ووجهها ملطخًا بالدماء ..
ماذا فعل هذا المجنون ..؟؟ّ!!
أي مجنون سادى منحرف التفكير شاذ هو ليفعل بها هكذا .. ؟؟
اقتحم الغرفة بغضب وفي نيته صرع ذلك الجبان ويبرحه ضربًا انتقامًا للسيدة المسكينة التى يتحمل هو ذنب خداعها .. كلاهما قويًا والقتال سيكون مميتًا لكن المجنون فقد عقله تمامًا وربما يجب عليه قتله لا ضربه فقط ..
واللكمة التى هوى بها غاضبًاعلي فك معتصم والتى كانت كفيله بصرعه فورًا تحملها كجبل لا يهتز قبل أن يكبله بقوة خارقة تكفي للسيطرة علي رجل بحجم ميجيل و يمنعه من توجيه المزيد من اللكمات الغاضبة لفكه هو يقول بغضب ..
- حسنًا ما دمت مصرًا علي التدخل فيما لا يعنيك ..
أعرفك بزوجتى العزيزة شيرويت السمالوطى .. زوجتى وابنة عمى والتى فرت من منزلي منذ سنوات وتزوجت الحقير حكيم وانجبت منه طفلًا وهى ما زالت زوجتى .. ما حكمك عليها الآن ميجيل ؟؟
**
انها لحظة المواجهة .. لسنوات احتفظ برسالته لأنه كان يعلم انها ستكون دعمًا له يومًا ما .. حينما وصلته احتار في الرد علي صديقه فبماذا سينصحه في موضوع شائك وعلي كل المستويات تقطع فيه الرقاب .. وكان رده في رسالة مختصرة فقط كتب فيها " استفتى قلبك يا صديقي فأنت دبلوماسي ومهنتك اللعب بالحروف وتنسيق امور دول بها فهل ستعجز عن ادارة حياة ابنتك ؟؟ "
الرسالة التى وصلته كتبت بحروف الألم وحينما عادت شيرويت لماليزيا فهم منها تفاصيل لم يستطع والدها
خطها في رسالة ..
واعاد الآن قراءتها ليتذكر كل حرف منها ..
" صديقي العزيز اكرم علي الرغم من اختلاف الجنسية واختلاف اللغة إلا اننى لا اجد نفسي سوى معك .. لسنوات وأنا اجد دعمك لى في وطنك الذي كان وطنًا اخر لي بوجودك فيه واليوم احتاج لفطنتك صديقي لتخرجنى من حيرتى .. ربما اضغط عليك فأنا اعلم أنك لم تتجاوز احزانك لكنى في ورطة وازمة تعصف بكيانى ولا اجد لها أي مخرج يرضى ضميري ويريح قلبي المتعب ..
اخبرتك كثيرًا عن معتصم ولدى الذي لم انجبه .. احببته كولد من صلبي منذ أن وصل لهذه الدنيا واستعضت به عن عدم انجابي للذكور وفرحت كثيرًا بحبه لابنتى فهو يحمل نفس دمائها وحفيدى الذى سأحظى به عند زواجهما سيكون سمالوطى ويحمل اسمى لكنه علي الرغم من صفاته الجيدة الكثيرة يقبع في داخل عقله صعيدى متحجر لا يتقبل بعض الأشياء كأن تتضعف ابنتى أمام حبه ..
الصدمة التى هزت عروشي واطاحت بكل احلامى كانت قوية لدرجة أننى فقدت التفكير السليم .. كصعيدى دمى يفور ويغلي مثلهم تمامًا لكن كأب امتلكت طفلته كل قلبه لم استطع إلا اخفاء رابطة عنقه التى جدتها في منزلي كأثر تركه يدل علي وجوده في غيابي وإلي أن اضطر للتظاهر بعدم لمح سيارته التى تغادر ساحة منزلي عندما اعود إليه بعد غيبة ساعات تركت ابنتى وحيدة فيه وكان هو صحبتها الوحيدة..
بين أب محب لابنته بجنون وصعيدى العرق والتفكير تفرقت مشاعري وتمزقت في صراع حسمه دمى الحامى فتخليت عن حقي في الثورة علي اذلالها علي يده ووافقت علي زواجه المشين منها ورغمًا عنها وأنا اعلم أنه سيعاقبها بأقصى الطرق ..
هكذا هو معتصم الذى اعرفه لكن كان املي الوحيد أن ينتصر الحب علي النزعة الذكورية لديه ويراجع
نفسه ويحملها الوزر مناصفة مع شيرويت لكنى لا اعتقد أنه سيفعل يومًا نظرًا لظروف لا تتعلق بشخصيته فقط بل ببيئة فرضت عليه وتربية نقشت في عقله منذ الصغر .. لذلك كتبت إليك لترشدنى وتؤنبني حتى علي ما اقترفته في حقها وتركها له وحيدة مرتعبة ليفعل بها ما يشاء ولكن علي كل حال اردتك أن تعلم أننى تركت لها مبلغًا ضخمًا من المال,, ربما لن يعوضها عن تخلينى عنها لكن قد يفيدها في اليوم الذى تقرر فيه تركه والاستقلال بحياتها بعيدًا عن جبروته ..
مرفق في الرسالة ارقام حساباتى المصرفية في المصارف في كوالالمبور وتوكيلًا عاًما لك للتصرف في الأموال وايصالها لها شخصًيا حال وفاتى فأحيانًا التعنت الذكوري الغير مبرر يدفع الانسان للتصرف بغباء "
صديقك النادم حتى الموت عزيز السمالوطى
التعنت الذكوري !! حينما لجئت إليه كانت كطير مذبوح ينزف حتى الموت وقراره بمساعدتها كان هو الأمثل في وقتها لكن ربما الوقت يثبت أن بعض القرارات المتسرعة يكون لها في المستقبل عواقب خطيرة كارثية ..
اختطاف ريان قلب كل الموازيين وكلمة شيرويت وهى تغادر بمفردها لمقابلة زوجها ترن في اذنيه .." لا تبحث عنى فأنا لن اعود لكن ابحث عن ريان وتأكد أنه بخير " ..
من حديث شيرويت ووالدها عن معتصم علم أنه خطيرًا قاسيًا لا يرحم وينصب نفسه حاكمًا وجلادًا وينفذ الأحكام بطريقته الخاصة لكن لا بديل عن مقابلته ومواجهته حتى لو كانت حياته هى الثمن .. يومًا ما اتخذ قرارًا خطيرًا بمفرده ولو كان يعلم أن هذا القرار سيدمر شيرويت وريان لاحقًا لما كان فعلها لكن الندم الآن علي الحليب المسكوب لا يعيده لعبوته .. المواجهة الآن هى الحل مهما ادت إلي خسائر..
**
كانت تعى ما فعلته جيدًا وتشعر بالندم لكن سماعها لمعتصم يصف فعلتها لميجيل جعلها تقشعر ..
في الواقع فعلتها لا تغتفر بكل المقاييس .. ربما فعليًا هى بريئة ولم تكن علاقتها باكرم علاقة زوجية مطلقًا لكن أمام الناس هى منحنت نفسها لرجل اخر بل وانجبت منه طفلا ..
شيرويت السمالوطى اسمها الذى افتقدته لسنوات كان له صدى مؤلمًا في معدتها وهو يعرف ميجيل عليها بحقيقتها لا كزارا حكيم ..
دائمًا كانت تفتخر باللقب وتذكرت أيامها الأولي في الجامعة حينما تعرفت بسارة وسلمى قبل أن تتوطد علاقتهم ..
- أنا شيرويت عزيز السمالوطى
- وأنا سارة منصور الجباس ..
أما سلمى فحيتهما بحزن لتقول وأنا سلمى عبد المحسن خضير لكن والدى متوفي ووالدتى متزوجة من اخر هو من ربانى فعليًا واعتبره في مكانة والدى ..
افتقدت كل حياتها القديمة التى تبخرت في طرفة عين .. "من تعجّل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمــــــانه"
وعقابها كان عنيفًا .. لكن عليها تحمل النتائج كاملة وعسي أن يغفر الله خطيئتها عندما توفي دينها تامًا ..
غضبه قل كثيرًا لكنه لم يختفي تمامًا .. مهما فعلت زارا حكيم أو شيرويت سمالوطى هذا لا يمنحه الحق لاذيتها هكذا .. لكن لو كانت فعلتها سيلينا وشاهدها بعينه مع اخر فربما كان سيتهور هكذا .. الغيرة حينما تسيطرلا سلطان لسواها وقتها ..
- اعطينى رقم سكيرتيرك سأجعلها تدبر لكِ عباءة سوداء في اقرب وقت بالتأكيد يوجد هنا محال للزى الاسلامى وعليها احضار جواز سفرك معها .. يجب أن نكون في المطار بعد ساعتين علي اقصى تقدير .. الطائرة تنتظرنا ..
تدخل ميجيل ليمنع استسلامها الغير المشروط,, ليخبرها أنه يدعمها في حال اعتقدت انها بمفردها في
مواجهته,, التفت إليها ليسألها بصوت حاسم ..
- سيدتى هو لا يمكنه اجباركِ علي السفر اذا كنتِ لا تريدين ذلك.. هل توافقين علي السفر معه بكامل ارادتك ..؟؟
هزت رأسها في علامة تدل علي الموافقة ويده التى سقطت بجواره بيأس صاحبها قوله ..
- حسنًا أنا سأتواصل مع سيلينا وسأري ما يمكننى عمله ..
ربما هذا ليس مناسبًا أن يستغل مصائب الناس لمصلحته الشخصية لكن فرصة الحديث مع سيلينا والتواصل معها فرصة نادرة قد لا تتكرر ويجب عليه اقتناصها وليكن الله في عون هذا الزوج الذى لا يستطيع تحديد المذنب فيهما فمن الواضح أنهما قررا القتال والضرب تحت الحزام منذ زمن ومن يتدخل لفض النزاع بينهما سيزيد من تعقيد الأمور ..
**
" السيدة زارا حكيم في ورطة وبحاجة لمساعدتك "
هكذا بدء حديثه ليلفت انتباهها ويجعلها لا تغلق الخط .. من مزاياها العديدة الاخلاص وبالتأكيد ستكون غاية في الانتباه لتساعد زارا..
وكما توقع هتفت بذعر ..
- ما بها زارا..؟؟
وعلي الرغم من بشاعة ما سيقصه عليها إلا أنه تنفس بارتياح وهو يقول ..
- لا اعلم بالتحديد لكن ما علمته أن السيدة زارا اسمها الحقيقي شيرويت السمالوطى وهى مصرية الجنسية وليست ماليزية كما كنا نعتقد والأهم هى مازالت زوجة لشريكى معتصم السمالوطى وفرت منه منذ سنوات
ثم وجدها الآن ويصر علي اعادتها معه للقاهرة ..
ما هذه الفوضى ..؟؟ هل يكذب ميجيل ..؟؟
لا مستحيل أن يكذب في امر شديد التعقيد كهذا .. ثم لماذا من الاساس سيكذب ..؟؟
هتفت بيأس ..
- وكيف يمكننى مساعدتها ..؟؟
خطته تنجح .. تنحنح بجدية وهو يقول ..- مبدئيًا علينا ايجاد زى اسلامى .. اعتقد معتصم اسماه " عباءة " وبعدما نجده علينا السفر سويًا للقاهرة لنكون بقربها ونري ماذا سيفعله معتصم بها ونتدخل اذا ما لزم الامر ..
تسافر معه ؟؟ أن تري المزيد منه ؟؟
لا هذا يفوق الاحتمال .. لكن ما يقوله خطيرًا جدًا وحيرتها تتزايد ..
- سنجد الزى لكنى لن اسافر معك لأى مكان ..
- حسنًا سيلينا سنجد الزى واعدك أنك ستبدلين رأيك بعدما ترينها وستصرين علي السفر ..
اغلقت الخط بدون أن تسمح له بالمزيد من التلاعب باعصابها .. ماذا يريد منها بعد ؟؟
هل مجرد كونها تجاوزته يؤلم كبريائه ..؟؟
لو فقط يخلو العالم من الرجال سيكون بالتأكيد جنة لكنهم قدرًا قدر الله وجوده وعلي النساء تقبل ذلك ..
لكن علي الامهات العمل بجدية أكبر وتربية صغارهم بشكل جيد فزمن الجواري قد انتهى وسيدات اليوم سيعلمن الرجال دروسًا قاسية مفادها " الحياة ستكون افضل بدونكم "
**
حينما قررت المغادرة بمفردها لمقابلة معتصم سمح لها بذلك لأنه كان مبهوتًا كليًا وعجز عن التفكير
بصفاء أما الآن بعدما اعد اسلحته واستخرج رسالة عزيز سيذهب لمواجهة الخنزير المسمى معتصم ..
إن كان في الماضى لم يجد من يقف في وجهه فذلك العصر انتهى للأبد وسيكون عليه مواجهته هو ..
طقمى الحراسة علي اهبة الاستعداد وخصوصًا جاريد الذى كشر عن انيابة مع احتمالية تعرض زارا للخطر ودراكو وذنبه الكبير الذى يشعر به وتسببه في خسارة ريان حافزًا مرعبًا سيجعلهم يقطعون معتصم بأنيابهم ..
عندما تكون كيان كأكرم حكيم تفتح لك الطرق وتصعد بجيشك الجرار لأعلي في افخر الفنادق بدون الكثير من التساؤلات لكن للأسف حينما وصل اكرم لجناح معتصم لم يجد ضالته فيه ..
الجناح كان فارغًا وبحسرة هوى أرضًا يبكى خسارتها مجددًا ..
لقد تأخر كثيرًا واختفت شيرويت كما اختفي ريان وربما للأبد ..
صوت قوى جعله يرفع رأسه .. ويد ممتدة له بالسلام جعلته يتكىء عليها وينهض .. - سينيور حكيم .. أنا ميجيل بيدرو دى ماري ..
رؤيته لسيلينا التى كانت تلحق ميجيل لداخل جناح معتصم جعلته يتجاهله ويوجه حديثه لها بلهفة ..
- سيلينا .. أين زارا ...؟
حسرتها لم تكن تقل عن حسرتها وهى تبكى بألم ..
- لقد اصطحبها معتصم السمالوطى للقاهرة ..
هذا ما كان يخشاه .. لقد اجبرها علي العودة مستغلًا الصغير وحبها له ..
لكنهم جميعا اخطئوا منذ البداية .. حينما تبنى كيانًا علي اساس خاطىء مهتريء فتوقع انهياره في أي وقت وعندما تحاول اخفاء زوجة وطفل حتى ولو بداخل امبراطورية كالتى صنعها يكفي تهديد بسيط لأمن الطفل فتنهار تلك الامبراطورية علي رؤسهم ..
مازالت يد ميجيل ممتدة بغصن الزيتون له .. دعاه مجددًا للاعتماد عليها فالتقطها بقوة اكبر من التى من
المفترض أن تسمح له سنوات عمره بفعلها .. وقول ميجيل اعاد العزم لعروقه التى التصقت ببعضها ..
- سندعمها معًا سنيور ولن نتركها لمعتصم .. صدقنى سأساندك حتى نستعيدها لو رغبت هى بذلك ..
كانت تتابع الحديث بألم وغضب .. من المؤكد أن ميجيل وغدًا عديم الاخلاق لكن موقفه تجاه زارا يحيرها .. دعوته لها بالسفر للقاهرة مازالت قائمة وكان معه حق تمامًا .. ستسافر ..
الظروف احيانًا تجبرنا علي فعل اشياء لم نكن نتوقع أن نفعلها برغبتنا مطلقًا ..
إن كان ميجيل سيتواجد من اجل زارا فهى اولي منه بذلك .. - سأرافقكما ..
قالتها وتجنبت النظر في اتجاهه لكن لو فعلتها كانت ستري نظرة الانتصار التى احتلت ملامحه والتى رغم محاولاته فشل في السيطرة عليها ومنعها من الظهور..
**
انتهى الفصل

duaa.jabar likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:30 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 14-01-19, 08:48 PM   #13

عهد الحر
 
الصورة الرمزية عهد الحر

? العضوٌ??? » 305991
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,579
?  نُقآطِيْ » عهد الحر is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عهد الحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-19, 09:00 PM   #14

adeladel20100

? العضوٌ??? » 42803
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,156
?  نُقآطِيْ » adeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متشوقة لقراءة الفصول القادمة

adeladel20100 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 12:02 AM   #15

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك للكاتبة الرائعة داليا الكومي وسلسلة رواياتك الجميلة جدا عشق من نار لقد قرأت الجزئين الأول والثالث وها أنا اتابع مع الجزء الثاني عطر الخيانة أي قراءة روايتك الثالثة لقد ابدعت في الجزئين من روايتيك عطر القسوة ورواية ومنك اكتفيت ادهشتينا بروعة احساسك وحسن اسلوبك في سرد الأحداث والشخوص والأماكن بشكل سلس ومتقن . كلي شوق لمتابعة جديد رواياتك عطر الخيانة آملة أن تكون بنجاح سابقتيها شكرا لك ووفقك الله .

ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 12:44 PM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
اريد روحك
الطائرة التى حملتها بعيدًا عن نيوزيلاندا كانت تقربها في كل متر تقطعه من قطعة قلبها المتنزعة منها ..
رحلة طويلة مضنية لكنها تحملتها بلهفة المشتاق لرؤية الجنة .. زيارة النجع كانت اسوء كوابيسها في السنوات المنصرمة لكنها اصبحت منتهى أملها اليوم ..
المكان بمن فيه والنجع الآن به ريان ..
حمدت الله أن معتصم لم يتخلص من حقيبة يدها بعد كما فعل بكل ملابسها وحينما لمحتها علي الطاولة انتهزت فرصة ابداله لملابسه التى كانت في حالة مزرية ودست الورقة التى يتعلق بها مصيرها ومصير ريان في صدرها تحت الثياب التى جلبتها لها سيلينا ..
وبيد مرتعشة وبصعوبة حاولت تثبيت طرحة العباءة علي رأسها والتى كانت تنزلق بسبب فروتها الملساء ..
ظاهريًا انتصر واعادها ذليلة صلعاء مشوهة وترتدى عباءة سوداء كما ارادها أن تفعل دائمًا لكنه لا يعلم ماذا
ينتظره في الواقع حينما يكتشف أن ريان طفله هو ..
حربهما كانت متكافئة وكانت له الند بالند حتى اللحظة التى اختطف فيها ريان واصبح هو له اليد العليا لكن حينما يراه ستعود الحرب متكافئة من جديد ..
وبنفس اليد المرتعشة الباردة ضغطت زر استدعاء المضيفة ..
من خبرتها السابقة وحياتها التى قضت معظمها في الطائرات كانت تعلم ..
في الرحلات الطويلة التى تتخطى الثمان ساعات طيران متواصل تتوفر اقراص منومة لمن يرغب في اضاعة هذا الوقت الطويل ..
وعلي الرغم من نظرات المضيفة الفضولية واستنكارها لمظهر وجهها المنتفخ الذى لا يتماشي مع الطبقة التى تتعامل معاها عادة في مثل تلك الرحلات إلا أنها سألتها بلباقة تفرضها عليها اصول مهنتها ..
- كيف اخدمك سيدتى ..؟؟
- اريد بعض الأقراص المنومة من فضلك ..
النوم قد يكون حلًا سحريًا .. نفذ صبرها ولا تريد رؤية المزيد منه حتى تحين اللحظة المناسبة ..
حتى معتصم نفسه اغمض عينيه وتجنبها منذ اللحظة التى ارتفعت فيها الطائرة عن الأرض .. ليت المضيفة تعطيه السم لتتخلص منه للأبد ..
لكن لا وقتك لم يحن بعد ارشدنى إلي مكان ولدى اولًا ثم مرحبًا بك في الجحيم معى ..
جسدها بدأ يسترخى ويتخلص من الامه الشديدة التى لم تترك عظمة إلا وضربتها وافكارها بدأت في التلاشي مع بداية مفعول الأقراص ..
*******************
للطائرة الخاصة ونفوذ راكبيها وضعًا خاصًا .. اجراءات الخروج من المطار لم تستغرق دقائق معدودة لتكون في السيارة التى ستحملها للمجهول ...
منذ أن استعادت وعيها وانتبهاها التام قبل دقائق من الهبوط وهى كانت تظن أن الطائرة ستليها طائرة اخري لكنها صدمت .. هل ريان في القاهرة ...؟
أملًا هب كنسمة باردة في ظهيرة يوم صيفي ملتهب ضرب قلبها وانعشه .. بالطبع فرص نجاته اكبر كلما ابتعد عن العقول المتعفنة في ذلك النجع البغيض ..
لتكن صادقة مع نفسها النجع لم يكن بغيضًا في الماضى بل قضت فيه اجمل ايام عمرها ولم يتحول إلا بعد زواجها ليصبح سجنًا لعينًا ..
من المثير للعجب أن الانسان يخطىء بكامل ارادته ويعود ويستنكر العواقب..
ولا شعوريًا امتدت يدهل لفتح الباب والاستعداد للهرب حينما اقتربت السيارة من منزل والدها ..
أنت خنزير حيوان متبلد المشاعر عديم الاحساس .. لماذا اعدتنى إلي هنا ؟؟؟
وكأنه كان يعلم بما يعتمل في صدرها من حروب وعينه الخبيرة التقطت كفها المحيط بمقبض الباب والتى كانت تخبره عن استعداجها للهروب في أي لحظة .. وليمنعها من تنفيذ فكرتها المجنونة هتف بنبرة مخيفة ..
- أنا متعب سنقصى الليلة هنا فقط ومن الغد سنواصل طريقنا للنجع حتى تلحقي بلقيطك ..
حقير حقير حقير ..
لا وصف اخر له لكن عليها الصبر .. ماذا لديها غير ذلك لتفعله طالما يحتجز ريان ..؟؟
ومع أن الالم غير محتمل في عودتها لهذا المكان إلا أنه لا يقارن بألم الأم التى تتحسر علي وليدها الغائب ..
خطت بكبرياء لداخل المنزل الذى كان مرتبًا لامعًا وكأنهم لم يتركوه يومًا ..
التاريخ يعيد نفسه وهاهى تهرب منه لغرفتها مجددًا لكن هذه المرة اغلقت الباب عليها بالمفتاح في حركة تأخرت سنوات في فعلها ..
**************
من الجيد أنها قررت اقامة الحفل في الظهيرة ..القيود التى تضعها سارة علي تحركاتها لها أسباب عدة اهمها تجنبها لاصطحاب حراسة والدها التى كانت ستمنعها من الخروج والعودة ليلًا بمفردها..
افضل ما حدث لها علي الاطلاق هو تعرفها علي سارة وسلمى ..
الصديقات الجيدات نعمة من الله عز وجل وخصوصا حينما يكن ضمير حى يؤنب ويقوم ويعين علي الالتزام والأروع حينما تدلها صديقة علي حيلة سحرية اعجبتها للغاية ..
شكرا سلمى ..
القت نظرة خاطفة علي اظافر قدميها التى طلتها بالحناء شديدة السواد والتى اهدتها سلمى اياها ..
اختراع عبقري أفضل من طلاء الأظافر بمراحل حتى في الشكل ويكفي أنها لا تمنع الوضوء..
تطلعت لقدميها مجددًا بسعادة واعجاب وجففتهما .. من اثار المياه
الحناء لها تأثير مذهل بدل شكل قدميها للغاية واظهر جمالهما ..
غدًا بالتأكيد سيكون يومًا مميزًا جدًا .. يكفي أنها ستري معتصم وربما يختليان لبضع ثوان لتسجل فيهم ذكري جديدة تستعيدها لاحقًا كشقيقاتها..
متى ستقولها صريحة " احبك شيرويت " بدلًا من كلماتك المقتضبة " ستكونين زوجتى قريبًا شيرويت " ..
تأملت نفسها أمام مرآتها وداعبت اصابعها شعرها الأسود الطويل ..
احبك يا معتصم متى سيجمعنا منزلًا واحدًا ..
اقصى امنياتها أن يضمها بين ذراعيه لتذوب داخلهما ..عناقه حياة كاملة تتمنى أن تجربها بالتأكيد سيكون
حضنه الوطن الذي تحلم به ..
القت نظرة اخيرة علي فستانها الأزرق وعلي حذائها الفضى ..
كانت تعلم أنها تعجبه على الرغم من محاولاته بالسيطرة علي نظراته إلا أن القليل كان يفلت من تلك السيطرة ويصل لأعماق جسدها..
تذكرت يوم مولدها الثامن عشر .. كانت ليلة من الجنة .. يومها لمست السحاب من السعادة وظلت لأيام لا تستطيع النوم من شدة الاثارة والسعادة ..
كان هذا عيد مولدها الأول الذى تحتفل به في مصر بعد سنوات وسنوات من اقامته في الخارج وفاجئها معتصم بتنظيم رائع للحفل اسعدها ..
يوم اكمالها لعامها الثامن عشر كان اليوم الأول لها لتشعر بأنها ناضجة وليست طفلة فطلت شفتيها بحمرة خفيفة تماثل اللون الوردى الطبيعى للشفتين لكن مع لمعة ووضعت بعض الكحل الأزرق وعززت من كثافة رموشها بماسكرا سوداء شديدة السواد ووضعت رشة من عطرها المفضل ..
واختبئت خلف والدها خوفًا من غضبه وهى تستقبله,, حينما يراها تضع المساحيق لأول مرة ربما سيغضب ويعنفها كذلك اليوم الذى شاهدها فيه تضع طلاء الأظافر ..
لكنها دهشت حينما وجدته يتلفت حوله بقلق وحينما اطمئن أنه الذكر الوحيد في الحفل بخلاف والدها وفقط يتواجد صديقاتها سلمى وسارة وشقيقتاه اطمئن .. حتى غالب لم يستطع الحضور فلم يتمكن كلاهما من ترك النجع وكان علي احدهما البقاء للاهتمام بميعاد الرية لذلك كان الاختيار محسومًا ..
وفي الواقع هو يضع عليها غلافاً ويمنع الزيارات حتى فالح لا يتعامل معها إلا من خلاله ..
وحاول أن يبدو هادئًا وهو يسألها بتحذير واضح ..
- هل تضعين مثل تلك المساحيق أثناء خروجك ؟؟؟
هزت رأسها بارتياع وهى تقول ..
- لا بالطبع ..
ليضع والدها كفه علي كتف معتصم وهو يبتسم ..
- خف عنها قليلًا معتصم .. اليوم يوم مولدها ..
- حسنًا عمى أنا لم اقصد اخافتها ..
- اعلم يا بنى .. احيانًا نحن معشر الرجال نتصرف بغلاظة وننسي اصول اللياقة
لينتبه فعلًا,, للآن لم يعطيها هديتها التى فكر فيها لأسابيع ..
- معك حق .. رافقينى شيرويت اريد أن اريكِ شيئًا ..
وبالطبع لم يكن والدها يعترض .. في الواقع لقد سلم كل امورها له منذ أن استقرت في القاهرة بشكل دائم للالتحاق بالجامعة ..
وتبعته لسيارته ووقفت كالطفلة المطيعة وقلبها يقفز من داخل قفصها الصدري من شدة الاثارة .. علمت أنه يحضر لها هدية عيد مولدها .. ماذا ستكون يا تري .. ؟ علي مدار سنوات احتفظت بهداياه والتى كان حتى يسافر للخارج ويقابلهم في أي مكان اذا لم يتمكن والدها من التواجد في مصر بحكم عمله ويهديها اياهم ..
وشهقت بانبهار حينما اخرج من المقعد الخلفي لسيارته صندوقًا بداخله هر ابيض كثيف الفرو رائع الجمال .. فصاحت بحبور ..
- هر ..
هز رأسه بالنفي ..
- لا طفلتى الجميلة .. أنها هرة ..
- شكرًا معتصم .. واخيرًا ..
نظرًا لتنقلهم الدائم لم تتمكن من الاحتفاظ بحيوان اليف .. واليوم استقرت في المنزل وستقيم في القاهرة بشكل دائم فاحضر لها هرة كما ارادت دائمًا ..
وبحركة متوترة من شدة السعادة استخرجت الهرة من قفصها وقبلتها بحب والهرة لدهشته اغمضت عينيها وهى تموء بدلع .. ووجد نفسه يهتف ..
- كم هى محظوظة تلك الهرة ..
احمر وجهها بشدة من شدة الخجل وعجزت عن النطق وارتعشت حتى كادت الهرة تسقط من يدها وهو اشفق عليها فالتقط الهرة ليعيدها لصندوقها فتلامست كفوفهما ..
ومن شدة ارتباكها ركضت عائدة للحفل وهى علي وشك الاصابة بسكتة قلبية ..
وحينما هدئت انبت نفسها لقد تصرفت كالأطفال حقًا .. ومعه حق يسميها طفلتى الجميلة ..
وبعد عام كامل واخيرًا أنه الميلاد التاسع عشر وقد يطلبها معتصم اذا ما تأكد من أنها اصبحت فتاة ناضجة مكتملة الأنوثة بدلًا من تلك الطفلة التى اعتاد رؤيتها
وقد يعطيها هذا العام خاتمًا ..
كانت تجاهد لتبدو كامرأة حقيقية كاللائي يراهن في محيطه لا كالطفلة التى ولدت علي يديه فيطلبها من والدها وتصبح امرأته هو ..
رنين جرس الباب انتزعها من احلامها الوردية بالتأكيد والداها عادا الآن من رحلتهما الغامضة ..
علي الرغم من انهما لم يفصحا عن سبب خروجها إلا أنها تعلم ..
ككل عام ذهبا لشراء هدية عيد مولدها وتعللا بالذهاب في موعد للعمل لمفاجأتها وهى ستتفاجأ بالطبع ككل عام ايضًا .. محظوظة هى لتحظى بوالدين مثلهما ..
الرنين لم يتوقف ..اوه تذكرت ..الخادمة خرجت هى الأخري لشراء مستلزمات الحفل اذا هى عليها فتح الباب لوالديها ..
تأخرها في الاستجابة لاعتمادها علي الخادمة جعلها تركض حافية القدمين لفتح الباب ..
صدمة جعلتها علي وشك الاغماء .. طارق الباب لم يكن والدها أو والدتها كما توقعت أو حتى الخادمة لكن كان معتصم شخصيًا وفور فتحها للباب شملها بنظرات غريبة خشبتها في مكانها ..
كان يمررعينيه علي كل تفاصيلها بداية من اصابع قدميها مرورًا بسروال منامتها القطنية القصير وتنتهى علي ذراعيها العاريتين ..
انتبهت لحالة ملابسها علي الفور ..
وفجأة تحولت نظراته للغضب الشديد وامسك معصمها بقوة باحدى يديه وهو يغلق الباب خلفه بيده الأخري
وبعدما تأكد من أن احدًا لم يشاهدها بهيئتها تلك ..
هتف بشراسة ..
- كيف تفتحين الباب وأنت ترتدين هذه الملابس ..؟
اه منك معتصم ..
ارادت الصراخ عليه مثلما يصرخ لكنها رغمًا عنها وجدت نفسها تقول ..
- اعتقدتك والداي ..
كان ما يزال يعتصر معصمها وتلفت حوله باهتمام قلق ..
- هل أنت بمفردك الآن ؟؟ ولا حتى الخادمة هنا ؟؟
هزت رأسها بالايجاب ..
عاد ليهتف بحنق ..
- كيف يفعل عمى ذلك ؟؟ طلبت منه عدم تركك بمفردك مطلقًا ولا حتى لثوان ..
إلا والدها ..
هتفت بغضب ..
- هو لم يتركنى وحيدة .. تركنى بصحبة الخادمة لكنى سمحت لها بالذهاب لشراء بعض الأغراض وكما تري أنا لم اعد طفلة ..
وكلمتها اثارت لديه الكثير من الأحاسيس ليهتف بنبرة غريبة وهو يركز بنظراته علي كامل جسدها ..
- لا لستِ طفلة، أنتَ انثى مكتملة النضوج ..
ما حدث لاحقًا لم يفهمه أيا منهما لكنها فجأة اصبحت بين ذراعيه وهو يضمها بلهفة قاتلة ..
أمام عناقه الملتهب سقط الادراك والتفكير العقلانى ..
كالسحر .. كانت كالعجين شديد الليونة بين ذراعيه القويتين ..
وأنفاسه التى حرقت وجهها ارسلتها لعالم اللاوعى وفقدت السيطرة علي كل عضلاتها حتى أنها لم تستطع غلق جفونها مع أنها حاولت فعل ذلك ..
اللحظة كانت أكبر من قدرتها علي الاحتمال ..
كانت تعبيرات وجهه مختلفة وهو يركز نظره علي شفتيها ..
نظرات جعلتها كالمنومة مغناطيسيًا ولا يرف لها جفن ..غائبة عن الوعى لكن بعينين مفتوحتين وحواس منتبهة علي اشدها ..
- عشت عمري اتساءل عن مذاقهما ومقاومة تلك المعرفة الآن تحتاج لطاقة لا املكها...
لم يترك لها فرصة للتفكير أو لفهم ما يقوله حتى .. طاقته استنفذت في مقاومة معركة خاسرة أمام شفتيها فيكون الاستسلام هو المتوقع ..
فجأة وجدت نفسها تضم إليه بطريقة جعلتها تلامس كل عضلة من عضلاته وشفتاه احتلت شفتيها وغزتهما بعنف لكنه كان عنفًا رائعًا .. مشبعًا يقطر باللهفة والرغبة ..
اذًا هذه هى القبلة التى عاشت عمرها هى الأخري تنتظرها ..
وفهمت ما يعنيه سؤاله عن مذاقهما بل شعرت به بداخلها كان يغمغم بصوت غريب ..
- مذاق الحب ..
وحينما شعرت بيده تتجرأ علي جسدها بحرية تنبهت لما يفعله ودفعته عنها بخوف وركضت في اتجاه غرفتها لتضع حدًا لما كان يحدث لكنه لحقها قبل أن تغلق الباب بثانية واحدة ليكون في الداخل معها ويغلق الباب خلفهما ..
مذاق الحب ناريًا ولهيبه يفسد العقول ولا يترك سوي الألم في الحلوق ..
لم تكن تتوقع أن يتمادى معتصم يومها لهذه الدرجة,, اخر معلوماتها عن العلاقة في هذا الوقت كانت القبلة لكن الأفاق التى حملها لها يومها كانت جديدة بالكامل ولم تكن تعلم أنها تحدث ..
فعندما يكبرها بعشر سنوات كاملة يكون هناك فارقًا كبيرًا في الثقافة وفي الخبرة ..
وعلمت يومها ما يحدث بين الأزواج وكاد يكمل امتلاكها بالكامل لكن تعقله عاد إليه متأخرًا فقط حينما صرخت من الألم ..
في الواقع تركها عذراء لكن في الحقيقة ترك لها ايضًا ذكري سترافقها طوال عمرها وجنينًا ينمو في احشائها ..
وكانت من الذكاء لتعلم أنها وضعت النهاية لحبهما باستسلامها له وتأكدت في اليوم التالي من احتقاره لها حينما اهداها العباءة السوداء ويخبرها .." اريد روحك شيرويت " ..
تذكرت حوارهما بالكامل وكأنه فقط كان بالأمس لا منذ سنوات عدة ..
- اريد روحك
خفضت عينيها بألم وهى تجيبه ..
- وأنت حصلت عليها بالفعل ..
انفجاره كان وشيكًا ولولا الجمع الغفير الذي يراقبهما لكان انفجر ببركان يجتاح الحفل ليغطيه بناره ..
كان يعلم ايلام تشير بجملتها ويجب أن يسيطر علي الموقف .. رنة الاحتقار في صوته واضحة لم يحاول اخفائها بل علي العكس كان يظهرها في كل حرف ينطقه ..
- ما حدث بالأمس كان خطئًا لا يغتفر منكِ وفقط سأتزوجك لأنك ابنة عمى ومن واجبي سترك لكن اعلمى أنه سيكون عليكِ الطاعة العمياء كجارية لي وستبدأين في ارتداء العباءة من اليوم ...
صمتها للحظات لم يكن يعنى بالتأكيد موافقتها .. كانت مصدومة لدرجة عجزت معها عن الفهم ..
نظرت إليه بعدم تصديق في محاولة منها لبحث عن المزاح في وجهه .. بالتأكيد يمزاحها ويتمتع برؤية خجلها حينما يذكرها بالأمس لكن للأسف لم يكن يمزح وملامحه حملت كل قساوة العالم ...
- خطئى ..؟؟!!
- نعم خطئك ولا اعلم كيف سأثق فيكِ بعد اليوم وامنحك اسمى ...
لا !! أنا أيضًا سمالوطى يا حقير تذكر ذلك ..
وإلي هذه اللحظة لا تعلم من أين اتتها القوة لترفع رأسها وتنظر في عينيه لتقول بتحدِ سافر ..
- ومن اخبرك أننى سأوافق علي الزواج منك ؟؟
أنا لن اتزوجك معتصم, ويومًا ما سأجد الحب مع رجل حقيقي لا شبه رجل مثلك لأثبت لنفسي أن الخطأ كان فيك أنت لا في الحب أو في أنا ..
ثم ليعلن يومها وفي حفلها عن خطبته لابنة خالته البريئة التى لم تمس من قبل ..
وحملت هى حسرتها واخفتها حتى عن صديقتيها وانتظرت أن يتراجع عن خطبته ويبدى ندمه ويعود بعدما يتأكد من أنه يحبها هى .. لكنه لم يفعل وتزوج ليكسر قلبها لنصفين ..
حتى لحظة عقد قرانه علي عبلة كانت تعتقد أنه سيتراجع ويخرعلي ركبتيه أمامها ويطلب الصفح لكنه لم يفعل بل وصفعها أمام الجميع محطمًا اخر شعور بالكرامة كانت تملكه ..
وعندما اكتشفت حملها في المهجر صدمت وكانت علي وشك الانهيار التام وحينها فعل اكرم ما اعتقده صوابًا في ذلك الوقت ومن دون استشارتها وكان دعمه غطاءً سترها عن أعين الناس تحت مسمى زواجًا صوريًا واعطاء هوية لريان وبعدما استوعبت الأمر لم تعترض فما كان بديلها ..؟؟
فهل كان معتصم سيصدق يومًا أن ريان من صلبه ؟؟!!
خطأ ادى لخطأ أكبر وتوالت الأخطاء حتى بات من الصعب تصليح ما اقترفاه سويًا لكن للأسف وحده ريان
سيدفع الثمن من كرامته وربما من عمره البرىء..
دائمًا كان ريان نقطة ضعفي وسيكون للأبد ..
**
لأول مرة تسافر معه وعلي الرغم من أن اكرم حكيم رافقهما لكنها لم تره منذ بداية الرحلة حتى الأن لذلك كانا تقريبًا وكأنهما بمفردهما علي متن الطائرة ..
خلال علاقتهما القصيرة لم يصطحبها معه لأي مكان وكانت تجلس كالحمقاء تنتظره علي نار ولم تكن تعلم أن لكل مكان عشيقة وأنها مجرد رفيقة وسادة يستمتع بها في أوقات محددة وبغبائها كانت تظن أنهما في علاقة حب ..
افكارها البريئة في ذلك الوقت لم تستوعب أن يكون هناك رجلًا علي علاقة بأكثر من واحدة في نفس الوقت ولم تكن تعلم معنى كلمة عشيقة لرجل ثري..
والأمر المخزى أنها بعد سنوات عادت للاستسلام له وإن اختلف الهدف ..
كعادته يستغل ضعفها لكن هذه المرة استغل رؤيتها لزارا في ذلك الوضع المرعب وحبها الصادق لها ولعب علي ضميرها لعبة كان واثقًا من نتيجتها..
كيف كانت ستترك زارا لمصيرها المظلم وهى بهذا الضعف ؟ أو ستتظاهر بعدما معرفتها بنوايا زوجها الدموية ؟؟
وتدخل ميجيل ليعرض عرضًا لانقاذها يشمل تحمله بالقرب منها ..
يشمل شعورها بالاثارة والرعشة ويشمل ذكريات مؤلمة تعيدها لفراشه في خيالها
حينما اغلقت عينيها واستندت برأسها علي مقعدها عادت لشقته في رحلة حسية...
تذكرت علاقتهما الأولي بكل تفاصيلها تستطيع الشعور بأنفاسه تلهب وجهها وبيديه وهى تنزع عنها ملابسها
وبجسده وهو يخضعها ..
وكأن ذكرياتها ونشوتها طبعت علي وجهها وادركهما ميجيل فيهمس بحنان بالقرب من اذنها ..
- سيلينا..
استفاقت من حلمها وغزا الاحمرار وجنتيها هل علم عن حلمها ؟؟
كانت نظراته غريبة .. نظرات مازالت علي الرغم من مرور السنوات تفهم مغزاها وتؤثر فيها وكأنهما كانا سويًا بالأمس ..
سيخونها جسدها الآن لو فقط مد اصبعًا علي جلدها الذي كان يترقب تلك اللمسة ..
وبلهفة قاتلة ..
الفرار الآن ربما يكون حلًا جيدًا لكن إلي متى ستصمد ؟؟
عند وصول افكارها لهذه النقطة المخيفة وجدت نفسها تهتف بعصبية وغضب ..
- لعنة الله عليك ميجيل دى ماري,, لن تلمسنى مجددًا وستري من هى سيلينا الجديدة ..
فقط مساعدة زارا هى التى جعلتنى ارافقك وعليك معرفة ذلك جيدًا .. أنا ادين لها بالكثير وسأفعل لأجلها أي شيء حتى لو شمل ذلك تحملي لرؤية وجهك الكريه لبعض الوقت ..
**
كان أصعب ما مر به أن يخبر صديق عمره بزواج زوج شقيقته من اخري لكنه كان مضطرًا ..
الأخبار كانت تتناقل بسرعة البرق وإن لم يفعلها هو فسيخبره احدهم ..
زواج ياسين الرفاعى وياسمينا لم يعد سرًا والأخيرة تحرص علي اخبار الصحافة بكل بجاحة .. زواجها من ياسين نقلة في حياتها الفنية وسيكسبها الشهرة والاحترام التى بالتأكيد اوقعته في حبائلها من اجلهما .. الشهرة والمال والاحترام كزوجة لياسين الرفاعى بعدما كانت ممثلة درجة ثانية ومغمورة .. ستستفيد من
زواجها بكل قوتها حتى ولو علي انقاض زوجته الأولي ..
لماذا فعلت ذلك يا ياسين ؟؟
الدنيا غريبة ولا تنصف الجميع وكان نصيب شيماء أن تعانى .. لا اعتراض علي حكم الله سبحانه وتعالي لكن القسوة الغير مبررة تذبح .. وهو أكثر من يعلم بل وذبح هو من قبل فتاته ..
لقد صنف مؤخرًا كأشهر عازب في الوسط فحينما تصل لسن الثامنة والثلاثين بلا زواج تبدأ الألسنة في الكلام ويتعرض هو للشائعات التى كان يساهم في نشرها عن الأخرين أيام امتلاكه لجريدة الفضائح ..
تعرض لكل انواع الشائعات من الزواج السري والعلاقات المحرمة وحتى الشذوذ بسبب عزوفه عن الزواج علي الرغم من وسامته وأمواله لكنهم لم يتوقعوا أن يكون الحب هو السبب ..
ملاكًا اختطف قلبه وتركه بلا قلب .. أة يا سلمى لو فقط تعودين لي لن اخذلك مجددًا ..
لكن كيف وهى تزوجت منذ سنوات ورحلت للاقامة في الخليج مع زوجها ..
كلٌ يدفع ثمن اخطائه لذلك لا مجال سوى للندم ..
**
رؤيتها تبكى بانهيار اشعل نيران الغضب في عروقه .. لماذا فعل الحقير بها ذلك؟
هى لم تعرف سوي حبه منذ أن تعلمت المشي وهاهى عادت لمنزل اسرتها منهارة علي وشك الانتحار حزنًا علي خنزير خانها ..
اليوم فقط اخبره حسام عن زواج ياسين من فنانة كانت مغمورة تسمى ياسمينا
وبدأت فجأة في الظهور ولمعت بشدة في الأونة الاخيرة .. بالتأكيد علاقتها بياسين هى السبب ..
وحينما حاول التفكير بثبات ليجد طريقة يوصل بها الخبر لشيماء فوجىء أن الحقير طلقها بلا أي تردد أو حتى تمهيد ..
لو يتحصل علي عنقه الآن لكان ازهق روحه .. " حقيرونذل ولم يراعى حتى اصول العشرة والصداقة " ..
كان يعلم أن سارة اضعف من الظهور في مثل تلك المحنة لذلك عليه هو التحدث مع شقيقته .. حتى والدته بكل قوتها وحكمتها اصابتها صدمة بالغة جعلتها طريحة الفراش ..
الطلاق في حد ذاته لا يمثل مشكلة فالله سبحانه وتعالي احله في حالات استحالة العشرة ومع عائلة متماسكة كعائلته كانت شقيقته ستتخطى المحنة,, لكن ما يرعبه هو الطريقة التى تم بها الطلاق والتى تدمر بصورة شاملة ..
الحقير خانها مع أخري حقيرة مثلة ثم تزوجها وبكل سهولة تخلي عنها وطلقها مع أنها لم تفعل شيئًا في حياتها سوى حبه .. أي مخلوق هذا ليفعل بزوجة تعشقه كما فعل هو ..؟؟
كان يعلم أنها سترفض مقابلته لذلك طرق الباب ودخل من فوره ..
عندما يتجسد الحزن في هيئة انسان .. هكذا كان وصفه لها ..
حاول أن يتخيل مشاعرها فعجز حتى عن تخيل نصف ما تمر به .. وخصوصًا مع احتلال خبر زواجه لكل الجرائد ..
فقدان حبيب, خيانة, معرفتها أنه مع اخري, عدم انجابها ..
حسرات وخيبات تصرع اشد الرجال قوة وبالتالي الحزن الذى احتل قلبها مزقه فعليًا واضعفه .. تلك لم تكن استعارة لكن الحزن يقتل فتلك حقيقة طبية لا جدال فيها ..
- لن اقول لك اشياء تافهة تقال فقط كنوع من الواجب لكنى فقط سأطلب منك التماسك لأجل من يحبونك شيماء .. أنا وأمى نحتاجك بكل قوتنا .. اعلم أن شعورك بالخسارة هائل وترين المستقبل حالك السواد لكن اعلمى أننا جميعًا نستمد قوتنا باتحادنا .. بمفردى كنت سأنهار في اوقات كنت فيها اقرب ما يكون لذلك لكن معرفتى أنكما بجواري اعطتنى القوة لأقاوم واصمد .. الحزن يبدأ كبيرًا ثم يتلاشي
صدقينى ..
ربما ياسين كان جزءً حيويًا من حياتك وجعلتيه محورها لذلك باختفائه منها تشعرين بالدوار وعدم الاتزان لكن اعلمى أن الحياة لا تتوقف علي شخص مهما أن كان .. انظري كم تغيرت تالا واصبحت مختلفة حينما وجدت عزائها في مساعدة الاخرين .. لا تضيعى الكثير من الوقت في الحسرة علي من لا يستحق واعطى هذا الوقت لنفسك فهى اولي به .. ادعميها شيماء ولملمى شتاتها وابدئى من جديد .. واعلمى أننا جميعًا متواجدين لدعمك .. لا تجبينى اليوم ولا تنطقى بحرف فربما غدًا يحمل معه املًا جديدًا ..
رفعت عينين خاويتين من المشاعر في اتجاهه ..
- هل تعتقد ذلك ؟؟ حياتى انتهت أي بداية سأحظى بها .. أنا انتهيت ..
- اذًا أنتِ بذلك تحققين مبتغاه بتدميرك .. لا تسمحى له بذلك واعتبريه كابوسًا وكأنه لم يكن .. لا اريد أن اراكِ بهذا الضعف واعلمى أنه سيعانى اضعاف ما تعانين ..
- هل تصدقنى اذا ما اخبرتك أننى لا اريده أن يعانى ..؟؟ بل علي العكس اتمنى أن يجد السعادة التى لم يجدها معى .. اتمنى أن يحمل طفله ويدلـله ويشتم رائحته.. أنا عجزت عن منحه تلك السعادة واتمنى من الله أن يجدها .. أنا احبه يا خالد لا كحب زوجة لزوجها بل كحب الأم لوليدها في درجته وقوته .. ارجوك لا تؤذه ودعه يمضى في طريقه الذى اختاره فربما يحقق ما يريده .. حتى لو كان ذلك يعنى وجوده في حضن زوجة اخري ..
- اذا كان هذا هو قلبك يا شيماء فاعلمى أنك لن تحزنى يومًا فالله سبحانه وتعالي يعطى علي قدر نقاء القلوب .. ربما تتعثرين لبعض الوقت لكن صدقينى في النهاية سيراضيكِ الله بما لم تكونى تتوقعين ..
**
لقد علم الحزن عليها ونفذت دموعها .. الحياة تفقد معناها وعودتها اليوم للقاهرة بعد غياب سنوات سعت فيها
لذلك بشتى الطرق ربما لن تعالج ما دمره الماضى ووثيقة السفر النهائية التى اخيرًا اصدرت لها من السفارة في الرياض كانت طوق النجاة الذى ستتعلق به عسي أن تستطيع فقط النوم ليلًا بلا كوابيس ..
زواجها من عامر كان التجربة الأشد المًا علي الاطلاق وتحملتها لأجل زوج والدتها الذى لم يكن مجرد زوج أم بل كان أبًا حقيقيًا عوضها اليتم والفقر فكانت علي اتم استعداد للتضحية حتى بحياتها من اجله حينما ورطه عامر في مصيبة وعرض عليه بكل براءة " تزويجها له مقابل براءته "
في الواقع تفاصيل كثيرة اخفاها عامر ببراعة جعلت زوج والدتها يعرض عليها الزواج منه بطريقة فهمت منها أنه يحتاج لذلك الزواج بصورة ملحة ..
وقد كان .. زواج لأجل من تحب وهربًا ممن تحب ...
وبسبب الحب قضت سنوات من الجحيم مع زوج مريض نفسيًا اذاقها شتى أنواع العذاب واخفت فيهم المها عن عائلتها حتى فاض الكيل واتصلت ادارة المستشفي الذى حجزت فيه للمرة الخامسة في غضون شهرين بالسفارة المصرية للتدخل والاتصال بذويها ..
" سلمى في حالة خطيرة ومنومة في المستشفي"
كلمات عبرت عن حالتها ببساطة تلك التى القيت علي مسامع والدتها ..
وكانت اللحظات الأصعب عليها حينما علمت بما تخفيه ابنتها تحت جلدها من تكسير عظام واهانة والأصعب معرفتها أنها كانت تعانى طيلة تلك السنوات التى تحجج عامر فيها بالعمل وامتنع عن نزول مصر وحبسها في الرياض ليمارس رغباته المختلة عليها دون رادع ولم تكن تلك المرة الأولي لما يحدث ..
أه.. الدموع التى جفت والجسد الذى وهن من هول ما رأي يجعلاها جثة بلا روح وحتى اشارة الهبوط التى اضيئت أمامها معلنة اقترابها من أرض الوطن لا تطمئنها ..
الوثيقة التى تحملها وتدخل السفارة لتسفيرها بأقصى سرعة كانتا مجرد محاولات لانقاذها لكنها تعلم أن
عامر سيلاحقها لنهاية عمرها وسيؤدبها بكل الطرق علي هروبها منه وربما يكون في انتظارها في المطار بالفعل ..
**
انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:32 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 12:44 PM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:33 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 01:45 PM   #18

soosbat

? العضوٌ??? » 383499
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » soosbat is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

soosbat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 04:55 PM   #19

باسم محمد ابراهيم

? العضوٌ??? » 360279
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 965
?  نُقآطِيْ » باسم محمد ابراهيم is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

باسم محمد ابراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 07:44 PM   #20

s. essa

? العضوٌ??? » 346816
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 556
?  نُقآطِيْ » s. essa is on a distinguished road
افتراضي

dsgl,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,

s. essa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.