القَلبُ الطيّب بطبيعتهِ، يَتواجد داخلَ الإنسان الحسّاس، إنسانٌ يشعرُ بألمِ وأحزانِ غيرِه، ويؤلِمُهُ أَن يراهُم يعانون، لذلِك يُشارِكَهُم هذهِ المشاعر، وكأَنَّه هو من يعاني هذهِ الآلام، ولكِنَّهُ في نفسِ الوقتِ سريعِ الأذى؛ لأنّه يَملِك إحساساً مُرهَفاً، ومشاعِر رقيقة، وقلباً طيباً، ويعتَقِد أن كُلَ مَن حَولَهُ مِثلَهُ، فإذا بهِ يُفاجأ بطعناتٍ مِن أَقربِ الناسِ إليه، يتأَلم، يحزن، ويبكي، إنّه إنسانٌ لا يعرِف الحِقد، ولا يعرف الضغينة، ولا ينتَقم، ويسامِح بسهولةٍ، لذلِك ترى البسمةِ دائماً على مُحيّاه، رُغمَ ما يعانيه يطوي الصفحات السوداء داخل قلبه، ويجعل من دمعاتِهِ البيضاء غطاءً لهذا السواد، حتى لا يلَوِّث السواد قَلبَه، وطيات أحاسيسه النقيّة. |