آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-01-19, 03:03 AM
| #11 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب  
|  ورمقت الكلب بنظرة مولي؟ بدا لها الاسم من مكانها في غير متناسب مع ما خطر لها من أسماء كالقاتل أو الوحش أو الساحق؟ وبعد أن وقف إلى جانب كينت بلاك لم يعد الكلب يبدو لها مرعبا وضخما كما كان الحال قبل دقائق. ازدردت جوزي بريقها وسألت: “أهي أنثى؟”. الكلب الذي هاجمها كان ذكرا من نوع دوبرمان. وقالت: "لكنها نبحت علي. -لقد أخفتها. - أنا؟ وكادت تقع عن منشر الغسيل بينما قال: لو صفقت بيديك وصحت قليلا في وجهها لهربت”. لم تصدق كلامه هـذا. والتوت شفتاه لكته لم يبتسم ونادى: مول | ||||||||||
|  |
|
29-01-19, 03:04 AM
| #12 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| مشت الكلبة بتثاقل نحوه وهي تهز ذيلها، فلمس على رأسها وأردف: انقلبي يا فتاة”. كان صوته خفيفا ورقيقا فعلق في أعماق جوزي. وانقلبت مولي على ظهرها فلم تلمها جوزي كثيرا. فلو تحـدثت إليها بهذه الطريقة لفعلت مثلما فعلها. سمعت في داخلها صوتا يأمرها بألا تكون سخيفة. أبعد الفراء عن بطن الحيوان بيدين عريضتين غيرت عوامل الطقس لونهما. واستطاعت أن ترى حتى من موقعها عند أعلى منشر الغسيل الجلد المتصلب والخشن الذي يغطي أصابعه. أمرها قائلا: “أنظري". ونظرت لترى صورة طبق الأصل عن جرحها مطبوعة على الكلبة. رأت ندبة بيضاء قبيحة تمتد على طول بطن مولي هذا الجرح بسبب حمل خشبه مزودة بمسامير طويلة. اكتسحها شعور بالتعاطف والرعب فيها . كيف لأحدهم أن يؤذي حيوانا ضعيفا كهذا؟ هذا تصرف غير نزلت عن منشر الغسيل وجثت على ركبتيها عنـد قاعدته ثم فتحت ذراعيها قائلا: “أيتها المسكينة” فاتجهت مولي نحو ذراعيها مباشرة. لم ير كينت مثل هذا المشهد على مدى سنوات عمره الاثنتين والثلاثين، فمولي تخشى الغرباء وتختبى منهم. عندما يفاجئها أحدهم كما فعلت جوزفين بيترسون على ما يبدو، كانت تحاول أن تخدعه عبر النباح عليه ومطاردته. بعدئذ، تعود وتختبئ الأمر الوحيد الذي | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:04 AM
| #13 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| لا تسمح به هو أن يلاطفها الغرباء وهي لا تسمح بالتأكيد بأن يعانقوها. ووجد كينت نفسه راغبا في الابتسام وذلك للمرة الأولى منذ زمن بعيد ثم تذكر صرخة جوزفين بيترسون المدوية حين طلبت النجـدة فاستعاد مظهره البارد مجددا. لم يكن بحاجة لامرأة كهذه في ايقل ريتش . امرأة عاجزة عن الاهتمام بنفسها. وزم شفتيه , إنها فأرة. إن شعرها بني كالفئران، وعينيها بنيتان كالفئران وجسدها ضئيل كالفأرة. يبـدو وكأنها ترزح تحت عبء حمل حطب حتى ابتسامتها كانت ابتسامة فأرة... خجولة و مترددة . وجهتها نحوه الآن لكنه رفض أن يبادلها الابتسام. ارتجفت الابتسامة على شفتيها، فتملكه الشعور بالذنب ما جعله يطلق شتيمة . وقفت على قدميها وألقت نظرة خائفة على الجهة الخلفية للمنزل وهي تسأل: “هل... هل لديك كلاب أخرى؟”. -لا وعاودته ذكرى الندبة على جلدها فكور قبضتيه. عندما رفعت قميصها لتريه الندبة، لم يشعر بالحنان أو الرغبة لكن شعورا قريبا منهما اكتسحه، شعور ما بين الاثنين، شعور لا يملك اسما له. ما عرفه هو أنه لا يريد جوزفين بيترسون هنا على تلته فهي لا تنتمي إلى هذا المكان. إنها ابنة مدينة، ابنة الحضارة. يكفي أن ينظر المرء إلى أظافرها، أظافر طويلة ومصبوغة باللون الزهري الفاقع. كانت أظافرها مربعة عند الأعلى بشكل متسق إلى حد جعله يدرك أنها مزيفة. هذه البلاد ليست بلاد أظافر مزيفة. إنها بلاد خشونة وقساوة. ولم ير يوما شخصا أقـل ميلا إلى الخشونة والقساوة بقدر جوزفين بيترسون. عندما التفت إليها مجددا، حاولت أن تبتسم له وسألت: “هل -هل أنت متزوج؟. كان سؤالها الناعم أشبه بضربة سددت إليه بقوة فاقت ما توقعه. ما كان عليها أن تنظر إليه أيضا! | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:05 AM
| #14 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| التفت إلى وجهها الذي ارتسم عليه الأمل فاستعرت الرغبة في جسده على الرغم من الجهد الذي بذله، وتدفق الدم بسرعة في عروقه ما ذكره بكل ما أدار ظهره له وحاول أن ينساه. الآن، وبعد أن وقفت قبالته بدلا من أن تبقى عالقة على منشر الغسيل أو راكعة على الأرض وهي تدفن وجهها في فراء مولي، استطاع ان يرى النقاط الذهبية في حدقتي عينيها البنيتين اللتين بدا لونهما: كالشوكولا اللذيذ الذي يذوب في الفم. لم تعد تشبه الفأرة . تمالك نفسك! مهما كان لون عينيها فهذا لن يغير واقع أنها ليست من النوع الذي يعجبه. لقد أمضى وقتا طويلا هنـا بعيدا عن الناس ولطالما أحب الشقراوات، ذوات القامات الطويلة والمفاتن البارزة يقضي معهن وقتا طيبا ليس إلا. ولم تكن جوزفين بيترسون طويلة أو شقراء أو ذات مفاتن بارزة. وهي تبدو أكثر جدية من أن تتورط في علاقة عابرة كالعلاقات التي يسمح لنفسه بها أحيانا. بقيت تحدق فيه بأمل فيما رد بحدة واقتضاب: “لا، لست متزوجا”. ولم يكن ينوي أن يتزوج. وكلما أدركت هذه المرأة هذا أسرع كان أفضل. وبدلا من أن تظهر على وجهها إمارات الاهتمام والتخطيط، | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:06 AM
| #15 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| بدت عليها الخيبة ما فاجأه وتركه عاجزا للحظات عن القيام بأي رد فعل. - هذا مؤسف. كان ليسرني أن أجد هنا امرأة أتبادل معها الحديث. كان ليضحك عاليا للخطا الذي ارتكبه لكنه فقد روح النكتة. - هل من أحد هنا غيرك؟ رد بفظاظة؛ “لا. سأحضر مفتاح كوخك”. رمشت لفظاظته وسالت: “أي كوخ لي؟”. -كلها فارغة. واتجه نحو الجهة الخلفية للمنزل فاضطرت لأن تركض كي تجاريه . وقال :" ويمكنك أن تختاري”. -سأختار هذا. أشارت إلى أقرب الأكواخ ووجد كينت نفسه يعض شفته لانه كاد يطلق شتيمة أخرى. تبا لها! لم لم يضعها في الكوخ الأبعد وينتهي من الأمر؟ غاب داخل المنزل حيث التقط المفتاح وعاد إلى الخارج ليسلمها إياه. - شكرا... شكرا لك. اممممم... وتمايلت في وقفتها قبل أن تردف: “هل من هاتف في الكوخ؟”. زم شفتيه فهو يكره، أهل المدن إذ يقصدون هذا المكان مدعين أنهم يريدون الفرار من حياة المدينة وما تتضمنه والعـودة إلى الطبيعة، لكنهم يفقدون صوابهم عندما يكتشفون أن عليهم أن يحيوا من دون وسائل الرفاهية التي اعتادوها. هذا الأمر يقززه. وتذكر كلماتها فخرجت من حنجرته ضحكة صغيرة قبل أن يجيب: “هذه آخر الدنيا، ألا تذكرين؟ فما رأيك؟”. نظرت إليه بقلق فيما التمع الذهب في عينيها وقالت: أظن أن الجواب هو لا. - ظئك في محله. لن تحتمل شهرا. وستكون محظوظة إذا ما احتملت العيش هنا ليومين. ما الذي دهاها لتحجز الكوخ لأربعة أسابيع كاملة؟ فالإعلان الذي وضعه في الصحيفة المحلية التي تعنى بالسياحة لا يقدم أي وعود كاذبة. وهو ليس بالإعلان المصمم ليجذب أمثالها. - اسمعي يا آنسة بيترسون، يبدو جليا أن الوضع هنا لا يناسبك. لم لا تتوجهين إلى غلوسستر؟ فهي لا تبعد سوى نصف ساعة عن هذا المكان كما ستجدين فيها أماكن إقامة تتناسب مع ذوقك. وراح يدعو الـرب كي توافق قبل أن يردف: "يمكنني أن أعيد لك المبلغ الذي دفعته”. - ناديني جوزي من فضلك. وصمتت للحظة وكأنها تنتظر منه أن يعاملها بالمثل ويطلب منها أن تناديه كينت لكنه لم يكن ينوي أن يعقد صداقات ارادها أن ترحل. ولما بقي صامتا تنهدت وقالت: علي ان ابقى لقد نظم أخواي هذه الإقامة على نفقتهما. وعاودته ذكرى حديثها الصاخب وغير المترابط حين كانت عالقة عند أعلى منشر الغسيل. مارتي وفرانك، أليس كذلك؟ وضافت عيناه وهو يسألها: "هل يحبان اللهو والمزاح؟. - يا إلهي، لا. وبدا للحظة وكأنها ستضحك، لكن الضحكة ذوت سريعا وأردفت: “ولهذا السبب علي أن أبقى. فلن أرضى بأن أجرح مشاعرهما وسينزعجان إذا علما أني نمت في مكان آخر”. وابتسمت فلاحظ الجهد الذي تبذله. وتركت شجاعتها البسيطة هذه أثرا غريبا في داخله. أراد يقاوم هذا الشعور بعد أن حذرته غريزته من مصادقة هذه المرأة. - هل غلوسستر هي المكان الأقرب الذي أجد فيه هاتفا؟ في الواقع... مامن تغطية للهاتف الخلوي هنا. وهذا سبب آخر يجعله يحب هذه التلة. وتابعت تقول: “أود أن أطمئن على جارتي السيدة بنغلي”. انها قادرة على أن تجعله يشعر وكانه رجل مزعج وشرير. قال يومئ برأسه ناحية المنزل: “ثمة هاتف في الداخل”. أشرق وجه جوزي وسألت: “هل أستطيع...؟”. - انه في المطبخ . سارعت إلى الداخل وكأنها تخشى أن يتراجع عن العرض الذي قدمه. ارتمى على أعلى درجة في المنزل منحنيا كتفيه، وحاول إلا يسترق الـسمع إلى حديثها، حاول ألا يسمع كيف أكدت لمن اجاب على الاتصال أن وادي غلوسستر جميل، وأن المشهد من كوخها بهي وأن كوخها رائع. هب واقفا وبدأ يسير بخطى موزونة. اثنان من أصل ثلاثة ليس بالحصيلة السيئة فوادي غلوسستر جميل والمشهد من كوخها بهي فعلا، وتملكه شعور بأنها ستتخلى عن الاثنين من أجل الكوخ الرائع. طرف بعينيه عندما ظهرت أمامه بعد دقائق إذ توقع أن تتحدث على الهاتف لساعات، أليست هذه عادة النساء؟ زلت قدمها وهي تنزل الدرج قائلة: اشكرا لك، أنا... وتحركت بشكل بدت معه على وشك أن تمسك بذراعه لكنها عادت وتراجعت وكأنها أعادت التفكير في المسألة وأردفت: اشكرا لك”. تسارع نبضه وسأل: “كيف حال صديقتك السيدة بنغلي؟”. لم يصدق أنه طرح هذا السؤال. لعل الوقت حـان كي يأخذ إجازة. أضاءت البسمة وجهها وردت: “جاء ابنها جاكوب من بريسبن وهو يقول إنها ستكون بخير. يبدو أن داء السكري ظهر لديها مؤخرا. - ستكون بخير ما إن يستقر معدل السكر في دمها وتواظب على تناول أدويتها. | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:06 AM
| #16 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| خرجت الكلمات من فمه بسهولة أذهلته. - نعم، التمع الذهب في عينيها حشرية وأضافت: “تبدو وكانك تعرف الكثير عن هذا الموضوع”. -هذا صحيح . لكنه لم يكن مستعدا لإعطائها المزيد من المعلومات، لقد أعطى ما يكفي. تقدم منها وأخذ المفتاح من بين أصابعها قائلا " لنساعدك على الاستقرار . بدت كلمات كينت في مسامع جوزي وكأنه يقـول: "دعينا نتخلـص منك”. لا، هذا الرجل لا يملك أي ذرة من الدفء والود في جسمه. مع أن جسده جميل، فكتفاه عريضتان ووركاه نحيلتان وبنيته رياضية. وهو ليس بالرجل السيء تماما، فقد سمح لها بأن تستخدم هاتفه وسأل عن حال الــسيدة بنغلي. سارعت الخطى لتتمكن من مجاراته. ورمقته بنظرة من طرف عينها فلاحظت خط فمه الذي يشير إلى أنه عنيد. لعل وضعه جعله على هذا الحال، فهو يعيش وحده ما لا يتيح له فرصة التحدث إلى الاخرين. على أي حال، كانت مصممة على أن تعتبـره بريئا حتى تثبت إدانته لأن البديل هو وقت كئيب... حيث ستعلق هنا في أقاصي الأرض مع رجل غير مستعد لأن يمنحها حتى القليل من وقته. لا، لا وكبحت موجة من الذعر هددت باكتساحها. فخلف سلوكه الفظ يخفي قلبا طيبا . وتناهى إليها صوت غير مصدق في رأسها يسألها “علام استندت في افتراضك هذا؟. . لقد سألها عن امرأة عجوز كما... كما أن لديه كلبا. و عاد الصوت نفسه يقول بمنطق يثير السخط والجنون “هذا ليس بكثير اليس كذلك؟”. كما خطر لها. واكتسحها الذعر مجددا فسألت: “هل عالجت مولي حتى شفيت؟”. - نعم . كلمة لا تورطه بشيء، لكنها رفعت عبئا عن كاهلها. أرأيت؟ إن قلبه طيب تجاه الكلاب. لا بأس، فهذه بداية جيدة. صعد كينت وثبا إلى الشرفة الصغيرة أمام الكوخ ووضع المفتاح في البـاب. تبعته جوزي ثم ابتلعت ريقها بصعوبة. بدت الأكواخ صغيرة جدا. كانت تأمل... انفتح الباب فغصت بموجة من خيبة الأمل. عندما قال مارتي وفرانـك كوخا ظنت... حسن، لم تتوقع ان ترى خمس نجوم، لكنها أملت راحة ورفاهية ثلاث نجوم. وها هي تجد نفسها في مكان يالكاد يكون بنجمة واحدة. وهي متساهلة بتوصيفها هذا. | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:07 AM
| #17 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| تصلب كتفا كينت بعد أن شعر بحكمها وامتعض منه. أشار: " تجدين هنا كل ما تحتاجينه. يمكن فتح الأريكة لتتحول إلى سرير”. خطت خطوة مترددة إلى داخل الغرفة وراحت تتأمل ما حولها. أين الأزهار؟ أين طبق الفواكه؟ لم تر أي سجادة على الأرضى أو لوحة على الجـدار كما لم نر أي غطاء ملون علـى الأريكة. في الواقع، لم تر أي غطاء حتى رمادي اللون. إنما كان عليها أن تعترف بأن المكان يدا نظيفا ومرتبا إلى أقصى حد. والتمعت تحت ضوء اللمبة الوحيـدة المتدلية من السقف طاولة وكرسيين بشكل ممل، هل وضع غطاء ملون على الطاولة ووسائد على الكرسين يتطلب الكثير من الجهد؟ ! - المطبخ مجهز بكل ما يلزم. وكان كذلـك، إذ وجدت فرنا وإبريقا يعمل على الكهرباء ومحمصة للخبز، لكنها لم تجـد أي أكياس شاي أو قهوة لتكمل المشهد. لم يكن المطبخ مجهزا بغسالة صحون لم تكن تطلب الكثير، إنما.. وخطرت لها فكرة مريعة فسألت :" هل من حمام ؟". لم يجبها كينت بل تقدم وفتح بابا لم تلحظه من قبل في الجهة البعيدة من الجدار. لم تكن واثقة من أنها ترغب في إلقاء نظرة. أمرت ساقيها بالتحرك وألقت نظرة عجلى ثم أطلقت النفس الذي حبسته، فثمة كرسي حمام ورشاش للاستحمام. لكن ما من حوض للاستحمام. لن تستفيد من الشموع وزيوت الاستحمام المعطرة التي وضعتها في حقيبتها وحملتها معها. - ما رأيك؟ التفتت جوزي إليه فاغرة فمها. وقد بدا السؤال في غير محله إلى حد جعلها تنطق بانطباعها الأول بعد أن عجزت عن كبحه: “إنه مريع ". تشنج وكأنها سددت صفعة إلى وجهه. - أنا آسفة. لم أشأ أن أتكلم بفظاظة لكن المكان أشبه بو جار لكلب . في الواقع، كانت تراهن على أن مولي تقيم في مكان أفضل من هذا. وتابعت تقول: “إنه... هل الألوان هي نفسها في الأكواخ كلها؟”. - انتفض النبض في اسفل حنكه: “ما عيب الألوان؟”. - استعملت اللون الرمادي! ألم يلاحظ هذا؟ هل يظن فعلا أن اللون الرمادي يخلق جوا مرحبا وملهما؟ جو عطلة؟ ثنى ذراعيه والتمعت عيناه قبل أن يقول: “الأكواخ كلها متشابهة”. إذن، فقد علقت في هذا المكان. - اسمعي، أعلم أن هذا المكان لا يرقى على الأرجح إلى المستوى الذي اعتدته. ثم فتح ذراعيه قبل أن يردف:" لكني وعدت بتقديم المقومات الأساسية للإقامة و..”. - هذا ليس مهما. وتملكها التعب. أهذا كل ما رأى مارتي وفرانك أنها تستحقه؟ وابتلعت الغصة التي علقت في حلقها. - الكوخ يحوي كل ما احتاجه تماما كما قلت. وأغشى اللون الرمادي بصرها. غادر كينت بخطى واسعة متجها نحو ظلال ما بعد الظهر، وقد تصلب ظهره وأطبق حنكه بإحكام. كانت هذه المرة الأولى التي لا يلاحظ فيها ألوان الغسق التي تراوحت ما بين الذهبي والارجواني والأخضر. توقف فجأة والتفت إلى الخلف ثم ضرب بيده على فخذه فائلا: “هيا يا مول”. انتصبت أذنا مولي وضربت ذيلها بألواح شرفة الكـوخ غير المصقولة لكنها لم تغادر موقعها عند باب جوزي. دمدم: “كما لو كنت أهتم". وأكمل طريقه مبتعدا عن الكوخ. كانت الوحدة الوضع المفضل لديه. لقد رحبت كلبته بجوزي بيترسون وهذا حسن لكن مولي لا تستطيع أن تخيف ذبابة. إن الطيور على أشكالها تقع. توقف كينت للحظة ثم استدار على عقبيه ووضع يديه على وركيه وقد تملكه الاحباط. لم تكن هذه الأكواخ معدة لأمثالها بـل لأمثاله من الرجال، للرجال الذين يعيشون في المدن ويتوقون للفرار من صخبها من حين الى آخر,ولو لتمضية نهاية اسبوع طويلة . انها للرجال الذين يرغبون في أن يخلفوا رائحة الدخان التي تطلقه السيارات والضباب والازدحام وزحمة السير وراءهم. رجال يسعدهم أن يكتفوا بالخبز المحمص والشاي مدة ثلاثة أيام. لم يكن هذا ما تبحث عنه جوزي، فهي أرادت منتجعا تستفيد فيه من حمامات المياه المعدنية وأسرة من ماء. أرادت أطباقا من ثمار البحار ولحم العجل والخضار الطرية، الطازجة. وهو لا يلومها. إذا فقدت والدها للتو فهي تستحق على الأرجح أن تدلل، وأن تحسن ضيافتها، لا أن تحصل على هذا الفراغ الفظ والجلف. لا بد أن أخويها غبيان. | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:08 AM
| #18 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| وركل حجرا صادفه. لا يمكنه أن يقدم لها خدمات المنتجعات من حمامات وأطباق فاخرة. وطالعته صورة جوزي بيترسون الضئيلة الحجم وهي تستلقي في حوض استحمام مليء بفقاقيع الصابون فاقشعر بدنه. لم تبد له ضئيلة كالفأرة في هذا الحلم. مرر يده في شعر،. إنه غبي. راح يتأمل الكوخ وهو يضع يديه على وركيه . فلم يلحظ أي حركة فيه، وتلاشى المشهد الأول الذي تخيله . ليحل محله مشهدها وهي مستلقية تدفن رأسها في الأريكة تبكي. وخطا خطوة نحو الكوخ. إنه لا يحتمل رؤية امرأة تبكي أو لم يعد يحتمل. شهر، شهر بأكمله. والتفت نحو سيارتها. لم يكن حمالا لكن هذا لم يمنعه من التقدم نحو السيارة ورفع حقيبتين وعلبة من البقالة أو من التوجه نحو المنزل ليختار زجاجة من الشراب ويضعها في وعاء من الثلج ويضيفها إلى الأغراض التي كدسها أمام بابها الأمامي. انحنى وحك ما بين أذني مولي قائلا لها: "احرسيها يا فتاة ولا تغفلي عنها". هذا يكفي لليوم. تقضي اللياقة بأن يتفقدها في الصباح لتنتهي واجباته كجار لها عند هذا الحد. لو لم تصب بنوبة بكاء حين كانت معلقة عل منشر الغسيل لبكت الآن لكنها رأت أنها بكت بما يكفي ليوم واحد. شهر بأكمله. إنها عالقة هنا مدة شهر كامل حيث ستبقى وحدها. حاولت أن تكبت رعدة، وحاولت أن تجبر نفسها على الابتسام فيما هي تتأمل محتويات الكوخ من جديد. لقد قرأت ذات مرة أن الابتسام يرفع المعنويات. إلا أن هذه التقنية لم تنجح. فركت وجهها بيديها، حسن، إن لم يكن لديها ما تفعله خلال هذه الفترة فلديها على الأقل الكثير من الوقت لتفكر في ما ستفعله لما تبقى من عمرها. وهذا هو الهدف من عطلتها هذه على أي حال. أحست بانكماش غريب وحريق في داخلها فلفت ذراعيها حول خصرها. لم تكن مؤهلة إلا للعناية بالمرضى وهي لم تعد ترغب في أن تفعل هذا. وتزاحم الشك والقلق المألوفان في داخلها) فأبعدتهما. ستتعامل معهما لاحقا، نعم في وقت لاحق. تهاوت على الأريكة وهي تتنهد ثم عادت وانت. كانت الاريكة صلبة كالصخر وأقسى من كينت بلاك نفسه. هذا لا يبشر بالخير. وتلـوت عليها محاولة أن تتخذ وضعية مريحة. لم تتكن بحاجة لذكاء خارق لتـدرك أن كينت لا يرغب في وجودها هنا. لم تر في ذاك الجسد الضخم أي ذرة من التعاطف مع ضعفها لكن عليها أن تعترف بأنه جسم جميل وعريض، زاد من جماله كتفان رائعتان. إذا ما تجاهلت أي فتاة تلك التقطيبة لخطرت لها آلاف الأفكار الغريبة، العجيبة و... لا، لا يمكنها! كما أن جوزي لا تستطيع أبدا أن تتجاهل التقطيبة. يرى كينت أنها لا تنتمي إلى هذا المكان وهو محق في ذلك مئة بالمئة. شهر بأكمله. - توقفي! | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:08 AM
| #19 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| تردد صدى صوتها مخيفا في الكوخ فذكرها بمدى وحدتها. وكبحت رعدة أخرى. إنها متعبة وحسب والجلوس هنا وهي تنوح اشفاقا على ذاتها لن يفيد في شيء. حمام، هذا ما تحتاجه الآن فسينفخ فيها الحيوية والشاط. بعدئذ، ستحضر أغراضها من السيارة وتحضر كوبا من الشاي. وساعدها الاستحمام. فخرجت إلى الغرفة الرئيسية وهي تجفف شعرها بحيوية، جمدت مكانها. ثمةشيء ما على شرفتها! ها هو مجددا صوت قدمين، وصرير وشخير أمام بابها الأمامي الذي لم تقفله ! جف فمها، ورفعت المنشفة لتغطي بها وجهها. آه، رجاءً ! مهما كان ما يقف أمام بابها، صلت لئلا يكون قـادرا على الوصول إلى قبضة الباب وفتحه. يكفي أن تصفقي بيديك وتقولي بوو !. كادت النصيحة التي أسداها كينت لها في وقت سابق من هذا اليوم تجعلها تقهقه بصوت عالي. هذا ليس مضحكا أبدا، وتراجعت نحو باب الحمام. شكت في أن تتمكن من الـلفظ بكلمة بوو في هذه اللحظة. - كينت؟ لعله في الخارج. لعله عاد من أجل... لم تستطع أن تفكر في أي سبب منطقي يدفعه للعودة. إلا أنها مستعدة لأن تدفع الغالي والنفيس كي يكون هو في الخارج الآن. سيد بلاك؟ أجابها أنين خافت تلاه خربشة على بابها وعواء. مولي؟ تقدمت جوزي متعثرة فيما قلبها يخفق في حلقها وفتحت الباب بسرعة ثم ارتمت على ركبتيها واحتضنت الكلبة وهي توبخها قائلة: "لقد أخفتني وكدت تفقديني صوابي”. فاكتفت مولي بأن لعقت وجهها ردا على كلامها هذا. حمدت الله لأن كينت لم يكن شاهدا على ذعرها وهلعها. كان ليسخر منها ويلوي شفته سخرية وازدراء. وألقت نظرة عجلى على الظلمة وغصت فقد أرخى الليل سدوله. لم تستطع أن تتذكر ليلة بهذه الظلمة ولم تر ضوءا واحدا يشق ستار السواد الحائك. كانت واجهة كوخها معاكسة لمنزل كينت ما حال دون “صول أي، ضوء من المنزل اليه. لم يكن القمر قد طلع بعد لكن النجوم رسمت قوسا في قبة السماء . خطف أنفاسها. كان عليها أن تفرغ سيارتها قبل أن يحل الظلام فهي لا تهوى التجول في مثل هذا الوقت. وأبعدت عينيها عن عظمة مشهد سماء هذه الليلة والتفتت لتجد حقيبتيها عندالباب :" هل أفرغ كينت سيارتها بدلا منها؟ هذا تصرف لطيف منه، وودود أيضا وكافحت لتقف على قدميها. مدت يدها نحو الحقيبة الأقرب ثم جمدت مكانها. والتفتت نحو اليمين لترفع دلوا من الثلج في داخله زجاجة من الشراب. رمشت بعينيها غير مصدقة وضمته إلى صدرها. حسن، هذا تصرف ودود فعلا. | ||||||||||
|
| |
|
29-01-19, 03:09 AM
| #20 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| تأوهت جوزي ووضعت الوسادة فوق رأسها في محاولة منها لتحجب الأصوات المتنافرة التي تعالت في الخارج. راحت مولي تئن وتخربش مطالبة بالخروج بعد أن أمضت الليلة عند أسفل السرير فيما رحبت جوزي بهذه الصحبة. فوجود مولي خفف من وحدتها، وهذا ما كانت تحتاجه الليلة الفائتة. لكنها تحتاج الآن لأن تنام. عوت مولي مجددا فمدت جوزي يدها إلى ساعتها وهي تتذمر. أنها السادسة صباحاا نزلت عن سريرها رغما عنها وفتحت الباب. ومحكت. ضحكت طيور القاوند الضحاكة وكأن رؤيتها جعلتها تشعر بالمرح وصاحت طيور الببغاء فوق رأسها فيما أضافت ثلاثة غربان نعيبها الاجش الى السمفونية. ويضاف إلى هذا الصخب كله سقسقة وصأصأة وتغريد لم تفلح في تحديد مصدرها. ما هذا المكان... ملاذ للطيور؟ ومرت أمام عينيها مباشرة ومضات حمراء وخضراء استقرت على الورود القريبة مغردة بسعادة فيما هي تمتص رحيق الأزهار الحمراء. إنها طيور الروزيلا وهي تعشق هذا النوع من الطيور. عادت راكضة إلى الداخل حيث شغلت إبريق تسخين الماء الـذي يعمل على الكهرباء وارتدت سروالا من الجنز وقميصا ثم هرولت مجددا إلى الشرفة وقد غمرتها السعادة وهي ترتشف قهوتها وتراقب العالم فيما هو يستيقظ من حولها. حسن، لعل ايغل ريتش تقع عند طرف الأرض لكنها لا تستطيع إنكار جمال هذا المكان. رأت إلى يسارها صفا من الزهور التي لا تزال مغطاة بالندى، أزهار انتشرت بين أشجار المطاط والبنقسـية. أما إلى يمينها فامتدت الأكواخ الخمسة الأخرى حتى المنحدر. والتمع العشب الأخضر الذي غطى التلة تحت نور شمس الصباح. رمشت بعينيها أمام هذا النور المتألق وهذه النضارة. وفاحت في المكان رائحة التربة الرطبة والعشب الذي أدفأته أشعة الشمس وعطر الاوكاليبتوس النافذ فاستنشقتهما بجشع. وفي البعيد، شق نهر غلوسستر الذي امتدت على جانبيه أشجار الصمغية والصفصاف طريقه على طول سفح التلة ليختفي وراء منحدر مجاور. كانت جوزي تعلم أنها لو تبعت مجرى النهر فتصل إلى مدينة مارتين غولي الصغيرة ومن بعدها إلى مدينة غلوسستر الأكبر نفسها. وفجأة، ارتفعت الطيور في السماء دفعة واحدة فوجدت جوزي نفسها وحيدة من جديد. ابتلعت بريقها. هل ستجد ما تفعله طيلة النهار؟ لاسيما على ضوء القرار الذي اتخذته ليلة أمس . فركت يديها. ستفكر في شيء ما. ستبقى في ايغل ريتش طيلة النهار حتى لو قتلها هذا، لن تتوجه الى مارتين غولي أو غلوسستر لا بد أن كينت بلاك: يتوقع منها أن تفعل هذا . ولسبب ما وجدت نفسها ترغب في تحطيم توقعاته. وعند الساعة الثامنة، تساءلت جوزي مجددا عن معنى هذا القرار الذي اتخذته. لقد تناولت الفطور، ورتبت الكوخ والآن... لا شيء. حضرت كوب قهوة آخر وعادت للجلـوس على شرفتها. | ||||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
