آخر 10 مشاركات
صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-17, 01:08 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 11- صيف بلا ورود - اماند ستيل- كنوز احلام القديمة





الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها

11- صيف بلا ورود - اماند ستيل- كنوز احلام القديمة



المخلص
في يوم يتغير العالم لكن المشاعر لا يمكن لها ان تتغير الابسنوات ... وكذا كانت مارغريت بعد سبع سنوات من فراق امها لم تستطع ان تعرف كيف عليها ان تشعر اتجاه امها عندما قبلتها دموع ام فرح هل حقاً هذه الغريبة امها؟
ربما ظنت تلك الغريبة بنظر مارغريت انها قد جاءت اليها لأن الحنين شدها لحضن امها لكن مجئيها كان لسببين الاول شوقها لرؤية اختها سوزان.. الثاني وهو الحقيقي ذاكرها السيئة في فرنسا والتي اثقلت ضميرها فجاءت علها تمسح اثار الماضي ومن كان يعلم انها ستقابل متعجرفاً يدعها فرانسو ابن زوج امها وانه سيتحكم بها كما لو انها دمية بين يديه... عقلها ردد مرار اكرهك.... لكن قلبها غنى لحن لم تكن تريد سماعه





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:36 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- ضيف غير مرغوب فيه!

- لابد انك مجنونة يامارج.

قال هنري جوردن هذا، ولحق بمارغريت الى غرفة الجلوس واضاء المصباح الكهربائي قرب الصوفا وجلس كمن يشعر بأنه في منزله، وهكذا كان فعلاً، لأنه ومارغريت ماسترز صديقان منذ سنتين، وهذا هو منزلها ومنذ وفاة جدتها لستة اسابيع خلت ، اجرت جزءاً منه لرجل وزوجته، ولكن كان لهما غرفة جلوس خاصة في الطابق العلوي.

ووقفت تنظر اليه بعينها اللوزيتين الواسعتين وشعرها البني يشع في الضوء وسألته وهي تجلس في مقعد مواجه له:

- ولماذا انا مجنونة؟.

- انت تعلمين تماماً لماذا.. سفرك عبر القناة لترمي بنفسك في عائلة غريبة عنك، في وقت سمعتك مليون تقولين ان العائلة الوحيدة التي كانت لك هي هنا.

------------------------------

- صحيح .. ولكن لم يبق منها احد الآن، منذ وفاة جدتي، وعندما تتكلم عن الغرباء ياهنري تذكر ان امي فرنسية!.

- آسف.. ولكنني انسى على الدوام، اذ ليس فيك شيء فرنسي.. انت انكليزية بالكامل وانتماؤك هنا، وهذه هي الحقيقة، كل ماستفعلينه هو انك ستربطين نفسك بروابط روحية وعاطفية.

- لا اظن هذا، على كل الاحوال سأذهب وهذا ماقررته.

- لو انني اعلم فقط لماذا؟.

وتنهدت مارغريت، كانت متعلقة بهنري وكانا دائماً على وفاق، علاقتهما كانت علاقة دافئة، والداه اللذان قضت معهما آخر امسية لها في انكلترا اليوم، يريدانهما ان يتزوجا، فالسيدة جوردن اعلنت اكثر من مرة خلال تناول العشاء ان عليها ان لا تتأخر في البقاء هناك، وان تعود قبل انقضاء الصيف لتتزوج منه بعد انتهاء فترة تدربه ليصبح مدرساً.

- أنت تعرف لماذا انا ذاهبة، فسماحي لنفسي بأن اكون غريبة عن امي.. وعن شقيقتي يثقل ضميري منذ زمن، وهاقد دعتني امي الآن لزيارة باريس وحصلت على الفرصة التي اريدها ، ويجب ان اغتنمها ، حقاً، قبل فوات الأوان، انها مريضة في المستشفى، وقد استطيع المساعدة في فترة نقاهتها، ألا تستطيع وضع نفسك مكاني؟ تصور لو انك لم ترى امك منذ سبع سنوات، ولم تعرفها في الواقع.. ألن ترغب...

- أوه... لا تتوقعي مني اهتماماً عاطفياً، لأجل السماء، الأمر يا مارج ان امك لا تستحق ان تكون سوى غريبة ، بعد ان هجرتك وأنت طفلة.

- كنت في التاسعة، وهي لم تهجرني كما تتصور، تستطيع القول ايضاً ان والدي هجر سوزان ايضاً، لقد كانت مسألة زواج لم ينجح، وعندما افترقا اخذ كل واحد منهما طفلاً.

- لا تجعلي الأمر بهذه البساطة يامارج، فأنا اعرف مما تظنين لقد سمعت قصصاً من جدتك، فقد قالت لي ان والدتك بعد وفاة ابيك، اخذك الى باريس ولم تسمح لك بالعودة سريعاً.

- جدتي كانت دائماً تبالغ، ولمعلوماتك لقد تصرفت بشكل رديء خلال الاسابيع التي قضيتها في باريس، اشعر بالخجل كلما تذكرت الاشياء التي قمت بها، لقد اثقلت ضميري بشكل ارغب العودة لأصلح الامور.

تعرف تماماً ان من الصعب تصحيح الأمور، في الواقع انه امر مستحيل ، فهي يومها لم يعجبها الفرنسيون ولا هم اعجبوا بها، كانت مجرد تلميذة مدرسة في الخامسة عشر تقريباً، خرقاء دون خبرة في العرقات الاجتماعية، دون ذوق في انتقاء الثياب، بدائية في كل شيء ، وفي هذه الظروف كانت غاضبة من امها دون منطق لأنها تزوجت ثانية ، وقد ادركت الآن ان جدتها هي التي مسؤولة عن هذا الغضب فهي لم تحب ابداً الفتاة الفرنسية التي اتى بها ابنها الى انكلترا زوجة له، وقالت لهنري:

- انه شعور مريع ان تكون على خصام مع لحمك ودمك اريد فقط ان ازيل كل خلاف وابدا من جديدد، لذا ارجوك ياهنري لا تملأ رأسي بالافكار السيئة ، اريد هذه المرة ان ازور اقاربي الفرنسيين ، زوج امي وعائلته، بعقل مفتوح وافكار ايجابية وودية.

- اليس لهذا علاقة بذلك الفرنسي الوسيم، ابن زوج امك، الذي اخبرتني والدتي عنه والذي اتى لزيارتك بعد وفاة جدتك؟.

- فرنسوا؟ لا.. بالطبع لا! ولماذا يكون له علاقة؟ على كل، هو لا يعيش في باريس بل في بور غاندي على ( الكوت دور).

--------------------------------------

- حقاً؟.. إذاً هو مزراع عنب؟

- اجل...

- كم هذا رومانسي! لا عجب ان والدتي كانت تصر عليك بالعودة سريعاً، خوفاً عليك من الوقوع في حبائل الفرنسيين.

- هذا آخر شيء يمكن ان يحدث، فلن اورط نفسي مع رجل فرنسي بعدما حصل مع والدي، اعتقد ان الفرنسيين والإنكليز لا يتفقون ابداً.

- إن كنت تؤمنين بهذا فأنت مجنونة ،وسأصلي لك في غيابك حتى لا يتفق فرنسي وانكليزية، ولأن تعودي سريعاً والى الابد.

ونظر اليها ثم وقف وعانقها مودعاً وقال: ( ساشتاق اليك)

فقالت بسرعة:

- لطف منك، ولكنني لم اذكر ابداً انني سأبقي معهم الى الأبد ، وكم سأبقي هناك يتوقف على مدى انسجامي معهم الى الأبد، وسيستغرق هذا وقتاً، فلا استطيع توقع شفاء جرح عميق كهذا في غضون اسبوع، ولكن لا اعلم، قد يطردني!

- اتمنى هذا، ولكن ليس كما تظنين، حسناً.. تصبحين على خير، واكتبي لي..

- طبعاً سأكتب...

وعندما خرج عادت الى غرفة نومها، واستعدت للنوم، ثم استلقت في الظلام، وبقي فكرها مشغولاً لفترة طويلة قبل ان تغفو.

الأسابيع القليلة التي امضتها في باريس كانت ايام بائسة، فقد شعرت وكأنها دخيلة تماماً، اللغة كانت مشكلة لها ، ولم يهتم آل دوفال بأن يحاولوا التحدث معها بإنكليزية ولم تكن تعرف شيئاً عن الفرنسية، كما انها كانت تشعر بأنها مختلفة عن باقي الاسرة، فالثياب التي كانت ترتديها كانت غير معقولة، وغير انيقة حتى الصغيرة سوزان كانت اكثر ذوقاً بالأزياء منها، اما بالنسبة لفتاتي العائلة الباقيتين ليليان ، وهي في السابعة عشر وماري روز اصغر من مارغريت قليلاً، فقد كانتا اكثر اناقةبكثير وكانت ماري روز تسخر منها ، بطريقة تؤلمها اكثر لأنها لم تكن تفهم مايقال، وهكذا كانت تمضي اكثر ايامها وحيدة في غرفتها.

ولم تكن الوالدة تعرف كيف تعامل مع العدائية بين الفتيات، إضافة الى ان معظم وقتها كان مخصصاً لسوزان النحيلة المصابة دوماً بالعصاب ، وفي احدى المناسبات عندما سخرت منها ماري روز ضربتها بكتاب في يدها وجرحت لها وجهها ودعتها امها يومها بالبربرية.

اضافة الى الفتيات ، كان هناك صبيان في عائلة دوفال، ليون، يعمل مع والده في تجارة العنب ومشتقاته ، وله مكاتب في باريس وديجون، وفرنسوا الذي يقيم في بورغاندي، يتعلم من جده لأمه اصول زراعة وتصنيع الكرمة، اما بالنسبة لمسيو دوفال نفسه، الرجل الكبير، الأسود الشعر، الأسود العينين، والأكبر من والدة مارغريت بأربعة عشر او خمسة عشر سنة، فقد كانت ترفض ان تتعاطى معه.

ليليان وليون اصبحا متزوجان الآن، كما قال لها هنري ولكن ماري روز لم تتزوج بعد، وكانت ماري روز تذكرها دوماً انها تعيش في منزل والدها، وان كل شيء في المنزل ملك لوالدها.

ربما هنري على حق، وانها مجنونة بالعودة الى هناك، لتضع رأسها بين فكي الأسد لو ان الأمر يتعلق بأمها وسوزان ، لكان الأمر على مايرام، ولكن الأمر يتعلق بالعائلة كلها، وكلهم متقاربون، حتى ان امها ارسلت فرنسوا اليها بعد وفاة جدتها لترى اذا ماكانت بحاجة الى شيء، ولم تأتي بنفسها، ولكن ربما كان السبب ان صحتها ليست جيدة. كانت قد تلقت رسالة من امها تعزيها وتدعوها الى باريس بما انها الآن وحيدة، ولم تكن متأكدة اذا كانت الدعوة تعني الاقامة الدائمة هناك معها ام لا، قررت ان تكتب لها لتقول انها تحب الذهاب الى باريس ولكن هناك بعض الأعمال تضطرها الى البقاء في انكلترا.

-----------------------------

وكانت على وشك الكتابة، عندما دق جرس الباب، ووجدت نفسها في مواجهة رجل تعرفت عليه فوراً، فرنسوا دوفال، وخلال ثواني نظرا الى بعضهما وبجهد سحبت نظرها عنه وقد شعرت بالدم يندفع الى وجنتيها ورفع حاجبيه وقال بابتسامة باردة:

- انت مارغريت ماسترز، اليس كذلك؟

- اجل.. وانت فرنسوا دوفال ، الست كذلك؟ لم اتوقعك، ارجوك ادخل!

- شكرا لك.

ومضت الدقائق التالية بشيء من الضبابية، وهي تستمع اليه يعبر عن شعور الأسف لوفاة جدتها، ويعتذر عن عدم تمثيل عائلة دوفال في الجنازة، لم تكن قد شاهدت فرنسوا منذ ان كانت في باريس واخرجت نفسها من التفكير بتلك الأيام وهو يسألها بهدوء:

- هل وصلتك رسالة والدتك؟

- وصلتني اليوم.. كنت احاول الإجابة عليها...

- تحاولين؟ وهل الأمر صعب لهذه الدرجة؟

- لا.. ولكن كما ترى .. لقد دعتني الى فرنسا...

- أعلم هذا..وأعلم ان الفكرة ربما لا تناسبك ، ففرنسا ليست من البلدان المفضلة لديك، أتحاولين ان تفكري كيف ستقولين (لا)؟ صراحة إذا كنت لست راغبة فلا أرى سبباً لذهابك ، فقد فات الأوان بعدة طرق ، فلم تعودي طفلة الآن، على كل الأحوال امك كانت مصممة على هذه الدعوة في هذا الوقت بالذات، وظننت ان من الحكمة معرفة اذا كنت محتاجة الى شيء... اذا كان هناك شيء نستطيع ان نفعله من اجلك..

- لا انا لست بحاجة الى شيء، وليس هناك شيء يستطيع اي منكم ان يفعله لأجلي.. فلست بحاجة لا للشفقة ولا للمساعدة يا فرنسوا، ماورثته من والدي يكفيني وانا المستفيدة الوحيدة من إرث جدتي ، اضافة الى ان لديّ العديد من الاصدقاء هنا واصدقاء مخلصون.

- انا سعيدة لهذا، ولكن احتراماً وتقديراً لمشاعر امك اظن ان عليك زيارتها طالما هي ترغب في هذا، حتى ولو ليومين او ثلاثة.

- وهل تظن هذا حقاً؟ حسناً ، لا يعنيني ماتظنه، ولست بحاجة اليك لتعليمي ماهو من الأدب والحق، فقد قررت قبول دعوة امي، والمشكلة الآن تدبير امر موعد السفر.

- فهمت واظن انني استطيع تدبير...

- لا، شكراً ، فأنا قادرة تماماً على تقرير ماأريد بنفسي، ولدي بعض الاعمال لأنهيها قبل ان اصبح حرة، وسيتوقف سفري على موعد الانتهاء منها ، وهذا ماكنت سأشرحه في رسالتي لأمي.

- هكذا إذاً، على كل حال لا انصحك بالزيارة الآن، والدتك ستدخل المستشفى لإجراء عملية، لاداعي للقلق، لقد طمئننا الأطباء، ولا داعي لأن تحزمي حقائبك وتسافري مباشرة بعد خروجي، الافضل ان تنتظري لتخرج وتتعافى، ثم .. تشرفيننا بحضورك.

وابتسم لها ابتسامة ساخرة، فقالت بجفاء وصلابة:

- حسن جداً.. سأنتظر.

- سأتصل بك يامارغريت، وأرجو ان تثقي بي عندما أقول متى ستكون امك بأفضل حال لاستقبالك.

- شكراً لك.. وكيف حال سوزان؟

------------------------------------

- شقيقتك بخير، لازالت في المدرسة، ولكنها تكبر بسرعة، انها في السادسة عشر الآن وجميلة جداً، جداً.

ودهشت لوصفه شقيقتها هكذا، في التاسعة من عمرها كانت صغيرة ونحيلة ودائماً تشكو من الصداع ودوائر سوداء حول عينيها واضافت بجهد:

- والآخرون؟

عندها قال لها ان ليليان وليون قد تزوجا.

- ليون لديه الآن طفلان ..

- وأنت يافرنسوا؟ ألم تتزوج بعد؟

- لا.. ليس بعد.

ومضت عدة اسابيع بعد هذا قبل ان يصلها خبر من فرنسا ثانية ، ولم تكن امها من ارسلت الخبر بل رسالة من فرنسوا شرح لها فيها ان امها بقيت في المستشفى مدة اطول مما توقعوا ، واقترح عليها موعداً للزيارة.. وهو موعد اسرعت الى تأكيده.

وهاهو يوم الموعد قد حل اخيراً.

لم يكن هناك احد بانتظارها في مطار اورلي عندما وصلت في وقت متأخر بعد الظهر، كانت تتوقع ان يكون فرنسوا هناك، وبما انه لم يكن هناك احد ليستقبلها، سيتوجب عليها تدبير امرها بنفسها، وحمداً لله انها كانت قد تعلمت الفرنسية، وخرجت من قسم الجمارك، ونظرت من حولها باحثة عن وجه مألوف ولكن دون جدوى، وأوقفت تاكسي ، واتجه بها نحو باريس، وأخذ توترها يزداد، ومحاولتها ان تخفف من توترها بتذكر الأماكن التي تراها من حولها كان دون جدوى، فعندما كانت لا زالت تلميذة مدرسة لم يكن اهتمامها كبير بباريس، ولكنها ادركت ان لاشيء سوى برج ايفل قد يثير الذكريات عندها ، او يبدو لها مألوفاً.

وشعرت بتوتر اكبر عندما وصلت الى الضاحية التي يسكن فيها آل دوفال ، اجل .. هذا هو الشارع، السوبرماركت، الباتسيري، المطعم الصغير، تذكرت كل هذا بألم لم يكن فيه سرور كبير، بل شعور بالندم، وهاهي محطة المترو التي بدأت منها ذلك اليوم المجنون، يوم أن هربت.

كان الوقت متأخراً في مساء هذا اليوم من آب، والكثير من سكان باريس قد هجروها لإمضاء نزهات في مكان آخر، ومع ذلك فالشوراع مزدحمة بالناس، وتذكرت الاصوات الفرنسية، واقتناعها المرير بأن الجميع في هذا البلد كان يكرهها.. ولكن في الواقع هذا امر خاطئ! بالطبع لم يكرهها احداً! وتذكرت ايضاً دموع والدتها عندما افترقتا، وكم بكت، ربما دموعها انهمرت ليس فقط لأن ابنتها رفضتها، ولكن لأنها بتحملها مسؤولية عائلة زوجها، فقد ورطت نفسها بمشاكل اكثر مماتوقعت، مثل هذه الأفكار لم تكن في ذهن مارغريت منذ سنوات سبع.. فقد كانت تفكر فقط في نفسها، وكانت هي ايضاً قد بكت، وفي الطائرة ايضاً، حتى انها كانت ضعيفة جداً عندما قابلتها جدتها في مطار هيثرو.

عندما خرجت من التاكسي ودفعت له شعرت بالخوف يهاجمها، انه امر مختلف تماماً ان تصميم على مصادقة عائلتك، وأمر آخر ان تنقذ الأمر، وخاصة عندما تكون خجلاً من الفتاة التي كانت في الماضي، ولكن على الاقل هذه المرة هي مسلحة بمعرفتها باللغة الفرنسية، مع انها اكتشفت في وقت لاحق ان هذا السلاح غير قاطع، لأن والدتها كانت تصمم على التحدث بالإنكليزية معها.

عائلة دوفال، تسكن في الطابق السادس عشر من بناية سكنية ، وبعدما اكدت مارغريت هويتها لحارس البناية، حملها المصعد بسرعة الى فوق، وتذكرت كيف ان المرء يستطيع بسهولة ان يرى من نوافذ صالون الشقة الأشجار التي تنمو على ضفاف السين، وكيف ان هذه الأشجار ليلاً تغمرها الاضواء لتبدو اكثر خضرة وجمالاً، وكيف ان الماء يبدو خافقاً تحت الاضواء وكأنه قلب باريس، وخرجت مارغريت من المصعد مندهشة من افكارها، هل لاحظت مثل هذه الأشياء وهي في الرابعة عشر؟ ام انها كانت تنظر دون ان ترى، والآن فقط وبعد عودتها، تداخل في ذهنها ماكانت رأته وسمعته؟

--------------------------------

وادخلتها الى الشقة فتاة لم تعرفها وقدرت انها الخادمة ،كانت تنتظر ان تستقبلها اما سوزان او ماري روز، وبعد قليل دخل زوج امها لتحيتها ، وجهه اسمر، عيناه بنيتان وتمتم لها وهو يصافحها :

- اهلاً بك!.

ثم اخذ يسألها بالفرنسية عن رحلتها، ولكنها لم تستطع الاجابة، لأنها فجأة اصبحت خائفة، وشعرت بنفسها وكأنها عادت الى الوراء نحو الماضي، وبدلاً من ان تكون فتاة انيقة، متفهمة، عادت لتكون تلك الفتاة الخرقاء، التلميذة الفظة التي كانتها... المزعجة، الكابوس لكل من عرفها.

ولكنه بدا غير مدرك لكل هذا ، واقبلت الخادمة جوليت لتهتم بحقائبها ودخلت مارغريت الصالون واستقبلتها امها بالقبل المعتادة على كلا الخدين.

- مارغريت، كم تبدين رائعة! ارجوك اجلسي، هل ترغبين ببعض الشاي؟ جان...

كانت تتحدث مع ابنتها بالإنكليزية، وتحولت لتتحدث بالفرنسية مع جان، الذي اسرع يبلغ جولييت ان تحضر الشاي، ثم اختف تاركاً المرأتين مع بعضهما.

وجلست مارغريت تنظر الى امها بقلق ، كانت صغيرة الجسم وملئية بالنشاط ، شعرها لا يزال اسوداً، فمازالت في اوائل الأربعين، وجهها نحيل جداً، وعيناها مظللتان بالسواد، وخلف تصرفاتها الودودة كانت تخفي لمحة من التوتر والقلق، وبدت ضعيفة ، وتذكرت مارغريت ان فرنسوا قال انها بقيت في المستشفى مدة طويلة.

- هل كانت رحلتك جيدة يامارغريت؟

- اجل جيدة جداً .. شكراً ياامي...

كانت تشعر بشعور فظيع ، بأنها انما تحادث غريبة، ولكن ماذا تصورت؟ دموع؟ قبل؟ عناق حار؟ لا... لم تتوقع هذا حقاً، ولكن ربما بعض الإشارة الى ان الماضي قد انتهى ونسي وانهما الآن تستطيعان التوصل الى التفاهم، ودهشت لأن امها تحدثت اليها بالانكليزية، مما سيحرمها من فرصة التحادث اكثر بالفرنسية، وبدأت تدرك انه لن يكون من السهل عليها الحصول عل ام حقيقية، وربما سيكون اسهل عليها ان تتوافق مع سوزان ، وهذا مادفعها لتسأل.

- هل سوزان هنا ياامي؟.. والآخرون؟

- لا ياعزيزتي، سوزان في الريف.. كذلك ماري روز، وربما عرفت ان ليليان تعيش في نيس؟ وليون وزوجته ذهبا الى فينيسيا.

وارادت مارغريت ان تسأل عن فرنسوا ولكنها لم تفعل، وادخلت جولييت الشاي ولكن جان لم يظهر، واعتبرت مارغريت ان لا احد مهتم كفاية بها، وراقبت الطريقة التي كانت امها ترفع بها ابريق الشاي الانيق البيض والذهبي لتصب الشاي في الأكواب الصغيرة جداً حتى بدت وكأنها لعب، واضافت الحليب الى الشاي، وقدمت لها طبق من البسكويت الطازج.

وقالت امها بعد قليل:

- آه.. الجميع في الخارج، انه آب كما تعلمين.. وكنا على وشك إقفال الشقة ، فغداً سيأخذني جان الى سويسرا لإمضاء فترة نقاهة، وهذا من سوء حظي، وارجو ان تسامحيني يامارغريت، فلم نكد نتقابل، ولكن فرنسوا قال انك متشوقة لرؤيتي، وانا سعيدة لهذا.

--------------------------------------

وابتسمت ولكن مارغريت لم تصدق ماسمعت، غداً ستغادر امها الى سويسرا؟ ماهذا الترحيب بابنة كانت تأمل التعويض عن الماضي؟ وشعرت بقلبها يتجمد بالغضب على فرنسوا الذي دبر هذا عن قصد، لم يكن موافقاً ابداً على مجيئها.. فقد قال ان الوقت قد فات على كل الأحوال وسمعت نفسها تقول بهدوء:

- افهم هذا.. لو كنت اعلم انك مسافرة، كنت اتيت في وقت ابكر من هذا، وانا آسفة لأنك لازلت بصحة سيئة.

- ارجوك لا تقلقي، سيصل فرنسوا الليلة، ويجب ان تبحثي معه ماذا ستفعلين.. سيعتني بك.. فنجان شاي آخر ياعزيزتي؟

وهزت مارغريت رأسها رافضة، وهي تشعر باليأس والغضب، كم كان هنري على حق! لقد دفعت دفعاً للحضور ولا احد حتى امها كان يريدها ان تحضر هنا، انها مجرد ضيف وصل في وقت غير مناسب، وبالنسبة لاعتناء فرنسوا بها ، فقد استعدت لتفتح فمها لترفض وتشكرها على ذلك ولكنها ترددت ، فقد بدت امها مريضة حقاً، وبدلاً من ذلك قالت:

- انا واثقة انه سعتني بي يامي، ولا لزوم لتقلقي، ستدبر الامر بيننا، ارجوك لا تفكري بالأمر، يجب ان تفكري فقط باستعادة عافيتك، يجب عليك ان ترتاحي الآن .. سأخذ الصينية الى المطبخ.

- لا.. لا.. جولييت ستأخذها، ولكن إذا عذريتني سأذهب الى غرفتي، فأنا اشعر بالتعب، وغداً عليّ ان اسافر، انا سعيدة لأني استقبلتك ولأن اعرف انك راضية بأن تكوني تحت رعاية فرنسوا، وآمل ان نرى بعضنا قبل نهاية السنة.

- اتمنى هذا.

بعد ان غادرت امها الغرفة اخذت تفكر بما قالته عن عناية فرنسوا بها ، واعتقدت انها تعرف ماذا يعني هذا، يعني انها حققت رغبتها في رؤية امها ، وتستطيع الآن العودة من حيث اتت، ولن يتردد في ان يقول لها هذا، ولكنه لن يحصل عل مايريد ، لن يجبرها على فرض ارادته عليها، بالتأكيد ، لأنها ستصر على رؤية سوزان ، يعني (هوشيه ليزانج) حيث يمتلك فرنسوا كرومه.

فكرة دعوة نفسها الى هناك فكرة لن يقبل بها فرنسوا ولكنه سيضطر الى القبول وكل هذا جيد نظرياً ولكنها ليست واثقة فعلاً إنها ستستطيع إقناعه بأخذها الى هناك.

لم تنتظر تلك الليلة لترى متى وصل فرنسوا، كانت امها قد آوت الى فراشها باكراً، وبدلاً من الجلوس مع زوج امها في الصالون ، ادعت التعب وذهبت الى غرفتها، ولم تكن تلك الغرفة نفسها التي كانت تنام فيها في الماضي، بل كانت غرفة ليليان ، وليس فيها ذكريات، السجاد فيها ناعم وسميك، والنوافذ تطل على ساحة البناية.

باريس .. باريس الرومانسية! وكل آمالها في بداية جديدة لحياتها ابتعدت الآن بعدها عن النجوم.. وغداً عندما تستفيق سيكون فرنسوا هنا...

وكان هناك .. يحضر الإفطار ، قهوة ، كرواسان، في غرفة الطعام حيث انضمت اليه، لم تكن جائعة، فقد كانت متوترة الأعصاب ولم تشعر بالجوع، ولكنها جلست الى الطاولة، واكلت قطعة(كرواسان) وشربت بعض القهوة مع الحليب، وهي تتوقع ان يعلق على عدم تناولها الطعام.

------------------------------------------

- اذاً لقد حضرتي.. كنت اتساءل فيما إذا كنت ستفعلين ، من سوء الحظ ان امنا مسافرة اليوم.

- حقاً..؟ ولكنك كنت تعلم ، اليس كذلك؟ وأنت من دبرت امر قدومي في هذا الوقت.

- كان هذا منذ اسبوع، والاحداث تغيرت، والدتك لم تكن صحتها على مايرام، فشفاؤها يحتاج الى وقت ، ولم اقرر انا ان نذهب الى سويسرا لقد امرها الأخصائي بهذا ، والواقع انها ليست في حالة تسمح لها بالقيام بالأعباء العائلية بعد.

- الأعباء العائلية؟ أنا..! واخذت مارغريت تفكر ، غير واثقة كثيراً من انها فهمت ماقاله، ولم يتطرق الى موضوع ماذا ستفعل ، وكذلك لم تذكره، وبعد الإفطار، ساعد فرنسوا والدته بالتحضير لسفرهما وتركوا مارغريت لوحدها، وشعرت بأن الأمر كثير لتتحمله.

بالنسبة لها ماتبقى من الصباح كان تشابكاً من الاصوات الفرنسية، من الدخول والخروج من الشقة، واخيراً ودعتها امها ( سأتركك لفرنسوا ياعزيزتي) وفجأة اصبحت لوحدها في الشقة مع ابن زوج امها.

------------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:38 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- هو من يقرر!
دخلت مارغريت غرفتها لتعيد حزم حقائبها ، مع انها لم تخرج ثيابها اصلاً، فهي لم تكن تتصور ان بإمكانها البقاء لأن جولييت التي كانت تقوم بعمل البيت قد غادرت الآن، وتبدو الشقة وكأنها لم تكن مسكونة، فالستائر مغلقة، والغرف فارغة بشكل غريب.
لقد كانت تشك في ان فرنسوا سيطلب منها العودة الى انكلترا عندما تصبح وحيدة معه، وسألت نفسها لماذا يجب ان تعود؟ لقد مرت بمتاعب كثيرة كي تأتي الى هنا، ناوية ان تعيد وصل ماانقطع بينها وبين عائلتها، وتكلفت ببعض المصاريف، فقد اشترت لنفسها كمية لا يستهان بها من الثياب، ومع ان امها سافرت فسيبق لها سوزان ، واللعنة على فرنسوا دوفال، سترى شقيقتها حتى ولو ذهبت الى ( هوشيه ليزانج)، ولن يكون فرنسوا من الفظاظة بحيث يرفض ان يأخذها الى هناك.
-----------------------------------------
ولكن الن يفعل؟ وسمعت نفسها تضحك بسخرية، انها تخدع نفسها اذا حاولت تصديق هذا، فهي تعلم رأي فرنسوا بها: مسببة المشاكل.
وسمعت دقاً عنيفاً على الباب.
- وهل انت هنا مارغريت؟
- اجل.. وأين سأكون؟
وفتح الباب ودخل، وقال وهو ينظر اليها ساخراً.
- لقد ظننت انك هربت لتتنزهي في المترو.
وقبل ان تجمع افكارها الغاضبة لتحتج على اشارته غير المنصفة الى شيء حدث في الماضي، تابع قوله:
- سنخرج معاً لنتناول الغداء، هناك مطعم صغير عند الزواية، كم يلزمك لتكوني مستعدة؟
- خمس دقائق.
وغيرت ملابسها بسرعة، ووقفت وسط الغرفة ، ونظرت الى نفسها في المرآة معجبة بمنظر الفستان البسيط الأخضر الذي ترتديه والذي يبرز استدارة جسدها، ولم يكن فيها أي شيء من الاثارة والغموض اللذان يميزان المرأة الفرنسية.
بعد اكثر من عشر دقائق خرجت من الغرفة لتجد فرنسوا في الصالون يقف عند النافذة وظهره للضوء، وقالت له بأدب:
- اخشى ان اكون تأخرت عليك اكثر مما توقعت.
- لا تعتذري، لقد توقعت هذا، وليس منك فقط بل من اية امرأة تهتم بمظهرها.
وتجولت نظراته بها من رأسها الى اخمص قدميها، ولكن لم يعلق، مع انها توقعت منه ان يعلق مغازلاً.
- هيا بنا إذاً..
وسارت امامه خارجة من الشقة، ولم يتكلما وهما في المصعد حتى انه لم يمسك بذراعها وهما يقطعان الشارع المشمس نحو المطعم، وطلب فرنسوا نوعاً من الأسماك وسلطة وبعض الشراب.
- هذا يكفي كما اظن، لن يكون هذا سوى وجبة عادية، فنحن لا نحتفل بشيء، اليس كذلك؟.
ونظر اليها دون اهتمام ، وبطريقة ما اثرت غطرسته الفرنسة الأنيقة على اعصابها، وأحست بضعف في ساقيها حتى انها كانت مسرورة لأنها جالسة ، واحست فجأة انها لن تربح لو جرى بينهما اية مواجهة حول مافعله معها.
وتذكرت كيف انها فعلت بالضبط ماقاله لها ، وكرهت نفسها ومدت يدها تتناول كأس الشراب واحتست منه قليلاً، وقال لها:
- وهكذا هانحن وحيدان.. وترك لي ان اخطط لتحركاتك.
- صحيح؟.. لقد فهمت انك ستعتني بي.
- تقريباً.. ولكن لدي افكار خاصة لما يجب ان اعمل، وما قد ترغبين به قد لا يكون من اولويات ماانويه.
- ولكن ماتريدني ان افعل له الأولوية.
- طبعاً...
ووصل الساقي ومعه طلباتهما، وعندما اصبحا لوحدهما ثانية ، دفع السلطة اليها، واخذ الشوكة والسكين وتابع حديثه:
- اعلم تماماً انك تربيت على كره بلدي ، واعتقد انك راضية بأنك قمت بواجبك واتيت في هذه الزيارة.
- وكيف تجرؤ على هذا الاعتقاد، لقد خدعتني .. لقد دمرت الامر كله، انها ليست غلطتي انني لم استطع سوى تحية امي وتودعيها فقط، فكيف اكون راضية إذن بهذا بعد ان قطعت كل هذه المسافة ؟
- اهدأي و لا تبدأي بلومي، لقد شرحت لك ماحدث، واضيف عليه ان امك لم ترغب في ان ترفض زيارتك، وهي تعلم كم انت حساسة، ولم ترغب في جرح احساسك، والآن دورك لتقومي بأشياء جيدة، الاشياء صحيحة، وهذا بالضبط مااريدك ان تفعليه.
---------------------------------------
- نعم؟ وماهو الشيء الصحيح في رأيك؟
- ستأتين معي معي الى ( هوشيه ليزانج) وتقومين بمجهود لتكوني لطيفة مع عائلة امك، الخالة انيتا هناك، وشقيقتك ايضاً وماري روز وليون وزوجته هنرييت وطفلاه وانا بالطبع.
- ماذا؟
وحدقت به ببلاهة، لمجرد التفكير بأنه يريدها ان تفعل تماماً ما خططت لأن تفعله! وكادت ان تضحك لولا انها شعرت بالغضب لأنه قام بالخطوة قبلها، وتصور بأنه يعلمها بعض الاخلاق!
- ألم اوضح مااقول؟
- لقد اوضحته تماماً، ولكني اكره بأن يقال لي ماذا عليّ ان افعل وكأنني لا تفكير سليم عندي.
- من السهل إقناع النفس بأن الإنسان يفعل ماهو صائب ، لقد اردت فقط أن اتأكد من تخليك عن أية فكرة بالهرب عائدة الى انكلترا ، ونسيان كل شيء عن عائلة دوفال مرة اخرى.
- أنا واثقة انني لا استطيع نسيانك ولكن دعني اؤكد لك ان ليس الفرنسيون وحدهم من يعرف الاصول، ولمعلوماتك ليس لدي اية نية بالهرب عائدة الى انكلترا مهما كنت تقصد من هذا الكلام.
- اوه هيا... آنسيتي انني جلست مع والدة خطيبك! واعلم ان لديك اسباباً للعودة سريعاً.
- حسناً، مهما يكن ماتعرفه، او تظن انك تعرفه ، فليس عندي النية ان اعود الى انكلترا بعد ، فأنا اريد رؤية شقيقتي ، وأنا ارحب بفرصتي لإثبات على الأقل لبعض عائلة دوفال الذين يظنون انني انكليزية... ومع انني تصرفت بشكل سيء عندما كنت في الرابعة عشر، فلست وحشاً واستطيع ان ارى انك لا تريد الاقتناع، لذا لن احاول ان اؤثر عليك ، ومؤسف ان تكون واحداً من العائلة، لأنني سأجد صعوبة في ان اعجب بك.
وتطلعا ببعضهما عبر الطاولة ، ولم يرف لمارغريت جفن ولا اشاحت بنظرها عنه، ثم لوى بشفتيه وقال:
- لسوء الحظ ، الشعور متبادل .
واكملا طعامهما بصمت وتمنت مارغريت من كل قلبها ان لا تكون الخالة انيتا صعبة التعامل او انها قد حكمت عليها سلفاً لماحدث منذ سنوات، وأن تكون ماري روز متقبلة لها بشكل معقول، ولا يستطيع احد القول انها قد ترحب بها، جزء منها كان يتوق الى ترك الطاولة والمغادرة الآن، حتى لا ترى فرنسوا دوفال وعائلته ثانية، ولكن من ناحية اخرى السبب الوحيد الذي دفعها للمجيء الى فرنسا هو التعويض عن اخطاء الماضي، ولتكتشف اذا كانت لا تحب هؤلاء الفرنسسن كما كانت جدتها تماماً.
وقاطع فرنسوا افكارها قائلاً:
- هل نذهب؟.
ودون ان تجيب وقفت وتحركت نحو الباب.
كانت الرحلة الى (هوشيه ليزانج) ممتعة على الرغم من التوتر بينها وبين فرنسوا، لم تكن قد شاهدت الريف الفرنسي من قبل، وأدهشها اتساع الأراضي تماماً كما ادهشها الحركة الناشطة في العديد من البلدان الصغيرة والقرى التي مرا بها، ووجدت بورغاندي بلد زراعة الكرمة ساحرة تماماً، لم تكن قد شاهدت زراعة الكرمة من قبل ووجدتها كثيرة الخضرة رائعة المنظر ممتدة على مدى واسع من الاراضي، عبر الودية العريضة وعلى سفوح التلال المتوجة بالغابات.
وكانت ترغب في إلقاء الكثير من الأسئلة إلا انها كانت لا تزال كارهة للتحدث مع فرنسوا، فقد جرح مشاعرها وشعرت بأنه حكم عليها مسبقاً ، لذا بقيت صامتة، تجيل نظرها بما حولها من الخضرة الطبيعية.
----------------------------------
واخيراً تركا الطريق الدولية الى طريق اصغر حيث اشارة الطريق تدل الى وجهة ( ارميت) وقال فرنسوا شارحاً:
- ارميت هي اقرب بلدة لنا والخالة انيتا تقوم بالكثير من التسوق هناك ، ممايذكرني .. ولكن هل أنت مصغية ام تفضلين ان تتجاهلينني؟
- انا مصغية لك.
- كنت اقول ، لملء اوقات فراغك في ( هوشيه) ، قد تكون فكرة جيدة لو انك وسوزان علمتما بعضكما شيئاً من لغة الآخر، سوزان تعلمت الانكليزية في المدرسة ولكنها كسولة وتعمل على تعلمها وبالنسبة لك ستجدين الحياة في فرنسا اسهل لو حاولتي فهم اللغة، هل كانت الفرنسية احد المواضيع التي درستيها في المدرسة؟
- اجل..
- حسن جداً، هذه بداية وارجو ان لا تكوني نسيتيها منذ تركك المدرسة.
- لا..
وبدا لها غريباً ان يصر على التحدث بالإنكليزية بدل امتحان مدى معرفتها بالفرنسية، ولكنها اعتقدت ان الامر راجع اما للأدب او لتفضيله هذه اللغة.
- وقد تجدين ايضاً الوقت لمساعدة الخالة انيتا برعاية الأطفال، لقد اصبحت كبيرة في السن و هرييت لن تترك الأولاد معها ابداً اذا لم يكن هناك من يساعدها.
- ولكن سوزان وماري روز هناك، اليستا كذلك؟ وكيف لها ان تعتمد عليّ؟ ولكنني بالطبع سأساعدها.
بعدما عبر ارميت، اصبحا داخل الريف، وسارا في طريق ضيق يمر عبر بعض التلال، وإضافة الى مزراع الكرمة كان هناك حقول محروثة ومراعي وبعض نبتات الخشخاش ذات اللون الأحمر اللامع، على جانبي الطريق، ثم وبعد منعطف قوي وجدا وادياً عريضاً ممتداً امامهما، وفي نهايته البعيدة، مابين اشجار الكرمة، بدت قرية ببيوتها ذات السقوف الرمادية، والبرج المستدير لكنيسة القرية.
- هذه هي ( هوشيه)
- هوشيه ليزانج؟ لماذا دعيت بهذا الاسم يافرنسوا؟
- الاسم مأخوذ من اكبر مزراع الكرمة في المنطقة ( كلوديزانج)
- وهل هي لك؟
- لا.. ليست لي ( فكلو ديزانج) قسمت الآن الى عدة اقسام ولها الكثير من الملاك، ( لي فلورنس) اسم مملكاتي ، وهي اصغر بكثير، ولكن مركزها ممتاز عند السفوح لزراعة الكرمة الجيدة.
وقررت مارغريت ، وهما يسيران في الطريق المنبسط عبر الوادي، والأشعة الذهبية وهي على وشك المغيب تعطي ظلالاً على التلال، وتزيد اشجار الكرمة اخضراراً ، ان هذا المكان احد اجمل الأماكن التي شاهدتها في حياتها والكثر رومانسية، وعلى مشارف القرية، مرا ببيت كبير عتيق، بيت صاحب الملاك، والكرمة تمتد من خلفه بمنظرها المؤثر، الذي يعطي انطباعاً انها هناك منذ قرون طويلة.منتديات
- هل هذه هي حمى (كلو ديزانج)؟
- لا.. إنها املاك مدام هوبرت بنوا.
القرية كانت صغيرة والشوراع ضيقة، وعندما غادرا ساحة القرية المحتوية على كاراج وفندق صغير ومحال صغيرة مع طاولات في الخارج، وجدارنها الحجرية وابوابها الحديدية، ومن خلف هذه الجدران استطاعت ان تلاحظ بيوتاً كبيرة احياناً واحياناً بيوتاً صغيرة .
-----------------------------------
وعند طرف القرية البعيدة دخل فرنسوا عبر بوابة ضخمة ادت بهما الى باحة ملئية بالزهور، يحجبها عن الطريق جدار مرتفع من احد الجوانب وكارجات حجرية منخفضة من الجانب الآخر، وشعرت مرغريت شعوراً فارغاً بخيبة الأمل، فقد توقعت ان يكون منزله وسط كروم العنب مثل المنزل الذي مرا به، ومع ذلك فقد كان منزلاً مهيباً، من طابقين له سقف من القرميد المصقول بطراز بورغاندي تقليدي.
الجدران الحجرية فيه كانت بلون دافئ، مصاريع النوافذ الخارجية بالأزرق الرمادي، يفصل مابين الباحة والتراس المرصوف النوافذ الخارجية بالأزرق الرمادي، يفصل مابين الباحة والتراس المرصوف بالعشب حاجز حديدي، حيث هناك مساكب من الزهور تلتمع بالورد والبيوتيا والجيرانيوم الاحمر، وهناك بعض الاثاث المستخدم خارج المنزل منتشر في الظل، ومن فوقها تمتد اغصان شجرة كستناء كبيرة الاوراق عالية في السماء وقد لونها الوان السماء المشمشية.
بدا كل شيء مرحباً، ولكن لم يخرج احد لاستقبالهما، ووقفت مارغريت قرب السيارة، وفرنسوا يفرغ الحقائب منها، وسألت بعصبية:
- ألسنا .. اليس وصولي متوقعاً؟
- اجل.. وصولك متوقع، لقد ابليت نيتي في ان اتي بك معي.. ولست معتاداً على مفاجأة الخالة انيتا بالضيوف، لقد كانت مدبرة منزلي منذ زمن بعيد ومن قبلي لجدي، وهي تستحق بعض الاعتبار.
وأشار ناحية المنزل وقال:
- تفضلي .. اتسمحين ؟ وانسي امر الحقائب.. سأهتم بها.
ودفع فرنسوا الباب الذي ينمو الى جانبه غرسة عنب بأوراقها الخضراء وخصلات العنب الصغيرة، ودخلا الى ردهة مربعة تؤدي الى عدة غرف.
- لابد ان الخالة انيتا تهتم بالأطفال.
وفي تلك اللحظة جاء صوت جميل عالي النبرات يقول بشوق بالفرنسية:
- أهذا انت يافرنسوا؟
وخرجت فتاة شابة من احدى الغرف.
وحدقت بها مارغريت بذهول وانتبهت فقط عندما قال لها فرنسوا ان هذه سوزان ، في غير هذا الظرف لم تكن قادرة على التعرف الى شقيقتها الصغرى بجمالها الأخاذ هذا، صغيرة الجسم، بشرتها بلون الذرة تتماوج اطرافهما فوق كتفيها، اللذان تكتشف عنهما ياقة فستان ازرق فاتح.
- مرحباً مارغريت!
وتلقت مارغريت قبلة سريعة على كلا خديها، ويبدو ان سوزان كان لديها اشياء اخرى في ذهنها عدا وصول شقيقتها الانكليزية، لأنها استدارت فوراً لتقول لفرنسوا بالفرنسية:
- انا احضر الحلويات يافرنسوا، لقد اعطتني فيوليت الوصفة ستكون حلوى لذيذة لك، يجب ان تدخل المطبخ لترى.
- انسي الحلوى الآن، وخذي مارغريت الى غرفتها التي حضرت لها فوق، ومن الافضل ان تبدأي منذ الآن بالتمرن على الإنكليزية ، اين ماري روز؟
- لقد ذهبت لزيارة لويز، والخالة انيتا اخذت الأطفال في نزهة ولكني كنت ارغب في ان اكون هنا عندما تحضر .
واستدارت الى مارغريت :
- تعالي ! سأخذك الى غرفتك.
---------------------------
وارسلت الى فرنسوا ابتسامة سريعة، واسرعت تصعد الدرج، ولحقت بها مارغريت على مهل، وقد شعرت بالحبور، ولحقت بسوزان عند نهاية الدرج العريضة المفروشة بمقاعد جميلة، واريكة صغيرة وطاولة عليها بعض الكتب، واشارت سوزان الى الكتب وقالت بالفرنسية:
- ماري روز كانت تدرس الانكليزية ، هل تفهمين ما اقول؟
واجابتها مارغريت بالفرنسية ايضاً ( افهمك تماماً!.) وبدت لها اشارة جيدة ان تكون ماري روز تحاول تحسين لغتها الانكليزية، وتمنت ان يكون هذا اكراماً لها، واذا كان الأمر كذلك ، فسيبدو من الممكن ان تكون ماري روز ايضاً تريد ان تعوض عما حدث بينهما في الماضي.
- اذاً انت تتكلمين الفرنسية ، لقد قال فرنسوا انك لا تتكلمينها.
- حسناً انا اتكلمها ولكن ليس جيداً.
ودفعت سوزان احد الأبواب ووقفت جانباً لتدخل مارغريت الى غرفة الضيوف، كانت غرفة صغيرة مزينة كلها تقريباً بالون الازرق، وسجادة بلون العاج على الارضية الخشبية اللماعة، السقف كان بلون ازرق افتح والجدران بيضاء، وتطل النافذة على شارع ضيق كانا قد دخلا عبره الى القرية، وجلست سوزان على السرير المنخفض، ولاحظت مارغريت انه جهز بأحد الوسائد الكبيرة المربعة وجدتها غريبة وغير مقبولة عند زيارتها السابقة ، ولكن الأمر لن يقلقها الآن.
في الواقع كل شيء مختلف قد تجد مثيراً للاهتمام واقتربت نحو النافذة ونظرت الى الخارج، وكانت التلال ترتفع وراء المنازل التي في الشارع مغطاة بالكرمة ولونها الأخضر في الضوء بدأ يتلاشى.
- فرنسا لا تشبه إنكلترا ابداً.. هل تذكرين انكلترا ياسوزان؟
- لا.. ابداً.
- وهل تحبين ان تعودي الى هناك؟
- ولماذا اعود؟ هذه بلدي.
----------------------------------
- اجل.. هذه امر غريب، اليس كذلك؟ انت فرنسية وانا انكليزية، ومع ذلك فنحن شقيقتان.
- انا لم اعتد على هذا، هل تنوين البقاء طويلاً يامارغريت؟
- اود البقاء هنا الى ان تعود امي من سويسرا، لقد شاهدتها لفترة قصيرة الليلة الماضية، لم تكن لدي فكرة انها مريضة هكذا.
- لا اعتقد ان الأمر يهمك لهذه الدرجة، فأنت لست جزءاً من العائلة، لم تأتي ابداً لتقيمي معنا، وانا اعلم ان امي ماكانت تدعوك لقضاء العطل معنا.
- لقد كانت جدتي تظن ان هذا مزعج لي وانا لا ازال في المدرسة وبعد ان تركت المدرسة لم تكن صحتها جيدة، وكانت بحاجة اليّ، ولكنني بالطبع احب رؤية امي.. وانت وهي جزء من عائلتي.
- ابي كان الجزء الخاص بك من العائلة.. الجزء الانكليزي، فأنت انكليزية كما يقول فرنسوا، وأنا فرنسية، اما انا فلا احب الانكليز.
واجفلت مارغريت ، فصراحة سوزان كانت فظة، ولكنها اخذت تفكر ، ففي سوزان، كان من الممكن ان تفعل هي نفس الشيء.
الأمر الواقع ان كلاهما تربتا على احكام مسبقة، هي اثرت عليها جدتها، فمن ياترى اثر على سوزان؟ هل عائلة دوفال بشكل عام؟
وحاولت ان تكون منصفة وان لا تضع الوم كله على فرنسوا مع انها في قرارة قلبها كانت تعرف تماماً انه هو السبب، وقالت محاولة تغيير الموضوع:
- اظن من الأفضل ان انزل واحضر حقائبي، وأظن ان الخالة انيتا قد عادت ، اليس هذه صوت طفل؟.
- اجل انها انطوانيت، انها في الثالثة الآن ولا تستقر ابداً، يعم الهدوء عندما يكونون في الخارج، وبما انك الآن هنا ستأخذين دورك برعاية اطفال هنرييت، هكذا قال فرنسوا.
----------------------------------
ونظرت اليها مارغريت بتوتر ، ليس لأنها لم تكن راغبة في اخذ دورها في رعاية الاطفال، بل لأن سوزان للمرة الثالثة استشهدت بكلام فرنسوا ، ولم تظهر سوزان اي دليل على انها ستغادر طرف السرير، وعندما وصلت مارغريت الى الباب سألتها:
- الن تأتي معي الى تحت لتقديمي للخالة انيتا؟
- لقد قال فرنسوا ان لا نعاملك كضيفة .. تستطيعين تقديم نفسك .. إنك شقيقتي وهي تعرف كل شيء عنك ، لو نزلت الآن سأضطر الى تحضير رضاعة جاك، او فعل شيء مضجر مماثل.
- اعدك ان اساعدك..إذا قلت لي ماذا افعل؟.
- اوه.. حسن جداً، واريدك ان تلقي نظرة على الحلوى التي احضرها، اشعر بالتسلية لصنع مثل هذه الاشياء، ولكن فرنسوا يقول ان النتيجة دائماً تكون كارثة.
- هل يقول هذا؟ ومن هي فيوليت التي اعطتك الوصفة.
- انها تأتي كل يوم لمساعدة الخالة انيتا في عمل المنزل، انها تعيش في مزرعة وراء القرية، سأخذك الى هناك يوماً ما.
- سأحب هذا.
وابتسمت ، لقد كان لديها شعور ما ان سوزان ترغب في ان تكون ودودة معها، فهي لا تذكر الكثير من زيارة شقيقتها السابقة لأنها في ذلك الوقت كانت صحتها سيئة وتتطلب العناية الدائمة من امها ، كم تغيرت! إنها الآن مليئة بالصحة والثقة بالنفس.
عندما بلغتا الطابق الأرضي وجدتا الخالة انيتا مع الطفلين ، كانت امرأة مسنة نحيلة ترتدي الأسود، شعرها يميل الى السواد ، وجهها مليء بالمستحضرات ، وتنهدت وهي ترفع جاك من العربة بينما كانت انطوانيت تحتضن لعبة تحت ذراعها، وهي تكرر بأنها جائعة.
وقدمتهما سوزان لبعضهما دون اكتراث، وبينما كن يتجهن نحو المطبخ، لاحظت مارغريت ان خالة فرنسوا تحتاج فعلاً الى المساعدة، اذ يحتاج الطفلين الى الإطعام، والإيواء في الفراش ثم تحضير العشاء لباقي من في المنزل، كما اكتشفت ان الخالة انيتا منظمة تماماً، إضافة الى انها طباخة ماهرة، وتقوم بعمل كثير بالنسبة لعمرها.
- حضري زجاجة رضاعة جاك ارجوك ياسوزان.
ونظرت اليها سوزان وقالت لشقيقتها:
- تعالي يامارغريت وسأريك ماذا يجب ان تفعلي.
ونظرت الخالة الى مارغريت نظرة حادة.
- هل تتكلمين الفرنسية يامارغريت؟
- اجل.. ولكن ليس جيداً، افهم عليك اذا لم تتكلمي بسرعة.
- جيد، لن يكون هناك اذاً اي سوء تفاهم، هل ترغبين في حمل جاك، بينما اتعامل مع انطوانيت، سيكون خجولاً منك في البداية ومزعج قليلاً.
وحملت مارغريت الطفل بين ذراعيها واخذت تراقب سوزان تحضر الرضاعة ، ودخل فرنسوا الى الغرفة وبرفقته فتاة سوداء الشعر والعينين، انيقة جداً تبدو فرنسية دون شك.
وظنت مارغريت انها صديقته ثم ادركت انها ماري روز، الفتاة التي ساعدت في جعل حياتها تعيسة منذ سنوات مضت والتي كرهتها كثيراً.
وتطلب منها مجهوداً كي تجيب على تساؤل فرنسوا:
- اجل.. بالطبع اتذكر ماري روز.
واستدارت اليها وابتسمت ، وابتسمت ماري روز بدورها.
-------------------------------
وحيت مارغريت الفتاة باللغة الفرنسية متعمدة، ولاحظت برضى كيف ان عيني الفتاة اتسعتا بالدهشة للهجتها الخالية من العيوب التي بذلت الكثير من الجهد لاتقانها.
ولاحظت نظرة فرنسوا لها، متفحصة وبقليل من العدائية، وتساءلت ماذا فعلت ياترى؟ وعرفت ماذا فعلت بعد ان اخذت الطفل جاك الى الغرفة لإطعامه حسب طلب الخالة انيتا، كانت غرفة جلوس عائلية تقريباً، كبيرة ومريحة، ومع انها قد اعيد فرشها من جديد إلا انها ماتزال محافظة طرازها القديم.
واختارت مارغريت مقعداً مريحاً وبدأت تطعم جاك، وبعد قليل دخل فرنسوا ووقف ينظر اليها.
- اذاً انت تتكلمين الفرنسية هذه الأيام اليس كذلك يامارغريت؟ ما هي الفكرة وراء خداعي؟
- انا لم اخدعك، ولكنك اعتقدت انني لا اتكلم الفرنسية، كما تعتقد تماماً انني لا زلت تلك الفتاة عينها التي اتت الى فرنسا منذ سبع سنوات.
- لا هذا غير صحيح، فأنا مدرك تماماً لعدد من التغييرات بك، فأنت فتاة جميلة الآن ، واصبحت نحيلة، وتعرفين كيف تختارين ثيابك، لقد شككت بالامر في انكلترا ولكنني ارى هذا بوضوح الآن، وتعلمتي التحرك برشاقة ، ومن معرفتي بك اقول ان هذا بوادر هدنة بيننا.
- ومن معرفتي بك، استطيع التخمين انك مستعد لإطلاق بضع طلقات امام اذني لمجرد تذكيري بأنني لا زلت في معسكر الاعداء. لقد سمعت ازيز رصاصة لتوي تمر قرب اذني.
- صحيح؟ ولكنك عبرت عن نفسك جيداً بالفرنسية.
- طبعاً ولكن ( كفتاة انكليزية) كما قلت.
- حسناً.. لم اقصد شيئاً بهذه الملاحظة ، ولكن اذا احببت ان يكون الأمر هكذا، فأجل لقد عبرت عن نفسك جيداً بالنسبة لفتاة تتكلم لغة غريبة... على كل لا اظن ان طلقاتي قد ارعبتك، اليس كذلك؟
- لا لم تخيفني.
ونظرت اليه مباشرة، بعينان واسعتان فضحك قليلاً وقال:
- عندما تنظرين اليّ هكذا يامارغريت توشكين ان تقنعيني برمي كل سلاحي!
ولكنني قابلت الكثير من الفتيات ذوات العيون الجريئة، وتعلمت منذ زمن ان لا اصدقهن ، وفري لغة عيونك لخطيبك الإنكليزي. وتأكدي انني سألزم حذري واستخدم اسلحتي اذا كان الأمر ضرورياً.
- وهل هذا تهديد؟ ولكنني لا اعرف لماذا، هل تخطط لأن تجعل حياتي تعيسة لسبب ما؟.
- هذا يتوقف على كيفية تصرفك، وكوني واثقة من شيء واحد ، لن تغادري هنا قبل ان اسمح لك، خطيب او لاخطيب، وانت تعرفين لماذا ، فعندما سأكتب الى والدتنا في سويسرا ، اريد ان اكون قادراً على القول انك بين اسرتك وان الروابط العائلية ثابتة، وعندها سيكون بال امك مرتاحاً.
واحست مارغريت بالامتعاض، لقد كان وكأنه يقول لها إنه لا يصدق ان لديها النية ان تتفاهم مع اقاربها الفرنسيين، فقالت له بجفاء:
- سأقرر مااظنه الأفضل حول البقاء هنا، ولا تزعج نفسك بالقول انني لا احسن التصرف بتحدثي مع مضيفي بهذه اللهجة، وتذكر انك انت من اخترت معاملتي وكأنني اسير من الاعداء.
- انت تريدين تحويل الأمر الى مأساة ، اليس كذلك؟
--------------------------------
- ولكنك فعلت هذا.
وحدقا ببعضهما لبرهة بتحدي، ثم استدار وخرج.
واخرجت مارغريت الرضاعة من فم جاك بلطف وحملته والى صدرها واخذت تربت ظهره ليتجشأ ، كان ذهنها مشغولاً بالحديث الذي انتهى لتوه، وشعرت بأنها كانت متحفزة زيادة عن اللزوم للدفاع عن نفسها، اضافة الى الهجوم ، من المؤسف انه لم يستطع نسيان الماضي ومحاولة الثقة بنواياها الطيبة، واعتقدت بأن كونها انكليزية هو اساس كل هذا، على كل يستطيع ان يظن ما يريد، فهي غير مهتمة...
في المطبخ كانت الصغيرة انطوانيت تتناول عشاءها على مضض على الطاولة صغيرة، وقالت الخالة انيتا لمارغريت:
- انها تأكل مع والديها في منزلهما في ديجون، ولكن الامور هنا تجري حسب رغبتي ياانطوانيت، عشاؤنا سيتأخر ، وستكونين تعبة حتى ذلك الوقت لتتمتعي بوجبة جيدة، وها أنت تتثائبين .. اين سوزان؟ يجب ان تغير للصغير وتضعه في الفراش، لا ان تترك كل شيء لك منذ اول يوم لك معنا، ماري روز ستعتني بانطوانيت، وقد ذهبت الى الحديقة لتحضر لي قليلاً من البقدونس ، سأحضر العجة هذه الليلة.
وتملصت مارغريت منها لتذهب وتفتش عن سوزان التي وجدتها في غرفتها تعيد تصفيف شعرها، ولم يعجبها تدخل مارغريت فانتزعت الصبي وحملته الى غرفة نومه، وهي تقول بغضب:
- لن افعل هذا كل ليلة وانت هنا الآن.
لم يقدم العشاء حتى ساعة متأخرة ، وكان اجتماعاً صاخباً، لأن الخالة انيتا وسوزان كانتا كثيرتا الكلام، وتعبت مارغريت وهي تلاحق الحوار، وتخلت عن الاستماع قبل وقت طويل من انتهاء الوجبة.
وقالت الخالة انيتا آمرة :
- ارجوا ان تحضري القهوة ياسوزان.
ودفعت سوزان شعرها الى الوراء محتجة:
- انا لا اصنع القهوة الجيدة كما تصنعها ماري روز..
واجابتها الخالة انيتا بجفاء :
- هيا، هيا.. افعلي ماقلت لك.
وتبعت مارغريت شقيقتها الى المطبخ وساعدتها ، وفيما بعد سألتها وهما على الطاولة بصوت منخفض:
- ها اساعدك بالصحون؟
ولكن الخالة انيتا قالت :
- فيوليت ستنظفها صباحاً.
قالت سوزان:
- شكراً لله، وإلا لكنت انا من سأنظفها ، مع انه يوم اجازتي وماري روز تعمل متى تشاء...
وصاحت بها الخالة انيتا:
- ... اصمتي، يجب ان تتعلمي لعب دورك الطبيعي في حياة العائلة، فلم تأتي من باريس الى هنا لتلعبي طوال النهار، غداً ستذهبين للتسوق وانا احضر الغداء، لقد طلبت من فيوليت ان تحضر لنا دجاجة من المزرعة ، مارأيك يافرانسوا.
- رائع.. يجب ان نقيم احتفالاً لوصول مارغريت ، وعندما ينتهي التسوق ستبدأين مع شقيقتك بتعليمها الانكليزية عليك ان تمضي ساعة في الدرس على الاقل، والتحدث طوال الصباح بالانكليزية طالما مارغريت هنا، وهذا سيبقيكما بعيدتين عن الضجر.
وأطرقت سوزان ، بينما شعرت مارغريت بالدماء ترتفع الى وجنتيها، وتاقت لأن تقوم باعتراض ملتهب، فهي لا تحب ان تؤمر هكذا، كما لاتحب ان يتحدث اليها احد وكأنها طفلة، فقد كانت اكبر سناً من ان تتقبل هذا، ولم تتمكن من السيطرة على الكلام فصاحت بغضب:
- انا وسوزان نستطيع التحدث بالانكليزية في اي وقت من النهار والخالة انيتا بحاجة لمساعدتنا في الصباح.
وقالت الخالة انيتا محاولة تلطيف الاجواء:
- لا ابداً.. عندي فيوليت لتساعدني في الصباح، وهذا ترتيب جيد.
ووقف فرنسوا عن الطاولة وارسل الى مارغريت نظرة ساخرة منتصرة :
- اذاً لقد تقرر الأمر..
ثم غادر الغرفة.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:39 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- الأخت الصغيرة
ومع ذلك فلم تجري الدروس بالإنكليزية كما هو مخطط، فرنسوا حدد لهم عند سفره الطاولة الواسعة كمكان رسمي للدرس، ولكن فكرة الجلوس لفترة ساعة وإعطاء دروس لم يرق لمارغريت ولا لسوزان كما كان ظاهراً.
على كل الاحوال، فالخالة انيتا تحترم اوامر ابن اختها كثيراً، واخذت على عاتقها ايصال سوزان الى مكان الدرس، بينما اعتبرت من المسلم به ان تحضر مارغريت وتنفذ الرغبات ، ولو دبلوماسياً ، دون تذكيرها بها.
واخذت سوزان تحتج :
- انا لست طفلة في الخامسة من عمرها لتقولوا لي مايجب ان افعل.
وامضت كل وقتها متظاهرة بالتفتيش عن الكتب واعترفت بصراحة انها غير مهتمة ابداً بتحسين لغتها الإنكليزية.
---------------------------------------------
في الدرس التالي، وبطريقة مفاجئة تقدمت ماري روز وسألت وكأنها تعتذر اذا كان بإمكانها الجلوس معهما :
- هل تمانعين لو جلست لاستمع يامارغريت؟ فانكليزيتي ليست جيدة وارغب في تحسينها.
وردت عليها مارغريت بسعادة:
- اهلاً بك.
لاهي ولا ابنة زوج ابيها اشارتا الى الخلاف الذي كان بينهما في الماضي، في الواقع لم يكن هناك ماتقولانه لبعضهما بعد، ولكن من خلال ماادعته من متابعة الدروس، حصل نوع من الاتصال بين الفتاتين.
وارادت ماري روز ان تعرف مااذا كانت مارغريت تعيش بعيداً عن لندن فأجابتها مارغريت:
- ليس بعيداً جداً.. فأنا اعيش في (كنت) في مقاطعة ( كانثربري) إنها مدينة جميلة ومكتظة بالسكان ، وليست بعيدة عن ( دوفر) وانا اذهب الى لندن من وقت لآخر.
- اود لو اذهب الى هناك، لقد شاهدت العديد من الصور ، وهي لا تشبه باريس، احب باريس ولكنني اتمنى ان ازور لندن.
وشعرت مارغريت بالدهشة ، فهي لم تفكر ابداً ان انكلترا تثير اهتمام ماري روز وقالت لها سوزان:
- تستطعين الذهاب الى هناك في شعر العسل.
واحمر وجه ماري روز بغضب ، وسألتها مارغريت:
- هل انت مخطوبة يا ماري روز.
ولم تجب ماري روز، ولن سوزان احتضنت ساقيها وقالت:
- ستخطب عما قريب.. لفيليب لوران، وهكذا ستنشغل مدام هوبرات بنوا بفرنسوا وايلين فقط.
وقالت ماري روز بحدة:
- هذا يكفي ياسوزان.. ليس هناك شيء مؤكد ، اذا ضافة الى انك لا يجب ان تتحدثي عن علاقات فرنسوا مع.. مع اي احد.
وتجاهلت مارغريت هذه الملاحظة، رغم انها شعرت بأنها مهينة قليلاً، فمن المفترض ان تكون جزءاً من العائلة ومع ذلك ، ففي الواقع لم تكن كذلك، وليس هناك من يدرك هذا اكثر منها ، ولكن لا فرق، فهي تشعر بفضول عميق، فقد تذكرت ان مدام هوبرت بنوا هي مالكة المنزل ومزراع الكرمة عند مدخل القرية، وارادت ان تعرف من هو فيليب لوران ، وايلين وماشأنهما مع مدام هوبرت بنوا، ولكن كرامتها منعتها من السؤال، من المحتمل لو ان ماري روز غير موجودة لأخبرتها سوزان كل شيء عن شؤون العائلة، فقد كانت ثرثارة، وهذا مالاحظته مارغريت في وقت قصير، ولكن ماري روز غيرت مجرى الحديث.منتديات
- هل لديك صديق في انكلترا يامارغريت؟
- اوه لديّ عدة اصدقاء، ولكن لا شيء جدي.
- ولمن كنت تكتبين رسائلك ليلة امس؟.
وابتسمت مارغريت للطريقة الانشائية التي الفت بها ماري روز السؤال، فسارعت الفتاة للقول:
- هل تجدين لهجتي مضحكة؟
- لا بالطبع لا.. كنت فقط ابتسم لتفكيري بدهشة السيدة جوردن عندما تعرف انني لست في باريس ، ولكن في الريف، فقد كانت تحسدني على زيارة باريس.
وبدت ماري روز متحفظة وغير مقتنعة تماماً، وقالت سوزان وهي تراقب وجه شقيقتها:
- لقد كتبت رسالتين ورأيت الاسماء على المغلفات واحد باسم هنري جوردن.. هل هو صديقك؟
- لقد قلت لك ان لدي عدة اصدقاء...
والتفت الى ماري روز وسألتها:
- مانوع العمل الذي تعلمينه؟ هل تكسبين معيشتك؟
- لا ابداً! بعد انتهئي من الدراسة ، اعمل احياناً مع ليون في ديجون، فمنذ وفاة خالنا يدير فرع شركة التصدير هناك، واحياناً اعيش في باريس مع والدي، وامنا الجميلة. واحياناً مع الخالة انيتا وفرنسوا.
---------------------------------
وتطوعت سوزان لإعطاء معلومات إضافية:
- ماري روز تحب الريف كثيراً، لأن صديقها يعيش هنا في ( هوشيه ليزانج) مدام هوبرت بنوا هي جدته، هل تودين مقابلته يامارغريت؟
- اجل .. بالطبع.
ولكن ماري روز لم تأخذ الامر جدياً، ونسي الموضوع في الحال.
وفي اليوم التالي ذهبت ماري روز الى ( لي شارم) ولم تدعو مارغريت معها، ووصل فرنسوا بعد الظهر الى المنزل وكانت مارغريت وحدها في غرفة الجلوس وبعد تبادل التحية جلس على مقعد مواجه لها وقال:
- ماذا كنت تفعلين اليوم يامارغريت؟
- لا شيء مهم.
- هل انت ضجرة...
- لم اقل هذا.. اعني لا شيء يهمك ان تعرفه.
- انت مخطئة ايتها الأخت الجميلة، اي شيء تفعلينه يهمني.
- حقاً؟.. إذاً اعتقد انك ستكون مندهشاً لمعرفة انني حضرت رضاعة جاك، وقرأت قصة لانطوانيت، و.. ماذا بعد.. آه اجل.. واريتها كل ماتحتويه علب الزينة عندي، والصورة التي على مرآة اليد خاصتي...
- كفى.. لابد ان بيننا سوء تفاهم.. اعتذر ، اين سوزان؟
- فوق.. تغسل شعرها.
- وشقيقتي؟
- ذهبت الى ( لي شارم) لرؤية ... احدهم.
- ولم تدعك للذهاب معها؟.
- لا..
- الستما متوافقتان؟
- انت تعلم اننا لم نحب بعضنا عندما التقينا اول مرة.
- ولا انت احببتنا.. جميعاً، اليس كذلك؟
- ولا احد منكم احبني..
- هل تتحسن سوزان بدروسها الانكليزية؟.
- عليك ان تحكم على هذا بنفسك.
ونظر اليها قليلاً ثم تحرك ليقف.
- انا ذاهب الى ( ارميت) لدي بعض الأعمال، هل تحبين ان تأتي معي؟
ونظرت اليه غير مصدقة، وكأنه اقترح شيئاً غريباً ، فهي لم تتوقع ابداً ان تتلقى اي نوع من الدعوات منه.
- انا؟ ولماذا؟.
- انا لا ادعوك للذهاب الى الصائغ، بل فقط الى ( ارميت) يا صغيرتي، قد تحبين ان تقومي ببعض التسوق او فقط لأجل النزهة.
- ولكن .. الخالة انيتا.. والاطفال...
- اوه، سوزان هنا، لقد عملت مافيه الكفاية اليوم، وقد يفيدك بعض الراحة... حسناً؟
- اجل .. سأتي معك ، سأذهب الى فوق و...
- لا.. لاحاجة بك لهذا، مظهرك رائع، انت وردة انكليزية حقيقية اليوم، واذا احتجت للمال سأقرضك بعضاً منه، وستكون مشكلة اذا اكتشفت سوزان هذا ، فقد تحب ان تأتي معنا، وأنا انوي الذهاب فوراً ، ويجب ان يبقى احد هنا لمساعدة الخالة انيتا.
- ربما الافضل ان ابقى.
- انا اعلم انك لست مهتمة برفقتي ولكنني سأشعر بالإهانة.
----------------------------------
وهكذا استسلمت مارغريت.
كان ممتعاً العودة من الطريق التي قدما بها من باريس، والقت رأسها على مقعد السيارة وتركت الهواء يداعب وجهها عبر النافذة المفتوحة لسيارة ( الستيروان) كانت مرتاحة لتركها المنزل للفترة، فقد كانت تحت تأثير التوتر بطرق مختلفة، لا تتعلق كلها بفرنسوا، فهو الان لا يزعجها، بل يتركها مرتاحة بصمت، وبدأت تفكر بماقاله عن الذهاب الى الصائغ في ( ارميت) وجمعت بين الصائغ والفتاة الدعوة ايلين التي ذكرتها سوزان، مما اوصلها الى حالة عاطفية.
ونظرت بحذر الى الرجل الجالس قربها، ولاحظت انه في الثالثة او الرابعة والثلاثين، فقد اصبح من المؤكد ان الأوان حان ليس لخطبته فحسب بل لزواجه، وافترضت انه بالنسبة لفتاة فرنسية لابد ان يكون جذاباً ومرغوباً فيه، وخلال درس الإنكليزية اليوم علمت من سوزان ان جده قد ترك له ( لي فلورنس ) اضافة الى رئاسة مؤسسة تمتلك عدة مزراع كرمة في المنطقة، ومن الواضح ان اشارة سوزان الى انشغال مدام هوبرت بنوا بفرنسوا وايلين تعني انها تريدهما ان يتزوجا، ومالت لسؤاله عمن تكون ايلين، ولكنها لم تستطع سؤاله هكذا، فجأة وشعرت بغرابة موقفها في عائلة لا تعرف شيئاً عن حياة افرادها الخاصة، وقطع تفكيرها سؤال فرنسوا.
- هل تلقيت اي خبر من خطيبك؟
- اذا كنت تعني هنري جوردن..لا.
- طبعاً اعني هنري جوردن، ومن غيره؟ من المؤكد ان عندك خطيب واحد؟
- صحيح.. ولكنني لست مخطوبة له! او لأي شخص آخر.
- لاحظت انك لاتلبسين اي خاتم، ولكن السيدة اوضحت الوضع تماماً.. على كل، إذا كنت غير راغبة في بحث شؤونك الخاصة معي. . سأنس الأمر.
- شكراً لك، ألا تعلم ان الانكيز محافظون؟ من المفترض ان الفرنسيين هم من يقولون كل شيء عن تفاصيل حياتهم الخاصة، وهذا مالم ألاحظه في عائلتك، على الأقل حتى الآن.
- تبدو عليك خيبة الامل، ماذا تريدين ان تعرفي ؟ شيء عني؟ انا لست متزوجاً، ولا خاطباً، وليس لي حبيبة مع انني اعتقد انك تظنين ان كل فرنسي له حبيبة، هل هذا يكفي؟
- تماماً، ولكنني لم اكن افكر بك، في الواقع كنت افكر بماري روز.
- انا متأكد انها لن تحاول إخفاء شيء عنك، من المحتمل ان تخطب قريباً، ولكن حتى ذلك الحين، ليس من الضروري بحث الامر، اليس كذلك؟ إنه شأنها لوحدها.. اظن ان سوزان كانت تكثر الكلام.
- لا.. لم تكن، كل ماقالته كان امام ماري روز.
- لا حاجة للدفاع عنها، كلنا نعلم ان السرية ليست من طباع سوزان، وماذا قالت لك ايضاً من اسرار العائلة؟
- لا شيء.. ولكنني استنتجت ان العائلة تحاول تدير هذا الزواج.
- اؤكد ان ماري روز لن تتزوج من شخص لا تحبه، مع ان الحب لايضمن السعادة، والزواج المبنى على الحب فقط قد ينتهي الى كارثة.
- اعلم هذا..
- في الواقع هناك الكثير يقال عن الزواج المدبر، وأنا اول من ادين هذا.
-------------------------------------
وكانا قد وصلا الآن الى ( ارميت) ويسيران عبر شارع عريض على جانبه حدائق لها ابواب عريضة حديدية وبركة وتمثال ابيض من الرخام، واستدار فرنسوا يميناً الى موقف سيارات كبير، وقال:
- عملي سيستغرق حوالي الساعة.
واخرج محفظته واعطاها لها.
- خذي هذه في حال اعجبك شيء في الواجهات.
- لا، شكراً لك.
- لا تكوني حساسة حيال الأمر، اعلم تماماً كم فيها من مال.. منه فرنك.. إنه مبلغ قليل، وتستطعين إعادته عندما نعود الى المنزل.
- لن احتاج للمال.
كانت تقول هذا بغباء، ولكن نظرته الصارمة جعلتها تقول:
- حسناً سأخذ عشر فرنكات، كل ماقد اريده شراب بارد او قهوة .
ووضعت المال في حقيبتها واعادت اليه المحفظة وسارا معاً نحو الشارع الرئيسي.
- سانتاول شراباً معاً فيما بعد، سألتقيك امام المقهى في الجهة المقابلة، اجلسي عند احدى الطاولات لو تأخرت .. وسأفعل انا الشيء نفسه.. بعد ساعة إذاً.
وقطعت مارغريت الشارع نحو الجانب المظلل، واخذت تتفرج على واجهات المحلات ، يبدو ان ارميت بلدة مزدهرة، وواجهات المحلات جذابة، كما لاحظت ان العديد من المحلات تقفل بسبب عطلة الصيف، ولكن بقي الكثير منها للتفرج عليه، ووجدت تسلية في مراقبة الناس، وسماع احدايثهم السريعة بالفرنسية واحست بنفسها حقاً، ولأول مرة، انها في فرنسا، بين اناس يختلفون تماماً عن الإنكليز.
كان كل شيء يبدو جديداً على مارغريت، ولكنها لم تشتر شيئاً، ولاحظت ان امامها نصف ساعة بعد قبل لقاء فرنسوا، وقررت ان تشتري بعض الحلويات لانطوايت ووقفت امام واجهة مليئة بالحلويات، كلها غالية الثمن ولكن تستطيع بالعشر فرنكات ان تشتري بعض الحلوى المصنوعة من الفواكه الصافية وهذه ستكون افضل من الشوكولا لانطوانيت.
ودخلت المحل وشرحت بدقة ماتريده، ونظر اليها احد الشبان وابتسم لها وكأنه يعرفها ، ولم ترد عليه ولكنها لم تستطع كبح نصف ابتسامة ، ولكن هذه تلاشت فوراً عندما مدت يدها الى حقيبتها لتجد ان المال قد ضاع.
اوه.. ياللسماء.. كم هذا مخيف؟ لابد انها وقعت منها في مكان ما، ونظرت الى البائعة وهي تحضر لها العلبة، وقد لفتها بورق زهري وربطتها بشريط فضي.
وابتلعت مارغريت ريقها بصعوبة، لم يكن هناك امامها سوى ان تعترف بأنها اضاعت المال، وشعرت بأنها غبية تماماً، ولم تعد تتذكر كلمة فرنسية واحدة، وحاولت ان تجمع الكلمات في فكرها عندما تقدم الشاب الأشقر ليسألها بصوت انكليزي بحت:
- ماالأمر.. هل فقدتي حقيبتك؟
- حقيبتي؟
- اذاً محفظة المال.. أليس كذلك؟
- في الواقع.. نعم، انها عشر فرنكات ، لقد وضعتها دون عناية وبغباء.
- لا تقلقي.
وادخل يده في جيبه واخرج المال المطلوب واعاطاء للبائعة، وفي اللحظة التالية كان يسيران في الشارع معاً، وكلاهما يضحك.
- سأعيد لك المبلغ، هل تنتظرني عشرين دقيقة؟
- استطيع الانتظار اكثر لو تناولت القهوة معي.
-----------------------------------
- احب هذا..
- هناك مقهى صغير قريب ، سنذهب الى هناك.
- هل انت انكليزي؟
وكان قد قطعا الطريق نحو المقهى الذي ستنتظر فرنسوا عنده.
- اذاً لهذا ابتسمت لي.. اعتقدت انك ترغب في التعرف إليّ..
- اجل.. ولقد نجحت.. اليس كذلك؟
- هذا من حظي.. هل تعيش في فرنسا. فأنت تتكلم الفرنسية بشكل رائع.
- لقد تربيت بين البلدين، امي فرنسية وبلدي انكلترا، واسمي مارك هازلنغ.
- انا مارغريت ماسترز.
وجلسا الى احدى الطاولات، مقابل بعضهما في ظل مظلة حمراء، كانت تعطي ظلاً احمر تحت الشمس، وابتسما ونظرا الى بعضهما بفضول، وسرت مارغريت للنظرة من عينيه الزرقاوين التي اخبرتها بأنه وجدها جذابة ، وطلب القهوة ، واستمعت الى صوته وهو يقول:
- ماذا تفعلين في ( ارميت) هل انت في إجازة؟
- كنت اتجول في البلدة فقط، لقد اتيت الى هنا مع ابن زوج امي، هو من ( هوشيه ليزانج) هل تعرفها؟ إنها قرية صغيرة.
وادهشتها ضحكته وهو يقول:
- طبعاً اعرفها، انني اعيش هناك مع جدي منذ اسابيع، من هو ابن زوج امك؟
- فرنسوا دوفال، وامي متزوجة من ابيه.
- ياإلهي ! لقد التقيت به بالطبع، وماري روز ايضاً.
- حسناً.. لا اعتقد انني اعرف جدتك، فلم اقابل احداً في القرية بعد هل هي فرنسية ام انكليزية؟
- انها فرنسية حتى العظم.. هل تعرفين المنزل الكبير عند اطراف و ( هوشيه)؟
- اجل طبعاً، ان له تأثير خاص.
- اجل.. إنه ضخم.. وقديم جداً يحتاج الى سقف جديد، وتصليح التدفئة المركزية، وهناك عدة اصلاحات ضرورية ولكن المشكلة بعدم وجود المال، وجدتي.. مدام هوبرت بنوا، لاتملك سوى كرم عنب واحد ، وهو ( لي شارم) ولا يعطي انتاجاً جيداً، لذا لم يكن لديها المال الكافي ، كنت اذهب الى هناك مع امي عندما كنت طفلاً، وكانت امي الابنة السيئة التي تزوجت انكليزياً ، ولم آتي الى هنا منذ زمن بعيد حتى هذه السنة، والدي منتج دهانات، ولكوني الابن الاكبر فمن المتوقع ان اهتم بالعمل، ولكن النوع الوحيد من الدهانات التي اهتم بها هي الزينة، فلدي ميل لأكون فناناً.
- حقاً؟ وهل ستدرس الفن في باريس؟
- ليس عندي مثل هذا الحظ، انا اتابع دروساً ليلية في انكلترا. ولقد اعفاني والدي الان من الارتباط معه لمدة سنة حتى اكتشف بنفسي مااريد، وفكرت ان افرض نفسي هذا الصيف على جدتي انها لا تحب الانكليز، ولكن والدتي ظنت ان باستطاعاتي اكتساب ودها. واعتقد انني نجحت نوعاً ما، انها تحبني قليلاً ولكنها تكره تصرفاتي الانكليزية .. يالهي انا اتكلم عن نفسي كثيراً اليس كذلك؟ لنتحدث عنك، لم يمض عليك الكثير عنا وإلا كنت سمعت شيئاً عنك من ايلين بالتأكيد.
- لا.. لم يمض عليّ زمن هنا، ولكنك جعلتني احتار، من هي ايلين؟
---------------------------------
- إنها ابنة خالتي.. إيلين موزان، امها الابنة الجيدة التي تزوجت من فرنسي ، وهي تعيش هنا في ارميت مع والديها، خالي انطوان محامي وهي تعمل عنده، وتذهب الى هوشيه في نهاية الاسبوع، جدتي ترسل فيليب ليأتي بها، وهو شقيقهاويدير مزرعة العنب لجدته.. إنه شخصية رائعة.. فرنسي مثالي.
- وأنت لا تحبه؟
- اوه .. بل احبه.. إنه عظيم.
- أظن انه وماري روز صديقان مقربان .
-هذا صحيح ..اتردين شيئاً من القهوة بعد؟
- الافضل لا.. فرنسوا سيحضر الى هنا في اية لحظة الآن ، من المفترض ان اقابله هنا.
- كما تريدين.. هل ماري روز معه؟
- لا لقد ذهبت لتزور جدتك.
- ولم اكن اعلم انها قادمة، كان يجب ان اخمن، لقد ارسلوني لبعض المشتريات، واحتاج الى بضع اصابع من دهان الرسم، حسناً لن انتظر وصول فرنسوا...
- ولكن يجب عليك، فأنا مدينة لك بعشر فرنكات!
- اوه.. تستطعين اعادتها في اي وقت.. يجب ان تأتي لزيارة القصر في وقت ما، لتشاهدي لوحاتي الشهيرة.
- سأحب هذا..
- سأبحث الأمر مع جدتي قبل ان ادعوك، إنها عجوز رسمية في تعاملها، ولا توافق على طريقتي الإنكليزية المرتجلة، وعلى الفكرة انت تتكلمين الفرنسية جيداً وهذا سيروق لها، هل انت انكليزية صرف ام نصف كما انا؟ لا استطيع تصور عائلة دوفال بزوجة اي انكليزية.
- امي فرنسية ولكنني لم اتربى بين بين مثلك وعليّ ان افكر كثيراً قبل اي شيء معقد بالفرنسية، وتمتعت حقاً بالتحدث معك بالانكليزية.
- وماذا تفعلين طوال النهار؟
وكانت على وشك ان تقول له، عندما وصل فرنسوا وبدا عليه الانزعاج لرؤيتها جالسة مع شاب ، ووقف مارك وتبادل الرجلان التحية بطريقة رسمية، ولم يجلس مارك ثانية بل قال:
- اعذراني.. عليّ الذهاب.. سأتصل بك مارغريت..
وتركهما وذهب دون ان تذكر مارغريت المال، إذ بامكانها ان تدفع المبلغ فيما بعد.
- ارى انك تناولتي القهوة؟
- فنجان صغير فقط.. واستطيع تناول آخر، هذا إذا كنت ستتناول فنجاناً.
- سأفعل.. لم اكن اعلم انك التقيت بمارك هازلنغ من قبل.
- لم افعل، لقد التقيته لتوي.
- اتعنين انه التقطك هكذا؟
- اعتقد بإمكانك قول هذا.
- وسمحت له؟
- هذا واضح.. ولكن لماذا لا..؟ إنه انكليزي.
- ياإلهي! اتعنين انك تتركين كل انكليزي يلتقطك لمجرد انه انكليزي؟
- طبعاً لا افعل هذا! ولكنه بدا لطيفاً، وماذا سيحدث لو جلست معه في مكان عام؟
- وهل طلب منك مشاركتك الطاولة؟
- لا.. في الواقع التقينا في محل الحلويات.. وتبادلنا الحديث بالانكليزية ، هل رأيت الصائغ، واتممت اعمالك الاخرى؟
---------------------------------
- اجل كان عليّ رؤية المحامي.. مسيو موران.
- وايلين التي تعمل عنده.. لقد اشتريت بعض الحلوى لانطوانيت وسأدفع لك المال عندما نعود الى المنزل.
- لا تهتمي بالأمر.. هل نذهب؟
وفيما هما يقطعان المسافة القصيرة نحو موقف السيارات سألها:
- هل تمتعتي بوقتك؟
- كثيراً... شعرت بالسعادة ان اتكلم مع انكليزي ثانية.
- يثير دهشتي ان تكرري تسمية حفيد مدام هوبرت بنوا بالانكليزي، اخشى ان لا يعجبها هذا.
ووصلا السيارة وصعدت الى داخلها وقالت متابعة الجدال:
- سأستمر بدعوته إنكليزي اكثر من فرنسي ، إضافة الى انك تعتبرني انكليزية، اليس كذلك؟
والتفت اليها محدقاً وقال :
-بالضبط.
- إذاً مارك انكليزي ايضاً وهو يعجبني..
- ليس لوقت طويل.. كما آمل .. فهناك معجب بانتظارك في انكلترا.
- لأجل السماء.. الم تسمع بشيء اسمه الصداقة البرئية؟
- إنه شيء لا اؤمن به، هل يؤمن الفرنسي بهذا؟
- مارك ليس فرنسياً.
- إنه نصف فرنسي.. لقد انجذب اليك منذ اللحظة التي تحدث فيها معك، اليس كذلك؟
- لم الاحظ.
- سوف ترينه مجدداً اليس كذلك؟
- اجل . ولن تقول لي ان هذا غير مسموح، كما ارجوا.
- لا افكر بالتدخل فيما بينكما، تستطعين ان تتصرفي بحياتك كما يحلو لك ، كل ماآمله أن لا تزجي بنفسك في مغامرة، وينتهي بك الامر الى وضع لا تستطعين الهرب منه.
- اخشى ان الامر لا يعنيك، ولن يكون الأمر مؤثراً عليك.. وأنا متأكدة انك ستكتب لأمي عن الموضوع.
- لا.. ولكن من الطبيعي ان افضل ان تبتعدي عن مشاكل قد ترغبين في الخلاص منها فيما بعد، فالقصد من بقائك هنا، العيش معنا وإقامة علاقات عائلية جيدة، أتذكرين؟
- لا تقلق، لم انسى.. ولكنك لا تستطيع النسيان، اليس كذلك؟ إنك تجد الاخطاء كلما تبادلنا بضع جمل.
- وهل افعل؟ ربما ذلك عائد الى انني اجد صعوبة في التغلب على حكمي المسبق عليك، لقد كنت فتاة معارضة في المرة السابقة التي اتيتي بها الى هنا.
- شكراً لك، من الجيد ان تذكرني بهذا على الدوام، إنه شيء غير مسموح لي ان انساه أليس كذلك؟
- انه عمل لا يمكن السماح لك بتكراره.
- وكأنني سأعيد مافعلت!
قالت هذا بغضب استلقت على المقعد محدقة النافذة، ما هذا الجدال الأحمق العقيم! الن يتوقف عن الضرب على وتر سوء التفاهم الماضي؟ لم يذكر اي واحد منهم ماري روز كم كانت متوحشة معها في تلك السنوات ، ولكن ماري روز فرنسية.. لآخر سمتميتر مكعب منها، كما يقول مارك هازلنغ، التفكير به اشعرها بالمرح، سيكون مفرحاً لها ان يكون لها صديق من خارج عائلة دوفال، وصديق انكليزي، وستختار ان تدعوه الانكليزي، في مطلق الأحوال، في الواقع العضو المؤثر اكثر سيكون فرنسوا، وبالنسبة له تستطيع ان تكون حذرة، ومرتاحة تماماً، في (هوشيه ليزانج) ولن يكون هناك مشكلة ابداً، واي وضع مستحيل قد تضطر الى الخلاص منه سيكون هو سببه.. وليس صداقتها لمارك هازلنغ، وهي مقتنع بهذا.
وهذا الاقتناع اثبت فيما بعد انه حقيقي، مع ان ذلك لم يتم بالطريقة التي تصورتها.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:45 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


4- لا صداقة بريئة!
بعد يومين من هذا، ذكرت ماري روز، اثناء درس بالإنكليزية، تهربت منه سوزان لعذر واهي، انها وفرنسوا مدعوان الى منزل مدام هوبرت بنوا، وانهما سيذهبان عن الخامسة ويبقيان لتناول العشاء.
واندهشت مارغريت لأن الدعوة لم تشملها، ولتغطية مشاعرها قالت:
- هل هي حفلة عشاء؟
- لا.. إنه عشاء عائلي.. فيليب سيكون هناك وايلين بالطبع.
- ومارك هازلنغ؟
ولاحظت ان ماري روز هي التي دهشت هذه المرة حتى انها اوقعت القلم من يدها، ثم التقطته وقالت:
- لم اكن اعرف انك التقيت بمارك يامارغريت، هل التقيتيه في القرية يرسم خلال إحدى نزهاتك مع الاطفال.
- لا.. بل التقيته يوم ذهبت الى ارميت مع فرنسوا.
---------------------------------
- ولكنك لم تذكري هذا من قبل.
- لم اكن أظن ان احدكم سيهتم بالأمر.
- انا آسفة نحن عادة نستثنيك من احاديثنا.. لقد التقيت بمارك عدة مرات، ألم يقل لك إننا نعرف بعضنا؟
- اجل.. قال إنه التقى بك بفرنسوا.. لقد التقينا صدفة في محل بيع الحلويات، ولاحظ لهجتي الإنكليزية.
- ألم تشاهديه بعدها؟
- لا..ولكنه وعدني ان يدعني الى القصر، احب ان ارى لوحاته.
- آه.. اجل.. والآن إذا لم يكن لديك مانع، اظنني اكتفيت من الدرس الإنكليزي لهذا اليوم، وهناك اشياء اود عملها، ارجوك اعذريني.
وابتسما لبعضهما، والتقطت ماري روز دفتر ملاحظاتها وذهبت .
وقطبت مارغريت مفكرة، لاتزال هناك هوة بينهما يبدو من هي مجرد صديقة؟ لا..لا.. إنها ضيفة، في الواقع هي غير مناسبة في عائلة امها هذه، واحست بالصدمة لأنها لم تدعى الى العشاء هذه الليلة، ووقفت مضطربة في وسط الغرفة تنظر الى انعكاس ووجهها في المرآة وبدت شاحبة دون لون وشعرها مشوش وعيناها غامضتان ، فمها كبير ونحيلة وتفتقر الى الانحناءات الأنثوية التي تمتلكها ماري روز، انها وردة انكليزية، هكذا قال فرنسوا، ولاحظت اللون يتصاعد فجأة الى خديها، لابد انها تشعر بالغضب.
وتجولت بقلق عند النافذة، لقد تأخر درس الانكليزية اليوم لأن انطوانيت كانت تعاني من لسع بعض الحشرات، انه البرغش كما قالت الخالة انيتا، ومن الصعب ملاحظة في هذا الشهر من الصيف.
وكانت سوزان قد ذهبت الى الصيدلية لشراء مرهم يلطف اللسعات، وتأخرت في العودة.
وتتابعت افكارها الى ان وصلت الى ايلين، لابد انها انيقة جميلة ومثقفة، كل مايمكن للفتاة الفرنسية الحصول عليه، انها مثال الزوجة لرجل مثل فرنسوا دوفال الذي لن يحلم ابداً سوى بالزواج من فتاة فرنسية.
وتوقفت مارغريت عن افكارها، لماذا بحق السماء تضيع وقتها بالتفكير في فرنسوا وذوقه في الفتيات؟ لايهمها البتة من يتزوج او إذا تزوج ، ولكنها فكرت فقط بأنه كان يجب دعوتها الى العشاء الليلة، وهذا مااصابها بالاحباط.
وذهب فرنسوا وماري روز، ونامت انطوانيت وقد ارهقها ألم اللسعات باكراً، وكذلك فعل جاك، ونزلت الخالة انيتا من غرفتها بعد القيلولة الى الحديقة، حيث كانت مارغريت وسوزان تلعبان التنس على المرج الخضر، وجلست تحت شجرة الكستناء تعمل بأشغال ( الكروشيه ) وفجأة صاحت:
- اوه.. لقد نسيت تماماً ان اقول لفيوليت ان تجلب معها ارنباً في الغد من المزرعة، لقد كنت انوي طبخه للعشاء.
ورمت سوزان المضرب من يدها وقالت:
- سأذهب انا ومارغريت الى هناك ياخالتي، وسنطلب ماتريدينه.
- هذا مااريده.. ولكن انت تعلمين ان فرنسوا لا يرغب بابتعادك عن المزرعة.
- آه.. قد لا يمانع اذا ذهبت مع مارغريت، نستطيع الذهاب على الدراجة.. وسيفيدنا هذا التمرين، مارأيك يامرغريت؟ لقد قلتي إنك راغبة في زيارة المزرعة.
- اجل.. احب ان اذهب.
-------------------
ولكنها فكرت ان من السخافة ان يضع فرنسوا حدوداً لحرية سوزان، ولم ترى سبباً يجعل من تلك الحدود تصل اليها فتابعت قولها:
- سنطلب لك الارنب اذا قلتي لي مااستطيع فعله ومالا استطيع، ستجدين انني لست موافقة على الدوام على مايريده مني ابن اختك وانا اعيش تحت سقف بيته.
ووصلت الرسالة الى الخالة انيتا، لأنها قالت بعد ان هزت كتفها:
- حسن جداً..إذا ذهبتما معاً..ولا لزوم لذكر الأمر امام فرنسوا.
وكتمت سوزان ضحكتهاووضعت ذراعها في ذراع مارغريت.
وتوجهتا الى الكاراج حيث كان هناك دراجتان،وبعد بضع دقائق كانتا تقودان الدراجتان على الطريق نحو المزرعة، وسألتها مارغريت:
- هل ستمر بمعصرة فرنسوا للعنب؟
- لا.. بل سنذهب في طريق ريفية صغيرة بعد دقيقة او اثنتين.
الطريق الريفية كانت ضيقة وغير سوية، وتنمو على اطرافها اشجار كبوش العليق، وهناك حقل مترامي الأطراف، تنمو فيه الزهور الصفراء البوبة،وتنشقت مارغريت رائحة الريف المنعشة وسرت بمنظر السماء الزرقاء وتحليق الطيور من فوقها.
وقالت لسوزان:
- الناس هنا لا يزورون بعضهم في البيوت كثيراً.. اعني انهم لا يأتون فجأة..ياسوزان؟
كانت تحاول جر سوزان الى الكلام حول عائلة موران ومدام هوبرت بنوا، وشعرت بالخجل من نفسها، ولكنها لم تكن قادرة على منع فضولها.
وتابعت سيرها على الدراجة باضطراب وهي تشعر بأنها ستقع، لماذا لا تنزل عن الدراجة وتمشي قبل ان تندم، وركزت سوزان ايضاً على توزانها ، ولم ترد على شقيقتها لبضع ثواني.منتديات
- اتريدين ان تعرفي لماذا لم يدعوك الى ( لي شارم)؟ سأقول لك لماذا، لأن مدام هوبرت بنوا تفضل ان تتجاهلك كما تتجاهلني ، تريد ان يطلب فرنسوا من ايلين موران ان تتزوجه، لذا لا تريد ان يكون احد معهم.
- اوه.. هكذا الامر اذاً؟... وهل تظنين انه سيفعل؟
وضحكت سوزان بسخرية:
- لا..لن يتزوج ايلين ابداً، انها رقيقة جداً لرجل مثل فرنسوا.
وتخلت فجأة عن ركوب الدراجة بعد ان اصبحت الحفر اعمق، ونزلت الى الارض،وفعلت مارغريت مثلها، واستطاعت ان ترى مبنى المزرعة امامها..وسارتا معاً تجران الدراجات باتجاه المزرعة وشمس بعد الظهر لا تزال مشعة فوقهما.
- وماذا تعنين بقولك رقيقة جداً؟
- اوه..لا شخصية لها..ولن يتمتع ابداً بسيطرته عليها عندما تقول عل الدوام..نعم فرنسا..لا فرنسوا.. لا تجادل ابداً وفرنسوا يفضل من تقاتله قليلاً، ألا تظنين هذا؟
وهزت مارغريت كتفيها بلا مبالاة ولم ترد، حسب خبرتها عنه، هو دائماً متحفز للجدال والقتال، ولكن مااذا كان يجد مقاومة رغباته من امرأة امر جذاب فهذا امر آخر ، فهي لا تتصور انها سحرته بمعارضتها له، ومالت للاعتقاد ان ايلين، بنعم فرنسوا، لا فرنسوا هي التي قدمت نفسها له، واعادت سوزان السؤال بإصرار:
- حسناً.. ألا تظنين هذا؟
- ليس لديّ فكرة حقاً، ولم افكر ماهي المزايا التي تعجب فرنسوا بالفتاة.
- لم تفكري؟. حسناً انا فعلت، وسأقول لك سراً يامارغريت هناك سبب آخر لأن لا يتزوج فرنسوا من ايلين ابداً، فأنا اعرف ان هناك فتاة اخرى في حياته.
-------------------------------
- فتاة اخرى؟ من هي؟
- اوه.. لن اقول لك، لقد قلت لك إنه سرسيغضب فرنسوا اذا اخبرت احداً، إضافة الى انه لا يعرف ولكن هذه هي الحقيقة وبسببها لم يتزوج...
وفجأة قفزت عائدة الى دراجتها وقالت:
- انظري نستطيع متابعة ماتبقى من الطريق ركوباً ، فقد مهد العجوز والد فيوليت هذا الجزء من الطريق.
وصعدت مارغريت الى دراجتها، وبعد بضعة دقائق قضتها في التفكير بذلك ( السر) الذي تعرفه شقيقتها،وصلتا الى بواية حديدية كبيرة تؤدي الى فناء المزرعةوالى جانبها بوابة حديدية كبيرة سيراً على الاقدام بعد ان وضعتها الدراجتين عند الحائط.
وقالت سوزان بصوت منخفض:
- انهم هنا من الريفين ولن اقدمك لهم هل فهمتي.
فوق سقف مكان حلب الماشية عشش الحمام والسنونو في السقف الخشبي بينما في الفناء الكبير انتشر الدجاج، ثم دخل طائر صغير وتجول قليلاً وكأنما اضاع طريقه ثم خرج وصاح رجل من داخل سقيفة الحليب شيئاً لم تفهمه مارغريت واجابت سوزان انهما تريدان رؤية ربة المنزل بخصوص الأرنب ، وصرخ الرجل ثانية بصوت اعلى هذه المرة فخرجت امرأة قصيرة بدينة ترتدي ثوباً اسوداً من البناء عبر الفناء، تبعها بعد قليل شاب اسمر شعره اسود يرتدي ثياب العمل ووقف يحدق بالفتاتين ويداه على خصره.
وركضت سوزان الى الفناء ولحقتها مارغريت ببطء، متجنبة النظر الذي يتفحصهما ،وسمعت سوزان وهي تطلب الأرنب مسلوخاً،ثم خرج الرجل من داخل سقيفة الحليب وسأل مارغريت اذا كانت تحب ان ترى الابقار وهي تحلب، واجابت بأنها ستكون مسرورة لهذا، ثم تبعته الى السقيفة، كان يرتدي ( اواقرأول) ازرق داكن وقبعة فوق وجه احمر وخشن، وواقع انها تتكلم الفرنسية اعجبه، فسألها ( انجليز) واجابته بنعم وتساءلت لماذا يعارض فرنسوا مجيء سوزان الى هنا، فقد كان اهل المكان طيبين وودودين واخذ يريها بفخر الأبقار المتوقفة وماكينات الحلب، والبراد الكبير من الألمنيوم الذي يستقبل الحليب ،والخلاط الذي يفصل الزبدة عن الحليب، الفناء في الخارج كان قدراً مهملاً، بينما هنا في الداخل كل شيء نظيف تماماً، وعلمت مارغريت بعد ان استعادت ماقاله الرجل عدة مرات ان الحليب يؤخذ من المزرعة كل يوم ويؤخذ الى معمل حيث يستخدم للزبدة والكريما والجبنة.
وشكرته مارغريت وخرجت لتجد ان سيدة المنزل كانت قد ذهبت الى الداخل، بينما وقفت سوزان متكئة على الحائط تتحدث الى الشاب الذي رأته عندما دخلت الى هنا، وصدمت للنظرة التي يرمق الرجل بها شقيقتها،وكان هناك شيء في هذا المنظر لم يعجبها ، فتاة السادسة عشر الجميلة بجدائلها الشقراء الشقراء تتماوج على خديها والفلاح الخشن المظهر يقف قريباً منها كثيراً، يستمع اليها بابتسامة على وجهه الى ماكانت تقول، وتحركت مارغريت نحوهما.
- سوزان؟...
- انا قادمة، دقيقة واحدة.
وشاهدت التماع اسنان شقيقتها البيضاء وهي تبتسم للفلاح وقال لها شيئاً وهزت برأسها، ثم ركضت نحو شقيقتها،وسألتها مارغريت عندما عبرتا البوابة ثانية:
- من هذا؟
-انه ارمان دولان، انه شقيق فيوليت، اعرفه منذ سنوات، لقد التقيت به عندما كنت مريضة وارسلتني امي الى الريف ، انه وسيم .. اليس كذلك؟
----------------------------------
- هل هو وسيم؟.. لم ألاحظ هذا.
- اوه مارغريت! مابالك ؟ لابد انك لاحظتي ! انه مثير..اكاد اموت عندما يتحدث لي..احس بأجمل المشاعر تتسلل الى جسدي...
إذاً لهذا لا يحب فرنسوا ان تذهب سوزان الى مزرعة دولان، بسبب ارمان ولكن ليس هناك من ضرر بهذا، اكيد الأمر يثير سوزان وهذا كل شيء، وهي لا تزال في السادسة عشر واي فتاة في عمرها تحلم احلام يقظة رومانسية، حول رجل وسيم وهذا امر لا يؤذي ابداً، وهو طبيعي وعادي في هذا السن وحمدت الله ان الخالة انيتا قررت ان لا يعرف فرنسوا بالامر.
ولكن سوزان لم تكن قانعة بعدم ذكر زيارتهما الى المزرعة، فعند العشاء في اليوم التالي،وهم يتناولون الارنب المطبوخ، ذكرت عرضياً بأنهما كانتا في مزرعة دولان.
- انه ارنب ممتاز اليس كذلك خالتي انيتا ،لقد طلبت من السيدة دولان مارغبتي به تماماً، ولقد ضحك عليّ ارمان عندما قلت إننا نريده مسلوخاً دون رأس.
وكأنها لم تلاحظ النظرة الغاضبة على وجه فرنسوا، فأخذت لقمة اخرى من الطعام وصاحت واللقمة مازالت في فمها.
- اوه ارمان هذا، اولاً ، لا انه وسيم جداً! آه يامارغريت؟
ونظر فرنسوا نظرة غضبي الى مارغريت من بين حاجبيه المقطبين.
- اذاً..لقد ذهبتما الى المزرعة كليلكما ، هل استطيع ان أسأل لماذا؟
- اوه ..يافرنسوا..الم اقل لك؟ الخالة انيتا ارادت .. وقاطعتها الخالة انيتا قبل ان تستمر وتسوء الأمور اكثر.
- لسوء الحظ نسيت ان اطلب الأرنب من فيوليت يافرنسوا، وكي اتخلص من اضطراري لتغيير ماقررته للعشاء، عرضت الفتاتان الذهاب الى المزرعة، وليس هناك ضرر من هذا، لقد ذهبنا معاً وبالطبع ماكنت لأسمح لسوزان بالذهاب وحدها.
- انا متأكدة ان سوزان لن ترغب في الذهاب لوحدها.
وتدخلت ماري روز.
- لقد ذهبت الى هناك مرة مع فيليب اوه رائحة فناء المزرعة! والوسخ تحت الاقدام ! انه مقزز للنفس! ووقف ولد ، استطيع القول انه احد ابناء دولان، يحدق بي طوال الوقت ، ولم اشعر بعدم الراحة طوال حياتي مثل ذلك اليوم، وهذه آخرمرة اذهب الى هناك ، اعد بهذا، افضل عدم تناول اللحم لأسبوع على ان اذهب لاحضاره من هناك، ألم تجدي المكان غير مرغوب فيه يامارغريت!
وابتسمت مارغريت ، افكارها مختلطة،ولكن شيء واحد في ذهنها:انها لا تريد ان تقف الى جانب فرنسوا، ومع ذلك لا تريد عدم الموافقة على اي رأي،وتابعت طعامها مع انها بدأت تفقد شهيتها، وتحدث فرانسوا كيف ان تفكير مارغريت بالموضوع له اهمية:
- انطباع مارغريت هو عدم الاهتمام ، بالإنكليز على الغلب لديهم افكار مختلفة عن آرائنا، والمسألة هنا انني اوضحت ان سوزان يجب ان لا تذهب الى مزرعة دولان، لا لوحدها ولا مع شقيقتها الإنكليزية وارجو ان تتذكري هذا في المستقبل ياخالتي انيتا.
وادار وجهه نحو سوزان.
------------------------------
- ستبقين بعيدة عن ارمان دولان، هل هذا واضح؟ انه فلاح .. وانت لا زلت طفلة.
- ولكنني لست طفلة يافرنسوا، وأنا اقول لك ان ارمان لا يظن بي هذا!
- انا واثق انه لايفعل ، ولكن مثل هذه المعرفة لا تعجبني.. ولن اتحملها .. هل تسمعين؟
-اجل سمعت ... ولكنني لا افهم.
وحدقت بمارغريت وكلمتها بالإنكليزية:
- مارغريت ليست ضيقة التفكير، انها شقيقتي ولا تظن ان من الخطأ التحدث مع ارمان، انه لا يختلف عنا، انه مثلك يافرنسوا له ساقين وذراعين وجسد، إنه ليس مجرد مزراع، فهو يعمل في الكرمة مثلك.
وقال فرنسوا بحدة:
- اوه ..اخرسي.. انت تتحدثين بالسخافات.
- ولكن هذا صحيح! إنه سيأخذني لقطاف الفطر على كل الحوال.
- لن تذهبي!
- ولكن إذا اتت مارغريت معي هل بإمكاني الذهاب؟
- لقد قلت لا.. هل فهمتي خالتي انيتا؟
- اجل.. موافقة يافرنسوا.
- ماري روز؟
- اجل فرنسوا.
- مارغريت؟
وعضت مارغريت على شفتها، فكرة الذهاب لقطف الفطر لم ترق لها ولكنها كرهت ان تقول ( نعم فرنسوا) كما فعلت الاخريتان، انها ليست واحدة من المعجبين به، لذلك بدلاً من الموافقة تماماً قالت:
- لا افهم لماذا كل هذه الضجة، قطف الفطر لا ضرر منه، اما بالنسبة لآل دولان، فهم محترمون وتمتعت بوقتي في المزرعة يوم امس، والسيد دولان كان لطيفاً معي وأراني ماكنات الحلب وتوابعها وكان الامر مثيراً للاهتمام.
ورفعت نظرها الى فرنسوا وقد احمر خداها:
- لن تستطيع ان تتوقع مني رؤية مانراه حول كل صغيرة وكبيرة يا فرنسوا.. انا لست شقيقتك وافضل ان افكر بنفسي.
ونظر إليها بغضب وتوقعت ان يرفع ذراعه ويشير الى الباب ويأمرها بالخروج، ولكن بعدما تفرس بوجهها لعدة ثواني قال:
- سأتناول القهوة في مكتبتي، خالتي انيتا ، سوزان سأتكلم معكما هناك بعد خمس دقائق.
وجاء دور سوزان لتقول له ( اجل فرنسوا) وغادر الغرفة وتساءلت مارغريت اذا كان الصمت الذي ساد بعد خروجه كان صمت من لا يوافق معها، ثم علقت سوزان:
- فرنسوا يتمادى كثيراً بعض الاحيان ، ومارغريت على حق.. يجب ان تفكر بنفسها ، انها ليست جزءاً من العائلة.
وصنعت الخالة انيتا القهوة وحملت سوزان الفناجين الى غرفة المكتبة وذهبت مارغريت للمساعدة في تكديس الصحون كي تنظفها فيوليت في الصباح، ثم اعتذرت وصعدت الى غرفتها.
وهناك خلعت ماترتديه وارتدت ثوب نوم عادي شفاف، ثم جلست على مقعد واخذت تقرأ كتاباً ، ولم تقرأ سوى بضع صفحات عندما سمعت قرعاً حاداً على الباب وصوت فرنسوا يقول:
- مارغريت... هل لي ان ادخل؟
-----------------------------------
وبدأ قلبها يخفق بشدة وفكرت ان تتهرب منه، ولكنها تعرف تصميمه، وانزلت ساقيها على الأرض ومررت اصابعها في شعرها:
- اجل.. اعتقد هذا.
استدارمقبض الباب،ودخل ووقف ينظر اليها ،وتساءلت عما إذا كان يقلب خطط هجومه ام انه يدرسها فقط،وتمنت بسخافة لو انها ليست نحيلة لهذا الحد، ربما كان ينتظرمنها ان تقف بدل الجلوس على المقعد تحدق به، وتقدم خطوة ووضع يده على حافة التعليقة الخشبية المقوسة المعلقة على الجدار ووضع يده الأخرى على خصره.
- اريد ان اعرف تماماً قصدك من وراء اخذ تلك الطفلة الى المزرعة يوم امس؟ وانا مدرك ان الخالة انيتا قد وضعتك في اجواء رغباتتي ، ولكن من الواضح انك جعلت من الصعب عليها ان تصر على تمسكك بها.
ونظرت اليه بحدة وتمنت ان يتوقف خفقان قلبها وأن لا تشعر بأنها فتاة مذنبة، فمن المؤكد ان الخالة انيتا قالت ان فرنسوا يفضل عدم ذهاب سوزان الى المزرعة ولكن هذا كل شيء، والجميع يعلم ماذا يعني تفضيل فرنسوا لشيء ما، لذا لا معنى للجدال حول هذا الموضوع، اضافة الى انها لم ترد توريط الخالة انيتا اكثر من اللزوم لذا قالت:
- الفكرة كما تقول كانت لطلب أرنب، واظن انك تعرف انه الأرنب الذي اكلته الليلة، ويبدو انك تمتعت كثيراً به على الرغم من الشجار السخيف حوله.
واشتعل الغضب في عينيه ولكنه قال بهدوء:
- كنت سآكله بنفس المتعة مساء الغد، ودون ان يجري شجار حوله، كما تدعينه ايتها الاخت الجميلة.. وهذه هي النقطة المهمة. ..لأنك انت من اردتي زيارة المزرعة أليس كذلك؟ بصراحة ظننت انك قد نضجت على مثل هذه التصرفات الطائشة.
إذاً.. الوم سيقع عليها! من وضع هذه الفكرة في رأسه؟ هل هي الخالة انيتا لحماية سوزان؟ ام سوزان لحماية نفسها؟ حسناً الامر لا يهم، تستطيع تحمل اللوم، فغضب فرنسوا لا يعني شيئاً لمارغريت ماسترز، ومن المؤكد انه لن يخبر امها بهذا الخلاف بينهما! فقالت دون اكتراث:
-تستطيع ظن ماتشاء، ولكن إذا كنت تظن انني فعلت هذا لمجرد إزعاجك فيجب ان تفكر ثانية، الحقيقة هي ان مزارعكم تختلف عن المزراع في انكلترا، وأردت التفرج عليها.
وشعرت بعدم الراحة من وقوفه وتحديقه بها فوقفت بدورها وسارت نحو النافذة لتنظر الى الخارج، كان الظلام قد بدأ يهبط والنجوم بدأت بالظهور في السماء الحمراء.
وقال من خلفها:
- حسناً.. كما اشرت بنفسك من قبل .. ليس لي اي سلطة على ماتفعلينه، ولكنني لن اسمح ان تختلط سوزان مع ارمان دولان إنه فلاح و....
- فلاح؟
واستدارت لتواجهه متابعة كلامها:
- وإن يكن؟ إنها مجرد كلمة، إنه من البشر ، إنه انسان كما قالت سوزان تماماً.. وأنت بالتأكيد قد لا ترغب بإلقاء التحية على فلاح، وهذا امر سخيف تماماً، وسوزان ليست طفلة...
- ارمان لا يقبل لنفسه ان يحني رأسه لتحية متواضعة ، بالنسبة لي مهما قلت أنت اوهي اواي شخص آخر، فإن سوزان لا تزال طفلة وستبقى طفلة إلى أن تنهي دراستها .
------------------------------
- اوه حقاً؟ انت خارج زمنك ومتأخر! هل تظن ان مثل هذه الافكار موجودة في باريس حيث تذهب اختي الى المدرسة، فتاة في السادسة عشر هي بعيدة كل البعد عن ان تكون طفلة في هذه الأيام.
- قولي ماشئت، ولكن فتاة في السادسة عشر من عائلتي هي طفلة بحاجة الى حماية، ولأسباب واضحة لي إذا لم تكن واضحة لك.وسوزان لن يكون لها اية علاقة مع ارمان دولان، ولن تخرج معه لقطاف الفطر ، فلن يقتصر الأمر بينهما على هذا.
وضحكت مارغريت ساخرة:
-وقد يذهب الأمر الى ابعد من قطاف الفطر دون ان يكون هناك ما يضر، إضافة الى ان هناك شيء يدعى الصداقة العذرية، ايها الأخ الكبير، لماذا لا تبدأ بالايمان بهذا؟
وحدقت به واجابها على تحديقها، ثم فجأة ودون ان يكون لديها اية فكرة عما سيحدث، وجدت نفسها بين ذراعيه، قائلاً:
- هذا سبب عدم إيماني..
واحتضنها بقوة، ووحشية بين ذراعيه ثم نظر الى وجهها المحترق بالدم، وقال:
- أنت امرأة وأنا رجل، ولا شيء تقولينه يغير هذه الحقيقة او واقع انني احس بالأمر، شيء ما يجذبنا لبعضنا، وهذا واقع الحياة، وقد تقاومين الجاذبية، وقد لا استطيع انا ان افعل، وطالما نحن نقاوم لن يكون هناك عواقب، ولا خطر،ولكن هل تستطيعين القول ان ارمان دولان الذي لم تخضع عوطفه الى ان ضوابط او تعليم يستطيع ان يقاوم مشاعره نحو فتاة مغرية كسوزان؟ او ان سوزان الصغيرة والبريئة والمتشوقة للإثارة ، وقد ادركت بوضوح مدى انوثتها، لديها الرغبة او الإرادة لرفض مايفعله معها؟ انا اعرف سوزان وأنت تقولين إنها شقيقتك ولكنها شقيقتي انا اكثر منك، ولا تخطئي بهذا، وأعرفها افضل مئة مرة مما تعرفينها انت...لذا اقول إنها لن تذهب لجمع الفطر، وان الصداقة بينهما يجب ان تنتهي، وسيكون الامر مؤسفاً لوحرمتها وحرمت نفسي بهجة مجيئها الى هنا، أليس كذلك؟
ووقفت مارغريت تستمع ،وتحاول السيطرة على نفسها، ولم تدري ماستقول، ولكنها قالت:
- أنت تبالغ في حمايتها، لو كانت من ذلك النوع من الفتيات الذي تقوله عنها، ستقع بنفس المشاكل في باريس، عندما لا تكون انت هناك لنضع القطن في أذنيها؟
وشعرت بأعصابها تتوتر وأحست برغبة في رمي نفسها على السرير لتخبئ نفسها في الظلام، فقد أثر بها عناق فرنسوا، وصدمها،وجرحها ووصل الى اجزاء عميقة منها لم تكن تعلم قبلاً انها موجودة، وشعرت بأنها ذليلة بشكل غريب، بطريقة ماكانت برئية بقدر ماهي سوزان،وشعرت ان فرانسوا قد عاملها دون إنصاف، دون مراعاة القواعد، أية قواعد، ولكن لأنها انكليزية، وهو فرنسي.. فلن تعترف بذلك ولن تتركه يعرف أن الامر مهم لها، من الجنون من وجهة نظرها ان يستطيع الإمساك بها واحتضنانها بالطريقة التي فعل، ثم يتابع بهدوء مناقشة امر سوزان،ولكن لو انه يستطيع فعل هذا كذلك تستطيع هي، وتمنت لو تعود إلى انكلترا حيث تفهم الرجال هناك وتفهم مشاعرهم.. رجال مثل هنري جوردن، غير معقدين، نبلاء ومع ذلك بدا التفكير بهنري الآن مثير للضحك، ولأنها فكرت هكذا، شعرت بالخجل من نفسها، فهي معجبة بهنري كثيراً.. على الرغم مما تشعر به تجاه هذه الرجل.. فرنسوا دوفال..
----------------------------------------
واستدارت نحوه قائلة:
- سوزان شقيقتي، وليست شقيقتك، إضافة الى اننا اناث ، لذا لا تجرؤ عل القول لي إنك تفهمها اكثر مني، فأنت لا تفهمها!
- حسن جداً، ولكن تقبلي واقع أنني أفهم ارمان دولان و.. دوافعه الشهوانية اكثر منكما معاً.
ولم ترد عليه، وسمعت الباب يقفل جيداً، ولكن دون عنف بعد أن غادر الغرفة وغرقت في فراشها متحيرة، لماذا كان كل هذا؟ لقد دخل فرنسوا ليتهمها بأنها تقود سوزان نحو الخطر ، ولكن هذا ليس صحيحاً، والزيارة للمزرعة كانت بسيطة، ولكن بالنسبة لفرنسوا لا شيء بسيط ولم تستطع فهمه..
واكتشفت انها كانت تضغط يدها على كتفها حيث القى ذراعه ليحتضنها.
-----------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:46 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- إنذار السيدة
على عكس ماتوقعت مارغريت، فكل مايتعلق بارمان،والذي تسبب بشجار عائلي، بدا وكأنه اختفى ولم يعد يذكر ابداً في الأيام التي تلت، وكانت مارغريت قد توقعت بعض المضاعفات، بسبب رفضها ان تصطف الى جانب فرنسوا ولكن الخالة انيتا وماري روز تصرفتا معها تماماً كما كانتا من قبل، وفي الواقع ، كذلك فعل فرانسوا ولكنها كانت تحذر كثيراً من البقاء معه لوحدهما.
والتقت بمارك هازلنغ في احد الايام وهي تتنزه برفقة انطوانيت واعادت له المال الذي تدين به،واعتذر لها عن التأخير في دعوتها لزيارة ( لي شارم) فقد قال إنه كان يعاني من الرشح،وانه لم يستطع ان يتوافق مع مدام هوبرت بنوا، ولكنه وعد ان لا يتأخر في دعوتها.
وتمنت مارغريت ان يكون صادقاً، فقد يفيدها ان يكون لها صديق من خارج العائلة، في الواقع كانت تفكر فيما إذا كان من الأفضل لها ان تعود الى بريطانيا، ثم تعود ال فرنسا فيما بعد عندما تكون امها قد عادت من سويسرا.
-------------------------------------
كانت غارقة بالتفكير في الموضوع عندما تلقت رسالة من هنري جوردن يقول فيها ( أنت تعلمين ماذا تفكر والدتي بما عليك ان تفعليه يامارج؟ عودي إلينا! واقول لك إنني موافق معها، فقد ذهبت الى فرنسا خصيصاً لتري امك، وتركتك فوراً لتذهب الى سويسرا، لذا يبدو ان رحلتك فشلت ، وأنا آسف لأنها بصحة غير جيدة طبعاً ، ولا ارغب في ان اكون متطفلاً ولكن كان بإمكانها البقاء معك قليلاً لبضعة ايام ، على كل الاحوال، لماذا لا تعودين؟ وتستطيعين دائماً ان تسافري ثانية، إذا احببت ، لقد ارحت ضميرك الآن وقمت بما عليك وأنا مشتاق اليك ، وليس عندك فكرة كم انا مشتاق ).
ربماان الجملة الاخيرة في الرسالة هي التي جعلت مارغريت تقرر، فهي لن تستطيع العودة ، فلو انها رجعت فسيستنتج هنري اشياء لم تقصدها،وستحاول والدته دفعهما للزواج، وهي هنا، على الأقل تساعد في تربية الاطفال، كما انها تعيش بشكل جيد مافيه الكفاية ، مع ان بعض الامور كانت سلبية ، فقد اصبحت على وفاق مع ماري روز وتقربت اكثر من سوزان، وتناست كل شيء حول ارمان، وليفرض فرنسوا النظام الذي يريده على سوزان، بدعم منها او بدونه.
في احدى الامسيات خرجت سوزان وماري روز نحو الغابة لقطف الزهور وطلبت سوزان منها ان ترافقهنا ولكنها رفضت لأن عليها كتابة بعض الرسائل، ولكن بعد نصف ساعة من خروج الفتاتين قالت لها الخالة انيتا:
- يجب عليك الخروج لتنشق بعض الهواء النقي يامارغريت، من الواضح انك تعانين من الصداع واستطيع انا العناية بالأطفال لوحدي، اذهبي للتنزه قرب الساقية حيث المكان هادئ وبارد.
ولم تكن مارغريت قد تنزهت قرب الساقية من قبل، ووجدت ان المكان جميل ومريح وبارد ،كانت بعض النساء القرية قد غسلن الملابس في الساقية ونشرتها على الشجيرات الصغيرة لتجف.
وجلست مارغريت على العشب قرب الساقية واخذت تراقب الماء تاركة صوت الماء المتدفق يريح اعصابها ، ولكنها بعد فترة قصيرة اخذت تستعيد في ذهنها اشياء كثيرة حول فرنسوا، وتضايقت من افكارها فتركت الساقية وسارت نحو القرية، فقد ارادت ان ترى الناس لتمنع نفسها من التفكير بعوطفها تجاه فرنسوا، العودة الى انكلترا والى هنري ليس هو الحل المناسب بالتأكيد، ولكن قد يساعدها لو انها تقابلت مع مارك اكثر، لو ان جدته تسمح له بأن يدعوها لزيارة القصر ، فهي واثقة ان نمط حياتها عند ذلك سيتغير.
وفكرت بأن تقتحم ( لي شارم) فجأة وان تدق الجرس فوق البوابة الخشبية المقوسة التي رأتها وراء البوابة الحديدية الكبيرة، وأن تسأل ما إذا كان مارك هناك، مثل هذا التصرف قد يمر دون ان يلاحظه احد في بلدها، فالآباء هناك ليسوا متوحشين وكذلك الجدات ولكن كيف ستكون النتيجة هنا؟ من المحتمل ان يحرج الامر ماري روز وفرنسوا اذا علما بالأمر.. وقد يقول فرنسوا ان الإنكليز لا اخلاق لهم.
ووصلت مارغريت الى القصرولم تكن قد قررت رأيها بعد، وبدت لها الطاولات والمقاعد خارج المقهى المجاور مغرية للجلوس عليها تحت ظلال الشجرة الكبيرة، وقررت ان تتناول كوباً من الليموناضة ويكون بذلك امامها وقت للتفكير بأن تقتحم القصر ام لا.
ولكنها لم تصل الى نتيجة، مع ان الأمر اغراها كثيراً، وجزء من الاغراء كان سببه انها تريد إلقاء نظرة على ايلين موران، والتي قد تكون هناك او لا تكون...
- بونجور يااختي الجميلة.
وقطع صوت فرنسوا حبل تفكيرها.
- هل تنتظرين احداً.. او استطيع الانضمام اليك؟
--------------------------------------
- بكل ترحاب.. كيف وجدتني هنا؟
- اوه.. لم اكن افتش عنك، إنها صدفة فقط، لقد كنت عائداً الى المنزل وشاهدتك هنا.
واستدار ليطلب شراباً، ثم عاد ورفع حاجبيه وقال:
- اترغبين شيئاً لك؟
وهزت رأسها بالنفي،وبعد لحظات قال لها مبتسماً:
- اعتقدت ان الفرصة سانجة للتحدث اليك بهدوء.
- حقاً؟ وماذا فعلت لأستحق هذا؟
- هيا الآن لا تكوني مشككة بي، لن اقوم بإلقاء درس عليك، لابد ان بيننا اشياء مشتركة حتى ولو كنا احياناً نختلف.. لقد كنت تتحاشيني متعمدة منذ تلك الليلة التي اختلفنا فيها حول طريقة تربية سوزان، اليس كذلك؟
- ربما.. ولكن هذا شيء من المؤكد انني لا انوي التحدث عنه، فقد قلت كل ماعندي.
- وكذلك انا.. لقد تلقيت رسالة من سويسرا اليوم.. صحة الوالدة تتحسن باستمرار وهي متشوقة لإخبارنا،وأظن انها ستكون سعيدة لو كتبتي لها رسالة.. أي شيء يرضيك...دون ان تحمل اي شكوى!
- انا لم آتي الى هنا للبحث عن اخطائكم.
- اعتذر.. لقد عبرت عما اريد قوله بشكل سيء، سأحاول من جديد...هل انت سعيدة معنا هنا؟
وتلاقت عيونهما، واحست مارغريت ان وجهه يحمل نفس التعبير الذي كان يحمله ليلة عانقها في غرفتها،وتساءلت هل يذكر هذا يا ترى؟
- اوه..اجل.. انا سعيدة.. على وجه العموم.. فالخالة انيتا لطيفة معي دائماً، وهذا جيد، بعد محاولتك جاهداً تصويري بشكل سيء بعد حادثة الذهاب الى المزرعة .. ألم تفعل هذا؟
- لا تتحدثي بسخافات ! انت من وضعت نفسك في وضع سيء، فأنت تجادلين كثيراً وسريعة الغضب.
- شكراً لك.. هل هناك إطراء آخر منك، لقد غمرتني!
- ألا توافقين انك كثيرة الجدال؟
وضمت مارغريت شفتيها بقوة، ربما هي كذلك في المدة الاخيرة،ولكن هذا ليس من طباعها، ليس عندما يكون امامها اشخاص متعقلين تتفاهم معهم،ولكن فرنسوا كان متصلباً ومتغطرساً.
- ليس إفراط... وليس اكثر منك على كل الأحوال.
فضحك وقال:
- حسناً، لن نتجادل حول هذا، ولكن لنتابع الحديث حول سعادتك المتواضعة ، ارجوان تكوني قد وجدت ماري روز متفاهمة معك، مثلها مثل الخالة انيتا؟
- اوه اجل.. إنهما لطيفتان معي.
- ماعداي؟ صحيح ان فرصي معك ليست جيدة ، ولكن هذا نتيجة للانطباعات القديمة...
- لقد ظننتني فتاة مثيرة للمشاكل ولكن هل هذه الانطباعات لا يمكن ان تمحى؟ ألا بسمح لي ان ابداً من جديد بعدكل هذه المدة؟
- يمكنك هذا.. لولا انك دائماً تسارعين الى العراك، وبهذا تفسدين كل فرصك.
- انت تبالغ.. فأنت تثيرني وعليّ ان ادافع عن نفسي...
- هل هكذا تنظرين الى خلافاتنا؟ إذاً عليّ ان اعيد النظر، قد يريجك ان تعرفي ان هناك من يناصرك هنا.
- سوزان؟
- لا.. بل ماري روز... لقد اعترفت لي في إحدى الأمسيات.
-----------------------------------
- اعترفت لك بماذا؟
- اعترفت بالتوتر والعداء المرير بينكما عندما اتيت الى هنا بعد زواج والدينا وقالت إنها راجعت مامرّ، ولا تلومك ابداً على ما اظهرتيه من عداء حتى اضطررنا لإرسالك الى انكلترا، واعترفت بأنها كانت تضايقك بقساوة...حول لهجة كلامك.. ثيابك.. نقص الذوق عندك ونقص الثقافة، حتى اشياء ذاتية استطاعت تذكرها، هل هذا صحيح؟
- اعتقد هذا، ولكن الفتيات بهذا السن يومها يمكن ان يكن مزعجات ومتوترات،وأنا افضل نسيان الامر، وأنا بالتأكيد لست فخورة بما فعلت، لم اكن راغبة يومها في المجيء الى فرنسا،وشعرت انني انتمي جسداً وروحاً الى الجانب الإنكليزي من العائلة ، وكنت اتوقع ان تكرهوني ، علاوة على اننا جميعاً كنا متوترين نوعاً ما، بسبب الموت والزواج وكل التغييرات التي حصلت لتجمع العائلة، وكنت انت بعيد عن كل هذا، هنا في الريف.
وكان فرنسوا يصغي اليها وهو يفكر ، يراقب وجهها وهي تتكلم ، ثم قال ببطء:
- لم اكن بعيداً كما تتصورين كنت في السادسة والعشرين وكنت ناضجاً ومهتم بأن ينجح زواج ابي،وعندما اتيت الى باريس كان واضحاً ان وجودك لم يكن يسهل الأمور ، لقد كانت امك مستاءة منك واعصابها متوترة،وأنت كنت سمكة في حوض ليس لك، لذا دفعت ابي الى ارسالك الى انكلترا ، ربما كانت هذه غلطة ولكنني وقتها كنت استطيع القول انني محق ، ولكن كان بإمكاني سحبك الى هنا لفترة ما.. واعلمك الفرنسية ، واترك للخالة انيتا ان ترعاك خلال ازمتك، عندما تصوري كيف كانت ستختلف الامور، لكنت اصبحت فتاة باريسية رائعة.
- انا سعيدة كما انا.. شكراً لك ، واحب ان اظل انكليزية ولكنني بالطبع سأكتب الى امي واخبرها كم اتمتع بإقامتي هنا ولن اذكر لها المسائل التي نختلف عليها.
- ولا انا سأذكرها .. ارجوك اعذريني سأشتري بعض السجائر ثم اذا كنت مستعدة نعود معاً بالسيارة الى المنزل.
وراقبت مشيته المستقيمة والطريقة التي يتحرك بها جسده وشعرت بالخجل من نفسها فأدارت وجهها الى الناحية الثانية من الشارع، وشاهدت سيدة كبيرة السن ، انيقة الثياب ، ارستقراطية المظهر تمشي بخيلاء وتكبر تشيران الى انها اما واحدة من اثرياء مزراعي الكرمة هنا، او انها باريسية اشترت منزلاً هنا لترتاح فيه، وعندما عاد فرنسوا كانت المرأة قد اختفت.
ولم تكتشف مارغريت ان هذه السيدة هي مدام هوبرت بنوا إلا في اليوم التالي، فقد تم فجأة دعوتها لزيارة ( لي شارم) واوصل لها الدعوة مارك عندما صادفها خلال الصباح.
وسارعت الى المنزل لتعلن عن الامر، من اجل ترتيب امر مساعدة الخالة انيتا خلال غيابها ، وكانت ماري روز مرتدية ثيابها استعداداً للخروج عند مصفف الشعر في ( ديجون) وسألت ماري روز مارغريت:
- اتحبين ان تأتي معي مارغريت؟
- كنت اود هذا كثيراً ولكنني تلقيت دعوة للذهاب الى ( لي شارم) بعد الظهر .. لقد دعاني مارك هازلنغ..
وعضت ماري روز شفتها وظهر على وجهها تعبير الفضول ولكنه تلاشى فوراً وقالت:
- إذاًيجب ان تذهبي.. سوف تتمتعين بزيارتك هناك اكثر من قضاء يوم كامل في ديجون، اظن انهناك اشياء كثيرة مشتركة بينك وبين مارك بما ان كلاكما انكليزي.
-------------------------------------
- كلانا نصف إنكليزي ونصف فرنسي.
واقامت سوزان ضجة كبرى عندما سمعت الخبر.
- اظن ان الخالة انيتا سوف تتوقع مني البقاء هنا لرعاية اولاد هنريت،وانا لست خالتهم الحقيقية حتى! اسأل نفسي لماذا اتيت الى هنا في هذه العطلة.
- كان بإمكانك الذهاب الى ( اونورين) في نيس.
- لا.. فقد كنت اعلم ان مارغريت آتية وفرنسوا ارادني ان اكون هنا، وهاهي تصادف هذا الانكليزي وستمضي كل وقتها نخرج معه..
وشعرت مارغريت فجأة بفقدان صبرها مع سوزان فقالت لها:
- اوه ياسوزان! لا تكوني بهذه سخافة! سأمضي معه فقط بعد ظهر واحد!
- لايجب ان تخرجي معه ابداً، فلديك صديق في انكلترا، على كل حال لن ابقى في المنزل ، سأذهب على الدراجة الى ( لي فلوران) وازعج فرنسوا بهذا!
فقالت لها الخالة انيتا:
- لن تستطيعي هذا ياعزيزتي.. فرنسوا لن يكون هناك.. إنه ذاهب الى ارميت اليوم ، هناك اجتماع للمؤسسة ، ثم سيذهب ليأتي بايلين موران، فستقيم مع جدتها خمسة عشر يوماً.
- هذه المدام هوبرت بنوا! ..إنها تعطي الاوامر للجميع.. سأذهب معك ياماري روز الى ديجون.. انتظريني لأغير ثيابي!
وتنهدت ماري روز واسرعت سوزان نحو المنزل من الحديقة حيث كانوا يجلسون وقالت:
- يالها من طفلة! اخشى ان تكون مدللة اكثر من اللزوم.
وابتسمت لمارغريت معتذرة:
- سامحيني على قولي هذا يامارغريت، ولكن الصغير في العائلة دائماً مدلل واعلم هذا، لأنني كنت صغيرة العائلة لفترة طويلة .
وقالت مارغريت على مضض ان من الافضل ان تبقى في المنزل،ولكن الخالة انيتا لم تقبل:
- لا تقلقي على الأطفال.. انطوانيت طفلة جيدة.. اما بالنسبة للصبي.. فهو لا يشكل مشكلة طالما إنه لا يحبو، فرنسوا يقلق عليّ كثيراً ، بإمكانكم الخروج جميعاً والتمتع اليوم، وسأكون مرتاحة.
(لي شارم) كان بالتأكيد مكاناً قديماً مثيراً للإعجاب،داخله ، خلف البواب الحديدية الضخمة، كان هناك حديقة كبيرة مليئة بالورود والنباتات المتسلقة، والبتونيا والجيرانيوم، بألوان حمراء وزهرية ،كما كان هناك ياسمينة صفراء متسلقة ذكرتها فوراً بانكلترا، واستقبلها مارك وقطعا معاً الحديقة.
وعندما دخلا المنزل تطلعت من حولها باهتمام، وقال لها مارك :
- هناك قبر تحت القصر، له سرداب يصل الى الكنيسة،ولكنه مسدود الآن ،ولكنه كان يستخدم منذ قرون بعيدة ايام الاضطرابات الدينية، هكذا تقول جدتي ، ربما آخذك الى تحت لتشاهديه اذا كنت مهتمة،ولكن قبل كل شيء عليك مقابلة الفتاة العجوز.
وصعدت السلم العريض الجميل مع مارك الى غرفة ضخمة مرتفعة السقف مفروشة بأثاث اثري رائع، وهناك كانت مدام هوبرت بنوا تجلس على اريكة مذهبة،وعرفت مارغريت فوراً انها المرأة التي رأتها في ساحة القرية في اليوم السابق.
وبعدها قدمها مارك للمدام ، قالت لها:
- إذاً انت قريبة آل دوفال الإنكليزية ، هل تتكلمين الفرنسية ياآنسة.
- اجل ياسيدتي... قليلاً...
----------------------------------
- قليلاً! اظن انك متواضعة قليلاً! انا اريد التحدث معك، اجلسي.. يجب ان نتعارف.. مارك.. اذهب واشغل نفسك بشيء آخر، بينما نتحدث انا وهذه الفتاة.
- افضل ان اجلس هنا بهدوء واستمع ياجدتي .. ماذا ستقولين لمارغريت؟ اريد ان اتأكد انك لن تحذريها مني ، لقد قلت لها إنني حالياً فنان مفلس.
- اوه لا! وكأن هذا يزعجني! كلاكما انكيزيان وهذه صداقة مناسبة...
ياإلهي..هذه السيدة تكره الإنكليز، وشعرت مارغريت ان هذه السيدة المسيطرة لها قدرة غريبة على تدبير الزيجات.. وادركت ان هذا القصر قد يجتذب فرنسوا الذي مامن شك انه يملك المال الكافي لإصلاحه، جدران هذا المكان القديمة في حالة سيئة، والأرضية القديمة والتي كانت يوماً جميلة بدأت تتآكل ،وأغطية المقاعد المطرزة كانت مهترئة مثلها مثل السجاد على الأرض، وبدت الستائر وكأنهامتماسكة بفعل غبار السنين فقط. الثقافية
ولكن المدام هوبرت بنوا نفسها، كانت تبدو جميلة ومسرفة على ملابسها،وترتدي الخواتم الماسية وبروش من الزمرد عند رقبة ثوبها ،وبعد ان اختفى مارك مهدداً بأنه سيعود بعد ربع ساعة وإذا لم تسمح له بالدخول سيحرق المنزل، قالت لها:
- - والآن ! لنسمع شيئاً عنك مدموزيل، ماهي قرابتك مع عائلة دوفال؟
- انا لست قريبة لال دوفال ابداً ، في الواقع.
- لا؟ ..إذا هيا.. اوضحي الأمر.
- انا شقيقة سوزان، انت تعرفينها.
- هل هذا ممكن؟ لا استطيع هضم الفكرة، انت انكليزية بشكل واضح بينما سوزان فرنسية..آه.. تلك الطفلة! انها مدللة كثيراً! إنها مجنونة .. ربما تعنين انك نصف شقيقة لها.
- لا مدام..نحن من نفس الأبوين، وامنا الآن متزوجة من مسيو دوفال، كما تعرفين والدنا انكليزي، وتربيت انا في انكلترا مع جدتي بعد وفاة والدي ،ولكن جدتي توفيت مؤخراً.
- واتيت الى فرنسا لتساعدي نفسك تحت اسم دوفال.
- استمحيك عذراً لم افهم.
ولكن مدام هوبرت بنوا لم تكرر ملاحظتها ، بل سألت:
- هل اتى بك الى فرنسا الشعور القوي بالعائلة ؟ ام انه لم يبق لديك شيء؟
- انا مكتفية تماماً، فنحن في انكلترا لا نركز زيادة على الأمور المالية، والدي ترك لي بعض الملاك وجدتي تركت لي المال، وليس لديّ مشاكل مالية ابداً، مدام، هل هذا يجيب على سؤالك؟
- اذا لقد اتيت للزيارة فقط.
- اجل..اساساً لرؤية امي.
- هكذا إذاً؟ ولكن امك في سويسرا.. ولا اظن انك راغبة في البقاء طويلاً..فالفرنسيون والانكليز لا يتفقون جيداً، لم يحدث هذا ولن يحدث، ولن يتعلموا ابداً محبة بعضهم ، قد يحاول بعض الأفراد احياناً، ولكن المسألة مسألة عدم توافق في الاساس، وأنا افهم هذه الاشياء،فابنتي تزوجت من انكليز، والد مارك، ولم تكن نطيق بعضنا. الثقافية
- ولكنها كانت تتحمله.
وقالت المدام بتوتر ملحوظ:
- لست متعودة على الفتيات اللواتي يظهرن وقاحة مع الأكبر سناً .
- انا آسفة يامدام.
--------------------------------
ولم تعد المرأة الى ذكر موضوع زواج ابنتها، بل قالت:
- لا استطيع التصديق ان عندك دماً فرنسياً في عروقك ، مظهرك، اخلاقك، كلاهما انكليزي تماماً، انت تشبهين والدك،كما اعتقد.
- اجل.
وتحركت في مكانها قلقة، فلم تكن تتمتع بجلوسها هكذات تعرض للاستجواب والانتقاد، وعلمت ان مدام هوبرت بنوا لم تحبها، ويبدو ان صداقتها بمارك غير مرحب بها،وتساءلت ماهو الهدف بالضبط من هذا الحديث؟
- والآن .. لقد تعرفنا ببعض،ولامانع عندي ان تلتقي بمارك.
- شكراً لك مدام.. لم اكن ادرك ان الأمر يحتاج لموافقتك.
- انا اريد ان اعرف مع من يختلط افراد عائلتي، وأنا لا اوافق على اختلاط الشبان كيفما اتفق، دون النظر الى اصلهم وعائلاتهم والزواج في رأيي لا يجب ان يترك للظروف،وهو يتوقف على التعارف.
وضحكت مارغريت قائلة:
- مدام... ارجو ان لا تظني انني ومارك...
- انا لا اظن شيئاً عنك وعن حفيدي، وأنا لا ادعي انني افهم الإنكليز، ولكن اجد من واجبي ان التقي بالفتاة التي تجعل مارك يهتم بها.
- انا لم اجعل مارك يهتم بي.
- اوه.. ولكنك انت مهتمة به.. طبعاً! انت صغيرة وجذابة وغير متزوجة، ومارك شاب وجميل ، ولا تظني لأني اكبر منكما بنصف قرن فأنا لا أعرف شيئاً عن الاهتمام بين الشبان والشابات، فأنا اعرف ولم انس بعد.
ونظرت بدورها الى الساعة ثم مالت الى الأمام وركزت نظرها على مارغريت.
- لن اتدخل بعلاقتك مع مارك.. فلكم انتم الانكليز طريقتكم الخاصة.. اما بالنسبة لفيليب وايلين فأنا مهتمة بهما، أتعرفين ان ماري روز وفيليب يتوقعان إعلان خطوبتهما قريباً؟
- لقد سمعت عن هذا.
- وتعلمين ايضاً ان فرنسوا وايلين من المتوقع ان يتزوجا؟
- لا.. لم اسمع شيئاً عن هذا الموضوع.
- لا؟... إذاً صدقيني عندما اقول انه هذا الاقتران مخطط له، ولم تجرؤ مارغريت على سؤالها من خطط هذا، وشعرت بنبضاتها تتسارع، لم تكن متأكدة ما إذا كان فرنسوا يرغب فعلاً في الزواج من ايلين موران، وإذاكان قول سوزان انه لم يتزوج منها له اي معنى ، ولكن تبقى مسألة ( الفتاة الاخرى ) التي ذكرتها سوزان ، ولاحظت ان من الممكن ان تكون الأخرى متزوجة، وفي هذه الحالة قد يقرر الزواج من ايلين.
وضمت المدام اصابعها مع بعضها ونظرت الى الخواتم الماسية اللامعة ثم رفعت رأسها:
- لقد بدأت الثمار تنضج وقريباً سيحين وقت القطاف هل تدركين اهمية مااقول.. في هذه المرحلة الحاسمة الآن؟ للأسف انت مثل مارك ، انكليزية، ولن تفهمي مامعنى الاتحاد العائلي في فرنسا، ولكن انتبهي ان تسيري بطريقة غير ملائمة بين الكروم حتى لا تقع العناقيد الناضجة او تتعثري بما جمع منها بكل حذر.
- انا آسفة يامدام، ولكنني اخشى انني لم افهم ماتعنيه.
- لا؟.. انت افهمين تماماً مااقول..لقد كنت البارحة تمتعين نفسك مع فرنسوا في ساحة القرية، أليس كذلك؟
--------------------------------
- في الساحة؟
وادركت ان المدام تشك ان لها نوايا تجاه فرنسوا، ان هذا امر مضحك؟ ولكن لأجل السماء، ماذا يعني تناول كوب من القهوة معه، إن الامر كله سخيف.. وشعرت برغبة مجنونة لتضحك.
- وهل تظنين يامدام.. ان وجودي قد .. يزعج فرنسوا؟
- لا اظن مثل هذا الشيء ولكنني اظن انك تفكرين بإزعاجه، انت فتاة جميلة، اجل، ولكنك على الاقل لا توافقين ذوقه، إنك انكليزية وينقصك المقدرة والحساسية.
وعضت مارغريت على شفتها، ماهذا الرأي الذي كونته عنها هذه المرأة في خلال ربع ساعة، وكم من غير الملائم ان تخبرها به بهذا الشكل؟وتابعت المرأة قولهت:
- لا.. انت لست مدعاة للخوف، انت لست اكثر من غيمة صغيرة تمر في السماء وتهدد بالمطر.. ولكنها اخيراً تتطاير مع الريح.. ولكنني لا احب الغيوم في سمائي، واقول لك بصراحة ، من وجهة اهتمامي بصغيرتي ايلين الحساسة والسريعة التأثر اجل، لهذا السبب وحده ، ابتعدي عن فرنسوا مدموزيل و لا تحاولي إقحام نفسك بحياته،ولا تتطفلي عليه.
وحدقت بها ماغريت دون ان تتكلم، إذاً هذا هو الهدف من حديثها كله! إنها تحذرها بأن تترك فرنسوا وشأنه، ومن دون ادب ايضاً ، واحست بالراحة لدق مارك على الباب ودخوله الى الغرفة وسؤاله:
- هل انتهى الحديث؟ وهل بقيت سمعتي سليمة؟
واجابته مارغريت ( سليمة تماماً) ووقفت على قدميها وهي تبتسم، لقد كانت راغبة في لقاء جدته،وهي ولاتهتم الآن ابداً فيما لو لم تعد تراها مطلقاً ، هناك فارق بين النساء الفرنسيات وبعضهن الآخر..
الخالة انيتا لطيفة جداً ولكن هذه المرأة لا تطاق، لمجرد ان رأتها تنتاول فنجان قهوة مع فرنسوا في الساحة، فقد قررت انها تحاول إغوائه، او شيء سخيف مماثل، لم تكن تحب ان يقال لها ان لا تتطفل عندما لا تكون لديها النية بهذا إطلاقاً،وكم تمنت لوانها لن تتلتقي بايلين الان، وترى بنفسها من هي هذه الفتاة الحساسة السريعة التأثر ، وكيف تبدو! وتصورت في ذهنها امرأة تقارب الثلاثين ، مدجنة مطيعة ، تتمتم( نعم فرنسوا) وتنكمش خوفاً عندما ينظر الى امرأة اخرى، انها نوع سيء من الزيجات لفرنسوا.
وادخلها مارك الى غرفة صغيرة مشمسة وقال:
- هذا مرسمي.
كان قد رتب على جدار خمس او ست لوحات زيتية، واشار اليها بعصبية، ووقفت مارغريت وتفحصتها، الوان ناعمة تتحدث عن صيف الريف، ولون الكرمة الخضر، وزرقة السماء وزرقة سفوح التلال المعتمة، وبدت الاشجار وكأن الريح تتلاعب بها، وانتشرت الطيور في السماء،واخيراً لوحة لزهرة دوار شمس ترفع وجهها نحو الشمس التي صورها وكأنها دوارة شمس ايضاً.
- لا اعرف مااقول..لن ادعي انها رائعة ، او اي شيء مماثل، ولكنني واثقة ان لك موهبة عظيمة ، دوار الشمس تبدو وكأنها تشعر ، تشعرني وكأني ارغب في البكاء.
- انت افضل من شاهد لوحاتي واعجب بها ، ووساهديك لوحة دوار الشمس ، سأضع لها اطاراً في ( ارميت).
- هذا كرم زائد يامارك..لا استطيع ... الدفع...
- لا.. ولكن ماذا كانت جدتي تقول لك؟ ليس عني على ما ارجو؟احياناً اظن انها تفضل ان تقوم بتقديمي على طريقتها ..وان تزوجني فتاة جميلة ومستقيمة، وان توظفني وظيفة جيدة استقر بها..وتفضل ان يكون هذا في انكلترا..
------------------------------------
- لم تكن تتكلم عنك، كانت تتكلم فقط عني.. وعن علاقتي بآل دوفال، وارادت ان تعرف لماذا اتيت الى فرنسا.. ثم بدأت تتحدث عن تربية الكرمة..
- تربية الكرمة؟ ياإلهي ! ارجو ان تكوني قد اهتممت بالموضوع.. إنها فتاة عجوز غريبة الأطوار ، اليست كذلك؟
- اجل .. غريبة الأطوار.
كانا في الحديقة يتناولان عصير البرتقال بعد ذلك بوقت قصير عندما توقفت عربة امام مدخل القصر، وعرفت مارغريت ان السيارة هي لفرنسوا،وعلى الرغم منها شعرت بتسارع دقات قلبها، اذا ستقابل ايلين اخيراً، وترضي فضولها! مع انها كانت تعلم ان الفضول ليس وحده الذي يدفعها لرؤية الفتاة التي ارتبط اسمها باسم فرنسوا دوفال.
-------------------------------



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:46 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- ليس اختها ابداً!
ايلين، كانت فتاة قصيرة، شعرها اسود وجميلة، وتبدو شابة صغيرة ، ولا تبدو اكبر سناً من سوزان، مع ان مارغريت علمت فيما بعد انها في التاسعة عشر.
وابتسمت لها ايلين وتمتمت بأنها سمعت عنها من فرنسوا، وردت مارغريت انها ايضاً قد سمعت عنها منه ايضاً، وهذا شيء لم يكن صحيحاً ابداً.. ولمجرد النظر الى هذه الفتاة، ، يشعر المرء انها فعلاً بحاجة الى الحماية، وشعرت مارغريت بأن كلمات المدام عن ابنتها ( ابنتي الصغيرة، سريعة التعرض للأذى) لها المعنى المطلوب تماماً، ونظرت الى عيني فرنسوا البارديتين الساخرتين واوشكت ان تصرخ في وجهه: ايها الوحش! لماذا تترك هذه الفتاة الرقيقة تعلق آمالها عليك، وهناك دائماً امرأة اخرى في حياتك...
على كل حال.. لم تكن تنوي إيلام هذه الفتاة ابداً، وعندما طلبت منها ايلين ان تدخل معها الى المنزل اجابت معتذرة:
- لا..شكراً كنت على وشك الذهاب، فالخالة انيتا تتوقع مني مساعدتها بالأطفال ، ويجب ان اذهب الآن..حقاً.
--------------------------
وتجاهلت فرنسوا تاركة إياه لايلين.. والتفتت الى مارك ودفعت له خدها ليقبلها، وسترى ايلين بنفسها ان ليس لديها النية في التفكير بفرنسوا!
- لقد امضيت وقتاً مرحاً.. وماقلته لك في المرسم .. أنا اعنيه!
- انت تعنين...
وسارعت لمقاطعته.
- اوه.. انت تعلم ياشيري.
ثم وضعت ذراعها بذراعه وودعت ايلين وفرنسوا وسارت باتجاه البوابة مع مارك.
- بماذا كنا نتكلم؟ وماهذه السرعة المفاجئة؟
- كنت اتكلم عن رأيي بعملك بالطبع.. هذا كل شيء، وأنا مستعجلة لأنني .. اوه.. لأن ايلين سترى جدتك وأنا آسفة يامارك ، اعلم انها شخصية محترمة وعجوز رائعة، ولكنني تصادمت معها ولا اريد ان انضم اليهم، وأتأخر عن المنزل.. وسأحب الذهاب معك الى ارميت لصنع اطار للوحة التي ستهديني إياها، ولكن ارجو ان تسمح لي بدفع ثمن الإطار.
- لا تخافي .. انت صديقتي...
- إذاً لا تظهر مودتك لاصدقائك بهذه الطريقة، او لن تستطيع كسب معيشتك كفنان، تصور فقط كم سيكون ثمن هذه الرسمات يوماً عندما تصبح شهيراً..
- وهل تظنين انني سأصبح شهيراً..
- بالطبع!
- أنت فتاة رائعة!
ووضع ذراعه على كتفها وضمها اليه قليلاً وشاهدت من فوق كتفه سيارة فرنسوا تبطئ سيرها على بعد خطوات منهما، واطل فرنسوا برأسه من النافذة قائلاً بصوت بعيد عن الود:
- الافضل ان تأتي معي الى المنزل بالسيارة يامارغريت بما انك قلقة هكذا على الخالة انيتا.
وهمست لمارك :
- ارجو ان لا اكون ارتكبت ذنباً يسيء الى سمعة العائلة هذه المرة.
- ستنجين منه.
وابتسم لها وهو يفتح لها باب السيارة ويساعدها على الركوب وبعد عدة ثواني وقد لاحظت تجهمه قالت متسائلة:
- لماذا تبدو غاضباً؟ هل فعلت شيئاً مرعباً ام انك غير راضٍ لأنك اضطررت لترك ايلين؟ لم اطلب منك تركها ، كنت انوي الذهاب الى البيت سيراً.
وتجاهل ماقالته وبحركة حادة ادار السيارة عن الطريق الرئيسي ليدخل ممراً وعراً الى جانب الساقية .. فصرخت به، مدركة ان هذا موقف عدائي منها ولكنها كانت غاضبة لأنه لم يعرها التفاتاً:
- اين انت ذاهب ؟ الخالة انيتا تتوقع قدومي...
- اذاً على الخالة ان تنتظر.
وتوقف في ظل شجرة كبيرة واستدار ليواجهها، وسألها بحدة:
- هل تقيمين علاقة مع مارك هازلنغ؟
ورفرفت مارغريت عينيها مرتين، ثم صرخت باستنكار:
- لا...!
- لا؟ .. ولكنني لاحظت انطباعاً مختلفاً.. ولم اكن ادري انك معتادة على زيارته في ( لي شارم).
- وهل عليّ ان اقدم حساباً عن كل حركة اقوم بها؟
---------------------------------
- لا تثوري هكذا!
- انا آسفة، لم اقصد ان اثور، ظننت انني هادئة.. انت دائماً تعمل من الحبة جبلاً، الست هكذا؟ انا لست معتادة على زيارة مارك في القصر ، في الواقع اليوم استدعتني مدام هوبرت بنوا...
- استدعتك؟
- اليست هذه الكلمة المناسبة ؟ ربما عليّ ان اقولها بالفرنسية..
- وماذا كانت تريد ؟
- اوه .. لتقابلني..وتقول لي عن الزيجات لا تتم اعتباطياً بين العائلات المهمة في فرنسا، واشياء مثل هذا.. إنها مدبرة زواج عجوز رائعة..
- كل النساء مدبرات زواج.. وهل وافقت ام لا؟
- عن ماذا تتكلم؟
- عنك وعن مارك طبعاً، اليس هذا ماتحدثت عنه، لو انكما كنتما تتصرفان بالطريقة التي رايتكما بها فمعها حق ان تسمعك مثل هذا الكلام.
- حقاً! ان ماافعله ليس من شأنها ، وانتم الفرنسيون تدهشونني، فأنا ومارك نميل لبعضنا كصديقين فقط.
- اهكذا تبقين ضميرك مرتاحاً؟ أليس هناك من ينتظرك في انكلترا؟ لابد انك ستسمعيني ثانية اسطوانة الصداقة البريئة، ولكنك تخدعين نفسك إذا ظننت انك ستتودين لصديقنا مارك وتبقي علاقتكما بريئة، ان له ام فرنسية ، وانت تعلمين هذا..
- وماذا تعني بأتوود إليه؟
- اوه.. التعلق بذراعه، الهمس في اذنه، التحدث بغموض معه، النظر الى عينيه وكأنك...
- حقاً ! انظر اليه! هذا امر لايصدق!
- أنت من لا تصدق ياشيري.. عينا الفتاة قد تدفعان الرجل الى عمل اي شيء، إنهما اروع سلام لدي المرأة، وأنت لك عينان جميلتان حقاً ياملاكي.. ولست غبية لدرجة ان لا تعرفي مدى قوتهما.. لقد لاحظت هذا بنفسي من قبل.
واخذ لونهما يحمر ببطء وهما يحدقان ببعضهما، عيناه.. ماذا تفعلان بها وهما تغوصان فيها هكذا؟ وجرت رعدة خلال جسدها، والتقطت انفاسها وقد احست بذراعه تلتف حولها بخشونة وتجذبها نحوه، واحست بنعومة حرير قميصه على وجهها.. كيف لرجل ان يضم فتاة بهذه العاطفة الفجائية هكذا؟ ومن لا شيء .. من الهواء .. اصبح هناك شيء يزحف ما بينهما وهو يضمها دون وعي، وكأنه لا يستطيع منع نفسه وكأنه مأخوذ تماماً بما يفعل، والشيء الفظيع انها هي ايضاً قد بدأت تنجرف معه ايضاً.. ولم تعد تريده ان يتوقف.
وبعد لحظات تراجع وقال بصوت غريب:
- العناق في السيارة، هذا ليس من طبعي ابداً، انت تثيرين بي اسوأ مافي من خصال يامارغريت ماسترز.
وادار السيارة وقال وهو يغير محول السرعة:
- اراهن على حياتي ايتها الأخت الجميلة ان لا شيء يسمى بالصداقة البرئية.
- إنها موجودة عندي .. ولكن ليس لك.. فأنا لا اشعر بأي نوع من الصداقة نحوك...
- لا تتابعي كلامك.. اتركي الأمر كما هو وإلا ستخطئين بعد لحظات ، شيري.. الافضل ان تفكري بي كأخ لك ، فزوجة ابي تحب ان ترانا عائلة واحدة متكاتفة وسعيدة.. مارأيك؟
-----------------------------------
ولم تجب مارغريت ، وعلمت انها لن تستطيع ابداً ان تفكر به كأخ لها لماذا عانقها ياترى؟ فقط ليبرهن لها ان لا وجود لصداقة برئية بين رجل وامرأة، لو ان الرجل اختار العكس. وماهو شعوره الحقيقي تجاه مارغريت ماسترز؟ وتنفست بعمق.. شيء واحد لديها.. إنه لا ينظر إليها كأخت له...
ووصلا الى المنزل ليجدا ان ماري روز وسوزان قد عادتا من ديجون وبينما حضرت ماري روز عشاء انطوانيت، جلست سوزان في غرفة الجلوس تعطي جاك قنينة على مضض، ووجدت مارغريت الخالة انيتا في المطبخ وعرضت عليها المساعدة، ولكنها قالت لها إن كل شيء عل مايرام، ولم يدخل فرنسوا الى غرفة مكتبته كما كانت تأمل، بل تمدد على الأريكة العريضة في غرفة الجلوس يراقب سوزان وهي تطعم الطفل، وبدا فرنسوا مشغولاً عنها وغير مدرك لوجودها وبدا حنوناً بشكل غريب وهو يراقب فتاة السادسة عشر والطفل، ونظرت اليه مارغريت وشعرت بوخز حاد في صدرها ورفعت سوزان رأسها اليه وابتسمت ، ثم استدارت الى مارغريت.
- هناك رسالة لك في غرفتك يامارغريت، انه مغلف كبير بني اللون من صديقك في انكلترا، هل يكتب لك رسائل غرامية مثيرة؟ فهذه ثاني رسالة له خلال ثلاثة ايام ، اعتقد انه يريدك ان تعودي الى مابين ذراعيه.. وربما اذا بقيت هنا طويلاً سيلحق بك...
وقاطعها فرنسوا بحدة:
- اصمتي ياسوزان.. ألن تكبري وتتعلمي الاحترام بدل الثرثرة بشؤون الناس بطريقة طفولية؟ لقد بدأت افقد صبري معك!
وقفزت سوزان على قدميها، واصبح وجهها غاضباً وقالت :
- اوه.. لماذا تهاجمني دائماً .. منذ ان وصلت مارغريت الى هنا؟ .. ألا استطيع فعل شيء دون ان اكون مخطئة!
وضمت جاك اليها بعد ان بدأ الصياح بصخب عندما خرجت الرضاعة من فمه، ووضعته بين يدي مارغريت.
- خذيه.. أنا.. أنا..
وخرجت من الغرفة وقد ملأت الدموع عينيها،ونظرت مارغريت اليه وكأنها تتهمه قائلة:
- لقد جرحت شعورها بهذا الكلام، لقد جعلت المسكينة تبكي.
- سوزان تستطيع ذرف الدموع متى شاءت ..إنها تحب الدراما ، اما كونها طفلة مسكينة، ألا تقولين لي دائماً إنها ليست طفلة؟ ولكن طفلة او غير طفلة يجب ان تتعلم الخلاق بدل الثرثرة بتفاصيل حياة الناس الخاصة.
- ليس هناك شيء خاص بأن اتلقى رسالة من هنري، يبدو عليك انك تظن انك تعرف كل شيء عنه!
وضمت شفتيها بغضب، ولم تقل شيئاً ، لم ترد ان يتطور الحديث بينهما ليدور حولها، وجلست على الكرسي الذي كانت تجلس عليه سوزان وتابعت إطعام الطفل، وسمعت فرنسوا يطلق صوتاً يشبه الضحك ولكنها لم تلتفت اليه، وبعد لحظة نهض وسار نحو الباب، وعندما بلغ الباب قالت:
- آمل ان تكون ذاهباً للاعتذار من سوزان.
- اخشى ان يكون املك خائباً، تستطيع ان تتغلب على غضبها دون مساعدتي...
وفكرت للمرة الثانية في ذلك اليوم كم هو متوحش!
في وقت آخر من الاسبوع ذكرت الخالة انيتا ان فرنسوا اقترح إقامة حفلة غداء.
--------------------------------------
- لم نفعل الكثير لتسليتك يامارغريت ، ومع انك شقيقة سوزان ، إلا انك ضيقة ايضاً وزائرة لبلدها.
كان هذا صحيحاً ، وفكرت مارغريت أنها قريباً ستغادر هوشيه ليزانج ، آخر رسالة من سويسرا قالت إن والدتها تستعيد صحتها بسرعة وتأمل ان تعود خلال اسبوعين.. اسبوعين! تغادر بعدهما مارغريت بورغاندي وفرنسوا والخالة انيتا وتنضم الى والدتها في باريس، ولم تكن اكيدة بأنها سعيدة ام لا لأن وقت مغادرتها قد بدأ يقترب .. وبعدما اطلع فرنسوا عل محتويات الرسالة انفرد بها وسألها:
- هل تتمنين ان يسرع الاسبوعان القادمان بالانتهاء يااختنا العزيزة؟
ولم تدر ماتجيب ، فقد ظهرت في حياتها اشياء كثيرة، اشياء ظنت انها لن تنتهي .. واجابت:
- انا قلقة بالبقاء هنا حتى تتحسن صحة والدتي، فلماذا تسأل.
فابتسم بسخرية وقال:
- احاول فقط ان اعرف ما إذا كنت تواقة للبقاء هنا وإلى جوار آخر معجب بك، او انك تستعجلين الوقت لترجعي الى معجبك القديم.
- ولا احد منهما يدخل في حساباتي، لقد قلت لك ان ليس لديّ اي تفكير بالزواج.
- وانا لا اصدقك، فكل الفتيات يفكرن بالزواج ، ومنذ ان كن في المدرسة.
- اخشى انك تعيش في غير الزمان، فالزواج لم يعد من أحلام اليقظة.
- ربما لا..ولكن إن لم يكن الزواج هو حلمك المفضل، يجب عليك ان تضعي مكانه طموحاً آخر.. فماهو ياترى؟ لا يبدو لي انك فتاة تطمح لمستقبل عملي، ولم تظهري اي دليل على حبك للسفر، ولا ارى انك سعيدة بإقامة علاقة مع رجل دون ان يكون هذا قانونياً.
وهزت ماغريت كتفيها واستدارت مبتعدة، فهي تريد الزواج وإنجاب الاطفال ، ولكنها لن تقول له هذا...
وهاقد بدأت الان التحضيرات لحفلة غداء لتكريمها، وسألت الخالة انيتا ( من سيكون الضيوف؟
واجابتها بأنهم ايلين وفيليب موران،وابن خالتهما الانكليز مارك هازلنغ، وتابعت تحضير لائحة الطعام ،وبدأت مارغريت تقدم الاقتراحات ، اما ماري روز التي كانت تقطف الورود فلم تشارك معهما.
وذهبت ماغريت الى فراشها تلك الليلة وهي تشعر بالإثارة، ليس بسبب حفلة الغداء، بل لأنها ستقابل ايلين ثانية، واحست بأن هذا أمر غريب، لأنها تريد ان تقرر بنفسها كيف مشاعر فرنسوا تجاه هذه الفتاة، فتصرفاته نحوها يجب ان تكشف لها عن شيء، فإذا كان مهتماً بها ورقيقاً معها عندها ستستنتج ان آراء سوزان عنهما لا معنى لها وكان نومها ليلتها خفيفاً جداً، وعندما استيقظت في الصباح الباكر والضوء يكاد يظهر خفق قلبها، فماذا ازعجها ياترى؟.. بعض الاصوات...
وجلست في فراشها ترهف السمع.. هل هذه اصوات اقدام في الردهة او على السلم؟ هل من الممكن ان تكون انطوانيت الصغيرة قد استيقظت وصيبت ببعض الأذى؟ فقد قامت الطفلة مرة بزيارة الى المطبخ وقلبت وعاء كاملاً من الحليب على الأرض.
وخرجت مارغريت من فراشها وارتدت روبها الازرق دون ان ترتدي شيئاً في قدميها، وخرجت الى الردهة.. ولم تجد أثراً لأحد.. ولا صوت،ونزلت بهدوء على الدرج، وعندما وصلت الى الاسفل سمعت صوت تسلل في المطبخ.. إذاً فهذه انطوانيت!
وعندما وصلت الى المطبخ اكتشفت ان سوزان هناك، مرتدية الجينز وقميصاً اسود طويل الكمام... وحذاء طويل! وكانت تحضر لنفسها كمية من الخبز وكوباً من العصير.منتديات
---------------------------------------
واحمر وجهها بالذنب وهي تلتفت لتجد مارغريت هناك، فسألتها مارغريت:
- ماذا تفعلين هنا بحق السماء ياسوزان؟ واين تنوين الذهاب بهذا الحذاء الطويل؟
وشربت سوزان نصف كوب العصير قبل ان تجيب وقالت بعداء.
- سأقول لك يامارغريت حتى ولو انني لست مضطرة، فهذا ليس من شأنك، فأنا ذاهبة ال الحقل لأجمع الفطر..
وحدقت بها مارغريت، وقد لاحظت نظرة الذنب في عينيها وقالت لها:
- انت ذاهبة مع ارمان دولان.
- اجل.. فهو يعرف ان يوجد افضل الفطر، لقد قال لي هذا ذلك اليوم في المزرعة.
- وهل كنت تقابليه إذاً.. وهل دبرتما هذا؟
- كم تبدين فضولية ومستنكرة! مثل فرنسوا تماماً، ولكن ماالضرر لو انني كنت اقابله؟
وفتحت مارغريت فمها لتجيب ولكن سوزان اسرعت بإكمال كلامها:
- على كل ، أنا لم اره، لذا لا تبدأي بإلقاء الدروس عليّ، لقد ارسلت له رسالة يوم امس مع فيوليت اطلب منه ملاقاتي، وسيأتي .
وابتعلت مارغريت ريقها بعصبية، فقد احست بشيء مقلق حول الطريقة التي قالت بها سوزان ( إنه سيأتي) إنها تنظر الى ارمان وكان اكثر من رفيق ستذهب معه لجمع الفطر، وتذكرت ايضاً الطريقة التي قالت سوزان بها، يوم كانتا عائدتان من المزرعة (ارمان مثير.. واحس بأحلى المشاعر في جسدي) وعضت على شفتها وقالت:
- لا اظن ان عليك الذهاب.. فهذا ليس ضرورياً.. فالخالة تنوي شراء الفطر من القرية..إضافة ان فرنسوا سيغضب، فأنت تعلمين ماقال.
وضحكت سوزان ساخرة:
- اووف! ومايهمني إذا غضب فرنسوا؟ انا معتادة على هذا، ولا انوي ان اتركه يعاملني كطفلة طوال حياتي ، وأنا لا اشعر بأنني اصغر من ايلين البالغة تسعة عشر سنة مع انها لا تبدو هكذا،وفرنسوا لا يعاملها كطفلة مع انها تطيع كل أوامره، ولكنني سأفعل ماأريد، وماذا ستفعلين بهذا الخصوص؟ هل ستوقظين فرنسوا وتخبرينه؟
وهذا هو بالضبط مايجب على مارغريت ان تفعله، وهي تعرف هذا ، ولكنها تعرف ايضاً انها لن تستطيع..إذ لا تستطيع ان تنحاز الى جانبه ضد شقيقتها، فقالت لها:
- لا.. بالطبع لن افعل، بل سأطلب منك فقط ان تستعملي عقلك ولا تذهبي .. ارمان هو...
- ارمان ماذا يامارغريت؟ لقد قلت سابقاً ان لا ضرر من الذهاب معه،ولا ارى سبباً لتغيير رأيك الآن ، انه يعجبني، واريد الذهاب معه لجمع الفطر، فقد سئمت من رعاية الأطفال والخروج معهما بنزهة واللعب بالتنس، كل شيء سيكون على مايرام، قولي لفرنسوا إذا اردتي عندما ينزل لتناول افطار ، وسأذهب الآن ، وإلا سأتأخر.
لم يكن امام مارغريت خيار سوى ان تتركها تذهب ، على كل حال، ماذا يضر ذهابها؟ وتذكرت بقلق ماقاله فرنسوا من ان ارمان لن يستطيع مقاومة فتاة جذابة مثل سوزان،ولكن.. هل يمكن لهذا ان يجري في الحقول وعند الصباح الباكر. من الممكن بما ان شقيقته تعمل عند آل دوفال فإنه قد يفكر كثيراً ان يورط نفسه، وعادت الى غرفتها.
-----------------------------------
وشعرت براحة كبيرة عندما عادت سوزان قبل .. الإفطار بقليل ولم تكن ماري روز قد نزلت بعد ، ولكن الباقين كانوا قد جلسوا الى المائدة ، وبما ان من المفترض ان تكون سوزان مازالت في الفراش ، لم تقل مارغريت شيئاً قد يثير انتباههم.
ثم دخلت سوزان، حذاءها موحل، خداها متوردان، تحمل كيساً صغيراً كانت تعلم مارغريت انه ملئ بالفطر ، ووضعته على الأرض بانتصار وتحدي، وقالت:
- هذه مساهمتي في الحفلة.. إنه بعض الفطر الطازج الجميل.
وحدق بها فرنسوا، وضاقت عيناه.
- ماذا كنت تفعلين بحق الشيطان. لقد ظننت انك لازلت في الفراش.
- أنا؟ لقد استيقظت منذ ساعات ! ألم تقل لك مارغريت؟ فكرنا ان نفاجئ الخالة انيتا ببعض الفطر الطازج، ولكن مارغريت قررت ان الوقت مبكر جداً لمغادرة الفراش..
واحست مارغريت بالدم يتصاعد الى وجهها، ولم تكد تصدق أذنيها، سوزان تحاول إشراكها بمافعلت.. بينما كانت هي معارضة لها! ولم تفكر لحظة ان فرنسوا سيصدق بأن سوزان خرجت لوحدها.
ونظر الى مارغريت نظرة غاضبة وقال:
- لو قالت ماكنت ستفعلين لأخذت احتياطاتي ومنعتك أيتها الحمقاء الصغيرة، لقد كنت مع ذلك الفلاح بالطبع.
- اوه يافرنسوا، اتمنى ان لا تستمر في تسمية ارمان بالفلاح بهذه الطريقة، انه لطيف جداً ويعجبني.
وتحركت مستندة الى الحائط لتخلع حذاءها الموحل، وقالت الخالة انيتا:
- انه بالتأكيد يعرف الريف تماماً.. ويعرف بالضبط أين يجد اكبر حبات الفطر.. إنها رائعة، ألا تستطيع شم رائحتها؟ ألا تجعل لعابك يسيل؟
-لو انك اصغر عمراً ياسوزان، لوضعتك فوق حجري وضربتك ضرباً موجعاً على قفاك.
- ولكنني لم اعد صغيرة، أليس كذلك يافرنسوا؟
ووقفت تنظر إليه متحدية، ولم تكن مارغريت لتلومه لو انه وقف وضربها رغم انها في السادسة عشر.
وللحظة بدا انه سيفعل هذا، ووقفت سوزان تنتظر، وهي تبدو قصيرة القامة وصغيرة جداً دون حذائها، تبتسم وكأنها تريد منه أن يفعل.. هل هذا ماتريده حقاً؟ هل تريده ان يضربها؟ واحست مارغريت بتقلص في معدتها لهذه الفكرة، ولكنه لم يتحرك عن كرسيه، بل ابتلع غضبه بجهد كبير وقال ببرود:
- إذا كنت لن املك السلطة عليك بعد الآن ياسوزان ، فلن تأتي الى هنا في العطلة مرة ثانية، واعدك بهذا، لذا احذري من تحركاتك في المستقبل.
- اوه يافرنسوا! هذا ليس عدلاً وامي لن تسمح بهذا.. لقد فعلت هذا لأجلك! ايلين المسكينة تحب الفطر، ألا تريد ان تسعدها؟
- ايلين المسكينة سترضى بأي شيء هنا.
قال هذا بانفعال، وحبست مارغريت انفاسها لشيء لاحظته في لهجته، بدا وكأنه قاسي الفؤاد تماماً، وكأن مجرد ذكر ايلين بضجره .
الأكثر، انها كانت واثقة انه لا يشير لا إلى الفطر ولا إلى اي نوع من الطعام، بل كان يشير لا الى الفطر ولا إلى اي نوع من من الطعام، بل كان يشير الى معاملته لها.. وإلى إعجابها به، آه .. انه رجل دون قلب! ستكره ان تتورط عاطفياً معه بأية طريقة كانت ، ومع ذلك فهما متورطان عاطفياً ،ولكن هذه العاطفة هي مجرد تنافر، وحمداً لله، إنها ليست الحب!
----------------------------------------
وانهى فرنسوا وجبته وقهوته وتجاهل سوزان ومارغريت وأخذ يناقش مع الخالة انيتا تفاصيل فكرة الغداء في الحديقة.
- فيوليت ستساعدني في إخراج الطاولة .. إنها فتاة قوية.
فيما بعد كانت مارغريت ترتب غرفة نومها عندما دخل عليها ، ووقف ويداه على خصره يراقبها وهي ترتب اغطية السرير، ثم قال:
- انت تؤثرين بشكل سيء على شقيقتك الصغيرة بأفكارك الغريبة حول البراءة أيتها الاخت العزيزة، كان عليك على الأقل الذهاب معها.
وحاولت مارغريت إخباره انها لم تكن تعرف شيئاً عن خططها إلا في وقت متأخر، ولكنها قررت أن لا تفعل، إذ لم ترد ان تقول شيئاً عن سوزان يسبب المزيد من المشاكل لها.منتديات
- اوه.. أنت تثير ضجة حول لا شيء، لقد عادت الى المنزل سالمة ومن المؤسف إفساد سعادتها.
- هناك انواع من السعادة ياعزيزتي، ومن هذه النواع ماله تأثير مرير بعد انتهائه، ولااريد لسوزان ان تختبر ذلك النوع من السعادة وهي لا تزال صغيرة ، ولا تنظري إليّ هكذا، فأنت تعرفين تماماً ماأعنيه، لقد افهمتك هذا، بما انك لم تستطيعي فهمه لوحدك ، إن شقيقتك ليست بعيدة عن الاثارة، ولا ارمان دولان كذلك، إنه شيطان ، إنه مختلف عن باقي الفتيان في عائلته، ولكن سوزان معجبة به..
وتركت مارغريت السرير،وتحركت نحو الطاولة الزينة ترتبها، وكرهت فرنسوا لأنه يتكلم هكذا، فقد كانت متأكدة ان سوزان فتاة رقيقة وطبيعية، ولكن ملئية بالحيوية قليلاً، ورأسها مليء بالأفكار الرومانسية، ومن الفظاعة ان يلون هذه الافكار بسخريته وأوهامه.. وقال لها بعد صمت قليل:
- احذرك إذا لم تتعاوني معي في ضبط تصرفات سوزان ، وتذكري ان هذا لمصلحتها ، فلن اتردد في الطلب منك مغادرة منزلي.
واستدارت لتواجهه وهي تتنفس بغضب.. إنه لا يطاق!
- وأنا كذلك.. لن اتردد ابداً بالذهاب من هنا ياابن زوج امي.. كما انظر انا الى الأمر، أنت تحاول تسميم براءتها، ولا اريد ان اتعاون معك بهذا.
- إذاً لا تتعاوني مع ارمان دولان..
قال هذا بخشونة وغادر الغرفة.
بعد هذه المواجهة ، لم تعد مارغريت في حالة نفسية تسمح لها بالتمتع بالحفلة ذلك اليوم، مع ان سوزان وفرنسوا يتصرفان بشكل عادي، وشعرت بالغضب من سوزان لتوريطها ومن فرنسوا للومها، ومن نفسها لأنها اتخذت موقفاً بدأت تشك بصحته، كانت تعلم في قلبها بأنها لا تريد مغادرة منزل فرنسوا ، لامن اجل امها فقط ، بل من اجلها هي، وقد تستاء امها لحصول خلاف جديد مع العائلة حول مارغريت ، إضافة الى انها قد بدأت تحب العيش هنا، مع ان السماء وحدها تعرف لماذا...
وبدأت حفلة الغداء بتناول الشراب، ثم جلس الجميع الى الطاولة التي وضعت في الظل قرب المنزل ، وكانت مغطاء بغطاء مشغول بالكانفا يدوياً، وفي وسطها آنية للزهور مليئة بالازهار البرية التي جمعتها ماري روز من الغابة القريبة، وجلس فرنسوا على رأس الطاولة وايلين الى جانبه وسوزان الى الجانب الآخر، والخالة انيتا في الطرف الآخر محاطة بماري روز ومارك، بينما جلس فيليب ومارغريت في مواجهة بعضهما عند منتصف الطاولة ، وبهذا كانت مارغريت في الوسط مابين مارك وايلين.
----------------------------------------
وبعدما قدم الطعام وجاء دور الدجاج والفطر ، اعترفت ايلين بخجل انها تحب الفطر ، وانفجرت سوزان بالضحك وأخفت ضحكتها بيدها وقالت:
- أوه.. لا تثيري موضوع الفطر ياليلين .. فرنسوا غاضب مني لأنني ذهبت لوحدي لاجمعها .. ألست كذلك يافرنسوا؟
وتمنت مارغريت التي كانت توجه اهتمامها لمارك ، ان تقول لشقيقتها ان تصمت،وتساءلت لماذا لم يقل فرنسوا شيئاً، بل تركها تثرثر كما تشاء، وبالنسبة لايلين كان مؤدباً ولطيفاً معها، وهذا كل شيء، وبدت الفتاة بوضوح انها تخشاه قليلاً ، وكشف التعبير البريء في عينيها عندما كانت تصغي الى مايقوله، إنها تنظر اليه كنوع من الآلهة، ولاحظت مارغريت، ان قطاف الثمار مع ايلين اصبح بالفعل جاهزاً، ولكن هل سيتزوجها حقاً؟ إنها من النوع الذي لا يثير ضجة في وجهه، مهما فعل معها، حتى ولو كان له عشيقة ، مثلاً.. وتوصلت تدريجياً الى قناعة بأن الفتاة الاخرى ، لو كان لها وجود لابد انها متزوجة، وهذا هو التفسير الوحيد للسرية ولواقع ان فرنسوا لا يزال عازباً.
وخرجت من افكارها عندما قال لها مارك:
- انا احاول استعارة سيارة جدتي لنتمكن من الذهاب الى ( ارميت ) لنصنع الإطار للوحة يامارغريت ، ألن تأتي معي؟ استطيع الذهاب يوم الثلاثاء، أيمكنك هذا؟
- اجل طبعاً.. سأذهب معك.
فيما بعد ، وعند تناول القهوة ، عند الطاولة الصغيرة لاحظت مارغريت ان ماري روز وفيليب صامتين، ولم يكونا يتصرفان كاثنان سيصبحان قريباً خطيبين، وبدا فيليب ضجراً ، بينما كانت ماري روز مهتمة اكثر بمارك الذي لم يتكلم معها ابداً، وتركت الجماعة ولحقت بالخالة انيتا الى الداخل لتسألها ما إذا كان هناك شيء تساعدها به، فأجابتها.
- لا ياعزيزتي... ستقوم فيوليت بكل شيء، وأنا سأذهب الى غرفتي وارتاح مع الأطفال، وانتم احرار في التسلية كما تشؤن.
وعندما عادت مارغريت الى الخارج ، كانت ماري روز ومارك يتحدثان معاً،ويبدو عليهما بطريقة ما، انهما مذنبان، فرنسوا وفيليب كانا مستغرقان في نقاش ما، دون شك حول زراعة الكرمة، والفتاتان تجلسان وهما تستمعان دون الانتباه لبعضهما.
ووقفت مارغريت مترددة، أي من الفريقين ستنضم اليه ، ثم اقترحت ماري روز اللعب بالكروكيت.
ماتبقى من بعد الظهر مر بسرعة، وأخذ الضيوف بالمغادرة ورافقهم البقية للوداع عند البوابة، وماكاد الضيوف يختفون حتى تقدمت سيارة رينو قديمة وتوقفت قرب البوابة وخرج منها ارمان دولان.
واحمر وجه سوزان وضحكت من خلف يدها وقالت:
- لقد اتى ليأخذ فيوليت ، لقد وعدني بهذا.
ونظر اليها فرنسوا نظرة فولاذية!
- فلينتظرها هنا في الخارج ، أما أنت فأركضي الى الداخل، كلكم.. تحركوا الآن، او سأستخدم القوة.
وتمتمت سوزان ( خنزير) ولكنها دخلت وكذلك فعلت ماري روز، ولكن مارغريت لم تفعل، وبقيت حيث هي، إنها انكليزية عنيدة ولن يأمرها فرنسوا بشيء وكأنها إحدى شقيقاته، إضافة الى انها تريد إلقاء نظرة اخرى على ارمان دولان وتقرر لنفسها ما إذا كان شريراً بقدر ما يقوله فرنسوا عنه.
-------------------------------------
وسار فرنسوا الى الشارع ، وكأنها غير موجودة، وبدأ يتحدث الى المزارع الشاب الذي اتكأ على باب سيارته بكسل ، وفكرت مارغريت في نفسها لابد انه يقول له ان يترك سوزان وشأنها .
الواقع كان ارمان جميل المنظر بطريقة قاسية وغامضة، هناك شيء من الوقاحة فيه، وعاد الى ذاكرتها كيف كان يقف قريباً جداً من ساقية في المزرعة وجسده مائل ، خصره متمايل ورأسه منحن فوق رأسها بينما كانت هي تضحك له، هاهو الآن مقطب وينظر الى فرنسوا بطريقة عدائية غاضبة، ثم فجأة استدار فرنسوا، بعدما قال مايريد قوله ، واتجه نحو مارغريت ، وكان يبدو وسيماً جدا، ولكن قاسي جداً ، واحست مارغريت بالرعدة تسري في جسدها، وقال لها بحدة:
- ألا زلتي هنا؟ قلت لك ان تدخلي....
- أعلم انك قلت هذا، ولكنني لا اريد ان ادخل، كنت اريد ان اقول لهذا الولد اننا تمتعنا بالفطر، ارى انك كنت توجه له الإهانان وكل مافعله انه ساعد سوزان بجمع الفطر.
وامسكها فرنسوا من ذراعها بوحشية.
- تبدين واثقة من نفسك كثيراً، ولكن إذا اردتي معرفة الحقيقة ، فقد اعترفت سوزان بأنه عانقها.
- اوه حقاً يافرنسوا؟ وهل هذا مخيف لهذه الدرجة؟ اية فتاة يعانقها احد وهي في السادسة عشر؟
وجذبت ذراعها منه، وتجاوزته سائرة نحو الشارع، وكانت ترتجف، ولكنها لم تكن تنوي ان يلاحظ فرنسوا هذا، وكانت مصممة.. ان تتحدث مع ارمان، ولتثبت لفرنسوا انه يبالغ في حمايته لسوزان وان ارمان دولان هو شاب مسالم لا ضرر منه مثله مثل أي شاب في مثل عمره.
وكان ارمان قد اشعل سيكارة، وراقبها وهي تقترب، من خلال عينيه السوداوين النصف مغلقتين ، وابتسامة متراخية على شفتيه .
اجبرت مارغريت نفسها على النظر اليه مباشرة، نظرة متفحصة طويلة ، وان تجيب على ابتسامته بابتسامة عريضة،وقالت:
- اوه رمان.. اريد ان اقول لك كم كان الفطر لذيذاً، لقد تمتعنا كثيراً ، لطف منك ان تأخذ شقيقتي لتجمعه.
واتسعت ابتسامة، وتمتم شيئاً لم تستطع فهمه فقالت مترددة:
- ارجو معذرتي، لم افهم ماذا تقول ، فلغتي الفرنسية ليست جيدة.
وطافت نظرته عليها، وشعرت شعوراً رهيباً بأنه يعريها بهذه النظرة، قال ببطء وحذر:
- احب ان اخذك يوماً لجمع الفطر.. وافضل وقت المساء..
وماتبع هذا من كلامه لم تفهمه تماماً ولكنه كان يكفي لأن يجعل وجهها شاحباً.. ويجهد كبير نظرت اليه ثانية وقالت ببرود:
- اخشى انني لم افهم عليك.. ولكن لايهم.. شكراً لك ثانية.
وتركته بسرعة ، اذناها تشتعلان بالاحمرار، وركبتاها تكادان لا تحملانها ولراحتها ، لم يكن فرنسوا موجوداً في الحديقة، ولم تدخل الى المنزل، بل وقفت في الظل، محاولة جمع شتات نفسها، التخلص من شعور القرف واغثيان في معدتها.
الاشياء التي قالها ارمان ... الطريقة التي نظر بها اليها.. جعلتها تشعر وكأنها قد تمرغت بالتراب، مع شعور بمثل هذه الطريقة مع شقيقتها الصغيرة! أو ان ينظر اليها بتلك.. الطريقة الداعرة.. هل هذا ما تدعوه بأنه ( أحلى المشاعر) تشعر بها في جسدها؟ إذاً ماكانت تشعر به سوزان لم يكن ابداً غير مضر.
اجل.. من دون شك فرنسوا على حق! وسوزان بحاجة ماسة الى الحماية ، من نفسها ومن الفلاح، قبل ان تقع الكارثة ، وهاهي تعلم الآن ، وهي التي كانت ترفض تلقي الأوامر منه، انها في المستقبل، ستتعاون معه بالكامل.. لا بسبب انها لا تريد مغادرة منزله.. بل من اجل حماية سوزان....
--------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:48 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- لماذا لا ترحلين؟
تلك الحادثة الصغيرة، كانت فاتحة علاقة مختلفة تماماً مابين مارغريت وفرنسوا، مع انها لم تلاحظ ذلك إلا في وقت لاحق.
تلك الليلة في الفراش، حاسبت نفسها وتوصلت على كره منها الى استنتاج بأن فرنسوا كان على حق تماماً عندما قال بإنه يعرف سوزان مئة مرة اكثر منها ، فهي لا تعرف سوزان حقاً ولا تفهمها، وكانت مشغولة بمناكدة فرنسوا حتى انها ، بكل صدق، لم تفكر كثيراً بمصلحة شقيقتها، مع ان الفكرة من مجيئها الى فرنسا هو بناء علاقة جيدة مع عائلتها وعائلة دوفال الذين يعطون اهمية كبرى لحياتهم العائلية، ولكن ماهذه الفوضى التي رمت نفسها فيها؟ بالطبع كانت تساعدهم في تربية الاطفال، ولكن في كل صداماتها مع فرنسوا، تصرفت وكأنها طفلة مدللة، مصممة على تسجيل نقاط فوز عليه، ولا بد انه الآن مقتنع ان رأيه بها، المرتكز على تصرفاتها الماضية، له ما يبرره تماماً، ومرة اخرى لديها دافع لتخجل من نفسها.
----------------------------------------
والحقيقة، عندما تمعن التفكير بها، ان عداءها الشخصي لفرنسا مرتكز ايضاً على مامضى وانتهى من زمن ، وبكلمات اخرى ، لم تكن افضل منه عندما يتعلق الامر بنسيان الماضي ، وقبل ان تعلن كانت قد عزمت على التفكير جيداً قبل ان تشك في دوافع فرنسوا وتتخذ موقف العداء من اي شيء يقوله او يفعله ، وان تنصرف ، واقعاً مثل شخص ناضج منصف في تفكيره كما تظن نفسها، وهذا ما ادركت، يعني ان تعترف لفرنسوا انها كانت مخطئة ، ويعني ان تعلن له، وهكذا ستفعل.. ستفعل ولو قتلها ذلك.
ولكن الأمر لم يقتلها في الواقع ، وعندما بدأت به ثبت انه ليس عملاً بغيضاً ابداً.
اثناء تجولها في الحديقة ، في الامسية التالية استطاعت ان تختلي بفرنسوا لوحدهما لبضع دقائق عندما عاد الى المنزل من عمله وبعدما اوقف سيارته في الكاراج تقدمت منه مباشرة.
- فرنسوا....
- نعم.
كان يسير باتجاه المنزل ، ولكنه توقف لينظر اليها متسائلاً وصدمها ان وجهه قد اصبح مألوفاً لديها بشكل لا يصددق ، وعندما التقت عيناهما شعرت بتسارع غريب في نبضاتها ، شيء ما في طريقة نظره اليها، شيء بدا جديداً ، دافئاً ، حميماً، ذا معنى، اجفلها حتى نفسها تسارع ، وتذكرت اتهاماته بأنها تغوي مارك بمجرد النظر اليه، وهاهو الآن يفعل الشيء نفسه لها....
ومد يده يمسك بمعصمها وقال:
- حسناً ؟ ماذا تريدين قوله لي ياعزيزتي؟
وابتلعت ريقها بصعوبة، وبجهد كبير تمالكت نفسها وقالت:
- اريد فقط ان اقول... انا آسفة بخصوص يوم امس .. لأنني كنت بلهاء، فأنت محق تماماً حول ارمان.. واعترف بهذا ، انه لا ينفع ابداً لأن يكون رفيقاً لسوزان واعدك انني لن اشجعها بعد اليوم ان تراه، لذا لم يكون عليك ان تبعدها.
واشتدت قبضة اصابعه على معصمها.
- إذاً... أنت ايضاً لا تريديني ان ابعدك من هنا... وانت لست غير مهتمة كما كنت تدعين؟
وهزت رأسها ، ثم نظرت اليه محدقة بتفاصيل وجهه الذي اثارها منذ ايام كما لم تشعر بإثارة في كل حياتها ، مع انها لم تكن مستعدة لتعترف بهذا.
- لا.. لا اريد ان ابتعد عن هنا يافرنسوا..
وفوراً تساءلت لماذا اعترفت هكذا له ولنفسها.
- امر غريب حقاً! وانا ايضاً لا اريدك ان تبتعدي.
صوته كان منخفضاً وهناك رجفة غريبة في نبرته، ثم سحب يده عن معصمها فجأة وقال:
- هل تسليت اليوم ؟ هل شاهدت مارك مازلنغ؟
- لا.. ولكننا سنلتقي يوم الثلاثاء ، سيقدم لي هدية اخرى إحدى لوحاته وسنذهب الى ( ارميت) لنصنع لها إطاراً.
- تهنئنى لك، ارجو ان تكون تستاهل الإطار.
- إنها تستاهل.. مارك لديه موهبة.. وانا واثقة من هذا.
ولم يعلق بشيء ، بل فتح لها الباب وتبعها عبر الردهة الكبيرة الى غرفة الجلوس، حيث كانت العائلة مجتمعة، سوزان كانت ترضع الصغير وجبته، فنظرت الى مارغريت غاضبة وقالت:
- كنت اظن ان دورك في إطعام الطفل هذه الليلة.
وتدخل فرنسوا قائلاً، وهو يجلس على الاريكة:
- يبدو انك مخطئة إذاً ياسوزان، لقد كنت كسولة جداً في الايام الأخيرة ،والكسل يقود الى الفوضى.. لقد كانت مارغريت تحدثني عن موهبة مارك هازلنغ كفنان.. ماموضوع تلك اللوحة يااختي العزيزة؟
---------------------------------------
- إنها صورة دوار الشمس.. وسأريك إياها بعد وضع إطار لها.
واستدارت مفتشة عن شيء لتقديم المساعدة، كانت الخالة انيتا تشرف على عشاء انطوانيت وماري روز ، كانت قد نشرت الملابس على الطاولة ، وتركتها لسبب مادون إكمال ترتيبها، وبدأت مارغريت بطي الثياب ، والتفتت ماري روز مبتسمة وقالت:
- احب ان ارى اللوحة ايضاً يامارغريت، فأنا لم اشاهد لوحات مارك بعد.
يوم الثلاثاء ، تمكن مارك من استعارة سيارة جدته، وذهبا معاً الى ( ارميت) وقبل العودة الى المنزل، ذهب الى المقهى لتناول القهوة.
وبعد ان احضر الساقي القهوة لهما سألها مارك بطريقة عرضية وهو يمرر اصابعه في شعره الأشقر:
- وكيف حال ماري روز هذه الايام؟
- إنها بأحسن حال.. وماذا تعني؟
- اعني .. منذ الانفصال.. ألم تخبرك؟
- هذا صحيح.. ألم تلاحظي في حفلة الغداء ، انهما لم يتبادلا كلمة واحدة؟ وسألت فيليب فقال ان الحب بينهما انتهى، ولكنني لا اظن ان الجدة قد عرفت بعد، ستضرب رأسها في السقف عندما تعلم، ألم تلاحظي ايضاً ان شقيقتك المثيرة كانت تتعدى على ممتلكات ايلين ايضاً..
- عن ماذا تتحدث؟
- اوه يافتاتي العزيزة..أنت تعرفين بالطبع ان جدتي عينها على آل دوفال كوسيلة لجلب بعض المال لإصلاح القصر! وهي لا تريد ماري روز فقط.. بل فرنسوا ايضاً ، وليس هناك فتيات جميلات في قرية صغيرة مثل( هوشيه) وفتاة جميلة مثل ايلين لها الحظ الأكبر باكتسابه، ولكن الطفلة المسكينة لا تعرف الكثير من الحيل.. بينما شقيقتك من الواضح انها تعرف الكثير! وايلين تشعر بالإحباط وتريد العودة الى ارميت ، لقد اخبرتني هذا بنفسها .. والشكر لسوزان.
وانزعجت مارغريت من هذه الأخبار وقالت بتعجب:
- اوه، حقاً! ولكن لا تستطيع لوم سوزان لهذا، انت مخطئ، اؤكد لك ، اعلم انها كانت مزعجة ذلك النهار ولكن..
- مزعجة! إنها طريقة مضحكة لوصف المسألة! مع ان المعنى يعتمد على مااتعنيه، اعلم انها شقيقتك الصغيرة، ولكنني بصراحة اعتقد انها عابثة خطيرة، وكذلك تملك فرنسوا ليس من شأن احد، وهي لا تنوي ترك ايلين تحصل عليه، لقد كانت تعني هذا تماماً ذلك اليوم.
- هذا كله هراء! سوزان تلميذة مدرسة، واعلم انها تحب إغاطة فرنسوا.. ولكن.. ولكنه الأخ لها.
وضحك مارك بسخرية ناعمة:
- هيا الآن يامارغريت! واجهي الحقائق ،انه ليس اخوها، هل هو مثل الأخ لك؟
- هذا امر مختلف، سوزان جزء من العائلة منذ كانت طفلة ، لقد فهمت كل شيء بطريقة خاطئة، ولكن دعنا لا نتجادل ، هل تظن حقاً ان ايلين تحب فرنسوا؟
- اشك في ان ايلين تعرف ماهو الحب بعد، إنها تنتظر بهدوء اتعرف ماهو، وبما انها فتاة رقيقة تربت على الطريقة الفرنسية القديمة فهي تحترم رغبات جدتها، واظن اذا وصلت الى درجة ان يضع فرنسوا في رأسه ان يعلمها الحب فستخاف كثيراً، انه يرغب في نمرة، وهي مجرد قطة، واللعبة ستكون قاسية عليها، وفي رأيي ان جدتي قد أخطأت.
----------------------------------
ودفع كرسيه قليلاً الى الوراء وقال:
- الافضل ان نبدأ بالعودة الى القرية ونضع حداً لهذا الكلام عن الفضائح، لابد ان جدتي ستظن انني اقوم بإغوائك الآن، ولو لم يكن الامر يزعجها ، وهناك شيء اود قوله يامارغريت .. انظري.. بما ان ماري روز وفيليب قد انتهى مابينهما الآن، حسناً .. لاتضحكي عليّ ، قد احاول التودد اليها، ولا اعلم مدى فرصتي معها ، فعائلة دوفال مشهورة بعدم حبها للإنكليز، أه..إن هذا خالٍ من الذووق مني؟ أليس كذلك؟ لنقل إذاً إنهم يفضلون الفرنسيين.
- لا تحاول تجنب جرح مشاعري، على كل ، ماري روز مهتمة بانكلترا، وهي تعمل جاهدة للتدرب على تكلم الانكليزية، إذا كان هذا يريحك، والاظن انها متحاملة ضدنا كثيراً.
- حسناً .. هذا شعاع من الأمل، لك روح رياضية ، مارغريت، لقد كنت اتودد اليك ، وها انا اقول لك ان لديّ ميول لفتاة غيرك! لابد انك تظنين انني عابث، هل تخفي هذه الابتسامة قلباً مجروحاً؟
- انت تعلم ان هذا غير صحيح.
- انا الآن من جرح قلبه، ولكنني دائماً كنت اؤمن ان فتاة مثلك لابد لها صديق في انكلترا.. هل انا صادق؟
- آسفة ..لا.. يبدو انها فكرة شائعة عند الجميع، ولكنني خالية من اية علاقة وسعيدة لهذا، سأحاول ان اوضح لماري روز بطريقة ما أنك لا تخصني ، لقد تذكرت، إنها كانت سعيدة عندما علمت انك ستهديني لوحة، ولكنها اخفت الامر ببراعة.
وكان فرنسوا قد وصل لتوه عندما كان مارك يفتح باب السيارة لمارغريت عند باب المنزل ، وودعها بتلويحة من يده،وقال لها فرنسوا بعد ان انتظرها لتدخل :
- يبدو ان الصداقة البريئة بدأت تزدهر.
فأجابته بابتسامة بريئة :
- اجل.. في الواقع.
- ستكونين آسفة عندما يحين وقت ذهابك الى باريس.
- اجل سأكون آسفة.
وكانت تعني ماتقول، ولكن ليس لحساب ممارك.
بريد اليوم التالي حمل خبرين، الاول ان هناك تأخير بسيط في عودة الوالدة والثاني ان ليون وهنرييت سيصلان بعد يومين الى ( هوشيه) ليأخذا الطفال معهما الى منزلهما في ( ديجون)..
وقالت سوزان:
- لن يكون هناك اطفال لرعايتهم بعد الآن ولن نحتاجك هنا يامارغريت يمكنك العودة الى بريطانيا.
- ولكنني اريد ان ارى امي ياسوزان عندما تعود.
- ومن سيصدقك بعد ان تركتنا كل هذه السنوات ؟ ولماذا لا تجعلي صديقك يأتي بك الى باريس في وقت لاحق من السنة.
- لأنني وهنري لسنا صديقان لهذه الدرجة.
- اعتقد ان هذا بسبب مارك هازلنغ.
- لا.. ابداً مارك مجرد صديق.
وقفزت سوزان عن العشب واقفة وقالت:
- لا اصدقك..انا تعبة من الجلوس هنا سأذهب على الدراجة الى ( فلورون) حيث اكون اول من تخبر فرنسوا بقدوم ليون وهنرييت.
- هل انت ذاهبة الى هناك حقاً.. اريد التأكد من انك لن تذهبي الى مزرعة رولان.
--------------------------------
- انا لا اهتم به، لقد نسيته تماماً.. اريد ان اعرف ماذا سيقول فرنسوا عندما يعرف عن تأخر رجوع امك، حول بقائك هنا، اتعلمين انه طلب منك المجيء من اجل امي فقط؟. نحن عادة لا نستقبل الغرباء في بيتنا، ولم يكن احد يرغب في مجيئك.
- انت لا تعنين هذا ياسوزان.. انا لست غريبة .. انا شقيقتك.
- وهل جرحت مشاعرك، انا اقول لك الحقيقة، لقد افسدت عليه عطلة الصيف، فرنسوا كان طبعه سيء، ولا شيء بقي على ماكان عليه، كلنا نتمنى ان تذهبي وتتركينا وشأننا.
وقفزت على دراجتها وقادتها بعيداً.
ووقفت مارغريت حيث هي.. وقلبها ينبض بسرعة، لقد بدت سوزان وكأنها فعلاً تكرهها! ولكن لماذا؟ لماذا؟ هل هي..هل يمكن.. ان تكون تريد فرنسوا لنفسها؟ لو ذهب الاطفال .. وماري روز.. ودفعت مارغريت للاختفاء.. ستكون سوزان مع فرنسوا لوحدهما ماعدا الخالة انيتا.. أهذا ماترغب به سوزان؟ وقاطعت مارغريت افكارها: لابد انني مجنونة! لقد قالت سوزان هناك فتاة اخرى! سوزان في السادسة عشر! ولكن فرنسوا قال ( في السادسة عشر وجميلة جداً جداً)
وعادت وهي تفكر الى حيث تجلس ماري روز.
- عن ماذا كنا نتحدث؟
- عن اصدقائك! وعن مارك...
- آه نعم، لقد ازعجتني سوزان ، في الواقع ليس هناك بيني وبين مارك سوى الصداقة البريئة، هناك بعض الأشياء المشتركة لأننا قريباً بنفس الطريقة في انكلترا؟ وهذا كل شيء.
- ولكنه اهداك لوحة من لوحاته.
- هذا فقط لأنني اعجبت بعمله، ولم اكن واثقة انني سأقبلها، لا يجب عليه ان يهدي اعماله هكذا، ربما سأعلقها هنا في المنزل إذا سمح فرنسوا ، على كل ، سنبحث الامر عندما ينتهي الإطار.
- ومتى سيكون ذلك؟
- ليس لدي فكرة.. سيهتم مارك بالامر.. في الواقع ايلين تتحدث عن العودة الى ارميت، لذا ربما تذهبين معها عندما يوصلها فيليب ، واعتقد انهما سيدعوانك.
- اتعنين ان فيليب سيدعوني؟ لا يامارغريت هذا غير محتمل، انا وفيليب انهينا صداقتنا ، لم نعد نفكر بالزواج، لقد كان يعتقد اننا نحب بعضنا،واعتقد اننا احبننا بعضنا قليلاً، كانت المدام ترغب في ان نتزوج ووافق فرنسوا ، ولكن الآن انتهى الامر بيننا ، وهذا كل شيء ، لذا لن اذهب الى ارميت معه، واعتقد انني لن اعود الى هنا إلا بعد وقت طويل، عندما يأتي ليون غداً سأذهب معه الى ديجون.
- اوه لا.. لا يجب ان تفعلي هذا.
- ولم لا؟.. انت وانا الآن متفاهمين وسنتفرق كأصدقاء، كما يرغب فرنسوا تماماً.
- اجل ولكن...
وتوقفت عن الكلام ، فقد ظهر مارك هازلنغ وهو يتقدم نحوهما ويستطيع الان ان يتولى قضيته بنفسه، ولكن ماري روز وقفت على قدميها وقد شحب وجهها.
- لاتذهبي ارجوك، مارك وانا لا نريد ان نكون لوحدنا، ارجوك!.
وجلست ماري روز ثانية، وعندما وصل مارك وحياهما قالت مارغريت بسرعة :
- سأخذ انطوانيت الى الداخل لأقرأ لها قصة هيا بنا ياعزيزتي.
-----------------------------------
- اوه ارجوك.. قد يريد مارك ان يبحث امر اللوحة معك.
وقال مارك :
- اللوحة؟ آه، اجل سأحضرها غداً ، لماذا لا تاتيا معي؟
وقال مارغريت فوراً:
- لا استطيع ..الخالة انيتا وانا لدينا عمل غداً...
- وانت ياماري روز؟
- لا اعلم.. سأعود الى ديجون مع شقيقي في اليوم التالي يامارك، واكمل عطلتي هناك.
- اجل يجب عليك هذا؟
- اجل.. وانا متأكدة ان فرنسوا سيوافق!
وامسكت مارغريت بيد الطفلة :
- تعالي ياانطوانيت.. سنذهب لنقرأ قصة عن ( الجميلة النائمة)
واختفت في الداخل وهي ترمق مارك بابتسامة.
وكانت جالسة في غرفة الجلوس والصغيرة على ركبتيها عندما سمعت صوت سوزان تدخل المنزل ثم وقع اقدامها تركض على الدرج، وفي اللحظة التالية كان فرنسوا يقف في الغرفة ينظر اليها وهو عابس.
- ألا تعلمين ان مارك هازلنغ في الحديقة.
- اجل اعلم.. إنه يتحدث مع ماري روز ، أليس كذلك؟
- أليس من الافضل ان تخرجي اليهما؟
- أنا؟ ولماذا؟
- لماذا؟ لأنه من المفروض انه هنا ليراك.
- لا.. إنه هنا ليرى ماري روز.
- ماذا؟.
- اجل.. إنه له الحق الآن بما ان ماري روز وفيليب قد غيرا رأيهما حول بعضهما البعض.
- إذاً هكذا هو الأمر ، وأنت ألا تمانعين ؟
- لا امانع ابداً.. لقد قلت لك اكثر من مرة ان مابيننا..
- صداقة بريئة..حسناً انت تعرفين انني لا أؤمن بهذا يامارغريت.
والتفت الى انطوانيت التي نزلت من حضن مارغريت وركضت نحو الباب :
- اذهبي والعبي في الخارج ثم عودي مع الخالة انيتا ياصغيرتي.
ووقفت مارغريت ، الطريقة التي نظر بها اليها الآن جعلتها تضطرب وتذكرت كيف انه عانقها ليلة كانت عند المدام هوبرت بنوا، هذا شيء حدث بينهما لم يكن اي منهما يريده، ولقد دفعت هذه الذكرى الى زوايا فكرها، ولكن ليس بسبب المدام، والآن العداء بينهما قد انتهى وتساءلت بشيء من القلق لو انه كان من الأفضل ان يستمر.
كان سيعانقها مرة اخرى ، لقد اقتنعت بهذا لحظة التقت عيونهما واصبح نبضها يدق بجنون، وكان مارك هناك مايدفعها الى الهرب ومع ذلك كانت تشعر انها لن تهرب، وبطريقة ما احبت ان يحدث هذا ثانية، كما حدث ذلك تماماً في المرة الماضية.
ثم عادت الى وعيها ، ياللسماء! ماالأمر؟ النية في عينيه... ولكن ربما سيخبرها عن تأخير والدتها في العودة الى باريس! او حتى انها قد تجاوزت مدة اقامتها هنا! فالسماء وحدها تعرف ماذا قالت له سوزان، وقالت له بصوت متحدٍ:
- اعتقد ان سوزان اخبرتك بالخبر؟.
- اجل.. سوزان تفعل هذا دائماً ..إضافة الى واقع انك عائدة الى انكلترا.
- وهل قالت لك هذا؟.
- اهذا بسبب انك لم تعودي قادرة على تسلية نفسك مع مارك؟ أم بسبب خطبتك غير الرسمية في انكلترا؟
--------------------------------
- ولا واحد من السببين، إضافة الى انني لا انوي العودة الى انكلترا.
- اتعنين ان سوزان لم تكن تقول الحقيقة؟
وترددت قليلاً فهي لا تريد ان تتهم اختها بالكذب.
- ربما اعتقدت انني اريد العودة ، ولكنني لا اريد، ومهما كان ما تعتقده ، فإن هنري ليس حتى خطيبي غير الرسمي، لذا ترى ان ليس لدي شيء لأعود اليه، لقد اتيت الى هنا لأرى امي، وانا انوي الانتظار في فرنسا حتى تعود هذا اذا سمحت لي، فعلي ان انفذ ماتقوله بالطبع.
- هذه تصريحات مفاجئة منك يااختنا، انت عادة صريحة، ومن فتاة غيرك قد يبدو الأمر مثيراً.
- لا اقصد إثارتك ، ولكن انا مدركة انني كنت صعبة التعامل دون سبب.
- ولكن ليس مؤخراً.. حقاً لا .. ونحن لم نتقابل كثيراً في المدة الاخيرة، ربما بعد ذهاب الأطفال وماري روز ايضاً، سنتمكن من التعويض عن هذا.
- وهل يجب ان تذهب ماري روز؟
- أظن هذا، فسيوفر علينا كثيراً من الإحراج مع المدام هوبرت بنوا.
- اجل.. ولكن الأمر لن يكون لطيفاً لمارك.
- لمارك؟ يالهي؟ وماذا تعنين؟ ألانه يلاطف شقيقتي ويتحدث معها في الحديقة...
- الأمر اكثر من هذا..لقد قال لي بنفسه ، إضافة الى انني اظن ان ماري روز تبادله الشعور.
- وفري عليّ الأحاديث العاطفية! لا... شقيقتي ستذهب الى ديجون وهذا نهائي، وإذا مارك يتصور انه يحبها ، ويجب ان تعذريني على عدم ثقتي بمصداقيته، لأنه كان يبدو عليه انه مغرم بك من يوم او يومين، اذاً فعليه ان يجد طريقة اخرى لإقناعها ، ولن اسهل عليه الامر ، وخاصة انني مسؤول عن ماري روز الى حين عودة والدي الى باريس.
- انه مضحك ان تتحدث عن إحراج الناس وأنت...
وتوقفت ، وعضت على شفتها بعد ان نظر اليها نظرة نارية...
- حسناً .. تابعي كلامك.
- حسناً، وانت ترى ان ايلين تريد العودة الى ارميت.
وضحك عالياً وكأنه ليس لديه شفقة.
- ياللإشاعات في هذه القرية! وهل من المفترض ان اكون مسؤولاً وملاماً عما تريده ايلين او لا تريده.. ياعزيزتي لابد انك سمعت مافيه الكفاية عن العواطف بيني وبين ايلين موران من صديقك مارك.
ولكن ليس لديك دليل على ان هذه العواطف موجودة حقاً ، اليس كذلك ؟ ايلين بالتأكيد طفلة جميلة وفاتنة ومطيعة ، ولكن جمالها لا يوافق ذوقي ولا دمي يغلي عندما تكون بقربي، ومن الغرابة جداً، انك انت تثيريني يامارغريت ماسترز .. جسدياً وعاطفياً اكثر فأكثر..
وحدقت به واحمر وجهها حتى اصبح قانياً ، ولم تستطع استيعاب ماقاله، وخاصة على ضوء إصرار سوزان انه متورط مع فتاة اخرى، ولابد ان ماقاله هو مجرد مغازلة عابرة ، مع ان فكرة مغازلته لها من الصعب تقبلها، ومن هي تلك المرأة الأخرى؟ وقال بعد صمت اصبح متوتراً بالتدريج:
- حسناً ، اذا كان من غير الصحيح انك تريدين تركنا، إذاً يجب ان تبقي واريد ان اعرف لماذا قالت سوزان هذا، هذا كل شيء.
-----------------------------------
- ربما تعتقد انني اطلت الإقامة هنا، انني دخيلة، ولست جزءاً حقيقياً من العائلة، ومن غير المريح ان يستقبل الامرء ضيفاً لمدة طويلة.
- فهمت.. في هذه الحالة الافضل ان تذهب سوزان مع ماري روز الى ديجون.
وقبل ان تحتج ، دخلت سوزان الى غرفة الجلوس وارسلت الى مارغريت نظرة غاضبة وكأنها تقول ماذا كنت تقولين لفرنسوا؟ وبادرها فرنسوا:
- انت مخطئة بقولك ان شقيقتك تريد العودة الى انكلترا ، على العكس فهي ترغب في البقاء ، واذا كان الامر يتعلق بكرهك لوجودها، اذاً افضل شيء لك سيكون ان تذهبي الى ( ديجون) بعد يومين ، وعندها سنكون جميعاً سعداء.
- ماذا؟ اوه، لا يافرنسوا! لن اكون سعيدة ابداً، لقد قرفت مافيه الكفاية من رائحة رضاعة جاك ومن صوت انطوانيت وهي تكرر سؤالها عن كل شيء طوال النهار، واذا كانت مارغريت قد اخبرتك شيئاً عني.. لقد تجادلنا قليلاً ، هذا كل شيء، انه امر غير مهم، وهو شيء طبيعي عندما يكون اثنان يقابلان بعضهما يومياً، ولكنني ارغب في ان انسى الأمر، وأنا واثقة انها ترغب في العودة الى انكلترا حقاً، ولكنها تحاول ان تكون مؤدبة، وصديقها يكتب لها رسائل طويلة و....
- هذا يكفي ..الأمر انني لا اريد ان احتوي فتاتين متخاصمتين تحت سقف بيتي، واذا كان لا يوجد مايكفي لإشغالك هنا، فسوف تقعين في المزيد من المشاكل، وأظن الافضل لك ان تذهبي الى ديجون.
وظهرت نظرة غضب في عيني سوزان،وضربت بقدمها ، وهي تصيح كطفلة غاضبة فاسدة:
- لن اذهب يافرنسوا! واذا ارسلتني بالقوة ستندم.
- اوه.. لا تهدديني ياسوزان.
واستدار متجهاً نحو الباب، وانفجرت سوزان بالبكاء، ومع ان فرنسوا كان ظهره اليها ، فقد سمع نحيبها،وكان اول رد فعل لمارغريت ان تقول :
- ياللطفلة المسكينة!.
ولكنها تذكرت قول فرنسوا ان الفتاة تستطيع ذرف الدموع متى شاءت، وملاحظة مارك بأنها خطرة وعابثة وعنيدة ، وبدأت سوزان تجري وراء فرنسوا تصيح باكية:
- سأعمل على تحسين لغتي الانكليزية يافرنسوا..اعدك.. سأكون حسنة الأخلاق.. حقيقة.. ولكن ارجوك دعني ابقى..
وعلى الرغم من كل مافعلته معها، تمنت مارغريت ان يوافق.. ففكرة بقاءها لوحدها معه كانت تثيرها كثيراً، وفي قرارة قلبها ، كانت تعرف انها قد بدأت في الشعور جداً بجاذبيته..وهذا امر لا مستقبل له...
---------------------------------

khaloud likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:49 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- لو لم تأتي
ولم يتراجع فرنسوا عن قراره،وامضت سوزان اليوم التالي حزينة وسيئة الطباع، كان قد امرها بتحضير ثيابها في الحقائب، ولكن مارغريت علمت انها لم تفعل، واخذت تتصرف بنفس الطريقة التي تصرفت بها مارغريت في باريس عندما كانت في عمر اصغر من عمر سوزان الآن بسنة تقريباً ، لم تأكل شيئاً وتجاهلت كل الجهود لتلطيف مزاجها.
على الطاولة الغجاء قالت ماري روز مستسلمة اخيراً:
- تستطعين التمتع في ديجون اذا اردت ياسوزان، هنرييت لن تتوقع منك العناية بالأطفال، وسيكون هناك العديد من الاشياء المثيرة تفعلينها، ولكن اذا كنت مصممة على متابعة العبوس، فلن يزعج احد نفسه لأجلك.
- لا اريد ان اقوم بأشياء مثيرة، انا احب القامة هنا، إنها غلطتك يامارغريت .. وأنا اعرف الآن لماذا يدعوك الجميع صانعة المشاكل.
-----------------------------
وقالت ماري روز باضطراب، وقد تركت سوزان طعامها وغادرت الغرفة.
- لا تلقي بالاً لها مارغريت، انها في عمر صعب، لقد تعودنا على تصرفاتها المجنونة، وستتغلب على مابها بسرعة، وعندما تصل الى ديجون ستمضي وقتاً رائعاً وهي تعبث مع كل شاب تقابله، وهذا مايعجبها هذه الايام.
انهت مارغريت وجبتها، ثم ساعدت الخالة انيتا في اعمال المنزل ، وخلال بعد الظهر وصل مارك ومعه اللوحة، وهذه المرة انسحبت ماري روز بسرعة وتركتهما في الحديقة، واعجبت مارغريت باللوحة ، وترددت في قبولها كهدية ، ولكنه تجاهل احتجاتجها واخيراً قبلتها واعترفت بأنها سعيدة بها.
- ستتذكرين فرنسا عندما تعودين الى انكلترا وانت تنظرين الى لوحتي.. وستتذكريني ايضاً.
- اجل.. اعتقد انك تحب ماري روز ، هل تعلم انها ذاهبة الى ديجون غداً؟
- اجل.. ولم استطع إقناعها بتغيير رأيها، لقد غادرت المنزل جدتي ، وانا اعيش الآن في فندق في ساحة القرية، اذا لم تعد جدتي تحبني ابداً.. في الواقع تعتبرني مسؤولاً عن الانفصال بين ماري روز وفيليب، آه.. هذه هي الحياة، وعلى فكرة انت في لائحة المكروهين عند جدتي ايضاً...
- أنا؟ ولماذا؟
- لقد وضعت في رأسها انك اتيت الى فرنسا بقصد الاستيلاء على فرنسوا دوفال، وكانت تتوقع زواجه من ايلين، فالقليل من مال دوفال سيكون عوناً في إصلاح القصر، وهي تنظر الى فرنسوا كرجل عنده ذوق قد يوافق على مثل هذا المشروع.
- ولكن .. ماذا لديها ضدي؟
- لا اعلم.. لو انها رأت مارأيته انا في ذلك الحفل للغذاء، لكرهت شقيقتك، لا انت، لم ارى في حياتي فتاة في السادسة عشر لها مثل هذه الاثارة، ومن الغريب ان لا يردعها فرنسوا، ولكن ربما يكون مهتماً بها...
- ماذا؟ إن عندك تفكير قذر يامارك، لقد قلت لك من قبل، سوزان كانت تحاول مضايقة فرنسوا فقط.
- لأجل المرح.. أنا آسف، يداك مغلولتان بالنسبة لشقيقتك، الست كذلك؟ لذا لن اقول المزيد ، على كل اريد إخباركبما قررت ان افعل.. سأذهب الى ديجون بعد ايام ، فأنا مجنون بحب ماري روز.
ودخلت مارغريت المنزل، ووضعت اللوحة في مكان ما في غرفة الجلوس، ثم صعدت الدرج الى غرفتها ، ولكنها قبل ان تصل لمحت سوزان تخرج على الدراجة من الكراج، إما انها ذاهبة الى ( لي فلوزان) لمقابلة فرنسوا ، او انها ذاهبة الى المزرعة لمقابلة ارمان .
وبحالة سوزان النفسية الحاضرة ، لن تستطيع ترك الامر للصدفة، ونزلت الدرج راكضة، وخرجت من الباب ، وادركت سوزان وهي تحاول فتح البوابة الكبيرة ، وصاحت بها:
- الى اين انت ذاهبة؟
- انا ذاهبة الى المزرعة.. لماذا؟
- هذا سؤال عليّ انا ان أسأله! هل تبحثين عن المشاكل؟ انت تعرفين ماقاله فرنسوا.. وأنت تعرفين كيف هو ارمان.
- وكيف هو ارمان؟ وماذا تعرفين عنه؟
وامسكت مارغريت بمقود الدراجة، وهي تريد منع سوزان من الذهاب بالقوة.
-------------------------------
- سوزان؟ انت تعرفين جيداً ماهو نوعه..يجب ان تكوني عارفة.. الأمر واضح، ماعليك سوى الحديث معه لتعرفيه.. سوف يستغلك لحظة يعتقد انك تشجعينه.
- لا امانع.. فالأمر مثير.. وإذا لم يعجبني الامر استطيع الفرار.. على الاقل هو لا يعاملني كطفلة..
- ولكنك فعلاً طفلة.. هل فكرت بماقد يحدث لو لم تستطيعي الهرب منه، سوف يؤذيك!
- يؤذيني؟ ألا تظنين انني اشعر بالألم لمجرد ان فرنسوا سيرسلني الى ديجون بينما كل ماريده هو البقاء هنا؟ لولاك لماحدث شيء.
واستمعت اليها مارغريت وقد نفذ صبرها ، وماصدمها ان سوزان اما ان تكون طائشة غير مسؤولة عن تصرفاتها، او انها غير مدركة انها تسعى وراء تجربة مؤذية، فقالت لها بحدة:
- حسناً.. لن يفيد هربك احد، وستحصلين على مغامرة غير محمودة العواقب مع ارمان دولان.
- سأظهر لفرنسوا انني ناضجة.
- ستظهرين له انك حمقاء، اضافة الى انه قال لك من قبل، اذا لم تفعلي مايقوله لك فلن يسمح لك بالمجيء الى هنا ثانية.
واتكأت سوزان على عمود الباب ونظرت الى شقيقتها بانفعال حاد:
- لقد كنت افعل مايقول.. وهذا بالضبط ماكنت افعله، ومع ذلك سيبعدني .. ولا اريد الذهاب الى ديجون، واذا ارغمني فسيندم، وسأفعل شيئاً يستحقه، وهذا امر منطقي، أليس كذلك؟ وانت تريديني ان اذهب، انت تحبين فرنسوا، أليس كذلك؟
- بالطبع لا.. ولا اعلم لماذا تتصورين مثل هذا ، إضافة الى انك قلتي إنه يحب فتاة اخرى.
- اجل، هذا صحيح يامارغريت ، وسيتزوجها بعد سنة او سنتين، فالامر مستحيل الآن.
- ولماذا لا؟
- اوه .. لن اقول لك ، فرنسوا يقول ان عليّ ان اضبط لساني، ولكن ألا ترين ان لا فائدة من جريك وراءه.
- اعلم هذا.. انظري ياسوزان، ارجوك لا تذهبي الى المزرعة، حقاً لايجب ان تذهبي ، فهذا جنون.. واعدك ان اطلب من فرنسوا ان يتركك هنا، وان لا يرسلك الى ديجون.
- ولماذا قد يصغي اليك؟
- ربما لن يفعل.. ولكن على الأقل سأحاول، وانت تعلمين ان ليس في مصلحتك عصيانه هكذا.
- حسناً.. حسن جداً.. تكلمي مع فرنسوا ، واذا رفض سأجعلكما تندمان معاً..
وعندما تركت سوزان الدراجة وعادت الى المنزل، ركبتها مارغريت واتجهت نحو ( لي فلوران) لتلتقي بفرنسوا، وحاولت عدم التفكير بما قالته سوزان( انت تحبين فرنسوا) مع انها مدركة انها قاربت الحقيقة.
وفجأة لاحظت سيارة قادمة باتجاهها، وبما ان الطريق ضيق فقد ترجلت عن الدراجة ووقفت جانباً، وعندما وصلت الى الحافة ونظرت خلفهت ادركت انها سيارة فرنسوا.
- هل حدث شيء في المنزل؟
- لا.
- حسناً هل كنت تبحثين عني؟ ام انك خرجت للتمرين فقط؟
- لقد.. املت ان ارك.. كنت افكر يافرنسوا.. وهناك..هناك شيء سأطلبه منك.
- حسناً.. لنضع الدراجة في صندوق السيارة، واجلسي معي، واخبريني بالامر، لابد انه شيء مهم لا ينتظر عودتي الى المنزل.
-------------------------------------
ولم ترد مارغريت ، بل صعدت الى السيارة وانتظرت الى ان وضع الدراجة في الصندوق ، وعاد الى مقعده واغلق الباب، واشعل السيكارة.
- والآن .. ماالأمر؟ اتمنى ان لا تكوني قد تشاجرت ثانية مع سوزان، هل قررتي العودة الى انكلترا، ولا تعرفين كيف ستخبريني هذا؟
- لا.. الأمر ليس هكذا، انه حول سوزان.. اتمنى ان لا تجبرها على الذهاب الى ديجون، انها لا تريد ، وهي شقيقتي ولم نرى بعض كثيراً ، وليس من الإنصاف تفريقنا دون سبب، وقريباً ستعود الى المدرسة ، وأنا لن ابقى طويلاً في باريس مع امي..
- ولماذا لا؟
- لدي شعوربأنني كبيرة كفاية كي لا انسجم مع حياة امي، وانت قلت بنفسك ان الوقت قد تأخر، ولقد ازعجتها من قبل، كما تذكر ولهذا نصحت والدك بإبعادي، مازلنا ، انا هو، غرباء عن بعضنا ولا سبب يدفعه لأن يكون سعيداً بوجودي معه.
- إذا كانت امك تريدك ، فهذا سبب كافٍ له، وخاصة انها مريضة .
- حسناً .. سنرى .. ولكن هذا ماكنت سأطلبه منك، ان تترك سوزان تبقي.
- هل أنت خائفة من بقاءك معي لوحدك؟
- على الاكثر سأكون ضجرة اكثر من خائفة.
- لا.. أظن انك خائفة، حتى انك خائفة لأنك وحدك معي الآن، صغيرتي.. وماذا تعتقدين انه سيحدث؟ هل تخشين ان اغازلك؟
- لا.. فأنا اعرف انك لا تحب ان تفعل هذا في السيارة.
- صحيح.. فأنا اكبر سناً من ان افعل هذا، ولكن طبعاً عندما لا يكون هناك بديل، لا يمكنني إلا ان افعل .. اليس كذلك!
- هذا خارج عن موضوعنا.. وبشأن سوزان.
- اوه .. انسي سوزان.
وجذبها نحوه، وأبقاءها على بعد يكفي كي ينظر الى عينيها بشكل مريح.
- الأمور تبدلت كثيراً بيننا..أليس كذلك؟ لقد كنا متوترين من بعضنا عندما التقينا ، ولكننا الآن لم تعد نصطدم مع بعضنا ، لقد بدأنا نرى ماهو جيد بيننا.
وجذبها اقرب، وعانقها بقوة.. وعندما رفع رأسه ثانية وتلاقت نظراتهما، لاحظت ان يداها اصبحتا خلف رقبته في الدفء تحت شعره، وان احدى ذراعيه قد اصبحت ملتفة تماماً عليها، وتلفظ باسمها بصوت خافت جعل الرعشة تجري في جسدها!
- مارغريت...
- فرنسوا...
وعندما قالت هذا، بدأت تعود الى وعيها، ان هذا جنون.. لا معن له، ومع ذلك .. مع ذلك لا.. لم يكن هكذا، انه حقيقي، كل ماقالته سوزان عن الفتاة الأخرى لا يعني لها شيئاً ، فالفتاة هذه لا تعني له اكثر من ايلين موران .. هي الآن ، الفتاة التي بين ذراعي فرنسوا، هي، من يهمس لها.. هي من يحتضنها ، وتراجعت عنه بمضض عندما قال اخيراً:
- الافضل ان نعود ياعزيزتي.. قبل ان نستغرق اكثر في هذا ...
ولم تكن سوزان شاكرة ولا سعيدة عندما قال لها عند تناول الغشاء فيما بعد ان بإمكانها البقاء في ( هوشيه ليزالنغ)
- هذا لمجرد إرضاء شقيقتك... ولكن حسني تصرفك...
--------------------------
ورفعت رأسها، وقالت بتكبر:
- انت تتكلم معي وكأنني في العاشرة من عمري.
في اليوم التالي ذهب فرنسوا الى عمله في معصرة العنب، ولكنه عاد باكراً، لأنه كان يتوقع وصول ليون وهنرييت اليوم، وشعرت مارغريت انها فعلاً دخيلة في هذا التجمع العائلي ، مع ان ليون حياها بود كبير وهنرييت التي لا تعرف عنها سو انها انها شقيقة سوزان، شكرتهاب حرارة على المساعدة برعاية اطفالها، ودعتها لزيارة ديجون وتحمست سوزان للفكرة...
- اوه يجب ان تذهبي يامارغريت.. لقد قلتي انك تحبين هذا.
وشعرت مارغريت بافحراج، لم تكن قد قالت مثل هذا الشيء، لم تكن تريد الذهاب، ولكن هاهم جميعاً.. ماري روز، ليون، سوزان حتى الخالة انيتا، يوافقون مع هنرييت بأنها فكرة رائعة، وفي وسط ضجة الاصوات بالفرنسية ، استدارت الى فرنسوا بيأس ، وإذا قال لها اذهبي ، فستذهب ، وفي هذه الحالة لن تريد ابداً ان تبقى ولكنه للعجب قال( لا)
- سوزان ومارغريت ترغبان بالبقاء هنا، على كل هما شقيقتان، وسيكون هناك اوقات اخرى للزيارة، ربما بعد برهة قصيرة في باريس قد تحب مارغريت ان تزور ديجون ، اذا كان الدعوة لا تزال قائمة.
وتوقف الجدال ، فقد تكلم فرنسوا، وكأن الفكرة لم تطرح ابداً وبعد فترة من الحديث الحميم بين الشقيقين حول الاعمال صعدت العائلة إضافة الى ماري روز السيارة ومضت بهما نحو ديجون.
بعد ذهابهم مباشرة، استمر الطقس ممطراً ثلاثة ايام، مطر صيفي.. وبقي فرنسوا خلال الفترة في المعصرة، دون ان يعود حتى في الليل، وقالت الخالة انيتا وهي تنظر الى النافذة:
- انه وقت حرج.. مثل هذا المطر قد يخرب كل عمل السنة، ويتلف المحصول ايضاً ، اتمنى ان لا يستمر اكثر.
وفي اليوم الرابع اشرقت الشمس ثانية، وانبعثت حرارة الصيف مجدداً، وعملت الخالة انيتا مع فيوليت بتنظيف المنزل بينما قررت سوزان تمضية نهارها تتزين، وذهبت مارغريت الى القرية لتتسوق .
وكانت قد انهت مشترياتها واخذت تتجول في الساحة متسائلة ما اذا كان عليها ان تذهب الى الفندق لتسأل عن مارك، عندنا التقت فجأة وجهاً لوجه مع المدام هوبرت بنوا،وحيتها بأدب:
- بونجور مدام.. هل انت بخير؟
وتجاهلت المرأة تحيتها وقالت:
- اذاً انت لا زلتي هنا مدموزيل.. اتساءل كيف تجدين الجرأة لتكلميني بعد ان تعمدتي تخريب خططي التي دبرتها باتقان وتفكير الاشخاص الذين اهتم بهم.. ولكن صدقيني.. فرنسوا سيضحر سريعاً من فتاة انكليزية.
- اعذريني! ولكنني اخشى انني لا افهم ماتقولينه، انا لست ملامة اذا لم تنجح خططك.. هل لك ان تخبريني ما اذا كان مارك لا يزال هنا؟
- لن اخبرك شيئاً.. لقد غسلت يداي من حفيدي الانكليزي ، انه مخرب مثلك تماماً، اتمنى لك يوماً سعيداً..
وانتهى الأمر .. فاستدارت فجأة وانصرفت.
وتنفست مارغريت الصعداء، لايمكن ان تكون مسؤولة عن تغيير عواطف فرنسوا تجاه ايلين موران .. ماعدا انه قد عانقها مرة، وهذا كل شيء.
كل شيء؟.. في اعماق قلبها لم تستطع ان تقتنع، ففي المرة الاخيرة شعرت بأنها قريبة منه جداً ، ليس الى جسده بل الى روحه ، شعرت بروحها تذهب الى روحه لتتصلا اتصالاً وثيقاً، ومع ذلك فهي مدركة انها رغم خسرانها السريع لقلبها معه، فقد تكون لا تعني شيئاً له، وشعرت بالألم للحكم عليها بهذه القسوة من قبل مدام هوبرت بنوا، ولكنها استعادت رباطة جأشها بسرعة وذهبت الى الفندق .
-----------------------------
وهناك علمت ان مارك لا زال موجوداً، ونزل من غرفته للقائها:
- لقد كنت اوضب حقائبي، وبما ان المطر قد توقف الآن سأذهب الى ديجون لأجرب حظي..كنت انوي زيارتك للوداع.. كيف حالك؟
- اوه ..كل شيء عادي ، لم يعد هنا سوى انا وسوزان، والخالة انيتا، لم يحضر فرنسوا الى المنزل منذ ايام، يبدو ان المطر عرض المحصول للخطر، هل وصلك اي خبر عن ماري روز؟
- ولا كلمة.. ولست ادري اي استقبال ينتظرني..ولكنني مليء بالأمل..
وتحدثا قليلاً ثم ودعته وخرجت، وهي تسير في الشارع الضيق باتجاه المنزل.. بدا لها ان كل شيء سيتغير بسرعة، فبعد وقت قصير ستعود امها الى باريس ، وسيحين موعد ذهابها الى هناك، هل سيهتم فرنسوا بالأمر؟، ام سيكون سعيداً بالخلاص منها؟
تلك الليلة عاد فرنسوا الى المنزل، وفي الحال تغير جو المنزل كله.. وامتلأت سوزان بالحيوية، وكانت تبدو جميلة جداً، طبعاً بعد قضائها نصف نهارها تتجمل آملة ان تحصل على إطراء منه، وقال لها بسرعة:
- انت تبدين جميلة يا عزيزتي...
ثم بدأ فوراً التحدث مع الخالة انيتا حول المحصول، مؤكداً لها ان المطر لم يؤذي الجزء الأكبر من الكرمة، بعد ذلك، عند تناول القهوة ، اقترح على مارغريت الذهاب لزيارة المزراه في اليوم التالي معه، وقبل ان ينهي كرمه قفزت سوزان صائحة:
- وأنا فرنسوا!.
- أنت؟ .. ستضجرين ياصغيرة، كما انك ذهبت الى هناك مئات المرات، وستكون تجربة جديد لمارغريت.
وتوسلت اليه مارغريت .
- اوه..دعها تأتي معنا يافرنسوا.. لقد كنا مسجنوتين في المنزل لثلاثة ايام...
وفي اليوم التالي غادر ثلاثتهم الى معصرة العنب والمزرعة في سيارة اليتروان ، هناك زارت الأقبية وماكنات العصر والماكنات التي تفصل الاغصان الصغيرة والبذور عن العصير، وعندما خرجوا الى الشمس ثانية، ركضت سوزان نحو السفوح حيث الرجال في سترات زرقاء وقبعات سوداء يعملون تحت الشمس، وقال فرنسوا لمارغريت:
- تعالي. سأريك الأقبية والمخازن.
وترددت قليلاً:
- ولكن ألن تأتي سوزان معنا؟
- لقد لاحظت بنفسك انها ضجرة من رفقتنا، وستجد تسلية اكبر في تبادل الحديث مع الشبان، وستكون بأمان ، فلا تقلقي، فليس هناك شبيه بارمان دولان هنا.. دعيها تفعل ماتشاء..
الاقبية كانت تحت منزل المزرعة هناك، ودخلا اليها عبر باب منفصل ، يقود الى الأسفل عبر درج حجري قديم، وكان المكان مظلماً وبارداً، واضاء فرنسوا ضوءاً خافتاً، واخذت تتطلع من حولها الى البراميل الكبيرة التي تحوي عصير العنب، وتجولا قليلاً في الأقبية، ثم وضع يده على كتفها وعادا صعوداً عبر الدرج الحجري نحو ضوء الشمس واشعتها الامعة.
----------------------------------------
وتطلعت مارغريت فوراً من حولها باحثة عن سوزان، ولكنها لم تشاهدها فقالت:
- هل نذهب ونبحث عن سوزان؟ قد تشعر بأننا نتجاهلها.
- اوه.. لن افتعل ضجة حول هذه الطفلة.. إنها بخير.. هيا بنا الآن فالسيدة مينار زوجة مدير المزرعة ستحضر الطعام لنا، وستأتي سوزان عندما يذهب الرجال للغداء.
وسارا معاً نحو المنزل وذراعه لا زالت حولها، وقالت وراسها الى الأرض:
- انك تحاول ان تجعلها تندم على عدم ذهابها الى ديجون، أليس كذلك؟
- ربما.. كان يجب ان تذهب، ونستطيع تسلية نفسنا دون وجودها.. ألا توافقين معي؟
ونظرت اليه مارغريت ، وشعرت برعدة تسري بها وهي تلتقي بعينيه، من السهل ان تقنع نفسها انه مجنون بحبها! لديها شعور قوي بأنه يرغب في ان يحتويها بين ذراعيه ويحتضنها، الفكرة فقط كانت كافية لتجعلها تضطرب ، فهي تعلم انها تتوق لأن يحدث هذا.
واسرعت للنظر بعيداً عنه، فتمتم وهو يجذبها اليه اكثر:
- لقد كنت تقرأين افكاري يامارغريت ، بدأت اشعر اني لا استطيع الحياة من دونك، لقد عرفت هذا بشكل اكيد خلال ايام الأربعة التي ابعدت نفسي عنك فيها متعمداً ، ولا اعلم اذا كنت استطيع السماح لك بالذهاب الى باريس، من الممكن لأسبوع لا اكثر، على شرط ان تعودي رأساً الى هنا.
ووصلا الى باب المنزل وهو ينهي كلامه، واسرعت مدام مينار لاستقبالهما بابتسامة مرحبة على وجهها،وابتسمت لها بينما كان فرنسوا يقدمهما الى بعض ، وشعرت بالاستياء لتوقف حديثهما فجأة قبل ان تكتشف الى اين سيقود هذا الحديث ، وما إذا كانت تتخيل الاشياء، كم ياترى مدى جدية فرنسوا؟
وقادتهما السيدة مينار الى غرفة الطعام، وانضم اليهم زوجها، وسألها بأدب عما كانت تشاهده ، وجلس الجميع في اماكنهم عندما وصلت سوزان، ولم تحاول الاعتذارعن التأخير بل جلست في المقعد الذي قدمه لها السيد مينار.
خلال عودتهم اثارت سوزان موضوعاً عن احد الشبان.
- بيار قال انه راني عدة مرات في القرية، تفاجأ بأنني لازلت في المدرسة ، كان يظن انني في التاسعة عشر! ألا تمانع في مصادقتي له يافرنسوا! ولكنك مانعت بصداقتي مع ارمان، لماذا؟
ولم يرد عليها فرنسوا ،ونظرت اليه مارغريت ولدهشتها لاحظت انه لم يكن يستمع الى سوزان ، وشكت في انه لم يسمع كلمة مما قالت، ماهو الشيء الذي يشغل تفكيره ياترى؟ هل هو يفكر .. بها ؟
واستدارت نحو سوزان وهي تشعر بالذنب، واكتشفت نظرة غضب وإحباط خلف حيويتها الطفولية.. مسكينة سوزان! الى ماذا تسعى؟ مارك قال لها انها رغبت في التخلص من ايلين،فهل ترغب الآن في التخلص من مارغريت؟ وإذا كان الامر هكذا.. فلماذا؟
لم يكن عليها حقاً ان تبحث عن الرد، إذ لا بد لأنها تشك بأن فرنسوا بدأ يقع فيحب مارغريت،ولكن لماذا ، لايمكن لفرنسوا ان يكون حراً بأن يحب من يشاء؟ هل تعرف سوزان شيئاً خاصاً حول تلك الفتاة الاخرى، حتى انها مصممة على انه لن يتورط مع اية فتاة اخرى؟ ام انها بكل بساطة شقيقة صغيرة تحب التملك كثيراً...؟
--------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 01:50 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- أختان ورجل واحد
نسيت مارغريت كل قلقها على شقيقتها ، عندما دعاها فرنسوا الى التنزه في الحديقة بعد العشاء تلك الليلة، وقال للخالة انيتا:
- لدينا اشياء محددة لنتحدث بها...
فهزت الخالة رأسها وكأنها قد فهمت، ماذا ياترى ظنت انهما سيتحدثان؟ في الواقع كان هناك رسالة بانتظارهم عندما عادوا الى المنزل تحدد موعد عودة الوالدة بعد خمسة ايام، إذاً ، ربما سيكون الحديث حول هذا الموضوع ، او ربما .. ربما سيكون...
لقد كان امامها فرصة كافية للتفكير بتلك اللحظات مع فرنسوا عندما قال لها انه لا يستطيع العيش من دونها، وانه يريدها ان تعود اليه بعد ان تمضي وقتاً قصيراً في باريس مع امها، وهي تعلم انها تشعر نفس الشعور نحوه، غريب كيف حدث هذا، بعد ان ظنت في البداية انها لن تستطيع ان تتعايش معه، ربما يكون سبب هذا مزيج من القرب منه الذي ذكرته مدام هوبرت بنوا ومن التحول الخاص لأطباع البشر، فالصلة معه علمتها انها ترغب به، بكل بساطة.
---------------------------------------
وبالطبع لم يجري زراعة اي بذور ورعايتها حتى تنمو ، بل كان نمواً برياً دون رعاية ، كذلك بالنسبة للنتائج.
وقطعت حبل تفكيرها ، ونظرت الى فرنسوا وهما يدخلان الحديقة فقال لها:
- هل قلبك يخفق ياعزيزتي؟
كان قد شبك ذراعه اليمنى بذراعها اليسر ، وكاذ بذلك يستطيع الإحساس بخفقات قلبها بين ضلوعها، واصبحت الآن واثقة انه سيتابع الحديث الذي بدأه في وقت مبكر منذ لك اليوم، وهذا ما رغبت به اكثر من اي شيء في الدنيا.
وقطعا الفناء ثم هبطا الدرج المؤدي الى المرج، وخطواتهما لا صوت لها، كان القمر يشع ورائحة الورود والجيرانيوم تملأ الجو..وبدت امامهما الطاولة والمقاعد تحت شجرة الكستناء الكبيرة.. ولكن عندما بلغا ظلالها.. جذبها فرنسوا اليه بصمت واحتضمها بين ذرايه طويلاً...
- هذا افضل بكثير ياعزيزتي من العناق في السيارة أليس كذلك؟ فنحن هكذا اقرب الى بعضنا البعض ، وتلامسنا يجعلنا نحس اكثر بمشاعرنا تجاه بعضنا البعض.. هل تعلمين انني احبك..؟
والتقطت انفاسها وقالت:
- لست ادري، لماذا عليك ان تحبني؟.
- ألا تعرفين؟.. يوماً ما سأقول لك السبب.
واخذ وجهها بين يديه وحدق في عينيها.
- وانت ياحبيبتي؟ هل نسيت كرهك لي؟ وهل غفرت لي عدم فهمي لك، ودوري في إبعادك عندما كان يجب أن اسهل الأمور عليك لتبقي؟
وهزت رأسها ايجاباً..
- وهل غفرت لي.. حماقتي التي لا تنسى.. ورفضي التصرف بطريقة حضارية؟
- لقد غفرت كل شيء.. حتى كونك انكليزية، مع انني وللحقيقة فقط، اجد ان اطباعك نارية فرنسية، وهذا مايؤكد لي ان الدم في عروقك ليس انكليزياً صافياً.. ولكنني لست اهتم لأعرف ماانت ومن انت ياحبيبتي .. فرنسية ام انكليزية، ام مزيج من الاثنين، كا مااعرفه انك امرأة .. وانك بالنسبة لي تملكين شيئاً لا تمتلكه اية امرأة اخرى...
وسحبت نفسها قليلاً منه لتقول بجفاء:
- ولا اية امرأة اخرى يافرنسوا؟ هل.. هل انت متأكد؟
وابعدها عنه غاضباً، وهو لايزال ممسكاً بها:
- هل تفكرين يايلين؟ ألم اقل لك انني لم اكن اشعر بالحب نحوها؟ لقد كان ذلك موجوداً فقط في مخيلة مدام هوبرت بنوا، وربما كانت ايلين موافقة مع رغبة جدتها، ولكنني انا تخذ قرارتي بنفسي.كنت اظن انك تعرفين هذا.
- اوه .. اجل يافرنسوا.. لم .. لم اكن اعني ايلين.
- اذا من تعنين ؟ لا يمكن ان تكوني قد بحثت في الماضي...
- لا ابداً...
ولم يعد لديها ادنى فكرة كيف ستتابع كلامها، وكيف ستقول له إن سوزان تصر ان هناك فتاة اخرى في حياته، وان تلك الفتاة لأسباب خاصة لا تستطيع الزواج منه في الوقت الحاضر، ولكن من المؤكد انها ستتزوجه فيما بعد؟
---------------------------
وبينما هي مترددة ، قال بصوت خفيض:
- تعالي الى هنا مارغريت.. سأثبت لك ان ليس هناك امرأة اخرى في حياتي، وانك انت الوحيدة التي احب واشتهي..
رقته، عناقه اللطيف ، دفء ذراعيه وصدره جعلها في وقت قصير تنسى كل شيء وتحلق في سماء السعادة ، وعندما تركها سألها بنعومة:
- ألا يزال هناك شك ياحبيبتي؟
وهزت رأسها ثانية نافية وستنسى كل ماقالته سوزان، اذ لم يكن امامها خيار آخر، فرنسوا يحبها وهي تحبه، وليس هناك مكان للشك..
- ستذهبين الى باريس دون شك، وسترغب الوالدة في استبقائك لفترة.. ووالدي سيكون مفتوناً بك لا ريب، وسينسى بالكامل ما كنت عليه عندما كنت صغيرة، وكيف عرضت زواجه للخطر، ولكن يجب ان تعودي قريباً الى ( هوشيه ليزانج) وستعودين في تشرين الأول وقت عصر العنب وهذا سيكون احتفالاً بعلاقتنا، وبمشاعرنا الجديدة تجاه بعضنا ، وستنطلق في حياتنا منذ تلك اللحظة.. موافقة؟ أم انني اتقدم سريع الخطوات منك، يافتاتي الإنكليزية الصغيرة؟
- لا يافرنسوا...
فضحك وقال:
- لم اتوقع ابداً ان اسمعك توافقين معي حول اي شيء بهذه الإرادة ولكن لا تقلقي.. فأنا لست مجنوناً كفاية لأظن ان هذا سيدوم الى الابد..وأنا لا ارغب بهذا على كل لأحوال ، فأنا احب روح التحدي فيك ..أليس لديك اي ندم او تحفظ بالنسبة للرجل الذي تركتيه في انكلترا؟
- لا.. فهنري وانا اصدقاء فقط، ولم يتطور الامر الى اي شيء آخر، على الاقل من جهتي، فأنا لم اشجعه ابداً عندما كتبت له.
- إذاً لم يكن الأمر صداقة برئية بشكل قاطع... حسناً .. عندما تعودين الى بريطانيا ، واستطيع القول إنك سترغبين في هذا قبل زواجنا.. فأسذهب معك.. احتياطاً.
كلماته ارسلت الرعدة في جسدها.. قبل ان نتزوج! هذا امر لا يصدق! لقد كانت تسير نحو عمل شيء طالما قالت إنها لن تفعله.. ان تتزوج رجلاً فرنسياً..ولكن.. هي نصف فرنسية على كل الحوال ، وهاهي قد بدأت تدرك ذلك.
وسمعا باب المنزل يصفق بعد ان خرجت سوزان منه.. وصاحت بحدة:
- هل أنت هنا فرنسوا؟
- ياإلهي ... هذه الفتاة! ألن تتعلم الادب ابداً؟
كانت سوزان تنظر اليهما من الشرفة الخارجية، وأبقى فرنسوا ذراعه حولها وقال لسوزان:
- سندخل الى المنزل الآن ياحبيبتي، حضري لنا بعض القهوة لشربها معاً.
ولم ترد سوزان ، بل اختفت في الداخل، وعندما دخلا المنزل كانت قد ذهبت الى فراشها.
في اليوم التالي كانت سيئة الخلاق، وعلمت مارغريت بالتأكيد ان هذا له علاقة بما شاهدته بينها وبين فرنسوا ليلة امس ، وهذا ماأساء الى شعورها بالسعادة ، وبدا اكثر وضوحاً ان سوزان تحب ان تمتلك فرنوسا ، بالطبع هي تعرفه لمدة اطول مما عرفته مارغريت.
ولم تدر كيف تتعامل مع هذا الوضع ، وحاولت بكل بساطة ان تتصرف بشكل طبيعي،ولكن الخالة انيتا والتي يمكن ان تكون قد علمت بما يحدث بين مارغريت وفرنسوا، وربما لا، لم تستطع ان تتحمل فقال لسوزان ، بينما كانت الفتاة تجلس صامتة الى مائدة الغداء.
- كان يجب عليك الذهاب الى ديجون يامدموزيل ، لقد مضى عليك وقت طويل دون عمل شيء ،( هوشيه ليزانج) ليست مكاناً للشابات الوحيدات لقضاء عطلات الصيف الطويلة.
--------------------------------
- لقد بدأت اوافق معك ياخالة انيتا ، ولكنني اتمتع بوقتي في السنوات الماضية، وكنت سعيدة هذه السنة الى ان اتت مارغريت والاطفال واصبح فرنسوا لا يطاق.. في الصيف القادم سيكون كل شيء مختلفاً وسترين.
- الصيف القادم سأندهش إذا سمح لك فرنسوا ان تأتي هنا.
ولم تشارك مارغريت بالحوار.. وماذا سيأتي به الصيف القادم؟هل ستكون هي وفرنسوا قد تزوجا؟ سيكون امر مخجل إذا لم تستطع سوزان ان تأتي، ومع ذلك فصحيح ان هذه القرية الصغيرة ليست بالمكان المثير لفتاة في السادسة عشر، او السابعة عشر، ولاعجب لو ان سوزان ورطت نفسها مع ارمان دولان ، ولكن بحلول السنة القادمة ، وعندما تصبح اكثر نضجاً ، قد تفضل الذهاب الى ديجون أو الى نيس حيث تعيش ليليان .. على كل الزمن كفيل بالكشف عن المستقبل.
واندهشت مارغريت عندما نزلت سوزان بعد الظهر من غرفتها ، حيث كانت مارغريت تعشب الحديقة ، والخالة انيتا تجلس في الظل تشتغل بقطعة ( كروشيه) وطلبت منها ان تذهبا في نزهة ، ووافقت مارغريت فوراً، فقد بدت لها سوزان وكأنها تحمل غصن الزيتون، وقالت مبتسمة:
- سأحب هذا كثيراً.
ولكن ابتسامة سوزان ، كانت مقلقة وهي تقول :
- إذاً هيا بنا.
وخرجتا من القرية متجهتين نحو التلال.. وبعد دقائق سألتها مارغريت :
- أين نحن ذاهبتان؟
- الى الغابة ، ربما سنجد النبع.. هل تحبين ان تري النبع الصغير؟
- احب هذا كثيراً.
وتمنت مارغريت ان تصدق ان نوبة العبوس عند شقيقتها قد انتهت، ولكن سوزان لم تكن بعد ميالة الى الثرثرة، وهذا على غير عادتها، وعندما سألتها مارغريت ما إذا كان النبع هو نبع الساقية الصغيرة لم ترد عليها.
ودخلتا الغابة الآن، الطريق ضيق جداً لدرجة انهما اضطراتا للسير خلف بعضهما ، كانت الغابة بارد وخضراء، ومظللة بعد لهيب الشمس في الطريق عند سطح التلة، وكانت الكبوش البرية تنمو على جانبي الممر، والأرض مفروشة بكثافة بالوراق اليابسة المتساقطة من ايام الخريف الماضية، حتى ان وقع خطواتهما لم يكن يسمع.
واخذت مارغريت تستمع لصوت الطيور، وحاولت ان تنظر اليها عبر الاغصان ، وانتقت لنفسها ضمة كبيرة من الزهور البرية الزهرية والصفراء لتأخذها معها الى المنزل، وستضعها في الإناء الخزفي الذي كانت تستخدمه ماري روز للزهور، وستبدو جذابة جداً عند اول الدرج في الردهة، فرنسوا يحب الزهور في المنزل،والخالة انيتا تقول دائماً: ان هناك زهور جديدة دائماً في مكتبته، وهي تعرف ، لأنها رأتها مرة عبر الباب المفتوح وهي تمر بالمكتبة.
بعد قليل تركتا الدرب المحدد تماماً لتتبعا درباً بدا مهجوراً، والأغصان متراكمة فوقه هنا وهناك، واخذت الأشجار الشائكة تجرح اقدامها، انه درب غريب للسير فيه، ولكن لابد ان سوزان تعرفه ، واخيراً وصلتا الى مكان فسيح عند سفح التل..
وتوقفت سوزان واستدارت لتنظر الى شقيقتها.
- هذا هو المعبد، والنبع في مكان قريب ، هل تحبين ان تنظري اليه؟
-------------------------------------
ونظرت مارغريت حولها مذهولة ، في الفسحة كان هناك خرائب معبد قديم جداً بدا وكأن احداً لم يزره منذ وقت طويل ، وضعت باقة الزهور الى صدرها وتقدمت الى الامام ، بشيء من الرهبة والخوف.
من فوق المدخل المقوس والمكسور المؤدي الى داخل المعبد، بدا وجه حجري يحدق بها، بشكل حنون، مع ان ملامحه قد طمستها عوامل الزمن، من فوقه نقش لكلمات ( ايتها الملكة المقدسة ساعدينا )
واستدارت لتشارك مشاعرها مع شقيقتها، ولكن سوزان كانت تجلس على جذع مكسور تربط حذائها ، وعندما نظرت اليها كان لتقول لها فقط:
- فرنسوا طارحك الغرام ليلة امس؟..أليس كذلك؟
واجفلت مارغريت .. الطريقة الفظة التي قالت بها الكلمات لا مجال للخطأ فيها فأجابتها ببرود:
- لقد عانقني فقط ، هذا كل شيء.
- اوه مارغريت ! لا لزوم للإدعاء .. فأنا اعرف كل شيء.. لقد علمني ارمان.. هل تعلمين لماذا غازلك؟
طبعاً هي تعرف ، ولكنها شعرت بالقرف منها، وقالت ببرود ايضاً.
- لا اظن انني ارغب في ان اتحدث حول الامر ياسوزان.. إنه .. شيء بيني وبين فرنسوا.
- هذا ماتظنين.. والسبب ما انت تفكرين به.. هل تريدين ان اخبرك ؟
- لست افهم ماتعنيه.
- إذاً.. اسمعي، اتعلمين ان امنا تملك حصة في (كلوديزانج) ؟لا؟ .. حسناً في حال لا تعرفين عن الأمر، انه افضل مكان لزراعة الكرمة في المنطقة، وأي مزراع كرمة يستغني عن عينيه في سبيل امتلاك حصة في ( كلوديزانج) بسبب شهرتها، وفرنسوا يريدها مهما يكن الثمن، وهذا مما يجعل انتاجه يساوي ثروة هائلة إذا استطاع ان يضع الاسم عليه.
- أنا لا اعلم شيئاً عن هذا، ولكن ماشأن هذا بي وبفرنسوا؟.
- أوه لا تكوني غبية يامارغريت! ألا ترين الأمر؟
وقفزت سوزان عن الجذع واخذت تمشي حتى المعبد ثم تعود لتقف في وجه شقيقتها.
- اذا تزوجك سيصبح الكرم والمعصرة له.. وسيطلب من والدتنا ان تتركها لك، ألم تدركي هذا؟ ان عليه ان ينتظر سنتين ليكتسبا من خلالي، كما خططت امنا دوماً، ولكن بهذه الطريقة ، إذا تظاهر بأنه يحبك، سيحصل عليها بوقت اسرع.
وتوقفت، وحدقت بها مارغريت مشدوهة ، محالة ادراك ماقالته في عقلها... فرنسوا يتظاهر بحبها ليستطيع اكتساب ملكية مزرعة كروم! هذا لا يصدق ، جعلها تأثير هذا الكلام تشعر بالغثيان في اعماق قلبها.. آه.. كم كانت غبية...كم هي ساذجة!
ونظرت الى سوزان دون ان تراها وهمست:
- لايمكن ان يكون هذا صحيحاً! انا..انا لا اصدق.
- انها الحقيقة.. واذا تزوجتيه ستعرفين.. وستصبحين نادمة.. هل... هل طلبت منك الزواج بعد؟
- لقد.. تحدث عن الامر.. ليلة امس.
- لا يجب ان تتزوجيه .. لماذا لا تعودين الى انكلترا الى حيث تنتمين؟ نحن لا نريدك هنا.. انت.. لقد افسدت كل شيء! انه صيف رهيب، سأقول لفرنسوا إنك ترغبين في السفر، وإنك تريدين الزواج من هنري جوردن.. وسأقسم له، ومن الأفضل ان توافقي ..وإلا ستندمين.. ستندمان كلاكما وسأتأكد من هذا بنفسي!
------------------------------
ولم تسمع مارغريت صيحة سوزان الاخيرة المشوشة، ولم تدرك تماماً بأنها قد بدأت السير عائدة، وأنها بدأت تركض في الدرب عبر الغابة، وكأنها مصممة على ان تذهب فوراً الى فرنسوا ،وفكرت مارغريت بأن الامر لن يهمها لو فعلت، وتنهدت ثم انهارت على جذع الشجرة حيث كانت سوزان تجلس، لن تهتم قالت له سوزان، فكرها كان مشوشاً والشيء الوحيد الواضح كان انها تريد ان تغادر ( هونشيه ليزانج) حتى انها لن تنتظر لرؤية امها، ربما ستعود مباشرة الى كونتريري حيث الحياة هناك ابسط وظاهرة اكثر ، وتستطيع ان ترى مايجري بوضوح.
ووجدت نفسها تنظر الى الوجه الحجري الذي كان يحدق بها بشفقة وحنو.. اوه.. يالله! لقد تفجرت الحقيقة امامها وكأنها صاروخ العاب نارية يتفجر في ظلمة السماء، بالطبع! عندهاسيتزوج فرنسوا من سوزان، كما خططت الوالدة تماماً ، وسوزان هي الفتاة الأخرى ، الفتاة التي لا تستطيع الزواج بعد، ولكن عندما تبلغ الثامنة عشرة..اجل سوف يتزوجها عندئذ.
إذاً لقد احتسب فرنسوا بدقة الحب، الذي بدا وكأنه يقفز بنفسه ما بينه وبينها، وسهلت عليه الامور بوقوعها في ذلك السحر الفرنسي...
ومضى عليها وقت طويل حتى استطاعت ان تجمع شتات نفسها، وقوتها لتقف على قدميها ثانية، وعندها اكتشفت ان وجهها مبلل بالدموع، وكرهت فكرة العودة الى المنزل، ورؤية وجه فرنسوا ثانية..
بعدما عرفته الآن، وتمنت يائسة ان تقابله سوزان اولاً، وأن تخبره بأنها تريد العودة الى بريطانيا والى هنري جودن.. واذا واجهها بالأمر سوف تؤكد هذا له .. وسيكون هكذا اسهل عليها... وسريع النهاية اكثر...وعادت دموعها للانهمار ثانية...
--------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.