شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   41- شفاه لا تعتذر (رويات أحلام قديمة )[حصرياً روايتي](كتابة كاملة & الرابط) (https://www.rewity.com/forum/t436972.html)

Just Faith 28-01-19 02:06 AM

41- شفاه لا تعتذر (رويات أحلام قديمة )[حصرياً روايتي](كتابة كاملة & الرابط)
 
https://up.rjeem.com/uploads/13835583123.gif



أسعد الله أوقات الحلوين https://www.animatedimages.org/data/...image-0233.gif

كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟ :ma3rwdh:


على بركة الله نبتدى



كتابة Just Faith

الرواية حصرية

لذا لا يحق لأحد أن ينقل جزء منها نهائي


41- شفاه لا تعتذر (رويات أحلام قديمة )
الملخص

هل عاش وايد ترانت رجل الأعمال الشهير منذ سنوات فى كذبة هل خطر على باله أن وراء مظهر سكرتيرته العانس , الوقور , الحازمة امرأة فاتنة جمالها ياسر قلوب الرجال؟ وكيف له أن يعرف وقد اتخذت لورنا كل الاحتياطات ونجحت فى عملها بتفوق ؟ استمرت اللعبة حتى كانت ليلة التقى فيها وايد تيرانت امرأة عابثة تلاعبت بكل القلوب بما فيها قلبه ثم اختفت كسيندريلا دون ان تترك أثراً , أو هذا ما ظنته.. لكن ألا يقولون " إن غلطة الشاطر بألف " .



الفصول يوم بعد يوم

ثلاثاء وخميس وسبت


الفصل الأول


الفصل الثاني
الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

نتمنى تعجبكم خيارتنا
وايضاً متابعتكم تسعدنا


روابط التحميل
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
https://up.rjeem.com/uploads/13835583124.gif

زرقاء اليمامة المغربية 28-01-19 02:01 PM

من ملخصها اكيد حلوة هاد الرواية نتمنى انك تنزليها فاقرب وقت وشكرا

MooNy87 28-01-19 10:31 PM

رواية جميلة ومميزة اختيار ممتاز يا حبى

تسلم الايادى

الفجر الساطع 28-01-19 10:57 PM

باين اتها روايه جميله

humble_soul 28-01-19 11:30 PM

شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااا

Just Faith 29-01-19 02:50 AM

الرواية تحفة بجد عجبتني كتيرررررررررررررررررررررر
وانا باكتبها

تسلمووووووووووووووووووووو ووووووووووووووو
اتنزيل على طول

ما تقلقوش

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووه

Just Faith 29-01-19 02:54 AM

1-امرأة يريدها

صبيحة عيد ميلادها الثلاثين، وقفت لورنا هاركوت تتأمل صورتها الحزينة في المرأة. كان هناك خطوط حفيفة حول فمها وحول عينيها. حين رفعت حاجبيها ظهر العديد من الخطوط على جبينها. بل كان هناك .. ومالت إلى الأمام . يا الله!! شعرات رمادية مختبئة بين موجات شعرها الأصهب الأحمر المنسدل على كتفيها، تلهفت اصابعها لانتزاع تلك الشعرات لكنها ارتدت عنها بعناد . ستتركها حتى تذكرها بأنها على شفا المنحدر الآخر المتجه بها وسط العمر .

ربما بعض الناس يعتقد أنها خطت الآن الى ربيع العمره هزئت من هذا الإحساس الفارغ بالكآبة، ولها أن تنظر إلى الجانب المشرق.. فبسبب بشرتها البيضاء العاجية الحساسة التي تحترق بسرعة، كانت دائماً تحمي نفسها من الشمس، لذلك فإن بشرتها ما تزال نظيفة رائعة مرنة

جسدها الممتد إلى المئة والثمانية والستين سنتيمتراً، ما زال يحافظ على النحافة المطلوبة لحياة نشيطة. أما اسنانها مازالت موجودة جميعها وأما صحتها فرائعة. فما تطلب امراة من الحياة أكثر من هذا؟

عندما عادت بالذاكرة سريعة إلى السنوات الست الماضية وجدت أنها على حالها، لكنها تساءلت عما تخبي، لها السنوات القادمة با تري؟ روبرت؟.. وتنهدت ثم نهضت عن مقعدها أمام طاولة الزينة وارتدت الملابس التي وضعتها على السرير الضيق، روبير لطيف، ورقيق مع الأطفال .. لكنه محدود الأفق ولو حقق ما يريد لاكتفت بالهدوء إلى جانبه، قانعة بدور الزوجة والأم.. لكنها تعلم أنها لا تريد هذا، فهي ليست هادئة .. داخلياً على الأقل،،، تريد أن تتمسك بالحياة وهي تنساب من بين أصابعها بعناد.. كما تريد أن تعيش حياتها كاملة ، بمرح وسعادة وإثارة.. ولن تجد هذا مع روبير .. فهو عملي جداً . ومتعقل جدا.. ويعتقد أنها مثله لكن الزواج منه أمر محض عملي .. فهي تحس بميل عميق له، وهو بادلها ميلها هذا. فإذا تزوجته نسيت كل قلق يصيبها بشان المال. لكن هناك ثمن يجب أن تدفعه خارج إطار المال .. ستضطر للتخلي عن أحلامها، عن الأمل الذي ترعاء بان تقع ثانية في حب عاصف كما حدث في ما مضي.

- لورنا؟

تعالت الصيحة الخشنة من الدرج .. فردت لورنا:

-قادمة إيفور.



Just Faith 29-01-19 02:54 AM

ملست بسرعة بذلتها الكحلية، وجلست ثانية أمام المراة وتمنيت لنفسها: ها قد بدانا مجدداً وضعت بسرعة مسحوقاً أغمق قليلا من لون بشرتها، لتغطي النمش الخفيف الذي هزم سنوات المراهقة رغم الليمون الحامض وطعام الشوفان، وكان أحمر الشفاه خفيفاً كذلك، ثم لم تلبث أن ابعدت خصلات شعرها الحمراء القائمة عن وجهها وعقدته خلف عنقها.. كانت حين تتركه مسترسلا يضاء وجهها البيضاوي بذبذبات نور .. لكن حين ترجع خصلاتها النارية إلى الوراء يصبح كل شيء مظلما إلا عينيها،
التقطت النظارة التي هي بغني نها وضعتها فوق أنفها الصغير المستقيم. لون الزجاج الرمادي غير لون عينيها، والإطار السميك أبعد أي أثر للمرح عن وجهها. فابتسمت لنفسها:
- وداعا مدام تورفيل .. وصباح الخير انسة هاركوت .
منذ ثلاث سنوات، وهي تمثل الدور نفسه صباح كل يوم عمل، تقلب نفسها من امراة متقدة الجاذية إلى الة مكتب مصقولة معدة كل الإعداد.. جعلتها صيحة أخرى تمسك حقيبتها وتسرع نازلة الدرجات الضيقة، فالمنزل رغم إتساعه كان في قسم ضيق، حاله حال أبنية الحي كله. وهي أبنية منفصلة ذات شرفات مستقلة ، مدموغة بتقلبات الطقس وهي كلها قديمة، لكن معظمها، مثل منزل لورنا، مصانة تماماً وبمثابرة على يد مالكيها.

Just Faith 29-01-19 02:55 AM

عندما اقتربت من المطبخ تناهت إليها رائحة الكرواسان اللذيذة تقدمت لورنا من الرجل القصير البدين الواقف قرب الفرن
- صباح الخير إيفور . لم الصراخ، أنا أعرف الوقت تماماً.
جاءها الرد المتجهم بإنكليزية لكنتها خفيفة :
- لماذا تتأخرين إذن دائما؟ لولا منبهاك الكبيران لما خرجت من
هنا في الصباح، لقد بردت قهوتك.
جلست لورنا بطاعة على طاولة المطبخ وراحت ترتشف القهوة مع الحليب. .
- لم أسمع النداءات هذا الصباح.. اين هما؟
التفت إيفور تورفيل إلى وجه كنته مبتسماً. اعلمها اللمعان في العينين البنيتين أنها لم تخدعه بإظهارها اللامبالاة.. فهي مستاءة لأن أحداً لم يتمن لها بعد ميلاداً سعيداً.. لكن إيفور عاد إلى الفرن فأخرج صينية الكرواسان، ثم وضعها على طبق فوق الطاولة أمامها
إيفوره رجل في الخمسينات من عمره، أمضى حياته في الترحال من بلد إلى آخر لكنه حين احتاجته لورنا، وجدته معها أهلا للثقة وبسبب إصابته في ركبته، لم يعد باستطاعته العمل أو السفر، فاستلم
زمام إدارة المنزل، وراح يرعى حفيديه ولقد توقفت لورنا منذ زمن عن الإحساس بالذنب للدور المقلوب الذي يمارسانه .. فقد أدركت منذ البداية أن إيفور يعيش في محيطه الطبيعي وهو يقوم بواجباته المنزلية يمارس سحره الفرنسي امام الزوجات الإنكليزيات في السوبر ماركت...
أمسكت لورنا بالملعقة لتناول قليلاً من مربي الخوخ.. وبدلاً من أن تخرج الملعقة مليئة بالمربي الأحمر، وجدت لفافة من الورق المذهب
- هاي .. ما هذا؟ .
- ميلاد سعيد ماما!.
وخرج طفلان ضاحكان من وراء باب المطبخ، وكادا يخنقانها بين أحضانهما، فقالت مازحة:
. كنت أتساءل متى سيتذكر عيدي احد؟ أهذا نوع جديد من المربي؟!!
- لا إنه هدية !.

Just Faith 29-01-19 02:56 AM

كان الصوتان يتكلمان معاً، وكان زوجان من العيون البنية يتراقصان وهما يراقبان تأملها اللفافة.. هزتها قريبا من أذنها.
- ماذا فيها؟
رد أحد الصبيين: .
- احزري؟.
فقاطعه الأخر :- لا.. لا تحزري .. أفتحيها.
- ألا أستحق قبلة إضافة إلى العناق.
كان فرنسوا كالعادة الباديء، بينما انتظر ريشار دوره بصبر، وهو يقول لها بوقار:
- في الحقيقة يجب أن نعطيك ثلاثين قبلة، لكن هذا سيستغرق
وقتا طويلاً.
ضحكت لورنا ثم لم تلبث أن تلقت قبلة أخرى من إيفور :
- أعرف أنني كبرت في السن فلا تذكرني به.
رد فرنسوا .
- لست كبيرة .. والدة بيل كريدون في الخامسة والثلاثين .
ردت لورنا مباشر: - يا إلهي أصبحت قدمها في القبر إذن.
لكنها احست بالندم ذلك أنها شاهدت الصبيان يتبادلان النظرات ضاحكين، ولا شك في أنهما سيكر ران ملاحظتها أمام بيل الذي بدوره سيكررها أمام أمه، فالأطفال في السادسة صريحون لا يستطيعون كتم ما في صدورهم وهذا ما اكتشفته أكثر من مرة
- هيا أمي افتحيها!.
فتحت لورنا اللفافه متذكرة ما أهدياها إياه في العام الماضيه وهي مزهرية أعداها في الصف. كانت لورنا في أوقات كهذه، تتوق إلى
جاك تاركة لذة الأبوة، لكن جاك، لم يكد يعرف ولديه ، فقد
أصيب في حادث سيارة بعد ولادتهما بشهرين ومات بعد بضعة أسابيع دون أن يسترد وعيه .. لقد خفت الأن المها وأصبح توقاً لطيفاً، لكن ما كان يحز في نفسها أنه لم يعرف أن ولديه وهما في السادسة يشبهانه كثيراً، فلهما لون شعره البني القاتم ولون عينيه كما لهما جسدان قويان صغيران، فيهما حب وعاطفة صادقان. لكن فرنسوا يشبه أباه بشخصيته أكثر من ريشار، فهو سعيد، يتوق إلى كل جديد ، وهو إلى ذلك في منتهى الذكاء، لكن ريشار كان أكثر تحفظا، وأعمق تفكيراً، دون أن يكون أقل إرادة على المشاركة في الأذى والمشاكل
مع أخيه.
فتحت لورنا العلبة الصغيرة فانكشف لها عن قرط ناعم انيق. ، له أزهار صغيرة زرقاء رائعة الصنع. وكانت لورنا قد تاقت منذ أسابيع
إلى تبديل القرط المذهب بمثل هذا القرط الناعم الأنيق.
-يا حبيبي .. إنه جميل.
-ساعدنا جدنا.. فنحن لم ندخر المال الكافي.. إلا أننا اخترناه بأنفسنا.
- إنه جميل جداً، وهو ما أريده تماماً .. إنها أفضل هدية ميلاد تلقيتها.
قال فرنسوا :-ولا تنسي قالب الحلوى .. سنأكل الحلوى الليلة .. جدي
وأطبقت يد ريشار على فم أخيه الذي كاد يفضح السر، فقالت لورنا:
. لن أنسى.. لكنني لن أتناول العشاء معكم، فسأخرج مع عمكم روبير إلى العشاء .. لكني ساعود لتناول القليل من الحلوى اللذيذة والآن أسرعا في تناول فطوركما لئلا تتاخرا على المدرسة
نظر إيفور إلى ساعة المطبخ؟
- لا اظنهما سيتأخران، أتعجب احيانا من محافظتك على وظيفتك، وأنت على هذه الدرجة من الفوضى في المنزل،
- هذا لأنني اعرف انني استطيع الاعتماد عليك هنا.. فانا منظمة جداً في المكتب لذا أتوق إلى الراحة هنا... وداعاً .. نهار سعيد.
- اورفوار ماما.
وبدا الولدان يتشاجران بالفرنسية بشآن من سيحتل جهة النافذة في باص المدرسة ، كانت لورنا مذهولة دائما من قدرتهما على الانتقال من التحدث بالإنكليزية إلى التحدث بالفرنسية، بهذه السهولة ، والعكس بالعكس. نعم هي تتحدت الفرنسية، إلا أنها تحتاج إلى تحضير نفسي لتنتقل من لغة إلى أخرى. كان وما زال جدهما إيفور، يتحدث إليهما بالفرنسية، وهو يدرك أن التوأمين حين يدخلان
المدرسة ، سيفقدان شيئا من ثنائيتهما اللغوية
كان جاك دون شك سيجزع لو عرف مدى المشاكل التي خلفها وراءه. لقد وقعت الحادثة و في طريقه إلى ويلز، لكن شركة التأمين رفضت دفع فاتورة ان الإستشفاء الطائلة لأن الدلائل أشارت إلى انه كان سكران،فكان أن ذهبت كل مدخراتهم على الاستشفاء والجنازة والتنقلات خلال الأسابيع التي بقيت فيها في ويلز... وكانت معجزة عن ظهر إيفور إلى جانبها، وهي في مدينة لا تعرفها ومعها توأمان صغيران وبين يديها زوج يحتضر. لم تكن قد التقته من قبل لأنه كان وابنه متباعدين منذ وفاة والدة جاك، فقد كان في سفر دائم فجاة وصل ليؤازرها ويساندها في حزنها. لكنه لسوء الحظ لم يستطع دعمها مالياً، فاضطرت إلى بيع المنزل والسيارة لسداد حساب المستشفى مع ذلك فقد بقي لها ما يكفي حتى تعود الى لندن فقد أعانتها دفعات الإنعاش الاجتماعي على تسديد مصارف الحياة اليومية ، لكنها كانت تريد لطفليها مزيدا من الرخاء..
رافقها ايفور إلى لندن، وساعدها مالياً بعض الشيء حين عمل ليلاً موقتاً وقد أحب انكلترا ولندن بشكل خاص، ولم يكن لديه ما يدعوه للعودة إلى بلاده في فرنسا. لكن لورنا أحست أن من الظم أن ترمي، على كاهل رجل كبير في السن لا يقدر على العمل، كل هذا الحمل الثقيل.. وما إن أصبح عمر الولدين سنتين حتى كانا قد اتفقا على كل شيء .. على لورنا أن تعمل وعلى إيفور رعاية المنزل والولدين . أرادت أن تطلب أجرة مرتفعة لتقوم بمهام السكرتيرة فقد كانت قبل زواجها سكرتيرة من الطراز الأول. ولم يكن لها ما تريد من أجر حتى استلمت وظيفتها الأخيرة وعندها تحسنت الأمور بشكل ظاهر، وفي الوقت نفسه، ربحت "ورقة يانصيب.، لوتري" فاستطاعت عندئذ تسديد القسط الأول للمنزل الذي تسكنه الآن، لكن لم يتم لها شراءه، إلا بعد أن عانت الأمرين من التنقل من مصرف إلى آخر، حتى وجدت من يرغب في إقراض أرملة عاملة ثمنه وتقسيطه لها دفعات شهرية. لكن الديون كلها كادت تنتهي وهناك نور في اخر النفق المظلم الطويل الذي مرت به، فبعد أشهر قليلة ستسدد الدفعة الأخيرة وعندها ستفكر في شراء سيارة..
ناداها حارس المبنى وهي تجتاز بهو الامباير ، الواقع في شارع
تجاري
. صباح الخير انسة هاركوت أوقفت لورنا سيرها لتسأله :
- كيف حال حفيدتك الجديدة؟!
- إنها رائعة .. سنعمدها يوم السبت، وسنسميها سارة.
ضحكت لورنا، ففكر الحارس، أن من العيب ألا تضحك الأنسة هاركوت دائما، إنها فعلا سيدة، ويجب أن تكون زوجة واما التضحك مع أولادها، بدلا من العمل كجارية عند ذلك الشيطان المتعجرف في الطابق العاشر
- لقد عاد رب عملك، مر من هنا كالبرق الأزرق منذ أقل من نصف ساعة
فابتسمت له :- يا الهي.. لقد انتهت إجازني إذن .
واتجهت بسرعة إلى المصعد، فقد غاب وايد تيرانت ثلاثه ايام، وجدت فيها فرصة لالتقاط أنفاسها، ما كادت تجلس إلى مكتبها حتى رن جرس الهاتف الداخلي.
- هل وصلت انسة هاركوت؟ .
- أجل .. سيد تيرانت.
التقطت قلما ودفترا، ثم دخلت إلى المكتب الداخلي دون أن تقرع الباب. حجم هذه الغرف يوازي ضعفي حجم غرفتها وهي مفروشة بالألوان الرمادية والزرقاء
تحتل شركة تيرانت للتجارة العامة، أربعة طوابق من مبني الامباير ، بمكاتبها، ووكالاتها المختلفة، لكن عند هذا المكتب يقف أي نشاط اخر.. وهذا هو الرجل الذي يوقفه.
لم يرفع رأسه إليها عندما، احس بها تدخل، بل أبقي رأسه الأسود منحنيا فوق تقرير على مكتبه :
- لقد تاخرت
في كلامه إثبات أمر واقع، لا اتهام، وهو مخطىء، لكن لورنا لم تزعج نفسها في تصحيح خطئه. الساعة لم تتجاوز حتى الان الثامنة وخمس وأربعين دقيقة، وعملها يجب ألا يبدأ قبل التاسعة .. لكنها عادة تصل إلى المكتب قبل رئيسها، وبما أن وايد تيرانت يعتقد أن عالمها كله متعلق به فمن الطبيعي أن يقع في مثل هذا الخطا... سألها، وأنفه المعقوف بعدوانية ما يزال مدفونا في التقرير أمامه:
-أين ستيفن؟.
أنفه هذا هو الذي يقف بينه وبين الوسامة فسائر أجزاء وجهه جذابة بشكل لا ينكر، وهو بالنسبة للنساء مدمر. كانت تحس بالآسف الحقيقي على من يتجاهل رفعة أنفه التحذيرية تلك، ويقع في حبائل و سامة قسماته الأخرى، لأنه سيعيش ليندم على غلطته.
- لست أدري .. فلقد وصلت منذ برهة .
لم تكد تتفوه بهذا حتى صاح: أبحثي عنه.
توقع الأدب منه كتوقع طيران الفيلة عادت إلى طاولتها: واتصلت بالمكتب في الطابق الآخر
- صباح الخير جانيس .. هل السيد شاو هنا؟!.
- لم يصل بعد.
نقلت لورنا المعلومة إلى رئيسها، فشخر غاضبلاً. جلست لورنا هادئة تنتظر وتراقب... ركزت عينيها على فوديه اللذين خالطهما الشيب ثم راحت تتأمل صاحب هذا الجسد القوي الذي يخشاء العديد من الناس حتى الرجال منهم. هو في الخامسة والثلاثين من عمره.. عيناه زرقاوان قد تبردان بركانا ثائرا... أحست بالامتنان لأنها لم تشعر قط بأي اهتمام شخصي بهذا الرجل. فهي تعرفه معرفة جيدة تجعلها لا تقع في فخ جاذبيته الذي تقع فيه النساء
لكنها تفهم أسباب أخلاقه الصعبة القاسية، فوايد تيرانت وصل إلى القمة مجتازا طريقا في غاية الوعورة.. فقد تخلى عنه الجميع وهو في الرابعة عشرة من عمره فكان أن قضي عدة أعوام في الشوارع قبل أن يشق طريقه إلى وظيفة كانت اساس ثراءه الحالي، فكرت لورنا وهي تضحك داخلية: الرئيس كسكرتيرته
- صباح الخير انسة هاركوت .. صباح الخير وايد.
التفتت لورنا لتحني رأسها للعملاق الأشقر الأزرق العينين الذي وخل الغرفة. قال الرجل الجالس وراء المكتب بعد أن رفع رأسه
. ألا تظن أن ميزانية عمولات قسم الملبوسات تضاءلت؟.
هز ستيفن شاو كتفيه الرياضيين وجلس قرب لورنا ..إنه يد وايد اليمني وروحه المرحة تخبيء ذكاء غرييا
- كما تقول يا ريس
رنا يعرفه إلى لورنا مبتسماً.. فالجميع ينادي وايد رغم شخصيته المخيفة بلقب الريس .. والجميع مسرور بالعمل عنده
أردف ستيفن : - لقد اشتقنا إليك.. لو غبت يومين آخرين لتوقف العمل
- أشك في هذا، فالانسة هاركوت كانت تعلمني يوميا نلكسياً ويبدو لي أنك كنت تعالج المصاعب بكفاءة
وجلست لورنا، وهي لاتبدي اهتماما، بينما راح الرجلان يتناقشان في عدة مشاكل برزت في ميزانية بعض الأقسام، انتقلت بها أفكارها إلى لقائها الأول به منذ ثلاث سنوات وذلك حين كانت تصغي إلى حديثهما، إلا أنها في زاك الوقت كانت تسترق السمع لا تصغي فحسب.
كانت تتناول الغداء في مطعم يقع في وسط المدينة التجارية وذلك بعد أن زارت وكالة التوظيف لتخبرهم بانتهاء مدة عملها المؤقت، حين دخل الرجلان اللذان لم تعرف منهما إلا وايد تيرانت الذي كان معروفاً جداً في عالم المال لأنه صاحب مخازن بيع كبرى، ومحطتي وقود إضافة إلى شركة استيراد وتصدير ومعامل أنسجة وكانت صدفه قال سمعت اسمه في ذلك اليوم بالذات في مكتب التوظيف، حيث اشتكت شابة من المقابلة التي أجراها معها بشان وظيفة سكرتيرة .. وقالت متذمرة
- لم أستطع الوصول إليه حتى، فقد قال موظفو شؤون الموظفين انني صغيرة جداً. ويبدو أن السيد تيرانت يريد أن تكون سكرتيرته
كبيرة وناضجة، أتفهمين هذا .. ربما نجوت بجلدي بأعجوبة .. لماذا تظني أنه يفتش عن سكرتيرة خارج مؤسسته، مع أن منالمفترض أن يرقي موظفه من موظفاته ؟ لأنهن جميعا يعرفن من هذا هو السبب ؟!!
كانت لورنا قد عانت منذ أسبوعين من رب عمل مزعج، يقيم عادة علاقة مع سكرتيراته فقالت:
- اوه .؟ أيتوقع من سكرتيرته أن تقدم له خدمات إضافية؟
نظرت إليها الفتاة كالمجنونة:
-أتمزحين؟ إن الأمر بعكس ذلك. إن كل سكرتيراته وقعن رأساً على عقب وتركن العمل باكبات لأنه لا يهتم بهن.. إنه يعاملهن وكانهن أوساخ.
أخفضت الفتاة صوتها حتى اضطرت لورنا إلى تقريب أذنها منها
لتسمع:
- يبدو أن سكرتيرتين منهن سببتا له المشاكل .. لذلك اشترط أن يستخدم السكرتيرات المتزوجات فقط وكن للاسف اسوأ من الأخريات بكثير. فقد غضبت إحداهن بعد أن احست بالمرارة وراحت تنشر الشائعات. وافتعلت أخرى فضيحة في المكتب وجاء زوجها راعداً... لذلك صرف النظر الان حتى عن المتزوجات
- أي أن هذا لا يشملني.
كانت راضية بالوظائف المؤقتة التي تكسب منها أجرة وفيرة لكنها فكرت في هذا النوع من الوظائف التي تقتضي ساعات طويلة من العمل المتواصل المرهق، والتي تناسب من تجعل العمل حياتها كله أو من تطمح إلى فرصة كبيرة. وأضافت:
- أعتقد أن الراتب مرتفع.. إذا أردت الاستمرار في العمل هناك.
-بل هو على الأرجح رائع، لكن ساعات العمل في الواقع كثيرة من التاسعة حتى الخامسة دون توقف. ابتداء من الاثنين انتهاء بالجمعة، إنما دون ساعات إضافية.


الساعة الآن 09:13 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.