آخر 10 مشاركات
انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )           »          135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          548 - الحب الملتهب - كاتي وليامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : لولا - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-19, 01:34 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة walaa faisal مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 07-02-19, 01:34 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زرقاء اليمامة المغربية مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا على الملخص 😍😍😍😍😍😍😍😍🌺🌻🌼🌷⚘
العفو يا قمري

:syriasupers tarra8:


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 07-02-19, 01:35 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زرقاء اليمامة المغربية مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا يا ريت لو نزلتي هاد الرواية 😍😍😍😍
الرواية جاهزة بس نخلص الروايتين التانين

ونكون معكم

بامر الله

بها

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 08-02-19, 03:37 AM   #14

Tamarakt444

? العضوٌ??? » 425423
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » Tamarakt444 is on a distinguished road
افتراضي

يسلمو حبيبتي الرووووواية رووووووعة

Tamarakt444 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-19, 10:18 PM   #15

serenade
 
الصورة الرمزية serenade

? العضوٌ??? » 417926
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,246
?  نُقآطِيْ » serenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond repute
افتراضي



serenade غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-19, 10:44 AM   #16

evebedwawi

? العضوٌ??? » 434835
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » evebedwawi is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadwa shay مشاهدة المشاركة
نايس☺💖😘😍...أكيد راح تتغلب عليه


evebedwawi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-19, 01:10 PM   #17

evebedwawi

? العضوٌ??? » 434835
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » evebedwawi is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناير8 مشاهدة المشاركة
شكرا على الابداع الحصررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر ررررررري


evebedwawi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-19, 12:22 AM   #18

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- نظرات قلقة
كانت ميلاني تحس بايزاك يرغي ويزبد إلى جانبها .. محدقا بإشارة السير التي تحولت إلى الأصفر ، مرت سيارة تاكسي قريبا منه، فأجفل... ايزاك ليس بالسائق الأرعن وهو يشق طريقه عبر زحام السيارات في لندن، بل جفل لخوفه أن يخدش أحد دهان سيارته الجديدة اللماع، ونظر إلى سائق التاكسي، الذي رد إليه نظرته متحديا إياه بالتفوه بكلمة احتجاج ... تراجع ايزاك وأبعد عينيه لينظر إلى ساعته وقال منزعجا:
- كان يجب أن أغادر في وقت أبكر. أتمنى أن لا نتأخر
ردت ميلاني بمرح:
- لا تقلق. . .
رغم إدراكها أنه لا جدوى من ذلك فالقلق من ميزات ايزاك الرئيسية .. نظرت إلى السماء الزرقاء وعيناها مغشيتان ببريق شمس الصيف، لكن بشرتها كانت باردة بشكل غريب.. أوه .. لا.. ليس مرة أخرى! -
سال ايزاك بقلق :
-هل أنت على ما يرام ميلاني؟ .
ردت كاذبة :
- بخير ..
فقد سئمت ميلاني شعورها المتكرر بالمرض. وها قد مرت سنوات على مباشرتها العمل الطويل دون أي تذمر، إلا في بعض الأحيان
سأترك هذا العمل.. لماذا أقتل نفسي للاشيء
لكنها بقيت تعمل بالرغم من تردي وضعها الصحي.. رأسها يؤلمها،أطرافها متشنجة ، متعبة جدا بحيث لا تفعل شيئا بعد عودتها من العمل سوى أن ترمي نفسها في الفراش خائرة القوى.
وها قد بدأ كل شيء يزعجها الآن وفجأة كرهت ضعف جسدها إذ أنها أحست بالذبول رويدا رويدا، وأن الدم بدا يجف من عروقها..
- لن يغمي علي. .
استوت في جلستها تحدق بازدحام السير.. لن يغمى علي...
قال ايزاك متفائلا :
. إنه الحر كما أظن.
- إنه هكذا فعلا.
الحر، الضجيج، ضغط السير في لندن، ذلك الاحساس الملح بالعجلة الذي يتملك المرء في مدينة كبيرة
أغمضت ميلاني عينيها تفكر بشاطيء هاديء، حيث زعيق طيور البحر يأتيك من بعيد، والنسيم عليل عابق برائحة البحر... توقفت السيارة مجددأ عند إشارة مرور، فقال :
- تحتاجين إلى راحة طويلة .
كان صعبا عليها أن تبقى جفنيها إلى فوق، لكنها نجحت. وقالت:
- ايزاك .. سئمت أن أعامل وكأنني من زجاج .. القليل من العمل لن يقتلني
- لكن ذات الرئة مرض خطير.
- أعرف هذا. لقد درست هذا المرض عن كثب في السنوات السبع الاخيرة
- أواثقة أنت أنك تريدين هذه الوظيفة؟
تنهدت
. أجل.. أنا أفضل حالا الآن.. أتحسن يوما بعد يوم وما أحتاجه الآن شيء يبقيني مشغولة .. أنا لست من النوع الذي يستطيع الجلوس دون عمل شيء طوال النهار ، ساجن لو اضطررت لهذا!
نظر إليها ايزاك موافقا :
- إنك على حق.
كان رجلا ضخما عريض المنكبين ، طويل القامة . شعره موشي بقليل من الرمادي ووجهه ذا قسمات جد شابة. لطالما فكرت ميلاني أن نمط حياته يعطيه ذلك المظهر الشاب ؛ حياته صفحة بيضاء، لم تكتب عليها السنين حتى الأن الكثير.
كان يعيش مع أمه، سيدة صغيرة الجسم حديدية الأرادة، تدير له حياته دون شفقة ، وتنوي أن تختار كنتها بنفسها... لكن ميلاني لم تكن على لائحتها قالسيدة دانفر أوضحت هذا في أول يوم تم لقاءهما فيه . وأوضحت ميلاني بدورها أن ليس لديها مثل هذا الطموح، ، صحيح أن ايزاك محبوب، لكنه لم يكن من تتمناه زوجا لها.. وما إن أبعد هذا الموضوع عن الطرح، حتى أصبحت والسيدة دانفر صديقتين. ومع ذلك، كان ايزاك يجهل كل شيء عن هذا، فالحرب القصيرة جرت من فوق رأسه ،، ولطالما قال لميلاني كم هو سعيد لاتفاقها مع أمه
حين بدأت ميلاني تستعيد عافيتها من المرض الطويل، تفاجأت بالطبيب يطلب منها عدم العودة إلى المستشفى قبل ستة أشهر على الأقل .. أضاف الطبيب بصراحة :
لم يتم شفاءك تماما، عليك القيام بعمل بسيط في مكان آخر. سافري إلى الخارج ... اذهبي إلى الريف لبضعة أشهر إذا استطعت . افعلي أي شيء تشائين. لكن، ابتعدي عن عنابر المستشفى إلى أن تعودي إلى حالتك الطبيعية.
كانت في حديثها عن الأمر مع ايزاك.. ممزقة بين التوتر والبؤس .. إنها ممرضية متمرنة، ولا تريد أن تصدق ما سمعته لتوها .. وقال لها ايزاك يومها مفكرا :
. يجب أن تكوني متعقلة. . وأعتقد أنه لا مانع لديك من السفر
بدأت ميلاني بالضحك:
- أتنوي التخلص مني.. ايزاك ؟
ليس بالامكان ممازحته ,فهو ياخذ كل شىء بجدية :
_يا الهى ! لا ! مجرد فكرة خطرت ببالى .. احد زبائنى يبحث عن فتاة
رصينة لتعتنى بحفيدته . .
_ لست ممرضة اطفال ايزاك .
_ انها ليست طفلة . . . بل شابة .
سالت باهتمام :
_ كم عمرها ؟
-ستة عشر سنة .
احست ميلانى لسبب ما بان ايزاك كان يحاول ان لا يقول الكثير عن
الفتاة , فقد تابع بسرعة :
-ستسافر السيدة هافرى الى الخارج وتاخذ الفتاة معها . . لكنها تشعر
انها لن تستطيع الاعتناء بها لوحدها دون مساعدة . ماتريده , هو فتاة شابة
لترافق ستيلا . . لكن على قدر كاف من النضج لان تكون مسؤولة عنها
_ نوع من المرافقة ؟
هز راسه بسعادة :
بالضبط . . ولن يكون هذا متعبا لك ميلانى . . ستسافرين احيانا
لكن فى اكثر الوسائل راحة ورفاهية .
-اهم اغنياء ؟
زبائنه دائما اغنياء . . وهو يحبهم كذلك . . وهو يهوى الزبائن ممن لهم بيوت ذات اسماء رنانة . . فهذا ما يجعله يبدو محنكا ؛ رجل يفهم
الدنيا كانت ميلانى تنظر اليه متسامحة وعيناه تومضان سعادة . . ايزاك فعلا رجل لطيف .
زبونتى هى فيوليت هافرى .
جفلت مفكرة لان هذا الاسم بذكرها بشىء . . لكنها غير واثقة مما هو : فيو ليت هافرى ؟

بدت الصدمة على ايزاك :
- زوجها برنارد هافري!
- ملك النقانق؟
صحح معلوماتها بتعال وذهول :
مؤسسة تصنع النقانق ، إضافة إلى أشياء أخرى...
لم يكن يحب ذلك النعت المعروف عن السيد هافري . .
لكن الصحف تسميه ملك النقانق .
تذمر ايزاك :
- أنت تقرأين الصحف الركيكة.. لكنه ليس زبوني .. بل زوجته ، وهي امراة فاننة.
نظرت إليه ميلاني متسلية :
أهي فاتنة حقا؟
كان ايزاك سريع التأثر بالسحر الأنثوي، خاصة في النساء المتقدمات في السن، اللواتي يجتمع فيهن السحر والمال والشهرة.
ابتسم وقال بإصرار :
-فاتنة جدا.
و سألته بحشرية :
- كم عمرها؟
- لست متأكدا.. حوالي السبعين، على ما أظن بهذا قلب ايزاك الصورة التي بدأت تتشكل في ذهن ميلاني عن امرأة شديدة السحر فتنته من أول نظرة. وأكمل يسأل :
- هل أرتب لك مقابلة معها؟
ووافقت بعد لحظات تردد حين قال لها انها من ذلك النوع من الفتيات التي تبحث عنه
كانت ميلاني فتاة نحيلة ، متينة الجسم، ذات شعر ناعم منسدل ... وكانت بنيتها، ولون بشرتها بعطيانها رقة خارجية تخفي قوة شخصيتها .
كان ايزاك بعتبر تلك النظرة الأنثوية الهشة وكأنها المرأة كلها.. لشد ما كانت مفاجاته لو أخبرته ميلاني أنها أقسى عودا مما يتصور .. فهو يحب الفتيات الرقيقات
لم يكن جهله لطبيعتها الحقيقية امراً ذو أهمية، فهو لم يطالبها بشيء لم تكن مستعدة للقبول به.. أقرب ما وصلا إليه نحو الرومانسية، هو مشاركتهما علبة مناديل ورقية وهما يشاهدان فيلم حزينا .
كان ايزاك هو الأخ الذي لم يكن لميلاني يوما.. كما كانت تدرك انها الأخت التي لم تكن لايزاك .
كانت السيدة هافري تسكن شقة كبيرة في فندق تطل على حدائق القصور الملكية في لندن. ترك ايزاك سيارته مع البواب ورافق ميلاني إلى المصعد.
كان هناك سجادة ممتدة من باب المصعد وحتى نهاية الممر المحاط بالمرايا ذات الزوايا والتي كانت تظهر صورتبهما وهما يمران عبره . رأت ميلاني وجهها الشاحب منعكس في إحدى المرايا ومما زاد في شحوب وجهها تلك البذة البيضاء التي كانت ترتديها.
فكرت ميلاني في نفسها: أبدو كجثة متحركة
انفتح الباب بعد انتظار طويل .. وأخبرت تعابير وجه ابزاك المتجهمة ميلاني أن الفتاة التي ترى هي ستيلا الشهيرة. وقد كانت ترتدي بنطالا حريريا نبيذيا فضفاضا مربوط عند الكاحلين بشرائط، أفلتت إحداها وأخذت تتجرجر ورائها. فأشارت إليها ميلاني مبتسمة: 0
- قد تتعثرين بسبب هذه
بدت ستيلا غاضبة.. لكنها انحنت لتربط الشريط بحدة، انسدل شعرها الأسود الطويل إلى الأمام ليخفي وجهها، لكن ميلاني رأت ما يكفي ليجعلها تعيد التفكير في هذه الوظيفة .. قال ايزاك بصوت متوتر آجش:
. لدينا موعد مع السيدة هافري .
ردت الفتاة وهي تستقيم :
- سنلتقيكم بعد لحظات.
ثم أخذت تحدق بميلاني التي كانت تقوم بالأمر عينه. كان لستيلا عينان لوزيتان، ورموش طويلة محددتان بخط بني، ومما زاد على حدتهما نظرة حزينة ، تخفي عدائية
- لم يتحمل ايزاك نظرتها بسهولة، فأخذ ينتقل من قدم إلى أخرى في حركة قلقة، وبدا أن الفتاة لم يكن لديها ما تقول. لكن كانت عيناها تبرزان كراهية بارزة جعلت ميلاني نشعر برغبة في مغادرة المكان دون لقاء السيدة هافري.
أخفضت نظرها قليلا، لتري بذي الفتاة وقد اشندنا في قبضتين إلى جائبها، ولاحظت أنهما ترتجفان قليلا، مما يدل على أنها ليست هادئة على أي حال، ثم رفعت نظرها بسرعة ليقع نظرها على تلك العينين السوداوين قبل أن تتاح لستيلا فرصة إخفاء ما فيهما من تعبير. وفكرت ميلاني: لا.. إنها ليست هادئة كما تحب أن أظنها.
و انفتح باب وظهرت السيدة بسرعة تقطع الأنفاس.. للحظات لم نستطع ميلاني أن نصدق أن هذه هي السيدة العجوز التي جاءت لتقابلها.. ثم، تقدم ايزاك إلى الإمام محولا الأرتباك في وجهه إلى ابتسام. ويده ممدودة
- سيدة هافري . . كم تسرني رؤيتك مجددا !
. آسفة لأبقاءك منتظرا ايزاك. كنت أتحدث على الهاتف ولم أستطع ترك المخابرة، مع أنني حاولت.. هذا لطف منك أليس كذلك ستيلا
كرم منك إزعاج نفسك لأجلنا. ونحن نقدر لك هذا
وفيما هي نتكلم، كانت عيناها السوداوان الصغيرتان تنظران إلى ميلاني، ثم إلى ايزاك. ثم إليها لنأخذ كل تفاصيلها. حدة النظرات هذه تشابه حدة نظرات حفيدتها تماما .. إضافة إلى قسمات وجهيهما ، كانت تسريحة شعرها الرمادي الشابة تضفي على شكلها شيء من الغرابة جعلت
شعرها يبدو وكأنه مصبوغ واصطناعي. وكان لعينيها تلك النظرة الذكية الجريئة المتهمة، لما لها من خبرة واسعة. كما كانت تتمتع بجسد مستقيم بليق بامرأة أصغر سنا ومما يزيد في سحرها حركاتها الخفيفة والرشيقة ومعصميها الأنيقان. بينما كانت تلوح بيديها التي كانت تزين أصابعهما الخواتم. أحست ميلاني، على عكس أول انطباع، أنها ستحبها .
كان ايزاك يقدم احداهما للأخرى حين مدت يدها لتصافح ميلاني وهي تدقق في تعابير وجهها
. أجل.. أستطيع أن أرى أنك كنت مريضة.. هل أنت واثقة أنك أفضل حالا لدرجة تمكنك من السفر إلى الخارج؟
ترددت ميلانيمبتسمه :
- أظن هذا . . ما زلت أحس بتعب لحظات معينة لكنني أتحسن مع كل يوم
-لن نغيب أكثر من اسبوع .. قال ايزاك إنها ذات الرئة .
أجل.. ولقد مررت في أوقات سيئة , فقد كنت أعمل بجهد كبير .
- تعالي لنجلس ونتناول القهوة .. ستطلبها ستيلا لنا
قادت السيدة هافري ميلاني إلى أريكة في الجانب الآخر من الغرفة واقبل ايزاك خلفهما، ليجلس على مقعد قريب ، بداه على ركبتيه، بحدق بهما برضى.. نظرت ميلاني إليه بقلق حنون .. كان سعيدا بنفسه ظنا منه أن خطته ستنجح
كانت ستيلا تتحدث في الهاتف ... ثم عادت ويدها تبعد شعردا الأسود الكثيف عن وجهها بطريقة غاضبة وقالت
- ستصل القهوة بعد قليل
نظرت إليها جدتها بابتسامة ناعمة وقالت:
- لماذا لا تذهبين لتغيري ملابسك. عزيزتي؟ فهذه الثياب غير مناسبة
للخروج وتناول الغداء ..
- بلي.... سأفعل.
إنها من ذلك النوع من الناس الذي لا يقدم أي تنازلات.. وراحت تمضغ العلكة داخل فمها فيما هي تراقب جدتها كهرة تراقب فارأ، وكان لميلاني انطباع أنها تتمتع بالقدرة على التلاعب مع من هم أكبر سنا . وتتحداهم.. وهي تتذكر تماما هذا الشعور .. إذ انه عند الأطفال السعداء كان هذا الشعور وسيلة يفرض من خلالها الأطفال الطريقة التي يودون التعامل معهم بها. أما عند الأطفال التعساء فهو شكل من أشكال التمرد، وفعل انتقام
استدارت السيدة هافري إلى ميلاني .
لا يمكنها الخروج للغداء وهي ترتدي هكذا.. أليس كذلك؟
نظرت ميلاني إلى البنطلون الحريري الواسع:
- أوه. . الجميع يرتدون هكذا هذه الأيام سيدة هافرى ... إضافة إلى أن هذا البنطال يناسب تحول ستيلا, فهذه الملابس تجعل المرء عادة يبدو كالحصان ذو الشعر على قوائمه.
نظرت إليها ستيلا نظرة حادة واختفت ورفعت السيدة هافري يدها إلى فمها وكأنها فتاة صغيرة لتضحك.. وضحك ايزاك متعاطفا رغم عدم فهمه لما قصدته ميلاني
نظرت الجدة من فوق كتفها لتتأكد من إقفال الباب وأن ستيلا ليست على مرمى السمع، وقالت:
. إنها الآن في المرحلة الصعبة
أطبقت يدها فوق يد ميلاني بقبضة قوية، وأكملت بصوت منخفض:
- واجهنا الكثير من المتاعب معها مؤخرا. أعتقد أن الأمر صعب على طفلة لا أم لها .. إنها تكبر بسرعة.. والمدارس لا تعرف كيف تتعامل معها
قال ايزاك ناصحا :
- يد حازمة ،، هذا ما تحتاجه
ابتسمت السيدة هافري له، لكن عينيها كانتاتشعان بعدم الموافقة .. كان لها طريقة في أن لا تقول ما يجول في خاطرها فقد بدت معتادة على التعامل مع رجال صعبي المراس. تعلمت ميلاني أن تفعل هذا في العنابر ، قرار الطبيب نهائي، حتى ولو كانت الممرضة واثقة تماما أنه مخطىء.. ولقد تعلمت ميلاني أن توصل عدم موافقتها دون أن تقول شيئا.. وها هي تتعرف على هذا التكتيك في السيدة العجوز ... وسألت:
. ألديك أحفاد آخرين؟
أدارت السيدة هافري نظرها إليها وردت
. لا... إنها الوحيدة . ولا يظهر على ابني دليل رغبة في أن ينجب غيرها.
بدا في صوتها نبرة حزينة لكنها رسمت ابتسامة واهية ونظرت إلى ميلانى
-هل ارتادت ستيلا مدرسة داخلية؟
- أجل، حين كانت في الثامنة من عمرها.
ثم نظرت إلى ميلاني محدقة مدركة ما تفكر به وتابعت: أجل، أعتقد انها صغيرة جدا، لكن والدها أصر على ذلك إذ أنه يعتقد أن ذلك قد يساعدها على الانضباط».
أوه... إنه اذن من ذلك النوع من الآباء؟ نظرت ميلاني بطرف عينها لترى أن ايزاك بهز رأسه موافقا، وقال:
. لقد انخرطت مع مجموعة مجنونة في آخر مدرسة لها.. وشعرنا بارتياح شديد في إبعادها عنهم.
- إنها في السادسة عشرة؟
هزت السيدة رأسها، وتمتمت متنهدة
- لا أستطيع التعامل معها .. تجعلني أشعر أنني عجوز.
هذا ليس مستغربا في سن السبعين، لكن من الصعب التصديق أن
السيدة هافري تقارب ذلك السن..
احتج ايزاك على الفور
- بحق السماء .. أنت لست
خانته الكلمات، لكن تعابير وجهه كانت صادقة بما يكفي لاجتذاب ابتسامة جديدة من السيدة هافري.. فذلك الاعجاب الطفولي محبب لنفسها، وهي معجبة بايزاك..
قالت لميلاني، ونظرتها حزينة
- لقد طردوها.. لا يبدو أنها قادرة على الاستقرار في مدرسة .
استطاعت ميلاني أن تعرف السبب، فلستيلا عين ثائرة.. لا شك أنها تعلمت كيف تتعامل مع الأكبر منها سنة في سن مبكرة، وقالت:
- إنه سن صعب
تدخل ايزاك:
- ميلاني معتادة على إبقاء الفتيات الصغيرات في حالة انضباط
تلقي نظرة من ميلاني جعلته يتململ في مقعده .. فقالت السيدة هافرى له، لكن عينها كانت على ميلاني :
- ما تحتاجه ستيلا شخص يفهمها
قال ايزاك موافقا
- طبعا .
سألت ميلاني، محاولة تغيير الموضوع :
- أظنكم ستسافرون إلى أوروبا. .
مسكين ايزاك كل ما يريده هو ارضاء الجميع .. ولا يلام لدوام ارتباكه.. ردت السيدة:
. أجل.. أولا إلى باريس، لشراء بعض الثياب .. ثم إلى إيطاليا، أو ربما اليونان.. فستيلا لم تشاهد والدها منذ وقت طويل ويجب أن تمضي بعض الوقت معه. وهو يمضي بضعة أسابيع في اليونان كل سنة
لكن، أتروق هذه الفكرة للأب؟ لقد سمعت ميلاني القليل جدا عن
والد سنيلا. عدا عن انه ابن السيدة هافري الوحيد. نتيجة زواجها الأول. بصاحب شركة سفن بوناني
قالت السيدة :
إنه مشغول جدا.. وليس لديه الوقت الذي يتمناه ليمضيه معها.
التقت عيونهما، وقرأت ميلاني اعترافا مترددة في العينين السوداوين جوليانوس بيلانوس. ليس بالرجل الذي يحب العائلة. بطبيعته . وحياته لم تكن منظمة بطريقة لترك الكثير من المجال لابنته.. وسألت ميلاني
- هل ماتت أمها مؤخرا؟
- حين كانت ستيلا في الرابعة .. وأخذتها تحت رعايتي بعد ذلك إلى أن ذهبت إلى مدرسة داخلية
بدا أن السيدة لا تريد الحديث في هذا، فنظرت إلى زي الممرضات الذي ترتديه ميلاني
- لست مضطرة لارتداء هذا.. أليس كذلك؟ أكره أي شيء يذكرني بالمستشفيات
- كما ترغبين
كانت قد ارتدت الزي لتعطي الصورة الصائبة .. فقد ينظر إليها ايزاك كشابة ضعيفة ، لكنها تعلم أن زيها أفضل دليل على شخصيتها الحقيقية
بدا أن السيدة لا ترغب في خوض غمار هذا الموضوع أكثر من ذلك فقالت:
- أخبريني المزيد عن نفسك عزيزني
- ما الذي تريدين معرفته؟
لم تكن ميلاني قد أجرت مقابلة توظيف من قبل، فقد عملت في المستشفى منذ أن كانت في الثامنة عشرة من عمرها، وحياتها كانت محصورة بين جدران المستشفى .
- ما الذي دفعك إلى التمريض؟
ابتسمت ميلاني بأدب :
- أعتقد أنني أحببت فكرة أن أكون ممرضة
لكن إخلاصها لعملها كان أعمق مما تنوي أن نعترف، والداها قتلا إثر حادث تحطم سيارة حين كانت في الخامسة عشرة. وكانت في مؤخرة السيارة ونجت بإصابات طفيفة. لكن أمها مانت بين ذراعيها على حافة الطريق لم تستطع ميلاني أن تنسى إحساسها بالعجز والبؤس.. أحست لو أنها فقط تعرف ما يجب فعله فقد تتمكن من إنقاذها ,, لقد تركت هذه التجربة في نفسها رغبة لا يمكن محوها بأن تصبح ممرضة
و مع أن لميلاني إحساس عميق بالمرح. إلا أنها بطبيعتها جدية . لطالما اضطرت إلى إخفاء مرحها في العنابر حتى أصبح هناك طبيعة أخرى لها، وهي أن تبقى هادئة متحفظه. ومما ساعدها على هذا نعومة مظهرها فقد كانت تبدو في بذلتها الرسمية وكأنها لم تضحك في حياتها
ولم يترك اخلاصها لعملها لها كثيرا من الوقت للحب، فهي غالبا ما تكون تعبة، حتى أن حماما ساخنا، ونوم مبكر، كانا يروقان لها أكثر من موعد مع رجل
لقد فاجأها مرضها لشدة ما كانت تركز على عملها لدرجة أنه لم يخطر ببالها أن تتأكد من سلامتها صحيا بين وقت وآخر، وحين انقلبت إصابة بسيطة بالرشح إلى ذات الرئة، وبخها طبيبها ولو بلطف، لمبالغتها في العمل ..
كان هو على الأرجح من أنقذها خلال استبداد أزمة المرض بها. لم تكن قوتها تكفي لتغلب على المرض لدرجة استلزمت مساعدة كل الجهاز الطبي في المستشفى.
كانت السيدة هافري تتكلم عن ستيلا حين عادت ميلاني من ذكرياتها المريرة للماضي... وكانت تسأل :
- أنظنين أن بإمكانك التعامل معها؟
ردت مرتابة :
- سأحاول .
صحيح أن ستيلا تبدو صعبة المراس. لكنها لم تكن تبدو مستحيلة الاصلاح. قالت السيدة هافري بتنهيدة طويلة عميقة
- كل ما أرغب به هو أن أبعدها عن المتاعب. لن أدعي بأنها سهلة لكنني متعلقة بها جدا.. وآمل أن أقنع والدها أن ينضم إلينا بين حين وأخر، قد يكون مشغولا كثيرة، لكنه يجب أن يجد الوقت ليأتي، خاصة حين بعرف أن هناك من يعتني بستيلا ويمنعها من إزعاجه
راحت ميلاني تفكر في نفسها . . من الواضح، أن لا أحد يريد ستيلا .. لقد أرسلت إلى مدرسة داخلية في سن صغيرة جدا، فتمردت ضد كل من حولها، وبكل طريقة تمكنت منها، الأمر الذي أدى إلى نفور
الجميع منها
كانت السيدة هافري تراقب ميلاني، وقالت كأنما تدافع
. ليس منا من هو صغير السن، وليس من السهل التعامل مع ستيلا.. حتى أن إدارة مدرستها وجدتها فعلا مزعجة، ولم يستطيعوا التعامل معها، فكيف يمكن لي أو لبرنارد أن نأمل بهذا؟
ابتسمت ميلاني لها، وقد شاهدت القلق والانهزام في عينيها. فالسيدة هافري لم تكن عمياء عن مشاكل ستيلا.. فهي تعرف أن حفيدتها لم تكن سعيدة، لكن ربما كانت تحس حقا أنها أكبر سنا من أن تفعل شيئا .. ولم يكن سهلا على ميلاني قراءة حقيقة شخصيتها من وراء هذا القناع الناعم الزائف .. فالحياة تركت آثارها على السيدة هافري في الماضي ... ومع أنها نجحت في إخفاء هذه الآثار، وخففت منها بجراحات تجميلية، والماكياج، إلا أن عيناها كانتا تفضحان أن كل مالها لم يتمكن من شراء راحة بالها، وبالرغم من تصرفاتها الحيوية، والبريق المتكلف في المجوهرات والملابس الفخمة، فهي ليست امرأة مرتاحة راضية

كان ايزاك يتمتم موافقة على ما يسمع محاولا أن يرسم الاطمئنان والهدوء على وجهه، وما إن نظرت ميلاني إليه حتى رأت ذلك الاضطراب
بشع من عينيه ومرة هذا إلى سير الحديث ، فلقد شعر ايزاك بعدم ارتياح ميلانى
أعادت ميلاني نظرها إلى السيدة هافري وقالت:
ألا يستطيع ابنك أن...
فقاطعتها السيدة بضحكة خفيفة، ولمعان متوتر في عينيها السوداوين الحزينتين
. جوليانوس دائما مشغول .. لكثرة مسؤولياته .
انفتح الباب ودخلت ستيلا إلى الغرفة بعد أن غيرت ثيابها، وارتدت بذلة بلون الكريم مع بلوزة. نظرت جدتها إليها بارتياح وموافقة لكن ستيلا تجاهلتها، وراحت تنظر إلى ميلاني بفظاظة.. وكأنما تتحداها أن تبتسم .
توجهت بعد ذلك إلى النافذة وهي تسند رأسها بيدها وراحت تنظر إلى سماء لندن من فوق رؤوس الأشجار، وكأنها البخار يراقب الأفق البعيد.. إن ستيلا تحاول على الدوام توجيه الاهتمام إليها. أهذا ما تريده دائما؟ ، هل القصد من تمردها وفظاظنها إجبار الكبار غير المكترثين بها، أن يركزوا اهتمامهم عليها ... ولو فعلوا ذلك على مضض؟
قالت السيدة هافري :
- ستيلا .. الآنسة فرايزر .. لا.. لا أستطيع منادانك هكذا طوال الوقت! أيمكن أن أناديك ميلا؟
وابتسمت، فردت ميلاني الابتسامة وهزت رأسها موافقة، فتابعت السيدة نحدث ستيلا قائلة:
- ستيلا.. قررت ميلا أن تأتي معنا.
فعلقت ستيلا دون أن تزعج نفسها وتستدير لتواجههم :


- أوه... عظيم.
نظرت السيدة هافري إلى ميلاني باحراج شديد فوقفت ميلاني تبتسم ووقفت السيدة أيضا وهي تمد يدها:
سرنى اللقاء بك. أنا واثقة أنك وستيلا ستتفقان تماما..
نظرت بسرعة وارتياب إلى ظهر الفتاة الصامتة عند النافذة، وكانت على وشك أن تكمل الحديث، عندما انفتح الباب، ودخل رجل إلى الغرفة
استدارت السيدة هافري باستغراب وشهقت رافعة يدها إلى عنقها .
- هل دهشت لرؤيتي؟
كان له صوت أجش دافيء، فيه شيء من السخرية .. حتى أنه لم ينظر إلى الغريبين في الغرفة، وكان وجودهما لم يلفت انتباهه.
تحركت السيدة هافري نحوه قائلة:
- لماذا لم تدعني أعرف بمجيئك إلى لندن؟ ماذا تفعل هنا؟ ظنتك في نيويورك، أو أثينا.
انحنى ليضع شفتيه بخفة وبرود على خدها، ثم قال :
- أنا هنا في عمل، مرحبا ستيلا
تقدمت إلى الأمام، وأدارت له خدها بامتعاض.
راقبت ميلاني وجهه بتمعن فقد عرفت من هو لحظة دخوله الغرفة ، لكنها لم تكن لتعرفه من الصور التي شاهدتها له في الصحف، فهو يبدو أكثر وسامة مما يبدو عليه في تلك الصورة. كان رجلا طويلا رشيقا تنم طريقة سيره عن حالة من القلق .. ذو بشرة سمراء.. لصونه لكنة غريبة محددة في بعض الكلمات، لكنه كان يستخدم الانكليزية بطلاقة ودون أي
تردد .
قال لستيلا :
- لقد تغيرت
احمر وجه الفتاة :
- وماذا كنت تتوقع؟ أكنت تعتقد أنك ستراني في سروال رياضي؟
بدا الذهول واضحا على قسمات وجهه وقال بنفاد صبر:
- هل أنت بخير؟
تفاجأت ميلاني بجفاف حديث الوالد مع ابنته، وكأنها غريبة .. لعلها غريبة فعلا؟ لعل جوليانوس بيلانوس بالكاد يعرف ابنته؟
لم تكن ستيلا تزعج نفسها بإخفاء عدائيتها نحوه .. وسألته :
- لماذا نهتم؟ مرت شهور عدة منذ رأيتك
رد باختصار :
- أنا مشغول، وتعرفين هذا
- أنت هكذا دائما !
- لدي الكثير من المسؤوليات .
وضع يديه في جيبيه وهو لا يزال ينظر إليها بالعصبية ذاتها، كانت ملامح القسوة واضحة على وجهه المستدير ذو الأنف المستقيم، أما شعره فهو أسود كثيف وشديد اللمعان . يا له من وجه مثير للإعجاب رغم أنه لا ينم عن اكتراث لضعف الأخرين
صدمت ميلاني لشدة الشبه بينه وبين ابنته .. رغم أن وجه ستيلا كان يوضح عدم اكتمال شخصيتها وصغر سنها مقارنة بسن والدها، لكن الشبه الشديد بينهما كان واضحا فيما هما بحدقان بعضهما. إن ستيلا عنيدة.. فهل هذا ما ورثته عن والدها؟
قال محاولا إسترضاء ستيلا:
لم أكن أعلم بوجودك مع جدتك ..
لكنه فشل، نظرت إليه ستبلا بحدة وقالت
- أنت بالكاد تعرف أنني حية اصلا فلماذا تعرف أين أكون، أو ماذا أفعل؟
تنهد بعمق وقال بصوت أجش .
لا تتكلمي معي هكذا !
هزت ستبلا كتفيها بطريقة مهينة.. واستدار والدها ليكلم أمه.. فشاهد ميلاني و ايزاك، فلمعت عيناه بغضب، مما أدى إلى تورد وجنتيه. راقبته ميلاني ببرود، وحاجباه ينضمان إلى بعضهما، بعد أن أدرك أن لقاءه
الغريب مع عائلته كان بحضور غريبين
اشارت السيدة هافري بيدها إلى ميلاني و ايزاك !
- جول.. هذا محامي الخاص، ايزاك دانغر، وهذه ميلاني فرايزر، التي ستسافر معنا إلى أوروبا.
كرر جوليانوس بيلانوس كلام أمه باستهجان :
- إلى أوروبا معكما؟
نظر إلى ميلاني ثم إلى أمه
- أوروبا؟ ومتى هذا؟ ولماذا ليست ستيلا في المدرسة؟
حسنا...
وترددت الأم.. لكن ستيلا قالت بوقاحة
- لقد صرفت.
أدار راسه الأسود الشعر نحوها، وتعابير قاسية مرسومة على وجهه : - ماذا قلت؟
رددت ستيلا بجرأة دون أن تخافه .
قذفوني إلى الخارج .. صدر أمر بصرفي.. طردت!
فعلق مزمجرا : ماذا؟
ثم استدار ليواجه الغريبين الواقفين قرب الباب وقال وهو يتقدم ليخرجهما إلى خارج الشقة :
- هل تسمحان بأن تتركانا؟
وصفق للباب خلفهما.
وهما يبتعدان، سمعت ميلاني تدفق كلمات عميقة غاضبة، وقالت بهمس
. واو!.. هذا ما يسمى بضرب الراس في السقف! لماذا لم تخبرانه الحقيقة؟ أم إنهما تفضلان إبقاءه جاهلا ؟
تأوه ايزاك وهو بفرك يديه قائلا:
- أوه يا عزيزتي.. يا لسوء حظك!
- بإمكانك قول هذا مرة أخرى! يبدو لي أنه سينفجر من شدة الغضب ! بما أن الأمر قد تكرر سابقا، فلا شك أنه لم يعد في مدار اهتمام ستيلا نهائيا.
علق ايزاك معترضا :
- ما من شيء بدعو للسخرية ميلاني. مسكينة السيدة هارفي، أعرف كم كانت تهاب من قول الحقيقة لابنها.. إذ أن طبعه حاد جدا، كما يبدو .
- أنت على حق .
وفيما هما ينتظران المصعد عند نهاية الممر، كان لا يزال ايزاك وميلاني يسمعان ذلك الصوت العميق الفظ، وتدفق كلامه الذي بدا دون توقف. وأكملت ميلاني
. مع ذلك أقول: مسكينة ستيلا!
وافق ايزاك دون تعاطف حقيقي
لكنها لم تتصرف بطريقة لائقة.
أكدت بصوت منخفض:
- إذا أبقيت قطة في قفص، فيجب أن تتوقع منها أن تحاول الهرب.
- لا تكوني سخيفة ميلاني .. مدرسة داخلية إنكليزية رفيعة المستوى، لا يمكن وصفها بالقفص
قالت وهي تخطو إلى داخل المصعد
- أظن وبناء على ما شاهدته وما قيل لي، لقد أمضت تلك الفتاة حياتها كلها محجوزة في قفص








التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 19-02-19 الساعة 10:37 PM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-19, 03:04 PM   #19

فيكسل

? العضوٌ??? » 248870
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 200
?  نُقآطِيْ » فيكسل is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلاااااااااااا
abeer Abdel monem likes this.

فيكسل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 09:41 PM   #20

عبق السحر

? العضوٌ??? » 438842
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » عبق السحر is on a distinguished road
افتراضي

الرواية شكلها توحفه
صراع الارادات فيها راح يكون براكين متفجره
😊😊خلصيها بسرعه وبالتوفيق 😙


عبق السحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.