14-03-19, 11:46 PM
| #115 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء 
|  دخل الغرفة التي تتقاسمها مع الدادة حميدة وسنية بعد ان طرق الباب وقد علم بوجودها هنا بعدما مر على المطبخ منذ قليل متعللا برؤية الدادة حميدة بينما كانت عيناه تبحث عنها في الحقيقة .. كانت تجلس على السرير .. ظفيرتها الطويلة تنام على احدى جانبيها بينما خصلات كبيرة تحررت منها اثناء نومها اخذت تتمايل بغنج على وجهها بفعل نسمات الهواء القادمة من الشرفة، كانت ترتدي قميصا طويل قطني بنصف اكمام لونه الابيض اتفق بنعومة مع بشرتها الحليبية ، اخرجه صوتها عن انشداهه وهي تسأل : " سنية !! .." " لاء دا انا " ما ان سمعت صوته ، حتى بدأت يدها تتحسس بجانبيها لتجد وشاحها فتغطي به ذراعيها ورقبتها العارية اكثر من العادي كان يراقبها بتسلية مستمتعة وهو تتخبط مع نفسها لتجد الوشاح حتى وجدته ولفته حولها قالت ببرود غاضب : " عاوز ايه ؟؟ " تقدم مؤنبا بزيف : " تؤتؤ .. فيه حد يكلم البيه والاستاذ بتاعه كده .." بسخرية تخللت صوتها اجابت : " و الاستاذ البيه عاوز ايه ؟؟ ..." لم يجب حتى اصبح امامها لتسمع صوته وهو يقترب منها قائلا بجدية: " تبقي جنة حلوة معاه ، وتصالحيه . .." اهتز قلبها من نبرة صوته ، لكنها سرعان ما لملمت مشاعرها المتخبطة ، وهي تجيب ببرود ساخر ويدها تعبث في الوشاح : " يااه .. مكنتش اعغف ان صلحي مهم اوي كده " ابتسم ، ثم جلس بجرأة بجوارها على السرير مجيبا بشقاوة معاقبا اياها لسخريتها : " اقولك ايه بس ... عيبي الوحيد اني محبش ست تبقى زعلانة مني .. خصوصا لو كانت حلوة " احمرت وجنتاها انما من الغضب ، حاولت الا تظهره وهي تقول : " والست الحلوة دي كانوا كام واحدة على كده " راقب يدها وهي تنقبض ، ثم اجاب بحماس مزيف وهو يكتم ضحكته : " يووه كتيير ... " " انتي عارفة المانيا مليانة .." قال جملته ، ثم بتيه في وجهها الناعم استطرد متغزلا : " فيها الحلاوة ، الرقة ، العيون الجميلة ، الشفايف المسمسمة ..." بحنق غاضب من غيرتها التي اندلعت في قلبها لتحدثه امامها عن نساء اخريات هتفت وهي تدير بوجهها بعيدا عنه : " انا بقى مش عاوزة اتكلم معاك خالص .." اقترب قليلا منها وهو يسأل من خلفها برقة : " هتقدري ؟؟ " رغما عن قلبها اجابت بعناد : " ايوه هقدغ .. " سمعت صوته من خلفها يقول بخيبة : " ياااه دانتي بقيتي صعبة اوي .." صمتت ، حتى عندما قرر النهوض اوقفه سؤالها : " ايه اللي غجعك ( رجعك ) ؟؟ .." انتبه انها لم تسأله عن سبب رحيله ، انما سبب عودته ، مما عنى له كم كان قاسيا بالنسبة لها برحيله المفاجىء ذلك اليوم .. قرب وجهه منها دون وعي منه هامسا بما بدى لاذانها صادق جدا ولو رأت بريق عيناه لعلمت انه كان كذلك فعلا : " رجعت ... عشان اتجوزك .. " صمتت ، بينما اتسعت عيناها بمفاجأة من جملته جملة خفق لها قلبها الغبي خفقة اربكتها دون ارادة : " نت ..نتجوز ؟؟ ..." ثم سألت بتردد سؤالا مقيدا باجابة واحدة فقط ، وكلمه واحدة فقط ما تبرهن به لقلبها ونفسها طبقا لاجابته ، ما يقصده حقا بجملته تلك : " ليه ؟؟ " مرت هفوة قلبه في البوح وبتراجع ، مرر اصابعه في شعره ثم اجاب بفكاهة لا يدرك انه حطم بها تلك الومضة الصغيرة للغاية التي اشتعلت بعيدا جدا بداخلها : " يمكن عشان مضربش بالقلم تاني لو حصل وبوستك .." هتفت بانفعال وهي تمد برأسها نحو الامام : " دا في احلامك ..." بالحاح شقي مرح : " طب فكري تاني ... دانا بيه ، ومحترم ، وابن ناس ، واستاذ قد الدنيا .. وكمان عندي غمازتين " وهنا لم تستطع كتم ابتسامتها ، لقد اشتاقت لمزاحه معها ، حتى وان احزنها على الدوام ، كان الوحيد في هذا العالم الذي يعرف كيف يعيد الابتسامة الى عينيها التي لا ترى قبل شفتيها سخرت بشكل فكاهي وهي تضحك من اسلوبه : " يا ساتغ " ساتر " ... " اتسعت ابتسامته برؤية ضحكتها ، وانشرح قلبه طربا وهو يرد : " احنا كده اتصالحنا .." عبست بشكل فجائي قائلة باندفاع : " لاء طبعا ... مش معنى انك ضحكت على حاجة قولتها ان انا كده صالحتك .." رفع حاجبا ، ثم وثب واقفا يضع يده في جيوب بنطاله قائلا وعيناه تلمع باصرار قبل ان يغادر : " هتصالحيني ... عشان انا مش هسمح باقل من كده .." *يتبع* | ||||||||||
|  |
|
14-03-19, 11:55 PM
| #116 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| عصرا في قصر الباشا مراد يدها تتحرك بالفرشاة على شعرها ، تشعر بسكون غريب داخلها يتناقض تماما مع ردة فعلها في الصباح عندما اجبرت تماما على البقاء واكمل عقلها سلسلة تحليلاته للامور ، وهي تعود مجددا الى النقطة التي توقفت عندها في المساء ... في ابنة عوضين التي كبرت ... كبرت وكبرت معها مشاعرها التي بذكائها هي افسحت لها الطريق لتنمو في المكان الخطأ .. المكان الذي لم تكن موجودة فيه انتفضت بخفة عندما هزها مراد فجأة ، وكأنه كان يتحدث معها قبل مدة حيث كانت هي غارقة التفكير في مكان اخر .. " يعني ده هو قرارك .. انك متكلمنيش .." اذا فقط فسر عدم ردها مباشرة عليه بانها لا تريد ، فليكن اذا .. رفعت رأسها اليها قائلة ببرود لم يكن ابدا ما تشعر به ، لم تعلم لماذا : " على الاقل افضل من قرارك لما حبستني هنا.." اندهشت عندما ظنت ان برودها سيزعجه حين قال ببساطة وهو يهز كتفيه : " اوك.." وعلى حين غرة انحنى يحاصرها بين ذراعيه عندما امتدت كل واحدة منهما تستند على منضدة الزينة خلفها مضيفا بصوت اجش : " بس انا عارف انك مش هتقدري تثبتي على موقفك ده كتيير ... لان ليلى اللي اعرفها بتحب الكلام" ابتلعت ريقها وهو يلامس باصبعه شفتها السفلى ، بينما عيناه استقرت عليها : "وشفايفها الحلوة دي متحبش تسكت ، ولحد ما يجي اليوم ده انا مستني..." اعتدل في وقفته وعلى وجهه ابتسامة مشاكسة وهو يرى احمرار وجهها المباغت ، قبل ان يلتقط فوطته ويدخل الحمام .. ***** دخلت سنية المطبخ نظراتها تنقلت على الجميع المنشغلين بتجهيز الطعام الغداء ، حتى توقفت على جنة التي انتهت من غسل الاطباق ، وكانت تلك وظيفة وجب ان تقوم بها ، حتى تبقى في القصر مثلها مثل بقية الخدم الذين يعملون ويعيشون فيه .. كانت تستند بجذعها على الحائط ووجهها نحو النافذه لا يعلم احد اذا ما كانت تفكر ، ام فقط تستمتع بنسمات الهواء القادمة اليها .. تقدمت منها بخطوات هادئة تخفي علبة كانت في يدها عن مرأى العين همست عندما اصبحت قربها : " بت يا جنة .." ردت وهي تسحب نفسا ضجرا : " عاوزة ايه يا سنية .." مدت العلبة التي كانت تخفيها امامها قائلة : " البيه اشرف وصاني اوصلك العلبة دي .." تحسست بيدها العلبة عاقدة الحاجبين وهي تسأل بتعجب : " علبة ايه ؟ " اجابت سنية بحماس : " هدية يا بت ... وقالي اذا رفضتيها ، هيجي بنفسه ويدهالك غصب عنك قدام كل اللي في السرايا " لم تجب بينما شعت ابتسامة على شفتيها لم تدرك ظهورها وهي تحاول فتح العلبة بينما سنية تغطي عليها ، حتى لامست يداها قماشا مطرزا بدى من ملمسه انه قيم ، التفتت اليها سنية تبدي اعجابا صريحا ومذهولا : " يا حلاوة يا بت ... ايه الفستان الابهة ده " حاولت جنة ان تبدي توازنا ين بهجتها من هديته لصلحها وبين الا تظهر ذلك للعلن وهي تسأل : " اوصفيلي شكله يا سنية .." " اوصفلك ايه ولا ايه يا بت .. الفستان يجنن ، واضح ان البيه اتكلف اوي عشان يجبهولك " " صحيح يا سنية .. " " يا ترى قاعدين تتودودوا في ايه " جاء صوت حميدة بمرح من خلف سنية ، حتى عندما التفتت زال الحجاب عن جنة والهدية الغالية التي في يدها ، سألت باستغراب : " من مين الهدية دي يا جنة " بتردد خجل اجابت بتلعثم : " اه .. دي . .." لتنقذها سريعا سنية من الحرج بصوت منخفض : " دي من سعادة البيه يا دادة .." نظرت حميدة نحو الهدية التي في يد ابنتها ، واكتفت فقط بابتسامة : " جميل الفستان اوي يا حبيبتي ... تلبسيه بالهنا " ردت جنة بتردد : " شكرا يا ماما " ملست على شعرها بحنان دون قول كلمة اخرى ، التفتت لسنية تخبرها ان تصعد الى الهانم فردوس ، بينما عادت هي الى عملها وهي تفكر بكم تخاطر ... اجل انها تعلم ان علاقة البيه بابنتها يجب ان تنتهي عند هذا الحد ، فهما لم يعودا اطفالا او مراهقين ، وهي تعلم جيدا ان الباشا او الهانم لن يكونوا مسرورين بتمدد هذه العلاقة اكثر من ذلك ، وان تحملاها قديما لانهما كانا اطفالا ، لن يرضوا عنها الان ان لاحظوا استمرارها ، ليس وقد عاد بكرهم من يومين فقط بعد غياب .. لكنها ايضا لا تستطيع ان تطلب من ابنتها او حتى تحرمها من الشيء الوحيد الذي تعلم جيدا انه يسعدها ، الشيء الوحيد الذي يحيها هذه الابنة التي لم تحملها بطنها ، لكنها تملك روحها ... لا تستطيع ان تفعل ولن تفعل ابدا ، وليكن المصير كما هو مكتوب لهما ... *يتبع* | ||||||||||
|
| |
|
15-03-19, 12:01 AM
| #117 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| خيم السكون على القرية .. واظلمت الحقول الا من ظلال القمر المسلطة عليها مبرزة جمالها الليلي والتي لولا تلك الضوضاء الصادرة من نعيق الضفادع المتجمعة الان على ضفاف الترع ، لكانت اشبه بجنة جميلة تحب النظر اليها ... كان ذلك تفكير يوسف وهو يقف امام داره رفع طربوشه عن رأسه وعيناه تفيض بفرحة ، حيث طرق الباب وانتظر ... تلقى وجه امه الحبيب وهي تفتح له ، هللت بسعادة وهي تلقي بنفسها عليه في عناق حار: " يوسف .." ومن بين دموع فرحها قالت : " آه يا ضنايه .. وحشتني اوي ... بقى هان ليك تعمل في امك كِدِه " رفع وجهه يمسح دموعها : " آني آسف يا ست الكل .. " وهو الذي لم يكن عليه حقا ، ليس وهو يسجن لانه يدافع عن رأيه وفكره ، لكن لم يكن يريد قول ذلك لامه وهي تذوق بالفعل خبر سجنه بين مدة واخرى ... دخلا معا وهي تهتف : " حسنين ، يا حسنين ، اخوك رجع " وثوان فقط حتى خرج حسنين الذي ما ان لمح اخاه حتى هرول اليه يعانقه قائلا : " يا الف مرحبا بافندينا ... " رفع وجهه ينظر الى اخاه الحبيب بسعادة ثم التفت صرخ في احدى بناته : " خشي يا بت قوليلهم يعملوا لعمك لقمة ." عاد برأسه نحو اخيه مجددا : " زمانك هفتان من اكل السجن .." غادرت الام مع الابنة لتساعد في تحضير الطعام له بنفسها .. قال حسنين ما ان جلسا بعتاب محب : " آني عارف لزمته ايه اللي بتعمله في نفسك دِه يا اخويا .." " انا اللي بعمل بردو يا حسنين ، ولا دول الاستعمار هي اللي عايزة تاكل حقوقنا وتقفل افواهنا .." حك حسنين ببلاهة رأسه ثم اجاب : " آني مفهمش في كلام السياسة والفلسفة بتاعك دِه ياخويا .. انما آني خايف عليك ، وامك كمان ، آني خايف يجرالها في مرة حاجة وهي بتسمع عنك خبر زي دِه ، وانت عارف غلاوتك عندِهِه قد ايه " ربت يوسف على ظهر اخيه بابتسامة قائلا بمزاح : " وانت رحت فين يابو سعد ... انا متأكد انك هتشيلها من بعدي " وقد كان لقب " او سعد " ما يحب ان يطلقه الناس على حسنين ، لكن جملة اخيه التي تلت عكرت صفو زهوه وسعادته بمنادته به خاصة وهو يسمعها من لسان اخيه الصغير المتعلم نهض قائلا باستياء : " يا بااي عليك يا يوسف .. آني غلطان اني عايز مصلحتك " لكن يوسف اوقفه وهو يضحك لا يريد جدالا او مزيدا من الحديث : " والله مانت قايم لازم تاكل معايا .. وخلاص يا سيدي اوعدك اني هحاول متكلمش كتيير اليومين دول .." جلس حسنين وقد استرضاه اخاه بما يعلم يقينيا انه استرضاء فقط لا غير ، ولا نية حقيقية له بالتوقف فكان حاله كحال باقي الافندية الذين سافروا الى القاهرة وتعلموا بمدارسها ، وتحدثوا بلغة اهلها ، لهم افكارا ، ومعتقدات ، ومبادئ لا يتخلون عنها ابدا.. ***** كانت ماتزال تتحسس الثوب الذي احضره لها ، وعقلها في الحاح متساءل ماذا تعني لفتته هذه ؟؟ هل حقا يبالي بغضبها ؟؟ هل حقا يهمه امر مصالحتها لهذا الحد ؟؟ انها لم تخاصمه قبلا ، لذا لا تعرف !! كان لها استاذا وهي تلميذته ، كان شخصا مهما لحد بعيد ، شخصا عاشت معه في ذات المكان ، ضحكت معه ، وتشاجرت معه وقد كان ذلك كثيرا بينهم لكنهما يعودا مجددا في الصباح ويتحدثان كأنه لم يكن .. كان شخصا علمها كل شيء يخص العالم والحياة فكان لها العينان ، وكان لها الروح .... لكن ... وماذا بعد ؟؟ لا شيء اكثر ، ولا يمكن ان يكون هناك اكثر لانه لطالما منحها الهدايا كما منحها الكثير .. لكنه في النهاية ... رحل !! بينما قال صوت عقلها : لانك ببساطة ابنة الخادمة العمياء انة الخادمة التي لولا انه تكفل باعطائها كل ذاك ، لكانت جاهلة ، لا فائدة منها مطلقا في الحياة ... ***** تجلس امام منضدة زينتها تخلع عنها قرطيها بينما عيناها تائهان ، حيث كانت تفكر هي الاخرى ... ها هو ابنها وكبيرها اصبح هنا .. لكنه يحب اخرى كأمه عنها اخرى قامت يوما بتربيته بينما كانت هي فقط تتفرغ لدورها كسيدة مجتمع .. حتى عاد دورها في هذه الحياة فقط ان تكون هانم .. نهضت عن الكرسي نحو الشرفة ، تحدق فيما امامها بعيون تائهة لكنها ام .. سواء اراد طفلاها ذلك ام لا سواء ناداها بكرها بذلك يوما ام لا انها ستبقى امهم ، وسيظلا هما ابناء الباشا هاشم ستظل ابنتها الصغيرة "هانما "، وابنها البكري "بيه " اشياء لن تتخلى عنها ببساطة لمجرد انهما فقط يمتلكا طبيعة اخرى غير ما يجب ان يملكونها انها كأم يجب ان تحافظ هي لهم على ذلك ، وها هي قد نجحت وقامت بخطبة ابنتها على البيه انور ابن الباشا تيسير وقريبا جدا ستزوج ابنها بمن تستحقه وتحفظ له مكانته في المجتمع ... *انتهى الفصل* | ||||||||||
|
| |
|
15-03-19, 12:16 AM
| #118 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| الفصل الثالث أَيَا رفِيقَةَ دَرْبِي لو لديّ سوَى عٌمرِي لَقلْت فَدى عَيْنَيْك أعْمَارِي " غازي القصيبي" تنتشر الشمس بخيوطها الذهبية في الافق رويدا رويدا ، حتى تمكنت اخيرا من فردها جميعا مبرزة بجمال علو القصر بحشائشه الخضراء النضرة المحيطة به ... توقفت سيارة امام القصر ... بينما خرج منها حذاءان انثويان حيث خرجت فتاة شابة شديدة الاناقة بقبعتها الوردية ولون شفاهها المطابق .. القت نظرة شاملة على القصر بعينيها المكحلتين ثم تقدمت بخطواتها للداخل تاركة خلفها السائق يغلق خلفها الابواب ليتبعها بعد ذلك بحقائبها .. توقفت خطواتها وهي ترى الهانم فردوس بنفسها تقف اعلى الدرجات الثلاث ، قبل ان تنزلهما متقدمة اتجاهها بترحيب حار في عناق لطيف قائلة : " ازيك يا حبيبتي" ثم بنظرة تقيمية عليها من قرب اضافت باعجاب : " لااا داحنا احلوينا خالص .." ابتسمت منيرة وهي تجيب بكسوف : " هو فيه احلى منك يا خالتو ..." " وحشاني جدا " " وانتي اكتر يا حبيبتي .. تعالي ندخل .." ولم يشتق حقيقة اي منهما للاخرىانما كان تكلفا من طبعه انعكاس ما في قلب المرأتين ، فبينما كانت احدهما تقرر ان هذه ستكون مناسبة عروسا لابنيكانت الاخرى بلا شك تقول انا هنا تحت الطلب ، وما اجمله من طلب !! ***** بعد لحظات في الجزء الخلفي من القصر " ايه ... مش هتغني النهاردة .. دانا قايم من بدري عشان اسمعك.."اتاها صوته من خلفها يداهم به خلوتها الصباحية ، ويسبب الاضطراب الذي يسببه ليس فقط على حياتها بل وايضا على قلبها اجابت وقد قررت مصالحته التي لا تستطيع ان تبقى عليها لمدة طويلة : " يووه خلصنا من زمان ابقى تعالى في وقت تاني.." ابتسم بسعادة وهو يرى انهما عادا لسابق عهدهما مجددا جر كرسيا له ، جلس عليه قائلا : " طب مانتي ممكن تغنيلي .. نفسي اسمعك مرة بتغنيلي.." رفعت حاجبيها قائلة بسخرية متفكهة : " دا في احلامك.." و آه لو كانت على علم ما تتضمنه جمتلها تلك ولو علمت ما في احلامه حقا ، لما تجرأت على قولها ابدا !! انحنى بجوارها وهو يمتع عيناه بجمالها المتلألىء تحت ضوء الشمس هائما به قليلا ليجيب بعد برهة : " عجبك الفستان.." اجابت ببساطة وعفوية حلوة : " دا على اساس اني بشوف .. انا يدوب لمسته .." ضحك بخفة : " ماشي يا ستي .. عجبك ملمس الفستان .." تعالت ضحكتها الجميلة سببت بها تيه لقلبه : " ايوه .. عجبني لدغجة اني نمت في حضنه طول الليل .. " صمت برهه وعيناه تتألقان عشقا يصبو لدرجة الجنون ليقول بعدها بصوت اجش : " يا بخته الفستان .." زغرد عقلها الغبي من جملته ،حتى وهي مدركة تماما ان جملته هذه كان نوعا من الغزل تتميز به طبيعته ، يلقيه لأي امرأة كانت مما جعلها لا تثق في أي مما يقوله لها .. ادعت عدم سماعها لنبرة صوته او لما قاله ، ثم غيرت دفة الحديث : " سنية قالتلي ان في ضيفة جاية تقعد في السرايا اليومين دول .." عقد حاجباه مستفهما : " ضيفة !.. مين؟ " هزت كتفيها : " مش عاغفة .. بس هي قالتلي انها جت من مصغ ...واسمها .. منيغة باين .." " منيرة .. دي بنت عمتي .. بس الغريب انها هنا .. " " اشمعنا .." قال وهو ينهض قارصا وجنتيها بمداعبة : " دا لانها يا ستي مش متعودة على جو القرى ..." ثم استدار مغادرا دون ان يعي كم اثارت جملته العادية عن ابنة خالته من غيرة بداخلها ، ليس وهي لا تعلم لما لم ترتح لهذه الزيارة تماما كسنية التي ظلت في البداية تحكي لها قبل مجيئه بدقائق عن مدى جمال الفتاة ورقتها ، ثم عبرت باستياء واضح لمحته في صوتها عن مدى غرورها كذلك ... *يتبع* | ||||||||||
|
| |
|
15-03-19, 12:25 AM
| #119 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| التصقت منيرة به طيلة اليوم ... هذا ما كانت تفكر فيه نورهان وهي تشاهد تدلل منيرة على اخيها وهم يجلسون في حديقة القصر ، تستغل كونها امرأة قبل كل شيء، قرابتهم ، وانه قد عاد حديثا ، بانه لن يتمكن من احراجها ، او ابداء ضيقه الذي ادركته نورهان فقط .. لمحت والدتها وهي تقف على الدرجات الخارجية للقصر تنظر نحوهم بابتسامة رأتها مرة وتعرفها جيدا ، ابتسامة من شأنها ان تخبرك في أي مأزق سوف تكون لاحقا ، كما هو حالها الان ، عندما رأتها ذلك اليوم وهي تتبادل حديثا بدا لها حينها لطيفا جدا مع انور ، لتأخذهم العائلات بعدها بغتة بتحديد موعد الخطبة ، والذي ربما لو لم يكن قد حدث ذلك كله ، لكانت رأت انور من زاوية مختلفة تماما ... نهضت فجأة تاركة اخاها بمفرده مع منيرة ، وقد كانت في طريقها لوالدتها التي ما ان وصلت اليها حتى خاطتها قائلة وعيناها لاتزال عليهم : " كويس انك قمتي .... الافضل نتركهم لوحدهم شوية " هتفت نورهان بانفعال مخالف لطبيعتها الهادئة اللطيفة دائما : " يعني زي ما انا توقعت تماما ، انتي اللي دبرتي موضوع مجية منيرة لهنا " نهرتها فردوس بغضب طفيف : " ايه دبرت دي يا بنت ... اطلعي فوق ، ومتخرجيش من اوضتك النهاردة " وكما امرت تماما اكملت نورهان مشيها بحنق ، وهي تتمنى الا ينفذ مخطط والدتها حقا هذه المرة ابدا .. ثم توقفت عند منتصف الطريق وهي تتذكر جنة ، يا الهي ... جنة .. ما الذي سيحدث معها عندها !!! عندما صعدت دخلت جناح جدتها ، وكان اول شيء قامت به ودون كلمة ان ارتمت بين احضانها .. ربتت لبيبة على كتفها بحنان قائلة : " مين اللي زعل برينسيستي .." " انتي متخيلة يا انّا ان مّامّا عاوزة تجوز منيرة لاشرف .." صمتت لبيبة وقد فاجأها الخبر ، حتى لم تأخذ فردوس رأيها فيه ، ثم اخذ عقلها منحنى اخر في التفكير ، هل من الممكن انها لاحظت شيء .. عقدت حاجباها باستياء وهي تعود لحفيدتها التي بين احضانها قائلة : " وانتي زعلانة عشان ؟؟..." رفعت نورهان وجهها اليها تهتف : " اشرف يبقى اخويا ، ومن حقي اعترض على حاجة اذا شايفة انها مش هتسعده " حدقت لبيبة في حفيدتها بعمق ، ثم سألت : " وانتي ايه اللي خلاكي تعتقدي ان منيرة مش هتسعد اشرف ..." ارتبكت نورهان عن الذي ستقوله لها ... انها وان لم تكن تفهم اخاها جيدا ، وحتى لو لم يخبرها بذلك ابدا انه يكن المشاعر لجنة .. عادت لاحضان جدتها وهي تتنهد باسى : " منيرة انسانة كويسة ... بس الجواز بالطريقة دي غلط يا انّا " صمت الاثنان ، بينما ظلت لبيبة تفكر بعمق في كل كلام حفيدتها عادت بنظراتها اليها وهي تفكر .. يبدو ان صغيرة هذا القصر ايضا لديها من تعرفه وما تخفيه ... *يتبع* | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
433Likes
العرض العادي
