آخر 10 مشاركات
دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree433Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-19, 05:52 AM   #481

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
صباح الكادي والعنبر...
تسجيل حضور...
وفي انتظار الفصل بشوق كبير حدا...
تحياتي ومودتي...
🌹💐🌹





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 27-06-19, 03:39 PM   #482

حوريه77
 
الصورة الرمزية حوريه77

? العضوٌ??? » 404842
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » حوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تسجييييل حضور بنتظارك ياقمرايه❤


حوريه77 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لامحاولات اخرى كانت هذه الاخيره......
رد مع اقتباس
قديم 27-06-19, 09:38 PM   #483

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

مشتاااااقه جدا لجنة اشرف💕

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 02:01 AM   #484

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

اسفة بعمق لتأخر الفصل

واعتذر بشده لكل من انتظر ولم اكن موجودة

باذن الله الفصل بعد دقائق

اتمنى ان ينال اعجابكم ويشفع لي تأخري ...


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 02:37 AM   #485

حوريه77
 
الصورة الرمزية حوريه77

? العضوٌ??? » 404842
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » حوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond repute
افتراضي

بنتظارك ياقمر ع نار

حوريه77 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لامحاولات اخرى كانت هذه الاخيره......
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 03:33 PM   #486

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي


الفصل الثاني عشر

تمرُّ الليالي لا ارى البَينَ ينقَضى
ولا الصبرُ مِن رِقِّ التَّشَوّقِ مُعتِقى
" ولادة بنت المستكفي "



كانت تمشي خلفها بجلباب مبتل متلعقة بملاية لفها كيلا تتوه عنها

تحمل بين ذراعها الاخرى كم الاشيال التي تبتعاها وتلقيها عليها مديحة وهي تنتقل من محل اقمشة الى اخر ، كما لو كانت عبدة في وقت انتهى فيه زمن الاسترقاق!!

ولم يكن كل ذلك ليؤذي جنة اكثر من انها لا تعرف كيف تعيش والدتها الان ، وما الذي فعله بها الباشا ؟؟ و كيف حالها ؟؟

والدتها التي لم يكفيه الباشا ما قام به ، ليبعدها هي ايضا عنها ، والدتها التي تدعو الله ليلا ونهارا ، ان تكون بخير ، ان تكون بصحة جيدة ومعافاة

و كان هذا حقا .. ليكفيها ...

وكلما تذكرت هذه الام ... تذكرت ذلك الاخر الذي فُرقت عنه ،

لم تكد تمر مدة بعيدة منذ رحلت بعيدا
لكنها تشعر كما لو كانت دهرا ..

دهرا كلما اشتاقته ، تمسكت بقلادته ، التي تحفظها جيدا في جيبها كيلا لا يطمع فيها احد ، وهي اسفة كل الاسف انها نقلتها من مكانها الاول الذي وضعها فيه ، بجوار قلبها ...

قلبها الذي اصبح سقيما الان بغيابه ، قلبها الذي اعلن الحداد منذ فراقه
، ويولول في ساعات تذكره كامرأة عجوز فقدت رفيق روحها ..



انهمرت دمعة واحدة فقط من عينها

دمعة تلقفها الهواء فاخذها بعيدا

دمعة اختصرت الم وجع ذراعها ، الم ذلها

و الم افتقادها لاهم شخصين لها في الحياة

شخصين فرقهما عنها الباشا بقسوة شديدة للغاية ...

دمعة اتت مع ذكرى ...

ذكرى له ، ذكرى لهما

ذكرى بدأت بكلمة انجليزية ، وانتهت بابتسامة جميلة



كانا يدرسها ككل يوم بعيدا عن انظار الجميع بينما كلا من سيد وبثينة ومدبولي وحميدة يغطون غيابها ..

وقد اختارا هذه المرة الحديقة الخلفية للجلوس فيها



هتف قائلا لتردد خلفه كلمة جديدة وردت في احدى النصوص وقد كان يعلمها حينها الانجليزية :

"Administration"

رددت خلفه الكلمة بامتعاض لاستثقال هذه اللغة على قلبها :

" ادميغستناشن .."

هز رأسه مصححا لها :

" لاء .. قطعي الكلمة يا جنة عشان تسهليها عليكي .. قولي ورايا "

" admi … nist … ration .."

عاقدة الحاجبين ، تحاول اعادة الكلمة بتركيز شديد :

" ادمي .. نيست ... غيشن .."

ابتسم اشرف ساهما فيها وهي تنطق الكلمة وهو يرى لدغتها تصيب لغتين معا ، فتبدو ، الراء غينا كما ينطقها الفرنسيون ، ولكن تلك هي جنته ... مختلفة حتى في انجليزيتها


تابعت جنة تقوم بتقطيع حروف الكلمة كما تعودت معه ، بعدما اتمت قول الحروف منفصلة هتف مشجعا :
" عال خالص "

تلا ذلك اغلاقه الدفتر قائلا :

" كفاية كده النهاردة ..."



وارتخت ملامح جنة مع انطلاق هذه الجملة من فمه ، فقد كانت تضغط على نفسها كيلا تبدي ضيقها ، دون ان تعلم انه كان واضحا جدا لاشرف الذي بدى سعيدا منها برغم ذلك لتحملها على نفسها في تعلم اللغة وان كانت لا تحبها ...



مال بجسمه نحو الارض يلتقط علبة من بين علبتين تقع عند قدمه
رفعها بين يديه ووضعها امامها على المنضدة، بعدها امسك يدها ليجلعها تلامسها
اذ قالت باستفهام :
"
ايه دي ؟؟"
اجابها مبتسما :
"
هديتك ... افتحيها .."

بحيرة تعلو وجهها سألت :

" هديتي ؟؟ عشان ايه ؟؟ "

اجابها مبتسما :

" امم .. هما في الحقيقة سببين ... الاول لاني سعيد جدا منك لتحسنك الواضح في الدرس ... والسبب التاني هو عيد ميلادك اللي فاتني الاسبوع اللي فات "



فرحة اجتاحت قلبها لتذكره الامر حتى بعد مرور اسبوع
لكنها برغم ذلك اخفت تلك السعادة وهي
تلقي عليه بالكلمات في نيتها اسماعه اعتراضها ، تدمدم بسخط مدلل :

" يعني انت عاوز تضحك عليا وتجمع هديتين في بعض ... "


واخذت تفتحها بلفهة لم تبديها له ، او هكذا ما كانت تظن ، ليس واشرف يعرفها جيدا ، يحفظها للحد الذي يعلم من حركات يدها و تأثرات وجهها ، ما تشعر به حقا



لمست يداها حذاءً ، كان ذهبيا ، وان لم تراه
كحذاء الاميرات ، التقطه من العلبة ، قائلا ومجيبا على اعتراضها :

" ياستي ، اتشطري معايا وانا اجيبلك كل الهدايا اللي انتي عاوزاها ... "

وبمفاجأة اكبر جثا عند قدمها، متابعا :

" نشوف بقى الجزمة على مقاسك ولا لاء .."

نزع الحذاء الذي ترتديه ، ولمست يديه قدمها ..
لمسة اقشعر لها قلبها ، واحبتها يداه

و بتمهل شديد وضعها في الحذاء
ثم فعل المثل مع القدم الاخرى ،
عندما رفع رأسه اليها ، كان خديها احمرين كوردة حمراء تفتحت في فصل الربيع
وعينا العسل تألقت بصفاء يخطف قلبه في كل مرة يتوهج بهذا الشكل تحت شعاع الشمس



صمتاً حل عليهما
صمتاً قوبل بخجلها الذي تحاول اضماره
ونظرات عيناه التي لو كانت ترى ، لرأت كم يذوب بها عشقا

وتم قطع هذا الصمت عندما حلت عليه ضربة مفاجئة من يدها على رأسه ، قائلة وهي تدعي الغضب ، بينما كان يعلم هو انها فقط تستتر بخجلها خلفه :
"
متلمسش غجلي ( رجلي ( تاني من غيغ (غير) استئذان ، وكمان ... كمان ..."

عقد حاجباه بتسلية :

" وكمان ؟؟ "

قالت بكذب ، وقد كانت خجلة للغاية :

" وكمان انت خبطها وانت بتحطها في الجزمة .."

متجاوبا مع تهمتها الغير حقيقية ابدا ، هتف باندهاش ظريف :
"
يا خبر!! ..."

" عموما انا متأسف يا ستي ..."
:عيناه تلمع بشقاوة نهض مقتربا منها ، قائلا بمداعبة

"هاتي غاسك اما ابوسها ..."
بسطت يدها تبعده قائلة :
"
خلااااص مسمحاك ... انت ما بتصدق ..."


وفي تلك اللحظة سمعت ضحكته المتسلية
لتستنبط انه كان يشاغبها فحسب ،هتفت بحنق غاضبة :
"
انت عاغف ... انا مش مسمحاك ... عشان انت مستفز ..."
اتكأ بذراعيه على كرسيها ، رأسه فوق رأسها ، هدد بتسلية :
"
مش مسمحاني !!... يبقى راسك بقى اما ابوسها ..."
ابتعدت برأسها للخلف بخدين محمومين وهي ترفع يدها امام وجهها، قائلة :
"
يوه بقى ... اوعى ... خلااص ..."



ومع ضحكته التي اتت مجدداا ، كان قلبها في الداخل يزغرد دون ارادتها فرحا ، بمشاغبة الاستاذ ابن الباشا البيه اشرف لها ...



ينظر اليها بفتتان ، مال بجسمه مجددا يلتقط العلبة الاخرى

فتح العلبة ليكشف عن قالب كيك صغير مغطى بالشكولا والفراولة ، قال ممازحا :

" ودي التورتة ... طلبت انهم يغرقوها في الشكولاته ، والفراولة "

اشعل الشموع متابعا بصوت ابح وهو يمدها نحوها:

" كل سنة وانتي طيبة يا احلى جنة ..."



اخفضت جنة رأسها قليلا في اتجاه القالب لنفخ الشموع ، قلبها تعلو نبضاته وقد اثرت جملته هذه في اعماق قلبها كمعظم جمله التي كان يلقيها في ذلك الوقت ، والتي كانت تظنها حينها مجرد غزلا ...



انتظرت قليلا قبل ان تقوم بنفخها ، وبعد ان فعلت سأل اشرف :

" اتمنيتي امنية ..."

هزت رأسها ايجابا ، ورأسها مطرق ، لم ترد ان يراها بهذا التأثر ، سأل بفضول وعيناه تلمعان بترقب متأمل ان يكون جوابها متعلق به :


" اتمنيتي ايه ؟؟ "

لكنها احبطته عندما رفعت رأسها اليه ، مجيبة بحاجبين معقودين ، وخدين تطفح منهما الحمرة :

" مش هقولك طبعا ..."

فقال مغيظا لها :

" يا خسارة عليكي .. وانا اللي لسه كنت قايل لبسمة امبارح ، ان اطيب واحدة عرفتها في حياتي هي جنة .. و ان عمرك ما خبيتي عليا حاجة ابداا .."

سألت بجهل :

" بسمة مين ؟؟ .."

ادعى اللامبالاة وهو يجيبها :

" اه .. بسمة ... دي صديقة ليا في الجامعة .."

هتفت بحنق وغيرة واضحة :

" تنفلق انت و بسمة دي .."

ضحك قائلا :

" هو انا قولتلك اننا زعلانين عشان ننفلق .."

اجابته بذات الغضب ، وهي تنهض :

" تنفلق انت وهي بغدو .."



مدت يدها تأخذ قالب الكعك لتغادر ، حيث ساعدها على حمله بابتسامة متسلية

عندما استدارت ، امسك يدها مستوقفا اياها :

" انتي زعلانة ؟؟ "

اجابت بتشديد على الكلمة:

" لااء .."

سأل والابتسامة لم تفارق شفتيه :

" امال متعصبة ليه ؟؟ "

صاحت في وجهه بطريقة منافية لردها :

" انا مش متعصبة ، انا عاوزة بس اروح اكل التوغتة ( التورتة ) دي لوحدي .."



وعندما همت بالمغادرة ، تعثرت في الحذاء ذو الكعب الذي اشتراه لها ، و هذا النوع من الاحذية كانت ترتديه لاول مرة ، وسقطت الكعكة فوق رأسها ، جثا اشرف بجوارها سريعا يسأل بقلق :

" انتي كويسة ؟؟ .."

لكنها لم تجب .. باصعبه رفع دقنها اليه ، ووجد الدمعة تلوح في عينيها ، فقال :

" في حاجة بتوجعك .."



هزت رأسها الممتلئة بمحتويات الكعكة الان نفيا ،
ثم قالت بعد برهة نادمة لانها افسدت لحظة تمنتها عندما لم يكن متواجدا يوم عيد ميلادها ، وقد ارادت بشدة ان تشاركه اكل الكعكة :

" انا بوظت كل حاجة ..."

اجابها برقة :

" عشان التورتة وقعت ... وايه يعني ... اجيبلك واحدة تانية .."

اجابته بحزن :

" يعني انت مش زعلان مني عشان زعقتلك .."

رد ممازحا بابتسامة :

" محدش يقدر يزعقلي عشان هيبقى فيه قطع لسان على طول .."

رفع يده نحو خدها ملتقطا قطعة شولاته ملتصقة به ، وضعها في فمه قائلا بتلذذ :

" امممم .. شكولاته بطعم جنة .. تدوقيها .."

ولم ينتظر ان تجيبه اذ التقط قطعة سليمة بعض الشيء من فوق رأسها وقربها من فمها ، وتناولتها ، قال مشاكسا بابتسامة جميلة على جانبي شفتيه :

" بس شكلك في التورتة كده .. يجنن .."

وضحكت رغما عنها وهي تضربه بكفها على صدره :

" بطل تغريقة ( تريقة ) ...".

" وبعدين ما كل ده حصل بسببك .."

هتف مستنكرا وهو يضحك :

" انا ؟؟!! .. وازاي بقى .."

هتفت :

" انت اللي جبتلي الجزمة الضيقة اللي مبعغفش ( مبعرفش ) امشي فيها دي .."

اجابها وبسمة متعلقة بشفتيه من بقايا ضحكته :

" دي جزمة أي ليدي جميلة زيك لازم تبدأ تلبسها .."

ردت عليه باستياء لكونها بهذا المنظر المضحك :

" انا مش جميلة وانا شكلي مبهدل كده .."

ابتسم بحب وهو يجيبها :

" انتي عارفة انك جميلة زي أي وقت حتى وانتي مبهدلة كده ..."

وكانت تلك اول مرة تسأله مثل هذا السؤال برقة وخجل يورد وجنتيها :

" صحيح ؟..."

تألقت عيناه التي كانت تنظر لوجهها ، وخرجت اجابته تباعا لكل هيام يتراكم في قلبه لها :

" صحيح "...



*يتبع*



noor elhuda likes this.

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 03:43 PM   #487

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي


علا هتافه ، وقطرات العرق المتجمعة على جبينه تلمع اسفل الشمس :

" مصر ..مصر ... تحيا مصر .."

" مصر ..مصر .. فلتعيشي حرة .. وليرحل الانجليز .."

" مصر ..مصر ... تحيا مصر .."



مرددا ما لن يمل عن ترديده حتى يتحقق
مرفوعا على الاكتاف ، يردد من خلفه المتظاهرين...




استقلال حقيقي ...

كانوا ينادون به دون ملل ، يطالبون دون كلل

ويحاربون بالطريقة الوحيدة الباقية لهم

يحاربون كبقية اشقائهم في

المغرب ، الجزائر ، تونس ، فلسطين ، ليبيا ، الصومال ، سوريا ولبنان ....

حين كانوا يناضلون لاجل بقائهم ، لاجل وطنا كان يوما ملكا لهم

و كان تمسكهم في تحقيق النصر يوما ، السبيل والقوة التي يستمدون منه استمرارهم ...


استمر الهتاف لبرهة بسيطة قبل ان تبدأ عناصر الشرطة في التدخل


وبدلا من تلك الجماعات التي كانت متراصة في نظام واحد منذ ثوان فقط ، اصبحت مشتتة الان ...
هناك منهم من استمر في القتال مثل يوسف لا يبالون ان امسكتهم الشرطة ام لا ، وهناك من هرب كأمثال محمد ، ذلك الذي عاد مجددا يمسك يوسف بقوة من ذراعه ويجره معه بعيدا حيث ظلا يركضان حتى اختفيا تماما خلف حائط حيث رمى يوسف يد محمد التي تمسك ذراعه قائلا بحدة :
"
ليه عملت كده ؟؟"


كان محمد يتابع بعينيه اذا ما كان احد ما خلفهما او لا ، التفت اليه يرد بذات الحدة :
"
ايه ؟؟ كنت عاوزني اسيبهم يقبضوا عليك .."


اقترب يوسف منه اصبعه يوجهه في صدره وهو يهتف بغضب :
"
الهرب ده خيانة للي كنا بنهتف بيه من شوية .. "
رد محمد بثقة ولم يتزعزع من جملة يوسف الهادرة في وقت غضبه :
"
الخيانة هي انك تبطل تهتف يا يوسف ، انك تنسى او تتناسى انت كنت عاوز ايه ، انما الهرب مش خيانة
الهرب مجال تاني ، بنلجأله عشان تفضل افواهنا موجودة ، بتهتف حتى لو مفيش حد سامع لها .."


انقطعت الكلمات على لسان يوسف ، وجف الغضب من وجهه رويدا رويدا حتى لم يعد له وجود ، تنهد باسى وقد اقتنع بكلام محمد ليرد بعدها :
"
طب احنا هنعمل ايه دلوقتي ؟؟"
ابتسم محمد وهو يحيط بكلا يديه كتف صديقه مجيبا :
"
هنروح نشتري لقمة ناكلها ونشرب كوباية شاي سخنة عشان انت وجعتلي زوري ..."
ضحك يوسف وهو يدفعه بعيدا عنه :
"
يا جدع وانا اللي كنت مستني تطلب حاجة تانية .. انما زي العادة مخيب ظني ، وجيبي .."
ضحك الاثنان بينما اكملا مشيهما ، في طريقهما للذهاب لملأ جوفهما ، ثم العودة مجددا بعد حين ... للنضال في سبيل ما بلغ حلمهم تحقيقه ...




*****


بعد ان تناولا طعامهما ، وها هما يرتشفان كوب الشاي في جو من الهدوء

التفت محمد نحو يوسف فجأة على دخول رجل طويل ، ذو شارب عريض وعينان قويتان تجوبان في الارجاء ، وكأنها تبحث عن احد



قال محمد هامسا :

" يوسف .. الراجل ده ،.. انت تعرفه ؟؟ "

نظر يوسف نحو الرجل بحيرة ، ثم هز رأسه نفيا ، ليتابع محمد :

" كان موجود ساعة المظاهرة ، لمحته بيتفرج علينا من بعيد .."

دفع يوسف الحساب قائلا :

" طب قوم معايا بسرعة ..."



نهضا معا على وجه السرعة ، يخرجان من الباب الاخر للقهوة ، اذ لمحهما في تلك اللحظة ذلك الرجل ، واخذ طريقه نحوهم ، يتبعهم

مدركان لذلك أسرعا في خطوتهما ، انعطفا يميا داخل زقاق طويل

لايزال خلفهم ذلك الرجل الغريب تبعهم نحو ذلك الزقاق ، اذ ما لبث ان رأى انهما اختفيا

اخذ يلتفت حوله ، وهو يتساءل اين عساهما يكونا قد ذهبا

وفي جزء من الثانية التي تبعت سؤاله ، كان قد تلقى ضربة في رأسه من الخلف بعصا كان يحملها يوسف ، اغمته على الفور ..

صاح محمد وهو يتلفت حوله بريبة :

" يلا خلينا نمشي بسرعة .."

لكن يوسف اوقفه وهو يجثو بجوار الرجل :

" استنى اما نشوف هو مين الاول ..."

وبدأ في تفتيش سترته ...

" اسمه رشدي عبد اللطيف "

قال بعد ان عثر على بطاقته التعريفية ، متابعا باندهاش :

" مش تبع الانجليز ، ولا اليهود ، ولا حتى البوليس ..

مكتوب جنب المهنة ، دكتور ."

تبدلا النظرات على نحو من التساؤل والحيرة ، عن ما كان يريده هذا الرجل منهما ، ولما كان يتبعهما بهذا الالحاح ؟؟



*يتبع*

noor elhuda likes this.

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 03:47 PM   #488

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

كان المساء قد حل ، ولوح بظلامه في الفضاء

عندما بدأ يعود لوعيه



ادرك ذلك يوسف من تحريك جفنيه ، نهض عن الكرسي الذي كان يجلس عليه بجواره منذ دقائق في انتظاره ان يستيقظ ، حتى اصبح الان يقف امامه



فتح الرجل عيناه ، على مسدس يوسف الموجه نحوه ، بينما صديقه محمد يمسك عصا ويقف خلفه

هتف يوسف مباشرة :

" انت مين ؟؟ وعاوز ايه ؟؟ "



ولمفاجأة الاثنان انفرجت شفتا الرجل عن ابتسامة حقيقية وهو يقول :

" الغريب اني بكون حريص جدا لما بتابع حد ، ومحصلش معايا ان حد يضربني في راسي الشكل ده .. عرفتوا منين اني كنت وراكوا ؟؟ "



نظر يوسف نحو صديقه ، ثم عاد بنظره اليه وهو يجيب سؤاله بغرابة :

" محمد شافك ..."

قال الرجل بثناء :

" جدع يا محمد ... عندك قوة ملاحظة كويسة .."



علت الحيرة وجه الاثنان مجددا ، قبل ان ينتبه يوسف انه كاد ينزل مسدسه ، رفعه نحو وجهه مجددا صائحا بعنف :

" انت مين ؟؟ انطق .."



اخذ الرجل يمسد بذلته ، ويرتب هندامه بهدوء مستفز

رفع رأسه بعد ثوان يجيب ، مبقي على ابتسامته :

" ما انت عرفت يا يوسف ، اسمي ، وشغلانتي ... خليني اديك نصيحة

المرة الجاية لما تيجي تفتش حد ، ابقى افتكر مكان الحاجة اللي هتاخدها فين ، عشان لما ترجعها تاني ، ميشكش انه اتفتش من اساسه .."



برز التوتر على وجه يوسف ، والقلق على وجه محمد من خلفه ، من الهدوء الغريب والثقة التي يتكلم بها هذا الرجل الذي تابع ، وهو يتجه بنظره نحو السلاح الذي يصوبه يوسف نحوه :

"حاجة تانية ..اوعى مرة تانية تصوب مسدس فاضي، في وش شخص لو انت حابب تطلع منه معلومات مهمة ... زي انا مين مثلا ؟؟ "



اوجس الان الشابان خيفة ، لكن يوسف لم يسمح ان يظهر هذا على وجهه ، وهو يرمي المسدس الفارغ ارضا ، ويرفعه من ياقته غضبا ، لم يبدي الرجل أي نوع من المقاومة ، برغم انه قوي الجسد عن يوسف وكان بامكانه ان يطرحه ارضا ، وهو ما استغرب له يوسف ، وازداد دهشة عندما ضحك هذا الرجل فجأة ضحة خافتة قال بعدها :

" اهدى ... انا مش عاوز أأذيك انت او صاحبك ، انا بس قررت اني اعاكسكم شوية ، بما انك افتريت في ضربتك على راسي اوي ..."



ظل على ابتسامته متابعا ببساطة :

" بالنسبة لسؤالك بقى يا سيدي عن انا مين ، فزي ما انت قرأت انا مصري ، اسمي رشدي عبد اللطيف ، ودكتور ... وان كانت دي مش وظيفتي الوحيدة .."



عندما علا التساؤل ملامح يوسف ، اضاف مجيبا عليه :

" انا مجرد شخص زيكم عاوز البلد دي تكون حرة ... ودي وظيفتي التانية والاهم بالنسبة ليا في الحياة "

اتخذت ملامحه الجدية وهو يكمل :

" انا مناضل زيي زيكم ، زي كتيير لسه مفقدوش الامل في استقلال حقيقي للبلد دي .."



افلته يوسف وقد التمس الصدق في كلامه :

" وكنت بتراقبنا ، وماشي ورانا ليه ؟؟ "

ابتسم الرجل :

" عشان انا وظيفتي كمناضل ، اني اجمع الشباب اللي زيكم كده ، واضمها للحرية ."

اتسعت عينا يوسف ومحمد مما سمعاه :

" انت رئيس جماعة االحرية .."



لكن الرجل اجاب فورا باقتناع :

" احنا مش جماعة ، ولا منظمة ... احنا اشخاص ، زي ما قولتلك روح النضال ، والامل في الاستقلال لسه جواهم ... احنا اشخاص موجودة ، عشان نجيب حق الثورة اللي بدأها سعد زغلول في يوم .. الثورة اللي قام فيها الشعب كله ، وراح في سبيلها دم مصري كتيير ..."

" انا محتاج شخص شجاع زيك انت ومحمد ، لسه جواكم الروح دي تكون معانا "

" قولت ايه يا يوسف ؟؟ ..."


*****


-قصر الباشا مراد-


اغلقت الحقيبة بجسد سقيم من الحزن ، وقلب مغموم ، ضغطت على عينيها بشدة تمنع تلك الدموع التي تحرقها من الهروب قبل ان تلتفت اليه وعلى وجهها ابتسامة باهتة تناسب شحوب وجهها :
"
الشنطة جاهزة ..."
كان يقف في منتصف الغرفة عيناه تلمع دموعا ، اقتربت منه تمسد بيدها بذلته ، وبصعوبة بالغة رفعت عيناها اليه تبتسم ابتسامة اخرى مرتعشة :
"
تروح وترجعلي بالسلامة يا كل مرادي في الدنيا ... "
"
ليلى ..."


وضعت اصبعها على شفتيه ودموعها بالفعل تتلاحق عند مقدمة عينيها :
"
متقولش حاجة... ارجوك .."



ولم يقل شيئا ، فلا كلام يمكن ان يختصر ما يشعر به ، امتدت يده يمسد بشرة خدها الناعمة حيث هوت دمعة حارة من عينيها عليها ، دمعة مزقت قلبه ، اغمض عينيه بآهة عليلة وهو يطبع على جبينها قبلة كبيرة للغاية ، طويلة للغاية ، وحزينة للغاية ..

استدار بعدها ملتقطا الحقيبة قبل ان يغير رأيه بشأن كل شيء

ويعود اليها ، يزيل من عينيها الجميلتين تلك الدمعات

لكن الامر كان لابد منه ، لقد قال كلمته ، وعليه ان يفي بها

خرج من الغرفة ، وظلت ليلى متماسكة



وقفت امام الشرفة تلقي نظرة اخيرة عليه ، حتى رأته وهو يدخل السيارة وينطلق

و اخذت زخات من الدموع تتساقط من عينيها كما لو كانت مطرا اتى بعد وقت طويل

انهارت على الارض ، تضرب الحائط بكفها

وآهه كبيرة تخرج من بين شفتيها بنشيج حزين

لو سمعها احدهم لكان بلا شك بكى

ولو سمعها مراد لما كان حتما قد رحل ...


*يتبع*

noor elhuda likes this.

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 03:56 PM   #489

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي



-قصر الباشا هاشم-



نائمة باستكانة غريبة بين احضان جدتها التي كانت تملس على شعرها في جو من الشرود هي الاخرى ...



كان عقلها مازال يدور في زوبعة اسئلته

عن ما حدث لجنة والدادة حميدة ، عن المكان الذي هما فيه الان ؟؟ عن اشرف ؟؟ اخاها الذي لم تسمع أي كلمة عنه تطمئن بها عليه منهم ....



نظرت لبيبة الى حفيدتها الغالية ، حفيدتها التي ستنال جزءا من غضب والدها ان عرف بما سمعته هي ذلك اليوم

ان قلبها لم يعد يتحمل رؤية حفيد اخر من احفادها يغرق بسبب هواه



نادت بثبات حاولت ان يبدو في صوتها :

" نور .."



رفعت نورهان وجهها نحو جدتها ، تلك التي اطالت النظر في عينيها قليلا قبل ان تقول اخيرا بنبرة جاءت حادة رغما عنها :

" مين هو الشاب اللي مستغل غياب انور وبيتقرب منك .."



جحظت عينا نورهان لثانية ، وارتجفت شفتاها من الجملة المفاجئة والصريحة التي قالتها جدتها ، هربت بعيناها سريعا ، وقالت تدعي انها لا تفهم حقا ما تقصده جدتها :

" انّا ... ايه اللي بتقوليه ده .. انا مش فاهمة حاجة "



لكن لبيبة ثبتت نظراتها القوية ، والتي لم يتبقى غيرها ليس بعد ان أهلك الزمان عمرها ، واغرق الشيب رأسها :

" انتي عارفة انا اقصد ايه .."



ارتبكت نورهان اكثر وهي تجيب :

" انّا .... مفيش .."

قاطعتها لبيبة بغضب :

" الكدب ، عمره ماكان صفة عندك... و الغلط عمره ما صدر منك .. ازاي اتغيرت قدامي من غير ما الالحظ بالشكل ده .. فين نور اللي عمرها من كدبت ولا خبت عليا .. "

تنهدت بأسى متابعة :

" انتي شوفتي والدك عمل ايه مع اشرف ... تفتكري هتكون ردة فعله ايه لو عرف بامرك ... وانتي هتكون ردة فعلك ايه لما يسمع انور بالموضوع ، ولا نسيتيه ؟؟ نسيتي انك مخطوبة يا نور "



نطقت نورهان اخيرا وقد بدى انه لا فائدة من النكران ، لكنها كانت مجروحة من ادانة جدتها التي اتت دون ان تسمعها ، اجابت بحزن وعيونها تلقي بظلال ضبابية :

" لاء منستش ، بس انا بردو مخترتش يا انّا ... مكنش ليا رأي ، كأني جزء من موبيليا البيت ده ، وقت ما قررتوا انا كان لازم انفذ ... "



اجابت لبيبة بدفاع :

" والدك ووالدتك مش عاوزين غير مصلحتك .."

هتفت نورهان ودموعها تتساقط :

" بس انا اللي المفروض اختار يا انّا .. انا المفروض يبقى ليا رأي ... "

خاطبتها لبيبة بانفعال :

" واختيارك ابن فلاح ..."

اجابت نورهان مدافعة بشكل غريب ، ودموعها في انهمار متزايد :

" محدش فينا بيختار مكانته ... احنا بس بنختار هنبقى كويسين ولا لاء ... وابن الفلاح ده انسان كويس .... وبعدين ما جدو كان من مكانة تانية يا انّا ، ليه قررتي تاخديه وقتها "



اتسعت عينا لبيبة اسفل نظارتها الذهبية ، عيناها التي اطرقت بهما وهي صامتة

ماذا ستقول لهذه الفتاة ؟؟ انها عانت كل انواع المعاناة كي يقبله مجتمعها بينهم ؟؟ انها بكت الليالي ذات يوم من حب كان الجميع يقنعها انه مستحيل ....

انها لا تريد لها هذا العذاب الان ...



لكن نورهان مسحت عيناها الدامعة ، متابعة بشجاعة تمتلكها لاول مرة في حياتها ، شجاعة اكتسبتها منه :

" بس انتي معاك حق يا انّا .. انا مش لازم افضل في الغلط ده كتير ، لازم اختار المرة دي .."



نهضت مغادرة الغرفة دون ان تعطي بالا لاي من نداءات جدتها المتتالية لها

وفي نيتها قرار واحد صائب ، ستتخذه وتنفذه الان في موجة شجاعتها هذه

وهو الانفصال عن انور ...


*****

تبادل محمد ويوسف النظرات قبل ان يدخلا خلفه العمارة

وهما يتساءلان ، ان كان سيأخذهما الى بيته ، لكنه بدلا من صعود السلالم

توقف فجأة ، التفت يمينا وشمالا ، ثم انحنى وهوي على سلالم تقود الى اسفل

حيث تبعاه في جو من الصمت ، حتى وصل بهم الى ما كان من المفترض ان يكون قبوا

لكنه بدا اوسع من ذلك كثيرا ، يحتوي انارة جيدة و مطبعة في الجانب، والكثير من الاشخاص

الذين اداروا رؤوسهم فور دخولهم


قال رشدي بك فورا :

" احب اعرفكوا بيوسف ، ومحمد ... هيكونوا معانا من النهاردة ..."

ثم التفت الى محمد ويوسف قائلا بابتسامة :

" اهلا بيكم في اسرتنا الصغيرة... تعالوا اعرفكوا بالشباب .."

ثم اخذ يعرفهم واحد يلو الاخر :

" ده منصور . كلية حقوق بس دفعة تالتة ، ودي غرام ، انضمت لينا زيكوا بالضبط من فترة قريبة ..."


مدت غرام يدها لمصافحة الشابين ، وقد كانت كما قال رشدي بك قد انضمت منذ اسبوعين تقريبا هنا ، في ذلك اليوم تحديدا الذي وجدت فيه عزت يراقبها من بعيد

حينها فقط ادركت انه مايزال يكن لها المشاعر ، لكنه يريديها انسانة مختلفة

وهي تريد ان تكون كذلك ، تريد بعض القيمة التي فقدتها في ذلك المكان

وهذه الاسرة الصغيرة كما تحب ان تطلق على نفسها اعادت لها قليلا من ذلك

وان كانت لا تتقاضى منها اي اجر ، لكنها على الاقل تساعد بما تراه صحيح الان

وقد اصبحت تقوم بتوزيع المنشوات بين الناس ، على امل حدوث
انتفاضة قريبة .. انتفاضة لابد ان يشترك فيها الشعب باكمله
ليحرروا هذه البلاد من قبضة مستعمريها ،

وعن قريب جدا ، سوف تبحث عن عملا اخر ، مهما كان الاجر الذي ستتقاضاه فيه ، لا يهم .. فما عاد يهم الان ان تصبح انسانة مختلفة ، وجيدة كفاية لان تعود اليه مجددا ، وتحكي له كل شيء ...

*يتبع*

noor elhuda likes this.

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:07 PM   #490

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي






مر اسبوع منذ ارسلت اليه ذلك التلغراف الذي تحثه فيه على القدوم اليها

وكلماتها المطبوعة في الرسالة التي اوجبته السفر والقدوم على هذه السرعة لاتزال تحيره ،

" انور ... محتاجة تكون موجود ، في امر مهم يخصنا ، لازم اتكلم فيه معاك ..."



كلمات بليغة ومختصرة للغاية ، لم يستطع معها ان يحدد ماهية هذا الامر المهم فعلا ، وان كان عقله قد ذهب فورا الى احتمال واحد ووارد لا غير ، وهو ان

عائلتهما حددت موعد الزواج ..

وهو ما وجد منه الرفض فجأة

انه حتما لا يريد الزواج بهذه الطريقة او بهذه السرعة !!



دخل النادي حيث اتفقا ان يلتقيا

تنتظره على احدى الطاولات كانت ، في ثوب ازرق كمثل لون عينيها

وعقد من اللؤلؤ يزين عنقها

وتخفي وجهها خلف قبعة بنفس لون العقد

كانت ملامحها تكسوها القلق ، التوتر ، والتهجم

اقترب منها ، ورأته ، ابتسامة باهتة لوحت شفتيها ، قالت بمجرد وصوله اليها :

" ازيك يا انور ... حمدالله على السلامة .. ."

ابتسم بتوتر :

" الله يسلمك ..."



اتخذ الكرسي المقابل لها وجلس ، اخفظت نظرها وهي تتلاعب بأناملها بحافة فنجان القهوة الذي امامها ، ثم قالت بعد ثوان متوترة :

" انور .. انا متاسفة جدا على الطريقة اللي خليتك تيجي بيها ، بس انا حقيقي محتاجة اتكلم معاك في موضوع مهم ، ومقدرتش ااجله اكتر من كده .."



سأل بقلق ، وعقله مشتت بين العديد من الاسئلة :

"حصل ايه يا نورهان ... "



اجابت وعيناها مازالت في ذات البقعة الغير معروفة التي تنظر اليها :

" انور انا عاوزة اطلب منك نفسخ الخطوبة .."

وقبل ان يجيبها رفعت رأسها سريعا اليه متابعة :

" الموضوع مش متعلق بيك ، او بينا ... بس مجرد اني مش شايفة اني عاوزة حياتي تمشي بالطريقة دي .. "



اطرق انور في صمت مقلق ، كانت كل ذرة من اعصابها فيها على الحافة ، حتى تنهد قائلا في الاخير :

" تسمحيلي اطلب فنجان قهوة الاول .."

ولم ينتظر ردها اذ فرقع باصبعيه للنادل حتى يأتى ، وطلب منه فنجان القهوة ،



بعد رحيل النادل التفت بوجهه اليها يسأل مباشرة ، ما يظن انه يحتاج لجوابه فقط :

" انتي مش عاوزة تتجوزيني ؟؟ "



وبحرج هزت نورهان رأسها دون داعي لاي كلمات متملقة ، عدا انها قالت بصدق بالغ وهي تنظر لعينيه :

" انا مش عاوزاك تفكر في حاجة اكتر من ان الامر تم من البداية بدون ما يكون ليا رأي فيه يا انور ... يمكن لو مكنش الامر تم بالشكل ده وقتها ، كان هيبقى وضعنا مختلف ... انا بس .. مش عاوزة اظلمك معايا ، في وقت انت تستحق فيه انسانة افضل مني .."



هز انور رأسه بابتسامة محرجة :

" معتقدش فعلا اني ممكن اكون محتاج واحدة تكون معايا بدون ما يكون ليها رأي في ده .. زي ما يكون بالغصب ... "



تحولت ابتسامته للهدوء والتفهم بعد لحظات قصيرة وهو يقول :

" انا شاكر ليكي جدا صدقك معايا .. وبالنسبة للموضوع ، فسيبيه عليا ... انا هحله ... اتفقنا "



ابتسمت نورهان بامتنان :

" مرسي يا انور بجد .."



*****



رمى سترته على السرير ، يستقر بجوارها وجهه محاط بين كفيه في انهاك واسى..



بينما ذكرى لها تمر على عقله ، ذكرى ككل ذكرياته معها التي كان يعيش عليها سابقا حينما تركها يوما برغبته




ليعاود فعل ذلك الان ... يعيش عليها

لكن هذه المرة وهو لا يعرف اين هي ، او كيف هي ...

لكن هذه المرة ، وهو يتألم وقلبه يعاتب ...



كانت مصابة حينها بالالفنونزا وكانت تأتي لديها شديدة
تلك المصحوبه بسيل شديد لكلا من الانف والعين ، ثم يتبع ذلك الصداع النصفي نتاجا لذلك الكم من الدموع التي تذرفه عيناها بلا سبب عدا ان بداخلها ذاك الفيروس اللعين ..




عندما دخل عليها الغرفة ووجدها نائمة في السرير عيناها مفتوحة لكنها

لا تستطيع النهوض او الحركة ، وجسمها بالكامل في حالة اعياء

و تلك العينان متورمتان ، وانفها كان احمر ، وقد اوهنتها الالفنونزا تماما..


بدت له هشة للغاية
هشة للحد الذي ينبغي معه ان تعامل برقة ، ان تعامل برحمة ادرك انها قد لا تجدها كثيرا بين البشر ..




اقترب وهو يحمل بين يديه صينية طعامها ، التي الح على الدادة حميدة ان تكمل عملها وهو سيساعدها على تناوله

جلس بجوارها ، وعرفت كما تعرف دوما انه هو اذا حضر، علم ذلك عندما هتفت باسمه ، نصف حروفها تخرج باهتة بسبب انفها المكتوم :
"
اشغف .. "




اجابها بمرح زائف ، يتمنى لو يستطيع التخفيف عنها ولو قليلا :
"
ايوا اشغف يا ستي ... اللي ربنا بعتهولك من السما عشان يجيبلك الشوربة اللي هتفوقك وتشفيكي.."
اجابته معترضة بوهن:
"
لاااء ... انا مبحبش الشوغبة دي ..."



لكنه لم يبالي باستياءها وهو يساعدها على الجلوس قائلا بلهجة دادة حميدة التي كانت تنازعه بها دوما عندما يعترض على اكل شيء ما :
"
مفيش حاجة اسمها مبحبش الشوغبة ..


هو فيه حد مبيحبش الشوربة .. دي عليها بصل ، وطماطم ، وتوم .."
ولم يتذكر باقي المكونات التي تحتوي الفوائد والتي كانت تذكرها دادة حميدة له لتبين له مقدار الفائدة التي سيضيعها عليه ان لم يتناولها ..



"
انا مبحبش البصل والتوم والطماطم .."
اجابت وجلوسها جعل من عيناها تذرف الدموع مجددا بعدما قد سكنت قليلا باضجاعها ..


وهو ما جعل مزاجها معكرا اكثر فتوقفت عن الجدال ، خاصة وهي تعلم ان لا فائدة منه

قرب اشرف الملعقة نحو فمها ، وبدأت بالتجاوب معه والتناول بصمت

توقفت بعد الملعقة الثانية تتحسس بيدها حولها تبحث عن المنديل لتمسح انفها الذي سال مرتبكة من هذا الوضع الذي هي فيه بسبب هذه الالفنونزا

لكنه امسك يداها فجأة
ثم احست بمنديل ناعم اخرجه من جيبه ووضعه على انفها ، ثم مسحه لها دون قول شيء ،بل عاد بعدها لاكمال اطعامها مجددا



لكنها ابقت على فمها مغلقا تريد ان تخبره ان يذهب ، لانها لا تحب ان يراها او يبقى معها وهي في هذه الحال المحرجة ، لكنه سبقها هاتفا :
"
افتحي بوقك يا جنة ..."



هزت رأسها رفضا ، وتخلفا لتلك الهزة اشتد الصداع عند عينيها ، وضعت يدها هناك مكان النبض المتتالي بالم
قال وهو يبعد يدها بقلق :
"
جنتي .."


قالت وهي تبكي :
"
امشي يا اشغف عشان كده هعديك .."
لكنه مسح دموعها بمنديلا اخر كان في جيبه وهو يقول متجاهلا ما قالته :
"
متعيطيش .. انتي كده هتخليه يزيد ..."
لكن دموعها استمرت في التدحرج على خديها المحمومين
وهو ظل يمسحها ، هتف ومنظرها هكذا صعب عليه ، وقد طرأت فكرة مفاجئة على عقله :
"
ايه رأيك تنامي واحكيك حدوتة ..."


تمتمت ، ولم تقتنع ان أي شيء من شأنه ان يجعلها تنسى الالم او ما تمر به :
"
انا مش صغيغة ( صغيرة ) عشان تحكيلي حدوتة ..."
قال:
"
ممكن مرة متجادليش وتسمعي الكلام ... وبعدين الحواديت اتعملت للصغيرين والكبار .."
عدل الوسائد خلفها وهيأها بشكل مريح تساعد على توقف دموع عيناها ، وفي ذات الوقت تصبح في وضع الاستماع اليه ، ساعدها في الاتكاء عليهم


ثم سأل راغبا في مشاركتها له لاختيار الحدوتة :

" ايه رأيك احكيلك حدوتة الراجل اللي ولد بنت من بطن رجله .."

هتفت بعجب والضحكة على شفتيها، وقد نجح في تشتيت انتباهها عن الالم :
"
راجل ...حمل من بطن رجله ..ازاي ؟؟"
ابتسم قائلا :


" دي يا ستي حكاية ست الحسن والجمال .. ايه رأيك ؟؟ احكيهالك ؟؟ "


ردت عليه بتلهف :

" ايوه احكي .."

واخذ بصوته الذي هيأ بالفطرة لسرد هذه القصص يحكي لها

كما لو كان يحكي قصة لطفلة صغيرة عدا انها
وعلى عكس ما كان يتوقعه منها من ان تستسلم للنوم

وتريح عيناها وجسدها ، استمرت في التعليق على كل موقف ، متفاعلة مع بطلة القصة بكل جوارحها و شعور من التعاطف تملكها نحوها عندما تخلى والدها عنها كما حدث معها ...



و كان يقف للحظات هو بين حين واخر ليمسح لها عينها ، او انفها بشكل يجعلها تخجل في كل مرة ، وتطرق بصمت طفيف ، ينهيه سؤال او تعليق منها على الحدوتة ...



" رجع الامير للقصر وقتل زوجة ابوه ، وعاش مع زوجته ست الحسن والجمال في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات ، وتوتة توتة خلصت الحدوتة ، حلوة ولا ملتوتة ؟"


قال اشرف بتمني غريب ملأ داخله ، تمني شمل الاجتماع يوما مع ست الحسن والجمال خاصته

انتبه اليها عندما لاحظ سكونها فجأة بدلا من التعليق على نهاية القصة

وقبل ان يسألها عما بها باغتته قائلة ودموع عينيها تسيل ، وبرغم انه يعلم انها دموع الالفنونزا الا انه سمع في صوتها نبرة رقت لها مشاعره :
"
اشغف ... شكغا ( شكرا ) .."
"
شكغا ( شكرا) لانك فضلت جنبي ومش خايف تتعدى ، ولانك حكيتلي الحدوتة .. و ... بتمسحلي .. عيني ...و .."


صمتت للحظات بحرج قبل ان تستأنف وابتسامة حالمة جميلة ترتسم على شفتيها ، انارت بها ذلك الوجه الذي يعشقه :

" فاكر لما سألتني من اسبوع الامنية اللي اتمنتها في عيد ميلادي ؟؟ "


حمرة خجل طفيفة لونت وجنتيها الحلوين وهي تتابع بذات الابتسامة :
"
اتمنيت لو اقدر افتح لو يوم واحد بس ، او ثانية واحدة ... عشان اشوفك .."
"
اشوف .. اشغف عيون جنة ..."



وكانت امنيتها اجمل ما سمعه قط

وكانت تلك اول مرة تطلق عليه لقبا
لقبا ظل محفورا في ذاكرته حتى اليوم ، فلم تدري تلك الصغيرة ما فعلته حينها بقلب المسكين اشرف الذي يكبرها بخمس سنوات فقط ولطالما عرفها طفلته وجنته و الحبيبة
لطالما كانت مئواه ، وطبيب جروحه التي لا يبصرها غيرها


لم تدري .. ان بجملتها تلك ، اوجدت له كيانا

كيانا مسماه عيناها ، ووصفه عشقها ، ومكانه دوما بجوارها هي .. وهي فقط ..





افاق اشرف من هذه الذكرى على دمعتين تجريان على خده
مسح وجهه وهو يرفض الاستسلام بعد ، ثم نهض نحو الخزانة لتبديل ثيابه والخروج للبحث عنها مجددا
حتى طرأ على رأسه شيئا مفاجئا
صبري !!!!
كيف لم يفكر به من قبل ، انه حتما قد يكون يعرف مكانهما ، انه الوحيد الذي من الممكن ان يكلفه ابيه بشيئا كهذا ....
عدل عن تبديل ثيابه ، التقط سترته التي القاها على السرير منذ قليل وخرج من الغرفة ...


*انتهى الفصل*

noor elhuda likes this.

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.