01-09-19, 04:53 PM
| #704 | |||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء 
|  اقتباس:
انا بخير حبيبتي مريم تسلميلي يا رب  الفصل معرفتش انزله امبارح بسبب سوء النت ، ربنا يسهل والنت يفضل حلو وهنزله الليلة باذن الله  | |||||||||||
|  |
|
01-09-19, 06:23 PM
| #705 | ||||||||||||
| مصممة في قسم وحي الاعضاء 
| اقتباس:
حبيبتي الحمدالله انك بخير ... احنا منتظرينك اي وقت .. براحتك خالص ❤️❤️❤️ | ||||||||||||
|
| |
|
01-09-19, 10:48 PM
| #707 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| الفصل الحادي والعشرون اقُول وقدْ ناحَت بِقربي حمامَة ايا جارتا هل تشعرين بحالي ؟ ايا جارتا، ما انصفَ الدهرُ بيننا! تعاليْ اقَاسِمْكِ الهُمُوم ، تَعَالي " ابو فراس الحمداني " ***** بعد ساعة ... قصر عزت " حي جاردن سيتي " تقدم عزت نحو الحديقة عندما لاحظ شبح شخص يجلس هناك ، كان اشرف يتكأ بمرفقيه على الطاولة يغطي وجهه بين كفيه : " اشرف .." نادى بقلق ، رفع اشرف وجهه ، كان لاول مرة يرى صديقه بهذا الغم ... ما الامر ؟؟ هل تشاجر مع جنة ؟؟ جلس بجواره يسأل بفضول قلق : " مالك قاعد كده ليه ؟؟" ابتسامة مريرة ارتسمت على شفتي اشرف قال بعدها : " مفيش ..." " مفييش .. انت مش شايف نفسك .. احكيلي .. حصل حاجة معاك ؟؟" اطرق اشرف صمتا ، عيناه بعيدة عن صديقه ، وعندما تحدث مجددا كان كل ما قاله باستكانة غريبة : " عزت .. ممكن اطلب منك طلب ... عاوزك تروح عند نادر وتجيبلي المفاتيح الموجودة في درج المكتب اللي في اوضتي هناك .." " مفاتيح !! ... مفاتيح ايه ؟؟ ... انت هتنقل ؟؟ " " انت اتخانقت مع نادر ؟؟" هز اشرف رأسه نفيا ، لايريد حقا التحدث .. فقط يريد الابتعاد .. مقررا بالفعل الانتقال الى قصره الذي اشتراه ليعيش فيه مع جنة بعد زواجهما ينشد الوحدة من البقاء بمفرده لاول مرة في حياته ... " ارجوك يا عزت متسألش ... بس ... نفذلي الطلب دي ..." اماء له عزت زافرا باستسلام ، لن يخبره صديقه ما لن يكن مستعدا لقوله ، هكذا كان اشرف دوما ، ربت بخفة على كتفه ، محترما رغبته بعدم الحديث وملبيا طلبه نهض متجها الى قصر نادر ... .. .. .. قصر نادر " حي جاردن سيتي " ينظر رفعت الى صغيرته باسى وقلق وهو يراها تتحرك بهذا الجمود الذي سيطر عليها منذ اخبرها ، باستثناء تلك الدموع التي خانتها في البداية .. تجمع الان ثياب كمال في حقيبة صغيرة ليأخذه معه ، حيث سيمكث في فندق لهذه الليلة ، مبلغة اياه انها تحتاج سماع نادر ، تحتاج للبقاء معه بمفردهما ... لم يحب نادر يوما .. كان عابثا ، وكان كرجل مدركا ان نوع كهذا من الرجال من المستحيل ان ينتظم بعد حياة اللهو التي عاش عليها تمنى لصغيرته زوجا كمراد يقدرها ، يصونها لكن ابنته اختارته ، رغما عن كل ما كان ظاهرا ، ادعت العمى واختارته يكاد يجزم انه لوقت بسيط قد بدأ يصدق هو ايضا ان نادر تغير ، وهاهو بعد سنة من زواجهما ، قد عاد لحياته السابقة .. حمل الخادم الحقائب لوضعها في السيارة ، وضعت كمال بين يديه بعدما دثرته من الهواء جيدا وطبعت قبلة ناعمة على خده ، وبالنظر لعينا والداها التي تكتم قلقا واسئلة عديدة ، قالت مجيبة على احدى تلك الاسئلة لا تتمنى ان يناقشها اباها كثيرا : " انا كويسة بّابّا .... كمان انا .. متأكده ان فيه تفسير ... وانا محتاجة ... اسمع نادر " فتح رفعت فمه ليلقي ردا ، منزعجا لردة فعلها ، وبحثها برغم وضوح الحقيقة عن توضيح ، لكنه لم يرد اثقال الامر عليها اكثر ، اذ اكتفى بهزة من رأسه مع قبلة اراد بها اخبارها بوجوده متى احتاجت تدخله ، ركب السيارة بين يديه كمال حيث انطلقت ... متجهة مجددا نحو القصر ، توقفت قدماها فجأة عند السلالم الامامية ، دموعها تسقط اخيرا انها ليست صلبة ... لم تكن ابداا ، ولا تعلم ان كانت قادرة ابدا على الصمود ، " فهي " مدللة ابيها كما كانت دوما ، تواجه اول عثرة في حياتها الان ، وكانت عثرة قوية للغاية لان تتخطاها ، ليس وقد اصابت قلبها تماما ، فكيف ستستطيع بحق النهوض الان ؟؟ الما اجتاح هذا القلب مع نحيبها الذي يزداد ، نحيبا يخرج منه بتمزق لا يصدق ان مالكه خانه لا يتخيل ان انه لمس اخرى ، انه غازل اخرى ليس وهناك عقلا في الخلفية يصور ، صورا صعبة للغاية لان تتجاهلها.. جثت على ركبتيها ، قدميها الواهنة لا تستطيع حملها اكثر ، محطمة تماما تعانق وجهها المغرق دموعا بيديها .... بعد وقت لم تعلم كم مدته احست بلمسة خفيفة لاصبعها ، لمسة كنسمة هواء اتت مع صوت تعرفه جيدا : " انجي .." ازالت يدها لتجد عزت امامها مغضن الوجه ينظر اليها بقلق دموعها تأبى التوقف ، ليس انها ارادت التحدث لاي احد ، لكنها لم تستطع منع الكلمات وهي تخرج بشهقات حزينة : " نادر خاني يا عزت ... قال انه هيحبني ، اني انا بس في حياته .. وعدني بده .. وفي النهاية خاني .." سمعت صوته مجددا بعد ثوان بنبرة ناعمة للغاية ، نبرة هدهدت قلبها : " قومي معايا ... الجو برد هنا .. تعالي ندخل جوا .." نظرت بعيناها المبتلة بالدموع ليده الممدودة نحوها ، بسطت يدها في كفه باستسلام تام حيث نهض بها ودخل القصر ... .. .. .. بعد ربع ساعة ... يثمل لاول مرة ليس لانه يحب الشراب برغم ما يعلمه من تحريم فرضه الله عليه .. انما فقط لكي ينسى ، لكي يوقف شعور الذنب الذي يتملكه ، شعورا يتضخم في كل مرة تنظر اليه بعيناها الجميلتان تمرقه حبها او قلقها كما في اخر مرة حين لم يستطع ان يخبرها انه غاضبا من نفسه ، انه يود لو قُبر بسبب ما فعله بحقها ... ضغط على الكأس بيده ، ودمعة تلمع في عيناه انه خائف ... خائف كالجحيم مما سيحدث ان عرفت بالامر ، اخذ رشفة كبيرة من كأسه لم يملك الفرصة لبلعها بسبب القبضة التي وجهت نحوه فاسقطته ارضا عندما رفع وجهه كان عزت من يقف امامه غاضبا نهض لا يستوعب وهو يمسح فمه ليلقي عزت قبضة اخرى اسقطته مجددا ، صاح بنفاذ صبر : " عزت .." التقطته عزت عن الارض من سترته صارخا في وجهه : " انت مجنون ... ازاي قدرت تعمل في انجي كده ؟؟ " توقف نادر متسمرا ينظر اليه وقد اهتز قلبه بين اضلعه صرخ عزت بانفعال : " انت مدرك هي حالتها ايه دلوقتي بعد ما عرفت .." بارتباك ممزوج بخوف علا ملامح نادر هتف بخفوت متلعثم : " ع .. عرفت ايه ؟؟" افلته عزت بازدراء : " عرفت قد ايه انت لعين خاين ..." امسك عزت من كتفه يسأله بذعر : " عرفت ... ازاي ؟" " ده اللي يهمك؟؟ عرفت ازاي ؟؟..." " ليه عملت كده ؟؟ ليه دمرتها بالشكل ده " هتف عزت بمرارة ، اخفض نادر بخزي رأسه يحاول ايجاد ما يقوله ودمعة تسقط من عينه : " انا ....." وتوقفت أي كلمات على لسانه وهو يرفع رأسه ينظر برعب اكبر لصديقه بسؤال مفاجىء خطر على باله : " هي فين يا عزت ؟؟ ...هي .... مشت ؟؟ " *يتبع* التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 01-09-19 الساعة 11:37 PM | ||||||||||
|
| |
|
01-09-19, 10:48 PM
| #708 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| قصر نادر " حي جاردن سيتي" توقفت خطواته على صورتها وهي تجلس على الاريكة عيناها المتورمة من كثرة البكاء مسلطة عليه ، تنظر اليه بادانة ... عيناه استقرت على الحقيبة التي تمكث جوارها وانقبض قلبه اكثر ، رفع عيناه نحوها مجددا حيث كانت لاتزال تنظر اليه .. كان وجهه اصفر شاحب كالاموات ، عيناه تنظر اليها بخوف وفكه متصلب بتوتر ... مذنب ... لاشك لديها في ذلك الان .. لا تصدق نفسها انها بقيت حتى اللحظة كي تسمعه ، ناحية تماما التأكيد على ادانته الذي سجله عقلها وقرر ان يتغافل عنه ، تلك الليلة التي عاد فيها قبيل الفجر ، لاشك انها كانت تلك الليلة التي هدم فيها بدم بارد كل شيء .. كان سؤال واحد ما ارادت معرفته الان ، سؤال همست به من جوف جرح ينزف : " ليه ؟؟ " اخذ خطوة اتجاهها يهمس بكثافة : " انجي .." صرخت باختناق : " ليه ؟؟ " كانت مدركة انه يعرف عما تتحدث بالضبط ، واثقة ان عزت اوصل له حقيقة معرفتها بخيانته ، ارتخت كتفاه وهو يجيب بندم ، باثم وهو لا ينظر اليها : " كنت .. سكران ..." عندما نظر اليها مجددا كانت عيناه تحمل اسى ممزوج بتوسل ، ماذا يتمنى بهذا التوسل ؟؟ ان تتفهم مبرراته!! " كنت مش واعي ... كنت ضعيف ... اقسملك يا انجي كانت غلطة مش عارف انا ... ازاي .. عملتها " مبرر اقبح من ذنب ... هذا ما قررته انجي وهي تبتعد بنظرها عنه الان لا تطيق النظر في وجهه اكثر من ذلك ، لا تطيق البقاء معه حتى اطول من ذلك ، قالت الشيء الوحيد الذي ينبغي ان تقوله بعدما وضح كل شيء، قلبها الاحمق يتمزق من الان : "انا عاوزة ... اطلق ..." تحركت قدمه نحوها الان ، رعبا يختلج في قلبه من مجرد فكرة ان تصبح حياته خاليه منها ، ركع عند قدمها : " لاء يا انجي لاء .." تساقطت دموعها بمهانة امامه ، تمَسَّكَ بيدها المكورة في حجرها : " انتي عارفة قد ايه انا بحب..." انتفضت يدها عن لمسته مشمئزة في رد فعل مرتعش ، نحيبها يزيد : " متلمسنيش ... انا قرفانه منك ..." " انا بكرهك ... انا بكرهك..." اخذت تصرخ وهي تغطي وجهها بيديها غارقة في موجة بكاء اكبر من سابقاتها ، تتمنى لو كان هذا كان كله كابوسا تستيقظ منه في النهاية ، لكنه كان حقيقيا .. لقد خانها .. ارتفعت يده يريد ازالة يدها عن وجهها ، يريد ان يمسح دمعاتها ، لكنه عاجز هذه المرة عن اتخاذ اي خطوة ليس وقد افسد بالفعل كل شيء .. اختنقت العبرات في حلقه ، وثب واقفا يمرر يده في شعره بعجز ، عندما تحدث مجددا كان قد انتقل بجوارها على الاريكة لهجته نادمة بعمق : " انجي ارجوك دي كانت غلطة .. ارجوك ... انا مقدرش اعيش من غيرك ..." ابعدت يدها عن وجهها ، دموعها لاتزال تسيل على وجهها ، تنظر اليه بجفاء مفاجىء ، بكره ، بغضب ، باشمئزاز .. ودون كلمة ، تتمسك بالقوة الواهية المتبقية لها نهضت تلتقط الحقيبة لتغادر لا تتحمل حتى صوته الان نهض معها بذعر اكبر ، ويداه امتدت تتمسك بذراعها لكنه ازالها سريعا ، ويؤلمه بشدة الا يملك فرصة ملامستها الان : " ارجوك يا انجي .. عشان كمال .. عشان ابننا .. ارجوك فكري ... ارجوك اديني فرصة تانية ..." لكنها لم تجب مجددا اذ حملت اقدامها ومشت سمعت صوت دوي المزهرية تسقط ارضا ، لم تلتفت للوراء ، لم تقف حتى واكملت سيرها خارج القصر و شعر برعب انها تخط اولى خطواتها خارج حياته .... .. .. .. قصر عزت " حي جاردن سيتي " " انت لسه منمتيش ؟" سأل عزت وهو يدلف غرفة جنة ، يتمنى الا يكون هناك ما يقلق اخته هي الاخرى في هذه الليلة الغريبة اولا كان اشرف بذلك الشكل المتباعد المغموم ، وثانيا كان نادر ... يمتلكه غضب دفين ، غضبا لخيانة مشابهه تعرض لها يوما ، لا ينسى في ذات الوقت منظر انجي وهي فاقدة لاي شيء حولها ، منهارة من البكاء لشدة وجع الجرح ، جرح يعرفه تمام المعرفة ، ومازال جزء منه لم يلتئم حتى الان .. التفت على ملامسة جنة لوجهه العابس ، كان قد انتقل يجلس بجانبها على السرير ، عاقدة الحاجبين بتفكر وهي تتحسسه : " انت شكلك مدايق ... مالك ؟؟ " " مفيش .." " لاء فيه ... وشك مكغمش ( مكرمش)... وساكت ، انا بكلمك من ساعتها ومبردتش عليا .." حاول رسم ابتسامة تحت يديها المتفحصة : " انا متأسف ..كنت بفكر في حاجة كده .. كنتي بتقولي ايه ؟؟ " ابعدت يدها عن وجهه ، مجيبة بقلق طفيف : " المفروض اشغف يكلمني زي كل يوم من ساعة عدت ، لكنه متصلش ... " " احتمال ميكلمكيش الليلة..." سألت بقلق : " ليه ؟؟ انت شفته ؟؟ " اجاب عزت متنهدا : " ايوه شفته من ساعتين كده ، كان مدايق شوية .. حتى انه انتقل من عند نادر للسرايا بتاعتكوا.... هو مقلكيش حاجة .." هزت جنة رأسها رفضا وهي تفكر عما عساه يكون قد ضايقه ، خاطبت اخاها : " عزت ممكن تتصلي انت عليه ....." " انا رأيي تسيبيه يبقى لوحده شوية ... احتمال يكون .." قاطعته جنة بتوسل : " ارجوك .. انا عاوزة اكلمه الليلة .." نهض عزت مرهق بشكل عجيب ، يحتاج هو ايضا للبقاء مفرده قليلا : " تمام .. اللي تحبيه .. هروح اجيبلك التليفون .." ادار عزت الارقام واعطى السماعة لجنة ، قبّل رأسها : " بون وي .." ابتسمت جنة اليه بحب : " بون وي .." سمعت صوت اشرف على الجهة الاخرى من الهاتف مع خروج اخيها من الغرفة ، هتفت فورا : " اشغف ... " " جنة !!" " ليه متصلتش الليلة ؟؟ " سمعته يتنهد قبل ان يجيب بنبرة هادئة ضعيفة للغاية : " متأسف جنتي ... الظاهر نسيت .." " عزت قالي انك مش كويس .. مالك ؟" اجابها بما اراد ان يكون مزاحا لكن نبرة صوته كانت كئيبة للغاية : " عزت كمان بيفتن عليا .." شعور غير مطمئن استولى عليها من نبرة صوته ، همست بعد ثوان صمت لم يقابلها اشرف هو ايضا باي حديث : " اشغف ... انا عاوزة اشوفك .." سأل غير متأكد : " دلوقتي ؟!!" " ايوه ... " وبجرأة تمتلكها اول مرة وهي تعبر عن مشاعرها ، ربما ما ساعدها انه لم يكن امامها وهي تقولها ، وربما لقلقها عليه ، همست بنعومة فائقة : " انت وحشتني ... " حل صمت على الجهة الاخرى ، يستوعب اشرف هذه الجملة الحلوة للغاية ، دقات قلبه تخوض في ماراثون طويل الان ، تقطع صوته بالحروف من عمق التأثير عليه وهو يرد عليها : " انا جاي دلوقتي ..." خرجت بخطوات محترسة خارج القصر تنتظره في الحديقة اسفل الشجرة ، بعد لحظات عندما سمعت صوت خطوات قادمة ، التفتت باتجاهها ولم تدرك انها اصبحت تماما امامه ، جاء صوته ابحا : " متأسف لاني اتأخرت .. " ملاحظا ثيابها الخفيفة اضاف ببيان : " الجو برد ... " نزع سترته يلفها حولها برقة ، سألت : " ليه مدايق .." امسك يدها الباردة ، حدق فيها مجيبا : " مفيش " " لكن عزت قال ان..." قاطعها باصبعه على فمها : " ارجوك مش عاوز أي اسئلة الليلة ... " وبخنوع تقبلت ما يريده : " طيب .." وقف يتأملها تحت ضوء القمر ، امتدت يداه تعانق وجهها الناعم ، شعرها الحريري و عيناها الجميلتان دنا منها يغمض عينيه وهو يطفو بوجهه مع خيوط شعرها السابحة عند حدود اذنها ثم همس لها مغازلا ببيتي شوقي : " رأى خدك الفتان اشهى من المنى فمال اليه ميل صب مولع وما كان ممن يصفع الخد كفه ولكن من ينظر خدودك يصفع" غطى لون قرمزي طفيف وجنتها ، بينما فلتت منها ابتسامة ساحرة تعلق بها قلبه وهي تسأله بعفوية : " انت لسه فاكغ (فاكر) .." فتح عينيه .. متمنيا لو استقر كذلك بعض دقائق اخرى ، لكن الذكرى الوحيدة التي تمنى لو لديه القدرة على محوها هاجمته هي بها ملاحظة صمته نادت اسمه ، لا يريد افساد هذه اللحظة ابعد كل شيء عن عقله ، عيناه نارتا عشقا وهو يعود بهما اليها مجيبا بما في قلبه حقا : " مفيش اي حاجة تخصك انا مش فاكرها ..." وبتدفق وجنتيها حمرة انحنى نحوها لااراديا ، ان كان لن ينال شهد شفتيها ، فيكفيه قبل ان تقرر تركه القليل من منى خدها ، لتظل نقية ويموت هو من شوقه للقرب اكثر ، اغمضت عينيها مع نفسا عميقا حين لامست شفتيه وجنتها في قبلة رقيقة ، قبلة اطالها عمدا حتى كادت تحرق موضعها ، صعد بشفتيه حتى قمة رأسها واستقرت هناك ، همس بخفوت : " شكرا لانك خلتيني اجي .." التفت يداها بحركة جديدة اخرى تلفها حوله ، اغمض عينيه ترهقه للغاية مشاعره التي تزداد مع هذه الجنة الطيبة ، جنة اخرى لا تدوم طويلا ، لكنها عندما تأتي تملأ كيانه بفرح فريد لم يعرفه قبلا ، ولن يعرفه بعدها ابدا .. لانه قرر .. غدا سيخبرها بكل شيء ... *يتبع* التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 01-09-19 الساعة 11:44 PM | ||||||||||
|
| |
|
01-09-19, 10:50 PM
| #709 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| في اليوم التالي .... القرية " دار عبد العاطي " " عمتي نوارة ..." هتفت راضية بدهشة بعد فتحتها الباب حيث دعتها للدخول بادب .. جلست نوارة فيما قالت راضية : " تشربي ايه يا عمتي ..." " ولا حاجة يا بنتي .. اقعدي .. هحددتك في كلمتين ..." جلست راضية حيث ربتت نوارة جوارها ، قالت نوارة : " حسنين طلق انيسة وندية يا راضية ..." عندما لم تعلق راضية بشيء هتفت بتساؤل : " ايه .. مش هتقولي حاجِة .." " هقول ايه يا عمتي .. حسنين حر .. يطلق اللي يطلقه ، ويتجوز اللي يتجوزه .. متفرقش معايه ..." " انتي عارفة ان حسنين ردك على ذمته تاني ..." هزت راضية رأسها تتنفس باستياء : " عارفة ..." " وبرغم دِه لسه غضبانه منه .." قالت نوارة تهز رأسها ببيان ، تابعت وهي تمسك يدي راضية : " حقك يا بنتي طبعا .. حقك تبقي غضبانة ، حقك ترفضي ترجعي .. انما ..." " بناتك ... نسيتيهم يا راضية .. ده حتى بنات انيسة وندية ملهمش حد غيرك دلوقتي ..." صمتت راضية تهرب بعينيهاالتي تتجمع بها الدموع عن عيني حماتها ، وباسى شديد اجابت : " انسى ضنايا ازاي بس .... داني بتعذب في بعدهم .. حسنين ملوش حق يبعدهم عني ويمنعهم يجوني .." قالت جملتها الاخيرة بعتاب حزين وهي تنظر اليها ، هزت نوارة رأسها بتفهم قائلة بهدوء : " وآني معاك في دِه .. ابني ملوش حق يمنعهم عنك .. لكن مسألتيش نفسك ليه بيعمل كِدِه ... وانتي عارفة زي مانا عارفة ان حسنين ممكن يكون أي حاجة لكنه مش ظالم ؟!" بحثت راضية عيني حماتها عما تريد اخبارها به اذ تابعت نوارة وهي تبتسم بتفهم : " عشان دي الطريقة الوحيدة اللي بقياله يرجعك بيها ..." وقبل ان تنطق راضية بما على لسانها ، استطردت نوارة مقاطعة : " عارفة اللي هتقوليه .. والله عارفة .. آني يا بنتي مش جاية عشان اقولك ارجعي .. ولا جاية كمان عشان اقولك مترجعيش .. آني جاية افكرك ببناتك يا راضية .. بناتك محتاجينك ... و البنت انتي عارفة ، من غير امهه جناحها ضعيف و الدنيه بتبقى ضيقة عليهه .." " فكري يا بنتي في دِه قبل اي حاجة تانية ، وبعد كِده قرري اللي ناوية تعمليه ...." وبين صمت راضية الدامعة هزت رأسها ، نهضت نوارة تحتضنها بتوديع قبل ان تغادر ... .. .. .. العزبة " قصر الباشا هاشم " " فردوس ..." تنهدت لبيبة باسى وهي تدلف الغرفة رفعت فردوس عينان حزينتان اليها فيما استقرت بجانبها على طرف السرير " ليه مكلتيش ... " لم تعطي فردوس ردا ، اغمضت لبيبة عيناها تستجمع كلمات في نفسها قبل ان تفتحهما مجددا قائلة : " انا عارفة انك لسه مستاءة ، انك مفتقدة اشرف ، وانك حزينة لانه مبعتلكيش دعوة الخطوبة ... لكن انا هقولك زي اللي نورهان تماما قالتهولك لما كلمتك ... اشرف محتاج وقت ..." تحدثت فردوس ودموعها تنهمر فوق خديها : " اشرف بيكرهني يا انّا ..." ابعدت بعض دموعها بابتسامة قاتمة: " احيانا بقول معاه حق .. يمكن انا مستحقش حب اولادي ..." " يمكن حميدة اولى بيه مني ... لكن ... انا غصب عني بغير .. غصب عني بزعل ... دول اولادي انا .. ومحدش المفروض انه هيحبهم اكتر مني ... " امسكت لبيبة يدها في لفتة حانية وهي تقول : " الوقت لسه منتهاش يا حبيبتي عشان تكسبي مكانتك عندهم تاني …" توقفت دموع فردوس ، ابتسمت لبيبة بلطف وهي تتابع بشدة : " وزي ما قلتي انتي اللي امهم ، وانتي الاحق بحبهم ..." " عشان كده انا عاوزة منك تصبري ... وتقربي ليهم تاني ... ابدأي بنورهان ..هي عارفة قد ايه انتي بتحبيها .. وهي محتجاكي دلوقتي تكوني اقرب ليها .. " هزت فردوس رأسها بامتنان قبل ان تعانق لبيبة باحتياج ، وبشكر لبقاءها في الوقت الذي رحل فيه الجميع بجوارها ... .. .. .. القرية " دار العمدة السابق عبد الجابر" دخل الدار بعد يوم طويل في الارض ، كل ما يبغاه الان لقمة يملأ بها جوفه ونومة سريعة تنسيه تعب جسده و ... ندم قلبه ... مستاء ، ولا يملك عجلة زمن يعود بها للوراء ، ربما لليوم الذي تزوج فيه راضية فيكتفي بها فقط في حياته ... راضية التي عاد الدار دونها ميتا بالنسبة له ، لا راحة يلمسها فيه ولا انس ... استقبلته رائحة طاجن " الرز المعمر " وقف في منتصف خطواته على اثرها ، كانت المختصة والجيدة في طهوه دوما راضية ... نظر حوله ، امه مختفية لا تستقبله وبناته ايضا لسن حوله ، وما هي ثوان حتى اندفعت نحوه زبيدة راكضة تعانق قدمه مع صرخة " آبا " رفعها بين يديه حيث بادرت قائلة بفرحة : " عمتي راضية رجعت يابا .." " راضية ..." هتف حسنين بعدم تصديق ، دقات قلبه تتسع ، ولم يكن ما يحدث الان من وحي خياله عندما خرجت راضية تقف امامه بهية الطلة ، بجلبابها المزهر ، ووجهها المحموم قليلا من المكوث امام الفرن انزل الطفلة واقترب اليها ، لا يصدق بعد ، ان راضيته قد عادت اليه ، قد ملأت داره بوجودها وحنانها مجددا ، بسطت كفها امامه تدعوه للتوقف عن التقدم اكثر ، وبجدية صارمة قالت دون اي ابتسامة : " آني رجعت مش عشان سامحتك .. ولا عشان انا كنت مجبورة ارجع بعد ما ردتني .. " " آني رجعت عشان بناتي ... وبرغم دِه هتلاقي لقمتك دايما جاهزة ، هغسلك هدمتك ، هناولك حتى جلابيتك كل صبح ... " "لكن .. ملكش عندي اكتر من كِدِه ..." نظر اليها حسنين مطولا حاجبيه يلتقيا بما بدى عبوسا ، استقاما فجأة مع ابتسامة تشق وجهه وهو يقول : " واني راضي .. " " امشي معاك حبة حبة ... لحد ما يجي اليوم و تسامحيني ... وترضي عني تاني يا راضية ..." اضمرت ابتسامة ارادت ان تشق على شفتيها ، وبصعوبة عقدت حاجباها مجددا ، تظهر له ان كلماته لم تؤثر بها وان كانت كاذبة حقا ، بينما تلتفت لتعود الى الداخل مجددا ... .. .. .. العزبة " قصر الباشا مراد " كان من الخطأ بقاءها منذ البداية، اما هي او شكرية ام ابنه القادم حتى وان كان لاجله بقيت حتى هذا الوقت كان عليها الا تفعل .. انه الروح ..لكن رغم ذلك كان عليها الا تفعل .. وهو الخطأ الذي كانت توابعه صعبة ، حينما كانت تسمع لتلك الكلمات الجريحة او المعايرة عن عقم ليس لها ارداة فيه من فمها ، وكانت تصمت ، ليس لانها لا تملك ردا لكنها لاول مرة تدرك مكانتها ، انها هانم ، والهانم لا يجب ان تنخفض لاي مستوى ، خاصة وان كان هذا المستوى يملك من البغضاء ما فاق رؤيتها في الناس منذ مدة طويلة للغاية .. لكن ... وصل هذا الخطأ ذروته عندما تخطى الامر مجرد كلمات تلقى كانت تصم آذانها عنها حتى تصعد غرفتها فتبكي بصمت ، الى .. ان حد الافتراء ... وحدث ذلك تماما في هذه اللحظة .. كانت شكرية تلقي اوامرها على واحدة من الخدم كما تفعل منذ دخلت القصر فتتصرف كأنها صاحبته وقفت ليلى عند مقدمة الدرج تشاهدها وهي تقف في منتصفه ، توبخ بشدة وعنف خادمة كانت هي ذات يوم مثلها ، حتى دمعت عينا الفتاة ، مما جعلها تتدخل قائلة وهي تنزل اليهما : " ايه اللي حصل .. ايه الصوت العالي ده يا شكرية ، وعشان ايه ده كله .." رمقتها شكرية بنظرة ساخطة كما لو كيف تتجرأ وتخاطبها هكذا امام الخادمة كما لو انها لاتزال هي ايضا خادمة ، وليست سيدة قصر مثلها بل وافضل منها ، ردت بدلال متكلف ممزوج بسم نفثته بقلة ضمير وهي تتلمس بطنها بتعمد : " اللي حصل ان الغبية نست تجيبلي العصير اللي البيه الصغير عاوزه .. لكن انا بقول لمين .. طبعا انتي متفهميش في كلام الوحم دِه .." اندفعت ليلى بغضب لهذه الاهانة المتعمدة امام الخادمة ، او ربما قد امتلأ كوب صبرها لتصمت هذه المرة : " انتي ازاي تتجرأي .." " ومتجرأشي ليه ياختي .. مش دي الحقيقة بردو .. ولا جديدة عليكي دي .. عموما لو اتضايقتي منها اوي .. يبقى معدتيش تحشري مناخيرك الحلوة دي في اي حاجة في السرايا دي .. لانها خلاص .. بح .. ملكيش فيها دلوقتي .." ارادت جرحها كما جرحتا ، ارادت ان تعيد قيمتها ، كرامتها ، وكبرياءها الذي مرغته مرارا وتكرارا دون رحمة : " اه حقيقي .. بس معتقدش ان ده كلام مراد .. الباشا بتاعك ، وجوزي وحبيبي انا .." رمتها شكرية بنظرة الالم ممزوجا بالغضب ، وهي تقترب منها وفي عيناها الشر ، شرا تمثل في يدها وهي تشد شعرها ، ما آلم ليلى بشدة ، تلك التي لم تضرب امرأة او احدا قط ، للدرجة التي لا تعرف معها كيف ترد على مثل الحركة الغير متوقعة فما بالك بكيف تفلت نفسها وهي تشدها بتلك القوة حتى بدت في تلك اللحظة تظن ان شعرها بالفعل قد يخرج بين يديها ، و هو ما جرحها اكثر ، انها وصلت حقا لتلك المرحلة ، زجت بلا رحمة في معركة لا تعرف حقا كيف حتى تحارب فيها.. وفي غمرة ضرب شكرية لها وهي تسب وتشتم بلهجتها الاصلية بعيدا عن تلك اللهجة التي تتحدث فيها لتوازي اهل السرايات ، تعثرت على السلم وسقطت ... تسمرت ليلى مكانها تنظر بفزع وشكرية تتدحرج على السلم ، حتى استلقت عند نهايته تئن بألم .. *انتهى الفصل* التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 01-09-19 الساعة 11:20 PM | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
433Likes
.png)
العرض العادي
