انّي ابتُلِيت هوَاه (1) .. سلسلة ويشهد قلبي *مميزة ومكتملة*

[Samar noir]

السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته
رواية جميلة بالموفقية

[عشق الياسمين]

تسجيل حضوووووور

[ام زياد محمود]

تسجيل حضور ياجميل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 5 والزوار 30) ‏

ام زياد محمود, ‏بدويه كاشخه, ‏الرسول قدوتى, ‏عشق الياسمين, ‏amana 98

[زمردة عابد]

الفصل الخامس والعشرون
اميلُ بقلبي عنك ثمّ ارُدُّهُ
واعذِرُ نفسي فيك ثمّ ألُومًها

" البحتري"


******

" هو فاكر الموضوع لعبة "

صاح مراد بعنف فور سماعه الخبر من عزت الذي قال ببعض هدوء جاء بعد مجهود منه للسيطرة على نفسه كيلا يتهور ويذهب الى اشرف فيلكمه حتى الموت لما فعله باخته :
" اهدى يا مراد ..."
" اهدى ازاي ؟؟ و بعدين فهمني هنا انت كنت فين ؟؟ازاي سمحتله يعمل اللي عمله ده؟؟ "

تجهم عزت مجيبا بكبرياء :

" مش انا اللي هقول لحد يفضل مع اختي بالعافية يا مراد ، حتى لو كان صاحبي ..."
" كان غلط من البداية الامان له ، مكنش المفروض نسمحله يكتب كتاب ،كان المفروض يفضل متشحتف عليها لحد قبل الفرح بيوم" ...
مراد ايه اللي بتقوله ده ... اللي يسمع كلامك يقول دا حصل حاجة ... مهما كان اللي حصل فهو انتهى ومفيش أي اضرار نتجت عنه ..."

هتف مراد :

" جنة ... نقدر نقول كده عنها بردو ؟؟ "

صمت عزت عند هذا السؤال لا يجد ردا له ، تنهد مراد بانفعال قبل ان يسأل :

" هي عاملة ايه دلوقتي ؟؟ .."



في الاعلى ...

اناملها تمشي على الثوب الذي حضر على موعده بالدقيقة .. ثوب ارادت ان ترتديه ليراه عليها ، وان لن ترى نظرته ارادت ان تسمع اهة صوته وهو يبدي انبهاره بها ، ثوبا تقول في نفسها الان يا ليتها ما انتظرته ...
انهارا فاضت من عينيها تحفر اخاديدا على خديها ، لا تكاد تصدق ولا تملك القدرة لتحمل او لتجاوز هذا بعد ...
هو اشرف الذي لم يتركها ثانية منذ اتت لهذا العالم ، كظلها كان ، كنفسها ، كروحها ، أنى لها ان تتحمل فقدانه ؟؟!
وباي الطرق عليها تقبل ذلك ؟؟؟
نحيبها علا وهي تقبض على الثوب بيديها ، امتدت يد حنونة تضمها الى صدرها ، ولكنها الان كانت بحاجة للمسة احد اخر ، بحاجة حنان شخص اخر ، شخص ما سمح لدمعتها يوما بان تكون ...
لم تملك حميدة اي كلمات لقولها ، لا لاشرف قبل وقت لاحق او لجنة الان ، ولاول مرة تجد نفسها مكتوفة اليدين بهذا الشكل ، ليس و كلا فؤاديها بحالة لا تختلف كثيرا عن الاخر ، اغمضت عينيها باسى لا تتحمل نشيج جنة الذي لم يخبو منذ عدة ساعات .. فقط مررت يدها على شعرها تمسح عليه بحنان ، وتدعي الله في قلبها ان يصلح الاحوال بينهما مجددا ...



دلف مراد الغرفة بعد لحظات من خلفه عزت ، اماء لحميدة يتركها له وهو يستقر جوارها ، وانتقلت جنة بلا وعي من احضان حميدة لاخيها الاكبر يكمل بث بعضا من الرأفة لقلبها ، استدار عزت نحو الشرفة يكتم غضبه لا يستطيع تحمل دمعاتها ... اي قلب يحمل صديقه او ما كان صديقه ليفعل ما فعل بهذه المخلوقة الضعيفة ؟؟؟



..
..
..



بعد مرور يومين



عزبة الباشا هاشم " القرية




من كان يظن ان الايام ستلقي به الى ما وصل اليه الان ، من نهاية كل شيء للابداية ....
توقف امام القصر الذي تعهد يوم خروجه منه انه لن يعود اليه مجددا، قصرا كان حجيما وهي جعلته جنة بقدومها ، قصرا تمثل في حياة تحملها لاجلها ، لكونها كانت فيها ، لكن حتى لهذه القصة البسيطة نهاية اليس كذلك ؟؟؟

صعد الدرجات ومنها توقف برهة امام جناحه يتذكر اليوم الاول الذي رآها فيه وهي طفلة ، حينما كان ينزف وجعا من اقرب الناس اليه ، واتت هي الغريبة عن كل شيء ، الصغيرة التي اخذت اكبر حيز في حياته ، والوحيدة التي احتوته ....



تحركت قدماه نحو جناح نورهان ، طرق الباب ودخل ، عندما رأته نورهان اتسعت عيناها كأنها لا تصدق انه كان من الممكن ان يعود مرة اخرى ، على الرغم انها لا تملك معرفة واضحة عن ما حدث المرة الاخيرة بينه وبين ابيه او عن طبيعة علاقتهما بوجه عام ، لكنه واثق انها شكلت بداخل عقلها صورة لا بأس بها عن التباعد بينهما ، تباعد لم تسأله عنه يوما وكأنها حقيقة مطلقة لابد ان تتقبلها دون سؤال ... نهضت بخطوات واسعة تحتضنه بكل روحها ، والتفت يداه حولها يشدد العناق الذي كان في حاجة اقرب اليه منها .. عندما رفعت رأسها اليه انطفأت عيناها مجددا وهي تدقق النظر في ملامحه النحيلة ، وبشرة وجهه التي غادرتها الحياة فبدى اخيها اكبر عن عمره عشر سنوات ، سألت بقلق متناسية كل همومها هي :
" اشرف ... انت كويس ..."
ابتسامة لا حياة فيها مرت بخفة ضئيلة على وجهه وهو يجيب :
" المفروض انا اللي اسألك كده ..."
" انت متغير ... ايه اللي حصل ؟؟ جنة كويسة ؟؟"
اطال النظر الى توأم عيناه قبل ان يجيبها بعد لحظة :
" مش عارف ...."
تلاقى حاجباها بتساؤل جاهل اجابه قبل ان يطلقه لسانها :
" انا سبت جنة ..."
تحولت نظرة عينيها للتخبط متبوعا بعدم فهم ، قبل ان يسيطر عليها الدهشة فالانفعال :
" سبتها ؟؟؟ ليه ؟؟؟"
تجاوزها نحو الشرفة حيث وقف عيناه يلوح فيهما اسى عميق قبل ان يرد :
" عشان بحبها ...."
لا تستطيع ان تفهم بعد ، اقتربت تقف امامه حاجبة عنه اشعة الشمس الضئيلة القادمة من الشرفة :
" اشرف انا مش فاهمة ..."
بحاجة الى ان يشرح ، يحكي لاول مرة ، كانت اخته الوحيدة الموجودة الان لتسمع ... وهو حكى .. اكمل النقاط بعد اداة استفهام عمر طويل من الاسئلة ....



وخلف حاجز بسيط كالباب كانت تقف فردوس تستمع ، وقلبها الذي قرر الاستيقاظ منذ وقت قصير جدا عندما تراءى اليها عمق جرمها ، ينبض الان بحزن متألم لاجل ابنها الوحيد ....



..
..
..



بعد ساعة ...



توقف مع اخر درجة سلم على السيارة المتوقفة امام القصر والتي خرجت منها عمته صباح وابنتي عمته منيرة وشاهيناز ، سلم عليهم بلا حبور حقيقي وصل الى عمته التي فضلت الا تطل معه الحديث وقد بان عليه الرغبة في الذهاب ، نادت ابنتيها ليصعدا خلفها فيما كان على وشك استكمال طريقه ، استوقفته منيرة قائلة بابتسامة متلهفة :
" ازيك يا اشرف ..."
" الحمد لله .. ازيك انتي يا منيرة ..."
" انا بخير الحمد لله ... "
" في الحقيقةانا كنت عاوزة اباركلك على الخطوبة وان كانت متأخرة شوية ... متأسفة جدا اني معرفتش احضر ..."
صمت بلا رد ، وببحث لاحظت الانطفاء البارز في مقلتيه و الحزن المرسوم على وجهه ، سألت :
" مالك ؟؟..."
" اقصد .. شكلك مضايق حصل معاك حاجة ..."
نظر بعيدا وهو يمرر يده بين خصلات شعره ،تنهد واجا سؤالا السابق ، في حين بدى لها كأنه يحدث نفسه :
" مش فارق باركتي دلوقتي او قبل كده يا منيرة ..."
عاد بعيناه اليها :
" عشان انا وجنة انفصلنا ..."
مستعدا للابتعاد اوقفته منيرة بعدما تجاوزت الصدمة :
" استنى ..."
توقف ينظر اليها بانتظار ، ولم تمنع سؤال على شفتيها :
" ايه اللي حصل ؟؟ .."
اردات متابعة سؤالها باخر مثل ان تسأله انه يحبها فلما انفصلا ، لكنها توقفت عند هذا الحد من فضولها ، في انتظار اجابته قال :
" مش مهم ايه اللي حصل ... المهم ان كل حاجة انتهت ..."
اجاب مجددا وكأنه يوجه الحديث لنفسه بيأس يتخلل كلماته ، قال فجأة وكأنه يريد ابعاد منحنى الحديث عنه :
" وانتي هتتجوزي كمان اسبوع مش كده .. اعذريني من دلوقتي يمكن مقدرش احضر ..."
اجابت دون تفكير :
" انا كمان فسخت الخطوبة ..."
ولم تعلم السبب الذي لاجله ارسل عقلها اشارات الكذب حول ذلك ، او لما لم تصححه على الاقل ، ولم يعط لها فرصة ذلك حين قال :

" انا مش عارف اقول ايه .."

" متقولش حاجة ... كده احسن .."

اجابها بلطف وهو يمسد كفه على كتفها قبل ان يغادر :

" يبقى على كده مقدرش اقول غير اني اتمنالك الاحسن ...."

نظرت اليه وهو يبتعد بخطاه وتمنت لو استوقفته وقالت انه لن يكون هناك افضل منه بالنسبة اليها ...



..
..
..



قصر عزت " حي جاردن سيتي "



مكتئبة غادرتها الروح ، لا شيء عاد يضحكها ، ولا شيء بات يبكيها ، لا دراسة اصبحت لها شغوفة ، ولا حديث او حتى اغنية تملك القدرة على جذب سمعها ، فقط تجلس في الشرفة ، تغرد الطيور الساكنة في الاشجار حولها او ربما تخاطبها فلا تجد منها روحا يطيرا بها سويا ، الشمس الحارقة تحثها على ابداء ردة فعل ، على الصراخ او حتى التأفف ومازال لاشيء يحركها ....

حركة صدرت جوارها لم تعطي لها بالا ، جلس عمر الذي استغل غياب مراد وعزت وطلب من حميدة السماح له بدقيقتين مع جنة على الكرسي المجاور لها قائلا :
" ازيك يا جنة ..."
هل هي غاضبة منه ؟؟ فقط لان وجوده هدم كل شيء ، هل تتمنى الصراخ عليه ؟؟ قول انها لم تتمنى ان تسمع صوته مجددا ... اجل انها تفعل .. لكن مع شعور اخر بداخلها يحارب عرفت انه كان برغم كل شيء يملك حسن نية ، انه كما كان دوما عمر الصديق العطوف جدا ، الذي شاركها بعضا من طفولتها ....
" الحمد لله ..."
" انتي زعلانة مني ..."
هتف عمر وكأنه قرأ ما يدور في عقلها ، وفورا شعرت بذنب غريب وهي تهمس :
" لاء ..."
"ومع ذلكانا متأسف ...."
التفتت برأسها نحو النبرة النادمة في صوته :
" اعتقد اني كنت اناني كفاية اني مفكرش فيكي ، او قد ايه انتي بتحبيه ، وانانيتي للاسف هي اللي دمرت ما بينكوا ..."
لم ترد عليه ، تابع وهو يمسك يدها :
" عشان كده انا مستعد احاول اصلح كل ده تاني ..."

صمت لحظة قبل ان يتابع :
" في الحقيقة بعد تفكير كبير لقيت ان الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخلي اشرف يعيد تفكير في قراره هو انه يحس انك ممكن تضيعي من بين ايديه ..."
" انا كلمت دادة حميدة ، وهي وافقتني على الفكرة ومش باقي غير قرارك انتي ..."
" في ايه ؟؟؟"
" انك تقبلي تتجوزيني ...."
شرح فورا عندما لاحظ انعقاد حاجبيها مع اول تفاعل منها منذ حدث الانفصال تقريبا :
" الموضوع مش زي ما في بالك ... "

تنهد قبل ان يقول بصوت مبحوح ما تمنى قوله لها منذ الابدية :

" انا بحبك يا جنة منكرش ..."
احمرت وجنتيها فيما تحاول سحب يدها التي تمسك بها اكثر متابعا :
" لكن ده اكبر سبب يخليني اعمل اي حاجة بس اشوفك مبسوطة تاني ، حتى لو كان اني ابعد ، واني اشوفك مع اشرف تاني ..."
حرر يدها فيما يقف لا يأمن على نفسه من تغيير قراره في هذه اللحظة التي انفلتت فيها مشاعره :
" انا بلغت الدادة توصل لاشرف اني عرضت عليكي الجواز وانتي وافقتي ، انا متأكد ان اشرف اول ما يسمع بالموضوع هيجي ، هيصلح كل حاجة تاني ..."
" مش عشان زي ما كنت فاكر انه بيتحداني ... لكن لاني متأكد اكتر انه بيحبك ومستحيل يسمح لاي حد يكون معاك غيره ..."


*يتبع*

[زمردة عابد]

امام فندق شبرد






" انجي ..."
هتف عزت باستغراب وهو يرى انجي تجلس في عربة حنطور تقف امام الفندق بدت وكأنها تختبىء من احد ما، التفتت اليه :
" عزت ... بتعمل ايه هنا ؟؟"
" جيت اشوف ليلى ... انتي رايحة فين ؟؟"
" مش رايحة في حتة ..."
" طب ليه قاعدة هنا ؟؟"
هتفت سريعا :
" اطلع بس الاول قبل ما حد يشوفك ."
صعد بجوارها متسائلا :

" حد مين ؟؟ "

لكنها لم تجبه وعيناها تعود بلا وعي نحو الفندق ، متابعا بعيناه وجهها هتف :
" فيه ايه يا انجي ..."
التفتت اليه على وجهها الحزن :
" نادر فوق .. جه عشان يشوف كمال ... "
" وانا مش عاوزة اشوفه .."
عادت بوجهها نحو الفندق مجددا فيما قال :
" مش عاوزة تشوفيه ، ولا مش قادرة تشوفيه ..."
" الاتنين ..."
" قررتي الهروب يعني ..."
نظرت اليه :
" مش هروب .. ممكن تقول بجنب نفسي انها تواجه ذكرى صعبة هتاجم بمجرد ما عيني تيجي في عينه ..."
امتد صمت قصير بينهما قطعه قائلا :
" ليلى عاملة ايه ؟؟"
تنهدت باسى :
" مش كويسة .."

ظن انها ستكتفي بهذه الجملة حتى استطردت تشرد بعيناها بعيدا :

" الموضوع كان كبير من وقت طويل ، ومع سكوتها كان بيكبر جواها اكتر لحد ما بقى الاحتمال صعب .."
" تعرف ... عاوزة اقولها ارجعي .. سامحي وانسي .. بس مش عارفة ... صعب اوي اطلب منها حاجة انا نفسي مش قادرة اعملها ... "
" عارفة انه مش نفس الوضع .."
عبرت مشاعر مختلطة بعيناها فجأة مع خروج نادر ، استقر الالم فيهما في النهاية وهي تنهي كلماتها :
" لكن الجرح عند أي واحدة مننا بتهيألي بيبقى شبه بعض .."



..
..
..



عصرا




فندق شبرد




نهض واقفا فور رؤيته لها قادمة في ثوب اسود بنصف اكمام لا يكسره اي لون اخر عدا لون بشرتها الكريمي ، وجهها خالي من مساحيق التجميل ، وشعرها رفعته في ذيل فرس ، لم تكن تنظر اليه ، وجهها مطأطأ حتى وصلت اليه ورفعت عيناها الرقيقة نحوه وتلألت نجمة جميلة في افقها ، نجمة سرعان ما انطفأت وحل مكانها ظلام غريب .. جلست وجلس منتظرا السبب الذي لاجله اتصلت به ، اخفضت رأسها ، يداها تعبث في شيء لم يكن واضحا له حتى لمع بين اناملها وهي تضعه امامه ، ابعد هذه السنين تنزع خاتمه ؟؟
رفع وجهه اليها مندفعا وقد اثار رؤيته للخاتم الذي ادخله اصبعها يوما عصبيته:
" ايه ده ؟؟؟"
ببرود غريب قالت متجاهلة سؤاله الاستنكاري :
" ارجوك يا مراد ... خلينا ننهي الموضوع بهدوء "
نهض يمسك الخاتم بين يديه ، وقف امامها والتقط يدها بغضب وباجبار وضعه بداخل اصبعها مجددا :
" لاء مش هينتهي ... مفيش حاجة هتنتهي لحد ما انا اقرر ده .."
اندفعت هافتة مع دمعة خطت وجهها :
" يعني ايه ؟؟"
" يعني انا مش هطلقك يا ليلى ..."
بعجز شدد على يدها التي بين يده ، لانت عيناه بينما كلماته حملت اصرارا ممزوج برجاء :
" انا ممكن اسمح انك تبعدي... لكن مش هسمح لاي حاجة تنتهي بينا بالطريقة دي ..."
" حتى لو قولتلك اني مسافرة ... "
القت في وجهه الخبر ، تجيبه بطريقة اخرى ان بعدها سيأخذ وقتا اطول هذه المرة ، ولكن هل هناك اطول من عامين غياب ؟؟
" فين ؟؟"
من وراء قلبها اجابته وهي تهرب من عيناه :
" هرجع استطنبول .."
يشعر بالمرض ، يشعر انه سيسقط مغشيا عليه خلال ثوان ، تنفس بصعوبة :
" وانا مش همنعك .."
ترك يدها يعود الى كرسيه قبل ان يسقط ، بامكانه ان يجبرها على البقاء كالمرة السابقة مستغلا مرضه ، لكنه لا يريد ان تبقى هذه المرة لاجل ذلك ، عقدت ليلى حاجبيها وهي تنظر اليه وقد شعرت بارتجافة يده قبل ان يتركها :
" انت كويس ..."
رفع اليها عينان تلمع الما سرعان ما اخفاه وهو يجيب :
" انا كويس ... "

عاد بوجهه ينظر لكوب الشاي امامه :

" انتي ممكن تمشي ..."
توقفت لثوان تشعر بالم لرضوخه لطلبها بهذه السرعة ، لكنها في النهاية تحاملت على نفسها وهي تجر قدميها مبتعدة ، وجرح قلبها الذي داواه قليلا عندما اعاد الخاتم الى اصبعها ، ازداد عمقا بقبوله لابتعادها ...



..
..
..



في المساء



القمر يلقي بنوره الطفيف من بين قضبان النافذة الصغيرة والوحيدة في اعلى الجدار ، جلس يحدق في المنديل الذي اهدته له بلطف ساذج ليمسح به الدماء عن وجهه ، لكنه لم يفعل في حين كان شغله الاكبر الان ان يبقيه ناصعا ، جميلا كما هو بلونه الوردي حيث يبقيه بين جنبات قلبه ...
مرت ابتسامة صغيرة على شفتيه وهو يتذكر ابتسامتها الجميلة له ، ناولته بعدها المنديل ثم سألت بقلقها الجميل :
" انت هتفضل هنا لحد امتى ؟؟؟"
" لحد ما يقرروا ان المعلومات اللي هما عاوزنها مش معايا ..."
" هيأكلوك ؟؟؟"
اجابها مازحا :
" مش هيسبوني اموت اكييد "
" طب ..."
قاطعها بنعومة :
" قبل ما تقولي حاجة تاني لازم توعديني الاول انك مش هتيجي هنا تاني ..."
صمتت لا تريد ان تنطق بهذا الوعد الصعب لكنها تحت الحاح عينيه اجابت :
" اوعدني انك هتبقى كويس ..."
" وعد مقابل وعد .... يبقى كده اتفقنا ..."
هزت رأسها والقلق المرسوم في عينيها لم يخبو حتى بعد هذا الوعد ، لكنه كان قلقا اضعاف ، قلقا واراه خلف قلبه تماما كحبه لها وهو يقول :
" انتي لازم تمشي ..."
هزت رأسها مجددا بحزن هذه المرة ، ظلت ثوان عيناها في لقاء خاص مع عينيه استدارت بعدها مغادرة ، وود لو ركض خلفها وضمها عميقا الى قلبه ، توقفت عند الباب والتفتت اليه مباغتة اياه بسؤال غريب :
" ايه اكتر اكلة بتحبها ..."
عاقدا حاجبيه اجاب :
" البط ..."
ابتسمت وازدادت نبضات قلبه قبل ان تسأل مجددا :
" واكتر اغنية بتحبها ..."
على جهل ما سترنو اليه اسئلتها في النهاية اجابها مجددا :
" اهو دا اللي صار ...."
" اول يوم هتطلع فيه هجيبلك الاكلة اللي بتحبها ..."
استرخت ملامحه وهو يسأل :
" والاغنية ؟؟"
ابتسمت :
" كنت بتأكد اذا بنحب نفس الاغنية ولا لاء ..."
" وايه الجواب ..."
حمرة غزت وجنتيها ، وابتسامة جميلة ارتسمت فوق شفتيها ود لو كانت شيئا ملموسا حمله مع منديلها معه ، قالت :
" لما تطلع هقولك ..."



*يتبع*

[زمردة عابد]

خط بقدمه داخل البار ، اتجه بعيناه نحو طاولتهم المعتادة حيث كان عزت حاضرا كما توقع ، تقدم نحوه حتى وصل ، اتخد كرسيا بجواره الذي كان يجلس مستكينا بغرابة ، يتكأ بوجهه على مرفقه حيث نظر اليه قائلا :

" ايه مش هتطلب حاجة ؟؟ "

ابتسامة خفيفة تحمل املا غريبا مرت على وجه نادر وهو يقول :

" بطلت ..."

نظر عزت اليه هنيهة قبل ان يقول بتفاجىء حقيقي بعد ان تبين له انه يتحدث بجدية :

" حقيقي ؟؟ ... انا سعيد لك ... "

" مرسي ... دي كانت نصيحة اشرف "

قال نادر بعزيمة ، مقررا الاخذ بجميع نصائحه التي قالها له في وقت سابق ، من ان عليه تغيير نفسه قبل ان يطلب من انجي العودة اليه ، استقر بعيناه على عزت مجددا وهو يتأبط ذراعيه متكأ بظهره للخلف :

" بالمناسبة .. انا كنت عنده من شوية وحكالي على اللي حصل ..."

لم تبدر عن عزت اية ردة فعل ، اكمل نادر :

" معنديش حاجة اقولها على اللي حصل... بس مع ذلك متمناش انك تزعل من اشرف .. اكيد فيه سبب للي عمله .."

" متدافعش عنه يا نادر ... مفيش أي حاجة تقدر تقنعني انه عمل اللي عمله غصب عنه .."

" بس ده اللي حصل فعلا ... انا وعدته اني مش هقول ، على امل في نفس الوقت انه تتصافوا في يوم ويبقى مستعد يحكيلك .."


على وشك الرد توقفت الكلمات على شفتي عزت حينما لمح صديقا غاب كثيرا ، حتى عندما عاد ، كان رجوعه بعد تفرق جمعتهم ، نهض بابتسامة متفاجئة بقدر ما هي سعيدة وهو يهتف :

" عمر ...."

التفت نادر بوجهه على مع الاسم الذي اطلقه ، مبصرا عمر يعانقه عزت بترحيب حار لا يقل عن ترحيبه به وهو ينهض نحوه بدوره ، قال عزت مازحا وهم يجلسون :

" ايه يابني الغيبة دي كلها ... داحنا كنا قربنا ننساك "

ابتسم عمر وهو يستقر على الكرسي المقابل له :

" اراهن على ده .."

اتجه ببصره نحوه نادر الذي سأل :

" وانت على كده هنا من امتى ."

اجابهم بصراحة :

" بقالي اسبوع او يمكن اسبوعين ..."

" ومنشوفكش كل ده .. داحنا حتى زي اصحابك بردو ..."

علق عزت بسخرية متفكهة ، ليرد عمر بصدق :

" معاك حق ... عشان كده مقدرتش استنى اكتر من كده .."


بعد لحظات كانوا قد طلبوا مشروباتهم العادية البعيدة تماما عن اية كحول تشدق عمر :

" صحيح ... كانت من الاخبار المفاجئة والسعيدة بالنسبة ليا لما سمعت صلتك بجنة "

ابتسم عزت مفكرا :

" تخيل كنت تقريبا هنسى ان انت كمان كان ليك دور في حياتها "


تكلم نادر متقصدا كلماته بعناية :

" كانت عروستك انت واشرف الصغيرة .."

تجهم عزت فيما تجمد عمر للحظات استرخى بعد ذلك صامتا مما دعى نادر لان يسأل :

" مسألتش على اشرف يعني ..."

اجاب عمر بهدوء عد رشفة اخذها من فنجانه :

" مش محتاج اسأل عليه ... عشان انا قابلته ...."

" قابلته ؟؟ امتى ؟؟"

نظر عمر اليه مجيبا بصراحة :

" قبل ما يسيب جنة بيومين ... "

وقبل ان يفتح عزت فمه باسئلة كثيرة تماوجت على وجهه كما كان نادر قال :

" كان بيني وبينه حساب من وقت طويل جدا ، وانا كنت موجود هنا قبل اي حاجة عشان اصفيه .."


..
..
..



اليوم التالي


قصر " ابراهيم باشا " حي الزمالك




أيكون ظلما اقحامها معه في حكاية لا تملك عنوان خالية من الحب ؟؟ ... لكنه حتما لن يكون بقدر الظلم الذي سيكونه ان انقاد نحو شعلة الغيرة المنفجرة بداخله وعاد اليها ..
لا يستطيع ان يفعل ذلك ، عليه ان يمنع نفسه من الاقدام على ذلك ، ان كانت ستسعد مع غيره .. لا يجب ان يمانع ذلك ويدعها تمضي قدما ، ولا مجال امامه للقيام بذلك سوى ان يكبل مشاعره بالدخول في علاقة جديدة ، رفع نظره نحو منيرة وهي تنزل درجات السلم ، عيناها تلمع عشقا كره نفسه لتجاهله دون قصد جرحها على الدوام .. كما يكره نفسه الان لاستغلاله هذا الحب ...
توقفت منيرة امامه مبتسمة :
" مصدقتش لما نانا قالتلي انك هنا ... يا ترى ايه سبب الزيارة اللطيفة دي ..."
بادلها ابتسامة حقيقية برغم كآبتها الناتجة عن مزاجه هذه الاونة :
"ازيك منيرة .. متأسف على الزيارة المفاجأة .. لكن .. "
جلست ،وثوبها بسط حولها مشكلا هالة ناعمة زادتها جمالا :
" لكن ايه ؟؟"
" لكن حاجتي ليكي هي اللي جابتني ..."
مندهشة محمرة الوجه سألت بدقات قلب تتسابق :
" محتاجني انا ؟؟.."
جلس عيناه ترسل لها اشارات لم تفقهها قال بعدها :
" منيرة تقبلي تتجوزيني ..."



*انتهى الفصل*

[زمردة عابد]

اسفة جدا على تأخر الفصل لكن النت مكنش مساعد خالص

اتمنى لكم قراءة ممتعة

وان شاء الله استنوني بكرة بالفصل 26 وهحاول ابكر باذن الله ان قدرت بالتنزيل شوية ...


دمم في حفظ الله ...

[ام زياد محمود]

والله ليه حق النت يرفض تنزيل الفصل دا

ايه يابنتى فيه ايه مش لاحقين ناخد نفسنا من الصدمات

انتى ضميرك مرتاح كدا وراضيه عن عاميلك دى

ياعنى مش كفاية اشرف سابها لاء وكمان رايح يتنيل يخطب منيرة ويعلقها بيه اكتر

وسى عمر بعد ما طين الدنيا جاى دلوقتى عايز يعمل خطة
ومراد هتموتيه ولا ايه

انا مش عارفه اتعمق فى التحليل عشان مصدومة ومخصماكى

:a555::a555::a555:

[تالا الاموره]

تسلمي ع الفصل الجميل

ليه كذا ياأشرف،، ليه الخطوة المتهورة بخطوبة منيرة، يعني هل يعلم بخطبة عمر لها وبالتالي طلب يد منيرة لتمضي بحياتها ويمضي هو ايضا بعيدا عنها؟؟؟

واذا لم يعلم بخطبة عمر لجنة هل سيترك منيرة وقد رأى حبها وولها به؟؟؟؟

[انجي حمدي]

دمتي مبدعة
منتظرين الفصل