06-10-19, 11:02 PM
| #845 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء 
|  الفصل السابع والعشرون ورائِحةً الشوقِ عندَ اللِقاء كرائحة الارض بعْد المطر "احمد شوقي" ******* عزبة الباشا هاشم ... القرية شهر مضى حتى الان .... مضت اغلب الوقت تفكر في اخيها ، ذاك الذي باح بعد عمر طويل ما شعرته دوما ولم تملك الخيال الكافي للتصوير .... تفكر في عزيزا تركته بابتسامة ارادت ان تكون اخر ما يتذكرها به ... سجينة مثله ، تتمنى الحرية يوما ، لجسدها اكثر منه لقلبها ، ذاك الذي حكم عليها بحب كانت مدركة منذ بدأ يحبو في قلبها انه مشواره طويل ، وبعد ما حدّثها به اخيها عرفت انه سيكون صعبا .... ان لم يكن لاجل ان يوسف صديقا دائما للسجن ، فلانها ابنة الباشا هاشم ، تلك الصلة التي كانت بغرابة اشبه بحبل مشنقة يلتف حولها ، تقف دوما على حافة الخوف من ان يسقط الكرسي يوما و تموت ... تاركة خلفها حبها الفتي ، الذي لم تعش معه وقتا طويلا ، لكنها برغم ذلك ستكون ممنونة انها فقط ملكته ، وشعرت به يوما .. حدثت جدتها التي كانت تمسح على شعرها فيما كانت هي مستقرة برأسها على قدمها : " انّا .." "همممم " " انتي كنتي بتحبي جدو .." صمتت لبيبة ثوان متعجبة لسؤالها المفاجىء ، تنهدت في النهاية مجيبة : " كنت بحبه ...." " احكيلي عنه ... " لمعت عينا لبيبة الزرقاوان التي فشل الزمن في محو جمالهما فجأة ، و حينما تحدثت اخذ صوتها صوت صبية تذوق الحب للمرة الاولى : " كان طويل ، عيونه سود ، وشعره زي الحبر ... كان اكبر فتوة الحي ...محدش في يوم ليه انه يعصيه ، من صدف القدر الجميلة انه كان اخو صاحبتي ..." طأطأت برأسها في خجل عذري اعادها عمرا وهي تتابع سردها : " اول مرة كلمني ، كانت اول جملة قالهالي ( انا عليا شهقة ملوخية تجنن) .." ضحكت على الذكرى وابتسمت نورهان رغما عنها : " وانتي قولتيله ايه ..." ضحكت لبيبة مجددا : " قولتله اني معرفش اعمل ملوخية ..." " ايه اللي حصل يا انّا .." اغتمت لبيبة فجأة ، وبرزت تجاعيد وجهها بمآسي الزمان ، ومتهربة من السؤال قالت لحفيدتها الصغيرة : " مش حاجة مهمة عشان تتحكي ... " اشرف هيجي النهاردة .." نهضت نورهان مجيبة : " مش عارفة .... بعد اخر مرة لمته فيها لخطوبته من منيرة ، وانا حاساه بيبعد ، يمكن مش متحمل لوم ، او مش قادر يقابلني وهو عارف انه غلطان .... " تنهدت لبيبة وصمتت ، نظرت اليها نورهان قائلة : " مّامّا هترجع النهاردة مش كده .." " ايوه اتصلت من شوية وبلغتني انها جاية ... هناء كمان بتبعتلك سلامها ، وبتقول انها جاية تشوفك قريب " نهضت تتكأ على عكازها في طريقها للخروج قائلة : " هقوم اخليهم يجهوا الغداء ... شكلك ضعف خالص ودا مش عاجبني " ودون ان تستمع لاي اعتراض من نورهان والذي كان دائما في الاونة الاخيرة ، خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها ، فيما عادت نورهان تفكر في اخيها .... وعزيزها الغائب ... .. .. .. فندق شبرد غصة تجمعت حول قلبه ، وبدت الدنيا ضيقة فجأة من حوله .... تمنى ان يحيد بعينيه بعيدا ، الا يرى تلك النظرات التي يوجهها صديقه لزوجته ، لكنه لم يستطع ، بدت عيناه تتحداه ليرى .. ليتعذب ، ولم يشعر بقدماه وهو يقترب منهما حتى كان اول ما فعله ان امسك انجي من معصمها يسحبها خلفه متجاهلا اعتراضها وصراخها اللائم عليه بان الناس يطالعون ، زجها بداخل الغرفة ، سحب المفتاح من الباب و اغلق عليها خلفه ، عندما هوى لاسفل ، كان عزت قادما نحوه متسائلا : " في ايه يا ن....." ولم تكتمل جملته على لكمة نادر لوجهه فاسقطه ارضا ، نهض .. وقبل ان يفكر فيما يحدث او حتى يتكلم مجددا ، تلقى لكمة اخرى امسكه نادر بعدها من سترته يصرخ فيه بالم حانق : " دانتا صاحبي يا عزت ... صاحبي ..." " نادر .. اهدى ... احنا كنا بنتكلم م ..." قاطعه نادر يصرخ بجرح : " انا شفتك كنت بتبصلها ازاي يا عزت .... شوفتك كنت بتبصلها ازاي " كرر جملته مجددا باسى اكبر ، بعتاب اكبر : " بتكره الخيانة ؟؟ بتحتقر ؟؟ انت كمان خنت يا عزت ..." ولم يكن عزت بحاجة لان ينفي بما فضحته به عيناه ورآه صديقه بالفعل ، اغمض عينيه على الم ، على كره للذات لكن نادر استمر ، لحد ... لمقدار ما يشعر به ... لقد كان كالميت يعيش على فتات امل في مغفرة قد لا يحصل عليها مجددا ، كان يقف بين حافة هدم عالم كان جميل للغاية من بقائه ، وكان معرفته بشعور صديقه نحو انجي هي الصخرة التي سقطت فوقه فدمرته تماما : " اخر واحد في الدنيا كنت اتوقع منه ده ... اخر واحد ..." وبحسرة تركه ، لا يريد المزيد من الحديث ولا يتحمل الطاقة بلومه الان .. .. .. بار " كافيه ايجيبسيان " عانقت انامله ملامحها ، ابتسامتها ، عيناها الجميلتان ، يصل شوقه اليها عنان السماء ، ولا فرصة يملكها لان يرضي شوقه برؤيتها .. رفع رأسه عن الصورة التي في يديه على وجه عمر الذي اتخذ كرسيا معه على ذات الطاولة ، نظر نحو الصورة ثم التقطها منه دون ادنى تهذيب ينظر اليها قائلا : " ليه قاعد هنا اذا كنت مشتاقلها بالشكل ده ؟؟ ليه عملت اللي عملته وجرحتها ؟؟ " ابتسم اشرف بمراره وهو يسحب منه الصورة يعيدها الى جيبه فيما يرد عليه: " مش ده اللي كنت عاوزه ؟؟ " " صح .... " " بس بعدين بعدت لما عرفت ان جنة كمان بتحبك ، وانها مستعدة تفضل معاك حتى بعد اللي عرفته ..." ادار اشرف وجهه اليه يحملق فيه بصدمة ، تابع عمر : " ايوه يا اشرف ، جنة تعرف كل حاجة ، ومع ذلك اختارتك ... ليه خدت قرار بدون ما تسمعلها ، ليه تصرفت بالرعونة دي .." اتجهت عيناه اشرف للامكان ، عقله يتخبط بهذه المعلومة التي اخبره بها عمر للتو ، ومشاعره تتدفق باحياء طفيف في ذات الوقت اثر جمال جملته التي قالها بان جنته اختارته بعد كل شيء ، تجمعت الدموع حول عينيه وهو يجيب عمر اخيرا ، او ربما يجيب نفسه : " لانه في كل الاحوال غلط اكون معاها ..." على وشك الاجابة فتح عمر فمه ، ثم اغلقه مجددا مع غزو عزت مجلسهم دون قول مرحبا ،يستقر على كرسي بجواره ، غير مبالي ان كان لقد اجتمع مع اشرف بعد خصام دام بينهما طيلة هذه المده ام لا ، وكان اشرف من تحرك واقفا في نيته للانصراف ، وضع النقود على الطاولة ، من خلفه سمع سخرية عزت اللاذعة : " متخافش يا اشرف ، مش ناوي اقتلك ..." توقف ثوان قبل ان يستدير بوجهه اليه ، وما كان على لسانه محي مع رؤيته الغم المنحوت على وجه عزت ، وذهب عقله فورا اليها وهو يسأل : " جنة بخير ؟؟ " ابتسم عزت ساخرا وهو ينظر اليه بعتب : " يهمك ؟؟ ..." " معاك حق ...ومع ذ..." قاطعه عزت يهتف بمراره ، بخزي : " لاء مش معايا ..." اخفض رأسه ، وخرجت كلماته متألمة كحبه الوليد وخيانته العظمى : " انا مش من حقي اعاتب ، ولا من حقي اسألك انت ليه عملت اللي عملته " صمت لحظة ثم قال متابعا : " جنة مش بخير يا اشرف ، تعبانة وبتضعف يوم عن التاني ، واكيد انت عارف ان الجامعة حتى مبقتش تروحها" نظر اليه : "روحلها ... حتى لو مش ناوي ترجعوا ، انهوا ما بينكوا بطريقة افضل من كده ..." *يتبع* التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 06-10-19 الساعة 11:31 PM | ||||||||||
|  |
|
06-10-19, 11:11 PM
| #846 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| فندق شبرد نهضت سريعا عن الكرسي الهزاز تصرخ في وجهه فور دخوله : " " ايه التصرف الهمجي اللي بدر منك من شوية ده .." " وبعدين انت بتعمل ايه هنا ؟؟ " اضافت وهي تنتبه له يغلق الباب خلفه بالمفتاح ، نظر اليها مجيبا بهدوء : " احنا لازم نتكلم .." " مفيش حاجة نتكلم فيها ... اتفضل اطلع بره " غطت فمها بيدها قائلة بسخرية مرّة : " اوه باردون نسيت ان الجملة دي بتضايقك ، لكن معلش اكيد هتلاقي اللي تهون عنك ..." حدق فيها ، على وجهه امارات الم الحقه بنفسه قبل ان يلحقه بها وهو يسأل : " معاك حق انا غلطت غلطة كبيرة ...عارف ... لكن .. " " مفيش اي حاجة حلوة في يوم عملتهالك تفتكرهالي ، تشفعلي عندك ، تقول اني انسان مش بالسوء ده " القت بعينيها بعيدا عنه وهي تجيبه بغصة : " مش قادرة افتكرلك اي حاجة ... مش قادرة اشوف قدامي غير اللي عملته ، مش قادرة انسى انك بعت بالرخيص اوي ...." قطع المسافة بينهما حتى اصبح امامها تفصل بينهما سنتيمرات طفيفة ، هتف بيأس : " انا مبعتش ... والله ما بعت ...دانا ابيع الدنيا كلها واشتريكي يا انجي ..." نظرت اليها هاتفه باندفاع خشن : " ومع ذلك خنت ..." ضربته في الصميم مجددا ، اعطته ظهرها قائلة : "امشي يا نادر ...امشي ... مش قادرة اسمعك اكتر من كده ..." قبض كفه وهو يقول بحدة : " لكن قادرة تسمعي عزت ، تقعدي معاه وتضحكي .. مش كده ..." استدارت تحدق فيه : " انت بتلمح لايه ..." اجابها بخشونة انفاسه تلفح وجهها : " انتي عارفة انا بلمح لايه ... من امتى وانتي قريبة ليه بالشكل ده ..." " عزت يبقى قريبي قبل ما يكون صاحبك ..." " كونه يبقى اخو مراد مش معناه انه قريب منك ، مش معناه انك تاخدي راحتك معاه ..." كان محقا .. ربما الشىء الوحيد الذي قاله صحيحا منذ فترة ، كيف انغمست في حزنها للدرجة التي لم تعي معها انها تخطىء بقربها منه لهذا الحد ، ملاحظا صمتها خفت غضبه ،وامتدت يداه تتمسك بذراعيها ، حاولت الابتعاد عن لمسته لكنه ابى وهو يقول بخفوت ممتلىء بالدموع : " فاكرة لما قلتي مرة ان حياتي هي قصرك اللي هتدخليه ، وتعيشي فيه ملكة ، اللي قلتي هتقلبي ديكوره وتعمليه على ذوقك انتي بس ..." نظرت اليه بتأثر وتابع هو بتأثر اكبر : " تعرفي انتي ليا كنتي ايه ؟؟ ... كنت البحر اللي مستعد اغرق فيه بارداتي ، اللي بشكليه همي ويسمعني ، واللي موجه دايما يدفي قلبي ..... بحر طردني ، ومن وقتها مش لاقي مكان اكبر منه يضمني ..." "انجي انا بنيت قصرك من اول وجديد ... انا اتغيرت ، بطلت كل حاجة غلط ، بطلت اكون الشخص الغلط ... والبحر مهما قسى السمك في حقه ، مهما تمرد عليه موجه ... بيغفر ، بيسامح ..." كان لايزال قادرا على سلب لبها بكلمة واحدة فقط ، و مازالت هي ضعيفة امامه ... اخفضت عينيها عن ملتقى عينيه ، لايجب ان تسمح له بالتأثير عليها ، عندما رفعت وجهها اليه مرة اخرى كان قد اختفى اي اثر للضعف منه : " مش يمكن كنت غلطان وكنت في النهاية مركب عابرة مدت ليك ايديها في الوقت اللي كنت فيه بتغرق ..." بالحاح من عينيه المتعبتين ، ووجهه المتألم قال : " لكني في كل الاحوال هفضل غريق ، في كل الاحوال هفضل محتاجك ، في كل الاحوال هفضل احبك ، واشتاقلك .. ... " دمعة هربت من مقلتيها ، بدت الوحيدة المعبرة في هذا الوجه الجامد الغاضب ، اطرقت برأسها مجددا لا تريد له ان يرى باقيات دمعها التي تبوح بالكثير ، استند جبينه فوق جبينها ، اغمض عينيه وهمس : " ارجوك متسبنيش اغرق يا انجي ...." .. .. .. الساعة الواحدة ظهرا دار العمدة السابق " عبد الجابر " .... القرية خرجت بصينية الطعام من الحجرة بعدما اطمئنت ان حماتها قد تناولت ما وضعته لها وان لم يكن كثيرا ، لكن ما يكفي على الاقل لتأخذ دوائها ، انتفضت بخفة على صوت حسنين الواقف خلفها وهي تغلق الباب خلفها : " كلت ؟؟" ادارت وجهها اليه : " يا دوبك راضتني بلقمتين عشان تاخد الدوا ..." تنهد حسنين بقلة حيلة وهو يتجه نحو الكنبة المتواضعة المستقرة في فسحة الدار الواسعة التي كانت بمثابة صالة لهم يجتمعون فيها : " حالها مش مريحني النوبة دي .. اني خايف يجرالها حاجة ... " وضعت الصينية على المنضدة قبل ان تقترب اليه تطمئنه ، بسطت كفها على كتفه قائلة : " متقولش كده امال ... بكرة لما يخرج يوسف بالسلامة هترجع زي الاول واحسن ..." " معاك حق ... امّا روحها متعلقة اوي في يوسف ، وزي ما يكون دلوقتي روحها راحت منهه ، ومش هترجعلهه الا برجوعه ... والله وحده اعلم امتى هو هينور الدار تاني ..." جلست جواره تسأل : " مش محمد قالك ان فيه راجل معارف يوسف شافله محامي ... ان شاء الله هيرجع قريب .. آني قلبي حاسس بده .." " يسمع من بوقك ربنا ..." قالها بابتسامة صغيرة لتفاؤلها المرسوم على وجهها والذي انتقل بعضا منه اليه ، خاطبته بجدية مفاجئة : " سي حسنين ..." " فيه موضوع كِده بقالي فترة عايزة اكلمك فيه ..." انتظر ما ستقوله ، اطرقت ثوان صامتة قبل ان تعود مستطردة : " رجع انيسة وندية ... " وقبل ان يفتح فمه قالت سريعا : " آني عارفة هتقول ايه ... لكن آني متعودتش ابقى قاسية ، كل واحدة من بناتك محتاجة امهه ، آني جربت شعور البعد عن الضنا وميرضنيش اشوفه لام تانية ..." ادرك حسنين عما تقصد بكلامها مذكرة اياه بطريقة لم يشعر حينها انها مؤلمة لهذا الحد لها عندما كان يمنع البنات من الذهاب اليها ... " هتقدري تعيشي معاهم تاني ... يشاركوكي الدار تاني بعد اللي عملوه..." اجابته بخفة : " ملكش دعوة انت ... اللي خلاني اعيش معاهم العمر دِه مش هيخليني اكمل دلوقتي ..." امتلأ قلبه بمحبة اكبر نحوها لم يستطع كتمانها في صوته : " وان قولتلك اني خايف عليكي منهم ... هتقولي ايه ؟؟" ابتسمت ، وبسطت كفها بحنان على خده وهي تقول : " متخافش ... " " لكن ...." " عشان خاطري ... اللي حصل حصل من زمان ، وآني بدأت صفحة جديدة ونسيت كل حاجِة ، ومش عايزة دلوقتي اخد دور مرات الاب المفترية التي حرمت البنات من اماهاتهم " امتد التقاء اعينهما للحظة ، وسمعت صوته بعدها وهو يتنهد باستسلام : " واني عشان خاطرك ، اعمل اللي تحبيه ، ان شاءالله لو قلتليلي اروح اخر الدنيا ." " يخليك ليا دايما يا رب..." قالت بفرحة ومحبة، في حين ردد قلبه ( ويخليكي عشاني العمر كله)... .. .. .. عزبة الباشا مراد " القرية " " ادخل ..." دخلت بهية بخطوات هادئة عيناها ارضا تضع الصينية التي تحمل دواءه وفنجان قهوته بجواره ... ما اشبه الايام !! قبل اشهر فقط كان ذلك دور شكرية وكان هو يمارس نفس الدور ، مريضا بالحب ينتظر ... رفعت بهية عيناها اليه تحدثه لاول مرة ربما منذ دخلت هذا القصر حتى كان قد بدأ يظن انها خرساء : " مراد باشا .. ينفع اتكلم معاك دقيقتين ..." نظر اليها بعيناه المتفحم حولها بلظى الفراق : " ايه… محتاجة فلوس ..." اجابت سريعا : " فضلك مغرقني يا باشا .." " امال ايه الموضوع ؟؟ " ابتلعت ريقها بقلق طفيف قبل ان تتحدث : " الموضوع يخص ليلى هانم ، وشكرية ... هانم " اسمها وحده كان كفيلا لتحصل على اهتمامه التام حيث تابعت : " انت راجل كُبّرة ، وقلبك كبير ، واني مش قادرة اكتم اللي في نفسي اكتر من كده .. خصوصا ان ست هانم ليلى كانت متتخيرش عنك في طيبة قلبهه وحنيتهه ومتستاهلش اللي حصلهه " " اختصري يا بهية .." نطق لا يملك صبرا ، اخفضت بهية صوتها قليلا وهي تحكي له عن ذلك اليوم الذي سقطت فيه شكرية ، ملقية عليه كل جملة جارحة رمت بها شكرية ليلى ، كل اهانة قدمتها لها منذ قدمت القصر : " آني محضرتش اللي حصل بعدين لما جيت اناديك وقتهه .. لكن اللي آني متأكدة منه ان شكرية اتبلت على ست ليلى في اليوم دِه .." " آني عارفة انك ممكن متصدقش دِه ، و آني اسفة من دلوقتي لو اللي هقوله هيهين معاليك ، انما دي حاجات ميتسكتش عليهه ... " " وضحي كلامك .." " يوه ياسعادة الباشا ، ازاي مصدق انها حامل ... " " انتي ايه اللي بتقوليه ده ..." رعد مراد بشكل مخيف ليس لعدم تصديقه بقدر غضبه وصدمته مما سمعه للتو ، لم تهتز بهية لنبرة صوته وهي تكمل : "يا سعادة الباشا مفيش ست بتكون حامل تقع بالشكل اللي وقعت بيه وقتهه ومتنزفش ، كمان في اليوم دِه هي جاتلي هددتني مقولش اللي حصل ، واني اصرف الدكتور اول ما يجي ، كمان .... كانت ماشية ولا اجدع حصان ، ولا كأنهه كانت واقعة من دقيقتين بس " كلامها منطقي ... ادرك ذلك مراد وهو ينهض عن كرسيه يهتز بوهن ، بغضب ينتشر في كل خلية بجسده لكونه خدع بهذا الشكل ، لكونها دمرت كل شيء جميل لديه بهذا الشكل ، لكونه سمح لها .. لكنها لن تفلت من عقابه هذه المرة ، لن تنجو بافعالها القذرة ... فتح الباب ينظر اذا ما كانت تسترق السمع وذلك ليس ببعيد عليها ، عندما تأكد بعدم وجودها، دخل الغرفة واغلق الباب جيدا قبل ان ينظر نحو بهية بحدة معطيا لها اوامره ، وما يجب فعله اولا قبل ان يقرر المصير المحتوم لشكرية .... *يتبع* التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 06-10-19 الساعة 11:35 PM | ||||||||||
|
| |
|
06-10-19, 11:20 PM
| #847 | ||||||||||
| كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء
| اليوم التالي عزبة الباشا هاشم ... القرية سنية " مرسال الحب وحمامته الزاجل " ، كانت تبتسم بغبطة بالغة وهي تصعد الدرج وقد أتت بما يسعد هانمها أخيرا ، طرقت الباب طرقتين ثم دخلت ... كانت نورهان مضجعة على سريرها بكسل والحزن محفورا بين ملامحها الجميلة كم كانت تحزن لاجلها وهي وحيدة وحزينة هكذا ، لكنها الان اتت بما يسعد قلبها ، أغلقت الباب خلفها وهي تزداد فرحة بترقب للسعادة التي ستراها على وجهها بعد قليل ، هتفت وهي تقترب منها : " ست هانم .. معايا ليكي مكتوب .. قومي شوفيه .." انتفضت نورهان عن مكانها وكأن الحياة قد دبت فيها وهي تسأل بلهفة : " من مين ؟؟" ضحكت سنية وهي تجيب : " وهو فيه غيره يا ست هانم .. افنديكي طبعا .." " انتي بتتكلمي جد ؟؟ اكيد مش بتهزري .. مفيش هزار في الحاجات دي ... انتي شوفتيه ؟؟ طب هو فين ؟؟" اجابت سنية وهي تضحك بفرحة لرؤية هذا التفاعل المتلهف على وجهها فيما الرسالة التي خبئتها جيدا في جيبها : " عم رضا هو اللي شافه ، قالي انه لمحه بيلف حولين السرايا زي الحرامية ، ولما مسكه وعرف انه جايلك ، مشاه بسرعة قبل ما يشوفه صبري ويوصل الموضوع للباشا ، وساعتها اداله المكتوب ده وقاله يوصلهولك " اشرقت عيناها وهي تقترب منها تلتقط الرسالة لتفتحها سريعا وتقرأ سطورها : " هانمنا الصغيرة ... انا يوسف ، سمعت اللي حصل ومحتاج جدا اشوفك واطمن عليكي .. اقدر اشوفك النهاردة ؟؟ لو عرفتي هستناكي كمان ساعة عند شجرة الجميزة الكبيرة اللي عند الساقية .. " لم تفكر ، لم تعطي حتى وقت لتفكر وهي تلتفت نحو سنية تقبلها على خدها بفرحة وهي تهتف : " طلع يا سنية طلع .. طلع وبيستناني.." ثم اتجهت نحو خزانتها لتستعد للقائه ، لكن سنية اوقفتها قائلة : " انتي هتعملي ايه يا ست هانم ؟؟ التفتت نورهان اليها : " هروح اشوفه ." " افرضي حد شافكم وبلغ الباشا .." اجابتها باسمة : " متخافيش ، انا عندي جلابية كنت زرته بيها في السجن ، محدش هيعرف انه انا .. وانتي هتغطي على وجودي هنا ، ماشي .." " لكن يا ستي .." " عشان خاطري يا سنية .. انا لازم اشوفه ....ارجوك " اذعنت سنية لطلبها المتهور ، فقالت وهي تدعي داخلها ان يتم الامر على خير : " اني تحت امرك يا ستي .." . .. .. بعد ساعة .... تمشي لاول مرة وحدها في القرية ، كانت قد زارتها مرة او اثنتين من قبل وكانت كلتاهما مع اشرف ، تخفي وجهها بوشاح قدمته لها سنية كيلا يتعرف عليها احد فيما تتبع الوصف المختصر الذي اخبرتها به للمكان الذي ذكره في الرسالة ... صعدت الجسر بجوار النهر الذي اخبرتها سنية ان الساقية تقع في الجانب الاخر منه ، عندما وصلت لمحت الساقية وبجانبها شجرة الجميز الكبيرة ، ويوسف ... كان يقف بانتظارها في قميص ابيض وبنطال اسود ، ابتسامته تنير ثغره ، وشعره الذي طال قليلا تحركه نسمات الهواء ، مشت راكضة نحوه ، تتمنى لو كان بالامكان ان تستقبلها ذراعيه ، وقفت على بعد خطوة منه ، تفحصها بعيناه و تفحصته .. بلهفة .. بخوف ، عندما اطمئن كل منهما على الاخر .. تلاقت اعين مشتاقة ، البسمة انارت الوجوه ، والعشق غمر القلوب ، تحدثا في نفس واحد : " انت كويس ... ؟؟" " انتي كويسة ؟؟ " ضحكت بخجل وضحك معها ، وتركت له فرصة التحدث ، في اشتياق اكبر لصوته : " سمعت باللي حصل ... كنت قلقان جدا ليكون الباشا اذاكي ...." ابتسمت ، سعيدة بقلقه عليها قالت : " انا كويسة .... مفيش أي خطر على حياتي أأكدلك .." اضافت جملتها الاخيرة بمزاح ، واجابها بمرح : " ودي اكتر حاجة كنت محتاج اسمعها دلوقتي ، هانمنا الصغيرة ..." جلس واتخذت مكانا بجواره قائلة : " هانم ايه بقى بالجلابية دي ..." ضحك ، نظرت اليه ضاحكة : " متضحكش ... اهو تعرف ان دي حاجة تانية حضرتك كنت سبب اني اغيرها ..." " اللي هي ..." " اني ابطل اهتم البس ايه ، او هيبقى منظري ايه ..." " وده يضايقك ..." " لو الاول ايوه ... انما دلوقتي لاء ... مبقتش اهتم ..." نظرت اليه مع جملتها الاخيرة مما جعله يبعد عينيه وهو يسعل بزيف قبل ان يقول : " شكلك نسيتي وعدك ..." " وعد ايه ؟؟؟" " نسيتي انك وعدتيني بغديوة بط اول يوم هخرج فيه ... وانا اللي قلت اول واحدة هشوفها انتي ..." " اخص عليك ، يعني انت طلبت تشوفني بس عشان كده .." ضحك وضحكت معه ، سألته بعد ذلك عن معرفته بما حدث لها ، واخبرها انه لم يعلم باي شيء حتى رأى رضا ، وحينما عرف من هو حكى له كل شيء ، وسؤالا بسؤال ، وكلمة بكلمة اخذهما الحديث حتى مر نصف الوقت ، كانت تتأهب للعودة قبل ان يلاحظ اختفائها احد حينما التفتت اليه قائلة بحبور : " انا مبسوطة اوي انك طلعت ..." اخفضت بصرها متابعة بخفوت ناعم عاطفي مالا تريد حمله في قلبها اكثر : " يوسف ..... انا .... " " بحبك ..." اندفع قلبه يرقص بين اضلعه فرحا ، ولم يتمكن من النطق بكلمة في حين تابعت دون ان تنظر اليه : " عارفة انك هتقولي ان مينفعش اقول كده ، واني بنت باشا وانت ابن فلاح ، ان المستوى بينا ملوش مستقبل برغم اني مش شايفة ده .. لكن ..." نهضت تعطيه ظهرها ، حاجبة عنه اشعة الشمس ، اتخذ وجهها قرص الشمس وهي تميل به من فوق كتفها ترشقه بابتسامتها الجميلة : " نسيت سيد درويش قال ايه ... اهو دا اللي صار وادي اللي كان ... ملكش حق ، ملكش حق تلوم عليا ..." "تراتيل سلام وحب " علم ان ذلك ما كانت ترسله له بعيناها الزرقاء على الدوام ... عينان .. جرى داخلهما نيلا ، ورآها مصرا قوية وشجاعة تقف بشموخ ، بحسنها النقي في ثوبها الاصيل .. *انتهى الفصل * التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 12-10-19 الساعة 11:04 PM | ||||||||||
|
| |
|
07-10-19, 01:15 AM
| #848 | |||||||||
| عضو ذهبي 
| ايه دا الفصل خلص بسرعه كدا ليه هى شكل الدنيا هتحلو ولا ايه والله البت راضية دى عسل وقلبها طيب مفيش واحدة ابدا تطلب من جوزها انه يرجع ضرتين ليها بعد ما اخيرا بقى ليه لوحدها بالذات بعد عملتهم المؤذيه جدا فى حقها بس هى كانت همها البنات ما تحسش باليتم فى وجود امهم الحمد لله ان يوسف خرج بس ياترى هيحصل ايه مع نورهان انا خايفه من ابوها جدا وضع يوسف مستحيل يقبل بيه عشان هو رجل غبى يخربيته والله احسن حاجه عملها نادر انه لحق الهابلة انجى كفاية ان عزت انجذب ليها ودلوقتى الصديقين اتفرقوا واحسن حاجه فعلا المواجهة بينه وبين انجى عشان تحاول تغفرله ويبدأو صفحة جديدة اشرف ياحبيبى اللى زعلانه عليه وعلى جنة بس هل هيروح ليها فعلا ولا هيفضل على عنده ويفضل يبعد عن طريقها شكريه ياكلبة يارب تموتى  يارب يامراد تعرف تتصرف وتخلصنا منها بقى تسلم ايدك ياجميل | |||||||||
|
| |
|
07-10-19, 01:16 PM
| #849 | ||||||
| مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... قلبي يتألم من أجلك نورهان فأنت قلقة حتى الآن على يوسف وكيف سيتوج حبكما بالزواج فذلك صعب جدا... ولن أنسى أيضا الحصار الذي يطوقها به والدها.... طالبت جدتها ان تتحدث عن جدها ولكن عند نقطة ما لم تستطع الاكمال... ...... يا الله نادر رأى عزت كيف ينظر لانجي... وقد لامه وأخبره أنه خانه وكم تألم كثيرا لذلك فلم يتوقع من عزت ذلك أبدا.... هنا تفرق الصديقان للأبد يا إلهي قلبي الصغير لا يحتمل... ...... عتاب عمر لأشرف اخباره ان جنة تعلم ما به أوقد أملا صغيرا ولكن لا زال قلقا عليها ويتألم بعمق.... وعزت الآخر أوااااه عليه أخبره أن يذهب إليها ليتحدث معها.... وكم أتمنى ان يفعل ذلك ويعودان لبعضهما أيضا... أرجوك أشرف افعلها ولا تتردد ........ أحببت اصرار نادر على محادثته مع انجي وكم كانت مؤثرة كثيرا دمعت عيناي من أجلهما.. فنادر بالفعل تغير للأفضل ويريد فرصة أخرى منك انجي.... قلبي معكما وأتمنى ان تعودا لبعضكما... ..... كم أنت رااااائعة جدا راضية طلبت من حسنين ان يعيد زوجاته من أجل أطفالهم... وهو وافق من أجلها....ما أجملك راضية وما أجمل قلبك الراضي المتسامح أحسنت عزيزتي... ....... وأخيرا تحدثتِ بهية وأخبرت مراد عن شكرية وظلمها لليلى وعدم حملها.... هنا مراد أصبح غاضبا كثيرا وسوف يطلقها كم أتمنى ذلك... ...... الحمد لله يوسف خرج أخيرا من السجن وذلك أسعد نورهان كثيرا ولم تصدق ذلك... وتود رؤيته كما كتب لها بالرسالة تود الاطمئنان عليه وهو ايضا يود الاطمئنان عليها.... ..... التقيا أخيرا ولكنني قلقة من ردة فعل والدها ان علم وكيف ستسير الأمور....فهي اعترفت ليوسف بحبها ولكن بالتأكيد والدها لن يوافق عليه.... قلبي معكما وبإذن الله تحل وتتزوجان... ...... وانتهى الفصل الرائع والمؤثر بالأعماق.... سلمت يداك عليه زمردتي الجميلة "ما شاء الله تبارك الله" أبدعتِ بكل كلمة كتبتها.... وفي انتظار القادم بلهفة كبيرة لمعرفة ما سيحدث معهم... حفظك الله وأسعدك... تحياتي وودي وقبلاتي وتقديري لك جميلتي...   | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
433Likes
.png)
العرض العادي
