17-04-19, 05:58 PM | #821 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وضيفه متألقه في موضوع ضيف وقضية
| اقتباس:
حبيبتي ممنونتك على المتابعة | |||||||||
17-04-19, 06:32 PM | #822 | ||||
| لو فقط مروة العزاوي اولا انا اسفة على تاخير الريفيو لأن الضروف ما كانت مسامحة اقعد كتير عالنت المهم زبرجد ولبرائتها البحتة ما قدرت تعرفي هل حصل لها شي ام لا والحمد لله نقاوة روحها كانت انصع مما تتخيل زمرد مسكينة وكنت متوقعة انها رح تكون ام شهد المعنوية بس للاسف هي كمان بحاجة لتتصالح مع نفسها من الذنب الي مفكرة حالها انها عملتو متل زبرجد وسيف هو السبيل معقول ميار ماتت ! والاكتر من هيك معقول فجر تكون اخت ميار !!!!!!! منتظرينك عزيزتي | ||||
19-04-19, 08:07 PM | #827 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وضيفه متألقه في موضوع ضيف وقضية
| الفصل العاشر كان إعادة سرد ما حدث بالماضي كشرب العلقم بالنسبة لإياس لكنه اضطر لذلك فعلى ما يبدو أن سوء تصرفه آنذاك عاد بقوة ليسرق ما تبقى من سعادته المتأخرة ...صمت مطبق حل بالغرفة بعدها فلا يوجد ما يقوله أو حتى تعقب به فجر و التي اكتشفت اليوم أنها كانت مجرد قمامة تمنت بسرها يا ليتهم تركوها بالشوارع كانت على الأقل لن تكشف حقيقة والديها المخزية... تمتم وهو ينهض "علاج المشفى من الأن سأتكفل به ..." نظر صوب نوال بإحباط "لا تفكري بشيء أخر أنه لأسدد ديني تجاهك...أنا فعلاً نادم لتصرفي بعنف وعدم الحديث معك وقتها بعقلانية كنت طائش جداً ودوماً أتخيل لو أنني لم اصرخ وأتشاجر وجلسنا وقتها وتحدثنا بهدوء لنعالج المشكلة هل كانت الأمور ستتخذ منحنى أخر!! ماذا لو عندما هرب زوج خالتي خرجت ورائه واعدته ليتحمل المسؤولية بدل من فزعه من الفضيحة هل كنت سأغير شيئاً!! ماذا لو عندما وصل بعدها اسماعيل وبدل أن أتواجه معه أخبره أنه مخطئ وأفهمته بهدوء أو حتى هدأت من روعه هل كان الرجل ليطلق علي النار وليتم اغتياله فيما بعد بدم بارد على يدك!!" دموع نوال صبت من عيناها يعلم أنها تعي ما يقول لكن الغل بداخلها لا ينتهي واقحمت ابنتها بذلك ليسمع همس فجر لأمها "اذاً خنت زوجك ولعبت بمشاعر شاب أحبك وفرقت وزرعت العداء بين عائلة ولم تكتفي فقتلتي اسماعيل وحاولت قتلي ببطنك وخرجت لتنتقمي !! كل هذا ما زلت تعتقدين نفسك ضحية ومخدوعة يا أمي !! أنت هي الجانية حقدك هو من جعل حياتك بائسة وليس هم " كان إياس وصل للباب يحس بتعاسة فكلامها يزيد الجروح ليشعر بها تمسك ذراعه تجهش بالبكاء فيردد بحزم "لا تفعلي!! لم تعد دموعك تؤثر..." "لا..." قاطعته بسرعة "أردت اخبارك قبل الرحيل أنني سعيدة جداً ..." استدار اليها بذهول لتبتسم بمضض "الأن استطيع أن اعشقك دون أن أرتكب معصية ...سأحلم بك وأنادي باسمك مراراً دون أن يكون حرام وستظل بذكراي حتى أخر نفس سألفظه فالحياة بدون حبك مظلمة" عقد لسانه وعقله يخبره بإلحاح أنها ضحية لكنه هز رأسه برفض عليه الذهاب لن يقع أسير مشاعره فيندم ... امسك بكفها برقة ليزيحه عن ذراعه واستدار يبتلع غصه مؤلمة "وداعاً يا فجر". ............................ كان المساء قد حل اعتقد إياس أنه وصل نهاية هذا اليوم الطويل الصعب عليه وهو يتوجه للسجن ...لم يستطع أن يؤجل زيارته لغد فلن يرتاح باله إلا لو أنهى الموضوع... اغلق هاتفه وترك عائلته بالعزاء ولم يسأل حتى عنهم لقد وصل لمرحلة لم يعد يشعر بها بمحيطه منذ عودته من المدينة وتركه حبيبته هنالك بعينيها اللامعة الحزينة وهي تتأمل به خيراً فخذلها... استقبله مسؤولي السجن بحفاوة فهو قاضيهم المحترم النزيه وطبعاً فتحت له الأبواب دون أن يسألوا ماذا يريد ...طلب أن ينفرد بأرجوان بغرفة الضابط كان يجب أن يصفي حسابه جيداً لقد دخلت حياته وعبثت بها على الأقل ليفهم دوافعها والتي هو متأكد أنها مشينة كسابقيها ....دخلت ارجوان تتهادى بمشيتها ويبدو أنهم صحوها من نومها بالبداية صدمت به يجلس أمامها مرتاحاً لتعي فوراً أن وحيد فشل فلا يبدو عليه الصدمة ليتمتم وهي تقف تهز رأسها باستياء "يبدو أن السجينات هنا فعلن افعالهن بوجهك الجميل " كزت على أسنانها هذه اللهجة العدائية معناها أنه علم أنها وراء فجر !! لكن كيف لم يصدم بسببها ليقطع أفكارها ويحطم أمانيها "أنا لست والد فجر... يبدو أنك ووحيد قد توهمتما خطأ الصلة بيننا ...هي تكون أخت باشق من أبيه " وكان الجمود ثواني هو ردها واخيراً امتصت صدمتها الكبيرة تنكر ما يقول " لا يمكن..." قطبت جبينها والكلمات ترن بعقلها" لن تشمت به!!" وفجاءة تصاعدت أنفاسها من ملامحه المرتاحة "لا تعتقد أنكما ضحكتما علي وستعيشان بسعادة فلتعرف أنها كانت خطيبة هادي ..." "توقفي...لقد اخبرتني فجر كل شيء وأمام نوال أنهينا الماضي وعليك أيضاً أن تستسلمي وتعرفي أن مكائدك لم تعد مجدية " لينهض يتشمت بها يزيد ثورانها " جنان على فكرة قبل فجر فضحتك وأنا تركتك بحالك ..." زفر باستياء "ليتني لم أفعل ...على الأقل لم تكوني لتؤذي فجر وأيمن ..." شخرت بقوة ترفع رأسها اليه دون اكتراث "أيمن لقد جعلته يعيش سعادة لم يحلم بها مع والده..." "أيمن انتحر ودفناه اليوم صباحاً " فتحت فمها بذهول وعندما لم ترد صاح بها "ألن تحزني على رجل عشت معه سنوات وأحبك..." لترتجف الحروف بفمها لكنها سيطرت على رباطة جأشها "ماذا ...هل أنا من قلت له أن ينتحر!!ومن أنت لتخبرني ما أفعل يا أبن القاضي الشريف!! " وهنا وصل لما يريد هذا التشديد على اسمه ومقتها منه " ماهي مشكلتك معي !! نوال وعبد التواب أعرف لما يكرهوني " اقتربت منه وفعلاً بان الكره الشديد بنظراتها لتضحك "مشكلتهم معك هينة بالنسبة للثأر الذي أريد أخذه منك ...اعترف أن نوال وعبد التواب لم يكن لهم حق بينما أنا لي كل الحق" "انت!!" صرخ لكنها زادت بغضاً له ...لمعت عيناها باشمئزاز أثار الريبة بقلبه أنها ليست مجرد شريكة لهم كما اعتقد!!لتنطق "اليس من الأفضل أن تعرف من تنظر اليها بتعالي وتتشمت بنهايتها تكون... شقيقتك!!" صرخ بها بعدم رضا "كفى هراء للتو عدت من هراء فجر على أنها أبنتي الأن أنت شقيقتي!!" ضحكت بصوت عالي وهو يهز رأسه "قبل سنوات غبراء قبل حتى ماضيك الأسود مع نوال وعبد التواب فلتعد بذاكرتك أكثر وتحديداً عندما كان والدك القاضي من يشغل منصب قاضي القضاة بتلك المدينة الصغيرة ..." صمتت تأخذ نفساً "الأن ومع كشف حقيقة والد باشق أقول كان هو ووالدك يتشابهون بكل شيء ليس فقط أنهم ينحدرون من عائلة قضاة واصدقاء مقربون بل كانوا البذرة الفاسدة بالعائلة كانت سمتهم استغلال نساء المدينة الفقيرة وجعلهن عشيقات خفيات...تزوجا من أختين غبيتين تركوهما بالعاصمة وهما بالمدينة يلعبان كما يحلو لهما" صمته وعيناه الكريبة لم تعد فيها مجال للشك أنه بدأ يعي ما تقول لتكمل بنبرة محتقرة " والدك اتخذ امرأة فقيرة عشيقة له بغربته وأنا ثمرة علاقتها حتى وصلت لعمر المدرسة فسمعت أمي تخبره أنها تريد تسجيلي تريد منه أن يعترف بي لأعيش حياتي كباقي البشر لكنه لم يقبل أراد أن نظل أنا وهي بالخفاء " خفق قلبه بقوة يشعر أن توازنه بدأ يختل أرجوان شقيقته!! لتردف تطلعه الحقيقة المرة "بعد مشاجرة عنيفة بسبب موضوع الاعتراف بي تركنا وذهب لعمله فاتصلت أمي المنهارة بأمك تخبرها عن علاقتها به لكن ماذا حدث!! ابنها يتصل يتوعد أمي ويهدد بتدميرها ...هل تتذكر كنت تصرخ بهاتفنا وتقول عاهرة ...اجبتك أنا ولم تسمعني كنت اعتقد أن عاهرة التي ترددها هو مجرد اسم !! أردت اخبارك أسمي أرجوان ...لكن والدي من خطف السماعة ورد وبعدها تركنا للأبد ...انتظرته أمي كثيرا ليعود وبعدها ذهبت تبحث عنه أرادت من زملائه أن يفضحوا أمره لكنه صاحب سلطة وهي المعدمة فمن سيفوز برأيك!! ضاق بنا الحال وأخيراً باعتني بعدها للرجل الذي تبناني وجلبني للعاصمة " ضغط بقوة على يده أجل يذكر كانت أمه تعيش حياة حزينة بسبب مرض قلبها لكن على الأقل كانوا سعداء حتى اتصلت أمها ليصرخ "أمك ذلك اليوم كانت السبب بموت أمي... كانت تعرف علتها فكيف تخبرها أنها عشيقة زوجها من هي المرأة التي ترضى بذلك!! وضع يده على عنقه يتذكر لحظاتها الاخيرة تبكي بالمشفى تشعر بالغدر ليتمتم بحزن " اتصلت بالرقم الذي جلب الحزن لعائلتي من قلة حيلتي أردت أبي أن يأتي ليدفنها ...أخي الصغير سيف حرم من حنان أمه ولم يصدق موتها وتركها له ...تعرفين الأن لما تزوج سيف بمريضة قلب تمنى أن يجد بها أمه التي أخذتها أمك منه..." شعر بألم قوي يتسلل روحه هو ورغم كل ما حدث لم يعلم بوجودها والدتها لم تخبرهم عن أرجوان ولا والده أخبرهم ليعود ينظر لها وكان وجهها محتقن بالدماء "هل تحقدين علي لأنني نعت والدك بعاهرة ...أجل هكذا أنا كنت أتألم وأقول ما بقلبي أم تلوميني على بشاعة قلب والدتك ببيعك!! هنالك أمهات ترتضي بيع اعضاءها ولا تفرط بأطفالها " صامته تسمع له لكنها لا تستجيب لمبرراته فتغيرت ملامحها ولاحت شبه غمامة حزينة على وجهها!! "هل تعتقد لأنك اتصلت وشتمت هو فقط سبب حقدي !!" هتف بها وغضبه ليس أقل منها "إذاً لما تحقدين علي بحيث تتمنين زواجي من أبنة اخترعتها لي !! ...أنت مريضة عقلياً" قهقهت بهستيريا تؤكد تحليله لها لتصمت وهي تردد "هل تعرف الرجل الذي اشتراني من هو!! أنه شخص يلف دوماً بالمدن الفقيرة يشتري الصغيرات ليس ابتغاء حسنات ... تعتقد أنه جعلني أسير بهذا الطريق عندما فتح مركز المساج مؤخراً... " هزت رأسها ولمعت عينيها بقهر "أول يوم وصلت لبيتهم كان بيت دعارة ...كان بيت مليء بالقذارة اناس اشكالهم مخيفة يقومون بأفعال غريبة وشاذة كان مجتمع أشبه بالحيوانات لا بل حتى الحيوان أفضل منهم بكثير" حدقت به وكأنها صعب أن تنطق ما تريده وأخيراً فعلت "من أول ليلة جعلني شريكة فراشه!!" اتسعت حدقة عيناه لتصرخ به "طفلة بالسابعة تكون شريكة فراش رجل بعمرك الأن فقط تخيل أنك مع طفلة خائفة ومرعوبة وتريها فداحة عالمكم المقرف !! " ضربت صدرها بقوة "آه يا لهول ما رأيته وأنت تندب أمك !! لو حكيت لأي أحد لن يصدقوني فما حدث معي ستقشعر له الأبدان فلتتخيل ما فعله به طوال الليلة فلتتخيل صرخات طفلة ووحش ينتهكها دون رحمة فلتتخيل نداءاتي لجنس البشر فلم أجد أحد وأخيرا فلتتخيل كيف أنتهى تعذيبي بتمزقات ونزيف لا يتوقف !!" جعلته يتسمر بمكانه من هول وصفها ...كثير مرت عليه حالات اغتصاب وانتهاك بالمحاكم لكن هذه المرة مختلفة ومؤلمة لقد جعلت القاضي يشعر بأن قلبه تمزق اشلاء وهي لا تخفي شيئاً عنه!! "لا تستغرب سأخبرك كل تفصيل قذر حدث لي فانا بالنهاية عاهرة وأكيد لن أخجل من سرده على حضرة القاضي الموقر!!" استطاع أن يسيطر على اعصابه المنهارة ليتمتم "تو...توقفي أرجوك..." لكنها كانت مستمرة بتدميره " كدت أموت ليلتها لقد تركني مربوطة ساعات طويلة على فراشه لكن هل تعرف الألم الكبير أين!! ..." لاحت شبه ابتسامه سخرية وهي تكمل "هو أنني فكرت عندما تعرف أمي ما فعلوه بي ستقتلهم جميعاً " ضحكت كالمجانين وسط صدمته " هذا كان تفكيري لساعات انتظرها تفتح الباب وأنتظر أبي لكن لا شيء حل الصباح لوحدي ولم يهتم أحد بمصيري ... جاءت عدد من النساء بعدها ورموني بالقبو وامرأة هنالك قامت بعمليتها الأولى لي وهي ليست طبيبة حتى ولا ممرضة ...أنها مسؤولة عنا نحن الفتيات لترميمنا كما يقولون!!أخبرتني عندها أنني فتاة قوية فكم من مثلي متن بعد ليلة واحدة كهذه ..." لتفلت دموعها دون ارادتها وتلتمع عيناه معها " اجهضت سبع مرات قبل حتى أن أصل للثامنة عشر لأصاب بعقم وحرمت من الأمومة..." هتفت بيأس "أنه ليس عدلاً أنكم عشتم حياتكم بنظافة وأنا عشتها بالقذارة... قلت لي لما تحقدين... أنت السبب لو لم تخبره عن فعلة أمي كان على الأقل حافظ علي من الوحوش التي نهشت جسدي دون رحمة !! كان هنالك سقف يظل علي وطعام يصلني دون أن أدفع جسدي وكرامتي وآدميتي لأناله!! هل تريد أن أحزن أو اشفق عليكم وأتمنى لكم السعادة!!" تتكلم بمرارة ودموعها كانت كخناجر تغرز بصدره "اعد لي طفولتي المسلوبة أعد لي جسدي النظيف ... أعد لي اطفالي الذين قتلوهم رغماً عن أنفي ...أعد لي قلبي المذبوح وأمحي كل ذكرياتي المؤلمة " أنهت حديثها بآهات حتى هي استغربتها!!لم ترد أن تظهر انفعال ونقطة ضعف أمامه ...كانت تريد أن تظل صلبة قوية لكن الطفلة أرجوان بداخلها والتي ماتت تلك الليلة هي من ظهرت الأن تصرخ تبكي تنادي من يسمعها "أنت من أوصلني لهنا فهمت ...أنت وأبي وأمي لكنهم ماتوا... لن أسامحكم أبدا ...ولن اغفر يا إياس القاضي " ركع أرضاً شعر بالدنيا تدور حوله هو أدان والده يوم عاد للعاصمة أخبره أنه قاتل أمه... لم يعرف أنه سيؤذي طفلة هنالك فوالده اصيب باكتئاب حاد بعد وفاة زوجته ومات بعد شهور ولم يذكرها ويعترف بها يوماً !! تشرف من فوق لانهياره تحت قدمها ومن بين دموع قهرها "شيء أخير سأخبره لك ...رغم كل ما حدث معي بحياتي لم أفكر أن اظهر واخبركم أني شقيقتكم النكرة حتى ظهر عبد التواب قبل ثلاث سنوات يخبرني أن أمي زارته بالسجن واوصته بعد خروجه أن ينتقم معي من عائلة القاضي لأنها لم تستطع ...وحتى مع كل حقدي كنت خائفة منكم علمت أني ضعيفة لأحطمك لو لا خبر زواجك بفجر رفع آمالي للشماتة هذا كان كل ما أريد مجرد شماتة بسيطة وهذا أقصى انتقامي" رفع رأسه اليها وصار على يقين أن ما حصل له مع فجر لم يكن بسبب ذنب نوال بل ذنب أرجوان الذي الأن كسر ظهره. عاد لمنزله يجر خطى الانكسار لتصل سيارة باشق ووجه لا يبشر بخير!! " أين كنت ولما لا تجيب علينا !!ميار تعرضت لحادث" .............................. نصب عزاء أخر بسرعة وهذه المرة الخالة نبيلة التي كانت سنداً للجميع تخفف أوجاعهم تعاني أكثرهم فلم تتوقف عن البكاء والنحيب منذ أمس منظرها مزق فؤادهم فعندما أخذوا ميار لدفنها اصيبت بانهيار وهي تردد "لم استطع حمايتك صغيرتي " بينما إياس كان ضائع بعالم أخر ولم يعلق حتى بكلمة...باشق وسيف من قاموا بكل ما يلزم لكن من كن عوناً لهم ووقفن بعزاء النساء بداخل المنزل هن زبرجد وزمرد وكأن العائلتين مصيرهما متشابه ومتشابك بكل شيء!! كانت زبرجد تقدم الشاي للنساء وزمرد تتبعها تسمع الهمسات من خلفها "أنها طليقة باشق لما حضرت!!" "يقال أن عزاء أخاها لم ينتهي وباشق كان معها بكل خطوة!!" "هل سيعودان لبعض!!" لكن الناس استغرابهم كان أكثر من غياب زوجة إياس الجديدة !!وهنا بدأت الاشاعات والشماتة ضده واحدى النساء تقول "أنها لعنة جنان عليه!!" لتقوم زمرد بجر أختها للمطبخ ليسوا بحاجة الأن لسماع الأقاويل لتشعر زبرجد بصداع قوي حيث كان اليوم المتعب على وشك الانتهاء وبدأ الأقارب والمعارف والجيران بالرحيل لتتفاجأ بدخول سيف للمطبخ يحمل شهد... أمس رفض من الشرطة أن يأخذوا زمرد صحيح اصيب برعب بالبداية لكنه بعدها اطمئن عليهما وأخبرهم أنه "شأن عائلي" وعدته زمرد أنها لن تلمسها ولن تقترب منهم أيضاً لكن خبر ميار جعل باشق يجلبها وزبرجد هنا ليأمن عليهما ريثما ينتهي الحداد...كانت زمرد تجلي المواعين صامتة لتنظر زبرجد له وهي تنظر للطفلة الباكية "هل تحتاج شيء " "الطفلة تحتاج وليس أنا !!" ليكمل بتعاسة "شهد تشعر بالحزن وتريد من حنت عليها قبل والدها فأطعمتها وضمتها ...أنا لا يمكنني أن أعوضها أمها لكن زمرد استطاعت" اوقفت زمرد ما تفعله ولم تستدر ليحني رأسه بأسف "هل تسمحين بأخذها وسيكون جميلك..." استدارت له ببطء بينما زبرجد تحدثت بهدوء "لا تطلبها وكأنها مرضعة ومربية لك !! لاتدع حواجز بينهما أنها تحبها كأبنتها وستسعد..." لتلكز زمرد أختها أن لا تقسو عليه فأخذت الطفلة منه ليتمتم "سامحيني يا زمرد " صمت الاثنان لتجيب زبرجد بدل عن أختها المتوترة "طبعاً سامحتك خصوصاً عندما علمت بضربك لبشار مرة أخرى" نظرا لبعض وكلما تواجها ينظران هذه النظرات المذنبة لتهتف زبرجد وقد ازعجها هذا الأسلوب "هل تعرفون ماهي مشكلة الناس " سوء الفهم" لأكن مثلا من الأن للجميع لاتدعوا سوء الفهم ينغص حياتكم ...قولوا بصراحة كل ما تشعرون به حتى لا تتحول العلاقات الطيبة لعلاقات كره وبغض وفراق" نظرت زمرد لها بامتنان لتخفيف حدة الموقف ...هي منذ علمت بماحل بشقيقتها تشعر بالوجع ...هي اقرب الناس لها ولم تعلم بمصيبتها وبؤسها وها قد عادت تكمل حياتها قوية ... شعرت بالعار من نفسها وضعفها بمواجهة ظروفها حسناً قررت زمرد أن تحذوا حذوا زبرجد وليبدؤوا نقاش على صفحة بيضاء لا تشوبها شائبة ولتكون البداية الليلة لكن صرخات باشق بالجراج تقاطعهم وجعلتهم يخرجوا ليجدوه يمسك بياقة ماهر بقوة ليهتف سيف " ماذا يحدث !!" .............................. بغرفة الجلوس اجتمعت العائلة بعد ذهاب المعزين تجلس نبيلة التي لم تعد تقوى الحراك وزبرجد وزمرد تحمل شهد تقفان قربها بينما إياس وباشق وسيف يحيطون بماهر الأن بدائرة يريدون أن يعرفوا لما يقول أنها قُتلت وليس حادث صدم وفرار لينطق والذنب بان نبرته "لأنها سددت ديوني قتلوها " "كيف تقاربتما ومنذ متى!!" كان سؤال سيف منطقي سيضطر أن يفضح جريمتها للأسف "قبل شهور عندما تعرض السيد باشق وزوجته للحادث وقتها كنت أمر بالصدفة فسمعت الأطباء يقولون أنها بخير وميار كانت موجودة هنالك أيضاً لتنتهز فرصة خروجهم فحاولت قتلها وجعلتها تدخل بغيبوبة!!" صدمة لم يتوقعها أحد وصرخة السيدة نبيلة لم تخفف منها بل زادتهم وجعاً لتجش ببكاء قوي تستنكر قوله...صمت الرجال ينظرون لزبرجد ليكمل ماهر ما جاء لأجله " الفتاة كانت تعاني بشدة ...أخر قولها لا أنساه أن والديها سيبكون عليها الأن " قبضت نبيلة على قلبها بقوة بينما تحدث إياس وهو يوصله للخارج "لن يستطيعوا قتلك فقط قدم افادتك صباحاً ولنقبض عليهم وعلى الجميع أخذ جزاؤه العادل" بينما بالغرفة يقف باشق أمام زبرجد يشعر بالذنب الكبير لتنهض نبيلة تحضنها بقوة تتأسف "أنا من لم يربيها جيداً... أنا السبب بنيتي كدت تخسرين حياتك ... عجزت عن فهمها وعجزت عن اسعادها وارضاءها" لتربت زبرجد على ظهر الخالة فتعتدل بوقفتها تنظر للجميع "أنا أسامحها أنها الأن بدار الحق ولا يجوز عليها سوى الرحمة" جعلتهم جميعاً متعجبين من تصرفها الرائع لتتمتم الخالة بحزن " سأعيش طوال حياتي أكفر عن ذنبي لكِ". ........................... بعد منتصف الليل انفرد إياس بحديقة منزلهم يجلس على العشب يقتطع أجزاؤه الميتة تمنى لو يستطيع اقتلاع ذكرياته أيضاً...المصائب تكالبت عليه واحدة تلو الاخرى وكأن بئر القذارة الذي ردمه بعناية قد طفح ورائحته ستفوح على كل المحيطين ...يتساءل مع نفسه أين أخطأ بالتحديد وأخر حقيقة ظهرت دمرت روحه "ميار" صغيرتهم قُتلت وأتضح أنها كانت قاتلة !! علم ما حدث قبل شهور وكيف كاد باشق يقتل زوجته!!أين كان ولما لم ينتبه لهم !! لم يعد يستطيع التحمل فانهار ببكاء قوي يريد به غسل قلبه لكنه لم يعلم أن أمره كشف "إياس أخي!!" سيف وباشق تقدموا نحوه برعب ...الأخران اللذان لم ينامان جلسوا أمامه أرضاً يحاولون أن يواسوه هما أصلا كانا يتساءلان عن غياب فجر والأن صار الشك فضول "أين فجر !!" وضع رأسه بين كفيه وهما يتساءلان لكنه لم يعد يستطيع الإخفاء ...عليه أن يخرج ما بقلبه كي لا يختنق ويموت "هل تذكرون قبل سنوات طويلة جمعتكما وأخبرتكما انتهت فترة اللعب والطيش بالنسبة لكما وحان الوقت لتنضجا ...هل تذكران ما وعدتماني به يوم أطلعتكم على حقيقة سلوك آباءنا الغير مشرف!!" نطق سيف يتذكر بوجع "قلنا لك أننا سنكون شيء مختلف لن نستغل امرأة لنشبع نزواتنا المريضة ولو تزوجنا سنعامل زوجاتنا بالحسنى ولن نخون أو نستقوي على ضعيف ولن نسيء استخدام أموالنا ومكانتنا لكن..." توقف وباشق يحبس أنفاسه يقاطعه "مؤخراً تحولت لأشبه والدي " هز إياس رأسه وهو يتطلع له "أنت لن تشبه ابداً وسيف لن يشبه أبي ...فلتعرفوا أن هنالك شيء أخر مهول أكثر من تلك الحقيقة المريعة... " يتابعونه بفضول مخيف "آباءنا لم يخونوا امهاتنا فقط بل تركوا ضحايا صغيرات وراءهم يعانين من قسوة الحياة وعادت تلك الضحايا اليوم تزيد حملي اضعافاً!!" "ماذا!!" نظر لسيف الذي تساءل بقوة "والدنا ترك لنا شقيقة عانت الويلات بحياتها لقد عاشت حياة لا يمكننا تخيلها وهو لم يخبرنا عنها ...اعتبرها نكرة وتخلى عنها!!" ليكمل يغذي فضول أخيه "أنها أرجوان زوجة أيمن نفسها ..." شاهد شحوبهما ليخبرهم السر الأخر بسرعة ويرتاح " ووالدك يا باشق ترك لك "فجر" زوجتي" قطعوا نفسهما ثواني لكن وبخضم شعورهم بالمأساة هسيس نبيلة من ورائهم يجفلهم "ماذا تقول!!" ليقفوا جميعاً ينظرون صوبها كانت زمرد وزبرجد يمسكن بيديها من كل جهة يبدو أنها طلبت منهن الخروج للحديقة فكانت الكارثة سماعها حقيقة مفجعة ...هي لم تعتقد يوماً أن زوجها الذي تحب جنى عليها والمتستر الأول على الجريمة عزيزها إياس!!. ................................ مرت بضع إيام على نبيلة وعاصفة الحزن والقهر وشعور الغدر تحيطها لم يكن موت ميار ومعرفة حقيقتها فقط من باعد العائلة بل ظهور خبايا كبارهم التي هزتها... رجال القاضي الواجهة المشرفة للعالم كانت مجرد صورة زائفة !! لم تسامح أولادها استاءت من إياس الذي تستر على جرائمهم بحجة خوفه عليها وجعل المراهقين أيضاً وقتها يسيرون على خطاه بكتمان حقارة آباؤهم ...طلبت أن يتركوا المنزل وعندما يتواجدون يريدون الكلام معها تعتكف بغرفتها فقط زبرجد وزمرد من تتكلم معهن !! لكن زبرجد طلبت أن يتركوها تهدئ كم يوم وبعدها سيجلسون بهدوء يتحادثوا وفعلاً كان اليوم مناسب فلقد خرجت من غرفتها أخيراً كانت بغرفة الجلوس تلاعب شهد مع زمرد ولاحت شبه ابتسامة خفيفة على شفتيها... لتحضر زبرجد لها الطعام لكنها لم تأكل سوى القليل لتتمتم زمرد "أرجوك يا خالتي لا تحزنينا أنت أيضاً " نظرت للفتيات المهمومات وشعرت بالأسى "لا تتركني يا بنات لوحدي ورجاء نادوني بأمي ...أنا لا أريد أن أكون خالة بل حلمي أن اكون أما للجميع " لتبتسم بحزن " أشكر ارجوان أنها ادخلتكن حياتي " مدت ذراعها لزمرد من يمينها وزبرجد من يسارها فلم تتوانى الفتاتان عن احتضانها حيث كانتا بحاجة لها كما تحتاجهما هي "عوضني الله بدل ميار أثنين وهذه المرة سأتأكد من حمايتكن واسعادكن بحق " أشارت زبرجد بعينيها لزمرد فقد حان الوقت ...لتذهب وتحضر الرجال بينما حملت زمرد شهد وتركوا العائلة يتصافوا فيما بينهم. جلس إياس وباشق وسيف أمامها كانت دموعها تجري لرؤيتهم شاحبين وبان عليهم الحزن والهم...بينما هم كانوا ينظرون لنظراتها الكريبة يتمنون الارتماء بحضنها كما كانوا يفعلون دوماً لكنهم يعرفون وحتى مع حزنها هي الأن ستكون قاضي ولن تسامح بسهولة فنطقت بهدوء "اعتقدت رغم كل الكأبة والحزن الذي يملئ العالم أنهم يبالغون ولا يرون الحياة مثلما أراها فاتضح أنهم محقون ...لأنهم ليسوا أغبياء مثلي ...غباءي جعلني اصدق بالحب والأحلام الوردية والسعادة الأبدية !! أختي ماتت قهراً وقتلت بدم بارد دون أن أشعر وأنا اعتقدت اكتئاب زوجها بعدها لأنه خسرها لا لأنه جنى عليها!! اعتقدت زوجي الحبيب صانني حتى أخر يوم بحياته ولولا حادث الطريق لكنا أسعد زوجين بالعالم وسعادتنا القصوى كانت ستستمر حتى أخر نفس بحياتنا ... اعتقدت أن ميار فتاة نقية صحيح تصرفاتها كانت غريبة لكنها مستحيل أن تقدم على فعل شرير واتضح أنها ليست فقط سارقة كما اعتقدت بل قاتلة ... حملت ذكرياتهم حتى اللحظة بقلبي كأشخاص لامثيل لهم وماذا حصل فجعوني بأسرارهم البغيضة ... وأنتم... " نظرت لباشق ليحني رأسه أجل والدته تراه مجرم منذ علمت بموضوعه لكنها فاجأته بقولها "هل ستترك شقيقتك!!" نظر نحوها بعدم تصديق كما فعل إياس وسيف "هل ستكون مثل باقي رجال القاضي وتترك فتاة مثلها لاحول ولا قوة تنهشها كلاب الشوارع بسبب اخطاء والديها!! هل ستترك دمك ولحمك لتضيع ويمكن أن تلاقي مصير أرجوان المسكينة!!" هز باشق رأسه ينظر لإياس الذي كانت المفاجئة مهولة عليه "اذاً لما لم تذهب اليها منذ عرفت بها!! هل تسمي نفسك رجل!! أنها هناك بذلك المستنقع وحدها بعد ما تركها الشخص الذي من المفترض أن يكون سندها بهذه الحياة!!" قبض اياس على ذراع كرسيه لتتكلم باستياء وهي تحدق به "ماذا يا أبني وكبير عائلتنا هل قول الحقيقة يؤلمك!!اباءكم كانوا أوغاد فما ذنب البقية !!" ليتمتم إياس من بين أسنانه "فجر لديها شخص يراقبها ويوصل لها احتياجاتها..." ردت بعدم رضا "فجر لا تحتاج نقودك ولا حماية من رجالك أنها تحتاج حضن زوجها الحبيب ليخبرها أنه هنا ...لقد عاشت المسكينة بكذبة طوال حياتها واكتشفت مثلك الحقيقة المقرفة ...أنت لديك عائلة سندتك بكربتك لكن هي من لها !!" هز رأسه "تعرفين ما أنا على وشك فعله وكيف ستكون حياتنا القادمة لذلك دعيها بعيدة أفضل" "أعرف يا بني أنت قررت كما توقعت من قاضي شريف مثلك ستخلع الأقنعة وستعيد الفتيات لنسب القاضي وأعرف ما ستعانيه بعد هذه الفضيحة لكن أنت تصغرني جداً واعتبرتني ضعيفة وهذا ما يؤلم قلبي منك... أنا مستعدة لأضمكم واسندكم لما تشعرونني بالعجز واني امرأة تافهة لا قيمة لها!!" لينهض من مكانه يركع امامها يقبل يدها "أبداً لم أفكر بك هكذا أنت لست خالة بالنسبة لي بل أمي وحبيبتي وكنت أخاف أن أحزنك يوماً" لتبكي فتقبل رأسه...نظر سيف لباشق أن يفعلا المثل ليجلسوا جميعاً تحت قدمها فتضمهم بقوة تحت جناحيها كما كانوا يفعلون دوماً فهم لن يكبروا على حضنها أبداً لتهمس "لن أسمح لأباءكم وذكرياتهم أن تدمر ما زرعته بكم ومن الأن سنواجه الطوفان معاً وننجو بعائلتنا كلها وسنسعد رغم أنف الجميع" ................................ لم يعرف كيف وصل وباشق يتصل يخبره أن نوال ماتت فباشق نفذ ما طلبته أمه بسرعة بينما هو تلكأ كثيراً ...كلما نوى أن يذهب اليها يشعر بالوجع فيعود للعاصمة دون أن يدخل المشفى ...هل لأنها لم تثق به وصدقت افترائهم هو حقاً لا يعلم المهم أن صوت بكاءها الذي وصله عبر الهاتف جعله يترك كل شيء ويهرع اليها وتباً للماضي الذي فصله عنها... انتهت الإجراءات وصار الأن معها بمنزل والدتها الكئيب لم يتحدث وفجر لم تصدق أصلاً أنه سيستجيب لباشق بهذه السرعة!! لقاءها وباشق كان هيناً أكثر فشقيقها لم يجعل بينهما حواجز كما يفعل زوجها!!...باشق أخبرها أنه موجود ليساندها ووالدته نبيلة موجودة لو احتاجتها بأي وقت كان مريحاً بكلامه حاول أن يخفف حدة موقفهما الغريب وبالنهاية جعلها تشعر بالأمان والامتنان له ولوالدته على موقفهما النبيل وطبعاً صعقت بما أخبرها عن أرجوان لتتذكر جملته وهو يرسم خطة معها لتعود لإياس "أنت وحدك من حطم جدار قلب كبيرنا وتستطيعين فعلها مرة أخرى!!يكفي أنه لم يطلقك لتعرفي أنك مازالت شيء مهم بحياته" وفعلاً كانت ستتحرك بناءً على نصيحة باشق لكن وفاة والدتها افشل الموضوع ...ليظهر أمامها اليوم ويهز فؤادها ارادت تصديق باشق فهو ذكي ويفهم إياس لكن منذ وصل وهو يرتدي قناع الجمود وملامح القسوة جلية عليه جاعلاً منها تصاب بخيبة...أنه لا ينظر صوبها لقد تغير ولن يسامحها أبداً لتتمتم من بين دموعها على حالها "إياس..." هز رأسه بقهر "انا الأن مدمر يا فجر لا تزيدي وجعي بأي كلام أنا مذنب بحق الكثير .." " لست مذنب ..." لتجلس بجواره "هم من يتحمل جرائمهم لماذا تعذب نفسك وأنت الضحية !! طعنت من الجميع بقسوة... قتلوا ثقتك بالناس حطموا أحلامكم وسرقوا شبابك يكفي أنك نظفت وساختهم وحملت عوائلهم على ظهرك وجعلتهم يعيشون بهناء...محظوظ سيف وباشق والخالة بك بينما أنا دمرت حظي بسبب سذاجتي وخوفي من خسارتك ..." لتمد كفها المرتجفة ولن تهتم حتى لو ازاحها مراراً ستظل تتشبث به "لا تقطع صلتك بي " يتفرس بوجهها وبان مقدار همه ولم يعد يقوى على فراقها "كيف اقطعها وأكبر آلامي معرفتي بأنني يمكن أن لا أراك ولن يرفرف قلبي عندما استيقظ صباحاً وأنت بجانبي!! " وضعت رأسها على كتفه تبكي ليضمها بقوة ...لم يكن بكاءها حزناً بل بكاء انقشاع لغيمة سوداء كادت تفرق قلبيهما المحب. ............................... مرت عدة شهور صاخبة فوضوية على العائلة لكن وجودهم مع بعض وسندهم لبعض جعلهم لا يسمعون لأقاويل من حولهم... آباؤهم من ارتكب الفحشاء فما ذنبهم ليعيشوا مطأطئ الرؤوس ... رغم ان عمل إياس صار صعباً والألسن باتت لا تتوقف عن الحديث عن والده وشقيقته وباشق لم يكن أقل ضرراً بسبب والده أيضاً ومثلهم سيف لكنهم صمدوا بوجه الفتنة ومع وجود الفتيات بحياتهم واللاتي آزرنهم بقوة استطاعوا العبور لبر الأمان ويوم بعد أخر بدأت الاحاديث تخبو ومل الحاقدون من الموضوع كما هي العادة وبدأوا بالبحث عن موضوع ساخن أخر يشغل حياتهم الفارغة لتبدأ عائلة نبيلة تستعيد حياتها من جديد. ............................... "دكتور سيف السيدة زمرد بحال سيء وجلبتك طفلتك!!" كان الممرضة تخبره بذعر ليهرع معها للخارج وكل جسده انتفض ليجدهما مع طبيب زميله وقد كان يعاين شهد ...لمحته زمرد من بعيد لتجهش بالبكاء "أمي وزبرجد وباشق ذهبوا ليكملوا مستلزمات الزفاف وتركوني بالمنزل وفجاءة ارتفعت حرارتها... " نظر لزميله الذي يبتسم فعرف ما الموضوع بسرعة لينظر لزمرد الشاحبة أجلسها على أحد المقاعد وذهب ليحضر لها عصير بارد علها تهدئ هي للأسف لم تصل بطفلها لهذه المرحلة ليهمس "خذي نفسك يا زمرد في هذا العمر يبدأ ظهور الاسنان نحن السبب لم نخبرك أنها ربما تصاب بارتفاع بدرجة حرارتها لكن لما لم تتصلي!!" ابتلعت ريقها بصعوبة "كل ثانية كانت عبارة عن جحيم بالنسبة لي وانا أفكر أنه سيحصل لها مكروه لذلك لم أفكر..." اخيراً هدأت ومازال يطمئنها بكلمات كالبلسم "لا تخافي لن تفقديها ستكون معك للأبد حتى تتركيها أنت" "مستحيل!!" هتافها العالي جعلها تسدل اهدابها ويحمر وجهها والناس تنظر لها "أقصد كيف أتركها أنها قطعة من قلبي هكذا أشعر معها " جلبت الممرضة الطفلة لسيف والذي أشار أن تعطيها لزمرد أخذتها تقبل جبينها بحنية لينظر الجميع اليها بذهول من يقول أن هذه المرأة غريبة عنها !! ابتسم سيف لحركتها فمنذ دخلت حياتهم وهي تجعله يشعر ببهجة وسكينة غريبة همس دون شعور " لديك حنان يا زمرد لم تستطع قسوة الأيام سلبه منك... الحمد لله الذي جعلك بطريق ابنتي" "بل أنا من يجب أن أقول الحمد لله... لم اعتقد أنه سيأتي يوم ويعوضني بطفلة عندما كدت أفقد أملي بالحياة... وشكراً لك أيضاً .... " "لما تشكرينني انا من يستغلك حقيقة ويمكن بعد أن تنتهي مصلحتي أطردك وأنت لا تعلمين ..." ضحكت بقوة جعلت اساريره تتهلل "أول مرة أراك تضحكين هكذا !! هل تضحكين علي !!" ليضحك هو الأخر وهي مستمرة بقهقهتها ففعلاً تلك الشهور لم يجعلها أحد تبتسم سوى سيف والذي يجعل من أي موضوع حزين مادة للسخرية ويجعل المقابل يسعد دون أن يدري "وأنت أيضاً تضحك الأن بسبب هوسي " وفجاءة ضحكة بريئة تنطلق من الطفلة وهي تنظر اليهما وكأنها تعلم بأن الجو مبهج حولها ...منظرهما من بعيد يجعل الطاقم يومئ بوجود بشائر عائلة جديدة قادمة ومازالوا يتراهنون من خلف طبيبهم أنهما سيتزوجان قريباً فهما متلائمان ويكملان بعض بشكل غريب. .......................... وجاء يوم العرس السعيد والاجواء عمها الفرح وحققت نبيلة سعادة أولادها...يقف وحيد بعيداً يتذكر أمس قول أرجوان "كل مرة أقول لك هذا الأخيرة لكن صدقاً هذه أخر مرة " "هل أنت متأكدة ؟" لتومئ بقوة وها قد لبى ما تريد كعادته جاء وجلب معه صاحبه من مدينته هو لن يتورط مع تلك العائلة لينظر لهم أمام باب منزلهم الكبير الذي اشتروه مؤخراً لقد علم أنه طلب نبيلة بعد موت ميار...تريد أن يظلوا مع بعض ويعيشوا جميعاً معها لتطمئن...نظر لباشق يضحك وهو يرقص مع عروسه زبرجد والتي ضحكتها لا تفارق ثغرها بينما سيف وزمرد بانت فرحتهم بقوة وإياس يحتضن زوجته فجر والحب والسعادة بادية عليهما و نبيلة تحمل شهد تراقصها بغبطة يحيطهم اقاربهم ومعارفهم والجيران... أشار للشاب أن يتقدم فحتى بالنسبة له فرحهم الغامر شيء مغيظ وغير طبيعي وكأن هؤلاء الستة "باشق وزبرجد, إياس وفجر ,سيف وزمرد" لم يعرفوا البؤس الحقيقي بحياتهم يوماً!!" ............................... انتهى الفصل وهنا اكون قدمتلكم الفصل الأخير محبيت اقلكم حتى لاترتعبوا وباقيلنا فقط الخاتمة الاسبوع القادم وطبعا فيها احداث مهمة حصلت قبل العرس اربطوا الاحزمة من الأن والعد التنازلي بدأ لختام رحلتنا الكيوت التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 19-04-19 الساعة 09:45 PM | ||||||||
19-04-19, 08:29 PM | #828 | ||||
| ارجواااان حزننتني كتييير لو اياس يهتم فيها ويطلعها من السجن هل المسكينة عانت كتييير وبتستحق تفرح بس شو يلي حكتوا لوحيد لحتى يعملوا بعيلة القاضي؟ 😭😭😭😭😭 اخيرا انكشفت الاشياء المخفية وتصافت القلوب نبيلة طلعت انسانة رائعة واحتوت الكل وخلتهم يعترفوا باخواتهم ... زبرجد وباشق رجعوا لبعض واخيرا تزوجوا ضايل زمرد وسيف 😍😍😍اما اياس بجلطني بسلبيته ما كان لازم يترك فجر بس منيح انه رجعلها ...نوال وحدة مجنونة ليش لتنتقم اذا هي الغلطانة ! ارجوان برجع وبحكي ياريت اخوانها يهتموا فيها ويحتووها ويوفرلها حياة كريمة اما بتوقع انها بدها تبعت رسالة لعيلة القاضي مستحيل تكون لسا حتعمل شي شرير؟ طبعا سكوتها انه فجر بنت اياس كان شي مقرف بس بتوقع هي صارت مريضة نفسيا بعد كل اللي صار فيها عنجد حزنتني اياس الدب لو اخدها من زمان شو كان صار علي يعني هو بتحمل جزء من الذنب مع ابو التافه ! .. | ||||
19-04-19, 08:49 PM | #829 | ||||
مشرفة منتدى قلوب أحلام
| والله كنت عارفه وقلت لهم مروه هتيجي في النهايه وتظبط كله 😂 الفرحه ايلي في النهايه بتدخل القلب بعد طول وجع وشقاء والحمدلله كل الابطال وجدوا سعادتهم كل مره وانت طيبه يا مراوي 😁 وعقبال القتلي الجاييين قصدي الروايه الجايه 😘😘😘😘😂😂😂 | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|