آخر 10 مشاركات
476 - درب الجمر - تريش موراي ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          ♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] للــعشــق أســرار، للكاتــبة : فـاطيــما (مصرية)(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8568Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-09-23, 11:05 PM   #1

عمر الغياب
alkap ~
 
الصورة الرمزية عمر الغياب

? العضوٌ??? » 312449
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 751
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond repute
Icon26 على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة)



مسَائكم زهر ، ومسَائي إحساس جميل
يراودني منذُ أنّ كتبتْ الفصل النهاية ابنتي الثالثة ..
حتى تتدفق الأفكار من حيثُ لا ادرِي !
بالتأكيد كلها الهامات من الخالق، فله الشكر ولهُ الحمد. .

هذه المَرة أنصت ليَّ بعمق للصمت، للصوت الذي بداخلي .
تشكل على هيئة
حروف وكلمات، أبت أنْ تخرجُ للنور مُبكرًا. .

فهلموا بها..
رَاعوها ..

كما أنها الرابَعة على التوالي.

سواء بمتصفح روايتي الثقافية، أو التلقرام.


.
*
.
*
.


( على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ. )




.
*
.
*فصول الرواية
المقدمة
الفصل من 1 إلى 9
الفصل من 10 إلى 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15,16,17,18
الفصل 19,20,21
الفصل 22,23,24,25,
الفصل 26,27
الفصل 28,29,30,31,32,33,34
الفصل 35,36,37
الفصل 38,39,40,.... 41 الجزء 1
الفصل 41 الجزء 2 و3 ثم الخاتمة على نفس الصفحة
14September 2023

طرح الفصول:
كل يوم الخميس.

الموعد الزمني:
الرابعة مساءً
بالتوقيت السعُودية.




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 19-01-24 الساعة 08:57 PM
عمر الغياب غير متواجد حالياً  
التوقيع
ولي في الكتابة، خمسة الروايات :
المواجع والظنون - أزهـرتُ بهطولك
من يقنع الظلال؟ أنك فـ أهدابي
على ضِفَّة لوحة انتظار! وفي لحظاتٌ تُحَيك بهما الأَشواقُ
حنينٌ بقلبي
رد مع اقتباس
قديم 13-09-23, 09:46 AM   #2

عمر الغياب
alkap ~
 
الصورة الرمزية عمر الغياب

? العضوٌ??? » 312449
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 751
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond repute
افتراضي


شكرًا للأخت الغالية الكاتبة

Aurora على التصميم غلاف رواية.




.
*
.
*
.

أين أنتِ ؟ أين الوجود ؟ والنَغم ؟
أنْ يزيدَ بي العطشَى ؟
أن يشَاءُ مشَـى على خدي مَشى..
روحهُ روحُي ..

أين الحُب، والعطف وحلو الكِلم ؟
يا نَسيم الريَح ..
أين أنتَ ؟ أين أنَا ؟
أين أنتَ يا سيدي فقط عُدّ واغتنم فرصتك !

قلبي قد كُسر ، نبضي هَدم ، وشعري
بلا شيءٌ جزلٌ هَزل !

سيدي إني ووالله أعيشُ في جسدٌ هَرم.
قلُ له الوردُ أفتقده في اللحظة مرات
و أحنّ له و أنتظره في كل الدقائق
و السـاعات. حتى كسرت من الفقد !
و حتى كُسر الفقد مني.

و من فقد لفقد يختلف
فـ كُن من هذا الفقد جبيرته .

.
*
.
*
.



عمر الغياب غير متواجد حالياً  
التوقيع
ولي في الكتابة، خمسة الروايات :
المواجع والظنون - أزهـرتُ بهطولك
من يقنع الظلال؟ أنك فـ أهدابي
على ضِفَّة لوحة انتظار! وفي لحظاتٌ تُحَيك بهما الأَشواقُ
حنينٌ بقلبي
رد مع اقتباس
قديم 13-09-23, 11:25 AM   #3

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


اول تعلييييق

الف الف مبرووووك يا عبير مولودتك الرابعة
الله يجعلها شاهدة
لكِ لا عليكِ

كلنا حمااااس نبحر مع الأشواق

بإنتظارك غدًا


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-23, 11:36 AM   #4

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
افتراضي

يا هلا و ياهلا..
شنو هالمفاجأة الحصرية عمر الغياب

العنوان ما شاء الله تبارك الله
جذبننننني مره الله يزيدكي من فضله حبيبتي ♥️♥️♥️♥️♥️♥️✨

كلنا والله متشوقين خصوصًا في اشواق في العنوان
ووووووووووه بس يا حلو كلامك يا عَبير
ويا حلو اسلووبك المميز والله انك فريدة من نوعك
الله يحفظكي حبيبتي ويبارك فيكي ..


الف الف مبروك رواية رابعة ….
واحلى خبر انه الخميس الونيس ومع عمر الغياب يا سلام بس.

وبعدين شنووو هالحلاوة غلاف يجننننننننننن مررررررره.
تسلم يدينكي ارورا..


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-23, 12:24 PM   #5

عقل

? العضوٌ??? » 495093
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 117
?  نُقآطِيْ » عقل is on a distinguished road
افتراضي

‏واااااو عبوره رجعت لينا من تاني هذا وأنا لساتني باقرأ من يقنع الظلال
‏العنوان يشوق ويحمس كتير ‏منتظرينك وهارجع هنا بعد ما انتهي من قصه من يقنع الظلال


عقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-23, 09:06 PM   #6

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل خير

مساء الاشواق
مساء العبير
مساء العنبر والفل
مساء يليق بجمال وعذوبه العبير

مولودة رابعة وعنوانها تبارك الله إبداع واكيد محتواها وشخصياتها تخطف الأنفاس

قلم عبير من تميز الى إبداع تبارك الله الله يزيدك من فضله

غلاف رائع ومصممة أروع تبارك الله تسلم يدك ارورا

.
*
.
*
.

أين أنتِ ؟ أين الوجود ؟ والنَغم ؟
أنْ يزيدَ بي العطشَى ؟
أن يشَاءُ مشَـى على خدي مَشى..
روحهُ روحُي ..

أين الحُب، والعطف وحلو الكِلم ؟
يا نَسيم الريَح ..
أين أنتَ ؟ أين أنَا ؟
أين أنتَ يا سيدي فقط عُدّ واغتنم فرصتك !

قلبي قد كُسر ، نبضي هَدم ، وشعري
بلا شيءٌ جزلٌ هَزل !

سيدي إني ووالله أعيشُ في جسدٌ هَرم.
قلُ له الوردُ أفتقده في اللحظة مرات
و أحنّ له و أنتظره في كل الدقائق
و السـاعات. حتى كسرت من الفقد !
و حتى كُسر الفقد مني.

و من فقد لفقد يختلف
فـ كُن من هذا الفقد جبيرته .

.
*
.
*
.

مقدمة ما قدرت اتجاوزها ما هذا الجمال عبير سلمت أناملك الجميلة

استنبطت منها حب ممنوع الاقتراب متى يجتمعون ):


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
قديم 14-09-23, 03:46 PM   #7

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

مساء الخميس الونيس
مساء الاشواق وأول فصل منها

ربع ساعة ونقول هلا بالحامل والمحمول *-*


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
قديم 14-09-23, 04:29 PM   #8

عمر الغياب
alkap ~
 
الصورة الرمزية عمر الغياب

? العضوٌ??? » 312449
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 751
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond repute
Icon26 الفصل الأول


على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ .




الفصل الأول


.
*
.
*


"يعانقنا الحزن كأننا إخوانه الذين عادوا من السفر"



*
.
*
.

لتبدأ حكاية حديثي ، ولي الشوقُ بأكمله! على أية حال أتعلم .. أني أحُبك حتى الآن .

في حياتها كلها، لم يعتنِ بها سوى نفسها ، ولم يُهذبها أحد ، حيث كانت تتعرض للعقاب بأي شكل كان !
كانت تصور هذه الدُنيا سوف تكبر وتدلل وقتها، ولم تكن تدري بأنها في هذه الحياة
لم تكن سوى هامش حتى أنها فقدت من هي ؟

فقدت عقاب الحياة التي كانت تُشكلها بأسوأ أشكالها، وهي طفلة
تجاوزت العشرون ربيعًا، كانت دائمًا تفكر ماذا لو لم يتخلَّ أبيها عن أمُها ،
كان من الممكن أن تكون وقتها أن تتخلى هي أيضًا عنها

من المُلام في ذلك كله ؟ يا أشواقُ !

وعلى من تلقي اللوم .. من انتهك براءاتها ! عفتها .. طفولتها ..
وكل ذلك المسمى تحت بند

بشريتها ..؟

لم تعامل فقط وقتها كطفلة ، بل جردت من كل شيء ..
جردت من البراءة ، العفوية ، ضحكة العينين ، ابتسامة الشفتين ، اتساع الوجنتين !

و عليَّها دفع بها لمواجهة الحـياة في معركتها الأولى مسلوبة اليدين .

تحارب من أجل أحلامها ... هذا أمر ابسط من حقك . لكن أن تسلب أسلحتك
وسط معركة الحياة فهذا ظلم في حقك أشواقُ !.

المخجل في الموضوع و بأنها منذُ وقت مبكر من عمرها أن يعاملها أحد
بعاطفته ، إنسانيته ، تواطأت مع البرود و جمود المشاعر


إذا أنَّ كل شخص يعبر بها لم يلتفت لها، لم تضحك عينه ولم يلمس كتفها،

لأنها أشواق ، أحرص أن تكون بينها و بين الشخص الآخر مسافة تحميها
من شعور الشفقة الذي لا تحتمله عاطفتها رغم العواصف التي عبرت بها !

المشكلة لم تكن فقط في ولادتها ، ولا في نهاية العلاقة بين أمها و أبيها
كانت المشكلة مع أمها التي تخلت عنها طواعية .

كل الأمور الشائكة لا قيمة لها

لا قيمة لوجود ذلك الأب الحيّ .
لا قيمة لوجود الأم التي تعنَّتُ بـ أبشع التصرفات !

ولا قيمة لوجودها في هذه الحياة !

الأيام وحدها كفيلة بـ مداوة هذا الفقَد !


،


في المبنى الرث .. كانت تمسح الطاولات الخدمة ، و تُرتب مفارش السرير ،
أخذت بالسلة لتنزل من السلالم .

شَامة
: أشواق حبيبتي .. يَـله قضى وقتك .

تنهّدت بإرهاق
: يعني ابد مافي ولو يوم راحة .. والله تعبت .

شَامة تقترب منها
: خلاص يا قلبي .. والله الوّد ودي نخرج من هالمكان بس عاد وش نسوي .. مالنا غير نصبر .

دمعت عينيها الرقيقة ، وفي غصة
: خلاص . بسري لمحل الورد .. وبأخذ مثل العادة .

لتصرخ تلك القماشة ! بتعنَّت
: وباقي تشاورين بعد .... اخلصي ..!

كتمتُ شتيمتها
: طيب .. ناقص لي فلوس .. من وين بشتري الورد ؟

قماشة
: ودراهم الي امس عطيتها لك .

أشواق
: قماشة حرام عليك ... ما عاد بقى الا 3.27 يورو .. وش بتجيب لي هذي ؟

قماشة وضعت يدها في جيب فستانها الرث ، و مدت لها بعض النقود
: قبل ساعة 9 أنتِ موجودة هُنا .

أشواق
: طيب ... حاضر . يلـه شَامة مع سلامة .

قبلتها شَامه على خدها
: مع السلامة يا قلبي . انتبهي على نفسك أشواق .

ابتسمت لها بالمقابل
: إن شاء الله .

التفت شَامة لقماشة ، و بضيق ، و حُزن
: قماشة حرام عليك .. البنت تبهذلت .

قماشة بكره
: وش تبين ؟؟؟ ماهوب كافي عليّ متحملة مسؤوليتها .
خليها تكد ... الحياة تبينها بس راحة .

شَامة بضيق
: بكيفك ... بس لو يدري معزبها انها متعذبة كِذا ما راح يخليك الا خبر عتيق .

قماشة بدون خوف ، و اكتراث
: موب مهم... يا حبيبتي .. هذي دراهم وراها خير ... اااااخ بس لو تتزوج .. بولد الشيوخ .

شَامة باستغراب
: ولد الشيوخ مين قصدك ؟؟؟
لا يكون الهامور الي في بالي .

قماشة بخبث
: ايه ... قايلة لها تروح للعنوان وتأخذ الورد معها ... كود الله يفتحها على وجه أختك قماشة .

شَامة بضيق
: الله يسامحك وش بقول بس .


***

عبرت أشواق الشارع ، حين وصلت لمحل الورد ، اقتنت بعناية وابتسمت
وهي ترى الغيوم ، المُنذرة بهطول المَطر !


أسرعت نحو محطة القطار ... و هالها هذا الازدحام
كيف ستصل في غضون ساعة وهذا المكان ممتلئ بجيش
من الرجال العسكر، شعرت بالقلق .

حينما اتى دورها في صعود عربة القطار ، و إذا في الحارس يُفتش
عن ملامح وجهها ، ثم ابتسم لها في حزم
: يمكنك الدخول .

تنهدت و أخذت أنفاس عميقة ، لتصعد للمقصورة .


ثم استوعبت بأنّ تلك العربة و ذلك القطار باهض الثمن
ما الذي يحصل في الحكاية أيعقل قماشة
قد ابتاعتها !

لا . لا فهي الوحيدة التي تبقت لديها !
مُحـــال أن تكون الفكرة التي تدور في رأسها !

جلست في المقعد من الحرير على الطراز الباروكي ، و المصابيح الزجاجية الإيطالية ،
و الخشب المنحوت يدوياً ، و التفاصيل المعدنية ، و هي تشدُ غطاء رأسها ،
ساعات طويلة من الانتظار ، ثم بدأ يتسلل
النوم جفنيّها الناعستين ، و غابت في غفوة مُرهقة لذيذة .


***



بينما هو إحدى أملاكه الشهيرة تلك الفنادق ، و في طبيعة
الحال الوريث الشرعي لعائلة مطر بن داغر المحفوظ .

كان رجلٌ عصامي ، لا ييأس ابدًا .. قاد دفة العمل
بروحه القتالية ، و عقله الفتاك المُحنك يلقبُ
بـ الهامور السوق .. لشدة براعته و مهارته
لبق في اختياره للكلمة . غير امتلاكه لعديد
من الفنادق السياحية في أوروبا و دول الخليج !

فلا يفكر حتى جزء صغير من حياته الشاقة
عمل ، ورحلة السفر ذهاب و إياب !

ومن المثير أيضًا بأن لا احد يستطيع تهكم
وامتلاك أفكاره . حتى ولو كان الثمن
عُمـره .

بعد أن وجد مقعده جلس بهدوئه ، حدق في ساعة
معصمه و إذا بها تشير السابعة مساءً .

و موعده مع والدته قد حان .

فـ الاشتياقُ لها مهيب .
قد قدمت من الريَــــاضْ لأجلِ رؤيته

اخبروه بأنها قد وصلت .
و هو في كسل من أمره أراد هذه المرة
أن يكسر روتين ركوب سيارته الفارهة

ربما يحتاج فقط قليلٌ من التأمل
برحلة قطار بمناظر مُريحة تريح عقله
من كثرة التفكير و دقة الملاحظة .

أغمض عينيه و هو يتخيل تلك التي
تركها من خلفه ، فنزاع جده داغر
يصبُ دومًا بأخذه لموضوع الزواج
و ذلك الحفيد المُنتظر !

تنهّد بأسى ، وهو يضع السيجارة بين شفتيه
ثم أشعلها يُنفث كومة من الدخان

***

و هي لم تستطع تحمل تلك الرائحة الخانقة ،
فرائحة التدخين تصل أنفها ، مدتّ يدها لتبحث عن جهاز
الاستنشاق الخاص بها للربو .
حقيبتها اليدوية التي سقطت أرضًا ، مِالت تحاول أن تصل لبخاخ الربو
حتى تستمر في نوبة من الاختناق .

من شدة بدأت تتخبط بيدها اليُسرى على الكرسي المجاور الخالي .

***

هو انتبه على صوت الكحة المُختنقة وبمزاج ضيق ، أطفأ السيجارة
ودهسها بقدمه ، اقترب ناحية الصوت يجد ، انسانة بوجه مُختنق
تحاول الوصول إلى دوائها ، و بحالته و رأفته الإنسانية التقط جهاز الاستنشاق
ليمدّ لها، و تمسك بيدها التي ترتعش
شهـــيق عميق ، ثم بكحة ، و دموع التصقت على وجهها

قايد
: أنتِ بخير ؟

بوجه متورّد محمر أردفت أشواق
: حمدلله .. شكرًا لك .

قايد برفع حاجبه الايسر ، وهو يرى تلك المَلامح العربية
استنكر وجهها المفتوح ، فقط حجاب يحتضن شعرها
: العفو .

عاد لمقعده


،


و هي بقهر
: ( ياربي هذا وش يكون ..؟ شكله مخيف كأنه من أرض الشيوخ
كأنك ملك على هالشوفة هذي .. يمممه يا أشواق ... وش لك بالعمل
الخايس ذا ... ياربي .. يارب تعبت والله و أنا اعاني كذا ...
افففف منك قماشة ما حبكت اليوم إلا اروح لناس حتى ما اعرفهم ..

لا والله ست أشواق .. وبظنك وش تبين تشتغلين . احمدي ربك
تأكلين أكل حلال ... غيرك موب لاقي خبز يأكله .. ايه احمدي ربك واشكريه . )


بعد أن أخذت نفس عميق ، تأملت المنظر الجميل عبر النافذة
ابتسمت أشواق
: يوه يا محلى هالمنظر .

غابت في عالم الأحلام ، وحينما وقف القطار في المحطة المنشودة
التقطت حقيبتها اليدوية ، و سارعت للنزول ،
واجهت بعض نظرات المارين نظرات كلها ازدراء بسبب حجابها
و هي أصبحت أكثر صلابة من هذا النظرات الخارقة لرُوحها !

انطلقت سريعًا .. عبر الشارع ، لتقف عربة
: من فضلك هل بإمكانك أن توصلني لهذا العنوان ؟

هزّ رأسه بالقبول ، أسندت رأسها على الكرسي الخشبي و هي تحاول أن تستنشقُ قدر
كبير من هذا الهواء ؛ علّ رئتيها تتسع من هذا الضيق !

: ( آه يا أشواق .. وش مخبي لك القدر ... سنين الله وأنتِ عايشه هنا غريبة في بلاد العشاق ..
من كثر ما اشوفهم ... تخيلت نفسي مع حبيب .. معقولة قدري يضحك لي .. واقابله هُنا ..
ما ندري يا اشواق .. كل الي اعرفه الحين ركزي بشغلك ... ركزي بشغلك لا أكثر ولا أقل . )

حينما وصلت العربة للمكان الراقي، قصر بأعمدته الهندسية الرومانية
بلونه العاجي، شكرت العامل و هي تقدم له بعض يورو الفرنسي .

مشت بخطوات عبر الحديقة ، و صعدت السلالم مدخل للبوابة الرئيسة
مدّت يدها بقبضة لتطرق الباب ، ثم هالها فتح الباب تلك الخادمة الروسية
تتأملها بضيق و تعنَّت

ثم تردف بلغة الأم
: ماذا تريدين ؟

أشواق
: هل هذا منزل السيد قايد المحفوظ ؟

ردت في فضاضة
: نعم .. هل أنتِ الخادمة الجديدة ؟

أشواق بقهر
: لستُ خادمة ، أنا اعمل بدوام جُزئي . أين سيدة البيت ؟

لتطّل الامرأة الأربعينية في العُمر ، ابتسمت برقي
: هلا .. ما شاء الله عربية .!

أشواق بغصة تُخفي هويتها ، و هي تتمسك بشّدة بباقة ورد البيوني بلون الأبيض الأنيق
: تقريبًا .. تفضلي .

ابتسمت لها في رقة
: تعالي حبيبتي .. أنا كلمت قماشة وما قصرت .. تعرفين للخدمة؟
وبعد تعرفين في اختيار الورد .

أشواق بابتسامة عَذبة
: ايه .. موب أول مرة اشتغل .. وعاد الورد اخترته بحُبْ . إن شاء الله عجبك اختياري .

السيدة التفت لـ جوليا ، و هي تمُد لها باقة الورد
: طيب ... جوليا .. كوب قهوتي صباحي ضعيه في المنضدة.
و الورد وزعيه بفازة الصالة .

لتهزّ رأسها وهي تتناول الباقة
: على أمرك سيدتي .


،


مشت أشواق بين أروقة هذا القصر الكبير ، لتصعد معها عبر المصعد
لتضغط على طابق الثالث
: ايه يا بنتي .. من متى تعرفين قماشة ؟

استغربت أشواق من فضولها
: من وأنا صغيرة .. ليه ..؟

السيدة
: لا .. ولا شيء .. بس غريبة ماقد جابت طاريك ؟

تنهّدت أشواق
: مدري عنها..

فُتحت بوابة المصعد لتمشي السيدة بخيلاء و تقوم بفتح جناحها الارستقراطي
وتتقدم أشواق بخطوات سريعة برشاقة !

ثم ترى عدة علب موضوعة على الأريكة الفاخرة
لماركات الشهيرة

السيدة
: أبيك توزعين الهدايا هذه بشكل راقي .. في الدولاب الخاص فيها ، و بعد القديمة تأخذينها لك .

شهقت أشواق فـ تأبى كرامتها تتنازل لأخذ بعض الفتات ، روحها أبية عَصية !
و برقتها
: لا شكرًا ..

السيدة تختبرها و هي تضع بعض المجوهرات المُلقية على المنضدة بإهمال مقصود
: على العموم شغلك موب كثير .. ترتبين هالعلب .. كل يوم وتمسحينها
حتى لا يتراكم عليها الغبار ... وبعد تسوين لي الخدمة الثانية .

قالوا لي شاطرة فيها .

تنفست الصعداء
: أكيد .

دخلت جوليا وهي تضع قدح القهوة في طاولة ترتشف السيدة
و بغيظ

السيدة
: و بعـدين جوليا .. كم مرة حكيت لك انها بدون سكر !؟

ابتسمت برقة أشواق
: ترى اعرف اضبطها .. ممكن تعشقينها .

ابتسمت السيدة
: ايه اذا كذا زين .. يـله .. جوليا خليها تشوف القصر وتتعلم فيه .

هزّت بقهر منها جوليا
: حسنًا سيدتي . تفضلي معي .



،



على نزولها من السلالم ، الذي كان مواجهًا مباشرة للبوابة الرئيسية
و على دخوله رفع عينه الحادة ، و استغرب في بدء الأمر

ثم بملاحظة كنظرة النسر
: عفوً ا.. مضيعه شيء يا الأخت ؟

بخجل أشواق و وجه مُحمر متوّرد
لم ترد، و هي ترى والدته التي كانت تقف ممسكة بالحَاجِزٌ على جانبي السُّلُّم
: قــــــايد .. تعال يا أمك .

ابتسم قايد
: ما شاء الله وصلتِ !؟

صعد السلالم بسرعة وقبل رأسها ويدها
: تو مانور القصر يُمَه .

أم قايد
: يا قلب أمك .. نحفان حيل .. ما تأكل أنت !

قايد
: أكيد آكل يُمه .. تعالي عطيني سوالفيك .. اشلونهم أهل الريَـاضْ ؟

أم قائد التفت لـ تلك التي كانت تُكتم شهقتها بأطراف اصابعها اليُمنى

أشواق بثرثرة روحية بداخلها
: ( يُمَه معقولة يكون ذا الي شفته في القطار .. مسرع يا دنيا ..
ولا بعد اسمه قايد ... موب يا الخبلة أنتِ . جايه عشان امُه ..
اففف وقت تتنحين أشواق . )

جوليا بغيرة
: لماذا تقفين هكذا ... هيّا تحركِي !




،



تنهّدت بضيق وتتبعت جوليا ، تشهق من جمال المطبخ
ديكوره يغلب عليه الخشب الأبيض ، بل تسُمي هذا المكان
مطبخ الأحلام !

وضعت ركوة القهوة التُركية السوداء ، على الطاولة فهي تعشقُ طريقة التقليدية
دون جهاز لصنع القهوة ، أخذت برطمان الزجُاجي بداخله البُن القهوة التي أشارت لها جوليا ، سحبت
الدرج تّمد لها المعلقة الخاصة للقهوة . ابتسمت وهي تتناول بملامح مرحة

وضعت ملعقتان من البُن ، وأمسكت بالقدحَ لتضع به
من الماء الفاتر كوبان أيضًا .
ذوبته معًا ليمتزج و تنتشر رائحة القهوة تسكتن بابتسامة

بينما جوليا اشعلت لها عين النار.
وضعت الركوة بينما هي تتأمل تفاصيل المطبخ .

أشواق بابتسامة
: ايه جوليا من متى أنتِ هُنا ؟

جوليا بضيق
: لا دخل لكِ بشأني .. عليكِ التركيز فقط في عملك.

تمتم بداخلها أشواق
: ( وجع يوجعك مالت عليك .. أكيد حاقدة عربية و بشتغل عندهم
اففففف وبعدين من هالنظرات . )

ثواني رائحة القهوة انتشرت عبر الأجواء ابتسمت بسعادة
وهي تسكب القهوة في القَدح المُناسب

أشواق
: هل من الممكن قدَح آخر ؟

لتشير لها على الخزانة ، لتتجه نحوها
و لسبب طول قصرها ، ألقت بعض الحُزن
: جوليا اعذريني لكن لا أستطيع أن أصل إليها .!

لتخبرها بلا مُبالاة .. سحبت الكرسي الخشبي حتى تصعد فوقه و تحاول تتوازن بخفة رشاقتها
سحبت القدَح

: ( يوه يا اناقة هالأكواب .. معقولة ذا موب قصر أمير !
والله شيء غريب عجيب . )

نزلت بكل ثقة ، و هي تغسل القَدح و تجففه بالفوطة ثم تسكب القهوة
تمسك بالصينية لتخرج من المطبخ،

و فاجأها جلوسهما بالصالة الداخلية
فصوتها العاتب تركز عليه !.



،




أم قايد في الحنان تضع يدها على فخذه
: ترى صدق قايد لازم ترجع حبيبي .. يعني لمتى بتجلس كِذا بالغُربة !؟

قايد بضيق
: ما عليه يُمَه .. مسؤولياتي زادت ومنيب حول عرس ...
بعدين توك جايه .. ارتاحي .

تقدمت بخطوات الخجَلى لكنها واثقة

وضعت القدح على المنضدة التي تتوسط المكان ، و أخذت بطاولة الخدمة
الدائرية الزجاجية لتضعها أمام السيدة

ثم وضعت قدحين .

وهو استنكر حضورها
: لـــحظة ! شايفك صح ...

أشواق بتوتر ، و بيدين مُعرقة
: لا شكلك مشبه .. تأمريني على شيء الثاني سيدتي ؟

أم قايد تتناول القَدح ، ترتشف رشفة ، وجهها الذي ابتسم بالرضَا
: شاطرة يا .... صح نسيت أسمك .!

برقة ابتسمت لها بعذوبة
: أشواق .

أم قايد برقة حنونة
: يعطيك العافية أشواق .. قهوة عالكيف. تقدرين تشوفين شغلك .

غادرت أشواق .

ثم نظرت لابنها الذي يحَدق بها بغرابة ، و كأنما يفكر لبرهة من الوقت !

ابتسمت له
: يله تقهوى معي .

أخذ القدَح الآخر و ارتشف ثم دون شعور زفر بضيق و هو يلاحظ طعمه الغريب المُحير
بأنّه اعُجبَ بِه !

قايد بعُقدة حاجبيه
: موب قهوة جوليا هذه !

ابتسمت بحكمة
: ايه قهوة أشواق فنانة هالبنت شكلها ..
بس غريبة ملامحها عربية بالحيل ...
الله يكون في عونها .

أجاب لها بقسوة
: مالنا دخل فيها . خذي راحتك بالقصر يُمَه .
أنا بـ ارتاح ليّ شوي ، بعد ساعتين عندي رحلة عمل .

ابتسمت له بحُب
: اكيد حبيبي .. ارتاح يا قلبي .






***





الـريَــــــــاضْ

السادسة مساءً .. على تلك الشُرفة التي تنتظر بها جَدها و رجوعه من الصلاة المغرب ، ابتسمت بضيق
: ( اففف يا عَلياء وش بتسوين لوحدك في ذا القصر الي يا كبره ...
وجدي داغر بطول كعادته .. ليتك يُمَه رحت معك . )

اتصلت على ابنة عمَها
: ليالِ وينك؟؟

ليالِ تجيبها بالدلع والدلال
: في الصالون .. تعرفين كعادتي في ذا اليوم ادلع نفسي بـ البدكير والمنكير .

تأففت بملل
: طيّب .. بعد هالتخرج مليت ... ظاهر بشتغل في أعمال حُرة .

بخبث
: تكفين مع مدير أعمال الحَماد .

عَلياء بغيظ
: ليالِ صدق أنك بايخة .. يعني قلة الأماكن اروح الحَماد .
موب طايقته ... موب كافي لاصق فيه أربع وعشرين ساعة بوجه أخوي قايد .

ليالِ
: يا فديت طاريه .. اشلونه موب ناوي يرجع ونتزوج عاد . مليت و أنا اصبر .

تنهدت بملل عَلياء
: كان زين تعرسون .. على اقل احضر عرسك أنت وقايد . مير ما ظنتي أخوي يتزوج ...
موب حول زواج .

بملل، وكره
: وذا أخوك متى يتلحلح ؟!!!! الخُطاب كثروا .. وما غير أبوي وامي ترد بالعرسان .. تكفين عَلياء .. تكفين يا بنت عمي حاولي فيه كود الله يهديه ويسمع منك .

عَلياء
: تبين الصراحة أنتِ مشقيه نفسك بنفسك .. قايد ما مر عليه يوم ولمح الموضوع .. نفسه بشغله ... يدرس الكُتب درس ... موب عاد دوامه بالفنادق .

بحُب تنهدت لذلك الغائب ، ثم تشير للعاملة الفلبينية التي تعمل بالخدمة لـ إرضائها
: تعلميني في حبيبي ... يوووه بشويش أنتِ ... خلاص بتصل على خالتي لولو .

ضحكت
: مع الأسف أمُي لولو مسافرة لفرنسا .. عند حبيب القلب.
يعني ما يمدي تتصلين بعد .

ليالِ
: يا حظها أجل ... يلـه عَلياء اكلمك بعدين . مع السلامة .

عَلياء
: مع السلامة .







***






صفعته الأيام و الوعود ، و تكبّد الخُذلان و الآلام ، حتى جعل منه
جلمودًا صخر أسود ، في المقابل

مركز المبنى الصحافة

كان صَخر الحَماد يكتب في العنوان ليلة
مقالة طويلة عن ( اعتراض الاباء عن الاطفال )

بعد أن وقع ، مزح آسر
: يا ولد علامك حامي ليلة !؟

صخر
: وش عقبه ؟ خلهم يهجدون شوي .. المهم آسر راجع البيت تبي شيء قبل ما اقفل مكتبي ؟

آسر
: سلامتك يا أخوك .. المهم عميمi كهرمان لا تنسى تمر عليها .

تنهّد صخر
: أكيد . بشوف جارح بعد.. كود يخاوينا بعد عندها .

آسر
: تمام .. نتلاقى هُناك .



،



نهض صخر دون أدنى تفكير بما سيحدث بعد خروجه ، كان خروجه قرار أسرع من مجرد فكرة،
فقط حين أنهى الكلمة الأخيرة من المقالة و نشرها حتى يتلقى اصداء عالية فهو شَبه بهم

كالرغيف البارد ، نهض سريعًا جهة الباب حينما رأى المدير يقف مستندًا على الباب

يردف بالضيق
: بعدين يا صخر ! إلى متى هالقلم يضرب بالصميم ؟ وش قايل لك ؟

صخر بغيظ
: ما كتبت إلا الحقائق .!!

المدير
: والدنيا ماهوب فوضى . تغاضى عن أمور موب لازم تصير حازم .

صخر
: ذا أسلوبي ما تبي اسري بأي صحافة .

المدير بغيظ
: اعتبر نفسك مطرود يا صخر .

ابتسم له ببرود
: اعتبر المقالة إهداء لهذا المكان. ولا هو أنت ولا غيرك يسكتني ولا يلوي ذراعي .

آسر اتسعت عينيه
: صـــــخر . يا الجلمود !!!

خرج صخر متجاهل النداء آسر ابن عمه ! مرعب فكرة عدم وجودك في المكان الذي أفنيت فيه
جميع شغفك ، ثم في لحظة ما تركل بكل قسوة ، وعليك إما التزام بشرط العقود معهم ، و أما دفع
الضريبة و هي حياتك !


،


حينما وصل لـ قصر جده الحَماد ، فتح باب جدته الذي كانت تربط يدها بخيط كحلقة
تشده جهة الجدار الذي على طرفه مسمار صغير ! تنهّد
هذه الحركة تعد قفلاً بديلاً ، كلما كسر قفل باب في بيتها القديم

فتلك الجدة كان لكل شيء حل بديل في بيتها ، حتى الأبواب التي خلعها الزمن يا جدة
كانت ستائر قماش المتلاصقة التي تخيطها بيدها وهي بالطبع الحل الأمثل .

ضحك في نفسه وهو يرى الحمام الذي بقي قطعة قماش لسنوات طويلة ،

والنوافذ يا جدته كانت صفائح خشب قديمة .. كان يرى طفولته و أن حلول جدته بديلة وسريعة .
لكن الذي يوجعه حقيقة أنه لم يجد بديلاً حتى هذا العمر ، لم ألقب بـ الجلمود بكل سهولة !

نظر في غرفتها ويتسع الفراغ بجوفه، وكأنه فقد للتو جدته، في كل ركن يجد أثرها ،
رائحتها ، تفاصيلها.. وأشيائها، وصندوقها العتيق ، وبقايا ملابسها في منضدتها التي نُهبت من فوقها
جميع أغطيتها الصوف التي كانت من صنع يدها ؛ فتش داخل المنضدة عن ذكرياته الدفينة

هنا صخر كان يدس أشيائه الثمينة ، ثوب العيد ، وشماغ جده الحَماد القديم ، وبعض الحلوى التي كان
يسرقها من دكاكين الحارات البعيدة.

،

دخلت كَهرمان بحزن وهي تجده يأتي دومًا لزيارة غرفة والدتها

: صخر حبيبي . متى وصلت ؟

رفع عينه المُظلمة المُكفهرة
: توني جاي . به عشاء جاهز !؟

تنهّدت كهرمان
: ايه موجود . شفيه وجهك معفوس كِذا .

صخر
: سوي الحناء... ابي احطّها برجولي.

بصدمة منه وتأثر
: يا قلبي يا صخر .. ترى جدتك بإذن الله بتقوم منها .

صخر بضيق
: وين يا كهرمان ؟ وين الخمسة والعشرين السنة وهي نايمة . ظنك بتقوم ! من هالغيبوبة طويلة !
ما ظنتي عميمه .

كهرمان تضع يدها على وجهه المُرهق
: ما راح اجهز لك الحناء . خلاص ارحم نفسك . اعتقها يا ولد أخوي .
المهم العشاء جاهز .. تعال وين آسر ؟ حتى جارح تأخر. موب العادة .

سحب صخر هاتفه وهو يجلس على طرف سرير جدته
: هذاني بدق عليه .



***


الشركة حمَاد

التقط هاتفه المحمول وهو يرى اتصال أخيه صخر ابتسم بكسل
: هلا بالجلمود .

صخر بصوت به بحة
: هلا بالجَارح . يعني كل يوم بنحتريك على العشاء !

جارح
: يلـه مسافة الطريق . وش الي قريته يا أخوك !

صخر بوجع
: بعد انت معقد بروحك !

جارح بغيظ
: يعني ما قدرت تكتم هالكلمتين . الرغيف عاد يا صخر ! موب لهالدرجة .

صخر بكل برود أردف
: أنا استقلت .

جارح
: يا فرحة أبوي حَماد فيك . خلاص تم من بكره الصُبح وانت عندي .
بعلمك عن الشغل والأمور الرئيسية .

صخر
: يصير خير .. طولت بزيادة ماحنا صابرين جواعـى !

ضحك جارح ساخر
: عليكم بالعافية .

اغلق الخط جارح ، مباشرة يتصل عليه

: هاه وش العلوم يا بو مطر !

قايد
: العلوم عندك يا جَارح . اشلونك وكيف أجواء الريَاض ؟

ابتسم جارح
: الاجواء عجـاج ! عاد يعني عليك سؤال وش بعد يكون بوقت دخول الشتاء !
ما ودك تنور الرياض يا قايد.

قايد
: إن شاء الله قريب .. المهم .. أبي منك خدمة .

جارح
: عيوني لك لو تبي .

قايد
: ابي أتأكد ليّ من شركة الي ناويه تدخل معي شاك أنها باسم وهمي . تأكد لي من الموضوع .

ابتسم بتهكم
: غيره تعرف لعبتي .

قايد تنهّد
: ابد لك الي تبيه .

بخبث جارح
: حتى لو في الموضوع عرسي و عرسك يا قايد .

ببرود
: عـرس ! وش قصتكم أنت وأمي !؟ متعنيه لي من الريَاض على موضوع العرس !

ابتسم جارح
: كفو خالتي لولو تعرف كيف تجيب رأسك .

بضيق
: اقول يا الي أمك صمود .. انثبر .

ضحك جارح
: بالله للحين تغار .. ياخي هذه أمك كأنها أمي ... عطني بس أكلمها اسلم عليها .

ببرود أردف
: اقلب وجهك بس . قال أمه أمي ... ذا ناقص بعد !

جارح
: أي الكلب ... تخون فيني .. ظاهر تقول ما عاد نشوفه ولدنَا جارح .

بشبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
: لا وأنت صادق تبي فراقك . المهم .. لا تنسى الموضوع .

جارح
: ابد ازهلها . اخلص مالك نزلة قريبة للرياض .

قايد
: لا جد جديد بالفنادق الخليج نزلت . مير الشباب موب مقصرين الله يعطيهم العافية .

جارح
: قايـد .. يا رجال اشتقت لك يا الخـايس .
بتمم موضوعك وممكن يكون لي نزلة قريبة عندك .. نشوف شقُر شوي .

قايد
: ما فيك حيلة يا ولد الحَماد . سَلام .

جارح ابتسم
: طيب .. طيب مع السلامة .




***



هل الحُب قيد ، ففي كل مراحل الحياة لا يقيد العقل سوى
الوقوع في الحُب من المؤلم حقًا أن تعيش شعور الحب
وأنت مقيد داخل زنزانة حرمانك

آه يا قاهر فليس من الطبيعي أن يعشق من تجرع مرارة الأيام
هو يملك القرار في أن لا ينساق مع بوصلة قلبه ،
لكن الحب حين يأتي لا يستأذن العقول فكيف إذًا بالقلوب

لو يخبر صديق المُغترب قايد ، بأن صديقك الآخر بل توأم
روحك قد أحبّ . نعم أحب امرأة تهتك قلبها لأنين وجعها
الذي لم يستطع سوى بزفرات الأنين الذي يصدح
في أرجاء المستشفى حتى وصل لأذن قلبها !

يقهقه على نفسه ، كنّا نقول في طفولتنَا
لن نعشقُ النَساء ، فنحنُ الرجال بلا قلوب ، وبلا عاطفة ،
ونقتلُ اذا أحببنّا ! حتى تأتي الحياة في سخرية من
أمرها وتقول رغمًا عن أنفك .. ففي حياة البعض
لا تجد لدى المحروم مساحة كافية للحب ..

دائماً القصص الوليدة في مراحل الألم لا يلتفت لها
القلب حتى في لحظات الفراغ القاتل يا قايد و يا جارح
فهو يصرف نفسه ونظره لجهة ألمه فقط !

لكنه بكل بساطة أحبّ ، وكأنما الأوطانُ قد اجتمعت
في الكَلمُ ، ماذا لو بعد هذا الزمن قد تلاقيَا !

لم أقل لكم يا أصدقائي ! بأنه غارقٌ في لحظة بؤسه أحبّ.
احبّها فاشتعلت في أعماق عُتمته حياة أخرى
لم يفكر كيف سيجابه الحياة معها ... كل ما فكر فيه الآن
لحظته الراهنة بقربها !

اتصال وحيد منه ، ابتسم

: يا مرحَبـا .. يالله أنك تحيي هالصوت وراعيه .

بتهكم قايد
: ناوين على خسارتي مع هالاتصالات الدولية .
علومك يا رجال ؟

ابتسم بغرور
: يحق ليّ اغتر . بخير يا جعلك بخير .
بشرني عنك ؟ وعن خالتي لولو ؟
والله يا قايد للحين يا طعم الجريش
بفمي .. هي على عادتها ولا ما عادت تسويها .

كتم غيظه بصوته البارد المُستفزّ
: بخير الحمدلله ، أقول كأني معطيكم وجه بزيادة أنت و جوريح
يا ولد نمارق .

قاهر
: ياخي ... من غيرتك الخايسه ... يا ولد ثلاث
كنّا نتسلق باب الحوش وهي كانت تستقبلنا
بـ هالجريش ... بجو المطر .. يووووه والله يا صدق
اشتهيته .

نظر بغير اكتراث وهو يقف أمام النافذة الطويلة في غرفته
قَفا ظهره للباب ، وشبه ابتسامة باردة ترتسم على شفتيه
: ما عاد هي على خبرك .. ماعلينا.
كيف الأسهم معك ؟

قاهر
: لا وأنا أخوك الأمور كلها زينة يالله لك الحمد .
يا ولـد متى ناوي تنزل ؟
مصختها الخمس السنين عاد بفرنسا !
صاير ولد الأجانب أكثر من كونك السعُودي .

ابتسم ساخرًا
: عاد وش سواة يا أخوك . العمل هذا متطلباته
ما عليك .. قريب .. قريب ان جّد جديد شيء بالخليج
بنزل بإذن الله . المهم جَارح عطيته بعض الموضوع الخاص
وأنت ابيك تتأكد لي ..
اعرف مخك الذكي بحت .

قاهر ضحك
: ايه ... يا بو مطر الاتصال موب لله .
المهم اخلص وش تبي ؟

بهدوئه الواثق وصوته البَارد
: أسماء شركات وهمية .. تطالب بدخول معي بشراكة
و مع الأسف الأمر مرفوض . لكن أبي اعرف
هالتوجه من مين؟ مين الي يحتال معي
بـ هالصفقة !

قاهر يكتم ضحكته
: بس تم ... وبعدين لعبتي هذي يا رجُل
ان ما أرسلت على حاسوبهم فايروس
يطير جبهاتهم ..
تأمر أمر ...
بالله عليك تسلم لي على خالتي لولو .. هاه تكفى يا ولد .

اغلق الخط بوجهه ، قهقه قاهر
: يا شينك يا قايد ... غيرتك مالها حل !
الله يعين مرتك بس !



***


اغلق قاهر الهاتف المحمول و بعبث ، رأى الوقت المتأخر
كعادته يهمل نفسه لاسيما إذا كان عارض صحي بسيط

لذلك نهض غادر مكتبه و خرج نحو سيارته الميباخ
وصل لعيادة العُيون !

بعبث رفع هاتفه
: ايه يُمَه .. ايه بتأخر شوي على العشاء ما يحتاج
يا بعد رأسي .. فمان الكريم .

حينما وصل للعيادة نزل من سيارته، و دخل المبنى
بابتسامة أرستقراطية دخل و هو يأخذ موعد
بعد أن دفع عند طاولة الاستقبال

: غرفة 13 ، عند دكتور مؤيد النصر .

ابتسم بكسل قاهر
: تُشكر يا الحبيب.

مشى بين أروقة العيادة التائه في تصميمها الغريب
ضحك في داخله
: ( اشدعوة على هالتصميم الغبي ... و أنت بعد تتحجج بس حتى ما تقابل
عمك وعياله يا ثقل طينته يا قاهر . )

جلس على المقعد ينتظر دوره ، بينما هي تقدمت بصوتها
الجذاب

: قاهر الصَارم .

ابتسم بكسل
: ايه نعم أخت ي.

وعَد
: تفضل موعدك .

ابتسم بكسّل
: تمام .. يعطيك العافية أخت .....

ثم تأمل للبطاقة التي تحتضن أسمها
: اخت وَعد .

وَعد بغيظ
: العفو .

دخل غرفة طبيب ، و بدأ في انتظاره بينما يدين الدكتور تكتب على لوحة المفاتيح
و يتأمل الشاشة
: ايه أستاذ قاهر مالك ؟

قاهر
: ابد والله هذه الفترة احس رأسي مصدع .. قلت كود انها من العُيون .

الدكتور
: طيب تفضل معي حضرتك !

جلس على الكُرسي المُخصص
و بدأ يغلق الانوار ، و تلك تقف بجانب طاولة

ابتسم وهو يهمس
: ايه دكتور .. تراه واضح لي .

دكتور
: بُص يا قاهر هـ تلبس دي نظاره وبص هناك في الشاشة ماشي ياعم .

قاهر
: ماشي .

و تلك التي تقف تراقب بهدوء

قاهر بملل
: دكتور من فضلك . هو دوخة يعني !

الدكتور عرف عبثه، لكن أراد أن يلقنه درسًا
: لا بئه لازم هجرب عليك العينات كلها .

قاهر بغيظ
: يا أبوي ما فيني الا سلامة عيني .. اظهر منها بس .

التفت لوَعد
: الا يا وعد .. به شيء بعيوني !

كتمت غيظها وَعد و بحدة
: دكتور هو أخبر .

دكتور مؤيد
: تقدري تخرجي يا وعَد .. انتهى دوامك .

حينما خرجت ، أراد اللحاقُ بِهَا
و إذا به الدكتور يقرعه
: ايه يا قاهر وبعدين معاك !

قاهر
: يعني أنت كمان ما تمشي ليله دي هالله .

دكتور ابتسم
: ماشي همشيها لك ... ده بيت عنوانها ... بس اوعى
تقول من طرفي . لاحسن هـ اروح فيها .

قاهر ابتسم يسحب الورق
: مُتشكرين يا دكتور مؤيد .

الدكتور مؤيد
: ما أنت ريس هنا !

قاهر ابتسم بهدوئه
: عاد الصارم ما ابيه يعرف .

قهقه دكتور مؤيد
: ماشي ولا يهمك يا ريس قاهر .



***

ها هو فصل الشتاء ، الطقس الذي يمنح أفئدتنا برقصة مطر .
ضحكت غالية وهي ترى وَعد تتأملها بغيظ جعل ملامح وجهها المُرهقة مشمئزة

: خلاص غالية .. صدق خلاص .

ابتسمت بخبث
: تغاضي يا قلب غالية . أجل هالقاهر متعبك . وش يبي ؟

تنهّدت بملل وَعد
: وأنا وش عرفني . صدق تمللت منه .. تجاهلته مره ، وحاولت اتجاهل مراقبته .

غالية بمُداعبة
: أيه يابنت عمي . قولي انه حَبك .

وعَد بعقلانية
: أي حُب وأي خرابيط !! وهو كل من لحقني صار يحبني . ساعات يا بنت عمي من كثر
ما تتابعين هالمسلسلات الاجنبية أفسدت عقلك .. دراي عقلك وقلبك !

غالية ترقص في الحوش على تساقط المطر ، و بصرخة
: أمَـاني . تكفين اقنعي هالجحود الزعول أم قلب قاسي .. أجل تتجاهل قاهر الصَارم
اااااخ بس اخ .. ولا بعد وممثل انه موجوع من عيونه .

اتسعت عينيها تشهق و هي تتقدم نحوها تتناسى كرهها للمَطر
ضحكت بشر غالية تمتد لسانها بحركة طفولية
: شفتِي يا أماني .. أمَانيَنا أي والله كلك على بعضك أماني .

أمَاني التي كانت تجلس على الكرسي مُقَعَدة ، بحادثة لا حول و لا قوة
ابتسمت بمرح و تصفق لها
: والله جانَا من يغير البيت فرحَ . يا حلوك ويا حلو كلامك يا غالية .
ههههههه تبين صدق أحلى من صارت مساعدة * تختمها بغمزة

حتى تركض لها غالية باندفاع ، تمسك بكفوف أمانَي تراقصها عبر رذاذ الامطار العميقة

بينمَا وَعد تتأمل ضحكاتهُما المَرحة ، و كأن تيار كهربائي 220 فولت أحست بقلبها توّد أن تفرح و تدمع مثلهم
لكن تمثلت ببينونة صُغرى !

أمانَي في الحنان
: تعالي يا قلب أختك . الي راح .. راح يا وَعد .

وَعد احترقت في مكانها ، لا تستطيع و لا تملك تجاوز صفعات الماضي ، و إنّ تجاوزتها من يتجاوز الحرمان
الذي تحترق من أجله ، لا يطلبونها فوق طاقتها ، لا يطلبونها بأن تهمش تلك الوعود الزائفة
كم تكره اسمها ، و كم تبغض على من يملك هذا الاسم ؟ حتى الخيال يصعب الوصول إلى دناءة فعل أيديهما !
هي قلبها قاسي ، وربما حقود ، والقدر الذي طرق لها تلك الفاجعة !
لا تسامحهما ابدًا ، حاولت أن تلقي عليهم السَلام كلما مررت بسيارة عبر قبرهُمَا
لكن حتى السَلام لا يستحقونه !

وتلك غالية فقيدة الأخ ! و فقيدة العم !
هل هذا ما يسمى بالحظوظ السيئة ، الظروف أكبر منك يا غالية و أكبر مني !

تلك المجاديف التي خُذلت ! الاصوات التي تقع برأسي بقسوة الموجات العاتية التي أخذتني
لعالم وحيدة أبعدتني كثيرًا ، حتى أصبحتُ كوعدٌ يستحيل المساس بِهَا !


غالية
: شوفي حتى أماني تضحك .. اضحكي عاد .

تقدمت لهما وَعد تمسح دمعة على طرف الهَدب !

وببرود مُستفزّ
: أماني راح تأخذين برد .. يـله خلينا ندخل .. وترى أمُي صدق ما يمديها .

أماني بحُزن
: خلاص يا وَعد . ارحمي نفسك .. انا الي عشت في هالمكان الخمس السنين
تأقلمت وأنتِ بعدك تقهرين نفسك .. سامحيهم يا أختك .

وَعد بحقد
: إذا أنتِ سماحتيهم . أنا مقدر يا أمَاني . قلبي ماهوب مثل طيبة قلبك ..
و يلـه غالية . خلاص اهجدي .. كأنه أول مرة يجينا مطر .

غالية التي أخذت تسحب بوَعد و تجعلها برفقة تجاوز ركضة ، ركضة
حتى وَعد تأخذ أنفاس عميقة من الجو البارد شتوي
: موب صاحية والله . الحين بللتِ ملابسي .. يا جعلك منيب قايله .

ضحكت غالية
: تستاهلين .. أجل مسوية نفسك كارهة المطر . أنا ما اصدق الشتاء يجينا ..
وينها خالتي تشوفك بس ؟!

وَعد نفضت كفيها بكره
: وجع إن شاء الله .

أمسكت بالعربة الكرسي المتحرك لتدخل بداخل البيت ، بعد أن نزعت حذائها المبلل
لتبلل الأرضية البلاط

و بزفرة وهي تناديها
: يمُـــه .. ماما قـــــمَر .

نظرت فيهم بابتسامة حنونة
: ما شاء الله .. وأماني بعد معكم برا .. ما شاء الله يا هالأجواء الي تفتح النفس .
يا غالية و وعيــد .. ادخلن داخل ... هذاني مجهزة العشاء .. عصيدة وبعض المرقوق .. يحبه قلبكم .

اقتربت غالية تقرص وجنتين خالتها قمر
: يا فديتك خالتي قمر وه بس .. يبطون يجون عندك .
والله لا وَعد الخايسه . ولا أمَاني .. ولو انها شوي نقول هه هه تستاهل المدح .

ضحكت أمَاني
: أنا اليوم بتغاضى عن اخطائك يا غالية . عشان الحلوة وعد شفتها لأول مرة رايقة .

وَعد تنهدت في العتاب
: خلاص .. بطلع اغير لبسي وأمَاني .

أمَاني التي نظرت لأختها ترمق لها في الحنان
: تناسيتِ كل شيء يا وَعد . سامحي يا أختك .. موب عشاني ولا عشان وضعي .

وَعد
: الله يخليك يا أمَاني .. لا تجبريني اسوي أمور موب يدي ... اذا الله رحيم بعبده ..
فأنا ما اقدر انسى .. ما اقدر يا أمَاني .

لتقوم بدفع العربة تدخل غرفتهما المشتركة
فتحت المدفئة و اشعلتها

أماني
: خلاص .. انا نقلت لغرفتي مع غالية .. وأنتِ خذي راحتك يا وَعد .

وعد بنظرات العتاب
: كذا يا أماني .!

أماني في الحنان
: يا قلبي مفروض من زمان .. لأنك تجين من الدوام تعبانة .. وبعد تعرفين وضعي ..
وحمدلله على راتبك وراتب غالية قدرت امُي تجهز لي غرفة على قد احتياجي .
يله عاد ... موب وجه دلع .

وَعد بألم
: طيب على راحتك . ما راح اغصبك على شيء موب مرتاحة فيه .

بعد أن ساعدت أمَاني لتغيير ملابسها !

بقيت تتأملها في رقة وهي تضع رأسها على حَجرها وبحزن عميق
الليل شعُرها المبلل ، وعيناها قمرٌ و صوتها مطرٌ دافئ يدعو للسهر
تتأمل أمَاني الامطار العاكسة فوق النافذة ، وصوت الهدوء والسكون الغرفة

سُقيا الرحمة .. الماء الذي اغتسل أرواحنا علّ يجلب ويشعرك بالسعادة يا وَعد !
أوّد أعود طفلة كما تلاعبت منذُ قليل غالية وهي تركض حافيةً تحت همها المطر !

: مساء قلبك الساكن، مساء روحك الطاهر
مساء وطنك الخافي بعيوب تقهرينها بعيونك
وعد احكي يا قلب أختك .

دمعت عينيها بحزن ، وهي تستنشق رائحة قميص أختها
: آه يا أماني . كان أغلى من عيوني الي اشوف بها .. كم سرق من أيامي ..
سرق خوفي و حُبي له كأخت .. قولي لي كيف يجيني قلب و أسامحه ..
علميني يا أختك .. علميني يا أماني كيف اتجاوز النسيان . وأنا كل ما غفت عيني
على وسادتي أبكي حره وقهر منه . كيف تبيني اتجاوز الماضي واسامحه ؟
وكيف يفيد الندم ؟! علميني كيف ؟

أمانَي
: موب حظي انا .. موب نصيبي .. يخيتي تقبلي الي راح واصفحي ماهوب عشاني لا والله
عشانك أنت يا وعَد . الظروف صحيح قوية .. الي صار فينا قوي ..
بس حمدلله هذانا حيين وعايشين .

تباعدت وهي تخفض جناحها تتأملها من علو
: وين ؟ عايشين ؟ وين حيين ؟! أمَاني لا تضحكين علي ولا عليك !
لا تخليني اتشمت ... وأنتِ عارفة اكره هالطيبة الي فيك .

أمَاني
: لا تلوميني ... لا تلومين قلب أختك .. كاتبة وفي مسيرة الحرمان
ارتحال ... ارتحلت من الكتابة ولا قدرت اكتب، وارتحال من رحيلهم اثنين من أخواني .. بسب خطأ من أخونا الكبير.
بسبب حادث غير مقصود ! ليه ما تؤمنين بالقدر يا وعَد ؟

صرخت وعَد تحاول أن تفهمها كمية الألم الذي بات يخنقها
: لاااااااا. لا يا أماني .. أخوك هذا باعنَا ... من توفى اخوانه صغار ... ومن ولد عمه السبب
ومن الي خلاك مشلولة كذا ... قولي ... لي ... منهو ذنبه يتحمل كل هالمصايب .
ليه ليه احنا بس الي نسكت ؟ ليه بس احنا الي نبلع المُر ؟ وغيرنا يضحك وعايش حياته عادي
لا تطالبني بسماح .. وهو الي اختار طريقه . ربي الي نجاك وعقلك ما انهبل .. ولا قد انك انجنيتِي
علميني ... كيف اتجاوز خمس سنوات ؟ كيف اتجاوز صرخة أمي من فقد اغلى اثنين على قلبها ؟
علميني يا أمَاني !؟ لأني عجزت استوعب هالطيبة الي فيك .. تعاتبيني ...

وبعد كل هالسنين جاي بكل وقاحة يبي يسامحني . مستحيل اسامح أخوك الي تغافلنا .
مستحيل ... ولعاد به تجيبن وتفتحين طاري هالسالفة لأني ما أبي اجعك يخيتي .

تنهّدت أمَاني بـ آمال حقيقة ، ستجعلها تبدو كفوهة النار حتى تتساقط
وتطفئ فقط من ابسط الأشياء بلل الماءَ
لكن المزيد من الوقت و الزمن كفيل بمداوة جراحك يا وَعد .

ثم تلك غالية التي تعلم بحكاية أمرك ، و بحكاية ذلك القاهر !

حتى نتلقى بعد أسبوع اتصال من والدته بأمر جديته بالموضوع
و خطوبته لكِ حتى تنفعلين بشكل واضح ! وهالنَا موقفك المتزمّت بفعل
الريح الذي استقرت بقلبك .. ريح شديدة عصفت بك وعصفت بنا بقهر تلك الليالي السابقة
جعلتينا نبدو كما لو أننا نتمنى أن نكون بخير ؟ فقط بخير !.




***



تطاول بخطى سريعة ، ركض حينما تلقى اتصال
سريع من خلال عبر اتصال الهاتف الأرضي
و يتضح له بأنه المستشفى
صخر بفَرح
: قالوا انها صَحت .

تعالي يا جدتي.. رافقِ صباح معهُ
قبل أن يتفاقم النهار جديد
وتتطاول الظهيرة، ثم نتجول ثلاثتنا
في ربوع ضحكاتكِ !
ضاعت الدروب ، رائحة خبز الجدات
صوت مؤذن الفجر يتراكضون نحو البيوت
يتسلقون نحو الطين ، ونوافذ الخشب

التفت كَهرمان ، تتأمل ملامحه الضائقة
: صَـخر.. أخوك جَارح وصل وأنت بعدك تقلب بالأكل .!
هاااو ما جاز لك ؟

صَخر ببرود أردف
: لا بس تخيلت صوتها، بيننا ! طولت علينَا بالحيل
وأنت . متى وصلت ؟

جَارح
: سلامة عيونك يا أخوك.. بس عاد لا تطول وأنت تسرح بـ هالهذيان الي اشوفه فيك .. ارجع لشركة الحَماد يا صَخر .
طالت غيبتك من أول حكيت لك تعال معنا .

صَخر
: وش بيدي اسوي يا جَارح .. قل والله ما معي مجال ادخل في هالشركة..
الله الغني عنها ..
وبعدين وراه تجبروني على الأكل .. منيب مشتهي أكل ولا ليّ نفس .

كَهرمان بضيق
: طيب يوم ما ودك بالأكل ولا بالحكي . بعدين .
تلوم نفسك لمتـى ؟ ما صارت يا صَخر .. التفت لحياتك شوي .

صخر
: ما ألوم نفسي .. ألومه هو ... يعني المقالة هذي ما تثبت لك شيء يا جَارح قلي .. أبوي وينه ؟

في غيابه وش وجوده . ماله أي قيمة !
سوى أنه يحمل خانة الأب !
لكن وين الاثبات ؟ مافي ... ولا تبثرني بحكيك الي ماله أي أساس .

تنهّد في ضيق
: طيب والحل ؟ بتجلس كذا عاطل باطلي .

صَخر نظر لعيونه
: الشركة مالي فيها .. عميمه خليك مني .
يعني ناوية لمتى ترفضين العرسان ؟

شهقت كهرمان بضيق
: عساك موب ناوي اعرس وامي طايحة بالفراش !. انسى صخر .

جَارح
: ليه ينسى صَخر . عميمه لو جاء رجال يخاف الله فيك و يستاهلك
ليه ما تتزوجين ؟ يعني وضع ميمتي إلى أن يفرجها الله . ما يحق لك
تدفنين نفسك كذا !

كهرمان
: قفلوا السيرة هذي .. وأنت خلك مني . علمني ..
بعدين معك يعني بالسن الزواج .. ليه ما تتقدم لـ علياء !
أخت رفيقك ونعرفهم من السنين طويلة .

تنهّد جَارح
: إن شاء الله قريب .. أنتِ بس فكري بروحك .

كهرمان بملل
: يصير خير . آسر ليه ما جاء معكم ؟

صَخر
: آسر أعرف انه ما يطيق جمعات الأهل ! خصوصًا
أمه بروحه.

ابتسمت كهرمان في الحنان
: قليل الخاتمة مثلكم.. إلا أوصيكم تجون بيت جدتكم ..
ترى لي حق عليكم .. بعدين صمود وش صار عليها ؟
وش رست عليه ؟

ضحك صَخر ساخرًا
: الوالد أبد كل سنة مثل عادتها تجدد البيت .. عاد هالمرة
وصلت تغير بيتنا بكبره.

جَارح بضيق
: وأنت ليه متضايق ؟ يعني يا أخوك لا تشيل على أمُنا يا صَخر
تراها مالها إلا أنا وأنت .

قد تموت الدَمع في الأحداق
كيف يموت الحُب وتنتحر الأشواق ..

الدنيا التي تصورتها كشعر و قصيدة !
يا من صورت لي الدُنَيا بحلوها و مُرها

ها هي تزرعُ الجَراح في أعماق الجلمود
حتى وصل الأمر بيّ أن أتخيل صوت

جدتي مَغاني .. جدة الحيّ كله
كيف تموت نائمة لمدة الخمسة والعشرون عامًا

كم كانت صبورة ، كم كانت ليّ الصدر الأمَان
كم كانت لنَا الحَياة

فالمضحك بأن والدتي الحقيقة
مُهملةٌ بِنَا يا جَارح

أتقول بأنني عاقٌ ..
فليكن : ما دامت هي من أشرعت
تلك الستائر جعلت مني صَخرًا
أسودًا لا ينُسى ابدًا .

ثم ماذا يخبروني بتلك العُروس
التي تنتظرني لمدة طويلة

أتمنى أنها شعرت باليأس مني
مثل ما اليأس تغلب بيّ .

تساعدني كي ارحل عن هذا البيت
العتيق ! عن جدرانه والوّردُ بلونه العقيق

صَخر
: اشلونها موب اسمها خالتي أصيلة ؟!

ضحكت كهرمان بخبث
: ايه خالتي أصيلة طيّبة .. مير وش الي طرى على بالك
تسأل عنهم هالحين !؟

صَخر بغضب اسود ، نهض من مكانه
: غلطان يوم سألتك .. يا كلمة ردي مكانك.

لتمسك به من كفه
: أجلس الله يهديك بس.. وش تبي تسأل عنهم ؟

تنهّد صَخر
: بعد اشلون عميمه .. أبيك تمشين معي الحين ..
جايب بعض الخضروات و الفواكه .

جَارح بخبث ينظر لعُيون أخيه
: ايه .. ما شاء الله .. لا به تطورات من ورانا يا عميمه .

صَخر بملل
: عاد ما وصلت لأفكارك الخايسه يا جَارح . انا احتريك برا عميمه .

كهرمان
: بسك عاد .. وشوله تضايق أخوك !؟

جَارح
: بعد وشوله عميمه ؟ ابيه يرجع لبيت أبوي . هالصحفي ماهوب ناوي ينسى ابد.

كهرمان
: لا تلومه يا جَارح ! وأنت تخبر أمُي مَغاني كانت أكثر من له
الأم . ويا حبيب قلب عمته يحس نفسه مقصر وهو بكل مرة
رايته بيضاء .. ما علينا أبوك حَماد وينه في ؟

ضحك جَارح
: تبين صدق ؟ وإلا ولد عمه !

ابتسمت كهرمان
: ايه وش هو صدق ؟

جَارح
: يدور الأراضي مع أمُي .. تبي تبني قاعة الأفراح كبيرة .

كهرمان
: أها . يعني أمك باقي على عهدها القديم ! عاد الفضول ذبحني يا عمتك
اشلون اقنعت أبوك ؟

جَارح بغمزة
: ما تعرفين اشلون عميمه ؟

تحدق به بغرابة من أمره
: هااااو .! شلون بعرف ؟

جَارح يلقي قنبلته
: عَباس بن محمود الوزاري متقدم لك على سنة الله ورسوله عميمه
فكري بالموضوع . ما حبيت افاتحه لك قدام صَخر الي برفض مباشرة
حتى بدون ما يفكر !

صعُقت بصدمة
: ولد قمَـــر ! أنت انجنيت يا جَارح . لا بالله انجنيت !

جَارح
: أنا أشوف ما فيها شيء .. فكري في الموضوع عميمه الله يرضا عليك
لا تخلين عطافتك تغلبك ، فكري بعقلك .

كهرمان بتوتر
: يصير خير .





***





فرنســــا

9:00pm




نفضت ثوبها عن الأتربة و حملت حقيبتها و خرجت من الباب سريعًا
و حين مشت خطوتين في الشارع نظر لها قائد يجلس على
عتبة قصره بنظرة مريبة ، أسمر الوجه ، ذو قامة طويلة و شارب كثيف و على رأسه قبعة أنيقة ذات سواد !

تجاهلت أشواق نظراته و أكملت طريقها ، ناداها بصوت عالٍ و هو يرفع يده
بصوت بارد كالثلج
: لحـــــظة !

أشواق بخوف وقفت تسمع صوته البارد المُستفزّ ببحة غريبة !
ربما جعل قلبها يخفقٌ و يهدر بجنون صاخب
و كأنما توقفت تلك اللحظة من الزمن !

و هو يأمر بـ التفاتة
: وين رايحة بهذا الوقت المُتأخر !

بقيت تعطيه قفَا ظهرها ، ترتعش من برودة الجو و هذا النسيم البارد
و ريح التي هَبت تحرك يديها بقبضة خائفة ،

بينما قايد عيناه في قفاها ، خائفة ، مُنهزمة !

أشواق بألم تحاول تبلع غصتها
: وقت دوامي انتهى !

قائد برفعة حاجبهِ الأيسر
: مابه طلوع .. ادخلي داخل .. ومن بكره تقدرين تسرين .

التفت له ، لم يكن خوفها من نبرة صوته البارد كشتاءٌ قارصٌ
كان كل خوفها أن يأخذها على حين غرة !

هالها ملامحه الحادة ، الواثقة ، بحلته و كنزته السوداء ، بنطال الرسمي
الأسود ، كأنما سحرٌ بغيوم لا تأبى هطول المطر

قائد بضيق
: مين مرغك بهالطين ؟ يا ...!

أشواق بضيق
: من فضلك انا هنُا خادمة لا اقل و لا اكثر
والتزم بعقد شروط .

قائد بحدة
: اول شروط .. ما تخالفين النظام ..
والي واضح ليّ .. موب مخالفته بعد الا تجاوزتِي
القانون الأول .

لم يكن لديها جواب أشواق لذت بالصمت

قائد ببرود
: دخلي داخل .

تنهّدت و هي تعلم جنون قماشة ستجن جنونها !
وهي خائفة منها بشدة !

ماذا تفعل الآن ؟


سبقته بعدة خطوات لتدخل و تغيب في لحظة ومضة عين !





،





بينما هو بدأ يأخذ سيجارته واضعًا بين شفتيهِ
رأى اتصال جده
: يا مرحَبــــا .

الجد داغر
: لا مرحبا ولا مسهلا يا ولد مطر
وراه ذا تأخير.. فشلتني عند الرجال !
وش بقول هالحين !!

تنهّد بضيق و بمزاج اسود معكرًا كظُلمة السَماء
ليلٌ طويل ، و فكره يتمحور حول تلك الشراكة
و جده يجبره بالعودة

: وش الي يرضيك يا أبوي ؟

الجد داغر
: من باكر تجيني يا قايد ... يا ولد
متى الحق اشوف احفادك ؟!
العمر يمضي يا أبوي والشغل ما يخلص .

بعض الحكايات يا جدي اوّد الهروب منها
و افكر أحيانًا في الابتعاد عنها
و اسعى و افشل في تدريب قلبي على نسيانها !
لا افعل كل ذلك لأني ابتغي الفراق

أو لأنك يا جدي لا تطيق الغياب!
و لا لأنك تفكر بتدمير أطرافي و زلزلة أركاني
و لكن لأنك اكتشفت متأخرًا
بأنه يرعبك استمراري في ذلك الغياب المُتعذر
بحقائقٌ موجعة لكلانَا!

فتلك الحكاية يا جدي قد تكون طقوسي
مختلفة عن طقوسك ، و مبادئك ، و محيطك
قد تكون رقعة كبيـرة ، ورقعة الألم
فيها أكبر مما ظننت ، و قد تكون طاقتك
للصبر يا داغر على عواقبي أقل مما توقعت

المُضحك بأنّ كونك تعلم مسبقًا عن تفاصيلي المُرهقة
وتدرك منذ البدء بأنك لن تتحمل أعبائي

ولكنك عنيد مستبد ، تنجرف لفصولي باندفاع
شتاءٌ يسبقُه خريفٌ، وربيعٌ حاولت أن يزهر
بوطن قلبي البارد ليصبح تابعهُ الوحيد صيفٌ
حارًا كشديد حرارة (طبعي) !

دون أن تملك زمام القرار !

والآن ماذا ؟

مـــــــاذا بعد هذه السنين
تجبرني أنتَ و والدتي لولو
بموافقتي على زواج من ابنة عمي

العم الوحيد الذي لا قيدٌ به
إلا سوى اسمٌ فارغ

ليالِ بنت ريَان بن داغر المحفوظ !

يا للعجب ، عجبتُ من أمرك يا جدي !
حقًا عجبتُ من عواصف قلبي المُتقلبة .

ضعتُ حينما تواجهت مع نفسي وأجهدتُ
بتلك الاعمال الشاقة ، حتى بتُ لا أفكر
أين أنا ؟ ومن أكون ؟

أنا انسان معذبٌ من هجرك يا جدي
معذبٌ حتى فقدت أمليّ !

مثال على ذلك ، تلك رفقاء
روح .. لولا الله ثم ( جَارح ، قَاهر )
لكنت بين قيودك

قيود قبائلٌ ترفض التكتم
قيودٌ قيدتني بيأس وكأنني
ادور ، و ادور حول دوامة
لا أملَ فيها من الخروج
فـ الهواة تسحبني باندفاع عميق
وكأنما ذلك الجليد قد ذاب

صوت المَطر ، ورائحة التُربة
ابتسم بشبه ابتسامة
: ابشر موب باكر يا داغر
عقب أسبوع وانا عندك .
واعرس على بنت عمي بعد. عسى رضا قلبك يا أبوي !؟


ابتسم داغر بفخر
: ايه .. هذا ولدي .. الي افتخر به بين العرب واعتزي به.
خل ابشر عمك ريَان .. يله يا أبوك مع السلامة .

بضيق أردف قايد
: الله يحفظك .. في امان الله .


،





تعالي إليّ بهذا الهدوءِ
بهذا السموِّ بصوت القصيد !
تعالي فإني بدأت الذبولَ
ومامن عذابٍ أشد عليّ ..
بحقٍ بحقٍ كلون الذبول !

تعالي فإني أخاف الرحيل !
تعالي فقلبي يفيض بحبٍّ ،
ويقتلهُ الحزن حيث يكون !
فما أنا إلا قصيدةُ ربٍّ ،
من الحزن ردد : كُن فيكونْ ..
وأرفض بالحب أني أكرَّر ،
بالحب لا يستوي الموجَعون ..
وأحمل في كتفيَّ جباًلا ،
وأمشي على ضفةٍ من جنون !

تعالي أخلّي الفضاء يغني ،
فعينيكِ سحر وسر الخلود ..
دعي صوت نايٍ يعبّرُ حزنًا ،
ونعبر بالناي عبر الحدود !
فما أدعيهِ بحبي وشعري ،
أراهُ كحلمٍ عساه يعود ..



***

بينما هي شدت خطواتها الخجَلى نحو باب المدخل للبوابة الرئيسية
طرقت الباب مجددًا لتفتح لها جوليَا ترمق بنظرات شرار

: ماذا بعد ؟

بوجهها الخجول الذابل
: أحتاج أن أنام ليلة هُنا .

بينما هو رأى المشهد أمام عينيه ، لذلك تجاوب بكل برود
: جوليا اعطي لـ أشواق افضل غرفة واجعليها الدافئة .

جوليَا
: على أمرك سيدي .. تفضلي معي .

تنهّدت في ضيق من تدخله السَافر !
فهي لا تسمح بأوامره الصارمة لكنها ليلة مُجبرة و مرغمة على هذه التفاهات !

كان ليل طويل قد أتى إليها ، بعد أن كان تود الرحيل للخارج بحثًا عن سيارة أجرة
أو ربما عربة توصلها لمحطة القطار ! تعود للقصر خائبة ! باردة و بلا ليل عن صوت
قماشة المُزعج !

في الرابع من يناير من عام 2004 م .
قررت أن أقبل هذا القرار المخيف بعد أن هو انتهزّ الفرصة، و اشكره
فحقًا اعاني من الارهاق ، و ربما بداية حُمى ..

فتلك القاسية جعلتها لثلاث أيام بقيت وحيدة و كعقاب شديدٌ لها
نشر الملابس وغسيلها بكفيها باردتين لشدة ما تشعر عن النبض
أن تتساقط دمها ويختفي دفئها عن جسدها ، هي كانت تعيش في
بيتٌ رث عن كونه بيتًا وصار مجرد غرف مصفوفة باردة ومتباعدة لا رابط
بينها إلا ممرٌ باهت تعبره شَامة تلك الرقيقة ، لطيفة ، المضحك في الموضوع
بأنها أخت قماشة و النقيض عنها !

حينما دخلت للغرفة ، جوليَا دفعتها بنظرات حاقدة
: سوف تنامين ليلة فقط ، من الغد لن أراكِ ثانيةً؟
هل مفهوم حديثي ؟

ابتسمتُ بخفة و هي تتجاهل كليًا جوليَا ، تمرر يديها على اقمشة الحرير
من الكراسي بذراعين ، و على المفرش السرير

التفت لها بعينين ترمقها بسعادة و مَرح
: يــــوه جولي .. خلاص .. اعتبريني صديقتك .
شكلك والله اعلم حاطه عيونك على قايد .. هههههه و أعيباه ..
عيب عليك تطالعين على رب عملك .

جوليا تهرب بغضب بادي على وجهها ، لتصفع الباب بشدة و تغادر

لأول مرة منذ السنين غرفة كبيرة ، وحيدة و كذلك نافذة طويلة
لأول مرة منذ سنوات طويلة انتبهت أشواق على السرير الأبيض
بينما تلك الشقوق التي غزت كتفيها وقدميها ، و كأنما من هذه الشقوق
تسربتْ أيامها و نبضاتها من جسدها نحو البرد والتيه .

انتبهت أخيرًا لتلك الشقوق التي تحاول إخفائها عنها بالصبغة
المضحك قالوا لها بأن طيلة الأعوام حتى كيلا تبرد عظامك
أو تتقلص نبضاتك أو تفر من داخلها

ها هي أغمضت جفنيها و تنام لأول مرة دون سقف قماشة ، و صوت أوامرها العسكرية
و هي التي تساقطت كأوراق الخريف ، ورقة ، ورقة !

ماذا بعد لماذا تشعرين بالخوف يسكنُ قلبك يا أشواق
فهي لا تعلم ، تَنَعمِي بهذه النوم

فالغد ليس بسهل !

حتى زراها طيفهُ بالمنام قبل أن تحِبك يا قائد !

أشواق بهمس بين اليقظة و النوم
: ( معقولة اني احلم . معقولة واقعي يكون بلطافة هالرجَال .
معقولة بصير سعيدة بعد سنين طويلة من تعب . معقولة ببعد عن قماشة
بس شَامة مالها ذنب ببعدي عنها . عادي . اصلاً عادي .. لو بعدت بأخذها معي.
آآآآآآآآه .. تعبت من الوحدة ... تعبـــت . )

دمعة أولى . حتى رقت لتنام بشكل ملائكي !
و تتنعم في المفرش السرير الناعم ، من شدة إرهاقها لم تفتح حتى غطاء رأسها
ولا إلا الجاكيت طويل ثقيل ، لونه بني و بنطال يتسع يبرز رشاقة ساقيها الناعمتين


سكون ، و هدوء ليلٌ شتاءٌ قارصٌ طويلٌ .. سوادٌ كظلمة السَماء الحالكة و ذلك القمر المُنير !



***


يوم آخر جديد

حينما استيقظت وجدت هاتفها يرن بإلحاح مُزعج مدّت يدها في كسّل و هي تتناول حقيبتها
بداخلها تبحث عن الهاتف ، رفعت الخط تستجيب بالمكالمة الهاتفية

لكن صوتها الغاضب تسربل
: أشواااااااااااااقوه وصمــــخ ... وينك فيه ؟؟؟
وش قايله لك أنــــــاااا ؟؟ ليه تأخير ؟

فتحت عينيها رمادية بميل لون الزيتي شهقت بفزع ، و عدم استيعاب
نهضت و هي تعدل جلستها
: قمــاشة !

قماشة بغضب شديد
: يا بنت الـ *** .. لو ما شفتك الحين قدامي اقسم بالله لا اذبحك .

بخوف و هي تنهض استقامت واقفة بتعثر
: طيّب .. هذاني جايه عندك .. خلاص . لا تصرخين .

قماشة
: راتبك هالشهر مخصوم .

لتصرخ و دمعة قهر تسيل على وجنتيها
: والله لو سويتها يا قماشة ان ما اقعد لك لحظة وحده .

قماشة
: طالت وشمخت يا بنت الحَمـاد .

صرخت بقهر
: كرهتيني في الحَماد .... ما اعرفهم .. كم مره حكيت لك ما اعرفهم !!!

قماشة بخبث
: موب شرط تعرفينهم .. لو تدرين لو احكي له تلعبين بذيلك ... اقلها تموتين .

بكت هذا المرة بخوف ، و هاجس الحمَاد الكريه يقلقها بل يجعلها في حالة الجنونية من الخوف و الرعب
و الرهبة
: خلاص .. جايه لك لا تنافخين فوق رأسي .

حملت حقيبتها ، و خرجت من الغرفة و غادرت سريعًا ، على مرأى عينان صقريتان
كان يراقبها عبر جلوسه بمقعد سيارته
: اتبعها وين ما تروح .





***

و هذا ما حدث حينما وصلت للبيت ، رأتها واقفة عند باب المدخل
ترمقها بنظرات شرار

قماشة بكره
: أنا وش قايله لك ؟؟ هااااه .

أجابت بملل منها و من أوامرها زفرت أنفاسها بضيق
: حرام عليك قماشة .. ترى الشتاء الحين اقوى بمراحل .. موب سهولة بـ القى خطوط مواصلات !.
خلاص عاد ارحميني منك شوي .

قماشة تشدها من كفوفها
: خلصت عليك عيشتك ... هذه الباقات وزعيها الحين .

بدموع بمقلتيها
: باقي .. باقي حتى ماتروشت ولا غيرت لبسي !!.

ضحكت ساخرة و بخبث
: موب لازم تتروشين .. من زينك عاد ...
اخلـــصي .

تأملتها شَامة بحُزن
: خلاص انا معها يا قماشة .. اليوم الجو بارد بزيادة و المسكينة
أشواق موب لابسه حتى صوف .

قماشة التفت لها بقهر
: هي أختك يوم تحنيّن عليها !!
والله ثم والله .. لو ما شفت منك مبلغ عــود.. بتذلفين عند شرطة ...
وعاد شوفي وقتها منهو الي بساعدك .

بكت بدموعها ،

تلك اللحظة التي شعرت بأن الحياة اغلقتُ الأبواب بوجهها
هي تستحق أن تعيش في أفضل الأماكن ، هي مقيدة بجبيرة لا تقوى على
الحركة بدون أوامرها الصارمة ، تنهّدت بيأس، و غادرت
وهي تحمل باقة الزهور الذي مغلفة بالورق الخاص بالتغليف

بين كفوفها ، بداية ارتعاشه من أخمص قدميها إلى رأسها !
: ( ياويلي يا البـــرد .. الله لا يوفقك يا قماشة .. يا حمارة تخليني كذا بعز البرد ! ياربي وش الحيلة .. وش اسوي بنفسي ... اقتل عمري وارتاح ...
الله لا يسامحك يا أبوي .. ولا أمي ... ههههههه .. على أساس تعرفينهم اشواق .. ايه قالت لك بالفم المليان أنتِ من عائلة الحَماد .. وش عرفني
عنهم ... وش جنسيتهم ؟؟؟ كل الي اعرفه انه أمي فرنسية ..
بس كيف انا تطبعت بـ هالحجاب و بلهجة السعُودية ..
كله منها قماشة ربتني ... حاولت تشكلني لوحده ثانية
بس طبع بداخلي صعب تفرض تربيتها عليّ ! )

فعلًا لا تقوى على الحركة في حينها . لكنها شعرت بالعجز و تسللت رغمًا عنها عن عين المجتمع الذي يرهبها تجاوز حدوده !

ساعات الصباح الأولى مشت بخطواتها تعبر الشارع المُزدحم تتجول
بمرارة ، وابتسامة مُرة على ملامحها المرهقة

كانت الإشارة المرور على وقوف السيارات بلون الإشارة الحمراء
تجولت بين السيارات، فتلك قاسية القلبْ سحبت حجابها و تساقط شعرها
الاشقر الذهبي على كتفيها النحيلة ، و أخذت بعنوة و قسوة ذلك الجاكيت حتى بقيت
بقميص خفيف لا يُدفئ مما يزيد البرد بداخلها و يجعلها كمتشردة
تلك الهدب و العُيون التي يقسم بأنها حزينة ، كحزن يأس تجذر من حروف

الحاء ، و الزاي ، و النون

حنين ، زهد ، نبضات قلبها الذي تشرب الحُزن أضعاف مُسافرة العَمُر
بدروب هدبها لشفاه ، الدنيا تسألها ما الذي يبقيك في هذا الغربة وحيدة ؟

حتى جوابها الوحيد بأنها

وحيدة !

دون أحد يحتضن تلك الدموع ، الخوف ، الرهبة
و تلك القماشة هي من كانت لديها كل شيء
و تلك الشَامة هي الأخت التي لم تنجبها إلا الأيام.

و ذلك البيت الذي تقسم بأنها تكره كل زاوية فيه ، تعمل و تعمل تتناسى جميع المآسي و الجروح
روح خفيفة و صُوفهَا بأنها من الأَشْواقُ .

وكأنما تشتاقُ و تحن لـ مكانها الأساسي .
لكن ماذا تفعل بينما تلك الكفوف تبعدها !

ضياع ،

بعد أن مزقت قماشة القميص التي كانت ترتديها أشواق !
حقًا بدأت و كأنها تعاني من الحرمان !

و بدموع حقيقة !
هي كانت تبتاع الورود ،

هو و هي

يلتقيان ، هي أرادت العبور بالشارع وبين السيارات المارة
حتى وقفت في مفترق الطرق ،

حتى وصلت إلى سيارة فارهة
وهي تنظر لبابه و إلى نافذته
دون دراية بكل ما حولها ، اقتربت منه ونظرت في تفاصيله


كتم غيظه و هو يفتح النافذة
: وش عندك هنا واقفة ؟!!!!

رفعت عينيها مُحمرتين، لم يكن لديها الرغبة في الحديث و لا الفضول تجاه قصته !
كانت أستفزها بصمته كل مرة يبدأ الحديث بسؤاله البارد
حتى تجاوز مقدمة الأسئلة حيث تسمرت أمامه تقدم له بعض الورد الجوري ، و بصوت رقيق
ناعم بفعل بياض قلبها ، لكن تعلمت بشدة و قسوة حينما قماشة تجعلها أن ترقق صوتها الناعم
لتجعل صوتها كهمس النَدى بشوق لاحتضان النافذة و للهواء الذي يعانق جسد البشر !


أشواق مدت بـ أناملها البياض وابتسمت له برقة
: هل تريد بعضًا من الورد ؟

قايد بغضب
: طلعـي السيارة .

و في حينها بلغت الإشارة لمرور للحركة ، فتح بابه و قبضها من كفيها حتى يسحبها للداخل،
وتتساقط الورود على السكة أرضًا ، ويغلق باب باتجاهه بقبضة من حديد ، عينان حانقة غاضبة ، يا لجرأتها كيف استطاعت أن تخرج
بهذا الشكل ، دون حجاب ؟ أين غطاء شعرها ؟
ماذا تفعل وهو يراها على هذه الهيئة !

كرهٌ استوطن بقلبه ، على محياها الضعيف !

تحرك السائق وهو يقود السيارة ، الجو المشحون

صوت الأنفاسُ الساخنة ! كيف يقبل على نفسه بأن يرى
من تكون من بـلاده أو لنقل بلاد الخليج

تهيمٌ هكذا دون حسيب و رقيب !

كيف يفلت من الذاكرة ، صورتها الباقية التي تفجر أعماق حنقه !

قائد غاضب منها ، و هو يرى للنافذة
: ممكن افهم وش الي اخرجك بهالشكل ؟

ثم لم تعلم بالرجفة التي عانقت صدرها من شدة برودة الأجواء القارصة
و هطول حبيبات الثلج بقيت تتجمد و تخشب ! تتأمل المباني والأعمدة الرومانية

و بأنين
: خلاص .. اعتقني منك بكل مرة تطلع لي .
شنو أنت ؟!!!

قايد
: وين مكان بيتك ؟



،



ها هي زفراتٌ عطشَى ، مُتعبة جدًا ، متعبة من الحنين ، من الاغتراب ، من نوبات البُكاء
منها ومن ذلك البارد ، من تلك الزفرات العطشَـى التي تسكنها !

و تُمطر على جفافها في كل مرة فيض من انتظار ..

من تنهيدات الشوق التي تُهشم أجزائها ، من صور التي بللتها بنزف حنينه ماذا تقول ؟

هل يعقل بأن أحبّته ؟! وهي بعمر العشرون، أم هذا حُب مراهقة ، أم مجرد إعجاب بشخصيته

غصات الوهن الذي تبتلعها القابعة خلف سكونها . من رماد الذكريات !


*
.
*
.

طفلةٌ لم تتجاوز صغـائر البراهين و الأدلة و هي تخبئ وجهها خلف ثوب والدها

لتتلقفها قماشة بقسوة بقبضة حانقة
: ولا يهمك يا الحمَاد بس ادفع ... بكل السنة تدفع مبلغ تعرف بعد احتياجها .

حَماد بضيق
: اعتبريه صار بين يدك . لا اشوف وجهها نهائيًا يا قماشة .. ولو اسمع عنها أي طاري
لا من قريب ولا من بعيد . وايه . احذري . احذري تلعبين بحسبتها .....
تراني منيب جاهلن عنك .

ابتسمت بخبث
: بتغاضى عن هالحكي .. اعتبره صار .

كانت تبكي بدموع الفراق و هي تتشبث بثوب والدها السعُودي ،
طفلةٌ لم تتجاور عمر الثلاثة السنوات !



*
.
*
.


شعرت بفوهة عميقة و دوخة لكن كانت تكابر و تبتسم برقتها

ببرود أردفت أشواق
: ما راح ارجع له .

بصوت بارد مُستفزّ حادًا
: وين بيتك ؟

صرخت بوجهه بألم
: مالـي بيت ارتحت ... موب بيتي .. موب بيتي ..
افتح الباب .. افتحه اقووووول لك ...

قايد قاطعها بنبرته الباردة الحادة
: انجنيتي أنتِ !

صرخت بانهيار
: لا موب مجنونة .. منيب مجنونة .. أنا اعقل وحده ...
لو انجنيت كان لقيتني بمستشفى المجانين .. مير أنا هنا حيّة و مندفنه
بـ هالحياة القاسية ... منو أنت حتى تسأل عني ؟ منو أنت ؟؟
مديرتي هي الي لها حق تتصرف فيني مثل ماتبي ... أما أنت و لـ أمثالك مالكم شغل فيني ..
تفهم .. مالكم شغل .

قايد صمت
: على قو تعبك فيك حيل تسولفين بعد .

السائق الخاص
: سيدي اعلم بمكانها . هل تريدني أن أذهب إلى هناك ؟

قايد
: نعم .

لتصرخ بانهيار و هي تخبئ أطراف اصابعها بوجهها
: مابي اروح هناك .. مابي .

لكن ظلتّ صامتة ، فزت من مكانها بكل هلع ، فتحت الباب نزلت وركضت جهة الباب تطرقه بقبضتها بشدة
دون أن يكون قايد له القدرة على اللحاق بها

صرخت بتشتت
: شَامة . قماشة الله يخليك .. والله اني تعبانة مابه مجال اشتغل اليوم .

و ترد قماشة بقسوة مغلفة ببرود
: ماعندي تعبانة ... قلت لك ابي المبلغ .. يا بنت الـ **** ولا جاني ربعه .

بدموع طرقت الباب بإصرار بإلحاح
: تكفين .. قماشة والله تعبانة من امس احس نفسي مسخنه . و الجو اليوم برا جليد .
اوعدك خلاص وعد .. بجي لك المبلغ الي تبينه . يله عاد قماشه افتحي الباب .

وهو وقف وسمع جميع احاديثها ، نظراته المُصدومة ، رجائها الغريب المفزع بأنها
صغيرة على هذه الأمر ! و عربية ! عربية تدور حولها استفهامات عديدة !؟

تلك اليوم كانت من أشد الأيام رعبًا ، قضت ساعتين لوحدها خلف الباب

قايد الذي تراجع جلس في مقعده ، يتأملها بقسوة و شكوكه تزداد حولها
من المكان الذي أشبه بـ الخراب !

و في داخله يتأكل خوفًا من أن تكون قد حدث لها مكروه !

مرت ساعتين ، و جوابه الشافي يجدها هُناك لا زالت على هيئة الجلوس ضممت فيها ركبتيها
بوضعية كئيبة حزينة ،

بقسوة أردف
: قومـــي .

رفعت رأسها ، و هاله المنظر المخيف ، بشرة اقرب للزرقة السمَاء

تنهد بأسى
: قومي .

أشواق بحزن و غصة
: قلت لك مالك دخل فيني .

قايد
: واضح انها مديرتك ما تبيك ولا اعرف وش مسوية ؟
كم تبي ؟

أشواق نفضت هذا الخوف و هذا التعب ، تقاوم بكل بسالة لعلّ نبضات قلبها سريعة تستقر
: وش تبي ؟ منو تكون ؟؟؟ ليه تتفضل عليّ ؟ ليـــه !؟؟؟

وبسخرية
: إذا اهلي .. الي هم مفروض يكونون سند وعزوة .. رموني و نفوني تجي أنت ليه ؟
ولا تسوي فيها ذاك الشهم .

أصابت شكوكه منذُ لقاءه الأول بها .
زاده الفضول في تلك اللحظة عن هذه الفتاة ومن تكون ؟ و ما تحمل حين خطف الريح رجلها وهرعت مغادرة المكان الذي جمع بها !

كل ما أراد الاقتراب منها في تلك الساعات طويلة لم يعرف بأنَّ طريقه يصله إليكِ يا أشواق !
أيا كان هذا الطريق ،

لكن مع الأسف لم تدرك قيمة وجوده معه !



،



كل ما فكرت فيه وقتها كيف تتسلل فتاة لمبنى الرث و توافق أن تقع مع رجل غريب لا تعرفه و تتجاوب معه !
غير انه مديرها الرئيسي !



،




كان صمتها في ذلك الوقت رفض تسلله لحياتها ! و هو الذي لم تصادف في حياتها يدًا تمتد
لمصافحتها ! صفعته ببرودها وكأنها بذلك تقول له

: لا أحتاج شفقتك !

هي تتذكر الصفعات الأولى التي انهالت في أول مراحل حياتها ، و كيف أنها تجرعت من نفس الكأس ؟
التي تحاول أن تقدمها للآخرين فقط لمجرد محاولة مساعدتهم !

هذا اللطف الذي يحيط به ذلك الرجل منذ حرمانها من حضن الأم ، و حنان الأب
و حتى بعد سنوات من العذاب المرير الذي قضته في حياتها لم تستشعره !
وقتها . تجده يتسلل إليها بلمسة رجل عابر حدودها و ترفضه بكل تهذيب و رقي !

يا لخيبتها ! حتى و هي عاجزة عن الحياة ، تقاتل شعور الشفقة و تكابر على أن
تسلل إليها رجلٌ يتلمسها بلطف !

و هو الرجل الأكثر بؤسًا في هذا العالم . كلما وهبه الله قارب نجاة ثقبه و غرق معه
و كأن قايد تآلف مع الغرق ، و هو الذي لا يجيد العوم حتى ولو حاول

حتى تستلم و هي تراه يركض نحوها ، و بغضب عميق مدفون بؤرة عينيه
السوداء

قايد
: وبعـدين ؟ وين شاردة ؟!!!

بغصة و هي تأخذ شهيق و زفير
: ما أبيك .. ما أبي أحد .. فكني من شرك .

يقسم بأنها عنيدة ، عناد ليس بأي عُند .. عناد امرأة تحارب ببسالة
كجيوش اندفعت إليها و تقاوم تلك الحرب القاسية الضارية بكل قوة !
ربما قيمة المشاعر لديها عنيفة ، تأبى تنازل !

قايد
: خليتني أركض وراك مثل مخبول . وجهك تعبان وكل ما فيك يشتكي .
لا تقاومين .. وخلينا اخذك للمستشفى .. يلـه .

و هي تصرخ دون أنّ تواجهه
: منو تكون ؟ خلاص ماعادني بشتغل عند أمك ! ارتحت ..
موب ملزوم تتحمل مسؤوليتي ... ولا ملزوم تصرف عليّ !
اطلع عني .

ثم كحة ، كانت تقاومها حتى تختنق ، و تختنق ، ناسية حقيبتها التي بقيت هُناك
تحت ذلك العامود التي كانت تخبئ خلفها حقيبتها اليدوية ، و لكي تنجز و تضبط دور
التمثيل بالشخصية الطفلة المسكينة الجائعة !

اقترب بجنون و هو يراها قد يفقدها في أي لحظة ، صرخ فيها بمرارة طافحة منها
و من برودها الغباء الذي التزمت فيه بضراوة
: خبـــلة أنتِ ..

اضطر برحمة أن يحملها بين يديه ، و هو يتصل على سائقة الذي تقدم إلى أن يصل
لمكانه ، دخل جسدها ضعيف الذي يأن باختناق ، و جلس في المقعد الأمامي

: اعجـــل .. اقرب مستشفى .

حينما وصلوا بعد الزحام المروري بالشوارع باريس ..
أخيرًا ترجل وهو يطالب بنقالة الجرحَى ، وسألته إحدى الممرضات عنها لكن لم يجد جوابًا شافيًا
لأنه حقيقًة لا يعرف أي شيءٍ عنها ، حتى اسمها الثلاثي لا يعرفهُ

مجهوٌل، هو مجهوٌل بكل شيءٍ .

بقي ، إلى أن تحسن وضعها ، و سريعًا خرج ليخبر السائق بالذهاب نحو ذلك المكان مجددًا

ترجل من سيارته سريعًا ، وركض بشدة وغضب ، شكوك التي تعميه تجعله في وادي سحيق
و كأنما يتهاوى تحت أسفل الجبل بعمقه و ارتفاعه ! دوى دويًا مفُزعًا لقلبه

يحاول بكل طاقته أن يهدأ هذا البركان المُتفجر .
لا يعلم عنها إلا بالأمس ، و كأن القدر يمنحه فرصة أخيرة قبل أن يتزوج بـ ابنة عمه .
لكن لا .. فهو لا يميلُ للنساء ، لكن لا يرضى بالظلم كذلك .

ربما طبيعة عمله الذي يجعله يخالط جميع الوجوه و الشخصيات الغريبة و العجيب في الأمر
بأن هالة تدور و تدور حولها يجعله يقطع الشك باليقين !

ركل الباب حتى كسره و هاله المنظر و هو يجد امرأة عجوزة قبيحة الوجه و الملامح

قايد بخشونة و قسوة
: مين تكونين ؟ و أشواق وش تكون لك ؟ وش تقرب لك ؟

شهقت شَامة التي كانت تنزل من السلالم ، و تبتعد حينما رأت ظِل رجل يتهجم على بيتهم !
صرخت بفزع و عينين مُتسعة بدون تصديق ، لهالة حضوره و هيبته ، تبتسم مباشرة بمراوغة
: يا حي الله ولد الشيوخ .. يا هلا بالهامور السوق .

بحدة و كراهية
: ما احب اعيد الكلمة مرتين .

قماشة بخبث
: يعني .. وش بكون لـ اشواق ؟! شوف كان تبي صراحة
تراها هي الوحيدة نظيفة بينهم .. وهي تحبك موب من الحين من مبطي .. يعني
بصراحة يا قايد البنت موب مال لعب . وبعد موب عيب إذا تزوجتها وأنت مقتدر ماليًا .

قايد
: أها اتزوجها . وأنتِ بصفتك شنو ؟ أمها لا سمح الله .!

قماشة بخبث ، و الدهاء
: لا موب أمها ولا يشرفني أكون أمها .. قول فاعلة خير و عدلت به اعوجاجها !



***


بعد أسبوع

مطار باريس شارل دو غول

كان يوّد جارح أن يفاجئ رفيق روحه قايد ، بعد أن دخل الأوتيل الضخم و بعد أن طرق الباب
صعق من منظره ، المهموم الأسود ، لكن سريعًا قايد نهض وهو يرسم شبه ابتسامة على شفتيه

: جَارح يا حي الله .. يا مرحبَــــا وألف تراحيب .

اقترب منه يعانقه بشوق
: يا قليل الخاتمة .. خمس السنين عاد مرة وحدة قاطع .
جيب لك اقلها مدير يناوب عنك هُنا !.

تنهّد قايد بأسى
: جَارح لا تلوي ذراعي .

جَارح جلس على المقعد الجلد بلونه البُني الداكن ، و تلك الطاولة الزجاجية و في مساحة عميقه
طاولة اجتماعات يقيم فيها المؤتمرات و بعض القرارات الهامة !

ابتسم بفخر
: ما شاء الله تبارك الله . يحق لك ما ترجع للسعُودية
وش هالمكتب راقي يا بو مطر الله يبارك لك فيه .

قايد طلب اثنين من كوبين القهوة السوداء ثقيلة
: بدون سكر .. ايه .. يعطيك العافية .

ثم ركز على حدقة جَارح، و لتوه يستوعب ذلك الشبه ، بلون عينيه الغريبتان
: جَارح لون عيونك ما تشبه لأحد .!

ضحك جَارح
: صحيح .. الوحيد جاي شاذ من العايلة .. بس ليه هالسؤال ؟
مابه سؤال عبث عندك !

قايد ، كيف يتأكد من شكوكه ، القلق و الصدمة يحتلانه بكل مساحة صدره يجعله ضيقًا
كضيقٌ تخترق مسامات جلده ، فتح النافذة طويلة باختناق ، و بدأ يتناول سيجارته

استغرب جَارح
: من متى تدخن ولا بعد بمكتب عملك ؟ أنت ماتقول وش سالفة غموضك ؟
وسالفة عنادك ؟

تنهّد بيأس
: مافيني شيء ! علومك أنت ؟

جَارح
: بخير ... الحمدلله .. بترجع معي يا قايد ! تبي صدق
خالتي لولو بنفسها كلمتني قالت ما احد يقنع رفيقك إلا أنتَ .

ابتسم بعبث
: صدق ؟!

تنفسه المسموع ! من حقه أن يعرف بذلك الشكوك
: امش معي .

جَارح
: وقليل الذوق بعد .

هب واققًا حينما القى ابتسامة خبيثة
: هالحين لو حكيت لك وقلت لك يشرفني اطلب يد أختكم المصون . بتوافق ؟

حدق في عينين جَارح و كأنما تلك العُيون تسكنها الأمَان

ابتسم و هو يراوغ
: قل أختي جابت راسك على وجهك .

جارح بإحراج ، و بعقدة حاجبيه
: تبي صدق يا الخوي .. بكم تكون خال عيالي .. وش دخل أختك تجيب رأسي و إلا لا .!

قايد بتهكم
: موب انتظارك لـ هالسنين مالها إلا معنى واحد . و أرض صغيرة مقدمها ، و خيل مسميها
ولا تبعيها ، و تشارك بها بالميادين .. الخيل من خيَالها يا جَارح . واعتبرها انها زوجتك .

اتسعت بؤرة عينيه
: يا الكلب ... قل من أول تراوغ على حسابي .. لعبت بـ أعصابي .

قايد بابتسامة ثقيلة
: ايه والبنت شاورتها .. عارفك منحرج وهذاني قصرت الطريق عليك .

ضم كفوفه و صافحه ، حتى يعانقه ببرودته و خشونته الرجولية
: عاد هالأرض ما تنباع ولا تنشري يا جَارح ، بالمقابل ...
عندي موضوع لابد تعرفه . ولا في مجال اخبيه أكثر .

جَارح بقلق ينظر لعينين قايد الجادة
: وش موضوعه ؟

قايد
: بس أتأكد منه بعلمك .. المهم رجعتنا للسعُودية و الرياض عقب يومين .

جَارح
: تم يا أخوك .

ثم ضحك
: إلا يا النسيب .. يعني ما ودك تعرس معي ؟

قايد ابتسم له بشبه ابتسامة باردة
: معك يا أخوك .. النصيب مكتوب اعرس معك .

حضنه جَارح
: كفو رجال .. يا بو مطر .. والله يوفقك و يوفقني يا أخوك .








*
.
*
.
*

انتهى الفصل الأول .
بداية تعريفية لبعض الأحداث ، وبعض الشخصيات .

قفلة هادئة ، لكن الاحداث المصيرية لجميع الأبطال و الشخصيات .
و تذكروا أسلوب عَبير في تمويه السطور و بعض الحوارات .

،

تنويه كذلك *
بعض الأسماء ذكُرت لغرض في الدراما والحبكة رواية
صعب اغيرها .. كذلك كلها ضَربٌ من الخيال
ولا تحكمون على شخصية بعينها إلا حينما تتضح الصورة
الكاملة لديكمْ حتى لا تفهمون خطأ ..
أتمنى أن تروق لذائقتكم الأدبية .

كل الوّد والحُب ، وأطيب التحايا لكمْ .

لقاؤنَا يتجدد كل يوم الخميس .
في أمان الله و رعايته .





عمر الغياب | عَبير.





alamal, 5maha, Aurora and 28 others like this.

عمر الغياب غير متواجد حالياً  
التوقيع
ولي في الكتابة، خمسة الروايات :
المواجع والظنون - أزهـرتُ بهطولك
من يقنع الظلال؟ أنك فـ أهدابي
على ضِفَّة لوحة انتظار! وفي لحظاتٌ تُحَيك بهما الأَشواقُ
حنينٌ بقلبي
رد مع اقتباس
قديم 14-09-23, 06:31 PM   #9

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

مساء الجمال ♡.♡

الصمت في حرم الجمال جمال


ما شاء الله تبارك الله من وين أبدا بأي حدث وإي شخصية


قايد قاهر جارح صداقه متينة

وكلهم معقدين بعقد من الماضي ، كلهم وقعوا في فخ الحب وحتى حبهم اعوج نسأل الله السلامة

أشواق طفولة قاسية بمعنى الكلمة يكفي انها منبوذة من حضن العائلة والوطن والأمان

ابيها وأمها نبذوها اخوتها ماذا عنهم اظن احتواء وأمان لها بعد معرفتهم فيها


ليان من اول ظهورها لها ما حبيتها حاذفه نفسها على قايد وهو عارفه البير وغطاه واضح يهمها إسمه أكثر من أي شي ثاني


قماشة عرفت ليش تعاملها مع أشواق كذا لأن ابوها رامي بنته عندها قال منتبة قال والله انها أخذه راحتها ومطلعه عيونها لك يوم يا قماشة


أماني حادث تسبب بشللها والمتسبب أخيها وحقد وعد عليه يالله الموقف صعب توفى اخويها وباقي الآخر يتعذب كيف شعور امه دام وعد بهذا الألم والقهر


الفصل يحتاج إعادة لأن باقي تفاصيل كثيرة تحتاج افصفصها كويس

حبيت الفصل وحبيت طريقك سردك وصفك فيه عمق بالاحداث والمشاعر بإذن الله نبحر فيها مع بعض ونستمتع فيها كما استمتعنا بأول فصول الأشواق


سلمت أناملك المبدعة عبير وزادك الله من فضله <>


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
قديم 14-09-23, 06:33 PM   #10

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 4 والزوار 2)
‏آمال العيد*, ‏ارجوان, ‏رحوبه, ‏نوف يوسف


قراءة ممتعة وردود أجمل للكاتبتنا العبير


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.