آخر 10 مشاركات
الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          سيجوفيا موطن أحلامي وأشجاني-للكاتبة المبدعة 49 jawhara-"رواية زائرة" كاملة (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زارا صعبة المنال (11) للكاتبة: Elinor Glyn *كاملة+روابط* (الكاتـب : sanaafatine - )           »          [تحميل]الشيخ سلطان للكاتبه/ تبارك توتايه "عراقيه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] ملامح الحزن العتيق ، لـ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام قصيرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-19, 09:54 PM   #1

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile26 حذاء سندريلا -قلوب قصيرة-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-*كاملة&الروابط*




السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
عدت مجددا لأطرق باب قلوبكم من جديد و أهديكم قصة بمناسبة عيد الحب متمنية أن تكون حياتكم مليئة بالحب ليس في هذا اليوم فقط،بل في كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة و ثانية تمر من حياتكم
فكرة هذه القصة فكرة وردية،احتلت جنبات عقلي كحلم ناعم،أصرت بعناد أن تخرج إلى النور رغم ازدحام وقتي بالدراسة و إتمام كل من نوفيلا:"فتاة المكتبة"،و روايتي على وحي الأعضاء:"غفرانك مليكتي".و رغم كل هذا وجدت الوقت لأكتبها و أنشرها حتى أن قصصا أخرى ومضت في عقلي أثناء كتابتها لأجعلها الجزء الأول من سلسلتي الجديدة:"عشق بين سحب الأحلام"لألحقه قريبا بأجزاء أخرى و هي متصلة بهذا الجزء الأول...
اخترت لها كعنوان "حذاء سندريلا"،ربما يبدو لكم عنوانا لحكاية شهرزادية لكنني سأقول أن سلسلتي "حكايا شهرزاد" ستحتوي فقط على حكايا الخيال التي تضم الأميرات و المشعودات و الساحرات الطيبات...أما قصة اليوم فمن الممكن أن نعتبرها حكاية واقعية...
لا داعي لأطيل عليكم الكلام أترككم مع غلاف الجميلة "فاتي" التي أشعر في كل مرة أرى غلافها أنها تقرأ ما يدور في عقلي فتصمم لي غلافا أفضل ...
و كالعادة أشكر داعمتي الخفية "سمية سيمو" التي رغم أنها لم تقرأ من قصتي الجديدة سوى الاقتباس الذي على الغلاف إلا أنها تدعمني حتى و بدون كلمات⁦❤️







كتابة وتدقيق لغوي: فاطمة الزهراء عزوز
تصميم كامل: Dr.FaTi
تعبئة وتنزيل الصفحات: سمية سيمو



في المشاركة التالية


على الفورشيرد

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

على الميديافاير
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي








تم توزيع وسام التفاعل على القراء المتميزين..




قراءة ممتعة يا قمرات







التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 03-03-19 الساعة 12:01 PM
Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:28 PM   #2

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حذاء سندريلا



كثيرة هي الأقوال و كثيرة هي الكلمات التي سمعتها عن الحب...بعضها تتسم بالمنطقية، و بعضها أجدها غريبة حتى أنني أضحك بصوت عال عندما أصادفها...كانت من بين العبارات التي ترددها صديقاتي بخشوع و كأنها إحدى آيات الكتاب المقدس التي يجب الإيمان بها:"تأنق فأنت لا تعرف متى ستقابل الحب في حياتك؟"لطالما سخرت من هذه العبارة و لم أكن أعرف أن قصتي معه ستبتدئ بها...
لازلت أتذكر ذلك اليوم و أحداثه و كأنها حدثت بالأمس فقط...كان اليوم من إحدى أيام تشرين الثاني الباردة...سيجد البعض أنه من الغريب أن أقرن شهر نوفمبر بالبرد القارص لأنه شهر ينتمي إلى فصل الخريف،لكن يبدو أن خريف هذا العام قرر الرحيل مبكرا تاركا مكانه لعواصف الشتاء فالمطر لم يتوقف عن الهطول منذ أيام طويلة في هذه المدينة التي لا يميزها سوى دفء جوها و اعتداله طوال العام.حتى أن الناس يجدون الأمطار الغزيرة التي تساقطت هذه الأيام أمرا محيرا و متناقضا مع ما تشتهر به مدينتهم...فيبدو لي أنني أصبت سماءها بعدوى التناقض و الحظ السيء التي تسري في أوردتي بدلا من الدم...و كمثال عن هذا التناقض و الحظ السيء ما حدث لي ذلك اليوم صباحا عند استيقاظي و تفاجئي بأشعة الشمس التي غمرت غرفتي بدفئها،فاكتفيت بارتداء بلوزة بلون وردي فاتح و سروال أبيض اللون و كي أكمل طلتي الأنثوية ارتديت حذاء عالي الكعبين وردي اللون و اكتفيت فقط بحمل سترة طويلة من الجينز،حتى مظلتي نسيتها و أنا أغادر البيت مسرعة حتى لا أتأخر عن العمل رغم أنها تعد أول شيء أضعه في حقيبتي احتياطا لهطول المطر بشكل مفاجئ...
قضيت يومي غارقة بين الأوراق المتناثرة بفوضوية على مكتبي كالعادة،لطالما كنت من الأشخاص الذين تنطبق عليهم المقولة الفرنسية:"أجد النظام بقلب الفوضى"،لم أشعر بمرور الوقت كالعادة حتى استقمت من مقعدي لأتوجه إلى الخارج كي أحتسي كوبا من القهوة في مقهى الجريدة فوجدت أن المكان خاليا...تعلقت عيناي بساعة معصمي لأجد أنها تشير إلى السابعة و النصف مساء فهتفت بغيظ:"مرحى،يوم آخر أغرق فيه بقلب العمل حتى يغادر الجميع دون أن يخبرونني بموعد الانصراف و كأنهم يستغلون نشاطي لصالحهم...بالتأكيد سيكون مقصف الجريدة مغلقا لذا علي أن أكتفي فقط بإحدى المشروبات الجاهزة و المتراكمة في تلك الثلاجة اللعينة".توجهت ناحيتها ووضعت النقود لآخذ علبة "الكوكا كولا" ثم أتوجه ناحية مكتبي لأكمل ما تبقى لي من عمل...لكنني تفاجأت بوجود موظف الأمن بقلبه حيث أخبرني بهدوء أن علي الانصراف حتى يغلق مقر الجريدة و يذهب إلى بيته.أومأت برأسي و أنا ألملم الأوراق التي كنت أعمل عليها لأكملها في البيت...حملت حقيبتي اليدوية و سترتي ثم توجهت إلى الخارج ليلحق بي موظف الأمن بعد أن أطفأ النور و أغلق المكتب...استقليت المصعد لأصل في ثوان معدودة إلى الطابق الأرضي و ما إن غادرت المبنى حتى قررت سحب السماء الرمادية أن تسقي الأرض بأمطارها...أردت أن أشتم شيئا حتى أخمد نيران غضبي لكنني لم أعرف لمن أوجه شتائمي:هل أوجهها لحظي السيء؟ أم لغبائي الذي دفعني لعدم رؤية النشرة الجوية؟ علاوة على ارتدائي لهذه الملابس و لهذا الحذاء بالذات بين كل الأحذية التي أملكها...رباه!إنه حذائي المفضل،أول حذاء بكعب عالي اشتريته من أجل مقابلة العمل هنا...ربما تستغربون ذلك،أنا الفتاة التي تعانق الخامس و العشرين من عمرها لم يسبق لي اشتراء أو ارتداء حذاء بكعب عال قبل مقابلة عملي ،لأنها لم تكن أبدا من طرازي فلطالما أحببت الأحذية الرياضية رغم قصر قامتي.لطالما وجدتها مريحة و عملية سواء في فترة دراستي أو بداية عملي كصحفية و مصورة ميدانية،كما أنني لا أحب الحفلات بجميع أنواعها و عندما أضطر لحضور حفلة على الرغم من أنفي أكتفي بحذاء كلاسكي بسيط و بدون كعب...كنت أكره الكعوب العالية و لطالما اعتبرتها أدوات تعذيب للنساء عكس الأناس الطبيعيين الذين يقولون أنها تزيد من أنوثة المرأة قبل أن يقع بصري على هذا الحذاء أثناء جولة تسوقي مع صديقتي المقربة،لقد تعلقت به منذ النظرة الأولى ووجدت نفسي أشتريه أمام أعين صديقتي المندهشة التي همست فأذني:"كيف سترتدين حذاء طول كعبه خمسة عشر سنتيمترا و أنت لم ترتدي الكعب يوما؟"،لأجيبها بعناد أني سأرتديه و سأستطيع السير به بدون أن أقع على وجهي.قضيت مساء ذلك اليوم بأكمله أتدرب على السير به في شقتي حتى أنتعله اليوم الموالي أثناء ذهابي للمقابلة.و كانت تلك المرة الوحيدة التي أرتدي ذلك الحذاء الذي اعتبرته شيئا مميزا بالنسبة لي لا يحق لي ارتداءه سوى في يوم مبهج،و لقد خدعتني أشعة شمس الصباح و ظننته يوما مبهجا بالفعل...
لم أنتبه لنفسي أثناء شرودي في تذكر قصة حذائي أنني كنت أقدم قدمي لأنزل من الرصيف ثم أعيدها إلى مكانها مرة أخرى.و لم أنتبه أيضا لموظف الأمن الذي بدا أنه رأى حركاتي الخرقاء فاقترب مني و هو يسألني بقلق إن كنت بخير...لم أغادر بحور الذكرى حتى شعرت باقتراب شخص مني حاملا في يده مظلة كبيرة ليقول بصوت أجش و هو يفتحها لتغطينا معا:"يبدو أن سندريلا خائفة من أن يتبلل حذاؤها بهذا المطر".
رفعت عيني نحوه لكنني لم أستطع تبين ملامحه بسبب الظلام فقد كانت إنارة الشارع الخافتة بعيدة عنا،لكنني استعدت هدوئي و أنا أتطلع إلى ملابسه الغالية و التي جعلته يبدو كعارض أزياء خصوصا مع طول قامته...زفرت بهدوء و أنا أسمعه يقول:"إلى أين ستتوجهين آنستي؟"
أشرت ناحية سيارتي التي تركتها على الجانب الآخر من الشارع".فقال لي بهدوء:"حسنا"،ثم تحركنا ناحية سيارتي...
كانت المظلة كبيرة بما يكفي حتى تمنع المطر من الوصول إلينا،قال لي فجأة برقة مبددا لحظة الصمت التي كنا فيها:"حذاؤك يستحق الاهتمام حقا،إنه جميل جدا على أن يتلف بسبب المطر رغم أنه ليس من ذلك النوع كما يبدو".
شعرت بسخرية صوته فهتفت بحنق:"و ما أدراك أنت؟"،ليكتفي فقط بابتسامة واسعة خلبت لبي فجعلتني أتعثر في اللاشيء كالبلهاء.أمسك بي بقوة و هو يقول بقلق:"هل أنت بخير؟"
أومأت برأسي إيجابا و أنا أحمد الله أننا وصلنا إلى سيارتي،فاستقليتها لأنطلق بسرعة تاركة خزيي يشارك رفيق سيري في القهقهة على غبائي.
لا أدري حتى لم شعرت بالخزي وقتها؟كما لا أدري سبب اختفاء الخزي في كل مرة أتذكر ما حدث ذلك اليوم،لأكتفي فقط بابتسامة حالمة و أنا أتخيل رفيقي ذلك اليوم أميرا وسيما على ظهر حصان أبيض،يجوب البلاد بحثا عن سندريلا التي غادرت قاعة الحفل منتصف الليل فوقع منها حذاؤها،و نحن نصدق بطفولية أنها الوحيدة التي تملك ذلك المقاس في البلاد بأكملها،كما أصدق أن الآن بطفولية أنك ستتعرف علي ما إن ترى حذائي فلم أعد أرتدي غيره.
فأين أنت أيها الأمير الوسيم؟
لقد كانت بداية قصتي و قصة سندريلا بحذاء.
هي وجدها أميرها أما أنت فلم تجدني طوال الأشهر السابقة...)
وضعت سمر قلمها في مكانه و هي تغلق تلك المذكرة و تتجه إلى سريرها لترتمي عليه و تبدأ في ممارسة هوايتها الليلية التي تتجلى في التحديق بالسقف الذي يعلوها،حيث تتجمع الأفكار في عقلها و تبدأ برؤيتها عليه و كأنه شاشة عرض سينمائية،و كعادتها منذ ذلك اليوم تعود لترى تلك الذكرى أمامها...زفرت بحنق و هي تهتف بصوت صارم و كأنها أم توبخ ابنها:"ابتعدي عن عقلي،لقد كتبتك في تلك المذكرة حتى تتركينني في حالي...لقد قالوا أن الفضفضة جيدة ليشعر الإنسان بالراحة النفسية و أنا لا أملك سوى تلك المذكرة لأفضفض على صفحاتها".
لا تملك غيرها لأنها بالتأكيد إن أخبرت صديقتها المقربة بما يشغل بالها و يجعلها تسهر الليالي ستنفجر من شدة ضحكها و ستصبح سمر حديث و أضحوكة جميع صديقاتها عندما تخبرهم حياة بالأمر...لم تكن يوما فتاة حالمة،لطالما كانت فتاة عقلانية...تؤمن بما تراه عينيها من حقيقة و لا تبني قصصا خيالية من سراب،فما الذي حصل لها الآن حتى تتغير قناعاتها،ما الذي حصل حتى تبني قصة حب وردية تنتهي بزواج و لا بالأحلام من مجرد حدث عادي يمكن أن يصادف أي فتاة في حياتها؟تنهدت بحزن و هي تتحرك من مكانها بآلية ناحية المطبخ لتحضر كوبا من البابونج حتى تنام...لديها عمل مهم صباح الغد و عليها أن تكون بكامل تركيزها...
استلقت في سريرها و هي ترتشف من المشروب الساخن فهدأت أعصابها لتنزلق بقلب السرير بعد أن وضعت الكأس فوق المنضدة و تنام و هي محتضنة لوسادتها بعمق...لكنها مع الأسف لم تستطع التخلص من تلك الذكرى عندما زارتها في أحلامها...
*********************************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:32 PM   #3

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(أبحث عنك بين كل الوجوه
بين كل الملامح
أبحث عنك في وجه كل امرأة عنيدة
أبحث عن روحك في قلب كل طفلة شقية
أبحث عن خطواتك على كل تربة ندية
أبحث عن صوتك بقلب كل أغنية شجية
أبحث و أبحث و لكنني لا أجد شيئا
و كأنك مجرد سراب
مجرد حورية
زارت وحدتي ذات عشية
ثم تركتني أسهر الليالي بعد رحيلها
لعلني أنسى نفسي
أو أنساها)
بصوته الشجي و على إيقاعات عوده الذي توارثته عائلته جيلا بعد جيل كان كنان يهمس بهذه الكلمات لتتعالى تصفيقات أصدقائه ما إن انتهى...ضربه كريم على كتفه و هو يقول بمرح:"فلتحيا الحورية التي سلبت قلب كنان سلطان".
قهقه المتواجدون عاليا،ليضيف أحدهم بنبرة ساخرة:"أفضل أن تنساها يا عزيزي و تتابع حياتك...أنت كنان سلطان و جميع البنات تعشقنك و تنحنين ولاء لك بمجرد نظرة منك".
أجاب كريم نيابة عن صديقه:"أنت ترى الجميع زير نساء مثلك يا عدنان".
لوح عدنان بذراعه و هو يقول بسخرية:"لكن البنات جميعهن يعشقن كنان و هو لا يبالي لهن و يتعلق فقط بوهم حوريته الذي لا يعرف هل رآها في الحقيقة أو في الحلم فقط؟"
ثم تابع بنفس نبرته الساخرة:"أطلق عليها لقب حورية بحق الله و كأنها بطلة إحدى أفلام ديزني".
قام كنان من مكانه غاضبا و هو يغمغم:"أظن أن علي أن أنصرف".
قال الذي كان يتابع الحوار بعينيه فقط دون أن يشاركهم لا في الضحك و لا في التصفيق و حتى في السخرية:"اجلس يا كنان،من لم تعجبه فلينصرف أما أنت فلا تتحرك من مكانك".
جلس كنان في مكانه،أما عدنان فرمق المتحدث بنظرات حاقدة لم يستطع إخفاءها هذه المرة...و كأنه يحتاج حقا ليخفيها عنه أصلا،فعيناه الثاقبتين قادرتين على سبر أغوار جميع الناس...التصقت الفتاة الوحيدة المتواجدة في المجموعة بكنان و هي تقول بصوت أجش:"هيا يا كنان،لقد وعدتني بأن تعزف على عودك أثناء غنائي...أريد أن أطربكم بصوتي قليلا".
قالت جملتها الأخيرة و نظراتها مسلطة على آسر،فابتسم هذا الأخير بسخرية لنظراتها المعجبة ثم أشار لكنان ليبدأ بالعزف و تبدأ هي بالغناء...
آسر،كنان،عدنان،كريم و ميرا خمسة شباب من دول عربية مختلفة جمعتهم دراستهم في نفس المجال قبل ثماني سنوات لتصبح صداقتهم قوية و مثينة و كأنهم كانوا يتحدون فيها بعدهم عن أوطانهم و أهليهم بسبب تواجدهم في بلاد الغربة...صداقة ظلت قائمة رغم انتهاء سنوات الدراسة و استقرار كل واحد منهم في وظيفة أو عمل خاص:فكنان يحتل منصب المدير العام لبورصة لندن،أما عدنان فهو موظف في إحدى الشركات متعددة الجنسية...آسر و كريم كانت طموحهما أبعد من صديقيهما فأنشآ شركة خاصة بهم عند تخرجهم تطورت على مرور السنوات و أصبحت تشغل قطاعات عديدة أهمها القطاع السياحي و كل هذا بفضل ذكاء آسر و طموحه الذي لا ينضب...أما ميرا،فبعد أن غيرت شعبة دراستها بعد السنة الأولى من التجارة و إدارة الأعمال إلى القانون فأصبحت محامية و مسؤولة العلاقات القانونية في شركات صديقيها...
كان اجتماعهم يقام مساء كل سبت،في ذلك المنزل الصغير الذي كان مسكنا للشباب الأربعة أيام دراستهم مع صاحب المنزل السابق السيد صامويل الذي باعه لآسر قبل سنوات لينتقل للعيش مع ابنته الوحيدة...يشعلون النار في المدفأة الجدارية ليلتفوا حولها و يتبادلون أطراف الحديث،يلعبون الورق أو يستمعون لصديقهم كنان أثناء عزفه على عوده و هو يتغنى بحبيبته المجهولة لتتعالى كلمات عدنان الساخرة منه كالعادة و يتحمله كنان كعادته...و عندما يصل صبره إلى الحد كما حدث اليوم يقوم من مكانه ليغادر الجمع فينهاه آسر عن ذلك و هو يقول جملته الاعتيادية:"الشخص الذي لا يقدر موهبة الآخرين غير مرحب به بيننا"،فيصمت الجميع و يجلس كنان في مكانه بناء على أوامر "البيغ بوس" كما يطلقون على آسر...
مال كريم ناحية آسر الذي كان يراقب ميرا التي تغني له بنظرات باردة ثم همس في أذنه:"ابتسم في وجه الفتاة قليلا،إنها تغني لك يا آسر".
قال آسر بتهكم:"و هل ضربتها حتى تغني لي؟"
غمغم كريم بصوت خافت:"الفتاة تحبك بحق الله،لقد اختارك قلبها من بين جميع الرجال أمامها،لكنك لا تترك لها فرصة لتعبر عن مشاعرها يا آسر".
-"فلتحتفظ بمشاعرها تلك لنفسها أو تبحث عن شخص لتقدمها له لأنني أنا غير متاح".
ارتفع حاجب كريم و هو يقول باندهاش:"هل ارتبطت بفتاة أخرى بعد تلك الشقراء التي انفصلت عنها؟إنك سريع جدا لم يمر على فراقكما أسبوع...أقسم أن الفتاة لازالت تبكي على أطلالك الآن".
شرد آسر بذهنه عابرا البحار و المحيطات ليستقر بقلب تلك المدينة الساحلية الساحرة حيث ولد و عاش طفولته و مراهقته و السنين الأولى من شبابه و هناك تراءت له تلك الشابة اليافعة المترددة في عبور الشارع تحت المطر حتى لا يتبلل حذاؤها الثمين...ابتسم ببطء و هو يتذكر تعثرها ليمسك بها و ينظر إلى عينيها الزرقاوين الجميلتين...لقد تبين لونهما رغم الظلام الذي كان يحيط بالمكان إلا من قبس نور بعيد عنهما...لازال يتذكر طريقة هروبها منه دون أن تشكره على خدمته،لكنه كان سعيدا بما قدمه لها حتى لو لم تشكره...يكفيه فقط أنه حافظ على الحذاء الذي يبدو أنه يعني لها الكثير...عاد لواقعه ليقول لكريم بهدوء:"لا توجد هناك لا شقراء و لا سمراء...لقد مللت من تلك العلاقات العابرة".
تهلهلت أسارير كريم و قال بابتهاج:"إذا عليك أن تفكر بالزواج و لن تجد أفضل من ميرا لتكون شريكتك في حياتك القادمة".
ألقى آسر نظرة باردة على المعنية بهذا الحديث ثم التفت ناحية صديقه ليقول ببرود:"أنا لا أنوي الزواج".
ثم تابع قائلا:"و إن أردت أن أتزوج في يوم ما،ستكون ميرا آخر اختيار لي".
ليردف بتهديد مقاطعا ما كان سيقوله:"و أتمنى أن تكون هذه آخر مرة تتكلم فيها عن ميرا...إن كنت تراها زوجة مناسبة فتزوج بها أنت أو ادفعها ناحية ذلك التنين الذي يكاد أن يحرقنا بنيران غضبه كما يحرق رئتيه بسيجارته".
قال آسر جملته الأخيرة و أنظاره مسلطة على عدنان الواجم،ثم قام من مكانه ليربث على كتف صديقه و هو يقول:"إياك أن تنسى اجتماعنا مع الوفد مساء يوم غد".ثم غادر المكان بدون أن يودعهم...
*********************************************
اعتلت خشبة المسرح تحت تصفيقات الحضور...كانت ترتدي فستانا ورديا كفساتين راقصة الباليه و بدلا من حذاء الباليه الأرضي كان ترتدي ذلك الحذاء الوردي...بدأت بالرقص على أنغام الموسيقى الحالمة ببراعة رافعة يديها إلى الأعلى و كأنها تريد معانقة السماء...اتسعت ابتسامته و هو ينظر إليها من بعيد،كانت تبدو جميلة كحلم وردي زين ليلة كاحلة السواد...تعالى هتاف الحضور الساخط فجأة ليوجه أنظاره ناحية الخشبة فيجدها جالسة على الأرض تبكي بحزن و هي تمسك بقدمها و تتأوه بخفوت...لقد سمع صوت تأوهاتها رغم أنه كان خافتا.ترك مكانه ليتوجه بخطوات تابثة ناحية الخشبة و يعتليها برشاقة تحت تصفيقات الحضور ليمد يده نحو تلك التي سالت دموعها و هو يهمس:"لا تبكي حبيبتي،و لا تخافي من شيء و أنا معك".
رفعت عينيها ناحيته لتهمس بصوت مختنق:"كيف سأرقص و قدمي تؤلمني".
أمسك بكفها ليجعلها تستقيم و همس بصوت أجش:"لكل مشكلة حل".
أحاط خصرها بذراعه ليرقصا معا على المسرح الكبير ليصفق لهما الحضور فأنحنيا بمسرحية كتحية لهم...
استيقظ من نومه على صوت المنبه،فأطفأه و هو يعتدل في جلسته ليغمغم:"لم يكن سوى حلم".
لقد شعر به أقرب للحقيقة،حتى أنه شعر بملمس يدها الناعم ما إن ساعدها في النهوض، رأى ابتسامتها المشرقة أثناء رقصها و سمع صوت دموعها و تأوهاتها عند سقوطها...زفر بعمق و هو يتذكر كلمات خاطرة كنان التي ألقاها على مسامعهم هذه الليلة:
(أبحث و أبحث و لكنني لا أجد شيئا
و كأنك مجرد سراب
مجرد حورية
زارت وحدتي ذات عشية
ثم تركتني أسهر الليالي بعد رحيلها
لعلني أنسى نفسي
أو أنساها)
لقد صدق كنان حقا،فهو أيضا لم يعد يميز إن كانت تلك الذكرى حقيقة أو أنها مجرد حلم هل عليه زائرا في ليلة سوداء بدون أحلام...لقد بحث عنها طوال ذلك الأسبوع الذي قضاه في مسقط رأسه بسبب مرض أمه و لم يجدها...طوال سبعة أيام و هو ينتظرها في ذلك المكان الذي وجدها تقف فيه،رأى المئات من الوجوه تقف هناك إلا وجهها،رأى أحذية بهت لونها بسبب القدم و المطر و أحذية أخرى فاخرة صنعت من جلد لا يتأثر بالمطر إلا حذاءها...حتى في آخر ليلة له في وطنه و قبل سفره بساعة فقط كان بقلب سيارة الأجرة ينتظر أن يراها لكن انتظاره لم يجدي نفعا،فلحق بطائرته و عاد إلى حياته متناس وجودها...لكنها لم تكن ذكرى تمحى بسهولة من عقله فرافقته كل ليلة في أحلامه.
توجه ناحية المطبخ ليعد فنجانا من القهوة لتلتمع عينيه فجأة و يترك ما في يده ملتقطا هاتفه و هو يهمس في سره:"رباه!كيف لم أفكر في هذا الأمر من قبل؟"
بحث في قائمة الاتصال على رقم أخته ليتصل بها،كاد رنين الهاتف أن ينقطع لكنها أجابته أخيرا بصوت ناعس،فقال بسرعة و بدون مقدمات:"حياة،هل توجد أي شركة أو مكتب في شارع(****)؟"
قالت أخته باندهاش:"لا،لا يوجد".
لتضيف بعد لحظات من التفكير:"و لكن يوجد مقر صحيفة حديث الإنشاء".
قال بلهفة:"أين يقع بالضبط؟"
وصفت له الموقع،ليزغرد قلبه فرحا و يهمس:"حسنا حياة شكرا لك".
ثم أغلق الخط دون أن يجيب أخته الذي كانت تسأله عن سبب سؤاله الغريب...
*********************************************
بعد أيام:
استيقظت من نومها فزعة لتلتقط هاتفها و تنظر إلى الساعة فتقفز بسرعة من سريرها...لقد تأخرت كثيرا عن عملها و هي من يجب عليها أن تكون مثال للانضباط و احترام الوقت...أخذت حماما سريعا ثم صففت شعرها بسرعة أكبر لترتدي أول ما طالته يدها:فستان صوفي أسود اللون يزينه حزام عريض و جوارب سوداء...ارتدت حذاء جلديا أبيض عالي الساقين و الكعبين و معطفا أبيض اللون.حملت حقيبتها لتغادر شقتها و تستقل سيارتها منطلقة بسرعة إلى مقر الجريدة...
وصلت بعد دقائق و ما إن استقلت المصعد حتى نظرت لهيئتها في المرآة،لقد كانت تبدو جميلة و أنيقة كعادتها.أخرجت رباطا مطاطيا لتربط به شعرها المنسدل على جانبها،ثم نزعت معطفها لتكتفي بوضعه على كتفيها فقط...تعلقت عينيها بحذائها و ابتسمت بمكر،منذ الليلة التي كتبت فيها ما تشعر به على مذكرتها قررت أن تحارب هذا الشعور و كان أول شيء فعلته هو التوقف عن انتعال ذلك الحذاء،و كم بدت سعيدة جدا بما قامت به فقد توقفت الذكرى عن زيارتها في أحلام نومها و يقضتها لأيام لكنها عادت لتزورها هذا اليوم...زمت شفتيها مع وصول المصعد إلى الطابق المنشود و أثناء مغادرتها كانت تهمس:"لن أسمح لذكرى سخيفة بتعكير مزاجي هذا اليوم".
بابتسامة واثقة تميزها سارت ناحية مكتبها و هي تحيي كل شخص تمر بالقرب منه...تعلقت عيناها كعادتهما كل صباح على اللوحة السوداء الملصقة فوق الباب و الذي كتب عليها بخط أنيق:رئيسة تحرير الجريدة:سمر الفاسي...لقد عملت كثيرا حتى تصل إلى هذا المنصب في وقت قصير بالنسبة للكثيرين فلم يمر على تخرجها من المعهد العالي للإعلام والاتصال أربع سنوات.
جلست على مكتبها و اتصلت بمساعدتها الشخصية طالبة منها أن توافيها.لحظات و دخلت الفتاة حاملة العديد من الأوراق،وضعتها أمامها و قالت بهدوء:"صباح الخير آنسة سمر هذه المقالات التي أرسلها زملاؤنا من أجل عدد اليوم".
أومأت سمر برأسها و هي تشكرها.لمحت الظرف الأسود الذي يعلو الأوراق فقالت باندهاش:"ما هذا الظرف؟"
قالت مساعدتها بهدوء:"ذكرتني بالأمر...لقد وصلتك هذه الدعوة قبل مجيئك".
تساءلت سمر:"ممن؟"
-"لا أدري حقا آنستي،لكن طبع على الظرف رمز لإحدى الشركات المتواجدة في انجلترا...لقد سمعت أنها تشغل عدة قطاعات أهمها القطاع السياحي،فصاحباها يملكان فنادق و قرى سياحية و منتجعات و مطاعم في إنجلترا و بعض الدول الأوروبية كفرنسا و إيطاليا...ربما أنشآ فندقا في الوطن".
قالت سمر بحيرة:"و لماذا في وطننا؟"
أجابتها مساعدتها قائلة:"لأن صاحبي الفندق عرب و أصلهم من هنا".
حركت سمر مرة أخرى رأسها إيجابا ثم أخذت الظرف لتفتحه لتسمع همس سكريترتها:"يا ترى من بعث لك الدعوة،أهو آسر أم كريم؟"
-"عفوا؟"
ابتسمت الشابة و قالت:"لا تهتمي بما أقوله...سأنصرف إلى مكتبي إن كنت لا تحتاجين شيئا".
غمغمت سمر:"حسنا،يمكنك الانصراف".
عادت لتقرأ الدعوة المكتوبة بخط أنيق يشبه الخطوط العربية:"يسرني أن أدعوك لحضور افتتاحية مطعمنا يوم 14 فبراير على الساعة الثامنة...أتمنى أن تشرفينني بحضورك آنسة سمر... التوقيع:آسر الابراهيمي".
أغلقت سمر الدعوة و هي تتساءل في سرها :"من أين يعرفني هذا الآسر؟"
ظل السؤال معلقا في عقلها ينتظر جوابا متمنيا أن تكون ما تدور في خلدها من فرضيات حول هوية صاحب الدعوة صحيحة...
*********************************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:35 PM   #4

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كان يتحدث عبر الهاتف و هو ينتظر وصول حقيبة سفره،غمغم أخيرا لمحدثه:"حسنا يا رضا شكرا لك...سأحول بقية المبلغ على حسابك".
أغلق الخط و التقط حقيبته السوداء ليدلف إلى ردهة المطار،لمحها تلوح له من بعيد فتوجه ناحيتها لتتعلق به و تقبل وجنته و هي تقول:"حمدا لله على سلامتك يا آسر".
غمغم بابتسامة:"سلمك الله يا حبيبة قلب آسر...كيف عرفت موعد وصولي؟"
قالت بفخر و كأنها حققت إنجازا عظيما في تاريخ البشرية:"اتصلت بك فوجدت هاتفك خارج التغطية،فاتصلت بهاتف الشركة لتخبرني مديرة مكتبك أنك في الطائرة و ستصل بعد ساعة إلى الوطن فأتيت لاستقبلك و أقلك إلى المنزل".
ثم تابعت و هي تنظر من خلفه:"لا أرى شريكك كريم،أين هو؟"
ارتفع حاجب آسر ليقول بمكر:"يبدو أن الصغيرة أتت من أجل السيد كريم،لا من أجلي".
تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل لتهتف بتلعثم:"لا،لا،كل ما في الأمر أنني توقعت مجيئه برفقتك حتى يحضر افتتاح المطعم الجديد".
قال آسر بهدوء:"تعرفين أننا لن نقوم بحفل افتتاح،سنؤجله إلى حين...لقد أرسلت فقط دعوات لمعارف ليحضروا مع المقربين لهم لتناول العشاء".
قالت حياة:"سيكون رائعا إن كان العشاء رومانسيا على ضوء الشموع...إنها ليلة عيد الحب".
قرص وجنتها و هو يقول بمرح:"ألم تكبري قليلا عن أحلامك الرومانسية يا حياة...أنت أم لطفلتين الآن".
ارتسم الحزن على ملامحها و قالت:"أكمل كلامك...أنا أم و أرملة أيضا...لا يحق لي أن أحلم أو أعيش حياتي بطبيعية بعد أن أخذ الموت أحب شخص إلى قلبي".
-"من قال هذا يا صغيرة؟بالتأكيد أنت تستحقين السعادة يا بهجة حياتنا".
ابتسمت برقة لتفتح باب سيارتها،أما آسر فقد وضع حقيبته بقلب حقيبة السيارة و استقل بجوارها قائلا بمرح:"توقعت أنني سأجدك تخلصت من هذا المكعب الذي تطلقين عليه سيارة عند عودتي".
قالت باستفزاز:"لن أستغنى عن سيارتي الأثيرة أبدا أبدا".
ضحك بابتهاج ثم قال:"خطواتها بطيئة كخطوات سلحفاة على الرمال".
رمقته بنظرة نارية ثم قالت:"أنا التي أسوق بروية و إن كنت تريد السرعة فسأريك".
داست على البنزين لتزداد سرعتها،كان آسر يراقبها بمرح و هي تغني بصوت عال...أوقفت السيارة أمام بيتهم و هي تقول:"آمل أن تكون قد استمتعت بالجولة بقلب مكعبي سيد آسر".
ترجل آسر من سيارتها و هو يقول:"لا بأس بها سيدة حياة".
زمت شفتيها و قالت:"لم أرغب في زيادة السرعة أكثر حتى لا نتعرض لحادثة سير...لست كصديقتي المقربة التي تسوق سيارتها و كانها في سباق للسيارات".
-"عليك أن تعرفينني على صديقتك هذه،لأنني أحب السائقين المتهورين و كأنهم في حلبة سباق".
قالت حياة و هي تنزع معطفها:"إنها تعمل في الجريدة التي سألتني عنها ذلك اليوم".
قال بدهشة:"حقا".
أومات برأسها و تحركت إلى الداخل،لكنها استدارت ناحيته و هي تقول باستفهام:"بالمناسبة،لم تخبرني عن سبب سؤالك الغريب ذلك اليوم؟"
أسبل أهدابه و غمغم بغموض:"لا شيء مهم،فقط سألني أحد معارفي عن الأمر و سألتك".
أومأت برأسها متفهمة رغم أنها غير مقتنعة بكلامه...
*********************************************
مساء:
-"مساء الخير سمر،آسفة على تأخري".
رفعت سمر رأسها ناحية صديقتها و قالت:"اعتدت ذلك منك يا نهاد...أين هي حياة؟"
جلست نهاد أمامها و قالت:"لقد اتصلت بي و أخبرتني أنها تعتذر عن الحضور...لقد عاد أخوها اليوم من سفره بعد طول غياب و هي اشتاقت له".
أومأت سمر برأسها،فقالت نهاد:"حسنا ما الموضوع المهم الذي تريدين أن تحدثينا فيه؟"
أخرجت سمر من حقيبتها الدعوة التي تلقتها و قالت:"لقد وصلتني هذه الدعوة صباحا و لا أعرف المرسل".
أخذت نهاد الدعوة لتقرأها ثم قالت:"كنت سأقول لك أنها أرسلت باسم الجريدة لكن الدعوة تبدو خاصة و صاحبها يعرف اسمك و بالتأكيد يعرفك...أليس لديك فكرة عن هوية هذا الآسر؟"
أومأت سمر برأسها نفيا و قالت:"لا،لكن حدث لي شيء قبل أشهر...ربما هو حدث عابر و ربما شريكي في ما حدث نساني و أنا لازلت أحلم به و أظنه صاحب الدعوة".
قالت نهاد بفضول:"هيا لا تحكي بالألغاز،أخبريني بكل شيء و بالتفصيل الممل".
حكت لها سمر ما حدث لها ذلك اليوم و فور أن انتهت ارتدت نهاد إلى الخلف و هي تضحك بقوة...مسحت الدموع التي سالت من عينيها و قالت بعد أن استعادت هدوءها:"رباه!لا أصدق سمر التي كانت عازفة طوال سنين دراستنا عن التعامل مع الشباب،تقع في حب أحدهم فقط لأنه ظللها بمظلته وقت سقوط المطر".
غمغمت سمر بنبرة ساخطة:"لا تسخري مني نهاد".
ضحكت نهاد مرة أخرى و هي تحمل هاتفها و تهمس:"علي أن أخبر حياة بهذا...رباه!لا زلت لا أصدق الأمر حقا...أهذه أنت أم مجرد استنساخ منك؟"
نزعت سمر الهاتف من يد صديقتها و هي تقول:"أنا الملامة لأنني أخبرتك".
أدارت وجهها إلى الجانب الآخر،فقالت لها نهاد:"حسنا لا تغضبي...كل ما في الأمر أن القصة غريبة،لا أظن أن الرجل سيتذكرك حتى لكن..."
قطعت جملتها لترتشف من كوب شايها،فقالت سمر بلهفة:"لكن ماذا؟"
أسبلت نهاد أهدابها و قالت بهدوء:"لكن كل شيء جائز في الحب كما يقولون يا سمر...لكن لا تأملي كثيرا أن يكون نفس الشخص...المهم من وجهة نظري أنا أنصحك بتلبية دعوته ووقتها ستعرفين من هو؟"
و كانت هذه آخر جملة قيلت قبل أن تصمتا عن الكلام...
*********************************
صباح اليوم الموالي:
دلفت إلى مكتبها لتلحق بها مساعدتها بعد لحظات...وضعت الفتاة علبة سوداء أنيقة أمامها ثم قالت:"لقد وصلتك هذه العلبة صباحا آنسة سمر".
أومأت سمر برأسها ثم قالت:"اتصلي ببدر أريده في مكتبي حالا".
هزت الفتاة رأسها إيجابا و قالت:"حسنا يا آنسة"...لكنها ظلت واقفة تنتظر أن تفتح سمر العلبة حتى ترضي فضولها...
رفعت سمر رأسها و قالت:"ألم تسمعي ما قلته يا مريم؟"
-"سمعته يا آنسة،سأنصرف حالا".
غادرت مريم مكتبها تجر أذيال الخيبة و عندما أغلقت الباب فتحت سمر العلبة لترى محتواها فتتسع عينيها انبهارا للعقد المتواجد بقلبها...
وجدت بطاقة بيضاء مطوية بعناية،ففتحتها لتقرأ الكلمات المسطرة بنفس الخط الذي كتبت به الدعوة التي تلقتها البارحة،لم تحتج لقراءة توقيعه لتعرف أنه هو...التقطت فقط هاتفها لتصور البطاقة و العقد ثم ترسلهما إلى نهاد و قد كتبت كتعليق تحت الصورة:"ألا تظنين أنه هو الآن؟"
وصلها رد صديقتها بعد دقائق:"بدأت أشك في الأمر أيضا...لقد قلت لك كل شيء جائز في الحب،لم يتبق الكثير لتعرفين الحقيقة غدا".
ثم أرسلت لها مرة أخرى:"إياك أن تلبسي العقد،عليك أن تدعي أنك غير مهتمة".
وضعت سمر الهاتف على سطح مكتبها دون أن تجبها ثم انهمكت في عملها...
عند مغادرتها المكتب وقت الغذاء،لمحت تجمعا من الصحفيات في مكتب مساعدتها التي جلست على المكتب تتكلم بجدية و هن محيطات بها كإحاطة الالكترونات بالنواة...اقتربت أكثر لترهف السمع،فسمعتها تقول:"البارحة وصلتها دعوة خاصة من أحدهما:لا أدري إن كان كريم أو آسر و اليوم وصلتها علبة سوداء تشبه العلب التي يحتفظ بقلبها بالمجوهرات".
سمعت أحد الصحفيات تقول:"معقول أنها على علاقة مع أحدهما؟"
قالت مريم بخفوت:"ربما قد تكون على علاقة به و ربما معجب بها".
قالت صحفية أخرى بجدية و كأنها تدلي بخبر الموسم:"إذا كانت الدعوة من آسر فأظنها على علاقة به فهو زير نساء كما سمعت،أما إن كانت من كريم فأظن أنه معجب بها أو أنها خطيبته".
همست مريم بسخرية:"خطيبته و لا تضع خاتم خطبة!"
قررت سمر قطع الحوار الدائر حولها قائلة بنبرة باردة:"إن أنهيتن وجبتكن المقززة فلتذهب كل واحدة منكن إلى مكتبها...و حسابي معكن سيكون بعد حين".
ارتعدت الفتيات و كل واحدة منهن تغادر إلى مكتبها لتظل مريم وحدها هناك...اقتربت منها سمر بخطوات هادئة لتقف قبالتها ثم قالت:"عندما أعود أريد أن أرى استقالتك فوق مكتبي".
اتسعت عينا الفتاة بصدمة و همست بتلعثم:"ماذا؟لماذا؟"
-"لأنني أنبل من أن أطردك بعد أن أكتب تقريرا سيئا في حقك فلن تجدي عملا مناسبا لك".
قالتها سمر بهدوء ثم استدارت لتغادر لكنها همست أخيرا دون أن تلتفت إليها:هذا جزاء من يأكل لحوم الناس وراء ظهورهم...تذكري فقط أنه جزاء دنيوي و أن عقاب الله أكبر".
ثم انصرفت تاركة الفتاة تبكي خطأها...
طوال المدة التي قضتها و هي تتناول غذاءها وجدت نفسها تفكر في كلامهن...كانت أكثر جملة استوقفتها و استفزت مشاعرها:"إذا كانت الدعوة من آسر فأظنها على علاقة به،فهو زير نساء"...تعالت حدة غضبها و هي تتذكر ذلك اليوم و تربطه مع هذا الآسر زير النساء فهمست بغضب بين أسنانها:"أقسم إن كان هو حقا و كان يظنني ساذجة و يريد التسلي على حسابي فسيدفع الثمن غاليا جدا"...
*********************************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:37 PM   #5

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء اليوم الموالي:
ألقت نظرة على نفسها في المرآة،فاتسعت ابتسامتها الراضية على طلتها...نظرت إلى العقد الذي أحضره لها و صوت داخلها يدعوها أن ترتديه لكنها أغلقت العلبة لترتدي سلسالا ذهبيا طويلا تدلت منه فراشة مرصعة بأحجار حمراء قانية...حملت حقيبتها و غادرت منزلها لتستقل سيارتها و تتجه إلى المطعم بعد أن شغلت جهاز الملاحة لتصل إلى وجهتها بعد خمس و أربعين دقيقة...كان المطعم يقع خارج المدينة تقريبا.أطفأت المحرك و هي تنظر إلى المكان من الخارج قبل أن تترجل منها لتدلف إلى الداخل...مررت عيناها حول المكان بنظرات خاطفة،لقد كان يبدو جميلا و راقيا بطاولات أنيقة متباعدة تمنح للجالسين بعضا من الخصوصية،و على جانب جلست شاب يعزف على البيان مقطوعة موسيقية...جو حميمي يدعو للاسترخاء مناسب لكل زوج أراد أن يقضي مناسبة بعيدا عن صخب العائلة و المشاغل الكثيرة...اقترب منها النادل ليسألها عن حجزها فقالت بهدوء و هي تخرج الدعوة من حقيبتها البراقة:"أنا مدعوة من طرف السيد آسر الابراهيمي".
ابتسم لها النادل و قال ببشاشة:"آنسة سمر،السيد آسر ينتظرك...تفضلي معي".
سارت برفقته ليصعدا الدرج فهمست في سرها:"يبدو أن المطعم مكون من طابقين".
فتح النادل الباب الزجاجي لتتسع عيناها بانبهار عند رؤيتها للمكان...كان أكثر أناقة من الطابق الأول و حيث زين أحد الجدران بحوض سمك كبير...كان منظرا يعطي طابعا أكثر طبيعية و ألفة للمكان دون أن ينقص من فخامته...لمحت الجالس على إحدى الطاولات الجانبية و فكرت أنه هو،و بالفعل أخذها النادل ناحية تلك الطاولة ليقوم مضيفها من مكانه ليستقبلها قائلا بصوت رخيم بعد أن قبل كفها برقة لتتورد وجنتاها:"سعيد لأنك قبلت دعوتي يا سمر".
سحب لها الكرسي لتجلس عليه و هي تغمغم بشكر خافت،فجلس أمامها لتأخذ وقتها في تأمله،كان وسيما جدا:بشرته سمراء و عينيه بلون أخضر كلون الزمرد الخام يعلوهما حاجبان عريضان.شعره الأسود الكثيف و الناعم يغريها بأن تلمسه و تبعثره بشقاوة.تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل و هي ترى منحى أفكارها المجنون لتسبل أهدابها لثانيتين ثم قالت بهدوء:"و أنا أشكرك على دعوتك هذه سيد آسر،رغم أنني لا أعرف سببها".
همس بهدوء و نبرته الرخيمة تتخلل سمعها لتقتحم قلبها بقوة:"ألا تعرفين سببها حقا؟ لقد دعوتك لأنك تشغلين تفكيري منذ ذلك اليوم".
اتسعت عيناها بدهشة كما تعالى وجيب قلبها بجنون...لحظتين فقط قبل أن تستعيد هدوءها و تقول بصوت جعلته حائرا:"عفوا،ما قصدك؟"
لم تكن تعرف أنه التقط الدهشة في نظراتها و أنه لاحظ الرجفة الخفيفة التي سارت في جسدها...ابتسم ببطء عندما سمع جملتها و فكر في سره:"هي تعرف،لكنها تدعي عدم معرفتها"...ليقول بصوت رخيم:"أقصد اليوم الذي ظللتك فيه بالمظلة".
و قد كانت ممثلة بارعة و لم تعرف أنه مخرج مخضرم يستطيع معرفة إن كانت أفعال الجالس أمامه حقيقية عفوية أم تمثيل؟انعقد حاجبيها بريبة قبل أن تدعي تذكرها ما حدث لتستعيد هدوءها و انشراح ملامحها،لكنها همست بنبرة ساخرة:"هل ما حدث ذلك اليوم هو سبب هذه الدعوة؟"
ابتسم ببطء مرة أخرى،فوجدت نفسها تفكر أن ابتسامته تلك غامضة يخفي وراءها الكثير...بصوت هادئ أجابها بوضوح و بدون الاختباء خلف أقنعة كما تفعل هي:"أولم تكوني تتمني لقاءنا مجددا؟"
ارتدت للخلف و كأنه صفعها...و لقد صفعها حقا،صفعها بالحقيقة...صفعها بالحلم الذي كان يراودها منذ ذلك اليوم.استعادت ثباتها لتقول بإنكار:"لا،لم أكن أتمنى ذلك".
ليبتسم مجددا تلك الابتسامة الغريبة التي تجعلها تشعر بالقلق،و بدلا من أن يحرجها و يخبرها أنه يعرف أنها كانت تتمنى ذلك قال فقط ببساطة:"أما أنا فكنت أتمنى أن أراك مرة أخرى،لذا سعيت لذلك".
-"لماذا؟"
أجابها بهدوء:"لأنني معجب بك".
تضرج وجهها بحمرة الخجل و همست بتلعثم:"معجب!كيف حدث ذلك؟إنها مقابلة واحدة،بل إنك لم ترني حتى،فالإضاءة كانت خافتة".
-"الإضاءة الخافتة من الأشياء المرتبطة بالرومانسية سيدتي،أن يغمرك الشعور بالحب لا يحتاج إلى ضوء ينير العتمة التي تحيط بك،فقط تنبعث خيوط غير مرئية من اللامكان تجمع بين قلبين و تجعلهما ينجذبان لبعضهما،إنها جاذبية القلوب على أرض الحب...شيء مشابه لجاذبية الفيزياء التي وضع إسحاق نيوتن قانونها".
ارتفع حاجبها و همست:"قلت إنك معجب لتقفز و تتحدث عن الرومانسية و الحب و الجاذبية بين القلوب،من تحدث عن الحب الآن؟"
-"أو لم تقل أحلام مستغانمي أن الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب؟"
غمغمت بنبرة هادئة:"يبدو أنك من عشاق الأدب".
أشار للنادل و هو يقول لها:"آسف لأنني لم أسألك ماذا تشربين أولا قبل العشاء؟"
اقترب منهما النادل فقالت بهدوء:"أريد عصير التوت".
أومأ النادل برأسه ثم التفت ليسأل رب عمله عما يريد فقال دون أن تفارق عيناه عينيها:"لأجرب عصير التوت أيضا".
ابتعد عنهما النادل ليجيب عن سؤالها قائلا:"لست من هواة المطالعة عزيزتي،لكن أختي تعشقها...لطالما تغنت بهذه الجملة أمامي...كانت تغيضني بقولها دائما،لأقول لها دائما أن إعجابي بشيء لا يعني أنني أحبه؛ربما أرى أنثى صدفة فتعجبني لكن لا يعني الأمر أنني سأحبها...لكن بعد رؤيتك أنت أقررت أن كل إعجاب سابق كان ضمن الإعجاب العابر ليظل إعجابي بك حقيقي،ذلك الإعجاب الذي تتمتع بانزلاقه ليقابل التوأم الوسيم:الحب".
عودة النادل جعلهما يصمتان عن الكلام،وضع كأسي العصير بجوار كل منهما و غادر بهدوء دون أن ينبس بأي شيء...ارتشفت سمر من كأس عصيرها بهدوء قبل أن تضعه فوق الطاولة لتهمس:"كم من امرأة قبلي قلت لها هذا الكلام سيد آسر؟"
للحظة تفاجأ،لم يتوقع أن يكون هذا هو ردها،استعاد واجهته الهادئة مجددا ليقول بصوت أجش:"يبدو أنك بحثي عني جيدا قبل أن تأتي إلى هنا"...
إذن هو لا ينكر ما سمعته من صحفيات الجريدة،أحست و كأن أحدهم يعصر قلبها داخل قبضته...ألم شديد يفتك بقلبها و لا تدري سببه،لكنها هذه المرة أجادت إخفاء ألمها ببراعة لتقول بذقن شامخ:"لست متفرغة للبحث عن سيادتك،لكن صحفيات الجريدة التي أعمل بها تكلفن بالحديث عنك طويلا أنت و شريكك منذ أن وصلتني دعوتك".
ثم تابعت قائلة و هي تحمل حقيبتها:"و إن كنت تظن أنني واحدة من فتياتك،فيؤسفني أن أقول لك أنك واهم جدا...شكرا على الدعوة سيد آسر".
بأناقة قامت من مكانها لتغادر دون أن تلمح الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه...كانت تأمل أن يوقفها،أن يفسر لها،أن يخبرها أن كل ما قيل كذب،أنه معجب بها حقا لكنه كان مجرد أمل باهت تتعلق به بغباء.أبعدته بقسوة و هي تغادر المكان دون أن تعلم أن رحيلها كان حافزا كبيرا له ليسعى إليها مجددا حتى تصبح ملكه...
*****************************
صباح اليوم الموالي:
بملامح كئيبة دلفت إلى مكتبها مغلقة الباب من خلفها،لم تنم طوال ليلة أمس،ظلت تتقلب على السرير و كأنها نائمة فوق جمر يحرقها...ارتمت خلف كرسيها لترفع سماعة الهاتف و تطلب من مساعدتها الجديدة إحضار كوب من القهوة لتتفاجأ عندما همست هذه الأخيرة بأن أحدا يريد أن يقابلها بشكل عاجل و لم يكن هذا الأحد سوى آسر.ادعت الانشغال و قالت لها بهدوء أن ينتظرها لنصف ساعة ثم أغلقت الهاتف لتتجه إلى الحمام الملحق بمكتبها فتفك العقدة المهملة فوق رأسها و تبدأ في تسريح شعرها الطويل لتجدله.نظرت إلى وجهها الذي لم تكن تضع عليه أي شيء من مواد التجميل،فصدمها انتفاخ عينيها لتتجه بسرعة و تفرغ حقيبتها فوق المكتب،لكنها لم تكن تحمل سوى ملمع شفاه فعادت إلى الحمام و هي تهمس بحنق:"ما هذا الحظ؟كيف غادرت المنزل هكذا هذا اليوم بالذات...نظرت ملابسها و كانت هذه المرة الأولى التي ترتدي فيها ملابس "كاجوال" منذ بداية عملها كرئيسة تحرير:قميص بسيط أسود اللون تعلوه سترة جلدية سوداء و سروال عسكري اللون و حذاء عسكري أسود اللون...لقد كانت هيئتها تبدو و كأنها ستذهب للتجنيد حقا...تذكرت فجأة ما حدث بينهما البارحة فزمت شفتيها و قالت بغيظ:"و كأنني أريد أن يعجب بي،فليذهب إلى الجحيم،أنا راضية عن هيأتي هذه".
توجهت لتضع حاجياتها المتناثرة بقلب حقيبة ظهرها الجلدية السوداء ثم حملت أوراقا و جلست فوق المكتب،عليها أن تدعي أنها تعمل حتى لا يظل أكثر من خمس دقائق...تذكرت مجددا منظر عينيها فقفزت من مكانها لتخرج نظارة شمسية من حقيبتها ثم تعود إلى مكانها قبل أن تسمع طرقا خفيفا على الباب ليفتح فتسلل إلى أنفها رائحة عطره،لم ترفع رأسها في اتجاهه رغم أن قلبها يخفق بعنف...جلس على الكرسي المقابل لمكتبها و هو يتنحنح،فقفزت من مكانها فوق المكتب لتجلس على الكرسي و هي تقول:"عذرا،كنت مندمجة في العمل و لم أشعر بدخولك".
ابتسم بتفهم و قال:"لا بأس".
ليضيف و هو ينظر إلى عينيها المغطاتين بنظرات شمسية:"لم تضعين النظرات بقلب المكتب؟"
-"أظن أن عيني تحسست من شيء ما".
قام من مكانه لينزع نظراتها و هو يقول:"دعيني أرى".
أسبلت أهدابها فلم يلاحظ شيئا غير الهالات السوداء تحت عينيها ليأمرها بصرامة:"افتحي عينيك لأرى يا سمر".
هتفت بعناد:"لا،ليس بي شيء...أظن أن ذلك بسبب سهري ليلة أمس".
-"قلت افتحي عينيك".
فتحتهما باستسلام ليعرف أنها كانت كاذبة في البداية فلم تكن عيناها متحسستين من شيء ما...حمراوتان قليلا و مع الهالات السوداء يخمن أنها قالت فيما بعد الحقيقة،لا بد أنها لم تستطع النوم ليلة أمس...
سألها بهدوء:"لم لم تنامي مبكرا؟"
-"كان علي إتمام كتابة إحدى المقالات".
ثم تابعت قائلة بتوتر:"ما سبب زيارتك هذه؟"
رد عليها بهدوء:"جئت لأعتذر لك،أتمنى ألا يكون بدر مني شيء أزعجك و جعلك ترحلين".
قالت بتهكم:"لا دخل لي في حياتك الخاصة يا عزيزي...كل ما في الأمر أنني لا أقبل بأن أكون رقما جديدا ينضم إلى لائحة نسائك".
همس بصوت خافت:"و من قال إنك رقم يا سمر؟"
قالت بحيرة:"عفوا،ما قصدك؟"
لم يجبها،أسبل فقط أهدابه و قال بغموض:"إذا بما أن عشاء البارحة قد ضاع،ما رأيك أن أعوضك بغذاء اليوم و أعرفك على أقرب الأشخاص لي؟"
قالت بحيرة:"و من هو هذا الشخص؟"
-"إنها بهجة حياتي،أختي الصغرى:حياة"...
*****************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:40 PM   #6

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


-"لا أدري لماذا وافقت على طلبه؟"
للمرة الخمسين ربما كانت تعيد قول هذه الجملة و هي تنظر لهيئتها عبر المرآة مرتدية قميصا أسود تعلوه سترة وردية اللون و سروالا أسود و حذاءها الوردي الغالي على قلبها...حذاء سندريلا، إضافة إلى العقد الذي أهداه لها...تقف بتجمد أمام المرآة تحدق بهيئتها باضطراب و هي تهمس:"هل أبدو جميلة حقا؟"...لتعاود همس السؤال الأول:"لا أدري لماذا وافقت على طلبه؟"
حسنا هي تعرف الجواب؛لقد وافقت على طلبه لأنه أخبرها أنه سيعرفها على أخته الصغرى...لقد كانت بداية تفكر في طريقة لبقة لرفض دعوة الغذاء،لكنها ما إن سمعت كلمة "أختي الصغرى" حتى تعالى وجيب قلبها الذي قال بفرح:"سيعرفك على أخته،يعني أنه معجب بك حقا و يمكن أن يحبك حقا و يطلبك للزواج...لو كان يريد التسلية لم يكن ليعرفك على أخته".
ليصيح جانب من عقلها باستنكار:"أنت لا تعرفي أي شيء عنه و عن عائلته،ربما عاش في الخارج و ستجدين عائلته ذات تفكير منفتح و يمكن لأي واحد من أفرادها أن يقابل صديقاته".
فقال قلبها بقوة:"لا أظن ذلك...ليست جميع العائلات التي تعيش في الخارج من هذا النوع.هيا قولي له نعم و تعرفي على أخته...متأكد أنا أن تصرفه هذا يعني أنه معجب بي حقا ذلك الإعجاب المؤدي إلى الحب و الزواج".
رفضت الأمر بداية رغم أنها كانت تئن لتهمس بنعم فوجدت نفسها يقنعها و هو يحدثها عن أخته و أنهما ستنسجمان بسرعة فوافقت ليغادر هو موصيها أن تنتظره لأنه سيأخذها بنفسه إلى هناك.لكنها نظرت إلى هيئتها المزرية أثناء عملها و قالت:"كيف سأقابل أخته هكذا؟"
لذا كان قرارها العودة إلى شقتها لترتدي شيئا ملائما لمقابلة أخت آسر قلبها و منذ أن انتهت و هي تحدق بالمرآة و هي تتمنى لو ظلت على رفضها و انتهى الأمر...
رن هاتفها لتحمله فتجد رقم مساعدتها.أجابت على الاتصال لتسمع صوتها الهادئ:"آنسة سمر السيد آسر ينتظرك".
قالت بتوتر:"أنا في المنزل الآن،قولي له أنني قادمة حالا".
ثم أغلقت الخط لتحمل حاجياتها و تغادر المنزل...
*****************************
كان ينظر إلى ساعة معصمه بين الفينة و الأخرى و أصابعه تعزف على مقود السيارة لحنا متناغما...فكر في سره:"لقد تأخرت كثيرا".
تعالى رنين هاتفه الملقى على المقعد المجاور له و بدون أن ينظر إلى شاشته عرف من المتصل من النغمة التي خصصها من أجلها فقط! يبدو أن أخته متحمسة لمقابلة سمر رغم أنها تعرفها لأنها صديقتها المقربة...
لازال لا يصدق معرفته لذلك إلى الآن و يشعر أن الكلام الذي قالته له أخته البارحة مجرد حلم...كان ذلك بعد عودته من المطعم و أثناء مروره بجوار غرفة أخته سمع صوت ضحكاتها...ارتفع حاجبه بريبة و هو يتساءل عن هوية الشخص الذي تتحدث معه في هذا الوقت المتأخر؟ دلف إلى غرفتها حتى يستفسرها فسمعها تودع من على الطرف الآخر لتقفز و تتعلق بعنقه بشقاوتها المعتادة.أبعدها عنه و سألها بهدوء:"مع من كنت تتكلمين و في هذا الوقت المتأخر؟"
هزت كتفيها و قالت ببساطة:"إنها صديقتي نهاد،كانت تخبرني بما حدث لصديقتنا سمر".
ابتسم بحزن و هو يسمع اسمها فيتذكر ما فعله بها...لم يمنع نفسه أن يسأل أخته عن هذه الصديقة فقط كي يشغل عقله بأي شيء غيرها،لتقول له أخته أنها تلقت دعوة عشاء من أحدهم فاتضح لها أنه زير نساء و منذ أن غادرت العشاء و هي تشتمته و تشتم حظها السيء الذي جعلها تقع في طريقه.فاتسعت عيناه بصدمة ليسأل أخته:"ما اسم صديقتك الكامل؟و أين تعمل؟"
فأجابته حياة باستغراب:"اسمها سمر الفاسي و تشتغل في الجريدة التي سألتني عنها ذلك اليوم"،ليقول بدهشة:"رباه!إنها هي حقا"...و لم يستطع التخلص من أخته حتى حكى لها ما حدث بالتفصيل الممل لتزغرد بصوت عال فور انتهائه حتى أيقظ أمهما و تعانقه و هي تقول أن سمر ستكون نعم الزوجة له...ثم جلست هي و أمه تخططان لحفل الخطوبة و عقد القران و المدعويين لحفل الزفاف،ليصيح باستنكار:"و من قال لكما أنني سأتزوجها؟"
لتكون والدته من قالت بصرامة:"لن تجد أفضل منها".
فتحرك أخته رأسها موافقة لكلام والدتها و تغمغم قائلة:"إنها أفضل من زميلتك ميرا التي تظل تحوم من حولك كالمهووسة".
ضحك آسر و قال:"لا أهتم بميرا حقا".
ثم سحب أخته بعيدا عن أمه ليقول:"ثم إن سمر تظنني زير نساء الآن".
ارتفع حاجب أخته و سألته قائلة:"أو لست كذلك حقا؟"
قال بجدية:"أنت تعرفينني جيدا يا حياة،إنها مجرد علاقات عابرة و لم أتجاوز فيها أبدا أو أصل إلى ما هو محرم...لكنني توقفت عن ذلك منذ أن رأيتها و أصبحت تزورني في صحوتي و منامي".
صفقت أخته و قالت بإعجاب:"فلتشهد يا تاريخ أن الله أطال في عمري و رأيت آسر قلب العذاري يقع في الحب".
ثم ربتت على كتفه و هي تقول:"لا تقلق،لكل مشكلة حل".
و قد كان حل مشكلته بلقائها مع صديقتها المقربة حتى تعرف أنها أخته...
لمحها أخيرا تترجل من سيارتها،ففتح نافذة سيارته ليناديها قبل دخولها إلى مقر عملها،التفتت ناحيته لتلتف و تستقل المقعد المجاور له و هي تقول:"مرحبا".
قال بصوت أجش:"تبدين جميلة".
توردت وجنتاها و همست:"شكرا لك".
شغل المحرك لينطلق إلى وجهتهما،كانا صامتين طوال الطريق...أوقف سيارته أمام المطعم أخيرا،فترجلا منها و دلفا إلى الداخل...
قادها إلى طاولة منزوية وضعت حقيبة نسائية على إحدى كراسيها ثم قال بهدوء:"أظن أن أختي صعدت إلى مكتبي،لقد تركت ابنتها نائمة هناك...سأذهب لأناديها".
حركت رأسها إيجابا و بدأت تعبث بهاتفها في انتظارهما،حتى سمعت صوتا أنثويا معروفا يلقي التحية:"مرحبا سمر".
رفعت عيناها و قالت بدهشة:"حياة!"
ثم نقلت نظرها بينها و بين آسر قائلة بشك:"هل حياة هي أختك حقا؟لا أعرف أنها تملك أخا غير علي...كما أن اسمكما العائلي غير متشابه".
أومأ برأسه ثم جلس ليقول ببساطة:"حياة أختي نصف الشقيقة يا سمر".
نظرت إلى حياة ببلاهة ثم قالت بعتاب:" طوال سنين صداقتنا لم تخبرني أن لديك أخ أكبر منك يا حياة".
تنهدت حياة و قالت:"كان هذا طلبا من والدي رحمه الله،لطالما كره آسر و لم يسمح له برؤيتي أنا و علي و أمي و زيارتنا".
غمغمت سمر بحيرة:"لطالما كان والدك رجلا طيبا يا حياة،فلم سيكره أخاك؟"
كان آسر من أجابها بهدوء:"عندما يتعلق الأمر بالقلب و الحب فبالتأكيد سيكره الابن الذي سرق منه والده حبيبته".
لتتابع حياة الكلام قائلة:"كما تعرفين،أمي و أبي رحمه الله أبناء عم...أبي أحب أمي منذ السنين الأولى من شبابه حتى أنه طلب يدها لكن جدي رفض لأنه كان يريد أن تكمل ابنته دراستها...في السنة الأولى من الجامعة التقت بوالد آسر،أحبها و فعل المستحيل ليتزوج بها قاطعا الوعود على جدي أنه سيجعلها تتابع دراستها فوافق على زواجهما، أبي وقتها كان خارج البلد؛ تعرفين أنه كان يعمل ربانا فكانت فترة غيابه تطول...عندما عاد وجد حبيبته متزوجة و حامل أيضا...و قبل أن تضع والدتي آسر بشهرين توفي والده...بعد شهور العدة تقدم لها أبي مجددا فرفضته لأنها حزينة على زوجها الراحل لأنها كانت تحبه أيضا،فقال لها أنه سيذهب في رحلة و سيترك لها الوقت لتفكر في الأمر و إن رفضته مرة أخرى سيعود و يطلب يدها...عند عودته كان جدي مريضا طريح الفراش فأمرها أن توافق على ابن عمها حتى يضمن حمايتها.تزوجا و عاش آسر معهما لكن بعد فطامه أمر أبي أمي أن تتركه لجدتي لتربيه،رفضت و ثارت ليستغل نقطة ضعفها و هي حبها الشديد لدراستها التي انقطعت عنها بعد الولادة فوعدها أن يساعدها لتعود إلى الجامعة و أنه من الجيد أن يظل آسر مع جدته حتى تركز في دراستها فوافقت على ذلك".
صمتت ليتابع آسر بسخرية:"كانت تزورني كل أسبوع كالغريبة،و عند ذهابه لعمله تعود لتأخذني إلى بيتها،ظل الحال هكذا حتى ازدادت حياة و صار عمرها ثلاث سنوات أصبح والدها مدير الميناء،فتوقفت الرحلات و توقف ذهابي إلى بيتهم،كما قلت زيارات أمي لي حتى انعدمت".
ضمت حياة قبضته مواساة ثم تابعت:"لكنه لم يستسلم و حرص دائما على رؤيتي...إن كنت تتذكرين لقد حضر حفل الباليه الذي شاركنا فيه معا عندما كنا في الثالثة عشر من عمرنا،لكنني لم أخبرك بأنه أخي قلت لك إنه قريبي فقط".
التمعت عيناه و عقله يستعيد تلك الذكرى،لقد تعثرت أثناء رقصها ذلك اليوم أمام الجميع و بدأت بالبكاء قبل أن تساعدها صديقاتها في النهوض لتقمن برقصة البجع...إذن حلمه تلك الليلة لم يأت من فراغ...لقد كان طيفا لذكرى قديمة...
اقترب منهما النادل حاملا طلباتهم،ليستعيد الجميع مرحهم و كأن هذا الحديث لم يجرى أبدا...
أوقف سيارته أمام مقر عملها،فالتفتت ناحيته و هي تقول بامتنان:"لقد قضيت وقتا ممتعا،شكرا لك".
قال بصوت رخيم:"أنا من عليه أن يشكرك لأنك وافقت على قضاء وقتك معي أنا و حياة".
ابتسمت له،فمد يده ناحيتها ليصافحها و هو يقول:"لنبدأ من جديد إذن؛أنا آسر الابراهيمي،و أنت؟"
ضحكت برقة لتصافحه و هي تقول:"تشرفت بلقائك آسر،أنا سمر الفاسي".
وضع يده الأخرى على ظهر يدها و قال بحرارة:"تشرفت بمعرفتك يا سندريلا"...
**********************************
بعد أشهر:
نهاية الربيع:
أمام تلك المرآة الضخمة في تلك الغرفة التي خصصتها والدة آسر من أجل أن تستعد للحفل الذي سيقام الليلة وقفت سمر و المزينة تضع اللمسات الأخيرة على هيئتها...لم يتبق سوى وقت قصير و ستصبح امرأته...حرم الرجل الذي أعجبت به منذ أول لقاء لهما،فتحول الإعجاب بعد شهور إلى حب سيتوج بالزواج.لقد أسر قلبها،احتله بضراوة قائد باسل لا يخش التراجع و الهزيمة ليرويه بمطر حبه فيزهر الورود فيه...و كم تعشق هي الورد،و زارع الورد و ساقيه:آسرها الوسيم...
تعلقت عيناها بالقلادة الذهبية التي تزين عنقها.قلادة كانت هدية من والدتها في عيد ميلادها العاشر و قد كانت آخر هدية تتلقاها من هذه الأخيرة فقد رحلت بعدها بأيام ليلحق بها والدها بعد بضعة أشهر،لتظل وحيدة هي و أختها الكبرى...ضمت القلادة بيدها و همست بصوت مختنق:"كم تمنيت أن تكونا معي في هذا اليوم،كم تمنيت أن تكون أمي من يجهزني الآن و أن يكون والدي بجواري أثناء عقد قراني".
سالت الدموع من عينيها لتسيل زينتها أيضا،فتأففت المزينة متحسرة على تعبها الذي ضاع فانفجرت سمر بالبكاء لتهرول المزينة لتنادي صديقتها...لمحت آسر في طريقها فقال لها:"ما الأمر؟"
لتجيبه بسرعة:"سيد آسر،سمر فجأة بدأت تبكي وحدها و أنا أبحث عن صديقتها لعلها تعرف سبب بكائها فلم ترض أن تخبرني بما يحزنها".
تركها آسر ليتوجه إلى غرفتها فيجدها جالسة على الأرض تضم ركبتيها إلى صدرها و هي تجهش بالبكاء.
جلس بجوارها و قال و هو يمرر يده على شعرها:"من أبكى حبيبتي يوم عقد قرانها؟"
ارتمت في حضنه و همست بصوت متقطع:"أريدهما...أشتاق لهما،كم تمنيت أن يكونا معي الآن".
ربت على ظهرها و قال بهدوء:"ادعي لهما بالرحمة حبيبتي".
تابعت بكاءها و هو يهدئها ثم أبعدها عن حضنه قليلا ليقول:"سمر حبيبتي".
لم تجبه و هي تخفي وجهها الباكي خلف يديها،فقال بنبرة حازمة:"سمر أنظري إلي".
نظرت إليه أخيرا،فقال بصرامة:"ستتوقفي عن البكاء الآن و قبل أن أصل إلى رقم خمسة و إلا سأقبلك أمام الجميع بعد عقد القران".
شهقتان أنثويتان انبعتتا من فم حياة و المزينة التي دخلتا إلى الغرفة للتو،فلم يهتم بهما و هو يقول:"لا أمزح سمر،سأبدأ العد".
عندما همس برقم ثلاثة كانت قد مسحت دموعها و هي ترسم على شفتيها ابتسامة رقيقة،فضمها بقوة و هو يقول:"أحبك و أنت تسمعين الكلام".
ثم ابتعد عنها و هو يقول:"ستصلح المزينة ما أفسدته دموعك"...
*****************************
بعد وقت طويل كانا جالسين على الأريكة البيضاء المزينة بالورود و بجوارهما أصدقاء آسر يلتقطون الصور معهما و على وجوههم علامات السعادة...مال كنان فجأة ناحية آسر ليقول له:"لماذا عينا سمر معلقة على بوابة منزلكم؟"
همس آسر بصوت خافت:"إنها تنتظر وصول أختها،لكنني لا أشعر أنها ستأتي من الأساس".
هتفت سمر بحنق:"سمعتك آسر،لكنها ستأتي،لقد وعدتني بأنها ستأتي...ربما اضطرت للتأخر في المطار لسبب ما".
مال ليقبل وجنتها ثم قال:"حسنا اهدئي،ستأتي إن شاءالله".
احمرت وجنتاها و همست في أذنه:"صديقك يصورنا و أنت تقبلني،ألا تخجل؟"
قال بحرارة:"لا،و لم سأخجل،لقد أصبحت زوجتي يا سمري".
ابتسمت برقة و هي تسبل أهدابها لترفعهما ما إن سمعت صوتا أنثويا معروفا يقول بنغمته المميزة:"مساء الخير،آسفة على التأخير".
نظر آسر إلى الشابة الجميلة التي تقف أمامهما،أما سمر فاتسعت عيناها بدهشة لتقول بصوت مختنق:"حور".
أومات حور برأسها،فالتفتت سمر ناحية آسر لتقول:"قل لي أنني لا أحلم،قل لي أن أختي واقفة أمامنا".
حرك رأسه إيجابا،فقامت من مكانها لترتمي في حضن أختها و تقول بصوت باك:"يا إلهي يا حور!إنها أنت حقا،اشتقت إليك جدا".
همست حور بصوت باك:"و أنا أيضا اشتقت لك".
ثم أبعدتها عن حضنها لتهمس:"كبرت و صرت عروسا يا سمر".
ابتسمت سمر و هي تمسح دموعها في نفس الوقت الذي اقترب كنان منهم مجددا بعد أن ذهب ليسلم على أحد معارفه ليتساءل و هو ينظر إلى الفتاة التي ضمتها سمر:"من هذه؟"
التفتت سمر و التفتت حور أيضا لتنظر إليهما فتتسع عينا كنان بصدمة عندما يراها و هو يسمع صوت سمر الرقيق يقول:"أقدم لكما حور...أختي الوحيدة و كل ما تبقى من عائلتي"...

تمت بحمد الله
إلى لقاء قريب إن شاء الله مع الجزء الثاني للسلسلة



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:48 PM   #7

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

احم احم دفاعا عن نفسي لتأخري في قراء القصة أني استلمتها أمس والتصاميم خلصت أمس يعني بريئة يا سادة القاضي هههههه
طبعا حياتي بطوط أكثر شخصية حساسة رغم البؤس لي تعيش فيه الأبطال واكيد ما راح تفوت الاحتفالية دون مشاركة مليئة بالحب والعشق...
فاتي القمراية دائما مميزة بتصاميمها الرقيقة الجميلة... يسلموووو يا عسل
رايحة ألعب دور القارئة الآن فتكم بعافية... حقيقي متشوقة أقرأ القصة
وقبل لا روح اوعوا تقروا وتهربوا أنا مراقبااااااااااكم



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:50 PM   #8

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 4 والزوار 5)
‏سمية سيمو, ‏star2, ‏Imancher, ‏Fatima Zahrae Azouz+


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-19, 11:57 PM   #9

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
احم احم دفاعا عن نفسي لتأخري في قراء القصة أني استلمتها أمس والتصاميم خلصت أمس يعني بريئة يا سادة القاضي هههههه
طبعا حياتي بطوط أكثر شخصية حساسة رغم البؤس لي تعيش فيه الأبطال واكيد ما راح تفوت الاحتفالية دون مشاركة مليئة بالحب والعشق...
فاتي القمراية دائما مميزة بتصاميمها الرقيقة الجميلة... يسلموووو يا عسل
رايحة ألعب دور القارئة الآن فتكم بعافية... حقيقي متشوقة أقرأ القصة
وقبل لا روح اوعوا تقروا وتهربوا أنا مراقبااااااااااكم

أنا أشهد ببراءتك يا سيمو😂😂😂😂😂 لأني أنا المتأخرة
تسلميلي يا قلبي،و بما أنها قصة عيد الحب قلت بلاها أنكد عليكم كمان😂😂😂😂😂خلي النكد لبعدين
إن شاء الله تعجبك القصة
تحياتي لك و للجميلة فاتي على تصاميمها😍😘


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-19, 12:14 AM   #10

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

شو هل الجمال والحلاوة عنجد سرحت وحسيت حالي بعالم خيالي كله حب وطيبة وبعيد عن الشر والحقد
اجتمعوا مرة وحظة تحت المطر وافترقوا لسنين لكن كل واحد فيهم ضل متذكر التاني وتقابلوا كمان مرة وهي المرة ما سمح لبعضهم البعض انهم يضيعوا ويتزوجوا وحبهم عم يكبر قصة لطيفة لحب رائع بين سمر واسر ...♥♥
بانتظار قصة كنان وحور 😚😚


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.