الأورام الكيسية المبيضية .. ما هي ؟

[tamer-story]

علينا أن ندرك بوضوح الإختلاف الكبير بين كيسات المبيض وبين الأورام الحقيقية للمبيض، لما لذلك من أهمية ليست فقط بالنسبة للتشريح المرضي أو علم التشريح، بل أيضاً بالنسبة للناحية العملية والسريرية. إن الإمكانية كبيرة لتشابه الكيسات المبيضية مع الأورام الحقيقية للمبيض، إذا ما لجأنا إلى الفحص النسائي فقط، ويعتبر من أهم ما يميزهما عن بعضهما بشكل أساسي ما يلي :

أ-تعود اهم أسباب تكون ونمو كيسات المبيض إلى المفرزات المتكونة داخل الجريبات المبيضية، فإذا بقيت هذه المفرزات منحبسة تكونت عندئذ الكيسات الإنحباسية، التي يتزايد نموها طالما استمر تكون المفرزات مع بقاء انحباسها، لكنها تتوقف عن النمو حالما توقفت المفرزات عن التكون.

ب- اما أسباب تكون الورام الحقيقية في المبيض فتعود إلى حدوث تكاثر خلوي حيث يستمر نمو هذه الأورام باستمرار هذا التكاثر، كما أن سرعة النمو تختلف باختلاف نوع الورم.

من الناحية الطبية نميز وجود ثلاثة أنواع من التورمات الكيسية المبيضية :
1- الأكياس المبيضية :
هي تورمات مبيضية حميدة (غير سرطانية) تنمو وتتطور تحت تأثير السائل الذي يتجمع فيها.

2- الأورام الكيسية المبيضية :
هو تورمات تكاثرية حقيقية تتطور عن طريق تكاثر خلاياها .. وتقسم إلى أورام حميدة، حيادية وسرطانية.

3- الأورام المبيضية الصلبة والتورمات الكيسية الصلبة.
هي بمثابة أورام نشيطة تكاثرية وحقيقية أيضاً وتقسم إلى حميدة حيادية وسرطانية.

الأكياس المبيضية :
تسمى هذه الأكياس بالأكياس الإحتقانية أو الأورام غير التكاثرية الحميدة بمعنى أنها ليست خطيرة ومنها :

أ-الأكياس الجريبية.
إذا لم ينفجر جريب البويضة الناضج النمو والتكوين ولم يقذف البويضة المتكونة داخله، استمر في إفراز السائل في جوفه، مما يؤدي إلى النتيجتين التاليتين :

الأولى : يتسع الجوف الكيسي باستمرار بسبب استمرار تكون وتجمع المفرزات في داخله حيث تتشكل حينئذ الكيسة الجريبية التي قد يتراوح قطرها بين (2 – 4) سم وأحياناً يصل حجمها حجم قبضة اليد.

الثانية : إن الضغط داخل الكيسة الناشيء عن وجود المفرزات يؤدي إلى ضمور نسيج جدرانها المغطاة بالخلايا الحبيبية.
حقيقة لا توجد عوارض سريرية تذكر للأكياس الصغيرة، فهي تندثر أو تتمزق تلقائياً. وتمزق الكيسة يهيج الصفاق (البريتون) ويثيره قليلاً.

اما الأكياس الكبيرة الحجم فيرافق حصولها الألم والإحساس بالتوتر في أسفل البطن.
إن سبب حدوث الأكياس الجريبية كما يُعتقد يعود إلى زيادة الهرمون المنشط أو المنمي للجريب (fsh) الصادر من الغدة النخامية.

يتوقف علاج الكيسة الجريبية على حجمها، لذا تراقب الكيسة لمدة ثلاثة أشهر بواسطة التصوير فوق الصوتي وإذا تبين أنها لم تندثر أو أن حجمها لم يصغر عندها يلجأ إلى استئصالها جراحياً.
ب- الأكياس الصفراء أو أكياس الجسم الأصفر.

ما هو الجسم الأصفر؟ هو غدة صماء تنشأ على أنقاض انفجار الجريب المبيضي ويكون مسؤولاً عن إفراز هرمون الحمل لفترة ما إذا أخصبت البويضة وعلقت في جدار الرحم. وفي حال كيسة الجسم الأصفر يحدث تجمع السائل في الجسم الأصفر.

يفترض أنها ناتجة عن الإفراط في إفراز هرمون التبيوض "lh" من الغدة النخامية، وقد يبلغ قطر الكيسة منا بين 6 – 8 سم وغالباً ما تزول هذه الأكياس تلقائياً.

يُمكن أن تسبب هذه الكيسة إنقطاعاً للطمث وألماً في الحوض وأحياناً إنتقال الكيس وتمزقه مسبباً الماً شديداً في البطن مما يتوجب على وجه السرعة فتح البطن جراحياً وإزالة ما تجمع من دمٍ في الصفاق.

المصدر : د. سميح خوري (مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم) – صحيفة الرأي

[ترحاب 1]

جزاك الله ألف خير و جعله الله في ميزان حسناتك
و يعافينا الله و ياكم من كل الأمراض