![]() | #194 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ![]() اقتباس:
حبيبتي دودي انبسطت بتعليقك جدا هرجع ارد عليه بالتفصيل عشان يستحق حاله خاصه و مزاج رايق | ||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #195 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ![]() الفصل الرابع - ليلة الدخلة ، كررت الدكتورة الكلمة بهدوء . هل كان أول اتصال جسدي بينكما وقتها ؟ - كلا ، تمتمت جيهان بارتباك واضح ، كان أول ... اتصال بيننا بعد عقد القران . - و أثناء الخطوبة ؟ - أبدا طبعا . - لماذا طبعا ، الكثيرون تكون بينهما تجاوزات أيام الخطوبة - أعلم لكن ليس هو - لأنه ملتزم ؟ - ليس ملتزما أكثر من غيره و لكني شعرت بأنه .. تنهدت بعمق و أضافت تعترف : - كان يحترمني . " كان تنفع دائما كأساس " ، فكرت الدكتورة و هي تواصل الكتابة بسلاسة قبل أن ترفع عينيها و تواصل أسئلتها : - كيف كان ذلك الاتصال ؟ الذي قبل الزواج ، أقصد . - بعض القبلات - فقط ؟ - و ... اللمسات . - و كيف وجدت الأمر ؟ كيف كانت قبلتكما الأولى ؟ أعادت صياغة السؤال حين اكتفت الأخرى بالصمت كجواب . - في المرة الأولى و كي أكون صادقة لم أشعر بشيء - لماذا ؟ - لأنها كانت تخالف كل توقعاتي ، بعيدة جدا عن كل ما تمنيته و تخيلته . - ما الذي كنت تريدينه في تلك القبلة و لم تجديه ؟ - كنت أريد أن يتعامل مع شفتي على أنها المرة الأولى لهما و لي و لكنه تعامل ب... - بنضج ؟ - بجهل، صححت بشيء من الحدة و هي تزفر بصوت مسموع، أنا آسفة لكن هذه الكلمة المناسبة التي تصف الطريقة الغبية التي بدأ بها معي ، كان رجلا جاهلا . صحيح أنني تزوجت و أنا سني كبيرة نسبيا و لكني كنت صفرا في التجارب و المفروض أن يتعامل معي على هذا الأساس . - في المرات التالية تحسن الوضع ؟ - نعم ، اعترفت جيهان بتردد و هي تستغرب برود المرأة الأخرى ، في المرة الثالثة... أصبحت قادرة على التجاوب معه و لكن هذا لا يمنع أنه سلبني حلاوة المرة الأولى . - حلاوة المرة الأولى ، اممم ، و هنا نصل إلى المرة الأولى لكما معا و أريدك أن تصفي لي ليلة الدخلة بكلمة واحدة. - كانت بشعة - بشعة ، بدأت الدكتورة تقول لكنها توقفت أمام سيل الكلمات الذي لم يكف عن الانطلاق من بين شفتي الأخرى . - مؤلمة ، مؤلمة جدا و محبطة بكل المقاييس . - هل أرغمك ؟ - كلا طبعا ، هو ليس من ذلك النوع و لكن .. و لكن . توقفت الدكتورة عن الكتابة ، بحتثت عن عينيها الهاربتين و حين اصطادت نظراتها طلبت منها بثبات : - احكي لي بقليل من التفصيل من فضلك . دون الدخول في الجوانب الحميمية إذا كان ذلك يضايقك . أغمضت جيهان عينيها بتعب . تعود ببطء و عدم رغبة إلى تلك الليلة . كان وسيما لا تنكر، متألقا للغاية بقميصه الأبيض الناصع و بذلته السوداء المزدانة بخطوط رمادية لامعة. كانا مثاليين مع بعض ، على أرض الواقع كما في الصور . و الجو داخل غرفة النوم كان مثاليا كما حرصت هي بنفسها أن تجعله ، لون الستائر الفستقي الخافت المشع بفخامة تحت الضوء الناعم للنجفة الأنيقة ، المفرش الأبيض الناصع و النمنمة الرقيقة التي تغطيه ، كل شيء كان مثاليا . كل شيء كان يمهد لليلة أحلى من الأحلام . عندما أزالت طرحتها و كشفت عن شعرها الذي تماوج لونه البندقي الطبيعي مع شقرة صناعية زادته ألقا لاحظت فورا اضطراب أنفاسه و ذلك أضرم نارا حامية في أنوثتها الخابية و أيقظ رغبة نائمة منذ وقت بعيد . تنهدت مسبلة الجفون و هي تتذكر تصرفه البعيد عن اللباقة بعد نهاية سهرة الاحتفال، كيف ألقى بتحية جامدة سريعة على الحضور ما إن خرس صوت الموسيقى، كيف أخذها من ذراعها و جرها بسرعة نحو السيارة راميا وراء ظهره نظرات الموجودين بأنواعها : استغراب، استهجان، تفهم و الكثير من الغمزات . لهفته عليها ليلتها أيقظت تجاوبا كبير بداخلها و وجدت نفسها تتحرق شوقا لتكتشفه كرجل و تكتشف معه نفسها كامرأة و لكن ... - و لكن؟ - و لكني كنت متعبة دكتورة، بل ميتة من التعب. و دعيني أوضح لك ظروفي وقتها ، استمرت تقول بإجهاد جلبته الذكرى ، لم يكن هناك أي أحد متوفر ليساعدني لذلك قمت بكل شيء تقريبا بمفردي . تصوري أني استمررت بالعمل لآخر لحظة كي لا أختصر من مدة شهر العسل . كانت حياتي تسير بنسق سريع تلك الأسابيع الأخيرة التي سبقت الزفاف : أعمل الصبح ، أعود إلى البيت لأتغذى و أحيانا لا أعود ثم أقضي بقية الوقت في التسوق . " المأساة المألوفة لشعب تعود تأجيل كل شيء لآخر لحظة " ، هكذا فكرت الدكتورة بينما شفتاها تنطقان سؤالا مختلفا : - و أفراد عائلتك ؟ - كل منهم كانت لديه ظروفه ، بابا مصاب بالسكري و الجو كان حارا وقتها ، ماما تعاني من الضغط ثم ذوقها يختلف كثيرا عن ذوقي ، أختي الصغرى كانت منغمسة في امتحانات الثانوية العامة و شقيقي الأكبر كان وقته موزعا بين وظيفتين و زوجته حامل في الشهر التاسع . - كنت متعبة و هو لم يراع ذلك ؟ أليس كذلك ؟ - بالظبط يا دكتورة ، كان مستعجلا ، أكثر من اللازم و أنا حاولت أن أفهمه أني لا أستطيع ، لست مستعدة قلت له لنؤجل الموضوع بعض الوقت أحمد ، حتى الغد من فضلك . - لكنه لم يتفهم ، قاطعتها الدكتورة ناظرة إلى ساعة الحائط المقابلة ، و مع ذلك تقولين بأنه لم يرغمك . - لم يرغمني صراحة لكن كيف تصفين تجهمه الواضح ، زفراته الغاضبة ، كيف تصفين تركه لي وحيدة في غرفة النوم و ذهابه ليشاهد النشرة المتأخرة ؟ هل هذا ما يفعله الأزواج العادييون ؟ - شخصيا أفسره بأنه كان رجلا ناضجا و كان لديه توقعات كبيرة كما يفعل أي رجل طبيعي . أكملي من فضلك . - لحقته طبعا لأني لم أرد أن أكون مقصرة منذ بدايتي معه ، لم أردها أن تتحول إلى نحس منذ الليلة الأولى المهم ، تنهدت و هي تكمل ، لحقته و أخبرته كذبا أني مستعدة . ظننت أن كل شيء سيتم بسرعة كما عرفت من بعض البنات صديقاتي . - لكنها كانت تجربة مؤلمة لك . - جدا ، جدا ، جدا ، تمتمت و تماسك ملامحها ينكسر أخيرا و تطرق برأسها أرضا . و تواصل الأمر و لمدة أشهر - هل كان عنيفا معك في إحدى تلك المرات ، هل أرغمك يوما ؟ - كلا لم يحدث ، أخبرتك أنه ليس من ذلك النوع ، بالعكس أستطيع القول أنه كان مراعيا و لكن مع ذلك كانت تجربة بشعة ، لمدة أربعة أشهر و أنا أتألم و بشدة . - لمدة أربعة أشهر و هو صابر معك ، قررت الدكتورة بهدوء. - صابر ؟!! كررت الكلمة باستهجان ، ربما صابر لكن أنا من كنت أتألم ، أنا من كنت أعاني كل ليلة . و كل ذنبي أني كنت بلا خبرة . نظرت الدكتورة نور الهدى مرة أخرى إلى الساعة المقابلة ثم قررت ترك فسحة من الوقت و الصمت تسمح فيهما للمرأة الأخرى بابتلاع قليل من مرارتها . - ما ذنبي إن كان جاهلا إلى تلك الدرجة ؟ ألم يقدر على سؤال أصدقائه مثلا ؟ - ليس من رأى كمن سمع ، تمتمت الدكتورة بنفس النبرة العملية ثم أضافت ، أكيد الموضوع لم يستمر بتلك الطريقة " البشعة " أليس كذلك ؟ أتوقع أنه في وقت ما تحسنت الأمور بينكما . - طبعا ، وافقت جيهان بحرج . - كيف أصبحت العلاقة بينكما ؟ - جيدة لا أنكر ، أجابت بحرج أكبر . - جيدة بنسبة كم . - بنسبة سبعة من عشرة و أحيانا تسعة من عشرة . - و رغم ذلك لم تنسي خيبة الليلة الأولى . - الليلة الأولى ليست موضوعا بسيطا أبدا ، الليلة الأولى هي التوقعات ، هي الأحلام الوردية إذا لم تتم كما يجب ماذا تصبح الحياة بعدها ؟ شيئا أقرب للروتين . ساد صمت قصير شردت أثناءه جيهان بينما استمرت الدكتورة تخط بأصابعها الرشيقة لبعض الوقت . - هل حاولت بإخباره عن انطباعاتك ؟ مشاعرك ؟ إحباطك ؟ - ليس في البداية ، كان صعبا علي التكلم عن تلك .. الأشياء. لكن فيما بعد ، في مرحلة متقدمة من علاقتنا صارحته و تصوري ماذا قال لي ؟ - ماذا ؟ - قال لي بجفاء أن الذنب لم يكن ذنبه ، أني أنا من كانت لديها مشاكل . و حين أخبرته أن زميلتي في العمل كانت مثلي و زوجها صبر عليها لمدة أسبوعين قال لي ببرود : لا تقارنيني برجال آخرين حتى لا أقارنك بنساء أخريات . ما رأيك في انعدام الإحساس ؟ - مدام جيهان ، قالت الدكتورة و هي تنظر لساعة معصمها في إشارة واضحة، اسمحي لي بأن أكون حيادية و أتكلم معك بصراحة . بغض النظر عن أسلوبه في الكلام معك لكن وجهة نظره صحيحة ، غالبية النساء ليلة الدخلة تمر عليهن بكل سهولة رغم التعب ، رغم الإرهاق ، رغم عدم الخبرة . - و من كانت مثلي لها الله ، تمتمت بنفور واضح . - أنا لا أقصد طبعا لكن حاولي النظر من زاوية أخرى . هل مازلت تذكرين الألم ؟ - كلا طبعا، لا أتذكر تفاصيله و لكن أتذكر آثاره على نفسي - بكلمات أخرى : تتذكرين الخيبة بوضوح - نعم - مثله هو بالضبط ، صحيح لم يتألم مثلك لكنه أصيب بخيبة عميقة . و في مرحلة ما أصبح كلاكما متساويا في المشاعر . و أعتقد بخبرتي كطبيبه أنه هو أيضا عانى من آثار ليلة الدخلة نفسيا و كذلك جسديا . اتسعت عينا جيهان ، أطرقت برأسها و همست بارتباك : - بالفعل لا أنكر ، حصلت له بعض المشاكل و اضطر للمتابعة عند اختصاصي في أمراض الذكورة . و لكن الموضوع لم يأخذ كثيرا من الوقت و عاد طبيعيا بسرعة بينما أنا لم .. - بينما أنت لم تستطيعي أن تنسي و نأيت بجزء كبير من مشاعرك بعيدا عنه لأنك في داخلك لم تقدري أبدا على مسامحته . - أنا لم …، الأمر ليس كما تصورينه - هل سامحته ؟ سألت الدكتورة و هي تضغط زر استدعاء السكرتيرة . - لم أفكر في الأمر من قبل . - إذن فكري و لكن بينك وبين نفسك . انتهى الحوار ، دخلت السكرتيرة و خرجت جيهان . | |||||||
![]() | ![]() |
![]() | #196 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ![]() غادرت العمارة لتستقبلها شمس الأصيل تزيد من التهاب أفكارها . سارت بسرعة و عفاريت سخطها تتقافز حولها . كل شيء كان خطأها هي ، طبعا ، هذا هو المعروف لأنها امرأة ، خلقت لتخطئ و تكون سبب كل المشاكل و البلاء في هذا العالم . اشتعل خداها غضبا و زفرت بقوة و هي تشعر بتلك الثورة القائمة بداخلها . هاجت نفسها و جيناتها النسوية تثور في وجه تلك الأحكام الظالمة التي تطلق بحق و بدون حق في وجه المرأة ، نفس المرأة التي ظلمت طويلا و على مدى عصور . و مازالت . ما السبب في تدهور الأخلاق ؟ تسيب المرأة . ما السبب وراء استفحال التحرش ؟ عراء المرأة . ما السبب وراء انحلال الجيل الصغير ؟ خروج المرأة للعمل . ما السبب وراء ليلة دخلة فاشلة ؟ عدم استعداد المرأة . أين الرجل في كل هذا ؟ أليس مقيما معنا في نفس الكوكب ؟ انعدام عدل بشع ، فظيع يتعامل به المجتمع و يضع عبء كل الآفات التي تقابله على المرأة . علت أمواج قهرها و اضطرابها و هي تتذكر تحيز تلك المرأة الواضح لزوجها . عفوا " طليقها " حتى لا تغضب الدكتورة ، تلك المخلوقة الباردة التي لا تملك من اسمها شيئا ، لا هي نور و لا هدى . كيف تطلق أحكامها و هي لم تجرب أن تكون مكانها ؟ هل هي التي تحطمت أحلامها البسيطة الرقيقة تحت أقدام رغباته و جهله بكائن يدعى أنثى ؟ هاي يا رجل! كانت تود أن تصيح في وجهه، أنا أقدم لك شيئا هناك رجال على هذا الكوكب لا يحلمون بامتلاكه و رجال آخرون لم يسمعوا به يوما . و لن يسمعوا . و كل ما طلبته منك هو قليل من التقدير ، أم هو كثير علي ؟ تنهدت بعمق و هي تواصل السير يرافقها هذيانها . هل تلك المخلوقة الرسمية الكلام و العواطف هي التي استمرت معاناتها لمدة أربعة أشهر بأكملها . أربعة أشهر كرهت فيها نفسها و جسدها كل ليلة . أربعة أشهر صدقت و آمنت و اقتنعت فيها أنها إنسانة منقوصة ، أن أنوثتها العاقة لها منذ صغرها بها عيب لا ينصلح . فيما بعد ، حين انكسر ما انكسر ما بداخلها بدأت الأخريات يتكلمن . و علمت أنها ليست مشكلتها وحدها بل مشكلة الكثيرات و الكثيرات . فيما بعد ، عرفت أن خالتها ظلت لمدة سنة تعاني من نفس الموضوع، عرفت أن جارتها عانت لمدة عشرة أشهر . و عرفت أن والدة صديقتها ظلت تتعالج من آثاره لمدة طويلة عند طبيبة نفسية . و لكن حين عرفت كان الوقت قد تأخر لأن ذلك الشعور بالنقص كان قد تغلغلت جذوره بداخلها . تجربة مرة تأثيرها على نفسيتها كان شديدا لدرجة أن ذكراها كانت تبعث حية كلما لمستها الطبيبة أو الداية . الداية … فجأة داهمها ذلك الخواء المعتاد منذ إجهاضها الثاني ، توقفت للحظات تتأمل الوجوه الفارغة من الملامح حولها ثم غيرت طريقها للتوجه إلى ذلك المقهى الذي تعودت الجلوس فيه مع زميلاتها و صديقاتها وقت الدراسة و أيام الجامعة ، ما أحلاها من أيام ، خالية من التعقيدات، فكرت و هي تدخل المقهى و تختار طاولة منزوية لتجلس إليها . كانت حينها عقلا أكثر من جسد ، تذاكر ، تجتهد فتنجح . ليس كالزواج تصبح فيه المرأة جسدا بلا عقل و يفضل بلا روح حتى تتحمل الهم و تنجح . - كوب موكاتشينو من فضلك ، أجابت النادل السائل . - أحضر لك معه شيئا آخر مدام ؟ سأل و عيناه تحطان في نظرة سريعة على دبلة زواجها التي تتنكر بها كل صباح قبل الخروج . كرواسون ، كيك ، جاتوه ؟ - الثلاثة ، تمتمت و هي تنظر إلى القائمة اللامعة . - شييء آخر مدام ؟ تجاهلت نبرة السخرية أو ربما الاستغراب في صوته و أضافت : - نعم قطعة تارت تفاح من فضلك . قرأت شيئا ما في نظرته إليها فسرته على أنه شفقة . و هو كذلك ، وافقته في سرها ، أنا امرأة تعيسة خاوية و مع ذلك احتفظ بشفقتك لنفسك أو وفرها لتعيسة الحظ التي ستكون من نصيبك . بعد دقائق كانت طلباتها موضوعة أمامها و كادت تفرك يديها و هي تسأل بأيهم تبدأ ، فاضلت قليلا ثم مدت يدها إلى أقربهم إلى قلبها الكرواسون الساخن المعجون بالزبدة الذائبة . تلمظت و هي تغمض عينيها باستمتاع افتقدته منذ وقت ليس بالقصير . انتهت من الكرواسون لتمد يدها بشرود إلى قطعة التارت و تبدأ بلعق كريمة التفاح دون وعي . توقفت فجأة و هي تشعر بشيء غريب ، رفعت عينيها تلقائيا لتجد رجلا في الطرف الآخر من القاعة ترك كل شيء و ظل يتابع حركة أصابعها ، من التارت إلى شفتيها و العكس . - أستغفر الله ، تمتمت بسخط ، لاينقصني إلا المرضى أمثالك . قامت فورا بعد أن أفسد عليها صاحب العينين الوقحتين جلستها و تحت نظرات النادل المستغربة المستهجنة قامت بلف ما تبقى من طلباتها في مناديل ورقية ثم وضعتها داخل حقيبتها و انصرفت . لا تغرك المظاهر يا هذا ، خاطبته بداخلها ، الفستان في ناحية و الجيب في ناحية أخرى تماما . مرت أمام إحدى الواجهات الزجاجية فتفقدت شكلها بسرعة ، تتأكد أن لا شيء بارز أو مكشوف . ذلك الرجل و نظراته فعلا بها شيئا غريبا . اقشعر جسدها باشمئزاز عنيف و هي تسترجع تلك الرغبة الواضحة الفاضحة داخل عينيه . كم كان حقيرا ، كيف تسمح له نفسه بأخذ ما ليس من حقه ؟ بالتحديق في امرأة تخص غيره ؟ بهزة رأس قوية أيقظت نفسها و واصلت سيرها . و مع كل خطوة كانت تقنع عقلها بأنها سرعان ما ستلملم ألمها ، وجعها و ستعرف كيف تطوي حيرتها و تتأقلم . ……………………………. | |||||||
![]() | ![]() |
![]() | #197 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ![]() قبل سبعة عشر سنة ، تقف ميساء في باب الغرفة ، تشعر بغربة عميقة لا قرار لها و هي ترى ذلك الرجل ذي الوجه الطولي يجلس بجانب أمها بتلك الطريقة الحميمية . اقتربي حبيبتي ، لا تخجلي من عمك نادر ، سلمي عليه ، مدي يدك و لا تخافي ، سيصبح بمثابة أبيك قريبا و ستنادينه بابا نعم حبيبتي ، تواصل الصوت الناعم لزوجة عمها الأوسط يبث سمومه داخل كيانها ، ستصبحين مثل جميع صديقاتك لديك أب . ما شاء الله ، تمتم الرجل الآخر بصوته ذي الحشرجة البارزة كبروز عينيه الجاحظتين و هما تتفحصانها بتركيز ، اسمعيني صغيرتي ، أنا و أمك سنصبح زوجين لكن هذا لن يحصل طبعا إلا لو قبلت أنت . ساد صمت متآمر بدت هي و أمها المطرقة في خجل تائهتان فيه قبل ان يواصل بخفوت و عيناه مثبتتان داخل عينيها : الآن سأعرف إن كنت توافقين أم لا ، لو أحضرت لنا " الشربات " و وضعتها على الطاولة أمامنا سأعرف أنك تقبلين بي كأب لك لكن لو رفضت فسأغادر فورا غادر ، نطقها قلبها و مع ذلك و لسبب تجهله قامت كالمسيرة من مكانها و أحضرت لهم الشربات ليأخذ هو منها الكأس بابتسامة واسعة التصقت بذاكرتها إلى الأبد كما التصقت صورته و هو يقرب الكأس من شفتي أمها و يهمس لها . . .. ... أغمضت عينيها بتعب و هي تتذكر تلك الفترة السوداء المتجهمة من عمرها ، كيف اتصلت بجدها و هي تبكي و قالت لا أريد بابا آخر و إن كان و لا بد فلا أريد ذلك الرجل البشع . جدها كان تقليديا جدا و لم يتدخل . ربما رأى أنه الحل الأفضل لابنته التي ترملت بثلاثة أطفال و انعدمت فرصتها في زواج آخر . لكن جدتها كانت أبعد ما يكون عن التقليدية . تذكرت كيف انتقلوا لفترة ليسكنوا في بيت جدها و كيف كانت جدتها تغيب مع أمها طويلا كل يوم . تتركهم صغارا لوحدتهم و ضياعهم . ثم جاءت الفترة الأكثر مرارة و و بدأت تهل عليهم جحافل الناس الذين أتوا لرقيتها من السحر . كلمة كرهتها حينها و لم تعن لها سوى السواد . و لكن بقدر كرهها كانت تريد أن تعرف كنهها ، أن تكشف الستار عن غموضها ، أن تعرف كيف كادت زوجة عمها بسحرها و أعمالها أن ترغم أمها على الزواج من شقيقها . لذلك تلك المرة عندما منعوها من الدخول كالعادة قررت أن تختبئ قبل دخولهم و ظلت تراقبهم من مكانها تحت الأريكة القديمة، تنظر بعدم تصديق لتلك المرأة و هي تجذب ذلك الخيط الطويل من حلق أمها ، تجذب و تجذب لتخرجه أخيرا و تأرجحه أمام عيني والدتها و جدتها و هي تشير بانتصار لذلك الشيء المبلل بعصارة معدة أمها . " العمل " كما قالت المرأة الغريبة و هي تتنهد بارتياح . " العمل " ، كلمة لم تفهمها جيدا حينها و لكنها عرفت في أعماقها أنها ستظل تخافها طوال حياتها ، تخافها و تكرهها . و للأسف لم تجد صدى لخوفها في نفوس أخويها . أخوها الأصغر كان حينها في الرابعة، لم يكن في سن تتيح له أن يفهم أو يهتم بأن يفهم . أختها الكبرى ابنة الحادية عشر لم تتأثر و كانت تقول بأنه دجل و تخاريف . لكن هي ، في الثامنة من عمرها لم تقدر على عدم الفهم و عجزت تماما عن تكذيب ما رأته عيناها . كيف تقنع عقل فتاة الثامنة فيها بأن أمها لم تبتلع ذلك العمل و أنه كان دجلا و احتيالا . وضعت يدها على معدتها و وجهها يشحب أكثر ثم انحنت لتتقيأ من جديد و هي تكاد تشعر بذلك الخيط في حلقها . …………………………. تمّ | |||||||
![]() | ![]() |
![]() | #199 | ||||
![]()
| ![]() جيهان بصراحة مش قادرة اعطيها عذر حسيتها كتير عاملة حالها مظلومة وانه الكل ظلموها وانها الملاك البريء ممكن هي حست بخيبة امل وتوجعت بس احمد متل ما حكت الدكتورة كمان توجع متلها لازم هي تبطل تشوف حالها ع صح وتعرف غلطها ... ميساء المسكينة قصتها مع السحر مؤلمة بس كان لازم اختها يصير فيها هيك !؟طيب ليش امها لساتها قاعدة عن مرت عمها ؟!لازم تبعد عنها وعن هي الساحرة المقرفة !!!!! مسكينة ميساء تعذبت ويوسف ما عرف يداويها لازم تروح ع دكتورة نفسية لتساعدها . | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #200 | ||||
![]()
| ![]() تسلم ايدك نغوم حبيبتي 😍😍 وضع جيهان بليلة الدخلة اشي بيصيب نسبة كبيرة من المتزوجات في منهم اللي بسمعو لغيرهم وبكونو احلام وتمنيات خاصة بهاي الليلة وللاسف بتقلب كلها بسبب كبر التوقعات لهاي الليلة .. تقريبا الخطأ واقع منهم كطرفين .. احمد بسبب جهله واستعجاله ليتمم الزواج ضغط بشكل كبير ع نفسية جهان .. الضغوط النفسية اللي بتواجه البنت اخر فترة من تحضيرات العرس كفيلة تهدم جبل فعلا واي وحدة متزوجة بتكون عارفة اديش الضغوط والنفسية سيئة ومحتاجين كلمة تريحهم وتطبطب عليهم .. هو لو صبر عليها اكتتر كان افضل من الهجوم اللي عملو .. بالنسبة بجهان بعد تحسن علاثتهم بنسبة كبيرة بكن خيبة الامل باللي صار بليلة الدخلة خلتها حاجز بينها وبين تطور مشاعرها تجاه احمد لهيك ماقدرت تسامحو وتقريبا كل ماتزعل او تغضب منو تلقائي عقلها بيسترجع ألمها بهديك الليلة وبصير الحاجز يكبر ويتضخم لغاية لما وصل للطلاق .. الغريب فعلا انو جهان مش مقتنعة بطلاقها ومتخيلة حالها متزوجة وبتلبس دبلتها يمكن لتبعد تطفل الناس عنها .. بس لسه ببالها انها بتخص احمد وانها ملكه حتى مع نظرات الشخص الاخر ✋ ميساء وذكريات قبل ١٧ سنة .. ام ترملت ومعها ٣ اطفال .. ماصدقو يزوجوعا وكان الزوج بتصور زي مافهمت هو اخوها لزوجة عمها .. يبدو انو زوجة عمها عملت سحر للام عشان تقبل بالزواج ومن وقتها بدأت ميساء تتعمق بهادا العالم اللي أثر فعلا على حياتها ... اختها الكبيرة ماهتمت للموضوع واخوها الاصغر مابفهم بهيك قصص لكن هيا اللي وعيت ودورت ورا هالقصص لغاية ما أثرت فعلا عليها .. تسلمي نغوم حبيبتي 😘😘 | ||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|