آخر 10 مشاركات
132 - قبضة من وهم - فاليري بارف (الكاتـب : حبة رمان - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-19, 07:47 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 يوم الأربعاء / الكاتبة stars27 ، فصحى مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
يوم الأربعاء
الكاتبة stars27



قراءة ممتعة للجميع.....




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 28-05-19 الساعة 02:49 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-19, 07:48 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

رابط لتحميل الرواية هنـــــــــــــــــا



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نقدم لكم رواية غربية فصحى

قراءة ممتعة للجميع....




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 25-08-19 الساعة 02:55 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-19, 07:50 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-هل ستبقى معي الى الأبد؟
هل ستبقى تنظر لعيناي بنفس الطريقة بعد أن أظهر لك جميع عيوبي وذنوبي التي ارتكبتها؟
هل ستحبني كما تفعل الآن ؟

-سأفعل..أعدك،سأقبل بك بجميع عيوبك..بالنهاية أليس هذا مايعنيه أن تحب أحدهم.

قبل أن يرن المنبه فتحت أعينها المتلئلئة بسعادة بينما أصابع قدميها كانت تتحرك بحماس من أسفل الغطاء ،وحالما صدح صوت المنبه يدها وجدت طريقها بسرعة نحوه لتطفئه وتنهض من سريرها بطريقةٍ أشبه بالقفز.

ابتسمت بوسع لتهمس

-إنه الأربعاء..أخيراً!!

اتجهت نحو الحمام لتغسل وجهها وتضع بعض مساحيق التجميل بشكلٍ خفيف لتبدو جميلة بطريقة طبيعية وبدون مبالغة.

وضعت مرطب الشفاه كلمسة أخيرة ،وعلى غير العادة هي وضعت القليل من أحمر الشفاه ،لتهمس لنفسها مبررةً فعلتها.

-اليوم شفاهي جافة بعض الشيء.

قلبت عينيها على تبريرها الغبي.

-على من تكذبين ميلا ؟ أنتِ وضعته لأن اليوم هو الأربعاء.

سرحت شعرها القصير بدون أن تقوم بربطه تاركةً إياه ينسدل على أكتافها براحة.

لترتدي ملابسها وتخرج من المنزل مسرعة بدون أن ترد على والدتها التي كانت تناديها لتتناول الفطور.

متشوقٌ لغدٍ يحمل صوتك وملامحَ وجهك الجميلة،مشتاقٌ يائس هو أنا لعينيك الواسعة..وإن كنتَ تسألني عن سبب شوقي لك،فإجابتي قد تجدها بلا معنى،فأنا أشتاق لك لأنك تكمل روتيني ، أنتَ تكمل يومي،تكمل أغنيتي عندما أستمع لها متخيلاً تفاصيلك الجميلة تكمل قصيدتي التي أقرأها بمشاعرٍ كان المتسبب الأول والأخير بها هو أنت ..ببساطة أنت تكملني أنا~

عندما وصلت لوجهتها توقفت أمام بوابة مركز التسوق الكبير،لتأخذ نفساً عميقاً مغمضةً عينيها لتحرره بهدوء

ابتسمت بثقة ودخلت المركز ،اتجهت نحو السلالم الكهربائية وكلما اقتربت نحو الطابق الثاني كانت نبضات قلبها تتسارع

كانت قد وصلت للطابق الثاني ولكنها لا تبرح أرضها بخطوة، بالرغم من أنها كانت تأتي الى هنا لمدة شهرين ،ولكنها الى الآن لاتستطيع أن تسيطر على توترها والتحكم بنبضات قلبها المتسارعة.

-يا الهي فقط ابتعدي عن الطريق!!!

صرخت بها تلك الإمرأة الأربعينية لتبتعد على الفور ويمر الناس وهم يرمقونها بنظرة قاتلة

ولكن كان ذلك آخر همها ،هي متوترة جداً ومتحمسة للقاء ذلك الشخص هو كل ما يشغل بالها ،أخذت نفساً وزفرته ورفعت كتفيها بثقة لتتجه نحو ذلك الشاب الواقف بين كومة كتبه المصفوفة أمامه على طاولته الخشبية ،والبعض منها مرتبٌ على الأرض فوق بعضها البعض.

وكان قد اختار كتاباً يقرأه، والعقدة التي بين حاجبيه تُخبرك كم هو متعمق بقراءة هذا الكتاب ،كان يضع قدماً أمام الأخرى ويداً كان يخفيها داخل جيب بنطاله.

مع أنه وعلى طول تلك الشهرين كانت وقفته نفسها ولاتتغير ،إلا أنها وبكل مرة تجعلها تفقد ثقتها ،وتوترها يعود لها مجدداً بشكلٍ مضاعف.

شعر الشاب بنظراتها نحوه ليبتسم بخفية، تاركاً لها المجال بتأمله أكثر، ولكن ابتسامته تِلك لم تخفى على صديقتنا العاشقة .

تحمحت بإحراج لتقترب من طاولة كُتبه ليرفع نظره نحوها .

-أهلاً بكِ مجدداً، لا بد بأنكِ تُحبين قراءة الكُتب كثيراً.

أومأت بالإيجاب

-أجل ،أحب القراءة كثيراً ..

-أنا أيضاً

قهقهت على رده

-هذا واضح ،إنها معلومة بديهية

بادلها القهقة واضعاً يده خلف عنقه بإحراج

-أجل معكِ حق...هل انتهيتي من قراءة الكتاب الذي اشتريته بالمرة السابقة ،أعني هو حقاً كتابٌ كبير على أن تنهينه بأسبوعٍ واحد فقط

-كلا..أعني أنا لم أبدأ بقرائته حتى،لدي إمتحان وعلي إجتيازه لذا أنا لا أملك الوقت للقراءة

عبس الشاب قليلاً

-أنتِ دوماً تشترين الكتب ولاتقرأينها

-انظر لنفسك وأنت تعبس كالطفل فقط لأنني لم أقرأ تلك الكتب

تِلك الإجابة جعلته يضحك بسخرية ولكن إحراجه كان واضحاً بسبب وجنتيه المحمرة

-أنتِ دائماً ماتجعلين الوضع ينقلب ضدي وتقومين بتغيير الموضوع..يالكِ من فتاة.

عندما رأت احمرار وجنتيه هي ابتسمت بشيطانية لتغيظه أكثر

-أووه انظروا للطفل المُحمر بإحراج،أين هو ذلك الشاب الجذاب المثقف الذي كان موجوداً منذُ قليل!!

لتضحك بعدها على ماتفوهت به، ولكن صديقنا الآخر توسعت عينيه قليلاً وتحمحم بإحراج ،لم يكن يتوقع هذا المديح المفاجئ ،بالرغم من أنها دوماً ماتمتدحه بنظراتها له فقط ،إلا أنها المرة الأولى التي تنطق بها بمديحها.
توقفت عن الضحك تدريجياً لتنظر نحوه وترى تلك التعابير التي كانت تعتلي وجه بائع الكُتب، لتستوعب التراهات التي تفوهت بها منذُ قليل ،وبهذا الطاولة انقلبت مرة أخرى ضدها، ليسود صمتٌ قاتل لم يدم طويلاً عندما قاطعه الشاب مستغلاً إحراجها.

-إذاً !!أنا شابٌ جذاب بنظركِ؟
سألها وكأنه يغيظها ولكن بينه وبين نفسه أراد معرفة جواب سؤاله،ولسبب ما كان متوتر وهو ينتظر إجابتها،وبزاوية ما من عقله تمنى أن تكون 'نعم' هي الإجابة .

ضحكت بسخرية وهي تقلب عينيها على الشاب الواثق أمامها.

-كلا ..أنتَ مجرد طفل مُحمرٌ بإحراج.

ابتسم بخفة على إجابتها مُخفياً خيبته بتلك الإبتسامة ليجاريها بمزاحها.

-أووه صحيح انظروا من المُحمر الآن.

-أووه.. نعم إنه أنت.

قلب عينيه على الفتاة التي ترفض خسارة النقاش

-مهما يكن ..أي كتابٍ تُريدين هذه المرة؟

لوت شفتيها وهي تنظر لكومة الكتب ،ومن ملامح وجهها يستطيع أي أحد أن يعرف بأنها لاتريد أياً من هذه الكتب ،ولاتملك أي فكرة عن أي كتاب،ليضحك الشاب على تعابيرها الضائعة وبنفس الوقت وبسرية هو فُتن بها.

-سأساعدكِ على اختيار واحد.

لتجيب بسرعة وكأنها كانت تنتظر تلك الجملة المنقذة لها

-حسناً .. ولكن اختر كتاباً قصيراً.

وللمرة الألف تنجح هذه الفتاة بإضحاكه

-بالتأكيد..فأنتِ لم تنهي الكتب السابقة لأعطيكي واحداً طويلاً.

وسعت عينيها عندما استقبلت اذنيها تِلك الحقيقة المهينة

-هل تستهين بقدراتي الآن!! لقد أخبرتك لدي إمتحان لذا لا أستطيع إهدار وقتي كما تعلم.

ترك مابيده من كتب لينظر لها ويجيبها ضاحكاً

-إذاً لما وبحق الجحيم تستمرين بشراء الكتب إذا لم يكن لديكِ الوقت لقرائتها ؟

تكتفت بإنزعاج عندما لم تجد جواباً..ولكن كلا ميلا لن تخسر النقاش

-فقط أحب شكلها بُغرفتي...إنها زينة تضيفُ طابعاً جميلاً للغرفة.

شخر بسخرية على هذا الجواب ليعود لإمساك الكُتب ويبحث عن واحدٍ لها

-صحيح أنتِ لاتملكين الوقت للقراءة ولكنكِ تملكينه لتزيين الغرفة

-تزيين الغرفة يأخذ وقتاً أقل

شخر مجدداً بسخرية ليجيب

-أياً يكُن...أووه هذا الكتاب يبدو جيداً تفضلي.

أخذت الكتاب من يده لتنظر نحو اسم الكاتب قبل أن تنظر لإسم الكتاب

-إنه دانيال رافييل مجدداً؟!

توسعت عينيه بخفة

- يا الهي أنتِ لاتقرأين الكُتب ولكنك مع ذلك تقرأين اسم الكاتب؟

هي أحست بالإطراء لسببٍ ما مع أنه لم يكن كذلك ..ولكنها أول جملة ينطقها بدون نبرة تحمل التوبيخ أو السخرية.

-هه بالطبع إنني أفعل ، أنا لن أقرأ الكُتب بأعين مغمضة عن هوية صاحبها.

-أووه صحيح..أنتِ تفتحين أعينك على اسم الكاتب ولكنكِ تُغمضينها تماماً عن الكتاب.

وقبل أن تفتح فمها هو قال ماكانت ستقوله وهو يقلب عينيه

-أجل أجل أعلم أنتِ لديكِ إمتحان ولا تملكين الوقت للكُتب ..أنا أعلم.

-الهي أنتَ حقاً لاتفوت أي فرصة لتسخر مني.

هو فقط ضحك على ما قالته ...لسببٍ ما لايعلمه هو يصبح سعيداً جداً عندما تأتي هذه الفتاة لمتجره المتواضع كل أربعاء،قلبه ينبض بسرعة وكأنه بمضمار سباق للركض السريع مع أنه ثابتٌ بمكانه ولكن قلبه ليس كذلك،وتوتره يزداد بشكلٍ جنوني،لذا هو فقط سيضحك كثيراً عندما يتحدث معها وسيلقي الكثير من العبارات الساخرة حول أنها لا تقرأ الكتب التي تشتريها فقط ليخفف من توتره قليلاً،ولكنه لاينجح بذلك أبداً،لديها تأثيرٌ قوي على قلبه ،والى الآن هو لايعلم كيف بدأت العلاقة بينهم تصبح سلسة كما الآن ...هما التقيا قبل شهرين فقط.

(عودة للماضي ..قبل شهرين)

كان هذا عندما كانت تتسوق مع صديقاتها هم فقط وقفوا عند طاولته الخشبية وهو فقط كان ينظر نحو كتابه الذي يقرأه ،وهي كانت تبدو غير مهتمة بتلك الكتب أبداً بينما صديقتيها كانتا متحمستان جداً وهما ينتقيان الكُتب التابعة لأشهر الكاتبين في العالم،حينها سألته إحدى الصديقتين.

- يا الهي لديك كُل الكتب التي كُنتُ أبحث عنها ..سأعود مجدداً لأشتري المزيد..هل تتواجد هُنا دائماً؟

وكان هذا عندما أخيراً منحته ميلا بعض الاهتمام ونظرت نحوه لترى تلك الوضعية التي كان يقف بها وهو بدى كعارض أزياء أو مطرب مشهور،وقف باتزان وأغلق كتابه بيده التي كان ممسكاً إياه بها وميلا وجدت هذا رائعاً.

-كلا ..أنا آتي الى هنا كل أربعاء.

-حسناً سآخذ هذا الكتاب وسأعود مجدداً لأشتري كتاب آغاثا كريستي الجرائم الأبجدية.

ابتسم لها ليجيبها بنبرته الهادئة

-حسناً سيكون متوفراً

بالأسبوع التالي لم تستطع صديقتها الذهاب لشراء ذلك الكتاب لذا طلبت من ميلا أن تحضره لها

ومن وقتها ولسببٍ ما استمرت ميلا بزيارة المركز التجاري وتحديداً زيارة كشك الكُتب الصغير التابع للشاب الوسيم،ولسببٍ ما كان الشاب الوسيم ينتظرها دائماً بحماس يرافقه القليل من التوتر بسبب سؤال يراوده دائماً ..ماذا لو لم تأتي هذا الأسبوع ؟

(عودة للحاضر)

-حسناً إذاً سآخذه..اسم هذا الكاتب جميلٌ جداً.

قهقه الشاب وهو يهز رأسه بيأس

-أنتِ حقاً شيءٌ ما..

وبغرور هي رمت شعرها خلف كتفها قائلةً بمزاح

-شيءٌ جميل أعلم.

ابتسم بهدوء وهو ينظر لها لتنساب تلك الجملة من بين شفتيه بعدم إدراك وشرود.

-أجل هذا صحيح..جميلٌ جداً.

وحسناً هي لم تكن تنتظر هذا الرد أبداً،كانت تنتظر جملةً ساخرة أخرى ،وهو عندما لاحظ تغير تعابير الفتاة أدرك مانطق به، ولكن مع ذلك هو ليس نادم على ماتفوه به،وكلا لايريد سحب جملته تلك أبدا..لأنها حقيقة.

حاولت ميلا أن تبدو طبيعية وتحافظ على تعابير الغرور ولكنها فشلت بذلك، و بدت محرجة جداً وهو حافظ على ابتسامته وعلى نظرته الثابتة الموجهة نحوها.

-هل يمكنني دعوتك لشرب شيء ما؟!

وحسنا أي قلب قوي تملكه ميلا أو أي فتاة لترفضه وهو يتحدث معها بهذه النبرة وبهذه التعابير والنظرات الساحرة..أومأت له بتردد لتردف بسرعة
-ولكن أنا من سدفع.

ليقهقه بائع الكتب على مانطقت به
-أستميحكِ عذراً ولكنني قلت اسمحي لي أن أقوم بدعوتك..لذا لا أظن بأن طلبك هذا مقبول،كما أنني رجل ولن أسمح لفتاة جميلة مثلك أن تقوم بالدفع.

نظرت له ميلا بسخط متجاهلة كلمة جميلة تلك التي نطقها بعبث مذكراً إياها بوصفها لنفسها منذُ قليل.
-لم أتوقع أن يصدر كلامٌ كهذا من مثقف مثلك،رجل وامرأة ها!!هل هذا أقصى حدود تفكيرك؟

ابتسم الشاب بخفة على طفولية الفتاة أمامه
-حسنا أنا أعتذر..ولكن اسمحي لي أن أقوم بدعوتك بما أنني من طلب ذلك أولاً.

ومن هذا الذي لن يعتذر أمام طفولية ملامحك،وسحر عيونك ورقة صوتك؟أي قلب هذا الذي سيصمد أمام جمال خُلقتك!

احمرت وجنتي ميلا بسبب إستسلامه واعتذاره المفاجئ وفوق كل ذلك..نظراته،تلك التي تصيب قلبها بالجنون بكل مرة،ومعاملته الرقيقة لها تشعرها بأنها عادت لتكون مراهقة بالرابعة عشر من عمرها،لربما لهذا السبب هي تتصرف بطفولية معه..بسبب معاملته هذه.

مشت معه وحاولت خلق مسافة بينها وبينه.
-أتترك كتبك هكذا؟..أعني ماذا لو قام أحدهم بسرقتها؟

ابتسم الشاب بخفة ولكن عينيه كان بها من الجدية شيء.
-ومن هذا الذي سيسرق كتابا؟..
نظر لها ليكمل وابتسامته قد بهتت
-لو كانت الكتب تُسرق لتاب السارقون،ولأصلحت العقول وانقرضت الجريمة..
عاود الابتسام مجدداً وهو يضع يديه بجيوب معطفه ليردف قبل أن يدخلا للمقهى القريب من كشك كتبه
-كما أنني لن أمانع أن يقوم أحد بسرقة كتاب مني،بل سأكون سعيداً بذلك..لعل ذلك الكتاب الذي سرقه يعيد له وعيه ويوقظ له ضميره..

ابتسمت ميلا بخفة وهي تدخل وراءه
-حسناً..يبدو أنك بالنهاية لستَ شخصاً محدود التفكير.

توسعت أعين الشاب بائع الكتب بخفة وهو يأخذ مكانه ليجلس على إحدى الطاولات
-ماذا!!..لقد اعتذرت ألم أفعل!!

قهقهت ميلا التي كانت تجلس أمامه ولم تجبه، وهو فقط ابتسم عندما رأى كيف أن عينيها تحولت لتصبح هلالاً بسبب ضحكها ..وذلك المشهد كان مشهداً بديعاً لعينيه،كلوحة مسروقة من متحف عريق لأميرة جميلة أحسن الرسام إبراز ملامحها الفاتنة.

وبعد الجلوس لفترة لايعلمان قدرها يتبادلان الأحاديث ،استقامت ميلا مقررةً إنهاء هذه الجلسة اللطيفة بقلبٍ مثقل،تريد البقاء أكثر ولكن وبسبب الوقت الذي مر بسرعة هي عليها الرحيل.

-حسناً إذاً..أراك الأسبوع القادم!

وهذه اللحظة كانت الأسوأ بالنسبة للإثنين،حيثُ سينتظران بعضهما البعض اسبوعاً كاملاً طويلاً جداً على قلبيهما

عينيه اللامعتين تحولت لأخرى منطفئة وحزينة وبصعوبة نطق تلك الجملة الثقيلة على لسانه

-حسناً..الى اللقاء إذاً.

أومأت له وأخذت الكتاب من على الطاولة الذي اشترته منه مسبقاً مبتعدةً عنه ليتنهد بحزن.

نزلت السلالم الكهربائية بمشاعر أخرى عكس التي صعدت بها..وهو فقط وقف هناك متمنياً لو تحدث معجزةٍ ما حتى لاتذهب..ولكن بالنهاية المعجزات لاتحدث بسبب الأمنيات.

وبعدها ...أسبوعٌ آخر قد مر.

ميلا فعلت روتين الأربعاء المعتاد ارتدت ملابسها وسرحت شعرها و وضعت مساحيق التجميل على وجهها بشكل بسيط وطبيعي

أسرعت بخطواتها نحو وجهتها وكالعادة قلبها كان يعزف الألحان السريعة بسبب توترها

وصلت الى الطابق الثاني أخيراً ورفعت نظرها لتتأمل شاب الكشك الوسيم من بعيد كما العادة...ولكن ملامحها سقطت وقلبها هدأت نبضاته بخيبة عندما قابلت عينيها الفراغ.. لم ترى لا الشاب ولا كتبه في المكان المعهود.

تحركت من مكانها لتبحث عنه..لعله غير مكان الكشك

بحثت وبحثت داخل المركز التجاري لم تدع مكاناً إلا وبحثت به ولم تدع رجل أمن إلا وسألته عن الشاب ..الذي لاتعلم اسمه حتى.

جلست بإحباط على أحد مقاعد المركز القريبة من مكان الكشك ، عينيها وبدون إنذار بدأت بذرف الدموع لتهمس بحزن وعتب

-أين أنت!!

بقيت منتظرة في نفس بقعتها واضعةً برأسها عدة أعذار وهمية ..كـ لربما تأخر بالإستيقاظ،أو لربما لم يجد سيارة تاكسي لتوصله أو ..أو ..

مرت الدقائق والساعات ...وبدأت الشمس بالغروب ولم يتبقى منها سوى خيطٌ رفيع من الضوء البرتقالي المُحمر ،مع ذلك كانت ثابتة في مقعدها تنظر لنفس البقعة فقط ،تنتظر قدومه ..ولكنه لم يأتِ .
مع ذلك هي لم تفقد الأمل،هي لاتعلم لماذا تنتظره !!بل هي لاتعلم حتى لماذا تأتي كُل أُسبوعٍ الى هنا !!أو لربما تعلم.
ولكنها لاتعترف بهذه الحقيقة ...انتظرت أكثر متجاهلةً هاتفها الذي يرن ولاتجيب عليه غير آبهة للنظر حتى للإسم،فهي لاتملك رقمه ولايملك رقمها لذا لايهم من هو المتصل.

غابت الشمس تماماً وهي بقيت منتظرة الى أن أتى رجل الأمن وطلب منها المغادرة لأن المركز سيغلق وهنا عندما انطفأ البريق الأخير بعينيها أومأت لرجل الأمن لتنهض من مكانها وتغادر المركز وفي عقلها جملة واحدة تتردد (لن أراه لأسبوعٍ آخر ..)

مضى أسبوعٌ آخر كئيبٌ عليها وعلى من حولها ،لأنها لم تكن تتصرف معهم على طبيعتها كانت عصبية وكئيبة وتبكي على أبسط الأشياء....كان أسبوعاً صعباً جداً.

وأخيرً أتت ليلة الأربعاء ولكنها لم تستطع أن تنم بسبب قلقها من أن لا تجده غداً أيضاً.

كانت تجلس على سريرها حاضنةً قدميها ورأسها عليهما وهي تتذكر جميع أحداث الأسبوع لتهز رأسها بيأس وتضحك بسخرية

-ماخطبي بحق الجحيم؟...لقد كان أسبوعاً واحداً فقط،من أنتَ بالنسبة لي؟لا أعلم..كيف تعلقتُ بك هكذا؟متى بدأ الأمر؟ ...لربما أنتَ الآن بصحبة صديقتك وأنا الحمقاء أنتظر الغد بشوقٍ إليك مع أنك من الممكن أن لا تأتي غداً أيضاً ،من الممكن أن تكونا الآن قد تزوجتما وتقيمان شهر العسل..

صمتت قليلاً على ماقالته بجملتها الأخيرة ونارٌ اشتعلت بقلبها ..لتضحك بقهرٍ وسخرية من ذاتها مجدداً

-انظري لنفسكِ ميلا وأنتِ تغارين عليه...بأي صفة تغارين عليه أخبريني!!

نظرت نحو نافذتها المفتوحة حيثُ يظهر بمنتصفها القمر والستائر تتحرك الى الداخل والخارج بفعل الرياح ...لتتنهد بحزن

-فقط أتمنى أن تأتِ بالغد ..فقط أتمنى أن أراك بخير.

نامت وهي تهمس بتلك الأمنيات وقررت أن تؤمن بها لتتحقق غير عالمة بأن تصديقها لتلك الأماني سيجعل قلبها محطماً أكثر وستكون خيبتها أكبر.

إنتظار!! بل موتٌ بطيء يهلك قلبي شوقاً وألماً،لا أعلم إذا ماكانت المشاعر التي بقلبي حباً أو حنيناً لك،ولكن بكلا الأمرين لاتستهن ،فالمغزى منهما واحد..عشقٌ أهلك روحي شوقاً لك.

وبالفعل هي ذهبت الى المركز التجاري عندما حل الصباح وبقيت منتظرة كما المرة السابقة ولكنه لم يأتِ مجدداً وهذا جعل الثقب الذي بداخلها أكبر، لتعود الى المنزل بخيبة أمل كبيرة و والديها لاحظا الأمر ابنتهما لاتبدو بخيرٍ أبداً.

في المساء قررت والدتها التحدث معها ،لذا طرقت باب غرفتها ودخلت بعد أن أذنت لها ابنتها بالدخول.

اقتربت من سرير ميلا بابتسامة حنونة لتجلس على طرفه

-ما الأمر ميلي جميلتي؟...هل من خطبٍ ما؟

فرقت بين شفتيها لترد على والدتها ولكن بسبب غصتها العالقة بحنجرتها هي لم تستطع قول شيء، لذا فقط نفت برأسها.

تنهدت والدتها بحزن على حال ابنتها فمن الواضح أن هنالك أمرٌ ما بها ،مدت يدها لتمسح بها على شعر ابنتها

-ميلي عزيزتي ،أنا و والدكِ لم نعهدك هكذا،أنتِ تعلمين بأنكِ سعادتنا بهذا المنزل ...أنتِ الأمل والبهجة لنا ،لذا مهما كان يحصل معكِ عليكِ أن تخبرينا نحن عائلة وعلينا أن نحل مشاكلنا معاً..أنا و والدكِ لم نعهد أن نخفي عليكِ شيئاً صحيح؟

أومأت ميلا وعينيها قد امتلأتا بالدموع لتبتسم لها والدتها مواسيةً لها

-لذا أنتِ أيضاً لا يجدرُ بك ان تخفي علينا شيئاً...لربما نستطيع مساعدتك،أو على الأقل تفرغين مابداخلك وترتاحين قليلاً

نطقت ميلا أخيراً بشفاه مرتجفة

-أمي..أنا فقط أريد النوم ،لذا من فضلك دعيني لوحدي

تنهدت والدتها بيأس بعد أن ظنت أن ابنتها ستخبرها ماخطبها.

-حسناً،عندما تشعرين بأنكِ تريدين الكلام أنا و والدك دائماً متواجدين لسماعكِ حسناً؟

أومأت لها ميلا لتستقيم والدتها وتخرج من غرفتها مغلقةً الباب خلفها

وحالما أغلقت والدتها الباب ميلا شعرت برغبة بالصراخ وتحطيم كُل شيء عندما تذكرت كلمات ذلك الشاب لتهسهس بغضب ودموعها انسابت بقهر.

-هل كان يسخرُ مني..هل كان يتلاعب بمشاعري اللعينة!!

شعرت برجفة تسري بجميع أنحاء جسدها وصولاً لقدميها لتستقيم من على سريرها ،هي لاتستطيع التحمل أكثر تريد الصراخ..وحسناً صديقتنا المندفعة تفعل كل شيءٍ يخطر ببالها ، لذا استقامت سريعاً لتتجه نحو دولاب ملابسها وارتدت كنزة وبنطالاً بعشوائية
كانت ستخرج من باب غرفتها ولكنها ليست مستعدة للجدال مع والديها بخصوص خروجها بهذه الساعة لذا قررت القفز من النافذة

اتجهت نحو النافذة وقفزت بدون تردد ،هي معتادة على هذا، كما أن النافذة قريبة من الأرض لأنهم بالطابق الأول.

مشت بسرعة الى المكان الذي تذهب له دوماً عندما تشعر بالإحباط والغضب ولم يكن سوى جسر النهر

ومع تقدمها باتجاه الجسر بخطواتها الغاضبة ..أصبحت خطواتها أبطأ وأضعف لتتوقف تدريجياً عن السير

-لما كل هذا لما كل هذا الغضب والجحيم أنا مشوشة ،هل كان يستحق حزن والدتك؟هل كان يستحق أن تقطعي علاقتك بجميع صديقاتك بسبب غضبك الغير مبرر؟ لربما هو فقط كان يعاملك كـأي زبونة وأنتِ فقط من بالغ بالأمر..ولكن نظراته!! مابالها نظراته لقد كانت عادية ولكن أنتِ من بالغ بالأمر

وعلى هذه الحقائق التي توصلت اليها جثت على الأرض بلا حول ولا قوة

-إذاً..كان كل ذلك بسبب وهمي..ولكن وهمي بماذا!! ما الجحيم الذي كُنتُ أتوقعه من بائع كُتب ..يالي من مثيرة للشفقة ،ألهذه الدرجة كُنتُ معمية بأوهامي

بقيت قليلاً على وضعيتها لتنهض بعدها وتجمع شِتات نفسها عائدةً الى المنزل بعقلٍ فارغ وأعين قد غادرتها الحياة

بعد تلك الإسبوعين تلاهما عدة أسابيع والأسابيع أصبحت أشهراً والأشهر أصبحت سنة...سنة منذُ آخر مرة التقت بها مع الشاب الوسيم صاحب كُشك الكُتب، كانت تذهب كل أربعاء ولاتجده تنتظره ولكن لا يأتِ .
ميلا العفوية المرحة اختفت لتحل مكانها ميلا أخرى ،فتاة كئيبة لاتتكلم إلا إذا وجه السؤال اليها مباشرة وتجيب بنعم أو لا أو لا أعلم...
والديها حاولا أخذها لطبيبٍ نفسي ولكنها رفضت لأنها تعلم مابها.. ولاتريد أن تشفى منه أبداً.

أصبحت ميلا التي تكره رائحة الكُتب مدمنة عليهم الآن،لدرجة أنها تُعيد قراءة الكُتب التي اشترتها من بائع الكُتب الذي سلب قلبها وروحها معاً ،عندما تقرأهم تشعر بالمواساة قليلاً،تشعرُ بوجوده معها تلتمس إحساسه بالكلمات التي تقرأها لسببٍ ما ...

ليلة الأربعاء أتت مجدداً ،وميلا كانت تستلقي على فراشها بحيث أنها تُسند ظهرها على الحائط الذي خلفها وهي تقرأ إحدى كُتب دانيال رافييل مُجدداً وصلت الى السطر المُفضل لديها ..أجل هي تقريباً حفظت الكتاب

في يومٍ ما سنلتقي،قد يكون اليوم أو الغد أو لربما بعد عدة سنوات،ولكننا سنلتقي..طالما أننا لم نفقد الأمل و الحب من بعضنا البعض فسنلتقي يوماً ما

أغلقت الكتاب عند هذه العبارة وغفت بابتسامة صغيرة على وجهها

واليوم هو يوم الأربعاء مُجدداً وهاهي تستيقظ قبل رنين المنبه كالعادة و أعينها متلئلئة بسعادة بينما أصابع قدميها كانت تتحرك بحماس من أسفل الغطاء ،وحالما صدح صوت المنبه يدها وجدت طريقها بسرعة نحوه لتطفئه وتنهض من سريرها بطريقة أشبه بالقفز

ابتسمت بوسع لتهمس

-إنه الأربعاء..أخيراً

اتجهت نحو الحمام لتغسل وجهها وتضع بعض مساحيق التجميل بشكلٍ خفيف لتبدو جميلة بطريقة طبيعية وبدون مبالغة

وضعت مرطب الشفاه كلمسة أخيرة وعلى غير العادة هي وضعت القليل من أحمر الشفاه ،لتهمس لنفسها مبررةً فعلتها

-اليوم شفاهي جافة بعض الشيء

قلبت عينيها على تبريرها الغبي وضحكت بخفة لأن هذه الأحداث مألوفة لذاكرتها ..وهذا يُبشر بالخير صحيح؟ ..لذا قررت أن تتابع التصرف بهذا الشكل لعل كل شيء يتكرر وتراه

-على من تكذبين ميلا ؟ أنتِ وضعته لأن اليوم هو الأربعاء

سرحت شعرها القصير بدون أن تقوم بربطه تاركتاً إياه ينسدل على أكتافها براحة

لترتدي ملابسها وتخرج من المنزل مسرعة بدون أن ترد على والدتها التي كانت تناديها لتتناول الفطور

عندما وصلت لوجهتها توقفت أمام بوابة مركز التسوق الكبير لتأخذ نفساً عميقاً مغمضةً عينيها وتحرره بهدوء

ابتسمت بثقة ودخلت المركز اتجهت نحو السلالم الكهربائية وكلما اقتربت نحو الطابق الثاني كانت نبضات قلبها تتسارع

كانت قد وصلت للطابق الثاني ولكنها لا تتحرك بالرغم من أنها كانت تأتي الى هنا لمدة سنة وشهرين ،ولكنها الى الآن لاتستطيع أن تسيطر على توترها والتحكم بنبضات قلبها المتسارعة..مع أنه قد لا يكون هنا،ولكنها لاتريد التفكير بهذه الأفكار السوداوية لذا هزت رأسها تبعد هذه الأفكار من رأسها.

-يا الهي فقط ابتعدي عن الطريق!!!

التفت للخلف لترى ذات المرأة التي رأتها قبل سنة ،ابتسمت قليلاً لتقهقه بعدها وتتحول قهقهتها لضحكةٍ صاخبة وجميع من حولها كانوا ينظرون لها بتعجب لتتوقف أخيراً عن الضحك وتحافظ على ابتسامتها السعيدة

-أنا متأكدة بأنني سأراه اليوم

رمت بتلك الجملة لتلتفت نحو المكان الذي حفظته عن ظهر قلب وسرعان ماتلاشت ابتسامتها عندما رأته فارغ فقط كالمرات السابقة

تقدمت ببطئ من المكان لتجلس على المقعد القريب منه وشعرت بالدموع تحرق عينيها

-ألن تأتِ اليوم أيضاً؟

-لن أجرؤ على فعل هذا مجدداً

ليس وكأن البعد عنكِ كان أمراً سهلاً لأتقبله،ليس وكأنني لم أتعذب لليالي لايعلم بحالي بها سوى خالق هيئتك الملائكية،تستغربين قدومي!! بل استغربي اختفائي وتحملي لأيامٍ عديدة بدون رؤية لمعة عينيك البريئة وسماع صوتكِ الهادئ الذي يعيد الحياة لروحي.

توسعت عينيها بخفة على الصوت الذي بالتأكيد تعرف لمن يعود ..وببطئ التفتت للخلف لتلتقي عينيها بأعينٍ اشتاقت لها كثيراً ..رأته يقف بابتسامة عذبة وكم اشتاقت لتلك الابتسامة لتتحرك شفتيه بنية الكلام وأذنيها كانتا على أهبة الاستعداد لسماع هذا الصوت مجدداً

وكل مانطق به كان

-كيف حالكِ؟

جعدت حاجبيها بعدم فهم لتشخر بسخرية

-مـ ماذا؟..هه ..هل حقاً تسألني هذا السؤال؟؟ مارأيك ؟

وهي حقاً فقدت أعصابها لتصرخ به بغضب

-واللعنة أخبرني ما رأيك؟؟انظر الي وأخبرني ماتراه ،صِف لي حالي!!

فرق بين شفتيه بنية الرد عليها وتهدئتها ولكنها لم تسمح له وقاطعته وهي حرفياً تبدو كأنها اصيبت بنوبة عصبية ولم تستطع السيطرة على دموعها أكثر من ذلك لتنجرف بشكلٍ أكبر وهي تحاول مسحها ولكنها تستمر بالانجراف

-لاتفعل ،أنا سأخبرك..لستُ بخير أبداً،بعدما ذهبت بهذا الشكل وكأنكَ هربتَ بعيداً فأنا لستُ بخير..عندما اشتقتُ لكَ كثيراً ولم أستطع رؤيتك فأنا لستُ بخير..عندما بحثت عنك مراراً ولم أجدك فأنا لستُ بخير،عندما بنيتُ أمالاً بأنكَ ستأتِ ولم تفعل فأنا حقاً حقاً لم أكن بخير ..عندما ..آه ..أنا ...

وهي لم تستطع إكمال حديثها شهقاتها هي كل مايخرج من فمها ،أصبحت تبكي وكأنها طفلة بالخامسة من عمرها تشهق الهواء وتزفره بسرعة جنونية وصدرها يعلو ويهبط وكأن قلبها على وشك التوقف وقدميها لم تستطع الوقوف عليهما أكثر من ذلك ليُمسكها من كتفيها المصدوم من كل الكلام الذي قالته وهو شعر بالألم بقلبه لرؤيته لها وهي تبكي بهذا الشكل بسببه

-حسناً إهدأي ،ميلا دعينا نذهب الآن ..أنا حقاً أعتذر سأخبرك بكلِ شيء ،أنا حقاً أعتذر ،فقط تعالي معي الآن

وهي انقادت معه الى الخارج فقط وركبا بسيارته لينطلق بعيداً عن المكان الذي كانا بداخله منذُ دقائق عدة

توقفا عند النهر وكانت الساعة العاشرة صباحاً ولكن لأنها تمطر فالجو يبدو وكأن الشمس على وشك الغروب بسبب الغيوم المنتشرة بالسماء

بقيا داخل السيارة وصمت لم يدم لمدة طويلة حيث قاطعة الشاب المثقف

-ميلا!

وبدون أن تبادله النظر رمت سؤالها الذي كان ببالها طوال الطريق

-كيف تعرف اسمي؟

توسعت عينيه بخفة لم يتوقع أن يشغل بالها أمرٌ كهذا ولكنه ابتسم

-لقد سمعت صديقتك وهي تنادي باسمك لتأخذ رأيك بالكتاب الذي اشترته

نظرت له أخيراً وقلبه نبض بقوة فليست الوحيدة التي كانت تشعر بالاشتياق هو أيضاً اشتاق كثيراً لعينيها

وسرعان ماتلاشت ابتسامته عندما سمع تلك النبرة الباردة التي لم يعتد عليها قط...ميلا التي أمامه اليوم لاتشبه تلك التي التقاها قبل سنة وشهرين أبداً

-إذاً..لقد حفظته من المرة الأولى؟..كان الأمر يهمك بعد كل شيء!

-أ.أجل ..اسمعي ميلا ..أنا حقاً لم أرد أن أختفي بهذا الشكل ولكن ..

-ولكن ماذا!! هاه! هل كانت أنا الوحيدة التي شعرت بتلك المشاعر؟

تنهد عميقاً ليجيبها

-كلا..لقد شعرتُ بالمثل..ولكنني أردتُ الزواج بكِ،لذا بعتُ تلك الكتب وعملت بشيءٍ آخر لأقوم بإستإجار محلٍ أكبر للكتب لكي أستطيع تحمل تكاليف الزواج،أريده أن يكون كبيراً وفخماً يليقُ بكِ

ابتسمت بسخرية على هذه الإجابة

-أووه بالطبع بالطبع أنا أصدقك،أنتَ أردت الزواج من فتاة لم تلتقي بها سوى منذُ شهرين لعينين وخمن ماذا أنت كُنتَ متأكداً بأن هذه الفتاة ستقبل الزواج بك!! ..ولنفترض بأن هذا صحيح،لماذا لم تخبرني ؟ لماذا لم تقل لي عن مكان عملك ذاك؟لماذا تركتني بهذا الشكل؟أنتَ لاتعلم حقاً ما الذي مررتُ به ،أنا كدتُ اطرد من جامعتي وكدتُ أخسر أعز أصدقائي و والداي كان الحزن لا يفارقهما بسبيي

هو صُعق حرفياً بعد كلامها

-يا الهي أيتها الحمقاء لمَ كُل هذا؟!!!

ضحكت بسخرية مجدداً لتنظر له ببرود والقليل من الغضب ظهر بنبرتها

-بالفعل أنا أكبر حمقاء ،لقد انتظرتُ شخصاً لا أعرف حتى اسمه لمدة سنة كاملة والآن هاهو يظهر أمامي بتبريراته الكاذبة

تنهد مجدداً

-اسمعي أنا حقاً لا أكذب،لقد بعت الكتب وأردت الزواج بكِ،لقد كنتُ أعمل عملاً صعباً حسناً! لذا لم أرد منكِ القدوم ورؤيتي بذلك الشكل

ولازالت محافظة على ابتسامة السخرية فهي لاتصدق أياً من هذا الهراء

-لقد أصبح لدي الفضول لأعلم عن ماهية ذلك العمل الصعب

تحركت بؤبؤيه بتوتر ملحوظ عندما التقت بأعينها المكسورة المعاتبة له ليزيح عينيه فوراً الى الأسفل

-أنـ..أنا لا أستطيع إخبارك ما هو،ولا أريد أن أكذب عليكِ أيضاً

شدت بقبضتها على بنطالها مانعةً نفسها من البكاء مجدداً ،لتصر على أسنانها بغضب

-أووه حقاً وما كان كل ذلك الهراء الذي قلته منذُ قليل..ألم يكن كذباً؟

نظر لها بسرعة ليجيبها بنبرةٍ كانت غاضبة ومذنبة بنفس الوقت

-كلا لم يكن كذباً،أقسم لكِ لم يكن كذباً ..هذا ما قد حدث بالفعل ،أنا حقاً ..

ارتخت عينيه ونبرته انخفضت أكثر لتتحول لهمس

-...حقاً أحبكِ

وكانت هذه الكلمة التي حطمت آخر ذرة كبرياء لدموع ميلا ،لتتدفق دموعها من عينيها وتصرخ به

-أنـا أيضاً أيها الأحمق..أنا أيضاً ،ماكان عليكَ أن تختفي،عدني أن لا تفعلها مجدداً

ابتسم لها ابتسامته العذبة التي تجعل كيانها بفوضى تامة و وضع يده على شعرها ليمسح عليه بهدوء ناظراً لعينيها مباشرة

-أنا لن أفعل ..أعدكِ ،هل تسامحينني؟

ابتسمت من بين دموعها

-أجل أنا أسامحك

طال اتصال الأعين بينهما الى أن توسعت عينيه على تذكر شيءٍ كان قد نسيه

-يا الهي كدتُ أنسى

-أوه ..ما الأمر!!

-اخرجي اخرجي من السيارة بسرعة

رمى بأمره ذاك وأسرع بالخروج من السيارة لتجعد حاجبيها بعدم فهم وتتبعه للخارج

وقفت بجانب باب السيارة وهي تنظر له بغضب بسبب تصرفاته الغريبة وهو يقف وراء السيارة يخرج شيئاً ما من صندوق السيارة

لتختفي بعدها عقدة حاجبيها سرعان ما رأت مايحمله بيده ،كان الشاب الوسيم ذو القميص الأسود والبنطال الجينز الأزرق يتقدم منها ببتلة من الورود الحمراء بمشية أقل ما يقال عنها مثالية وابتسامة عذبة سلبت قلبها منذُ اللقاء الأول

كان كل شيءٍ يحدثُ ببطئ كما لو أنه كان حُلما ولكنها لم ترد الإستيقاظ من ذلك الحُلم أبداً

اقترب أكثر وأكثر الى أن مد لها الورود لتضحك بخجل وتأخذ الورود منه وتهمس بشكراً لك ليضحك هو الآخر بدوره وينحني على ركبتيه مخرجاً من جيب بنطاله الخلفي علبة صغيرة سوداء ويفتحها بيده الأخرى مظهراً خاتماً ناعماً مرصعاً بالألماس وبتفاجئ هي وضعت يديها على فمها

-ميلا...هل تقبلين الزواج بأحمقٍ مثلي ضيع سنة كاملة من حياته بدون رؤية عيناكِ ،أحمق كبير جعلكِ تبكين!

ضحكت بخفة على ماقاله لتومئ له بالإيجاب

-أجل أقبل،لأنني حمقاء مثلك تريد الزواج من شابٍ لاتعلم الى الآن ماهو اسمه

هو صمت لثوانٍ على ما قالت ليضحك بعدها بقوة لدرجة أنه سقط على ظهره لتضحك هي الأخرى على شكله هذا وهي تقول

-هههههههه يا الهي ،هذا أحمق طلب وقبول زواج رأيته على الإطلاق

وقف بصعوبة بسبب ضحكه الذي لا يستطيع أن يوقفه ليتحمحم ويوقفه أخيراً

-اسمي ..موجودٌ معكِ

تفحصت تعابير وجهه لترى إن كان يلقي دعابة أخرى ولكن لا

-ما الذي تقصده لم أفهم؟

ابتسم ليرفع علبة الخاتم مجدداً ويخرجه من مكانه ليمسك بيدها ورجفة سرت بجسد الإثنين إثر التلامس الأول بينهما أمسك بإصبعها ليدخل به الخاتم وينظر بعينيها

-أنتِ الآن خطيبة دانيال رافييل

وهنا عندما اعتلت وجهها تعابير هل جننت؟ ليضحك دانيال بخفة

-كلا لم أجن ،ولكن حقاً أنا هو دانيال رافييل ،الكاتب الذي أحببتِ اسمه ولكن لم تقرأي كُتبه يوماً.

وهي الى الآن لم تستفق من صدمتها وأول شيء نطقت به

-يا الهي..هذا فقط رائع وغريب،أعني كيف ..الأمر تدريجياً يتحول لمسرحية هزلية أو كأننا بداخل روايةٍ ما

عبس دانيال بخفة

-لاتخبريني بأنك تراجعتي عن قبولك بعد أن عرفتي اسمي

هزت رأسها بالنفي

-إن كان لدي ذرة تردد بقبولي بعرضك،فقد اختفت الآن ..الهي كُتبك فقط رائعة يا الهي،لقد أدمنتها

وهنا كان دوره لينصدم

-حقاً أقرأتها؟؟!!

أخفضت رأسها بحزن على تلك الذكريات المؤلمة

-حسناً..في الواقع،لقد اشتقت لكَ كثيراً ..لذا كانت تذكرني بك وتشبع اشتياقي لكَ قليلاً،لقد قرأتها أكثر من مرتين..جميعها،وهي كانت رائعة حقاً ..وأيضاً كان هنالك سطرٌ يواسيني دائماً ويعطيني الأمل..لقد قرأته بالأمس مساءاً ،هل أقوله لك؟

ابتسم بسعادة على ماقالته ولكنه حزن بنفس الوقت لأنها تعذبت كثيراً بسببه

-أنتِ حفظتِ سطوراً منها أيضاً..حسناً أنا أشعر بالفخر بنفسي الآن ..أجل إنني متشوقٌ لسماعه منكِ

ابتسمت بعذوبة لتبدأ بقول تلك الكلمات التي لاتمل منها أبداً

-في يومٍ ما سنلتقي،قد يكون اليوم أو الغد أو لربما بعد عدة سنوات،ولكننا سنلتقي..طالما أننا لم نفقد الأمل و الحب من بعضنا البعض فسنلتقي يوماً ما

وبكل حرفٍ كانت تنطقه كانت ابتسامته تتسع أكثر وأكثر وعينيه تلمعان بسعادة وعندما انتهت من ذلك

-هل علي أن أغيب هكذا دائماً حتى يمن الله علي بمثل هذا الصوت الرقيق الذي ينطق بكلامٍ رث ولكنه بفضل ناطقه أصبع رائعاً وجميلاً

ومن بين كل ماقاله عقلها لم يلتقط سوى أغيب دائماً لتجعد مابين حاجبيها ونبرتها اهتزت

-إياك!!..إياك أن تفعل أنا أقسم لك بأنني لن أحتمل الأمر مجدداً

ابتسم بحزن وقلبه اعتصر بسبب نبرتها،هو كان فقط يمزح ولكنها الى هذه الدرجة تأثرت بغيابه وتألمت

-حتى لو أردت فعل ذلك أنا لن أستطيع الإبتعاد عن هذه العينان مجدداً

ارتخت ملامحها بعد تلك الكلمات المطمئنة لتتوسع عينيه مجدداً

-يا الهي كدتُ أنسى

لتضحك على تعابيره المصدومة اللطيفة بنظرها

-ماذا أيضاً؟؟هل سنذهب لصالة الزفاف؟

-حسناً أتمنى هذا ولكن ليس اليوم ،سنذهب الى حديقة الملاهي

توسعت عينيها بحماس لتقول له بينما تركب السيارة

-هيا هيااا ماذا تنتظر

ليسرع ويركب بمقعد السائق بجانبها وينطلقا الى وجهتهما

بعد أربعة ساعات انتهيا من اللعب أخيراً ليجلسا على المقعد الخشبي بينما يتناولان المثلجات بهدوء الاثنان تعبان وسعيدان بذات الوقت

-ميلا!

همهمت كإجابة ليتحدث

-أنا سآتي غداً لخطبتكِ من والديكِ..مارأيك؟

التفت اليه باستغراب

-ولكن ألم تقم بخطبتي وانتهى الأمر؟

عبس قليلاً

-ما الذي تقولينه..على علاقتنا أن تكون رسمية فأنا جادٌ جداً بهذا الموضوع ..

ليضيق عينيه أكثر ويقترب من وجهها

-..أم أنكِ تتلاعبين بي؟

أبعدت وجهه بيدها وهي تبتسم بعدم تصديق

-يا الهي حسناً تعال ..فقط لاتتصرف كمراهقة يقوم رجلٌ مسن باستغلالها..بالحديث عن المراهقة

تحولت عينيها فجأة لأعين تلمع ببراءة

-خاطبي العزيز..هل يمكنك شراء المزيد من المثلجات لي؟

-أخشى أنه لا يمكنه!!
همس بها شاب بالثلاثينيات من عمره وهو يمسك بسلاحه ويميل برأسه بينما ابتسامة جانبية اعتلت وجهه عندما رأى تعابير الرعب قد ارتسمت على ملامح العاشقين أمامه
ليكمل بينما يبتسم باستفزاز
-وذلك لأن خاطبك أيتها الآنسة الصغيرة يدين لي بالكثير..أليس كذلك دانيال!!

استقام دانيال من مكانه بسرعة ومثلجاته وقعت من يده لتسقط على الأرض وتسحق بألم
-ما الذي تفعله هنا؟!

قهقه الشاب بعدم تصديق ليقترب بخطوة باتجاه دانيال الذي سرعان ماوقف أمام خطيبته ليهمس
-اهربي..

قهقه الشاب مجددا ليرفع حاجبه
-أخشى أنه لايمكنها الهروب..

جعد دانيال حاجبيه ليلتفت الى الخلف وتتوسع عينيه عندما رأى مجموعة كبيرة من الرجال الذين يرتدون الأسود من رأسهم لقدميهم
همست ميلا بخوف وهي تتمسك بقميص دانيال من الخلف
-دان..من هؤلاء!!

ابتسم الشاب الثلاثيني بجانبية ليقترب أكثر من دانيال وخطيبته
-إنهم ملائكة الرحمة يالطيفة..

وهنا عندما تصاعد الغضب لرأس دانيال الذي احمرت عينيه ليدفع الرجل بعيدا عنه وعن خطيبته ليصر على أسنانه ويتحدث بنبرة تهديد للرجل أمامه
-إياك والإقتراب منها..إياك والتحدث معها حتى!!

ارتجفت ميلا عندما سمعت صوت الأسلحة التي رفعت باتجاه دانيال من قبل الرجال،ولكن الشاب الثلاثيني نظر لهم وأخفض رأسه لينزل الجميع أسلحته اتباعا لأمره
ومرة أخرى همست ميلا
-دانيال من هؤلاء؟؟

تجاهلها دانيال ولكنه أمسك بمعصمها يجعلها تختفي وراءه تماما ولكنه بقي ممسكا بها،فهو لم يغب عن ناظريه نظرة الشاب الثلاثيني لميلا
نظر للشاب أمامه ليتحدث معه
-دع الفتاة تذهب ولنتحدث رجلاً لرِجال.

ابتسم الشاب بتكلف ورفع حاجبه بإعجاب
-إذاً أنت تخبرني أنك ستواجهنا جميعاََ!!

ليشخر بسخرية عندما أومأ له دانيال
-كاتبنا الجميل ،أعلم بأنك تريد حماية بطلتنا الصغيرة ولكن..
اقترب من دانيال ليربت على كتفه
-نحن لسنا داخل رواية ما من رواياتك،حيث ينتصر بها البطل ضد أربعون رجل..نحن بالواقع عزيزي..ودعني أذكرك..
ابتسم ليهمس
-بالواقع قد لاتكون أنت البطل،الواقع لأمثالنا للأقوياء،لا للحالمين الضعفاء أمثالك.

ابعدت ميلا يد دانيال عن معصمها بقوة لتقف هي أمامه وتواجه هذا الشاب وتصرخ به
-اسمع ياهذا!!أولاً إن روايات دانيال دوماً ماتكون واقعية،لذا إياك والإستهزاء بها،ثانياً الواقع لم ولن يكون لأمثالك،ودانيال ليس ضعيفاً بل أنت هو الشخص التافه هنا الذي جمع رجاله وأتى لمواجهة رجل واحد مستغلاً وجوده مع خاطبته.

نطقت ميلا بكلامها دفعة واحدة لتتنفس الصعداء عندما انتهت ولم تلحظ ابتسامة الشاب أمامها الذي مد يده بلا حياء بنية مصافحتها
-صوتك لطيف كمظهرك..اسمي آدريان وأنت؟

صفعت ميلا يده بعيدا لتتوسع ابتسامته الجانبية ويضع يده المصفوعة من قبل اللطيفة كما أسماها بجيب سترته
-أنتِ تريدين حماية خاطبك صحيح؟

وقبل أن تجيب ميلا دانيال وضعها خلفه مجددا ليهسهس للشاب أمامه
-أخبرتك أن لاتتحدث معها..واللعنة!!!

وهو حرفيا صرخ بآخر كلامه ولكن الشاب الثلاثيني رفع كتفيه للأعلى بعدم اهتمام
-هي من تحدث معي أولاً إذا كنت لم تلاحظ

تنهد دانيال بضيق ليرفع رأسه ويواجه أدريان بنظرة غاضبة ويهجئ كلامه
-لقد قلت دعها تذهب..الآن

ابتسم أدريان بجانبية وهو يمسد حاجبيه باصبعي السبابة والابهام
-لما لاتدعها تقرر حضرة الكاتب؟أين حقوق المرأة؟

أومأت ميلا بالموافقة لكلام أدريان لتتلقى نظرة غاضبة من دانيال جعلتها تخفض رأسها بسرعة وتعيده خلف ظهر خاطبها،والشاب أدريان ابتسم بخفة على ذلك،و ازدادت رغبته بكسب قلب تلك الفتاة وسرقتها من الشاب أمامه.
تجاهل أدريان نظرة دانيال الغاضبة ليوجه حديثه للفتاة القابعة خلفه
-هل تعلمين ماعلاقتنا بخاطبك؟!

نظر له دانيال بغضب وهو يصر على أسنانه
-أنا أحذرك أدريان!!

ابتسم أدريان بجانبية ليكمل
-هذا الشاب ياصغيرة هو واحد من ..

لكمة!!
كان من شأنها إسقاط أدريان على الأرض بألم ،وصوت الأسلحة التي رفعت من طرف رجاله يخبرك بأن الأمور لم تعد مزحة
أمسك دانيال بيد ميلا ليركض ويختبئ خلف الشجرة التي كانت بجانب المقعد الذي كانا يجلسان عليه

كان دانيال يتنفس بقوة وبدون إدراك مد يده لداخل سترته وقبل أن يخرج مابها سمع صوت نحيب الفتاة خلفه ليتوقف بسرعة وينظر لها ويهمس
-ميلا!

نظرت له ميلا وعينيها تجمعت بها الدموع وذلك كان من شأنه أن يجعله يلعن ذاته..هو فعل ذلك مجدداً..هو جعلها تبكي بسببه..مجدداً.
صوت الرصاص أعاده لوعيه ولم يكن لديه خيار سوى إخراج سلاحه الذي جعل عيني ميلا تتوسع
لتهمس بارتجاف
-دان!!

ولم يجرؤ على النظر لها،كيف يفعل !!بأي عين يمكنه النظر لها؟بأي قلب يستطيع تحمل نظرتها المنكسرة؟
همس دانيال قبل أن يندفع من خلف الشجرة ليواجه رصاص الموت بمفرده
-اهربي ميلا.

صرخ دانيال بغضب عندما أصبح بوسط الرجال وهم يحاوطونه من كل جهة ليخرج سلاحه الثاني ويبدأ إطلاق النار بعشوائية على من حوله ..هو يعلم أن رصاصه الطائش لن يصيب أحدهم،ويعلم بأنهم سيطرحونه أرضا عندما يريدون..ولكن بالوقت الحالي كل مايهمه هو أن تستغل ميلا هذا وتهرب.

ولكنها لم تفعل.

ليست هي من كان يحرك جسدها عندما ركضت و وقفت أمام دانيال فاتحة يديها على مصراعيها بوجه الرصاص دفاعاً عنه،لقد كانت كلماته التي قرأتها بكتبه هي من حركتها لتفعل ذلك،مشاعره تجاهها ومشاعرها تجاهه كانت المتحكم الأساسي بها.
وبالرغم من ارتجاف جسدها الواضح هي ابتسمت لتهمس له.

-الحب ليس شعوراً بارداً،الحب هو الشعور الذي يدفعك لفعل أشياء مجنونة،الحب هو الشيء الذي يزرع بداخلك الشجاعة،والحب الذي يبقيكَ جباناً ..لايمكنك إطلاق كلمة حبٍ عليه،لربما مشاعر عابرة..ولكن قطعياً هو ليس حُباً..
نظرت له ميلا وهي لاتزال بنفس وضعيتها لتنظر له بعينيه غير آبهة بما حولها لتكمل له بذات الهمس

-وحبي لك..قطعياً ليس مشاعر عابرة.

اهتز بؤبؤا دانيال وهو ينظر لعينيها التي لاتنطق سوى الصدق ليمسك بها ليعكس وضعيتهما بحيث أصبح ظهره هو من يواجه الرصاص ،ضمها لصدره ليجلس على ركبتيه وهي معه ولكنه يحيطها بالأمان،كان يضمها وكأن ليس هنالك غد ،ولم يستطع منع تلك الدمعة التي هربت من مقلتيه ليهمس بصوت مرتجف .
-لاتحفظي أي لعنة من كلمات تلك الكتب بعد الآن،أنا لا أستحق شيئاً من مشاعركِ ميلا..أنا آآه~

جعدت ميلا حاجبيها باستغراب بسبب تأوه دانيال المفاجئ،ومازاد استغرابها وزاد الشعور السيء بيسار صدرها هو شعورها بثقل دانيال على كتفيها،شعرت بسائلٍ لزج يبلل يديها الموضوعتان على صدر دانيال،لتقهقه بعدم تصديق وبؤبؤيها يهتزان برعب ،دفعته من صدره بصعوبة بمحاولة رؤية وجهه،وكل ماقابلها هو تعابير دانيال المتعبة وعينيه المغمضة بألم، لتهز رأسها نافيةً تلك الأفكار التي تدفقت لعقلها بجنون،وأذنيها لم تعد تستمع لشيءٍ من حولها لا لسيارات الشرطة ولا لصوت الرصاص ولا لأي لعنة أخرى ،لم تعد تستمع سوى لصوت دقات قلب دانيال التي تشعر بها بسبب يدها الموضوعة ضد صدره،أنزلت نظرها ببطئ نحو صدره لترى سائلاً ما على قميصه الأسود،وبسبب لون قميصه هي أوهمت نفسها بفكرة كاذبة قد يكون هذا السائل مجرد ماء وهؤلاء الرجال أصدقاء دانيال وهو يفتعل مقلباً ما ..ولكن كل هذه الأفكار تم قتلها عندما نظرت نحو يديها المطليتان بسائلٍ أحمر..كان ذلك عندما ضربت الحقيقة عقلها بكل ألم..هذا السائل لم يكن سوى ...دماء خاطبها.

والغيوم الملبدة بالسماء منذ الصباح أراحت نفسها أخيراً مفرغةً مابجعبتها وكأنها تشارك تلك الفتاة العشرينية ألمها ودموعها عندما أمطرت بقوة لتمتزج بدماء الكاتب الذي تحتضنه خاطبته وهي تبكي وتصرخ ألماً على حاله..

هي أخبرته إن كان هذا مزحةٌ من نوعٍ ما فعليه إيقافها الآن لأنها ليست شيئاً مضحكاً،أخبرته بأنها ستقرأ جميع كتبه ..كلا هي ستصبح عاشقة لكل أنواع الكتب وستقرأ أعماله المستقبلية..ولكنه لايجيب،أخبرته أنها تحبه ولن تستطيع العيش بدونه،أخبرته أنها لن تتأخر أبداً عن موعدها معه بيوم الأربعاء،ومع كل هذا..هو لم يجب.


وآخر شيء سمعه ذلك الشارع المظلم كان صرختها باسم خاطبها،صرختها التي نافست علو صوت البرق والرعد الذي اندفع ضد الأرض



بعد عام

كانت ميلا و والديها يشاهدان التلفاز يوم الثلاثاء أي ليلة يوم الأربعاء
وميلا لم تكن تعطي أي اهتمام لنشرة الاخبار لأنها وببساطة ليست مهتمة بأخبار رئيس كوريا الشمالية وقنابله اللعينة..
كانت لاتلقي إهتماماً حتى سمعت ذلك الاسم المألوف لها يخرج من فم المذيعة
-وفي الختام،وردتنا أخبار عن إمساك الشرطة برئيس عصابة المخدرات آدريان لويس ،الشاب الثلاثيني الهارب منذُ عام تم إمساكه أخيراً هو وجميع أفراد عصابته،ولكن الصادم أنه هنالك عضو بعصابته اسمه دانيال رافييل ،واتضح أنه كاتب،إنه لمن العار على الأدب والكتب أن يقوم كتابتها أمثال هذا المجـ..

وتم إخراس المذيعة عندما قامت ميلا برمي المزهرية التي بجانبها على شاشة التلفاز وهي تتنفس بصعوبة وبغضب لتصرخ

-اخرسي واللعنة!!!ما الذي تعلمينه عن دان حتى تتكلمي عنه بهذا الشكل،ما الذي تعلمينه حتى تقولي أنه عار.... أيتها اللعينة!!!!

لم تكتفي ميلا بذلك لذا أمسكت بالمزهرية الأخرى لتقوم برميها على شاشة التلفاز التي كانت لاتزال تصارع الحياة ولكن تم قتلها بنجاح بالمزهرية الثانية التي قامت ميلا برميها
استقامت والدة ميلا بذعر لتحتضن ابنتها التي ترتجف وتبكي وهي تصرخ بأن دانيال ليس مجرماًَ،ميلا حدثت والديها عن خاطبها الذي لم يرق لهما مطلقاً عندما سمعا أخباره منذ سنة والتي تستمر كل فترة بالظهور على الشاشة وكلما تم الامساك بعضو من تلك العصابة فإن اسم دانيال يظهر على الأخبار أيضاً،لأنه كاتب وذلك الفعل الشنيع غير متوقع أبداً من الكاتب..الجميع يعلم بفعلته ولكن ميلا ترفض تصديق ذلك..ولكنها وبنقطة عميقة بداخلها هي تعلم بأن هذا صحيح،ولكنها تعلم أيضاً أنه فعل ذلك لأجلها.

بعد أن هدأت نوبة غضب ميلا وبكائها ذهبت لغرفتها لتفعل روتين ليلة الأربعاء المعتادة،جلست على سريرها لتمسك بكتابها المفضل لكاتبها المفضل ومن غيره ..دانيال رافييل.

فتحت الكتاب على تلك الصفحة التي حفظتها عن ظهر قلب وتكاد تقسم أنها تتذكر كل حرف وحتى أنها تتذكر كل علامات الترقيم الموجودة بهذه الصفحة بل وتتذكر كل حرف موجود بكتب دانيال رافييل.

هي تقرأ هذه الصفحة كل ليلة أربعاء،لانها ذات الصفحة التي قرأتها منذُ سنة عندما احتفى دانيال فجأة ثم عاد لها.

-في يومٍ ما سنلتقي،قد يكون اليوم أو الغد أو لربما بعد عدة سنوات،ولكننا سنلتقي..طالما أننا لم نفقد الأمل و الحب من بعضنا البعض فسنلتقي يوماً ما

وعلى تلك الكلمات هي غفت.

وصباح يوم الأربعاء أتى أخيراً....

ابتسمت بوسع لتهمس بذبول حاولت جعل نبرتها أكثر مرحاً ولكنها وببساطة لم تستطع

-إنه الأربعاء..أخيراً

اتجهت نحو الحمام لتغسل وجهها وتضع بعض مساحيق التجميل بشكلٍ خفيف لتبدو جميلة بطريقة طبيعية وبدون مبالغة.

وضعت مرطب الشفاه كلمسة أخيرة وعلى غير العادة هي وضعت القليل من أحمر الشفاه ،لتهمس لنفسها مبررةً فعلتها بذات الابتسامة المزيفة.

-اليوم شفاهي جافة بعض الشيء

قلبت عينيها على تبريرها الغبي ..ولكن الدموع وجدت طريقها لعيني ميلا لتهمس بنبرة مرتجفة..

-على من تكذبين ميلا ؟ أنتِ.. وضعته لأن اليوم هو الأربعاء.

سرحت شعرها بيدٍ تهتز ولم تربط شعرها الذي طال ليصل الى نصف ظهرها ..وهي قررت قصه ليصل الى كتفهيا، تماماً ليكون كما كان عليه قبل سنة،ولكنها أجلت فعل ذلك فهي لاتريد أن تتأخر على خاطبها.

خرجت من المنزل وهي لاتزال تحاول الحفاظ على تلك الابتسامة،ومن يراها الآن سيظن بأنها مريضة نفسية،لأنها حرفياً تبتسم والدموع متجمعة بعينيها.

هي سلكت طريقاً غير طريق المركز التجاري الذي كانت تسلكه منذ سنة.

وصلت أخيراً للمستشفى،هناك حيثُ يتواجد خاطبها..وكم كرهت منظر الشرطيان الواقفان أمام باب غرفته وكأنه سيهرب بعيداً..
كانت ستدخل لغرفته وقبل أن تفعل فُتح الباب ليخرج منه طبيب دانيال وميلا استنتجت أنه كان يقوم بالفحص الدوري لدانيال لذا سألته بأمل لم ينطفئ منذُ سنة وهذا يثير استغراب الطبيب حقاً،كيف لشخصٍ أن يحمل أملاً كهذا منذ سنة ولايتغير.
-هل استيقظ دانيال؟!

ابتسم الطبيب لها بخفة وهز رأسه نافياً ليرى الذبول قد استولى على ملامحها ،نظرت له مجدداً لتسأله بهدوء
-هل حالته تتحسن؟

ومجدداً هو هز رأسه بالنفي
-ميلا..أنتِ تسألين هذا السؤال منذُ سنة،وبكل مرة أنا أخبركِ،حالته حرجة جداً..آسفٌ لقول ذلك لكِ أعلم أنه صعب،ولكن من الممكن أن لايستيقظ أبداًَ

رمقت ميلا الطبيب بنظرة ساخطة لتهمس له ولكنها تأكدت من أن يسمعها
-إذا لم يفعل ..فهذا ذنب عدم أدائك لواجبك جيداً.

رمت جملتها تلك لتدخل غرفة خاطبها مغلقة الباب خلفها بغضبٍ حاولت كتمانه ولكن لم تستطع
ولكن سرعان ما تلاشى غضبها عندما نظرت للنائم على سريره منذُ سنة كاملة،سنة كاملة لم ترى بها عينا الشخص الذي تحبه والسبب كونه دخل بغيبوبة..
اقتربت لتجلس على الكرسي بجانبه ويدها وجدت طريقها لتمسك بيد دانيال لتهمس ميلا.
-اشتقتُ لك.

وجملتها تبخرت بالهواء عندما لم تجد رداً عليها،ابتسمت ميلا بألم لتهمس مجدداً ببكاء.
-الى متى تنوي فعل ذلك؟؟..بكل مرة أنت ستجعلني أنتظرك وأشتاق لك،وبكل مرة أظن بها أننا سنكون معاً..أنت تبتعد..هذا مؤلم لعلمك.

صمتت ميلا وهي تنظر له ،ودموعها التي كانت تحبسها منذُ الصباح أطلقت العنان لها لتنزل على يدها ويد دانيال الممسكة بها،أسرعت ميلا بأخذ منديل من الطاولة الصغيرة التي بجانبها لتمسح بها يد دانيال بينما تقول بابتسامة حزينة.
-أعتذر..أعلم أن نظافتك الشخصية أهم شيءٍ لديك،لاحظتُ ذلك عندما كنا بحديقة الملاهي،أنتَ تقريباً استعملت خمس مناديل وأنت تتناول المثلجات حرصاً على أن لاتلوثك.

مسحت دموعها بكف يدها ،لتترك يد دانيال لبرهة عندما أرادت إخراج كتاب من حقيبتها وبالطبع هو إحدى الكتب العائدة لخاطبها..عندما أخرجت الكتاب عادت لتشابك يدها بيده مجدداً.
-انظر دانيال..لقد قمت بتسليم كتابك لدار الطباعة والنشر منذُ سنة..ولن تصدق!! الآن كُتبك يتم طلبها باستمرار،قراءك يحبونك جداً،هم يقفون بصفك ضد الإعلام ،إنهم رائعين بصدق.

تنهدت ميلا لتضع الكتاب على الطاولة الصغيرة التي بجانب السرير،وجدياً هي لاتعلم لماذا هي متوترة بالرغم من أن دانيال لايسمعها ولا يراها.
-دانيال،لم اتحدث معك بهذا الموضوع منذ سنة ولكن..أنا حقاً أشعر بالذنب كونك عملت بهذا العمل فقط حتى تقيم حفل زفافٍ يليق بي...أنا كنت لأرضى بأي حفلٍ متواضع حتى لو كان يعني وجودي أنا وأنت فقط،وأعلم بأنك على علم بهذا ومع ذلك أنتَ خاطرت هكذا..أنا لن أقول ياليتك لم تفعل كل ذلك ولن ألومك على أي شيء،لأنني أعلم أنني بهذا الشكل سأمحو جميع تعبك وتضحيتك وحتى بقائك على هذا السرير لمدة سنة ..ولكن ..
ابتسمت ميلا بألم لتكمل
-ولكن أنا وبشكلٍ أناني أتمنى لو أنك لم تفعل..بشكلٍ أناني أتمنى لو يعود الزمن لأرفضك ولانذهب لحديقة الملاهي تلك،وبشكلٍ أناني أكثر أنا شاكرة لك على تلك الذكريات وعلى هذه الكتب التي كتبتها،أنا سأبقى أنتظرك ..وأنت ستأتي لأنني لم ولن أفقد الأمل منكَ أبداً،لهذا السبب..نحن سنلتقي بالنهاية،ولو بعد حين ،نحن سنفعل.

الحب يأتي على أشكالٍ كثيرة،وبأوقاتٍ مختلفة،ولكن وحده الحب الحقيقي يأتي بشكلٍ واحد وبموعدٍ واحد ولايتكرر..هذا الحب هو الذي يستحق الانتظار والمكافحة لاستمراره.

-سأستمر بانتظارك دان..أعدك.





وانتهى...هذي الرواية من هذيك السنة وانا قاعدة اكتبها أتمنى تعطونها كل الحب والتقدير..وشكراً لكل شخص قرأها ^-^


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 10:23 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 01:12 PM   #5

شمس الشام

? العضوٌ??? » 457308
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » شمس الشام is on a distinguished road
افتراضي

شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا 😍😘😗😍😘😗😗😍😍😘😗😗😍😘😘😗😘😍😍😘😗😗😘😘😗😘😍😗😗😘😘😗😗😍😘😗😗😘😍😍😘😗😘 😘😗😗😗😗

شمس الشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.